You are on page 1of 3

‫اإلناث في التماثيل والمناظر العربية القديمة‬

‫كشفت المصادفات والبحوث األثرية في بعض مناطق الخليج وشبه الجزيرة العربية‪ ،‬عن‬
‫اعداد من المناظر والتماثيل األثرية القديمة‪،‬اختلفت أحجامها وموادها ومستويات‬
‫إتقانها‪،‬تبعا ً لتنوع أغراضها‪،‬وعهودها‪،‬ثراء أصحابها‪،‬وكفاية فنانيها‪.‬وكان من تماثيل الرجال‬
‫والنساء ما يوضع في المقابر اعتزازا ً وتذاكرا ً الصحابه‪،‬وداخل مشكاوات صغيره تناسب‬
‫أحجامها في اعلى الشواهد الحجرية التي تقام فيها‪ ،‬حتى ال تبدو وكأنها تطل من برؤوسها‬
‫من عالم الفناء على الدنيا األحياء (بغير إيمان الزم بالحياة األخرى) وكان أيضا ً ما يوضع في‬
‫المعابد أو ما يقدم نذرا لمعبوداتها وهناك ما يُحتفظ بها في بيوت األثرياء في حياتهم أو بعد‬
‫مماتهم‪.‬وترجع األشكال البدائية الى ما يسبق األلف االول ق‪.‬م بفترات‪ ،‬اما تماثيل ومناظر‬
‫العصور التاريخية فتعود الى ما بين القرن ‪٦‬ق‪.‬م وبين القرن ‪٦‬م ‪ ،‬وتؤرخ اهم النماذج بما‬
‫‪.‬حول ميالد المسيح‬
‫ومثلت النساء في هذه األوقات في هذه وتلك واقفات وجالسات‪،‬يتعبدن أحيانا ً برفع الكف اليمنى للتحية مع ثني‬
‫الكوع ‪،‬أو بسط اليدين الى االمام أو الى الجانبين‪،‬وما الى ذلك من اوضاع دينية أو دنيوية‪.‬‬
‫والى جانب التماثيل الكاملة‪،‬قد يكتفي في تمثيل األنثى بالرأس والجذع االعلى‪ ،‬أو الرأس وجزء من الصدر أو‬
‫الرأس وحده‪.‬ووجدت تماثيل أخرى استهدفت ألغراض دنيويه‪،‬لنسوة منعمات و جوار وراقصات‪.‬‬
‫ونحتت اغلب التماثيل األنثوية من الحجر الجيري ومن االلباستر‪،‬والنحاس والبرونز ‪ ،‬وكثيرا ما اكتفت فقط‬
‫بالمالمح الرئيسيه للوجه والجسم‪،‬بغير تفصيل كبير‪،‬ومالت هيئتها الى االمتالء‪،‬وتجاويف العيون فيها غائرة مما‬
‫تكسبها شيئا من الحيوية‪،‬وكانت المالبس كاسيه أو مزخرفة‪.‬وتزين العنق بقالئد‪،‬وتزين األذرع باألسوار‪،‬وقليال‬
‫ما مثلت األقراط والخالخيل‪ ،‬وقد يوضع الشعر الى الخلف وعلى جانبيها حتى الكتفين‪ ،‬أو يجدل في ضفائر ‪ ،‬أو‬
‫يجمع تحت غطاءه أو عصابه أو إكليل مناسب‪.‬‬
‫والى جانب التماثيل الشخصية‪،‬صنعت اعداد أخرى من تماثيل صغيره‪  ‬من حجر و صلصال‪ ،‬تبدو فيها‬
‫العمومية ‪ ،‬وترمز الى جنس األنثى من دون تخصيص ‪،‬وتضخم فيها مظاهر األمومة‪،‬ويستخدم بعضها كتمائم‬
‫أو دمى أو نذور‪.‬‬
‫وتطورت صناعة التماثيل في الحضارات العربية الجنوبية القريبة من ميالد المسيح‪  ‬والمتأخرة في الزمن‬
‫نوعاً‪،‬واستفادت من هيئات التماثيل المصرية‪ ،‬ومن األساليب الهيلينستية والرومانية التي وصلت لجنوب العربي‬
‫عن طريق الهالل الخصيب ومن مصر والشام خاصة‪،‬وما حملته التجارة اإلغريقية والرومانية في معامالتها‬
‫المباشرة من و الى البالد العربية‪.‬‬

You might also like