Professional Documents
Culture Documents
درء تعارض العقل والنقل 3
درء تعارض العقل والنقل 3
أو
ح الَعْقُوْلِ
حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ
ُموَافَقَةُ صَ ِ
الزء الثالث
قال الرازي البهان الثان كل جسم متناهى القدر وكل متناهى القدر مدث وقرر الثانية بان متناهى
القدر يوز كونه أزيد وأنقص فاختصاصه به دونما لرجح متار وإل فقد ترجح المكن ل عن الرجح وفعل
الختار مدث ،قال الرموي ولقائل أن ينع لزوم الترجيح ،قلت مضمونه أنه يقول ل نسلم أنه إذا ل يكن
الرجح للقدر متارا لزم الترجيح بل مرجح بل قد يكون أمرا مستلزما للقدر .
فإن الرجح أعم من أن يكون متارا أو غي متار فإذا قدر الرجح أمرا مستلزما لذلك القدر إما أمر
قائم به أو أمر منفصل عنه حصل الرجح للقدر وسيأت إن شاء ال تعال تام الكمال على هذا إذا ذكرنا
اعتراضات المدي على هذا ،قال الرازي البهان الثالث لو كان السم أزليا لكان ف الزل متصا بيز معي
لن كل موجود مشار إليه حسا بأنه هنا أو هناك يب كونه كذلك والزل يتنع زواله لا تقدم فامتنعت
الركة عليه وقد ثبت جوازها ،قال الرموي ولقائل أن يقول معن الزل الدائم ل إل أول فيكون معن قولنا
لو كان السم أزليا لكان ف الزل متصا بيز معي أنه لو كان السم دائما ل إل أول لكان حصوله ف حيز
واحد معي دائما وهو معن السكون وهذا منوع بل دائما يكون حصوله ف موضع معي إما عينا وإما على
البدل أي يكون ف كل وقت ف حيز معي غي الذي كان حاصل فيه قبله انتهى ،قلت مضمون هذا
العتراض أن الشار إليه بأنه هنا أو هناك ل يستلزم حيزا معينا يتنع انتقاله عنه غاية ما يقال إنه ل بد له من
حيز أما كونه واحدا بعينه ف جيع الوقات فل وإذا استلزم نوع اليز ل عينه أمكن كونه تارة ف هذا وتارة
ف هذا يوضح هذا أن هذا الكم لزم للجسم سواء قدر أزليا أو مدثا فإن السم الحدث ل بد له من حيز
أيضا مع إمكان انتقاله عنه ،فإن قال ل بد للجسم من حيز معي يكون فيه إذ الطلق ل وجود له ف الارج
فإذا كان أزليا امتنع زواله بلف الحدث ،قيل ليس اليز أمرا وجوديا بل هو تقدير الكان ولو قدر أنه
وجودي فكونه فيه نسبة وإضافة ليس أمرا وجوديا أزليا ،وأيضا فيقال مضمون هذا الكلم لو كان أزليا للزم
أن يكون ساكنا ل يتحرك عن حيزه لن الوجود الزل ل يزول ،فيقال إن ل يكن السكون وجوديا بطل
الدليل وإن كان وجوديا فأنت ل تقم دليل على إمكان زوال السكون الوجودي الزل وإنا أقمت الجة على
أن جنس السم يقبل الركة ومعلوم أنه إذا كان كل جسم يقبل الركة وغيها من الصفات كالطعم واللون
والقدرة والعلم وغي ذلك ث قدر أن ف هذه الصفات الوجودية ما هو أزل قدي لوجوب قدم ما يوجبه ل يلزم
إمكان زوال هذه الصفة الت وجب قدم ما يوجبها فإن ما وجب قدم موجبه وجب قدمه وامتنع حدوثه
ضرورة ،فإن قيل نن نشاهد حركة الفلك فامتنع أن يقال ل يزل ساكنا
،قيل أول ليس الكلم ف حدوث الفلك بعينه بل ف حدوث كل جسم فإذا قدر جسم أزل ساكن
غي الفلك ل يكن فيما ذكره ول ف حركة الفلك دليل على حدوثه ل سيما عند من يقول القدي الزل
الالق جسم ل يزل ساكنا كما يقوله كثي من النظار من الشامية والكرامية وغيهم ،وقيل ثانيا الفلك وإن
كان متحركا فحيزه واحد ل يرج عن ذلك اليز وحركته وضعية ليست حركة مكانية تتضمن نقله من حيز
إل حيز وحينئذ فقوله وقد ثبت جواز الركة إن أراد به الركة الكانية كان منوعا وإن أراد غيها كالركة
الوضعية ل يلزم من ذلك جواز انتقاله من هذا اليز إل غيه ،وقد سبق المدي إل هذا العتراض فإنه قال
ف العتراض على القدمة الول الزل ليس هو عبارة عن زمان مصوص ووقت مقدر حت يقال بصول
السم ف اليز فيه بل الزل ل معن له غي كون الشيء ل أول له والزل على هذا يكون صادقا على ذلك
الشيء ف كل وقت يفرض كون ذلك الشيء فيه فقول القائل السم ف الزل موصوف بكذا أي ف حالة
كونه متصفا بالزلية وما من وقت يفرض ذلك السم فيه إل وهو موصوف بالزلية وأي وقت قدر حصول
ذلك السم فيه وهو ف حيز معي ل يلزم أن يكون حصوله ف ذلك اليز العي أزليا لن نسبة حصوله ف
ذلك اليز العي كنسبة حصوله ف ذلك الوقت العي وما لزم من كون السم الزل ل يلو عن وقت معي
أن يكون كونه ف الوقت العي أزليا فكذلك الصول ف اليز العي قال وفيه دقة مع ظهوره ،قلت ويوضح
فساد هذه الجة أن قوله كل جسم يب اختصاصه بيز معي لن كل موجود يشار إليه حسا بأنه هنا أو
هناك يب كونه كذلك ياب عنه بأن يقال أتريد به أنه يب اختصاصه بيز معي مطلقا أو يب اختصاصه
بيز معي حي الشارة إليه أما الول فباطل فليس كل مشار إليه إشارة حسية يب اختصاصه دائما بيز معي
فإنه ما من جسم إل وهو ويقبل الشارة السية مع العلم بأنا نشاهد كثيا من الجسام تتحول عن أحيازها
وأمكنتها ،فإن قال بل يب أن يكون حي الشارة إليه له حيز معي فهذا حق لكن الشارة إليه مكنة ف كل
وقت أما كونه ف كل الوقات ل يكون إل ف ذلك العي ل ف غيه فل والزل هو الذي ل يزل فليس بعض
الوقات أخص به من بعض حت يقال يكون ف ذلك الوقت
،العي ف حيز معي بل يوز أن يكون ف وقت ف هذا اليز وف وقت آخر ف حيز آخر وتام ذلك
ما تقدم ذكره من أن الزل ليس شيئا معينا حت يطلب له حيز معي بل هو عبارة عن عدم الول ،ث ذكر
الرازي البهان الرابع والامس وليسا متعلقي بذا الكان ومضمون الرابع أن كل ما سوى الواحد مكن بذاته
وكل مكن بذاته فهو مفتقر إل الؤثر والؤثر ل يؤثر إل ف الادث ل ف الباقي سواء كان تأثيه فيه ف حال
حدوثه أو حال عدمه لن التأثي ف الباقي من باب تصيل الاصل
،والقدمة الول من هذه الجة مبنية على توحيد الفلسفة وهو نفي التركيب وأن كل مركب فهو
مفتقر إل أجزائه وأجزاؤه غيه وهو ف غاية الضعف كما بسط ف غي موضع ،والثانية مبنية على أن علة
الفتقار هي الدوث ل المكان ،قلت إنه إن أريد بذلك الدوث مثل دليل على أن الحدث يتاج إل
مدث أو أن الدوث شرط ف افتقار الفعول إل الفاعل
،فهذا صحيح وإن أريد بذلك أن الدوث هو الذي جعل الحدث مفتقرا إل الفاعل فهذا باطل و
كذلك المكان إذا أريد به أنه دليل على الفتقار إل الؤثر أو أنه شرط ف الفتقار إل الؤثر فهذا صحيح وإن
أريد به أنه جعل نفس المكن مفتقرا فهذا باطل وعلى هذا فل منافاة بي أن يكون كل من المكان والدوث
دليل على الفتقار إل الؤثر وشرطا ف الفتقار إل الؤثر ،وإنا الناع ف مسألتي أحدها أن الواجب بغيه
هل يصح كونه مفعول لن يقول الفلك قدي معلول مكن فهذا ما ينكره جاهي العقلء ويقولون ل يكن
مقارنته لفاعله أزل وأبدا ويقولون المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل معدوما تارة وموجودا أخرى
فنفس الخلوقات مفتقرة إل الالق بذاتا واحتياجها إل الؤثر أمر ذات ل يتاج إل علة فليس كل حكم ثبت
للذوات يتاج إل علة إذ ذلك يفضي إل تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء بل من الحكام ما هو لزم
للذوات ل يكن أن يكون مفارقا للذوات ول يفتقر إل علة وكون كل ما سوى ال فقيا إليه متاجا إليه دائما
هو من هذا الباب فالفقر والحتياج أمر لزم ذات لكل ما سوى ال كما أن الغن والصمدية أمر لزم لذات
ال ،وهنا ينشأ الناع ف السألة الثانية وهو أن الحدث الخلوق هل افتقاره إل الالق الحدث وقت
الحداث فقط أو هو دائم مفتقر إليه على قولي للنظار ،وكثي من أهل الكلم التلقي عن جهم وأب الذيل
يقولون إنه
،ل يفتقر إليه إل ف حال الحداث ل ف البقاء وهذا ف مقابلة قول الفلسفة الدهرية القائلي بأن
افتقار المكن إل الواجب ل يستلزم حدوثه بل افتقاره إليه ف حال بقائه أزل وأبدا وكل القولي باطل ،وهو
ف أكثر كتبه ينصر خلف ذلك ولكن نن نقرر أن كل ما سوى الواجب فهو مدث وأن التأثي ل يكون إل
ف حادث وأن الدوث والمكان متلزمان وهو قول جهور العقلء من أهل اللل والفلسفة وإنا أثبت مكنا
ليس بادث طائفة من متأخري الفلسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالت ل ميص عنها مع أنم ف
كتبهم النطقية يوافقون آرسطو وسلفهم وهو المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا وقد أنكر
ابن رشد قولم بأن الشيء المكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديا أزليا وقال ل يقل بذا أحد من
الفلسفة قبل ابن سينا ،قلت وابن سينا ذكر ف الشفاء ف مواضع أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل
يكون إل حادثا فتناقض ف ذلك تناقضا مبسوطا ف غي هذا الوضع
،وقد أورد هو على هذه الجة معارضة مركبة تستلزم فساد إحدى القدمتي وهي العارضة بكونه
تعال عالا بالعلم قادرا بالقدرة فإن علمه إن كان واجبا لذاته وذاته واجبة أيضا فقد وجد واجبان وبطلت
القدمة الول وإن كان مكنا كان واجبا بغيه لوجوب ذاته ولزم كون الثر والؤثر دائمي وبطلت القدمة
الثانية ول يب عن هذه العارضة بل قال وأما الواب عن كونه عالا بالعلم قادرا بالقدرة فصعب ،وقد
اعترض الرموي على ما ذكره ف القدمتي أما الول فإن الرازي قال لو وجد واجبان وجوبا ذاتيا لتشاركا
ف الوجوب الذات وتباينا بالتعيي فيلزم تركبهما ما به الشاركة والباينة وكل مركب مفتقر إل غيه لفتقاره
إل جزئه وكل مفتقر إل غيه مكن لذاته ،قال الرموي ولقائل أن يقول قد يكون الوجوب والتعيي وصفي
عرضيي للماهية البسيطة
،قلت تقدم الكلم على هذا ف التركيب وذكر ما استدلوا به على امتناع كونه عرضيا فإن الوصف
الغرضي يتاج إل سبب منفصل عن الذات فيكون وجوب الواجب مفتقرا إل شيء غي الواجب وأيضا
فيكون وجوب الواجب وصفا عرضيا وهو ظاهر الفساد وأيضا التفريق ف الصفات اللزمة للحقيقة بي الذات
والعرضي تكم مض ،ولكن لقائل أن يقول قول القائل تشاركا ف الوجوب الذات أتعن به تشاركهما ف
مطلق الوجوب أو أن أحدها شارك الخر ف الوجوب الذي يصه ،فإن أراد الول قيل له وكذلك قد
اشتركا ف مطلق التعي فإن هذا واجب وهذا واجب وهذا معي وهذا معي والعينات مشتركة ف مسمى
التعي كما أن الواجبات مشتركة ف مسمى الوجوب والوجودات مشتركة ف مسمى الوجود والاهيات
مشتركة ف مسمى الاهية والقائق مشتركة ف مسمى القيقة وكذلك سائر الساء العامة الطلقة الكلية
وحينئذ فلم يتباينا ف مطلق التعيي كما ل يتباينا ف مطلق الوجوب ،وإن قال اشتركا ف عي الوجوب
،قيل هذا متنع كما أن اشتراكهما ف عي التعي متنع ،وإن جاز لقائل أن يقول هذا شارك هذا ف
نفس وجوبه الذي يصه لاز لخر أن يقول إن هذا شارك هذا ف نفس تعينه الذي يصه وإنا الستدل أخذ
الوجوب مطلقا وأخذ التعي مقيدا وكان الواجب أن يسوى بينهما ف الطلق والتعيي إذ ها متلزمان فإن
وجوب هذا ملزم لعينه ووجوب هذا ملزم لعينه فيمتنع انفكاك أحدها عن الخر ،ولو عكس عاكس قوله
لكان قوله مثل قوله بأن يقول اشتركا ف التعي الذات فإن لكل منهما تعينا ذاتيا وتباينا ف الوجوب فإن لكل
منهما وجوبا يصه ومعلوم أن هذا فاسد فكذلك نظيه ،وف الملة فالصفات التلزمة ل يكون بعضها
أخص من بعض فإذا قدر إنسانان فكل منهما له إنسانية تصه وحيوانية تصه وناطقية تصه وهي متلزمة ل
توجد إنسانيته دون ناطقيته ول ناطقيته دون إنسانيته ول توجد واحدة منهما دون عينه العينة وإن وجد
،إنسانية أخرى وناطقية أخرى فتلك نظي إنسانيته وناطقيته ليست هي هي بعينها كما أن هذا
النسان نظي هذا النسان ليس هو إياه بعينه إل أن يراد بلفظ العي النوع كما يقال لن عمل مثل ما يعمل
غيه هذا عمل فلن بعينه فالقصود أنه ذلك النوع بعينه ليس القصود أنه ذلك العمل الشخص الذي قام
بذات ذلك الفاعل فإنه مالف للحس فقد تبي أن الوجودين والواجبي ونو ذلك ل يتركب أحدها من
مشارك وميز بل ليس فيه إل وصف متص به يتميز به عن غيه وإن كانت صفاته بعضها يشابه فيها غيه
وبعضها يالف فيها غيه ،فإذا قيل لو قدر واجبان أو موجودان أو إنسانان لكان أحدها يشابه الخر ف
الوجوب أو الوجود أو النسانية لكان صحيحا ولكان يكن مع ذلك أنه يشابه ف القيقة كما يكن أن
يالفه ،ث هب أن كل منهما فيه ما يشارك به غيه وما يتميز به عنه فقوله إنه مركب ما به الشتراك
والمتياز إن عن بذلك أنه موصوف بالمرين فصحيح وإن عن أن هناك أجزاء تركبت ذاته منها فهذا باطل
كقول من يقول إن النسان مركب من اليوانية والناطقية فإنه ل ريب أنه موصوف بما وأما كون النسان
العي له أجزاء تركب منها فهذا باطل كما تقدم
،ولو سلم أن مثل هذا يسمى تركيبا فقوله كل مركب مفتقر إل غيه يدخل فيه ما ركبه الركب
كالجسام الركبة من مفرداتا من الغذية والدوية والشربة ونو ذلك ويدخل فيه ما يتميز بعض جوانبه عن
بعض ويدخل فيه الوصوف بصفات لزمة له وهذا هو الذي أراده هنا ،فيقال له حينئذ يكون الراد أن كل ما
كان له صفة لزمة له فل بد ف ثبوته من الصفة اللزمة له وهذا حق وهب أنك سيت هذا تركيبا فليس ذلك
متنعا ف واجب الوجود بل هو الق الذي ل يكن نقيضه ،قولك الركب مفتقر إل غيه معناه أن الوصوف
بصفة لزمة له ل يكون موجودا بدون صفته اللزمة له لكن سيته مركبا
،وسيت صفته اللزمة له جزءا وغيا وسيت استلزامه إياها افتقارا فقولك بعد هذا كل مفتقر إل
غيه مكن لذاته معناه أن كل مستلزم لصفة لزمة ل يكون موجودا بنفسه بل بشيء مباين له ومعلوم أن هذا
باطل وذلك لن العلوم أن ما كانت ذاته تقبل الوجود والعدم فل يكون موجودا بنفسه بل ل بد له من
واجب بنفسه يبدعه وهذا حق فهو مفتقر إل شيء مباين له يبدعه وهذا هو الغي الذي يفتقر إليه المكن وكل
ما افتقر إل شيء مباين له ل يكن موجودا بنفسه قطعا أما إذا أريد بالغي الصفة اللزمة وأريد بالفتقار التلزم
فمن أين يقال إن كل ما استلزم صفة لزمة له ل يكون موجودا بنفسه بل يفتقر إل مبدع مباين له ،وقد
ذكرنا مثل هذا ف غي موضع وبينا أن لفظ الزء والغي والفتقار والتركيب ألفاظ مملة موهوا با على الناس
فإذا فسر مرادهم با ظهر فساده وليس هذا القام مقام بسط هذا ،ونن هذا البهان عندنا صحيح وهو أن
كل ما سوى ال مكن وكل مكن فهو مفتقر إل الؤثر لن الؤثر ل يؤثر إل ف حال حدوثه لكن يقرر ذلك
بقدمات ل يذكرها الرازي هنا كما بسط ف موضع آخر ،وأما الواب عن العارضة بكون الرب عالا قادرا
فجوابه أن
،الواجب بذاته يراد به الذات الواجبة بنفسها البدعة لكل ما سواها وهذا واحد ويراد به الوجود
بنفسه الذي ل يقبل العدم ،وعلى هذا فالذات واجبة والصفات واجبة ول مذور ف تعدد الواجب بذا
التفسي كما ل مذور ف تعدد القدي اذا اريد به ما ل اول لوجوده وسواء كان ذاتا او صفة لذات القدي
بلف ما اذا اريد بالقدي الذات القدية الالقة لكل شيء فهذا واحد ل اله إل هو وقد يراد بالواجب الوجود
بنفسه القائم بنفسه وعلى هذا فالذات واجبة دون الصفات ،وعلى هذا فإذا قال القائل الذات مؤثرة ف
الصفات والؤثر والثر ذاتان قيل له لفظ التأثي ممل اتعن بالتأثي هنا كونه ابدع الصفات وفعلها ام تعن به
كون ذاته مستلزما لا فالول منوع ف الصفات والثان مسلم والتأثي ف البدعات هو بالعن الول ل بالعن
الثان بل قد بينا ف غي هذا الوضع انه ينع ان يكون مع ال شيء من البدعات قدي بقدمه ،قال الرازي ف
البهان الامس لو كان السم قديا لكان قدمه أما ان يكون عي كونه جسما واما مغايرا لكونه جسما
والقسمان باطلن فبطل القول بكون السم قديا
،انا قلنا انه ل يوز ان يكون قدم السم عي كونه جسما لنه لو كان كذلك لكان العلم بكونه
جسما علما بكونه قديا فكما ان العلم بكونه جسما ضروري لزم ان يكون العلم بكونه قديا ضروريا ولا
بطل ذلك فسد هذا القسم ،وانا قلنا انه ل يوز ان يكون قدم السم زائدا على كونه جسما لن ذلك الزائد
ان كان قديا لزم ان يكون قدمه زائدا عليه ولزم التسلسل وان كان حادثا فكل حادث فله أول وكل قدي فل
أول له فلو كان قدم القدي عبارة عن ذلك الادث للزم ان يكون ذلك الشيء له أول وان ل يكون له أول
وهو مال ،ث قال فان عارضوا بكونه حادثا قلنا الادث عبارة عن مموع الوجود الاصل ف الال والعدم
السابق ول يبعد حصول العلم بالوجود الاصل مع الهل بالعدم السابق بلف القدي فانه ل معن له إل نفس
وجوده فظهر الفرق ،ث قال وهذا وجه جدل فيه مباحثات دقيقة
،قال وليكن هذا اخر كلمنا ف شرح دلئل حدوث الجسام ،قلت قال الرموى لقائل ان يقول
ضعف الصل والواب ل يفي اه ،قلت قد بي ف غي هذا الوضع فساد مثل هذه الجة من وجوه وهي
مبينة على ان القدي هل هو قدي بقدم ام ل فمذهب ابن كلب والشعري ف احد قوليه وطائفة من الصفاتية
انه قدي بقدم ومذهب الشعري ف القول الخر والقاضي اب بكر والقاضي اب يعلي واب علي بن اب موسى
واب العال الوين وغيهم ليس كذلك وهم متنازعون ف البقاء فقول الشعري وطائفة معه انه باق ببقاء وهو
قول الشريف واب علي بن اب موسى وطائفة وقول القاضي اب بكر وطائفة كالقاضي اب يعلي ونوه نفى
ذلك ،وحقيقة المر ان الناع ف هذه السالة اعتباري لفظى كما قد بسط ف غي هذا الوضع وهو متعلق
بسائل الصفات هل هي زائدة على الذات ام ل وحقيقة المر ان الذات ان اريد با الذات الوجودة ف الارج
فتلك مستلزمة لصفاتا يتنع وجودها بدون تلك الصفات واذا قدر عدم اللزم لزم عدم اللزوم فل يكن فرض
،الذات الوجودة ف الارج منفكة عن لوازمها حت يقال هي زائدة او ليس زائدة لكن يقدر ذلك
تقديرا ف الذهن وهو القسم الثان فإذا اريد بالذات ما يقدر ف النفس مردا عن الصفات فل ريب ان الصفات
زائدة على هذه الذات القدرة ف النفس ومن قال من متكملة اهل السنة ان الصفات زائدة على الذات فتحقيق
قوله انا زائدة على ما اثبته النازعون من الذات فإنم اثبتوا ذات مردة عن الصفات ونن نثبت صفاتا زائدة
على ما اثبتوه هم ل انا نعل ف الارج ذاتا قائمة بنفسها ونعل الصفات زائدة عليها فإن الي الذي يتنع ان
ل يكون إل حيا كيف تكون له ذات مردة عن الياة وكذلك ما ل يكون إل عليما قديرا كيف تكون ذاته
مردة عن العلم والقدرة ،والذين فوقوا بي الصفات النفسية والعنوية قالوا القيام بالنفس والقدم ونو ذلك من
الصفات النفسية بلف العلم والقدرة فإنم نظروا إل ما ل يكن تقدير الذات ف الذهن بدون تقديره فجعلوه
من النفسية وما يكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا ول ريب انه ل يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه
بلف كما يقدر انه عال فإنه يكن تقدير ذاته بدون العلم ،وهذا التقدير عاد إل ما قدروه ف انفسهم وأل
ففي نفس المر جيع صفات الرب اللزمة له هي صفات نفسية ذاتية فهو عال بنفسه وذاته وهو عال بالعلم
وهو قادر بنفسه وذاته وهو قادر بالقدرة
،فله علم لزم لنفسه وقدرة لزمة لنفسه وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه ،وعلى كل تقدير
فالستدلل على حدوث الجسام بذه الجة ف غاية الضعف كما اعترفوا هم به فإن ما ذكروه يوجب ان ل
يكون ف الوجود شيء قدي سواء قدر انه جسم او غي جسم فانه يقال لو كان الرب رب العالي قديا لكان
قدمه أما ان يكون عي كونه ربا وإما زائدا عن ذلك والمران باطلن فبطل كونه قديا ،أما الول فلن لو
كان كذلك لكان العلم بكونه ربا أو واجب الوجود أو نو ذلك علما بكونه قديا وهذا باطل ،وأما الثان
فلن ذلك الزائد إن كان قديا يلزم أن يكون قدمه زائدا عليه ولزم التسلسل وإن كان حادثا كان للقدي أول
فما كان جوابا عن مواضع الجاع كان جوابا ف موارد الناع وإن كان العلم بكونه رب العالي يستلزم
العلم بقدمه لكن ليس العلم بنفس الربوبية هو العلم بنفس القدم بل قد يقوم العلم الول بالنفس مع ذهولا عن
الثان وقد يشك ف قدمه مع العلم بأنه ربه ويطر له أن للرب ربا حت يتبي له فساد ذلك وقد ذكر النب صلى
ال عليه وسلم ذلك ف الديث الصحيح ف قوله ،إن الشيطان يأت أحدكم فيقول من خلق كذا فيقول ال
فيقول فمن خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته وقد بسطت هذا ف موضع آخر كما سيأت
إن شاء ال
،والقصود هنا أن هذه الباهي المسة الت احتج با على حدوث الجسام قد بي أصحابه العظمون
له ضعفها بل هو نفسه أيضا بي ضعفها ف كتب أخرى مثل = الطالب العالية وهي آخر ما صنفه وجع فيها
غاية علومه و = الباحث الشرقية وجعل منتهى نظره وبثه تضعيفها ،وقد بسط الكلم على هذا ف مواضع
وبي كلم السلف والئمة ف هذا الوضع كالمام أحد وغيه وكلم النظار الصفاتية كأب ممد بن كلب
وغيه وأن القائل إذا قال عبدت ال ودعوت ال وقال ال خالق كل شيء ونو ذلك فاسه تعال يتناول الذات
والصفات ليست الصفات خارجة عن مسمى اسه ول زائدة على ذلك بل هي داخلة ف مسمى اسه ولذا قال
أحد فيما صنفه ف الرد على الهمية نفاة الصفات قالوا إذا قلتم ال وعلمه وال وقدرته وال ونوره قلتم بقول
النصارى فقال ل نقول ال وعلمه وال وقدرته وال ونوره ولكن ال بعلمه وقدرته ونوره هو إله واحد فبي
أحد أنا ل نعطف صفاته على مسمى اسه العطف الشعر بالغايرة بل ننطق با يبي أن صفاته داخلة ف مسمى
اسه
،ولا ناظره الهمية ف منته الشهورة فقال له عبد الرحن بن إسحاق القاضي ما تقول ف القرآن أهو
ال أم غي ال يعن إن قلت هو ال فهذا باطل وإن قلت غي ال فما كان غي ال فهو ملوق ،فأجابه أحد
بالعارضة بالعلم فقال ما تقول ف علم ال أهو ال أم غي ال فقال أقول ف كلمه ما أقوله ف علمه وسائر
صفاته وبي ذلك ف رده على الهمية بأنا ل نطلق لفظ الغي نفيا ول إثباتا إذ كان لفظا ممل يراد بغي الشيء
ما باينه وصارت مفارقته له ويراد بغيه ما أمكن تصوره بدون تصوره ويراد به غي ذلك ،وعلم ال وكلمه
ليس غي الذات بالعن الول وهو غيها بالعن الثان ولكن كونه ليس غي ال بالعن الول فعلى إطلقه وأما
كونه غي ال بالعن الثان ففيه تفصيل فإن أريد بتصوره معرفته العرفة الواجبة المكنة ف حق العبد فل يعرفه
هذه
،العرفة من ل يعرف أنه حي عليم قادر متكلم فل يكن تصوره ومعرفته بدون صفاته فل تكون
مغايرة لسمى اسه وإن أريد أصل التصور وهو الشعور به من بعض الوجوه فقد يشعر به من ل يطر له حينئذ
أنه حي ول عليم ول متكلم فتكون صفاته مغايرة له بالعتبار الثان ،وأجاب أحد أيضا بأن ال ل يسم
كلمه غيا ول قال إنه ليس بغي يعن والقائل إذا قال ما كان غي ال أو سوى ال فهو ملوق فإن احتج على
ذلك بالسمع فل بد أن يكون مندرجا هذا اللفظ ف كلم الشارع وليس كذلك وإن احتج بالعقل فالعقل إنا
يدل على خلق المور الباينة له وأما صفاته القائمة بذاته فليست ملوقة والذين يعلون كلمه ملوقا يقولون
هو بائن عنه والعقل يعلم أن كلم التكلم ليس ببائن عنه ،وبذا التفصيل يظهر أيضا اللل فيما ذكروه من
الفرق بي الصفات الذاتية والعنوية بأن الذاتية ل يكن تقدير الذات ف الذهن بدون تقديرها بلف العنوية
فإنه يقال لم ما تعنون بتقدير الذات ف الذهن أو تصور الذات أو نو ذلك من اللفاظ أتعنون به أصل
الشعور والتصور والعرفة ولو من بعض الوجوه أم تريدون به التصور والعرفة والشعور والواجب أو المكن أو
التام فإن عنيتم الول فما من
،صفة تذكر إل ويكن أن يشعر النسان بالذات مع عدم شعوره با ،وقد يذكر العبد ربه ول يطر
له حينئذ كونه قديا أزليا ول باقيا أبديا ول واجب الوجود بنفسه ول قائما بنفسه ول غي ذلك وكذلك قد
يطر له ما يشاهده من الجسام ول يطر له كونه متحيزا أو غي متحيز ،وإن عنيتم الثان فمعلوم أن النسان
ل يكون عارفا بال العرفة الواجبة ف الشرع ول العرفة الت تكن بن آدم ول العرفة التامة حت يعلم أنه حي
عليم قدير ومتنع لن يكون عارفا بأن ال متصف بذلك إذا خطر بباله ذاته وهذه الصفات أن يكن تقدير ذاته
موجودة ف الارج بدون هذه الصفات كما يتنع أن يقدر ذاته موجودة ف الارج بدون أن تكون قدية
واجبة الوجود قائمة بنفسها فجميع صفاته تعال اللزمة لذاته يتنع مع تصور الصفة والوصوف والعرفة بلزوم
الصفة للموصوف يتنع أن يقدر إمكان وجود الذات بدون الصفات اللزمة لا مع العلم باللزوم وإن قدر عدم
العلم باللزوم أو عدم خطور الصفات اللزمة بالبال فيمكن خطور الذات بالبال بدون شيء من هذه الصفات
وإذا علم لزوم بعض الصفات دون بعض فما علم لزومه ل يكن تقدير وجود الذات دونه وما ل يعلم لزومه
أمكن الذهن أن يقدر وجوده دون وجود تلك الصفة الت ل يعلم لزومها لكن هذا المكان معناه عدم العلم
بالمتناع ل العلم بالمكان ف الارج إذ كل ما ل يعلم النسان عدمه فهو مكن عنده
،إمكانا ذهنيا بعن عدم علمه بامتناعه ل إمكانا خارجيا بعن أنه يعلم إمكانه ف الارج ،وفرق بي
العلم بالمكان وعدم العلم بالمتناع وكثي من الناس يشتبه عليه هذا بذا فإذا تصور ما ل يعلم امتناعه أو
سئل عنه قال هذا مكن وهذا غي متنع وهذا لو فرض وجوده ل يكن من فرضه مال ،وإذا قيل له قولك إنه
لو فرض وجوده ل يلزم منه مال قضية كلية وسلب عام فمن أين علمت أنه ل يلزم من فرض وجوده مال
والناف عليه الدليل كما أن الثبت عليه الدليل وهل علمت ذلك بالضرورة الشتركة بي العقلء أم بنظر
مشترك أم بضرورة اختصصت با أم بنظر اختصصت به فإن كان بالضرورة الشتركة وجب أن يشركك
نظراؤك من العقلء ف ذلك وليس المر كذلك عندهم وإن كان بنظر مشترك فأين الدليل الذي تشترك فيه
أنت وهم وإن كان بضرورة متصة أو نظر متص فهذا أيضا باطل لوجهي أحدها أنك تدعي أن هذا ما
يشترك فيه العقلء ويلزمهم موافقتك فيه وتدعي أنم إذا ناظروك كانوا منقطعي معك بذه الجة وذلك ينع
دعواك الختصاص بعلم ذلك والثان أن اختصاصك بعلم ذلك ضرورة أو نظرا إنا يكون لختصاصك با
يوجب تصيصك بذلك كمن خص بنبوة أو تربة أو نو ذلك ما ينفرد به وأنت لست كذلك فيما تدعي
إمكانه ول تدعي اختصاصك بالعلم بإمكانه وإن ادعيت ذلك ل يلزم غيك موافقتك ف ذلك إن ل تقم
عليه دليل يوجب موافقتك سواء كان سعيا أو عقليا وأنت تدعي أن هذا من العلوم الشتركة العقلية
وهذه المور لبسطها موضع آخر ،والقصود هنا التنبيه على هذا الصل الذي نشأ منه التنازع أو الشتباه ف
مسائل الصفات من هذا الوجه وتفريق هؤلء التكلمي ف الصفات اللزمة للموصوف بي ما سوها نفسية
وذاتية وما سوها معنوية يشبه تفريق النطقيي ف الصفات اللزمة بي ما سوه ذاتيا مقوما داخل ف القيقة وما
سوه عرضيا خارجا عن الذات مع كونه لزما لا وتفريقهم ف ذلك بي لزم الاهية ولزم وجود الاهية كما
قد بسط الكلم على ذلك ف غي هذا الوضع ،وبي أن هذه الفروق إنا تعود عند القيقة إل الفرق بي ما
يتصور ف الذهان وهو الذي قد يسمى ماهية وبي ما يوجد ف العيان وهو الذي قد يسمى وجودها وأن ما
يتصور ف النفس من العان ويعب عنه باللفاظ له لفظ دل عليه بالطابقة هو الدال على تلك الاهية وله جزء
من العن هو جزء تلك الاهية واللفظ الذكور دال عليه بالتضمن وله معن يلزمه خارج عنه فهو اللزم لتلك
الاهية الارج عنها واللفظ يدل عليه باللتزام وتلك الاهية الت ف الذهن هي بسب ما يتصوره الذهن من
صفات الوصوف تكثر تارة وتقل تارة وتكون تارة مملة وتارة مفصلة وأما الصفات اللزمة للموصوف ف
الارج فكلها لزمة له ل تقوم ذاته مع عدم شيء منها وليس منها شيء يسبق الوصوف ف الوجود العين
كما قد
يزعمونه من أن الذات يسبق الوصوف ف الذهن والارج وتلك الصفات هي أجزاء الاهية التصورة ف
الذهن كما أن لفظ كل صفة جزء من تلك اللفاظ إذا قلت جسم حساس نام مغتذ متحرك بالرادة ناطق
وأما الوصوف الوجود ف الارج كالنسان فصفاته قائمة به حالة فيه ليست أجزاء القيقة الوجودة ف
الارج سابقة عليها سبق الزء على الكل كما يتوهه من يتوهه من هؤلء الغالطي كما قد بسط ف
موضعه ،وقول هؤلء التكلمي ف الصفات اللزمة إنا زائدة على حقيقة الوصوف يشبه قول أولئك إن
الصفات اللزمة العرضية خارجة عن حقيقة الوصوف وكل المرين منه تلبيس واشتباه حاد بسببه كثي من
النظار الذكياء وكثر بينهم الناع والدال والقيل والقال وبسط هذا له موضع آخر ،وإنا القصود هنا التنبيه
على ذلك وال أعلم وأحكم وإن كان
قد بسط الكلم على ضعفها ف غي هذا الوضع مع أن هذا الذي ذكره مستوعب لا ذكره غيه من
أهل الكلم من العتزلة والشعرية والكرامية ومن وافقهم من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة وغيهم ف
