Professional Documents
Culture Documents
ياجوج وماجوج
ياجوج وماجوج
فذكر :الدخان ،والدجال ،والدابة ،وطلوع الشمس من مغربا ،ونزول عيسى بن مري ،
ويأجوج ومأجوج ،وثلثة خسوف :خسف بالشرق ،وخسف بالغرب ،وخسف بزيرة العرب ،
وآخر ذلك نار ترج من اليمن تطرد الناس إل مشرهم )) (.)1
تكلمنا عن الدجال ونزول عيسى عليه السلم وحديثنا اليوم إن شاء اللـه تعال عن يأجوج
ومأجوج .
وكعادتنـا حتـى ل ينسـحب بساط الوقت من بي أيدينا سريعا ،فسوف أركز الديث مع
حضراتكم اليوم عن يأجوج ومأجوج ف العناصر التاليـة :
:تأصيل لغوى شرعى مختصر أول ً
ثانيا ً :بعث النار
ثالثا ً :ذو القرنين ويأجوج ومأجوج
رابعا ً :خروجهم بين يدى الساعة
خامسا ً :عيسى بن مريم والدعاء المستجاب
فأعرن قلبك وسعك أيها البيب ،واللـه أسأل أن يعلن وإياكم جيعا من الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم اللـه وأولئك هم أولوا اللباب .
أيها الحبة :لقد أورد كثي من الؤرخي والفسرين أخبارا عجيبة وروايات غريبة عن يأجوج
ومأجوج ،ذكروا ف هذه الروايات والخبار أصلهم ،ونسبهم ،وأشكالم ،وألوانم ،ومكانم !!
وهذه الخبار والروايات ل تعدو أن تكون مرد خرافات وأوهام وخيالت وأساطي ،لنا أُخِذَت
من السرائيليات .
أُ ِخذَت من غي الصادر اليقينية أى القرآن والسنة النبوية الصحيحة ،فل يوز لحدٍ بال أن يتكلم
ف مثل هذه المور الغيبية إل بالدليل الصريح من القرآن أو بالدليل الصحيح من سنة النب عليه الصلة
والسلم .
فلسنا ف حاجة على الطلق لن نلهث وراء السرائيليات والخبار العجيبة والوضوعة لنتكلم عن
يأجوج ومأجوج أو عن ذى القرني ،وإنا يب علينا جيعا أن نقف عند النص اليقين ف كتاب ربنا وف
سنة البيب نبينا ففيه الغن .
يأجوج ومأجوج ُأ ّمتَانِ من البشر من ذرية آدم عليه السلم يتميزان عن بقية البشر بالجتياح الروع
والكثرة الكاثرة ف العدد والتخريب والفساد ف الرض بصورة ل يسبق لا مثيل .
وقال الحققون من أهل اللغة نقل عن ابن منظور ف لسان العرب وغيه قالوا :
يأجوج ومأجوج إسان أعجميان مشتقان من أجيج النار أى من التهابا ومن الاء الجاج وهو
الشديد اللوحة والرارة .
فشبّهوهم بالنار الضطرمة التأججة وبالياه الارة الحرقة التموجة لكثرة تقلبهم ،واضطرابم ،
وتريبهم ،وإفسادهم ف الرض .
هذا هو التأصيل اللغوى الذى لبد منه بداية حت ل نطلق ليالنا العنان لنلهث وراء الرافات
والساطي والوهام .
لذا أخبنا الصطفى أن يأجوج ومأجوج هم بعث النار يوم القيامة وهذا هو عنصرنا الثان من
عناصر اللقاء :
ففى الصحيحي من حديث أب سعيد الدرى رضى اللـه عنه أن النب قال (( :يقول اللـه
يوم القيامة يا آدم فيقول آدم لبيك وسعديك والي ف يديك فيقول اللـه جل وعل َ :أ ْخرِج بعث
النار فيقول آدم عليه السلم :وما بعث النار يا رب ،فيقول اللك :من كل ألف تسعمائة وتسعة
وتسعون إل جهنم ،وواحد إل النة )) فشق ذلك على أصحاب النب الختار ،وف رواية فيأس القوم
حت ما أبدوا بضاحكة ،وف رواية فبكى أصحاب الرسول وقالوا :يا رسول اللـه وأينا ذلك الواحد
فقال الصطفى ((:أبشروا ! أبشروا ! فمن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد
)) ث قال الصطفى :
(( والذى نفسى بيده إن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة )) فكبنا .
