You are on page 1of 15

‫فقرات إنشائية في محور‬

‫الحي القديم و الحي المعاصر‬


‫السنة التاسعة‬
‫تفكيك الموضوع‬
‫‪:‬المعطی‬ ‫‪:‬الموضوع األول‬
‫ا‪11‬لزمان‪ :‬أ‪1‬حد أ‪1‬يام‪ 1‬ا‪11‬لعطلة‪-‬‬ ‫كنت في أحد أيام العطلة تجتمع مع أطفال‬
‫شخصيات أ‪1‬طف‪1‬ا‪11‬لا‪11‬لحي‪ +‬ا‪11‬لسارد‪-‬‬
‫‪:‬‬ ‫ا‪11‬ل‬ ‫حيك و تنعم باللعب معهم و فجأة حدث ما‬
‫‪1‬ثا‪11‬للعبو ا‪11‬له‪1‬و‪-‬‬
‫ا‪11‬ألحدا ‪:‬‬ ‫‪.‬عكر صفوكم وعطل لعبكم‬
‫(ال‪1‬ضطرا‪1‬ب‪,‬ا‪11‬لمشكل)‬ ‫أسرد ما حدث‬
‫‪:‬المطلوب‬
‫س‪11‬رد ا‪11‬ألحدا‪1‬ث‪-‬‬

