Professional Documents
Culture Documents
2
ْسفهُ فِي سفُو َرةِ ِهف َنف َ َصففَ الُ ب ِ جمَْل ِة مَا و َ
ِهف الْ ُوَقَدْ دَخَلَ فِي هِذ ِ
ث َيقُولُ ) :قُ لْ ُهوَاللّهُأَحَدٌ اللّهُالصّمَد
ث اْلقُرْآنِ ،حَي ُ الِ ْخلَصِ اّلتِي َتعْدِ ُل ثُلُ َ
لَمْ يَلِدْوَلَمْيُولَد وَلَمَْيكُنلّهُ ُ ك ُفوًاأَحَدٌ(.
ث َيقُولُ ) :اللّهُ لَ ف بِهِ َنفْسَهُ فِي أَعْظَمِ آَيةٍ فِي ِكتِابِهِ؛ َحْي ُ ص َ َومَا وَ َ
ِيالسّمَاوَاتَِ وم َافِيالَ ْرضِمَنذَا ح يّاْل َقيّومُ لَتَأْ ُخ ُذهُِ سَنةٌوَلََنوْمٌلّهُ مَاف
إِلَفهَ إِلّ ُ هوَالْ َ
شيْءٍمّنْعِلْمِ هِ شفَعُِ عنْ َدهُإِلّ بِإِ ْذنِهَِيعْلَمُمَاَبيْنََأيْدِيهِمْ َ ومَاخَ ْل َفهُ مْوَلَيُحِيطُونَبِ َالّذِييَ ْ
إِلّ بِمَاشَاءَ وسِعَكُ ْر ِسيّهُالسّمَاوَاتِوَالَ ْرضَوَلََيؤُو ُدهُِ حفْ ُظهُمَاَ وهُوَالْعَِليّالْعَظِيمُ
(.
وََقوْلُ هُ ُسبْحَانَهُُ ) :هوَالَوّ لُوَالخِرُوَالظّاهِرُوَالْبَاطِ نَُ وهُوَبِكُلَّ شيْ ءٍعَلِي مٌ
(.
حيّالّذِي ليَمُوتُ (.
وََقوْلُهُ ُسبْحَانَهَُ ) :وَتوَكّ ْل عَلَىالْ َ
ِي
خبِي َ يعْلَمُمَايَلِجُف حكِيمُالْ َ
حكِيمُ (َ ) ،و ُهوَالْ َ وََقوْلُهُ َ ) :و ُهوَالْعَلِي مُالْ َ
خرُجُِ منْه َا َومَايَنِلُمِنَالسّمَاءَ وم َاَيعْ ُرجُفِيهَا (َ ) ،وعِن َدهَُ مفَاتِ حُ ض َومَايَ ْ الَ ْر ِ
سقُطُمِنوَرََقةٍإِلّ َيعْلَ ُمهَاوَ لَ َحّبةٍ حرَِ وم َاتَ ْ
ِياْلبَرّوَالْبَ ْ
اْل َغيْبِ لََيعْلَ ُمهَاإِلّ ُ هوََ ويَعَْلمُمَاف
حمِلُمِنْ تِالَ ْرضِوَلَ َر ْطبٍوَلَيَاِبسٍإِلّ فِيِ كتَابّ ٍمبِي(وََقوْلُهَُ ):وم َاتَ ْ فِيظُلُمَا
َلَتضَعُإِلّ ِبعِلْمِه ( ،وََقوْلُهُِ ) :لَتعْلَمُوا أَنّاللّهَعَلَىكُلَّ شيْءٍَقدِيرٌَ وأَنّاللّهَقَ دْ أُنثَى و
أَحَاطَ ِبكُلَّ شيْءٍعِلْمًا (.
3
وََقوْلُهَُِ ) :لْيسَ كَ ِمثْلِهَِ شيْءَ ٌو ُهوَالسّمِيعُالَبصِيُ(.
وََقوْلُهُِ) :إنّ اللّ َه ِنعِمّاَيعِظُكُمبِهِإِنّاللّهَكَانَسَمِيع ًاَبصِيًا(
وََقوْلُهُ ) :وََلوْلإِذْدَخَ ْلتََ جنّتَكَقُ ْلتَمَاشَاءاللّهُ لُق ّوةَإِلّ بِاللّهِ ( ،وََقوْلُهُ :
) وََلوْشَاءَاللّ ُه مَااقَْتتَلُواْوَلَفكِنّاللّهََيفْعَلُمَايُرِيدُ ( ،وََقوْلُهُِ ) :أُ ِحّلتْ َلكُم َبهِي َمةُ
حكُمُمَايُرِيدُ(، وََقوْلُهُ: صيْدَِ وأَنتُمُْ ح ُرمٌِإنّ اللّهَ يَ ْ
ا َلْنعَامِإِلّمَاُيتْلَىعََليْكُ مْ َغيْرَمُحِلّيال ّ
ضّيقًا صدْ َرهَُ
جعَلَْ لمِ َ ومَنيُ ِردْ أَنُيضِلّهُيَ ْ ل ْس َ صدْ َرهُِل ِ
) َفمَنيُرِدِاللّهُ أَنَيهْ ِديَهُيَشْ َرحَْ
حَرَجًاَ كَأنّمَاَيصّعّدُ فِيالسّمَاء (.
سنِيَ(َ ) ،وأَقْسِطُواإِنّاللّهَ حبّالْمُحْ ِ سُنوَاْإِنّاللّ َه يُ ِ
وََقوْلفـفهُ َ ) :وأَحْ ِ
حبّالْ ُمّتقِيَ ) ،( حبّالْ ُمقْسِطِيَ(ْ )،فَم َاا ْستَقَامُواَْلكُمْ فَا ْسَتقِيمُواَْلهُمِْإنّ اللّهَيُ ِ يُ ِ
حبّونَاللّهَ
بّالْ ُمتَ َطهّرِينَ( ،وََقوْلُهُ ) :قُ لْإِن كُنتُ مْتُ ِ ح بّالّتوّابِيََ ويُ ِ ح ِإنّ اللّ َه يُ ِ
حبّونَهُ(،
حّبهُمَْ ويُ ِ سوْفََي ْأتِياللّهُِب َق ْومٍيُ ِ حِبْبكُمُاللّهُ ( ،وََقوْلُهُ ):فَ َ فَاّتِبعُونِييُ ْ
صفّاَ كَأّنهُم بُنيَانٌمّ ْرصُوصٌ(. حبّالّذِينَُيقَاتِلُونَفِيَ سبِيلِ هِ َ وََقوْلُهُِ ) :إنّ اللّ هَيُ ِ
وََقوْلُ هَُ ):و ُهوَالْ َغفُورُاْلوَدُودُ ( ،وََقوْلُ هُ ) :بسم ال الرحن الرحيم ()،
َ رّبنَاَ و ِسعْتَكُلَّ شيْءٍرّحْ َمةًَ وعِلْمًا(.
)وَكَا نَبِالْ ُم ْؤمِنِيََ رحِيمًا (ِ )،وَ َرحْ َمتِي وَ ِس َعتْكُلَّ شيْء( )ْ َكتَ بَ َرّبكُ مْعَلَى
َنفْ سِهِالرّحْ َمةَ(َ ِ )،و ُهوَاْل َغفُورُالرّحِي مُِ) ،(فَاللّ هُ َخيْرٌحَافِظ ًا َو ُهوَأَ ْرحَ مُ الرّاحِ ِميَ
(.
قَوْلُ هُِ):رَضِ يَاللّ هُعَْنهُ مْوَرَضُواعَنْ هُ(ِ)،وَمَنَيقْتُلُْ م ْؤمِنًا ّمَتعَمّد ًاَفجَزَآؤُ هُ
َج َهنّ مُخَالِدًافِيهَاَ وغَضِ بَ اللّ ُه عََليْ هِوََلعَنَ هُ ( ،وَقَولُ هُ ِ) :ذَلِ كَِبَأنّهُ مُاّتبَعُوامَا
4
ضوَانَ هُ (َِ)،فلَمّاآ َسفُونَا انتَقَ ْمنَاِ مْنهُ مْ( ،وََقوْلُ هُ) :وَلَفكِن أَ سْخَطَ اللّ َه وَكَ ِرهُوارِ ْ
َك ِرهَاللّ ُه انبِعَاَثهُمَْفَثبّ َطهُمْ (،وََقوْلُهَُ ِ) :كبُرََ م ْقتًاعِندَاللّهِأَنَتقُولُوامَا لَت ْفعَلُونَ.(
وَقَولُ هُِ):هَلْيَنظُرُو نَإِلّأَنَي ْأتَِيهُ مُاللّ هُفِيظُلَلٍمّ نَالْغَمَا ِم وَالْمَلِئكَةُوَُقضِ يَالَمْ ُر
َاتف
ْضفآي ِ ِيف َبع ُ ّكفَأوْيَ ْأت َ
ِيف َرب َ
ُمفالْمَلئِ َكةَُأوْيَ ْأت َ
ُونفإِلّ أَن تَ ْأتِيه ُ
( )،هَلْيَنظُر َ
صفّاَ ) ،(وَيوْ مَ
صف ّا َ
كَوَالْمَلَ كَُ
لّإِذَا دُكّ تِالَرْ ضُدَكّا دَكّا وَجَاءَ ربّ َربّ كَ(َ )،ك
شقّقُالسّمَاءبِاْلغَمَامَِ ونُزّلَالْمَلِئكَ ُة تَنِيلً(. تَ َ
فلّ
ُوالْجَللِوَالِكْرَامِف() ،كُلَّ شيْءٍهَالِك ٌإِ
وََقوْلُهفَُ ):وَيبْقَى وَجْهُفَربّكَفذ
وَ ْجهَهُ (.
جدَلِمَا خََلقْ تُِبيَدَيّ () ،وَقَالَ تِالَْيهُو دُيَدُاللّ ِه َمغْلُوَلةٌ وََقوْلُ هُ ):مَاَ منَعَ كَأَنتَ سْ ُ
فَيَشَاء (. غُّلتَْأيْدِيهِمْوَُلعِنُواْبِم َاقَالُواْبَلْيَدَاهَُ مبْسُو َطتَان ِيُنفِقَُ كيْ
َىذَاتِأَْلوَاحٍ حكْمَِ ربّكَفَِإنّكَبَِأ ْعيُِننَا ) ،(وَ َحمَ ْلنَاهُعَل
صبِرْلِ ُ
وَقَولُهُ) :وَا ْ
صنَعَحّبةًّ منّيوَِلتُ ْ
َو ُدسُرٍ تَجْرِيبَِأ ْعيُِننَاجَزَاءلّمَن كَانَ ُكفِرَ(َ )،وأَلْ َقْيتُ عََليْكَمَ َ
ِي(.عَلَىعَْين
شتَكِيإِلَىاللّ ِه وَاللّ هُ
وََقوْلُ هَُ ) :قدْ سَمِ عَاللّ هَُقوْلَاّلتِيتُجَادِلُ كَفِيَ زوْ ِجه َا َوتَ ْ
يَسْ َمعُتَحَا ُورَكُمَاِإنّ اللّهَسَمِيعٌَبصِيٌ ( ،وََقوْلُهُ :
سبُو َن ) ّلقَدْ سَمِ عَاللّ هُ َقوْلَالّذِي نَقَالُواِْإنّ اللّ هَ َفقِيَ ٌونَحْ نَُأ ْغنِيَاء ( ،وََقوْلُ هُ) :أَ مْيَحْ َ
جوَاهُمبَلَىوَرُ سُُلنَالَ َدْيهِ مْ يَ ْكُتبُو نَ(ِ ) ،إنّنِي َ م َعكُمَاأَ سْمَعُ َأنّ ا لنَ سْ َمعُ سِ ّرهُمَْ ونَ ْ
فِي
َكف ُومف َوَتقَّلب َ
َاكفحِيََتق ُ ّهفرَى ( ) ،الّذِي يَر َ َمفبِأَنّالل َيََمفعْل ْ
َوأَرَى ( ) ،أَل َْي
5
سيَرَىاللّ ُه عَ َمَلكُ مْ وَرَ سُولُهُ
ال سّاجِدِينَ ِإنّ هُُ هوَال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ ( )،وَقُلِاعْ َملُواْفَ َ
وَالْ ُم ْؤ ِمنُونَ (.
