You are on page 1of 8

‫قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اذك ُُروا‬ ‫ّللا َج ِميعًا َو َِل تَفَ َرقُواِۚ َِو ْ‬ ‫َوا ْعت َ ِص ُموا ِب َح ْب ِِل َِِ‬
‫ن قُلُو ِب ُك ِْم‬ ‫ف ِبَ ْي َِ‬‫علَ ْي ُك ِْم ِإ ِْذ كُنِت ُ ِْم أ َ ْعدَا ًِء فَأَلَ َِ‬
‫ّللاِ َ‬
‫ِن ْع َمتَِ َ ِ‬
‫ش ِفَا ُح ْف َرةِ ِم َِ‬
‫ن‬ ‫علَىِ َ‬ ‫صبَ ْحتُم ِب ِن ْع َم ِت ِِه ِإ ْخ َِوانًا َوكُنت ُ ِْم َ‬‫فَأ َ ْ‬
‫ّللاُ لَ ُِك ِْم آيَا ِت ِِه لَعَلَ ُك ِْم‬
‫ن َِ‬ ‫ار فَأَنقَذَكُم ِم ْن َهاِۗ َك ِذَ ِل َِ‬
‫ك يُبَ ِي ُِ‬ ‫النَ ِِ‬
‫ُون (‪)103‬‬ ‫ت َ ْهتَد َِ‬
‫َوا ْعت َ ِص ُموا‪ :‬تمسكوا‬ ‫‪‬‬
‫ِّللاِ‪ :‬أي دينه‬ ‫ِب َح ْب ِل َ ِ‬ ‫‪‬‬
‫َو َلِتَفَ َرقُواِ‪ :‬أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة‬ ‫‪‬‬

‫فَأَلَ َ‬
‫فِبَ ْي َنِقُلُو ِب ُك ِْم ‪ :‬جمع «بين قلوبكم» باإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫شفَاِ ُح ْف َرةِ‪ :‬كفر باهلل‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫ُمِم ْن َهاِ‪ :‬وهداكم إلى اإلسالم‬ ‫فَأَنقَ َذك ِ‬ ‫‪‬‬
‫تفسير الميسر‬
‫سكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم‪ ،‬وال تفعلوا ما يؤدي إلى‬ ‫‪ ‬وتم َّ‬
‫فرقتكم‪ .‬واذكروا نعمة جليلة أنعم هللا بها عليكم‪ :‬إذ كنتم ‪-‬أيها المؤمنون‪-‬‬
‫قبل اإلسالم أعداء‪ ،‬فجمع هللا قلوبكم على محبته ومحبة رسوله‪ ،‬وألقى‬
‫في قلوبكم محبة بعضكم لبعض‪ ،‬فأصبحتم ‪-‬بفضله‪ -‬إخوانا متحابين‪،‬‬
‫وكنتم على حافة نار جهنم‪ ،‬فهداكم هللا باإلسالم ون َّجاكم من النار‪ .‬وكما‬
‫يبين لكم كل ما فيه صالحكم؛‬ ‫بيَّن هللا لكم معالم اإليمان الصحيح فكذلك ِّ‬
‫لتهتدوا إلى سبيل الرشاد‪ ،‬وتسلكوها‪ ،‬فال تضلوا عنها‪.‬‬
‫قال مقاتل افتخر رجالن من األوس والخزرج ثعلبة بن غنم من األوس وأسعد‬ ‫‪‬‬
‫بن زرارة من الخزرج‬
‫فقال األوسي منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ومنا حنظلة غسيل المالئكة‬ ‫‪‬‬
‫ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمي الدين ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش‬
‫الرحمن له ورضي هللا بحكمه في بني قريظة‬
‫وقال الخزرجي منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد‬ ‫‪‬‬
‫بن ثابت وأبو زيد ومنا سعد بن عبادة خطيب األنصار ورئيسهم فجرىِ‬
‫الحديثِبينهماِفغضباِوتفاخراِونادياِفجاءِاألوسِإلىِاألوسيِوالخزرجِإلىِ‬
‫الخزرجيِومعهمِالسالحِفبلغِذلكِالنبيِ(صلىِهللاِعليهِوآلهِوسلم) فركبِ‬
‫حماراِوأتاهمِفأنزلِهللاِهذهِاآلياتِفقرأهاِعليهمِفاصطلحوا‪.‬‬
‫‪ ‬قيل ( بحبل هللا ) أي ‪ :‬بعهد هللا ‪ ،‬كما قال في اآلية بعدها ‪:‬‬
‫( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إال بحبل من هللا وحبل من الناس )‬
‫[ آل عمران ‪ ] 112 :‬أي بعهد وذمة‬

‫وقيل ‪ ( :‬بحبل من هللا ) يعني ‪ :‬القرآن ‪ ،‬كما في حديث الحارث األعور‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬عن علي مرفوعا في صفة القرآن ‪ " :‬هو حبل هللا المتين ‪ ،‬وصراطه‬
‫المستقيم " ‪.‬‬
‫ويقو‬
‫ِّ‬ ‫أواصر األخوة بين المس ِّلمين‬
‫ِّ‬ ‫يؤكد على تقوي ِّة‬
‫إن هللا تعالى لم ِّ‬ ‫" َّ‬ ‫‪‬‬
‫دين هللا تعالى وحماي ِّة مصالح المسلمينَ الدينيَّة‬
‫إلعزاز ِّ‬
‫ِّ‬ ‫طها إال‬‫َروا ِّب َ‬
‫والدنيوية؛ ولذلك أمر هللا باالجتماعِّ واالئتالف‪ ،‬ونهى عن الفرقة‬
‫واالختالف‬
‫ِّ‬
‫‪ -1‬األمر بتقوى هللا ليحذروا عقابه‪.‬‬

‫‪ -2‬األمر باالعتصام بحبل هللا ودينه وشريعته وكتابه وهو الباب الذي به‬
‫يتقون هللا ويهتدون به إلى الصراط السوي الموصل إلى رضوان هللا‪.‬‬

‫‪ -3‬تذكيرهم نعمة ربهم ليقبلوا عليه بسرور‪.‬‬


‫‪ -1‬المرتكزِالدينيِ‪ :‬إن اإلسالم هوالدين الجامع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬المرتكزِالسياسيِوالجهاديِأوالدفاعيِ‪ :‬يقوم هذا المرتكز األساسي‬ ‫‪‬‬


‫على فلسفة مفادها أن اإلسالم ال يمكنه أن يشق طريقه نحوأهدافه‬
‫السامية‪.‬‬

‫‪ -3‬المرتكزِالفقهيِ‪ :‬التعدد في المذاهب الفقهية ليس حائالً أوعائقا ً أمام‬ ‫‪‬‬


‫وحدة الكلمة بل هذا التعدد طبيعي يمكن أن يدرج في خانة االختالف في‬
‫اإلجتهاد‪.‬‬

‫‪ -4‬المرتكزِالثقافيِ‪ :‬بمعنى العمل على إيجاد ثقافة الوحدة واألخوة بين‬ ‫‪‬‬
‫المسلمين جميعا ً‪.‬‬

You might also like