You are on page 1of 82

‫ّ‬

‫ّ ّ‬ ‫اني‬‫الث‬ ‫الفصل‬
‫تاريخ دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬محاور وعناصر الجزء األول‪:‬‬
‫‪ ‬الجذور ّ‬
‫التار ّ‬
‫يخية‪.‬‬
‫ّ‬
‫واإلسالمية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫‪ ‬األصول‬
‫‪ ‬أحمد بن ماجد‪.‬‬
‫وبي في املحيط الهندي‪ّ:‬‬
‫وسع األور ّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫الت ّ‬
‫‪ّ )1‬‬
‫النفوذ البرتغالي‪ّ.‬‬
‫النفوذ البريطاني‪ّ.‬‬‫‪ّ )2‬‬

‫‪ ‬حلف القواسم‪.‬‬
‫ّ‬
‫البريطانية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العسكرية‬ ‫‪‬الحمالت‬
‫ّ‬
‫البريطانية‪.‬‬ ‫‪‬املعاهدات‬
‫ر ّ‬
‫التاريخيةّ‬ ‫الجذو‬
‫ِحقبة جبل حفيت (‪3200-2500‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫‪‬العصر البرونز ّي‪:‬‬
‫الحقبة بذلك نسبة إلى املدافن التي ُعثر عليها في منطقة جبل حفيت بمدينة العين‪.‬‬ ‫سميت هذه ِ‬
‫ُ ّ‬
‫ّ ّ‬
‫النار (‪2005-2000‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫‪ِ ‬حقبة أم‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ًّ‬
‫النار كانت مرفأ تجاريا‪ ،‬قام بدور‬ ‫النار‪ّ ،‬‬
‫ويرجح علماء اآلثار أن منطقة أم‬ ‫بحقبة ّأم النار نسبة إلى املدافن واآلثار التي ُعثر عليها في جزيرة أم‬
‫ِ‬ ‫ُس ّميت‬
‫ّ‬
‫حيو ّي في حركة املالحة والتجارة‪.‬‬
‫وأهم ما ّ‬
‫يميز هذه الحقبة‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫‪ -1‬اكتشاف معدن النحاس الذي ساهمت صناعته في استقرار سكان املنطقة‪ ،‬وتطوير صناعة التعدين )صهر معدن النحاس وتصديره(‪.‬‬
‫الر ّي؛ ما ّ‬
‫مهد لظهور نظام األفالج‪.‬‬ ‫َ‬
‫أساليب ّ‬ ‫‪ -2‬إرساء دعائم مجتمع منظم يقوم على ّ‬
‫الزراعة‪ ،‬ويعتمد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫{تدل م{ن اآلثار الكثيف{ة ف{ي مداف{ن أ{م النار وهيل{ي أ{ن الس{كان قاموا بتص{دير النحاس‪ ،‬واس{تيراد الخزف والفخار‪ ،‬وذل{ك ع{بر { ميناء تجار ّي{ كان يق{ع على‬
‫‪ -3‬يس ّ‬
‫ساحل إمارة أبوظبي‪.‬‬
‫الضخمة املستخدمة لبناء مدافن الهيلي في العين على قيام مجتمع مزدهر‪.‬‬ ‫الصخور ّ‬ ‫تدل ّ‬
‫‪ّ -4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعدنية‪.‬‬ ‫‪ -5‬استخدم سكان أم النار النسيج‪ ،‬وعرفوا صناعة األدوات‬
‫‪‬من ِحقبة وادي سوق إلى العصر الحديدي نحو (‪1300-2000‬ق‪.‬م)‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّ{‬
‫األثري{ة عل{{ى اس{{تمرار حركة‬ ‫الحقب{{ة تس{{ميتها م{{ن أح{{د املواق{{ع الكائن{{ة ف{{ي وادي س{{وق؛ بي{{ن العي{{ن وس{{احل ُعمان ف{{ي ص{{حار‪ .‬تد ّل { املكتشفات‬
‫اتخذت هذه ِ‬
‫ّ‬
‫التجارةالخار ّ‬
‫جية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تغي‪Q‬ر مراس‪Q‬م ّ‬ ‫ّ‬


‫واللؤل‪Q‬ؤ عل‪Q‬ى س‪Q‬واحل مدين‪Q‬ة أب‪Q‬و ظ‪Q‬بي‪ّ -3.‬‬ ‫وأه ّم{ م{ا يمي{ز هذه الحقب{ة‪ -1 :‬اس‪Q‬تمرا ّية حرك‪Q‬ة ّ‬
‫التجارة الخار ّ‬
‫الدفن‪ ،‬والطقوس‬ ‫جية‪ -2.‬بداي‪Q‬ة االهتمام بص‪Q‬يد األس‪Q‬ماك‬ ‫ر‬
‫السهام واألواني‪ -6 .‬وجود مستوطنات ّ‬ ‫الذهب‪-5.‬انتشار واسع الستخدام الحراب والسكاكين‪ ،‬وظهور استخدام رؤوس ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بشرية في مناطق مختلفة من‬ ‫الدينية‪-4 .‬انتشار معدن‬
‫ّ‬ ‫الد اسات إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الر ّي‪.‬‬ ‫السكان كانوا طوال القامة‪ -8 .‬انتشار واسع للمباني في اإلمارات‪ّ -9 .‬‬
‫تطور نظام ّ‬ ‫أن‬ ‫إمارة دبي‪ ،‬وسواحل الشارقة‪ ،‬وأم القيوين‪ ،‬ورأس الخيمة‪ -7.‬تشير ر‬
‫‪ ‬حقبة العصر الحديدي (‪0130‬ق‪.‬م)‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪.‬بدأ انتشار استخدام معدن الحديد‪ ،‬كما شهد نظام األفالج ّ‬
‫تطو ًرا ملحوظا‪ ،‬وانتشرت رقعة استخدامه‬
‫ّ‬
‫أه ّم{ م{ا يميز هذه الحقب{ة‪ :‬اس‪Q‬تخدام أختام مص‪Q‬نوعة م‪Q‬ن الحجارة‪ ،‬واكتشاف تماثي‪Q‬ل عل‪Q‬ى هيئ‪Q‬ة ثعابي‪Q‬ن برو‪Q‬نزي‪Q‬ة ص‪Q‬غيرة‪ ،‬وتكاثر ال ّس‪Q‬كان بشك‪Q‬ل ملحوظ ف‪Q‬ي هذه الحقبة‬
‫ّ‬
‫العربية‪.‬‬ ‫قيام عالقات مع جنوب الجزيرة‬
‫‪ِ ‬حقبة ساروق الحديد (‪300 -1000‬ق‪.‬م)‪:‬‬
‫الس ّ‬
‫تقريب{ا‪ ،‬وق{د اكتش{ف هذا املوق{ع ص{احب ّ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫مو‬ ‫يق{ع موق{ع س{اروق الحدي{د جنوب مدين{ة دب{ي‪ ،‬ويبع{د عنه{ا مس{افة ‪ 70‬ك{م‪ ،‬وع{ن قري{ة الفق{ع مس{افة ‪ 40‬ك{م‬
‫الشيخ ّ‬ ‫ّ‬
‫محمد بن راشد آل مكتوم سنة ‪ 2002‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫الذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬أه ّم{ اآلثار املكتشف{ة ف{ي املوق{ع‪ :‬ال ّ‬
‫هبي‪Q‬ة ف‪Q‬ي س‪Q‬اروق الحدي‪Q‬د تعك‪Q‬س براعة‬ ‫املعدني{ة واألس{لحة‪ ،‬والحل ّي{ ‪ ،‬الذه‪Q‬ب‪ :‬حي‪Q‬ث ت ّم‪ Q‬الكش‪Q‬ف ع‪Q‬ن املئات م‪Q‬ن القط‪Q‬ع‬ ‫ص{ناعات‬
‫ّ‬
‫الصائغ‪.Q‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ويد ّل{ اكتشاف أختام م{{ن حضا ات مختلف{{ة ف{{ي املوق{{ع عل{{ى وجود عالقات تجا ّ{ي{ة م{{ع بالد ّ‬
‫النهري{{ن ودملون ومص{{ر القديم{{ة‪ ،‬كم{{ا أن{ اكتشاف العقي{{ق بمختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫{ابوني‪ ،‬وخام النحاس م{{ن ُس{لطنة ُعمان‪ ،‬كم{ا ت ّم{ اكتشاف بع{{ض م{ن أخشاب شجر‬ ‫أنواع{{ه يشي{ر إل{ى وجود تبادل تجار ّي{ م{ع ال ّس{ند ف{ي الهن{د‪ ،‬وكذل{ك الحج{{ر الص ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتوسط؛ (سوريا‪ ،‬ولبنان ًّ‬
‫حاليا)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الزيتون‪ ،‬والذي يؤكد على وجود صالت تجارّية مع سكان شرق البحر األبيض‬ ‫ّ‬

‫‪‬فترة ما قبل اإلسالم (نحو ‪ 300‬ق‪.‬م‪630-‬م(‪:‬‬


‫الحقبة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أهم ما يميز هذه ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املكونة من طابقين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫املحلية‪.‬‬ ‫وسك النقود‬ ‫‪ )1‬اهتمام سكان اإلمارات بصناعة األسلحة‪ ،‬وبناء املباني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )2‬دلت اآلثار التي ّتم اكتشافها في جزيرة دملا‪ ،‬والجزر األخرى إلمارة أبو ظبي على ازدهار املنطقة في تلك الحقبة‪.‬‬
‫{يحي ف{{ي جزيرة ص{{ير بن{{ي ياس‪ ،‬وق{{د د ّل{ هذا االكتشاف عل{{ى وصول‬
‫الدي{{ر املس{ ّ‬ ‫‪ )3‬اكتشاف مداف{{ن ف{{ي اإلمارات تعود إل{{ى الفترة ّالت{{ي س{{بقت اإلس{{الم‪ّ ،‬‬
‫أهمه{{ا ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املسيحية إلى املنطقة‪ ،‬وانتشار اللغة األرامية‪.‬‬
‫وبخاصة منطقة دبا‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪ )4‬حركة املالحة ّ‬
‫والتجارة قبل اإلسالم‪،‬‬
‫‪ ‬األصول العربيّة واإلسالميّة‬
‫عمان يرتبطون بهجرتيـن عربيتين‬ ‫عمان بأصـول عربيّـة عريقـة؛ إـذ إ ّنـ ال ّسـواد األعظـم مـن أهـل ُ‬
‫لقـد ارتبـط سـكّان ُ‬
‫وأول هذه الهجرات وفدت منـذ زمـن بعيـد‪ ،‬وأتـت مـن قلب‬ ‫كـبيرتين وفدتـا إلـى المنطقـة فـي فترة مـا قبـل التّاريـخ‪ّ ،‬‬
‫الجزيرة العربيّة‪.‬‬
‫الغربيللجزيرة العربيّة‪ ،‬وقبل بزوغ اإلسالم ببضعة قرون‪ ،‬وارتبطت هذه‬ ‫ّ‬ ‫أما الهجرة الثانية فقد وفدت من الجنوب‬ ‫ّ‬
‫سد مأرب عام ‪ 120‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫الهجرة بانهيار ّ‬
‫عمان جماعات أخرى مـن داخـل الجزيرة العربيّـة واسـتوطنتها؛ مثـل‪ :‬بنـي سـعد‪ ،‬وبنـي عبـد القيس‪،‬‬ ‫كمـا وفدت إلـى ُ‬
‫السائدة آنذاك‪.‬‬
‫الدينيّة واالجتماعيّة جميعها ّ‬
‫الشعائر ّ‬ ‫وبني تميم‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وكانوا يمارسون ّ‬
‫عمان‪ ،‬وفـي ال ّسـنة ال ّسـادسة للهجرة‪ ،‬وبعـد عقـد صلح‬ ‫وبعـد ظهور اإلسـالم فـي الجزيرة العربيّـة كان األَزد هـم حكام ُ‬
‫الرسول –صلى الله عليه وسلّم‪ -‬برسله للملوك واألمراء يدعوهم إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫الحديبية بعث ّ‬
‫عمان؛ ليهدي قومهـا إلـى اإلسـالم‪ ،‬وذلـك فـي عهـد مل ِكهمـا جيفـر‪ ،‬وأخيه‬‫• فبعـث عمرو بـن العاص ‪ -‬رضـي اللـه عنـه‪ -‬إلـى ُ‬
‫الدخول في اإلسالم مع ِ‬
‫قومهما‪.‬‬ ‫األزدي‪ ،‬وكانا من قبيلة األزد‪ ،‬فرحبا به وأعلنا ّ‬
‫ّ‬ ‫الجل َن ِد ّي‬
‫عبد البني َ‬
‫أهمهـا وفادة عبد‬
‫ّ‬ ‫المنورة؛‬
‫ّ‬ ‫عدة وفادات إلـى المدينـة‬ ‫• وقبـل وفاة ّ‬
‫الرسـول ‪ -‬صـلّى اللـه عليـه وسـلّم‪ -‬أرسـل عرب الخليـج ّ‬
‫اإلسالميالجديد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدين‬‫الرسول – صلّى الله عليه وسلّم‪ -‬وأخذوا منه تعاليم ّ‬
‫عمان‪ ،‬وهناك التقوا ّ‬‫القيس‪ ،‬ووفادة أزد ُ‬
‫أقر جيفر وعبد على مل ِكهما في ُ‬
‫عمان حتّى تُو ّفيا‪.‬‬ ‫• وفي عهد أبو بكر ّ‬
‫الص ّديق –رضي الله عنه– ّ‬
‫• وتولّـى ال ّسـلطة مـن بعدهمـا عبّاد بـن عبّاد الجلندي فـي عهـد الخليفـة عثمان بـن عفان ‪ -‬رضـي اللـه عنـه‪ -‬فقـد ظ ّلـفي‬
‫عليبن أبي طالب –رضي الله عنه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الحكم حتّى عهد‬
‫مرد فـي شرق ّيـالجزيرة العربيّـة‪ ،‬وقام الخليفـة أبو‬ ‫• وبعـد وفاة ّ‬
‫الرسـول ‪ -‬صـلّى اللـه وعليـه وسـلم‪ -‬ظهرت بعـض حركات التّ ّ‬
‫الص ّديق ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬بإرسال جيشين‪:‬‬ ‫بكر ّ‬
‫الحضرميووجهته منطقة اإلحساء والبحرين‪.‬‬
‫ّ‪،‬‬ ‫األول بقيادة العالء بن‬
‫ّ‬ ‫•‬

‫• والثّانـي بقيادة حذيفـة بـن محصـن‪ ،‬وعرفجـة البارقـي‪ ،‬ووجهتـه ُ‬


‫عمان وبالد المهرة‪ ،‬وت ّمـالقضاء على حركات‬
‫تم إعادة توحيد الجزيرة العربيّة‪.‬‬
‫مرد‪ ،‬كما ّ‬
‫التّ ّ‬

‫الشام‪ ،‬والعراق‪ ،‬وعلى‬ ‫• وخالل حركـة الفتـح اإلسـ ّ‬


‫المي األولـى‪ ،‬انطلقـت الجيوش العربيّـة مـن جزيرة العرب نحـو جبهتـي‪ّ :‬‬
‫الساسانيّة‪ ،‬وخاصة معركتي‪:‬‬
‫الدولة ّ‬
‫ضد ّ‬‫كبير في المعارك الّتي خاضها المسلمون ّ‬
‫ٌ‬ ‫دور‬
‫جبهة العراق كان لعرب الخليج ٌ‬
‫القادسيّة‪ ،‬ونهاوند‪.‬‬

