You are on page 1of 23

‫إعجاز القرآن الكريم‬

‫محي الدين هاشم‬


‫القرآن معجزة عقلية خالدة‬
‫ّ‬
‫• والقرآن كالم هللا املنزل على نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم هو املعجزة العظمى‪ ،‬الباقية‬
‫الخالدة على مرور األزمان‪ ،‬املعجز لكل األجيال إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫• فالقرآن هو أكبر املعجزات وأهمها إذ بدونه ال تصدق بقية املعجزات‪ .‬وذلك ألن بقية‬
‫املعجزات حسية وقد انتهت أوقاتها بوفاة األنبياء وال تصدق إال بورودها في القرآن أو في‬
‫األحاديث الصحيحة املروية من النبي محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫تعريف إعجاز القرآن‬
‫• إعجاز القرآن لغة‬
‫َ‬
‫أعجز‪ُ ،‬ي َعج^ز ‪ ،‬إعجا ًزا ‪ ،‬فهو‬ ‫اإلعجاز‪[ :‬أ^ع ج ز]‪ ( .‬فع^ل َ ‪ :‬رباع^ي الزم متع^د بحرف) َ مص^در‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُم ْع ^ج ز )‪ ‬اس^^م فاع^^ل ^م ن أ ْع َج َز)‪ ،‬واملفعول ُم ْع َجز‪ .‬أ ْع َج َ‬
‫قاد ٍر‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ا‬
‫ز‬ ‫عاج‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫‪:‬‬ ‫^‬ ‫ن‬ ‫ه‪ ‬فال‬‫ز‬ ‫ِ‬ ‫ََ ِ‬
‫عل ْي ِه‪.‬‬
‫• إعجاز القرآن اصطالحا‬
‫إذا كان هذا معن^^ى اإلعجاز‪ ،‬فبإضافت^^ه إل^ى القرآ^ن حي^ث يتكون مص^طلح "إعجاز القرآن"‪،‬‬
‫يراد به إثبات القرآ^ن عجز اإلنس عن اإلتيان بم^ا تحداه^م به‪ ،‬وه^و أ^ن يأتوا بمثله أو بشيء‬
‫من مثله‪ ‬أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على اإلتيان بمثله‪.‬‬
‫وعل^م إعجاز القرآ^ن ه^و عل^م يبح^ث ع^ن حقائ^ق الت^ي تثب^ت بكون القرآ^ن معجزة من خالل‬
‫نصوصه‪.‬‬
‫أهمية إعجاز القرآن‬
‫• إعجاز القرآ^ن ل^ه أهمي^ة ك^بيرة لك^ل مس^^لم ألن^ه دلي^ل واض^ح عل^ى أس^س اإليمان مثل النبوة‬
‫والرسالة ‪ ،‬ولذا يجب إقامة الدليل على إعجاز القرآن‪ ،‬وإثبات ذلك باألدلة والشواهد‪.‬‬
‫مراحل التحدي في القرآن‬
‫والجن‬ ‫^س‬ ‫^‬ ‫ن‬ ‫اإل‬ ‫^ن‬ ‫^‬ ‫م‬ ‫^م‬ ‫^‬ ‫ه‬‫غير‬ ‫• تحداه**م بالقرآ**ن كل**ه ف^^ي أس^^لوب عام يتناول العرب ويتناول‬
‫اج َت َم َع ِت* اإل ْنسُ‬ ‫مجتمعين‪ ،‬كما أخبرنا هللا ﷻ في كتابه‪ُ ﴿ :‬ق ْل َلئن ْ‬ ‫َ‬ ‫طاقتهم‬ ‫على‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ّ ًّ َ ْ‬
‫ظ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫تحد‬
‫َ ْ ًِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُْ َ ْ َ َ َ َ ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ض ظ ِهيرا﴾‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وال ِجن على أن يأتوا ِب ِمث ِل هذا القر ِآن ال يأتون ِب ِمث ِل ِه ولو كان بعضهم ِلبع‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َن ْ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫تحداه*م ِبع َش ِر س*و ٍر من*ه كم^^ا جاء ف^ َ^ي قول^^ه ﷻ‪﴿ :‬أم* يقولو * افتراه*‪ ،‬قل فأت َوا ِبع* َّش ِر‬ ‫*م‬‫ث‬ ‫•‬
‫ص *ادق ْي َن فإ ْن * لمْ‬ ‫س* َ*ور ّم ْثله * ُم ْفت َرَيات * َو ْاد ُع ْوا َمن * ا ْس * َتط ْع ُت ْم م ْن * ُد ْون * هللا * إ ْن * ُك ْن ُت ْم * َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ ٍ ْ ِ ُ ِْ ِ َ ُ ْ َ ْ ٍ َ ُ ْ َ َّ َ ُ ْ ِ َ ْ‬
‫يست ِجيبوا لكم فاعلموا أنما أن ِزل ِب ِعل ِم ِ‬
‫هللا﴾‬
‫َّ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُُْ‬
‫واحدة من*ه كم^ا جاء ف^ي قول^ه ﷻ‪﴿ :‬و ِإ َّن* كنتم* ِ*ف ي ري ٍب* ِم *م ا نزل َن*ا ع َلى‬ ‫ة‬ ‫تحداْه*م بس*ور‬ ‫*م‬‫ث‬ ‫•‬
‫ص*ادق َين فإ ْن* لمْ‬ ‫َع ْبد َن*ا َفأ ُتوا ب ُس*و َرة م ْن* م ْثله* َو ْاد ُعوا ُش َه َد َاء ُك ْم* م ْن* ُدون* الله* إ ْن* ُك ْن ُت ْم* َ‬
‫ِ‬ ‫ْ ِ َ ِ ُ ِ ُ َّ ْ ْ َ ِ َِ‬ ‫ُ ُ َ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ِ ُ َ ْ َ ِ ْ ُ ٍ َ ِ َّ ُ ِ ِ ِ‬
‫اس َوال ِحجا َرة أ ِعدت ِللكا ِف ِرين﴾‪.‬‬ ‫تف َعلوا َولن تف َعلوا فاتقوا الن َار التي َوقودها الن ُ‬
‫ِ‬
‫وجوه إعجاز القرآن‬
‫• فالقرآ**ن معج**ز ف*ي ألفاظ**ه وأس**لوبه‪ ،‬والحرف الواح^^د من^^ه ف^^ي موضع^^ه من اإلعجاز الذي ال‬
‫يغن^^ي عن^^ه غيره ف^^ي تماس^^ك الكلم^^ة‪ ،‬والكلم^^ة ف^^ي موضعه^^ا م^^ن اإلعجاز ف^^ي تماس^^ك الجملة‪،‬‬
‫والجملة في موضعها من اإلعجاز في تماسك اآلية‪.‬‬
‫• وه*و معج*ز ف*ي بيان*ه ونظم*ه‪ ،‬يج^د في^ه القارئ ص^ورة حي^ة للحياة اإلنس^انية والكون واإلنسان‬
‫وهو معجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة اإلنسانية ورسالتها في الوجود‪.‬‬
‫ً‬
‫• وهو معجز بعلومه ومعارفه التي أثبت العلم الحديث كثيرا من حقائقها املغيبة‪.‬‬
‫• وه**و معج**ز ف**ي تشريع**ه وص**يانته لحقوق اإلنس**ان وتكوي^^ن مجتم^^ع مثال^^ي تس^^عد الدني^^ا على‬
‫يديه‪.‬‬
‫اإلعجاز البياني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫• هو "تالؤم أو توافق األلفاظ مع معانيها تالؤما محكما في الداللة واملوقف والس^ياق‪ ،‬وبشكل‬
‫معج^^ز يتحدى بنظمه^^ا البشري^^ة كله^^ا أ^^ن يأتوا بمثله‪ ".‬فألفاظ القرآ^^ن تتالء^^م م^^ع داللتها‬
‫ومعانيها ملناسبة موقف وسياق معين‪.‬‬
‫• ال شك أن إعجاز القرآن البياني ونظمه البديع هو أهم وجوه اإلعجاز في القرآن الكريم‪ ،‬بل‬
‫إننا لو لم نثبت الوجوه األخرى إلعجازه لكفى العقالء واملنصفين بهذا الوجه‪.‬‬