وََقوْلُهفَُ ) :وهُوَشَدِيدُالْمِحَال( ،وََقوْلُهفَُ ) :و َمكَرُواَْ و َمكَرَاللّهُف وَاللّهُف َخيْ ُر
شعُرُونَ ( ،وََقوْلُهُ) : الْمَاكِرِينَ( ،وََقوْلُهَُ ) :ومَكَرُواَ مكْرًا َو َمكَ ْرن َا َمكْرًاَ وهُمْ ليَ ْ
ِإّنهُ ْم َيكِيدُونَ َ كيْدًا َ وأَكِيدَُ كيْدًا(.
َانفَعفُو ّا
ّهف ك َ سفوَءٍفَإِنّالل َُوهفَأوَْتعْفُواْعَن ُ خف ُ وََقوْلُهفُ ) :إِنُتبْدُواَْ خيْرًاَأوْ تُ ْ
حبّونَأَن َيغْفِرَاللّهَُلكُ ْم وَاللّهَُ غفُو رٌرّحِيمٌ.(
ُواأَل تُ ِصفَح َقدِيرًا(ِ) ،وَْلَي ْعفُواوَْليَ ْ
ِيسف ) :
َنف ِإبْل َ
ُهف ع ْ
ّهفْلعِ ّزةُوَلِرَسفُولِهِوَلِ ْل ُم ْؤمِنِيَ ( ،وََقوْل ُ
وََقوْلُهفُ ) :وَلِل ِا
ك ل ْغوَِيّنهُمْأَجْ َمعِيَ .( َفِبعِ ّزتِ َ
وََقوْلُهَُ ) :تبَا َركَاسْمَ ُربّكَذِيالْجَللِوَالِكْرَامِ .(
وََقوْلُ هُ ) :فَا ْعبُدْ هُوَا صْ َطبِرِْل ِعبَا َدتِ ِه هَلْ َتعْلَ مُلَ هُ سَ ِميّا ( ) ،وَلَ مَْيكُنلّ هُ ُ ك ُفوًا
ج َعلُواِْللّ هِ أَندَادا َ وأَنتُ ْم َتعْلَمُو نََ ) ،(ومِ َن النّا سِمَنَيتّخِذُ أَ َحدٌ ( ،وََقوْلُ هَُ ):فلَتَ ْ
حبّاللّهِ ( ،وََقوْلُهُ ) :وَقُلِالْحَمْ دُِللّهِ الّذِيلَمَْيتّخِذْ حبّونَهُمَْ ك ُمِندُونِاللّهِ أَندَادايُ ِ
فِيالْمُلْ كِوَلَ مْيَكُنلّ هُ وَلِيّمّ نَالذّلّوَ َكبّرْ هَُت ْكبِيًا ( ) ، كٌ وَلَدًاوَلَميَكُن لّ هُشَرِي
َىكُلَّ شيْءٍ سبّحُِللّ هِ مَافِيال سّمَاوَاتَِ ومَافِيالَرْ ضِلَ هُالْمُلْ كُوَلَ هُالْحَمْ ُد َو ُهوَعَل يُ َ
َى َعبْدِ هِِليَكُو نَ لِ ْلعَالَ ِميَنَذِيرًا الّذِي َقدِيرٌ ( ،وََقوْلُ هَُ ) :تبَارَ كَالّذِينَزّلَالْفُرْقَا نَعَل
ِيالْمُلْ كِوَ َخلَ قَكُلّ لَ هُ مُلْ كُال سّمَاوَاتِوَالَرْ ضِوَلَ مَْيتّخِذْوَلَدًا وَلَ مَْيكُنلّ هُ شَرِي كٌف
َشيْءٍَفقَدّرَ هَُتقْدِيرًا ،(وََقوْلُ هُ ) :مَااتّخَذَاللّ هُمِنوَلَ ٍد َومَاكَا نََ معَ هُمِ نْإِلَ هٍ إِذًا لّ َذهَ بَ
صفُونَ عَالِ ِم الْ َغيْ بِ ضهُ مْعَلَىَبعْ ضٍُ سبْحَانَاللّ هِعَمّ ايَ ِ كُلّإِلَ هٍ بِمَاخََل قَوََلعَل بَ ْع ُ
6
شهَا َدةَِفَتعَالَىعَمّ ايُشْرِكُو نََ ) ،(فلََتضْ ِربُواِْللّ هِ ا َل ْمثَالَ إِنّاللّ َه َيعْلَ مَُ وأَنتُ مَ ْل وَال ّ
شَمَاَ ظهَرَِ منْهَاَ ومَا بَطَ نَوَا ِلثْ مَوَاْلبَغْ يَِب َغيْرِ
َتعْلَمُو نَ ( ) ،قُ لِْإنّمَا َ حرّ مََ ربّ يَالْ َفوَاحِ
الْحَقَّ وأَنتُشْرِكُواْبِاللّ ِه مَالَمْ ُينَزّلْبِهِ ُسلْطَانًاَ وأَنَتقُولُواْعَلَىاللّ ِه مَا لََتعْلَمُونَ (.
َى( فِي [ سَْب َعةِ]( َ )1موَاضِ عَ[ :فِي وََقوْلُ هُ ) :الرّحْ َم نُعَلَىالْعَرْ شِا ْسَتو
ِيخَلَقَالسّمَاوَاتِوَالَرْضَفِيِ سّتةِ َأيّامٍ سُو َرةِ ا َلعْرَافِ؛ َقوْلُهُِ):إنّ َ رّبكُمُاللّ ُه الّذ
سلَمُ فِ ) :إنّ َ رّبكُمُ ثُمّا ْسَتوَىعَلَىالْعَرْشِ( وَقَالَ فِي سُو َر ِة يُونُسَ ف عََليْ ِه ال ّ
اللّ ُه الّذِيخَلَ قَال سّمَاوَاتِوَالَرْ ضَ فِيِ سّتةَِأيّا مٍثُمّا ْسَتوَىعَلَىالْعَرْش ِ( وَقَالَ فَي
اسفَتوَىعَلَى السفمَاوَاتِِبغَيْ ِر عَ َمدٍتَ َر ْونَهَاثُمّْ
َعف ّ ّهف الّذِيرَف َ سفُو َرةِ ال ّرعْدِِ ) :الل ُ
اْلعَرْ شِ( وَقَالَ فِي سُو َر ِة طَ هَ ) :الرّحْ َم نُعَلَىالْعَرْ شِا ْسَتوَى( وَقَالَ فِي سُو َرةِ
ف (وَقَالَ فِفي سفُفو َرةِ آل فالرّحْمَن ُ َىاْلعَرْش ِ
فَتوَىعَل ُمّفاس ْاْلفُرْقَانفٍِ ) :ث
فِي ِسّتةَِأيّا ٍم ثُمّ
َمَاَبْيَنهُمَا
ال سّجْف َدةِ ) :اللّ ُه الّذِيخَلَ قَال سّمَاوَاتِوَالَرْ ضَو
السفمَاوَاتِ َقف ّ ْشف( وَقَالَ فِي سفُو َر ِة الْحَدِيدُِ ) :هوَالّذِيخَل َ َىاْلعَر ِاسفَتوَىعَل
ْ
َىاْلعَ ْرشِ (].
وَالَ ْرضَفِيِ سّتةَِأيّامٍ ثُمّاسَْتوَى عَل
َلرَّفعَ هُاللّ هُ إَِليْه( ) ، وََقوْلُ هُ ) :ي َاعِي سَىِإنّيُ متَوَفّي كَوَرَاِفعُ كَ إَِليّ ) ،(ب
صرْح ًاّلعَلّي َأبْلُغُإَِليْهِ يَصْعَدُالْكَِل مُال ّطيّبُوَالْعَمَ لُالصّالِحُيَرَْفعُهُ ( ) ،يَاهَامَانُابْنِلِي َ
الَ ْسبَابَ أَ ْسبَابَ ال سّمَاوَاتِ َفَأطّلِ عَإِلَى إِلَ هِمُو سَىَ وإِنّيَ لظُنّ هُكَا ِذبًا ( ،وََقوْلُ هُ:
ّنفِيالسّمَاء ّنفِيالسّمَاءأَنيَخْسِفَبِكُمُالَ ْرضَفَِإذَاهِ َي تَمُورَُ أمْ َأمِنتُمم َ )أَأمِنتُمم
ستَعَْلمُونََ كيْفَنَذِيرِ.(
صبًا فَ َ
أَن يُ ْرسِلَعََليْكُ مْحَا ِ
() هكذا ف الطبوع مع الشرح ،والذي ف الخطوط و"الفتاوى"[ :وقوله ) :الرّ ْحمَنُ 1
7
) ُهوَالّذِيخََل قَال سّمَاوَاتِوَالَرْ ضَفِيِ سّتةَِأيّا مٍثُمّا سَْتوَى عَلَىاْلعَرْ شَِيعْلَ مُمَايَلِ جُ
خرُجُِ مْنهَاَ ومَايَنِلُمِ َن السّمَاءَ ومَاَيعْرُجُفِيهَاَ و ُهوََ م َعكُمَْأيْنَ م َاكُنتُمْ فِيالَرْضَِ ومَايَ ْ
جوَىثَلَثةٍإِلّ ُ هوَرَابِ ُعهُ مْ مَاَيكُو ُن مِننّ ْ وَاللّ هُبِمَاَتعْمَلُو َن بَ صِيٌ ( ،وََقوْلُ هُ ) :
َلأَ ْكثَرَ إِلّ ُ هوََ م َعهُ مَْأيْ نَمَاكَانُواثُمّ سةٍإِلُّ هو َسَا ِد ُسهُ ْم وَلأَدْنَىمِنذَلِ كَو وَل َخمْ َ
لَتَحْزَ نِْإنّ اللّ َه َمعَنَا ( ، ُيَنبُّئهُم بِمَاعَ ِملُواَيوْ مَاْل ِقيَا َمةِإِنّاللّ هَِبكُلَّ شيْءٍعَلِي مٌ( ِ ) ،
سنُونَ وََقوْلُهُِ) :إنّنِيَ معَكُم َاأَسْمَعُ َ وأَرَى (ِ ) ،إنّاللّ َه مَعَالّذِينَاّتقَو اْوّالّذِينَهُممّحْ ِ
ّنِفَئةٍقَلِيَل ٍة غََلبَ تِْفَئةَ ًكثِ َيةًبِإِذْ نِاللّ هِ
)( ، وَا صْبِرُواْإِنّاللّ َه مَ عَال صّابِرِينَ ( ) ،كَمم
وَاللّ ُه مَعَالصّابِرِينَ (.
وََقوْلُفهُ َ ):ومَ نْأَ صْ َدقُ مِ نَاللّ هِ حَدِيثًا( َ )،ومَ نْأَ صْ َدقُمِ نَاللّ هِ قِيلً() ،
صدْقًا َوعَدْلً ( ) ،وَكَلّ مَ َوإِذْقَالَاللّ ُه ي َاعِي سَىابْ نَمَ ْريَ مَ ( ) َوتَمّ تْكَلِ َم ةُ َربّ كَِ
َاءمُوسَىلِمِيقَاِتنَا وَكَلّمَهُ َربّهُ
ُممّنكَلّمَاللّهُ() ،وَلَمّاج اللّ ُه مُوسَى َتكْلِيمًا(ّ )،منْه
كَجيّ ا ،(وََقوْلُ فهُ َ ):وإِذْنَادَىَ ربّ (َ) ،نَا َديْنَا هُمِنجَانِ بِالطّورِالَيْمَ نِوَقَ ّرْبنَا هُنَ ِ
ُمَاأَلَ مْ َأْن َهكُمَا عَن تِ ْلكُمَا
مُو سَىأَ نِائْ تِاْل َقوْ مَ الظّالِمِيَ ( َ )،ونَادَاهُمَاَ رّبه
جرَة( ،وََقوْلُهَ ) :وَيوْمَُينَادِيهِمْ َفيَقُولُمَاذَاأَ َجْبتُمُالْمُ ْرسَِليَ(. الشّ َ
ّىيَ سْ َمعَ َكلَ مَاللّ هِ ( )،وَقَ ْد ) َوإِ نْأَحَدٌمّ نَالْمُشْرِكِي َا ْستَجَا َركََفأَجِرْ هَُ حت
كَانََفرِي قٌّ مْنهُ ْم يَسْ َمعُونََ كلَمَاللّ ِه ثُمّيُحَرّفُونَهُمِنَبعْدِم َا َعقَلُو ُه َوهُمَْيعْلَمُونَ() ،
ِنَقبْلُ ( ) ،وَاتْلُم َاأُوحِيَ يُرِيدُونَأَن ُيبَدّلُوا كَلمَاللّ هِقُللّن َتتِّبعُونَاكَذَِلكُمْقَا لَاللّهُم
َىَبنِي
إَِليْ كَ مِنِ كتَا بِ َربّ كَ ل ُمبَدّلَِلكَلِمَاتِ هِ ( ،وََقوْلُ هُ ):إِنّهَذَاالْقُرْآ َن َيقُ صّعَل
ختَِلفُونَ( َ )،وهَفذَاِ كتَا بٌأَنزَْلنَا هُُ مبَارَ كٌ ( َ ) ،لوْ إِ سْرَائِيلَ أَ ْكثَرَ الّذِيهُ مْفِي هِيَ ْ
شَيةِ اللّهَِ ) ،( وإِذَابَدّْلنَاآَي ةً
َى َجبَلٍلّ َرَأيْتَهُ خَا ِشعًاّ متَصَ ّدعًامّ نْخَ ْ
أَنزَْلنَا هَذَا اْلقُرْآنَعَل
8
ّمكَا نَآَيةٍوَاللّ هُ أَعَْل ُم بِمَاُينَزّلُقَالُواِْإنّمَا أَن تَُ مفْتَ رٍبَلْأَكْثَ ُرهُ مْ لََيعْلَمُو نَ قُلْنَزّلَ هُ
سلِ ِميَ وََلقَدْ ت الّذِي نَ آ َمنُواَ ْوهُدًىَ وبُشْرَىِللْمُ ْ كَبِالْحَقِّليَُثبّ َ رُو حُاْلقُدُ سِمِنّ ربّ
حدُو نَإَِليْ هِ َأعْجَ ِميّ َ وهَفذَالِ سَانٌ َنعْلَ مَُأّنهُ مْ َيقُولُو نَِإنّمَا ُيعَلّمُ هُبَشَرٌلّ سَا ُن الّذِي يُلْ ِ
عَ َرِب ّي ّمبِيٌ (.
