You are on page 1of 14

‫تاريخ المنطق‬

‫فتشا اولياء زهري ‪11200600000084‬‬

‫امندا موسي اغفر التام ‪11200600000057‬‬

‫زكية الفاخرة ‪11200600000170‬‬


‫لقد اشتهر بين المفكرين أن أول من وضع المنطق ؛ هو الفيلسوف اليوناني المشهور ‪1.‬‬
‫( أرسطو) في القرن الرابع قبل الميالد ‪ ،‬ولكنه اليصح أن نفهم من هذا الكالم ان ( أرسطو)‬
‫كان أول من اخترع هذا العلم وابتدعه من عند نفسه وانشاه ‪ ،‬وأنه لم يسبقه أحد إلى ذلك‬
‫وإنما يجب أن يكون المقصود من هذا الكالم أن أرسطو كان أول من دون هذا العلم ‪2.‬‬
‫وهذبه ‪ ،‬وقعد قواعده ‪ ،‬واستحق المنطق بذلك أن يكون علما من العلوم له موضوعه‬
‫الخاص ومسائله المعينة‬
‫وقد اتبع ( سقراط ) في ذلك طريقته المشهورة في الجدل ‪ ،‬وهي طريقة الحوار والمناقشة ‪3. ،‬‬
‫التي لم يكن يقصد منها التالعب باأللفاظ كما كان يفعل السوفسطائيون ‪ ،‬بل كان يقصد‬
‫‪.‬منها التوصل إلى توليد المعاني والوصول اليها وإخراجها من النفوس اإلنسانية‬
‫قد قال ( سقراط ) ‪ :‬إن الوصول إلى حقائق األشياء في متناول اإلنسان وأن ذلك األمر غير مستحيل وذلك إنما يكون بطريق العقل‬
‫اإلنساني ‪ ،‬الذي يعمل على تحديد معاني األلفاظ تحديدا يقينيا ‪ ،‬والوسيلة التي يستعين بها العقل في الوصول إلى ذلك هي‬
‫االستقراء ‪ :‬وهو تتبع أفراد الشيء المراد معرفة حقيقته ومالحظة جميع صفاتها‪ .‬ثم مقارنة هذه الصفات بعضها ببعض ‪ ،‬وجمع الصفات‬
‫المشتركة بين هذه األفراد وضمها بعضها إلى بعض و ابعاد الصفات الغير مشتركة وتنحيتها ‪ ،‬وهذا ما يسمى في البحث الفلسفی‬
‫بعملية التجريد‪ ،‬نرى أن سقراط من أول من طلب الحقيقة الكلية أو التعريف وأنه قد استعان على ذلك بما نسميه نحن اآلن‬
‫باالستقراء ‪ ،‬وبذلك يكون سقراط قد بحث وتكلم في موضوعين هامين من موضوعات علم المنطق وهما ‪:‬‬
‫(أ) موضوع الحدود والتعاريف‬
‫(ب) موضوع االستقراء‬
‫ويكون أيضا قد ساهم بنصيب ملحوظا في بناء المنطق القديم أو المنطق األرسطى بدراسة هذين الموضوعين السابقين‬
‫القسمة المنطقية‪ :‬هي عبارة عن وضع عالقة بين الطرفين بواسطة طرف‬
‫وأنه ليالحظ أن هذه الموضوعات المنطقية التي درسها الفالسفة قبل أرسطو ‪ ،‬كانت ممزوجة بالفلسفة إلى حد‬
‫كبير ‪ ،‬وأنها لم تفصل عن الفلسفة أو تتميز عن مسائلها إال في عهد أرسطو ‪ ،‬الذي حصر هذه الموضوعات ‪،‬‬
‫‪ .‬وبوا ‪ ،‬وكتب فيها كتيا خاصة بها‬