قال (( :والذى نفسى بيده إن لرجو أن تكونوا ثلث أهل النة )) فكبنا .
فقال الصطفى ف الثالثة (( :واللـه لرجو أن تكونوا نصف أهل النة )) .
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()118
)(1رواه البخارى رقم ( )4478فى التفسير ،باب قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا والترمذى رقم ( )2965فى التفسير ،
باب ومن سورة البقرة ،وهو فى صحيح الجامع رقم (. )8034
)(2رواه البخارى رقم ( )3339فى أحاديث النبياء ،باب قول ال عز وجل ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ورواه الترمذى ،
والنسائى ،وابن ماجة ،ورواه أيضا أحمد فى المسند رقم (. )11222
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()119
(( )) فقال الصحابة :فكيف تعرف من ل يأتى بعد من أمتك يا رسول اللـه ؟ فقال الصطفى :
أرأيت لو أن رجل له خيلُ ُغ ّر مُحَجّلَة بي َظ ْهرَى خَ ْيلٍ دُ ْه ٍم ُبهْمٍ (أى سود) أل يعرف خيله )) ؟
قالوا :بلى يا رسول اللـه ،فقال الصطفى (( :فأنم يأتون غُرا مجلي من الوضوء )) (. )1
أحبت ف اللـه :
أقف الن وحضراتكم مع هذا الوار الميل بي ذى القرني وقوم تعرضوا للفساد واليذاء على
أيدى يأجوج ومأجوج وهذا هو عنصرنا الثالث بإياز .
لقد حكى اللـه قصة ذى القرني ف سورة واحدة من سور القرآن أل وهى سورة الكهف قال
اللـه تعال َ :وَيسَْألُوَنكَ َع ْن ذِي اْل َقرْنَ ْي ِن ُقلْ َسَأتْلُو عَلَ ْي ُك ْم مِ ْنهُ ذِ ْكرًا()83إِنّا مَكّنّا َلهُ فِي الَرض
ب فِي عَ ْينٍ
س َوجَ َدهَا َت ْغرُ ُ
وَءَاتَيْنَا ُه ِمنْ ُكلّ َشيْ ٍء سَبَبًا(َ )84فأَتْبَ َع سَبَبًا()85حَتّى ِإذَا بَ َل َغ َمغْ ِربَ الشّمْ ِ
خ َذ فِي ِهمْ ُحسْنًا()86قَا َل أَمّا َمنْ
حَمَِئةٍ َو َوجَدَ عِ ْن َدهَا َق ْومًا قُلْنَا يَاذَا اْل َقرْنَ ْي ِن ِإمّا أَ ْن ُتعَ ّذبَ َوِإمّا أَ ْن تَتّ ِ
سوْفَ ُن َع ّذبُ ُه ُثمّ ُي َر ّد إِلَى َربّ ِه فَُي َعذُّبهُ َعذَابًا نُ ْكرًا( )87وََأمّا َمنْ ءَا َمنَ وَ َع ِملَ صَالِحًا فَ َل ُه َجزَاءً
ظَ َل َم َف َ
س َو َجدَهَا تَطْ ُلعُ
سرًا()88ثُ ّم َأتْبَ َع سَبَبًا()89حَتّى ِإذَا بَلَ َغ مَطْ ِلعَ الشّمْ ِ
حسْنَى َوسَنَقُو ُل َلهُ ِم ْن َأمْ ِرنَا ُي ْ
الْ ُ
ج َعلْ لَ ُه ْم ِمنْ دُونِهَا سِ ْترًا(َ )90ك َذِلكَ َو َقدْ َأحَطْنَا بِمَا َل َديْ ِه خُ ْبرًا(ُ)91ث ّم أَتْبَ َع سَبَبًا(
عَلَى َقوْمٍ لَ ْم نَ ْ
سدّْي ِن وَ َجدَ ِم ْن دُوِنهِمَا َقوْمًا ل َيكَادُونَ يَ ْف َقهُو َن َقوْل( )93قَالُوا يَاذَا اْل َقرْنَ ْينِ
)92حَتّى ِإذَا بَ َل َغ بَ ْينَ ال ّ
ج َعلَ بَيْنَنَا َوبَيَْنهُ ْم َسدّا(