ذلك ،وكان القصود ما ذكروه ف تناهي الوادث ولذا ل يعتمد المدي ف مسألة حدوث العال على شيء
من هذه الطرق بل بي ضعفها واحتج با هو مثلها أو دونا ف الضعف وهو أن الجسام ل تنفك عن
العراض والعراض ل تبقى زماني فتكون حادثة وما ل ينفك عن الوادث فهو حادث وهذا الدليل مبن
على مقدمتي على أن كل عرض ف زمان فهو ل يبقى زماني وجهور العقلء يقولون إن هذا مالف للحسن
والضرورة وعلى امتناع حوادث ل أول لا وقد عرف الكلم ف ذلك والوجوه الت ضعف با المدى ما
احتج به من قبله على حدوث الجسام يوافق كثي منها ما ذكره الرموى وهو متقدم على الرموى ،فأما ان
يكون الرموى راى كلمه وانه صحيح فوافقه و اما ان يكون وافق الاطر الاطر كما يوافق الافر الافر او
ان يكون الرموى و المدى اخذا ذلك او بعضه من كلم الرازي او غيه ،وهذا الحتمال ارجح فان هذين
و امثالا وقفوا على كتبه الت فيها هذه
الجج مع ان تضعيفها ما سبق هؤلء اليه كثي من النظار ومن تكلم النظار ينظر ما تكلم به من قبله
فإما ان يكون أخذه عنه او تشابت قلوبم ،وبكل حال فهما مع الرازي ونوه من افضل بن جنسهم من
التأخرين فاتفاقهما دليل على قوة هذه العارضات ل سيما إذا كان الناظر فيها من له بصية من نفسه يعرف
با الق من الباطل ف ذلك بل يكون تعظيمه لذه الباهي لن كثيا من التكلمي من هؤلء وغيهم اعتمد
عليها ف حدوث الجسام فإذا راى هؤلء وغيهم من النظار قدح فيها وبي فسادها علم ان نفس النظار
متلفون ف هذه السالك وان هؤلء الذين يتجون با هم بعينهم يقدحون فيها وعلى القدح فيها استقر أمرهم
وكذلك غيهم قدح فيها كأب حامد الغزال وغيه ،وليس هذا موضع استقصاء ذكر من قدح قي ذلك و انا
القصود القدح ف هذه السالك الت يسمونا براهي عقلية ويعارضون با نصوص الكتاب والسنة واجاع
السلف ث ان نفس حذاقهم قدحوا فيها ،فأما السلك الول الذي ذكره الرازي فقال المدى السلك السادس
لبعض التأخرين من اصحابنا ف الدللة على اثبات حدوث الجسام وهو انه لو كانت الجسام أزلية لكانت
ف الزل أما ان
تكون متحركة او ساكنة وساق السلك إل اخره ث قال وفيه وف تقريره نظر وذلك ان القاتل يقول
أما ان تكون الركة عبارة عن الصول ف اليز بعد الصول ف حيز اخر والسكون عبارة عن الصول ف
اليز بعد ان كان ف ذلك اليز او ل تكون كذلك فان كان الول فقد بطل الصر بالسم ف أول زمان
حدوثه فانه ليس متحركا لعدم حصوله ف اليز بعد ان كان ف حيز اخر وليس ساكنا لعدم حصوله ف اليز
بعد ان كان فيه وان كان الثان فقد بطل ما ذكره ف تقرير كون السكون امرا وجوديا ول ميص عنه ،فان
قيل الكلم انا هو ف السم ف الزمن الثان والسم ف الزمن الثان ليس يلو عن الركة والسكون بالتفسي
الذكور فهو ظاهر الحالة فانه إذا كان الكلم ف السم انا هو ف الزمن
الثان من وجود السم فالزمن الثان ليس هو حالة الزلية وعند ذلك ل يلزم ان يكون السم ازل ل
يلو عن الركة والسكون ،قال وان سلمنا الصر فلم قلتم بامتناع كون الركة أزلية وما ذكروه من الوجه
الول ف الدللة فانا يلزم ان لو قيل بان الركة الواحدة بالشخص أزلية وليس كذلك بل العن بكون الركة
أزلية ان اعداد اشخاصها التعاقبة ل أول لا وعند ذلك فل منافاة بي كون كل واحدة من احاد الركات
الشخصة حادثة ومسبوقة بالغي وبي كون جلة احادها أزلية بعن متعاقبة إل غي النهاية ،قال وما ذكروه ف
الوجه الثان باطل أيضا فان كل واحدة من الركات الدورية وان كانت مسبوقة بعدم ل بداية له فمعن
اجتماع العدام السابقة على كل واحدة من الركات ف الزل انه ل أول لتلك العدام ول بداية ومع ذلك
فالعدم السابق على كل
حركة وان كان ل بداية له فيقارنه وجود حركات قبل الركة الفروضة ل ناية لا على جهة التعاقب
أي يعاقبه وجود حركات ل ناية لا من قبل الركة الفروضة وليس فيه مقارنة السابق للمسبوق ،وعلى هذا
فيكون الكلم ف العدم السابق على حركة حركة وعلى هذا فحصول شيء من الوجدات الزلية مع هذه
العدام ازل على هذا النوع ل يكون متنعا إذ ليس فيه مقارنة السابق للمسبوق على ما عرف ،قال وفيه دقة
فليتأمل ،قلت هذا هو العتراض الذي ذكره الرموى وقد ذكره غيها والظاهر ان الرموى تلقى هذا عن
المدى وهم يقولون اجتماع العدام ل معن له سوى انا مشتركة ف عدم البداية والولية وحينئذ فعدم كل
حركة يكن ان يقارنه وجود اخرى وليس فيه مقارنة السابق للمسبوق وهذا الذي قالوه صحيح لكن قد يقال
هذا العتراض انا يصح لو كان احتج بأن ف ذلك مقارنة السابق للمسبوق فقط وهو ل يتج إل بان
العدمات تتمع ف الزل وليس معها
شيء من الوجدات إذ لو كان معها موجود لكان هذا الوجود مقارنا لتلك العدمات الجتمعة ومنها
عدمه فاقترن السابق والسبوق فعدمته اجتماعها ف الزل ،وقد قالوا له ان عنيت باجتماعها تققها بأسرها
معا حينا فهو منوع لنه ما من حي يفرض إل وينتهي واحد منها وهو يقول انا ل اعن باجتماعها ف حي
حادث ليلزمن انتهاء واحد منها وانا قلت هي متمعة ف الزل ،وفصل الطاب ان يقال العدم ليس بشيء
وليس لعدم هذه الركة حقيقة ثابتة مغايرة لعدم الخرى حت يقال ان اعدامها اجتمعت ف الزل او ل تتمع
بل معن حدوث كل منها انا كانت بعد ان ل تكن وكون الوادث كلها مشتركة ف انا ل تكن ل يوجب
ان يكون عدم كونا حقائق متغايرة ثابتة ف الزل ،يوضح ذلك ان يقال أتعن بكونا مسبوقة بالعدم ان
جنسها مسبوق بالعدم او لك واحد منها مسبوق بالعدم أما الول فهو مل الناع و اما الثان فإذا قدر ان كل
واحد كان بعد ان ل يكن والنس ل يزل كائنا ل يز ان يقال النس كائن بعد ان ل يكن ول يلزم من كون
كل من افراده مسبوقا بعدم ان يكون النس مسبوقا بالعدم إل إذا ثبت حدوث النس وهو مل الناع وعدم
الوادث هو نوع واحد ينقضي بسب الدوث فكلما حدث حادث انقضى من ذلك العدم عدم ذلك
الادث ول ينقض عدم غيه فالزل حينئذ عدم اعيان الوادث كما ان الزل عند من يقول بأنه ل
أول لا هو جنس الوادث فجنس وجودها أزل وعدم كل من أعيانا أزل ول منافاة بي هذا وهذا
إل أن يثبت وجوب البداية وهو مل الناع ،وبذا يظهر الواب عما ذكره بعضهم ف تقرير هذا الوجه فإن
بعضهم لا رأى ما أوردوه على ما ذكره الرازي حرر الدليل على وجه آخر فقال القول بكون كل من
الركات الزئية مسبوقا بأخرى ل إل أول يسلتزم الحال فيكون مال ،بيان الول أن كل واحد منها من
حيث إنه حادث يقتضي أن يكون مسبوقا بعدم أزل لن كل حادث مسبوق بعدم أزل فهذا يقتضي أن تكون
تلك العدمات متمعة ف الزل ومن حيث أنه ما من جنس يفرض إل ويب أن يكون فرد منها موجودا
يقتضي أل تكون تلك العدمات متمعة ف الزل وإل لزم أن يكون السابق مقارنا للمسبوق ول شك أن
اجتماعها ف الزل وعدم اجتماعها فيه متناقضان فالستلزم له مال ،فيقال لن احتج بذا الوجه العدم الزل
السابق على كل من الوادث إن جعلته شيئا ثابتا ف الزل متميزا عن عدم الادث الخر فهذا منوع فإن
العدم الزل ل امتياز فيه أصل ول يعقل حت يقال إن هناك أعداما ولكن إذا حدث حادث علم أنه انقضى
عدمه الداخل ف ذلك النوع الشامل لا وليس شول جنس الوجودات لا
كشمول جنس العدم للمعدومات فإن الوجودات لا امتياز ف الارج فشخص هذا الوجود متميز ف
الارج عن شخص الخر وأما العدم فليس بشيء أصل ف الارج ول امتياز فيه بوجه من الوجوه ،ولكن
هذا الدليل قد بن على قول من يقول العدوم شيء ول يبعد أن يكون الرازي أخذ هذا الوجه من العتزلة
القائلي بذا فإنم يثبتون العدوم شيئا فيكون هذا الادث ف حال عدمه شيئا وهذا الادث ف حال عدمه شيئا
وحينئذ فللحوادث أعدام متميزة ثابتة ف الزل ،وهؤلء القائلون بذا يقولون ذلك ف كل معدوم مكن سواء
حدث أو ل يدث فإذا قال القائل للحوادث أعدام أزلية ثابتة ف الزل متميزة ل يتوجه إل على قول هؤلء
وهذا القول قد عرف فساده وبتقدير تسليمه فيجاب عنه با ذكره هؤلء وهو أن اجتماعه ف الزل بعن غي
انتفاء البداية متنع وعدم البداية ليس أمرا موجودا حت يعقل فيه اجتماع ،وعلى هذا فيقال ل نسلم أن الزل
شيء مستقر أو شيء موجود وليس للزل حد مدود حت يعقل فيه اجتماع بل الزل عبارة عن عدم البتداء
ومال ابتداء له فهو أزل ومال انتهاء له فهو أبدى
وما من حي يقدر موجودا إل وليس هو الزل ففي كل حي بعضها موجود وبعضها معدوم فوجود
البعض مقارن لعدم البعض دائما وحينئذ فاجتماعها ف الزل معناه اشتراكها ف ان كل واحد ليس له أول
وعدم اجتماعها فيه معناه أنه ل يزل ف كل حي واحد منها موجودا وعدمه زائل ول تناقض بي اشتراكها ف
عدم البتداء ووجود أشخاصها دائما إل اذا قيل يتنع جنس الوادث الدائمة ،وقد اعترض الستدل بذا على
ما ذكره المدي و الرموى ف الوجه الول ،قال فإن قلت الزل الركة الكلية بعن ان كل فرد منها
مسبوق بالخر ل إل أول افرادها الوجودة الت تقتضي السبوقية بالغي ،ث قال قلت فحينئذ ما هو الحكوم
عليه بالزل غي موجود ف الارج لمتناع وجود الركة الكلية ف الارج وما هو موجود منها ف الارج
فهو ليس بأزل ،ولقائل أن يقول هذا غلط نشأ من الجال الذي ف لفظ الكلي ،وذلك أنه انا يتنع وجود
الكلى ف الارج مطلقا اذا كان مردا عن أفراده كوجود انسان مطلق وحيوان مطلق وحركة مطلقة ل تتص
بتحرك ول بهة ولون مطلق ل يكون أبيض ول أسود ول غي ذلك من اللوان العينة فإذا قدر حركة مطلقة
ل تتص بتحرك معي كان كان وجودها ف الارج متنعا و اما الركات التعاقبة فوجود الكلى فيها هو
وجود تلك الفراد كما اذا وجد عدة أناسي فوجود
،النسان الكلى هو وجود أشخاصه ول يتاج ان يثبت للكلى ف الارج وجودا غي وجود أشخاصه
بل نفس وجود أشخاصه هو وجوده ،ومعلوم أنه اذا أريد بوجود الكلى ف الارج وجود اشخاصه ل ينازع
فيه احد من العقلء وان كانوا قد يتنازعون ف أن الكلى الطلق ل بشرط وهو الطبيعي هل هو موجود ف
الارج أم ل وحينئذ فمرادهم بوجود الركة الكلية ف الارج هو وجود أفرادها التعاقبة شيئا بعد شيء فكل
فرد مسبوق بالغي وليس هذا النس التعاقب الذي يوجد بعضه شيئا فشيئا بسبوق بالغي ،وان شئت قلت ل
نسلم ان الكلى ل يوجد ف الارج ولكن نسلم أنه ل يوجد ف الارج كليا وهذا هو الكلى الطبيعي هو
الطلق بشرط كمسمى النسان ل بشرط فإنه يوجد ف الارج لكن معينا مشخصا وتوجد أفراده أما متمعة و
اما متعاقبة كتعاقب الوادث الستقبلة فوجود الركات العينة كوجود سائر الشياء العينة ووجود مسمى
الركة كوجود سائر السميات الكلية والحكوم عليه بالزلية هو النوع الذي ل يوجد إل شيئا فشيئا ل يوجد
متمعا ،فإن قال القائل مسمى الركة ليس بوجود ف الارج على وجه الجتماع كما يوجد من أفراد
النسان فقد صدق وان قال انه ل يوجد شيئا فشيئا فهذا منوع ومن قال ذلك لزمه ان ل يوجد ف الارج
حركة أصل ل متناهية ول غي متناهية وهذا مالف للحس والعقل وقد تفطن ابن سينا لذا الوضع وتكلم ف
وجود الركة
بكلم له وقد نقله عنه الرازي وغيه وقد تكلمنا عليه وبينا فساده فيما سيأت ان شاء ال ،قال
المدي وباقي الوجوه ف الدللة ما ذكرناه ف امتناع حوادث غي متناهية ف اثبات واجب الوجود وقد
ذكرت فل حاجة إل اعادتا ،وهو قد ذكر قبل ذلك ف امتناع مال يتناهي اربعة طرق فزيفها واختار طريقا
خامسا الول التطبيق وهو أن يقدر جلة فلو كان ما قبلها ل ناية له فلو فرضنا زيادة متناهية على الملة
الفروضة ولتكن الزيادة عشرة مثل فالملة الول أما ان تكون مساوية لنفسها مع فرض الزيادة عليها او أزيد
او أنقص ،والقول الساواة والزيادة مال فإن الشيء ل يكون مع غيه كهو ل مع غيه ول أزيد وان كانت
الملة الول ناقصة بالنظر إل الملة الثانية فمن العلوم ان التفاوت بينهما انا هو بأمر متناه وعند ذلك
فالزيادة ل بد أن يكون لا نسبة إل الباقي بهة من جهات النسب على نو زيادة التناهي على التناهي
،ومال ان يصل بي ما ليسا بتناهي النسبة الواقعة بي التناهي ،وأيضا فإنه اذا كانت احدى الملتي أزيد
من الخرى بأمر متناه فليطبق بي الطرفي الخرين بأن تأخذ من الطرف الخي من احدى الملتي عددا
مفروضا ومن الخرى مثله وهلم جرا فإما ان يتسلسل المر إل غي النهاية فيلزم منه مساواة النقص للزيد
ف كل طرفيه وهو مال وان قصرت الملة الناقصة ف الطرف الذي ل ناية له فقد تناهت والزائدة انا زادت
على الناقصة بأمر متناه وكل ما زاد على التناهى بأمر متناه فهو متناه ،قال وهذا ل يستقيم ل على قواعد
الفلسفة ول على قواعد التكلمي
،أما الفلسفة فإن قضوا بأن كل ماله ترتيب وضعي كالبعاد والمتدادات او الترتيب الطبيعي و
آحاده موجودة معا كالعلل والعلولت فالقول بعدم النهاية فيه مستحيل وما سوى ذلك فالقول بعدم النهاية
فيه غي مستحيل وسواء كانت آحاده موجوده معا كالنفوس بعد مفارقة البدان او هي على التعاقب والتجدد
كالزمنة والركات الدورية فإن ما ذكروه وان استمر لم فيما قضوا فيه بالنهاية فهو لزم لم فيما قضوا فيه
بعدم النهاية وعند ذلك فل بد من بطلن احد المرين أما الدليل ان كان اعتقادهم عدم النهاية حقا و اما
اعتقاد عدم النهاية ان كان الدليل حقا لستحالة المع ،قال وليس لا يذكره الفيلسوف من جهة الفرق بي
العلل والعلومات والزمنة والركات قدح ف المع وهو قوله ان مال ترتيب له وضعا ول آحاده موجودة معا
وان كان ترتيبه
طبيعيا فل يكن فرض جواز قبوله النطباق وفرض الزيادة والنقصان فيه بلف مقابله لن الحصل
يعلم ان العتماد على هذا اليال ف تناهي ذوات الضلع وفيما له الترتيب الطبيعي و آحاده موجودة معا
ليس إل من جهة افضائه إل وقوع الزيادة والنقصان بي ما ليسا بتناهي وذلك انا يكن بفرض زيادة على ما
فرض الوقوف عنده من نقطة ما من البعد الفروض او وحدة ما من العدد الفروض وعند ذلك فل يفي
امكان فرض الوقوف على جلة من أعداد الركات والنفوس النسانية الفارقة لبدانا وجواز فرض الزيادة
عليها بالتوهم ما هو من نوعها وإذ ذاك فالدود الستعملة ف القياس الذكور ف مل الستدلل بعينها
مستعملة ف صورة اللزام مع اتاد الصورة القياسية من غي فرق ،و ايضا فليس كل جلتي تفاوتتا بأمر متناه
تكونان متناهيتي فإن عقود الساب مثل ل ناية لعدادها وان كانت الوائل اكثر من الثوان بأمر متناه وهذه
المور وان كانت تقديرية ذهنية فل خفاء ان وضع القياس الذكور فيها على نو وضعه ف
المور الوجودة بالفعل فل تتوهن الفرق واقعا من مرد هذا الختلف ،والقول بأن ما زادت به
إحدى الملتي على الخرى ل بد وان تكون له نسبة إل الثان غي مسلم ول يلزم من قبول التناهي لنسبة
التناهي اليه قبول غي التناهي لنسبة التناهي اليه ،قال و اما التكلم فله ف ابطال القول بعدم النهاية طرق
الول ما أسلفناه من الطريقة الذكورة ويلزم عليه ما ذكرناه ما عدا التناقض اللزم للفيلسوف من ضرورة
اعتقاد عدم النهاية فيما ذكرناه من الصور وعدم اعتقاد التكلم لذلك غي ان الناقضة لزمة للمتكلم من جهة
اعتقاده عدم النهاية ف معلومات ال تعال ومقدوراته مع وجود ما ذكرناه من الدليل الدال على وجوب النهاية
فيها ،قال وما يقال من أن العن بكون العلومات
و القدورات غي متناهية صلحية العلم لتعلقه با يصح ان يعلم وصلحية القدرة لتعلقها بكل ما يصح
ان يوجد وما يصح ان يعلم ويوجود غي متناه لكنه من قبيل التقديرات الوهية والتجويزات المكانية وذلك
ما ل يتنع كونه غي متناه بلف المور الوجودية والقائق العينية فل أثر له ف القدح أيضا فإن هذه المور
وان ل تكن من موجودات العيان غي أنا متحققة ف الذهان ول يفى ان نسبة ما فرض استعماله فيما له
وجود ذهن على نو استعماله فيما له وجود عين ،قلت التفريق بي الشيئي يتاج إل ثبوت الوصف الفارق
وثبوت تأثيه و المدي سلم لم الوصف ونازعهم ف كونه مؤثرا
،والتحقيق أن ما ذكروه من الوصف متوجه ف القدرة فإن تعلقها بالعدوم من باب التجويز بلف
العلم فإن فساد تعلقه بالعدوم ليس من باب التجويز فإن العدوم هنا معلوم للعال ليس الراد بذلك أن ث صفة
تصلح ان يعلم با العدوم اذا وجد بل هو معلوم قبل وجوده بلف القدرة فإن تعلقها بالعدوم معناه انا صفة
صالة لتعلق العدوم اذا وجد ،قلت وأيضا فإن قول القائل العن بكون العلومات و القدورات غي متناهية
هو صلحية العلم والقدرة للتعلق وهو وان سلم ف القدرة فل يسلم ف العلم فإن الكلم ليس هو ف امكان
العلم با بل ف العلم الذي يقال انه علم موجود أزل متعلق با ل ناية له وهذا أمر موجود ،وعن هذه الشبهة
صار طائفة من النظار إل استرسال العلم على آحاد نوع العرض كما قاله ابو العال وحكي ذلك عن أب
السي البصري وداود الوارب ،
،قال ابو العال الجسام جنس واحد والعراض اجناسها مصورة وأفراد النس غي مصورة قال فل
يوز وجود أجناس ل تتناهى لنه يب حينئذ وجود مال يتناهى ف العلم و ل الدليل دال على نفي النهاية ف
هذا وهذا قال وأما آحاد العراض فإن العلم يسترسل عليها استرسال وأما الواب بصلحية التعلق فهو
جواب الشهرستان ونوه ،قال الطريق الثان يعن ف بيان امتناع مال ناية له قوله لو وجد اعداد ل ناية لا
ل تل أما ان تكون شفعا او وترا معا او شفعا ووترا معا أو ل شفعا ول وترا فإن كانت شفعا فهي تصي وترا
بزيادة واحدة وان كانت ول شفعا ول وترا فهي تصي شفعا بزيادة واحد و اعواز الواحد لا ل يتناهى مح
وإن
كانت شفعا ووترا فهو مال لن الشفع ما يقبل النقسام بتساويي والوتر غي قابل لذلك والعدد
الواحد ل يكون قابل لذلك وغي قابل له معا وان ل يكن شفعا ول وترا فيلزم منه وجود واسطة بي النفي و
الثبات وهو مال وهذه الحالت انا لزمت من القول بعدد ل ناية له فالقول به مال ،قال وهو من النمط
الول ف الفساد لوجهي الول قد ل نسلم استحالة الشفعية او الوترية فيما ل ناية له والقول بأن مال يتناهى
ل يعوزه الواحد الذي به يصي شفعا ان كان وترا او وترا ان كان شفعا فدعوى مردة ومض استبعاد ل دليل
عليه ،الوجه الثان انه يلزم عليه عقود الساب ومعلومات ال تعال ومقدوراته فإنا غي متناهية امكانا مع
امكان اجراء الدليل الذكور فيها ،قلت ولقائل ان يقول أما الوجه الول فضعيف فإن كون مال
يتناهى معوزا للواحد كالعلوم فساده بالضرورة بل يكن ان يقال مال يتناهى ل يكن ان يكون ل
شفعا ول وترا لن الشفع والوتر نوعا جنس العدد الحصور الذي له طرفان مبدأ ومنتهى فأما اذا قدر مال
مبدأ له ول منتهى له فليس عددا مصورا فل يكون شفعا ول وترا كما يقوله السلمون وغيهم من اهل اللل
فيما يدثه ال تعال ف الستقبل من نعيم النة انه ل شفع ول وتر ،وهذا أيضا قول الفلسفة الطبيعية واللية
ان مال ناية له ل يكون شفعا ول وترا وذلك ان مال ناية له ليس له طرفان والشفع ما يقبل النقسام
بقسمي متساويي وهذا انا يعقل فيما له طرفان منتهيان و اذا ل يكن ان يكون شفعا ل يكن ان يكون
وترا ،وأما عقود الساب فالقدر منها ف الذهن مصور متناه ومال يتناهى ل تقدره الذهان بل كل ما
يضعفه الذهن من عقود الساب فهو متناه والراتب ف نفسها متناهية ولكن احدى الرتبتي لو وجدت افرادها
ف الارج لكانت اكثر من الول وليس ذلك تفاوتا ف امور موجودة ل ف الذهان ول ف العيان ،قال ابو
السن المدي الطريق الثالث انه لو وجد اعداد ل ناية لا فكل واحد منها مصور بالوجود فالملة مصورة
بالوجود وما ل يتناهى ل ينحصر باصر
،قال وهو أيضا فاسد لثلثة اوجه ،الول ل نسلم ان الوجود زائد على الوجود حت يقال يكون
الوجود حاصرا له بل الوجود هو ذات الوجود وعينه على ما يأت ،الثان وان كان زائدا على كل واحد من
آحاد الملة فل نسلم كونه حاصرا بل عارض مقارن لكل واحد من الحاد والعارض القارن للشيء ل يكون
حاصرا له ،الثالث سلمنا ان الوجود حاصر لكل واحد من آحاد الملة ولكن ل نسلم ان الكم على الحاد
يكون حكما على الملة ولذا يصدق ان يقال لكل من آحاد الملة انه جزء الملة ول يصدق على الملة
انا جزء الملة ،ولقائل ان يقول ف إفساد هذا الوجه أيضا قول القائل انه مصور ف الوجود ايريد به ان
هناك سورا موجودا حصر ما يتناهى او مال يتناهى بي طرفيه ام يريد به انه موصوف بكونه موجودا فإن
اراد الول فهو باطل فإنه ليس للموجودان شيء خارج عن الوجودات يصرها سواء قيل انا متناهية
او غي متناهية وان قيل ان كل واحد ما ل يتناهى من الوجودات هو موجود فهذا حق ،فإذا سى السمى
هذا حصرا كان هذا اطلقا لفظيا وكان قوله حينئذ مال يتناهى ل يكون مصورا بنلة قوله ل يكون موجودا
وهذا مل الناع فقد غي العبارة وصادر على الطلوب ث مال يتناهى ف الستقبل موجود باتفاق اهل اللل
وعامة الفلسفة ول ينازع ف ذلك إل من شذ كالهم وأب الذيل ونوها من هو مسبوق باجاع السلمي
مجوج بالكتاب والسنة مصوم بالدلة العقلية مع مالفة جاهي العقلء من الولي و الخرين وهو مع هذا
مصور بالوجود كما ان ما ل يتناهى ف الاضي مصور بالوجود لكنهم يفرقون بأن الاضي دخل ف الوجود
بلف الستقبل ومنازعوهم يقولون الاضي دخل ث خرج فصارا جيعا معدومي والستقبل ل يدخل ف
الوجود وهو تفريق صورى حقيقته ان الاضي كان وحصل والستقبل ل يصل بعد ،فيقال لم ول قلتم ان
كل ما حصل وكان يتنع ان يكون دائما ل يزل وهو وان كان متناهيا من الانب الذي يلينا فالستقبل ايضا
متناه ف هذا الانب وانا الكلم ف الطرفي الخرين ،و ايضا فالوادث الاضية عدمت بعد وجودها فهي
الن معدومة كما ان الوادث الستقبلة الن معدومة فل هذا موجود
ول هذا موجود الن وكلها له وجود ف غي هذا الوقت ذاك ف الاضي وهذا ف الستقبل وكون
الشيء ماضيا ومستقبل امر اضاف بالنسبة إل ما يقدر متأخرا عن الاضي ومتقدما على الستقبل وأل فكل
ماض قد كان مستقبل وكل مستقبل سيكون ماضيا كما ان كل حاضر قد كان مستقبل وسيصي ماضيا ،
قال المدي الطريق الرابع انه لو وجد مال يتناهى فما من وقت يقدر إل وهو متناه ف ذلك الوقت وانتهاء
مال يتناهى مال ،قال وهو أيضا غي سديد فإن النتهاء من احد الطرفي وهو الخي وان سلمه الصم فل
يوجب النهاية ف الطرف الخر ث يلزم عليه عقود الساب ونعيم أهل النة وعذاب أهل النار فإنه وان كان
متناهيا من طرف البتداء فغي متناه امكانا ف طرف الستقبال ،قلت هذا الوجه من جنس الوجه السادس
الذي ذكره الرازي وهو أنه لو كانت الوادث الاضية غي متناهية كان
،وجود اليوم موقوفا على انقضاء مال ناية له وانقضاء مال ناية له مال والوقوف على الحال مال ،
وقد اعترض عليه الرموي با اعترض به هو وغيه بأن انقضاء مال ناية له مال ،و اما انقضاء مال بداية له
ففيه الناع وهو من جنس جواب المدي فإن النتهاء الذي يسلمه الصم هو من أحد الطرفي دون الخر و
الخر هو البتداء وقد تقدم ذلك ،ث قال المدي و القرب ف ذلك أن يقال لو كانت العلل والعلولت غي
متناهية وكل واحد منها مكنا على ما وقع به الفرض فهي أما متعاقبة واما معا فإن كانت متعاقبة فقد قيل ان
ذلك مال لوجوه ثلثة ،الول ان كل واحد منها يكون مسبوقا بالعدم والملة مموع الحاد فالملة
مسبوقة بالعدم وكل جلة مسبوقة
،بالعدم فلوجودها أول تنتهي اليه وكل ما لوجوده أول ينتهي اليه فالقول بكون غي متناه مال ،
الثان ان كل واحد منها يكون مشروطا ف وجوده بوجود علته قبله ول يوجد حت توجد علته وكذلك
الكلم ف علته بالنسبة إل علتها وهلم جرا ،فإذا قيل بعدم النهاية فقد تعذر الوقوف على شرط الوجود فل
وجود لواحد منها وهذا كما اذا قيل ل أعطيك درها إل وقبله درهم فإنه لا كان اعطاء الدرهم مشروطا
باعطاء درهم قبله وكذلك ف إعطاء كل درهم يفرض إل غي النهاية كان العطاء مال ،الثالث هو ان القول
بتعاقب العلل والعلولت ير إل تأثي العلة بعد عدمها ف معلولا وتأثي العدوم ف الوجود مال ،قال وهذه
الجج ما ل مثبت لا ،أما الول فلنه ل يلزم من سبق العدم على كل واحد من الحاد
،سبقه على الملة فإن الكم على الحاد ل يلزم ان يكون حكما على الملة كما سبق تقيقه ،
واما الثان فإنا يلزم ان لو كان ما توقف عليه الوجود وهو شرط ف الوجود غي موجود كما ف الثال
الذكور وأما ان كان موجودا فل يلزم امتناع وجوب الشروط والقول بأن الشرط غي موجود مل الناع فل
تقبل الدعوى به من غي دليل ،واما الثالثة فإنا تلزم أيضا ان لو كان معن التعاقب وجود العلول بعد عدم
علته وليس كذلك بل معناه وجود العلول متراخيا عن وجود علته مع بقاء علته موجودة إل حال وجوده
وبقاؤه موجودا بعد عدم علته وكذلك ف كل علة مع معلولا وذلك ل يلزم منه تأثي العدوم ف الوجود ول
ان تكون العلل والعلولت موجودة معا وذلك متصور ف العلل الفاعلة بالختيار ،قال و القرب ف ذلك ان
يقال لو كانت العلل والعلولت
،متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة وعند ذلك فل يلو أما ان يقال بوجود شيء منها ف الزل
او ل وجود لشيء منها ف الزل فإن كان الول فهو متنع لن الزل ل يكون مسبوقا بالعدم والادث
مسبوق بالعدم فلو كان شيء منها ف الزل لكان مسبوقا بالعدم ضرورة كونه حادثا وغي حادث ضرورة
كونه ازليا وان كان الثان فجملة العلل والعلولت مسبوقة بالعدم ضرورة أن ل شيء منها ف الزل ويلزم من
ذلك ان يكون لا ابتداء وناية غي متوقف على سبق غيه عليه وهو الطلوب ،قلت هذا الوجه هو الوجه
الثالث الذي ذكره الرازي حيث قال أما ان يقال حصل ف الزل شيء من هذه الركات او ل يصل فإن ل
يصل ف الزل شيء من هذه الركات وجب ان يكون لجموع هذه الركات والوادث بداية وأول وهو
الطلوب وإن حصل ف الزل شيء من هذه الركات فتلك الركة الاصلة ف الزل ان ل تكن مسبوقة
بغيها كانت تلك الركة أول الركات وهو الطلوب وان كانت مسبوقة بغيها لزم ان يكون الول مسبوقا
بغيه وهو مال
،وقد اعترض ابو الثناء الرموي على هذا بأنه ليس شيء من الركات الزئية ازليا بل كل واحدة
منها حادثة وإنا القدي الركة الكلية بتعاقب الفراد الزئية وهي ليست مسبوقة بغيها فل يلزم ان يكون لكل
الركات الزئية أول ،وبيان هذا العتراض فيما ذكره المدي ان يقال قوله أما ان يقال بوجود شيء منها ف
الزل اول وجود لشيء منها ف الزل حوابه انه ليس شيء بعينه موجودا ف الزل ولكن النس ل يزل متعاقبا
وحينئذ يندفع ما ذكره على التقديرين أما الول فإنه قال لو كان شيء منها موجودا ف الزل لكان مسبوقا
بالعدم غي مسبوق بالعدم وهذا انا يلزم اذا قيل ف واحد من الوادث التعاقبة انه قدي أزل وهذا ل يقوله
عاقل ،و اما التقدير الثان فقوله وان كان الثان فقول القائل العلل والعلومات التعاقبة او غيها من الوادث
التعاقبة تكون مسبوقة بالعدم انا يلزم اذا قيل ان جنسها ليس بقدي ول أزل وهذا مل الناع ،وحقيقة المر
ان قول القائل أما ان يقال بوجود شيء منها ف
الزل أول وجود لشيء منها ف الزل معناه إما أن شيئا منها قدي أزل أو ليس شيء منها قديا أزليا
وهذا اللفظ متمل فإن أراد به أن واحدا من الوادث التعاقبة يكون قديا أزليا فهذا ل يقولونه وإن أراد أن
جنسها ل يزل يدث شيئا بعد شيء وأنه ل أول للجنس بل النس قدي أزل فهذا هو الذي يقولونه وحينئذ
فل يلزم من نفي الزلية عن واحد نفيها عن النس ،وذلك أن معن الزل ليس هو شيئا له ابتداء مدود حت
يقال هل حصل شيء منها ف ذلك البدأ الحدود بل معن الزل هو معن القدم ومعناه ما ل ابتداء لوجوده
ول يقدر الذهن غاية إل كان قبل تلك الغاية فإذا قال القائل هل وجد شيء من هذه الوادث ف الزل كان
معناه هل منها قدي ل أول لوجوده ل يزل موجودا ،والثبت لذلك إنا يقول ل يزل النس موجودا شيئا بعد
شيء كما يقوله السلمون وجهور الناس غيهم ف البد فيقولون إنه ل يزال جنس الوادث يدث شيئا بعد
شيء فلو قال القائل الوادث النقضية ل تكون أبدية ول تكون فيما ل يزال لنه إما أن يوجد شيء منها ف
البد أو ل وجود لشيء منها ف البد فإن كان الول متنع لن البدي ل يكون منقضيا بل ل يزال موجودا
وإن كان الثان فجملة النقضيات ملحوقة بالعدم وما كان ملحوقا بالعدم ل يكن أبديا لن البدي هو ما ل
يلحقه العدم كما أن الزل ما ل يسبقه العدم كان الواب عن قول هذا القائل بأن يقال البدي
،هو جنس الوادث النقضية ل واحد واحد منها والنس ل يلحقه العدم وإن لق آحاده كما قال
