You are on page 1of 19

‫تطور الناتج المحلي االجمإلى خالل السنوات الخمس الماضية‬

‫اإلرهاب في أفريقيا‬

‫وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫نوفمبر ‪2020‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫مقدمة‬

‫أوال ‪ -‬أهم السمات التي تميز ظاهرةـ اإلرهاب في إفريقيا‬

‫ثانيا ‪ -‬أنماط إرهابية جديدة‬

‫ثالثا ‪ -‬أسباب انتشار اإلرهاب‬

‫رابعا ‪ -‬تأثير التـهديدات اإلرهابية على األمن القومي المصري‬

‫خامسا ‪ -‬دور مصر في مواجهة اإلرهاب‬

‫سادسا – آليات المواجهة‬

‫ملحق ‪ -‬الجماعات اإلرهابية الناشطة في إفريقيا‬


‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي‬
‫المصري‬
‫‪ -2‬ظاهرة التطرف الفكري والديني‪:‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫وتعكس هذه الظاهرة ثالثة أمور في إفريقيا‪:‬‬ ‫اختلفـت الدوافـع وراء تصـاعد ظاهرة اإلرهاب في قارة‬
‫أوال‪ :‬وجود مظالـم اجتماعيـة ممـا يتسـبب فـي تفاقم‬ ‫إفريقيـا‪ ،‬حيـث تراوحـت بيـن أسـباب داخليـة سياسية‬
‫‪:‬‬ ‫أزمـة الفقـر والبطالـة‪ ،‬فعلـى سبيل المثال ميالد‬ ‫واقتصـادية واجتماعيـة ودينيـة وأيديولوجيـة‪ ،‬مرتبطة‬
‫جماعـة بوكـو حرام فـي نيجيريـا يعكس ارتفاع معدالت‬ ‫بالضعف وعدم االستقرار الذي تتسـم به الكثير من دول‬
‫الفقرـ فـي الشمال بنسـبة تزيـد علـى ‪ %15‬عن‬ ‫القارة‪ ،‬وأسـباب خارجيـة تتعلـق بالتنافـس والصراع‬
‫الجنوب‪.‬‬ ‫الدولي حول الموارد المختلفـة التي تتمتع بها أفريقيا‪،‬‬
‫ثانيـا‪ :‬فـشـل مشروع الدولـة القوميـة الحديثـة التي‬ ‫ممـا سـاهم فـي تنامـي الظاهرة‪ ،‬وفي هذا اإلطار يحاول‬
‫تسـتطيع توفـيـر مقومات الحياة األسـاسية لمواطنيها‪،‬‬ ‫هذا القريـر إلقاء الضوء علـى أهـم الخصـائص التـي تميز‬
‫وتطبيق مبادئ المواطنة والعدل والمسـاواة في إفـريقيا‪،‬‬ ‫فــي القارة‪ ،‬واألنماط اإلرهابية الجديدة‪،‬‬ ‫اإلرهاب‬
‫ممـا أدى النهيار نموذج النهضـة اإلفريقـي ومحاولة‬ ‫وتوضيـح أسـباب انتشاره‪ ،‬وتأثيره علـى األمـن القومي‬
‫االسـتناد إلـى رؤـى بديلـة تعتمـد علـى مرجعيـة دينية‪،‬‬ ‫المصري‪ ،‬وآليات المواجهة‪ ،‬مع عرض ألبرز األمثلة‪.‬‬

‫فعلـى سـبيل المثال جماعـة جيـش الرب في أوغندا‬ ‫أوال ‪ -‬أهم السمات التي تميز ظاهرة اإلرهاب في أفريقيا‪:‬‬
‫‪-1‬ظاهرة ملء البطون‪:‬‬
‫تهدف لتطـبيق الوصـايا العشـر في الكتاب المقدس‪،‬‬
‫ترتبـط ظاهرة اإلرهاب فـي إفريقيـا باألسـاس بمصـطلح «ملء‬
‫وتوظيف البعد الديني في الصراع فـي إفريقيا الوسطى‬
‫البطون» والذي يتعلـق بضعـف وفسـاد مؤسـسات الدولة‪،‬‬
‫بعدما أطاح متمردو «سيليكا» بالنظام الحاكـم‪ ،‬وهو ما‬ ‫وغياب الديموقراطيـة‪ ،‬وانتشار الفسـاد‪ ،‬حيـث أصبح المجال‬
‫أدى إلـى أعمال عنـف وإرهاب علـى نطاق كبير‪،‬‬ ‫السـياسي يعـد الوسـيلة األضمـن لتحقيـق الثروة والنفوذ‪ ،‬مما‬
‫جمة‬ ‫حيث قامت مليشيات مسيحية مسلحة بمها‬ ‫يتسـبب فـي حدوث تنافـس حاد وعنيـف في العمليات‬
‫المدنييـن وأنصـار «سـيليكا»‪ ،‬ممـا يوضح عدم ارتباط‬ ‫االنتخابيـة فـي الدول اإلفريقيـة‪ ،‬ألن الخاسـر في هذه المعارك‬
‫السياسية واالنتخابية عادة يعاني السجن أو النفي فضال عن‬
‫التطرف الفكري باإلسـالم فقـط‪ ،‬وإـن كانـت الراديكالية‬
‫الفقـر‪ ،‬أمـا الفوز فيعنـي منـح المقربيـن أـو أفراد القبيلة‬
‫اإلسـالمية والجماعات اإلرهابيـة اإلسـالمية هـي األكثر‬
‫المناصب والعوائد‪.‬‬
‫بروزا وانتشارا في القارة‪.‬‬
‫ثالثـا‪ :‬يعكـس خطاب تنظيم القاعدة ببالد المغرب‬
‫اإلسـالمي والجماعات المواليـة لـه فـي شرق أفريقيا‬
‫ومنطقـة السـاحل والصحراء حدوث تحول في الخطاب‬
‫اإلسـالمي‪ ،‬ففـي مرحلـة مكافحـة االسـتعمار الغربي‬
‫إلفريقيــ كان الخطاب الجهادي الصــوفي يمثل‬
‫ا‬
‫المرجعيـة التـي اسـتندت إليهـا الشعوب فـي مواجهة‬
‫األعداء‪ ،‬ولكن في المرحلة األخيرة تراجع ليحـل محله‬
‫‪12‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬
‫الثانيـة‪ :‬ترتبـط ظاهرة اإلرهاب فـي إفريقيـا باالستعمار‬
‫الجديـد مـن خالل محاولـة الجماعات اإلرهابيـة مواجهة‬
‫التدخـل والتواجـد األجنـبي فيـ دول القارة والذي يؤدي‬
‫‪ -3‬المباراة الصفرية‪:‬‬
‫إلـى اسـتمرار أمـد الصـراع واسـتخدام العنف‪ .‬وذلك فضال‬ ‫تمس ـك الجماعات اإلرهابيـة فـي أفريقيا بمبدأ‬ ‫ُّ‬
‫عــن اســتغالل بعــض القوى اإلقليميــة والدولية‬ ‫المباراة الصـفرية‪ ،‬وهذا يعـد أحـد أسباب زيادة وتيرة‬

‫للجماعات اإلرهابيـة لتحقيـق مآربهـا‪ ،‬وبالتالـي فإن‬ ‫العنف واإلرهاب فـي القارة‪ ،‬حيث ترفض الجماعات‬

‫نشاط هذه الجماعات يســير فـي اتجاه تصاعدي‬ ‫اإلرهابيـة مبادئ الوسـاطة أـو التفاوض‪ ،‬وعادة ما‬