‫الصفحة ‪2‬‬ ‫الصفحة ‪1‬‬


‫‪ :‬التصميم‬
‫‪1‬ا‪11‬ل‬
‫ت‪111‬أزم‪ 1‬ا‪11‬لموقفت‪111‬دريجيا ‪ :‬ت‪111‬ق‪1‬دم‪ 1‬أ‪1‬حد ا‪11‬ألطف ‪-‬‬ ‫المقدمة‬
‫ن‪11‬حوه‪ / 1‬ق‪11‬ذفه‪ 1‬ب‪111‬ا‪11‬لكرة ‪ /‬مالحقة ا‪11‬لكلب‬ ‫‪ :‬اإلطار الزماني‬
‫ل‪11‬لفتى‪/‬ا‪11‬لطفلي‪11‬طلبا‪11‬لنجدة ي‪11‬سقط‪ /‬خ‪1‬روج‬ ‫وصفا‪11‬لطبيع‪1‬ة‪-‬‬
‫ا‪1‬حد ا‪11‬ألجوار ل‪11‬لمساعدة ‪/‬إ‪1‬يق‪1‬افا‪11‬لكلب‪/‬ا‪11‬القترا‪1‬ب‬ ‫‪ :‬اإلطار المكاني‬
‫منا‪11‬لصديق‪ /‬ا‪11‬لتخفيفعنه‪/ 1‬أ‪1‬حد ا‪11‬ألجوار‬ ‫‪-‬بطحاء الحي‬
‫ي‪11‬حمله‪ 1‬إ‪11‬لىأ‪1‬قربب‪111‬يت‪ /‬مع‪1‬ا‪11‬لجة ج‪1‬را‪1‬حه‪/ 1‬‬ ‫‪:‬الجوهر‬
‫وصولأ‪1‬مه‪ ( 1‬وصفح‪1‬ا‪11‬لته‪1‬ا )‪ /‬أ‪1‬خذ ا‪11‬لطفلإ‪11‬لى‬ ‫حدث‬
‫‪ :‬ا‪11‬ل ‪-‬‬
‫ا‪11‬لمشفى‪ /‬ع‪1‬ودته‪ 1‬إ‪11‬لىب‪111‬يته‪ 1‬س‪11‬ا‪11‬لما‬ ‫ا‪11‬للعب( ل‪11‬عبة ك‪1‬رة ا‪11‬لق‪1‬دم‪- )1‬‬
‫(وصفح‪1‬ا‪11‬لة ا‪11‬ألطفا‪11‬لوهم‪ 1‬ي‪11‬لعبون‪-‬‬
‫)المرح ‪ ،‬الفرح ‪ ،‬السعادة ‪ ،‬النشاط‬
‫ك‪1‬لب‬
‫ا‪11‬لحدثا‪11‬لق‪1‬ادح ا‪11‬لتوتر ‪( :‬ف‪111‬جأة ) هجوم‪- 1‬‬
‫الصفحة ‪4‬‬ ‫الصفحة ‪3‬‬ ‫ش‪11‬رس‬
‫لعبنا و لهونا كثيرا و ارتفعت أصواتنا‬ ‫‪:‬الخاتمة‬
‫الفرحة المرحة و عال التصفير والتصفيق و‬ ‫ب‪111‬ق‪1‬اء ا‪11‬لصديقف‪111‬ترة ال‪ 1‬ي‪11‬شاركف‪111‬يا‪11‬للعب‪-‬‬
‫أخذ منا الحماس كل مأخذ ‪.‬فما أجمل هذا‬ ‫عودته بعد أن نسي ما وقع إلى اللهو و‬
‫!اليوم وما أمتع اللعب صحبة هؤالء الرقاق‬
‫‪ ‬المرح دون تهور‬
‫إال أن هذه المتعة لم تدم إذ مزق كلب جارنا‬
‫التحرير‬
‫قيده و خرج إلينا ‪ !.‬كانت عيناه مضطرمتان‬
‫ها قد حل فصل الربيع و هاهي العصافير‬
‫تتقدان شررا وشراسة ‪ .‬لزمنا أماكننا في‬
‫تزقزق و تبني أعشاشها فوق األشجار‬
‫صمت مروع لكن أحمد و كان أشجعنا ‪ ،‬أو‬
‫‪.‬الزاهية‬
‫هكذا يدعي دوما‬
‫أغرتنا هذه الطبيعة الخالبة إغراء ال‬
‫أخذ الكرة وأصاب بها الكلب المتحفز للنزال‬
‫يقاوم باللعب ‪ .‬فاجتمعنا نحن صبية الحي‬
‫‪ .‬فياله من موقف حرج ! فقد كشر الكلب عن‬
‫‪.‬في البطحاء لنلعب كرة القدم‬
‫أنيابه‬
‫الصفحة‪6‬‬ ‫الصفحة ‪5‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫وبعد فترة وجيزة قدم جارنا الهادي و حمل‬ ‫وجرى خلف احمد ‪ ،‬وكان المشهد فظيعا !أحمد‬
‫أحمد بين يديه برفق وحنان بينما كنا نشرئب‬ ‫يجري والكلب يجري وراءه‬
‫‪.‬بأعناقنا نروم للاطمئنان على حاله‬ ‫كان أحمد المسكين يرفع عقيرته بالصياح طالبا‬