تعال ،إن هذا لرزقنا ماله من نفاد ،سورة ص 54وقال تعال ،أكلها دائم ،سورة الرعد 35فالدائم هو
النس وكذلك الذي ل نفاد له هو النس ل كل واحد من أعيان الرزق والأكولت ،وقد أورد المدي على
نفسه سؤال وأجاب عنه فقال قولكم إن ل يوجد شيء منها ف الزل فلها أول وبداية فنقول ل يلزم من كون
كل واحد من العلل والعلولت غي موجود ف الزل أن تكون الملة غي أزلية فإنه ل يلزم من الكم على
الحاد أن يكون حكما على الملة بل جاز أن يكون كل واحد من آحاد الملة غي أزل والملة أزلية بعن
تعاقب آحادها إل غي النهاية ،وقال ف الواب عن هذا قلنا إذا كان كل واحد من الحاد ل وجود له ف
الزل وهو بعض الملة فليس بعض من أبعاض الملة يكون موجودا ف الزل وإذا ل يكن شيء من البعاض
موجودا ف الزل فالملة غي موجودة ف الزل فإنه ل وجود للجملة دون وجود أبعاضها
،قلت ولقائل أن يقول قوله ل وجود للجملة دون وجود أبعاضها أيعن به وجود أبعاضها معها أو
وجود أبعاضها ولو كانت متعاقبة ،أما الول فل يصح لن ما فرض متعاقبا ل يكن أن تكون أبعاضه
موجودة معه وليس له وجود متمع ف زمن واحد حت يكن اجتماع أبعاضه معه بل وجود أبعاضه وهو
متعاقب مع جلته جع بي النقيضي ،وإن عن به وجود أبعاضها كيفما كان فيقال له هذا صحيح والنتفي إنا
هو وجود شيء من أبعاضها ف الزل ول يلزم من انتفاء كون الواحد من أبعاضها قديا أزليا أن ل يكون
موجودا فإذا كان وجود الملة موقوفا على وجود أبعاضها فوجود أبعاض التعاقب مكن وإن قال إن وجود
النس التعاقب الذي هو قدي أزل أبدي موقوف على كون الواحد من آحاده قديا أزليا أو أبديا فهذا مل
الناع ،فتبي أن الواب فيه مغلطة وحقيقة الواب أنه يب الكم على الملة با يكم به على أفرادها وقد
بي هو وغيه فساد هذا
،الواب فإنه إذا ل يكن بعض الملة أزليا كان ذلك سلبا للزلية عن أفراد النس ونفى الزلية هو
لدوث فيصي معن الكلم إذا كان كل واحد من الفراد أو البعاض التعاقبة حادثا وجب أن يكون النس
التعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلم ،وأبو السن المدي وغيه أدخلوا هذه القدمة أعن منع العلل
التعاقبة ف إثبات واجب الوجود ول حاجة بم إليها وهي مبنية على مقدمتي إحداها أن العلة قد تتقدم
العلول وقد ذكر هو ف كتابه السمى ب دقائق القائق نقيض ما ذكره هنا ف كتابه السمى أبكار الفكار
وذكر ف إثبات واجب الوجود هذه الطريقة الت تقدمت حكايتها عنه وقال فيها إن كانت العلل والعلولت
غي متناهية فإما أن تكون متعاقبة أو معا ل جائز أن يقال بالول إذ قد بينا امتناع الفتراق بي العلة والعلول
فيما تقدم ،والذي قاله فيما تقدم هو أن العلة أو الفاعل ل يفتقر ف كونه علة لعلوله ول كون العلول معلول
إل سبق العدم فإن ما كان من
العلولت الوجودية مسبوقا بالعدم إما أن يكون وجوده بإياد العلة له ف حال وجوده أو ف حال
عدمه ل جائز أن يكون ذلك له ف حال عدمه لمتناع اجتماع الوجود والعدم فلم يبق إل أن يكون موجدا له
ف حال وجوده ل بعن أنه أوجده بعد وجوده بل بعن أن ما قدر له من الوجود غي مستغن عن العلة بل
يستند إليها ولولها لا كان وإذ ذاك فل فرق بي أن يكون العلول وجوده مسبوقا بالعدم أو غي مسبوق
بالعدم ،قلت هذه الجة هي حجة ابن سينا وأمثاله على أن العلول يكون مع العلة ف الزمان وهي حجة
فاسدة وبتقدير صحتها ل تنفع المدي ف هذا القام فإن الناس لم ف مقارنة العلول لعلته التامة والفعول
لفاعله ثلثة أقوال ،قيل يب أن يقارن الثر للمؤثر ولتأثيه بيث ل يتأخر الثر عن التأثي ف الزمان فل
يتعقبه ول يتراخى عنه وهذا قول هؤلء الدهرية القائلي بأن العال قدي عن موجب قدي وقولم أفسد القوال
الثلثة وأعظمها تناقضا فإنه إذا كان الثر كذلك لزم أن ل يدث ف العال شيء فإن العلة التامة إذا كانت
تستلزم مقارنة معلولا لا ف الزمان وكان الرب علة تامة ف الزل لزم أن يقارنه
كل معلول وكل ما سواه معلول له إما بواسطة وإما بغي واسطة فيلزم أن ل يدث ف العال شيء ،
وأيضا فما يدث من الوادث بعد ذلك يفتقر إل علة تامة مقارنة له فيلزم تسلسل علل أو تام علل
ومعلولت ف آن واحد وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلء وإن قدر أن الرب ل يكن علة تامة ف الزل
بطل قولم ،وقيل بل يب تراخي الثر عن الؤثر التام كما يقوله أكثر أهل الكلم ويلزم من ذلك أن يصي
الؤثر مؤثرا تاما بعد أن ل يكن مؤثرا تاما بدون سبب حادث او أن الوادث تدث بدون مؤثر تام وأن
المكن يرجح وجوده على عدمه بدون الرجح التام ،وهذا قول كثي من أهل الكلم منهم من يقول القادر
يرجح أحد القدورين بل مرجح ،ومنهم من يقول بل يرجح بالرادة القدية الزلية ،ومن هؤلء وهؤلء من
يقول بل يرجح مع كون الرجحان أول لمع وجوبه وهو قول ممود الوارزمي من الولي وهو قول ممد
بن اليصم الكرامي وغيه من الخرين فإن الكرامية مع الشعرية و الكلبية يقولون الرجح هو الرادة القدية
الزلية ويقولون ان الرادة ل توجب الراد لكن منهم من يقول من شأن الرادة ان ترجح بل مزية للترجيح بل
مع تساوي المرين كما
تقوله الشعرية ومنهم من يقول ترجح اولوية الترجيح وهذا قول الكرامية ،والقول الثالث ان الؤتر
التام يستلزم وجود اثره عقبه ل معه ف الزمان ول متراخيا عنه كما قال تعال ،انا قولنا لشيء اذا اردناه ان
نقول له كن فيكون ،سورة النحل 40وعلى هذا فليلزم حدوث كل ما سوى الرب لنه مسبوق بوجود
التأثي ليس زمنه زمن التأثي والقادر الريد يستلزم مع وجود القدرة والرادة وجود القدور الراد والقدرة
والرادة حاصلن قبل القدور الراد ومع وجود القدور الراد مستلزمان له وهذا قول اكثر اهل الثبات ،
وعلى هذا فيجب الفرق بي وجود العلة والفاعل والؤثر عند وجود الثر ف الزمان فإن هذا ل بد منه وبي
وجود العلة الت هي الفعل والتأثي ف الزمان فإن هذا هو الذي يتعقبه الفعول العلول الذي هو الثر ،ومن
الناس من فرق بي تأثي القادر الختار و تأثي العلة الوجبة فزعم ان الول ل يكون إل مع تراخي الثر والثان
ل يكون إل مع مقارنة الثر للمؤثر
،وهذا أيضا غلط فان الدلة الدالة توجب التسوية لو قدر انه يكن ان يكون الؤثر غي قادر متار
فكيف اذا كان ذلك متنعا ،وكون العلول والفعول ل يكون مفعول معلول إل بعد عدمه هو من القضايا
الضرورية الت اتفق عليها عامة العقلء من الولي والخرين وكل هؤلء يقولون ما كان معلول يكن وجوده
ويكن عدمه ل يكون إل حادثا مسبوقا بالعدم ،ومن قال ذلك أرسطوا واتباعه حت ابن سينا وامثاله صرحوا
بذلك لكن ابن سينا تناقض مع ذلك فزعم ان الفلك هو قدي ازل مع كونه مكنا يقبل الوجود والعدم وهذا
مالف لا صرح به هو وصرح به أئمته وسائر العقلء وهو ما انكره عليه ابن رشد الفيد وبي ان هذا مالف
لا صرح به أرسطوا وسائر الفلسفة وان هذا ل يقبله احد قبله ،و ارسطو ل يكن يقسم الوجود إل واجب
و مكن ول يقول ان الول موجب بذاته للعال بل هذا قول ابن سينا وامثاله وهو وإن كان اقرب إل الق مع
فساده وتناقضه فليس هو قول سلفه بل قول ارسطو واتباعه ان الول إنا افتقر إليه الفلك لكونه يتحرك للتشبه
به ل لكون الول علة فاعلة له ،وحقيقة قول ارسطو واتباعه ان ما كان واجب الوجود فإنه ،
يكون مفتقرا إل غيه فيكون جسما مركبا حامل للعراض فإن الفلك عندهم واجب بذاته وهو
كذلك كما قد بسط كلمهم والرد عليهم ف غي هذا الوضع وبي ما وقع من الغلط ف نقل مذاهبهم وان
اتباعهم صاروا يسنون مذاهبهم فمنهم من يعل الول مدثا للحركة بالمر وليس هذا قولم فإن الول
عندهم ل شعور له بركة ول إرادة وانا الفلك يتحرك عندهم للتشبه به فهو يركه كتحريك المام للمؤت به
او العشوق لعاشقه ل تريك المر لاموره كما يزعمه ابن رشد و غيه ،ومنهم من يقول بل هو علة مبدعة
فاعلة للفلك كما يقوله ابن سينا واتباعه وليس هذا أيضا قولم ،ولكن كثي من هؤلء التأخرين ل يعرفون
من مذاهب الفلسفة آل ما ذكره ابن سينا كاب حامد الغزال و الرازي و المدى و غيهم ويذكرون ما
ذكره ابن سينا من حججه كما ذكر المدى ف هذا الوضع حيث قال ان العلة أو الفاعل ل يفتقر ف كونه
علة إل سبق العدم لن تأثي العلة ف العلول انا هو ف حال وجود العول ،
،فيقال لم ليس ف هذا ما يدل على ان العلول يوز ان يكون قديا أزليا غي مسبوق بالعدم بل
قولكم و إذ ذاك فل فرق بي ان يكون العلول وجوده مسبوقا بالعدم او غي مسبوق دعوى مردة ،فتبي ان
ما ذكره المدى وغيه من امتناع الفتراق بي العلة و العلول ف الزمن ووجوب مقارنتهما ف الزمن من
اضعف الجج بل ما ذكره ل يدل على جواز القتران فضل عن ان يدل على وجوب القتران بل غاية ما
ذكره ان سبق العدم ليس بشرط ف إياد العلة ول يلزم من كونه ليس بشرط وجوب القتران بل قد يقال
بواز القتران وجواز التأخي ،وحينئذ فلقائل ان يقول هذا الذي ذكرته وان كان باطل كما قد بسط ف غي
هذا الوضع وبي فيه ان للناس ف هذا القام ثلثة أقوال ،قيل يوز ان يقارن العلول العلة ف الزمان فيقترن
الثر
بالؤثر ف الزمان كما يقوله ابن سينا و متابعوه ،وقيل يل يب تراخي الثر عن الؤثر وتأثيه كما
يقوله اكثر التكلمي ،وقيل بل الثر يتعقب التأثي ول يكون معه ف الزمان ول يكون متراخيا عنه وهذا هو
الصواب كما قال تعال ،انا قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ،سورة النحل 40ولذا يقال
طلقت الرأة فطلقت وأعتقت العبد فعتق فالعتق والطلق عقب التطليق والعتاق ل يقترن به ول يتأخر عنه ،
وبي ان ما قال باقتران الثر بالؤثر كما يقوله هؤلء التفلسفة فإن ذلك يستلزم أن ل يكون لشيء من
الوادث فاعل وستلزم ان ل يدث شيء ف العال ومن قال بالتراخي فقوله يستلزم ان الؤثر التام ل يستلزم
الثر بل يدث الادث بل سبب حادث وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع ،والقصود هنا ان هذا الواب
الذي ذكره هو مأخوذ من كلم ابن سينا وهو مع فساده غايته ان العلول يوز ان يقارن وجوده وجود
،العلة ل يب ان يكون مسبوقا بالعدم مع وجود العلة وليس ف هذا بيان انه يتنع تأخر وجوده عن
وجود العلة ،والقسام المكنة ثلثة أما ان يقال بوجوب القارنة او بوجوب التأخر او بواز المرين وما
ذكرته ل يدل على شيء من ذلك ولو دل فانا يدل على جواز القتران ل على وجوبه وانت فبما ذكرته هناك
جوزت تأخر العلول فل منافاة بي المرين ،وذلك ان غاية ما ذكرته ان الؤثر أي العلول الذي هو الصنوع
الفعول أما ان ان تكون تأثييه قدية كواجب الوجود وذلك ل ينفي ان يكون التأثي يه هو الحداث فان
فاعل هذه الادثات تأثيه فيها ف حال الوجود مع كونا مدثة فليس كون التأثي فيها ف حال وجودها ما
ينفي انه ل بد ان تكون مدثة ،وقولك اذا كان التأثي فيها ف حال وجودها فل فرق بي ان يكون وجودها
مسبوقا بالعدم او غي مسبوق دعوى مردة لستواء الالي والعقلء يعلمون بضرورة عقلهم ان البدع الفاعل
ل يعقل ان يبدع القدي الزل الذي ل يزل موجودا وانا يعقل ابداع ما ل
يكن ث كان بل العقلء متفقون على ان المكن الذي يكن وجوده ويكن عدمه ل يكون إل حادثا
بعد عدمه ول يكون قديا ازليا ،وهذا ما اتفق عليه الفلسفة مع سائر العقلء وقد صرح به أرسطوا وجيع
اتباعه حت ابن سينا واتباعه ولكن ابن سينا واتباعه تناقصوا فادعوا ف موضع اخر ان المكن الذي يكن
وجوده وعدمه قد يكون قديا ازليا ومن قبله من الفلسفة حت الفاراب ل يدعو ذلك ول تناقضوا وقد حكينا
اقوالم ف غي هذا الوضع ،واما القدمة الثانية الت بنوا عليها امتناع العلل التعاقبة فهي مبنية على امتناع
حوادث ل أول لا و التفلسف ل يقول بذلك فلم يكنهم ان يعلوها مقدمة ف اثبات واجب الوجود ،و
التحقيق انه ل يتاج اليها بل ول يتاج ف اثبات واجب الوجود إل هذه الطريقة كما قد بينا الكلم على
ذلك ف غي هذا الوضع ،وهؤلء تدهم مع كثرة كلمهم ف النظريات و العقليات و تعظيمهم للعلم اللي
الذي هو سيد العلوم وأعلها أشرفها واسناها ل يققون ما هو القصود منه بل ل يققون ما هو العلوم
لماهي اللئق وان اثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيها بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لم
بالفطرة الضرورية
،والرسل صلوات ال عليهم وسلمه بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها ل بإفسادها وتغييها قال تعال ،
فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس
ل يعلمون منيبي إليه واتقوه وأقيموا الصلة ول تكونوا من الشركي من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل
حزب با لديهم فرحون ،سورة الروم ، 32 30وف الصحيحي عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى
ال عليه وسلم انه قال ،كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهيمة بيمة
جعاء هل تسون فيها من جدعاء ث قال أبو هريرة اقرأوا ان شئتم ،فطرة ال الت فطر الناس عليها ،قالوا يا
رسول ال أرأيت من يوت من أطفال الشركي وهو صغي فقال ال أعلم با كانوا عاملي
،وف صحيح مسلم عن عياض بن حار رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ،يقول ال
تعال ان خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم ان يشركوا ب ما ل
أنزل به سلطانا ،فالقرار بالالق سبحانه وتعال والعتراف بوجود موجود واجب الوجود قدي أزل كما أنه
مركوز ف الفطرة مستقر ف القلوب فباهينه وأدلته متعددة جدا ليس هذا موضعها وهؤلء عامة ما يذكرونه
من الطرق أما ان يكون فيه خلل واما ان يكون طويل كثي التعب والغالب عليهم الول ،فالرازي أثبت
الصانع بمسة مسالك وهي كلها مبينة على مقدمة واحدة ،الول الستدلل بدوث الذوات كالستدلل
بدوث الجسام البن على حدوث العراض كالركة والسكون وامتناع مال
ناية له وهذا طريق العتزلة ومن وافقهم من الشعرية كأب العال بناء على أن أجسام العال مدثة وكل
مدث فله مدث ،أما القدمة الول فقد تبي كلمهم فيها ومناقضة بعضهم بعضا وانم التزموا لجلها أما
جحد صفات ال وأفعاله القائمة به وإما جحد بعض ذلك وأنم اشترطوا ف خلق ال تعال للعال ما يناف خلق
العال فسلطوا عليهم أهل اللل والفلسفة جيعا ،وأما الثانية فهي أظهر وأعرف وأبده ف العقول من أن تتاج
إل بيان فبنوها على أن كل مدث فهو مكن الوجود وأن المكن يتاج ف وجوده إل مؤثر موجود وكل من
هاتي القدمتي صحيحة ف نفسها مع أن القول بافتقار الحدث إل الحدث أبي وأظهر ف العقل من القول
بافتقار المكن إل الؤثر الوجود فبتقدير بيانم للمقدمتي يكونون قد طولوا وداروا بالعقول دورة تبعد على
العقول معرفة ال تعال والقرار بثبوته وقد يصل لا ف تلك الدورة من الفات ما يقطعها عن القصود فكانوا
كما قيل لبعض الناس أين أذنك فرفع يده وأدارها على رأسه ومدها وتطى وقال هذه أذن وكان يكنه أن
يشي اليها بالطريق الستقيم القريب ويقول هذه أذن وهو كما قيل %أقام يعمل أياما رويته %وشبه الاء بعد
الهد بالاء %
،وهو نظي ما يذكر عن يعقوب بن اسحاق الكندي فيما حكاه عنه السياف من قوله هذا من باب
فقد عدم الوجود وفقد عدم الوجود هو الوجود فكيف وقد ذكر وا ف افتقار المكن إل الواجب بنفسه مع
ظهوره وبيانه كما قد بيناه ف غي هذا الوضع ما هو نقيض القصود من التعليم والبيان وترير الدلة والباهي
وقد تكلمنا على تقرير ما يتعلق بذا القام ف غي هذا الوضع ،قال الرازي السلك الثان الستدلل بامكان
الجسام على وجود الصانع سبحانه وتعال وهو عمدة الفلسفة قالوا الجسام مكنة وكل مكن فل بد له من
مؤثر أما بيان كونا مكنة فالبطريق الذكورة ف مسألة الدوث وأما بيان أن المكن ل بد له من مؤثر
فالبطريق الذكورة هنا ،قلت وهذه الطريقة هي طريقة ابن سينا وأمثاله من التفلسفة
وليست طريقة أرسطوا والقدماء من الفلسفة وابن سينا كان يعجب بذه الطريقة ويقول انه أثبت
واجب الوجود من نفس الوجود من غي احتياج إل الستدلل بالركة كما فعل أسلفه الفلسفة ول ريب
ان طريقته تثبت وجودا واجبا لكن ل تثبت انه مغاير للفلك إل ببيان امكان الجسام كما ذكره الرازي
عنهم وامكان الجسام هو مبن على توحيدهم البن على نفي صفات ال تعال كما تقدم التنبيه عليه وهو من
أفسد الكلم كما قد بي ذلك ف غي موضع ،ومن طريقهم دخل القائلون بوحدة الوجود وغيهم من أهل
اللاد القائلي باللول والتاد كصاحب الفصوص وأمثاله الذين حققة قولم تعطيل الصانع بالكلية والقول
بقول الدهرية الطبيعية دون اللية ،قال السلك الثالث الستدلل بإمكان الصفات على وجود الصانع سواء
كانت الجسام واجبة وقدية او مكنة وحادثة ،قال وتقريره ان يقال اختصاص كل جسم با له من
الصفات أما ان يكون لسميته او لا يكون حال ف السمية او لا يكون مل لا او لا يكون حال فيها
ول مل لا وهذا القسم الخي أما ان يكون جسما جسمانيا اول جسما ول جسمانيا وتبطل كل هذه
القسام سوى القسم الخي با مر تقريره ف اثبات السلك الول ف مسألة حدوث العال ،قلت وهذا هو
القول بتماثل الجسام وان تصيص بعضها بالصفات دون بعض يفتقر إل مصص والقول بتماثل الجسام ف
غاية الفساد والرازي نفسه قد بي بطلن ذلك ف غي موضع وهذا الذي احال عليه ليس فيه إل ان السم ل
يكون اختصاصه باليز واجبا بل جائزا وبتقدير ثبوت هذا ف التحيز ل يلزم مثله ف سائر الصفات ،وما ذكره
من الدليل ل يصح وذلك انه قال اختصاصه بذلك ان كان واجبا فإما ان يكون الوجوب لنفس
السمية او لمر عرض للجسمية او لمر السمية عرضت له أو لمر غي عارض لا ول معروض لا
والول يوجب اشتراك الجسام ف تلك الصفة وان كان لعارض فإما ان يكون متنع الزوال وهو اللزم او
مكن الزوال وهو العارض فإن العرضى ف اصطلحهم اعم من العارض فإن كان متنع الزوال فإن كان
المتناع لنفس السمية عاد الشكال الول وان كان لغيها افضى إل التسلسل وان كان لعروض السمية ل
يصح لن العقول من السمية الذهاب ف الهات فلو كان ف مل لكن ذلك الحل يب ان يكون ذاهبا ف
الهات فيكون مل السمية جسما لنه ان ل يكن ذاهبا ف الهات ل
يكن له اختصاص باليز فل يعقل حصول السم الختص باليز ف مل غي متص باليز واذا كان
مله ذاهبا ف الهات كان جسما وحينئذ فالقول ف اختصاصه بذلك الال فيه كالقول ف اليز ل يوز ان
يكون للجسمية او لوازمها بل لمر عارض مكن الزوال فيكون ذلك اليز مكن الزوال وهو القصود ،قلت
ولقائل ان يقول هذا الدليل مبن على تاثل الجسام وأكثر العقلء على خلفه وقد قرر الرازي ف موضع آخر
انا متلفة ل متماثلة وهو مبن ايضا على الكلم ف الصورة والادة ونو ذلك ما ليس هذا موضع بسط الكلم
فيه لكن يبي فساده ببيان موضع النع ف مقدماته ،قوله ان كان المتناع لغي السمية افضى إل التسلسل
منوع فإن الجسام اذا كانت مشتركة ف مسمى السمية وقد اختص بعضها عن بعض بصفات أخرى ل
يب ف ذلك التسلسل كما ف سائر المور الت تشترك ف شيء وتفترق ف شيء فالقادير واليوانات اذا
اشتركت ف مسمى القدر واليوانية واختص بعضها عن بعض بشيء آخر لزم له ل يلزم التسلسل سواء قيل
بتماثل الجسام او اختلفها فإنه ان قيل باختلفها كانت ذات كل واحد موصوفة بصفات لزمة لا ل توجد
ف الخر كسائر القائق الختلفة وان قيل بتماثلها كتماثل افراد النوع فالوجب لوجود كل فرد من تلك
الفراد هو الوجب لصفاته اللزمة له ل تفتقر صفاته اللزمة له إل موجب غي الوجب لذات وقد
بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي فيه فساد ما يقوله النطقيون من اختلف افراد النوع انا هو بسبب الادة
القابلة ونو ذلك فإنم بنوه على ان للحقيقة الوجودة ف الارج سببا غي سبب وجودها وهذا غلط ل
يستريب فيه من فهمه مع أنه ل حاجة بنا هنا إل هذا بل نقول مرد اشتراك الثني ف كون كل منهما جسما
او متحيزا او موصوفا او مقدار او غي ذلك ل ينع اختصاص أحدها بصفات لزمة له وليس اذا احتاج
اختصاصه باليز إل سبب غي السمية الشتركة يلزم ان يكون ذلك الخصص له مصص آخر بل الشاهد
خلف ذلك فإن اختصاص الجسام الشهودة بأحيازها ليس للجسمية الشتركة بل لمر يصها هو من
لوازمها يعن أن القتضى لذاتا هو القتضى لذلك اللزم ،وأيضا فقوله إن كان المتناع لعروض السمية فهو
مال منوع ،وقوله لن العقول من السمية المتداد ف الهات فمحله ل بد أن يكون له ذهاب ف الهات ،
يقال له مل المتداد ف الهات هو المتد ف الهات كما أن مل التحيز هو التحيز ومل الطول والعرض
والعمق هو الطويل
العريض العميق ومل القدار هو القدر وكذلك مل الياة والعلم والقدرة هو الي العليم القدير
وكذلك مل السواد والبياض هو السود والبيض وهذا ف كل ما يوصف بصفة فمحل الصفة هو الوصوف
وهكذا جيع مسميات الصادر وغيها من العراض ملها العيان القائمة بنفسها فإذا كانت السمية هي
المتداد ف الهات الت هي الطول والعرض والعمق مثل كان ملها هو الشيء المتد ف الهات الذي هو
الطويل العريض العميق وحينئذ فمحلها له اختصاص باليز ويكون ذلك العروض للجسمية الذي هو مل لا
المتد ف الهات هو القتضى لختصاصه با اختص به من الصفات اللزمة وهو مستلزم لذلك كما هو
مستلزم للمتداد ف الهات فجنس السم مستلزم لنس المتداد وجنس العراض والصفات فالسم العي
هو مستلزم للمتداد العي ف الهات العينة ومستلزم للصفات العينة الت يقال إنا لزمة له حت إنه مت قدر
عدم تلك اللوازم فقد تبطل حقيقته فالوجب لا هو الوجب لقيقته وهذا مطرد ف كل ما يقدر من
الوصوفات الستلزمة لصفاتا كاليوانية والناطقية للنسان وكذلك الغتذاء والنمو للحيوان والنبات مثل فإن
كون النبات ناميا متغذيا هو صفة لزمة له ل لعموم كونه جسما ول لسبب غي حقيقته الت يتص با بل
حقيقته مستلزمة
لنموه واغتذائه وهذه الصفات أقرب إل أن تكون داخلة ف حقيقته من كونه متدا ف الهات وإن
كان ذلك أيضا لزما له فإنا نعلم أن النار والثلج والتراب والبز والنسان والشمس والفلك وغي ذلك كلها
مشتركة ف أنا متحيزة متدة ف الهات كما أنا مشتركة ف أنا موصوفة بصفات قائمة با وف أنا حاملة
لتلك الصفات وما به افترقت وامتاز بعضها عن بعض أعظم ما فيه اشتركت فالصفات الفارقة بينها الوجبة
لختلفها ومباينة بعضها لبعض أعظم ما يوجب تشابها ومناسبة بعضها لبعض فمن يقول بتماثل الواهر
والجسام يقول إن القيقة هي ما اشتركت فيه من التحيزية والقدارية وتوابعها وسائر الصفات عارضة لا
تفتقر إل سبب غي الذات ،ومن يقول باختلفها يقول بل القدارية للجسم والتحيزية للمتحيز كالوصوفية
للموصوف واللونية للملون والعرضية للعرض والقيام بالنفس للقائمات بأنفسها ونو ذلك ومعلوم أن
الوجودين إذا اشتركا ف أن هذا قائم بنفسه وهذا قائم بنفسه ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف أن
هذا لون وهذا لون وهذا طعم وهذا طعم وهذا عرض وهذا عرض ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف
أن هذا موصوف وهذا موصوف ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف أن لذا مقدارا ولذا مقدارا
ولذا حيزا ومكانا ولذا حيزا ومكانا كان أول أن ل يوجب هذا تاثلهما لن الصفة للموصوف
أدخل ف حقيقته من القدر للمقدر والكان للمتمكن واليز للمتحيز فإذا كان اشتراكهما فيما هو أدخل ف
القيقة ل يوجب التماثل فاشتراكهما فيما هو دونه ف ذلك أول بعدم التماثل والكلم على هذه المور
مبسوط ف غي هذا الوضع ،والقصود هنا التنبيه على مامع ما أثبتوا به الصانع ،قال الرازي السلك الرابع
الستدلل بدوث الصفات والعراض على وجود الصانع تعال مثل صيورة النطفة التشابة الجزاء إنسانا
فإذا كانت تلك التركيبات أعراضا حادثة والعبد غي قادر عليها فل بد من فاعل آخر ث من ادعى العلم بأن
حاجة الحدث إل الفاعل ضروري ادعى الضرورة هنا ومن استدل على ذلك بالمكان أو بالقياس على
حدوث الذوات فكذلك يقول أيضا ف حدوث الصفات ،قال والفرق بي الستدلل بإمكان الصفات وبي
الستدلل بدوثها أن الول يقتضي أن ل يكون الفاعل جسما والثان ل يقتضي ذلك ،قلت هذه
الطريقة جزء من الطريقة الذكورة ف القرآن وهي الت جاءت با الرسل وكان عليها سلف المة وائمتها
وجاهي العقلء من الدميي فإن ال سبحانه يذكر ف آياته ما يدثه ف العال من السحاب والطر والنبات
واليوان وغي ذلك من الوادث ويذكر ف آياته خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ونو ذلك
لكن القائلون باثبات الوهر الفرد من العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم يسمون هذا استدلل بدوث
الصفات بناء على أن هذه الوادث الشهود حدوثها ل تدث ذواتا بل الواهر والجسام الت كانت
موجودة قبل ذلك ل تزل من حي حدوثها بتقدير حدوثها ول تزال موجودة وانا تغيت صفاتا بتقدير
حدوثها كما تتغي صفات السم اذا ترك بعد السكون وكما تتغي ألوانه وكما تتغي أشكاله وهذا ما ينكره
عليهم جاهي العقلء من السلمي وغيهم
،وحقيقة قول هؤلء الهمية والعتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم ان الرب ل يزل معطل فل
يفعل شيئا ول يتكلم بشيته وقدرته ث إنه أبدع جواهر من غي فعل يقوم به وبعد ذلك ما بقي يلق شيئا بل
انا تدث صفات تقوم با ويدعون أن هذا قول أهل اللل النبياء وأتباعهم وبينهم وبي الفلسفة ف مثل هذا
نزاع أخطأ فيه كل من الفريقي فإن الفلسفة يقولون بإثبات الادة والصورة ويعلون الادة والصورة جوهرين
وهؤلء يقولون ليست الصورة إل عرضا قائما بسم ،والتحقيق ان الادة والصورة لفظ يقع على معان كالادة
والصورة الصناعية والطبيعية والكلية والولية ،فالول مثل الفضة اذا جعلت درها وخاتا وسبيكة والشب
اذا جعل كرسيا واللب والجر اذا جعل بيتا والغزل اذا نسج ثوبا ونو ذلك فل ريب ان لادة هنا الت يسمونا
اليول هي أجسام قائمة بنفسها وأن الصورة اعراض قائمة با فتحول الفضة من صورة إل صورة هو تولا
من شكل إل شكل مع أن حقيقتها ل تتغي أصل ،وبذا يظهر لك خطأ قول القائل ان من أثبت افتقار
الحدث إل الفاعل بالقياس على حدوث الذوات قال هنا كذلك وهذه الطريقة
طريقة اب علي وأب هاشم ومن وافقهما ،فيقال هؤلء انا قاسوا على افتقار الكتابة إل كاتب والبناء
إل بان ونو ذلك ومعلوم ان البناء والكاتب ل يبدع جسما وانا أحدث ف الجسام تأليفا خاصا وهو عرض
من العراض فكيف يعل مثل هذا مدثا للذوات ويعل الذي خلق النسان من نطفة والشجرة من نواة انا
أحدث الصفات لكن العتزلة ل يقولون ان السم يدث جسما وانا يدث عرضا ،والثان من معان الادة
والصورة هي الطبيعية وهي صورة اليوانات والنباتات والعادن ونو ذلك فهذه ان أريد بالصورة فيها نفس
الشكل الذي لا فهو عرض قائم بسم وليس هذا مراد الفلسفة وان أريد بالصورة نفس هذا السم التصور
فل ريب أنه جوهر مسوس قائم بنفسه ،ومن قال ان هذا عرض قائم بوهر من أهل الكلم فقد غلط وحينئذ
فيقول التفلسف ان هذه الصورة قائمة بالادة واليول ان اراد بذلك ما خلق منه النسان كالن وهو ل يرد
ذلك فل ريب ان ذاك جسم آخر فسد واستحال وليس هو الن
موجودا بل ذاك صورة وهذا صورة وال تعال خلق إحداها من الخرى وان أراد أن هنا جوهرا قائما
بنفسه غي هذا السم الشهود الذي هو صورة قائم بذلك الوهر العقلي فهذا من خيالتم الفاسدة ،ومن هنا
تعرف قولم ف اليول الكلية حيث ادعوا أن بي أجسام العال جوهرا قائما بنفسه تشترك فيه الجسام ومن
تصور المور وعرف ما يقول علم أنه ليس بي هذا السم العي وهذا السم العي قدر مشترك موجود ف
الارج أصل بل كل منهما متميز عن الخر بنفسه التناولة لذاته وصفاته ولكن يشتركان ف القدارية وغيها
من الحكام اللزمة للجسام وعلم أن اتصال السم بعد انفصاله هو نوع من التفرق والتفرق والجتماع ها
من العراض الت يوصف با السم فالتصال والنفصال عرضان والقابل لما نفس السم الذي يكون متصل
تارة ومنفصل أخرى كما يكون متمعا تارة ومفترقا أخرى ومتحركا تارة وساكنا أخرى وهذا مبسوط ف
غي هذا الوضع ،قال الرازي والطريقة الامسة وهي عند التحقيق
عائدة إل الطرق الربع وهي الستدلل با ف العال من الحكام والتقان على علم الفاعل والذي
يدل على علم الفاعل هو بالدللة على ذاته أول ،قلت والقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول صلى
