You are on page 1of 9

‫سبب نظم هذه القصيدة‬

‫يقول البوصيري عن سبب نظمة لهذه القصيدة‪ :‬كنت قد نطمت قصائد في مدح رسول هللا صلى هللا‬
‫علي الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير‪ ,‬ثم اتفق بعد ذلك أن‬
‫ّ‬ ‫عليه وسلم‪ ,‬منها ما اقترحه‬
‫داهمني الفالج(الشلل النصفي) فأبطل نصفي‪ ,‬ففكرت في عمل قصيدتي هذه واستشفعت بها إلى هللا‬
‫في أن يعافيني وقررت إنشادها‪ ,‬ودعوت‪ ,‬وتوسلت‪ ,‬ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده‬
‫في نهضة‪ ,‬فقمت وخرجت من بيتي‪ ,‬ولم أكن أعلمت‬ ‫علي بردة‪ ,‬فانتبهت ووجدتُ ّ‬
‫ّ‬ ‫المباركة‪ ,‬وألقى‬
‫بذلك أحدًا‪ ,‬فلقيني بعض الفقراء فقال لي‪ :‬أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬فقلت‪ :‬أي قصائدي؟ فقال‪ :‬التي أنشأتها في مرضك‪ ,‬وذكر أولها وقال‪ :‬وهللا‬
‫إنّي سمعتها البارحة وهي وهي تنشد بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬وأعجبته وألقى‬
‫على من أنشدها بردة‪ .‬فأَع َطيتُه إياها‪ .‬وهكذا شفي البوصيري من مرضه‪ ،‬بعد أن نظم هذه‬
‫القصيدة‪ ،‬وعادت اليه كامل صحته وحيوته‪ ،‬وشاع هذا المنام‪ ،‬وذاع بين الناس‪ ،‬مما كتب لهذه‬
‫القصيدة الذيوع واالنتشار‪.‬‬
‫الشعر بردة مديح للبوصيري‬

‫ب َو ِّم ْن َ‬
‫ع َج ِّم‬ ‫َوا ْلفَ ِّرقَ ْي ِّن ِّم ْن ع ُْر ٍ‬ ‫س ِّيّ ُد ا ْلك َْونَ ْي ِّن َوالثَّقَل ْي ِّن‬
‫‪ُ ‬م َح َّم ٌد َ‬
‫ِّل ُك ِّ ّل َه ْو ٍل ِّم َن اَأ َ ْه َوا ِّل ُم ْقتَ َه ِّم‬ ‫شفَا َ‬
‫عتُهُ‬ ‫يب الَّذِّي ت ُ ْر َجى َ‬ ‫‪ُ ‬ه َو ا ْل َح ِّب ُ‬
‫ص ِّم‬ ‫ُون ِّب َح ْب ٍل َ‬
‫غ ْي ِّر ُم ْنفَ َ‬ ‫سك َ‬ ‫ستَ ْم ِّ‬ ‫ُم ْ‬ ‫سك َ‬
‫ُون ِّب ِّه‬ ‫ستَ ْم ِّ‬ ‫هللا فَا ْل ُم ْ‬
‫‪َ ‬دعَا ِّإلَى ِّ‬
‫اس ِّفي ال ل‬
‫ظلَ ِّم‬ ‫ار َها ِّللنَّ ِّ‬‫رن أَ ْن َو َ‬
‫يُ ْظ ِّه َ‬ ‫س فَ ْ‬
‫ض ٍل ُه ْم ك ََوا ِّكبُ َها‬ ‫‪ ‬فَ ِّإنَّهُ ش َْم ُ‬
‫شت َ ِّم ٍل ِّبال ِّبش ِّْر ُمت َّ ِّ‬
‫س ِّم‬ ‫س ِّن ُم ْ‬
‫ِّبال ُح ْ‬ ‫ي ِّ َزانَهُ ُخلُ ِّ‬
‫ق‬ ‫‪ ‬أ َ ْك ِّر ْم ِّب َخ ْل ِّ‬
‫ق نَ ِّب ّ‬
‫َوالبَ ْح ِّر في ك ََر ٍم َوال َّد ْه ِّرفي ِّه َم ِّم‬ ‫ٍ‬
‫ٍ َوالبَد ِّْر في ش ََر ٍ‬ ‫الز ْه ِّر في ت َ َر ٍ‬ ‫‪َ ‬ك َّ‬
‫َوا ْلفَ ِّرقَ ْي ِّن ِّم ْن ع ُْر ٍ‬
‫ب َو ِّم ْن َ‬
‫ع َج ِّم‬ ‫س ِّيّ ُد ا ْل َك ْونَ ْي ِّن َوالثَّقَل ْي ِّن‬
‫‪ُ .1‬م َح َّم ٌد َ‬