‫أدخل جارنا الطيب أحمد إلى بيتي وكان أقرب‬ ‫النجدة ‪ .‬ها هو يسقط أرضا ثم يقف وقد نزف‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫أنفه دما قانيا وما إن بدأت هذه المالحقة حتى‬
‫المنازل إلى الواقعة فعالجت أمي جراحه و‬ ‫‪..‬‬
‫‪ .‬هرعت نحو بيت جارنا صالح طلبا للمساعدة‬
‫‪.‬خففت من خوفه وارتجافه‬ ‫‪.‬‬
‫مرت نصف ساعة و إذا بأم أحمد‪ ،‬وقد بلغها‬ ‫‪ .‬أسرع الرجل وقد تملكه الخوف نحو کلبه‬
‫النبأ وتدخل البيت في حالة عظيمة من التوتر‬ ‫وماهي إال لحظات حتى أمسك به و هدأه و‬
‫والخوف وقد امتقع وجهها وارتعشت يداها ‪.‬‬ ‫توقفت هذه المالحقة المرعبة وقد رقت أفئدتنا‬
‫لكنها حين رأت صغيرها بخير هدا روعها و‬ ‫لحال صديقنا المسكين‬
‫زال خوفها‬
‫الصفحة ‪8‬‬
‫الصفحة ‪7‬‬
‫وبعد وقت قصير جاء األب من عمله و أصر‬
‫الموضوع الثاني‬
‫على أخذ ابنه إلى المشفى‪ .‬وكم كانت سعادته‬
‫حلت بحيكم أسرة جديدة فرحب بها أهل الحي‬
‫عظيمة عندما أكد الطبيب أن أحمد بصحة‬
‫و أقبلوا على مساعدتها لتستقر في البيت‬
‫‪.‬جيدة وعافية‬
‫‪.‬الجديد‬ ‫‪ ‬‬
‫اسرد ما حدث مبرزا مظاهر التعاون بين أهل‬ ‫تتالت األيام و ظللنا نحن صبية الحي نلعب‬
‫‪ ‬‬
‫‪.‬الحي‬ ‫بكرة القدم كلما سنحت الفرصة لكن أحمد ما‬‫‪..‬‬
‫‪. ...‬كان يشاركنا اللعب‬
‫ومرت أيام تليها أيام و نسي أحمد الحادثة و‬
‫عاد إلينا كما كان وقد عزم عزما صادقا أال‬
‫يشاكس الكالب و اال يدعي ما ليس فيه من‬
‫‪ .‬الصفات‬
‫‪.‬فما أجمل اجتماع شملنا من جديد‬
‫الصفحة ‪10‬‬ ‫الصفحة ‪9‬‬
‫تفكيك الموضوع‬
‫‪:‬الجوهر‬ ‫المعطی‬
‫ا‪11‬لحدثا‪11‬لرئيسي‪ :‬ق‪11‬دوم‪ 1‬ا‪11‬لسكانا‪11‬لجدد‪-‬‬ ‫ف‪111‬ي‬
‫‪1‬ث حلولأ‪1‬سرة ج‪1‬ديدة ل‪11‬تقيم‪- 1‬‬ ‫ا‪11‬ألحدا ‪:‬‬
‫ا‪11‬ألحدا‪1‬ثا‪11‬لالحق‪1‬ة ‪ :‬ا‪11‬لترحيب‪ /‬ت‪111‬ق‪1‬ديم‪ 1‬ا‪11‬لمساعدة‪-‬‬ ‫ب‪1‬هلا‪11‬لحيب‪111‬ه‪1‬ا ت‪111‬قديم‪1‬‬‫ا‪11‬لحي‪ /‬ت‪111‬رحي أ‬
‫ثاث‬
‫رجا‪11‬ل ي‪11‬عينونا‪11‬ألجوار إل‪1‬نزا‪11‬لا‪11‬أل ‪-‬‬
‫‪:‬‬ ‫أ‪1‬عما‪11‬لا‪11‬ل‬ ‫‪.‬ا‪11‬لمساعدة‬
‫‪ ‬‬
‫أ‪1‬يضع‪1‬ونه‪ 1‬ف‪111‬يا‪11‬لبه‪1‬و‪/‬ي‪11‬حرصونعلى‬ ‫شخصيات أ‪1‬هلا‪11‬لحي‪ :‬ا‪11‬لرجا‪11‬ل‪ ،‬ا‪11‬لنساء ‪-،‬‬
‫‪:‬‬ ‫ا‪11‬ل‪ ‬‬
‫س‪11‬المته‪/1‬ي‪11‬تبادلونا‪11‬ألحاديث‬ ‫‪..‬‬
‫ا‪11‬ألطف‪1‬ا‪11‬ل‬
‫‪.‬‬
‫ىمجموعات‬
‫‪-‬‬ ‫أ‪1‬عما‪11‬لا‪11‬لنساء ‪ :‬ق‪11‬سمنأ‪1‬نفسهنإ‪11‬ل‬ ‫المطلوب‬