‫• أمثلة لإلعجاز البياني في القرآن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ ٌ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ٌ َ‬
‫• أوال‪ :‬قوله تعالى‪{:‬هن ِلباس لكم وأنتم ِلباس لهن} البقرة ‪187 :2‬‬
‫^بيه ووج^^ه ّ^‬
‫الشب^ه‪ ،‬وه^^و تشبيه‬ ‫^‬‫ش‬ ‫الت‬ ‫أداة‬ ‫^ه‬
‫^‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫^ت‬‫^‬ ‫ف‬‫ذ‬ ‫الشرح‪ :‬ف^^ي اآلي^^ة التش**بيه البلي**غ وه^^و م^^ا ُ‬
‫ح‬
‫واملشبه به) وفي^ه ّادعاء أنّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤك د ومجمل‪ .‬وفي التشبيه البليغ يذكر طرفا التشبيه فقط (املشبهّ‬
‫املشبه ب^ه في الصفة املشتركة بينهم^ا وهذه هي املبالغ^ة في قوة التشبيه‪ .‬ففي اآلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املشب^ه يساوي‬
‫شبهت الزوجات باللباس الشتراكهما في الحماية‪ .‬وكذلك األزواج بالنسبة لهن‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تاب أنز ُ‬
‫ٌ‬
‫لمات إلى النو ِر} سورة إبراهيم ‪1‬‬
‫ِ‬ ‫الظ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫الناس‬ ‫خرج‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إليك‬ ‫لناه‬ ‫• ثانيا‪ :‬قوله تعالى‪ِ {:‬ك‬
‫الشرح‪ :‬في اآلية االستعارة وهي نقل اللفظ من معناه الذي ُعرف به و ُوضع له‪ ،‬إلى معنى آخر لم‬
‫يعرف ب^^ه م^^ن قبل‪ .‬فف^^ي اآلي^^ة اس^^تعارتان ف^^ي لفظ^^ي‪ :‬الظلمات والنور‪ ،‬أل^^ن املراد الحقيقي دون‬
‫مجازهم^ا اللغوي ه^و‪ :‬الضالل والهدى‪ ،‬أل^ن املراد إخراج الناس م^ن الضالل إل^ى الهدى‪ ،‬فاستعير‬
‫للضالل لفظ الظلمات‪ ،‬وللهدى لفظ النور‪ ،‬لعالقة املشابهة ما بين الضالل والظلمات‪.‬‬
‫اإلعجاز التشريعي‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫• واملراد باإلعجاز التشريع^ي تشريعات^ القرآ^ن الكري^م ونظم^ه ومناهج^ه واملبادئ^ الت^^ي قررها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والقي ُم^ الت^ي دع^ا إليه^ا‪ ،‬واألس ُ‬
‫^س الت^ي أرُس^اها‪ ،‬والهداية^ َالت^ي هدف إليها‪ .‬لق^د تضم^ن القرآن‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫الكري^^م تشريعا ٍت^ ومناه َج^ ومباد َئ^ ونظما‪ ،‬شملت^ كافة^ الحياة‪ ،‬س^^واء حياة الفرد أو حياة‬
‫ٌ‬
‫^واء الجان^^ب العقيدي‪ ،‬أ^^و العبادي أ^^و األخالق^^ي أ^^و االجتماع^^ي‪ ،‬أ^^و اإلقتص^^ادي أو‬‫املجتم^^ع وس^ ٌ‬
‫السياسي أو الدولي أو الدستوري أو العسكري أو غير ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫• ولدى املقارن^^ة بي^^ن م^^ا أقره القرآ^^ن م^^ن املبادئ والتشريعات ف^^ي تل^^ك املجاالت والجوانب‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املختلف^ة‪ ،‬وبي^ن م^ا َّ‬