‫عجم‪ :‬غير العرب ‪.‬‬ ‫الكونين‪ :‬الدنيا واَأخرة ‪ .‬الثقلين‪ :‬اإلنس والجن ‪.‬‬
‫الشرح‪ :‬يمتدح الشاعر عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه سيد الناس‬
‫في الدنيا واَأخرة وسيد اإلنس والجن وسيد العرب والعجم‪.‬‬
‫ِّل ُك ِّ ّل َه ْو ٍل ِّم َن اَأ َ ْه َوا ِّل ُم ْقت َ َه ِّم‬ ‫شفَا َ‬
‫عتُهُ‬ ‫‪ُ .2‬ه َو ا ْل َح ِّب ُ‬
‫يب الَّ ِّذي ت ُ ْر َجى َ‬

‫هول‪ :‬مكان مخيٍ جمعها أهوال ‪.‬‬ ‫شفاعته‪ :‬وساطته ‪.‬‬


‫مقتهم‪ :‬يدخل دون خوٍ‬
‫الشرح‪ :‬وهو النبي المحبوب في أمته‪ ,‬والمحب لها‪ ,‬تؤمل شفاعته يوم‬
‫القيامة للخالص من أهوال الشديدة التي يوجهها الناس كرها‬
‫ص ِّم‬ ‫ُون ِّب َح ْب ٍل َ‬
‫غ ْي ِّر ُم ْنفَ َ‬ ‫سك َ‬‫ست َ ْم ِّ‬
‫ُم ْ‬ ‫سك َ‬
‫ُون ِّب ِّه‬ ‫هللا فَا ْل ُم ْ‬
‫ست َ ْم ِّ‬ ‫‪َ .3‬دعَا ِّإلَى ِّ‬
‫منفصم‪ :‬منقطع‬
‫الشرح‪ :‬يمتحد الشاعر عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه مستجاب الدعوة وأن‬
‫المستمسكون به على طريق صحيح ومستمسكون بحبل قوي ال ينقطع‬
‫الصورة البالغية‪ :‬في قوله (مستمسكون بحبل) استعارة تصريحية شبه الدين بحبل‬
‫متين‪.‬‬
‫اس ِّفي ال ل‬
‫ظلَ ِّم‬ ‫يُ ْظ ِّهر َن أ َ ْن َو َ‬
‫ار َها ِّللنَّ ِّ‬ ‫س فَ ْ‬
‫ض ٍل ُه ْم َك َوا ِّكبُ َها‬ ‫‪ .4 ‬فَ ِّإنَّهُ ش َْم ُ‬

‫الشرح‪ :‬إنه عليه الصالت والسالم في الفضل وعلو الشرٍ والمنزلة كالشمس‬
‫الساطعة‪ ,‬والرسل من قبله كالكواكب المنيرة التي تستقبل نورها من ضوء الشمس‪,‬‬
‫فالرسل إنما كانوا يهدون الناس في ظلمات كفرهم بأنوار شرعته‪.‬‬
‫شت َ ِّم ٍل ِّبا ْل ِّبش ِّْر ُمت َّ ِّ‬
‫س ِّم‬ ‫س ِّن ُم ْ‬
‫ِّبال ُح ْ‬ ‫ي ٍ زانَهُ ُخلُ ٌ‬
‫ق‬ ‫‪ .5‬أ َ ْك ِّر ْم ِّب َخ ْل ِّ‬
‫ق نَ ِّب ّ‬

‫الشرح‪ :‬ما أكرم هذا النبي الذي ازداد حسنا بأخالق العالية واتَّسم بالجمال والبهاء‬
‫وطالقة المحيا‪.‬‬
‫َوالبَ ْح ِّر في َك َر ٍم َوال َّد ْه ِّرفي ِّه َم ِّم‬ ‫الز ْه ِّر في ت َ َر ٍ‬
‫ٍ َوالبَ ْد ِّر في ش ََر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫‪َ .6‬ك َّ‬

‫الشرح‪ :‬كان عليه الصالة والسالم في نضارته كالزهر الناعم‪ ,‬وفي شرعه وعلو‬
‫منزلته كالبدر المنير ليلة التمام‪ ,‬وأما جوده فإنه فياض واسع كالبحر‪ ,‬وأما همته‬
‫فمثل الدهر ال تعيا وال تفتر‬
‫األوجه‬
‫البالغية‬
‫استعارة تصريحية ‪ :‬في قوله (مستمسكون بحبل) ‪ -‬شبه الدين بحبل متين‪.‬‬
‫‪ ‬تشبيه التمثيلي ‪ :‬في قوله (فإنه شمس فضل هم كواكبها) – شبه استمداد‬
‫‪‬‬

‫اَأنبياء من نور النبي (ص) بالستمداد الكواكب نورها من ضوء الشمس‬


‫شت َ ِّم ٍل) – شبه الحسن في كل شيء في‬
‫س ِّن ُم ْ‬
‫‪ ‬االستعارة مكنية ‪ :‬في قوله ( ِّبال ُح ْ‬
‫الرسل بالثوب يشتمل به اإلنسان ويرتديه‪.‬‬
‫‪ ‬التشبيهات مرسلة مفصلة ‪ :‬في البيت أربعة تشبيهات – "شبه النبي (ص)‬
‫بالزهر في نعومة وبالبدر في شرفه وعلو منزلته وبالبحر في جوده الواسع‬
‫وبالدهر في همته التي ال تفتر"‬

You might also like