‫مجموعة أولىت‪111‬نظفا‪11‬ألثاثمما علقب‪111‬ه‪ 1‬من‬ ‫س‪11‬رد ا‪11‬ألحدا‪1‬ثو إ‪1‬براز مظاهر ا‪11‬لتع‪1‬اون‪-‬‬
‫غ‪1‬رفمجموعة‬ ‫غبار‪,‬مجموعة ث‪111‬انية ت‪111‬ق‪1‬رشا‪11‬ل ‪,‬‬ ‫‪ :‬التصميم‬
‫‪.‬ث‪111‬ا‪11‬لثة ت‪111‬ضع‪ 1‬ا‪11‬ألوا‪1‬نيف‪111‬يأ‪1‬ماكنه‪1‬ا ا‪11‬لمالئمة‬ ‫‪:‬المقدمة‬
‫‪ .‬وصفا‪11‬لحيوأ‪1‬هله‪-1‬‬
‫الصفحة ‪12‬‬
‫الصفحة ‪11‬‬ ‫وصفعالقة ا‪11‬لسارد ب‪111‬ا‪11‬لحي‪-‬‬
‫فما إن وصلت الشاحنة محملة باألثاث حتى‬ ‫‪1‬ا‪11‬ل ي‪11‬ساعدونا‪11‬لرجا‪11‬لحينا و‪-‬‬
‫أ‪1‬عما‪11‬لا‪11‬ألطف ‪:‬‬
‫أقبل رجال الحي لتقديم العون و ها هم‬ ‫‪ .‬ي‪11‬لبونطلباتا‪11‬لنساء حينا آ‪1‬خر‬
‫يشاركون في إنزال األثاث برفق و حرص ‪.‬‬ ‫الخاتمة‬
‫وكانوا أثناء ذلك يتبادلون األحاديث الطلبة‬ ‫‪.‬قضاء سهرة ممتعة ‪ /‬التعارف بين الجميع‬
‫‪ ‬‬
‫فترتفع ضحكاتهم لتمأل األجواء بهجة وحبورا‬ ‫‪ ‬التحریر‬
‫مر الوقت سريعا و إذا باألثاث كله قد استقر في‬ ‫‪..‬أنا أنعم بالعيش داخل حي يمنحنا الراحة‬
‫‪.‬بهو الدار و إذا بالشاحنة فارغة تستعد للمغادرة‬ ‫‪ ..‬والسكينة ‪ ،‬فأهله طيبون متآزرون متآلفون‬
‫ها قد أنهى الرجال أعمالهم و أوكلوا المهمة‬ ‫فكم أحب هذا الحي بكل ما فيه من عادات و‬
‫‪.‬للنساء الالئي قسمن أنفسهن إلى مجموعات‬ ‫‪.‬عالقات نبيلة‬
‫وقد رأيت بنفسي مظاهر التعاون بين أهل‬
‫حيي عندما قدمت عائلة الحاج محمد لتستقر‬
‫‪.‬في بيتها الجديد‬
‫الصفحة ‪14‬‬ ‫الصفحة ‪13‬‬
‫أما نحن الصبية فقد ساعد بعضنا الرجال في‬ ‫وقد أقبلت المجموعة األولى على إزالة ما‬
‫حمل ما خف من األثاث بينما كنت ترى‬ ‫علق باألثاث من غبار بصدر رحب ثم وزعنه‬
‫أصغر منا يطيعون أوامر النسوة دون كلل أو‬ ‫في أماكنه المالئمة مسترشدات بتوجيهات‬
‫ملل‪ ،‬بل كانت سعادتهم الطافحة جلية على‬ ‫‪ .‬الجارة الجديدة‬
‫‪ ‬‬
‫‪..‬أسارير وجوههم البريئة‬ ‫‪ ‬أما المجموعة الثانية فاعتنت بفرش الغرف‬
‫وسرعان ما تعرفنا نحن الصغار على بعضنا‬ ‫‪..‬بإتقان و ترتيب األثاث وهن حريصات كل‬
‫البعض و ها نحن نلهو و نلعب بعد أن أدينا‬ ‫‪ ..‬الحرص على تناسقه و انسجامه‬
‫‪.‬مهمتنا على أكمل وجه‬ ‫أما المجموعة الثالثة تتكون من الفتيات الالتي‬
‫و في مساء نفس اليوم بعد أن أتم الجميع‬ ‫اخترن ترتيب األواني في أماكنها المخصصة‬
‫أعمالهم اجتمعنا في بيت الحاج محمد لنحتفل‬ ‫و هن يراوحن بين العمل و تبادل الحديث‬
‫‪.‬بانضمام هذه األسرة إلينا‬ ‫الرقيق‬

