السابقة التي كانت مطبقة في عصر من العصور السابقة وهذه النظم يمكن أن يكون منها ما هو مفيد فبالتالي يقرها المشرع وأما القواعد التي ثبتت عدم قدرتها على مواكبة التطورات فيقوم المشرع باستبدالها صلة القواعد القانونية بعلم االقتصاد يهتم علم االقتصاد بأدوات االنتاج والتداول وتوزيع الثروات وهذه المسائل تحتاج إلى تنظيم وأفضل وسيلة لتنظيمها القواعد القانونية حيث تحدد هذه القواعد شروط الملكية وأسباب كسبها والحقوق المالية وغيرها ويكون سن هذه القواعد وفقاً للمذهب السائد في الدولة فالمذاهب الفردية تمكن الفرد من حرية التداول أما المذاهب االشتراكية فتقيد حرية الملكية وتداول األموال القواعد القانونية وعلم السياسة هناك ترابط واضح بين علم القانون والسياسة فاألول هو الذي يحدد نظام الحكم من ملكي أو جمهوري ووظائف السلطات في الدولة والحقوق والحريات الممنوحة لألفراد بحسب سياسية الدولة يؤثر النظام السياسي على القواعد القانونية فعند وجود نظم ديكتاتورية تقوم الدولة بوضع قواعد قانونية تمكنها من تطبيق سياستها وهكذا تتأثر القواعد بالنظم الحاكمة القواعد القانونية وعلم االجتماع
يتصل علم القانون بعلم االجتماع حيث يعتمد
المشرع على الحقائق والدراسات االجتماعية التي من خاللها تسهل عملية تنظيم القواعد القانونية التي تساهم في عالج المشكالت االجتماعية أمثلة على العالقة بين علمي القانون واالجتماع
لو اتضح من الدراسات االجتماعية أن هناك
ازدياد في ظاهرة الجريمة مثالً فيقوم المشرع بتعديل العقوبة لكي تساهم في وضع حد للجريمة وكذلك لو تبين أن الدولة تعاني من نقص في السكان فيكون العالج من خالل سن قواعد قانونية تساهم في حل هذه المشكالت مثل تخفيض سن الزواج أو منح عالوات أو ضمانات معينة لزيادة االنتاج والعكس صحيح نطاق القانون ومدى تدخله في نشاط األفراد • لمعرفة نطاق القانون في مجتمع ما يلزم تحديد المذهب السائد في ذلك المجتمع • هناك مذهبان سائدان في المجتمعات وهما المذهب الفردي والمذهب االجتماعي إضافة إلى النظام اإلسالمي • لمعرفة موقف المشرع الفلسطيني نلقي الضوء على هذين المذهبين ثم نحدد أين يقف المشرع الفلسطيني من هذين المذهبين أوالً المذهب الفردي
• بدأ ظهور هذا المذهب في القرن السابع
عشر وازدهر في القرن الثامن عشر بعد نجاح الثورة الفرنسية 1789م – 1799م • نادى أنصار هذا المذهب بتحرير الفرد من تعسف الحاكم واستبداده في زمن اتسم بإهدار الحقوق الشخصية األسس التي يقوم عليها المذهب الفردي
• تنطلق أفكار هذا المذهب من تقديس حرية
الفرد ألنه :محور الحياة االجتماعية والهدف من وجود المجتمع بأسره • يجب تسخير المجتمع لخدمة الفرد وليس العكس ألن المجتمع وجد من أجل الفرد تابع أسس المذهب الفردي
• يستند هذا المذهب على أن الفرد ولد ً
حرا ويجب أن يمارس نشاطه بحرية مطلقة وال يجوز ألي سلطة الحد من هذه الحرية إال بما يتعارض مع حقوق اآلخرين • دور القانون يكون سلبياً ألنه يقتصر على التدخل لحماية حقوق األفراد تابع األسس • يقوم المذهب الفردي على أفكار مدرسة القانون الطبيعي • ومضمون هذه األفكار أن اإلنسان يولد ومعه حقوق طبيعية أصلية ال فضل ألحد عليه وأبرز هذه الحقوق هي الحرية تابع األسس
• كما يستند أنصار هذا المذهب على نظرية
العقد االجتماعي التي نادى بها (جان جاك روسو ـ توماس هوبز ـ جون لوك) • مفهوم النظرية أن األفراد يرتبطون بالمجتمع من خالل عقد يتضمن تنازلهم عن جزء يسير من حقوقهم مقابل حماية السلطة للحقوق الطبيعية لهؤالء األفراد نتائج المذهب الفردي
• -1إعالء شأن اإلرادة الفردية وانتشار
مبدأ العقد شريعة المتعاقدين • -2جميع األنظمة القانونية في المجتمع مصدرها االرادة الفردية كالعقد واألسرة والملكية والعقوبة تابع النتائج
• -3عجز الدولة عن التدخل في مجال
حقوق األفراد وحرياتهم ألن الفرد يعلو على المجتمع ومهمة الدولة قاصرة على حماية الحقوق الفردية • -4سيطرة مبدأ المنافسة الحرة الذي يعد السبب الرئيسي في زيادة االنتاج وتحسين نوعيته عيوب المذهب الفردي
• -1إهمال الصالح العام من خالل تقديم
مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة • -2قصور الدولة عن الدفاع عن حقوق الضعفاء والفقراء تابع عيوب المذهب الفردي