‫أقرت^ه البشرية^ ف^ي تاريخه^ا الطوي^ل^‪ ،‬بم^ا أبتدع^ه عقول^ عبقريته^ا ومفكريها‬
‫قُ‬
‫وعلمائه^ا‪ ،‬يظه^ر الفر ^ البعي^د م^ا بي^ن تشريعات القرآ^ن الكري^م وتشريعات البش^ر‪ ،‬وم^ن ذلك‬
‫َّ ُ‬
‫نتعرف على اإلعجاز التشريعي في القرآن‪.‬‬
‫• ومن الخصائص التي تميزت بها الشريعة اإلسالمية ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إلهي^^ة املص^^در فتميز ْت ^ ع^^ن القواني^^ن الوضعي^^ة بخلوه^^ا م^^ن النقص‪ ،‬والجور‪ ،‬والهوى‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫حيث ِإن مش ِرعها هو هللا الذي له الكمال املطلق‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ب‪-‬محفوظة عن التبديل‪ ،‬والتغير‪ ،‬وذلك لكونها الشريعة الخاتمة فتكفل هللا بحفظها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ث‪-‬شامل^^ة ً لك^^ل شئون الحياة‪ ،‬حي^^ث تعاي^^ش اإلنس^^ان جنينا‪ ،‬وطفال‪ ،‬وشابا‪ ،‬وشيخا‪ ،‬ثم‬
‫تكرمه ميتا‪ ،‬وتنظم انتقال تركته إلى من بعده‪.‬‬
‫ح‪-‬حاكم^^ة عل^^ى ك^^ل تص^^رف م^^ن تص^^رفات اإلنس^^ان ف^^ي هذه املراح^^ل كله^^ا‪ ،‬بالوجوب‪ ،‬أو‬
‫الحرم^ة‪ ،‬أ^و الكراه^ة‪ ،‬أ^و الندب‪ ،‬أ^و االباح^ة‪ ،‬وف^ى ك^ل مجاالت الحياة م^ن عملي^ة‪ ،‬وعقائدية‪،‬‬
‫وأخالقية‪.‬‬
‫ْ‬
‫د‪-‬واقعي^ة‪ ،‬حي^ث راعت^ ك^ل جوان^ب اإلنس^ان البدني^ة‪ ،‬والروحي^ة الفردي^ة‪ ،‬والجماعي^ة‪ ،‬كما‬
‫راعت التدرج في مجال التربية‪.‬‬
‫د‪-‬صالحيتها لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫ُ‬
‫ز‪-‬الجزاء في الشريعة اإلسالمية دنيوى وأخروى‪.‬‬
‫محفوظة ْبأمر‬
‫َ‬ ‫^ي‬‫ه‬‫و‬ ‫^ل‪،‬‬ ‫ب‬‫ق‬ ‫من‬ ‫ائع‬‫ر‬ ‫الش‬ ‫^ع‬‫ي‬ ‫لجم‬ ‫^خة‬ ‫س‬ ‫نا‬ ‫‪،‬‬ ‫^المية‬ ‫س‬ ‫اإل‬ ‫^ة‬ ‫ع‬‫الشري‬ ‫تبقى‬ ‫األمر‬ ‫نهاية‬ ‫^ي‬
‫ف‬ ‫و‬
‫َْْ َ ْ َ ُ‬
‫التعدي^^ل‪ ،‬أ^^و غيره‪ً ،‬حي^^ث قال ﷻ‪﴿ :‬اليوم* أكملت‬ ‫َ‬ ‫^ص‪ ،‬وال التحري^^ف‪ ،‬أ^^و‬ ‫َ‬ ‫َهللا^^‪ ،‬ال يعتريه^ َ^ا النق^‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َُ ْ َ َْ ْ ُ َ ُْ‬
‫اإلس*الم ِدينا﴾‪ .‬وقال ع^ز وْج^ل^ ف^ي محكم‬ ‫ِ‬ ‫ت* َ لكم*‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫*‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫*‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫*‬‫ت‬ ‫م‬‫م‬ ‫ت‬‫أ‬‫و‬ ‫*‬‫م‬ ‫ك‬‫ين‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫*‬‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً َ ْ َُْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ََْ َ‬
‫اس ِرين﴾‪.‬‬‫اآلخر ِة ِمن الخ ِ‬