‫• وبعـد فتـح العراق‪ ،‬اتّخذت الجيوش اإلسـالميّة قواعـد عسـكريّة لهـا فـي هذا اإلقليـم؛ إـذ أمـر الخليفـة عمـر بن الخطاب‬
‫‪ -‬رضـي اللـه عنـه‪ -‬القادة المسـلمين ببناء ك ّلـمـن‪ :‬البصـرة‪ ،‬والكوفـة‪ ،‬ومـن هاتيـن المدينتيـن انطلقـت الجيوش العربيّة؛‬
‫لفتـح بقيـة أرجاء اإلمبراطوريّـة ال ّسـاسانيّة‪ ،‬كمـا قطعـت جيوش خليجيّـة أخرى البحرعـن طريـق موانـئ شرقي الجزيرة‬
‫لتنضم إلى الجيوش القادمة من البصرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي؛‬
‫ّ‬ ‫الشرقيّة للخليج‬
‫الضفّة ّ‬
‫العربيّة‪ ،‬ووصلت إلى ّ‬
‫العربية واإلسالميةّ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫األصو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ارتبط تاريخ منطقة اإلمارات في العصور اإلسالمية بتاريخ منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحقبة اإلسالمية‪:‬‬ ‫ز‬ ‫ّ‬
‫يمي‬ ‫ما‬ ‫ّ‬
‫أهم‬ ‫‪‬‬
‫ِ‬
‫‪ )1‬استمرار حركة ّ‬
‫التجارة واملالحة على طول سواحل اإلمارات‪.‬‬
‫ّ‬
‫امليالدي‪.‬‬ ‫الرابع عشر‬ ‫‪ )2‬بروز جلفار الواقعة بين منطقتي ّ‬
‫الندود واملطاف في رأس الخيمة ً‬
‫مركزا تجارًّيا في مطلع القرن ّ‬
‫ّ‬
‫والش ّ‬ ‫الش ّ‬‫ّ‬
‫رقية لإلمارات حركة استيطان‪.‬‬ ‫مالية‬ ‫‪ )3‬شهدت املناطق‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ )4‬حصن البثنة الذي يعد من أقدم الحصون في الدولة‪ ،‬ويقع على طريق وادي حام‪ ،‬وقلعة الفجيرة التي تنتمي لتلك الفترة أيضا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ّ )5‬‬
‫يعد مسجد العين املكتشف سنة ‪2018‬م أقدم مسجد في منطقة اإلمارات حتى اآلن‪ ،‬ويعود إلى الفترة الذهبية املبكرة من العهد اإلسالمي في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العباسية قبل نحو (‪ )1000‬ألف عام‪ ،‬ومن املساجد القديمة ً‬ ‫ّ‬
‫البدية الذي يقع على جانب الطريق ما بين خورفكان‬ ‫ِ‬ ‫مسجد‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫فترة الخالفة‬
‫ودبا‪.‬‬
‫ّ‬
‫للطرق الص‪QQ‬حر ّ‬
‫اوية‪ ،‬ومص‪QQ‬د ًرا ر ً‬ ‫ً‬ ‫‪Q‬المية عل‪QQ‬ى أهميته‪QQ‬ا كونه‪QQ‬ا ً‬
‫‪)6‬حافظ‪QQ‬ت مدين‪QQ‬ة العي‪QQ‬ن طوال فترة العص‪QQ‬ور اإلس‪ّ Q‬‬
‫ئيسا‬ ‫ومفترق ا‬
‫‪Q‬‬ ‫مركزا لتجارة القواف‪QQ‬ل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للثروة ّ‬
‫الزر ّ‬ ‫ّ‬
‫املتطور‪.‬‬ ‫اعية؛ وذلك لوفرة املياه فيها‪ ،‬واستخدام نظام األفالج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )7‬مثلت جزيرة دملا املركز البحر ّي األساس للغوص على اللؤلؤ‪.‬‬
‫أحمد بن ماجد (أمير البحر)‪:‬‬
‫الخليجي في القرن الخامس عشر امليالدي‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫عاش أحمد بن ماجد املاّل ح العربيّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫اّل‬
‫وكان امل ح اب‪Q‬ن ماج‪Q‬د عامل‪Q‬ا بالفل‪Q‬ك وبفن‪ Q‬املالح‪Q‬ة‪ ،‬وشرع ف‪Q‬ي تص‪Q‬نيف عل‪Q‬م جدي‪Q‬د ه‪Q‬و عل‪Q‬م املالح‪Q‬ة البحري‪Q‬ة‪ ،‬وطبق‬
‫ل‬ ‫ّ‬
‫وبي‪Q‬ن مواق‪QQ‬ع النجوم‪ ،‬ومناز القم‪QQ‬ر‪ ،‬وطريق‪QQ‬ة االهتداء به‪QQ‬ا ف‪QQ‬ي البح‪QQ‬ر‪ ،‬وتواري‪QQ‬خ طلوعه‪QQ‬ا وغروبها‬ ‫في‪QQ‬ه أص‪QQ‬ول عل‪QQ‬م الفل‪QQ‬ك‪Qّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫محسوبة بالسنة الشمسية‪ ،‬فصارت مالحته فلكية‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ول‪Q‬ه مص ّ‪Q‬نفات (مؤلفات) ف‪Q‬ي هذا العل‪Q‬م‪ ،‬ويعد كتاب{ه (الفوائ{د ف{ي أص{ول عل{م البح{ر والقواع{د (م{ن أهم مؤلفات‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اًل‬ ‫ّ‬
‫اب {{ن ماج {{د؛ إ {{ذ إن{{ه كان م {{ن أه ّم { الكت {{ب تداو ف {{ي فترة الكشوف الجغرافي{ ة؛ إ {{ذ تناول {{ه الباحثون‪ ،‬وبخاصة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املستشرقين‪ ،‬بالدرس‪ ،‬والتمحيص خالل العصر الحديث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ل‬
‫يعد أحمد بن ماجد أو مؤلفي املرشدات املالحية في العصور الحديثة‪.‬‬
‫وسع األور ّ‬
‫وبي في املحيط الهنديّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫‪ُّ )1‬‬
‫النفوذ البرتغالي‪ّ:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وبي‪Q‬ة الت‪QQ‬ي اس‪QQ‬تطاعت الوص‪QQ‬ول إل‪QQ‬ى س‪QQ‬واحل املحي‪QQ‬ط الهندي‪ ،Q‬وذل‪QQ‬ك بع‪QQ‬د أن‬
‫تعد ال‪QQ‬برتغال م‪QQ‬ن أوائ‪QQ‬ل الدول األور ‪Q‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تمكنت من اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام ‪1498‬م عن طريق رحلة (فاسكو داجاما)‪.‬‬
‫السادس عشر امليالدي‪ّ.‬‬‫العربي إلى نهاية القرن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتمكنت من السيطرة على الخليج‬
‫‪Q‬برتغالي ُ‪Q‬‬
‫يضع ف وينحس‪QQ‬ر بشك‪QQ‬ل تدريج ّي‪Q‬؛ بفع‪QQ‬ل مجموع‪QQ‬ة من‬ ‫ّ‬ ‫وم‪QQ‬ع مطل‪QQ‬ع القرن ال ّس‪Q‬ابع عش‪QQ‬ر امليالد ّي‪ Q‬أخ‪QQ‬ذ ّ‬
‫النفوذ ال‪Q‬‬
‫ّ‬
‫البرتغاليون في الخليج بقيادة ناصر بن مرشد اليعربي‪ّ.‬‬ ‫ّ ّ‬
‫العوامل أبرزها املقاومة العربية التي واجهها‬
‫ّ‬
‫البريطاني‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫النفوذ‬ ‫‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ف‪Q‬ي س‪Q‬نة ‪1600‬م أس‪Q‬ست شرك‪Q‬ة الهن‪Q‬د الشرقي‪Q‬ة البريطاني‪Q‬ة‪ ،‬فكان م‪Q‬ن نتائجه‪Q‬ا توس‪Q‬ع النفوذ ال‪Q‬بريطاني نح‪Q‬و الخليج‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربي‪ ،‬والتقاء مصالح بريطانيا مع مصالح الفرس؛ ما ترتب عليه أن شن الطرفان هجوما على هرمز سنة ‪1622‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تمك ن اليعارب‪Q‬ة بقيادة ناص‪Q‬ر ب‪Q‬ن مرش‪Q‬د وحلفائ‪Q‬ه م‪Q‬ن إلحاق هزائ‪Q‬م متتالي‪Q‬ة بال‪Q‬برتغاليين‪ ،‬والسيطرة‬ ‫وف‪Q‬ي الوق‪Q‬ت نفس‪Q‬ة ‪Q‬‬
‫قوي‪Q‬ة‪ ،‬تتمتعّ‬
‫مهد لقيام دول‪Q‬ة اليعارب‪Q‬ة مزدهرة ّ‬ ‫‪Q‬كرية جميعه‪Q‬ا عل‪Q‬ى طول س‪Q‬واحل ُعمان؛ األم‪Q‬ر ّالذي ‪ّQ‬‬
‫عل‪Q‬ى مراكزه‪Q‬م العس ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وباقتصاد قو ّ ٍي يعتمد حركة املالحة والتجارة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫متطور‪،‬‬ ‫سياسي وإدار ّي‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫بنظام‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فكك‪ ،‬وأص{ابها الضع{ف؛ بس{بب الفتن‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫وخالل النص{ف األو م{ن القر الثام{ن عش{ر أخذت دول{ة اليعارب{ة ف{ي الت {‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫و‬
‫األهلي{ة إعادة تشكي{ل التحالفات القبلي{ة وفقا للظر ف والتطو ات‬ ‫األهلي{ة‪ ،‬وكان م{ن نتائ{ج تل{ك الحرب‬ ‫والحرب‬
‫{ياسية ف{{ي املنطق{{ة ه{{ي‪ :‬دول{{ة البوس{{عيد ف{{ي ُعمان‪ ،‬وحل{{ف القواسم‪،‬‬
‫ياسية‪ ،‬فنشأ{{ت ثالث قوى وأحالف س{ ّ‬ ‫ال ّس{ ّ‬
‫وحلف بني ياس‪.‬‬
‫حلف القواسم‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫يتشكل حل{ف القواس{م م{ن القبائ{ل العربي{ة الت{ي أقام{ت ف{ي املنطق{ة الواقع{ة بي{ن رأ{س مس{ندم ودب{ي‪ ،‬ودانت‬ ‫{‬
‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالوالء لشي{خ القواس{م الذي اتخ{ذ م{ن رأ{س الخيم{ة مقرا ل{ه‪ ،‬وق{د اعتم{د القواس{م ف{ي اقتص{ادهم البحر؛ فمارسوا‬
‫والتجار ّي‪ ،‬وكانوا يقومون برحالت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بحرية إلى الهند‪ ،‬وشرق إفريقيا‪.‬‬ ‫املالحي‪،‬‬ ‫فيه نشاطهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عربية في املنطق{ة‪ ،‬وامتد نفوذهم‬ ‫شكل القواس{م ف{ي النص{ف الثان{ي م{ن القرن الثام{ن عشر امليالدي{ أك{بر قوة {‬ ‫{‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحك م القواس{{م بمضي{{ق هرمز‪،‬‬ ‫البحري{ة {‬
‫{‬ ‫ليشم{{ل عدة مدن ف{{ي الس {احل الشرقي { للخلي{{ج العربي {‪ ،‬وبفض{{ل قوته{{م‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫تشكل املص{در الرئي{س القتص{ادهم ومواردهم املالية‪،‬‬ ‫وأص{بحوا أص{حاب ال ّس{لطة العلي{ا في{ه‪ ،‬وكان{ت التجارة البحري{ة {‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ{‬
‫بأهمي{ة ك{{بيرة‪ ،‬وكانوا ينظرون لإلنجلي{{ز الذي{{ن عال شأنه{{م ف{{ي تل{{ك الفترة بأنهم‬ ‫كم{{ا كان{{ت تجارته{{م م{{ع الهن{{د تحظ{{ى‬
‫التجارّية‪ ،‬وعلى حركة املالحة في املحيط الهندي‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫منافسون لهم‪ ،‬ويشكلو خطرا على عالقاتهم‬
‫ن‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫وبعد أن أحكم اإلنجليز سيطرتهم على موانئ الهند‪ ،‬أخذوا يطالبون ّ‬
‫السفن التجارية التي‬ ‫‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫تتردد على هذه املوانئ بتصاريح إنكليزية؛ تمهيدا لبسط سلطتهم املطلقة على حركة املالحة في‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ًّ‬
‫الهندي‪ ،‬واملناطق املجاورة له؛ لذلك ع َّـد اإلنجليز القواسم قوة منافسة لهم‪ ،‬فعملوا على‬
‫ّ‬ ‫املحيط‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحد من نشاطهم البحري في املحيط الهندي‪ ،‬وأخذت شركة الهند الشرقية التعمد في اختالق‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الذرائع‪ ،‬وتوجيه التهم إلى القواسم في األحداث البحرية التي كانت تقع في املحيط الهندي‪ ،‬وكان‬
‫الهندي‪ّ ،‬‬
‫والس ّ‬
‫عي إلى‬ ‫ّ‬ ‫هدف بريطانيا من ذلك هو تعزيز سيطرتها على حركة املالحة في املحيط‬
‫ّ‬
‫العربي‪.‬‬ ‫السيطرة على منطقة الخليج‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الحمالت العسكرية البريطانية‪:‬‬
‫امليالدي‪َّ ،‬‬
‫لكنها واجهت‬ ‫ّ‬ ‫حققته بريطانيا في الوصول إلى مياه الخليج ّ‬
‫الدافئة مع نهاية القرن الثامن عشر‬ ‫النجاح ّالذي ّ‬
‫ورغم هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ اّل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ر‬
‫مقاومة شديدة من القواسم‪ ،‬فكان من الطبيعي أ يتفق هذا التطو مع مصالح السلطة البريطانية التي استمرت في التطلع إلى السيطرة‬
‫القوة ّ‬
‫ضد القواسم‪ ،‬فقامت بما يأتي‪:‬‬ ‫قررت استخدام ّ‬ ‫العربي؛ لذا ّ‬
‫ّ‬ ‫على طرق ّ‬
‫التجارة‪ ،‬ومنطقة الخليج‬
‫‪‬حملة سنة ‪1805‬م‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السيطرة على بعض ُ‬ ‫ّ‬
‫تمكنت الحملة من ّ‬
‫العربي في سنة ‪1805‬م‪.‬‬ ‫الجزر واملواقع في جنوب الخليج‬
‫‪‬حملة سنة ‪1809‬م‪:‬‬
‫الراسية في امليناء وتدميرها‪ .‬واستطاع القواسم إنقاذ القسم األكبر من‬ ‫الرئيس هو الهجوم على رأس الخيمة‪ ،‬وحرق ّ‬
‫السفن ّ‬ ‫كان هدفها ّ‬
‫أسطولهم البحر ّي‪.‬‬
‫الصمود ّ‬
‫عدة أيام‪،‬‬ ‫كبيرا عن أرضهم رغم الخسائر الفادحة في األرواح‪ ،‬واستطاعوا ّ‬ ‫حملة سنة ‪1819‬م‪ :‬دافع القواسم وأهالي املنطقة ً‬
‫دفاعا ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اّل‬
‫إ أن النقص الكبير في الذخيرة‪ ،‬وكثافة نيران املهاجمين أجبرتهم على االستسالم‪.‬‬
‫املعاهدات البريطانيةّ‬
‫‪‬املعاهدة العامة سنة ‪1820‬م‪:‬‬
‫{بيرا ف{ي تاري{خ املنطق{ة‪ ،‬وأص{بحت األس{اس ّالذي اس{تندت إلي{ه بريطاني{ا فيم{ا بعد ف{ي س{يطرتها ال ّس{ ّ‬
‫ياسية واالقتصادي{ةّ‬ ‫شكل{ت تحواًل ك ً‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫على منطقة الخليج العربي كلها‪.‬‬
‫وكان من ّ‬
‫أهم نتائجها‪:‬‬
‫حق الفصل في املنازعات ّالتي تحدث في الخليج العربي‪ّ.‬‬‫البريطانية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )1‬إعطاء ّ‬
‫السلطة‬
‫‪ )2‬تعيين مقيم بري ّ‬
‫{طاني‪.‬‬
‫‪ )3‬إقامة قاعدة ّ‬
‫حربية دائمة في املنطقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬الهدنة البحرية األولى سنة ‪1835‬م‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫تهدف إل{ى حف{ظ األم{ن وال ّس{لم ف{ي البح{ر ملدة ‪ 6‬أشه{ر‪ ،‬ث ّم{ جع{ل الهدن{{ة س{نة كامل{{ة‪ ،‬وظل{ت هذه التعهات{ ت{جدد س{نويا م{{ع املقيم‬
‫ًّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ياسي حتى سنة ‪1843‬م‪.‬‬ ‫الس‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫‪‬الهدنة البحرية الثانية سنة ‪1843‬م‪:‬‬
‫البحرية في سنة ‪1843‬م ّ‬
‫مدتها عشر سنوات مع املقيم البر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫يطاني (هينل)‪.‬‬ ‫تم االتفاق على توقيع معاهدة الهدنة‬
‫الدائمة سنة ‪1853‬م‪:‬‬‫الصلح ّ‬
‫‪‬معاهدة ّ‬

‫الدائم في البحر في مايو ‪1853‬م‪ ،‬وكان من نتائجها‪:‬‬ ‫السالم ّ‬‫تم االتفاق على توقيع معاهدة ّ‬ ‫ّ‬
‫الشؤون ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )1‬إحكام بريطاني‪Q‬ا س‪Q‬يطرتها عل‪Q‬ى الخلي‪Q‬ج العرب ّي‪ ،Q‬وزيادة ّ‬
‫الداخلي‪Q‬ة لإلمارات‪ ،‬وإطالق اس‪Q‬م “ال ّس‪Q‬احل املتص‪Q‬الح”‪ ،‬أو‬ ‫التدخ‪Q‬ل ف‪Q‬ي‬
‫ّ‬
‫“الساحل املهادن” على املنطقة‪.‬‬
‫‪ )2‬من‪QQ‬ع القواس‪QQ‬م م‪QQ‬ن ممارس‪QQ‬ة نشاطه‪QQ‬م البحر ّي ‪ُ Q‬‬
‫بح ّ‪Q‬ري‪Q‬ة واس‪QQ‬تقالل تا ّم‪Q‬؛ إ‪QQ‬ذ ت ّم‪ Q‬تدمي‪QQ‬ر شام‪QQ‬ل ملراكبه‪QQ‬م جميعه‪QQ‬ا‪ ،‬وم‪QQ‬ن ث ّم‪ Q‬تراج‪QQ‬ع حركة‬
‫التجارة‪ ،‬ونقص ّ‬
‫حاد في الواردات واألموال‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫األبدية سنة ‪1892‬م‪:‬‬ ‫املعاهدة املانعة‬
‫ّ‬
‫االتفاقيةّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعم ن يخلفه‪QQ‬م بأ‪QQ‬ن ال يدخلوا ف‪QQ‬ي أي ‪ Q‬اتفاقيات م‪QQ‬ع أي ‪ Q‬دول‪QQ‬ة غي‪QQ‬ر بريطاني‪QQ‬ا‪ ،‬وبموج‪QQ‬ب هذه‬
‫تعه د فيه‪QQ‬ا الحكام ع‪QQ‬ن أنفس‪QQ‬هم‪Q ،‬‬ ‫ّ‪Q‬‬
‫‪Q‬مي له‪QQ‬م ف‪QQ‬ي املحاف‪QQ‬ل ّ‬ ‫ّ‬
‫الد ّ‪Q‬‬
‫ولي‪Q‬ة‪ ،‬وق‪QQ‬د حاول بعض‬ ‫الرس‪ّ Q‬‬
‫املمث‪Q‬ل ّ‬
‫جي‪Q‬ة لإلمارات‪ ،‬وأص‪QQ‬بحت ‪Q‬‬ ‫اس‪QQ‬تطاعت بريطاني‪QQ‬ا ال ّس ‪Q‬يطرة عل‪QQ‬ى الشؤون الخار ّ‪Q‬‬
‫ّ‬ ‫صدي لهذه ّ‬ ‫ّ‬
‫الحكام ّ‬
‫الت ّ‬
‫الضغوط‪ ،‬وبخاصة حاكم أبو ظبي الشيخ زايد بن خليفة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفصل الثاني‬
‫ّ ّ‬
‫تاريخ دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫ّ‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ّ‬
‫محاور الجزء الثاني‪:‬‬
‫‪‬حلف بني ياس‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪‬نتائج ظهور النفط‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫البريطانية بعد الحرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬بعثة جامعة الدول العربية‪.‬‬
‫ّ‬
‫الخاص باالنسحاب في منطقة الخليج العربي‪ّ.‬‬ ‫االت ّ‬
‫حادية بعد القرار البريطانيّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬املحاوالت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية ّ‬
‫ّ‬
‫املتحدة (االتحاد السداسي‪ -‬االتحاد السباعي)‪.‬‬ ‫‪ ‬قيام دولة اإلمارات‬
‫ّ‬
‫حلف بني ياس‬ ‫ُّ‬
‫العربية‪ ،‬وتعود ّأول إشارة لها سنة ‪1580‬م‪ ،‬وتولى قيادة بني ياس‬
‫ّ‬ ‫تعد قبيلة بني ياس إحدى القبائل ّ‬
‫الرئيسة في شبة الجزيرة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫وأيضا آل بو فالسة‪ ،‬الذين استقر غالبيتهم في دبي سنة ‪1833‬م‪ ،‬ومنهم آل مكتوم حكام دبي‪.‬‬ ‫آل بو فالح‪ ،‬بزعامة آل نهيان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫املقر ّ‬
‫الظفرة وليوا ّ‬‫ّ‬
‫حت ى اآل{{ن‪ ،‬وقد كان فروع{‬
‫الرئي{{س لقبيل{{ة بن{{ي ياس‪ ،‬فق{د أقاموا فيه{{ا حص{{ونا م{{ا تزال آثاره{{ا باقي{{ة {‬ ‫وكان{ت‬
‫احلية‪ ،‬وبع{{د اكتشاف املياة العذب{ة س{{نة ‪1761‬م ف{ي جزيرة أبو‬ ‫اخلي{ة‪ ،‬واملناط{{ق ال ّس{ ّ‬
‫الد ّ‬‫بع{{ض فروع القبيل{ة ينتقلون بي{ن املناط{ق ّ‬

‫دائما له‪ ،‬وبدأ بممارسة‬ ‫الشيخ ذياب بن عيسى ّالذي ّاتخذ منها ًّ‬
‫مقرا ً‬ ‫ّ‬
‫{تقر بعض فروع القبيلة في هذه الجزيرة‪ ،‬وذلك زمن‬‫ظبي‪ ،‬اس ّ‬

‫السياسية‪ ،‬واإلدارّية‪.‬‬
‫سلطاته ّ‬

‫ّ‬
‫الشيخ شخبوط بن ذياب (‪1793‬م‪1816 -‬م)‪ّ ،‬‬
‫وأهم اإلنجازات في عهده‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫الدائم سنة ‪1795‬م‪.‬‬ ‫الرئيس{ لقبيلة بني ياس‪ ،‬كما ّاتخذها ّ‬


‫مقره ّ‬ ‫واملقر ّ‬
‫ّ‬ ‫أصبحت جزيرة أبو ظبي في عهده العاصمة‪،‬‬
‫{ريعا؛ إ{ذ توج{ه أهله{ا نح{و البح{ر‪ ،‬ومارس{وا ص{يد ّ‬ ‫نموا س ً‬ ‫الشي{خ شخبوط ًّ‬ ‫ّ‬
‫السمك‪ ،‬والغوص‬ ‫وشهدت إمارة أب{و ظ{بي ف{ي ظ ّل{ حك{م‬
‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نفوذ‬
‫ٍ‬ ‫ذات‬ ‫عشر‬ ‫{ع‬‫{‬‫س‬‫ا‬ ‫الت‬ ‫القر‬ ‫{ع‬‫{‬‫ل‬ ‫مط‬ ‫{ذ‬
‫{‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫{بي‬
‫{‬ ‫ظ‬ ‫{و‬
‫{‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ة‬‫ر‬‫إما‬ ‫{بحت‬
‫{‬ ‫ص‬ ‫وأ‬ ‫{ؤ‪،‬‬ ‫{‬ ‫ل‬ ‫ؤ‬ ‫الل‬ ‫ة‬‫ر‬‫تجا‬ ‫دهرت‬ ‫ز‬ ‫وا‬ ‫{ة‪،‬‬‫{‬‫ح‬‫املال‬ ‫{ة‬
‫{‬ ‫ك‬‫حر‬ ‫{ت‬ ‫{‬‫ط‬ ‫ونش‬ ‫{ؤ‪،‬‬
‫{‬ ‫ل‬‫ؤ‬ ‫الل‬ ‫عل{{ى‬
‫ّ‬
‫مهم في املنطقة‪ ،‬واتسع نشاطها البحر ّي‪.‬‬ ‫واقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سياسي‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وكان{{ت ُت ّ‬
‫عد منطق{{ة العي{{ن خالل هذه الفترة أح{{د أه ّم{ املراك{{ز االقتص{ ّ‬
‫امتدادا‬ ‫{ادية ف{{ي املنطق{{ة‪ ،‬وق{{د كان{{ت العي{{ن وم{{ا زال{{ت تمثــل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫الغربية‪.‬‬ ‫وإستراتيجيا ألبو ظبي العاصمة من جهة الشرق‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للظفرة‪ ،‬وليوا في املناطق‬ ‫طبيعيا‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫وخالل القـرن ّ‬
‫التاس‪QQ‬ع عشـر تمكـن حـكام آ‪QQ‬ل نهيان مـن تحويـل أب‪QQ‬و ظ‪QQ‬بي إلـى قـوة إقليميـة‪ ،‬ذات شـأن علـى س‪Q‬ـاحل الخليـج‬
‫عدة؛ ّ‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫العربي؛ وذلك ألسباب ّ‬
‫ّ‬