• -3سيادة البرجوازية األنانية وتحكمها في
المجتمع • -4القضاء على مبدأ المنافسة الحرة من خالل إنشاء الشركات العمالقة التي تتحكم في االنتاج واألسعار ثانيا ً المذهب االشتراكي • ينطلق هذا المذهب على أساس: • -1أن الجماعة هي الهدف من وجود القانون وليس الفرد وما الفرد إال أحد عناصر الجماعة • -2تقديم الصالح العام على المصالح الفردية وهذا يتطلب مزيداً من تدخل الدولة • -3حقوق األفراد ليست حقوقاً طبيعية وإنما منحة من الجماعة مبررات قيام المذهب االشتراكي
• ساهم في ظهور هذا المذهب الثورة
الصناعية مطلع القرن التاسع عشر والمغاالة التي نادى بها أنصار المذهب الفردي حيث اتسعت الهوة بين األغنياء والفقراء • قيام أصحاب المصانع بتشغيل العمال (الطبقة الفقيرة) في ظروف غير إنسانية نتائج المذهب االشتراكي
• -1تقليص دور اإلرادة الفردية وخضوعها
لمراقبة وتحكم الدولة • -2قيام الدولة بالعمل على تحقيق أساس المساواة التامة بين األفراد • -3ازدياد نشاط الدولة وقيامها بعملية تأميم العديد من المشاريع تابع النتائج
• -4اختالف أنصار هذا المذهب في آلية
تحقيق المساواة حيث ينادي المتطرفون بإلغاء الملكية الفردية وتملك الدولة لكافة وسائل اإلنتاج ،في حين يرى المعتدلون باالحتفاظ بالملكية الفردية مع ضرورة أن تكون موجهة لصالح المجموع تحت رقابة الدولة عيوب المذهب االشتراكي
• -1الغلو في النزعة االشتراكية من خالل
• إلغاء حق الملكية وسيترتب على ذلك: • قتل الحافز والباعث الشخصي على العمل والجد واالجتهاد • تكريس سيطرة الدولة على األفراد واستبدادها وهذا ما كان سائداً قبل ظهور المذهب الفردي -2تحقق الظلم االجتماعي
• -2يؤخذ على هذا المذهب تحقق الظلم
االجتماعي من خالل: • إساءة استعمال بعض الطبقات لحقوقها الخاصة وسيترتب على ذلك عدم تحقيق المساواة التي يناشد بها هذا المذهب أثر المذهبين على القانون الفلسطيني • أخذ المشرع الفلسطيني بالمذهبين مع ميله لألخذ بالمذهب الفردي ولكن ليس على إطالقه: • فأخذ من المذهب االشتراكي مبدأ التضامن االجتماعي ومبدأ تكافؤ الفرص صور مبدأ التضامن وتكافؤ الفرص
• ظهر ذلك في الدستور حيث أوجب على
تنظيم خدمات التأمين االجتماعي والصحي ونص على الحق في التعليم وإلزاميته ومجانيته في المرحلة األساسية ،وتقديم الخدمات األخرى من ثقافية وصحية وغيرها (تدخل الدولة) مظاهر المذهب الفردي في القانون الفلسطيني
• أخذ من المذهب الفردي العديد من األفكار
مثل :حق المليكة وما يترتب عنه من سلطات تمنح للمالك المزاوجة بين المذهبين
• زاوج بين المذهبين من خالل :لم يترك
مبدأ العقد شريعة المتعاقدين على إطالقه حيث تدخل المشرع لنصرة الطرف الضعيف مثل (عقود اإلذعان ونظرية الظروف الطارئة والعقود التي يكون فيها استغالل) ثالثا ً النظام اإلسالمي • القاعدة التي يقوم عليها النظام اإلسالمي هي حماية مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم • مصالح العباد قد تكون: • ضرورية • حاجية • تحسينية المصالح الضرورية ماهيتها :هي األمور التي يترتب عليها حفظ مصالح األفراد • الدنيوية سواء الدينية أو الحياتية هذه الضروريات هي: • -1حفظ الدين وشرع حد الردة للحفاظ عليه • -2حفظ النفس وشرع القصاص للحفاظ عليها • -3حفظ العقل وشرع حد الشرب للحفاظ عليه • -4حفظ النسل وشرع حد الزنا للحفاظ عليه • -5حفظ المال وشرع حد السرقة للمحافظة على المال • -6حفظ العرض (عند البعض) وشرع حد القدف للحفاظ على • األعراض المصالح الحاجية وهي األمور التي إذا لم تراع وقع على المكلفين • المشقة والحرج أمثلتها: • اإلفطار والقصر في الصالة للمسافر والمريض • الجمع بين الصلوات في حاالت معينة كالمطر • والخوف المصالح التحسينية وهي المصالح التي يقصد بها األخذ بمحاسن العادات، • ومكارم األخالق ،مثل: الطهارات بالنسبة للصلوات • أخذ الزينة من اللباس ،ومحاسن الهيئات ،والطيب • تحريم الخبائث من المطعومات • الرفق ،واإلحسان ،وما أشبه ذلك • بذلك نجد أن النظام اإلسالمي يسعي لتحقيق مصالح الفرد • والجماعة في الدنيا واآلخرة وفي معامالتهم الحياتية والدينية