‫_فتشا اولياء زهري_‬


‫منطف أرسطو‬
‫أن أرسطو لم يخترع المنطق اختراعا وإنما جمعه‬
‫فقط ودون مسأله‪ ،‬وجعله علما قائما بنفسه ‪ ،‬ولكنه‬
‫مع ذلك لم يطلق على كتابه في المنطق اسم‬
‫(لوجيكا) الذي ترجمه العرب بالمنطق ‪ ،‬وإنما كانت‬
‫هذه التسيمة من وضع بعض تالميذه‪ ،‬وهو اإلسکندر‬
‫األفروديسى الذي ظهر في القرن الثاني الميالدي ‪.‬‬
‫وكلمة (لوجيكا ) ترجع إلى كلمة يونانية أخرى هي‬
‫(لوجوس ) ومعناها الفكر ‪ ،‬ومن هنا كان اللفظ‬
‫‪ :‬المنطق معنيان‬
‫التفكير والنطق ‪1.‬‬
‫تاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم ‪2.‬‬
‫أما أرسطو نفسه فقد أطلق علىـ كتابة اسم ‪ ( :‬التحليالت ) أي تحليالت الفكر إلى عناصره‪ ،‬ولما كنا نعلم أن أرسطو لم يعتبر المنطق‬
‫علما من العلوم كما تقدم لنا ذلك ‪ .‬وإنما اعتبره آلة للعلوم ‪ ،‬ومقدمة الزمة لها ‪ ،‬فقد أطلق بعض الشراح على كتاب أرسطو في‬
‫المنطق اسم (أورغانون) أي اآللةوقد قسم أرسطو كتابه ( التحليالت ) فيـ المنطق إلى ستة أقسام وهي ‪ .1 :‬كتاب المقوالت‪.2‬‬
‫وكتاب العبارة‪ .3‬والتحليالت األولى‪ .4‬والتحليالت الثانية‪ .5‬والجدل‪ .6‬واألغاليطولكن قد عرف العرب كل كتب أرسطو المنطقية‪،‬‬
‫وترجموها إلى اللغة العربية ضمن الذي ترجموه‪ ،‬ونقلوه إليها‪ ،‬ولكنهم مع فـلك أضافوا إليها كتابين آخرين من كتب أرسطو الفنية ‪,‬‬
‫وهما كتاب الخطابة (ریطوریقا) وکتاب الشعر ( بويو طيقا ) ‪ ،‬و بذلك صارت كتب أرسطو المنطقية عمن العرب ثمانية ‪ ،‬وهي كما‬
‫‪.‬وجدت في كتاب الفهرست البن النديم‬