َىالَرَائِ كِيَنظُرُو نَ ( ، ض َرةٌ إِلَىَ رّبهَانَاظِ َرةٌ()،عَل
وََقوْلُ هُ):وُجُو هٌَيوْ َمئِذٍنّا ِ
سنَىوَ ِزيَا َدةٌ( ،وََقوْلُهَُ ) :لهُمم ّايَشَاؤُونَفِيهَاوَلَ َدْينَامَزِيدٌ (، سنُواْ الْحُ ْ
) لّلّذِينَأَحْ َ
َوهَذَا الْبَا بُ فِي ِكتَا بِ الِ َكثِيٌ ،مَ ْن تَ َدبّ َر اْلقُرْآ نَ طَاِلبًا لِ ْلهُدَى ِمنْ هُ؛ َتبَيّ نَ لَ هُ
طَرُي ُق الْحَقّ.
سّنةُ ُتفَ سّ ُر
فَ صْلٌ :ثُمّ فِي ُسّنةِ رَ سُولِ الِ صلى ال عليه وسلم ،فَال ّ
اْلقُرآنَ ،وُتَبيّنُهُ ،وتَدُ ّل عََليْهِ ،وُتعَبّ ُر َعنْهَُ ،ومَا وَصَفَ ال ّرسُو ُل بِهِ َربّهُ عَزّ وَجَلّ
ح اّلتِي تََلقّاهَا َأهْلُ الْ َم ْعرَِفةِ بِالْ َقبُولِ؛ وَجَبَ اليَانُ ِبهَا
ث الصّحَا ِ
مِ َن الَحَادِي ِ
كَذَلِكَ.
فَمِ نْ ذَلِ كَِ :مثْلُ َقوْلِ هِ صلى ال عليه وسلم َ(( :ينْزِلُ َرّبنَا إلَى ال سّمَا ِء
ال ّدْنيَا كُلّ َليَْلةٍ حيَ يَْبقَى ثُلُ ثُ الّليْلِ الخِرَِ ،فَيقُولُ :مَ ْن يَ ْدعُونِي فَأ ْستَجِيبَ
سأَُلنِي َفُأعْ ِطيَهُ ،مَنْ يَسَْت ْغفِ ُرنِي َفَأ ْغفِرَ لَهُ؟))ُ .مّتفَ ٌق عََليْهِ.
لَهُ؟ مَ ْن يَ ْ
وََقوْلُ هُ صلى ال عل يه و سلم (( :لَلّ هُ َأشَدّ َفرَحًا ِبَت ْوبَ ِة َعبْدِ هُ الْ ُم ْؤمِ نِ
ب مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحَِلتِهِ))ُ .متّفَ ٌق عََليْهِ.
التّائِ ِ
9
ْنف َيقْتُلُ
َكف الُ إِلَى َرجَُلي ِ
ضح ُ وََقوْلُهفُ :صفلى ال عليفه وسفلم َ(( :ي ْ
جّنةَ))ُ .مّتفَقٌ عََليْهِ.
أَ َح ُدهُمَا الخَرَ؛ كِلهُمَا يَدْخُ ُل الْ َ
ط ِعبَادِهِ وَُقرْبِ َخْيرِهَِ ،ينْظُرُ إَِليْكُمْ أَزَليَ
وََقوْلُهَُ (( :عجِبَ َرّبنَا مِنْ ُقنُو ِ
ك َيعْلَمُ َأنّ َفرَ َجكُمْ َقرِيبٌ)) .حَدِيثٌ حَسَنٌ. َقنِ ِطيََ ،فيَظَ ّل َيضْحَ ُ
وََقوْلُ هُ صلى ال عليه وسلم (( :ل تَزَالُ َج َهنّ ُم يُ ْلقَى فِيهَا َوهِيَ َتقُولُ:
هَ ْل مِ ْن مَزِيدٍ؟ َحتّى َيضَ عَ رَبّ اْلعِ ّزةِ فِيهَا رِ ْجلَ ُه [وَفِي ِروَاَيةٍ :عََلْيهَا قَ َدمَ هُ]
َفَينْ َزوِي َب ْعضُهَا إلَى َب ْعضٍَ ،فَتقُولُ :قَط قَط))ُ .مّتفَ ٌق عََليْهِ.
َسفعْ َديْكََ .فيُنَادِي
ْكف و َ وََقوْلُهفَُ(( :يقُو ُل َتعَالَى :ي َا آدَمفُ! َفَيقُولَُ :لّبي َ
ك َبعْثًا إلَى النّارِ))ُ .متّف قٌ عََليْ هِ. ج مِن ذُ ّرّيتِ َ خرِ َبِ صَوتٍِ :إنّ الَ َي ْأمُرُ كَ أَ ْن تُ ْ
وََقوْلُهُ(( :مَا ِمنْكُ ْم مِنْ أَ َحدٍ إلّ َسُيكَلّمُهُ َربّ ُه وََلْيسَ بَْينَ ُه َوبَْينَهُ تَرْجُمَانٌ)).
س اسْمُكَ، وََقوْلُهُ فِي رُ ْقَي ِة الْمَرِيضَِ (( :رّبنَا الَ الّذِي فِي السّمَاءَِ ،تقَدّ َ
َأمْرُ كَ فِي ال سّمَا ِء وَالَرْ ضِ ،كَمَا رَ ْح َمتُ كَ فِي ال سّمَاءِ ا ْجعَلْ رَحْ َمتَ كَ فِي
الَرْ ضِ ،ا ْغفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَاَ ،أنْ تَ رَبّ ال ّطّيبِيََ ،أنْزِلْ َرحْ َم ًة مِ نْ
ك عَلَى هَذَا اْلوَجِعِ؛ َفَيبْ َرأَ)).حَدِيثٌ حَسَنٌَ ،روَاهُ َرحْ َمتِكََ ،و ِشفَاءً مِ ْن ِشفَائِ َ
َأبُو دَاوُ َد َوغَيُ هُ ،وََقوْلُ هُ(( :أَلَ َت ْأ َمنُونِي َوَأنَا َأمِيُ مَ نْ فِي ال سّمَاءِ)) .حَدِي ثٌ
ق الْمَاءِ ،وَالُ َفوْ قَ اْلعَرْ شَِ ،و ُهوَ َيعَْل ُم مَا أَْنتُ مْ صحِيحٌ وََقوْلُ هُ(( :وَالْعَرْ شُ َفوْ َ َ
ْنف ُهفلُ ْلجَا ِرَيةَِ(( :أي َ َاهفأَبُو دَاوُ َد َو َغيْرُهفُ ،وََقوْل ُ
َسفنٌَ ،رو ُ ِيثف ح َ ْهف)) .حَد ٌ عََلي ِ
الُ؟)) .قَالَ تْ :فِي ال سّمَاءِ .قَالَ(( :مَ نْ أَنَا؟)) .قَالَ تَْ :أنْ تَ رَ سُولُ الِ.
قَالََ(( :أعِْت ْقهَا َفِإّنهَا ُم ْؤ ِمَنةٌ))َ .روَا ُه مُسِْلمٌ.
10
وََقوْلُ هُ(( :أَ ْفضَلُ الِيَا نِ أَ نْ َتعَْل مَ َأنّ الَ َمعَ كَ َحْيثُمَا ُكنْ تَ)) .حَدِي ٌ
ث
صقَنّ ِقبَ َل وَ ْجهِ هِ ،وَلَ حَ سَنٌ .وََقوْلُ هُ(( :إِذَا قَا مَ أَحَدُ ُك مْ إِلَى ال صّلةِ؛ َفلَ َيبْ ُ
عَ ْن يَمِينِ هِ؛ فَِإنّ الَ ِقبَ َل َو ْجهِ هِ ،وََلكِ ْن عَ ْن يَ سَا ِرهَِ ،أوْ َتحْ تَ َق َدمِ هِ))ُ .مّتفَ قٌ
عََليْهِ ،وََقوْلُهُ صلى ال عليه وسلم (( :اللهُمّ رَبّ السّ َموَاتِ السّبْ ِع وَالَرْضِ
ش اْلعَظِي مَِ ،ربّنَا وَرَبّ ُك ّل شَيْءٍ ،فَالِ َق الْحَبّ وَالنّوَىُ ،منْزِلَ وَرَبّ اْلعَرْ ِ
ك مِ ْن َش ّر َنفْ سِي َومِ ْن شَرّ كُلّ دَاّبةٍ َأنْ تَ الّتوْرَا ِة وَا ِلنْجِي ِل وَاْلقُرْآ نََ ،أعُو ُذ بِ َ
ك شَيْءٌَ ،وَأنْ تَ الخِرُ َفَليْ سَ َبعْدَ كَ ت ا َلوّلُ َفَليْ سَ َقْبلَ َصيَِتهَاَ ،أنْ َ آ ِخ ٌذ ِبنَا ِ
ت اْلبَاطِ نُ فََليْ سَ دُونَ كَ َشيْءٌ؛ شَيءٌَ ،وأَنْ تَ الظّاهِرُ فََليْ سَ َفوْقَ كَ شَيْءٌَ ،وَأنْ َ
اقْ ضِ عَنّ ي ال ّديْ َن َوَأ ْغنِنِي مِ نَ الْ َفقْرِ))ِ .روَايَ ُة مُ سِْلمٌ .وََقوْلُ هُ صلى ال عل يه
َصفوَاَتهُ ْم بِالذّكْرَِ(( :أيّهَا النّاسفُ! أ ْرِبعُوا عَلَى الصفحَاَبةُ أ ْ
َعف ّ وسفلم لَمّاف رَف َ
سكُمْ؛ فَِإّنكُمْ َل تَ ْدعُونَ أَصَ ّم وَ َل غَاِئبًاِ ،إنّمَا تَ ْدعُونَ سَمِيعًا بَصِيًا َقرِيبًا. َأْنفُ ِ
ِإ ّن الّذي تَ ْدعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَ َحدِكُ ْم مِ ْن ُعنُقِ رَاحَِلتِهِ ))ُ .مّتفَ ٌق عََليْهِ.
َقوْلُ هُِ(( :إنّكُ مْ َستَ َر ْونَ َرّبكُ مْ كَمَا تَ َروْ َن اْلقَمَرَ َليَْل َة اْلبَدْرَِ ،ل ُتضَامُو َن
فِي ُر ْؤيَتِهِ ،فَإِنِ ا ْستَ َطعْتُمْ أَن ّل ُتغَْلبُوا عَلَى صَلةٍ َقبْ َل طُلُوعِ الشّمْسِ وَصَلةٍ
َقبْ َل غُرُوِبهَا؛ فَا ْفعَلُوا))ُ .مّتفَ ٌق عََليْهِ.
