‫مقياس فلسفة القانون‬

‫محاضرات موجهة لطلبة السنة األولى ليسانس حقوق‬

‫األستاذة‪/‬بوعمرة اسيا‬
‫‪2020/2021‬‬
 ‫المحاضرة ‪ :2‬المبحث الثاني ‪:‬النظرية الصافية للقانون –كلسن‪-‬‬
‫‪:‬المطلب األول‪ :‬تعريف النظرية‬
‫الصافية للقانون يقوم على أساس أن علم القانون‬‫مسمىالنظرية ّ‬
‫ّ‬ ‫تزعمها الفقيه النمساوي كلسن‪ ،‬حيث شكّل مذهبا تحت‬
‫مجردا من من االعتبارات والضوابط األخرى التي هي من اختصاص علوم أخرى‬ ‫اإلنساني ّ‬
‫ّ‬ ‫يجب أن يقتصر على دراسـة السلوك‬
‫كاالقتصاد والسياسة وغيرهما‪.‬‬
‫ان النظرية الصافية للقانون هي نظرية تبحث في تحديد ماهية القانون وكيف ينشأ ‪،‬ومما يتكون‪.‬‬
‫فهي نظرية ال تصدر أحكاما على القانون‪ ،‬وتقوم على األسس التالية‪:‬‬
‫‪/1‬استبعاد جميع العوامل األخرى‪:‬‬
‫يرى كلسن بوجوب استبعاد كافة العوامل غير القانونية كالعوامل االجتماعية واالقتصادية والمبادئ األخالقية‬
‫والمفاهيم السياسيّة‪.‬‬
‫صح ة صدور القانون من الهيئة أو الشخص صاحب االختصاص والتحقق من‬ ‫كما يرى أنّه يجب البحث عن ّ‬
‫مدى اتباعه كما حددته السلطة المختصة دون البحث ان كان عادال أم ال‪ ،‬متفقا مع المصلحة العامة أم ال‪،‬‬
‫وأن البحث في أسباب نشأة القواعد من اختصاص علماء االجتماع والسياسة فالتاريخ ‪،‬فالقانون حسب‬
‫ويتكون من قواعد عامة‪ ،‬و أخرى فرديّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كلسن هو ضوابط قانونية‪،‬‬
 ‫‪ /2‬وحدة النظام القانوني ‪- :‬الدّولة هي تشخيص للنظام القانوني القائم‪-‬‬
‫القانون‪.‬‬ ‫أن القانون ليس تعبيرا عن إرادة ال ّدولة‪ ،‬وليس ال ّدولة صانعة القانون ‪،‬بل القانون هو ال ّدولة وال ّدولة هي‬
‫ذلك ّ‬
‫فالقانون هو مجموعة إرادات في شكل هرم ّي‪ ،‬كل قاعدة قانونية تستمد شرعيتها وفعاليتها من القاعدة األعلى منها‪.‬‬
‫إن القانون يتد ّرج انطالقا من األوامر الفرديّة أو القرارات وصوال الى الدستور الذي هو النهاية الحتميّة لهذه القواعد‪.‬‬
‫يرى كلسن أنه ال وجود لنظام قانوني االّ بوجود جهات مركزيّة مختصة بالتعبير عن القواعد القانونيّة وتطبيقها على سبيل اإللزام‪.‬‬
‫يدرج كلسن في نظامه القانون ّي الهرم ّي جميع الضوابط القانونيّة سواء كانت تتعلّق بالنّشاط الخاص باألفراد أو النّشاط اإلداري أو‬
‫باستعمال الق ّوة الجبريّة كعمل المحضر القضائي الذي يعبّر عن إرادة ال ّدولة‪.‬‬
 ‫‪/3‬عدم االعتراف بالحقوق الفرديّة‪:‬‬
‫يرفض كلسن اعتبار فكرة حقوق االنسان على أساس أنها نظرية غير علميّة‪ ،‬فال وجود‬
‫لقواعد قانونية من جهة وحقوق خاصة من الناحية األخرى‪ ،‬إنما الواقع هو وجود قواعد‬
‫قانونية تتدرج تبعا لقوتها‪ ،‬ومنه فالقاعدة المعمول بها هي وحدة القانون وعدم جواز‬
‫تقسيمه الى عام وخاص‪ .‬فالدولة ليست شخص معنوي بل هي مجموعة من القواعد‬
‫القانونية وفق تدرج تسلسلي يبدأ من األوامر الفردية أو القرارات وصوال إلى الدستور الذي‬
‫هو النهاية الحتمية والسامية لهذه القواعد‪ ،‬أي الدستور وما يتفرع عنه من قواعد قانونية‬
‫هي الدولة‪.‬‬
 ‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيقات نظرية كلسن‬