‫‪ :‬وذلك ألنهرأى أن المنطق إنما يبحث في أعمال الفكر ‪ ،‬وأعمال الفكر ثالثة‬
‫لاــصـور لاــمطلق‪1.‬‬
‫سـميحكما أو قـضية ‪2.‬‬ ‫ن وـهو الـذي يـــ‬‫ين مفـرديـ ‪،‬‬‫اــصـديـق‪ :‬وـهو إ دراـك لاــنسبة بــــ‬‫لت‬
‫الثة ‪3.‬‬
‫اسطة أو لاــقياس‪ ،‬وـلذلـك انـقسم لاــكتابأوالـ لإــى مباـحـث ثــــ‬ ‫‪ :‬وـاـالستدالـلوـهو لاــحكم وـبــــ‬
‫ا‪.1‬التصورات‬
‫اــصـديـقـات‪2.‬‬
‫لت‬
‫لاــقياس‪3.‬‬
‫ولما كان القياس من حيث مادته إما برهانيا يحتوى على مقدمات بدية‬
‫يقينية ‪ ،‬أو جدليا مركبا من مقدمات ظنية ‪ ،‬أو سوفسطائيا مركبا من مقدمات‬
‫كاذبة ‪ ،‬ومحتويا على النتيجة احتواء ظاهريا ‪ ،‬لما كانت مواد األقيسة على‬
‫‪ :‬هذا النحو ‪ ،‬كتب أرسطو ثالثة كتب أخرى في مواد القياس هی‬
‫اــرـهانو مـوادـهـ‪-‬‬
‫ي لب‬ ‫بحث فـــ‬ ‫‪ .‬لاــتحليالت لاــثانـية ‪ :‬و يـــ‬
‫ي لاــجدل وـمـقـدـماتـهـ ‪-‬‬
‫‪ .‬لاــجدل‪ :‬وـيـبحث فـــ‬
‫ي اـألقيسـة لاــمغـاطية وـموادـها‪-‬‬‫ألغاــيط أو لاــسفسطة ‪ :‬وـيـبحث فـــ‬ ‫‪ .‬اـ ل‬
‫ومقولتا الفعل واالنفعال متالز متان في الوجود ‪ ،‬فإذا وجد مثال الكسر وجد اإلنكسار‪ ،‬وإذا وجد التسخين وجدت‬
‫السخونة‪.‬وال بد أن تعرف أن المقوالت تقسيم الموجودات من جهة أخرى‪ ،‬فإن الموجود ال يخلو عن أن يكون إما جوهرا‪،‬‬
‫أو عرضا من هذه األعراض التسعة ‪ ،‬ولكنها مع ذلك ليست أنواعا للموجود ‪ ،‬مسقلة الواحد منها عن اآلخر ‪ ،‬فقد تجتمع‬
‫‪ :‬كلها أو بعضها في موجود واحد ‪.‬وأيضا إن الجو هر نوعان‬
‫جوـهرأولوـهو لاــعلم مثلمحمد وأـحـمد وـسقرـاطو‪-‬‬
‫جوـهر لاــثانـىوـهو لاــكلىمثل إنـسـان وـحـيواـنو‪-‬‬
‫الجوهر الذي هو مقولة هو الجوهر الثاني ال الجوهر األول‬