ال عليه وسلم هو الق الوافق لصريح العقول وأن ما بينه من اليات والدلئل والباهي العقلية ف إثبات
الصانع سبحانه ومعرفة صفاته وأفعاله هو فوق ناية العقول وأن خيار ما عند حذاق الولي والخرين من
الفلسفة والتكلمي هو بعض ما فيه لكنهم يلبسون الق بالباطل فل يأتون به على وجهه كما أن طريقة
الستدلل بدوث الحدثات على إثبات الصانع الالق هي طريقة فطرية ضرورية وهي خيار ما عندهم بل
ليس عندهم طريقة صحيحة غيها لكنهم أدخلوا فيها من الختلل والفساد ما يعرفه أهل التحقيق والنتقاد
الذين آتاهم ال الدى والسداد وقد بسط الكلم على هذه الطالب ف غي هذا الوضع
فصل ،وأما ما تكلموا به ف وجود واجب الوجود وتيهم فيه هل وجوده حقيقته أو زائد على
حقيقته وف صفاته وأفعاله فهذا بر واسع قد بسطناه ف غي هذا الوضع ،وقد اعترف الرازي بيته ف
مسائل الذات والصفات والفعال وهو تارة يقول بقول هؤلء وتارة يقول بقول هؤلء والمدي متوقف ف
مسائل الوجود والذات ونو ذلك مع أنه ل يذكر دليل على إثبات واجب الوجود البتة فإنه ظن أن الطرق
الذكورة ترجع إل الستدلل بالمكان على الرجح الوجب فلم يسلك ف إثبات واجب الوجود إل هذه
الطريقة الت هي طريقة ابن سينا لكن ابن سينا وأتباعه قرروها أحسن من تقرير المدي فإن أولئك أثبتوا
واجب الوجود بالبهان العقلي الذي ل ريب فيه لكن احتجوا على مغايرته للموجودات الحسوسة بطريقتهم
البنية على نفي الصفات وهي باطلة وأما المدي فلم يقرر إثبات واجب الوجود بال بل قال ف كتاب بكار
الفكار ف أعظم مسائل الكتاب وهي مسألة إثبات واجب الوجود مذهب أهل الق من التشرعي وطوائف
الليي القول بوجوب
وجود موجود وجوده لذاته ل لغيه وكل ما سواه فمتوقف ف وجوده عليه خلفا لطائفة شاذة من
الباطنية ومنشأ الحتجاج على ذلك ما نشاهده من الوجودات العينية ونتحققه من المور السية فإنه إما أن
يكون واجبا لذاته أو ل يكون واجبا لذاته فإن كان الول فهو الطلوب وإن كان الثان فكل موجود ل يكون
واجبا لذاته فهو مكن لذاته لنه لو كان متنعا لذاته لا كان موجودا وإذا كان مكنا فالوجود والعدم عليه
جائزان وعند ذلك فإما أن يكون ف وجوده مفتقرا إل مرجح أو غي مفتقر إليه فإن ل يكن مفتقرا إل الرجح
فقد ترجح أحد الائزين من غي مرجح وهو متنع وإن افتقر إل الرجح فذلك الرجح إما واجب لذاته أو
لغيه فإن كان الول فهو الطلوب وإن كان الثان فذلك الغي إما أن يكون معلول لعلوله أو لغيه فإن كان
الول فيلزم أن يكون كل واحد منهما مقوما للخر ويلزم من ذلك أن يكون كل واحد منهما مقوما لقوم
نفسه فيكون كل واحد منهما مقوما لنفسه لن مقوم القوم مقوم وذلك يوجب جعل كل واحد من المكني
متقوما بنفسه والقوم بنفسه ل يكون مكنا وهو خلف الفرض ولن التقوي إضافة بي القوم
والقوم فيستدعي الغايرة بينهما ول مغايرة بي الشيء ونفسه وإن كان الثان وهو أن يكون ذلك الغي
معلول للغي فالكلم ف ذلك الغي كالكلم ف الول وعند ذلك فإما أن يقف المر على موجود هو مبدأ
الوجودات غي مفتقر ف وجوده إل غيه أو يتسلسل المر إل غي النهاية فإن كان الول فهو الطلوب وإن
كان الثان فهو متنع ،ث ذكر الدلة التقدمة على إبطال التسلسل وبي فسادها كلها كما تقدم حكاية قوله
واختار الجة الذكورة عنه الت حكيناها فقال وإن كانت العلل والعلولت الفروضة موجودة معا فل يفى
أن النظر إل الملة غي النظر إل كل واحد واحد من آحادها فإن حقيقة الملة غي حقيقة كل واحد من
الحاد وعند ذلك فالملة موجودة وهي إما أن تكون واجبة لذاتا أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة وإل لا
كانت آحادها مكنة وقد قيل إنا مكنة
كما سبق وإن كانت واجبة فهو مع الستحالة عي الطلوب وإن كانت مكنة فل بد لا من مرجح
والرجح أما ان يكون داخل فيها او خارجا عنها ل جائز ان يقال بالول فان الرجح للجملة مرجح لحادها
ويلزم ان يكون مرجحا لنفسه ضرورة كونه من الحاد ويرج بذلك عن ان يكون مكنا وهو خلف الفرض
وان يكون مرجحا لعلته لكونه من الحاد وفيه جعل العلة معلول والعلول علة وهو دور متنع وان كان الرجح
خارجا عنها فهو أما مكن او اوجب فان كان مكنا فهو من الملة وهو خلف الفرض فلم يبق إل ان يكون
واجبا لذاته وهو الطلوب ،قلت فهذه الطريقة الت ذكرها ل يذكر غيها ف إثبات الصانع ث أورد على نفسه
اسئلة كثية منها قول العترض ل نستسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى ليصح ما ذكرتوه ول يلزم من
صحة ذلك ف التناهي مع أشعاره بالصر صحته ف غي التناهى سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى
وانه مكن
ولكن ل نسلم انه زائد على الحاد التعاقبة إل غي النهاية وعند ذلك فل يلزم ان يكون معلل بغي علة
الحاد سلمنا أنه زائد على الحاد ولكن ما الانع أن يكون مترجحا بآحاد الداخلة فيه ل بعن انه مترجح
بواحد منها ليلزم ما ذكرتوه بل طريق ترجحه بالحاد الداخلة فيه ترجح كل واحد من آحاده بالخر إل غي
النهاية وعلى هذا فل يلزم افتقاره إل مرجح خارج عن الملة ول ان يكون الرجح للجملة مرجحا لنفسه ول
لعلته ،ث قال ف الواب قولم ل نسلم ان مفهوم الملة زائد على الحاد التعاقبة إل غي النهاية قلنا ان اردت
ان مفهوم الملة هو نفس الفهوم من كل واحد من الحاد فهو ظاهر الحالة وإن أردت به اليئة الجتماعية
من آحاد العداد فل خفاء بكونه زائدا على كل واحد من الحاد وهو الطلوب قولم ما الانع من ان تكون
الملة مترجحة بآحادها الداخلة فيها كما قرروه قلنا أما ان يقال تترجح الملة بجموع الحاد الداخلة فيها
أو بواحد منها فإن كان بواحد منها فالحال الذي ألزمناه حاصل وإن كان بجموع الحاد فهو نفس
الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه وهو مال ،فهذا ما ذكره ف كتابه الشهور العروف ب أبكار
الفكار الصنف ف الكلم وليس ف هذا تعرض لبطال علل ومعلولت مكنة متمعة ل ناية لا ولكن فيه
إثبات واجب الوجود خارجا عنها وقد ذهب طائفة من أهل الكلم كأصحاب معمر إل إثبات معان ل ناية
لا متمعة وهي اللق وهي شرط ف الدوث ،ث إنه ف كتابه السمى ب دقائق القائق ف الفلسفة ذكر هذه
الجة وزاد فيها إبطال إثبات علل ومعلولت ل ناية لا ولكنه اعترض عليها باعتراض وذكر أنه ل جواب له
عنه فبقيت حجته على إثبات واجب الوجود موقوفة على هذا الواب ،فقال بعد أن ذكر ما ذكره هنا الملة
إما أن تكون باعتبار ذاتا واجبة أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة وإل لا كانت آحادها مكنة وما يتوهه
بعض الناس من قوله إنه إذا كانت الحاد مكنة ومعناه افتقار كل واحد إل علته وكانت الملة هي مموع
الحاد فل مانع من إطلق الوجود وعدم المكان عليها بعن أنا غي
مفتقرة إل أمر خارج عن ذاتا وإن كانت أبعاضها ما يفتقر بعضها إل بعض فتوهم ساقط فإنه إذا قيل
إن الملة غي مكنة فقد بينا ف النطقيات أن كل ما ليس بمكن بالعن الاص فإما واجب لذاته وإما متنع ل
جائز أن يقال بالمتناع وإل لا كانت موجودة بقي أن تكون واجبة بذاتا وإذا كانت الملة هي مموع
آحادها وكل واحد من الحاد مكن فالملة أيضا مكنة بذاتا والواجب باعتبار ذاته يستحيل أن يكون مكنا
باعتبار ذاته وإن كانت مكنة فل بد لا من مرجح لضرورة كونا موجودة والرجح فإما أن يكون مكنا أو
واجبا ل جائز أن يكون مكنا إذ هو من الملة ث يلزم أن يكون مرجحا لنفسه لكونه مرجحا للجملة والرجح
للجملة مرجح لحادها وهو من آحادها وذلك مال ث يلزم أن يكون علة علته وهو دور متنع وإن كان واجبا
لذاته غي مفتقر إل علة ف وجوده فإما أن يكون علة للجملة أو لبعضها فإن كان علة للجملة لزم أن يكون
علة لكل واحد من آحادها إذ الملة هي مموع الحاد وهو مال من جهة إفضائه إل كون كل واحد من
آحاد الملة الفروضة معلل بعلتي وهي العلة الواجبة الوجود وما قيل إنه علة له من آحاد الملة وإن كان
علة لبعض منها ل يكون معلول لغيه فهو خلف الفرض ،وهذه الحالت إنا لزمت من القول بعدم النهاية
فهو مال كيف وكل علل ومعلولت قيل باستنادها إل علة ل علة لا فالقول
بكونا غي متناهية أعدادها مال وجع بي متناقضي وهو القول بأن ما من علة إل ولا علة والقول
بانتهاء العلل والعلولت إل علة ل علة لا ،فإذا قد اتضح با مهدنا امتناع كون العلل والعلولت غي متناهية
وأن القول بأن ل ناية لا مال ،ث قال ولقائل أن يقول إثبات الملة لا ل يتناهى وإن كان غي مسلم لكن
ما الانع من كون الملة مكنة الوجود ويكون ترجحها بترجح آحادها وترجح آحادها كل واحد بالخر إل
غي النهاية على ما قيل ،قال وهذا إشكال مشكل وربا يكون عند غيي حله ،قلت فهذا استدلله على
واجب الوجود ل يذكر ف كتبه غيه وأما حدوث العال فأبطل طرق الناس وبناه على أن السم ل يلو من
العراض الادثة إذ العرض ل يبقى زماني واستدل على امتناع حوادث ل أول لا بعد أن أبطل وجوه غيه
بالوجه الذي تقدم وتقدم ما فيه من الضعف الذي بينه الرموي وغيه ث إذا ثبت حدوث العال فإنه ل يستدل
بالدوث على الحدث إل بطريقة الذين
بنوا ذلك على المكان وهو أن ذلك يتضمن التخصيص الفتقر إل مصص لنه ترجيح لحد طرف
المكن فهو ل يستدل بالدوث على الحدث إل بناء على أن ذلك مكن يفتقر إل واجب ول يعل المكن
دال على الواجب إل بناء على نفي التسلسل والتسلسل قد أورد عليه السؤال الذي قال إنه ل جواب له عنه ،
وكل هذه القدمات الت ذكرها ل يفتقر إثبات الصانع إليها وبتقدير افتقاره إليها فإبطال التسلسل مكن فتتم
تلك القدمات وذلك أن إثبات الصانع ل يفتقر إل حدوث الجسام كما تقدم بل نفس ما يشهد حدوثه من
الوادث يغن عن ذلك والعلم بأن الادث يفتقر إل الحدث هو من أبي العلوم الضرورية وهو أبي من افتقار
المكن إل الرجح فل يتاج أن يقرر ذلك بأن الدوث مكن أو أنه كان يكن حدوثه على غي ذلك الوجه
فتخصيصه بوجه دون وجه مكن جائز الطرفي فيحتاج إل مرجح مصص بأحدها ،وهذه الطريقة يسلكها
من يسلكها من متأخري أهل الكلم من العتزلة والشعرية ومن وافقهم على ذلك من أصحاب أحد ومالك
والشافعي وأب حنيفة وغيهم ،وقد نبهنا على أنا وإن كانت صحيحة فإنا تطويل بل فائدة فيه واستدلل
على الظهر بالخفى وعلى القوى
بالضعف كما ل يد الشيء با هو أخفى منه وإن كان الد مطابقا للمحدود مطردا منعكسا يصل
به التمييز مع ان الد والستدلل بالخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه اخرى مثل ما حصلت له شبهة او
معاندة ف المر اللى فتبي له بغيه لكون ذلك اظهر عنده فان الظهور والفاء امر نسب اضاف مثل من يكون
من شأنه الستخفاف بالمور الواضحة البينة فإذا كان الكلم طويل مستغلقا هابه وعظمه كما يوجد ف
جنس هؤلء إل غي ذلك من الفوائد لكن ليس هذا ما يتوقف العلم والبيان عليه مطلقا وهذا هو القصود هنا
وهؤلء كثيا ما يغلطون فيظنون ان الطلوب ل يكن معرفته إل با ذكروه من الد والدليل وبسبب هذا الغلط
يضل من يضل حت يتوهم ان ذلك الطريق العي اذا بطل انسد باب العرفة ،ولذا لا بن المدى وغيه على
هذه الطريقة الت تعود إل طريقة المكان على نفي التسلسل حصل ما حصل فكان مثل هؤلء من عمد إل
امراء السلمي وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به
ياهدون وتركوا واحدا ظنا انه يكفي ف قتال العدو وهو اضعف الماعة أعجزهم ث انم مع هذا
قطعوا رزقه الذي به يستعي فلم يبق بازاء العدو أحد ،ومثل نر كبي كدجلة والفرات كان عليه عدة جسور
يعب الناس عليها ومنها ما هو قوى مكي ف مكان قريب فعمد التول إل تلك السور فقطعها كلها ول يترك
إل واحد طويل بعيدا ضعيفا ث انه خرقه ف أثنائه حت انقطع الطريق ول يبق الحد طريق إل العبور وهو مع
هذا يستعمل الناس ف اللت الت يصنع با السور ويشعر الناس انه ل يكن أحدا ان يعب با يصنعه ،او مثل
رجل كان لدينته أسوار متداخلة سور خلف سور كل سور منها يفظ الدينة فعمد التول فهدم تلك السوار
كلها وترك سورا هو أضعفها وأطولا وأصبعها حفظا ث انه مع ذلك خرق منه ناحية يدخل منها العدو فلم
يبق للمدينة سور يفظها ،فيقال ان إثبات الصانع مكن بطرق كثية منها الستدال بالدوث على الحدث
وهذا يكفي فيه حودث النسان نفسه او حدوث ما يشاهد من الحدثات كالنبات واليوان وغي ذلك ث انه
يعلم بالضرورة ان الحدث ل بد له من مدث واذا قدر انه اثبت الصانع بدوث
العال لزم ان الحدث ل بد له من مدث ث اذا قدر انه استدل بطريقة المكان أما ابتداء واما طريقة
الدوث فالعلم بان المكن يفتقر إل الواجب علم ضروري ل يفتقر إل نفي التسلسل ،وايضا فإبطال
التسلسل له طرق كثية وذلك انه يكن ان يقال فيه وجوه ،أحدها ان الوجودات بأسرها أما ان تكون
واجبة الوجود او مكنة الوجود او متنة الوجود والقسام الثلثة باطلة فلزم ان يكون بعضها واجبا وبعضها
مكنا ،أما الثالث فهو باطل لن ما وجد ل يكون متنع الوجود ،والثان باطل أيضا لن مكن الوجود هو
الذي يكن وجوده وعدمه وما كان كذلك ل يوجد إل بغيه فلو كان مموع الوجودات مكنة ل فتقرت
الوجودات كلها إل غيها وما ليس بوجود فهو معدوم والعدوم ل يفعل الوجود بالضرورة ،والول باطل
أيضا لنا نشاهد فيها ما يدث بعد ان ل يكن كاليوان والنبات والعدن والسحاب والمطار
،والادث عدم مرة ووجد أخرى فل يكون متنعا لن المتنع ل يوجد ول واجبا بنفسه لن الواجب
بنفسه ل يعدم فثبت أنه مكن وثبت أن ف الوجودات ما هو مكن بنفسه وأنه ليس كلها مكنا فثبت أن فيها
موجودا ليس بمكن والوجود الذي ليس بمكن هو الواجب بنفسه فإن الوجود إما أن يكون وجوده بنفسه
وهو الواجب أو يغيه وهو المكن ول يوز أن يكون فيهما متنع لن المتنع هو الذي ل يوز أن يوجد
فيمتنع أن يكون ف الوجود متنع ،فتبي أن ف الوجودات واجبا ومكنا وليس فيها متنع وإن شئت قلت إما
أن يقبل من جهة نفسه العدم وهو المكن أو ل يقبل العدم وهو الواجب بنفسه وإن شئت قلت إما أن يفتقر
إل غيه وهو المكن أو ل يفتقر وهو الواجب ،وإذا كانت الوجودات إما واجبة وإما مكنة وليس كلها
مكنا ول كلها واجبا وتعي أن فيها واجبا وفيها مكنا ،الوجه الثان أن يقال كل مكن بنفسه ل يوجد إل
بوجب يب به وجوده لنه إذا ل يصل ما به يب وجوده كان وجوده مكنا قابل للوجود والعدم فل يوجد
وما به يب وجوده ل يكون مكنا لن المكن ل يب به شيء لفتقاره إل غيه فالفتقر إل المكن مفتقر إليه
وإل ما به وجب المكن وإذا كان المكن وحده ل يب به شيء علم افتقار المكن إل واجب بنفسه
،الوجه الثالث أن يقال طبيعة المكان سواء فرضت المكنات متناهية أو غي متناهية ل توجب
الوجود بنفسها فإن ما كان كذلك ل يكن مكنا فل بد للممكن من حيث هو مكن من موجود ليس بمكن
والراد بالمكن ف هذه الواضع المكن المكان الاص وهو الذي يقبل الوجود والعدم فيكون الواجب
والمتنع قسيميه فأما إذا أريد به المكن المكان العام وهو قسيم المتنع فكل موجود فهو مكن بالمكان العام
،ث الوجود إما موجود بنفسه وإما بغيه وليس كل موجود وجد بنفسه لن منها الحدثات الت يعلم بضرورة
العقل أن وجودها ليس بأنفسها ،فثبت أن من الوجودات ما هو موجود بنفسه وما هو موجود بغيه ،الوجه
الرابع أن يقال الوجودات ليست كلها موجودة بغيها لن الغي إن كان معدوما امتنع أن يكون الوجود
موجودا با ليس بوجود وإن كان الغي موجودا كان الوجود خارجا عن جلة الوجودات ،وإذا ل تكن
الوجودات كلها موجودة بغيها فإما أن تكون كلها أو كل منها موجودا بنفسه وإما أن ل يكون والول
متنع لن الحدثات الت يشهد حدوثها يعلم بالضرورة أنا ليست موجودة بنفسها وإذا ل تكن كلها موجودة
بغيها ول كلها موجودة بنفسها تعي أن منها
ما هو موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بغيه وهذا لك أن تعتبه ف كل فرد فرد من الوجودات
وف الجموع فتقول يتنع ف كل فرد من الوجودات أن يكون موجودا بغي موجود لنه إذا كان كل واحد
من الوجودات موجودا بغي موجود لزم أن يكون كل من الوجودات موجودا بعدوم وهذا متنع وإذا امتنع
فإما أن يكون كل موجود موجودا بنفسه وإما أن يكون موجودا بوجود غيه وإما أن يكون منها ما هو
موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بوجود غيه ،والول متنع لوجود الوادث الت ل توجد بأنفسها ،
والثان متنع لن كل واحد واحد من الوجودات إذا كان موجودا بوجود غيه والغي من الوجودات الت ل
توجد إل بوجود غيها ل يكن فيها إل ما هو مفتقر متاج إل الغي وما كان بنفسه مفتقرا متاجا إل الغي
ول يوجد إل بوجود ذلك الغي وما كان بنفسه مفتقرا متاجا إل الغي ول يوجد إل بوجود ذلك الغي وما
كان ف نفسه ل يوجد إل بغيه فأول أن ل يكون بنفسه مبدعا لغيه فيلزم أن ل يكون ف الوجودات ما هو
موجود بنفسه ول ما هو فاعل لغيه فيلزم حينئذ أن ل يوجد شيء من الوجودات لن الوجود إما موجود
بنفسه وإما بوجود غيه وهذا إنا لزم لا قدر أن كل موجود موجود بغيه
،فتعي أن من الوجودات ما هو موجود بنفسه وهو الطلوب ،وأما إذا اعتبت ذلك ف الجموع
فمجموع الوجود ل يكون واجبا بنفسه لن من أجزائه ما هو مكن مدث كائن بعد أن ل يكن والجموع
يتوقف عليه والتوقف على المكن ل يكون واجبا بنفسه ول يكون الجموع مفتقرا إل غيه الباين له فإن
ذلك ل يكون إل معدوما الوجود ل يكون مفتقرا إل فاعل معدوم ليس بوجود فضل عن مموع الوجود
فتعي أن يكون الجموع مفتقرا إل ما هو داخل ف الجموع وذلك البعض ل يكون إل واجبا بنفسه إذ لو ل
يكن واجبا بنفسه لكان مكنا مفتقرا إل غيه فيكون مموع كل واحد من الوجودات مفتقرا إل غيه وذلك
الغي مكن بنفسه وهو جزء من الجموع المكن الفتقر إل غيه ويتنع أن يكون مموع المكنات ليس مفتقرا
إل ما هو بعض المكنات فإن مموعها أعظم من بعضها وذلك البعض يشرك الجموع ف الفقر والحتياج إل
الغي ففيه ما فيها من الحتياج والفقر إل الغي مع أن الجموع أعظم منه فإذا كانت الجزاء كلها فقية
متاجة والجموع متاجا فقيا امتنع أن يكون شيء من الجزاء بالجموع وحده فضل عن أن يكون بزء آخر
فضل عن أن يكون الجموع الذي كل أجزائه فقراء بواحد من تلك
الجزاء الفقراء وهذا كله بي ضروري ل يستريب فيه من تصوره ويكن تصوير هذه الواد على وجوه
أخرى
فصل ،وكذلك يكن تصوير هذه الدلة ف مادة الدوث بأن يقال الوجودات إما أن تكون كلها
حادثة وهو متنع لن الوادث ل بد لا من فاعل وذلك معلوم بالضرورة ومدث الوجودات كلها ل يكون
معدوما وذلك أيضا معلوم بالضرورة وما خرج عن الوجودات ل يكون إل معدوما فلو كانت الوجودات
كلها مدثة للزم إما حدوثها بل مدث وإما حدوثها بحدث معدوم وكلها معلوم الفساد بالضرورة فثبت أنه
ل بد ف الوجود من موجود قدي وليس كل موجود قديا بالضرورة السية فثبت أن الوجودات تنقسم إل
قدي ومدث ،وهاتان القدمتان وهو أن كل حادث فل بد له من مدث وأن الحدث للموجود ل يكون إل
موجودا مع أنما معلومتان بالضرورة فإن كثيا من أهل الكلم أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويتجون على
ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن
النتيجة أبي عند العقل من القدمات فيصي كمن يد الجلى بالخفى وهذا وإن كان قد يذمه كثي
من الناس مطلقا فقد ينتفع به ف مواضع مثل عناد الناظر ومنازعته ف القدمة اللية دون ما هو أخفى منها
ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الفية الطويلة لن يرى أن حصول العلم له بثل هذه الطرق أعظم
عنده واحب اليه وانه اذا خوطب بالدلة الواضحة العروفة للعامة ل تكن مزية على العامة ولن يقصد بخاطبته
بثل ذلك ان مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا ل ندعه عجزا وجهل وانا اعرضنا عنه استغناء عنه با هو
خي منه واشتغال با هو انفع من تطويل ل يتاج اليه إل امثال ذلك من القاصد ،فأما كون الادث ل بد له
من مدث فهي ضرورية عند جاهي العلماء وكثي من متكلمة العتزلة ومن اتبعهم جعلوه نظريا كما سيأت
ذكره بعد هذا ،واما كون العدوم ل يكون فاعل للموجودات فهو اظهر من ذلك ولذلك اعترف بكونه
ضرويا من استدل على ان الحدث ل بد له من مدث موجود والمكن ل بد له من مؤثر موجود كالرازي
وغيه
،قال الرازي أما كون الؤثر موجودا فإنه ل فرق بي نفي الؤثر وبي مؤثر منفي والكم بالكتفاء
بالؤثر النفي حكم بعدم الحتياج إل الؤثر ،قال والعلم بذلك ضروري ول يتصور ف هذا القام الستدلل
بالكلم الشهور من ان العدوم ل تيز فيه فل يكن استناد الثر اليه لنه يتوجه عليه شكوك معروفة ،قال
والواب عنها وان كان مكنا إل ان العلم بفساد استناد الثر الوجود إل الؤثر العدوم اظهر كثيا من العلم
بذلك والدليل
والجوبة عن السولة الت تورد عليه وايضاح ل يزيده إل خفاء ،قال وقول القائل هب ان الؤثر ليس
بعدوم فلم يب ان يكون موجودا قلنا ل واسطة بي الوجود والعدم وقول القائل الاهية تقتضي المكان ل
بشرط الوجود ول العدم فهو متوسط بي الوجود والعدم قلنا نن ل ندعى ان كل حقيقة فهي إما الوجود
وإما العدم حت يلزم من كون الاهية مغايرة لما فساد ذلك الصر بل ندعى ان العقل يكم على كل حقيقة
من القائق الت ل ناية لا انا ل تلوا عن وصفي الوجود والعدم واذا كان كذلك فكون الاهية مغايرة
للوجود والعدم ل يقدح ف قولنا انه ل واسطة بي الوجود والعدم
،قلت هذا السؤال والواب عنه ل يتاج اليه مع علمنا الضروري بان الؤثر ف الوجود ل يكون إل
موجودا وهذا قد سبقه اليه غي واحد من النظار كأب العال الوين فانه فال ف الرشاد فان قال قائل قد
دللتم فيما قدمتم على العلم بالصانع فبم تنكرون على من يقدر الصانع عدما قلنا العدم عندنا نفي مض وليس
العدوم على صفة من صفات الثبات ول فرق بي نفي الصانع وبي تقدير الصانع منفيا من كل وجه بل نفي
الصانع وان كان باطل بالدليل القاطع فالقول به غي متناقض ف نفسه والصي إل إثبات صانع منفي متناقض
وإنا يلزم القول بالصانع العدوم العتزلة حيث اثبتوا للمعدوم صفات الثبات وقضوا بان العدوم على خصائص
الجناس ،قال والوجه ان ل نعد الوجود من الصفات فان الوجود نفس الذات وليس بثابة التحيز للجوهر
فان التحيز صفة زائدة على ذات الوهر ووجود عندنا نفسه من غي تقدير مزيد ،قال والئمة يتوسعون ف
عد الوجود من الصفات والعلم به علم بالذات ،قال الكيا الراسى الطبي اذا قلنا الباري موجود فوجوده
ذاته هذا بالتفاق من اصحابنا القائلي بالحوال والنافي لا إل على راى العتزلة الذين قالوا العدوم شيء
،وقال ابو القاسم النصارى شارح الرشاد والقاضي ابو بكر وان اثبت الحوال فلم يعل الوجود
حال فان العلم به علم بالذات وعند اب هاشم ومتبعيه الوجود من الحوال وهو من اثر كون الفاعل قادرا ،
قال وما قاله امام الرمي من ان الئمة يتوسعون ف عد الوجود من الصفات فانا قالوا ذلك لا بيناه من ان
صفة النفس عندهم تفيد ما تفيده النفس فل فرق بي وجود الوهر وتيزه وهكذا قال الكيا الوجود ينلة
التحيز للجوهر فإن التحيز للجوهر نفس الوهر خالف ابا العال ،قال ومن الدليل على وجود الصانع انه
موصوف بالصفات القائمة به كالياة والقدرة والعلم ونوها وهذه الصفات مشروطة بوجود ملها وقد يكون
الشيء موجودا ول يكون متصا بذه الصفات ويستحيل الختصاص بذه الصفات من غي تقق وجود ،قال
وما يقق ما قلناه قيام الدليل القاطع على انه فاعل ومن شرط الفاعل ان يكون موجودا ،قلت هذا الثان هو
ما ذكره ابو العال فان إثبات الصانع إثبات لوجوده وإل فصانع منتف كنفي الصانع و اما الول فهو وان
كان صحيحا لكن النتيجة ابي من القدمات فإن العلم بان الصانع ل يكون إل موجودا ابي من العلم بثبوت
من صفاته وبأن الوصوف ل يكون إل
،موجودا ولذا اقر بوجوده طوائف إنكروا قيام الصفات به و اذا قرروا قيام الصفات به فكون الفاعل
ل يكون إل موجودا ابي من كون ما تقوم به الصفة ل يكون إل موجودا وكلها معلوم بالضرورة لكن
الفاعل الذي يبدع غيه احق بالوجود وكما ان الوجود من مل الصفة فان مل الصفة قد يكون جادا وقد
يكون حيوانا وقد يكون قادرا وقد يكون عاجزا والصفة أيضا قد تقوم با الصفة عند كثي من الناس بشرط
قيامها جعيها بحل اخر فالصفة وان كانت مفتقرة إل مل وجودي فهو من باب الفتقار إل الحل القابل
واما الفعول الفتقر إل الفاعل فهو من باب الفتقار إل الفاعل ،ومعلوم ان الاجة إل الفاعل فيما له فاعل
اقوى من الاجة إل القابل فيما له قابل وايضا فان القابل شرط ف القبول ل يب تقدمه عليه بل يوز
اقترانما بلف الفاعل فإنه ل يوز ان يقارن الفعول بل ل بد من تقدمه عليه ولذا اتفق العقلء على انه ل
يوز ان يكون كل من الشيئي فاعل للخر ل بعن كونه علة فاعلة ول بغي ذلك من العان واما كون كل
من الشيئي فاعل للخر فانه يوز وهذا هو الدور العى وذاك هو الدور القبلى وقد بسط هذا ف غي هذا
الوضع وبي ما دخل على الفلسفة من الغلط ف مسائل الصفات من هذا الوجه حيث ل ييزوا بي
الشرط والعلة الفاعلة بل قد يعلون ذلك كله علة إذ العلة عندهم يدخل فيها الفاعل والغاية وها العلتان
الفصلتان اللتان بما يكون وجود العلول والقابل الذي قد يسمى مادة وهيول مع الصورة وها علتا حقيقة
الشيء ف نفسه سواء قيل ان حقيقته غي العي الوجودة ف الارج كما يدعون ذلك او قيل هى هي كما هو
العروف عن متكلمي اهل السنة ،والقصود هنا ان الدليل لا دل على انه ل بد من موجود واجب بنفسه أي
ل يكون له فاعل يوجده ل علة فاعلة ول ما يسمي فاعل غي ذلك صاروا يطلقون عليه الواجب بنفسه ث
اخذوا ما يتمله هذا اللفظ من العان فأرادوا اثباتا كلها فصاروا ينفون الصفات وينفون ان يكون له حقيقة
موصوفة بالوجود لئل تكون الذات متعلقة بصفة فل تكون واجبة بنفسها ومعلوم ان كون الذات مستلزمة
لصفة كمال يتنع
تققها بدونا ل يوجب افتقارها إل فاعل أو علة فاعلة ولكن غاية ما فيه أن تكون الذات مشروطة
بالصفة والصفة مشروطة بالذات وأن تكون الصفة إذا قيل بأنا واجبة ل تقوم إل بوصوف فإذا قيل هذا فيه
افتقار الواجب إل غيه ل يلزم أن يكون ذلك الغي فاعل ول علة فاعلة بل إذا قدر أنه يطلق عليه غي فإنا هو
شرط من الشروط وكون الذات مشروطة بالصفة اللزمة لا والصفة مشروطة بالذات ل ينع أن يكون الميع
واجبا بنفسه ل يفتقر إل فاعل ول إل علة فاعلة وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع ،والقصود أنه إذا كان قد
علم أن الصفة الشروطة بحلها تقتضي أن يكون ملها موجودا فالفعول الفتقر إل فاعل موجب يقتضي أن
يكون فاعله موجودا بطريق الول ،وأيضا فيقال الوادث الشهودة ل بد لا من مدث إذ الحدث من حيث
هو مدث وكل ما يقدر مدثا سواء قدر متناهيا أو غي متناه ل يوجد بنفسه بل ل بد له من فاعل ليس
بحدث والعلم بذلك ضروري إذ طبيعة الدوث تقتضي الفتقار إل فاعل فل بد لكل ما يقدر مدثا من فاعل
فيمتنع أن يكون فاعل كل الحدثات مدثا فوجب أن يكون قديا
،وأيضا فالحدث مفتقر إل مدث كامل مستقل بالفعل إذ ما ليس مستقل بالفعل مفتقر إل غيه فل
يكون هو وحده الفاعل بل الفاعل هو وذلك الغي فل يكون وحده فاعل للمحدث ث ذلك الغي إن كان
مدثا فل بد له من فاعل أيضا فل بد للمحدثات من فاعل مستقل بالفعل مستغن عن جيع مدثاته والعقل
يعلم ضرورة افتقار الحدث إل الحدث الفاعل ويقطع به ويعلمه ضرورة أبلغ من علمه بافتقار المكن إل
الواجب الوجب له فل يتاج أن يقال ف ذلك أن الحدث يتخصص بزمان دون زمان أو بقدر دون قدر ول
بد للتخصيص من مصص فإن العلم بافتقار الحدث إل الحدث أبي ف العقل وأبده له ،ولذا قال تعال ،أم
خلقوا من غي شيء أم هم الالقون ،سورة الطور ، 35قال جبي بن مطعم لا سعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقرؤها أحسست بفؤادي قد انصدع ،وقال ،أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون ،
سورة الواقعة 58 59إذ كان كل من القسمي وهو كونم خلقوا من غي خالق وكونم خلقوا أنفسهم
معلوم النتفاء بالضرورة فإن النسان يعلم بالضرورة أنه ل يدث من غي مدث وأنه ل يدث نفسه فلما كان
