Professional Documents
Culture Documents
النقد المعمارى
النقد المعمارى
النقد الحديث
النقد الحديث
• كانت بدايات القرن العشرين حقبة للعديد من التوسعات الهائلة والمتنوعة فى النقد
األدبى والفنى ,والعديد من النظم والمناهج النقدية كانت نتائج مبادئ تبلورت فى
تلك الحقبة .وقد لعبت الواليات المتحدة وروسيا وايطاليا على وجه الخصوص
ادوارا جوهرية فى تلك التوسعات ففى روسيا وبقيام ثورتها الشاملة عام 1917
وتأثيراتها فى أوربا الشرقية ,ظهرت المدارس النقدية البنيوية Structuralism
كما تطورت اتجاهات نقدية استمدت أسسها من الفلسفة الوجودية
Existentialismومن أبرزهم الكاتب والناقد األمريكى ( ت .س .ايليوت
) T.S.ELIOT
• ( ) 1965 – 1988كل هذه االتجاهات والتيارات النقدية اعتمدت على المفهوم
المعاصر الجديد للنقد الذى ال يعتمد على مجرد التأثير الشخصى وال يعتمد على
البحث فى عالقة العمل الفنى بأى ظاهرة أخرى مخالفة له ,وانما يستند بصفة
رئيسية على الخصائص الجمالية وحدها فى العمل ذاته .معنى هذا أن النقد الحديث
يتجه الى طبيعة الموضوع وحدها ويستبعد كل ما يقع خارج العمل الفنى ولذلك فان
أتباعه يرفضون كل أنواع النقد التى تنصرف عن النظر الى العمل ذاته لكى تبحث
فى التاريخ أو المجتمع أو سيكولوجية الفنان ,كما يستبعدون مصدر العمل وعوامل
نشأته
• اذن ينصب تحليل الناقد الحديث على العمل الفنى نفسه ,ال ينفذ الى نفس الفنان أو
الى العالم الخارجى وانما العمل نفسه وعناصره دون أى تدخل لعامل خارجى يؤثر
على العملية النقدية ,كنفس الفنان ومشاعره أو حوادث التاريخ أو األساطير أو
المبادئ األخالقية أو األفكار الفلسفية والمذاهب السياسية .أول من أطلق تعبير النقد
الحديث The New Criticismهو الناقد جون رانسوم ( Ransom, John
)Crowe 1888 – 1974فى كتابه " النقد الحديث " الذى نشر عام , 1941
وأوضح فيه أن الناقد الحديث يرفض القواعد ألنه ناقد تحليلى وليس ناقد تقويمى
غايته توضيح العمل ولذلك فهو يهتم بالخصائص الفردية للعمل الفنى ,أما النقد
بالقواعد فيرجع العمل الفردى الى أصناف وأنواع .وفى كتابه Criticism As
Pure Speculationفسر مهمة الناقد بأنها تأمل فى العمل نفسه محلال مبينا مدى
نجاح الفنان فى تعبيره وسيطرته على أدواته حيث أن الفن هو معيار العمل الفنى
فمعيار الشعر هو الشعر ومعيار الموسيقى هو الموسيقى ومعيار التصوير هو
التصوير .اذن على الناقد أن يقدر اللغة التى يخاطبه بها الفنان وتصبح تقاليد كل
نوع من أنواع الفنون وقواعده الخاصة هى السند فى األحكام النقدية .أوضح النقد
الحديث أن انصراف الناقد فى المدارس النقدية الماضية الى البحث عن الظروف
المختلفة التى تحيط بالعمل الفنى كالعناية بمعرفة تاريخ الفنان أو العصر الذى عاش
فيه أو المجتمع الذى نشأ فيه تساعد فى تكوين معرفة عن العمل الفنى وليس معرفة
به.
.وبالتالى فان الناقد الحديث ال يكتفى بأن يحكم على الموضوع الفنى بالجمال مثال ,
ولكنه مطالب بتفسير هذا الجمال .
أى أنه مطالب بفلسفة جمالية لها رؤية خاصة تتيح له هذا التفسير وبالتالى فالناقد
الحديث هو ناقد جمالى بالمقام األول Aesthetic Critic
قواعد الفلسفه الجماليه للنقد الحديث (فن العماره)
• التضحية -: The Lamp of Sacrifice
• الرغبة فى القيام بشئ جيد فى حد ذاته ,التفانى ,ويقصد بها استعمال مواد ثمينة
تقدم كقربان ,وبالتالى فهذه القيمة من وجه نظره .تفضل على األخص بالنسبة
للعمارة الدينية والعمارة التذكارية الخالدة .