‫يهذا لاــكتاب الـداللـة وـأنواـعهـا‪ ،‬وـلاــلفظ ‪2-‬‬‫بــــهنا لاــصـوت الـدا‪،‬ـل وـيذـكر أرسطو فـــ‬ ‫وت وـلاــمراد هـ‬ ‫كــتاب لاــعبارةوـلاــعبارة معناـها لاــصـ ‪.‬‬
‫اــضـاد أو غير ذلـك‬
‫تناقضأو لت‬ ‫بــــ‬
‫لاــ‬ ‫اــضـايا‬‫ـب و لاــقضية وـانواـعهـا ‪ ،‬وـتـقـابـل لق‬ ‫لاــمفـرد‪ ،‬وـلاــمرك ‪،‬‬
‫قية ‪.3-‬‬
‫ـشكاــهـ وـضروبـهـ ‪ ،‬وـيـبينأن لاــشكل اـألولأكـمل اـألشكا‪،‬ـل وـيرد بــــ‬‫فـــهـ أرسطو لاــقياس وـأ ل‬ ‫لاــتحليالت اـألولـىوـهذا لاــكتاب يـذــكر ي‬
‫اب‬
‫ي بــــ‬‫تــــكر أنأرسطو ملـــ يـذــكر لاــعكس فـــ‬ ‫خلف وـهذهـ لاــمناسبة ذ‬ ‫كونعن طـريـق لاــعكسأو قـياس لاــ ‪،‬‬ ‫لإــهـ ‪ ،‬وذـلـك إنـما يـــ‬‫اـألشكاـ لي‬
‫ي الـرد لإــى لاــشكل‬
‫إــهـ فـــ‬ ‫س واـحـتياج لاــقياس لي‬ ‫لقيا ‪،‬‬
‫مناسبتهـ لـــ‬ ‫اباــتحليالت اـألولـى لـــ‬ ‫ي بــــ ل‬ ‫لاــقضية كــما نــفعل اـآلن‪ ،‬وإنـما ذـكرـهـ فـــ‬
‫اـألول‬
‫ـمات ‪.4‬‬
‫قينية ‪ ،‬وـهی لاــمقـد ‪-‬‬ ‫اــرـهانـي لاــمؤلـفمنمقدـمات يـــ‬
‫يهذا لاــكتابعن مـادـة لاــقياس لب‬ ‫لاــتحليالت لاــثانـيةويـتكلم أرسطو فـــ‬
‫‪ .‬لاــمركـبة من اـألولـيات وـلاــمشـاـهدات وـلاــتجريـبيات وـلاــمتوتراـت‬
‫‪ :‬لاــجدل‪5-‬‬
‫ويبحث أرسطو فـي هذا الكتاب و يوضح معنىـ الجدل ‪ ،‬وذكر مواد األقيسة الجدلية ‪ ،‬وهيـ المقدمات المشهورة والمسلمة ‪ ،‬كما يذكر فيه‬
‫المواطن التي تستخدم فيه هذه األقيسة‬
‫ألغاــيط ‪.6-‬‬
‫‪ :‬اـ ل‬
‫ويبحث أرسطو في هذا الكتاب معنى األغاليط وأنواعها‪ ،‬وهي األخطاء التي ترجع إلى إيهام في اللغة‪ ،‬وغموض في الحدود مراعاة‬
‫‪ .‬قواعد المنطق ‪ ،‬وهي األغالط المادية التي ترجع إلى عدم مراعة مادة القياس و قواعد إنتاجه‬
‫وقد ألحق العرب هذه الكتب الستة كتابين آخرين من كتب أرسطو الفنية ‪ ،‬و هما کتاب الخطابة ‪ ،‬وكتاب الشعر ‪ ،‬وليس لهما فيـ‬
‫‪.‬المنطق أهمية‬
‫المنطق بعد ارسطو‬
‫واذا تركنا مدرسة الرواقيين علمنا مع ذالك ان الفلسفة اليونانية قد انتقلت‬
‫الى مدينة االسكندرية ‪ .‬وعلمنا كذالك انه جلب لها العلماء من بالد اليونان‬
‫وتكونت في هذه المدينة عدة مدارس فلسفة من اهمها ‪ :‬مدرسة االفالطونية‬
‫الحديثة والمدرسة االسكندرية ‪ ,‬وان هذه المدارس قد عنيت بدراسة النواحي‬
‫الميتافيزقية ‪ ,‬واالخالقية ‪ ,‬ولم تعن بالبحث والتجديد في المنطق ‪ ,‬وذالك‬
‫‪ .‬الن رجال هذه المدارس قد اكتفوا بما كتبه أرسطوا في هذه الناحية‬
‫انتقلت هذه التعاليم كلها من ‪ " :‬الهية وطبيعة واخالقية ‪ ,‬ومنطقية الى بالد‬
‫السوريان في المدارس التي أنشأها هؤالء في ‪ :‬الرها زنصيبين ‪ ,‬وحران‬