العلم بأنه ل بد له من مدث وأن مدثه ليس هو إياه علما ضروريا ثبت بالضرورة أن له مدثا خالقا غيه
وكل ما يقدر فيه أنه ملوق فهو كذلك
،واللق يتضمن الدوث والتقدير ففيه معن البداع والتقدير وإذا علمت أن المكن ل بد له من
مرجح يب به وإل ل يكن موجودا بل يبقى معدوما على أصح القولي أو مترددا بي الوجود والعدم على
الخر فالحدث ل بد له من فاعل يستغن به الفعول فيكون به وإل بقي مفتقرا إل غيه وإذا قدر مدثه أيضا
فهو أيضا مدث ل يستغن به لن ذلك الحدث مفتقر إل غيه فالفتقر إليه مفتقر إل ذلك الغي الذي هو
الول مفتقر إليه بطريق الول فل توجد الوادث إل بفاعل غن عن غيه وكل مدث مفتقر إل غيه فل
توجد الوادث إل بفاعل قدي غي مدث فهذه طرق متعددة يثبت با الوجود الواجب بنفسه القدي
فصل ،ويكن تصوير هذه الادة ف الغن والفقر وف اللق وعدم اللق والقدرة وعدم القدرة
والكمال والنقصان والياة والوت والعلم والهل وغي ذلك بأن يقال كل موجود فإما أن يكون غنيا بنفسه
عما سواه وإما ان يكون مفتقرا إل ما سواه والفتقر إل ما سواه ل يوجد إل بغن عما سواه فيلزم وجود الغن
عما سواه على التقديرين
نقص ل يكون إل كامل قديا أزليا واجبا بنفسه فثبت انقسام الوجودات إل هذا وهذا وهو
الطلوب ،ومثل أن يقال الوجود إما عال بنفسه وإما متاج ف العلم إل من يعلمه وإما أن ل يقبل العلم
ومعلوم أن النسان مفتقر ف حصول علمه إل من يعلمه ليس علمه من لوازم ذاته فإنه خرج من بطن أمه ل
يعلم شيئا ث حدث له العلم بعد ذلك فثبت أن ف الوجود ما ليس عالا بنفسه بل هو مفتقر ف حصول العلم
له إل من يعلمه ومعلوم أن كل ما ليس بعال بنفسه فل بد له من عال يعلمه وذاك العال إن كان عالا بنفسه
وإل افتقر إل عال بنفسه فل بد أن ينتهي المر إل عال بنفسه قطعا للتسلسل المتنع فثبت أن ف الوجود ما
هو عال بنفسه وما ليس عالا بنفسه بل بن يعلمه كما قال ،اقرأ باسم ربك الذي خلق ،إل قوله ،اقرأ
وربك الكرم الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم ،سورة العلق 5 1وقال ،ول ييطون بشيء من
علمه إل با شاء ،سورة البقرة ، 255وما كان عالا بنفسه فأن يكون موجودا بنفسه أول وأحرى فإن العلم
صفة له وإذا كانت تلك الصفة قدية واجبة ل تفتقر إل فاعل يفعلها ف العال بنفسه فل يكون الوصوف با
قديا واجبا بطريق الول والحرى
،ومثل أن يقال الوجود إما حي بنفسه وإما حي بغيه وإما ليس بي ومعلوم أن الي بغيه موجود
فإن النسان يكون ف بطن أمه قبل نفخ الروح فيه ليس بي ث يصي حيا بعد ذلك فثبت وجود الي بغيه
الذي جعله حيا وذلك الذي جعله حيا إما أن يكون حيا بنفسه وإما بغيه والي بغيه يتاج إل حي فل بد
أن ينتهي المر إل حي بنفسه قطعا للتسلسل المتنع فثبت أن ف الوجود ما هو حي بنفسه والي بنفسه ل
يكون إل واجبا قديا بنفسه فإن ذاته إذا كانت مستلزمة لياته بيث ل تكون حياته حاصلة له من غيه فأن
تكون ذاته واجبة بنفسها ل تكون حاصلة بغيها أول وأحرى فإن الياة قائمة ف الوصوف الي با فإذا
كانت الياة قدية أزلية واجبة بنفسها يتنع عدمها فالي الوصوف با أن يكون حيا قديا أزليا واجبا بنفسه
أول وأحرى ،والتسلسل الذي يسمى التسلسل ف العلل والعلولت والؤثر والثر والفاعل والفعول والالق
والخلوق هو متنع باتفاق العقلء وبصريح العقول بل هو متنع ف بديهة العقل بعد التصور وهو الذي أمر النب
صلى ال عليه وسلم بالستعاذة منه ف قوله صلى ال عليه وسلم يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا
من خلق كذا فيقول ال فيقول من خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته فأمره بالستعاذة منه
ليقطع عنه ال الوساوس الفاسدة الت
،يلقيها الشيطان بغي اختياره ويؤذيه با حت قد يتمن الوت أو حت يتار أن يترق ول يدها وهي
الوسوسة الت سأله عنها الصحابة فقالوا يا رسول ال ان أحدنا ليجد ف نفسه ما لن يترق حت يصي حة او
ير من السماء إل الرض خيا له من ان يتكلم به فقال ذلك صريح اليان وف رواية ما يتعاظم أحدنا ان
يتكلم به فقال المد ال الذي ردكيده إل الوسوسة واراد بذلك ان كراهته هذه الوسوسة ونفيها هو مض
اليان وصريه
فصل ،واعلم ان علم النسان بان كل مدث ل بد له من مدث او كل مكن ل بد له من واجب او
كل فقي فل بد له من غن او كل ملوق فل بد له من خالق او كل معلوم فل بد له من يعلم او كل اثر فل
بد له من مؤثر ونو ذلك من القضايا الكلية والخبار العامة هو علم كلى بقضية كلية وهو حق ف نفسه لكن
علمه بأن هذا الحدث العي ل بد له من مدث وهذا المكن العي ل بد له من واجب هو ايضا معلوم له مع
كون القضية معينة مصوصة جزئية وليس علمه بذه القضايا العينة الخصوصة
موقوفا على العلم يتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا العينة قد تسبق إل فطرته قبل ان يستشعر
تلك القضايا الكلية وهذا كعلمه بان الكتابة ل بد لا من كاتب والبناء ل بد له من بان فإنه اذا راى كتابه
معينة علم انه ل بد لا من كاتب واذا راى بنيانا علم انه ل بد من بان وان ل يستشعر ف ذلك الال كل
كتابة كانت او تكون او يكن ان تكون ولذا تد الصب ونوه يعلم هذه القضايا العنية الزئية وان كان عقله
ل يستحضر القضية الكلية العامة وهذا كما ان النسان يعلم أن هذا العي ل يكون اسود ابيض ول يكون ف
مكاني وان ل يستحضر ان كل اسود وكل بياض فإنما ل يتمعان وان كل جسمي فإنما ل يكونان ف
مكان واحد وهكذا إذا رأى درها ونصف درهم علم ان هذا الكل اعظم من هذا الزء وان ل يستحضر أن
كل كل فانه يب أن يكون اعظم من جزئه ،وكذلك إذا قيل هذا العدد الول مساو لذا العدد الثان وهذا
العدد الثان مساو لذا العدد الثالث فانه يعلم أن الول مساو لساوى الثان وهو مساو والثالث وان ل
يستحضر ان كل مساو لساو فهو مساو
،وكذلك إذا علم أن الشخص موجود علم أنه ليس بعدوم وإذا علم أنه ليس بعدوم علم أنه موجود
ويعلم أنه ل يتمع وجوده وعدمه بل يتناقضان وإن ل يستحضر قضية كلية عامة أنه ل يتمع نفي كل شيء
وإثباته ووجوده وعدمه وهكذا عامة القضايا الكلية ،فإنه قد يكون علم النسان بالكم ف أعيانا الشخصة
الزئية أبده للعقل من الكم الكلي ول تكون معرفته بكم العينات موقوفة على تلك القضايا الكليات ولذا
كان علم النسان أنه هو ل يدث نفسه ل يتوقف على علمه بأن كل إنسان ل يدث نفسه ول على أن كل
حادث ل يدث نفسه بل هذه القضايا العامة الكلية صادقة وتلك القضية العينة صادقة والعلم با فطري
ضروري ل يتاج أن يستدل عليه وإن كان قد يكن الستدلل على بعض العينات بالقضية الكلية ويستفاد
العلم بالقضية الكلية بواسطة العلم بالعينات لكن القصود أن هذا الستدلل ليس شرطا ف العلم بل العلم
بالعينات قد يعلم كما تعلم الكليات وأعظم بل قد يزم بالعينات من ل يزم بالكليات ولذا ل تد أحدا
يشك ف أن هذه الكتابة ل بد لا من كاتب وهذا البناء ل بد له من بان بل يعلم هذا ضرورة ،وإن كان العلم
بأن كل حادث ل بد له من مدث فاعل
قد اعتقده طوائف من النظار نظريا حت أقاموا عليه دليل إما بقياس الشمول وإما بقياس التمثيل فالول
قول من يقول كل مدث ل بد له من مدث والثان قول من يقول هذا مدث فيفتقر إل مدث قياسا على
البناء والكتابة ،ث القائلون بأن كل مدث ل بد له من مدث منهم من يثبت هذا بالستدلل على ان الادث
متص والتخصص ل بد له من مصص ث من الناس من يثبت هذا بأن الخصوص مكن والمكن ل بد له من
مرجح لوجوده ث من الناس من يثبت هذا بأن نسبة المكن إل الوجود والعدم سواء فل بد من ترجيح أحد
الانبي ،وكثي من الناس يعل القدمة الول ف هذه القضايا ضرورية بل يعلها أبي من الثانية الت استدل با
عليها وهذا الضطراب إنا يقع ف القضايا الكلية العامة ،وأما كون هذا البناء ل بد له من بان وهذه الكتابة ل
بد لا من كاتب وهذا الثوب الخيط ل بد له من خياط وهذه الثار الت ف الرض من آثار القدام ل بد لا
من مؤثر وهذه الضربة ل بد لا من ضارب وهذه الصياغة ل بد لا من صائغ وهذا
الكلم النظوم السموع ل بد له من متكلم وهذا الضرب والرمي والطعن ل بد له من ضارب ورام
وطاعن ،فهذه القضايا العينة الزئية ل يشك فيها أحد من العقلء ول يفتقر ف العال با إل دليل وإن كان
ذكر نظائرها حجة لا وذكر القضية الت تتناولا وغيها حجة ثانية فيستدل عليها بقياس التمثيل وبقياس
الشمول لكن هي ف نفسها معلومة للعقلء بالضرورة مع قطع نظرهم عن قضية كلية كما يعلم النسان
أحوال نفسه العينة فإنه يعلم انه ل يدث نفسه وان ل يستحضر ان كل حادث ل يدث بنفسه ،ولذا كانت
فطرة اللق مبولة على انم مت شاهدوا شيئا من الوادث التجددة كالرعد والبق والزلزل ذكروا ال
وسبحوه لنم يعلمون أن ذلك التجدد ل يتجدد بنفسه بل له مدث أحدثه وأن كانوا يعلمون هذا ف سائر
الحدثات لكن ما اعتادوا حدوثه صار مألوفا لم بلف التجدد الغريب وأل فعامة ما يذكرون ال ويسبحونه
عنده من الغرائب التجددة قد شهدوا من آيات ال العتادة ما هو اعظم منه ولو ل يكن أل خلق النسان فانه
من اعظم اليات فكل أحد يعلم انه هو ل
يدث نفسه ول أبواه أحدثاه ول أحد من البشر أحدثه ويعلم انه ل بد له من مدث فكل أحد يعلم
أن له خالقا خلقه ويعلم انه موجود حي عليم قدير سيع بصي ومن جعل غيه حيا كان أول ان يكون حيا
ومن جعل غيه عليما كان أول أن يكون عليما ومن جعل غيه قادرا كان أول ان يكون قادرا ويعلم أيضا
أن فيه من الحكام ما دل على علم الفاعل ومن الختصاص ما دل على إرادة الفاعل وأن نفس الحداث ل
يكون إل بقدرة الحدث فعلمه بنفسه العينة الشخصة الزئية يفيده العلم بذه الطالب اللية وغيها كما قال
تعال ،وف أنفسكم أفل تبصرون ،سورة الذاريات 21
فصل ،اذا تبي ذلك فالية والعلمة والدللة على الشيء يب ان يكون ثبوتا مستلزما لثبوت الدلول
الذي هي آية له وعلمة عليه ول تفتقر ف كونا آية وعلمة ودللة إل ان تندرج تت قضية كلية سواء كان
الدلول عليه قد عرفت عينه او ل تعرف عينه بل عرف على وجه مطلق ممل
،فالول مثل أن يقال علمة دار فلن أن على بابا كذا أو على عتبها كذا او علمة فلن أنه كذا
وكذا فإذا رؤيت تلك العلمة عرف ذلك العي ،والثان ان يقال علمة من يكون أميا او قاضيا ان تكون
هيئته كذا وكذا فإذا رؤيت تلك اليئة علم ان هناك اميا او قاضيا وان ل تعلم عينه ،واذا كان كذلك فجميع
الخلوقات مستلزمة للخالق سبحانه وتعال بعينه وكل منها يدل بنفسه على أن له مدثا بنفسه ول يتاج ان
يقرن بذلك ان كل مدث فله مدث كما قدمناه ان العلم بأفراد هذه القضية ل يب ان يتوقف على كلياتا
بل قد تكون دللته على الحدث العي أظهر وأسبق ،ولذا كان ما يشهده الناس من الوادث آيات دالة على
الفاعل الحدث بنفسها من غي ان يب ان يقترن با قضية كلية ان كل مدث فله مدث وهي أيضا دالة على
الالق سبحانه من حيث يعلم انه ل يدثها إل هو فإنه كما يستدل على ان الحدثات ل بد لا من مدث قادر
عليم مريد حكيم فالفعل يستلزم القدرة و الحكام
يستلزم العلم والتخصيص يستلزم الرادة وحسن العاقبة يستلزم الكمة ،وكل حادث يدل على ذلك
كما يدل عليه الخر وكل حادث كما دل على عي الالق فكذلك الخر يدل عليه فلهذا كانت الخلوقات
آيات عليه و ساها ال آيات و اليات ل تفتقر ف كونا آيات إل قياس كلي ل قياس تثيلي ول قياس شول
وان كان القياس شاهدا لا ومؤيدا لقتضاها لكن علم القلوب بقتضى اليات والعلمات ل يب ان يقف
على هذا القياس بل يعلم موجبها ومقتضاها وان ل يطر لا ان كل مكن فإنه ل يترجح أحد طرفيه على
الخر إل برجح او ل يترجح وجوده على عدمه إل برجح ،ومن هنا يتبي لك ان ما تنازع فيه طائفة من
النظار وهو ان علة الفتقار إل الصانع هل هو الدوث او المكان او مموعيهما ل يتاج اليه وذلك ان كل
ملوق فنفسه وذاته مفتقرة إل الالق وهذا الفتقار وصف له لزم ومعن هذا ان حقيقته ل تكون موجودة إل
بالق يلقه فإنه شهدت حقيقته موجودة ف الارج علم انه ل بد لا من فاعل وان تصورت ف العقل علم انا
ل توجد ف الارج إل بفاعل ولو قدر انا تتصور تصورا مطلقا علم انا ل توجد إل بفاعل فهي ف نفسها ل
توجد إل بفاعل وهذا يعلم بنفس تصورها وان ل يشعر القلب
بكونا حادثة او مكنة وان كان كل من المكان والدوث دليل ايضا على هذا الفتقار لكن الدوث
يستلزم وجودها بعد العدم وقد علم انا ل توجد إل بفاعل و المكان يستلزم انا ل تكون إل بوجد وذلك
يستلزم اذا وجت ان تكون بوجد وهي من حيث هي هي وان ل تدرج تت وصف كلي يستلزم الفتقار إل
الفاعل أي ل تكون موجودة إل بالفاعل ول تدوم وتبقى إل بالفاعل البقى الدي لا فهي مفتقرة اليه ف
حدوثها وبقائها سواء قيل ان بقاءها وصف زائد عليها او ل يقل ،ولذا يعلم العقل بالضرورة ان هذا الادث
ل يبقى إل بسبب يبقيه كما يعلم انه ل يدث إل بسبب يدثه ولو بن النسان سقفا ول يدع شيئا يسكه
لقال له الناس هذا ل يدوم ول يبقى وكذلك اذا خاط الثوب بيوط ضعيفة وخاطه خياطة فاسدة قالوا له هذا
ل يبقى البقاء الطلوب فهم يعلمون بفطرتم افتقار المور الفتقرة إل ما يبقيها كما يعلمون افتقارها إل ما
يدثها وينشئها ،وما يذكر من المثال الضروبة والشواهد البينة لكون الصنعة تفتقر إل الصانع ف حدوثها
وبقائها انا هو للتنبيه على ما ف الفطرة كما يثل بالسفينة ف الكاية الشهورة عن بعض أهل العم انه قال له
طائفة
من اللحدة ما الدللة على وجود الصانع فقال لم دعون فخاطري مشغول بأمر غريب قالوا ما هو
قال بلغن ان ف دجلة سفينة عظيمة ملوءة من أصناف المتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعة من غي أحد يركها
ول يقوم عليها فقالوا له امنون أنت قال و ما ذاك قالوا اهذا يصدقه عاقل فقال فكيف صدقت عقولكم ان
هذا العال با فيه من النواع و الصناف والوادث العجيبة وهذا الفلك الدوار السيار يرى وتدث هذه
الوادث بغي مدث وتتحرك هذه التحركات بغي مرك فرجعوا على أنفسهم باللم وهكذا اذا قيل فهذه
السفينة اثبتت نفسها ف الساحل بغي موثق أوثقها ول رابط ربطها كذبت العقول بذلك ،فهكذا اذا قيل ان
الوادث تبقى وتدوم بغي مبق يبقيها ول مسك يسكها ولذا نبه سبحانه على هذا وهذا فالول كثي وأما
الثان ففي مثل قوله ،ان ال يسك السموات والرض ان تزول ولئن زالتا ان امسكهما من أحد بعده انه كان
حليما غفورا ،سورة فاطر 41وقوله ،ومن آياته ان تقوم السماء والرض بأمره ،سورة الروم 25وقوله ،
رفع السموات بغي عمد ترونا ،سورة الرعد ، 2و هذا البقاء يكون بالرزق الذي يد ال به الخلوقات
كما قال ال
تعال ،الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء
سبحانه وتعال عما يشركون ،سورة الروم 40وهذا الذي ذكرناه من أن نفس العيان الحدثة كالنسان
تستلزم وجود الصانع الالق وأن علم النسان بأنه مصنوع يستلزم العلم بصانعه بذاته من غي احتياج إل قضية
كلية تقترن بذا وهو معن ما يذكره كثي من الناس مثل قول الشهرستان أما تعطيل العال عن الصانع العليم
القادر الكيم فلست أرها مقالة ول عرفت عليها صاحب مقالة إل ما نقل عن شرذمة قليلة من الدهرية انم
قالوا كان العال ف الزل اجزاء مبثوثة تتحرك على غي استقامة فاصطكت اتفاقا فحصل العال بشكله الذي
تراه عليه
،قال ولست أرى صاحب هذه القالة من ينكر الصانع بل هو يعترف بالصانع لكنه ييل سبب وجود
العال علة البخت والتفاق احترازا عن التعليل فما عدت هذه السألة من النظريات الت يقام عليها برهان فإن
الفطرة السليمة النسانية شهدت بضرورة فطرتا وبديهة فكرتا بصانع عليم قادر حكيم ،أف ال شك ،
سورة إبراهيم ، 10ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال ،سورة الزخرف ، 87ولئن سألتهم من خلق
السماوات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ،سورة الزخرف 9وإن غفلوا عن هذه الفطرة ف حال
السراء فل شك أنم يلوذون إليها ف حال الضراء ،دعوا ال ملصي له الدين ،سورة يونس ، 22وإذا
مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه ،سورة السراء ، 67قال ولذا ل يرد التكليف بعرفة وجود
الصانع وإنا ورد بعرفة التوحيد ونفي الشرك أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله
إل ال فاعلم أنه ل إله إل ال ولذا جعل مل الناع بي الرسل وبي اللق ف التوحيد ،ذلكم بأنه إذا
دعي ال وحده كفرت وإن يشرك به تؤمنوا ،سورة غافر ، 12وإذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل
يؤمنون بالخرة ،سورة الزمر ، 45وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ،سورة
السراء ، 46قال وقد سلك التكلمون طريقا ف إثبات الصانع وهو الستدلل بالوادث على مدث صانع
وسلك الوائل طريقا آخر وهو الستدلل بإمكان المكنات على مرجح لحد طرف المكان ،قلت وهذا
الطريق الثان ل يسلكه الوائل وإنا سلكه ابن سينا ومن وافقه ولكن الشهرستان وأمثاله ل يعرفون مذهب
أرسطو والوائل إذ كان عمدتم فيما ينقلونه من الفلسفة على كتب ابن سينا
،قال ويدعي كل واحد ف جهة الستدلل ضرورة وبديهة ،قال وأنا أقول ما شهد به الدوث أو
دل عليه المكان بعد تقدي القدمات دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياجه ف ذاته إل مدبر هو
منتهى مطلب الاجات يرغب إليه ول يرغب عنه ويستغن به ول يستغن عنه ويتوجه إليه ول يعرض عنه
ويفزع إليه ف الشدائد والهمات فإن احتياج نفسه أوضح من احتياج المكن الارج إل الواجب والادث إل
الحدث ،وعن هذا العن كانت تعريفات الق سبحانه ف التنيل على هذا النهاج ،أمن ييب الضطر إذا
دعاه ،سورة النمل ، 62قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر ،سورة النعام ، 63قل من
يرزقكم من السماء والرض ،سورة يونس ، 31أمن يبدأ اللق ث يعيده ،سورة النمل ، 64وعن
هذا العن قال النب صلى ال عليه وسلم خلق ال العباد على معرفته فاجتالتهم الشياطي عنها ،قلت لفظ
الديث ف الصحيح يقول ال خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم
أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا ،قال فتلك العرفة هي ضرورة الحتياج وذلك الجتيال من الشيطان هو
تسويله الستغناء ونفي الاجة والرسل مبعوثون لتذكي وضع الفطرة وتطهيها عن تسويلت الشياطي فإنم
الباقون على أصل الفطرة وما كان له عليهم من سلطان ،فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يشى ،
( سورة العلى ) 11 10
، ،فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى ،سورة طه ، 44قلت الذي ف الديث إن الشياطي
أمرتم أن يشركوا به ما ل ينل به سلطانا وهذا الرض العام ف أكثر بن آدم وهو الشرك كما قال تعال ،وما
يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون ،سورة يوسف 106وأما التعطيل فهو مرض خاص ل يكاد يقع إل
عن عناد كما وقع لفرعون ،وليس ف الديث أن الشياطي سولت لم الستغناء عن الصانع فإن هذا ل يقع
إل خاصا لبعض الناس أو لكثي منهم ف بعض الحوال وهو جنس السفسطة بل هو شر السفسطة والسفسطة
ل تكون عامة لعدد كثي دائما بل تعرض لبعض الناس أو لكثي منهم ف بعض الشياء ،قال ومن رحل إل ال
قربت مسافته حيث رجع إل نفسه أدن رجوع فعرف احتياجه إليه ف تكوينه وبقائه وتقلبه ف أحواله وأنائه
ث استبصر من آيات الفاق إل آيات النفس ث استشهد به على اللكوت ل باللكوت عليه ال
،قلت هو وطائفة معه يظنون أن الضمي ف قوله ،حت يتبي لم أنه الق ،سورة فصلت 53عائد
إل ال تعال ويقولون هذه جعت طريق من استدل باللق على الالق ومن استدل بالالق على الخلوق ،
والصواب الذي عليه الفسرون وعليه تدل الية أن الضمي عائد إل القرآن وأن ال يري عباده من اليات
الفقية والنفسية ما يبي لم أن القرآن حق وذلك يتضمن ثبوت الرسالة وأن يسلم ما أخب به الرسول كما قال
تعال ،قل أرأيتم إن كان من عند ال ث كفرت به من أضل من هو ف شقاق بعيد سنريهم آياتنا ف الفاق وف
أنفسهم حت يتبي لم أنه الق ( ،سورة فصلت ، ) 53 52والقصود هنا التنبيه على أن حاجة العي إل
العلم ل تتوقف على العلم باجة كل من هو مثله والستدلل على ذلك بالقياس الشمول والتمثيلي ،وأيضا
فالاجة الت يقترن مع العلم با ذوق الاجة هي أعظم وقعا ف النفس من العلم الذي ل يقترن به ذوق ولذا
كانت معرفة النفوس با تبه وتكرهه وينفعها ويضرها هو أرسخ فيها من معرفتها با ل تتاج إليه ول تكرهه
ول تبه ولذا كان ما يعرف من أحوال الرسل مع أمهم
بالخبار التواترة ورؤية الثار من حسن عاقبة اتباع الرسل وسوء عاقبة الكذبي أنفع من معرفة صدق
الرسول واتباعه ما يفيد العلم فقط فإن هذا يفيد العلم مع الترغيب والترهيب فيفيد كمال القوتي العلمية
والعملية بنفسه بلف ما يفيد العلم ث العلم يفيد العمل ،ولذا كان أكثر الناس على أن القرار بالصانع
ضروري فطري وذلك أن اضطرار النفوس إل ذلك أعظم من اضطرارها إل ما ل تتعلق به حاجتها ،أل ترى
أن الناس يعرفون من أحوال من تتعلق به منافعهم و مضارهم كولة أمورهم و مالكيهم وأصدقائهم وأعدائهم
ما ل يعلمونه من أحوال من ل يرجونه ول يافونه ول شيء أحوج إل شيء من الخلوق إل خالقه فهم
يتاجون إليه من جهة ربوبيته إذ كان هو الذي خلقهم وهو الذي يأتيهم بالنافع ويدفع عنهم الضار ،وما
بكم من نعمة فمن ال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون ،سورة النحل ، 53وكل ما يصل من أحد فإنا هو
بلقه وتقديره و تسبيبه و تيسيه وهذه الاجة الت توجب رجوعهم إليه حال اضطرارهم كما ياطبهم بذلك
ف كتابه وهم متاجون إليه من جهة ألوهيته فإنه ل صلح لم إل بأن يكون هو معبودهم الذي يبونه
ويعظمونه ول يعلون له أندادا يبونم كحب ال بل يكون ما يبونه سواه كأنبيائه وصالي عباده إنا يبونم
لجله كما ف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان من
كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن كان يكره أن يرجع ف الكفر
بعد إذا أنقذه ال منه كما يكره أن يلقى ف النار ،ومعلوم أن السؤال والب والذل والوف والرجاء
والتعظيم والعتراف بالاجة والفتقار ونو ذلك مشروط بالشعور بالسئول الحبوب الرجو الخوف العبود
العظم الذي تعترف النفوس بالاجة إليه والفتقار الذي تواضع كل شيء لعظمته واستسلم كل شيء لقدرته
وذل كل شيء لعزته ،فإذا كانت هذه المور ما تتاج النفوس إليها ول بد لا منها بل هي ضرورية فيها كان
شرطها ولزمها وهو العتراف بالصانع والقرار به أول أن يكون ضروريا ف النفوس ،وقول النب صلى ال
عليه وسلم ف الديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة وقوله فيما يروي عن ربه خلقت عبادي حنفاء
ونو ذلك ل يتضمن مرد القرار بالصانع فقط بل إقرارا يتبعه عبودية ل بالب والتعظيم وإخلص
الدين له وهذا هو النيفية ،وأصل اليان قول القلب وعمله بالالق وعبوديته للخالق والقلب مفطور على
هذا وهذا وإذا كان بعض الناس قد خرج عن الفطرة با عرض له من الرض إما بهله وإما بظلمه فجحد
بآيات ال و استيقنتها نفسه ظلما وعلوا ل يتنع أن يكون اللق ولدوا على الفطرة ،وقد ذكرنا ف غي هذا
الوضع طائفة من قول من ذكر أن العرفة ضرورية والعلم الذي يقترن به حب العلوم قد يسمى معرفة كما ف
المر بالعروف والنهي عن النكر فالعروف ما تبه القلوب مع العلم والنكر ما تكرهه وتنفر عنه عند العلم به
فلهذا قد يسمى من كان فيه مع علمه بال حب ل وإنابة إليه عارفا بلف العال الال عن حب القلب وتأله
فإنم ل يسمونه عارفا ،ومن العلوم أن وجود حب ال وخشيته والرغبة إليه وتأله ف القلب فرع وجود
القرار به وهذا الثان مستلزم للول فإذا كان هذا يكون ضروريا ف القلب فوجود القرار السابق عليه اللزم
له أول أن يكون ضروريا فإن ثبوت اللزوم ل يكون إل مع ثبوت اللزم
،وقد يراد بلفظه العرفة العلم الذي يكون معلومه معينا خاصا وبالعلم الذي هو قسيم العرفة ما يكون
العلوم به كليا عاما وقد يراد بلفظ العرفة ما يكون معلومه الشيء بعينه وإن كان لفظ العلم يتناول النوعي ف
الصل كما بسط ف موضع آخر وسيأت كلم الناس ف القرار بالصانع هل يصل بالضرورة أو بالنظر أو
يصل بذا وبذا ،وقد بينا ف غي هذا الوضع الكلم على قولم علة الاجة إل الؤثر هل هي الدوث أو
المكان أو مموعهما وبينا أنه إن أريد بذلك أن الدوث مثل دليل على أن الحدث يتاج إل مدث أو أن
الدوث شرط ف افتقار الفعول إل فاعل فهذا صحيح وإن أريد بذلك أن الدوث هو الذي جعل الحدث
مفتقرا إل الفاعل فهذا باطل وكذلك المكان إذا أريد به أنه دليل على الفتقار إل الؤثر أو أنه شرط ف
الفتقار إل الؤثر فهذا صحيح وإن أريد به أنه جعل نفس المكن مفتقرا فهذا باطل ،وعلى هذا فل منافاة بي
أن يكون كل من المكان والدوث دليل على الفتقار إل الؤثر وشرطا ف الفتقار إل الؤثر وإنا الناع ف
مسألتي ،إحداها أن الواجب بغيه أزل وأبدا هل يصح أن يكون مفعول
لغيه كما يقوله من يقول من التفلسفة إن الفلك قدي معلول مكن لواجب الوجود أزل وأبدا فهذا هو
القول الذي ينكره جاهي العقلء من بن آدم ويقولون إن كون الشيء مفعول مصنوعا مع كونه مقارنا لفاعله
أزل وأبدا متنع ويقولون أيضا إن الكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل موجودا تارة ومعدوما أخرى
فأما ما كان دائم الوجود فهذا عند عامة العقلء ضروري الوجود وليس من المكن الذي يقبل الوجود والعدم
وهذا ما وافق عليه الفلسفة قاطبة حت ابن سينا وأتباعه ،ولكن ابن سينا تناقض فادعى ف باب إثبات واجب
الوجود أن المكن قد يكون قديا أزليا مع كونه مكنا ووافقه على ذلك طائفة من التأخرين كالرازي وغيه
ولزمهم على ذلك من الشكالت ما ل يقدروا على جوابه كما قد بسط ف موضعه وعلى هذا فالمكان
والدوث متلزمان فكل مكن مدث وكل مدث مكن ،وأما تقدير مكن مفعول واجب لغيه مع أنه غي
مدث فهذا متنع عند جاهي العقلء وأكثر الفلسفة من أتباع أرسطو وغيه مع المهور يقولون إن
المكان ل يعقل إل ف الحدثات وأما الذي ادعى ثبوت مكن قدي فهو ابن سينا ومن وافقه ولذا ورد عليهم
ف إثبات هذا المكان سؤالت ل جواب لم عنها ،والرازي لا كان مثبتا لذا المكان موافقة لبن سينا كان
ف كلمه من الضطراب ما هو معروف ف كتبه الكبار والصغار مع ان هؤلء كلهم يثبتون ف كتبهم النطقية
ما يوافقون فيه سلفهم أرسطو وغيه أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا كائنا بعد أن ل
يكن وقد ذكر أبو الوليد بن رشد الفيد هذا وقال ما ذكره ابن سينا ونوه من أن الشيء يكون مكنا يقبل
الوجود والعدم مع كونه قديا أزليا قول ل يقله أحد من الفلسفة قبل ابن سينا ،قلت وابن سينا قد ذكر أيضا
ف غي موضع أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا مسبوقا بالعدم كما قاله سلفه وسائر
العقلء وقد ذكرت ألفاظه من كتاب الشفاء وغيه ف غي هذا
الوضع وهو ما يتبي به اتفاق العقلء على أن كل مكن يقبل الوجود والعدم فل يكون إل حادثا كائنا
بعد أن ل يكن وهذا ما يبي أن كل ما سوى الواجب بنفسه فهو مدث كائن بعد أن ل يكن وهذا ل يناقض
دوام فاعليته ،والقصود هنا أن نفس الدوث والمكان دليل على الفتقار إل الؤثر وأما كون أحدها جعل
نفس الخلوقات مفتقرة إل الالق فهذا خطأ بل نفس الخلوقات مفتقرة إل الالق بذاتا واحتياجها إل الؤثر
أمر ذات لا ل يتاج إل علة فإنه ليس كل حكم ثبت للذوات يتاج إل علة إذ ذلك يفضي إل تسلسل العلل
وهو باطل باتفاق العلماء بل من الحكام ما هو لزم للذوات ل يكن أن يكون مفارقا للذوات ول يفتقر إل
علة وكون كل ما سوى ال فقيا إليه متاجا إليه دائما هو من هذا الباب ،فالفقر والحتياج أمر لزم ذات
لكل ما سوى ال كما أن الغن والصمدية أمر لزم لذات ال فيمتنع ان يكون سبحانه فقيا ويتنع أن يكون
إل غنيا عن كل ما سواه ويتنع فيما سواه أن يكون غنيا عنه
بوجه من الوجوه ويب ف كل ما سواه أن يكون فقيا متاجا إليه دائما ف كل وقت ،وهنا ينشأ
الناع ف السألة الثانية وهو أن الحدث الخلوق هل افتقاره إل الالق الحدث وقت الحداث فقط أو هو