ج َعلُ َلكَ َخ ْرجًا عَلَى أَ ْن تَ ْ
سدُو َن فِي الَرض َف َهلْ نَ ْ
إِ ّن يَ ْأجُوجَ َو َمأْجُوجَ مُ ْف ِ
حدِي ِد حَتّى
)94قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ َربّي خَ ْي ٌر َفأَعِينُونِي بِ ُق ّوةٍ َأ ْج َعلْ بَيَْن ُكمْ َوبَيَْن ُهمْ َر ْدمًا()95ءَاتُونِي ُزَب َر الْ َ
ص َدفَيْ ِن قَا َل انْفُخُوا حَتّى ِإذَا َجعَلَ ُه نَارًا قَالَ ءَاتُونِي ُأ ْفرِغْ عَلَ ْي ِه قِ ْطرًا()96فَمَا
ِإذَا سَاوَى بَ ْينَ ال ّ
اسْطَاعُوا أَ ْن يَ ْظ َهرُوهُ َومَا اسْتَطَاعُوا َلهُ َنقْبًا ()97قَا َل هَذَا َرحْ َمةٌ ِمنْ َربّي َفِإذَا جَا َء وَ ْعدُ َربّي َجعَلَهُ
دَكّا َء وَكَانَ وَ ْعدُ َربّي حَقّا
[ الكهف ] 98 - 83 :
)(1رواه البخارى رقم ( )136فى الوضوء ،باب فضل الوضوء والغر المحجلون ،ومسلم رقم ( )249فى الطهارة ،باب استحباب
إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء ،والموطأ ( )30-1/28والنسائى ( )1/93/95فى الطهارة .
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()120
هذه هى قصة ذى القرني مع يأجوج ومأجوج وأقول لك أن قصة ذى القرني هى الخرى قد
نُسِجَ حولا من الساطي والرافات واليالت والوهام ما يندى له جبي التحقيق خجلً وحياءً .
ل يوز لحد يترم علمه وعقله أن يتجاوز النص القرآن ف قصة ذى القرني فما ذكره اللـه ف
القرآن عن ذى القرني فيه الغن وفيه الكفاية ،ولسنا ف حاجة لن نلهث وراء السرائيليات لننسج
حول شخصية ذى القرني الساطي والرافات والوهام .
والن أدعوك لنتجول سويا لنتعرف على قصة ذى القرني مع يأجوج ومأجوج بالنص القرآن
والتفسي اليسي .
ذو القرني عبد صال اختلف أهل التفسي ف نبوته لكن ل يستطيع أحد أن يزم بذلك .
والقصة تبدأ بسؤال الشركي للنب الصطفى ويأتى الواب من اللـه جل وعل .قل يا ممد .
وكلمة " قل " يسميها علماء التفسي وعلماء اللغة قل التلقينيه أى القصة ليست من عند رسول اللـه
بل هى وحى من عند اللـه جل وعل .
ُق ْل َسأَتْلُو عَلَ ْي ُكمْ مِ ْن ُه ذِ ْكرًا :
كلمة " منه " التبعيضية :أى سأتلوا عليكم بعض الشىء من قصة ذى القرني ولو علم اللـه ف
الزيادة عن النص القرآن خيا لذكرها لنا فلنقف عند ما ورد ف القرآن وما ثبت ف حديث النب عليه
الصلة والسلم
ِ إنّا َمكّنّا َل ُه فِي الَرض :
تدبر ...فمن الذى َمكّنَ لذى القرني ؟
فالتمكي إن نقبت عنه ف القرآن سترى أنه ف كل مرة وردت لفظة التمكي تنسب إل اللـه رب
العالي ،وهذه القاعدة البلغية تؤصل ف القلوب قاعدة إيانية .
فالذى يُ َمكّن للدول والمم والشعوب هو اللـه ،فيجب علينا جيعا أن نعلق قلوبنا باللك الذى
يفعل كل شىء ،مع الخذ بالسباب فهذا من حقيقة التوكل على اللـه .