خبِرُ فِيهَا رِ سُولُ الِ صلى ال عل يه ث الّتِي يُ ْ إِلَى َأ ْمثَا ِل هَذِ هِ الَحَادِي ِ
خبِ ُر بِهِ؛ فَِإنّ الْفِرَْق َة النّا ِجَيةَ أَهْ َل السّّن ِة وَالْجَمَا َع ِة ُيؤْ ِمنُونَ
وسلم عَن ّربِ ِه بِمَا يُ ْ
ف وَل حرِي ٍ بِذَلِ كَ؛ كَمَا ُيؤْ ِمنُو َن بِمَا أَ ْخبَرَ الُ بِ هِ فِي ِكتَابِ هِ؛ مِ ْن َغيْ ِر تَ ْ
ق ا ُل ّمةِ؛ كَمَا َأنّ َتعْطِيلٍَ ،ومِ ْن َغيْ ِر َت ْكيِيفٍ وَ َل تَ ْمثِيلٍ؛ بَ ْل هُ ُم اْلوَسَطُ فِي ِفرَ ِ
ا ُل ّمةَ ِه َي الْ َوسَطُ فِي ا ُلمَمِ؛
11
صفَاتِ الِ ُسبْحَانَ ُه َوتَعَالَى بَيْ َن أهْلِ الّتعْطِيلَِفهُ ْم وَ سَطٌ فِي بَا بِ ِ
شّبهَة؛ِ
جهْ ِمّيةَِ ،وأَهْ ِل التّ ْمثِيلِ الْمُ َ
الْ َ
جبْ ِرّيةِ وَاْلقَدَ ِرّيةِ.
ل َبيْنَ الْ َ
َوهُمْ َوسَطٌ فِي بَابِ أَ ْفعَالِ ا ِ
َو اْلوَعِي ِدّيةِ مِ َن اْلقَدَ ِرّيةِ َو ِغيْ ِرهِمْ. ل َبيْنَ الْ ُمرْ ِجَئةِ
ب َوعِيدِ ا ِ
وَفِي بَا ِ
ْنف
ْنف الْحَرُو ِرّيةِ وَالْ ُم ْعتَزَِلةَِ ،وبَي َ
ّينف َبي َ
َانف والد ِ
َسفمَاءِ الِي ِ
َابف أ ْ
وَفِي ب ِ
ج ْه ِمّيةِ.
الْ ُمرْ ِجَئةِ وَالْ َ
ضةِ وَ
ْنف الرّاِف َ
َصفحَابِ رَسفُولِ الِ صفلى ال عليفه وسفلم َبي َ
وَفِي أ ْ
خوَارِجِ.
الْ َ
فَ صْلٌ :وَقَدْ َدخَلَ فِيمَا ذَكَ ْرنَا هُ مِ نَ الِيَا نِ بِالِ الِيَا ُن بِمَا أَ ْخبَرَ الُ بِ هِ
ف ا ُل ّمةِ؛ مِ نْ َأنّ هُ ُسبْحَانَهُ فِي ِكتَابِ هَِ ،وَتوَاتَ َر عَن رّ سُولِهَِ ،وأَجْ َم َع عََليْ هِ سَلَ ُ
َفوْ قَ سَمَاوَاتِهِ ،عَلَى عَ ْرشِ هِ ،عَلِيّ عَلَى خَ ْلقِ هَِ ،و ُهوَ ُسبْحَانَ ُه َم َعهُ مْ َأيْنَمَا
كَانُواَ ،يعْلَ ُم مَا هُ ْم عَامِلُو نَ؛ كَمَا جَ َم َع َبيْ نَ ذَلِ كَ ف ََقوْلِ هُِ ) :هوَالّذِيخَلَ قَ
ال سّمَاوَاتِوَالَرْ ضَفِيِ سّتةَِأيّا مٍثُمّا سَْتوَى عَلَىاْلعَرْ شَِيعْلَ مُمَايَلِ جُفِيالَرْ ضَِ ومَا
مَاكُنتُ مْوَاللّ هُبِمَا
خرُ جُِ منْهَاوَمَايَنِلُمِ َن ال سّمَاءوَمَاَيعْرُ جُفِيهَاَ و ُهوََ م َعكُ مَْأيْ نَ
يَ ْ
َتعْمَلُو َن َبصِيٌ ( ،
ط بِالْخَ ْل قِ؛ فَإِنّ هَذَا َل ختَلِ ٌ س َمعْنَى َقوْلِ هَِ ) :و ُهوََ معَكُ مْ ( َأنّ ُه مُ ْ وََليْ َ
خلُوقَاتِهفِ ،وَ ُهوَ
َصفغَ ِر مَ ْ
ِنف أ ْ َاتف ال ِ م ْ ِنف آي ِ ُهف ،الّل َغةُ ،بَ ِل اْلقَمَ ُر آَي ٌة م ْ
تُو ِجب ُ
َموْضُو عٌ فِي ال سّمَاءَِ ،وهُ َو مَ َع الْمُ سَاِف ِر َوغَيْ ُر الْمُ سَافِرِ َأْينَمَا كَا نََ .و ُهوَ
ق عَ ْرشِ هِ ،رَقِي بٌ عَلَى َخ ْلقِ هُِ ،م َهيْمِ ٌن عََلْيهِ مْ ،مُطّلِ ٌع عََليْهِم إِلَى ُسبْحَانَهُ َفوْ َ
12
ك مِن ّمعَانِي ُربُوبِيّتِ هِ .وَكُ ّل هَذَا الْكَل ِم الّذِي ذَكَرَ هُ الُ ف مِ نْ َأنّ ُه َغيْرِ ذَلِ َ
حتَا جُ إَلَى تَحْرِي فٍ ،وََلكِ نْ َفوْ قَ اْلعَرْ شِ َوَأنّ هُ َم َعنَا ف حَقّ عَلَى َحقِيقَتِ هَِ ،ل َي ْ
يُصَانُ عَ نِ ال ّظنُو ِن اْلكَا ِذَبةِ؛ ِمثْلِ أَنْ يُ َظنّ أَنّ ظَاهِرَ َقوْلِهِ ) :فِيالسّمَاء( َ ،أنّ
ال سّمَا َء تُظِلّ هُ َأوْ ُتقِلّ هَُ ،وهَذَا بَاطِ ٌل بِإِجْمَا عِ أَهْ ِل اْلعِلْ ِم وَالِيَا نِ؛ فَإنّ الَ قَدْ
ك ال سّ َموَاتِ وَالَرْ ضَ أَ نْ وَ سِعَ ُكرْ سِيّ ُه ال سّ َموَاتِ وَالَرْ ضَِ ،وهُ َو يُمْ سِ ُ
ك ال سّمَاءَ أَ نْ َتقَ َع عَلَى الَرْ ضِ؛ إ ّل بِإِ ْذنِ هَِ ،ومَ ْن آيَاتِ هِ أَ ْن َتقُو مَ تَزُولََ ،ويُمْ سِ ُ
السّمَا ُء وَالَ ْرضُ بَِأمْ ِرهِ.
ك الِيَا ُن ِبأَنّ هُ قَرِي بٌ مُجِي بٌ؛ كَمَا جَ َمعَ بيَ فَ صْلٌ :وَقَد دّخَلَ فِي ذَلِ َ
ٌ (...اليَة ،وََقوْلِهِ صلى ال سأَلَكَ عِبَادِيَ عنّيفَِإنّيقَرِيب ذَلِكَ ف َقوْلِهَِ ) :وإِذ َا َ
عليه وسلم ِ(( :إنّ الّذِي تَ ْدعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُم مّن عُنقِ رَاحَِلتِهِ))َ .ومَا
ب وَالسّّن ِة مِنْ قُ ْربِ ِه َو َم ِعيّتِهِ َل ُينَافِي مَا ذُ ِك َر مِ ْن عُُلوّهِ وََفوِْقّيتِهِ؛ ذُكِرَ فِي الْ ِكتِا ِ
فَِإنّهُ ُسبْحَانَهُ َليْ سَ كَ ِمثْلِ ِه َشيْءٌ فِي جَمِي عِ نُعُوتِ هَِ ،و ُهوَ عَِليّ فِي ُدُنوّهَ ،قرِي بٌ
فِي عُُل ّوهِ.
َومِ َن الِيَا نِ بالِ وَ ُكُتبِ هِ اليا ُن بِأَنّ اْلقُرْآ نَ كَل مُ الُِ ،منَزّلٌ ،غَيْ ُر
خلُو قٍِ ،منْ ُه بَ َدأََ ،وإَِليْ ِه َيعُودَُ ،وأَنّ الَ َتكَلّ َم بِ هِ َحقِي َقةًَ ،وأَنّ هَذَا اْلقُرْآ نَ
مَ ْ
الّذِي َأنْزَلَ ُه عَلَى مُحَمّدٍ صلى ال عليه وسلم ُهوَ كَل مُ الِ َحقِي َقةً ،لَ كَل مَ
َغيْرِ هِ .وَل يَجُوزُ ِإطْل قُ اْل َقوْ ِل ِبأَنّ هُ ِحكَايَ ٌة عَ نْ َكلَ مِ الَِ ،أ ْو عِبَا َرةٌ؛ بَلْ إِذَا
ك عَ نْ أَ نْ َيكُو نَ كَل مَ ج بِذَلِ َ
خرُ ْ َق َرأَ هُ النّا سُ َأوْ َكَتبُو هُ فِي الْمَ صَا ِحفِ؛ لَ ْم يَ ْ
الِ َتعَالَى َحقِي َقةً ،فَِإنّ الْ َكلَمَ ِإنّمَا ُيضَافُ َحقِي َقةً إِلَى مَنْ قَالَ ُه ُمبْتَ ِدئًا ،لَ إلَى
13
مَ نْ قَالَ ُه ُمبَلّغًا ُمؤَدّيًاَ .و ُهوَ كَل مُ الِ؛ ُحرُوفُ هُ ،و َمعَانِي هِ؛ َليْ سَ كَل مُ الِ
حرُوفِ. حرُوفَ دُو َن الْ َمعَانِي ،وَلَ الْ َمعَاِنيَ دُونَ الْ ُ
الْ ُ
َهف
لئِ َكت ِِهف َوبِ َم َ
ِهف َوِبكُُتب ِ
َانف ب ِ
ِنف الِي ِ َاهف م َ وَقَد دّخَ َل أيْضًا فِيمَا ذَكَ ْرن ُ
َوبِرُ سُلِهِ :اليَا ُن ِبأَنّ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ َي َر ْونَ ُه َيوْ مَ اْل ِقيَا َمةِ َعيَانًا ِبأَبْ صَا ِرهِمْ كَمَا يَ َروْ نَ
س ِبهَا َسحَابٌ ،وَكَمَا يَ َروْ نَ اْلقَ َمرَ َليَْل َة الْبَدْرِ َل ُيضَامُو نَ حوًا َليْ َ صْالشّمْ سَ َ
ت الْ ِقيَا َمةِ ،ثُمّ َي َر ْونَ هُ َبعْدَ دُخُولِ
فِي ُر ْؤَيتِ هِ .يَ َر ْونَ هُ ُسبْحَانَ َه َوهُ مْ فِي عَرَ صَا ِ
ل َتعَالَى. جّنةِ؛ كَمَا يَشَاءُ ا ُ الْ َ
فَ صْلٌَ :ومِ نَ الِيَا ِن بِالَْيوْ مِ الخِرِ اليَا نُ بِكُ ّل مَا أَ ْخبَ َر بِ ِه النِّبيّ صلى
ال عليه وسلم مِمّا َيكُو نُ َبعْ َد الْ َموْ تَِ ،فُيؤْ ِمنُو نَ ِب ِفْتَنةِ اْل َقبْرَِ ،وبِعَذَا بِ اْل َقبْرِ
حنُو نَ فِي ُقبُو ِرهِ مَْ ،فُيقَالُ للرّجُلِ :مَن َوَنعِيمِ هَِ .فَأمّ ا اْلفِْتَنةُ؛ فَإِنّ النّا سَ يُ ْمتَ َ
ّربُكَ؟ َومَا دِينُكَ؟ َومَن ّنبِيّك؟
حيَاةِ ال ّدنْيَا وَفِي الخِ َرةِ، فُيثَبّ تُ الُ الّذِي نَ آ َمنُوا بِاْلقَوْ ِل الثّابِ تِ فِي الْ َ
لمُ دِينِيَ ،ومُحَمّدٌ صلى ال عل يه و سلم َفَيقُو ُل الْم ْؤمِ نَُ :ربّ يَ الُ= ،وَالِ سْ َ
س َيقُولُو نَ ت النّا َ َنِبيّيفَ .وَأمّاف الْ ُم ْرتَا بُ؛ َفَيقُولُ :هَاه هَاه؛ لَ أَدْري ،سَ ِم ْع ُ
ح ًة يَ سْ َم ُعهَا كُ ّل َشيْءٍ؛ صيْ َ
ب بِ ِمرْ َزَب ٍة مِ نْ حَدِيدٍَ ،فيَ صِيحُ ََشْيئًا َف ُق ْلتُ هَُ ،فُيضْرَ ُ
صعِقَ .ثُمّ َبعْ َد هّذِ ِه اْلفِْتَنةِ إمّا َنعِي ٌم َوِإمّا
إ ّل الِنْ سَانَ ،وََلوْ سَ ِم َعهَا ا ِلنْ سَانُ؛ لَ ُ
عَذَابٌ ،إِلَى َأنْ َتقُومَ الْ ِقيَا َمةُ اْل ُكبْرىَ ،فُتعَا ُد الَ ْروَاحُ إِلَى الجْسَادِ.