دائما مفتقر إليه على قولي للنظار وكثي من أهل الكلم الحدث التلقي عن جهم وأب الذيل ومن أتبعهما من
العتزلة وغيهم يقولون إنه ل يفتقر إليه إل ف حال الحداث ل ف حال البقاء وهذا القول ف مقابلة قول
الفلسفة الدهرية الذين يقولون افتقار المكن إل الواجب ل يستلزم حدوثه بل افتقاره إليه ف حال بقائه دائما
أزل أبدا ،فهؤلء زعموا وجود الفعل بل حدوث شيء وألئك زعموا أن الخلوق ل يفتقر إل الالق دائما
وكل القولي باطل كما قد بسط ف موضعه ،والقصود هنا أن كثيا ما يعلونه مقدمات ف أدلة إثبات
الصانع وإن كان حقا فإنه ل يتاج إليه عامة الفطر السليمة وإن كان من عرضت له شبهة قد ينتفع به
،والكلم على إبطال الدور والتسلسل هو من هذا الباب وما سلكوه من الطرق بقطع التسلسل
والدور فهو طريق صحيح أيضا ،وجاع ذلك أن الدور نوعان والتسلسل نوعان ،أما الدور فقد يراد به أنه ل
يوجد هذا إل مع هذا ول هذا إل مع هذا ويسمى هذا الدور العي القتران ويراد به أنه ل يوجد هذا إل بعد
هذا ول هذا إل بعد هذا ونو ذلك وهو الدور البعدي فالول مكن كالمور التضايقة مثل البنوة والبوة
وكالعلولي لعلة واحدة وسائر المور التلزمة الت ل يوجد الواحد منها إل مع الخر كصفات الالق سبحانه
التلزمة وكصفاته مع ذاته وكسائر الشروط وكغي ذلك ما هو من باب الشرط والشروط ،وأما الثان
فممتنع فإنه إذا كان هذا ل يوجد إل بعد ذاك وذاك ل يوجد إل بعد هذا لزم أن يكون ذاك موجودا قبل هذا
وهذا قبل ذاك فيكون كل من هذا وذاك موجودا قبل أن يكون موجودا فيلزم
،اجتماع الوجود والعدم غي مرة وذلك كله متنع ،ومن هذا الباب أن يكون هذا فاعل لذا أو علة
فاعلة أو علة غائية ونو ذلك لن الفاعل والعلة ونو ذلك يتنع أن يكون فاعل لنفسه فكيف يكون فاعل
لفاعل نفسه وكذلك العلة الفاعلة ل تكون علة فاعلة لنفسها فكيف لعلة نفسها وكذلك العلة الغائية الت
يوجدها الفاعل هي مفعولة للفاعل ومعلولة ف وجودها له ل لنفسها فإذا ل تكن معلولة لنفسها فكيف تكون
معلولة لعلول نفسها ،فهذا ونوه من الدور الستلزم تقدم الشيء على نفسه أو على التقدم على نفسه وكونه
فاعل لنفسه الفعولة أو لفعول مفعول نفسه أو علة لنفسه العلولة أو لعلول معلول نفسه أو معلول مفعول
لنفسه أو لعلول نفسه ومفعول نفسه كل ذلك متنع ظاهر المتناع ولذا اتفق العقلء على امتناع ذلك ،وأما
التسلسل ف الثار والشروط ونو ذلك ففيه قولن معروفان لصناف الناس وأما التسلسل ف الفاعلي والعلل
الفاعلة ونو ذلك فهذا متنع بل ريب
،فإذا تبي هذا فنقول لو كان جيع الوجودات مكنا مفتقرا إل فاعل غيه فذلك الغي إن كان هو
الغي الفاعل له لزم كون كل منها فاعل للخر وهذا من الدور القبلي المتنع باتفاق العقلء وإن كان ذلك
الغي غيا آخر لزم وجود فاعلي ومفعولي إل غي غاية وإن شئت قلت لزم مؤثرون كل منهم مؤثر ف الخر
إل غي غاية وإن شئت قلت لزم علل كل منها معلول للخر إل غي غاية وكل من هؤلء مكن الوجود مفتقر
إل غيه ل يوجد بنفسه ،فهنا سؤالن ،أحدها قول القائل ل ل يوز أن يكون الجموع واجبا بنفسه وإن
كان كل فرد من أفراده مكنا بنفسه وقد أجيب عن هذا بأنه يستلزم ثبوت واجب الوجود بنفسه مع أنه باطل
أيضا لن الجموع هو الجزاء الجتمعة مع اليئة الجتماعية وكل من الجزاء مكن بنفسه واليئة الجتماعية
عرض من العراض الذي ل يقوم بنفسه فهو
أيضا مكن لنفسه بطريق الول فكل من الجزاء ومن اليئة الجتماعية مكن لنفسه فامتنع أن يكون
هناك ما يقدر واجبا بنفسه ،وأيضا فإن ما توصف به الفراد قد يوصف به الجموع وقد ل يوصف فإن كان
اتصاف الفراد به لطبيعة مشتركة بينها وبي الجموع وجب اتصاف الجموع به بلف ما إذا حدث
للمجموع بالتركيب وصف منتف ف الفراد ،ومعلوم أن كل واحد واحد إذا ل يكن موجودا إل بغيه وهو
فقي متاج فكثرة الفتقرات الحتاجات واجتماعها ل يوجب استغناءها إل أن يكون ف بعضها معاونة للخر
كالضعيفي إذا اجتمعا حصل باجتماعهما قوة لن كل منهما مستغن عن غيه من وجه متاج إليه من وجه
وأما إذا قدر أن كل منهما مفتقر إل غيه من كل وجه امتنع أن يصل لما بالجتماع قوة أو معونة من
أحدها للخر إذ التقدير أن كل منهما ليس له شيء إل من الخر وهذا هو الدور القبلي دور الفاعلي والعلل
الفاعلية والغائية فل يصل لحدها من الخر شيء
والتقدير أنه ليس له من نفسه شيء فل يصل بالجتماع وجود أصل ،يبي هذا أن كل جزء فهو
مفتقر من كل وجه إل غيه والجموع أيضا مفتقر من كل وجه إل الفراد فإنه أي فرد من الفراد قدر عدمه
لزم عدم الجموع فليس ف الجموع وجود يعطيه للفراد ول لشيء من الفراد وجود يعطيه للمجموع أو
لغيه من الفراد وهذا بلف ما إذا اجتمعت آحاد العشرة فإن كونا عشرة ل يصل لفرادها كما أن كل
فرد ليس وجوده مستفادا من اجتماع العشرة فلما ل يكن كل من الفراد وجوده من العشرة ول من غيه من
الفراد امكن وجوده بنفسه وامكن ان يكون شرطا ف وجود الفرد الخر وان يكون الكم الاصل باجتماع
العشرة ل يصل لفرد فرد فتبي ان مموع المكنات ل يكون إل مكنا وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع ،
والسؤال الثان سؤال المدى وهو قوله ما الانع من كون الملة مكنة ال 4وجود ويكن بترجح آحادها
وترجح كل واحد بالخر إل غي ناية
،فيقال عن هذا اجوبة ،الول انه اذا كان كل من الملة مكنا بنفسه ل يوجد إل بغيه فكل من
الحاد ليس وجوده بنفسه والملة ليس وجودها بنفسها فليس هناك شيء وجوده بنفسه وكل ما ليس وجوده
بنفسه فل يكون وجوده إل بغيه فتعي ان يكون هناك غي ليس هو جلة مموع المكنات ول شيئا من
المكنات وما ليس كذلك فهو موجود بنفسه وهو الواجب بنفسه ضرورة ،واما قوله يكون ترجح كل واحد
بالخر أي يكون كل من المكنات موجودا بمكن آخر على سبيل التسلسل ،فيقال له نفس طبيعة المكان
شاملة لميع الحاد وهي مشتركة فيها فل يتصور ان يكون شيء من أفراد المكنات خارجا عن هذه الطبيعة
العامة الشاملة ونفس طبيعة المكان توجب الفتقار إل الغي فلو قدر وجود مكنات بدون واجب بنفسه للزم
استغناء طبيعة المكان عن الغي فيكون ما هو مكن مفتقرا إل غيه ليس مكنا مفتقرا إل غيه وذلك جع بي
النقيضي ،بي ذلك انه مهما قدر من المكنات الت ليست متناهية فإنه
ليس واحد منها موجودا بنفسه بل هو مفتقر إل ما يبدعه ويفعله ،فالثان منها مشارك للول ف هذه
الصفة من كل وجه فليس لشيء منها وجود من نفسه ول للجملة فل يكون هناك موجود أصل ،بل إذا قال
القائل هذا موجود بآخر والخر بآخر إل غي ناية او هذا أبدعه آخر والخر أبدعه اخر إل غي ناية كان
حقيقة الكلم انه يقدر معدومات ل ناية لا فإن قدر فاعل إذا ل يكن موجودا بنفسه ل يكن له من نفسه إل
العدم وقد قدر فاعله ليس له من نفسه إل العدم ،فكل من هذه المور التسلسلة ليس لشيء منها من نفسه إل
العدم ول للمجموع من نفسه إل العدم وليس هناك إل الفراد والجموع وكل من ذلك ليس منه إل العدم
فيكون قد قدر مموع ليس منه إل العدم وافراد متسلسلة ليس لشيء منها إل العدم وما كان كذلك امتنع ان
يكون منه وجود فان مال يكون منه إل العدم ول من مموعه ول من أفراده يتنع ان يكون منه وجود ،فإذا
قدر مكنات متسلسلة منها ل وجود له من نفسه ل يكن هناك إل العدم والوجود من غيه وهو الطلوب
،الواب الثان ان يقال الوجود الذي ليس وجوده من نفسه يتنع ان يكون وجود غيه منه فان وجود
نفسه بنفسه واستغناء نفسه بنفسه وقيام نفسه بنفسه اول من وجود غيه بوجوده واستغناء غيه به وقيام غيه
به فإذا قدر مكنات ليس فيها ما وجوده بنفسه امتنع ان يكون فيها ما وجود غيه به بطريقة الول فل يوز
ان يكون كل مكن ل يوجد بنفسه وهو مع هذا فاعل لغيه إل غي ناية ،وهذا ما ل يقبل الناع بي العقلء
الذين يفهمونه وسواء قيل ان الؤثر ف مموع المكنات هو قدرة ال تعال بدون اسباب او قيل انا مؤثرة فيها
بالسباب الت خلقها او قيل ان بعضها مؤثر ف بعض بالياب او البداع او التوليد او الفعل او غي ذلك ما
قيل فان كل من قال قول من هذه القوال ل بد ان يعل للمؤثر وجودا من موجود بنفسه ل يكن أحد ان
يقول كل منها مؤثر وليس له من نفسه إل العدم وليس هناك مؤثر له من نفسه وجود فانه يعلم بصريح العقل
انه إذا قدر ان كل تلك المور ليس لشيء منها وجود من نفسه ول بنفسه ل يكن له تأثي من نفسه ول
بنفسه فإن ما ل يكون موجودا بنفسه ومن نفسه فأول به إن ل يكون مؤثرا ف وجود غيه بنفسه ومن نفسه
فإذا ل يكن هناك ما هو موجود بنفسه ول مؤثر بنفسه بل كل
،منها غي موجود بنفسه ول مؤثر بنفسه كان كل منها معدوما بنفسه معدوم التأثي بنفسه فنكون قد
قدرنا أمورا متسلسلة كل منها ل وجود له بنفسه ول تأثي له بنفسه وليس هناك مغاير لا يكون موجودا مؤثرا
فيها فليس هناك ل وجود ول تأثي قطعا ،وإذا قال القائل كل من هذه المور الت ل توجد بنفسها يبدع
الخر الذي ل يوجد بنفسه كان صريح العقل يقول له فما ل يكون موجودا بنفسه ل يكون مؤثرا بنفسه
فكيف تعله مؤثرا ف غيه ول حقيقة له ،فإن قال بل حقيقته توجد بذلك الغي ،قيل له ليس هناك غي
يتحقق به فإن الغي الذي قدرته هو أيضا ل وجود له ول تأثي أصل إل با تقدره من غي آخر ليس له وجود
ول تأثي ،ونكتة هذا الواب أن تقدير العقل لا ل يوجد بنفسه بعد ول يقق له وجود بغيه كونه مؤثرا
مبدعا لغيه من أعظم المور بطلنا وفسادا فإن إبداعه للغي ل يكون إل بعد وجوده وهو مع
،كونه مكنا يقبل الوجود والعدم ليس موجودا فكل ما قدر إنا هي معدومات ،يوضح هذا الواب
الثالث وهو أن نقول قول القائل المكن الذي ل يوجد هو معدوم ليس بوجود أصل والعدوم الذي ل يصل
له ما يقتضي وجوده هو باق مستمر على العدم وإذا قال القائل المكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل
برجح فهذا بي ظاهر ف جانب الثبات فإنه ل يكون موجودا إل بقتضى لوجوده إذا كان ليس له من نفسه
وجود ،وأما ف النفي فمن الناس من يقول علة عدمه عدم علة وجوده ويعل لعدمه علة كما لوجوده علة
وهذا قول ابن سينا وأتباعه والتحقيق الذي عليه جهور النظار من التكلمي والتفلسفي
،وهو الخر من قول الرازي أن عدمه ل يفتقر إل علة تعله معدوما فالعدم الحض ل يعلل ول يعلل
به إذ العدم الحض الستمر ل يفتقر إل فاعل ول علة ولكن عدم علته مستلزم لعدمه ودليل على عدمه فإذا
أريد بعلة عدمه ما يستلزم عدمه ويدل على عدمه فهو صحيح وإن أريد بعلة عدمه تقق العدم الذي يفتقر ف
تقق إل علة موجبة له فليس كذلك فإن العدم الستمر ل يفتقر إل علة موجبة ،فقول القائل المكن ل يوجد
إل برجح بنلة قوله ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بغيه ول يتاج أن يقول ما ل يوجد بنفسه ل يعدم إل بغيه
فإن ما ل يوجد بنفسه فليس له من نفسه وجود ،وإذا قلت له من نفسه فهذا له معنيان إن أردت أن حقيقة
مستلزمة للعدم ل تقبل الوجود فليس كذلك بل هي قابلة للوجود والعدم وإن أردت أن حقيقته ل تقتضي
الوجود بل ليس لا من نفسها غي العدم وأن وجودها ل يكون إل من غيها ل من نفسها فهذا صحيح
فالفرق بي كونه ليس له من نفسه إل العدم وبي كون نفسه مستلزمة للعدم فرق بي مع أن قولنا له
،من نفسه وليس له من نفسه ل نريد به أنه ف الارج نفس ثابتة ليس لا إل العدم أو هي مستلزمة
للعدم فإن هذا يتخيله من يقول العدوم شيء ثابت ف الارج أو يقول الاهيات ف الارج أمور مغايرة للوجود
الحقق ف الارج وهذا كله خيال باطل كما قد بسط ف موضعه ،ولكن الاهية والشيء قد يقدر ف الذهن
قبل وجوده ف الارج وبعد ذلك فما ف الذهان مغاير لا ف العيان ،وإذا قلنا هذا المكن يقبل الوجود
والعدم أو نفسه أو حقيقته ل تقتضي الوجود ول تستلزم العدم فنعن به أن ما تصوره العقل من هذه القائق ل
يكون موجودا ف الارج بنفسه وليس له ف الارج وجود من نفسه ول يب عدمه ف الارج بل يقبل أن
تتحقق حقيقته ف الارج فيصي موجودا ويكن أن ل تتحقق حقيقته ف الارج فل يكون موجودا وليس ف
الارج حقيقة ثابتة أو موجودة تقبل الثبات والنفي بل الراد أن ما تصورناه ف الذهان هل يتحقق ف العيان
أو ل يتحقق وما تقق ف العيان هل تققه بنفسه أو بغيه فإذا قدر أن التصورات ف الذهان ليس فيها ما
يتحقق بنفسه ف الارج فليس فيها ما هو مبدع بنفسه لغيه ف الارج بطريق الول
وليس فيها ما هو معدوم ف الارج بل ليس فيها إل ما هو متنع ف الارج فإن المكن إذا قدر عدم
موجود بنفسه يبدعه كان متنعا لغيه فإذا قدر أنه ليس ف الارج إل ما ليس له وجود بنفسه ل يكن ف
الارج إل ما هو متنع الوجود إما لنفسه وإما لغيه ول يكون عدم شيء من ذلك مفتقرا إل علة توجب عدمه
بل هو معدوم بنفسه سواء أمكن وجوده أو امتنع وحينئذ فل يكون ف الارج إل العدم الستمر ،وإذا قيل
بعد هذا هذا الذي ل وجود له من نفسه موجود بذا الذي ل وجود له من نفسه وهلم جرا كان بنلة أن
يقال هذا العدوم موجود بذا العدوم وهلم جرا بل بنلة أن يقال هذا المتنع موجود بذا المتنع فيكون هذا
تناقضا حيث جعلت العدوم موجودا بعدوم وسلسلت ذلك فجمعت بي تسلسل العدومات وبي جعل كل
واحد منها هو الذي أوجد العدوم الخر ،الوجه الرابع أن يقال المكن ل يتحقق وجوده بجرد مكن آخر
فإن ذلك المكن الخر ل يترجح وجوده على عدمه إل بغيه وإذا كان المكن الذي قدر أنه الفاعل الؤثر
الرجح ل يترجح وجوده على عدمه بل يقبل الوجود والعدم فالمكن الذي قدر أنه الثر الفعول الصنوع
الرجح أول أن ل يترجح وجوده على عدمه بل هو قابل للوجود
،والعدم بل المكن ل يكون موجودا إل عند ما يب به وجوده فإنه ما دام مترددا بي إمكان الوجود
والعدم ل يوجد فإذا حصل ما به يب وجوده وجد وإذا كان كذلك فنفس المكن ل يب به مكن بل ل
يب المكن إل بواجب والواجب إما بنفسه وإما بغيه والواجب بغيه هو المكن من نفسه الذي ل يوجد إل
با يب وجوده وحينئذ فيمتنع تسلسل المكنات بيث يكون هذا المكن هو الذي وجب به الخر بل إنا
يب الخر با هو واجب وما كان مكنا باقيا على المكان ل يكن واجبا ل بنفسه ول بغيه فإذا قدر تسلسل
المكنات القابلة للوجود و العدم من غي ان يكون فيها موجود بنفسه كانت باقية على طبيعة المكان ليس
فيها واجب فل يكون فيها ما يب به شيء من المكنات بطريق الول فل يوجد شيء من المكنات وقد
وجدت المكنات هذا خلف و إنا لزم هذا لا قدرنا مكنات توجد بمكنات ليس لا من نفسها وجود من
غي ان يكون هناك واجب بنفسه ،واعلم ان الناس قد تنازعوا ف المكنات هل يفتقر وجودها إل ما به يب
وجودها بيث تكون إما واجبة الوجود معه و إما متنعة العدم او قد يصل ما تكون معه بالوجود اول مع
امكان العدم وتكون موجودة لرجح الوجود مع إمكان العدم فالول قول المهور والثان قول من يقول ذلك
من العتزلة ونوهم
،وكثي من الناس يتناقض ف هذا الصل فإذا بنينا على القول الصحيح فل كلم وان أردنا ان نذكر ما
يعم القولي قلنا ،الوجه الامس أن المكن ل يتحقق وجوده بجرد مكن آخر ل يتحقق وجوده بل ل يتحقق
وجوده إل با يقق وجوده وحينئذ فإذا قدرنا الميع مكنات ليس فيها ما تقق وجوده ل يصل شرط وجود
شيء من المكنات فل يوجد شيء منها لن كل مكن إذا أخذته مفتقرا إل فاعل يوجده فهو ف هذه الال ل
يتحقق وجوده بعده فإنه ما دام مفتقرا إل أن يصي موجودا فليس بوجود فإن كونه موجودا يناف كونه مفتقرا
إل أن يصي موجودا فل يكون فيها موجود فل يكون فيها ما يصل به شرط وجود المكن فضل عن أن
يكون فيها ما يكون مبدعا لمكن أو فاعل له فل يوجد مكن وقد وجدت المكنات فتسلسل المكنات بكون
كل منها مؤثرا ف الخر متنع وهو الطلوب ،واعلم أن تسلسل الؤثرات لا كان متنعا ظاهر المتناع ف فطر
جيع العقلء ل يكن متقدمو النظار يطيلون ف تقريره لكن التأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك
اشتباه التسلسل ف الثار الت هي الفعال بالتسلسل ف الؤثرين الذين هم الفاعلون فإن جهم بن صفوان وأبا
الذيل العلف ومن اتبعهما من اهل الكلم الحدث الذي ذمه السلف والئمة وسلكه من سلكه من العتزلة
والكلبية والكرامية وغيهم اعتقدوا بطلن هذا كله وعن هذا امتنعوا ان يقولوا ان الرب ل يزل متكلما إذا
شاء ث اختلفوا هل كلمه ملوق او حادث النوع
،او قدي العي وهو معن او قدي العي وهو حروف او حروف و اصوات مقترن بعضها ببعض ازل و
ابدا على القوال العروفة ف هذا الوضوع ،ث ان جهما وأبا الذيل العلف منعا ذلك ف الاضي والستقبل ث
ان جهما كان اشد تعطيل فقال بفناء النة والنار و اما ابو الذيل فقال بفناء حركات النة وجعلوا الرب
تعال فيما ل يزال ل يكن ان يتكلم ول يفعل كما قالوا ل يزل وهو ل يكن ان يتكلم وان يفعل ث صار
الكلم والفعل مكنا بغي حدوث شيء يقتضي امكانه و اما اكثر اتباعهما ففرقوا بي الاضي والستقبل كما
ذكر ف غي هذا الوضع ،والقصود هنا انه لا جعل من جعل التسلسل نوعا واحدا كما جعل من جعل الدور
نوعا واحدا حصلت شبهة فصار بعض التأخرين كالمدى والبري يوردون اسولة على تسلسل الؤثرات
ويقولون انه ل جواب عنها فلذلك احتيج إل بسط الكلم ف ذلك
فصل ،وما سلكه هؤلء التأخرون ف ابطال الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار فهو
طريق صحيح أيضا وان كان منهم من
يورد على ذلك شكوكا يعجز بعضهم عن حلها كما قد بسط ف غي هذا الوضع ،لكنه طريق مشق
ل حاجة اليه ولذا ل يسلكه أحد من النظار التقدمي من اهل الكلم الحدث فضل عن السلف والئمة
فشيوخ العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم من اصناف اهل الكلم اثبتوا الصانع بطريق الدوث والمكان
وما يتعلق بذلك من غي احتياج إل بناء ذلك على ابطال الدور والتسلسل كما هو الوجود ف كتبهم فل
يوجد بناء إثبات الصانع على قطع الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار ف كلم مثل اب على
البان واب هاشم وعبد البار بن احد و اب السي البصري وغيهم ول ف كلم مثل أب السن الشعري
والقاضي أب بكر و اب بكر بن فورك و اب اسحق السفرايين وأب العال الوين و امثالم ول ف كلم ممد
بن كرام وممد بن اليصم وامثالما ول ف كتب من يوافق التكلمي ف كثي من طرقهم مثل كلم اب السن
التميمي والقاضي أب يعلي وأب الوفاء بن عقيل وأب السن بن الزاغون وامثالم وكذلك غي هؤلء من
أصحاب مالك والشافعي واحد
ول ف كلم متكلمي الشيعة كالوسوي والطوسى وامثالما ل اعلم أحدا من متكلمي طوائف
السلمي جعل إثبات الصانع موقوفا على ابطال الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار وان كان
هؤلء يبطلون ما يبطلونه من الدور والتسلسل ،فالقصود انم ل يعلوا إثبات الصانع متوقفا عليه بل من
يذكر منهم ابطال التسلسل يذكره ف مسائل الصفات و الفعال فإن هذا فيه نزاع مشهور فيذكرون ابطال
التسلسل مطلقا ف العلل و الثار لبطال حوادث ل أول لا بدليل التطبيق ونوه و اما التسلسل ف الفاعلي
والعلل الفاعلة والعلل الغائية دون الثار فإنم مع اتفاقهم على بطلنه ل يتاجون اليه ف إثبات الصانع و اما
التسلسل ف الثار والشروط فهذا احتاج اليه من احتاج من نفاة ما يقوم به من القدورات و الرادات
كالكلبية واكثر العتزلة والكرامية ومن وافق هؤلء
،ومن اقدم من رايته ذكر نفي التسلسل ف إثبات واجب الوجود ف الؤثرات خاصة دون الثار ابن
سينا وهو بناه على نفي التسلسل ف العلل فقط ث اتبعه من سلك طريقه كالسهر وردى القتول وامثاله
وكذلك الرازي و المدى و الطوسى وغيهم ،لكن هؤلء زادوا عليه احتياج الطريقة إل نفي الدور أيضا
والدور القبلى ما اتفق العقلء على نفيه ولوضوح انتفائه ل يتج التقدمون والمهور إل ذكر ذلك لن
الستدل بدليل ليس عليه ان يذكر كل ما قد يطر بقلوب الهال من الحتمالت ما ينقدح ول ريب ان
انقداح الحتمالت يتلف باختلف الحوال ،ولعل هذا هو السبب ف ان بعض الناس يذكر ف الدلة من
الحتمالت الت ينفيها مال يتاج غيه إل ذلك ولكن هذا ل ضابط له كما ان السولة والعارضات
الفاسدة الت يكن ان يوردها بعض الناس على الدلة ل ناية لا فان من باب الواطر الفاسدة وهذا ل يصيه
أحد إل ال تعال لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر او مناظر فإن ال ييسر من الدى ما يبي له فساد ذلك فإن
هدايته للقه و ارشاده لم هو بسب حاجتهم إل ذلك ويسب قبولم الدى وطلبهم له قصدا وعمل ،ولذا
لا شرح الرازي طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود وقال انه ل يذكر فيها ابطال الدور وذكر ما ذكره
ف ابطال الدور ث قال و النصاف ان الدور معلوم البطلن بالضرورة ولعل ابن سينا إنا تركه لذلك والطريقة
الت سلكها ابن سينا ف إثبات واجب الوجود ليس هي طريقة ائمة الفلسفة القدماء كأرسطو وامثاله وهي
عند التحقيق ل تفيد إل إثبات مرد وجود واجب و اما كونه مغايرا للفلك فهو مبن على نفي الصفات وهو
توحيدهم الفاسد الذي
قد بينا فساده ف غي هذا الوضع ولذا كان من سلك هذه الطريقة قد يفضي به المر إل انكار وجود
واجب مغاير لوجود المكنات كما يقوله اهل الوحدة القائلون بوحدة الوجود من متأخري متصوفة هؤلء
الفلسفة كابن عرب وابن سبعي و امثالما والقول بوحدة الوجود قول حكاة أرسطوا واتباعه عن طائفة من
الفلسفة و ابطلوه ،والقائلون بوحدة الوجود حقيقة قولم هو قول ملحدة الدهرية الطبيعية الذين يقولون ما
ث موجود إل هذا العال الشهود وهو واجب بنفسه وهو القول الذي اظهره فرعون لكن هؤلء ينازعون
اولئك ف السم فأولئك يسمون هذا الوجود بأساء ال وهؤلء ل يسمونه بأساء ال وأولئك يسبون ان الله
الذي اخبت عنه الرسل هو هذا الوجود وأولئك ل يقولون هذا وأولئك لم توجه إل الوجود الطلق وأولئك
ليس لم توجه اليه ،وفساد قول هؤلء يعرف بوجوه منها العلم با يشاهد حدوثه كالطر
والسحاب واليوان والنبات والعدن وغي ذلك من الصور والعراض فإن هذه يتنع أن يكون وجودها
واجبا لكونا كانت معدومة ويتنع ان تكون متنعة لكونا وجدت فهذه ما يعلم بالضرورة أنا مكنة ليست
واجبة ول متنعة ،ث ان الرازي جعل هذه الطريقة الت سلكها ابن سينا هي العمدة الكبى ف إثبات الصانع
كما ذكر ذلك ف رسالة إثبات واجب الوجود وناية العقول والطالب العالية وغي ذلك من كتبه ،وهذا ما
ل يسلكه أحد من ائمة النظار العروفي من اهل السلم بل ل يكن ف هؤلء من سلك هذه الطريقة ف إثبات
الصانع فضل عن ان يعلها هي العمدة ويعل مبناها على ما سنذكره من القدمات ،وقد رأيت من اهل
عصرنا من يصنف ف اصول الدين ويعلون عمدة جيع الدين على هذا الصل تبعا لؤلء لكن منهم من ل
يذكر دليل أصل بل يعل عمدته ف نفي النهاية امتناع وجود مال
يتناهى من غي حجة أصل ول يفرق بي النوعي ويرتب على ذلك جيع اصول الدين ث من هؤلء
الصنفي من يدخل مع اهل وحدة الوجود الدعي للتحقيق والعرفان ويعتقد صحة قصيدة ابن الفارض لكونه
قرأها على القونوى واعان على شرحها لن شرحها من اخوانه وهم مع هذا يدعون انم اعظم العال توحيدا
وتقيقا ومعرفة ،فلينتظر العاقل ما هو الرب الذي اثبته هؤلء وما هو الطريق لم إل اثباته وتناقصهم فيه فان
القائلي بوحدة الوجود يقولون بقدم العال تصريا او لزوما وذلك مستلزم للتسلسل ودليله الذي اثبت به
واجب الوجود وعمدته فيه نفي كل ما يسمى تسلسل ،وايضا ففيما صنفه من اصول الدين يذكر حدوث
العال موافقة للمتكلمي البطلي للتسلسل مطلقا ف الؤثرات والثار ومع هؤلء يقول بوحدة الوجود الستلزمة
لقدمه وللتسلسل موافقة لتصوفة الفلسفة اللحدة كابن العرب وابن سبعي وابن الفارض وامثالم
،واذا كان ما ذكره ابن سينا واتباعه ف إثبات واجب الوجود صحيحا ف نفسه وان كان ل حاجة
اليه ول يصل القصود من إثبات الصانع به وكان الرازي ونوه يزعمون ان هذه الطريقة الت سلكها المدى
مع انه اعترض عليها باعتراض ذكر انه ل جواب له عنه فنحن نذكرها على وجهها ،قال ابن سينا إشارة كل
موجود إذا التفت اليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما ان يكون بيث يب له الوجود ف نفسه
اول يكون فإن وجب فهو الق بذاته الواجب وجوده من ذاته وهو القيوم وان ل يب ل يز ان يقال هو
متنع بذاته بعدما فرض موجودا بل ان قرن باعتبار ذاته شرط مثل شرط عدم علته صار متنعا او مثل شرط
وجود
علته صار واجبا وان ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من ذاته المر الثالث وهو
المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع فكل موجود إما واجب بذاته واما مكن الوجود
بسب ذاته ،إشارة ما حقه ف نفسه المكان فليس يصي موجودا من ذاته فإنه ليس وجوده من ذاته اول من
عدمه ومن حيث هو مكن فان صار أحدها اول فلحضور شيء او غيبته فوجود كل مكن الوجود هو من
غيه ،ث قال تنبيه إما ان يتسلسل ذلك إل غي النهاية فيكون كل واحد من آحاد السلسلة مكنا ف ذاته
والملة معلقة با فتكون غي واجبة ايضا وتب بغيها ولند هذا بيانا
،شرح كل جلة كل واحد منها معلول فإنا تقتضي علة خارجة عن آحادها وذلك لنا إما أن
تقتضي علة أصل فتكون واجبة غي معلولة وكيف يتأتى هذا وإنا تب بآحادها و إما أن تقتضي علة هي
الحاد بأسرها فتكون معلولة لذاتا فإن تلك الملة والكل شيء واحد وأما الكل بعن كل واحد فليس تب
به الملة وإما أن تقتضي علة هي بعض الحاد وليس بعض الحاد أول بذلك من بعض إن كان كل واحد
منها معلول ولن علته أول بذلك وإما أن تقتضي علة خارجة عن الحاد كلها وهو الثان ،إشارة كل علة
جلة هي غي شيء من آحادها فهي علة أول للحاد ث للجملة وإل فلتكن الحاد غي متاجة إليها فالملة إذا
تت بآحادها ل تتج إليها بل ربا كان شيء علة لبعض
الحاد دون بعض ول يكن علة للجملة على الطلق ،إشارة كل جلة مترتبة من علل ومعلولت
على الولء وفيها علة غي معلولة فهي طرف لنا إن كانت وسطا فهي معلولة ،إشارة كل سلسلة مترتبة من
علل ومعلولت كانت متناهية أو غي متناهية فقد ظهر أنا إذا ل يكن فيها إل معلول احتاجت إل علة خارجة
عنها لكنها يتصل با ل مالة طرف فظهر أنه إن كان فيها ما ليس بعلول فهو طرف وناية فكل سلسلة تنتهي
إل واجب الوجود بذاته ،قلت مضمون هذا الكلم أن الوجود إما واجب بنفسه وإما مكن ل يوجد إل
بغيه كما قرر ذلك ف الشارتي لكن قد قيل إن ف الكلم تكريرا ل يتاج إليه و إذا كان المكن ل يوجد
إل بغيه فهو مفعول معلول ويتنع تسلسل العلولت لن كل واحد من تلك الحاد مكن والملة متعلقة
بتلك المكنات فتكون مكنة غي
واجبة أيضا فتجب بغيها وما كان غي جلة المكنات و آحادها فهو واجب فهذا معن قوله إما أن
يتسلسل ذلك إل غي النهاية فيكون كل واحد من آحاد السلسلة مكنا ف ذاته والملة معلقة با فتكون غي
واجبة أيضا وتب بغيها لكن قوله إما ان يتسلسل يتاج ان يقال و إما أن ل يتسلسل فقيل إنه حذف ذلك
اختصارا إذ كان هو مقصوده والعن وإن ل تتسلسل المكنات انتهت إل واجب الوجود وهو الطلوب ،ولو
قيل بدل هذا اللفظ ان تسلسل ذلك كان هو العبارة الناسبة لطلوبه ،ث ذكر شرح هذا الدليل على وجه
تفصيلي بعد ان ذكره ممل فقال إذا تسلسلت المكنات وكل منها معلول فإنا تقتضي علة خارجة عن
آحادها لنه إما يكون لا علة و إما أن ل
يكون و اذا كان لا علة فالعلة إما الجموع و إما بعضه و إما خارج عنه و القسام متنعة إل الخي ،
أما الول وهو ان ل تقتضي علة اصل فتكون الملة واجبة غي معلولة فهذا ل يتأتى لنا إنا تب باحادها و
ما وجب باحاده كان معلول واجبا بغيه ،وهذا يقرره بعضهم كالرازي بوجهي ،أحدها ان الملة مركبة
من الحاد و احادها غيها وما افتقر إل غيه ل يكن واجبا بنفسه وهو تقرير ضعيف لنه لو قدر ان كل
واحد من الجزاء واجب بنفسه ل يتنع ان تكون الملة واجبة بنفسها فإن مموع المور الواجبة بنفسها ل
يتنع ان تكون غي متاجه إل امور خارجة عنها وهذا هو الرد بكونه واجبا بنفسه ولكن هذا من جنس
حجتهم على نفي الصفات بنفي التركيب وهي حجة داحضة ،الوجه الثان ان كل واحد من الحاد مكن
غي واجب والملة ل تصل إل با فما ل يصل إل بالمكن اول ان يكون مكنا وهذا