‫استمرار زعامة آل بوفالح بقيادة آل نهيان‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫مبنية على احترام العالقات الخار ّ‬ ‫ّ‬
‫مستقلة؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫جية‪.‬‬ ‫تأسيس الشيخ شخبوط بن ذياب سياسة‬ ‫‪)2‬‬
‫ّاتخاذ أبو ظبي منذ عهد شخبوط بن ذياب عاصمة اإلمارة؛ بسبب موقعها االستر ّ‬
‫اتيجي‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫تحمل شيخ أبو ظبي املسؤو ّلية أمام اإلنجليز‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)4‬‬
‫الشيخ شخبوط بن ذياب‪ ،‬وخلفائه من بعده على إقامة عالقات ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫البريطانيين‪.‬‬ ‫ود ّية مع‬ ‫‪ )5‬حرص‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشي‪Q‬خ شخبوط ب‪Q‬ن ذياب ف‪Q‬ي عالقات‪Q‬ه الخار ّ‬
‫جي‪Q‬ة؛ القائم‪Q‬ة عل‪Q‬ى االحترام املتبادل مع‬ ‫وق‪Q‬د شكل‪Q‬ت هذه ال ّس‪Q‬ياسة الت‪Q‬ي انتهجه‪Q‬ا‬
‫َُ‬ ‫ً‬
‫أساسا سار عليه خلفه فيما بعد‪ .‬‬
‫ّ‬
‫الدول املجاورة‪ ،‬والقوى الكبرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )2‬الشيخ طحنون بن شخبوط (‪1818‬م‪1833-‬م)‪ ،‬وأهم اإلنجازات في عهده‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عمل الشيخ طحنو في بداية عهده على توطيد الحكم في إمارة أبو ظبي‪ ،‬وتزامن ذلك مع توقيع حكام اإلمارات‪،‬‬ ‫ن‬
‫ًّ‬
‫اقتصاديا كبيرا‪ً.‬‬ ‫ً‬ ‫العربي على املعاهدة ّ‬
‫ّ‬
‫العامة سنة ‪1820‬م‪ .‬وشهدت أبو ظبي في عهده انتعاشا‬ ‫والخليج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )3‬الشيخ خليفة بن شخبوط (‪1833‬م‪1845 -‬م)‪ ،‬وأهم اإلنجازات في عهده‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عقد حكام املنطقة في عهد الشيخ خليفة بن شخبوط سلسلة من اتفاقيات السالم البحرية املتتالية بين عامي‪ 1835‬م‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و‪1843‬م؛ ما ساهم في ا دياد حركة ّ‬
‫التجارة‪ ،‬واتساعها‪ ،‬وازدهار مهنة الغوص على اللؤلؤ على سواحل إمارة أبو ظبي‪.‬‬ ‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )4‬الشيخ سعيد بن طحنون (‪1845‬م‪1855 -‬م)‪ ،‬وأهم اإلنجازات في عهده‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تولى الشيخ سعيد بن طحنون السلطة وهو في بداية العشرينيات من عمره‪ ،‬وكان يتحلى بعدة صفات قيادية؛ أهمها‪:‬‬
‫ّ‬
‫بلوماسية‪.‬‬ ‫والد اية بهما‪ ،‬واملها ة ّ‬
‫الد‬ ‫بالسياسة‪ ،‬وشؤون الحكم‪ّ ،‬‬ ‫املعرفة ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً زً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ اّل‬ ‫وعلى ّ‬
‫الرغم من صغر سنه إ أنه قام بدور مهم في السياسة اإلقليمية‪ ،‬وحقق نجاحا بار ا في التوصل إلى معاهدات‬
‫ّ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السالم الدائمة التي وقعت خالل فترة حكمه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫امللق ب بزاي{{د األول ( ‪1855‬م‪1909 -‬م)‪ ،‬وأهم{ اإلنجازات في‬
‫‪ )5‬الشي{{خ زاي{{د ب{{ن خليف{{ة‪{ ،‬‬
‫عهده‪:‬‬
‫ّ‬ ‫النظر‪ ،‬والحكمة‪ّ ،‬‬ ‫خصية‪ُ ،‬وبعد ّ‬
‫الش ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بلوماسية في إدارة األزمات‪.‬‬ ‫والد‬ ‫كان يتمتع بقوة‬
‫الناجحة‪.‬‬ ‫ونال ُح ّب شعبه ّالذي أثبتته سنوات حكمه األ بع والخمسون ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫األول) عل‪Q‬ى تحقي‪Q‬ق الوحدة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د ب‪Q‬ن خليف‪Q‬ة (زاي‪Q‬د ّ‬
‫والتماس‪Q‬ك بي‪Q‬ن أبناء املنطق‪Q‬ة‪ ،‬وحكامها‬ ‫وعم‪Q‬ل‬
‫ً‬
‫انتعاش ا اقتص ًّ‬
‫‪Q‬اديا ك ً‬
‫‪Q‬بيرا‪ ،‬ولحماية هذه‬ ‫‪Q‬‬ ‫جميعه‪Q‬م‪ ،‬ونعم‪Q‬ت إمارة أب‪Q‬و ظ‪Q‬بي ف‪Q‬ي عهده بالهدوء واالس‪Q‬تقرار‪ ،‬وشهدت‬
‫‪Q‬كرية ّ‬ ‫قوة عس ّ‬ ‫ّ‬
‫الشي‪Q‬خ زايد على بناء ّ‬
‫متفوقة‪ ،‬اس‪Q‬تطاع من خاللها فرض األمن‪ ،‬واالستقرار‪ ،‬كما‬ ‫اإلنجازات‪ ،‬عمل‬
‫مقرا لحكمه‪ ،‬وإلدارة شؤون املنطقة‪.‬‬ ‫الجاهلي في العين سنة ‪1898‬م؛ لتكون ًّ‬ ‫ّ‬ ‫بنى قلعة‬
‫ّ‬ ‫وبادر ف‪QQ‬ي س‪QQ‬نة ‪1896‬م إل‪QQ‬ى بناء عالقات دبلوماس‪ّ Q‬‬
‫تحقيق‬
‫ّ‬ ‫‪Q‬ى‬
‫‪Q‬‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫تهدف‬ ‫‪Q‬ة‬‫‪Q‬‬‫ح‬‫مو‬ ‫الط‬
‫ّ ّ‬ ‫‪Q‬ه‬
‫‪Q‬‬ ‫ط‬‫خط‬ ‫‪Q‬ت‬ ‫‪Q‬‬‫ن‬‫وكا‬ ‫‪Q‬ا‪،‬‬
‫‪Q‬‬ ‫س‬ ‫فرن‬ ‫‪Q‬ع‬
‫‪Q‬‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫‪Q‬ي‬
‫والتخل‪Q‬ص م‪Q‬ن املعاهدات التي‬ ‫ّ‬
‫‪Q‬بريطاني ف‪Q‬ي قضاي‪Q‬ا املنطق‪Q‬ة‪،‬‬ ‫التدخ‪Q‬ل ال‬ ‫الوحدة بي‪Q‬ن اإلما ات ّكله‪Q‬ا؛ بهدف ّ‬
‫الحد م‪Q‬ن ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫البريطانية‪.‬‬ ‫تخدم ُ‬
‫بنودها املصالح‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫الشي{خ زاي{د ب{ن خليف{ة أربعة{ م{ن أبنائ{ه خالل الفترة م{ا بي{ن عام{ي ‪1909‬م إل{ى ‪1928‬م؛ وهم‪ :‬طحنون‬ ‫وخل{ف‬
‫بن زايد‪ ،‬وحمدان بن زايد‪ ،‬وسلطان بن زاي{د‪ ،‬وصقر بن زايد‪،‬‬
‫الشيخ شخبوط بن سلطان (‪1928‬م‪1966 -‬م)‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬
‫أهم اإلنجازات في عهده‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫كبيرا كان له آثاره ّ‬
‫الس ّ‬ ‫العالمي تدهو ًرا ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لبية في‬ ‫تولى الشيخ شخبوط بن سلطان الحكم في وقت شهد االقتصاد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلمارات‪ ،‬واملنطقة‪ ،‬وقد رافق ذلك ظهور اللؤلؤ الصناعي‪ ،‬وانتشاره في األسواق‪ ،‬فتسبب في انهيار تجارة اللؤلؤ‬
‫ّ‬
‫العربي‪.‬‬ ‫في الخليج‬
‫ّ‬ ‫التنقيب عن ّ‬ ‫ّ‬
‫يتركز في ّ‬ ‫َّ‬
‫النفط‪ ،‬وتفاوض الشيخ شخبوط مع‬ ‫الثالثينيات‬ ‫وكان اهتمام أبو ظبي في فترة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتم ّ‬
‫فاق َمنح بموجبه الشيخ شخبوط بن سلطان‬ ‫ٍ‬ ‫ات‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫‪1939‬‬ ‫سنة‬ ‫يناير‬ ‫في‬ ‫وصل‬ ‫الت‬ ‫ّ‬
‫البريطانية‪ّ ،‬‬ ‫الحكومة‬
‫ّ ّ‬ ‫اّل‬
‫الثانية ّ‬
‫تسبب في‬ ‫النفط في أبو ظبي‪ ،‬إ ّأن اندالع الحرب العاملية‬ ‫للتنقيب عن ّ‬ ‫البترولية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطور‬ ‫امتيا ًزا لشركة‬
‫السيئة على اقتصاد إمارات ّ‬ ‫توقف العمل‪ ،‬وكان لذلك آثاره ّ‬ ‫ّ‬
‫الساحل‪.‬‬
‫ّ ّ‬
‫ّ‪Q‬‬
‫العاملي‪Q‬ة‪ ،‬وذل‪QQ‬ك ف‪QQ‬ي س‪QQ‬نة ‪1949‬م‪ ،‬وبدأ العمل‬ ‫العاملي‪Q‬ة الثاني‪QQ‬ة‪ ،‬عادت شركات البترول‬ ‫‪Q‬‬ ‫وبع‪QQ‬د انتهاء الحرب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلقام‪QQ‬ة ميناء لل ّس ‪Q‬فن‪ ،‬ومهب‪QQ‬ط للطائرات‪ ،‬وإنشاء املبان‪QQ‬ي الحديث‪QQ‬ة‪ ،‬ورص‪QQ‬ف الطرق لل ّس ‪ّ Q‬يارات‪ .‬وت ّم ‪ Q‬في عهده‬
‫النف‪Q‬ط ف‪Q‬ي عام ‪1958‬م‪ .‬وف‪Q‬ي يولي‪Q‬و ‪1962‬م غادرت ّأول شحن ٍة‪ Q‬من البترول سواحل جزيرة داس‪ ،‬وكان‬ ‫اكتشاف ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫خطة؛ لتطوير أبو ظبي؛ شملت‪:‬‬ ‫ذلك بداية النتعاش اقتصاد اإلمارة‪ ،‬وبدأت حركة التنمية‪ ،‬وتم إعداد ٍ‬
‫ّ‬
‫‪ )1‬إنشاء محطة لتحلية املياه‪ )2 .‬إنشاء املدارس‪ )3 .‬إنشاء محطة للكهرباء‪ )4 .‬رصف الطرق‪.‬‬
‫تبعا لذلك إنشاء ّأول مستشفى في مدينة العين في سنة ‪1966‬م‪.‬‬
‫وتم ً‬
‫حية‪ّ ،‬‬ ‫‪ )5‬توفير الخدمات ّ‬
‫الص ّ‬
‫نتائج ظهور ال ّنفط على المنطقة‪:‬‬
‫كان الكتشاف النّفط دو ٌر مه ٌّم في‪:‬‬
‫‪ -1‬التّطور السّريع‪ ،‬والمذهل في حركة الطّيران‪.‬‬
‫‪ -2‬التّوسّع في استخدام المركبات‪.‬‬
‫‪ -3‬اهتمام بريطانيا بامتيازات النّفط‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة خطّ جو ّ‬
‫ي يربط لندن بمستعمراتها في ال ّشرق األوسط‪ ،‬والهند‪ ،‬وال ّشرق األقصى‪.‬‬

‫‪ -5‬توقيع اتّفاقيّة الطّيران الجو ّ‬


‫ي في يوليو ‪1932‬م‪ ،‬بين ال ّشيخ سلطان بن صقر القاسمي‪ -‬حاكم‬
‫ال ّشارقة‪ ،‬والحكومة البريطانيّة‪.‬‬
‫‪ -6‬فتح مطارات في ك ّل من‪ :‬جزيرة صير بني ياس ‪1935‬م‪ ،‬وفي دبي‪ ،‬ورأس الخيمة ‪1937‬م‪.‬‬
‫وإنشاء شركة تطوير بترول السّاحل المتصالح المحدودة بين عام ّي ‪1939 -1936‬م‪.‬‬
‫ق التّنقيب عن النّفط لمدة ‪ 75‬عا ًما؛ حتّى ال تنافسها شركة أخرى‪   .‬‬
‫وحصول بريطانيا على ح ّ‬
‫ّ‬
‫‪ )7‬الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (‪1918‬م‪2004 -‬م)‪ ،‬و أه ّ‪Q‬م اإلنجازات في عهده‪:‬‬
‫ولد سنة ‪1918‬م في أبو ظبي‪ ،‬في قصر الحصن‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الشيخ زايد بن سلطان ممثال لحاكم أبو ظبي في منطقة العين (‪1946‬م‪1966-‬م)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫صار الشيخ زايد حاكما ملنطقة العي‪Q‬ن‪ ،‬إ‪Q‬ذ أسند إليه أخوه الشيخ شخبوط هذه املهمة‪ ،‬فعمــل الشيخ زايــد في أثناء توليه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حك‪Q‬م العي‪Q‬ن علــى تطوي‪Q‬ر املنطق‪Q‬ة‪ ،‬الت‪Q‬ي شـملت التطويـر العمرانـي‪ ،‬والزراعي‪Q‬؛ فقام بإص‪Q‬الح األفالج‪ ،‬وإعادة بناء القدي‪Q‬م منها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وشارك بنفس‪Q‬ه ف‪Q‬ي عمليات الحف‪Q‬ر والبناء‪ ،‬فكان‪Q‬ت هذه االنطالق‪Q‬ة بداية‪ Q‬لنهض ٍة‪ Q‬زراعي ٍة‪ Q‬شهدته‪Q‬ا منطق‪Q‬ة العي‪Q‬ن‪ ،‬واشتهرت بها‪،‬‬
‫ً‬
‫فأصبحت واحة خضراء‪ ،‬ومن أجمل مدن املنطقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشيخ زايد بن سلطان حاكم أبو ظبي (‪1966‬م‪1971-‬م)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تول‪Q‬ى الشي‪QQ‬خ زاي‪QQ‬د زمام الحك‪QQ‬م ف‪QQ‬ي إمارة أب‪QQ‬و ظ‪QQ‬بي‪ :‬فبدأ‪QQ‬ت انطالقة ‪ Q‬ك‪QQ‬بيرة نح‪QQ‬و االزدهار والتقدم‪ ،‬وجع‪QQ‬ل أولى‬
‫س‪QQ‬نة ‪1966‬م ‪Q‬‬
‫ص‪ّ Q‬حــة؛ فقــام بإنشــاء املــدارس‪ ،‬واملس‪QQ‬تشـفيات وفـق املعاييـر الحديثـة‪ ،‬كمـا حـرص‬ ‫اهتمامات‪QQ‬ه تطويــر قطاعـ ّـي‪ّ :‬‬
‫التعليــم‪ ،‬وال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ر‬ ‫ق‬
‫‪-‬رحمـه هللا‪ -QQ‬علـى تطويـر البنيـة التحتيـة لإلمارة؛ فأمـر بتعبيـد الطـر ‪ ،‬وبنـاء الجس ‪Q‬ـو ‪ ،‬وتوفيـر املنـاز املناس ‪Q‬ـبة‪ ،‬وتوفيـر‬
‫وعم الخير أرجاء اإلمارة‪ ،‬وباقي اإلمارات‪.‬‬‫الكهربـاء واملـاء‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫‪ )8‬الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (‪-3‬نوفمبر‪2004-‬م)‪:‬‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بع‪Q‬د وفاة الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د ب‪Q‬ن س‪Q‬لطان ‪-‬رحم‪Q‬ه هللا‪ -‬تول‪Q‬ى نجل‪Q‬ه ص‪Q‬احب الس‪Q‬مو الشي‪Q‬خ خليف‪Q‬ة بن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية املتحدة‬ ‫زاي‪Q‬د آ‪Q‬ل نهيان مقالي‪Q‬د الحك‪Q‬م ف‪Q‬ي إمارة أب‪Q‬و ظ ّ‪Q‬بي‪ ،‬وأص‪Q‬بح رئي ًس‪Q‬ا لدول‪Q‬ة اإلمارات‬
‫ّ‬
‫العربية‬ ‫النه‪Q‬ج الذي رس‪Q‬مه األ‪Q‬ب املؤ ّس‪Q‬س لدول‪Q‬ة اإلمارات‬ ‫‪Q‬موه عل‪Q‬ى ّ‬‫‪Q‬تمر س ّ‬
‫ف‪Q‬ي س‪Q‬نة ‪2004‬م‪ ،‬واس ّ‬
‫اخلية‪ ،‬والخار ّ‬
‫جية‪.‬‬ ‫الد ّ‬‫املتحدة في سياستها ّ‬‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫ً‬
‫ونائب ا للقائ‪Q‬د األعلى‬ ‫ًّ‬
‫ولي ا للعه‪Q‬د‪Q ،‬‬ ‫وت ّم‪ Q‬تعي‪Q‬ن ص‪Q‬احب الس‪Q‬مو الشي‪Q‬خ ‪Q‬‬
‫ّ‬
‫محم د ب‪Q‬ن زاي‪Q‬د آ‪Q‬ل نهيان ‪Q‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬ ‫للقوات املسلحة بدولة اإلمارات‬
‫اإلدارة البريطان ّية في اإلمارات بعد الحرب العالم ّية ال ّثانية‬
‫شهدت فترة ما بعد الحرب العالميّة الثّانية تط ّورات كثيرة على ال ّ‬
‫ساحتين‪ :‬اإلقليميّة‪ ،‬والعالميّة‪ ،‬إذ‪:‬‬
‫‪ -1‬انتشرت حركات التّحرر بين شعوب العالم‪ ،‬وأخذت بريطانيا تفقد مستعمراتها تدريجيًا؛ وأه ّمها‪ :‬الهند‪ ،‬ومصر‪ ،‬والعراق‪.‬‬
‫‪ -2‬ظهرت قوى عظمى جديدة؛ هي‪ :‬الواليات المتّحدة األمريكيّة‪ ،‬واالتّحاد ال ّ‬
‫سوفيت ّي‪.‬‬
‫‪-3‬ازدادت أهميّ‪D‬ة موق‪D‬ع الخلي‪D‬ج العرب ّي‪ ،D‬خا ّص‪D‬ة بع‪D‬د اكتشاف النّف‪D‬ط؛ إ‪D‬ذ أقام المل‪D‬ك عب‪D‬د العزي‪D‬ز عالقات دبلوماس‪D‬يّة م‪D‬ع الواليات المتّحدة‪ ،‬ومن‪D‬ح الشّرك‪D‬ة العربيّ‪D‬ة األمريكيّة‬
‫للنّفط ”أرامكو“ حقوق التّنقيب عن النّفط‪.‬‬
‫‪ -4‬أخذت بريطني‪D‬ا تفق‪D‬د مس‪D‬تعمراتها؛ وأه ّمه‪D‬ا الهن‪D‬د عام ‪1947‬م؛ فق‪D‬د عمدت بريطاني‪D‬ا إل‪D‬ى اتّباع س‪D‬ياسة جديدة ف‪D‬ي اإلمارات‪ ،‬تمثّل‪D‬ت ف‪D‬ي تشجي‪D‬ع التّنمي‪D‬ة؛ وذل‪D‬ك من خالل‬
‫سسات‪.‬‬‫إنشاء عدد من المؤ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهمي{ة موق{ع الخلي{ج العرب ّي{‪ ،‬وبخا ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الثاني{ة ّ‬
‫تطورات كثيرة ؛ فق{د ازدادت ّ‬
‫ص{ة بع{د اكتشاف النف{ط‪ ،‬وعمدت بريطاني{ا إل{ى اتباع س{ياسة جديدة في‬ ‫شهدت فترة م{ا بع{د الحرب العاملي{ة‬
‫ّ‬
‫املؤسسات؛ كان من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫اإلمارات تمثلت في تشجيع التنمية؛ وذلك من خالل إنشاء عدد من‬