‫الم ِدينا فلن يقبل ِمنه وهو ِفي ِ‬ ‫األس ِ‬ ‫كتابه الكريم‪﴿ :‬ومن يبت ِغ غير ِ‬
‫• أمثلة لإلعجاز التشريعي في القرآن‪:‬‬
‫َ َُْ‬ ‫َََّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُ ْ‬
‫س* وب ِينا َ ٍت* ِمن اله َدى‬ ‫ِ‬ ‫أوال‪َ :‬قول^^ه َتعال^^ى‪{ :‬شهر رمضان* ال ِذ َ ْي أن ِزل* ِفي ِه* َالقرآن* هدى َ ِللن َا‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ ً ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬
‫يض ْا أو ع *لى َس*ف ٍر ف ِع َّدة* ِم َن* أي ٍام‬‫ُوالفرقا ِن* ف َّمن* ش ِهد ْ ِمنكم* اَلالشهر فليص*م ْه ومن* كان* م ُ ِر *‬
‫أ َخ َر ُير ُيد الل ُه* ب ُك ُم* ال ُي ْس* َر َو ُير ُيد ب ُك ُم* ال ُع ْس* َر َول ُت ْكملوا الع َّد َة* َول ُتك ّب ُروا الل َه* َع *ل ى ماَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ ُ ْ ِ َ َ َ َّ ُ ْ ِ َ ْ ُ ُ و َ‬
‫هداكم ولعلكم تشكر ن} البقرة ‪185‬‬
‫الشرح‪ :‬فف^ي الآلي^ة مظه^ر اليس^ر‪ .‬فلم^ن ال يقدر عل^ى ص^وم رمضان لعذر شرع^ي فله اإلفطار‬
‫مع قضاءه بعد ذلك‪ .‬فاهلل ما جعل لعباده في الدين من حرج‬
‫ْ‬ ‫ُ َ ْ ََ ُ ْ َ َ َ َ َ ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهدوا ِ*ف ي الل ِه* ح *ق ِجه ِاد ِه* هو اجتباكم* و *م ا جعل* عليكم* ِفي‬‫ك ّم^^ا قال ْ ف^^ي َ آي^^ة أخرى‪{ :‬وج ِ‬
‫الد ِين ِمن ح َر ٍج}الحج ‪78‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ ْ ً َّ‬
‫وقال تعالى {ال يك ِلف الله نفسا ِإال وسعها}البقرة ‪.286‬‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫•‬
‫اس أن‬‫الله يأ َّمر َكم* ُأ ُن ْ تؤدوا َّاألمَّ َانا َ ِت* َ ِإلىَ أه ِل ًها َو ِإذا ً حكمتم بين الن ِ‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫{‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫ْ َ ْ َّ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫تحكموا ِبالع*د ِل ِإن الله ِن ِعما ي ِعظكم ِب ِه ِإن الله كان س ِميعا ب ِصيرا} النساء ‪58‬‬
‫الشرح‪ :‬تتض^ح أهمي^ة العدل ف^ي اإلس^الم ف^ي كون^ه ص^فة م^ن ص^فات هللا^ تعال^ى‪ُ ،‬وي ُّ‬
‫عد العدلُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫م^^ن القي^^م األس^^اسية الت^^ي َح ^ث عليه^^ا القرآن^‪ ،‬وكرره^^ا ف^^ي العدي^^د م^^ن آيات^^ه وس^^وره‪ ،‬ولقد‬
‫فرض هللا^ العدل عل^ى املس^لمين ليشم^ل ك^ل شي^ئ ف^ي حياته^م ابتدا ًء^ م^ن العدل ف^ي الحك^م إلى‬
‫الشهادة‪ ،‬ومعامل^ة األس^رة والزوج^ة‪ ،‬وجمي^ع الناس حت^ى األعداء والخص^وم‪ .‬فاآلية املذكورة‬
‫خير دليل على ذلك‪.‬‬