التقرير خي من ذاك وهذا التقرير الثان هو الذي ذكره السهر وردى ف تلوياته وهو أحد الوجهي
اللذين ذكرها الرازي وهو أحد وجهي المدى أيضا ،قال السهروردى لا كان واحد من المكنات يتاج إل
العلة فجميعها متاج لنه معلول الحاد المكنة فيفتقر إل علة خارجة عنه وهي مكنة لنا لو كانت مكنة
لكانت من الملة فتكون اذا واجبة الوجود ،وقد قررها المدى بوجه ثالث وهو انا ان كانت الملة واجبة
بذاتا فهو عي الطلوب فقال الملة إما ان تكون واجبه لذاتا واما ان تكون مكنة ل جائز ان تكون واجبة
وأل لا تكون واجبة وأل لا
كانت آحادها مكنة وقد قيل انا مكنة قال ث وان كانت واجبة فهو مع الستحالة عي الطلوب ،
وهذا الوجه الثان الذي ذكره هو وجه ثالث وليس هذا بحصل للمقصود لنه حينئذ ل يلزم ثبوت واجب
بنفسه خارج عن جلة المكنات ،وقد أورد بعضهم على هذا سؤال فقال إذا كانت الحاد مكنة ومعناه
افتقار كل واحد إل علته وكانت الملة هي مموع الحاد فل مانع من اطلق الوجوب وعدم المكان عليها
بعن انا غي مفتقرة إل امر خارج عنها وان كانت ابعاضها ما يفتقر بعضها إل بعض ،قال المدى وهذا
ساقط إذا كانت الملة غي
مكنة كانت واجبة بذاتا وهي مموع الحاد وكل واحد من الحاد مكن فالملة أيضا مكنة بذاتا
ل يكون مكنا بذاته ،قلت وهذا السؤال يتمل ثلثة اوجه ،أحدها ان يقال انا واجبة بالحاد والجتماع
جيعا ومعلوم ان الملة هي الحاد واجتماعها فإذا كان ذلك مكنا كانت الذات مكنة فيكون السؤال ساقطا
كما قال المدى ،الثان ان يقال الجموع واجب بآحاده المكنة ول يعل الجموع نفسه مكنا بل يقال
الجموع واجب بالحاد المكنة وهذا هو السؤال الذي يقصده من يفهم ما يقول وحينئذ فسيأت جوابه بان
الجتماع الذي للمكنات اول ان يكون مكنا لكونه عرضا لا والعرض متاج إل موارده فإذا كانت مكنة
كان هو اول بالمكان وغي ذلك ،الحتمال الثالث ان يقال كل واحد من الحاد يترجح بالخر والجموع
مكن أيضا لكنه يترجح الحاد التعاقبة ،وهذا السؤال ذكره المدى موردا له على هذه الجة ف كتابه
السمى بدقائق القائق
،قال ما الانع من كون الملة مكنة الوجود وبكون ترجحها بترجيح آحادها وترجح آحادها كل
واحد بالخر إل غي النهاية ،قال وهذا شكال مشكل وربا يكون عنده غيي حله ،ولقائل ان يقول ان
اريد بكون الملة مكنة انا مكنة غي واجبة بل مفتقرة إل امر خارج عنها فلذلك يوجب افتقارها إل غيها
وهو الطلوب وإن أريد أنا مكنة بنفسها واجبة بالحاد التسلسلة فهذا السؤال هو ف معن السؤال الذي قبله
وإنا الختلف بينهما ف أن الول قال ل ل تكون واجبة بنفسها بعن أنا غي مفتقرة إل أمر خارج عن
آحادها بل الجموع واجب بآحاده المكنة ،والثان قال ل ل تكون مكنة بنفسها واجبة بآحادها على وجه
التسلسل ،لكن قد يقال انه ف أحد التقديرين ادعى وجوب اليئة الجتماعية بنفسها مع إمكان الحاد وف
الثان ادعى ان اليئة الجتماعية مكنة
بنفسها لكنها واجبة بالحاد التسلسلة ومعلوم ان كليهما باطل والول أظهر بطلنا من الثان فانه إذا
كانت الحاد كلها مكنة والجتماع نسبة واضافة بينها غايته ان يكون عرضا قائما با امتنع ان يكون واجبا
بنفسه فإن الوصوف المكن يتنع ان تكون صفته واجبة الوجود بنفسها ،واما الثان فلن اليئة الجتماعية إذا
كانت معلول الحاد المكنة كانت اول بالمكان فان معلول المكن أول أن يكون مكنا وان شئت قلت
الفتقر إل المكن اول أن يكون مكنا و الحاد ليس فيها إل ما هو مكن فل يكون ف الجتماع و احاده إل
ما هو مكن ل يوجد بنفسه ومال يوجد بنفسه يتنع ان يوجد به غيه إذا ل يصل له ما يوجد به فإن وجوده
ف نفسه قبل وجود غيه به فإذا ل يكن وجوده إل بوجد يوجده فلن ل يكون وجود غيه به بدون الوجد
الذي يوجده اول واحرى وكل من المكنات واجتماعها ليس موجودا بنفسه فيمتنع ان يكون شيء منها
موجدا لغيه فامتنع ترجح بعضها ببعض وترجح الجموع بالحاد ،وف الملة فكل السؤالي يتضمن افتقار
الجتماع إل
الحاد فكلها ل يدع فيه إل وجوبا بالحاد ل يدع وجوبا بالذات غي الوجوب بالحاد لكن
المدى وهي هذا السؤال لا اضافه إل غيه بعبارة اخرى واعتبار ث انه اعترف بعدم قدرته على حله لا اورده
من جهة نفسه بعبارة اخرى واعتبار اخر ،ومن اجاب عن المدى ف الفرق بينهما يقول السؤال الول قيل
فيه ان الجموع واجب بنفسه وذلك متنع وهذا قيل فيه إنه مكن وجب بالحاد ،وهذا الواب بالفرق
ضعيف وذلك لنه إذا قيل هو مكن واجب بالحاد فقد قيل انه واجب بتلك الحاد وتلك الحاد كلها مكنة
ومعلول المكن اول ان يكون مكنا فيمتنع ان يكون معلول المكن واجبا بالمكن قبل وجوب المكن
والمكن ل يب إل بالواجب بنفسه بل ما كان واحد من المكنات جزء علة لوجوده فهو مكن فكيف إذا
كان كل من المكنات الت ل ناية لا جزء علة
وجوده فان الجتماع الذي يصل للممكنات التسلسلة الت هي علل ومعلولت يتوقف على كل
واحد من تلك المور الت كل منها علة معلول فالجتماع اول بالمكان وابعد عن الوجوب ان قدر ان له
حقيقة غي الحاد ،فثبت انه إذا قدر سلسلة العلل والعلولت كل منها مكن فل بد لا من أمر خارج عنها
وهذا امر متفق عليه بي العقلء وهو من اقوى العلوم اليقينة والعارف القطيعة ،ولول ان طوائف من متأخري
النظار طولوا ف ذلك وشكك فيه بعضهم كالمدى والبري لا بسطنا فيه الكلم ،واصل هذا السؤال مبناه
على ان الجموع ليس هو كل واحد واحد من الحاد إذا الجموع مغاير لكل واحد من الحاد فقد يقال هو
واجب بكل واحد واحد من الحاد وحينئذ فالجموع مكن من جهة كونه مموعا واجبا بالحاد المكنة ل
سيما وهؤلء الفلسفة الذين احتجوا بذا هم واكثر الناس يقولون ل يب ف كل جلة ان توصف با يوصف
به آحادها ،قال ابن سينا ليس إذا صح على كل واحد حكمه صح
على كل مصل وإل لكان يصح ان يقال الكل من غي التناهي يكن ان يدخل ف الوجود لن كل
واحد يكن ان يدخل ف الوجود فيحمل المكان على الكل كما حل على كل واحد ،وكذلك قال
السهروردي الكم على الكل با على كل واحد ل يوز فإن كل مكن غي الركة جائز وقوعه دفعة واحدة
وليس كذلك الميع وكل واحد من الضدين مكن ف مل والكل معا غي مكن ،وهذا السؤال ياب عنه
بأوجه ،أحدها ان يقال نفس الجتماع يتنع ان يكون واجبا بنفسه بدون الجزاء فإن فساد هذا معلوم
بالضرورة ول يقله أحد كيف والجتماع عرض يفتقر إل مله فإذا كان مل العرض غي واجب بنفسه كان
العرض الفتقر إل المكن بنفسه اول ان يكون مكنا غي واجب بنفسه وانا يتوهم وجوبه بالجزاء المكنة
وحينئذ فيكون ذلك الجتماع مكنا بنفسه واجبا بالجزاء واذا كان مكنا بنفسه فنفس
اجتماع الحاد من جلة اجزاء الجموع فيقال الجموع هو الحاد مع اليئة الجتماعية وكل واحد
من ذلك مكن ليس واجبا بنفسه وحينئذ فل يكون هنا مموع منفصل عن جيع الجزاء فلو قيل وجب
الجموع بالحاد لكان قول بوجوب أحد الزأين المكني بالخر وهو وجوب الزء المكن بنفسه الذي هو
الصورة الجتماعية بسائر الجزاء الت كل منها مكن بنفسه ،و اذا كان كذلك كان هذا مضمونه حصول
أحد المكني بالخر من غي شيء واجب بنفسه ،ومن العلوم ان العلق بالمكن بنفسه اول ان يكون مكنا
بنفسه والمكن بنفسه ل يوجد إل بغيه فيلزم ان ل يوجد واحد منهما على هذا التقدير والتقدير ان المكنات
قد وجدت فهمناك شيء خارج عن المكنات وجدت به ،الوجه الثان بان يقال الجموع الذي هو هيئة
اجتماعية نسبه و اضافة بي احاد المكنات ليس هو جوهرا قائما بنفسه فيمتنع ان تكون واجبة بنفسها فإن
العرض مفتقر إل غيه والنسبة من اضعف
العراض وما كان مفتقرا إل مكن من المكنات امتنع وجوبه بنفسه فالفتقر إل كل واحد واحد من
المكنات أول أن ل يكون واجبا بنفسه فإذا كان الجتماع مكنا بنفسه وكل واحد من المكنات مكن
بنفسه ول يوجد شيء ما هو مكن بنفسه إل بغيه ل يوجد شيء من ذلك إل بغيه ويتنع وجود المكن
بجرد مكن فإن المكن ل يوجد بنفسه فل يوجد به غيه بطريق الول وهو معن قولم العلق بالمكن أول
أن يكون مكنا ،الوجه الثالث أن يقال الجموع إما أن يكون مغايرا لكل واحد واحد وإما أن ل يكون فإن
ل يكن مغايرا بطل هذا السؤال ول يكن هناك مموع غي الحاد المكنة وإن كان مغايرا لا فهو معلول لا
ومعلول المكن أول أن يكون مكنا ،وهذا معن قول ابن سينا إن الملة إذا ل تقتض علة أصل أي ل تستلزم
علة تكون موجبة للجملة كانت واجبة غي معلولة وكيف يتأتى هذا وإنا تب بآحادها يقول هي ل تب
بنفسها وإنا وجبت بآحادها وما وجب بغيه ل يكن واجبا بنفسه ،وإيضاح هذا بالكلم على عبارة المدي
حيث قال هذا إشكال مشكل وربا يكون عند غيي حله مع أنه يعظم ما يتكلم فيه
من الكلم والفلسفة ويقول ف خطبة كتابه أبكار الفكار ما تقوله الفلسفة من أنه لا كان كمال كل
شيء وتامه بصول كمالته له كان كمال النفس النسانية بصول ما لا من الكمالت وهي الحاطة
بالعقولت والعلم بالجهولت ولا كانت العلوم متكثرة والعارف متعددة وكان الزمان ل يتسع لتحصيل
جلتها مع تقاصر المم وكثرة القواطع كان الواجب السعي ف تصيل أكملها والحاطة بأفضلها تقديا لا هو
الهم فالهم وما الفائدة ف معرفته أت ول يفى أن أول ما تترامى إليه بالبصر أبصار البصائر
وتتد نوه اعناق المم والواطر ما كان موضوعه احل الوضوعات وغايته اشرف الغايات واليه مرجع
العلوم الدينية ومستند النواميس الشرعية وبه صلح العال ونظامه وحله وابرامه والطرق الوصلة اليه يقينيات
والسالك الرشدة نوه قطعيات ،وذلك هو العلم اللقب بعلم الكلم الباحث ف ذات واجب الوجود وصفاته
و افعاله و متعلقاته ولا كنا مع ذلك قد حققنا اصوله ونقحنا فصوله و احطنا بعانيه و اوضحنا مبانيه و اظهرنا
اغواره وكشفنا اسراره وفزنا فيه بقصب سبق الولي وحزنا غايات افكار التقدمي والتأخرين و استنعنا منه
خلصة اللباب وفصلنا القشر عن اللباب سألن بعض الصحاب
والفضلء من الطلب جع كتاب لسائل الصول جامع لبكار افكار العقول ،وذكر تام الكلم فهو
مع هذا الكلم ومع ما ف كلمه من ذكر مباحث اهل الفلسفة والكلم يذكر مثل هذا السؤال الشكل الوارد
على طريقة معرفة واجب الوجود الذي ل يذكر طريقا سواه ويذكر انه مشكل وليس عنده حله ولكن من
عدل عن الطرق الصحيحة اللية القطيعة القريبة البينة إل طرق طويلة بعيدة ل يؤمن عليه مثل هذا النقطاع
كما فد نبه العلماء على ذلك غي مرة وذكروا ان الطرق البتدعة إما ان تكون مطرة لطولا ودقتها و اما ان
تكون فاسدة ولكن من سلك الطريق الخوقة وكانت طريقا صحيحة فإنه يرجى له الوصول إل الطلوب ،
ولكن لا فعل هؤلء ما فعلوا وصاروا يعارضون بضمون طرقهم
صحيح النقول وصريح العقول ويدعون ان ل معرفة إل من طريقهم او ل يكون عالا كامل إل من
عرف طريقهم احتيج إل تبي ما فيها دفعا لن يارب ال ورسوله ويسعى ف الرض فسادا وبيانا للطرق
النافعة غي طريقهم وبيانا لن اهل العلم و اليان عالون بقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك ولكن من
كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك ايانا واحتسابا وطلبا للعدل والق وجعل قوته ف الهاد ف اعداء ال
ورسوله كان خيا من جعل ما اوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق ،و اذا قيل لم ل تفسدوا ف الرص
قالوا إنا نن مصلحون إل انم هم الفسدون ولكن ل يشعرون و اذا قيل لم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن
كما امن السفهاء إل انم هم السفهاء ولكن ل يعلمون واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلوا إل شياطينهم
قالوا انا معكم إنا نن مستهزءون ال يستهزئ بم ويدهم ف طغيانم يعمهون اولئك الذين اشتروا الضللة
بالدى فما ربت تارتم وما كانوا مهتدين مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب ال
بنورهم وتركهم ف ظلمات ل يبصرون صم بكم عمى فهم ل يرجعون او كصيب من السماء فيه ظلمات
ورعد
وبرق يعلون اصابعهم ف اذانم من الصواعق حذر الوت وال ميط بالكافرين ، ،فإن الدى الذي
بعث ال به رسوله لا كان فيه معن الاء الذي يصل به الياة ومعن النور الذي يصل به الشراق ذكر هذين
الثلي كما قال تعال ،او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يشي به ف الناس كمن مثله ف الظلمات ليس
بارج منها ،سورة النعام 122وكما ضرب الثل بذا وهذا ف قوله تعال ،انزل من السماء ماء فسالت
اودية بقدرها فاحتمل السيل ربدا رابيا وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب
ال الق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال ،
سورة الرعد 17وقال تعال ،ال تر إل الذين يزعمون انم آمنوا با انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان
يتحاكموا إل الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلل بعيدا واذا قيل لم تعالوا إل
ما انزل ال وال الرسول رأيت النافقي يصدون عنك صدودا فكيف إذا اصابتهم مصيبة با قدمت أيديهم ث
جاءوك يلفون بال ان أردنا إل احسانا وتوفيقا اولئك الذين يعلم ال ما ف قلوبم فأعرض عنهم وعظهم وقل
لم ف انفسهم قول بليغا ،سورة النساء ، 63 60ومن اعظم الصائب ان يصاب النسان فيما ل سعادة له
ول ناة له
إل به ويصاب ف الطريق الذي يقول انه به يعرف ربه ويرد عليه فيه اشكال ل ينحل له مع انه من كب
رؤوس طوائف اهل الكلم والفلسفة بل قد يقال انه ل يكن ف وقته مثله ،والقصود هنا ذكر عبارته ف
الشكال الذي اورده وهو قوله ما الانع من كون الملة مكنة الوجود ويكون ترجحها بترجح آحادها
وترجح آحادها كل واحد بالخر إل غي ناية ،فيقال له و المور الت شلها وجوب او إمكان او امتناع او
غي ذلك ان ل يكن هناك إل مرد شول ذلك الوصف له من غي امر وجودى زائد على الحاد فليس
اجتماعها زائدا على افرادها وان كان هناك اجتماع خاص كالتأليف الاص فهذا التأليف والجتماع الاص
زائد على الفراد وإذا كان كذلك فليس ف مرد تقدير مكنات شلها المكان ما يقتضي أن يكون اشتراكها
ف ذلك قدرا زائدا على الحاد كما أن العشرة الطلقة ليست قدرا زائدا على آحاد العشرة ،لكن نن نذكر
التقسيمات المكنة الت تطر بالبال ليكون الدليل جامعا فنقول إذا قال القائل ف مثل العلولت المكنة
الملة معلولة بالحاد فيقال له إما أن ل يكون هنا جلة غي الحاد كما ليس للعشرة جلة غي آحاد
العشرة وإما أن تكون الملة غي الحاد كالشكل الثلث فإن اجتماع الضلع الثلثة غي وجودها مفترقة
وكالعشرة الصفوفة فإن اصطفافها غي العشرة الطلقة فإن كان الول فالملة هي الحاد التعاقبة وكلها مكن
فالملة كلها مكنة ،وإن كان الثان فالملة إما أن يراد با اليئة الجتماعية دون أفرادها وإما أن يراد با
الفراد دون الجتماع وإما أن يراد با المران والول هو الذي أراده بالسؤال ،لكن ذكرنا كل ما يكن أن
يقال فإذا قال الجتماع مكن وترجحه بالحاد التعاقبة ،قيل له فيكون الجتماع معلول الحاد وموجبها
ومقتضاها والحاد مكنة ومعلول المكن أول أن يكون مكنا فيكون حينئذ كل من الحاد مكنا ونفس الملة
مكنة لكن هذا المكن معلول تلك المكنات وقد علم أن المكن ل يوجد بنفسه فل يكون شيء من تلك
الحاد موجودا بنفسه ول الملة موجودة بنفسها فل يكون
ف جيع ما ذكر ما يوجد بنفسه وما ل يوجد بنفسه إذا وجد فل بد له من موجد ،وما يبي ذلك أن
الملة إذا قيل هي مكنة معلولة الحاد التعاقبة كان هناك مكن زيد على تلك المكنات فكأن المكنات الت
هي معلولت متعاقبة زيدت معلول آخر ومعلوم أنا بزيادة معلول آخر تكون أحوج إل الواجب منها لو ل
تزد ذلك العلول ،ولو قيل إنا زيدت علة مكنة ل يغن عنها شيئا فكيف إذا زيدت معلول مكنا ،وما يبي
هذا أن الملة قد تكون مقترنة وقد تكون متعاقبة فالقترنة مثل اجتماع أعضاء النسان واجتماع أبعاض
السم الركب سواء كان لا ترتيب وضعي كالسم أو ل يكن كاجتماع اللئكة والناس والن والبهائم وغي
ذلك ،وأما التعاقبة فمثل تعاقب الوادث كاليوم والمس والولد مع الوالد ونو ذلك ،والملة القترنة أحق
بالجتماع ما تعاقبت أفرادها فإن ما
تعاقبت أفراده قد يقال إنه ليس بوجود لن الاضي معدوم والستقبل معدوم ولذا جوز من جوز عدم
التناهي ف هذا دون ذاك وفرق من فرق بي الاضي والستقبل لن الاضي دخل ف الوجود بلف الستقبل
وفرق قائل ثالث بي ماله اجتماع وترتيب كالسم وبي ما فقد أحدها كالنفوس والركات ،وإذا كان
كذلك فإذا قال القائل الملة مكنة وهي معلولة الحاد فلو كانت الملة هنا مقترنة متمعة ف زمان واحد
لكان المر فيها أظهر من التعاقبة الت ل اقتران لحادها ول اجتماع لا ف زمن واحد والعلل والعلولت ل
تكون إل متمعة ل تكون متعاقبة ،لكن القصود أن ما يذكره يشمل القسمي فلو قدر أنا متعاقبة لكان ذلك
يشملها ،و المدي جعل العمدة ف نفي تناهي العلل والعلولت على أنه قال والقرب ف ذلك أن يقال لو
كانت العلل والعلولت غي متناهية وكل واحد منها مكن على ما وقع به الغرض فهي إما متعاقبة
وإما معا فإن قيل بالول فقد أبطل بثلثة أوجه ث زيفها وقال والقرب ف ذلك أن يقال لو كانت
العلل والعلولت متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة وعند ذلك فل يلو ما أن يقال بوجود شيء منها ف
الزل أو ل وجود لشيء منها ف الزل فإن كان الول فهو متنع لن الزل ل يكون مسبوقا بالعدم والادث
مسبوق بالعدم وإن كان الثان فجملة العلل والعلولت مسبوقة بالعدم ويلزم من ذلك أن يكون لا ابتداء
وناية وما له ابتداء وناية فهو متوقف على سبق غيه عليه وأما إن كانت العلل والعلولت الفروضة موجودة
معا ،ث ساق الدليل كما حكيناه عنه وهذه التقاسيم والتطويل ل يتاج إليها وهي باطلة ف نفسها فزاد ف
الدليل ما يستغن عنه ويكون توقف الدليل عليه مبطل له إذا ل يبطل إل با ذكره ،وهذا كثيا ما يقع ف
كلم أهل الكلم الذموم يطولون ف الدود
والدلة با ل يتاج التعريف والبيان إليه ث يكون ما طولوا به به مانعا من التعريف والبيان فيكونون
مثل من يريد الج من الشام فيذهب إل الند ليحج من هناك فينقطع عليه الطريق فلم يصل إل مكة ،وبيان
ذلك بوجوه ،أحدها أن يقال ما ذكره من الدليل على امتناع علل ومعلولت متمعة يتناول العلل والعلولت
مطلقا سواء كانت متعاقبة أو ل تكن وإذا كان دليل المتناع يعم القسمي فل حاجة إل التقسيم ولكن زيادة
هذا القسم كزيادة القسم فيما ذكره بعد ذلك حيث قال وان كانت العلل والعلولت معا فالنظر إل الملة
غي النظر إل كل من الحاد وحينئذ فالملة إما ان تكون واجبة و اما ان تكون مكنة وهذا ل يتاج اليه ايضا
فإنه قد ذكر ان الحاد مكنة مفتقرة إل الواجب فبتقدير ان ل تكون الملة زائدة على الحاد يكون المر
أقرب
،وهو بعد هذا قد أورد انه ل يلزم من كون الفراد مكنة كون الملة مكنة وأجاب عن ذلك بأن
هذا ساقط وهذا السؤال والواب كاف عن ذلك التطويل بزيادة قسم ل يتاج اليه لكن هذا القسم وان ل
يتج اليه فإنه ل يضره بلف ما ذكره من زيادة تعاقب العلل فإنه زيادة أفسد با دليله مع استغناء الدليل عنها
،وذلك يظهر بالوجه الثان وهو أنه قال لو كانت العلل والعلولت متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة
فيلزم ان تكون الول حادثة او تكون كلها حادثة مسبوقة بالعدم وهذا قد استدل به طائفة من أهل الكلم
على امتناع حوادث ل تتناهى ،وقد تقدم العتراض عليه وبي الفرق بي ما هو حادث بالنوع وحادث
بالشخص وان ما كان ل تزل آحاده متعاقبة كان كل منها بنلة الخر وكل منها مسبوق بالعدم وليس النوع
مسبوقا بالعدم ،وقول القائل الزل ل يكون مسبوقا بالعدم لفظ ممل ،فإن أراد به ان الواحد الذي هو بعينه
أزل ل يكون مسبوقا
بالعدم فهذا صحيح وليس الكلم فيه وان اراد ان النوع الزل البدي الذي ل يزل ول يزال ل يكون
مسبوقا بالعدم فهذا مل الناع ،فقد صادر على الطلوب بتغيي العبارة وكأنه قال ل يكن دوام الوادث كما
لو قال البدي ل يكون منقطعا وكل من أفراد الستقبلت منقطع فل تكون الستقبلت ابدية ،فيقال النوع
هو البدي ليس كل واحد أبديا كذلك يقال ف الاضي وهذا الكلم قد بسط ف غي هذا الوضع ،الوجه
الثالث ان يقال هذه القدمة فيها نزاع مشهور بي العقلء ولعل أكثر المم من أهل اللل والفلسفة ينازع فيها
وأما وجود علل ومعلولت ل ناية لا فلم يتنازع فيها أحد من العقلء العروفي ،فلو قدر ان تلك القدمة
التنازع فيها صحيحة لكان تقدير القدمة الجمع عليها بقدمة متنازع فيها خلف ما ينبغي ف التعليم والبيان
والستدلل ل سيما وليست اوضح منها ول لا دليل يصها فإنه ربا ذكرت القدمة التنازع فيها لختصاصها
بدليل أو وضوح ونو ذلك وأما بدون ذلك فهو خلف الصواب ف الستدلل
،الوجه الرابع ان الغزال سلك مسلكا ف تعجيز الفلسفة عن إثبات الصانع بأن قال دليلكم مبن على
نفي التناهي عن العلل والعلولت قال وأنتم ل يكنكم ذلك مع اثباتكم حوادث ل تتناهى فإن ما تذكرونه من
دليل نفي النهاية ف العلل يلزم مثله ف الوادث وما تذكرونه ما يسوغ وجود حوادث ل تتناهى يلزمكم
نظيه ف العلل ،وهذا الذي قاله وان كان قد استدركه من استدركه عليه لكن هو أجود ما فعله المدي فإن
مقصوده الزامهم أحد أمرين إما عدم إثبات الواجب واما القرار بدوث العال وبي ان إثبات الصانع معلول
بإثبات الوادث وان افتقار الحدث إل الحدث امر ضروري فهذا خي من ان يعل إثبات الصانع موقوفا على
تقسيمها إل التعاقب والقتران وان العلل التعاقبة ل يكن ابطالا إل بالتسوية بي امتناع كون الادث العي
دائما ل يزل وكون نوع الوادث دائما ل يزل فإن هذا فيه من التطويل ووقف العلم بالصانع على مثل هذه
القدمة ما ل يفى ،الوجه الامس ان الدليل الذي ذكره غايته ان يثبت ان الوادث
لا ابتداء إذ لو كانت العلل متعاقبة مدثة وللحوادث أول لزم ان يكون للحادث أول وهذا غايته ان
يكون بنلة إثبات حدوث العال ،وهو وأمثاله مع كونم يتجون على حدوث العال فلم يقولوا ان الحدث
ل بد له من مدث كما هو قول المهور ول أثبتوا ذلك بأن الدوث مصص بوقت دون وقت فيفتقر إل
مصص كما فعله كثي من أهل الكلم بل ول بأن المكن يفتقر إل الرجح لوجوده بل قالوا الحدث مكن
والمكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح ث اوردوا جواز التسلسل ف العلل واجابوا عن ذلك ،
فإذا كان الواب عن ذلك ل يتم إل بإثبات حدوث العلل كان غايتهم ان يثبتوا افتقار المكن إل علة حادثة
فهم بعد ذلك ان قالوا والحدث ل بد له من مدث كانوا قد قالوا حقا لكن طولوا بذكر تقسيمات ل فائدة
فيها بل تضعف الدليل وكانوا مستغني عنها ف الول وان ل يقولوا والحدث ل بد له من مدث ل يكن ما
ذكروه نافعا فإن مرد حدوث العلة ان ل يستلزم وجود الحدث ل يثبت واجب الوجود
،فتبي ان ما سلكوه إما ان ل يفيد او يكون فيه من التطويل والتعقيد ما يضر ول ينفع ومع هذا فمثل
هذا التطويل والتعقيد قد يكون فيه منفعة لن يسفسط ويعاند ولن ل تنقاد نفسه إل بثل ذلك كما قد نبهنا
عليه ف غي هذا الوضع ،ومضمون ما ذكروه دور ف الستدلل فل يكون استدلل صحيحا فإنه إذا قدر
علل ومعلولت متعاقبة وأثبت امتناع ذلك لن الادث ل يكون أزليا لزم ان هذه العلل مدثة ،فيقال له فلم
ل يوز ان يكون استناد المكنات إل علل مدثة فل بد ان يقول على طريقته ان الحدث مكن والمكن يفتقر
إل علة وعلته ل تكون مدثة فيكون حقيقة كلمه الحدث يفتقر إل مدث لن الحدث يفتقر إل مدث إذ
كان حقيقة ما يقوله ان الحدث ل بد له من علة لنه مكن فيفتقر إل مرجح ومرجحه ل يكون مدثا لن
الحدث مكن ل بد له من علة ،وإن غي العبارة فقال هذا المكن ل بد له من علة والعلة ل تكون مكنة لن
المكن ل بد له من علة كان قد قال المكن له علة لن المكن له علة وكل ذلك إثبات الشيء بنفسه
،والقصود هنا أن ما ذكر من امتناع التسلسل ف العلل يشمل ما إذا قدرت متعاقبة كما إذا قدرت
مقترنة وأنه حينئذ يكون الجتماع معلول للفراد و اذا كان كل من الفراد مكنا ل يوجد بنفسه والجتماع
معلول لا كان أول ان يكون مكنا ل يوجد بنفسه ول يوجد مكن بمكن ل موجد له فإن ما ل يوجد نفسه
أول ان ل يوجد غيه فإذا ل يكن ف الحاد ما يوجد نفسه كان أول ان ل يوجد غيه ل الملة ول غيها
من الحاد ،يبي هذا ان المكن ل يوجد بنفسه بل ل يوجد إل بغيه فإذا قدر ان ث مكنات موجودة سواء
كانت علل أو ل تكن وسواء كانت متناهية أو غي متناهية ل يكن فيها شيء وجد بنفسه فإذا كان الجموع
ل يوجد إل با وليس فيها شيء موجود بنفسه ل يكن ف جيع ما ذكر ما يوجد بنفسه ل جلة ول تفصيل
واذا وجد ما ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بغيه ،إل ترى انه لو قال الوادث ل توجد بنفسها ل يكن فرق
بي الوادث الت لا ناية والت ل ناية لا بل كل من الوادث الت ل تتناهى ل يوجد بنفسه بل ل بد له من
مدث ،والذهن إذا قدر مكنات مصورة ومدثات مصورة ليس لا
مدث ول مبدع علم امتناع ذلك فإذا قدرها ل تتناهى ل تكن هذه الال توجب استغناءها عن
الحدث البدع وتعلها غنية عن مبدع خارج عنها بل كلما كثر ذلك كان أول بالاجة إل البدع فما ل
يوجد بنفسه إذا ضم اليه ما ل يوجد بنفسه مرات متناهية او غي متناهية كان ذلك مثل ضم العدومات بعضها
إل بعض وذلك ل يغن عنها شيئا بل العدومات ل تفتقر حال عدمها إل فاعل وأما هذه الت ل بد لا من
فاعل إذا كثرت كان احتياجها إل الفاعل أوكد وأقوى وتسلسل المكنات ل يرجها عن طبيعة المكان
الوجب لفقرها إل البدع كما ان طبيعة الدوث ل ترج الحدثات عن طبيعة الدوث الوجبة لفقرها إل
الفاعل ،ومن جوز تسلسل الوادث وقال كل منها حادث والنوع ليس بادث ل يكنه ان يقول كل من
المكنات مكن والملة ليست مكنة كما ل يكنه ان يقول كل من الوجودات موجود والملة ليست
موجودة ول يقول كل من المتنعات متنع والملة ليست متنعة بل المتناع لملة المتنعات اول منه لحادها
وكذلك المكان لملة المكنات اول منه لحادها والفقر إل الصانع الذي يستلزمه المكان لملة المكنات
أول منه لحادها وأما الوجود لملة الوجودات فليس هو أول منه لحادها
،وان قيل هو واجب للجملة وذلك ان جلة الوجودات موقوفة على وجود كل منها بلف وجود
الواحد منها فإنا ل تتوقف على وجود الملة وأما المتنعات فامتناع جلتها ليس موقوفا على امتناع كل منها
بل كل منها متنع لذاته فامتناع الملة لذاتا أول وأحرى اللهم إل ان يكون المتناع مشروطا بأفرادها
كالتلزمي اللذين يتنع وجود أحدها دون الخر ول يتنع اجتماعهما ،وكذلك المكنات إذا كان كل منها
مكنا لذاته بيث يفتقر إل الفاعل ول يوجد بنفسه فليس إمكان كل منها مشروطا بالخر ول معلقا به ول
لمكان هذا تأثي ف إمكان هذا كما ف المتناع بلف الوجودات فإنه قد يكون وجود أحد المرين إما
مشروطا واما علة للخر بلف ما إذا قدر موجودات واجبة بأنفسها فإنه حينئذ ل يكون وجود بعضها
موقوفا على وجود البعض وأما ما هو مكن بنفسه أو متنع بنفسه فليس امكانه وامتناعه مشروطا بغيه بل
نفس تصور حقيقته يوجب العلم بامتناعه وامكانه ،وحينئذ فكلما كثر افراد هذه القيقة كان العلم بامتناعها
او امكانا
أكثر والعلم بامتناع الملة او امكانا أول وأحرى ولو قدرنا واجبات بأنفسها غنية عن الغي بيث ل
يكون بعضها شرطا ف البعض لكانت الملة واجبة ول يكن وجوبا بدون وجوب الحاد وامتنع ان يقال
الملة متنعة او مكنة مع وجوب كل من الحاد بنفسه وجوبا ل يقف فيه على غيه ،فتبي انه إذا كان من
المور ما هو مكن ف نفسه ل يقف امكانه على غيه ومعن امكانه أنه ل يستحق بنفسه وجودا ويتنع وجوده
بنفسه وهو بالنظر إل نفسه فقي مض أي الفقر الذات الذي يتنع معه غناه بنفسه وسواء قلنا ان عدمه ل يفتقر
إل مرجح او قلنا ان عدمه لعدم الرجح وقدرنا عدم الرجح فهو ف الوضعي ل يستحق إل العدم ل يستحق
وجودا أصل ،فكثرة مثل هذا وتقدير ما ل يتناهى من هذا الضرب ل يقتضي حصول وجود له او غن ف
وجوده عن غيه ول وجود بعض هذه المور ببعض فإن كثرة هذه المور الت ل تستحق إل العدم توجب
كثرة استحقاقها للعدم وكثرة افتقارها إل موجد يكون موجودا بنفسه ،فإذا قدر امور ل ناية لا ليس فيها
شيء يستحق الوجود كان قول القائل ان بعضها يوجد بعضا ف غاية الهل فإن ما ل يستحق ف نفسه ان