‫قوة ساحل ُعمان‪:‬‬


‫ّ‬
‫قوة شرطة خا ّ‬
‫ص{ة سنة ‪1956‬م‪ ،‬وتلته{ا أب{و ظبي ف{ي سنة‬ ‫محلية ص{غيرة تتب{ع بريطاني{ا‪ ،‬تقوم بحف{ظ األم{ن‪ ،‬وال ّس{لم ف{ي مختل{ف مناط{ق اإلمارات‪ ،‬وكانت دب{ي ّأول من بادر بإنشاء ّ‬
‫ّ‬ ‫وهي ّ‬
‫قوة‬
‫‪1957‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫مجل{{س اإلمارات املتص{الحة ( ‪1952‬م‪1965 -‬م)‪ :‬يض ّم{ جمي{{ع حكام اإلمارات‪ ،‬ويعق{{د جلس{{اته ك ّل{ ثالث{{ة أشه{{ر؛ لبح{{ث القضاي{{ا ذات االهتمام املشترك‪ ،‬برئاس{{ة املعتمد‬
‫التغييرات ال ّس{ريعة ّالت{ي تشهده{ا املنطقة‪ .‬وم{ع نهاي{ة الخمس ّ‬
‫{ينيات ازداد االهتمام بالقضاي{ا املطروح{ة في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ياسي اإلنجليز ّي{ ف{ي دب{ي؛ بهدف دف{ع عجل{ة التطوي{ر؛ والبناء؛ لتتماشى م{ع‬
‫ال ّس{ ّ‬
‫والتعليم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫والزراعة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫الص ّحة‪،‬‬
‫تنموية طويلة املدى‪ ،‬شملت قطاعات‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫فتم االتفاق على إنشاء لجان َمهمتها وضع خطط‬ ‫املجلس؛ ّ‬
‫بعثة جامعة ّ‬
‫الدول العربيةّ‬
‫ّ‬
‫اإلقليمي‪Q‬ة ف‪Q‬ي املنطقة‪،‬‬ ‫طورات‬ ‫تينيات ف‪Q‬ي إبداء املزي‪Q‬د م‪Q‬ن االهتمام باإلما ات؛ بس‪Q‬بب ّ‬
‫الت ّ‬ ‫العربي‪Q‬ة من‪Q‬ذ منتص‪Q‬ف ال ّس‪ّ Q‬‬
‫ّ‬ ‫بدأ‪Q‬ت جامع‪Q‬ة ّ‬
‫الدول‬
‫ر‬
‫العام للجامع‪Q‬ة سنة ‪1964‬م‪ ،‬وقد أبدت بريطانيا مخاوفها من‬ ‫ّ‬ ‫فتم إرسال بعثة برئاسة األمين‬ ‫العربي؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫انية في الخليج‬ ‫وتنامي ّ‬
‫القوة اإلير ّ‬
‫تابعا ملجلس اإلمارات املتصالح‪.‬‬ ‫يتم إنشاء "مكتب تطوير اإلمارات"‪ ،‬ويكون ً‬ ‫البريطاني باقترح أن ّ‬
‫ّ‬ ‫الس ّ‬
‫ياسي‬ ‫عمل البعثة‪ ،‬فقام املعتمد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اس‪Q‬تطاعت بريطاني‪Q‬ا ّ‬
‫العربي‪Q‬ة‪ ،‬وتعامل‪Q‬ت بحزم م‪Q‬ع ممثليه‪Q‬ا‪ ،‬وذكرت حكام اإلمارات باتفاقي‪Q‬ة عام ‪1892‬م‪،‬‬ ‫الحد م‪Q‬ن نشاط بعث‪Q‬ة الجامع‪Q‬ة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ اّل‬ ‫ّ‬
‫الت‪Q‬ي ال تتي‪Q‬ح له‪Q‬م إقام‪Q‬ة عالقات خارجي‪Q‬ة إ م‪Q‬ن خالل بريطاني‪Q‬ا‪ ،‬وأن‪ Q‬فت‪Q‬ح مكت‪Q‬ب للجامع‪Q‬ة العربي‪Q‬ة يعد مخالف‪Q‬ة لبنود تلك االتفاقية‪.‬‬
‫اّل‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫التنمي‪Q‬ة‪ ،‬إ ّإن قيام حرب‬ ‫البريطاني‪Q‬ة ف‪Q‬ي شؤون املنطق‪Q‬ة‪ ،‬وأص ّ‪Q‬رت عل‪Q‬ى إنشاء ص‪Q‬ندوق ّ‬
‫ّ‬ ‫التدخالت‬ ‫وم‪Q‬ن جانبه‪Q‬ا رفض‪Q‬ت الجامع‪Q‬ة العربي‪Q‬ة‬
‫اّل‬ ‫ّ‬ ‫‪1967‬م‪ ،‬وم‪Q‬ا افقه‪Q‬ا م‪Q‬ن نتائ‪Q‬ج تس ّ‪Q‬ببت ف‪Q‬ي توق‪Q‬ف عم‪Q‬ل بعث‪Q‬ة جامع‪Q‬ة ّ‬
‫العربي‪Q‬ة ف‪Q‬ي اإلمارات‪ ،‬ول‪Q‬م يت ّم‪ Q‬اس‪Q‬تئنافه إ بع‪Q‬د أ‪Q‬ن أعلنت‬ ‫الدول‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بريطانيا قرا ها ّ‬
‫التار ّ‬
‫العربي‪.‬‬ ‫يخي عام ‪1968‬م؛ املتمثل في االنسحاب من منطقة الخليج‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫االت ّ‬
‫حادية بعد إعالن بريطانيا قرارها باإلنسحاب من منطقة الخليج‬ ‫املحاوالت‬
‫ّ‬
‫العربي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهمة ًّ‬ ‫ّ‬
‫واقتصادية ّ‬ ‫ّ‬ ‫شهدت فترة ّ‬
‫الس َّ‬
‫محليا‪ ،‬وتولى املغفور له الشيخ زايد بن‬ ‫سياسية‪،‬‬ ‫تينيـات تغييرات‬
‫ّ‬ ‫التشاور‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتواصل مع حكام‬ ‫سلطان زمام املبادرة‪ ،‬وبدأ في إعداد الترتيبات الجديدة؛ املتمثلة في‬
‫موحد ّ‬
‫يحقق لإلمارات حلم الوحدة‪ ،‬واالزدهار‪،‬‬ ‫اإلمارات‪ ،‬وشعبها‪ ،‬وبدأ في العمل؛ من أجل تأسيس كيان ّ‬
‫والعيش الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ اًل‬
‫أو ‪ :‬االتحاد الثنائي ‪1968/2/18‬م‪:‬‬
‫ً‬ ‫دخ‪Q‬ل حاكم‪Q‬ا أب‪Q‬و ظ‪Q‬بي‪ ،‬ودب‪Q‬ي ف‪Q‬ي ّاتفاق ثنائ ّي‪ Q‬ف‪Q‬ي منطق‪Q‬ة (عرقوب ال ّس‪Q‬ديرة)‪ ،‬وأص‪Q‬د ا ً‬
‫بيان‪Q‬ا مشتركـا في ‪18‬‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫بعلم واحد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تين‪،‬‬ ‫ر‬‫اإلما‬ ‫بين‬ ‫حاد‬ ‫ات‬ ‫فبراير‪ 1968‬م عن تأسيس‬
‫ساعي‪1968/2/27‬م‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬االتّحاد التّ‬
‫وتم إعالن اتّحاد‬
‫وفـي الفترة مـا ‪ 27-25‬فـبراير مـن سـنة ‪1968‬م‪ ،‬ت ّمـ عقـد اجتماع فـي دبـي‪ ،‬حضره حكّام اإلمارات ال ّسـبع‪ ،‬وقطـر‪ ،‬والبحريّـن‪ّ ،‬‬
‫ساعي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واضحـا صـعوبة تحقيـق االتّحاد التّ‬
‫ً‬ ‫اإلمارات العربيّة‪ .‬ولكـن بعـد ثالث سـنوات مـن االجتماعات‪ ،‬والمناقشات بيـن حكّام اإلمارات التّسـع بدا‬
‫الداخليّة‪ ،‬والخارجيّة‪.‬‬
‫ظلالكثير من العوامل ّ‬
‫في ّ‬
‫داسي‪1971/12/2‬م‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫ّ‬ ‫ثالثًا‪ :‬االتّحاد‬
‫الدستور‬
‫داسي‪ ،‬ووافقوا علـى ّ‬
‫ّ‬ ‫فـي ‪ 18‬يوليـو ‪1971‬م أعلـن رسـميًّا أ ّنـحكّام اإلماـرات ال ّسـت ‪-‬عدا رأـس الخيمـة ‪ -‬اتّفقوا علـى تأسـيس اتّحاد سـ‬
‫الست‪:‬‬‫المؤ ّقت‪ .‬وفي يوم الخميس الموافق ‪ 2‬ديسمبر ‪1971‬م اجتمع حكّام اإلمارات ّ‬
‫الشيخزايد بن سلطان آل نهيان‪( ،‬حاكم إمارة أبو ظبي) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)1‬‬
‫الشيخراشد بن سعيد آل مكتوم ‪(،‬حاكم إمارة دبي) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)2‬‬
‫الشارقة) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫القاسمي‪( ،‬حاكم إمارة ّ‬
‫ّ‬ ‫الشيخ خالد بن محمد‬
‫ّ‬ ‫‪)3‬‬
‫عيمي‪( ،‬حاكم عجمان) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الشيخراشد بن حميد الن ّ‬
‫ّ‬ ‫‪)4‬‬
‫الشيخ أحمد بنراشد المعـال‪ ( ،‬حاـكم إمارة أم القيوين) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)5‬‬
‫رقي‪( ،‬حاكم إماـرة الفجيرة) ‪-‬رحمه الله‪.‬‬
‫الش ّ‬
‫محمد بن حمد ّ‬
‫الشيخ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪)6‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشي‪QQ‬خ راش‪QQ‬د ب‪QQ‬ن س‪QQ‬عيد‪ ،‬حاك‪QQ‬م دب‪Q‬ي ً‬
‫نائبا‬ ‫وت ّم‪ Q‬انتخاب املغفور ل‪Q‬ه الشي‪QQ‬خ زاي‪QQ‬د ب‪QQ‬ن س‪QQ‬لطان‪ ،‬حاك‪QQ‬م أب‪Q‬و ظ‪QQ‬بي رئي ًس‪Q‬ا لالتحاد‪ ،‬واملغفور ل‪QQ‬ه‬
‫الشيخ مكتوم بن راشد ر ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ئيسا للوزراء‪.‬‬ ‫للرئيس‪ ،‬واملغفور له‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وق ع الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د ب‪Q‬ن س‪Q‬لطان ف‪Q‬ي اليوم نفس‪Q‬ه معاهدة الص‪Q‬داقة‪ ،‬الت‪Q‬ي أنه‪Q‬ت العالقات الس‪Q‬ياسية البريطاني‪Q‬ة الخاص‪Q‬ة مع إمارات‬ ‫ث‪Q‬م ‪Q‬‬
‫ُ‬ ‫عضوا ف‪QQ‬ي جامع‪QQ‬ة ّ‬
‫العربي‪Q‬ة ف‪QQ‬ي ‪ 6‬ديس‪QQ‬مبر ‪1971‬م‪ ،‬وف‪QQ‬ي ‪ 9‬ديس‪QQ‬مبر ‪1971‬م أعل‪QQ‬ن انضمام دولة‬ ‫ّ‪Q‬‬ ‫الدول‬ ‫ً‬ ‫ال ّس‪Q‬احل‪ ،‬وص‪QQ‬ارت دول‪QQ‬ة اإلمارات‬
‫املتحدة‪.‬‬‫سميا إلى األمم ّ‬
‫اإلمارات ر ًّ‬
‫الس ّ‬ ‫ّ‬
‫االتحاد ّ‬ ‫ر ً‬
‫باعي ‪1972/2/10‬م‪:‬‬ ‫ابعا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بتا ي‪QQ‬خ ‪ 23‬ديس‪QQ‬مبر ‪1971‬م ّ‬
‫تقدم حاك‪QQ‬م رأ‪QQ‬س الخيم‪Q‬ة بطل‪QQ‬ب االنضمام إل‪QQ‬ى االتحاد‪ ،‬وف‪QQ‬ي العاش‪QQ‬ر م‪QQ‬ن ف‪QQ‬براير ‪1972‬م ّ‪Q‬تم ت املوافقة‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الوطني‬ ‫بإجماع املجل‪QQ‬س األعل‪QQ‬ى لالتحاد عل‪QQ‬ى قبول انضمام إمارة رأ‪QQ‬س الخيم‪QQ‬ة لالتحاد‪ ،‬وت ّم‪ Q‬تخص‪QQ‬يص س‪Qّ Q‬ت مقاع‪QQ‬د له‪QQ‬ا ف‪QQ‬ي املجل‪QQ‬س‬
‫االت ّ‬‫ّ‬
‫حادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكان‪Q‬ت لقاءات الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د بالشع‪Q‬ب "مبدأ‪ Q‬أس‪Q‬اسا ف‪Q‬ي الحك‪Q‬م‪ ،‬وديمقراطي‪Q‬ة الحك‪Q‬م"‪ .‬لق‪Q‬د آم‪Q‬ن الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د ب‪Q‬ن سلطان طوال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الر ّ‬
‫فاهية‪،‬‬ ‫ملح ة؛ لضمان اس‪QQ‬تقرار املنطق‪QQ‬ة‪ ،‬ولتحقي‪QQ‬ق ّ‬ ‫يمث‪Q‬ل ضرورة ّ‪Q‬‬ ‫حيات‪QQ‬ه بالفك‪QQ‬ر الوحدو ّي‪ Q‬املبن‪QQ‬ي عل‪QQ‬ى أ ّن‪ Q‬االتحاد بي‪QQ‬ن اإلمارات ‪Q‬‬
‫ّ‬
‫األخوة‪ ،‬واملص‪QQ‬الح املشترك‪QQ‬ة بي‪QQ‬ن أبناء اإلمارات حقيق‪QQ‬ة ثابت‪QQ‬ة؛ لذل‪QQ‬ك فق‪QQ‬د س‪QQ‬عى إلى‬ ‫والحياة الكريم‪QQ‬ة ألبناء اإلمارات‪ ،‬وأ ّن ‪ Q‬رواب‪QQ‬ط‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫عمق العالق‪Q‬ة األخوي‪Q‬ة الت‪Q‬ي جمع‪Q‬ت بين‪Q‬ه‪ ،‬وبين‬ ‫تحقي‪Q‬ق تل‪Q‬ك الغايات؛ فاتخ‪Q‬ذ الخطوة األول‪Q‬ى الت‪Q‬ي مهدت الطري‪Q‬ق لقيام االتحاد؛ إ‪QQ‬ذ ‪Q‬‬
‫ّ‬ ‫والتقري‪QQ‬ب بي‪QQ‬ن وجهات ّ‬
‫ص‪Q‬عاب‪ّ ،‬‬ ‫مهم ا؛ لتذلي‪QQ‬ل ال ّ‬ ‫ّ‬
‫النظ‪QQ‬ر‪ ،‬ونج‪QQ‬ح ف‪QQ‬ي تأسيس اتحاد‬ ‫عام ا ً‪Q‬‬ ‫املغفور ل‪QQ‬ه الشي‪QQ‬خ راش‪QQ‬د ب‪QQ‬ن س‪QQ‬عيد‪ ،‬فكان ً‪Q‬‬
‫النجاح‪ّ ،‬‬
‫والت ّ‬ ‫فريدا في ّ‬
‫عربيا ً‬ ‫ً‬
‫أنموذجا ً‬ ‫ّ‬
‫قدم‪ ،‬واإلزدهار في العصر الحديث‪.‬‬ ‫اإلمارات الذي أصبح‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وف‪Q‬ي ال ّس‪Q‬ابع م‪Q‬ن أكتوبر ‪1990‬م توف‪Q‬ي الشي‪Q‬خ راش‪Q‬د ب‪Q‬ن س‪Q‬عيد آ‪Q‬ل مكتوم حاك‪Q‬م دب‪Q‬ي‪ ،‬فتولى‬
‫ّ‬ ‫حاكما إلمارة دبي‪ً ،‬‬‫ً‬ ‫ّ‬
‫ونائبا لرئيس االتحاد‪.‬‬ ‫الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫الشي‪Q‬خ ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫الشي‪Q‬خ مكتوم ف‪Q‬ي ّ‬‫ّ‬
‫محمد‬ ‫الراب‪Q‬ع م‪Q‬ن يناي‪Q‬ر ‪2006‬م أص‪Q‬بح ص‪Q‬احب الس‪Q‬مو‬ ‫وبع‪Q‬د وفاة‬
‫االت ّ‬‫ّ‬ ‫ونائبا لرئيس ّ‬
‫بن راشد آل مكتوم حاكم إلمارة دبي‪ً ،‬‬
‫حادي‪.‬‬ ‫الدولة‪ ،‬ورئيس مجلس الوزراء‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫وف‪Q‬ي الثان‪Q‬ي م‪Q‬ن نوفم‪Q‬بر ‪2004‬م توف‪Q‬ي الشي‪Q‬خ زاي‪Q‬د ب‪Q‬ن س‪Q‬لطان رئي‪Q‬س الدول‪Q‬ة ‪-‬طي‪Q‬ب هللا ثراه‪-‬‬
‫ّ‬
‫محب‬ ‫يوما ً‪Q‬‬
‫حزين ا للبالد؛ بمواطنيه‪Q‬ا‪ ،‬وباملقيمي‪Q‬ن فيه‪Q‬ا‪ ،‬وبكاه ك ّل‪Q‬‬ ‫عاما‪ .‬كان ً‪Q‬‬
‫ع‪Q‬ن عم‪Q‬ر يناه‪Q‬ز (‪ً )86‬‬
‫لإلنسانية‪ّ ،‬‬
‫والسالم في العالم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫وتول‪Q‬ى ئاس‪Q‬ة ّ‬
‫الدول‪Q‬ة ص‪Q‬احب الس‪Q‬مو الشي‪Q‬خ خليف‪Q‬ة ب‪Q‬ن زاي‪Q‬د آ‪Q‬ل نهيان حاك‪Q‬م إمارة أب‪Q‬و ظ‪Q‬بي‪ ،‬وفي‬ ‫ر‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫محمد ب‪Q‬ن زاي‪Q‬د آل نهيان وليا للعه‪Q‬د إلمارة أب‪Q‬و ظبي‪،‬‬
‫الوق‪Q‬ت نفس‪Q‬ه أص‪Q‬بح ص‪Q‬احب الس‪Q‬مو الشي‪Q‬خ ‪Q‬‬
‫العربية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫املتحدة‪.‬‬ ‫ونائبا للقائد األعلى للقوات املسلحة بدولة االمارات‬
‫الثالث‬
‫ّ‬ ‫الفصل‬
‫االتحاديةّ‬ ‫لطات‬ ‫ّ‬
‫الس‬ ‫تنظيم‬
‫ّ ّ‬
‫في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫ّ‬
‫‪:‬تنظيم السلطات‬
‫‪:‬الجزء الثاني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬تابع ّ‬
‫السلطات االتحادية‪:‬‬
‫ّ‬
‫االتحادي‪ّ.‬‬ ‫‪ .3‬مجلس الوزرا{ء‬
‫ّ ّ‬
‫االتحادي‪ّ.‬‬ ‫‪ .4‬املجلس الوطني‬
‫ّ‬
‫االتحادي‪ّ.‬‬ ‫‪ .5‬القضاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬توزيع االختصاصات بين الحكومة االتحادية‪ ،‬واإلمارات‪.‬‬
‫ّ‬
‫االتحادي‪ّ:‬‬ ‫‪ )3‬مجلس الوزراء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫يتكو مجل{س الو راء االتحادي{ م{ن‪ :‬رئي{س مجل{س الو راء‪ ،‬ونواب{ه‪ ،‬وعدد م{ن الو راء م{ن بي{ن مواطني االتحاد املشهود‬
‫لهم بالكفاءة والخبرة‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاصات مجلس الوزراء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ اًل‬
‫أو ‪ :‬االختصاصات التشريعية ملجلس الوزراء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حادي{ة‪ ،‬وإحالته{{ا إل{{ى املجل{{س الوطني{ االتحادي{ قب{{ل رفعه{{ا إل{{ى رئيس‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫يتول{ى مجل{{س الو راء اقتراح مشر عات القواني{{ن االت{ {‬
‫{‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االتحاد؛ لعرضها على املجلس األعلى للتصديق عليها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫نفيذية ملجلس الوزراء‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االختصاصات الت‬
‫ّ‬
‫االتحاد في ّ‬ ‫‪ )1‬متابعة تنفيذ ّ‬
‫الداخل‪ ،‬وفي الخارج‪.‬‬ ‫السياسة العامة لحكومة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نوية ّ‬ ‫الس ّ‬‫انية ّ‬
‫إعداد مشروع امليز ّ‬
‫الختامي‪.‬‬ ‫العامة لالتحاد‪ ،‬والحساب‬ ‫‪)2‬‬
‫االت ّ‬ ‫ّ‬ ‫اّل‬ ‫ّ‬
‫حادية‪.‬‬ ‫وضع اللوائح ال زمة؛ لتنفيذ القوانين‬ ‫‪)3‬‬
‫االت ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حادية‪.‬‬ ‫اإلشراف على تنفيذ القوانين‪ ،‬واملراسيم‪ ،‬واللوائح‪ ،‬والقرارات‬ ‫‪)4‬‬
‫ّ‬ ‫وفقا ألحكام القانون ّ‬‫حاديين؛ ً‬ ‫ّ‬
‫االت ّ‬
‫ممن ال يتطلب تعيينهم‪ ،‬أو عزلهم إصدار مراسيم بذلك‪.‬‬ ‫تعيين‪ ،‬وعزل املوظفين‬ ‫‪)5‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫االت ّ‬‫ّ‬ ‫مراقبة سير اإلدارات‪ ،‬واملصالح ّ‬
‫عموما‪.‬‬ ‫حادية‪ ،‬ومسلك‪ ،‬وانضباط موظفي االتحاد‬ ‫العامة‬ ‫‪)6‬‬
‫ّ ّ‬
‫االتحادي‪ّ:‬‬ ‫‪ - 4‬املجلس الوطني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫يتشكل من (أربعين) عضوا‪ ،‬يتوزعون على اإلمارات بحسب الدستور على أساس‪:‬‬
‫‪ .1‬ثمانية مقاعد ألبو ظبي‪.‬‬
‫ثمانية مقاعد لدبي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ستة مقاعد للشارقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ّ‬
‫ستة مقاعد لرأس الخيمة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أربعة مقاعد لعجمان ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أربعة مقاعد ّ‬
‫ألم القيوين‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أربعة مقاعد للفجيرة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ّ ّ‬
‫االتحادي‪ّ:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬الشروط الواجب توفرها في عضو املجلس الوطني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ومقيم ا بص{{فة دائم{{ة ف{{ي اإلمارة الت{{ي يمثله{{ا ف{{ي املجلس‬
‫{‬ ‫أ{{ن يكون م{{ن مواطن{{ي إحدى إمارات االتحاد‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ّ‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫اّل‬
‫أ يقل سنه عند اختياره عن خمس وعشرين سنة ميالدية‪.‬‬
‫ّ ً ُ‬
‫‪)2‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫املدنية‪ ،‬ومحمود السيرة‪ ،‬وحس{ن الس{معة‪ ،‬ول{م يسبق الحك{م عليه ف{ي جريمة‬ ‫َّ‬
‫{‬ ‫َّ‬
‫أ{ن يكون متمت {عا باألهلية‬ ‫‪)3‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مخلة بالشرف‪ ،‬ما لم يكن قد رد إليه اعتباره؛ ِطبقا للقانون‪.‬‬
‫أن يكون لديه إملام ٍ‬
‫كاف بالقراءة‪ ،‬والكتابة‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫ّ‬
‫العضوية في املجلس الوطني‪ّ:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬مدة‬
‫أربع سنوات ميالدية‪ ،‬تبدأ من تاريخ ّأول اجتماع له‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وعض{و املجل{س الوطني{ االتحادي{ ينوب ع{ن شع{ب االتحاد جميع{ه‪ ،‬ولي{س فق{ط ع{ن اإلمارة الت{ي يمثلها‬
‫داخل املجلس‪.‬‬
‫ّ ّ‬
‫االتحادي‪ّ:‬‬ ‫‪ ‬اختصاصات املجلس الوطني‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أساسي َّتين‪ ،‬هما‪ :‬الوظيفة التشريعية‪ ،‬والوظيفة الرقابية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حادي وظيفتين‬ ‫الوطني االت‬ ‫يمارس املجلس‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ )1‬الوظيفة التشريعية‪:‬‬
‫ّ‬
‫االت ّ‬ ‫التعديالت ّ‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حادية‬ ‫الدستور َّية‪ ،‬ومشروعات القوانين‬ ‫شريعي للمجلس في مناقشة مشروعات‬‫ّ‬ ‫ي{نحصر االختصاص الت‬
‫الد َّ‬ ‫ّ‬
‫واالتفاقات ّ‬ ‫ّ‬ ‫وميزانية ّ‬
‫ولية‪.‬‬ ‫الختامي‪ ،‬وإبداء ملحوظاته عليها‪ ،‬وعلى الحكومة إبالغ املجلس باملعاهدات‬ ‫الدولة‪ ،‬وحسابها‬
‫الر َّ‬
‫قابية‪:‬‬ ‫‪ )2‬الوظيفة ّ‬
‫قابية ّ‬ ‫ّ‬
‫نفيذية؛ من خالل أدوات ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ياسية على ّ‬
‫الس ّ‬‫الوطني في بسط رقابته ّ‬
‫ّ‬ ‫تعني ّ‬
‫محددة؛ وهي‪:‬‬ ‫السلطة الت‬ ‫حق املجلس‬
‫ّ‬
‫العامة‪.‬‬ ‫‪ )3‬مناقشة املوضوعات‬
‫‪ )4‬توجي{ه أس{ئلة‪ :‬يح ّق{ لك ّل{ عض{و م{ن أعضاء املجل{س أ{ن يوج{ه لرئي{س مجل{س الوزراء‪ ،‬أ{و أح{د ّنواب{ه‪ ،‬أ{و الوزي{ر املختص‬
‫أسئلة؛ لالستفسار عن األمور ّ‬
‫الداخلة في اختصاصاتهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫ى‬
‫‪ )5‬بحث الشكاو املقدمة في جهات حكومية اتحادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )6‬إصدار توصيات‪ّ :‬‬
‫يحق للمجلس أن ي{بدي توصيات بشأن أ ّي{ موضوع يتعلق بالنشاطات العامة في الدولة‪.‬‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬مرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ‪-‬حفظه هللا‪ -‬سنة ‪2006‬م‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫مو الشي{خ خليف{ة قرار املجل{س األعل{ى لالتحاد رق{م ‪ 4‬لس{نة ‪2006‬م‪ ،‬الذي أعاد النظ{ر ف{ي طريقة‬ ‫ف{ي س{نة ‪2006‬م‪ ،‬اعتم{د ص{احب الس{‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫اختيار ممثل{{ي اإلمارات األعضاء ف{ي املجل{{س الوطني{ االتحادي{؛ ليتم{ املزج بي{ن االن{تخاب والتعيي{{ن‪ ،‬وق{{د قضى القرار ب{أ{{ن يتم{ تعيين‬
‫انتخابي{ة ّ‬ ‫ّ‬
‫يحدده{{ا حاك{{م ّ‬
‫كل‬ ‫ّ{‬ ‫نص{{ف األعضاء (‪ )20‬فق{{ط م{{ن خالل حكام اإلمارات‪ ،‬وانتخاب النص{{ف اآلخ{{ر(‪ )20‬ع{{ن طري{{ق هيئ{{ة‬
‫إمارة‪.‬‬
‫تتعل ق بمختل{{ف شؤون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التأكي{{د عل{{ى عدد م{{ن األمور الخا ّ‬ ‫ّ‬
‫الدول{{ة على‬ ‫ص{ة ببع{{ض املوضوعات الت{{ي {‬ ‫ّ{‬
‫تضم ن برنام{{ج التمكي{{ن‬ ‫وق{{د‬
‫جي‪ّ ،‬‬
‫وأهمها‪:‬‬ ‫اخلي‪ ،‬والخار ّ‬
‫الد ّ‬ ‫املستويين‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )1‬تكريس مبادئ سيادة القانون‪ ،‬وقيم املساءلة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحكومية القائمة من ناحية بنيتها‪ ،‬ووظيفتها‪.‬‬ ‫‪ )2‬إعادة بناء‪ ،‬وترتيب‪ ،‬وتأهيل ّ‬
‫النظم‪ ،‬والهياكل‬
‫ً‬ ‫اّل‬ ‫ّ‬
‫‪ )3‬تهيئة الظروف ال زمة؛ إلعداد مواطن أكثر مشاركة‪ ،‬وأكبر إسهاما‪.‬‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫‪ )4‬تفعيل دور املجلس الوطني االتحادي‪ ،‬وتمكينه؛ ليكو سلطة مساندة‪ ،‬ومرشدة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وفاعلية‪،‬‬ ‫ً‬
‫مجلسا أكبر قدرة‪،‬‬ ‫الت ّ‬
‫نفيذية؛ من خالل العمل على أن يكون‬ ‫للسلطة ّ‬
‫وداعمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫والتصاقا بقضايا الوطن‪ ،‬وهموم املواطنين‪ ،‬وأن تترسخ من خالله قيم املشاركة‪ ،‬ونهج‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشورى؛ من خالل مسار متدرج منتظم؛ عبر مسيرة تكلل بمزيد من املشاركة‪ ،‬والتفاعل من أبناء الوطن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬خصائص برنامج التمكين‪ ،‬وأهميته‪:‬‬
‫ّ‬
‫التمكين ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ ُ‬ ‫هي‪:‬‬ ‫خصائص؛‬ ‫ة‬ ‫بعد‬ ‫{امج‬‫ن‬‫بر‬ ‫ز‬‫يتمي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )1‬التدرج املنتظ{م؛ إ{ذ {أكد ص{احب الس{مو رئي{س الدول{ة –حفظ{ه هللا{‪ -‬بع{د إعالن النتائ{ج النهائي{ لالنتخاب{ات الت{ي أجريت‬
‫درج في تعزيز الحياة البر ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬ ‫في سنة ‪2006‬م‪ّ ،‬‬
‫ملانية‪.‬‬ ‫أهمية مبدأ‬
‫‪ )2‬االستفادة من تجارب اآلخرين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫ّ‬
‫التوافق مع ثوابت مجتمع اإلمارات‪ ،‬ونظامها ّ‬
‫الوطنية‪.‬‬ ‫ياسي‪ ،‬ومكتسباتها‬ ‫‪)3‬‬
‫ّ‬
‫‪ )4‬االستناد إلى مبدأ الشورى‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأما من ناحية ّ‬
‫ر‬
‫أهمية البرنامج‪ ،‬فإنه يمكن تلخيصها في عدة أمو ؛ إذ يعد البرنامج‪:‬‬
‫ً‬
‫موضوعا)‪.‬‬ ‫تطرق إليها (ثالثة وعشرين‬ ‫وطنية للموضوعات الكثيرة ّالتي ّ‬ ‫ّ‬ ‫خطة عمل‬
‫ّ‬
‫‪)5‬‬
‫ّ‬
‫الوطني‪.‬‬ ‫عملية صنع القرار‬‫ياسية في ّ‬
‫الس ّ‬
‫عالمة فارقة ‪-‬بكل املقاييس‪ -‬في مسيرة ترسيخ وتعزيز أسس املشاركة ّ‬ ‫‪)6‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫تمث{ل أس{{اسا لكثي{{ر م{{ن التطو ات اإليجاب {{ي{ة ف{{ي مس{{يرة املشارك{{ة الس {ياسية‪ ،‬وإعادة بناء املؤسسات‬ ‫وثيق{{ة تار ّ{‬
‫يخي{ة {‬ ‫‪)7‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والت ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ً‬ ‫االت ّ‬
‫حادية ً‬ ‫ّ‬
‫غيرات التي تشهدها الدولة‪.‬‬ ‫طورات‪،‬‬ ‫كما‪ ،‬وكيفا؛ لتواكب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حادي؛ ليكون سلطة مساندة‪ ،‬ومرشدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬
‫نفيذية‪.‬‬ ‫للسلطة الت‬ ‫الوطني االت‬ ‫أساسا لتفعيل دور املجلس‬ ‫‪)8‬‬
‫ّ‬
‫أبرز منجزات برنامج التمكين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أجري{ت ّأول انتخابات الختيار (نص{ف) عدد أعضاء املجل{س الوطن ّي{ االتحاد ّي{ ف{ي س{نة ‪2006‬م‪ ،‬ت ّم{ اختيار ممثل{ي ك ّل{ إمارة في‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫املجل{{س الوطني{ االتحادي{ عل{{ى أس{{اس ان{تخاب نص{{ف األعضاء بوس{{اطة الشع{{ب ع{{ن طري{{ق تشكي{{ل (‪ )7‬هيئات انتخابية‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويتمت{ع بح ّق{ االنتخاب كلّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االنتخابي{ة ف{ي عدده{ا األص{لي (‪ )100‬ضع{ف ممثل{ي كل{ إمارة كحد أدن{ى‪،‬‬ ‫يعي{ن حاك{م اإلمارة الهيئ{ة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة باإلمارة التي ورد اسمه في قائمتها‪ ،‬بينما يعين حاكم اإلمارة النصف اآلخر‪.‬‬ ‫االنتخابية‬ ‫مواطن أدرج اسمه في الهيئة‬
‫االتحاد ّي{ س{{نة ‪2006‬م ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أهمه{{ا تعزي{{ز مشارك{{ة املرأ{{ة ف{{ي االنتخابات في‬ ‫إيجابي{ة؛ ّ‬‫ّ{‬ ‫عدة نتائ{{ج‬ ‫أفرزت انتخابات املجل{{س الوطني{‬ ‫‪‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطني االتحاد ّي{‪.‬‬ ‫بعضوية املجلس‬ ‫خطوة غير مسبوقة‪ ،‬الذي تمخض عن فوز ّأول امرأة إماراتية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ت{أس{{يس وزا ة ّ‬
‫الدول{{ة لشؤون املجل{{س الوطني{ االتحادي{‪ ،‬الت{ي عاتقه{{ا مس{ؤ لية تعزي{{ز املشارك{{ة الس{ياسية‪ ،‬وتطوير الحياة‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫النياب ّ{ية في املجتمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫االنتخابي{ة م{ن (مائ{{ة) ضع{ف إل{ى (ثالثمائ{{ة) ملمثل{ي كل{ إمارة في‬ ‫الحد األدن{ى لعدد أعضاء الهيئات‬ ‫وف{ي عام ‪ 2011‬ت ّم{ زيادة‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫{بيرا ملس{{توى املشارك{{ة ال ّس { ّ‬ ‫االتحاد ّي {؛ م{{ا ُيع{{د توس{ ً‬
‫{يعا ك{ ً‬ ‫ّ ّ‬
‫الوطني‬ ‫ياسية للمواطني{{ن ف{{ي انتخابات املجل{{س‬ ‫املجل{{س الوطني {‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإليجابي‪.‬‬ ‫حادي‪ ،‬وتفعيل دوره‬ ‫الوطني االت{‬ ‫حادي‪ ،‬ويؤكد حرص القيادة تمكين املجلس‬ ‫االت{‬
‫التصويت اإللكتروني‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد ن{ظام‬
‫ّ‬
‫الوطني إلى أربع سنوات‪.‬‬ ‫العضوية في املجلس‬ ‫ّ‬ ‫إطالة ّ‬
‫مدة‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ت{وسيع اختصاصات املجلس فيما يتعلق ب{املعاهدات‪ ،‬واالتفاقيات الدولية التي تبرمها حكومة االتحاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫االتحادي‪ّ:‬‬ ‫‪ )5‬القضاء‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫«أن العدل أس{{اس امللك‪ ،‬والقضاة‬
‫أن القضاء س{{لطة مس{{تقلة؛ إ{{ذ نص { ف{{ي املادة (‪{ :)49‬‬ ‫أقر الدس{{تور {‬
‫ّ‬
‫مس{تقلون ال س{لطان عليه{م ف{ي أداء واجبه{م لغي{ر القانون وضمائره{م»‪ ،‬ويعن{ي اس{تقالل القضاء حمايت{ه من‬
‫ّ‬
‫تدخل ّ‬
‫السلطات األخرى للحكومة في سير عمله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املحكمة االتحادية العليا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫نص الدستو على أن رئيس املحكمة االتحادية وقضاتها ال يعزلو إبان توليهم القضاء (أي وق{ت توليهم‬
‫اّل‬
‫القضاء)‪ ،‬وال تنتهي واليتهم إ لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫الوفاة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫االستقالة‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مدة عقود املتعاقدين منهم‪ ،‬أو ّ‬
‫مدة إعارتهم‪.‬‬ ‫انتهاء ّ‬ ‫‪)3‬‬
‫ّ‬ ‫بلوغ ّ‬
‫سن اإلحالة إلى التقاعد‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫ّ‬
‫صحية‪.‬‬ ‫ث{بوت عجزهم عن القيام بمهام وظائفهم؛ ألسباب‬ ‫‪)5‬‬
‫الت ّ‬‫ّ‬
‫أديبي؛ بناء على األسباب‪ ،‬واإلجراءات املنصوص عليها في القان{ون‪.‬‬ ‫الفصل‬ ‫‪)6‬‬
‫إسناد مناصب أخرى لهم بموافقتهم‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املحكمة االتحادية العليا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫وتتشكل م{ن رئي{س‪ ،‬وعدد م{ن القضاة‪ ،‬ال يزيدون ع{ن خمس{ة أعضاء‪ ،‬يعينون بمرس{وم يص{دره رئيس االتحاد‬
‫{‬ ‫التشكي{ل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫بعد مصادقة املجلس األعلى لالتحاد عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬ب‪ّ -‬‬
‫أهم اختصاصات املحكمة االتحادية العليا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تختص املحكمة االتحادية العليا بالفصل في األمور اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املنازعات املختلفة ب{ين اإلمارات األعضاء في االت{حاد‪ ،‬أو بين ّأية إمارة‪ ،‬وحكومة االتحاد‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫االت ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحث دستور ّ‬
‫ُ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫حادي‬ ‫القوانين‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بحث دستور ّية القوانين‪ ،‬والتشريعات‪ ،‬واللوائح عموما إذا ما أحيل إليها طلب بذلك من أية محكمة من محاكم البالد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫‪)3‬‬
‫ويعد هذا ّ‬
‫التفس‪QQ‬ير ً‬ ‫ّ‬
‫االتحاد‪ ،‬أ‪QQ‬و حكوم‪QQ‬ة أ ّي‪ Q‬إما ة‪ّ ،‬‬ ‫تفس{{ير أحكام ّ‬
‫ملزما‬ ‫ر‬ ‫الدس{{تور إذا م‪QQ‬ا طلب‪QQ‬ت ذل‪QQ‬ك أ ّي‪ Q‬س‪QQ‬لطة م‪QQ‬ن س‪QQ‬لطات‬ ‫‪)4‬‬
‫للكافة‪.‬‬
‫املعينيين بمرسوم ّ‬ ‫ّ‬
‫االتحاد ّ‬
‫عما يقع منهم من أفعال خالل أداء وظائفهم‪.‬‬ ‫مساءلة الوزراء‪ ،‬وكبار موظفي‬ ‫‪)5‬‬
‫الداخ{ل‪ ،‬والخارج‪ ،‬وجرائ{م تزيي{ف ُ‬ ‫ّ‬
‫املتعلق{ة بأمن{ه ف{ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العملة‪،‬‬ ‫الجرائ{{م الت{ي له{{ا مس{اس مباش{ر بمص{الح االتحاد؛ كالجرائ{م‬ ‫‪)6‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وتزوير املحررات‪ ،‬واألختام الرسمية إلحدى السلطات االتحادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪‬توزيع االختصاصات بين الحكومة االتحادية‪ ،‬واإلمارات ‪:‬‬
‫ّ‬
‫االت ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫حادية‪ ،‬واإلمارات‪:‬‬ ‫العربية املتحدة ثالثة أساليب في توزيع االختصاصات ب{ين الحكومة‬ ‫اتبع دستور دولة اإلمارات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ اًل‬
‫أو ‪ :‬االختصاصات التي ينفرد بها االتحاد بالتشريع والتنفيذ؛ من أبرزها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫ّ‬
‫‪-‬الشؤون الخار ّ‬
‫‪ -‬حماية أمن االتحاد‪.‬‬ ‫والقوات املسلحة‪.‬‬ ‫الدفاع‪،‬‬ ‫جية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬شؤون األمن‪ ،‬والنظام‪ ،‬والحكم في العاصمة‪ - .‬شؤ ن موظفي االت{حاد‪،‬‬
‫و‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والقضاء‪ - .‬التعليم‪ ،‬والنقد‪ ،‬والعملة‪ ،‬واإلعالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاصات التي ينفرد فيها االتحاد بالتشريع دون التنفيذ؛ من أبرزها‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫العامة‪ - .‬البنوك‪- .‬املطبوعات‬ ‫ّ‬
‫امللكية للمنفعة‬ ‫امللكية العقارّي{ة‪ ،‬ونزع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية‪- .‬‬ ‫‪ -‬عالقات العمل والعمال‪ ،‬والتأمينات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ق‬
‫والنشر‪ - .‬حماية امللكية األدبية‪ ،‬والفنية‪ ،‬والصناعية‪ ،‬وحقو املؤلفين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاصات الحكومات املحلية (اإلمارات)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫محلية مع الدول واألقطار املجاورة لها‪ ،‬بقيود‬‫ّ‬ ‫اتفاقيات محدودة‪ ،‬ذات طبيعة إدارّية‬
‫ّ‬ ‫أجاز الدستور لإلمارات األعضاء في االتحاد عقد‬
‫فاقية محدودة في أطرافها‪ّ ،‬‬ ‫ن ّ‬
‫ّ‬
‫محلية‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أن تكون ذات طبيعة إدارّية‬ ‫ومدتها‪ ،‬وموضوعها‪.‬‬ ‫االت ّ‬ ‫من بينها ‪ :‬أ ‪ -‬أن تكو‬
‫ّ‬ ‫اّل‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫د ‪ -‬أ تتعارض مع مصلحة االتحاد‪.‬‬ ‫العربية املتحدة‪.‬‬ ‫االتفاقية مع األقطار املجاورة لها‪ ،‬واملحيطة بدولة اإلمارات‬ ‫جـ ‪ -‬أن تكون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومنظم{ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫{ة‪ ‬الدول املُص ّ‬
‫بعضويته{{ا ف{ي‪ ‬منظم ّ‬‫ّ‬ ‫أجاز ّ‬
‫املصدرة‬
‫ِ‬ ‫{ة‬
‫العربي‬ ‫ل‬‫و‬ ‫الد‬ ‫{ك)‪،‬‬
‫{‬ ‫ب‬‫(األو‬ ‫{ط‬ ‫ف‬ ‫للن‬ ‫ة‬ ‫{د‬
‫ِر‬ ‫االحتفاظ‬ ‫األعضاء‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫لإلما‬ ‫ر‬ ‫{تو‬ ‫س‬‫الد‬
‫ّ‬
‫للنفط (األوابك)‪ ،‬أو االنضمام إليها‪.‬‬
‫ال ّسياسة اخلارجيّة دلوةل اإل مارات العرب ّية املتّحدة‬
‫أواًل‪ :‬تعريف ال ّ‬
‫سياسة الخارجيّة والفاعلين ال ّدوليّين‬ ‫ّ‬
‫الخارجيمن أجل‬
‫ّ‬ ‫السياسة الخارجيّة هي‪" :‬االستراتيجية الّتي تعتمدها ال ّدولة في تنظيم عالقتها بالعالم‬
‫‪ّ -1‬‬
‫حماية مصالحها وتحقيق أهدافها"‪.‬‬