‫الصفحة‪16‬‬ ‫الصفحة ‪15‬‬


‫فقرة إنشائية عن الحي القديم و المعاصر‬ ‫وقد أقبل الجميع على أكل الحلويات و شرب‬
‫لطالما أحببت حينا الشعبي العريق ما أجمل‬ ‫العصير اللذيذ و انصرفنا إثر السهرة اللطيفة‬
‫معماره األصيل! فهو ال يزال يحتفظ لليد‬ ‫و كلنا فخر واعتزاز بما بيننا من ألفة و‬
‫البشرية بقديم سمعتها في المهارة واإلبداع كان‬ ‫‪.‬تآزر‬
‫‪ ‬‬
‫حينا يشمل نحو اربعين بيتا‬ ‫‪ ‬فما أروع هذا الحي و أهله ويا له من يوم‬
‫يغلق عليها في الليل باب ضخم منقوش نقشا‬ ‫!‪!..‬بهيج‬
‫عجيبا‪ ،‬أما األزقة فكانت ضيقة ولكنها تفوح‬ ‫‪.‬‬
‫بعطر األصالة‪ ،‬فهي مقيبة‪ ،‬وتقوم على‬
‫جوانبها دكاكين مختلفة مزخرفة سقوفها‬
‫بتصاوير بديعة‪ ،‬وجلس الصنائعيون داخلها‬
‫‪.‬إلى طاوالت مرتفعة‬

‫الصفحة ‪18‬‬ ‫الصفحة‪17‬‬


‫وحلق حديدية تتدلي کاألخراس‪ ،‬والنوافذ‬ ‫إنها تحتوينا بحنانها ورفقها وحسن ضيافتها‪.‬‬
‫الصغيرة العالية هذه البيوت التي تشعرك‬ ‫تدهشنا تضحكنا تطعمنا وتكسونا‪ ،‬توسط تلك‬
‫واجهاتها برفضها الغرباء‪ ،‬فإذا دخلتها صديقا‬ ‫الدكاكين مقهى يرتادها گهول وشبان كثيرون‬
‫فالرحب والسعة مقامك في هذا الحي الشعبي‬ ‫وإذا ما بلغت طرف الزقاق الرئيسي رأيت‬
‫ترتبط كل األعمال والمهن به فهو يكاد يكون‬ ‫‪ ‬الحمام الذي ال يكاد يتوقف فيه النشاط صباح‬
‫عالما مكتفيا بذاته فهذا نجار وذلك حداد وأخر‬ ‫‪ ‬‬
‫‪..‬مساء ثم تلتقي بالمدرسة التي تخرجت منها‬
‫‪.‬اسكافي ورابع ساعاتي و غيرهم كثير‬ ‫‪.‬عدة أجيال عظيمة وأما مئذنة المسجد فهي‬
‫لقد الزم هؤالء الحرفيون حيهم باعين حالمة‬ ‫تنتصب في علو سامق كأنها تبارك ما حولها‪.‬‬
‫كأنما خدرتها الروائح العطرة وذرات البخور‬ ‫وإذا ما بلغت مساحة هذا الحي التي تضج‬
‫الهائمة في الفضاء‪ ،‬فإذا هم جالسون في‬ ‫بالحياة رأيت أمواجا من البشر تسعى بهدير‬
‫حوانيتهم يكبون على فنونهم في صبر وأناة‬ ‫رائع ولشد ما تعلقت ببيوته ذات األبواب‬
‫ويبدعون آيات بينات من أفانين الصناعة‬ ‫القصيرة المتقابلة المرشقة بمسامير بارزة‬
‫الصفحة ‪20‬‬ ‫الصفحة ‪19‬‬
‫فضال عن ذلك كنا نحن الصغار نشترك في‬ ‫حقا كان يحف بحياة األسر المتواضعة في هذا‬
‫اللعب في بطحاء هذا الحي وأزقته كيف ال‬ ‫الحي بؤس كتير غير أن من الحق أيضا أنك كنت‬
‫أحب هذا الحي إذن؟ وكيف ال أتعلق به؟‬ ‫ترى دائما البسمة ترف على عيون الجميع وكان‬
‫وكيف أصبر على فراقه؟‬ ‫األمل في حياة أفضل وأبهج وأروع لم يكن‬
‫‪ ‬‬
‫أسئلة كثيرة خامرتني و حيرة شديدة انتابتني‬ ‫يزايلهم أبدا ‪.‬ال غرو إذن أن تتمكن العالقات بينهم‬
‫‪ ‬‬
‫وأنا أستمع إلى أبي وهو يخبرنا باالستعداد‬ ‫فإذا هم مجتمعون في السراء والضراء متعاونون‬ ‫‪..‬‬
‫لالنتقال إلى حي عصري‪ .‬لقد علمت أنه كان‬ ‫متضامنون في األفراح واألتراح وإذا هم‬ ‫‪.‬‬