فنِ رَ سُولِهُ، َوتَقُو مُ اْل ِقيَا َم ُة الّتِي أَ ْخبَرَ الُ بِهَا فِي ِكتَابِ هَِ ،وعَلَى لِسَا
َوأَجْ َم َع عََلْيهَا الْمُسِْلمُونََ .فَيقُومُ النّاسُ مِنْ ُقبُو ِرهِمْ ِلرَبّ اْلعَالَمِيَ ُحفَا ًة عُرَاةً
14
ِينف ،
ْصفبُ الْ َموَاز ُ َقف َ .فُتن َُمف اْلعَر ُ ْسف َ ،ويُ ْلجِ ُمه ُ ُمف الشّم ُ غُرْلً َ ،وتَدْنُو ِمنْه ُ
َفتُوزَ ُن بِهَا َأعْمَا ُل اْل ِعبَاد ) ،فَمَنَثقُلَ تَْ موَازِينُ هَُفُأوْلَئِ كَهُ مُالْ ُمفْلِحُو نَ َ ومَ نْ
فلّذِينَفخَسِفرُواأَنفُسَفهُمْفِيَ ج َهنّمَف خَاِلدُونَف (َ .وتُنْشَرُ َخفّت ْفَموَازِينُه ُفَفُأوَْلئِكَا
َهف
َهف ِبيَمِينِهفِ ،وآ ِخذٌ ِكتَاب ُ صفحَائِفُ ا َلعْمَالِ ،فَآخِذٌ ِكتَاب ُ ِيف َ ال ّدوَاوِينفَُ ،وه َ
بِشِمَالِ هِ َأ ْو مِ ْن وّرا ِء َظهْرِ هِ؛ كَمَا قَالَ ُسبْحَانَ ُه َوَتعَالَى ) :وَكُلّ إِن سَانٍأَلْ َز ْمنَا هُ
خرِ جُلَ هَُيوْ مَاْل ِقيَا َمةِِ كتَابًا يَ ْلقَا هُمَنشُورًا اقْ َرأَْ كتَابَ كَ َكفَىِبنَفْ سِكَ
طَآئِرَ هُفِيعُُنقِ هَ ِونُ ْ
اْلَيوْمَعََليْكَحَسِيبًا.(
خلُو ِبعَبْدِ ِه الْ ُم ْؤمِ نَِ ،فُيقَرّرُ هُ بِ ُذنُوبِ هِ؛ كَمَاَويُحَا ِسبُ الُ الَلئِ قََ ،ويَ ْ
وُ صِفَ ذَلِ كَ فِي اْلكِتَا بِ وَال سّّنةَِ .وَأمّا الْ ُكفّارُ؛ فَل يُحَا َسبُونَ مُحَا َسَب َة مَ نْ
ِنف ُتعَدّ َأعْمَاُلهُمفْ،
َسفنَاتَ َلهُمفْ ،وََلك ْ ّهف لَ ح َ َسفّيئَاتُهُ؛ فَِإن ُ
َسفنَاتُهُ و َ
َنف ح َ
تُوز ُ
حصَىَ ،فيُوقَفُونَ عََلْيهَا َوُيقَرّرُونَ ِبهَا.
َفتُ ْ
ض الْ َموْرُودُ لِلنِّبيّ صلى ال عليه وسلم ،ماؤُه ت اْلقِيَا َم ِة الْحَو ُ
وَفِي عَرَ صَا ِ
َأشَ ّد َبيَاضًا مِ نَ الّلبَ نَِ ،وأَحْلَى مِ َن اْلعَ سَلِ ،آِنَيتُ هُ عَ َد ُد نُجُو ِم ال سّمَاءِ ،طُولُ هُ
ب ِمنْهُ َش ْرَبةً؛ َل يَ ْظ َمأُ َبعْ َدهَا َأبَدًا.
َشهْرٌَ ،وعَرْضُ ُه َش ْهرٌ ،مَن يّشْرَ ُ
جّن ِة
ط َمنْ صُوبٌ عَلَى َمتْ نِ َج َهنّ مََ ،و ُهوَ الْجِ سْ ُر الّذِي َبيْ نَ الْ َ وَال صّرَا ُ
وَالنّارِ ،يَمُ ّر النّا سُ عََليْ هِ عَلَى قَ ْدرِ أَعْمَاِلهِ مْ ،فَ ِمْنهُ ْم مَ ْن يَمُرّ َكلَمْ ِح اْلبَ صَرِ،
َو ِمْنهُم مَن يَمُرّ كَاْلبَرْ قَِ ،و ِمْنهُم مَن يَمُرّ كَالرّي حِ ،و ِمنْهُم مَن يَ ُمرّ كَاْلفَرَ سِ
ب ا ِلبِلِ ،ومِْنهُم مَن َيعْدُو عَ ْدوًاَ ،و ِمْنهُم مَن جوَادَِ ،و ِمْنهُم مَن يَمُرّ َكرِكَا ِ الْ َ
شيًاَ ،و ِمْنهُم مَن يَ ْزحَ فُ زَ ْحفًاَ ،و َمْنهُم مَن يُخْطَ فُ َخ ْطفًا َويُ ْلقَى يَمْشِي مَ ْ
س ِبأَعْمَاِلهِمَ ،فمَ ْن مَ ّر عَلَى
ف النّا َ ب تَخْ ِط ُ فِي َج َهنّمَ؛ فَِإ ّن الْجِس َر عََليْهِ َكلَلِي ُ
15
جّنةِ وَالنّارِ،
جّنةَ .فَِإذَا َعبَرُوا عََليْ هِ؛ وََقفُوا عَلَى َقنْطَ َر ٍة بَيْ َن الْ َ
ال صّرَاطِ؛ دَخَ َل الْ َ
جّنةِ.
َفُي ْقتَصّ ِلَب ْعضِهِم مِن َب ْعضٍ ،فَإِذَا هُ ّذبُوا َوُنقّوا؛ أُ ِذنَ َل ُهمْ فِي دُخُو ِل الْ َ
جّن ِة مُحَمّدٌ صلى ال عليه وسلم َ ،وَأوّلُ مَن
ب الْ َ
َوَأوّلُ مَن يَسَْت ْفتِ ُح بَا َ
جّنةَ مِ َن الُمَمِ ُأ ّمتُهُ.
يَ ْدخُ ُل الْ َ
شفَا َع ُة ث َشفَاعَا تٍَ :أمّ ا ال ّ وَلَه صلى ال عل يه و سلم فِي الْ ِقيَا َمةِ ثَل ُ
ا ُلوْلَى؛ َفيَشفَعُ فَي أَهْ ِل الْ َموْقِفِ َحتّى ُيقْضَى بَْيَنهُ ْم َبعْدَ أَ ْن َيتَرَاجَ َع ا َلنِْبيَاءُ؛
شفَا َعةِ َحتّى َتْنَتهِيَآدَمَُ ،ونُوحٌَ ،وِإبْرَاهِيمَُ ،ومُوسَىَ ،وعِيسى ابْنُ مَ ْريَ َم عَنِ ال ّ
جنّةَ .وهَاتَا نَ جّنةِ أَن يَدْخُلُوا الْ َ شفَا َع ُة الثّاِنَيةُ؛ َفيَشْفَ عُ فِي َأهْ ِل الْ َ إَليْ هَِ .وَأمّا ال ّ
شفَ عُ فِيمَ نِ ا ْستَحَ ّق النّارَ، صتَانِ لَ هَُ .وَأمّ ا الشّفَا َع ُة الثّاِلَثةُ؛ َفيَ ْ شفَاعَتَا نِ خَا ّ ال ّ
شفَ عُ فِيمَ نِ ا ْستَحَقّ ي َو َغيْ ِرهِ مَْ ،فيَ ْشفَاعَةُ لَ هُ وَلِ سَائِ ِر النِّبيّيَ وَال صّدّيقِ َ َوهَذِ هِ ال ّ
ج ِمنْهَاَ .ويُخْ ِر جُ الُ مِ نَ شفَ عُ فِي َم نْ َدخََلهَا أَن َيخْ ُر َ النّارَ أَن ّل يَدْ ُخَلهَاَ ،ويَ ْ
جّنةِ َفضْ ٌل عَمّ نْ النّارِ أَ ْقوَامًا ِبغِ ِي َشفَا َعةٍ؛ بَ ْل ِبفَضْلِ ِه وَرَ ْح َمتِ هَِ ،وَيبْقَى فِي الْ َ
جّنةَ.شئُ الُ َلهَا أَ ْقوَامًا َفيُدْخُِل ُه ُم الْ َ دَخََلهَا مِنْ أَهْلِ ال ّدْنيَاَ ،فيُنْ ِ
ب وَالْ ِعقَا بِ
ب وَالّثوَا ِ ف مَا َتضَ ّمَنتْ هُ الدّارُ الخِ َرةُ مِ َن الْحِ سَا ِ صنَا ُ َوأَ ْ
السفمَاءِ،
ِنف ّ ُبف الْ ُمنَزَّل ِة م َ
ِكف مَذْكُو َرةٌ فِي الْ ُكت ِ جّن ِة وَالنّا ِر َوَتفَاصفِيلُ ذَل َ وَالْ َ
ث عَ ْن ُمحَمّدٍ صلى وَالثَارِ مِ َن اْلعِلْ ِم الْ َمأْثُو ِر عَ ِن ا َلْنبِيَاءِ ،وَفِي اْلعِلْمِ الْ َموْرُو ِ
شفِي َوَيكْفِي ،فَمَ ِن اْبتَغَا ُه وَجَ َدهُ. ك مَا يَ ْال عليه وسلم مِنْ ذَلِ َ
جمَا َعةِ بِاْلقَدَرِ َخيْرِ ِه َوشَرّ هِ.
سّنةِ وَالْ َ
َوُتؤْمِ ُن الْفِرَْق ُة النّا ِجَي ُة مِ نْ َأهْ ِل ال ّ
وَالِيَا نُ بِاْلقَدَ ِر عَلَى َدرَ َجتَيِ؛ كُلّ َدرَ َج ٍة َتتَضَمّ ُن َشْيئَيْ نِ .فَالدّرَ َج ُة الُولَى:
16
خلْق َِ ،وهُ ْم عَامِلُو َن ِبعِلْمِ ِه اْلقَدِيِ الّذِي ُه َو اليَا ُن ِبأَنّ الَ َتعَالَى عَلِي ٌم بِالْ َ
ت وَالْ َمعَا صِي َموْ صُوفٌ بِ هِ أَزَ ًل َوأَبَدًاَ ،وعَلِ مَ جَمِي عَ أَ ْحوَالِهِم مّ نَ الطّاعَا ِ
خلْ قَِ .فَأوّلُ ظ َمقَادِي َر الْ َ حفُو ِ ح الْمَ ْ وَالَرْزَا قِ وَالجَالِ ،ثُمّ َكتَ بَ الُ فِي الّل ْو ِ
مَا َخلَقَ الُ اْلقَلَمَ قَالَ لَهُ :اكْتُبْ .قَالَ :مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ :ا ْكتُبْ مَا ُهوَ كَائِنٌ
إِلَى َيوْ مِ اْل ِقيَا َمةِ .فَمَا أَ صَابَ ا ِلنْ سَانَ لَ ْم يَكُن ّليُخْ ِطئَ هَُ ،ومَا أَخْ َطأَ هُ لَ ْم َيكُن
ت الَقْلَمَُ ،و ُطوِيَتِ الصّحُفُ؛ كَمَا قَا َل َتعَالَى ) :أَلَمَْتعْلَمْأَنّاللّ هَ ّليُصِيبَهَُ ،جفّ ِ
َىاللّ هِيَ سِيٌ ، (وَقَال َ) : َاءوَالَرْ ضِإِنّذَلِ كَ فِيِ كتَا بٍإِنّذَلِ كَعَل َيعْلَ مُمَافِيال سّم
ّنَقبْلِأَن ّنبْ َرأَهَاإِنّ
بم ب مِنمّ صِيَبةٍفِيالَرْ ضِوَلفِيأَنفُ سِكُمْإِلّفِيِ كتَا ٍ مَاأَ صَا َ
ذَلِ كَعَلَىاللّ هِيَ سِيٌ( َوهَذَا الّتقْدِي ُر التّابِ عُ ِلعِلْمِ هِ ُسبْحَانَ ُه َيكُو نُ فِي َموَاضِ عَ
ظ مَا شَاءََ .وإِذَا خََل قَ جَ سَدَ حفُو ِ ح الْمَ ْ جُمَْل ًة َوَتفْ صِيلًَ :فقَدْ َكتَ بَ فِي الّلوْ ِ
جنِيِ َقبْ َل َنفْ خِ الرّو حِ فِي هِ؛ َبعَ ثَ إَِليْ ِه مََلكًاَ ،فُي ْؤمَ ُر ِبأْ ْربَ عِ كَِلمَا تٍَ ،فُيقَالُ الْ َ
حوَ ذَلِ كََ .ف َهذَا لَ هُ :ا ْكتُ بْ :رِزْقَ هَُ ،وأَ َجلَ هَُ ،وعَمَلَ هَُ ،و َشقِيّ أَ مْ َسعِيدٌَ ..ونَ ْ
الّتقْدِيرُ قَدْ كَا َن يُْنكِ ُر ُه غُل ُة الْقَ َد ِرّيةِ َقدِيًاَ ،و ُمْنكِ ُرهُ اْلَيوْمَ قَلِيلٌ.