‫‪ -2‬الفاعلين المؤثّرين في العالقات ال ّدوليّة‪:‬‬


‫‪ -1‬ال ّدول‪.‬‬
‫‪ -2‬المنظ ّمات ال ّدوليّة الحكوميّة‪.‬‬
‫‪ -3‬المنظ ّمات ال ّدوليّة غير الحكوميّة‪.‬‬
‫‪-4‬التّنظيمات ال ّدينيّة‪.‬‬
‫‪ -5‬القضايا العالميّة‪.‬‬
‫سياسة الخارج ّية لدولة اإلمارات‪:‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬أهداف ال ّ‬

‫الدولة‪ ،‬وحماية أمنها‪ ،‬واستقرارها‪.‬‬


‫المحافظة على استقالل ّ‬
‫•‬

‫والسلميّة‪.‬‬
‫الوديّة ّ‬
‫بالطرائق ّ‬
‫الدول األخرى ّ‬
‫حلالمشكالت العالقة مع ّ‬
‫العمل على ّ‬ ‫•‬

‫واإلسالمي‬
‫ّ‪.‬‬ ‫العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كلالمستطاع؛ من أجل خدمة مصالح الوطن‬
‫تكريس ّ‬ ‫•‬

‫الدوليّة‪.‬‬
‫االلتزام بالمواثيق ّ‬
‫•‬
‫‪ -2‬انتهاج االستقاللية في سياستها الخارجيّة عن سيطرة القوى العظمى‪. .‬‬ ‫الداخليّة‪.‬‬
‫دخل في شؤونها ّ‬
‫‪ -1‬احترام سيادة ال ّدول‪ ،‬وعدم التّ ّ‬
‫ّ‬

‫السياسة الخارجيّة لل ّدولة‪:‬‬


‫مبادئ ّ‬
‫سعت ال ّدولة لتحقيق تلك األهداف معتمدة مبدأين رئيسين‪:‬‬
‫سياسة الخارجيّة لدولة اإلمارات‬ ‫ثالثًا ‪ُ :‬‬
‫صنع ال ّ‬
‫المؤسسات فيما يأتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة الخارجيّة‪ ،‬وتنفيذها لدولة اإلمارات العربيّة المتّحدة‪ ،‬ويمكـن أن نوجز هذه‬
‫تشترك ثالث مؤسسات في صنع ّ‬
‫‪ -1‬المجلس األعلى لالتّحاد‪ :‬ويقوم باآلتي‪:‬‬
‫والخارجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اخلية‬
‫الرقابة العليا على شؤون االتّحاد ال ّد ّ‬
‫الخارجية لل ّدولة‪ .‬ب‪ -‬المصادقة على المعاهدات‪ ،‬واالتفاقيات ال ّدوليّة‪ .‬ت‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫أ‪ -‬رسم ّ‬
‫‪ -2‬رئيس االتّحاد ونائبه‪:‬‬
‫الخارجية لل ّدولة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫أ‪ -‬يشارك المجلس في رسم ّ‬
‫ولية‪.‬‬
‫بلوماسيين لال ّتحاد لدى ال ّدول األجنبيّة‪ ،‬والهيئات ال ّد ّ‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬تعيين الممثّلين ال ّد‬
‫بلوماسيين األجانب لدى ال ّدولة‪ ،‬ويمثّل ال ّدولة في الخارج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬قبول أوارق اعتماد الممثّلين ال ّد‬
‫السابقة جميعها في حالة غياب رئيس االتّحاد‪.‬‬
‫بالصالحيّات ّ‬
‫يقوم نائب رئيس االتّحاد ّ‬
‫ولي‬
‫‪ -3‬مجلس الوزراء ممثل ًا في وزارة الخارجيّة والتّعاون ال ّد ّ‪:‬‬
‫أ‪-‬هو المسؤول عن تنفيذ ما يصدر عن المجلس األعلى‪ ،‬ورئيس االتّحاد ونائبه من قرارات وقوانين وسياسات‪ ،‬بما فيها تلك المرتبطة‬
‫بالسياسة الخارجيّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬تتولّى وزارة الخارجيّة تحـقيق أهداف ال ّدولة ومصالحها‪ ،‬وحماية رعاياها‪ ،‬والنّهوض بتجارتها الخارجيّة وحمايتها‪ ،‬وتمثيل ال ّدولة في‬
‫الخارج‪.‬‬
‫السياسة الخارجيّة اإلماراتيّة‬
‫‪:‬رابعا‪ :‬المح ّددات المؤ ّثرة في صنع ّ‬
‫ً‬
‫وطنيـة ‪1-‬‬
‫لاـ ّ‬ ‫لاـمصلحـة‬ ‫حـد‬
‫‪ :‬م ّد‬
‫‪ .‬المحاـفظة على كيان ّ‬
‫الدولة‪ ،‬وسيادتها من التّهديدات‬
‫‪2-‬‬
‫افي‬
‫جغـ ّـ‬
‫لاـ ر‬ ‫‪ :‬لاـم ّ‬
‫حدـد‬
‫عمان‪ .‬ولديها حدود بحريّة مع دولة كبيرة ومؤثّرة هي إيران‪ ،‬لديها خالفات معها‬‫كالسعوديّة و ُ‬
‫لإلمارات حدود بريّة مع دول كبيرة‪ ،‬ومؤثرة في المنطقة ّ‬
‫الجزر اإلماراتيّة الثّالث‬
‫‪.‬بعد احتالل ُ‬
‫السماح للمشكالت معها بالتّأثير سلبًا على المصالح الوطنيّة لإلمارات‪ ،‬وعلى‬‫الدولة التّعاون مع دول الجوار‪ ،‬وعدم ّ‬
‫الجغرافييفرض على ّ‬‫ّ‬ ‫والموقع‬
‫‪.‬األمن واالستقرار في المنطقة‬
‫ي‬‫اــ‬
‫‪3-‬‬‫ّ لوـقم‬ ‫حـد‬
‫‪ :‬لاـم ّد‬
‫الرئيسة‪ ،‬وتُجاه المصالح القوميّة العربيّة‬
‫السلميّة‪ ،‬وااللتزام الواضح تُجاه القضايا العربيّة ّ‬
‫بالطرائقـ ّ‬
‫‪.‬دعم القضايا العربيّة‪ ،‬وحل الخالفات العربيّةـ العربيّة ّ‬
‫سالمـي‬
‫‪4-‬‬ ‫اـإل ّ‬ ‫حـد‬
‫‪ :‬لاـم ّد‬
‫اــضـايا اـإلسالم ّـية‪ ،‬وـتـحسين صوـرـة اـإلسالم‪ ،‬وـلاــمسلمين‪-‬‬
‫‪ .‬دـعم لق‬
‫اــضـايا وـلاــمواـقف‪-‬‬
‫يمختلف لق‬
‫صفتهـ ديـن سـالم وـحـضـارة فـــ‬
‫‪ .‬خدـمة اـإلسالم وـمـكانـتهـ بــــ‬
‫دي‪5-‬‬
‫صـ‬
‫اـالقت اـ ّ‬ ‫حـد‬
‫‪ :‬لاـم ّد‬
‫ي وـتـنويـعـ هذهـ اـألسواـق ‪-‬‬ ‫اــفط اـإلمار ّاـتـ ‪،‬‬‫‪ .‬ضـمان لاــحصـولعلى أـسواـقجديدة لــشـرـاء لن ّ‬
‫مو اـالقتصـا ّدـي‪-‬‬ ‫اــ ّ‬
‫ي لن ّ‬
‫سهم فـــ‬‫كونـهـا تــــ‬ ‫ي ال ّدـوـلة؛ لـــ‬ ‫نبية فـــ‬ ‫اب اـالستثماراـت األـجـ ّ‬ ‫فتح بــــ‬ ‫اــرويـج لـــ‬ ‫‪ .‬ل ّت‬
‫جاريمعـ دوـل لاــعـلاــم ‪-‬‬ ‫اــ ّ‬‫اــبادـل لتّ‬‫تــــزيز لتّ‬
‫‪ .‬عـ‬
‫شؤـوـنـهـا ال ّدـاـخـ ّلية ‪6-‬‬ ‫يإدـارة‬
‫إلماراـت اـألعضـاء فـــ‬
‫طيحريّات وـاـسعـة لـــ‬‫تــــ ّ‬ ‫اــة) ّالـتي عـ‬
‫بــــبيعـة ا ّـالتـحادـيّة ( لاــفيدرـل ّي‬ ‫اــط‬
‫لّ‬ ‫‪ -‬يـرـتـبط‬‫خلي‬‫اـلدـاـ ّ‪:‬‬ ‫حـد‬
‫‪ .‬لاـم ّد‬
‫اــعاـمـلمعهـا ‪-‬‬
‫ي لتّ‬‫اــوازن فـــ‬
‫حرصعلى ل ّت‬ ‫جعل سـياسة ال ّدـوـلة لاــخارجـ ّية تــــ‬ ‫عض ال ّدـوـل يـــ‬ ‫جاــيات بــــ‬‫‪ .‬وـجود أـعداد كــبيرـة من ل‬
‫سياسة الخارج ّية اإلمارات ّية تُجاه بعض القضايا‬
‫سا‪ :‬مواقف ال ّ‬
‫خام ً‬
‫الجزر اإلماراتيّة المحتلّة‪:‬‬
‫أول ًا‪ُ :‬‬
‫ّ‬
‫أقلمن يومين من‬
‫ّ‬ ‫الصغرى‪ ،‬وأبو موسى) في الثّالثين من نوفمبر ‪1971‬؛ أي قبل‬
‫احتلّت إيران ُجزر اإلمارات الثّالث‪( :‬طنب الكبرى‪ ،‬طنب ّ‬
‫الجزر في ذلك الوقت المبكّر من نشأتهاـ‪ .‬ورغبة منها في عدم إثارة األزمات عملت‬
‫الدولة مواجهة إيران في شأـن موضوع ُ‬
‫قيام دولة‪ ،‬لم تشأ ّ‬
‫الوديّـة‬
‫ّ‬ ‫حـلمشكالتها العالقـة بالط ّـرائق‬
‫ّ‬ ‫الدبلوماسيّة الهادئة في تعاملها مع موضوع الجزر المحتلّـة؛ إذ وضعـت‬
‫الدولة على اتّباع أسلوب ّ‬
‫ّ‬
‫لحلهذه القضيّة؛ هما‪:‬‬
‫ّ‬ ‫والسلميّة كأحد أهداف سياستها الخارجيّة‪ .‬وقـد التزمتـ دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة بخيارين‬
‫ّ‬
‫للجزر‪.‬‬
‫اإليراني ُ‬
‫ّ‬ ‫حلإلنهاء االحتالل‬
‫الدولتين؛ إليجاـد صيغة ّ‬
‫‪-1‬التّفاوض المباشر بين ّ‬
‫اإليرانيلم يقبل بهذين الخيارين)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الطرف‬
‫أن ّ‬‫للبتفي خصوصها‪( .‬إلّا ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬تحويل القضيّة لمحكمة العدل ال ّدوليّة التّابعة لألمم المتّحدة‬
‫الدعم لموقفها‬
‫لحق اإلماـرات في الجزر‪ ،‬ونجحت في الحصول على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولي‬
‫الد ّ‬
‫الدولة من حشد التّأييد ّ‬
‫الدبلوماـسيّة اإلماراتيّة منذ قيام ّ‬
‫ولقد تمكنت ّ‬
‫الثّابت‪.‬‬
‫ولي؛ لضعف الحجج‪ ،‬واألدلّة القانونيّة الّتي تمتلكها من أجل إثبات أحقّيّتهاـ بالجزر‬
‫الد ّ‬
‫‪.‬تخشى إيران ال ّذهاب إلى التّحكيم ّ‬
‫الدبلوماسيّة؛ كفرصة الحرب العراقيّةـ اإليرانيّة عندما طالب العراق‬ ‫بالطرائق غير ّ‬
‫للسيطرة على الجزر ّ‬ ‫الدولة الفرص الّتي أتيحت لها ّ‬
‫لم تستغل ّ‬
‫لحل‬
‫ّ‬ ‫الدبلوماـسيّة‬
‫الطرائق ّ‬‫السياسة الخارجيّة اإلماراتيّة‪ ،‬والتزامها ّ‬
‫بعودتها لإلمارات كأحد شروط وقف هجومه على إيران‪ ،‬وهذا ما يؤكّد نزاهة ّ‬
‫‪.‬الخالفات‬
‫ثانيًا‪ :‬القضيّة الفلسطينيّة‪:‬‬