‫يفكر منذ سنوات في تحسين ظروف عيشنا‪،‬‬ ‫يترشفون أنسهم ببعضهم و يتفيؤون طيبة‬
‫وكان يذخر لذلك بعض األموال‪ .‬وها أن‬ ‫‪.‬ابتساماتهم العفوية وتحاياهم الحميمية‬
‫رغبته قد تحققت إذ تحصل على مسكن جديد‬
‫بحي عصري‬

‫الصفحة ‪22‬‬ ‫الصفحة ‪21‬‬


‫فالحق اني انبهرت بتلك العمارات الشاهقة‬ ‫إن المفاجأة كانت شديدة الوقع علي‬
‫الفخمة التي تخفي وراءها قصورا تمنع‬ ‫فأنی لي أن أغادر فجأة مسرح طفولتي‬
‫العين‪ ،‬ولكم تعجبت من فساحة بألوان مع‬ ‫وأحالمي؟! لكن األمر قدر وكان على أن‬
‫هذا الحي العصري وشساعة أرصفته‬ ‫أرافق عائلتي وكلي حسرة على فراق حبي‬
‫‪ ‬‬
‫ورحابة فضاءاته التجارية الضخمة التي‬ ‫‪ ‬القديم وخشية من هذا الحي الجديد‬
‫تحوي كل ما يحتاجه الفرد من مأكل‬ ‫‪..‬بدأت حياتي الجديدة في هذا المكان الغريب‬
‫وملبس ومشرب فضال عن ذلك انبهرت‬
‫‪.‬ورحت استكشفه‪ ،‬يوما بعد يوم أحسست أني‬
‫بنظافة هذا الحي الجديد‪ ،‬ومما لفت انتباهي‬
‫أيضا أن الناس هناك ال يهتمون ببعضهم‬ ‫‪.‬بدأت احبه‬
‫البعض فال فضول وال مشاكل ناتجة عن‬
‫اجتماع األطفال أو النساء كما هو الشأن في‬
‫‪.‬حينا التقليدي‬
‫الصفحة ‪24‬‬
‫الصفحة‪23‬‬
‫حتى االحتفاالت العامة التي كنا نقيمها في‬
‫ينتصب الحيان الآن في مخيلتي مكانين أثيرين‬ ‫ساحة حينا الشعبي فتسعد بها أية سعادة لم أجد‬
‫فال أقدر أن أقول أحدهما على اآلخر فبقدر ما‬ ‫لها أثرا‪ ..‬لكني استطعت رفقة عائلتي أن‬
‫كان تعلقي بالحي الشعبي األصيل كان عشقي‬ ‫نستمتع بسهراتنا الصيفية في منزلنا في جو‬
‫هذا الحي العصري ولكني مع ذلك المست في‬ ‫احتفالي‪ .‬ولقد وجدت في هذا الحي العصري‬ ‫‪ ‬‬
‫الحيين بعض السلبيات التي أن زالت صارا‬ ‫جانبا ايجابيا آخر يتمثل في الهدوء الذي‬
‫‪ ‬‬
‫جنتين موعودتين‬ ‫يشعرك بالراحة فال ضجيج ينبعث من‬ ‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫الخارج وال صراخ باعة وال صياح اطفال أو‬
‫نساء ووجدت نفسي بعد أسابيع انخرط في‬
‫أحد النوادي ألمارس أنشطة ثقافية ورياضية‬
‫مختلفة وأحسست في ذلك بمتعة و عرفت‬
‫‪.‬قيمة هذه الفضاءات الترفيهية والتربوية‬
‫الصفحة ‪26‬‬ ‫الصفحة ‪25‬‬
‫شكرا لكم على االنتباه‬
 
Facebook:  
..
https://www.facebook.com/coursonline.tn
.
E-mail : coursenligne789@gmail.com

Phone : 58794960

27 ‫الصفحة‬

You might also like