‫لتحقيق مصالح هذه القوى‪.‬‬ ‫تنتهـي هذه العمليات بالفشـل‪ ،‬فعلـى سبيل المثال‪:‬‬
‫انتهـت وسـاطة رئيـس بوركينـا فاسـو مع متمردي‬
‫اإلرهاب في إفريقيا يتسم بأربع‬ ‫الطوارق فـي مالـي عام ‪ 2012‬بالفشـل‪ ،‬وقامت‬
‫الجماعات اإلسـالمية الراديكاليـة مثـل‪ :‬أنصـار الدينـ‬
‫خصائص رئيسية‬ ‫والتوحيـد والجهاد والقاعدة ببالد المغرب العربيـ‬
‫ترتبـط جذور نشأـة الجماعات اإلرهابيـة فـي إفريقيا‬ ‫‪.1‬‬ ‫بالسـيطرة علـى شمال مالـي وإعالن دولة أزواد‬
‫بالصـراعات الداخليـة الناتجـة عن وجود مشكالت‬ ‫المسـتقلة‪ .‬وذلـك عالوة علـى أـن هيكـل القيادة في‬
‫وأزمات اجتماعيـة واقتصـادية وسـياسية‪ ،‬ويعد‬
‫الجماعات اإلسـالمية المتطرفـة أصـبح يتسم بوجود‬
‫ظهورهاـ فـي شكـل تنظيمات إرهابيـة محلية‬
‫حالة مـن االنقسـام‪ ،‬وهو ما يعيق من نجاح عمليات‬
‫وإقليمية ودولية مرحلة جديدة في تطورها‪.‬‬
‫التفاوض المرجوة‪.‬‬
‫تتميـز الجماعات والتنظيمات اإلرهابيـة في القارة‬ ‫‪.2‬‬
‫ومرونـــ هياكلها‬
‫ة‬ ‫داخلهـــ‬
‫ا‬ ‫بكثرة االنشقاقات‬
‫التنظيميـة‪ ،‬األمـر الذي يجعـل مـن السـهل فـي حالة‬
‫حدوث أــي خالف فــي أحد هذه الجماعات‬
‫االنسـحاب منهـا وتشكيـل جماعـة جديدة‪ ،‬وهـو ما‬
‫يؤدي بدوره إلـى صـعوبة وتعقـد عمليـة تتبعها‪،‬‬
‫والتفاوض للوصول إلى اتفاقات شاملة معها‪.‬‬ ‫‪ -4‬االرتباط باالستعمار القديم والحديث‪:‬‬
‫هذه المرونـة التـي تتمتـع بهـا الهياكـل التنظيمية‬ ‫‪.3‬‬ ‫ظاهرة اإلرهاب فـي قارة إفريقيـا ترتبـط بشكـل كبير‬
‫لهذه الجماعات هـي مـا تقود أيضـا إلـى إمكانية‬ ‫باالستعمار من ناحيتين‪:‬‬
‫حدوث عمليات الدمـج بيـن الجماعات التـيـ تتفق‬ ‫ى‪ :‬ترتبط جذور ظاهرة اإلرهاب باإلرث‬
‫األولـــ‬
‫مصالحها وأهدافها‪.‬‬ ‫االسـتعماري‪ ،‬حيـث أوجدت سـلطات االسـتعمار نخب‬
‫تمويـل هذه الجماعات والتنظيمات يعتمـد على‬ ‫‪.4‬‬ ‫إفريقيـة حاكمـة حاولـت الحفاظ علـى نظام الحكم‬
‫القرصـنة البحريـة‪ ،‬وممارسـة االبتزاز والحصـول على‬ ‫االسـتعماري‪ ،‬ممـا تسـبب فـيـ انتشار الفسـاد‪ ،‬وضعف‬
‫عموالت علــى الســلع التــيـ يســتولي عليها‬
‫مؤسسـات الدولة‪.‬‬
‫القراصـنة‪ ،‬فضال عـن سـرقة النفـط «القرصنة‪13‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬
‫أنواع اإلرهاـب في إفريقيا‬
‫تتخــذ التهديدات اإلرهابيــة فــيـ إفريقياـ شكلين‬
‫رئيسيين‪:‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬أنماط إرهاـبية جديدة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلرهاب المحلي‪:‬‬ ‫شهدت ظاهرة اإلرهاب فـي إفريقيـا تطورا فـي السنوات‬
‫عـبر العنـف المسـتخدم فـي الصراعات والحروب‬ ‫األخيرة‪ ،‬حيـث تغيرت طبيعـة الهيكـل التنظيمي‬
‫األهليـة التـي تعانـي منهـا كثيـر مـن دول القارة‪ ،‬حيث‬ ‫للجماعات اإلرهابيـة‪ ،‬وبرزت أنماط إرهابية جديدة‬
‫يرتبـط اإلرهاب فـي إفريقيـا بدرجـة كبيرة بالحروب‬ ‫جنبـا إلـى جنـب مـع اإلرهاب التقليدي الذي تقوم به‬
‫األهلية والصراعات الداخلية‪.‬‬ ‫جماعات إرهابيـة كـبيرة لديهاـ أيديولوجية محددة‬
‫‪ -2‬اإلرهاب الدولي‪:‬‬ ‫وقيادة وتنظيـم واضـح‪ ،‬ويمكـن توضيـح أـبرز الخصائص‬
‫تنطبـق عليـه عناصـر الجريمـة المنظمـة الدوليـة‪ ،‬وفـي‬ ‫التي تميز األنماط اإلرهابية الجديدة فيما يلي‪:‬‬
‫هذا اإلطار ترتبـط حالـة عدم االسـتقرار السـياسي في‬ ‫‪ -1‬األسراب الهائمة‪:‬‬
‫بعـض دول القارة بتنامـي الطابـع الدولـي أوـ عبر‬ ‫أدى تفكـك العديـد من الجماعات والتنظيمات‬
‫اإلقليمـي لإلرهاب فـي إفريقيـا‪ ،‬حيـث تسـاهم حالة‬ ‫الجهاديـة إلـى ظهور مـا يسـمى بـ «األسـراب الهائمة»‬
‫ضعـف الدولـة وعدم اسـتقرارها فـي توفيـر بيئـة مواتية‬ ‫‪ ،Swarming‬حيــث يقوم أعضاء من هذه‬ ‫‪Birds‬‬
‫األسـلحة وتجنيـد وتدريـب اإلرهابييـن‪ ،‬مما‬ ‫لتهريـب‬ ‫الجماعات بتشكيـل مجموعات صـغيرة محلية للقيام‬
‫فـي زيادة نشاط العمليات اإلرهابيـة التي‬ ‫يتسـبب‬ ‫بهجمات إرهابيـة ضـد أهداف أمنيـة ومنشآـت عامة‬
‫تسـتغل‬
‫ضعـف سـيطرة مؤسـسات الدولـة‪ ،‬وتبدأ في‬ ‫وغيرهـا مـن األماكـن ‪ ،‬ومـن ناحيـة أخرى قـد يقوم فرد أو‬
‫تشكيـل تنظيمات مسـلحة تسـعى للسـيطرة وبسط‬ ‫مجموعـة صـغيرة ال تنتمـي مـن الناحيـة التنظيمية‬
‫التجنيد االليكتروني‪:‬‬
‫النفوذ‪.‬‬
‫‪-2‬‬ ‫لجماعات أـو تنظيمات كـبرى وإـن كانـت تتبعهـا فكريا‬

‫حيـث ال تتوفـر عمليـة تجنيـد منظمـة‪ ،‬فاإلرهابيون لم‬ ‫بتكويـن جماعات صـغيرة‪ ،‬ممـا تسـبب فـي تنامي‬

‫ينالوا تعليمهـم فـي مدارس دينيـة كمـا كان الحال مع‬ ‫ظاهرة اإلرهاب بدون قيادات‪ ،‬ويمكـن فـي ظلـه التمييز‬

‫اإلرهابييـن فـي ظـل التنظيمات التقليديـة‪ ،‬بـل تم‬ ‫بين نوعين رئيسيين‪:،‬‬

‫التجنيـد مـن خالل المدونات الجهاديـة‪ ،‬وعبر الدورات‬ ‫األول‪ :‬الذئـب الوحيـد ‪ ،lone wolf‬وهـو يتصـرف بصورة‬

‫التدريبيـة المتاحـة علـى اإلنترنـت باألسـاس حول كيفية‬ ‫فرديـة‪ ،‬حيـث يمكـن أـن يخطـط لهجوم بمفرده بسـبب‬

‫تنفيـذ العمليات اإلرهابيـة محدودة النطاق‪ ،‬ولذلك ال‬ ‫وجود دوافع دينية أو سياسية أو اجتماعية‪.‬‬

‫تتمتـع هذه العناصـر فـي كثيـر مـن األحيان بمهارة كافـية‬ ‫‪،Micro‬‬ ‫الثانـيـ‪ :‬يُطلـق عليـه الخاليـا الصغيرة‬
‫‪Cells‬‬