‫فاإلسالم هو الدين الوحيد الذي ارتضاه هللا لعباده‪ .‬وهو الدين الذي يعود علينا بالسعادة‬
‫في الدارين‪.‬‬
‫اإلعجاز الغيبي‬
‫أنباء الغي^ب وأخباره الت^ي أورده^ا القرآ^ن الكري^م‪ ،‬حيث‬ ‫• واملراد باإلعجاز الغي^بي ف^ي القرآ^ن هو ُ‬
‫اشتم^^ل القرآ^^ن عل^^ى كثي^^ر م^^ن أنباء الغي^^ب في^^ه‪ ،‬وإدرا ُك^ هذا الوج^^ه من وجوه اإلعجاز ال‬
‫يخية‪ ،‬وهذا‬‫ذو ٍق^ بيان^^ي وثقاف ٍة^ َ أدبي ٍة^ لغوي^^ة‪ ،‬إنم^^ا يحتاج إل^^ى ثقاف ٍة^ علمي ٍة^ تار ٍ‬ ‫َّ‬
‫يحتاج إل^^ى‬
‫العرب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يمكن أن تتوفر لدى العرب وغي ِر‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫• وأنباء الغي^ب ف^ي القرآ^ن تدل عل^ى مص^دره‪ ،‬وأن^ه م^ن عن^د هللا^ ال م^ن تألي^ف محم^د ص^لى هللا‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫عليه وسلم ألنه ال سبيل له وال لقومه بتلك األخبار‪ ،‬وال بمعرفتها وتحصيلها‪.‬‬
‫الطوي^^ل‪ُ ،‬قال هللا ﷻ‪:‬‬ ‫^ر‬‫^‬‫ي‬ ‫والتفك‬ ‫^ل‬‫^‬‫ق‬ ‫الع‬
‫ْ َ ْ َ َّ َّ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬ ‫^ق‬ ‫^‬‫ي‬ ‫طر‬ ‫^ن‬ ‫^‬‫ع‬ ‫^ه‬ ‫^‬‫ي‬ ‫عل‬ ‫^تدالل‬
‫َّ َ َ َ َ‬ ‫^‬‫س‬ ‫اال‬ ‫^ن‬‫^‬‫ك‬ ‫يم‬ ‫ال‬ ‫^ب‬ ‫^‬‫ي‬ ‫الغ‬
‫ُ َّ َ ْ َ‬ ‫^م‬‫^‬‫ل‬ ‫فع‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫شعرون* أيان يبعثون‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫﴾‪.‬وقال‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ٌ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫*‬ ‫و‬ ‫*‬
‫ه‬ ‫الل‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫*‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫*‬
‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫األ‬‫و‬ ‫ات‬‫ِ‬
‫َّ َّ َ َ ُ ْ ُ َّ َ َ ُ َ ّ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬‫او‬ ‫م‬ ‫*‬
‫س‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫*‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫*‬ ‫*‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫*‬ ‫﴿‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﷻ‪ِ ﴿ :‬إ *ن َ الله* ِعنده* ِعلم* الس* َاع ِة َ وين ِزل* الغيث* وي َّعلم* *ما ِ*في األرحا ِم* و *ما تد ِري نفس ماذا‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ ُ ً َ َ َ ْ َ ْ ٌ ّ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ٌ َ‬
‫ض تموت ِإن الله ع ِليم خ ِبير﴾‪.‬‬ ‫ي أر ٍ‬ ‫تك ِسب غدا وما تد ِري نفس ِبأ ِ‬