‫عية كـا ّفة ‪-‬‬ ‫فلسطيني وـقيادـتـهـ ّلاــشـرـ ّ‬


‫ّ‪،‬‬ ‫عباــ‬
‫ل‬ ‫لش‬
‫ضية لاــعـرب لاــمحورـيّة‪ ،‬وـق ّدـمـتأوـجـهـ ال ّدـعم لـــ ّ‬ ‫عدتـهـا ق ـ ّ‬
‫‪ّ .‬‬
‫اــزاـم مبدأ اـألرض‪-‬‬ ‫عية ال ّدـولـ ّية‪ ،‬وـلت‬
‫يأرضهـ لاــمحتلّة وـفقًـا قرـلـــاراـت ّلاــشـرـ ّ‬ ‫فلسطينيحقّهـ فـــ‬
‫ّ‬ ‫اــشعب لاــ‬
‫أكّدت ضـرورـة استعـادـة ل ّ‬
‫اــسالم‬
‫‪ .‬مقـابـل ل ّ‬
‫اـــدس وـلاــعـدواـن لاــمتكرر على‪-‬‬ ‫ت وـلاــمبادراـت ال ّدـوـل ّـية‪ ،‬وـأدانـتسـياسة اـالستيطان وـتـهـويد لق‬ ‫بــــاراـ ‪،‬‬
‫اـــ‬
‫لقر‬ ‫اــزـاـم إسرـائـيل‬
‫انـتقـدتعدم لت‬
‫ين وـانـتقـدت مرـ ًارا مـواـقف ال ّدـوـل لاــغـربـ ّية ال ّدـاـعمة إلــسراـئـيل‬‫‪ .‬لاــفلسطينيّ ‪،‬‬

‫‪:‬ثالثًا‪ :‬حرب أكتوبر ‪1973‬‬


‫لك لاــفترـة ‪-‬‬ ‫ي تــــ‬
‫ي ُونـصـرـة قـضـاياـهـ على ّالرـغم منحداثة ال ّدـوـلة ا ّـالتـحادـيّة فـــ‬ ‫حق لاــعـر ّبـ ‪،‬‬ ‫‪ .‬دـعمت لاــ ّ‬
‫اــفط عن ال ّدـوـل‪-‬‬ ‫تـــــدير لن ّ‬
‫أوقفت ص‬ ‫اــويّة صاــحـبة اـرإلـادـة وـلاــعـزيـمة؛ فـــ‬
‫بــــإلّا ال ّدـوـل لقـ‬
‫تــــ هـ‬ ‫قـوـم‬ ‫جاعـا الــ‬‫ّاـتـخذتمـوقفًـا ش ـ ً‬
‫اــفط‬
‫تــــلاــ‪:‬ى لن ّ‬
‫عـ‬ ‫ـقاـلاــشيخ زـايد آــلنــهيان– رـحـمهـ لاــهـ‬ ‫ـكية‪ ،‬و ل ّ‬ ‫ياتاــمتّحدة اـألمري ّ‬
‫يل وـمـن ضـمنهـا الوـالـ ل‬ ‫متحاـــة معـ إسراـئـ ‪،‬‬ ‫لاــ لف‬
‫غلىمن ّالدـم لاــعـر ّبـي‬ ‫يس أـبــــ‬ ‫‪ .‬لاــعـر ّبـي لـــ‬
‫ماـل وـا ّـلدـم‪ ،‬وـوـضعـ لاــجيش اـإلمارا ّتـيعلىأـهبة اـالستعـداد؛ ‪-‬‬ ‫بــــ‬
‫لاــ‬ ‫برع‬‫لـــ ّ‬
‫كـان ال ّدـعم معنو ّ ًيــا وـما ّ ًديــا؛ إذ ُ نــظمتحمالت لتّ‬
‫لمشـاركة إذا مـا ُطـلبمنهـ ذلـك‬ ‫‪ .‬لـــ‬
‫رابعا‪ :‬الحرب العراقيّة– اإليرانيّة‪:‬‬
‫ً‬
‫ات‪-‬‬
‫اــوتّرـ ؛‬
‫خليجية عن ل ّت‬‫ّ‬ ‫ألــهـا أرادـتإبـعـاد لاــمنطقـة لاــ‬ ‫ن نـ‬ ‫ين لاــعرـاـق وإيرـا ؛‬ ‫كن اـإلماراـتداـعمة‪ ،‬وـمؤيّدة الــستمرار لاــحرب بــــ‬ ‫ملـــ تــــ‬
‫خدم‬
‫كونـهـا الــ تــــ‬ ‫حرب لـــ‬‫عتإــىوـقف لاــ ؛‬ ‫ـين ودـ ل‬ ‫ين لاــبلديـن لاــمتحارب ‪،‬‬ ‫فـــبعتسـياسة م ّتزـنة بــــ‬ ‫اظـا على أـمـنهـا‪ ،‬وـاـستقرـارـها‪ ،‬ا ّتـ‬ ‫حفـ ً‬
‫اــطرـفين‬ ‫‪ .‬لّ‬
‫حقيق أـمـن لاــمنطقـة‪- ،‬‬ ‫ـدف لاــعملعلى تــــ‬ ‫بــــ‬
‫يمـايو ‪1981‬م؛ وذـلـك ه‬ ‫اــعـاون لــدوـل لاــخليج لاــعـرب ّـية فـــ‬ ‫يمجلس لتّ‬ ‫دـخـلت فـــ‬
‫حربإــىدوـل لاــخليج اـألخرى‬ ‫ل‬ ‫وسعـ لاــ‬ ‫‪ .‬وـاـستقرـارـها‪ ،‬وـمـنعـ تـــ ّ‬
‫ؤد لإــى نــتائـج ملموسة ‪-‬‬ ‫عض اـألطرـاـف ملـــ يــ ِ ّ‬ ‫تــــت بــــ‬ ‫كن عن ّ‬ ‫لـــ‬
‫ّ‬ ‫ـن‬‫ين لاــبلدي ‪،‬‬
‫تـــــوية بــــ‬ ‫إلماراتإــىإيـجاد س‬
‫ل‬ ‫‪ .‬سـعتإـ‬
‫بــــ‪-‬‬
‫حقيق أـهداـف وـمـصـلاــح خاـصة هـا‬ ‫ي لاــحربمن أـجـل تــــ‬ ‫‪ .‬ابـتعـدتدوـلة اـإلماراتعناستغالـلطـرف ضـد لاــطرف اـألخر فـــ‬
‫ـماسية ‪-‬‬
‫بــــرـائـق ال ّدـبـلو ّ‬
‫اــط‬
‫لّ‬ ‫اــطرـفين‬
‫ين ل ّ‬
‫اــئـمة بــــ‬ ‫حرب وـ ّحـل لاــخالفات لقـا‬ ‫دعو لإــى ضـرورـة وـقف لاــ ‪،‬‬ ‫‪ .‬ظـلّتاـإلمارات تـــ‬

‫‪:‬خامسا‪ :‬الحرب األهليّة في لبنان‬


‫ً‬
‫خدم لاــمصـلاــح لاــعـرب ّـية ‪-‬‬ ‫ألــهـ الــ يـــ‬
‫قتتاـل ّنـ‬
‫ـعتإــىوـقف اـال ؛‬ ‫‪.‬د ل‬
‫مرة اـألولـى ّالـتي‪-‬‬
‫لك لاــ ّ‬
‫ن وـكانـت تــــ‬
‫بنا ‪،‬‬
‫ي لـــ‬ ‫اــسالم فـــ‬‫حفظ ل ّ‬ ‫ـحدة عسكريّة من قواـتـهـا ضـمن ّقوـة عـرـب ّـية؛ لـــ‬ ‫شـاركـتعـام ‪ 1977‬وبــــ‬
‫واتعسكريّة خارج أراـضيهـا‬ ‫فـــهـا ال ّدـوـلة قـبــــ‬‫تــــارك ي‬
‫‪ .‬شـ‬
‫ي سـبتمبر ‪- 1989‬‬ ‫اــطائـف فـــ‬
‫ن أسفـرـعنهـ ّاـتـفـاق ل ّ‬ ‫بنا ‪،‬‬
‫ي لـــ‬‫ي من أـجـل الوـضعـ فـــ‬ ‫لـــقـد مـؤتـمرعر ّبـ ؛‬
‫ـسميًا ع‬ ‫بــــعوة ر ّ‬ ‫بــــرـت ال ّدـ‬‫‪ .‬اد‬
‫يلي‬
‫بــــشـروـع إزـالـة اـألـلغـام ّالـتيخلفهـا لاــجيش اـإلسراـئـ ّ ‪-‬‬ ‫م‬ ‫تــــلت ال ّدـوـلة‬
‫‪ .‬ك ّف‬
‫العماني‬
‫ّ‪:‬‬ ‫اليمني‬
‫ّ‬ ‫سادسا‪ :‬الخالف‬
‫ً‬
‫الجنوبي(جمهورية اليمن‬
‫ّ‬ ‫واليمني‬
‫ّ‬ ‫ماني‪،‬‬
‫مهما في تسوية الخالفات القائمة بين الط ّرفين‪ :‬ال ُعـ ّ‬
‫ًّ‬ ‫دورا‬
‫أدت دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة ً‬‫ّ‬
‫أدت إلى توقيع الط ّرفين على اتّفاق في أكتوبر‬
‫الشعبيّة) سابقًا؛ إذ قامت دولة اإلمارات ومعها الكويت بدور الوساطة بين البلدين‪ّ ،‬‬
‫الديموقراطيّة ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 1982‬يقضي بإقامة عالقات دبلوماسيّة بينهما‪ ،‬ووقف األعمال العـدوانيّة بين البلدين‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬عودة مصر للحاضنة العربيّة‪:‬‬


‫ً‬
‫الدبلوماسيّة مع مصر نتيجة توقيعها اتفاقيّة سالم مع إسرائيل عام‬
‫الدول الّتي أعادت عالقاتها ّ‬
‫كانت اإلمارات من أوائل ّ‬
‫كلمحاوالت تفكيك العرب‬ ‫ضد ّ‬‫قوة مركزيّة ّ‬
‫‪1979.‬؛ إليمانها بأهميّة مصر‪ ،‬وضرورة وجودها ّ‬

‫لاــعـرب ّـية ‪-‬‬ ‫لجامـعـة‬


‫لـــ‬ ‫بــــ عـودـتـهـا‬
‫عـد‬ ‫لطانأول رـئـيس ع ّرـبـييــزور مصـر‬
‫ّ‬ ‫بــــ س ـ‬
‫اــشيخ زـايد ن‬
‫‪ .‬كـان رـئـيس ال ّدـوـلة ل ّ‬
‫العراقيللكويت‬
‫ّ‬ ‫‪:‬ثامنًا‪ :‬الغزو واالحتالل‬

‫الدولة هذا الغزو‪ ،‬ودعت إلى‬


‫‪:‬رفضت ّ‬

‫منعـ ‪-‬‬
‫ـتية‪ ،‬وـوـضعـ اـألسس لاــمطلوـبة؛ لـــ‬ ‫ـت وـعودـة لاــحكومة لاــكوي ّ‬ ‫اقي لاــكاـم ‪،‬ـل وـغير لاــمشـروـط مندوـلة لاــكوي ‪،‬‬ ‫اـالنـسحاب لاــعرـ ّ‬
‫ي لاــمستقبل‬‫اــهـديد فـــ‬ ‫تــــارمثلهذا لتّ‬ ‫‪ .‬كرـ‬
‫ي‪-‬‬
‫لــــقوفمعهم فـــ‬ ‫ي لاــخارج؛ لو‬ ‫اــسهيالت فـــ‬‫هم لتّ‬ ‫مواطنين لاــكويـتيّين اـلّذيـناستضـافتهم علىأرضهـا‪ ،‬وـق ّدـمـت لـــ‬ ‫بــــ‬
‫لاــ‬ ‫رـ ّحـبت ال ّدـوـلة‬
‫‪.‬محنتهم‬
‫ت‬
‫تحرير لاــكويـ ‪-‬‬‫ى لـــ‬
‫تـــــاونمعـ ال ّدـوـل لاــكبرـ ؛‬
‫اــواـت لاــعـرب ّـية علىأرضهـا‪ ،‬وـبدأت تع‬
‫عض لقـ‬ ‫‪.‬استقبلت ال ّدـوـلة بــــ‬

‫تاــبريّة اـإلمارات ّـية ‪-‬‬


‫اــواـ ل‬
‫ـت ودـخـلت لقـ‬
‫لكوي ‪،‬‬
‫لـــ‬ ‫اقية لاــمحتلّة‬
‫تـــجـيهـ ضـربات للـــقـواـت لاــعرـ ّ‬
‫ي وـ‬‫جو اـإلمارا ّتـي فـــ‬ ‫شـاركـت قواـتسـالح لاــ ّ‬
‫اــ ّرـي‬
‫اتاــهجوم لب‬
‫‪ .‬ضـمن قوـ ل‬

‫اــعـاون لـدـوـل‪-‬‬
‫يمجلس لتّ‬
‫خليجية اـألعضـاء فـــ‬
‫ّ‬ ‫ـفض لاــعـدوـانعلى ال ّدـوـل لاــ‬ ‫عبيرـا عن اـالـلتزـاـم ربــــ‬
‫جاء هذا لاــموقف اـإلماراتـي تــــ ً‬
‫عتداء خار ّجـي‬‫تعـ ّرض الـــ‬
‫خليجية تــــ‬‫ّ‬ ‫ألــة دوـلة‬
‫‪ .‬لاــخليج لاــعـرب ّـية‪ ،‬وتـقـديـم كـا ّفة أوـجـهـ لاــعـون يّ‬
‫تاسعا‪ :‬مبادرة الشيخزايد ‪-‬طيّب اهلل ثراه‪ -‬لتجنّب العراق الحرب‪:‬‬
‫ً‬
‫أهمها ذريعة استمرار‬
‫لشن هجومها على العراق في العشرين من مارس‪، 2003‬كان من ّ‬
‫ّ‬ ‫استخدمت الواليات المتّحدة مجموعة من ال ّذرائع‬
‫والرقابة على برنامج العراق‬
‫وليفي مسألة التّفتيش‪ّ ،‬‬
‫الشامل‪ ،‬وعدم تعاونه مع المجتمع ال ّد ّ‬
‫العراق في برنامج إنتاج أسلحة ال ّدمار ّ‬
‫سياسيللواليات المتّحدة‬
‫ّ‬ ‫أن ذلك النّجاح لم يقاـبله نصر‬
‫صدام حسين‪ .‬إلّا ّ‬
‫لألسلحة غير التّقليديّة‪ .‬ونجحت في دخول بغداد‪ ،‬والقضاء على نظام ّ‬
‫والغربيفيه‪ ،‬ولم يشهد العراق فترة استقرار رغم اإلنسحاب‬
‫ّ‬ ‫األمريكي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ضد االحتالل‪ ،‬والوجود‬
‫أرضا للمقاومة ّ‬
‫في الحرب؛ إذ صار العراق بعد ذلك ً‬
‫شبه الكامل للقوات األمريكيّة من العراق في نهاية ‪.2011‬‬
‫لحلاألزمة مع نظام‬ ‫ّ‬ ‫السلميّة؛‬
‫األمريكـيللعراق؛ بل إنّهاـ كانترافضة له‪ ،‬وداعمة للحلول ّ‬
‫ّ‬ ‫لم تكن دولة اإلمارات من ال ّدول المساندة للغزو‬
‫العربيويالت‬‫ّ‬ ‫العراقي‪ ،‬إلّا أنّه ومع اشتداد وتيرة التّهديدات وقرب تنفيذ وعيد االجتياح حاولت دولة اإلمارات تجنيب العراق‪ ،‬والعالم‬
‫ّ‬ ‫الحكم‬
‫األجنبيفي بلد كبير ومؤثّر مثل العراق؛ لذلك ق ّدمت مبادرة حملت اسم «مبادرة الشيخزايد» لملوك ال ّدول العربيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العسكري‬
‫ّ‬ ‫دخل‬‫التّ ّ‬
‫العراقي‪ ،‬وأعضاء‬
‫ّ‬ ‫الرئيس‬
‫األول من مارس ‪ .2003‬وجوهر هذه المبادرة ‪ :‬تخلّي ّ‬ ‫الشيخ بمصر‪ ،‬في ّ‬‫قمة شرم ّ‬ ‫ورؤسائها‪ ،‬وقادتها المجتمعين في ّ‬
‫الدول العربيّة واألمم المتّحدة اإلشراف‬‫أيمحاكمة قضائيّة‪ ،‬وتولّي جامعة ّ‬ ‫ضد ّ‬
‫السلطة‪ ،‬ومغادرة العراق‪ ،‬مع توفير حماية وحصانة ّ‬ ‫قيادته عن ّ‬
‫اخليلفترة انتقاليّة حتّى تعود األمور إلى نصابها‪ ،‬وإصدار عفو عن العراقيّين كلّهم؛ داخل العراق‪ ،‬وخارجه‪ .‬ولكن وقوف بعض‬ ‫ّ‬ ‫الد‬
‫على الوضع ّ‬
‫المدمرة‬
‫ّ‬ ‫تعطالمبادرة هدفها في تجنيب المنطقة تلك الحرب‬ ‫ِ‬ ‫داخليللعراق‪ ،‬لم‬
‫ّ‬ ‫دخل في شأن‬ ‫ضد المبادرة‪ ،‬ووصفها بالتّ ّ‬
‫‪.‬القادة العرب ّ‬
‫المتطرف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الجهادي‬
‫ّ‬ ‫والطائفيّة‪ ،‬والفكر‬
‫أثبتت األحداث بعد ذلك مدى عقالنيّة تلك المباـدرة في تجنيب العراق‪ :‬التّفكك‪ ،‬واالنقسامات المذهبيّة‪ّ ،‬‬
‫‪.‬وابتعاد العراق عن حاضنته العربيّة‬
‫عاشرا‪ :‬مواجهة اإلرهاب‪:‬‬
‫ً‬
‫ومسوغاته كا ّفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الرفض الكامل لإلرهاـب بأـشكاله‪،‬‬
‫تمحور موقف دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة من هذه القضية في ّ‬
‫‪-‬‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها من جهة أخرى‪.‬‬
‫يأخذ موقف دولة اإلمارات في الحسبان التّمييز بين اإلرهاب من جهة‪ ،‬وبين ح ّقـ ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تُ ِع ّد دولة اإلمارات مشكلة اإلرهاب قضية عالميّة تستدعي تضافر الجهود ّ‬
‫الدوليّة كافة؛ لمواجهتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن الجهود الّتي قامت بها ال ّدولة في هذا المجال‪:‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬تشكيل اللّجنة الوطنيّة لمكافحة اإلرهاب مـن مختلـف أجهـزة ّ‬
‫المشـتبه بهـا‪.‬‬
‫‪ -2‬إصدار قانـون مكافحـة غسـل األمـوال‪ ،‬واجـراءات تجميـد عـدد مـن حسـاـبات البنـوك ُ‬
‫ولي‬
‫الد ّ‪.‬‬
‫اإلقليمـيأم ّ‬
‫ّ‬ ‫نائـيأم‬
‫الصعيـد الثّ ّ‬
‫الـدول األخـرى سـواء علـى ّ‬
‫‪ -3‬ال ّدخول في عالقات تعاون ا لمعـلومات وتبادلها مـع ّ‬
‫‪ -4‬مراقبة العمليّات المصرفيّة‪ ،‬والتّحويالت‪.‬‬
‫‪ -5‬حظر االنتماء إلى الجماعات اإلرهابيّة‪ ،‬ومنع أيّة أنشطة لهاـ صلة باإلرهابيّين‪ ،‬أو بإجراءات نقل أسلحتهم‪ ،‬وعتادهم‪.‬‬
‫بكلدقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدخـول والخـروج مـن وإلـى البـالد‪ ،‬ومراقبة إجراءات الهجرة‬
‫الرقابـة علـى الحـدود‪ ،‬ومنافـذ ّ‬
‫‪ -6‬تشـديد ّ‬
‫ـووي‪.‬‬
‫الخاصة بمكافحة اإلرهاب‪ ،‬بما فيها تلك المتعـلّقة باإلرهـاب الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -7‬انضمام ال ّدولة إلى االتّفاقيات ال ّدوليّة‬
‫ووي‬
‫النـ ّ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السـالح‬
‫الدعـوات لضـرورة جعـل المنطقـة العربيّة منطقـة خاليـة مـن ّ‬ ‫‪ -8‬إطـالق ّ‬
‫العربي‬
‫ّ)‬ ‫الربيع‬
‫‪:‬الحادي عشر‪ :‬أحداث ما يسمى بـ ( ّ‬
‫والظلم‪ ،‬وسوء األحوال المعيشيّة‬ ‫تفشي الفساد‪ّ ،‬‬ ‫‪.‬كان العامل المشترك النطالق الثّورات في‪ :‬تونس‪ ،‬ومصر‪ ،‬وليبيا هو ّ‬
‫ي لاــعيش‪-‬‬ ‫يبي فـــ‬ ‫اــ ّ‬
‫اتاــشعب ل ّ‬
‫تــــّعـ ل ّ‬
‫دعمتسـياسيًّـا‪ ،‬وـعسكرّ ًيــا‪ ،‬وـما ّ ًديــا‪ ،‬وإنـسـانـيًّـا طل‬ ‫عبية‪ ،‬فـــ‬ ‫باــش ّ‬
‫مطاــ ل ّ‬
‫لك لاــ ل‬ ‫اـحـترـمـتاـإلمارات تــــ‬
‫ضدـهـ‬
‫ظيعـة ّ‬ ‫يبيجرـائـم فـــ‬ ‫اــ ّ‬‫تجنيباــشعب ل ّ‬
‫لّ‬ ‫بـــــمة وـحريّة‪ ،‬ولـ‬ ‫‪ .‬كراـ‬
‫فـــهـا‪- ،‬‬
‫نية ي‬ ‫تــــهور اـألوضاـع اـألمـ ّ‬
‫إلــقـاف سـيل ّالدـماء‪ ،‬وـمـنعـ د‬ ‫يمن يـ‬ ‫ي لاــ ؛‬ ‫خليجية الــستعـادـة اـألمـن وـاـالستقرـار فـــ‬ ‫ّ‬ ‫دـعمت لاــمبادرـة لاــ‬
‫اــفـرقة وـاـالنـقسـاـم‬
‫ي ّوـبـث لتّ‬ ‫بـــــن الـوطن لاــعـر ّبـ ‪،‬‬
‫إلضرـار أـم‬ ‫اـــادـفة لـــ‬
‫نبية له‬ ‫اــدـ ّخـالت األـجـ ّ‬ ‫جنيباــيمن ل ّت‬‫ل‬ ‫‪ .‬وتـ‬
‫عب‬
‫اــش ‪-‬‬
‫قتاـل وـتـحقيق طـموـحاتهذا ل ّ‬ ‫اـــادـف لـوـقف لاــ ‪،‬‬‫ياسي له‬ ‫اــس ّ‬ ‫ي منخالـل لاــمساـعداـت اـإلنـسـان ّـية‪ ،‬وـاـل ّدعم ل ّ‬ ‫اــشعب ّلاــسـو ّرـ ؛‬ ‫‪ .‬وـقفتمعـ ل ّ‬
‫رسي‪ ،‬وـبرـفض سـيطرـة ‪-‬‬ ‫ستمرحكم ( مـ )‬ ‫إسقـاط حكم (مبارك)‪ ،‬ودـعمتهـ ّمرـة أـخرىحينما اـخـتارألّا يـــ‬ ‫اــشعب لاــمص ّـرـي بـــ‬ ‫دـعمتخيار ل ّ‬
‫‪ .‬اـإلخواـنعلى مفـاـصل ال ّدـوـلة‬