‫لتنظيم أو تخطيط العمليات اإلرهابية‪.‬‬ ‫وتتألـف مـن عدد محدود مـن األشخاص تربطهم‬
‫عالقات ثقـة‪ ،‬وتجمعهـم أيديولوجيـة خاصـة بهـم تسـتند‬
‫ألسـاس دينـي أـو إثنـي‪ ،‬أـو أيديولوجيـة محددة‪ ،‬أو‬
‫‪14‬‬ ‫اإليمان بقضيـة مـا‪ ،‬وتكون عمليـة صـنع القرار فيها‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي‬
‫المصري‬
‫‪ -3‬السـيطرة الجغرافيـة علـى مناطق‬
‫معينة‪:‬‬
‫تختلـف األنماط اإلرهابيـة الجديدة عـن السياق‬
‫التقليدي الذي ركـز علـى المواقـع الغربيـة ومناصبة‬
‫العداء للواليات المتحدة والقيام بعمليات إرهابية‬
‫كـبيرة‪ ،‬لكـن علـى العكـس تنزع الجماعات اإلرهابية‬
‫كمـا تـبرز ظاهرة جديدة فـي هذا السـياق تتمثـل في‬ ‫فـي إطارهـا الجديـد إلـى السـيطرة علـى أماكـن جغرافية‬
‫دخول نمـط جديـد مـن اسـتقطاب النسـاء األجانـب‪ ،‬مثل‬ ‫معينـة وعدم الخروج منهـا‪ ،‬فمثال فـي مصـر تسـعى إلى‬
‫حالـة السـيدة البريطانيـة التـي ذهبـت لتقاتـل فيـ‬ ‫الحفاظ علـى حدودهاـ االفتراضيـة للسيطرة وعدم‬
‫الصـومال‪ ،‬وتركـت مذكرات علـى حاسـبها الشخصي‬ ‫الخروج عنهـا إال فـي حالـة تقويـض مراكزهـا الجغرافية‬
‫تقول فيهـا‪« :‬لدي ثالثـة أوالد أرغـب فـي جعلهـم كلهم‬ ‫فـي سـيناء والمنطقـة المحيطـة بهـا‪ ،‬وهذا مـا يفسـر من‬
‫شهداء»‪ ،‬وهـي نفـس رغبـة سـيدة كنديـة تديـر معسكرا‬ ‫وجهـة نظـر بعـص الخـبراء والمحللين انتقال العمليات‬
‫لإلرهابيين في الصومال‪.‬‬ ‫اإلرهابيـة إلـى القاهرة ومحافـظات مصـر‪ ،‬فهذا يدل على‬
‫‪ -5‬التعايش معـ اإلرهاب التقليدي‪:‬‬ ‫نجاح المواجهات األمنيـة لهذه الجماعات فـي سيناء‪.‬‬
‫تتســم الجماعات اإلرهابيــة الجديدة في القارة‬ ‫وكذلك جماعة أنصار الدين ‪ ،AAD‬والتي تتركز أنشطتها‬
‫بتعايشهـا مـع الجماعات التقليديـة‪ ،‬بـل واعتمادها‬ ‫في شمال مالي وجنوب غرب ليبيا‪.‬‬
‫عليهـا فـي أحيان كثيرة لتلقـي الدعـم والتعاون معها‪،‬‬ ‫‪ -4‬انضمام جنسـيات مختلفـة واستقطاب‬
‫فعلـى سـبيل المثال‪ ،‬جماعـة بوكـو حرام ( أهـل السنة‬
‫النساء‪:‬‬
‫للدعوة والجهاد) وسـميت أيضـا (طالبان النيجيرية)‪،‬‬
‫يُالحــظ علــى األنماط الجديدة من الجماعات‬
‫ومقرهـا فـي شمال نيجيريـا تتلقـى مسـاعدة مـنـ تنظيم‬
‫اإلرهابيـة انضمام أعضاء أجانـب إليهـا‪ ،‬فعلـى سبيل‬
‫القاعدة في بالد المغرب العربي‪ ،‬بما في ذلك األموال‬
‫المثال‪ ،‬حركـة الشباب فـي جنوب الصومال (شباب‬
‫والتدريب‪.‬‬
‫المجاهديـن) ‪ ،AS‬يقوم المقاتلون األجانـب فـيـ كثير‬
‫وتتشابـه األنماط اإلرهابيـة الجديدة مـع التقليديـة في‬
‫مـن األحيان فـي بعـض مخيماتها بقيادة عمليات‬
‫جراء‬
‫إفـريقيـا مـن حيـث اتسـاع عدد الضحايـا من َّ‬
‫تجنيـد وتدريـب الشباب‪ ،‬وقـد استهدف المقاتلون‬
‫العمليات اإلرهابيـة‪ ،‬فعلـى الرغـم مـن سـعى غالبيتها‬
‫األجانب عموما شن هجمات خارج الصومال‪.‬‬
‫إلـى اسـتهداف مقار المؤسـسات األمنيـة باألسـاس‪ ،‬أو‬
‫اسـتهداف عناصـر الشرطـة‪ ،‬إال أـن رغبتهـم فـي السيطرة‬
‫علـى أماكـن جغرافيـة معينـة وتوسـيع نطاق نفوذهم‪15‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫ثاـلثا ‪ -‬أسباب انتشار اإلرهاب‪:‬‬


‫‪-1‬الصراعات الداخلية وغياب دور الدولة‪:‬‬
‫مـن أـبرز أسـباب انتشار اإلرهاب فـي قارة أفريقيا‬

‫‪-2‬انتشار تهريب واستخدام األسلحة‪:‬‬ ‫انتشار الصـراعات علـى السـلطة‪ ،‬حيـث يتخذ‬
‫اإلرهابيون مـن إسـقاط الحكومات القائمـة هدفا‬
‫سـواء عـبر التصـنيع المحلـي‪ ،‬أـو مـن خالل تهريب‬
‫رئيسـيا ألنشطتهـم وعملياتهـم‪ ،‬فيعملون علـى تغيير‬
‫األسـلحة التـي اسـتخدمت خالل الصـراعات المسلحة‪،‬‬
‫نظام الحكـم أـو اسـتهداف فئـة معينـة فـي الدولة‬
‫أـو األسـلحة التـي يتـم سـرقتها مـن مخازن األسلحة‬
‫سـعيا إلحداث تغييرات فـي بنيـة السـلطة ‪ ،‬وهـو ما‬
‫الحكوميـة‪ ،‬أـو تلـك التـي يتـم توزيعهـا علـى المرتزقة‪،‬‬
‫يهدد اسـتقرار الدول‪ ،‬ومـن ناحيـة أخرى فإن‬
‫ويسـاعد علـىـ انتشار تلـك الظاهرة قصـور أنظمـة األمن‬
‫الصـراعات علـى السـلطة وضعـف دور الدولـة قد‬
‫القومـي‪ ،‬وصـعوبات تأميـن الحدود بيـن الدول اإلفريقية‬
‫يقود إلـى إفشال الدولـة‪ ،‬فالدول الفاشلـة مثل‬
‫خاصـة الدول التـي تمتلـك حدودا مشتركـة طويلة‪،‬‬
‫الصـومال وأفغانسـتان أـو الدول التـي تتميـز بضعف‬
‫وسهلة االختراق‪.‬‬
‫دور مؤسساتها تشكل بيئة خصبة لإلرهاب‪.‬‬
‫وقـد زادت وتيرة عمليات تهريـب األسـلحة فيـ غرب‬
‫فكرة الصراع ال تنطبق فقط علـى الدولة ولكن على‬
‫إفريقيـا فـي أعقاب ثورة ‪ 17‬فـبراير ‪ 2011‬فـي ليبيا‪،‬‬
‫الجماعات اإلرهابيـة نفسـها‪ ،‬حيـث أـن العالقـة بين‬
‫واالسـتيالء علـى مخازن األسـلحة الليبيـة‪ ،‬مـن ِقبل‬
‫الجماعات والتنظيمات اإلرهابيـة تنافسـية أكثر‬
‫تنظيـم القاعدة فـي بالد المغرب اإلسـالمي‪ ،‬ومنـه إلى‬
‫مـن كونهـا تعاونيـة‪ ،‬وقـد يمثـل ذلـك دافعا لإلقبال‬
‫جماعات أخرى مثـل بوكو‬ ‫الجماعات المرتزقـة و‬
‫علـى اسـتخدام المزيـد مـن العنـف في إطار‬
‫حرام‪ ،‬ممـا زاد مـن قدراتهـا علـى شـنـ هجمات أكثر‬
‫التنافـس بينهـا‪ ،‬وهذا التنافـس أيضـا قـد يخلق‬
‫عنفا‪.‬‬
‫راعات داخليـة مماـ يؤدي إلـى قبول بعض‬
‫صـ‬
‫‪-3‬التوظيف السـياسيـ للدين‪:‬‬
‫أعضائهـا لفكرة التصـالح مـع الحكومات‪ ،‬فـي حين‬
‫سـاهم فـي بروز ظاهرة اإلرهاب نجاح بعض الجماعات‬
‫ينقسـم آخرون ويميلون إلـى اسـتخدام العنف‬
‫والتنظيمات الداخلية فـي بعض دول القارة فـي توظيف‬
‫لتحقيق أهدافهم‪.‬‬
‫الديـن‪ ،‬وتحويـل الخالفات ذات البعـد السـياسي إلى‬
‫صـراع دينـي‪ ،‬خاصـة فـي ظـل مظاهـر العولمة ووجود‬
‫حالـة مـن االسـتالب أـو االغتراب الثقافـي لدى بعض‬
‫فئات المجتمـع‪ ،‬وذلك بهدف زعزعـة االسـتقرار وتأجيج‬
‫الرضــ المجتمعــي‪ ،‬ثــم تأتي هذه‬
‫ا‬ ‫الشعور بعدم‬
‫وهو‬
‫الجماعات وتطرح نفسـها كبديـل للنظام الحاكـم‪16 ،‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫سـاعد علـى ذلـك ضعـف المؤسـسات الدينيـة الرسمية‬


‫المعتدلـة فـي مقابـل ظهور مؤسـسات خاصـة تسببت‬
‫فـي انتشار فتاوي دينيـة واجتماعيـة وسـياسية خاطئة‪،‬‬
‫وقـد أوجدت هذه الظاهرة ثالث فئات‪ :‬فئـة تمكنت‬
‫مثـل هذه الجماعات مـن تضليلهـا وخداعهـا وإقناعها‬
‫عـبر الشعارات الدينيـة‪ ،‬وفئـة تـم إشباعها باألفكار‬
‫‪-5‬التنافس الدولي على النفط اإلفريقي‪:‬‬
‫الجهاديـة‪ ،‬وفئـة ثالثـة تـم اسـتغالل ظروفهـا االجتماعية‬
‫سـعت القوى الدوليـة إلـى تنويـع مصـادر وارداتهـا من‬
‫واالقـتصادية المتدهورة وتوظيف ما تشعر به من إحباط‬
‫النفـط‪ ،‬عـبر التوسـع فـي اسـتيراد النفـط‪ ،‬وتكثيف‬
‫السـتخدام العنـف ضـد الدولـة والمجتمـع مقابل‬
‫اسـتثماراتها النفطيـة فـي مناطـق البترول التقليدية‬ ‫الحصول علـى عائـد مادي‪ ،‬خاصة فـي ظـل ضعف أداء‬
‫فـي إفريقيـا‪ ،‬مثـل‪ :‬نيجيريـا وليبيـا‪ ،‬فضال ً عـن مناطق‬ ‫الحكومات الرســمية وعدم االســتجابة لمطالب‬
‫االكتشافات الجديدة فـي كـل مـن‪ :‬غينيـا االستوائية‬ ‫واحتياجات ومظالم المواطنين‪.‬‬