• الحقيقة -: The Lamp of Truth
• الحقيقة هى التى تبنى وهى تتقبل الصعوبات والمقاومة وغموض الموقف ,
وتنعكس فى التعبير المتطابق بين الداخل والخارج للفراغات والمواد المستعملة .
• القوة -: The Lamp of Power
• القوة التى تقود وتسترشد بمعايير وليس فقط باالرادة العمياء وهى التى تتناسب
طرديا مع الحجم والزمن .
• الجمال -: The Lamp of Beauty
• يرى راسكن أن الطبيعة هى نموذج الجمال بالنسية للفن المعمارى وبالتالى رأى
راسكن الجمال فى التفاصيل وفى الزخارف الصغيرة وليس فى التصميمات الكبيرة
.
• الحياة -: The Lamp of Life
• وهى ما يهبه الخيال االنسانى لتلك الجوامد لتصبح ذات معنى ومفعمة بالحياة و
مقاومة للموت .
• الذكرى -: The Lamp of Memory
• فطالما كان فن العمارة هو التاريخ الحى للشعوب فهو يذكرنا به .
•
• الطاعة -: The Lamp of Obedience
• ويقصد بها احترام فن العمارة للظروف والتقاليد البيئية المحيطة والتزامه بها
وتلبية متطلباتها ومنها ايضا طاعة االمثلة واالفكار والمفاهيم التى طرحها
المعمارى المعلم وليس تقليد اعماله .
فلسفة ووظيفة النقد-:
• النقد هو تحليل العمل الفنى لبيان مواطن الجمال والنقض فيه ,ومبادئ النقد العامة
التى يفتىرضها الناقد عند حكمه وتقييمه انما ترجع الى علم و فلسفة الجمال ,
وبالتالى تصبح أهمية الركائز الفلسفية أشبه بأهمية القواعد بالنسبة للغة .والعمل
النقدى فى أساسه عمل خالق كأى عمل فنى أو أدبى وضرورة تأتى كضرورة هذه
األعمال الفنية ,وبالتالى يمثل النقد الوجه االخر لتلك األعمال حيث يعلق عليها
ويفسرها ,وهو القائم بمهام الدعوة والتبشير واستكشاف المجهول .فيما يختص
بعملية االبداع ,يقوم النقد بتفسير والتعليق على ابداعات خرجت للحياة والتحمت
مع الناس وبالتالى يصعب حجبها أو أماتتها .واالنتاج االبداعى ألى أمة من أدب
وموسيقى وتصوير عمارة يرسم لنا صورة صادقة لحياتها اذا فسر تفسيرا صحيحا
,ويلعب النقد الدور الجوهرى فى هذا التفسير الى جانب أنه ممارسة ونشاط
ديمقراطى يتالءم مع المطلب الرئيسي للجماعة االنسانية فى أرجاء العالم .
دور الناقد -:
• يقوم الناقد بعملية تحليلية أى عملية فكرية ,اذ يحاول أن يصل الى العناصر التى
تدخل فى تركيب ما ينقده من أعمال وتأثير هذه العنصر فى نتيجة تذوق هذا العمل
سواء بالسلب أو االيجاب .والناقد هو أول متلقى للعمل الفنى فالبد أن يتساءل عن
السببية التى أحدثت اثرا ما أثناء تذوقه لعمل فنى معين ,وهو بالتالى يمارس
عملية فكرية عقالنية لتعليل الحالة الذوقية الحسية التى مر بها ,اذن الناقد يقرر
ان التأثير الذى ينعكس عليه من قبل األثر الفنى انما ينشأ نتيجة لوجود سمات
خاصة متميزة فى هذا األثر وهى صفات وخواص كامنة تبعث داخلنا تجربة ما يمكن
وصفها بأنها قيمة ,وبالتالى فان استخدام مصطلحات وتعبيرات مثل " البناء ,
الشكل ,التوازن ,الوحدة ,العمق " ..الخ هى محاوالت الثبات أن هناك مدلوالت
حقيقية كامنة فى األعمال الفنية
• وتصبح لديه القدرة على أن ينفذ الى جوهر األشياء .وبالتالى يصبح دور الناقد هو
الموجه وهو المسئول عن التزام الفنان بمجتمعه و بالبيئة السياسية والفكرية
واالقتصادية والثقافية التى يعايشها ويصبح لزاما عليه متابعة مشاكل وقضايا
المجتمع والعصر .واألرضية التى يستند عليها الناقد ليعبر ويبرر موقفه النقدى
تعتمد
• على أربعة أطراف -:
• الناقد وحالته وميوله وتوجهاته .
• العمل الفنى موضوع النقد .
• المبدع أو الفنان الذى أخرج العمل .
• البيئة الزمانية والمكانية المصاحبة النتاج العمل .