ل تسود أمة إل بإذن اللـه ول تزول أمة إل بإذن اللـه .
ك مِ ّم ْن َتشَاءُ وَُت ِعزّ َم ْن َتشَاءُ
ع الْمُلْ َ
ك َمنْ َتشَا ُء َوتَ ْنزِ ُ
ك الْمُ ْلكِ ُت ْؤتِي الْمُ ْل َ
قال تعال ُ قلِ ال ّل ُهمّ مَالِ َ
وَُت ِذلّ َم ْن َتشَا ُء بَِيدِ َك الْخَ ْي ُر ِإنّكَ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ [ آل عمران . ] 26 :
ِ إنّا مَكّنّا َلهُ فِي الَرض وَءَاتَيْنَاهُ ِمنْ ُك ّل شَيْ ٍء سَبَبًا(َ )84فأَتْبَ َع سَبَبًا
أخذ بذه السباب والوسائل للتمكي والنصر والفتح والظهور .
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()121
الرحلة الثانية من مراحل البناء ،أل وهى أن يذيبوا النحاس حت ينصهر .
فلما انصهر النحاس أمرهم بصب النحاس على الديد فتخلل النحاس الديد فأصبح النحاس
والديد معدنا واحدا ليزداد صلبة وقوة فل تستطع يدى يأجوج ومأجوج أن تتسلقه أو أن تنقبه .
وبذلك يكون ذو القرني قد سبق العلم العاصر ف تقوية الديد بالنحاس فلما ساوى بي الصّدَفي
بذا الديد وبذا النحاس ليبي لنا سات القيادة الفذة الناجحة الت تستطيع أن تمع بي اليوط
والطوط .
الت تستطيع أن تمع بي الواهب والطاقات والقدرات والمكانيات لتستغل الوارد والطاقات أعظم
استغلل .
ذو القرني يبي لنا سات القيادة الناجحة ،وما أحوج المة إل هذه القيادة الفذة ،فلما نظر إل
هذا السد العظيم ل يسكره نشوة القوة والعلم ،ل يقل فن الدارة !!
ل يقل :إنا أوتيته على علم عندى !! وإنا نسب الفضل لصاحب الفضل جل وعل فقال :قَالَ
هَذَا َرحْ َمةٌ ِمنْ َربّي َفِإذَا جَا َء وَ ْعدُ َربّي َجعَلَ ُه دَكّا َء وَكَا َن وَ ْعدُ َربّي َحقّا
درس عظيم ..هذا رحة من رب ث بي للحضور معتقده الصاف ف اليان ف البعث واليان بيوم
القيامة فقال لم إن الذى أمر ببناء هذا السد هو اللـه ،وأن الذى أمر بجز يأجوج ومأجوج هو
اللـه ،وأن الذى سيأذن لم بالروج هو اللـه ،وحتما سيأتى يوم على هذا السد النيع ليجعله اللـه
عز وجل دكاء أى ليسويه بالرض وذلك ل يكون إل بي يدى الساعة كما سيسوى جبال الرض
كلها بالرض .
َ فِإذَا جَا َء وَ ْعدُ َربّي َجعَلَ ُه دَكّا َء وَكَا َن وَ ْعدُ َربّي حَقّا
هكذا يبي ذو القرني العقيدة الصافية ف اليان بالبعث ،ف اليان بيوم القيامة وعلمته الكبى
حي يأذن الق تبارك وتعال ليأجوج ومأجوج ف الروج حينئذ يستطيعون أن ينفذوا هذا السد
ويرجوا وهذا هو عنصرنا الرابع من عناصر هذا اللقاء :
ف صحيح البخارى من حديث زينب بنت جحش رضى اللـه عنها " أن النب دخل عليها يوما
فزعا وهو يقول (( ل إله إل اللـه ،ل إله إل اللـه ويل للعرب من شر قد اقترب ،فتح اليوم من
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()124
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه )) وحلق بأصبعه السبابة والبام فقالت زينب بنت جحش :يا رسول
ك وفينـا الصالون فقال الصطفى ((:نعم إذا كَُثرَ البـث )) ()1يهلك الصال والطال
اللـه أَنلِ ُ
ويبعث اللـه الصالي والطالي على نيـاتـم .