‫والسـودان وموريتانيـا‪ ،‬فمنطقـة الشمال اإلفريقـيـ تضم‬ ‫‪-4‬التدخل الخارجي‪:‬‬


‫خمـس دول منتجـة للنفـط‪ ،‬هـي‪ :‬ليبيـا والجزائـر ومصر‬ ‫أدى التدخـل الخارجـي الذي يهدف إلـى حماية‬
‫مصـالحه وتحقيـق أهدافـه إلـى تدهور األوضاع األمنية‬
‫وتونـس والمغرب‪ ،‬ومنطقـة شرق القارة ووسـطها تضم‬
‫فـي العديـد مـن دول القارة وهـو مـا ينعكـس سـلبا علىـ‬
‫دول‪ :‬السـودان وتشاد والكونغـو برازافيـل والكونغو‬
‫باقـي الدول‪ ،‬فعلـى سـبيل المثال‪ ،‬أدى التدخل‬
‫الديمقراطيـة‪ ،‬أماـ منطقـة غرب إفريقيا؛ فالدول‬
‫الفرنسـي فـي مالـي إلـى تفاقـم األوضاع األمنيـة في‬
‫المنتجـة للنفـط فيهـا تضـم‪ :‬نيجيريـا وتوجو والكاميرون‬ ‫منطقة السـاحل والصحراء بأكملها‪ ،‬حيث سعت فرنسا‬
‫وغينياـ االسـتوائية وسـاحل العاج وغاناـ وبنين‬ ‫إلـى الحفاظ علـى مصـادر اليورانيوم دون األخـذ في‬
‫وموريتانياـ وسـاوتومي وبرنسـيب‪ .‬وبالنسبة لدول‬ ‫االعتبار مطالب المهمشين في شمال مالي‪.‬‬
‫الجنوب اإلفريقـيـ؛ فأـبرز منتجيهاـ هم‪ :‬أنجوال‬ ‫وكذلـك أدى التدخـل األمريكـي فـي بعض دول القارة‬
‫بحجـة الحرب علـى اإلرهاب إلـى مزيـد من عدم‬
‫وجنوب إفريقيا وزيمبابوي‪.‬‬
‫االسـتقرار‪ ،‬فعلـى سـبيل المثال يعتـبر التدخل‬
‫وبالتالـي تســعى الدول الغربيـة إلــى تأمين‬
‫األمريكـي فـي الصـومال أحـد أسباب قيام الحرب عام‬
‫احتياجاتهـا مـن النفـط اإلفريقـي وتخفيف االعتماد‬ ‫‪ 2006‬فـي الصـومال‪ ،‬مـن خالل تقديـم الدعم للقوات‬
‫علـى النفـط الروسـي‪ ،‬وهذه الدول مثل‪ :‬الواليات‬ ‫المسـلحة فـي الدول المجاورة مثـل أثيوبيـا للتعامل‬
‫المتحدة والصين وكذلك فرنسـا وبريطانيا‪ ،‬وذلك فضال‬ ‫مـع تلـك الجماعات‪ ،‬وكذلـك مـن خالل تقديم‬
‫‪17‬‬ ‫عن اليابان والهند وفنزويال وكوريا الجنوبية‪.‬‬ ‫مساعدات مالية ضخمة‪.‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫‪-6‬االهتمام بالتسليح العسكري‪:‬‬


‫‪-8‬وفرة مصـادر التمويـل‪ :‬حيـث تنقسم إلى‬ ‫اتجهـت العديـد مـن أنظمـة الحكـم في دول القارة‬
‫أربعة أنواع رئيسية‪:‬‬ ‫إلــى الهروب مــن مواجهــة المشاكل واألزمات‬
‫أوال‪ :‬اإلتاوات والضرائـب التـي تفرضها الجماعات‬ ‫الداخليـة االقتصـادية واالجتماعيـة والسـياسية عبر‬
‫محاولـة إقناع شعوبهاـ بوجود تهديدات خارجية‬
‫اإلرهابيـة علـى التجار والمهربيـن فـي منطقـة الساحل‬
‫تقتضـي زيادة التسـلح العسـكري إللهاء الشعوب من‬
‫وأحيانـا االشتراك فـي هذا النوع مـنـ األعمال غير‬
‫ناحيـة‪ ،‬ومـن ناحيـة أخرى لتأميـن نفسـها‪ ،‬وهـو ما أدى‬
‫المهاجريــن غير‬ ‫تهريــب‬ ‫مثــل‪:‬‬ ‫المشروعــة‪،‬‬
‫إلــى انتشار تجارة تكوين الميليشيات‪ ،‬و‬
‫الشرعييـن‪ ،‬واالتجار بالبشـر‪ ،‬وتهريـب األسلحة‪،‬‬ ‫جماعات األمــنـ األهليــة‪ ،‬وأشكال أخرى من‬
‫واالختطاف‪ ،‬عالوة علــى أـن بعض الجماعات‬ ‫الجماعات المسـلحة‪ ،‬مماـ تسـبب فـي جعل‬
‫المسـلحة فـي منطقـة المغرب العربـي والساحل‬ ‫المنظمات التـي تنتهـج العنـف «غيـر مركزيـة»‪ ،‬كما‬
‫اإلفـريقـي كونـت خالل السـنوات الماضيـة شبكـة من‬ ‫تسـبب فـي فقدان الدولـة هيبتهـا وقدرتهـا على فرض‬
‫األمــن‪ ،‬وأصبح المواطنون المهمشون يمتلكون‬
‫جماعات الجريمـة المنظمة‬ ‫العالقات مـع‬
‫الوسـائل التـي تمكنهـم ليـس فقـط مـن رفض االمتثال‬
‫بالتزامـن مـع ضعـف الحكومات ووجود حالـة من‬
‫لقرارات الدولـة وعدم االلتزام بقوانينهـا‪ ،‬مثـل رفض‬
‫الفراغ المؤسـسي‪ ،‬ممـا سـاعدها علـى تكوين ثروات‬ ‫دفـع الضرائـب‪ ،‬بـل وتمكنهـم أيضـا مـن إدارة أنشطتهم‬
‫كبيرة‪.‬‬ ‫االجتماعيـة المحليـة الخاصـة بعيدا عـن سطوة‬
‫ثانيـا‪ :‬األموال التـي قدمتهـا بعـض الدول األوروبية‬ ‫االتصاالت‪:‬‬ ‫وسائل‬
‫الرسمية‪.‬‬ ‫‪-7‬تقدم‬
‫الحكومات‬
‫كفدية إلنقاذ رعاياها من أيدي هذه الجماعات‪.‬‬ ‫سـاعد التقدم التكنولوجـي واسـتخدام اإلنترنـت ووسائل‬
‫ثالثـا‪ :‬قيام دول بدعـم النشاط اإلرهابـي منـ خالل‬ ‫االتصـال الحديثـة علـى إتاحـة المعلومات وتسهيل‬

‫إمداد هذه الجماعات بالتمويــل الالزم وتوفير‬ ‫عمليات التجنيـد والتدريـب علـى تصـنيع واستخدام‬

‫الحمايــة واإليواء وعمليات التدريــب‪ ،‬لتحقيق‬ ‫المتفجرات البدائية‪ ،‬كما سـاهم ذلـك في سهولة االتصال‬
‫بيـن الجماعات اإلرهابيـة‪ ،‬والتـي أصـبح بإمكانها‬
‫مصـالحها االسـتراتيجية‪ ،‬وتوظيفهـا فـي إطار المنافسـة‬
‫الحصـول علـى المعلومات عـبر استغالل ثغرات‬
‫اإلقليمية أو الدولية‪.‬‬
‫شبكات المعلومات أوـ اللجوء لإلرهاب االلكتروني‬
‫رابعـا‪ :‬القرصـنة‪ ،‬مثـل الكتيبـة التـي يقودها مختار‬
‫وعمليات القرصـنة المعلوماتيـة‪ ،‬والدخول إلى شبكات‬
‫بلمختار فـي موريتانيـا ومالـي‪ ،‬وسـرقة النفـط خاصة‬
‫البورصـة واألسـواق الماليـة وتهديـد اقتصـاد الدول‪ ،‬كمـا أن‬
‫فـي نيجيريـا‪ ،‬ويرى اتجاه مـن المحلليـن وجود صلة‬
‫التقدم التكنولوجـي الذي طال صـناعة األسـلحة ساهم‬
‫بيـن القرصـنة فـي خليـجـ غينياـ وتمويـل ‪18‬‬
‫بعض‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫أمنيا‪:‬‬ ‫وباإلضافـة إلـى المصـادر السـابقة‪ ،‬تجدر اإلشارة إلىـ‬


