Professional Documents
Culture Documents
Tarikh Tasri'
Tarikh Tasri'
اتسعت رقعة الدولة اإلسالمية في عهد العباسيين ،واندمج فيها كثير من األمم المختلفة في عاداتها وحضارتها
ودينها وثقافتها واستتبع ذلك تفرق علماء المسلمين في أمصار الدولة اإلسالمية ،فكان يعرض لكل عالم في
جهة ما ال يعرض لغيره في جهة أخرى وذلك يقتضي تجدد أحكام لم يكن عرفها الناس ،ويستنهض همم الفقهاء
للعمل على الوصول بالناس إلى جانب الدين وتصطبغ حياتهم بصبغته ،فكان يعرض على الفقهاء في العراق
تقاليد الفرس وحوادثهم على يد اإلمام أبي حنيفة وأمثاله ،وكان يعرض على األوزاعي وأصحابه في الشام عادات
وتقاليد وأقضية ومعامالت كلها رومانية ،وكان يعرض على الليث بن سعد واإلمام الشافعي وأصحابهما خليط من
عادات مصرية ورومانية ،وقد ظهر في كل إقليم بعض أحكام ال تظهر في غيره تحت تأثير العوامل االجتماعية
والفوارق اإلقليمية فشعر علماء كل جهة بالحاجة إلى تعرف ما عند اآلخرين ،فكانت الرحالت العلمية بين
المشتغلين باالجتهاد والفتوى من أعالم الفقهاء فمن ذلك :رحلة ربيعة الراي من المدينة إلى العراق ،ورحلة
محمد بن الحسن من العراق إلى المدينة ،ورحالت الشافعي إلى المدينة ثم إلى العراق ثم إلى مصر ،وقد كان
من وراء تلك الرحالت وأخذ كل منهم عن اآلخر أن تقاربت وجهات النظر بينهم ،وكمل كل منهم نقصه بما عند
اآلخر ،فجاعت تأليفهم متشابهة لما استقاه كل من علم االخر
–٦اذكر مجال الجدل العلمي الذي يدور يبن العلماء في العصر العباسي
الحياة بلغ الجدل أشده واتسع مداه في هذا العصر عما سبقه من العصور ،لكثرة العلماء وارتقاء الذهن واتساع
االجتماعية عما كانت من قبل ،واالعتماد على الرأي في استنباط األحكام عند الكثير من الفقهاء واستعدادهم من المنطق
.الكثير من أساليب الجدل وطرقه
وهذه المناظرات وسعت دائرة الحركة الفقهية بما كونته من أراء اجتهادية لها قيمتها وقربت بين وجهات النظر المتباعدة
وقد تأثر التأليف في هذا العصر باألسلوب الجيلي ويظهر ذلك واضحا في كتاب األم لإلمام الشافعي وغيره من الكتب وقد
احتوى كتاب األم على عدة كتب ،منها :كتاب الرد على أبي حنيفة وابن أبي ليلي ،وكتاب سير األوزاعي وقد ساعدت
هذه الكتب المتأخرين في معرفة وجهة الراي بين أسالفهم ،واالهتداء إلى مأخذ الحكم عند كل فريق كما أفادت في نشر
روح البحث العلمي فيما بعد .فبعد أن كان الجدل أوال يقصد للوصول إلى الحق فحسب أصبح فيما بعد
يستخدم لمجرد التغلب على الغير بل اختلقوا مناظرات ونسبوها إلى األوائل من العلماء ترويجا لمذاهبهم وإجاية لداعي
العصبية المذهبية
صـ لاـعباسي–7
يـ لاـع ر
وـطرقـاهـ فـ دتـوـين لاـسنة لاـتدوـين؟ وبـينعنأثر وائد
تدوـين وـما فــ
بــ
لاـ ملـاـمرـاد !
أوال :تدوين الفقه مختلطا باألحاديث واألثار وأقوال الصحابة والتابعين .فأنه جمع فيه ما صح عنده من أحاديث
رسول الله وأثارالصحابة والتابعين وعمل أهل المدينة باإلدافة إلى فتاويه ,وإستنباطه.
• أمثلة الكتب التي نهجت هذه المنهج
كتاب الموطأ إلمام مالك.
كتاب الجامع الكبير لسفيان الثوري.
ثانيا :تدوين الفقه مجردا عن األحاديث واألثار مرتبا على أبواب الفقه
• أمثلة الكتب التي نهجت هذه المنهج
كتاب أحكام النظام المالي واإلداري للدولة اإلسالمية ألبو يوسف.
كتب محمد بن الحسن الشيباني الستة المدونة في الفقه المالكي
ثالثا :تدوين األحكام الفقهية مع أدلتها ,ثم مقارنتها باآلراء المختلفة في المذاهب األخرى .وهذه كتب تعرف
بكتب الفقه المقارن أو كتب الخالف.
• أمثلة الكتب
كتاب بداية المجتهد البن رشد المالكي
كتاب المغني البن قدامة الحنبلي
كتاب المبسوط للسرخسي الحنفي
كتاب بدائع الصنائع للكساني الحنفي
–9اذكر مناهج المفسرين في تدوين كتب التفاسير في العصر العباس
المنهج األول :يعتمد أصحابه في تفسير هم اآليات القرأن الكريم على ما ورد عن النبي صل الله عليه
وسلم أو أثار عن أحد أصحابه وال يخرجون عن ذلك ,فاآلية تفسير بحديث أو أثر أو يستعان في تفسيرها
بمعنى الحديث أو األثار.
المنهج الثاني :ال يجد صحابه حرجا في أن يفسر القرأن الكريم بإجتهاده معتمدا على درايته باللغة
العربية وأساليبها وما يتصل بذلك من العلم بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
وهناك الكتب التي يشتمل على هذان منهجين ,كتفسير إبن جرير
الله أعلم