‫ض َوا ْل ِجبَا ِل فَأَبَ ْي َن أ َ ْن‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر ِ‬‫اوا ِ‬ ‫علَى ال َّ‬

‫س َم َ‬ ‫ضنَا ْاْل َ َمانَةَ َ‬ ‫ِإنَّا ع ََر ْ‬

‫َان َظلُو ًما َج ُه ً‬
‫ول‬ ‫ان ِإنَّهُ ك َ‬ ‫س ُ‬‫ال ْن َ‬ ‫يَ ْح ِم ْلنَ َها َوأ َ ْ‬
‫شفَ ْق َن ِم ْن َها َو َح َملَ َها ْ ِ‬
‫[اْلحزاب‪]72 :‬‬

‫هي‪ :‬عين اليمان فإذا استمكنت اْلمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء‬
‫التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها‪ .‬صحيح مسلم (‪/1‬‬
‫‪)127‬‬

‫القرطبي ‪ :‬واْلمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من اْلقوال‪،‬‬

‫وهو قول الجمهور‪)253 /14( .‬‬
 ‫‪ ‬قصة وعبرة‪:‬‬

‫عن عبد هللا بن عمر‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أنه قال‪” :‬بينما ثالثة نفر يتمشون أخذهم‬
‫المطر‪ ،‬فأووا إلى غار في جبل‪ ،‬فانحطت على فم‬
‫غارهم صخرة من الجبل‪ ،‬فانطبقت عليهم‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬انظروا أعماال عملتموها صالحة‬
‫هلل‪ ،‬فادعوا هللا تعالى بها‪ ،‬لعل هللا يفرجها عنكم‪:‬‬
 ‫‪ ‬قصة وعبرة‪... :‬‬
‫فقال أحدهم‪ :‬اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران‪،‬‬
‫وامرأتي‪ ،‬ولي صبية صغار أرعى عليهم‪ ،‬فإذا أرحت‬
‫عليهم‪ ،‬حلبت‪ ،‬فبدأت بوالدي‪ ،‬فسقيتهما قبل بني‪ ،‬وأنه‬
‫نأى بي ذات يوم الشجر‪ ،‬فلم آت حتى أمسيت‪ ،‬فوجدتهما‬
‫قد ناما‪ ،‬فحلبت كما كنت أحلب‪ ،‬فجئت بالحالب‪ ،‬فقمت‬
‫عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما‪ ،‬وأكره أن‬
‫أسقي الصبية قبلهما‪ ،‬والصبية يتضاغون عند قدمي‪ ،‬فلم‬
‫يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر‪ ،‬فإن كنت تعلم‬
‫أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك‪ ،‬فافرج لنا منها فرجة‪ ،‬نرى‬
‫منها السماء‪ ،‬ففرج هللا منها فرجة‪ ،‬فرأوا منها السماء‪.‬‬
 ‫‪ ‬قصة وعبرة‪... :‬‬

‫وقال اآلخر‪ :‬اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما‬

‫يحب الرجال النساء‪ ،‬وطلبت إليها نفسها‪ ،‬فأبت حتى‬
‫آتيها بمائة دينار‪ ،‬فتعبت حتى جمعت مائة دينار‪ ،‬فجئتها‬
‫بها‪ ،‬فلما وقعت بين رجليها‪ ،‬قالت‪ :‬يا عبد هللا اتق هللا‪،‬‬
‫ول تفتح الخاتم إل بحقه‪ ،‬فقمت عنها‪ ،‬فإن كنت تعلم‬
‫أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك‪ ،‬فافرج لنا منها فرجة‪،‬‬
‫ففرج لهم‪.‬‬
 ‫‪ ‬قصة وعبرة‪... :‬‬
‫وقال اآلخر‪ :‬اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز‪،‬‬
‫فلما قضى عمله قال‪ :‬أعطني حقي‪ ،‬فعرضت عليه ف َرقه‬
‫فرغب عنه‪ ،‬فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا‬
‫ورعاءها‪ ،‬فجاءني فقال‪ :‬اتق هللا وال تظلمني حقي‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫اذهب إلى تلك البقر ورعائها‪ ،‬فخذها فقال‪ :‬اتق هللا وال‬
‫تستهزئ بي فقلت‪ :‬إني ال أستهزئ بك‪ ،‬خذ ذلك البقر‬
‫ورعاءها‪ ،‬فأخذه فذهب به‪ ،‬فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك‬
‫ابتغاء وجهك‪ ،‬فافرج لنا ما بقي‪ ،‬ففرج هللا ما بقي‪.‬‬
 ‫علَى أَنفُ ِس ِهمْ َالْ‬ ‫ين أَس َْرفُوا َ‬ ‫ي الَّ ِذ َْ‬ ‫‪{ ‬قُلْ يَا ِعبَا ِد َْ‬
‫ّللاَ يَغ ِف ُْر الذُّْنُ َْ‬
‫وب َج ِميعًا ِإنَّ ْهُ‬ ‫ن َّْ‬‫ّللاِ ِإ َّْ‬
‫طوا ِمنْ َرح َم ِْة َّْ‬ ‫تَقنَ ُ‬
‫الر ِحي ُْم} [الزمر‪]53 :‬‬ ‫ور َّ‬ ‫ُه َْو الغَفُ ُْ‬
‫صو ًحا}‬ ‫ّللاِْ تَوبَ ْةً ْنَ ُ‬
‫ين آ َمنُوا تُوبُوا ِإلَى َّ‬ ‫‪{‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َْ‬
‫[التحريم‪]8 :‬‬

‫‪ ‬والتوبة الصادقة النصوح‪ :‬هي المسارعة إلى ترك‬

‫الذنب ‪ ،‬والندم عليه ‪ ،‬والعزم على عدم العودة إليه‪.‬‬
‫‪‬ثم ينظر المذنب المضيع لألمانة؛‬
‫‪ ‬فإذا كانت تتعلق بحقوق هللا‪ ،‬فيجب زيادة على التوبة‬
‫واالستغفار‪ :‬أن ينظر إذا ما كان هناك تكليف شرعي لجبر هذه‬
‫اإلضاعة فيجب القيام به ‪ ،‬كالقضاء أو الكفارة‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كانت تتعلق بحقوق الناس‪ ،‬فعليه ‪ ،‬مع ما سبق بيانه من‬
‫أمر توبته ‪ :‬أن يؤدي الحق إلى صاحبه ‪ ،‬أو يطلب منه العفو‬
‫والمسامحة‪.‬‬
‫‪ ‬عن أبي هريرة ‪« :‬من كانت له مظلمة ْلخيه من عرضه أو‬
‫شيء‪ ،‬فليتحلله منه اليوم‪ ،‬قبل أن ال يكون دينار وال درهم‪ ،‬إن‬
‫كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته‪ ،‬وإن لم تكن له‬
‫حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» (البخاري ‪:‬‬
‫‪.) 2449‬‬