‫قيام بعـض الجماعات اإلرهابيـة بالحصـول علىـ‬
‫عدم االسـتقرار وتهديـد الحدود‪ :‬حيـث تمثل ظاهرة‬
‫األسـلحة الالزمـة لهـا مـن خالل مهاجمـة واالستيالء‬
‫اإلرهاب فـي القارة مصدرا إلثارة االضطرابات وأعمال‬ ‫علـى معسـكرات الجيوش النظاميـة‪ ،‬مثـل جماعة‬
‫العنـف وعدم االسـتقرار الداخلـي‪ ،‬فضال عـن تهديد‬ ‫بوكـو حرام‪ ،‬واعتماد بعض التنظيمات والجماعات‬
‫أمـن الحدود الغربيـة والجنوبيـة لمصـر‪ ،‬خاصـة ما‬ ‫علـى شركات الصـرافة ونقل األموال والتدفقات‬
‫يتعلـق بتهريـب األسـلحة والمخدرات والمسـاعدة فيـ‬ ‫الماليـة التـي تديرهـا منظمات اإلغاثـة اإلنسانية‬
‫والمؤسـسات الخيريـة الدوليـة‪ ،‬خاصـة في شمال‬
‫الهجرة غير الشرعية واالتجار في البشر‪.‬‬
‫بؤرـ إرهابيـة جديدة‪ :‬تتصـاعد المخاوف مـن أن‬ ‫وليبيا‪.‬تأثيـر التهديدات اإلرهابيـة على‬
‫مالي ‪-‬‬
‫رابعـا‪:‬‬
‫تتحول بعـض دول شمال إفريقيـا ومنطقـة السـاحل‬ ‫األمن القومي المصري‪:‬‬
‫والصـحراء إلـى بؤـر للتنظيمات اإلرهابيـة الجديدة‪ ،‬مع‬ ‫يعتـبر اإلرهاب مـن أـبرز الجرائـم الموجهـة ضد‬
‫توافـر التوقعات واالحتماالت بوجود تعاون وتنسيق‬ ‫الدولـة‪ ،‬حيـث يؤدي إلـى تقويـض دعائـم أمنها‬
‫بين هذه التنظيمات وبعضها البعض‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬ ‫الداخلـي‪ ،‬فضال عـن تهديـد أمنهـا الخارجي‪ ،‬ويوازي‬
‫جماعات إرهابية‬ ‫رجحـت بعـض اآلراء تورط‬ ‫فـي خطورتـه جريمـة العدوان الدولـي‪ ،‬ألنـه يمثل‬
‫مسـلحة متواجدة فـيـ ليبيـا فـي مذبحـة الفرافرة التي‬ ‫انتهاكاـ للمواثيـق واألعراف الدوليـة والمحلية‬
‫تسـببت فـي مقتـل عدد مـن الجنود المصريين‪،‬‬ ‫وحقوق اإلنسـان‪ ،‬كمـا يؤثـر علـى مسـيرة التنمية‪،‬‬
‫وانتماء تلـك العناصـر إلـى جماعـة تابعـة لتنظيم‬ ‫ممـا ينعكـس سـلبا علـى اسـتقرار الدولـة أمنيا‬
‫القاعدة‪.‬‬ ‫واقتصـاديا‪ ،‬فضال عـن تهديدـ دورهاـ اإلقليمي‬
‫عودة المقاتليـنـ إلـى بالدهـم‪ :‬تتصاعد المخاوف‬ ‫والدولـي‪ ،‬وسـوف يتناول القسـم التالـي تأثير‬
‫األمنيـة مـن احتمال تزايـد وتيرة العنـف في الفترة‬ ‫اإلرهاب فـي قارة إفريقيـا وتداعياتـه علـى مصر‬
‫المقبلـة بعـد عودة المقاتليـن المغاربـة والتونسـيينـ‬ ‫أمنيـا واقتصـاديا وتأثيره علـى سـياستها الخارجية‪،‬‬
‫من سوريا والعراق‪ ،‬خاصة في ظل ما أعلنه «محمد‬ ‫وأخيرا اآلليات المقترحة لمواجهة اإلرهاب‪.‬‬
‫حمدوش» الملقـب بقاطـع رؤوس السـوريين منـ‬
‫«أـن المحطـة القادمـة لهـم بعـد العودة هـي فتح بالد‬
‫المغرب بالذبـح والدماء»‪ ،‬األمـر الذي يعد تهديدا‬

‫لألمـن اإلقليمـي‪ ،‬ولألمـن القومـي المصـري من‪19‬‬


‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫ارتفاع النفقات العسـكرية‪ :‬حيث تؤدي عمليات‬ ‫التدخـل الخارجي‪ :‬تعد مكافحة اإلرهاب ذريعة للتدخل‬
‫مكافحـة اإلرهاب إلـى زيادة النفقات العسـكرية فيـ‬ ‫الخارجـي العسـكري فـي دول القارة‪ ،‬ففـي يوليو ‪2014‬‬
‫مقابـل تناقـص النفقات والمخصـصات التنمويـة‪ ،‬إذ‬ ‫أعلـن الرئيـس الفرنسـي «فرانسـوا هوالنـد» أثناء قيامه‬

‫يتـم توجيـه مخصـصات ونفقات أكثـر تجاه األمن‬ ‫بجولـة إفريقيـة‪ ،‬تدشيـن عمليـة «الهالل الرملـي» والتي‬

‫والدفاع بمـا يمثـل اسـتقطاعا مـن الموارد التـي يمكن‬ ‫تهدف إلـى اإلبقاء علـى التواجـد الفرنسـي االقتصادي‬
‫والعسكري في منطقة الساحل والصحراء‪.‬‬
‫توجيهها نحو أغراض التنمية وبناء المجتمعات‪.‬‬
‫اقتصاديا‪:‬‬
‫التأثير على دور مصر وسياستها الخارجية‪:‬‬
‫تراجـع المقدرات االقتصـادية‪ :‬يؤدي اإلرهاب إلى افتقاد‬
‫أصـبحت ظاهرة اإلرهاب أحـد أهـم األبعاد المؤثرة فيـ‬
‫األمـن‪ ،‬وتمتـد آثاره لتتجاوز الدولـة المستهدفة باإلرهاب‬
‫السـياسة الخارجيـة لمصـر فـي ظـل تنامي الظاهرة‬
‫إلـى دول المنطقـة‪ ،‬ممـا يؤثـر سـلبا علـى معدل التضخم‪،‬‬
‫فـي قارة إفـريقيـا‪ ،‬وتصـاعد المخاطـر المحيطـة باألمن‬
‫وسـعر الصـرف‪ ،‬واسـتقرار األسـواق الماليـة‪ ،‬والسياحة‪،‬‬
‫القومـي المصـري‪ ،‬خاصـة مـع وجود دول تقوم بدعم‬
‫والتأميـن‪ ،‬والميزانيـة العامـة للدولـة‪ ،‬كما يؤدي إلـى تراجع‬
‫وتمويـل اإلرهاب فـي مصـر‪ ،‬وتوفيـر مراكـز وبؤـر لتجنيد‬ ‫حجـم االسـتثمارات األجنبية‪ ،‬وهروب رؤوس األموال‪،‬‬
‫وتدريـب اإلرهابييـن داخـل دول القارة‪ ،‬وبالقرب من‬ ‫وارتفاع نسـبة البطالـة‪ ،‬وإعاقـة جهود التنميـة‪ ،‬خاصـة مع‬
‫الحدود المصرية‪ ،‬عالوة علـى قيامهـا بتوفيـر الحماية‬ ‫تصـاعد أزمات الالجئيـن أوـ العائديـن مـن مناطق‬
‫لهـم مـن خالل منـح بعـض العناصـر اإلرهابيـة حق‬ ‫راعات‪ ،‬كماـ قـد تسـتهدف العمليات اإلرهابية‬
‫الص ـ‬
‫اللجوء السـياسي أوـ تسـهيل عمليـة انتقالهم‬ ‫المؤسـسات االقتصادية‪ ،‬مثل‪ :‬محطات الكهرباء وخطوط‬

‫ودخولهـم إليهـا‪ ،‬وذلـك بهدف تقويـض الدور اإلقليمي‬ ‫الغاز‪ ،‬واستهداف السائحين‪.‬‬

‫والدولـي لمصـر‪ ،‬وضرب االقتصـاد المصـري‪ ،‬أـو منح‬ ‫تراجـع االسـتثمار‪ :‬وفقـا لتقريـر االسـتثمار العالمي لعام‬
‫‪ ،2014‬الصـادر عـن مؤتمرـ األمم المتحدة للتجارة‬
‫بعـض الدول والمؤسـسـات الدوليـة حـق التدخـل فيـ‬
‫فقـــ تراجعت‬
‫د‬ ‫والتنميـــ «األونكتاد» ‪،UNCTAD‬‬
‫ة‬
‫الشئون الداخليــة لمصرـ بدعوى حماية حقوق‬
‫االسـتثمارات فـي إقليـم شمال أفريقيـا بنسبة ‪،%7‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وتراجعت االسـتثمارات فـي مصـر بنسبة ‪ ،%19‬كما تجدر‬
‫اإلشارة إلـى تراجـع االسـتثمارات فـي غرب أفريقيا‬
‫بنسـبة ‪ %14‬فـي عام ‪ ،2013‬وفـي وسـط إفريقيـا بنسبة‬
‫‪.%18‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫خامسا ‪ -‬دور مصر في مواجهة اإلرهاب‪:‬‬