َوَأمّ ا الدّ َر َج ُة الثّاِنَيةُ؛ َفهِ َي مَشِيَئةُ الِ النّافِ َذةُ ،وَقُ ْد َرتُ هُ الشّامَِلةَُ ،و ُهوَ:
الِيَا نُ ِبَأنّ مَا شَاءَ الُ كَا نََ ،ومَا لَ ْم يَشَأْ لَ ْم َيكُ نَْ ،وَأنّ ُه مَا فِي ال سّ َموَاتِ
َومَا فِي الَرْ ضِ مِ نْ حَرَ َك ٍة وَلَ سُكُونٍ؛ إ ّل بِمَشِيَئةِ الِ سُبْحَانَهَُ ،ل َيكُو نُ
فِي ُم ْلكِ ِه مَا َل يُرِيدَُ ،وَأنّ هُ ُسبْحَانَهُ عَلَى كُ ّل َشيْءٍ قَدِي ٌر مِ َن الْ َموْجُودَا تِ
وَالْ َمعْدُومَا تِ ،مَا مِ ْن مَخْلُو قٍ فِي الَرْ ضِ وَلَ فِي ال سّمَاءِ إلّ الُ خَاِلقُ هُ
ُسبْحَانَهُ ،ل خَالِ قَ غَيْرُ هُ ،وَلَ رَبّ ِسوَاهَُ .ومَ عَ ذَلِ كَ؛ َفقَدْ َأمَ َر اْلعِبَا َد بِطَاعَتِ هِ
فبْحَانَ ُه يُحِبّف الْ ُمّتقِيَف فَيتِهِ .وَ ُه َو س ُ
ف َمعْص ِ
ف عَن ْ
فلِهَِ ،وَنهَاهُم ْ َوطَا َعةِ رُس ُ
17
سنِيَ وَالْ ُمقْ سِ ِطيََ ،ويَرْضَى عَ ِن الّذِي نَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا ال صّالِحَاتِ ،وَل وَالْمُحْ ِ
يُحِبّ اْلكَافِرِي نَ ،وَلَ َيرْضَى عَ ِن اْل َقوْ مِ اْلفَا ِسقِيَ ،وَلَ َي ْأمُ ُر بِاْلفَحْشَاءِ ،وَلَ
ب الْفَسَادَ. ح ّ
يَرْضَى ِل ِعبَا ِد ُه الْ ُكفْرَ ،وَ َل يُ ِ
َقف أ ْفعَالَهُم .وَالْ َعبْ ُد ُهوَ :الْ ُم ْؤمِنفُ، ّهف َخل َُونف َحقِي َقةً ،وَالل ُ
وَالْ ِعبَادُ فَاعِل َ
وَاْلكَافِرُ ،وَالْبَرّ ،وَاْلفَاجِرُ ،وَالْمُ صَلّي ،وَال صّائِمُ .وِلِ ْل ِعبَادِ ُقدْ َرةٌ عَلَى َأعْمَاِلهِ مْ،
وََلهُ مْ إِرَا َدةٌ ،وَالُ خَاِل ُقهُ ْم وَقُدْ َرَتهُ ْم َوإِرَا َدَتهُ مْ؛ كَمَا قَا َل َتعَالَى ):لِمَنشَاء
سَتقِيمَ َ وم َاتَشَاؤُونَإِلّأَنيَشَاءاللّهُرَبّاْلعَالَمِيَ .(
مِنكُمْأَن يَ ْ
ب ِبهَا عَا ّمةُ اْلقَدَ ِرّي ِة الّذِي نَ سَمّاهُ ُم الّنِبيّ
َوهَذِ هِ الدّرَ َج ُة مِ َن الْقَدَرِ يُكَذّ ُ
سِ هَذِ ِه ا ُل ّمةَِ ،وَيغْلُو فِيهَا قَو ٌم مِنْ َأهْ ِل الْثبَاتَِ ،حتّى َسَلبُوا الْ َعبْدَ :مَجُو َ
حهَا. ل َوأَ ْحكَامِهِ ُحكْ َمهَا َومَصَالِ َ ُقدْ َرتَهُ وَا ْخِتيَا َرهَُ ،ويُخرِجُو َن عَنْ أَ ْفعَالِ ا ِ
َانف َقوْ ٌل
ّينف وَالِي َ
جمَا َعةِ أَنّ الد َ السفةِ وَالْ َ
ِنفأُصفُولِ أَهْلِ ّّن َصفلٌَ :وم ْ ف ْ
جوَا ِر حَِ .وأَنّ اليَا نَ
َوعَمَلٌَ ،قوْ ٌل اْلقَلْ بِ وَاللّ سَانَِ ،وعَمَ ُل الْقَلْ بِ وَاللّ سَانِ وَالْ َ
ص بِالْ َم ْعصَِيةِ.
يَزِي ُد بِالطّا َعةَِ ،وَينْ ُق ُ
ك ل ُي َكفّرُو نَ َأهْ َل الْ ِقبَْل ِة بِمُ ْطلَ ِق الْ َمعَا صِي وَاْل َكبَائِرِ ؛ َوهُ مْ مَ عَ ذَلِ َ
خوَارَ جُ ؛ بَلِ الُ ُخ ّو ُة الِيَاِنّيةُ ثَاِبَتةٌ مَ َع الْ َمعَا صِي ؛ كَمَا قَالَ كَمَا يَ ْفعَلُ ُه الْ َ
ُسبْحَانَهُ ) :فَمَ نْ ُعفِ يَلَ هُ مِ نْأَخِي هِ َ شيْءٌفَاّتبَا عٌبِالْ َمعْرُو فِ ( ،وَقَالََ ) :وإِن
ِنَبغَ تْإِ ْحدَاهُمَا عَلَى الُخْرَى ُواَفأَ صْلِحُواَبيَْنهُمَافَإ طَاِئفَتَا ِن مِ نَالْ ُم ْؤمِنِيَاقَْتتَل
ُوا
َفقَاتِلُواالّتِيَتبْغِيَ حتّىَتفِيءَإِلَىَأمْرِ اللّ هِفَإِنفَاء تْ َفأَ صْلِحُواَبْيَنهُمَابِاْلعَدْلَِ وأَقْ سِط
حبّالْ ُمقْسِطِيَِ إنّمَا الْ ُم ْؤ ِمنُونَإِ ْخ َوةٌَفأَصْلِحُواَبيْنَأَ َخ َويْكُمْ (. ِإنّ اللّهَيُ ِ
18
خلّدُونَهُف فِي فبُونَ اْلفَاسِف َق الْمِلّيّ اس ْفمِ اليَانِفبِاْلكُّلّيةِ ،وَ َل يُ َ وَلَ يَس ُْل
اسفمِ اليَان؛ كَمَا فِي َاسف ُق يَدْخُلُ فِي ْ النّار؛ كَمَا َتقُو ُل الْ ُم ْعتَزَِلةُ .بَ ِل اْلف ِ
َقوْلِ هَِ ) :فتَحْرِيرُرََقَبةٍّ م ْؤمَِنةٍ( ،وَقَدْ َل يَدْ ُخلُ فِي ا سْ ِم الِيَا ِن الْمُطْلَ قِ؛ كَمَا
ّمَاالْ ُم ْؤ ِمنُو نَالّذِي نَإِذَا ذُكِرَاللّ ُه وَجِلَ تْ ُقلُوُبهُ مَْ وإِذَاتُِليَ تْ
فِي َقوْلِ ِه َتعَالَىِ ) :إن
عََلْيهِمْآيَاتُهُزَا َدْتهُمْإِيَانًا ( ،وََقوْلُهُ صلى ال عليه وسلمَ (( :ل يَ ْزنِي الزّانِي حِيَ
ق َو ُهوَ ُم ْؤمِ نٌ ،وَ َل يَشْرَ بُ س ِرقُ ال سّا ِرقُ ِحيَ يَ سْ ِر ُ يَ ْزنِي َوهُ َو ُم ْؤمِ نٌ ،وَل يَ ْ
ف يَرْفَ ُع النّا سُ ت شَرَ ٍ ب َن ْهَبةً ذَا َ ش َربُهَا َو ُهوَ ُم ْؤمِ نٌ ،وَ َل َيْنتَهِ ُ خمْرَ حِيَ يَ ْ الْ َ
إَِليْ هِ فِيهَا َأبْ صَا َرهُمْ حِيَ يَْنَت ِهبُهَا وَ ُه َو ُم ْؤمِ نٌ))َ .وَيقُولُو نَُ :هوَ ُم ْؤمِ نٌ نَاقِ صُ
ل ُيعْطَى الس ْفَم الْمُ ْطلَقفَ ،وَلَ الِيَانفَِ ،أ ْو ُم ْؤمِنٌفبِإِيَانِهِف فَاسِفٌق ِب َكبِيَتِهفَِ ،ف َ
ب مُطَْل َق السْمِ. يُسَْل ُ
ل َمةُ قُلُوِبهِ ْم َوأَلْ سَِنِتهِ ْم جمَا َعةِ َس َ سّنةِ وَالْ َ
فَ صْلٌ َ :ومِ نْ أُ صُولِ أَهْ ِل ال ّ
ص َفهُمُ الُ بِ هِ فِي لَ صْحَابِ رَ سُولِ الِ صلى ال عل يه و سلم ،كَمَا وَ َ
َقوْلفففـ ِه َتعَالَى ):وَالّذِي نَجَاؤُومِنَبعْ ِدهِ مَْيقُولُو نََ رّبنَاا ْغفِ رَْلنَا وَلِ ْخوَاِننَا
ُوا َرّبنَاِإنّكََ رؤُوفٌرّحِيمٌ ( ، ِيُقلُوبِنَا ِغلّلّلّذِينَ آ َمن
جعَلْف
َلتَ ْ
الّذِي َن َسَبقُونَابِالِيَانِو
صحَابِي َفوَالّذِي َوطَا َعةَ الّنبِيّ صلى ال عل يه و سلم فِي َقوْلِ هَِ (( :ل تَ سُبّوا أَ ْ
َنفْ سِي ِبيَدِ هُ َلوْ أَنّ أَ َحدَكُ مْ َأْنفَ قَ ِمثْلَ أُ ُحدٍ َذهَبًا مَا بَلَ غَ مُدّ أَحَ ِدهِ ْم وَل
ع مِ نْ َفضَائِِلهِ مْ سنّ ُة وَالِجْمَا ُ ب وَال ّ نَ صِيفَهُ))َ .وَي ْقبَلُو َن مَا جَا َء بِ ِه اْلكِتَا ُ
َومَرَاِتِبهِمْ.