‫‪:‬الثّاني عشر‪ :‬الحالة البحرينيّة‬


‫األمني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الطائفيّة؛ إلحداث حالة عدم االستقرار‬
‫دخالت األجنبيّة الّتي تحاول استثمار التّركيبة ّ‬
‫ضد التّ ّ‬
‫دعمت البحرين ّ‬
‫‪.‬وتحويلها إلى دولة دينيّة تسير في خطى إيران‬
‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫اإلماراتيفي إطار الحفاظ على وحدة البحرين‪ ،‬ووحدة تجانسها‬
‫ّ‬ ‫الدعم‬
‫‪ .‬جاء ّ‬
‫الخليجي‬
‫ّ‪:‬‬ ‫الثّالث عشر‪ :‬التّكامل‬
‫الخليجيانطلقت من‬
‫ّ‬ ‫قمة خليجيّة لمجلس ال ّتعاون‬
‫فأول ّ‬
‫الخليجي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تولي دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة أهميّة كبيرة للتّكامل‬
‫الخليجي‪ ،‬الّتي من ضمنها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة داعمة لجميع المساعي الّتي من شأنها تعزيز التّكامل‬
‫العاصمة أبو ظبي في مايو ‪ ،1981‬وكانت ّ‬
‫الخليجي‬
‫ّ‪.‬‬ ‫األمنيلمجلس التّعاون‬
‫ّ‬ ‫العسكري‬
‫ّ‬ ‫قوة درع الجـزيرة؛ ال ّذراع‬
‫‪ -1‬إنشاء ّ‬
‫الخليجي‬
‫ّ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أيّدت دولة اإلماـرات كذلك المساعي الخليجيّة إلقامة االتّحـاد الجمركي‬
‫ليجي‬
‫الخـ ّ‬ ‫حول بمجلس التّعاون‬
‫عودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في ديسمبر ‪ ، 2011‬في التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫‪ -3‬أيّدت اإلمارات مبادرة العاهل ّ‬
‫من مرحلة التّعاون إلى مرحلة االتّحـاد‪ ،‬ورغم دعم دولة اإلمارات للمبادرة‪ ،‬إلّا أنّها رأت ضرورة عدم االستعجال في خطوة تكامليّة على‬
‫عمان أنّهاـ ال ترغب في االنضمام إليه‪.‬‬
‫خصوصا بعد أن أعلنت سلطنة ُ‬
‫ً‬ ‫الدرجة من األهميّة‪،‬‬
‫هذه ّ‬
‫اإلماراتية للخارج‬
‫ّ‬ ‫المساعدات‬
‫الخارجية‪ ،‬وذلـك انطالقـًا‬
‫ّ‬ ‫أهمية في سياستها‬
‫ّ‬ ‫لقد وضعت دولة اإلمارات تقديم المساعدات الخارجيّة أحد األدوات األكثر‬
‫أن‬
‫ولي‪ ،‬باعتبار ّ‬
‫الد ّ‬
‫الدول األكثر حاجة في المجتمع ّ‬
‫الخارجي‪ ،‬وال سيّما ُتجاه ّ‬
‫ّ‬ ‫مـن التّعبير عن مسؤوليّتها تُجاه العالم‬
‫ولي‬
‫الد ّ‪.‬‬
‫دولة اإلمارات دولة مسؤولة في النّظام ّ‬
‫تضر ًرا في العالم‪ ،‬ومن دون تمييز‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فدولة اإلمارات وضعت قدراتها الماديّة؛ لمساعدة األطراف األكثر‬
‫ولي‬
‫الخارجية والتّعاون ال ّد ّ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأصبحـت مسؤوليّة المساعدات الخـارجيّة منوطة بوزارة‬
‫ومن ضمن مهامها المختلفة‪:‬‬
‫القيام بالمساعدات الخارجيّة ال ّتي وضعت من ضمن أهدافها دعم مكانة اإلمارات وتعزيزها بصفتها جهة مانحـة رئيسة‪.‬‬
‫الخارجية لل ّدولة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إجماليالمساعدات‬
‫ّ‬ ‫الحكومية المرتبة األولى بنسبة ‪ 77.0‬في المائة من‬
‫ّ‬ ‫تبوأت المساعدات‬
‫ّ‬

‫الرسمية للخارج ما نسبته حوالي ‪ 0.62‬في‬


‫ولقد شكلت مساهمة دولة اإلمارات في تقديم المساعدات اإلنمائيّة ّ‬

‫اإلجماليلدولة اإلمارات في عام ‪2011‬؛ وهذا ما يجعل دولة اإلمارات من بين‬


‫ّ‬ ‫القومي‬
‫ّ‬ ‫الدخل‬
‫المائة من ّ‬

‫كبار ال ّدول المانحة للمساعدات في العالم‪.‬‬

‫تقدم مساعدات حكوميّة إنسانيّة للخارج‪.‬‬


‫دولة اإلمارات ضمن قائمة األكبر ثالثين دولة ّ‬
‫الفصل ّالخامس‬
‫ان‬‫ك‬ ‫ُّ‬
‫الس‬
‫ّ ّ‬
‫في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫محاور الفصل‬
‫السكّان في مجتمع اإلمارات‪.‬‬ ‫‪ُّ .1‬‬
‫السكّان في دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫‪ .2‬حجم ُّ‬
‫انيفي دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫السك ّ ّ‬
‫مو ّ‬‫‪ .3‬الن ّ ّ‬
‫اني‬
‫السك ّ ّ‪:‬‬
‫مو ّ‬
‫‪ .4‬عوامل الن ّ ّ‬
‫للسكّان‪( :‬الوفيات والمواليد)‪.‬‬
‫‪ ‬ال ّزيادة الطبيعيّة ّ‬
‫للسكّان‪( :‬الهجرة‪ :‬أربع مراحل للهجرة في دولة اإلمارات‬
‫‪ ‬ال ّزيادة غير طبيعيّة ّ‬
‫العربيّة المتّحدة)‪.‬‬

‫انيفي اإلمارات‪:‬‬
‫السك ّ ّ‬
‫خصائص التّكوين ّ‬ ‫‪.5‬‬
‫وعي‪.‬‬‫التّكوين الن ّ ّ‬ ‫‪‬‬
‫العمري‬
‫ّ‪.‬‬ ‫التّكوين‬ ‫‪‬‬
‫عليمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى التّ‬ ‫‪‬‬
‫العمل والقوى العاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قافيفي دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة‪.‬‬


‫نوع الثّ ّ‬
‫‪ .6‬التّ ّ‬
‫ُّ ّ‬ ‫َّ اًل‬
‫أو ‪ :‬السكان في مجتمع اإلمارات‬
‫الس ّك ّ‬
‫انية‪:‬‬ ‫أهمية املعطيات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫الس ّك ّ‬
‫انية من{ذ قيام االتحاد إل{ى اآلن‪ ،‬وعلى‬ ‫الدول ّالتي تول{ي ّ‬
‫أهمي{ة ك{بيرة للمعطيات ّ‬ ‫تعد اإلما ات م{ن ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االتحادي‪ ،‬واملحلي؛ وذلك من أجل‪:‬‬ ‫املستويين‪:‬‬
‫التخطيط{ ّ‬ ‫ّ‬
‫السليم للمجتمع‪ ،‬وزيادة الوعي به‪.‬‬ ‫‪ )1‬االستفادة من‬
‫ّ‬
‫‪ )2‬الت عرف إلى احتياجات املجتمع‪ ،‬ومشكالته املختلفة‪ ،‬واقتراح الحلول لها‪.‬‬
‫السياسات‪ ،‬والقرارات‪.‬‬‫‪ )3‬وضع ّ‬
‫ّ‬
‫‪ )4‬الت خطيط على املدى القصير والبعيد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وكان ّأول تعداد س{ ّ‬
‫ّ{‬
‫العربي{ة املتحدة ف{{ي س{{نة ‪1975‬م‪ ،‬ومنذ هذا‬ ‫{كاني قام{{ت ب{{ه دول{{ة اإلمارات‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التا ي{خ اس{تمرت ّ‬‫ّ‬
‫حتى س{نة ‪1985‬م‪ ،‬وبع{د ذلك‬ ‫مرة ك ّل{ خم{س س{نوات {‬‫التعداد ّ‬ ‫الدول{ة ف{ي عملي{ة‬ ‫ر‬
‫مرة ك ّل{ عش{ر س{نوات؛ وكان آخ{ر تعدادي{ن أجرتهم{ا ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫التعداد ّ‬
‫الدول{ة ف{ي عامي‬ ‫بعملية‬
‫{‬ ‫بدأ{ت القيام‬
‫‪2005‬م و‪2015‬م‪.‬‬
‫ُّ ّ‬ ‫َّ اًل‬
‫أو ‪ :‬السكان في مجتمع اإلمارات‬
‫الس ّكاني‪ّ:‬‬‫بالتعداد ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬ويقصد‬
‫ّ‬
‫‪Q‬االجتماعية‬ ‫ّ‬
‫االقتصادية‪ ،‬و‬ ‫السكان‪ ،‬وجمع بياناتهم‬
‫ّ ُّ ّ‬ ‫الشاملة ّالتي تقوم بها ّ‬
‫الدولة لعد‬
‫ّ ّ‬
‫‪Q‬ملية اإلحصائية‬ ‫الع ّ‬
‫مرة ك ّل‪ Q‬خمس أو عش‪Q‬ر سنوات‪ ،‬ث ّم‪ Q‬تنشر‬ ‫لكل شخ‪Q‬ص‪ ،‬أو أس‪Q‬رة‪ ،‬وفي وقت ّ‬
‫محدد ّ‬ ‫الزيارة املباشرة ّ‬ ‫عن طري‪Q‬ق ّ‬
‫ّ‬
‫خاص‪.‬‬ ‫تلك البيانات في كتاب‬
‫ّ‬
‫ّأما التسجيل الحيو ّي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الدول‪QQ‬ة‪ ،‬وتق‪Q‬ع خالل س‪QQ‬نة ميالدية واحدة‪ .‬وهذه األحداث‬ ‫الحيوي‪Q‬ة ّالت‪QQ‬ي تحص‪QQ‬ل ف‪QQ‬ي ّ‬
‫ّ‪Q‬‬ ‫فه‪QQ‬و تس‪QQ‬جيل األحداث‬
‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫‪Q‬الوف َيــات‪ ،‬والهجرة‪ ،‬وحاالت الزواج والطالق وق‪QQ‬ت حدوثه‪QQ‬ا‪ ،‬والحوادث املرورّ‪Q‬ي‪Q‬ة وقت‬ ‫تتمث ل ف‪QQ‬ي‪ :‬املوالي‪QQ‬د‪ ،‬و‬‫‪Q‬‬
‫وقوعها‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬التس{{جيل الحيو ّي{ من{{ذ عام ‪1976‬م‪ :‬بدأ‪QQ‬ت اإلمارات ف‪QQ‬ي هذا العام تط‪QQ‬بيق نظام تسجيل األحداث‬
‫الدول‪Q‬ة جميعه‪Q‬م من‬‫امي‪Q‬ا لس‪Q‬كان ّ‬ ‫ً‪Q‬‬
‫قانون ا إلز ًّ‬ ‫الحيوي‪Q‬ة من‪Q‬ذ عام ‪1976‬م وأص‪Q‬بح تس‪Q‬جيل هذه األحداث‬ ‫ّ‬
‫اتيين ومقيمين‪.‬‬ ‫إمار ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ً‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬حجم السكان في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫ُّ ّ‬
‫السكان‪:‬‬ ‫‪ ‬حجم‬
‫تغيرات هذا الحجم‬ ‫معين{ة‪ ،‬وكذل{ك معرف{ة ّ‬ ‫ه{و عدد األفراد ف{ي مكان َّ‬
‫محدد‪ ،‬وف{ي فترة زمني{ة َّ‬
‫ً‬ ‫ُّ ّ‬
‫عبر فترات زمنية مختلفة‪ .‬وإذا نظرنا لحجم السكان في منطقة اإلمارات نرى أنه لم يكن ثابتا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والنقص{ان؛ ألس{باب{ اقتص ّ‬‫ّ‬ ‫مر بحاالت م{ن ّ‬ ‫ّ‬
‫وثقافية‬ ‫ّ{‬
‫واجتماعية‪،‬‬ ‫{ادية‪ ،‬وس ّ‬
‫{ياسية‪،‬‬ ‫الزيادة‬ ‫ولكن{ه َّ‬
‫مرت بها املنطقة في فترات مختلفة‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ )1‬كان حج‪QQ‬م س‪QQ‬كان منطق‪QQ‬ة اإلمارات ف‪QQ‬ي عام ‪1800‬م قراب‪QQ‬ة (‪ )390,000‬نس‪QQ‬مة‪ ،‬أ‪QQ‬و ربم‪QQ‬ا أكثر؛‬
‫ّ‬ ‫‪Q‬ادي‪ّ ،‬‬ ‫ويعود ذل‪QQ‬ك إل‪QQ‬ى ُّ‬
‫والتجار ّي ‪Q Q‬‬
‫املؤث‪Q‬ر في‬ ‫ّ‪Q‬‬
‫البحري‪Q‬ة‪ ،‬ونشاطه‪QQ‬م االقتص‪ّ Q‬‬ ‫قوة القواس‪QQ‬م‬‫تمدد ّ‬
‫ّ‬
‫الهندي‪.‬‬ ‫املحيط‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ )2‬نقص حجم السكان في عام ‪1913‬م إلى (‪ )200,000‬نسمة على الرغم من أن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والت ّ‬ ‫هذه الفترة ُّ‬
‫طور ف{{ي تجارة اللؤل{{ؤ ف{{ي منطق{{ة الخليج‬ ‫تعد قم{{ة االزدهار‪،‬‬
‫العرب ّي {؛ وذل{{ك بس{{بب س{{يطرة اإلنجلي{{ز عل{{ى منطق{{ة الخلي{{ج العرب ّي{ ّ‬
‫عامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خاصة‪ ،‬وذل{ك ف{ي فترة م{ا بع{د عام ‪1820‬م‪ ،‬وتقلص أعداد‬ ‫ومنطق{ة اإلمارات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫موان{{ئ منطق{{ة اإلمارات‪ ،‬وس{{فنها التجار {ي ة بعيدة املس{{افات في هذه الفترة؛‬
‫ّ‬
‫البريطاني‪.‬‬ ‫بسبب الوجود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ً‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬حجم السكان في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫ُّ ّ‬
‫‪ ‬حجم السكان‪:‬‬
‫ُّ ّ‬
‫ن‬
‫‪ -3‬انخفاض حج {{م الس{ {كان ف {{ي غضو عام ‪1950‬م‪ ،‬ف {{ي منطق {{ة اإلمارات من‬
‫(‪ )200,000‬نسمة في عام ‪1913‬م إلى(‪ )70,000‬في عام ‪1950‬م؛ وذلك بسبب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‪ -‬انهيار ص{{ناعة اللؤل{{ؤ ف{{ي منطق{{ة الخلي{{ج العربي { ف{{ي نهاي{{ة العشرينيات وبداية‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثالثينيات من القر ن املاضي؛ وذلك بسبب انتشار اللؤلؤ الصناعي الياباني تجاريا‪.‬‬
‫ّ‬
‫اقتصادي على‬ ‫ّ‬
‫العاملية في عام ‪1929‬م‪ ،‬وما تبعه من كساد‬ ‫ب ‪ -‬انهيار أسواق األسهم‬
‫مستوى العالم‪.‬‬
‫ّ ّ‬
‫ت ‪ّ -‬أدت الحرب العاملية الثانية إلى انهيار الوضع االقتصادي ملنطقة اإلمارات‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -4 .‬وصل حجم ال ُّس ّكان في عام ‪1970‬م إلى (‪ )227,000‬نسمة؛ وذلك بسبب ال ّنموّ‬
‫االقتصاديّ الّذي حصل في نهاية الخمسينيّات وال ّس تينيّات من القرن العشرين في منطقة‬
‫اإلمارات‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ً‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬حجم السكان في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪ -5‬بلغ حجم ال ُّس ّكان في عام ‪1975‬م (‪ )560,000‬نسمة‪ ،‬وتع ّد هذه الفترة مرحلة سياسيّة‪،‬‬
‫واقتصاديّة جديدة‪ ،‬وفارقة في تاريخ اإلمارات؛ بسبب قيام اال ّتحاد في ‪ 2‬ديسمبر‪1971‬م‪ ،‬وما تبعه‬
‫من تنمية اقتصاديّة شاملة؛ نتيجة استثمار أموال تصدير ال ّنفط في تطوير البنية ال ّتحتيّة بعد أن ازداد‬
‫إنتاجه‪ ،‬وارتفع سعره بعد عام ‪1973‬م‪.‬‬
‫الزيادة‪ ،‬إذ وصل عام ‪2005‬م إلى (‪)4,106,427‬‬ ‫‪ -6‬استمرَّ حجم ال ُّس ّكان ما بعد عام ‪1975‬م في ّ‬
‫نسمة‪.‬‬
‫‪ -7‬تضاعف حجم ال ُّس ّكان في عام‪ 2010‬م‪ ،‬إذ وصل إلى (‪ )8,248,865‬نسمة؛ بسبب‪:‬‬
‫ّ‬
‫والطفرة الهائلة في البنية ال ّتحتيّة‪ ،‬وما تطلّبته من أيد عاملة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬قيام االتحاد‪،‬‬
‫ب‪ -‬ال ّتنمية االقتصاديّة السّريعة‪ ،‬وال سيَّما في الخدمات بشكل عا ّم‪ ،‬والعقارات بشكل خاصّ بعد‬
‫إصدار قانون ال ّتملك الحرّ ‪.‬‬
‫ت‪ -‬كما واكب هذه الفترة طفرة في سعر ال ّنفط؛ فوصل سعر برميل ال ّنفط إلى أكثر من ‪ 100‬دوالر‪.‬‬
‫‪ -8‬بلغ عدد سكان ال ّدولة وف ًقا لتقرير الهيئة االتحاديّة لل ّتنافسيّة واإلحصاء في سنة ‪2017‬م قرابة‬
‫(‪ )9.304.277‬نسمة‪.‬‬

‫‪)8‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ ّ ّ ّ‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬النمو السكاني في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪ ‬يُقصد بال ّنموّ ال ّس ّكانيّ ديموغراف ًّيا‪:‬‬
‫الس ّكانيّ سلبًا أو إيجابًا؛ فال ّنموّ هو الفرق في حجم ال ُّس ّكان بين فترتين زمنيّتين‪ .‬والسّؤال‬ ‫ال ّتغير ّ‬
‫الّذي يطرح نفسه هنا هو‪ :‬ما األسباب المباشرة الّتي تؤ ّدي إلى ال ّتغيّر في حجم ال ُّس ّكان من فترة إلى‬
‫أخرى؟‬
‫واإلجابة أن هناك سببين لل ّتغير ال ّس ّكانيّ هما‪:‬‬
‫والو َف َيــات‪ ،‬فإذا كان عدد المواليد أكثر من عدد الوفيات‬ ‫الزيادة الطبيعيّة لل ّس ّكان‪ :‬وهي المواليد َ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫الزيادة في حجم ال ُّس ّكان في الفترة ّ‬
‫الثانية‪.‬‬ ‫بين الفترتين تتح ّقق ّ‬
‫الزيادة غي ر الطبيع ّي ة لل ّس ّكان (الهجرة)‪ :‬وه ي الفرق بي ن عدد المهاجري ن إل ى ال ّداخل‪ ،‬وعدد‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫الزمنيّة نفسها‪ .‬وعادة ما يكون صافي الهجرة منخف ً‬
‫ض ا أو مرتفعًا‪،‬‬ ‫المهاجرين إلى الخارج في الفترة ّ‬
‫الزيادة في عدد المهاجرين إلى داخل ال ّدولة عن عدد المهاجرين‬ ‫وقد يكون ال ّنموّ ال ّس ّكانيّ مرتفعً ا مع ّ‬
‫إلى خارجها‪.‬‬
‫الزيادة ال ّس ّكانيّة‪ ،‬وال ّنموّ اإليجابي لل ّس ّكان‪ ،‬ولكن الّذي‬
‫وكما الحظنا من المعطيات ال ّس ابقة‪ ،‬استمرار ّ‬
‫الزيادة غير ّ‬
‫الطبيع ّي ة لل ّس ّكان (الهجرة‬ ‫أس هم فعل ًّي ا في أن يتضاعف ال ّنموّ ال ّس ّكانيّ ع ّدة مرّ ات هو ّ‬
‫الخارجيّة إلى دولة اإلمارات العربيّة الم ّتحدة)‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ ّ ّ ّ‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬النمو السكاني في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬

‫‪ ‬في عام ‪1975‬م‪:‬‬


‫ّ‬ ‫مو ال ّس{ ّك ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬
‫اني كان شدي{{د االرتفاع؛ إ{{ذ بلغ{{ت نس{{بة االرتفاع في{{ه )‪( %147.8‬؛ أ{{ي زاد ال ُّس{كان أكث{{ر من‬ ‫نج{{د أ{{ن‬
‫الضعف في هذه الفترة الوجيزة؛ بسبب‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪ )1‬قيام االتحاد‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ )2‬ارتفاع{ سعر إنتاج النفطـ‪ ،‬وأسعار بيعه‪ ،‬وزيادة إيراداته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حتي{ة‪ ،‬وتوفي{ر الخدمات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )3‬اس{{تخدام ّ‬
‫الضرورّ{ي{ة للشعب؛ كاملدارس‪،‬‬ ‫فطي{ة ف{{ي تطوي{ر البني{ة الت ّ{‬
‫الن ّ‬ ‫الدول{ة العائدات‬
‫ّ‬
‫واملستشفيات‪ ،‬واملساكن‪ ،‬وتوصيل الكهرباء واملياه‪ ،‬وتمهيد الطرق‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ص {ة الت{{ي نفذت هذه املشاري{{ع العمالق{{ة بجل{{ب األيدي العامل{{ة م{{ن الخارج؛ بس{{بب قلة‬ ‫‪ )4‬قام{{ت الشركات الخا‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫األيدي العامل{ة اإلمار ّ‬
‫نموذجا لأليدي‬ ‫الهندي{ة الت{ي أص{بحت‬ ‫اتي{ة؛ إ{ذ ت{م اس{تقطاب هذه العمال{ة م{ن شب{ه القارة‬
‫الخمسينيات من القرن العشرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اليدوية منذ‬ ‫العاملة‬
‫وبعد عام ‪1980‬م‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫النف{ط‪ ،‬وشارك{ت القطاعات االقتص ّ‬
‫{ادية األخرى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إجمالي‬ ‫بقوة ف{ي‬ ‫توفرت البني{ة التحتي{ة‪ ،‬وانخفض{ت أس{عار‬
‫اًل‬ ‫حد ك{{بير‪ ،‬كذل{{ك ق ّل { ص{{افي ّ‬ ‫ّ‬
‫النف{{ط إل{{ى ّ‬ ‫ّ‬
‫جي{ة قلي عن عام‬ ‫معدل اله{جرة الخار ّ{‬ ‫النات{{ج املحل ّي {‪ ،‬وق ّل{ االعتماد عل{{ى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫استمر في االرتفاع في هذه الفترة‪.‬‬ ‫الطبيعي‬ ‫مو‬ ‫ولكن معدل‬ ‫‪1980‬م‪،‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ ّ ّ ّ‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬النمو السكاني في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪ ‬وفي األعوام ما بين ‪ 1980‬و‪2005‬م‪:‬‬
‫استقرت عند حدّ االرتفاع‪ ،‬وليست لح ّد شديد االرتفاع‪ ،‬وأخذت‬ ‫ّ‬ ‫نرى أن نسبة ال ّتغ ّي ر قد‬
‫نسبة ال ّتغ ّير تتناقص فيما عدا عام ‪1990‬م‪ ،‬ا ّلذي ارتفعت فيه نسبة ال ّتغ ّير إلى (‪ ،)%39.1‬أ ّما‬
‫في عام ‪2005‬م فنجد أنّ نسبة ال ّتغ ّير قد ارتفعت إلى (‪.)%41.6‬‬
‫‪ ‬وفي عام ‪2010‬م‪:‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وبلغ ت نس بة ال ّتغ ّي ر (‪ ،)%100.9‬وارتفع ال ّن ّ‬
‫مو‬ ‫الس ّكان ّ‬‫تضاع ف عدد ُّ‬
‫السبب وراء ذلك‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫الس ّك ّ‬
‫اني بش ّدة‪ ،‬وكان ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )1‬زيادة الهجرة الخارج ّية‪.‬‬
‫الحر (عقود إقامة طويلة‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬منح غير اإلمارات ّيين ا ّلذين امتلكوا عقارات في مناطق ال ّتم ّل ك‬
‫األمد) بعد عام ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ )3‬ال ّدخل من صادارت النفط‪ ،‬واالستثمارات الخارج ّية ا ّلتي تضاعفت عدّ ة مرات في ‪2010‬م‪.‬‬
‫اني في دولة اإلمارات العرب ّية الم ّتحدة‪:‬‬
‫س ّك ّ‬ ‫راب ًعا‪ :‬عوامل ال ّن ّ‬
‫مو ال ّ‬
‫الس ّك ّ‬
‫اني‪:‬‬ ‫مو ّ‬‫يوجد عامالن لل ّن ّ‬
‫للس ّكان (الوفيات – المواليد)‪.‬‬ ‫• ّ‬
‫الزيادة الطبيع ّية ّ‬
‫للس ّكان (الهجرة)‪.‬‬ ‫• ّ‬
‫الزيادة غير الطبيع ّية ّ‬
‫‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطبيعية للسكان (الوفيات – املواليد)‬ ‫الزيادة‬
‫الو َفـ َيات‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪)1‬‬
‫الصادر في أكتوبر ‪2005‬م‬ ‫س ّكان ّية العالم ّية لألمم الم ّتحدة ّ‬ ‫أعلن تقرير ال ّت ّ‬
‫وجهات ال ّ‬
‫إلى تد ّن ى معدّ ل الوفيات في دولة اإلمارات العرب ّية الم ّتحدة‪ ،‬إذ بلغت (‪ )1‬من كل (‪)1000‬‬
‫س ّكان‪.‬‬ ‫من ال ُّ‬
‫وفي تقرير آخر عن العمر المتو ّق ع لإلنسان عند الوالدة ي ّتضح أنّ مع ّدل العمر المتو ّق ع أو‬
‫مع ّدل البقاء على قيد الحياة في اإلمارات (‪ )79‬سنة‪ ،‬وهذا المعدل أعلى من المع ّدل في‬
‫أمريكا؛ وهو (‪ )78‬سنة‪ ،‬ويساوي مع ّدل البقاء في بريطانيا (‪ )79‬سنة للفرد‪ ،‬في حين أ ّنه‬
‫يصل في اليابان إلى (‪ )82‬سنة‪ ،‬وهو المعدل األعلى عالم ًّيا‪.‬‬
‫الو َف َيات في دولة اإلمارات العربيّة الم ّتحدة‪:‬‬
‫من أكثر األسباب ا ّلتي أ ّدت إلى إنخفاض نسبة َ‬
‫‪ )1‬ال ّتنمية االقتصاد ّية‪.‬‬
‫‪ )2‬ارتفاع مستوى ال ّدخل‪.‬‬
‫‪ )3‬الوعي ال ّث ّ‬
‫قافي‪.‬‬
‫‪ )4‬تعليم المرأة‪.‬‬
‫والخاصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )5‬ال ّنظافة العا ّمة‪،‬‬
‫المجاني للجميع من خالل‬
‫ّ‬ ‫‪ )6‬توفير ال ّنظام ّ‬
‫الص ّح ّي‬
‫والخاص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحكومي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القطاعين‪:‬‬

‫وو َف َيات الكبار في ال ّس نّ بصفتها‬


‫وإلى جانب َو َف َيات األطفال تحت خمس سنوات‪َ ،‬‬
‫الو َف َيات المرتبطة بالحوادث‬
‫الو َف َيات‪ ،‬نالحظ في المجتمع اإلماراتيّ بعض َ‬
‫مؤشرات لمعدل َ‬
‫المرور ّي ة‪ ،‬وال س يَّما بين فئ ة ال ّشباب‪ ،‬كذل ك هناك َو َف َيات مرتبطة بالسّمنة‪ ،‬واألمراض‬
‫المرتبطة بها؛ كالقلب‪ ،‬وال ّس ّكريّ ‪ ،‬والضّغط‪ ،‬وإنّ األمراض المزمنة المس ّبب ّ‬
‫الرئيس‬
‫للوفاة في ال ّدولة‪ ،‬ويأتي في مقدّ مة هذه األمراض (أمراض القلب‪ ،‬وال ّ‬
‫شرايين)‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطبيعية للسكان (الوفيات – املواليد)‬ ‫الزيادة‬
‫‪ )2‬المواليد‪:‬‬
‫شديد‬ ‫الطبيع ّي ة في اإلمارات بشكل تدريجي ّ؛ فبرغم االنخفاض ال ّ‬ ‫الزيادة ّ‬‫انخفاض في مع ّدل ّ‬‫ٌ‬ ‫هناك‬
‫والسبب‬
‫ّ‬ ‫للو َف َيــات في اإلمارات ألسباب ال ّتنمية فقد انخفض ا ّتجاه معدل المواليد بشكل كبير أي ً‬
‫ضا‪،‬‬ ‫َ‬
‫شديد هو ال ّتراجع في معدّ ل الخصوبة ا ّلذي أ ّدى إلى انخفاض مع ّدل ال ّن ّ‬
‫مو‬ ‫الرئيس لهذا االنخفاض ال ّ‬ ‫ّ‬
‫للس ّكان‪.‬‬
‫بيعي ّ‬‫ال ّط ّ‬
‫الرئيسة ا ّلتي ساهمت في انخفاض مع ّدل الخصوبة الك ّل ّي للمرأة اإلمارات ّية‪:‬‬ ‫ومن األسباب ّ‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تأخر سنّ الزواج للمرأة‪ ،‬ا ّلذي يرجع إلى مواصلة المرأة لل ّتعليم‬ ‫ّ‬ ‫‪)3‬‬
‫الرئيسة في انخفاض مع ّدل الخصوبة ال ُك ّل ّي في اإلمارات‪.‬‬ ‫‪ )4‬عمل المرأة‪ ،‬وهو من األسباب ّ‬
‫الطالق بين الفئات العمر ّية في سنّ الخصوبة‪.‬‬ ‫‪ )5‬ارتفاع مع ّدالت ّ‬
‫‪ )6‬ارتفاع دخل األسرة‪.‬‬
‫المعيشي‪ ،‬والحياة الحضر ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )7‬ارتفاع المستوى‬
‫‪ )8‬انتشار نمط األسرة ال ّنوو ّية‪.‬‬
‫‪ )9‬استخدام وسائل تنظيم األسرة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الزيادة غير الطبيع ّية (الهجرة)‬
‫فيما يتعلق بالهجرة إلى دولة اإلمارات العرب ّي ة الم ّتحدة‪ ،‬فهي هجرة القوى العاملة المؤقتة من‬
‫أج ل العم ل‪ ،‬أ و التجارة‪ ،‬أ و لإلقام ة المؤقت ة‪ ،‬وهذه الهجرة الينطب ق عليه ا التعري ف العالمي‬
‫للهجرة‪ ،‬ولكن ينطبق عليها مصطلح الهجرة المؤقتة الّتي تعني‪ :‬هجرة الوطن لفترة وجيزة من‬
‫أجل العمل المؤقت‪ ،‬أو اإلقامة المؤقتة‪ ،‬ويرجع المهاجر إلى وطنه بعد انتهاء فترة عمله المؤقت‬
‫أو إقامته المؤقتة‪.‬‬
‫‪ ‬مراحل الهجرة المؤقتة إلى دولة اإلمارت العربيّة الم ّتحدة‪:‬‬
‫بدأت الهجرات الخارجية للقوى العاملة إلى منطقة اإلمارات منذ منتصف القرن الماضي‪،‬‬
‫واتخذت الهجرات أربع مراحل هي‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى‪:‬‬
‫بدأت هذه المرحلة في نهاية الخمسين َّيات من القرن العشرين عندما نشأت مشاريع ال ّتطوير في دبي‪ ،‬ومن‬
‫وشق ال ّطرق‪ ،‬وإمداد الكهرباء‬ ‫ّ‬ ‫ثم أبو ظبي‪ ،‬وبق ّي ة اإلمارات ال ّ‬
‫شمال ّي ة‪ ،‬ومن هذه المشاريع‪ :‬إنشاء الموانئ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫شركات البريطان ّي ة ا ّلتي استعانت قبل ذلك بأيدي‬ ‫ألن معظم هذه المشاريع استحوذت عليها ال ّ‬ ‫والمياه؛ وذلك ّ‬
‫ض ا قرب المسافة بين اإلمارات والهند ا ّلذي ساعد‬ ‫عاملة من الهند؛ لكون الهند مستعمرة بريطانية سابقة أي ً‬
‫شرطة‪ ،‬والبنوك‪،‬‬ ‫اإلنجلي ز عل ى اس تيراد األيدي العامل ة م ن الهن د‪ ،‬وم ن جان ب آخ ر كان ت المدارس‪ ،‬وال ّ‬
‫والمؤس سات اإلدار ّي ة تعتمد اللغة العرب ّي ة؛ ما ساعد على الهجرة من بعض الدّ ول العرب ّي ة‪ ،‬وال س َّيما فلسطين‪،‬‬
‫ّ‬
‫والسودان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وسوريا‪ ،‬واألردن‪ ،‬ومصر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزيادة غير الطبيعية (الهجرة)‬
‫‪ ‬المرحلة ال ّثانية‪:‬‬
‫واستمرت إلى سنة ‪1995‬م‪ ،‬وفي هذه الفترة؛ وذلك‬ ‫ّ‬ ‫بدأت هذه المرحلة بعد قيام اال ّتحاد‪،‬‬
‫بسبب‪:‬‬
‫‪ )1‬تطوير البنية ال ّتحت ّية‪ ،‬وبناء دولة حديثة‪.‬‬
‫‪ )2‬توفير متط ّلبات الحياة الكريمة للمواطنين‪.‬‬
‫الساحل ّية‪.‬‬
‫التوسع في الموانئ والمطارات في المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪)3‬‬
‫وكل ّ ذلك تط ّلب استقطاب األيدي العاملة من الخارج؛ ألسباب؛ منها‪:‬‬
‫‪ )4‬ضخامة المشاريع‪.‬‬
‫‪ )5‬ق ّلة عدد ال ُّ‬
‫س ّكان اإلمارات ّيين‪.‬‬
‫‪ )6‬ق ّلة الكوادر الوطن ّية الفن ّية‪ ،‬والمهن ّية منها‪.‬‬
‫وقد اشتغلت العمالة الوافدة المؤ ّقتة في هذه المرحلة في معظم الوظائف المهن ّية‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة ال ّثالثة‪:‬‬
‫تطورات سريعة في‬‫تمتدّ هذه المرحلة ما بين ‪1995‬م إلى ‪2005‬م‪ ،‬وقد شهدت هذه المرحلة ّ‬
‫أسمالي‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫وتحول العالم إلى نظام االقتصاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكنولوجيا اال ّتصاالت‪ ،‬والمواصالت‪ ،‬وثورة المعلومات‪،‬‬
‫العالمي (العولمة)‪ ،‬وانفتاح الدّ ول بعضها على بعض من خالل اال ّتفاقيات ال ّدول ّي ة؛ ما أسهم في‬ ‫ّ‬
‫شركات متع ّددة القوم َّيات‪ ،‬والهجرات العالم ّي ة الى دولة اإلمارات؛‬ ‫االستثمارات العالم ّي ة‪ ،‬وانتشار ال ّ‬
‫لضخامة المشاريع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزيادة غير الطبيعية (الهجرة)‬
‫‪ ‬المرحلة ّ‬
‫الرابعة‪:‬‬
‫تمت ّد هذه الفترة من ‪2005‬م إلى وقتنا الحاضر‪ ،‬وهي تكملة للمرحلة ال ّس ابقة‪ ،‬ولك ّنها تتميّز بأ ّنها أكثر‬
‫ارتباطا بالعولمة من المرحلة السّابقة‪ ،‬وقد كانت ال ّتطوّ ارت ال ّتنمويّة أكثر شموليّة‪ ،‬وال سيَّما في‪:‬‬ ‫ً‬
‫‪ )1‬مجال العقارات‪.‬‬
‫‪ )2‬إنشاء المدن‪.‬‬
‫الطرق‪ ،‬والقطارات‪ ،‬والمواصالت‪ ،‬والموانئ‪.‬‬ ‫‪ )3‬إنشاء شبكات ّ‬
‫‪ )4‬إنشاء مراكز ال ّتسوق‪.‬‬
‫‪ )5‬إنشاء المراكز الماليّة‪.‬‬
‫‪ )6‬إنشاء المدن ال ّتعليميّة‪ ،‬والصّحّ يّة‪ ،‬وال ّترفيهيّة‪ ،‬والرّ ياضيّة‪ ،‬والصّناعيّة‪ ،‬والمعرفية‪.‬‬
‫شركات المساهمة‪ ،‬واالستثمارت المحليّة‪ ،‬واإلقليميّة‪،‬‬ ‫ركات القابضة‪ ،‬وال ّ‬‫ُ‬ ‫أسهم ذلك في هذا ال ّتطوّ ر ال ّ‬
‫ش‬
‫مركزا عالم ًّيا في االقتصاد ال َّدولي الجديد من ناحية الخدمات‪ ،‬وإعادة‬ ‫ً‬ ‫وال َّدولية؛ لكون اإلمارات أصبحت‬
‫ال ّتصدير‪ ،‬كما كان ارتفاع أسعار ال ّنفط في هذه الفترة عاماًل مساع ًدا في ضخامة اإلنجازات‪ ،‬وقد ش ّكلت هذه‬
‫الطفرة فرص عمل غير مسبوقة للمهن‪ ،‬والجنسيّات جميعها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫خامسا‪ :‬خصائص التكوين السكاني في اإلمارات‬
‫للس ّكان‪ :‬توزيعهم إلى ذكور وإناث‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال ّتكوين ال ّن ّ‬
‫وعي ّ‬
‫الذكور اإلماراتيين في منتصف ‪ 2010‬إلى ‪ ،479,109‬وعدد اإلناث‬ ‫اإلمارات ّيون‪ :‬وصل عدد ّ‬
‫اإلماراتيّات إلى ‪ 468,888‬وهي نسبة طبيع ّية‪.‬‬
‫الذكور الوافدين إلى ‪ ،5,682,711‬وعدد اإلناث الوافدات‬ ‫الوافدون‪ :‬في منتصف ‪ 2010‬وصل عدد ّ‬
‫إلى ‪ 1,633,362‬وهي نسبة أعلى من ّ‬
‫الطبيع ّية‪.‬‬

‫س ّكان (فئات األعمار)‪:‬‬


‫العمري لل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 2‬ـ ال ّتكوين‬
‫اإلماراتيّون‪ :‬تشير إحصائيّة عام ‪ 2008‬إلى ارتفاع عدد الّذين وُ لدوا ما بين (‪ 1999‬ـ ‪ ،)2008‬وإلى‬
‫قلّة الّذين ولدوا قبل (‪ )1943‬بسبب انخفاض حجم ال ُّس ّكان آنذاك‪ ،‬فقد كان ‪ 70‬ألف نسمة‪ ،‬وارتفاع نسبة‬
‫الوفيات‪ .‬ومن المتو ّقع أن يزيد حجم المس ّنين عام ‪ ،2020‬وأن تزيد الخدمات المرتبطة بالمس ّنين‪.‬‬
‫الوافدون‪ :‬هناك تضخم في الفئة ما بين (‪ 25‬ـ ‪ )44‬سنة؛ ألنّ معظم هؤالء كانوا من األيدي العاملة‪،‬‬
‫الذ كور مقارنة باإلناث في الفئات العمرية جميعها ما عدا الفئة ما بين (‪ 15‬ـ ‪.)19‬‬‫ونالحظ ارتفاع نسبة ّ‬
‫عليمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬المستوى ال ّت‬
‫اإلمارات ّيون‪ :‬ال ّنسبة الكبيرة في فئات ما قبل (‪ )25‬سنة تصل إلى ‪ % 64,4‬ينخرطون في مراحل‬
‫ال ّتعليم المختلفة؛ بسبب إجباريّة ال ّتعليم في المراحل األولى‪ ،‬ومجانيّته في المراحل جميعها‪ .‬ونسبة‬
‫الثانويّة فما فوقها تبلغ ‪ ،%47‬ونسبة األميّة بلغت ‪ ،%7‬ونسبة َمنْ يقرأ‬ ‫الحاصلين على ال ّشهادة ّ‬
‫ويكتب ‪ ،%10‬ويعود ذلك إلى ندرة ال ّتعليم في فترة ما قبل منصف القرن الماضي‪.‬‬
‫الثانويّة فما قبلها ‪ ،%75‬ونسبة الحاصلين على‬ ‫الوافدون‪ :‬بلغت نسبة الحاصلين على ال ّشهادة ّ‬
‫ال ّشهادة الجامعيّة فما بعدها ‪ ،%24,9‬ونسبة األميّة ‪ ،%5.3‬ونسبة َمن يقرأ ويكتب ‪ ،%13.3‬وهذا‬
‫يد ّل على أنّ مجتمع اإلمارات ما زال يعتمد األيدي شبه الماهرة‪ ،‬وغير الماهرة‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل والقوى العاملة‪:‬‬
‫اإلمارات ّيون‪ :‬بلغت عام ‪ 2005‬نسبة العاملين في سنّ العمل ‪ ،%26‬ونسبة ال ّذكور العاملين‬
‫‪ ،%40‬ونسبة اإلناث ‪ .%11,4‬ويعود انخفاض هذه ال ّنسبة عام ‪ 2008‬لـ‪ %41‬إلى كونهم دون‬
‫سنّ العمل‪ ،‬و‪ %64‬أقل ّ من ‪ 25‬سنة‪ .‬وأنّ ما يقرب من ‪ %84‬عام ‪ 2009‬لم يسبق لهم العمل‪،‬‬
‫فرغ ألعمال المنزل‪.‬‬‫وينتظرون الوظيفة المناسبة‪ .‬وبخصوص اإلناث‪ ،‬يعود ذلك إلى ال ّت ّ‬
‫صـا من ال ّذكور؛ بسبب هجرتهم المؤ ّقتة للعمل‪،‬‬ ‫الوافدون‪ :‬نسبتهم في سوق العمل مرتفعة‪ ،‬وخصو ً‬
‫وأنّ معظمهم قد حصلوا على عقد العمل قبل دخول اإلمارات‪ ،‬وأنّ ‪ %77‬من العاطلين سبق لهم‬
‫العمل‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ ّ ّ‬
‫سادسا ‪ :‬التنوع الثقافي في دولة اإلمارات الع{ربية املتحدة‬
‫مو في مرحلة اال ّتحاد؛‬
‫واستمر ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫اني في مجتمع اإلمارات في فترة ما قبل االتحاد‪،‬‬ ‫الس ّك ّ‬
‫نوع ّ‬‫تطور ال ّت ّ‬
‫بسبب تزايد األيدي العاملة المؤ ّقتة من جنس ّيات مختلفة إلى أن وصلت في الوقت الحاضر إلى أكثر من‬
‫(‪ )200‬جنسية بإثنياتها‪ ،‬ودياناتها‪ ،‬ومذاهبها‪ ،‬ولغاتها‪ ،‬ولهجاتها‪ ،‬وقيمها‪ ،‬وعاداتها‪ ،‬وتقاليدها المختلفة‪،‬‬
‫ونالحظ الحضور القوي للجنسيات من جنوب آسيا‪ ،‬والس َّيما الهند‪ ،‬وبنغالديش‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وسيريالنكا‪،‬‬
‫كذلك من أفغانستان وإيران ؛ بسبب هجرتهم قبل االتحاد ونموهم بعد ذلك‪.‬‬
‫وتعدّ دولة اإلمارات العرب ّي ة الم ّتحدة بذلك من أكثر دول العالم ا ّلتي فتحت حدودها للمهاجرين من أنحاء‬
‫كافة حيث توجد أكثر من (‪ )200‬جنسية مختلفة ‪ ،‬والس َّيما األيدي العاملة المؤقتة والمستثمرين‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫العالم‬
‫أنموذج ا فريدًا في االنسجام والتآلف بين‬
‫ً‬ ‫نوع ال ّث ّ‬
‫قافي ‪ ،‬وتقدّ م‬ ‫انفتاح ا من حيث ال ّت ّ‬
‫ً‬ ‫جعلها من أكثر الدول‬
‫الجنسيات والعرقيات المختلفة‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ً‬
‫سادسا‪ :‬التنوع الثقافي في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬
‫وأوجد ذلك ك ّله نو ًعا من االختالط‪ ،‬وا ّلتفاعل‪ ،‬وال ّتمازج في المجتمع؛ بفعل سياسة الدّ ولة المنفتحة والمتسامحة مع‬
‫يتحول مجتم ع اإلمارات إل ى مجتم ع ال ّتعددي ة ال ّثقاف ّي ة‪ ،‬وال مجتم ع االندماج‪ ،‬أ و االنصهار‬
‫ّ‬ ‫نوع ال ّث ّ‬
‫قافي ‪ ،‬ول م‬ ‫ال ّت ّ‬
‫خاص بمجتمع اإلمارات أال وهو االختالط‬
‫ّ‬ ‫تحول إلى نموذج‬ ‫نوع ال ّث ّ‬
‫قافي من دون تغير؛ أل ّن ه ّ‬ ‫ال ّث ّ‬
‫قافي ‪ ،‬بل استمر ال ّت ّ‬
‫وال ّتهجين ال ّث ّ‬
‫قافي‪.‬‬

‫ومن أس باب نجاح مجتم ع اإلمارات ف ي اس تقطاب هذا العدد الك بير من الجنس ّيات المختلف ة هو ُمناخ‬
‫الحضاري‪ ،‬وعدالة القانون‪ ،‬وتو ّفر الخِدمات في مدن اإلمارات‪ ،‬وضواحيها‪ ،‬وأريافها كا ّف ًة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال ّتسامح‪ ،‬وال ّتعايش‬
‫الكم الكبير من ال ّثقافات‬
‫لمي بين هذا ّ‬
‫الس ّ‬‫فهذه األسباب مجتمعة أسهمت في إيجاد البيئة المناسبة لل ّتعايش ّ‬
‫عززت الدّولة س ياستها هذه؛ باس تحداث وزارة دول ة لل ّتسامح سنة ‪2016‬م‪ ،‬وأعلن ت سنة‬ ‫المختلف ة‪ ،‬وق د ّ‬
‫‪2019‬م عا ًما لل ّتسامح‪.‬‬

You might also like