‫كانـت مصـر أول مـن دعـت إلـى عقـد مؤتمـر دولـي لمكافحـة اإلرهاب أمام الجمعيـة البرلمانيـة لمجلـس أوروبـا فـي ‪ 28‬يناير‬
‫‪ ،1986‬وكانـت المبادرة تقوم علـى قاعدتيـن أسـاسيتين‪ ،‬األولـى‪ ،‬أمنيـة‪ :‬وتقضـي بمالحقة الخاليـا اإلرهابية وعناصـرها فـي كل‬
‫مكان‪ ،‬وأـن يكون هناك تعاون وتنسـيق دولـي بيـن األجهزة األمنيـة لهذا الغرض‪ ،‬وأـن تتـم مالحقـة مصـادر تمويـل اإلرهاب عبر‬
‫المؤسـسات الماليـة الدولية‪ .‬والثانيـة‪ :‬كانـت تقضـي بالبحـث عـن جذور اإلرهاب واجتثاثهـا‪ ،‬خاصـة وأـن تأثير اإلرهاب‬
‫سيشمل جميع الدول ولن يقتصر على دول بعينها‪.‬‬
‫المبادئ الرئيسية لمصر في مكافحة اإلرهاب‬
‫عقد مؤتمرات‬
‫أـبرز االتفاقيات والمؤتمرات التـي شهدتهاـ مصر‬
‫التأكيد على‬
‫تجنـب الخلط عدم إطالق دولية تحت‬
‫أن اإلسالم‬
‫رعاية األمم‬ ‫بين العمليات األحكام‬
‫وشاركت بها لمكافحة اإلرهاب‪:‬‬
‫برئ من‬
‫المتحدة‪،‬‬ ‫اإلرهابيـة وبين العامـة على‬ ‫اجتماع لجنـة الخـبراء اإلعالميين العرب (القاهرة‬
‫االتهامات‬
‫بهدف‬ ‫الشعوب‬ ‫حركات‬
‫الخاصة‬ ‫‪ 8‬ديسمبر ‪.)1992‬‬
‫التوصل إلى‬ ‫وتشوية‬ ‫التحرير‬
‫بدعمه‬
‫اتفاقية‬ ‫صورتها دوليا‪.‬‬ ‫الوطنية‪.‬‬
‫لإلرهاب‪.‬‬
‫شاملة‪.‬‬
‫إعالن مبادئ منظمـة المؤتمـر اإلسـالمي لمكافحة‬
‫اإلرهاب الدولي (المغرب ‪ 15‬ديسـمبر ‪.)1994‬‬
‫اعتماد االتفاقيـة العربيـة لمكافحـة اإلرهاب وفقا‬
‫التوصل‬
‫التفاقية‬ ‫لقرار مجلسـي وزراء الداخليـة والعدل العرب في‬
‫دولية شاملة‬
‫اجتماعهمـا المنعقـد بمقـر األمانـة العامـة لجامعة‬
‫الدول العربية (القاهرة ‪ 22‬أبريل ‪.)1998‬‬
‫رؤية مصر‬ ‫اتفاقيـة منظمـة الوحدة اإلفريقيـة لمنـع ومكافحة‬
‫لمكافحة اإلرهاب‬
‫اإلرهاب‪ :‬اســتنادا ً الى شروط اإلعالن الخاص‬
‫ترتكز على ثالثة‬
‫وضع تشريع‬ ‫محاور‬ ‫إزالة بؤر‬
‫بمدونـة سـلوك العالقات بيـن الدول اإلفريقيـة التي‬
‫محصن‬ ‫التوتر في‬
‫دستوريا‬ ‫العالم‬ ‫تبنتهاـ الجلسـة الثالثـة عشرة العاديـة لمجلس‬
‫رؤسـاء الدول والحكومات األعضاء فـي منظمة‬
‫الوحدة اإلفريقيـة‪ ،‬التـي عقدت فـي تونـس في ‪13‬‬
‫«احترام قدسـية الحياة البشريــة وإدانـة ورفض‬
‫يونيو عام ‪.1994‬‬
‫اإلفالت مـن العقوبـة واالغتياالت السياسية واألعمال‬
‫اجتماع وزراء العدل العرب بشأن اإلرهاب (القاهرة‬
‫اإلرهابية واألنشطة التخريبية»‬
‫‪.)2001 /6/11‬‬
‫المادة الرابعة منـ الميثاق التأسيسي لالتحاد‬
‫اإلفـريقيـ‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫المؤتمـر العربـي الخامـس لمكافحـة اإلرهاب (تونس‬


‫‪ 15‬يونيو ‪.)2002‬‬
‫اجتماع وزراء العدل العرب لمكافحة اإلرهاب‬
‫(القاهرة ‪ 29‬نوفمبر ‪.)2004‬‬
‫المؤتمرـ األول لمركزـ «الجمهوريـة» لدراسات‬
‫اإلرهاب (القاهرة ‪ 4‬إبريل ‪.)2007‬‬
‫‪11‬سبتمبر‬ ‫اجتماع لمكافحــة اإلرهاب (جدة‬
‫‪.)2014‬‬
‫المؤتمـر العالمـي لمواجهة التطرف واإلرهاب الذى‬
‫عقده األزهر الشريف (القاهرة ‪ 3‬ديسـمبر ‪.)2014‬‬
‫مؤتمـر «نحـو اسـتراتيجية عربيـة شاملـة لمواجهة‬
‫التطرف»‪ ،‬بمكتبة اإلسكندرية فـي ‪ 3‬يناير ‪.2015‬‬

‫التشريعات المصرية لمكافحة اإلرهاب‪:‬‬


‫تعددت التشريعات التي وضعها المشرع المصري لمكافحة ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬وضـع المشرع تنظيما ً إجرائيا ً خاصـا ً لمواجهـة اإلرهاب بموجـب القانون رقـم ‪ 105‬لسنة ‪ 1980‬إلنشاء‬
‫عدل بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪.2003‬‬ ‫محاكم أمن الدولة‪ ،‬والذي ُ‬
‫‪ .2‬صـدر القانون رقـم ‪ 80‬لسـنة ‪ 2003‬بشأـن مكافحـة غسـل األموال‪ ،‬بغيـة العمـل علـى تجفيـف منابع‬
‫اإلرهاب ومنها تمويل الجماعات اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ .3‬تم إصدار القرار رقم ‪ 477‬لسنة ‪ 2006‬لتشكيل لجنة إعداد مشروع قانون مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .4‬جاءـت المادة ‪ 179‬مـن دسـتور عام ‪ 1971‬التـي تمـت الموافقـة عليهـا ضمـن ‪ 34‬مادة شملهم‬
‫اسـتفتاء مارس ‪ ،2007‬فوضعـت أسـاسا ً لمكافحـة اإلرهاب إـذ نصـت علـى أـن تعمـل الدولـة على‬
‫حماية األمنـ والنظام العام في مواجهة أخطار اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .5‬قامـت وزارة العدل فـي نهايـة عام ‪ 2013‬بإعداد مشروع قانون لمكافحـة اإلرهاب‪ ،‬تضمـن تعديل‬
‫بعـض أحكام قانون العقوبات‪ ،‬ومشروع قانون ثانـيـ بشأـن األحكام اإلجرائيـة لمكافحة اإلرهاب‬
‫والتعاون القضائي الدولي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الهيئة العامة لالستعالمات‬


‫‪1‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫اإلرهاب والجريمـة العابرة للحدود علـى المسـتوى اإلقليمي‬