‫• أمثلة لإلعجاز الغيبي في القرآن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قال تعال^^ى‪َ { :‬ذل َك* م ْن* َأ َنباء ْال َغ ْيب* ُنوحيه* إ َلي َك* َو َ*م ا ُكن َت* َل َد ْيه ْم* إ ْذ ُي ْل ُقون َأ ْق َال َم ُهمْ‬
‫ِ ِ‬ ‫َ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َِ ُ ِ َ َ َ ْ ْ ْ َ ِ ْ َ ِ ُ ِ َ ِ‬
‫أيهم يكفل مريم وما كنت لدي ِهم ِإذ يخت ِصمون} آل عمران ‪44‬‬
‫الشرح‪ :‬هذه اآلي^ة جاء^ت ف^ي ختام قص^ة مري^م عليه^ا الس^الم حي^ث م^ن املس^تحيل أ^ن يحصل‬
‫نبين^^ا محم^^د ص^^لى هللا^ علي^^ه وس^^لم عل^^ى تفص^^يالت هذه القص^^ة القديم^^ة إال م^^ن عند هللا‪.‬‬
‫فأطلق هللا لهذه القصة بأنها من أنباء الغيب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ ّ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض* و *هم ِمن بع* ِد غل ِب ِهم سيغ ِلبون ِفي ِبض ِع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫د‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫*‬
‫م‬ ‫و‬‫الر‬ ‫*‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫*م‬‫ل‬‫ا‬ ‫{‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫قال‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ مْل ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬
‫ِس ِنين ِلل ِه األمر ِمن قبل و ِمن بعد ويوم ِئ ٍذ يفرح ا ؤ ِمنون} الروم ‪5-1‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الشرح‪ :‬لق^^د جزم القرآن ^ بانتص^^ار الروم املحطم^^ة املهزوم^^ة عل^^ى فارس الظاهرة الغالبة‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫والبضع يشمل األعداد ما‬ ‫ِ‬ ‫نين)‬ ‫^‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫^ع‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫^ي‬‫ف‬ ‫(‬ ‫م‪،‬‬ ‫و‬ ‫الر‬ ‫النتصار‬ ‫قصيرة‬ ‫^‬
‫ة‬ ‫مني‬‫ز‬ ‫^‬
‫ة‬ ‫فتر‬ ‫د‬ ‫وحد‬ ‫القوية‬
‫وتحق ق الوعد القرآن^ي الجازم‪ ،‬قب^^ل انقضاء املدة املحددة‪ ،‬حيث‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بي^^ن الثالث^ة إل^^ى العشرة‪^ .‬‬
‫انتصر الروم على الفرس بعد نحو سبع سنين من نزول اآليات‪.‬‬
‫اإلعجاز العلمي‬
‫• املراد باإلعجاز العلم^^ي ف^^ي القرآ^^ن ه^^و إخبار القرآ^^ن الكري^^م أ^^و الس^^نة النبوي^^ة بحقيق^^ة أثبتها‬
‫َّ‬
‫العل^^م التجري^^بي‪ ،‬وثب^^ت عدم إمكاني^^ة إدراكه^^ا بالوس^^ائل البشري^^ة ف^^ي زم^^ن الرس^^ول ص^^لى هللا‬
‫َّ‬
‫عليه وسلم‪ .‬وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد ﷺ يما أخبر عن ربه ‪.‬‬