‫واستمر المنطق وغيره من العلوم الذي يدرس في هذه المدارس الى ان‬
‫فتحها المسلمون ‪ ,‬واختلط بسكانها من اليهود والمسيحين والمجوس ودأرت‬
‫بيهم وبين المسلمين المناقشات والمجادالت الدينية ‪ ,‬وقد وجد المسلمون‬
‫انفسهم اتهم امتم اناس اكثر قوة منهم في اسلوب الحجاج والمناقشة النهم‬
‫ارسطو‬ ‫يستخدمون قوانين المنطق وقواعده في سوق البراهين القوية ‪ ,‬واالقسبة‬
‫‪ .‬الجدلية‬
‫يمنطق ارسطوـا مـا ‪,‬‬ ‫يس فـــ‬‫كــما اتـهـ لـــ‬ ‫ولما كثر الزنادقة والملحدون في البالد‬
‫مس‬ ‫خاــف لاــتعـلاــيم اـالسالمـىة وـالـ يـــ‬
‫يـــ ل‬ ‫االسالمية ‪ ,‬وكثر النزاع والخالف بينهم‬
‫بــــاـن صـورـهـ‬‫يئ ل‬ ‫ي شـ ‪.‬‬ ‫لاــغقيدة الـديـنية فـــ‬ ‫وبين المسلمين ووجد المسـلمون‬
‫لدفاـع عن لاــحق‬ ‫ـشكاــهـ ص ـلاــحة لـــ‬
‫وـأ ل‬ ‫انفسهم انهم بحاجة الى ان يستخدموا‬
‫ذاــك نـرـى‬
‫وـلاــباطلعلىحد سوـاء ‪ .‬لــ ل‬ ‫المنطق في حجاجهم ومنقاشتهم امر‬
‫لاــمسـلمين قـد عنوا عناية عناية كــبيرـة‬ ‫الخليفة ابو جعفر المنصور بترجمة‬
‫منطق‬
‫بــــ‬
‫لاــ‬ ‫‪.‬‬ ‫المنطق الى اللغة العربية ‪ ,‬وكاف عبد‬
‫غير أن المنطق الذي اشتغل به‬ ‫الله ابن القفع بنقل كتب المنطق من‬
‫المسـلمون والفوا فيه المؤلفات الكثيرة هو‬ ‫اللسان السـورياني واللغة اليونانية الى‬
‫المنطق الصوري ‪ ( :‬منطق ارسطوا ) ولم‬ ‫‪ .‬اللغة العربية‬
‫يزيدوا فيه شيئا ‪ ,‬اال تلك المقدمة التي‬ ‫ولم يكن هناك مفر للمسلمين من ان‬
‫الفها ( فورفـريوس الصوري ) والتي سماها‬ ‫يسـتعينوا بالمنطق االرسطي فـان جدلهم‬
‫بالمدخل الى المنطق ‪ ,‬واطلق بها العرب‬ ‫الدائم وحصومتهم المستمرة قد دفعهم‬
‫اسم (ايساغوجي) وهي في الكلية الخمسة‬ ‫كل ذالك الى البحث عن كل مقومات‬
‫‪.‬‬ ‫الحجة والبرهان‬
‫‪ :‬المنطق في عصر النهضة والعصر الحديث‬
‫ان الغريبين في ذالك الوقت ‪ ,‬لم يكونوا يعلمون عن منطق ارسطو اال‬
‫قليال الن اباء الكنيسة ورجالها من المسيحين كانوا يحرمون النظر الفلسـفي‬
‫زالبحث العقلي ظانين ان ذالك يفسد العقيدة الدينية ‪ ,‬ولكنـ هذه الحال لم‬
‫تستمر على ذالك طويال ‪ ,‬فقد بدأ الغربيون يتحررون من سيطرة رجال‬
‫الكنيسـة ‪ ,‬وخاصة بعد ان اتصلت الغرب بالشرق ولكن المنطق الذي‬
‫استغلوا به هو المنطق االرسطي ‪ ,‬المنطق الصوري ‪,‬ال سيما مباحث‬
‫‪ .‬القياس ‪ ,‬الذي احاطوه بسياج من االلفاظ الفنية والرموز االصالحية‬
‫ولكن هذا الوضع لم يستمر طويال ‪ ,‬فقد جاء عصر النهضة (نهضة العلوم ) ‪,‬‬
‫واخذ كثير من الفالسفة يوجهون النقد الى منطق ارسطوا قائلين انه منطق‬