‫بحيث تكون األداة التنفيذية لتوصيات المركز‪.‬‬
‫تنظيـم دوريات مشتركـة علـى مسـتوى الحدود متخصصة‬
‫في مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫تطويـر وإصـالح قوات األمـن‪ ،‬بحيـث يمكنهـا كسـب ثقة‬
‫المواطنيـن وتعاونهـم‪ ،‬من خالل ضمان احترام حقوق‬ ‫سادسا ‪ -‬آليات المواجهة‪:‬‬
‫اإلنسـان‪ ،‬وفـي هذا اإلطار مـن الممكـن االسـتفادة من‬ ‫مع تصاعد مخاطر اإلرهاب فـي قارة إفريقيا‪ ،‬أصبح‬
‫الفكرة التـي طرحهـا الرئيـس األمريكـي باراك أوباما حول‬ ‫مـن الضروري مواجهـة هذه الظاهرة من خالل‬
‫إنشاء صندوق لمواجهـة اإلرهاب‪ ،‬علـى أن تقوم دول القارة‬ ‫صـياغة اسـتراتيجية وطنيـة لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬
‫بإنشاء صـندوق إفريقـي خالـص‪ ،‬بهدف دعـم التنسيق‬ ‫وتضمـن احترام ومسـاعدة ضحايـا اإلرهاب ماديا‬
‫المشترك واإلنذار المبكر‪.‬‬ ‫ومعنويـا‪ ،‬بحيـث تشمـل هذه االسـتراتيجية العمل‬
‫تقليـل مخاطـر االعتداءات اإلرهابيـة إلـى الحـد األدنـى من‬
‫في ثالثة مجاالت‪ ،‬تضم اآلتي‪:‬‬
‫خالل شقيـن‪ ،‬الشـق األول‪ :‬يرتبـط بحصـار مصـادر تمويل‬
‫الجماعات اإلرهابيـة‪ ،‬وتفكيـك شبكاتهـم القائمـة‪ ،‬والشق‬
‫الثاني‪ :‬يتعلق بحماية البنية التحتية الخاصة بمؤسسات‬
‫الطاقة والنقل والصناعة واالتصاالت وغيرها من القطاعات‬ ‫والتوعوي‬
‫الفكريوالوقائي‬
‫واإلصالحي‬ ‫البعد األمني‬
‫التنموي‬‫البعد‬
‫البعد‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫تخفيـف أثـر الهجمات اإلرهابيـة عـبر تجهيـز وتخطيط‬
‫أدوات الطوارئ‪ ،‬وإدارة األزمـة‪ ،‬وتوعيـة المواطنيـن حتى‬
‫يتمتعوا باالسـتجابة والمرونـة الالزمـة فـي حالة وقوع‬
‫‪-1‬البعد األمني والوقائي‪:‬‬
‫الحوادث اإلرهابية‪.‬‬
‫إنشاء مركـز إقليمـي إفريقي لتبادل المعلومات‬
‫إصـدار القوانيـن والتعليمات الالزمـة السـتخدام شبكة‬
‫تهدف تجميع المعلومات‬
‫يســـ‬ ‫االســتخبارية‪،‬‬
‫اإلنترنـت بهدف مواجهـة االعتداءات اإللكترونية واإلرهاب‬
‫المتعلقـة باألنشطـة اإلرهابيـة‪ ،‬فـي سـبيل تحقيق‬
‫اإللكترونـي‪ ،‬إضافـة إلـى تنظيـم الجهات المعنية دورات‬
‫مواجهات استباقية‪.‬‬
‫تدريبية حول موضوع مكافحة جرائم الحاسب اآللي‪.‬‬
‫إنشاء وحدات للتنسـيق علـى المسـتوى الوطنيـ‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي‬
‫المصري‬
‫االتفاق حول تعريف موحدـ لإلرهاب‪ :‬حيـث لم تحقق‬
‫االجتماعات التـي جرت فـي األمـم المتحدة بشأن‬
‫التوصـل التفاقيـة شاملـة حول اإلرهاب تقدما ً بسبب‬
‫الخالفات حول تعريـف اإلرهاب‪ ،‬وتبنـي تصنيفات‬
‫انتقائيـة للجماعات اإلرهابيـة وفقـا للمصـالح الغربيـة‪ ،‬فما‬
‫قـد تعتـبره دولـة جماعـة إرهابيـة قـد ال تعترف بـه دولة‬
‫أخرى‪ ،‬األمـر الذي يعيـق إيجاد أداوت قانونيـة فعالة‬
‫متفق عليها دوليا‪.‬‬
‫إنشاء بنـك معلوماتـي للقبائـل الحدوديـة‪ :‬يضـم هوية‬
‫تعزيزـ التعاون اإلقليمـي والثنائـي بيـن الدول اإلفريقية‬
‫كـل فرد مـن أفراد القبائـل الموجودة علـى الحدود بين‬ ‫لتحديـد وإيقاف مصـادر تمويـل الجماعات اإلرهابيـة بما‬
‫الدول اإلفريقيـة‪ ،‬بهدف محاربـة العناصـر اإلرهابية‬ ‫يتضمنـه ذلـك مـن األنشطـة غيـر المشروعـة‪ ،‬بحيث يقود‬
‫المتسـللة إلـى هذه القبائـل‪ ،‬بمـا يسـاعد علـى رصد‬ ‫هذا التعاون إلـى إنشاء أطرـ قانونيـة تسمح بتبادل‬
‫المعلومات بيـن الدول لمكافحـة اإلرهاب وغسيل‬
‫العناصر الدخيلة عليها‪.‬‬
‫األموال وعمليات التهريـب‪ ،‬ودعـم تبادل الخبرات‬
‫اعتماد قانون إفريقـي موحدـ للتـرحيل‪ :‬يعتمده‬
‫والتجارب الدوليـة‪ ,‬وتعزيـز التدريـب المشترك مـن أجل‬
‫االتحاد اإلفريقـي‪ ،‬بماـ يسـاهم فـي إيجاد اتفاقية‬ ‫رفع قدرات هيئات إنفاذ القانون‪ ،‬وااللتزام بقرارات‬
‫مشتركـة لترحيـل المطلوبيـن والمشتبـه فـي صلتهم‬ ‫مجلـس األمـن الخاصـة بتجميـد أصـول اإلرهابييـن ومن‬
‫بتنظيمات إرهابيـة لتسـهيل عمليات الترحيـل بين‬ ‫يدعمهم ماليا‪.‬‬
‫إنشاء أجهزة محليـة خاصـة إلدارة األصـول المصادرة‬
‫مختلـف الدول اإلفريقيـة بحيـث يُلزم القانون أيـة دولة‬
‫والمسـتولى عليهـا‪ ,‬واألموال الناتجـة عـن غسيل األموال‪,‬‬
‫إفريقيـة توقـع عليـه بترحيـل وتقديم األشخاص‬
‫وتمويـل اإلرهاب‪ ,‬وعمليات التهريـب‪ ،‬بحيـث يتم‬
‫المشتبه فيهم إلى بلدانهم األصلية‪.‬‬ ‫اسـتخدامها فـي مكافحـة اإلرهاب والجريمـة المنظمة‪،‬‬
‫إنشاء قاعدة بيانات دوليـة لتنسـيق اإلجراءات‪ :‬فيما‬ ‫فضال عن تعويض ومساعدة ضحايا اإلرهاب‪.‬‬
‫يتعلـق بجوازات السـفر المسـروقة‪ ،‬وغيرهـا مـن وثائق‬ ‫تحديدـ األفراد والمؤسـسات التـي يشتبـه فـي تمويلها‬
‫لإلرهاب‪ ،‬وتبادل هذه المعلومات بين دول القارة‪،‬‬
‫السـفر األخرى‪ ،‬للحـد من تنقالت اإلرهابييـن‪ ،‬وتشجيع‬
‫وإنشاء هيئـة لتعزيـز التعاون بين وحدات المعلومات‬
‫الدول اإلفريقيـة علـى اتباع معاييـر دوليـة متطورة‪ ،‬من‬
‫الماليـة علـى غرار «مجموعـة «اجمونـت» لمكافحة‬
‫خالل التعاون الدولـي وتقديـم المسـاعدات التقنية‬ ‫غسـيل األموال‪ ،‬وفي حالـة اكتشاف معلومات ذات صلة‪,‬‬
‫الالزمـة لمنـع تزويـر جوازات السـفر واسـتخدامها من‬ ‫ينبغـي للبلدان اإلبالغ عنهـا من خالل القنوات المالئمة‬

‫قبل الجماعات اإلرهابية في التنقل من بلد آلخر‪14.‬‬ ‫التي يتم االتفاق عليها‪.‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫رفع مستوى الوعي األمني وتطوير حمالت إعالمية‬


‫وتثقيفيـة واسـعة فـي مصرـ ومختلف دول القارة‬
‫لمواجهـة التطرف والثقافـة الجهاديـة التـيـ تنتشر‬
‫وتجذب إليها عقول الشباب العاطل عن العمل‪.‬‬
‫تبنـى رسـالة إعالميـة قوميـة تقوم علـى المهنيـة فيـ‬
‫األداء‪ ،‬وتسـعى إلى نشر قيم التسامح واالعتدال‪.‬‬
‫فتـح قنوات الحوار‪ :‬مـنـ خالل إقامة الندوات‬
‫والمحاضرات العامـة‪ ،‬حتـى تكون فرصـة لالستماع‬
‫إلـى الشباب ومناقشتهـم‪ ،‬وتكون بمثابـة همزة وصل‬
‫بيـن المجتمـع والشباب مـن ناحيـة‪ ،‬وبيـن صناع القرار‬
‫مـن ناحيـة أخرى‪ ،‬لدحـض األفكار السـلبية والمتطرفـة‬
‫فـي سـبيل مواجهـة اإلرهاب‪ ،‬ووضـع وتنفيـذ البرامج‬
‫الرامية إلـى تعزيـز الحوار المتعدد الثقافات وفيمـا بين‬
‫األديان‪ ،‬وفـي هذا اإلطار تأتـي أهميـة تطويـر النظم‬
‫التعليميـة بحيـث تعمـل علـى تعزيـز قيـم التسامحـ‪،‬‬
‫والتعدديـة‪ ،‬فضال عـن توفيرـ المعارف األساسية‬
‫بالحضارات واألديان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي المصري‬