‫• أمثلة لإلعجاز العلمي في القرآن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قال تعال^ى‪َ {:‬و ُه َو َّالذي َم َر َج* ْال َب ْح َرْين* َه َذا َع ْذ ٌب* ُف َرا ٌت* َو َه َذا م ْل ٌح* ُأ َجا ٌج* َو َج َع َل* َب ْي َن ُهماَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ً‬
‫ً‬
‫برزخا و ِحجرا محجورا} الفرقان ‪53‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الشرح‪ :‬ف^ي اآلي^ة إشاراة إل^ى حقيق^ة علمي^ة وه^ي أ^ن املاء العذب واملال^ح م^ع كونهم^ا متجاورين‬
‫فهم^ا ال يختلطان وال يمتزجان لوجود الفاص^ل بينهما‪ .‬وهذه الحقيق^ة أثبته^ا علماء ف^ي العلمي‬
‫التجريبي واستغربوا من وجود هذه الحقيقة في كتاب بلغ عمره أكثر ألف سنة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ً َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ إْل ْ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫ُثاني^ا‪َ :‬قال تعال ْ^ى‪َ { :‬ولق َد ًخل َقن َ*ا ا ِ ن ْس* َان َِمن* س*ال ًل ٍة َ ِم َن* ِطي ٍن*مْل ث *م َجعلنا َه* نط َف َة* ِ*في قر ٍْار م ِ َك ٍين‬
‫ض َغة* عظ ً*ام ا فك َس* ْو َنا العظامَ‬ ‫ض َغة* ف َخل ْق َن*ا ا ُ ْ‬ ‫النط َفة* َعل َقة* ف َخل ْق َن*ا ال َعل َقة* ُم ْ‬ ‫َّ َ ْ َ ُّ‬
‫ا‬ ‫ن‬
‫*‬ ‫ق‬‫ل‬‫خ‬ ‫م‬‫*‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ ً ُ َّ ْ َ َ ُ َ ْ ً َ َ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخ ِال ِقين} املؤمنون ‪14-12‬‬
‫الشرح‪ :‬ف^ي اآلية إشارة إلى حقيقة علمية عن تطور الجنين في بطن أمه‪ .‬وقد أثبتها علم الطب‬
‫الحدي^^ث بدق^^ة تع^^بير القرآ^^ن ع^^ن ذل^^ك وص^^حة م^^ا أشار إليه‪ .‬وم^^ن املس^^تحيل أ^^ن يعرف النبي‬
‫محم^د ص^لى هللا علي^ه وس^لم هذه الحقيق^ة العلمي^ة وه^و رج^ل أم^ي ويعي^ش ف^ي أم^ة أمية وعاش‬
‫في زمن بعيد عن املكتشفات العلمية الحديثة‪.‬‬
‫والخالصة أن وجوه إعجاز القرآن كثيرة ال تحصى‪ .‬فإنها تزداد مع تطور معارف ُاإلنسان‪ .‬فما‬
‫َ ْ َ َ‬
‫تعالى‪{ :‬س َن ِر ِيهم آيا ِتنا‬
‫َ‬ ‫لقوله‬
‫َ‬ ‫مصداقا‬ ‫وحكمته‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫هللا‬
‫ْ‬ ‫عظمة‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫َ‬ ‫تدل‬ ‫بآيات‬ ‫يمددنا‬
‫َ‬ ‫آن‬
‫ر‬ ‫الق‬
‫َ‬ ‫ال‬‫ز‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫في اآلفاق َوفي أ ُنفسه ْم َح َّتى َيت َب َّي َن ل ُه ْم أ َّن ُه ال َح ُّق أ َول ْم َيكف ب َرّب َك أ َّن ُه َعلى ك ّل ش ْيء شهيد}ٌ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فصلت ‪ .53‬فسبحان هللا العظيم وتبارك هللا أحسن الخالقين‪ .‬الزنداني‪،‬وغيره ‪ ،‬تأصيل‬
‫اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬ص‪.18‬‬

You might also like