‫دستوري‬ ‫أوال ‪:‬على القانون ال ّ‬

‫ماها القاعدة األساسيّة‪ ،‬قد يكون‬ ‫د منها الدستور شرعيّة س ّ‬ ‫اضطر كلسن الى‪ #‬القول بوجود قاعدة عليا يستم ّ‬
‫مصدرها تطور الجماعة التاريخي أو نتيجة ثورة اجتماعيّة‪ ،‬وهي قاعدة‪ #‬افتراضيّة ال يمكن البحث عن أساس‬
‫د‪،‬‬
‫متها عند هذا الح ّ‬
‫دستور‪ ،‬وتقف مه ّ‬ ‫ي يمنح االختصاص الى أوّل جهة تقوم بوضع ال ّ‬ ‫وجودها‪ ،‬فهي ضابط شكل ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي الوضع ّ‬ ‫فهي ال تعتبر جزءا من النظام القانون ّ‬
‫دا أدنى من التأييد وأن تستند الى‬ ‫هذه القاعدة االفتراضية يمكن أن تستند الى القوّة‪ ،‬غير أنّها يجب أن تجد ح ّ‬
‫ي‪ #‬يجعل األشخاص ملزمين بطاعة القانون‪.‬‬ ‫نظام قانون ّ‬
‫دولي‬ ‫ثانيا ‪:‬على القانون ال ّ‬
‫ن سيادة القانون الوطني تجعل كل دولة ال تعترف اال ّ بقاعدتها األساسيّة‪ ،‬وتنظر الى النظم‬
‫يرى كلسن أ ّ‬
‫األخرى باعتبارها نظما قانونية ثانوية‪ ،‬وهو ما يستوجب وجود قاعدة مشتركة تعطى لها األولويّة على‬
‫ي نظام‬‫أساس كونها تجسيد لمبدأ المساواة بين الدول‪ ،‬الذي هو أسمى من القاعدة األساسية أل ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫قانون ّ‬
 ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم نظرية كلسن‬
‫‪ :‬ومن أهم النتائج المترتبة على هذا المذهب هي‬

‫سلطان لق‪V‬ا‪VV‬انون *‬‫قيد لا‪VV‬دولة ب‪VVV‬‬ ‫ين ا‪V‬عتبار لق‪V‬ا‪VV‬انونإرادة لا‪VV‬دولة وبين ض‪V‬رورة ت‪VVV‬‬ ‫رفع‪ V‬لا‪VV‬تناقض ب‪VVV‬‬
‫قسيمه‪ V‬لإ‪VV‬ى ق‪VV‬انون ع‪V‬ام‪ V‬وخاص‪.‬‬ ‫*وحدة لا‪VV‬قانونوعدم‪ V‬ج‪V‬واز ت‪VVV‬‬
‫لا;;نقد لا;;موجه; ل;كلسنهو ‪:‬‬
‫* أ‪V‬نه‪ V‬ي‪VV‬خفيمشكلة أ‪V‬ساس لق‪V‬ا‪VV‬انون( لم‪ V‬ي‪VV‬تمكنمن إ‪V‬سناد لا‪VV‬دستور لإ‪VV‬ى ق‪VV‬اعدة أ‪V‬علىمنه‪.)V‬‬
‫قيد س‪V‬لطة لا‪VV‬دولة)‪.‬‬ ‫نصعلىوجوب ت‪VVV‬‬ ‫* دمج لا‪VV‬دولة ف‪VV‬ي‪ V‬لق‪V‬ا‪VV‬انون( أ‪V‬غلب لا‪VV‬دساتير ت‪VVV‬‬
‫‪ -‬لا‪VV‬تشريع‪ V‬لا‪VV‬مصدر لا‪VV‬وحيد‪.‬‬
‫دولي‬
‫‪ -‬أ‪V‬قفل ق‪VV‬وا‪V‬عد لق‪V‬ا‪VV‬انون لا‪. VV‬‬
‫ردية‪.‬‬‫وجود ق‪VV‬وا‪V‬عد ق‪VV‬انونية ف‪VVV‬‬ ‫‪ -‬لق‪V‬ا‪VV‬ول ب‪VVV‬‬
‫وا‪VV‬ع‪V‬وا‪V‬ملغير لا‪VV‬قانونية‬‫ل‬ ‫جريد لا‪VV‬قانونمن ك‪V‬افة لا‪VV‬عناصر‬ ‫‪ - .‬ت‪VVV‬‬
 ‫خالصة نظرية كلسن‬

‫وفقا لكلسن يجب أن يقتصر علم القانون على دراسة السلوك‬

‫اإلنساني مجرد من االعتبارات والضوابط األخرى التي هي من‬
‫اختصاص علوم أخرى كعلم االقتصاد والسياسة …إلخ فالنظرية‬
‫الصافية للقانون تبحث في تحديد ما هو القانون وكيف يتكون غير‬
‫مبالية بما يجب أن يكون عليه‪.‬‬