‫‪-3‬البعد التنموي واإلصالحي‪:‬‬


‫تشجيـع المشروعات اإليجابيـة واألفكار البناءـة‪ :‬التـي تسـعى إلـى توظيـف طاقات الشباب بشكـل إيجابي‪،‬‬
‫وتهدف إلى تنمية المجتمع وتطويره‪.‬‬
‫تطويرـ مؤسـسات الدولـة‪ :‬تشجيـع تطـبيق مبادئ الشفافيـة والمسـاءلة واحترام القانون فـي مؤسـسات الدولة‪،‬‬
‫وتطبيق عقوبات انتهاك حقوق اإلنسان‪ ،‬وتعزيز العالقات مع المنظمات غير الحكومية لضمان مسـاهمة فعالة‬
‫في المشاركة في المعلومات المتعلقة بمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫التنمية‪ :‬معالجـة العوامل التي توفـر أرضية خصبة لتنامي اإلرهاب‪ ،‬وفـي هذا اإلطار تعد التنمية مطلبا أساسيا‬
‫لمواجهـة اإلرهاب‪ ،‬بمـا تتضمنـه مـن تشجيـع الشراكـة بيـن الحكومـة والقطاع الخاص بهدف القضاء علـى البطالة‬
‫والفقـر‪ ،‬وسـرعة تنفيـذ المشروعات اإلنمائيـة التـي تسـتهدف الفئات المهمشـة فـي المجتمـع لكسب انتماء‬
‫أفرادها وذلك كي يدعموا جهود الحكومات في مكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي‬
‫المصري‬

‫ملحق‬

‫‪1‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلرهاب في إفريقيا وتداعياته على األمن القومي‬
‫المصري‬
‫الجماعات اإلرهابية الناشطة في‬
‫م‬ ‫الجماعة‬ ‫تاريخ النشأة‬ ‫موقع العمليات‬ ‫القيادة‬ ‫األهداف‬ ‫حجم العضوية‬
‫‪1‬‬ ‫جماعة أنصار الدين‬ ‫نشأت في أواخر عام ‪2011‬‬ ‫إفريقيا‬
‫تتركز أنشطتها في شمال مالي وجنوب‬ ‫يتزعمها "إياد أغ‬ ‫تهدف إلى تطبيق الشريعة‬ ‫غير معروف‬
‫(‪)AAD‬‬ ‫غرب ليبيا‬ ‫غالي‬ ‫اإلسالمية في المناطق الواقعة‬
‫تحت سيطرتها‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫جيش اإلسالم (‪)AOI‬‬ ‫بدأت نشاطها في أواخر عام‬ ‫أساسا في غزة‪ ،‬وهي مسؤولة‬‫ً‬ ‫تعمل‬ ‫ويتزعمها ممتاز‬ ‫تؤيد ايديولوجية سلفية متطرفة‬ ‫تقدر عضوية هذه‬
‫‪2005‬‬ ‫عن العديد من األعمال اإلرهابية ضد‬ ‫دغمش‬ ‫وعنيفة‪ ،‬وقد عملت سابقا مع‬ ‫المنظمة بمئات‬
‫مصر وإسرائيل وكذلك ضد مواطني‬ ‫حماس‪ ،‬وتحاول تطوير‬ ‫األعضاء‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا‬ ‫اتصاالتها مع تنظيم القاعدة‪.‬‬
‫ونيوزيلندا‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫بوكو حرام (‪)BH‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫مقرها في شمال نيجيريا حيث يعاني‬ ‫أبو بكر شيكاو‬ ‫تتبع الجماعة أيديولوجية سنية‬ ‫يتراوح عدد أعضائها‬
‫جماعة أهل السنة‬ ‫الشمال من الفقر‪ ،‬وتتسع عملياتها‬ ‫متطرفة وعنيفة تهدف لتطبيق‬ ‫بين مئات إلى بضعة‬
‫للدعوة والجهاد‬ ‫لتشمل أيضا شمال الكاميرون‪ ،‬وحوض‬ ‫الشريعة اإلسالمية في جميع‬ ‫آالف عضو‬
‫وسميت أيضا‬ ‫بحيرة تشاد‪.‬‬ ‫واليات نيجيريا‬
‫"طالبان النيجيرية"‬

‫‪ 4‬‬ ‫جماعة أنصار‬ ‫انشقت علنا من بوكو حرام في‬ ‫تتركز عملياتها في شمال نيجيريا‬ ‫ال تزال بنيتها‬ ‫الدفاع عن المسلمين من‬ ‫غير معروف‬
‫المسلمين في بالد‬ ‫يناير ‪2012‬‬ ‫القيادية غير واضحة‬ ‫خالل القتال ضد الحكومة‬
‫السودان (‪)ANSARU‬‬ ‫ومع ذلك فمن‬ ‫النيجيرية والمصالح الدولية‪،‬‬
‫المعروف أن أحد‬ ‫وتجنب قتل المدنيين‬
‫أبرز قادتها هو خالد‬ ‫المسلمين األبرياء‬
‫البرناوي‬

‫‪5 ‬‬ ‫الجماعة الليبية‬ ‫تأسست في أوائل التسعينيات‬ ‫ليبيا‬ ‫عبد الحكيم بلحاج‬ ‫تعهدت الجماعة باإلطاحة‬ ‫غير معروف‬
‫اإلسالمية المقاتلة‬ ‫وفي أوائل عام ‪ ،2011‬في أعقاب‬ ‫بنظام الزعيم الليبي معمر‬
‫(‪)LIFG‬‬ ‫الثورة الليبية وسقوط القذافي‪،‬‬ ‫القذافي‪ ،‬واستهدفت المصالح‬
‫عاد أعضاؤها من الخارج‪ ،‬وأسس‬ ‫الحكومية الليبية‬
‫بعضهم جماعة "الحركة من أجل‬
‫التغيير" (‪)LIMC‬‬

‫‪6‬‬ ‫كتيبة الملثمون‬ ‫انفصلت عن تنظيم القاعدة‬ ‫يتركز نشاطها في الجزائر وجنوب غرب‬ ‫مختار بلمختار‬ ‫محاربة األهداف والمصالح‬ ‫غير معروف‬
‫(‪)AMB‬‬ ‫في أواخر عام ‪ ،2012‬وتم إنشاء‬ ‫ليبيا ومالي والنيجر‬ ‫الغربية‬
‫كتيبة فرعية تحت اسم "أولئك‬
‫الذين يوقعون بالدم" "‪Those‬‬
‫‪ ،"Who Sign in Blood‬وفي‬
‫أغسطس ‪ 2013‬اندمجت مع‬
‫"الحركة من أجل التوحيد والجهاد‬
‫في غرب أفريقيا" (‪)MUJAO‬‬
‫تحت اسم "المرابطون"‪.‬‬

‫‪ 7‬‬ ‫تنظيم القاعدة في‬ ‫تم إعالن الجماعة السلفية‬ ‫شمال شرق الجزائر‪ ،‬وجنوب غرب‬ ‫عبد المالك‬ ‫يسعى لإلطاحة باألنظمة‬ ‫تناقص بعد الضربات‬
‫بالد المغرب‬ ‫للدعوة والقتال (‪ )GSPC‬كمنظمة‬ ‫ليبيا‪ ،‬وشمال مالي‪ ،‬والنيجر‪.‬‬ ‫دروكدال‪ ،‬المعروف‬ ‫األفريقية "المرتدة" وإنشاء دولة‬ ‫التي تلقاها من قبل‬
‫اإلسالمي ‪AQIM‬‬ ‫إرهابية في ‪ ،2002‬وبعد‬ ‫باسم أبو مصعب‬ ‫الخالفة اإلسالمية‪.‬‬ ‫القوات الفرنسية‬
‫انضمامها رسميا إلى تنظيم‬ ‫عبد الودود‪.‬‬ ‫واألفريقية‪ ،‬وبلغ عدد‬
‫القاعدة في ‪ 2006‬أصبحت‬ ‫أعضائه أقل من ألف‬
‫تُعرف باسم تنظيم القاعدة في‬ ‫مقاتل في الجزائر مع‬
‫المغرب اإلسالمي‬ ‫عدد أقل في منطقة‬
‫الساحل‬

‫‪8 ‬‬ ‫حركة الشباب‬ ‫برزت منذ عام ‪ 2006‬حيث‬ ‫الصومال‬ ‫أحمد عبدي غودان‬ ‫تقويض الحكومة االتحادية في‬ ‫عدة آالف متضمنة فئة‬
‫(شباب المجاهدين)‬ ‫أصبحت الجناح العسكري‬ ‫المعـروف بـ "مختار‬ ‫الصومال‬ ‫قليلة من المقاتلين‬
‫(‪)AS‬‬ ‫لمجلس المحاكم اإلسالمية‬ ‫ابو زبير"‬ ‫األجانب‪ ،‬فضال عن‬
‫الصومالي السابق‬ ‫(تؤكد الواليات‬ ‫الميليشيات العشائرية‬
‫المتحدة مقتله في‬ ‫المتحالفة معها في‬
‫غارة أمريكية)‬ ‫بعض المناطق‪.‬‬

‫‪.Source: Country Reports on Terrorism 2013, United States Department of State Publication, April 2014‬‬

‫‪1‬‬
‫‪18‬‬

You might also like