وتدبر معى هذا الديث :الذى رواه أحد والترمذى وابن ماجة وابن حبان والاكم ف الستدرك
وصحح الاكم الديث على شرط الشيخي وأقر الاكم الذهب واللبان ف السلسلة من حديث أب
هريرة أن الصادق الصدوق الذى ل ينطق عن الوى قال (( :إن يأجوج ومأجوج يفرون السد كل
يوم ،حت إذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا :ارجعوا فستحفرونه غدا فيجعون فيعد اللـه
السد أشد ما كان ،حت إذا أراد اللـه أن يبعثهم خرجوا يفرون السد فقال الذى عليهم إذا ما
رأوا شعاع الشمس ارجعوا وستحفروه غدا إن شاء اللـه تعال فيعودون فيون السد كهيئته الت
تركوه عليها فيحفرونه ويرجون )) ( )2وف رواية مسلم ف حديث النواس بن سعان (( فيمرون على
بية طبية فإذا َمرّ أوائل يأجوج ومأجوج شربوا ماء البحية كله فإذا مر آخرهم قال :لقد كان ف
هذه البحيه ماء )) .
فيخرجون فيخاف الناس ويتحصنون منهم ف الصون ،يتركون لم الشوارع والطرقات ل قدرة
لحد بقتالم كما سأذكر ف رواية النواس بن سعان قال الصطفى (( :يا عيسى إن قد بعثت قوما (
أى يأجوج ومأجوج ) ل يدان لحد بقتالم ( أى ل طاقة لحد بقتالم ) فحرز عبادى إل الطور أى
اجع عبادى من الؤمني إل جبل الطور ف سيناء )) ويتحصن الناس منهم ف حصونم فيقول يأجوج
ومأجوج لقد قتلنا أهل الرض تعالوا لنقتل أهل السماء .
ان ظر إل الفجور !! وبذه العبارة ف قط ت ستطيع أن تت صور ح جم الف ساد ف الرض إذ ترأ هؤلء
وفكروا ف أن يقاتلوا أ هل ال سماء وبالف عل يوجهون النشاب ( أى ال سهام ) إل ال سماء في يد اللك أن
يبتليهم فيد اللـه عليهم نشابم ملطخة دما فتنة من اللـه تعال فيقولون قهرنا أهل الرض وعلونا أهل
ال سماء ف الوقت الذى تبتلى فيه الرض بذه الفتنة تكون فت نة أخرى عصفت بأهل الرض عصفا أل
وهى فتنة الدجال فينل عيسى عليه السلم وهذا ما سنتعرف عليه بعد جلسة الستراحة .
وأقول قول هذا وأستغفر اللـه ل ولكم
)(1رواه البخارى رقم ( )3346فى أحاديث النبياء ،باب قصة يأجوج ومأجوج ،ومسلم رقم ( )2880فى الفتن ،باب اقتراب
الفتن ،والترمذى رقم ( )2188فى الفتن .
)(2رواه ابن ماجة رقم ( )4080والحاكم وهو فى صحيح ابن حبان (. )1908
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()125
يُنل اللـه تعال عيسى عليه السلم كما ف حديث النّواس بن سعان الذى رواه مسلم قال
الصطفى (( :فبينما هو كذلك ( أى الدجال) إذ أنزل اللـه عز وجل عيسى بن مري عند النارة
البيضاء شرقى دمشق بي مهرودتي أى ثوبي مصبوغي واضعا َكفّيه على أجنحة ملكي إذا طأطأ
رأسه قطر وإذا رفعه تدّر منه جان كاللؤلؤ )) إذا رفع نب اللـه عيسى رأسه تقطر منها الاء كحبات
اللؤلؤ البيض .
)) يقول الصطفى (( فيطلب عيسى بن مري الدجال حت يدركه بباب ُلدّ (مدينة بفلسطي)
فيقتل عيسى بن مري الدجال عليه لعنة اللـه
(( ث يأتى عيسى بن مري قوم قد عصمهم اللـه منه فيمسح عن وجوههم ويبشرهم بدرجاتم
ف النة فبينما هو كذلك إذ أوحى اللـه إل عيسى إن قد أخرجت عبادا ل ل يدان لحد بقتالم
فحرز عبادى إل الطـور )) ( أى ل طاقـة ول قـدرة لحـد بقتـالـهم ) يقـول الصطقى :
(( ويبعث اللـه يأجوج ومأجوج ،وهم من كل حدب ينسلون )) ينتشرون ،يغطون وجه الرض
من فوق الرتفعات والبال .