ح َدْيبَِيةِ ف وَقَاتَلَ
َويُ َفضّلُو َن مَ نْ أَْنفَ قَ مِ نْ َقبْ ِل اْل َفتْ حِ ف َوهُوَ صُلْ ُح الْ ُ
عَلَى مَ نْ َأْنفَ قَ مِ نْ بَعْ ُد وَقَاتَلََ .وُيقَ ّدمُو َن الْ ُمهَا ِجرِي نَ عَلَى ا َلنْصَارَِ .وُي ْؤ ِمنُونَ
19
ِبأَنّ الَ قَالَ َلهْلِ بَ ْدرٍ ف وَكَانُوا ثَل ثَ مِاَئ ٍة َوِبضْ َع َة عَشَرَف(( :اعْمَلُوا مَا
ج َرةِ؛
ِشئْتُمَ .فقَ ْد َغفَرْ تُ َلكُ مْ))َ .وبَِأنّ هُ َل يَدْ ُخ ُل النّارَ أَ َح ٌد بَايَ َع تَحْ تَ الشّ َ
كَمَا أَ ْخبَ َر بِ ِه الّنِبيّ صلى ال عليه وسلم ،بَلْ َلقَدْ رَضَ يَ الُ َعْنهُ مْ َورَضُوا
ف
جّنةِ لِمَن ْ
ف بِالْ َشهَدُون َ ف مِائَة َ .ويَ ْ ف َوأَ ْربَع ِ
ف أَلْف ٍ َعنْهفُ ،وَكَانُوا أَ ْكثَ َر مِن ْ
شَ ففف ِهدَ لَ هُ رَ سُولُ الِ صلى ال عل يه و سلم ،كَاْلعَشَ َرةَِ ،وثَابِ تِ بْ نِ
ِقْيسِ ب ِن شَمّاسٍَ ،و َغيْ ِرهِم مّ َن الصّحَاَبةِ.
َويُقِرّو نَ بِمَا َتوَاتَ َر بِ ِه الّنقْ ُل عَ نْ َأمِ ِي الْ ُم ْؤمِنِيَ عَلِيّ بْ نِ أَبِي طَالِ ٍ
ب
َرضِ يَ الُ َعنْ ُه َوغَيْرِ ِه مِ نْ أَنّ َخيْ َر هَذِ هِ ا ُل ّم ِة َبعْدَ نَِبيّه ـا :أَبُو َبكْرٍ ،ثُمّ
ت عََليْ هِ عُ َمرَُ .ويُثَّلثُو نَ ِب ُعثْمَا نََ ،ويُ َرّبعُو نَ ِبعَلِيّ رَضِ يَ الُ َعنْهُ مْ؛ كَمَا دَلّ ْ
الثَارُ ،وَكَمَا أَجْ َم َع ال صّحَاَب ُة عَلَى َتقْدِيِ ُعثْمَا نُ فِي اْلبَْي َعةِ .مَ عَ أَنّ َبعْ ضَ
سّنةِ كَانُوا قَدِ ا ْختََلفُوا فِي ُعثْمَا نَ َوعَلِيّ َرضَ يَ الُ َعْنهُمَا ف َبعْدَ َأهْ ِل ال ّ
اّتفَاِقهِ مْ عَلَى َتقْدِيِ أَبِي بَكْ ٍر َوعُ َمرَ ف َأّيهُمَا أَ ْفضَلُ؟ َفقَدّ مَ َقوْ ٌم عُثْمَا نَ:
وَ َس َكتُواَ ،أوْ َرّبعُوا ِبعَِليّ ،وَقَدّم َقوْمٌ عَِليّا ،وََقوْ ٌم َتوَّقفُواَ .لكِنِ ا ْسَتقَرّ َأمْرُ َأهْلِ
سأََلةُ سأََلةُ ف مَ ْ ال سّّن ِة عَلَى تَقْدِيِ ُعثْمَا نَ ،ثُمّ عَلِيَّ .وإِ نْ كَانَ تْ هَذِه الْمَ ْ
ستْ مِنَ الُصُو ِل اّلتِي ُيضَلّ ُل الْمُخَالِفُ فِيهَا ِعنْدَ ُج ْمهُورِ ُعثْمَانَ َوعَِليّ ف َليْ َ
خلََفةِ ،وَذَلِ كَ َأنّهُ ْم ُي ْؤمِنُو نَ أَنّ
سأَلَ ُة الْ ِ
سّنةَِ .لكِ ِن الّتِي ُيضَلّلُ فِيهَا :مَ ْ
َأهْ ِل ال ّ
خلِيفَ َة َبعْدَ رَ سُولِ الِ صلى ال عليه وسلم َ :أبُو َبكْرٍَ ،وعُمَرُ ،ثُمّ ُعثْمَا نُ، الْ َ
ثُ ّم عَِليَّ .ومَ ْن َطعَنَ فِي ِخلََفةِ أَ َح ٍد مِ ْن َهؤُلءِ؛ َف ُهوَ أَضَ ّل مِنْ ِحمَارِ َأهْلِهِ.
حبّو نَ َأهْلَ َبيْ تِ رَ سُولِ الِ صلى ال عل يه و سلم َ ،وَيَتوَّلوَْنهُ مْ،
َويُ ِ
صّيةِ رَ سُولِ الِ صلى ال عل يه و سلم َ :حيْ ثُ قَالَ َيوْ مَ
حفَظُو نَ فِيهِ مْ وَ َِويَ ْ
20
س عَمّه ف وَقَ ِد غَدِيرِ خُمّ(( :أُذَكّرُكُمُ الَ فِي َأهْلِ بَْيتِي )) .وَقَالَ َأْيضًا ِل ْلعَبّا ِ
ش يَجْفُو بَنِي هَاشِ مٍ ف َفقَالَ(( :وَالّذِي َنفْ سِي ا ْشتَكَى إَِليْ هِ أَنّ َبعْ ضَ ُق َريْ ٍ
حبّوكُ مْ؛ لِ وَِلقَرَابَتِي)) .وَقَالَِ(( :إنّ الَ ا صْ َطفَى ِبيَدِ هِ؛ لَ ُي ْؤ ِمنُو نَ َحتّى ُي ِ
بَنِي إِ سْمَاعِيلَ ،وَا صْ َطفَى مِ ْن بَنِي إ سْمَاعِيلَ ِكنَاَنةَ ،وَا صْ َطفَى مِ نْ ِكنَاَنةَ
ش َبنِي هَاشِمٍ ،وَاصْ َطفَانِي مِ ْن َبنِي هَاشِمٍ)). ُق َريْشًا ،وَاصْ َطفَى مِنْ قُ َرْي ٍ
َويََتوَّلوْ نَ أَ ْزوَا جَ رَ سُولِ الِ صلى ال عل يه و سلم ُأ ّمهَا تِ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ،
َوُي ْؤمِنُو نَ َبَأّنهُنّ أَ ْزوَاجُ هُ فِي الخِ َرةِ :خُ صُوصًا َخدِ َيةَ رَضِ يَ الُ عَنْهَا أُمّ
أَ ْكثَرِ َأوْلَدِ هَِ ،وَأوّلَ مَ نْ آمَ َن بِ ِه َوعَاَضَدَ ُه عَلَى َأمْرِه ،وَكَا نَ َلهَا ِمنْ ُه الْ َمنْزَِلةُ
ت ال صّدّيقِ رَضِ يَ الُ َعْنهَا ،الّتِي قَالَ فِيهَا الّنِبيّ صلى اْلعَاِلَيةُ .وَال صّدّي َقةَ ِبنْ َ
شةَ عَلَى النّسفَاءِ َك َفضْ ِل الثّرِي ِد عَلَى سفَائِرِ ال عليفه وسفلم َ(( :فضْ ُل عَائِ َ
ال ّطعَامِ)).
َويََتبَ ّرؤُو نَ مِ ْن طَرِي َقةِ ال ّروَافِ ضِ الّذِي َن ُيْبغِضُو نَ ال صّحَاَب َة َويَ سُبّوَنهُمْ.
ت ِبقَوْلٍ َأ ْو عَمَلٍَ .ويُمْ سِكُونَ عَمّا صبِ الّذِي َن ُيؤْذُو نَ َأهْ َل الَْبيْ َِوطَرِي َقةِ الّنوَا ِ
ج َر َبيْ َن ال صّحَاَبةَِ ،وَيقُولُو نَِ :إنّ هَذِ ِه الثَا َر الْ َم ْر ِوّيةَ فِي مَسَاوِيهِمْ ِمْنهَا مَا شَ َ
ص َوغُيّ َر عَ ْن وَ ْجهِ هِ ،وَال صّحِي ُح ِمنْ هُ ُهوَ كَذِ بٌَ ،و َمنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِي ِه َونُقِ َ
جَتهِدُونَ مُخْ ِطئُونََ .وهُم جَتهِدُونَ مُصِيبُونََ ،وإِمّا مُ ْ هُمْ فِي ِه َمعْذُورُونَِ :إمّا مُ ْ
مّ عَ ذَلِ كَ َل َيعَْتقِدُو نَ أَنّ كُ ّل وَاحِ ٍد مِ َن ال صّحَاَبةِ َمعْ صُو ٌم عَ نْ َكبَائِ ِر ا ِلثْ مِ
السفوَابِقِ ّنف ّ ُوبف ف ِي الْجُ ْمَلةِ .وَلَه ُم م َِمف ال ّذن ُ َصفغَائِ ِرهِ؛ بَ ْل يَجُو ُز عََلْيه ُ
و َ
وَاْلفَضَائِ ِل مَا يُوجِ بُ َم ْغفِ َر َة مَا يَ صْدُ ُر ِمْنهُ مْ ف إِ نْ صَ َدرَ فَ ،حتّ ى إنّهُ مْ
ت الّتِي سنَا ِت مَا َل ُي ْغفَرُ لِمَ ْن َبعْ َدهُمْ؛ َلنّ َلهُم مّ َن الْحَ َ ُي ْغفَرُ َلهُم مّ َن السّّيئَا ِ
21
ت مَا َليْ سَ لِ َم ْن َبعْ َدهُ مْ .وََق ْد ثَبَ تَ ِب َقوْلِ رَ سُولِ الِ صلى ال تَ ْمحُو ال سّّيئَا ِ
ق بِ هِ كَا نَ عل يه و سلم َأّنهُ مْ َخيْ ُر اْلقُرُو نَِ ،وأَنّ الْ ُم ّد مِ نْ أَ َح ِدهِ مْ إذَا تَ صَ َدّ َ
أَ ْفضَ َل مِ نْ َجبَلِ أُ ُحدٍ َذ َهبًا مِمّن َبعْ َدهُ مْ .ثُمّ إِذَا كَا نَ َقدْ صَدَرَ مِ نْ أَحَ ِدهِ مْ
ت تَ ْمحُو هُ ،أَو ُغفِرَ لَ هُ؛ ِبفَضْلِ سنَا ٍ ب ِمنْ هَُ ،أوْ أَتَى بَحَ َ َذنْ بٌ؛ َفَيكُو نُ قَ ْد تَا َ
ّاسف
ُمفَأحَقّ الن ِ حمّدٍ صفلى ال عليفه وسفلم الّذِي ه ْ شفَا َع ِة مُ َ
سفَاِب َقتِهَِ ،أ ْو بِ َ
شفَاعَتِ هَِ ،أوْ اْبتُلِ َي ِببَلَءٍ فِي ال ّدْنيَا ُكفّ َر بِ هِ َعنْ هُ .فَِإذَا كَا نَ هَذَا فِي ال ّذنُو بِ بِ َ
ُمف
إنفأَصفَابُوا؛ فََله ْ جَتهِدِينفَْ : ْفف ا ُلمُو ُر الّتِي كَانُوا فِيهَا ُم ْ ح ّققَةِ؛ َف َكي َ الْ ُم َ
أَ ْجرَا نَِ ،وإِ نْ أَخْ َطؤُوا؛ فََلهُ مْ َأجْ ٌر وَاحِدٌ ،وَالْخَ َطُأ م ْغفُورٌ .ثُمّ ِإنّ اْلقَدْ َر الّذِي
ضهِ مْ َقلِي ٌل نَزْ ٌر َم ْغفُورٌ فِي َجنْ بِ َفضَائِ ِل الْ َقوْ مِ َومَحَا ِسنِهِمْ؛ ُيْنكَ ُر مِ نْ ِفعْ ِل َبعْ ِ
ج َرةِ ،وَالنّ صْ َرةِ ،وَاْلعِلْ مِجهَادِ فِي َسبِيلِهِ ،وَاْلهِ ْ مِ َن الِيَا ِن بِالِ ،وَرَ سُولِهِ ،وَالْ ِ
النّافِعِ ،وَاْلعَمَ ِل الصّالِحَِ .ومَن نّظَرَ فِي سِيَ ِة اْل َقوْمِ ِبعِ ْل ٍم َوبَصِ َيةٍَ ،ومَا مَنّ الُ
عََلْيهِم بِ ِه مِ َن اْل َفضَائِلِ؛ عَِل َم َيقِينًا َأّنهُ مْ ِخيْرُ الْخَلْ ِق َبعْ َد الَْنِبيَاءِ؛ لَ كَانَ وَل
ص ْفوَ ُة مِ نْ ُقرُو ِن هَذِ ِه ا ُل ّمةِ الّتِي هِ يَ َخيْ ُر الُمَ مِ َيكُو نُ ِمثُْلهُ مَْ ،وَأّنهُ ُم ال ّ
َوأَكْ َر ُمهَا عَلَى الِ.