‫شكلي ال يفيد في تقدم العلوم وانه استدالل عقيم ‪,‬ال ينفع في الكشف عن‬
‫معلومات الجديدة ‪ ,‬وهاهو (ريموس) احد مفكري القرن الخامس عشر ‪ ,‬قد‬
‫اراد ان يسـتبدل بمنطق ارسطوا ‪ ,‬منطقا اخرا ‪ ,‬ابسط منه واوضح ‪ ,‬وان كان لم‬
‫‪.‬يتمكن من اتمام عمله‬
‫على أن رجال عصر نهضة لم يأخذوا على المنطق االرسطي وانما انه عابوا‬
‫عليه كذالك انه لم يهتم بالمالحظة والتجربة ‪ ,‬وانه اهمل االستدالل‬
‫االستقرائيـ ‪ ,‬ذالك االستقراء الذي هو سبيل الوصول الىـ اكتساب المجهول‬
‫‪ ,‬والذي يوصلنا الى اكتشاف معلومات جديدة‪ ,‬ولذالك نرى بعض الفالسفة‬
‫المحدثين يدعون الى ترك المنطق االرسطي ‪ ,‬ونبذه ‪ ,‬واستبداله بمنطق‬
‫‪ .‬أخر يفيدنا في البحث البحث العلمي الجديد‬
‫وهذا الفيلسوف االنجليزي (فرنسيس بيكون )الذي يقوم على الدعوة الى منطق جديد هو منطق‬
‫االستقراء ‪ ,‬ومناهج العلوم ‪ ,‬وينقد منطق ارسطوا نقدا مرا ويقوول ‪ :‬لقد مضىزمن طويل لم يات العلماء‬
‫فيه ببحوث جديدة ‪ ,‬ولم يتقدم البحث العلمي خطوة واحدة الى االمام وذالك انما كان بسبب االعتماد‬
‫على المنطق الشكلي ‪ :‬المنطق الصوري ‪ :‬ونحن اليوم نريد ان ندرس الطبيعة ‪ :‬ونختبرها ‪ ,‬وال يمكن‬
‫ذالك بالمنطق القديم ‪ ,‬وانما يكون بالمنطق االستقرائي ‪ ,‬وبالمالحظة والتجربة ‪ :‬فاذا كنا نريد اليوم ان‬
‫ندرس الطبيعة ونعرف قوانينها فما علينا اال ان ندرسها في كتاب الطبيعة المفتوح ‪ :‬فاذا اردنا ان نعرف‬
‫حركة االفالك ‪ ,‬فال نقول كما قال ارسطو ‪ ,‬ان حركتها دائرة الن االفالك تدور ‪ ,‬والحركة الدائرية اشرف‬
‫الحركات ‪ ,‬فتكون حركة االفالك دائرية ‪ ,‬بل يجب ان نالحظ االفالك وترصدها لنعرف حركتها ‪ ,‬ومع ذالك‬
‫فال يكفي ان نالحظ الطبيعة لنعرف ما يجري فيها من احداث ‪ ,‬وانما يجب علينا كذالك ان نتوجه الى‬
‫الطبيعة ونلقي عليها االسئلة المتعددة ‪ ,‬ثم ننتظر ان تجيبنا عنها ‪ :‬وهذا يسمى في العلوم االن‬
‫بالتجربة‬

‫ولقد جاء الفالسفة المحدثون ‪ ,‬فزادوا على ابتداعه (بيكون) في المنطق ‪ ,‬ومسائل متعددة ‪ :‬فنرى‬
‫(ديكارت)وستيوراتميل) وغيرهما من فالسفة العصر الحديث ‪ ,‬يتوسعون في مباحث المنطق ويشرحون‬
‫‪ .‬طرقه ومباده‬
‫وقد يقال في هذا الصدد ‪ :‬ان ارسطو قد تكلم في االستقراء ‪ ,‬فما هو الجديد الذي اتى به (بيكون)او‬
‫(ستيوات ميل) او غيرهما ‪ ,‬والجواب عاى ذالك ان ارسطو لم يبحث االستقراء بالمعنى العلمي‬
‫الحديث وولم يتكلم فيه بمثل ما بحث وتكلم فيه هؤالء الفالسفة ‪ ,‬ولم يتوسع فيه توسعهم ‪ ,‬كما انه لم‬
‫‪ .‬يبحث كذالك مناهج العلوم بالمعنى الذي قصدوا البه ‪ ,‬واردوه منها‬
‫‪ ‬شكرا جزيال‬

You might also like