فيمر أوائلهم على بية طبية فيشربون ما فيها ،وير آخرهم فيقولون :لقد كان بذه مّرةً ماءُ
ويصر نب اللـه عيسى عليه السلم وأصحابه فيـرغـب نـب اللـه عيسى وأصحابه أن يتضرعـوا
إل اللـه عز وجل أن يهلـك يأجوج ومأجوج فيستجيب اللـه دعاء عيسى وأصحابه من أمة النـب
ممد .
اسع ماذا قال الصطفى (( :فيسل اللـه على يأجوج ومأجوج النغف )) النغف :هو الدود
الصغي .
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()126
تدبر قدرة اللك وعظمة اللك ،واللـه ما أحوج المة إل أن تتلئ قلوبا يقينا بقدرة اللك جل
جلله .
ما أحوجنا إل أن نتعرف على عظمة اللـه وعلى جلل اللـه ،وعلى قوة اللـه ،وعلى قدرة
اللـه ،فإن أمر اللـه بي الكاف والنون .
فيسل اللـه عليهم النغف أى الدود الصغي ف رقابم فيهلكهم الق جل وعل فيقول الصطفى
(( :فيصبحون فرسى ( أى قتلى ) كموت نفس واحدة )) ف رواية (( يطلب نب اللـه عيسى واحدا
من هؤلء التحصني الائفي أن يرج وأن يبذل نفسه ليى ماذا فعل يأجوج ومأجوج ف الرض
فيخرج وهو مستعد للقتل واللك فيى هذه الكرامة والعجزة والية فيجع لنب اللـه عيسى
وينادى عليه وعلى أصحابه :أبشروا لقد أهلك اللـه يأجوج ومأجوج )) يقول الصطفى (( :ث
يهبط نب اللـه عيسى مع أصحابه فل يدون موضع شب إل مله زههم ونتنهم ( الزهم :الدهن
والشحم ) ل يقوى الناس على هذه الرائحة الكريهة النتنة .فيغب نب اللـه عيسى وأصحابه إل
اللـه أن يطهر الرض من هذه النت ،فيسل اللـه عز وجل طيا كأعناق البخت (أى كرقاب
البل) فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء اللـه ث يرسل اللـه مطرا ل يكن منه بيت مدر ول وبر
فيغسل الرض حت يتركها كالزَّلقَة (أى تصبح الرض كالرآة ف صفائها ونقائها ) وحينئذ يقال
للرض أنبت ثرتك وردّى بركتك )) .يقول الصطفى (( :فبينما هم كذلك إذ بعث اللـه ريا
طيبة تأخذ الناس تت آباطهم فتقبض هذه الريح روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس
يتهارجون ف الرض تارج المر (أى المي) وعليهم تقوم الساعة )) .
وبذلك يكون قد أنيت الديث عن يأجوج ومأجوج من الصادر اليقينية من كتاب اللـه والسنة
الصحيحة ،وأنصح أحباب أن ل يقفوا بعد ذلك وراء الساطي والوهام والسرائيليات الت وردت ف
ذلك .
أسال اللـه جل وعل أن يرزقنا وإياكم العلم النافع وأن يفقهنا وإياكم ف الدين وأن يفظنا وإياكم من
الفت ما ظهر منها وما بطن إنه على كل شئ قدير
اللـهم استرنا ول تفضحنا وأكرمنا ول تنا وكن لنا ول تكن علينا اللـهم ل تدع لحد منا ف
هذا القام الكري ذنبا إل غفرته ول مريضا إل شفيته ول دينا إل قضيته ،ول ها إل فَرّجْته ،ولميتا
إل رحته ،ول عاصيا إل هديته ،ول طائعا إل سددته ،ول حاجة هى لك رضا ولنا فيها صلح إل
فى رحاب الدار الخرة " علم ات ا لس اع ة الك برى" ()127
وأقم الصـلة