ت ا َلوِْليَا ِء وَمَا يُجْرِي الُ سّنةِ :التّ صْدِيقُ بِكَرَامَا ََومِ نْ أُ صًولِ أَهْ ِل ال ّ
ت َوأَْنوَا عِ عَلَى َأيْدِيهِم مّ نْ َخوَارِ قِ اْلعَادَا تِ فِي َأنْوَا عِ اْلعُلُو ِم وَالْ ُمكَا َشفَا ِ
ف ا ُلمَ مِ فِي سُو َر ِة الْ َكهْ فِ َو َغيْ ِرهَا، اْلقُدْ َر ِة وَالّتأْثِيَا تِ ،كالْ َم ْأثُورِ عَ نْ سَالِ ِ
َوعَ نْ صَ ْد ِر هَذِ هِ ا ُل ّمةِ مِ نَ ال صّحَاَب ِة وَالتّاِبعِيَ وَ سَائِرِ قُرُو ِن الُ ّمةَِ ،وهِ يَ
َموْجُو َدةٌ فِيهَا إِلَى َي ْومِ اْل ِقيَا َمةِ.
22
ع آثَارِ رَ سُولِ الِ سّنةِ وَالْجَمَا َع ِة اتّبَا ُ
فَ صْلٌ :ثُمّ مِ ْن طَرِي َقةِ َأهْ ِل ال ّ
ي ا َلوّلِيَ مِ نَ صلى ال عل يه و سلم بَاطِنًا َوظَاهِرًا ،وَاتّبَا عُ َسبِي ِل ال سّاِبقِ َ
صّيةِ رَسُولِ الِ صلى ال عليه وسلم ،حَيثُ الْ ُمهَا ِجرِي َن وَالَنْصَارِ ،وَاّتبَاعُ وَ ِ
ِنف بَعْدِي، ِينف الْ َمهْ ِديْي َ م ْ َسفّن ِة الْخَُلفَاءِ الرّاشِد َِسفّنتِي و ُ ُمف ب ُ قَالَ(( :عََليْك ْ
ت ا ُلمُورِ؛ فَِإنّ كُلّ ح َدثَا ِسكُوا ِبهَاَ ،و َعضّوا عََلْيهَا بِالنّوَاجِذَِ ،وِإيّاكُ ْم َومُ ْ تَمَ ّ
ي هَدْ يُ ق اْلكَل مِ كَل مُ الِ ،وَ َخيْ َر اْلهَدْ ِ بِ ْد َعةٍ ضَلَلةٌ))َ .ويَعَْلمُو نَ أَنّ أَ صْ َد َ
حمّدٍ صلى ال عل يه و سلم َ ،وُي ْؤثِرُو نَ َكلَ مَ الِ عَلَى َغيْرِ ِه مِ نْ كَل مِ مُ َ
حمّدٍ صلى ال عليه وسلم عَلَى هَدْيِ ُكلّ ي مُ َف النّاسَِ ،وُيقَ ّدمُونَ هَدْ َ صنَا ِ أَ ْ
جمَا َعةِ؛ لَنّف فمّوا َأهْلَ الْ َ فّنةِ ،وَس ُ ف وَالس ّ فمّوا َأهْلَ اْل ِكتَاب ِ أَ َحدٍ .وَِلهَذَا س ُ
جمَا َعةِ َقدْ صَارَ جمَا َعةَ هِ يَ الِ ْجتِمَا عُ ،وَضِ ّدهَا اْلفُرَْقةَُ ،وإِ نْ كَا نَ َلفْ ظُ الْ َ الْ َ
ع ُه َو الَ صْ ُل الثّالِ ثُ الّذِي ُي ْعتَمَدُ جتَ ِمعِيَ .وَالِجِمَا ُ ا سْمًا ِلنَفْ سِ اْل َقوْ ِم الْمُ ْ
عََليْ هِ فِي الْعِ ْل ِم وَالدي نَِ .وهُ ْم يَ ِزنُو نَ ِبهَذِه الُ صُو ِل الثّلَثةِ جَمِي َع مَا عََليْ هِ
النّا سُ مِ نْ أَ ْقوَا ٍل َوَأعْمَا ٍل بَاطَِنةٍ َأ ْو ظَاهِ َر ٍة مِمّ ا لَ ُه َتعَلّ ٌق بِالدّي نِ .وَالِجْمَا عُ
ف ال صّالِحُ؛ ِإ ْذ َبعْ َدهُ مْ َكثُرَ ال ْختِلَ فُ، ط ُهوَ مَا كَا َن عََليْ ِه ال سّلَ ُ الّذِي َيْنضَبِ ُ
وَانْتَشَرَ فِي ا ُل ّمةِ.
فَ صْلٌ :ثُمّ هُم مّ َع هّذِ هِ الُ صُو ِل َي ْأمُرُو َن بِالْ َمعْرُو فَِ ،وَيْنهَو َن عَ ِن
َعف
جهَا ِد وَالْجُم ِ ْنف إِقَا َم َة الْحَج ّ وَالْ ِ
ُهف الشّرِي َعةَُ :ويَ َرو َ
الْ ُمْنكَ ِر عَلَى م َا تُو ِجب ُ
ُونف عَلَى الْجَمَاعَاتفِ. َعف ا ُلمَرَاءِ َأبْرَارًا كَانُوا َأوْ فُجّارًاَ ،ويُحَافِظ َوَا َلعْيَا ِد م َ
ل ّمةَِ ،وَي ْعَتقِدُو َن َمعْنَى َقوْلِ هِ صلى ال عل يه و سلم : ح ِة ل ُ
َويَدِينُو َن بِالنّ صِي َ
((الْ ُم ْؤمِ نُ ِللْ ُم ْؤمِ نِ كَاْلبُْنيَا نِ الْمَرْ صُوصِ؛ يَشُ ّد َب ْعضَ ُه َبعْضًا))َ ،و َشبّ كَ َبيْ نَ
23
ِمف
ِهف صفلى ال عليفه وسفلم َ (( :مثَلُ الْ ُم ْؤ ِمنِي َ ف ِي َتوَا ّده ْ أَصفَاِبعِهِ ،وََقوْل ِ
َوتَرَاحُ ِم ِه ْم َوتَعَا ُط ِفهِمْ كَ َمثَ ِل الْجَسَدِ؛ إِذَا ا ْشتَكَى ِمنْ ُه ُعضْوٌ؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ
شكْ ِر عِنْدَ ِالصفبْرِ عِنْ َد اْلبَلءِ ،وَال ّ
ُونف ب ّ َالسفهَرِ))َ .وَي ْأمُر َ َسف ِد بُالْحُمّىف و ّ الْج َ
َاسفنِ ِمف الَخْلقفَِ ،ومَح ِ ُونف إِلَى مَكَار ِ الرّخَا ِء وَالرّض َا بِمُ ّر اْل َقضَاءَِ .ويَ ْدع َ
ا َلعْمَالَِ ،وَيعَْتقِدُو نَ َمعْنَى َقوْلِ هِ صلى ال عل يه و سلم (( :أَكْمَ ُل الْ ُم ْؤ ِمنِيَ
سُنهُمْ خُلُقًا ))َ .ويَنْ ُدبُو نَ إِلَى أَ ْن تَ صِ َل مَ نْ قَ َطعَ كََ ،وُتعْطِ َي مَ نْ إِيَانًا أَحْ َ
َصفَل ِة الَرْحَامفِ، ُونف ِببِ ّر اْلوَالِ َديْنفِ ،و ِّنف ظَلَمَكفََ .ويَ ْأمُر َ حَ َرمَكفََ ،وَت ْع ُفوَ عَم ْ
سبِيلِ ،وَالرّفْ قِ ي وَابْ ِن ال ّ جوَارِ ،وَالِحْ سِانِ إلَى اْليَتَامَى وَالْمَ سَاكِ ِ س ِن الْ ِوَحُ ْ
خلْ قِ
خيَلءِ ،وَاْلَبغْ يِ ،وَال ْستِطَاَل ِة عَلَى الْ َ خرِ ،وَالْ ُ بِالْ َممْلُو كَِ .وَيْن َهوْ َن عَ ِن الْفَ ْ
حقّ َأوْ ِب َغيْرِ َحقَّ .ويَ ْأمُرُو نَ بِ َمعَالِي الَ ْخلَ قَِ َ،وَيْنهَوْ نَ عَ نْ َسفْسَاِفِهَا .وَكُلّ بِ َ
ب وَال سّّنةِ، مَا َيقُولُونَ ُه َوَيفْعَلُونَ ُه مِ ْن هَذَا وَ َغيْرِ هِ؛ فَِإنّمَا هُ مْ فِي ِه ُمتِّبعُو نَ لِ ْل ِكتَا ِ
َوطَرِي َقتُهُ ْم هِ يَ دِي ُن ال ْسلَ ِم الّذِي َبعَ ثَ الُ بِ ِه مُحَمّدًا صلى ال عليه وسلم
.
َلكِنْ لَمّا أَ ْخبَ َر الّنبِيّ صلى ال عليه وسلم َأنّ ُأ ّمتُهُ َسَت ْفتَ ِرقُ عَلَى ثَلثٍ
ث عَنْ هُ
جمَا َعةُ .وَفِي حَدِي ٍ وَ َسْبعِيَ فِرَْقةً؛ كُّلهَا فِي النّار؛ إلّ وَاحِ َدةًَ ،وهِ يَ الْ َ
َأنّ هُ قَالَ(( :هُ ْم مَ نْ كَا َن عَلَى ِمثْ ِل مَا أَنَا عََليْ ِه اْليَو مَ َوأَ صْحَابِي)) ،صَارَ
السفّنةِ
ُمف َأهْلُ ّ
ْبف ه ُ شو ِ َنف ال ِّصف ع ِ ْضف الْخَال َِسفكُو َن بِالسفْل ِم الْمَح ِ الْ ُمتَم ّ
وَالْجَمَا َعةِ.
ْلمف اْلهُدَى،
ُمفَأع ُ الصفدّيقُونَ ،وَالشّهَدَاءِ ،وَالصفّالِحُونََ ،و ِمنْه ُ ِمف ّ وَفِيه ُ
ِمف
ِبف الْ َم ْأثُو َرةِ ،وَاْلفَضَائِ ِل الْمَذْكُو َرةِ ،وَفِيه ُ
َومَصفَابِيحُ الدّج َى ،أُولو الْ َمنَاق ِ
24
ف
فلِمُونَ عَلَى هِدَاَيتِهِم ْ ف الْمُس ْف أَجْمَع َف َأئِ ّمةُ الدّينفِ ،الّذِين َ ا َلبْدَالُ ،وَفِيهِم ُ
َودِرَايَِتهِ مَْ ،وهُ مُ الطّاِئفَ ُة الْ َمنْ صُو َرةُ الّذِي نَ قَالَ فِيهِ ُم الّنبِيّ صلى ال عل يه
ّنف
ِنفُأمّتِي عَلَى الْحَقّ َمنْصفُورَةًَ ،ل َيضُرّهُم م ْ وسفلمَ (( :ل تَزَا ُل طَاِئ َفةٌ م ْ
جعََلنَا مِْنهُ مْسأَلُ الَ أَ نْ َي ْ
خَاَل َفهُ مْ ،وَلَ مَ نْ خَذََلهُ مْ؛ َحتّى َتقُو َم ال سّا َعةُ)) ،نَ ْ
َوأَ نْ َل يُزِي غَ قُلُوبَنَا َبعْدَ إِ ْذ هَدَانَاَ ،وأَ نْ َيهَ بَ لَنَا مِن لّ ُدنْ هُ رَحْ َمةً ِإنّ هُ ُهوَ
ال َوهّابُ .وَالُ َأعْلَمُ.
حبِهِ َوسَلّ َم تَسْلِيمًا َكثِيًا..
صْل عَلَى مُحَمّدٍ وَآلِهِ وَ َ
وَصَلّى ا ُ
25