يكون موجودا كيف يستحق ان يكون موجدا
لغيه وكيف يكون وجوده بوجود ما هو مساو له ف أنه ل يستحق الوجود ،يبي هذا أنه إذا كان
هذا ل يستحق الوجود وهذا ل يستحق الوجود ل يكن جعل هذا علة والخر معلول بأول من العكس فإن
شرط الفاعل أن يكون موجودا فإذا ل يكن موجودا امتنع أن يكون فاعل وكل منهما ل يستحق أن يكون
موجودا فل يكون فاعل ،وإذا قال إن أحد هذين وجد بالخر فهذا إنا يعقل إذا كان الخر موجودا وذاك
الخر ل يكون موجودا بنفسه ل يكون موجودا إل بغيه وذلك الغي الذي يفتقر إليه المكن ليس هو أي غي
كان بل ل بد من غي يصل به وجوده ووجوده بيث يستغن به عما سواه فذلك الغي الذي يفتقر إليه
المكن من شرطه أن يكون مستقل بإبداع المكن ل يتاج إل غيه بوجه من الوجوه فمت قدر أنه متاج إل
غيه كان المكن متاجا إل هذا الغي وإل هذا الغي فل يصل وجوده بأحد الغيين بل ل بد منهما وكذلك
لو قدر من الغيار ما يقدر فل بد أن يكون ما يفتقر إليه المكن غي متاج إل غيه بوجه من الوجوه وليس
ف المكنات ما هو بذا الشرط بل كل منها يتاج إل غيه فلو قدر أن المكن يوجد بمكن إل ناية أو غي
ناية والملة
المكنة توجد بالفراد لكان الغي الذي يفتقر إليه المكن متاجا إل غيه مع أن كل من الحتاجي ل
يغن عن نفسه شيئا أصل البتة ،يزيد هذا إيضاحا أن المكن مع عدم القتضى التام يكون متنعا ل مكنا وأعن
بالقتضى التام الذي يلزم من وجوده وجود القتضى لكن يكون متنعا لغيه فإذا كان كل من المكنات له علة
مكنة والعلة المكنة ليست مقتضيا تاما فإنا ل توجد إل بغيها إذ المكن مفتقر إل غيه فوجوده مردا عن
مقتضيه متنع فضل عن أن يكون مقتضيا لغيه فإذا ل يكن مع شيء من المكنات مقتض تام كان كل منها
متنعا وتقدير متنعات ل ناية لا يوجب قوة امتناعها ويتنع مع ذلك أن تكون جلتها مكنة فضل عن أن
تكون واجبة فتبي بذلك أن جلة العلل المكنات الت ل تتناهى جلة متنعة فامتنع أن يقال هي موجودة معلولة
للفراد لن المتنع ل يكون موجودا ل معلول ول غي معلول ،يبي ذلك أن تقدير معلول ل علة له متنع
والمكن الوجود معلول لغيه فإذا قدر علل مكنة ل تتناهى كان كل منها معلول فقد قدر معلولت ل تتناهى
ومن العلوم بالضرورة أن وجود معلولت ل تتناهى ل يقتضي استغناءها عن العلة وإذا قيل إن الملة معلولة
للحاد فقد ضم معلول إل معلولت ل تتناهى وذلك ل يقتضى استغناءها عن العلة
،فتبي أن من توهم كون العلل المكنة الت ل تتناهى الت هي معلولت ل تتناهى يكن أن يكون لا
معلول ل يتناهى فإنا قدر ثبوت معلولت ل تتناهى ليس فيها علة وإذا كانت العلولت التناهية ل بد لا من
علة فالعلولت الت ل تتناهى أول بذلك فإن طبيعة العلول تستلزم الفتقار إل العلة وهذا يظهر باعتبار العان
الت يوصف با المكن فإنه معلول مفتقر مبدع مصنوع مدبر مفعول ل يوجد بنفسه ل يستحق الوجود فإذا
قدر واحد من هذا النوع كان ذلك مستلزما لعلته وموجبه وصانعه وفاعله ومبدعه وإذا قدر اثنان كان
الستلزام أعظم وإذا قدر ما ل يتناهى كان الستلزام أعظم فإنه إذا كان الواحد منها بدون الواجب متنعا
فالثنان متنع ومتنع وتقدير ما ل يتناهى من هذا تقدير متنعات ل تتناهى ،وإن قيل إن وجود الواحد منها
يستلزم وجود الواجب فتقدير
اثني أول أن يستلزم وجود الصانع ولو أمكن وجود ما ل يتناهى من العلل المكنة كان ذلك أعظم ف
امتناعها فكيف با يتناهى كما يقدر من يقدر أن العقل الول أبدع الثان والثان أبدع الثالث وفلكه إل
العاشر البدع لا تت الفلك وإذا قدر ما ل يتناهى كان الستلزام أعظم ،فتبي أنه كلما كثرت المكنات
وتسلسلت كان ذلك أعظم ف دللتها على ثبوت الواجب و استلزامها له والنسان قد يتوهم إذا فرض علل
هي معلولت ل تتناهى وتوهم أن العلة تكون وحدها مؤثرة ف العلول أو مقتضية له أو موجبة فهذا متنع فإن
العلة إذا كانت معلولة لزم أنا ل تقوم بنفسها بل تفتقر إل غيها فالعلول الفتقر إليها مفتقر إل علة علتها الت
هي مفتقرة إليه فيكون معلولا كما أنه مفتقر إليها فهو مفتقر إل كل ما هي مفتقرة إليه فإذا قدر من ذلك ما
ل يتناهى قدر أنه متاج إل أمور ل تتناهى وليس فيها ما هو موجود بنفسه ول غن عن غيه
،ومن العلوم أنه كلما كثرت المور الشروطة ف وجود الوجود كان وجوده موقوفا عليها كلها
وكان أبعد عن الوجود من الوجود الذي ل يتوقف وجوده إل على بعض تلك المور فإذا كان المكن ل
يوجد بعلة واحدة مكنة بل يتنع وجوده با فإذا كثرت العلل المكنة الت يتوقف وجوده عليها كان وجوده
أعظم ف المتناع وأبعد عن الواز وإذا كانت المكنات قد وجدت فقد وجد قطعا مقتض لا مستغن عن
غيه وكلما تدبر التدبر هذه العان ازداد لا تبينا وعلم أن كل ما يقدر وجوده من المكنات فإنه دال على
الواجب الغن بنفسه عن كل مكن مباين له ،ومن العجب أن هؤلء يذكرون ف إثبات واجب الوجود من
الشبهات ما يذكرون وإن كانوا ييبون عنها ث إذا أخذوا وجوده إما مبهنا وإما مسلما وصفوه من الصفات
السلبية بأمور ل يدل عليها ما دل على وجوده بل يصفونه با يتنع معه وجوده حت يعلم أن ما وصفوا به
واجب الوجود ل يكون إل متنع الوجود كما قد بسط ف غي هذا الوضع ول يذكرون من القوادح العارضة
لتلك السلوب بعض ما يذكرونه ف إثبات وجوده وإن توهوا بطلنا مع أن تلك العارضات
هي صحيحة قادحة فيما ينفي صفاته بل الشيطان يلقى إليهم من الشبهات القادحة ف الق ما لو
حصل لم نظي من المور القادحة ف الباطل لا اعتقدوه ،فهذا كله إذا أريد بالملة الجتماع الغاير لكل
واحد واحد وإن أريد با كل واحد واحد كان المر أظهر وأبي فإن كل واحد واحد مكن مفتقر إل الفاعل
فإذا ل يكن هناك جلة غي الحاد امتنع أن يكون هناك غي الحاد المكنة ما يوصف بوجوب أو إمكان ،
وإن أريد بالملة مموع المرين الحاد والجتماع كان الجتماع جزءا من أجزاء الجموع فيكون هناك
أجزاء متعاقبة وجزء هو الجتماع وهذا الزء يتنع أن يكون واجبا بنفسه لنه مفتقر إل المكنات ولنه
عرض قائم بغيه وأحسن أحواله أن يكون كالتأليف مع الؤلف فإذا كان الؤلف مكنا بنفسه فتأليفه أول بل
قد يقال ليس للجملة هنا أمر وجودي مغاير للفراد التعاقبة وإنا لا أمر نسب اعتباري كالنسبة الت بي أفراد
العشرة وهذا وغيه ما يبي امتناع وجوبا بنفسها فيبقى هذا الزء مكنا بنفسه فقيا إل غيه كسائر الجزاء
فيكون حينئذ هناك مكنات كل منها متاج إل الوجد فيحتاج كل منها إل الوجد والملة هنا داخل ف قولنا
كل منها فإنه جزء من هذا الكل
،فتبي أنه كيفما أدير المر ليس ف المكنات التعاقبة ل واجب بنفسه ول بغيه إل أن يكون هناك
واجب بنفسه خارج عن المكنات إذا كان كل فرد فرد مكنا والجتماع أيضا مكن بطريق الول والمران
مكنان بطريق الول والحرى وكل من الفراد مستغن عن اليئة الجتماعية فإنه موجود بدونا وما احتاج إل
المكن الستغن عنه كان أحق بالمكان ،وإيضاح ذلك أنه إذا قدر كل موجود معلول مفعول مفتقر وليس ف
الوجود إل ما هو كذلك كما إذا قدر أن المكنات ليس لا مقتض واجب بنفسه فإنه يكون المر كذلك وإن
ل يعل بعضها معلول لبعض فهذا التقدير يقتضي أن ل يوجد شيء منها لنا ل توجد بأنفسها إذ التقدير
كذلك وما ل يكن موجودا بنفسه فهو أول أن ل يوجد غيه فل يكون شيء منها موجودا بنفسه ول
موجودا بغيه ومعلوم أن الوجود إما موجود بنفسه وإما موجود بغيه فإذا قدر أنا موجودة وقدر مع ذلك
أنا ل موجودة بأنفسها ول بوجود أوجدها لزم المع بي النقيضي ولو قدر تسلسلها فتسلسلها ل يوجب
أن يكون شيء منها موجودا بنفسه فل يقتضي أن يكون موجدا لغيه والعدوم ل يوجد غيه فإذا ل يكن فيها
ما هو موجود بنفسه ل يكن فيها ما هو
موجد لغيه وهذا أعظم امتناعا من تقدير أفعال ل فاعل لا وحوادث ل مدث لا فإن تلك يكون
التقدير فيها أنا وجدت بأنفسها والتقدير هنا أنا ل توجد بأنفسها ول هناك ما هو موجود بنفسه يوجدها
ول هناك غي موجود يوجدها وإنا التقدير معلولت مفتقرات والعلول من حيث هو معلول والفتقر من حيث
هو مفتقر ليس فيه ما يقتضي وجوده واذا ل يكن لا وجود ول لقتضيها وجود لزم انتفاء الوجود عنها كلها
وهذا مع كونا موجودة جع بي النقيضي ،وهذا كلم مقق وتنبيه للنسان بأن يعلم ان مرد تقدير
معلولت مكنة ل هي موجودة بنفسها ول فيها علة موجودة بنفسها ل يقتضي وجود ذلك ف الارج فليس
كل ما قدرته الذهان امكن وجوده ف العيان ل سيما مع سلب الوجود عنها من نفسها ومن موجد يوجدها
و اذا قدر ان العلول المكن له علة مكنة فهي أيضا معدومة من تلقاء نفسها فليس فيما قدر قط شيء موجود
فمن اين يصل لا الوجود
فصل ،وقد أورد البري ومن اتبعه على هذه الجة الذكورة لقطع التسلسل ف العلل اعتراضا زعم
انه يبي ضعفها فقال ف كلمه على ملخص الرازي وغيه قول القائل مموع تلك العلل المكنة يتاج إل كل
واحد منها ال قلنا ل ل يوز ان يكون الؤثر ف ذلك الجموع واحدا منها إما قوله بان ذلك ل يكون علة
لنفسه ول لا قبله فل يكون علة للمجموع قلنا ل نسلم وانا يلزم أن لو كان علة الجموع علة لكل واحدة
من أجزائه فلم قلتم إنه كذلك وهذا لن الشيء جاز ان يكون علة للمجموع من هو حيث مموع فل يكون
علة لكل واحد من اجزائه فان الواجب لذاته علة لجموع الوجودات وليس علة لكل واحد من اجزائه
لستحالة كونه علة لنفسه ل يقال بأن مموع تلك العلل التسلسلة مكن وكل مكن فهو مفتقر إل علة
خارجية فذلك الجموع افتقر إل علة خارجية عنه لنا نقول ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة خارجية
عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقاره إل المكن وليس مفتقرا إل علة خارجية عنه ل
يقال بأن الجموع الركب من آحاد كل واحد منها مكن متاج إل علة خارجية لنا
نقول ل نسلم وانا يكون كذلك ان لو ل يكن كل واحد منها معلول لخر إل غي النهاية ل يقال ان
جلة ما يفتقر اليه الجموع إما ان يكون نفس الجموع او داخل فيه او خارجا عنه و الول مال وأل لكان
الشيء علة نفسه والثان مال وأل لكان بعض الجزاء كافيا ف الجموع والثالث حق قلنا ان اردت بملة ما
يفتقر اليه الجموع جلة المور الت يصدق على كل واحد منها انه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز ان يكون
هو نفس الجموع والذي يدل عليه ان جلة المور الت يفتقر اليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع
لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا عنه فهو نفس الجموع وان اردت العلة الفاعلية فلم قلتم انه يلزم ان
يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع و اذا كان الجموع مكنا ف نفسه فهو مفتقر إل غيه فما يفتقر اليه
الجموع إما ان يكون هو الجموع او داخل فيه او خارجا منه و الول مال وأل لكان الشيء علة لنفسه
والثان مال وأل لكان بعض الجزاء كافيا ف الجموع لن الجموع إذا كان مكنا وانا يفتقر إل البعض لزم
ان يكون البعض هو القتضي للمجموع فليلزم ان يكون مقتضيا لنفسه ولعلته وان كان ما
يفتقر اليه الجموع خارجا عن الجموع فهو الطلوب وهذا التحرير يوجب ان يكون البعض علة فاعلة
للمجموع والعلة الفاعلة كافية للمجموع ،وقوله ان اردت بملة ما يفتقر اليه الجموع جلة المور الت
يصدق على كل واحد منها انه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز ان يكون هو نفس الجموع ،فيقال له لن
الجموع إن ل يكن زائدا على تلك المور الت كل منها معلول فليس هنا مموع غي العلولت والعلولت
الت ل يوجد شيء منها بنفسه بل ل بد له من موجد موجود إذا ل يكن فيها موجد موجود وامتنع أن يكون
مموعها حاصل بجموعها وإن كان الجموع معلول لا فهو أول بالفتقار وهذا أمر معلوم بالضرورة وما
قدح فيه كان قدحا ف الضروريات فل يسمع ،الوجه الثالث الواب عن معارضته وهو قوله إن جلة المور
الت يتوقف عليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا عنه فهو
نفس الجموع ،وملخص هذا الكلم أن مموع الوجودات ليس متوقفا على بعض الجزاء لتوقفه على
الميع ول متوقفا على ما خرج عن الجموع فالجموع متوقف على الجموع
،فيقال له هذا يناقض ما ذكرت أول من أن الؤثر ف مموع الوجودات واحد منها وزعمت أن هذا
معارضة لقولم مموع المكنات ل يوز أن يكون الؤثر فيها واحدا وإذا كان هذا يناقض ذاك فإما أن تقول
الؤثر ف الجموع جزؤه أو الؤثر فيه هو الجموع فإن قلت إنه جزؤه بطل هذا العتراض وسلم هذا الدليل
الدال على امتناع معلولت مكنة ليس لا علة واجبة وبذلك يصل القصود من إثبات واجب الوجود وإن
قلت إن الؤثر هو الجموع بطل اعتراضك على ذلك الدليل وسلم ذلك الدليل عن العارضة فحصل به
القصود ،الوجه الرابع أن يقال قولك جلة المور أو مموع المور الذي يفتقر إليه الواجب والمكن ليس
داخل ف الجموع يتضمن أن مموع الوجودات يفتقر إل أمر من المور وانت ل تذكر على ذلك دليل فلم
قلت إن مموع الوجودات يفتقر إل أمر وأولئك إنا ادعوا أن مموع المكنات يفتقر إل أمر من المور وهذا
معلوم بأدلة متعددة بل بالضرورة وما ذكرته ليس بعلوم ،الوجه الامس أن يقال مموع الوجود التضمن
للواجب
ل يقبل العدم وما ل يقبل العدم فليس بمكن وما ليس بمكن فهو واجب فالجموع حينئذ واجب وما
كان واجبا ل يفتقر إل أمر من المور وقولك إن الجموع مفتقر إل الجموع هو معن قول القائل إنه واجب
بنفسه فإن الواجب بنفسه ل يستغن عن نفسه بل ل بد له من نفسه وإذا كنت قد أقررت أنه واجب بنفسه
بطل قولك إنه يفتقر إل أمر وهذا بلف مموع العلل المكنة فإنه ل يكن أن يكون واجبا بنفسه لنه ليس
فيها ما هو موجود بنفسه وإذا ل يكن ف الجموع ما هو موجود بنفسه كان امتناع الجموع أن يكون واجبا
بنفسه أول وأحرى ،وهذا السؤال الذي أورده هذا من جنس السؤال الذي أورده المدي بل هو هو ولعل
أحدها أخذه من الخر وهو أن تكون الملة مترجحة بالحاد وكل منها مترجح بالخر إل غي ناية وأجاب
عنه المدي ف أحد كتابيه وقال ف الخر إنه ل يعرف عنه جوابا وذكر عن قوم أنم قالوا الجموع واجب
بنفسه بذا العتبار واستفسط هذا العتراض ،ومقصود الميع أن مموع العلولت الت ل تتناهى ل تفتقر
إل شيء غي آحادها التعاقبة وفساد هذا معلوم بالضطرار بعد جودة التصور وإنا أشكل على من أشكل لعدم
التصور التام فإنه إذا قال القائل علل
ل تتناهى أو مكنات ل تتناهى كل منها مترجح أو معلول بالخر توهم الذهن أن هذا يتضمن تقدير
موجودات ف الارج كل منها معلول الوجود الخر وأن المر هكذا إل غي ناية ،ولذا أراد طائفة أن
يبطلوا هذا التسلسل بنس ما يبطلون به الثار الت ل تتناهى كالركات الت ل تتناهى وهذا غلط فإن القدر
هو أمور ليس فيها ما يوجد بنفسه بل ل يوجد إل بعلة مباينة له موجودة وكلها بذه الثابة إل غي ناية ،
وهذا ف القيقة تقدير معدومات بعضها علة لبعض ف وجوده إل غي ناية من غي أن يوجد شيء منها وكما
أن العدوم إذا قدر أنه معلل يعلل معدومة إل غي ناية مع أنه ل يوجد ول يوجد شيء منها كان باطل وإن
قدر وجوده مع ذلك كان جعا بي النقيضي وإذا كان تقدير معلول معدوم بعلة معدومة تقتضي وجوده ول
يوجد متنع ف بديهة العقل من جهة أنه ل يوجد ومن جهة أن علته ليست موجودة فكثرة هذه العلل أول
بالمتناع وتسلسلها إل غي ناية أعظم وأعظم ف المتناع فكذلك إذا قدر ما هو معلول مكن ل يوجد إل
بوجد يوجده وقدر أنه ليس هناك موجود يوجده فإن وجوده يكون متنعا فإن قدر موجودا كان
جعا بي النقيضي وتسلسل هذه العلولت من غي أن تنتهي إل موجود بنفسه أعظم ف المتناع لكن
من توهم أنا موجودات متسلسلة التبس عليه المر وتقدير كونا موجودات متسلسة متنع ف نفسه بل هو
جع بي النقيضي لن التقدير أنه ليس فيها ما يوجد بنفسه ول يوجد إل بوجد موجود وإذا ل يكن فيها
موجود بنفسه ول موجد امتنع أن يكون فيها إل معدوم فتقدير وجودها جع بي النقيضي ،وبيان ذلك أن
كل منها هو مفتقر إل موجد يوجده فل يوجد بنفسه وعلته ل توجد بنفسها فليس فيها موجود بنفسه وليس
هنا علة موجودة بنفسها فإذا قدر ف كل منها أنه موجود بغيه فذلك الغي هو بنلته أيضا ل وجود له من
نفسه فليس هناك موجود يوجدها إل ما يقدر منها وكل منها إذا ل يكن له من نفسه وجود فأن ل يكون
موجدا لغيه بطريق الول والحرى فل له من نفسه وجود ول إياد وغيه من جنسه ليس له من نفسه وجود
ول إياد فمن أين يكون لشيء منها وجود بل وجود لنفسه ول إياد إذ الياد فرع الوجود ،قلت وهذا
العتراض فاسد جدا وبيان فساده من وجوه
،أحدها أن يقال هو اعتراض على قولم مموع العلل المكنة مكن لفتقار الجموع إل الحاد
المكنة ول يوز أن يكون الؤثر ف الجموع واحدا من العلل المكنة لن ذلك ل يكون علة لنفسه ول لا قبله
من العلل فامتنع أن يكون مؤثرا ف الجموع فقال العترض إنا يلزم هذا أن لو كان علة الجموع علة لكل
واحد من أجزائه فلم قلتم إنه كذلك ،فيقال له أول نن ل نعن بالجموع مرد اليئة الجتماعية بل نعن به
كل واحد من الفراد واليئة الجتماعية وحينئذ فتكون علة الجموع علة كل واحد من أجزائه وهذا معلوم
بالضرورة فإن الؤثر إذا كان مؤثرا ف مموع الحاد مع اليئة الجتماعية فقد أثر ف كل جزء من أجزائه فإنه
لو ل يؤثر ف كل جزء من الجزاء لاز انتفاء ذلك الزء وإذا انتفى انتفى الجموع والتقدير أنه أثر ف
الجموع بيث جعل الجموع موجودا والجموع هو الفراد واليئة الجتماعية فلو قدر أنه غي موجود لزم
المع بي النقيضي وهو المتنع وهذا المتنع لزم من تقدير كونه مؤثرا ف الجموع بيث جعل الجموع
موجودا مع تقدير عدم بعض أجزاء الجموع فعلم أنه يستلزم من كونه أثر ف الجموع وجود
الجموع ويلزم من وجود الجموع أنه ل ينتفي شيء من أجزائه فعلم أن ما استلزم ثبوت الجموع
استلزم ثبوت كل من أجزائه وإن ل يكن الستلزم علة فاعلة فكيف إذا كان الستلزم علة فاعلة فكيف إذا كان
الجموع علة فاعلة فتبي أن ثبوت العلة الفاعلة للمجموع يتضمن أن يكون علة لكل من أجزائه ولو تيل
متخيل أن الواحد من الملة علة لسائر الجزاء والجزاء علة للمجموع أو أنه علة للمجموع والجموع علة
للحاد فيكون ذلك الواحد علة العلة ،قلنا هذا ل يضر لن علة العلة علة وكما يتنع ف الواحد أن يكون علة
نفسه فيمتنع أن يكون علة علة نفسه بطريق الول فلو كان بعض الجزاء علة للمجموع والجموع علة لكل
من الجزاء أو بالعكس لزم أن يكون ذلك الزء علة علة نفسه وعلة علة علل نفسه وهو ما قبل ذلك الزء
من العلل الت قدر أنه ل ناية لا وهذا بي ل يتصوره أحد إل يعلم امتناعه بالبديهة ومن نازع فيه كان إما
لعدم تصوره له وإما لعنادة وحينئذ فيكفي أن يقال هذا معلوم بالبديهة فالشبهة الواردة عليه من جنس شبه
السوفسطائية فل يستحق جوابا
،الوجه الثان أن يل ما ذكره من العارضة وهي قوله وهذا لن الشيء جاز أن يكون علة للمجموع
من حيث هو علة للمجموع من حيث هو مموع ول يكون علة لكل واحد من أجزائه فإن الواجب لذاته علة
لجموع الوجودات وليس علة لكل واحد من أجزائه لستحالة كونه علة لنفسه ،قلنا ل نسلم أن الواجب
لذاته علة لجموع الوجودات وإنا هو علة لبعض الوجودات وهي المكنات وأما الوجود الواجب بنفسه فل
علة له وهو من الوجودات وإذا كانت الوجودات منقسمة إل واجب ومكن والواجب علة للمكن ل يكن
الواجب علة لجموع الوجودات بل علة لبعضها وبعضها ل علة له ،فإن قيل إنا قلنا الواجب علة للمجموع
من حيث هو مموع ل لكل واحد فهو علة للهيئة الجتماعية ،قيل أول ل نسلم أن الجموع له وجود يزيد
على الحاد ،ويقال ثانيا إذا قدر أن الجموع الذي هو اليئة الجتماعية أمر مغاير للفراد فالواحد من تلك
الفراد إذا كان علة للهيئة الجتماعية فالعلة مغايرة للمعلول ليست العلة بعض العلول
،وهذا بي إذا تصوره التصور معلوم بالبديهة ولكن لفظ الجموع فيه إجال قد يعن به الفراد
الجتمعة وقد يعن به اجتماعها وقد يعن به المران ومعلوم أنه يتنع أن يكون بعض الفراد الجتمعة علة لكل
من الفراد الجتمعة وهذا هو الطلوب ،وأما الجتماع إذا قدر أنه مغاير للفراد فالواحد منها يكون علة
لذلك الجتماع الغاير لذلك الفرد وغيه وإن أريد الفراد والجتماع كان الجتماع جزءا من أجزاء
الجموع فيكون الواحد من ذلك الجموع علة لسائر الجزاء وهذا مكن فالواجب سبحانه وتعال هو البدع
لسائر الوجودات ومبدع للجتماع الاصل منها ومنه إذا قدر ذلك الجتماع مغايرا للفراد لكن ذلك
الجتماع هو من جلة سائر الوجودات ،فإذا قيل إنه مبدع لسائر الوجودات دخل ف ذلك كل ما سواه من
الوجودات أعيانا وأعراضها ودخل ف ذلك الجتماع الاصل منه ومنها وهو اليئة الجتماعية إذا قدر أنا
موجودة فإن ذلك الجتماع أمر مغاير للواجب بنفسه فهو داخل ف سائر الوجودات سواه فهو من جلة
مصنوعاته ،وما يوضح ذلك أن الجتماع إذا قدر أمرا مغايرا للفراد أمرا يدث بدوث ما يدث من
المكنات فكلما حدث مكن كان له مع سائر المكنات اجتماع وذلك الجتماع حادث بدوثه فإذا قدر أن
ما سوى ال حادث فاجتماع وجود الوادث مع وجود ال وهو أيضا حادث وهو كمعية الخلوقات مع
خالقها وهذه العية ونوها هو ما يوز حدوثه باتفاق العقلء بل هم متفقون على جواز حدوث النسب
،والضافات بي الالق والخلوق سواء قيل إنا وجودية أو عدمية ولو قدر أن من المكنات ما هو
قدي أزل كما يقوله من يقول بقدم شيء من العال فاجتماع ذلك المكن مع ذلك الواجب معلول للواجب
كما أن المكن نفسه معلول للواجب والواجب ليس هو بعض ذلك الجتماع بل هو بعض المور الجتمعة
إذا كان علة لسائر البعاض كان هذا مكنا وذلك الجتماع هو بعض آخر الواجب الذي هو بعض المور
الجتمعة الت منها الجتماع علة لسائر البعاض والجتماع واحد منها فليس ف ذلك امتناع كون بعض
الملة علة لميع أبعاض الملة وهذا هو الطلوب انتفاؤه فتبي أن امتناع كون بعض المكنات علة لميع
المكنات أعظم ما يتبي امتناع كونه علة لغيه من المكنات فإن الول يقتضي كونه علة لنفسه وكون
المكن الفعول الصنوع مبدع نفسه ويلقها أظهر امتناعا من كونه يلق غيه بعد وجوده ولذا قال تعال ،أم
خلقوا من غي شيء أم هم الالقون ،سورة الطور 35فإنه من العلوم ف بدائه الفطر امتناع كونم حدثوا من
غي مدث وامتناع كونم أحدثوا أنفسهم فعلم أن لم مدثا أحدثهم ،ويقال ثالثا ل نسلم أن الجموع
الركب من الواجب والمكن يكون الواجب وحده علة له بل علته الجزاء جيعها وذلك لن
الجموع متوقف على كل من الجزاء الواجب والمكنات فالجموع من حيث هو مموع توقفه على
كل جزء كتوقفه على الزء الخر إذ كان ل يوجد إل بوجود كل من الجزاء ث إذا كان بعض الجزاء علة
لبعض كان الجموع مفتقرا إل الزء الواجب وإل الزء الفتقر إل الزء الواجب ول يلزم من ذلك أن يكون
مرد الواجب مقتضيا للمجموع بل واسطة بل لول الزء الخر المكن لا حصل الجموع فتبي ان الواجب
ل يكون وحده علة للمجموع من حيث هو مموع وإنا يكون علة لسائر الجزاء وهو وسائر الجزاء علة
للمجموع ،نعم يلزم أن يكون علة بنفسه للمكنات وهو بتوسط المكنات أو مع المكنات علة للمجموع
من حيث هو مموع ومثل هذا منتف ف الجزاء المكنة فإنه ل يكن أن يكون علة للمجموع ى بنفسه ول
بتوسط غيه ،أما الول فلن الزء الواجب إذا ل يكن وحده علة للمجموع فالزء المكن أول ولن
الجموع متوقف على جيع الجزاء قل يستقل به واحد منها ،وأما الثان فلن المكن ل يكون علة لنفسه
ول لا قبله من العلل ولن الجموع متوقف على جيع الجزاء بالضرورة فإن العلول ل يكون علة علته وإذا
امتنع كونه علة لنفسه ولسائر الجزاء التقدمة
عليه ل يصل به وحده هذه الجزاء والجموع متوقف على هذه الجزاء فل يكون شيء من الجزاء
المكنة علة للمجموع ل بنفسه ول بتوسط معلولته بلف الزء الواجب فإنه إذا قيل عنه إنه علة للمجموع
بنفسه وبتوسط معلولته كان هذا العن متنعا ف المكن فالعن الذي يكن أن يعل فيه الواجب علة
للمجموع الذي هو واحد منه يتنع مثله ف المكنات فل يتصور أن يكون علة للمجموع الذي هو واحد منه
وهذا يكشف ما ف العتراض من التلبيس والغلط ،الوجه الرابع أن يقال ل نسلم أن الواجب علة للمجموع
من حيث هو مموع بل الواجب علة للممكنات من الجزاء والحاد علة للمجموع ومثل هذا ل يكن أن
يقال ف مموع العلل المكنة ول ف مموع المكنات فإنه ل يكن أن يكون شيء منها علة لسائر الجزاء إذ
كل منها معلول ل يكون علة لنفسه ول لعلله وإذا كان كل من الجزاء معلول والجموع معلول الحاد كان
الجموع أول بأن يكون معلول ،الوجه الامس أن يقال ف إبطال هذا العتراض نن إنا ذكرنا هذه الجة
لثبات أن يكون ف الوجود واجب بنفسه فإما أن يكون ف الوجودات واجب بنفسه وإما أن ل يكون فإن
كان فيها واجب بنفسه حصل القصود وإن ل يكن فيها واجب بنفسه بطل العتراض
،الوجه السادس أن يقال العتراض مبناه على أن مموع الوجودات له علة هو بعضه وهو الواجب
فإن ل يكن ف الجموع بعض واجب بطل العتراض وهذا العتراض مذكور على سبيل العارضة لنا قد
ذكرنا أنا نعلم بالضرورة أن مموع العلل المكنة إذا كان له علة كان علة لكل منها وأن العلم بذلك ضروري
وبيناه بيانا ل ريب فيه وإذا تبي أن صحة العتراض مستلزمة لثبوت واجب الوجود كان واجب الوجود ثابتا
على تقدير صحة العتراض وعلى تقدير فساده وإذا كان ثابتا على التقديرين تقدير النفي وتقدير الثبات ثبت
أنه ثابت ف نفس المر وهو الطلوب وهذا بي لن تأمله ول المد ،وهذا الواب يكن إيراده على وجوه ،
أحدها أن يقال إما أن يقدر ثبوت الواجب ف نفسه وإما أن يقدر انتفاؤه فإن قدر ثبوته ف نفس المر حصل
القصود وامتنع أن يكون ف نفس المر ما ينفي وجوده وإن قدر انتفاؤه لزم بطلن العتراض الذكور على
دليل ثبوته وإذا بطل العتراض كان الدليل الذكور على ثبوته سليما عما يعارضه فيجب ثبوت مدلوله وهو
الواجب الوجود فلزم ثبوت وجود سواء قدر العترض ثبوته او قدر اتنفاءه وما
لزم ثبوته على تقدير ثبوته وتقدير انتفائه كان ثابتا ف نفس المر قطعا وهو الطلوب ،فان قيل كيف
يكن تقدير ثبوته مع تقدير انتفائه وف ذلك جع بي النقيضي ،قيل نعم هذا لن تقدير انتفائه لا كان متنعا
ف نفس المر جاز ان يلزمه ما هو متنع ف نفس المر وهذا ما يقرر ثبوته ،و ايضا فإذا كان تقدبر انتفائه
يستلزم المع بي النقيضي كان تقديرا متنعا ف نفس المر ويكون تقدير انتفائه متنعا ف نفس المر و إذا
كان انتفاءه متنعا كان ثبوته واجبا وهو الطلوب ،فإن قيل إذا كان انتفاءه ف نفس المر متنعا قطعا وكان
بطلن العتراض معلقا بانتفائه ل يلزمه بطلن العتراض و اذا صح العتراض بطل الدليل الذكور ،قلنا تقدير
انتقائه هو جزء الدليل على بطلن العتراض ليس هو بطلن العتراض ومن العلوم ان انتفاء الدليل ل يوجب
انتفاء ول عليه ف نفس المر فإن الدليل ل يب عكسه فلو كان انتفاءه بس المر وحده دليل على بطلن
العتراض ل يلزم صحة العتراض بتقدير نقيض هذا الدليل فكيف إذا كان جزء دليل
،فإن قيل بطلن جزء الدليل يوجب بطلن الدليل فيبطل ما ذكر من الدليل على فساد العتراض ،
قيل لفظ جزء الدليل ممل فان أريد بالزء قسم من القسام القدرة كان هذا باطل فإنه ل يلزم من بطلن
قسم ف القسام القدرة بطلن الدليل إذا كان غيه من القسام صحيحا وان أريد بزء الدليل مقدمة من
مقدماته فهذا صحيح فإنه إذا بطلت مقدمة الدليل بطل لكن مقدمة الدليل هنا صحيحة فإنا تقسيم دائر بي
النفي و الثبات ومن العلوم ان التقسيم الدائر بي النقيضي يستلزم بطلن أحد القسمي ف نفس المر
ومقدمة الدليل ليست اجتماع النقيضي فإن هذا متنع وانا هي صحة التقسيم إل النفي و الثبات ،والقدمة
الثانية بيان حصول الطلوب على كل من التقديرين فإذا كان التقسيم دائرا بي النفي و الثبات والطلوب
حاصل على كل منهما ثبت حصوله ف نفس المر وان كان أحد القسمي منتفيا ف نفس المر فإن الطلوب
حاصل على التقدير الخر فل يضر انتفاء هذا التقدير وانا ذكرت هذه التقديرات ليتبي ان ما ذكره العترض
ل يقدح ف صحة الدليل الذكور على واجب الوجود بل الدليل صحيح على تقدير النقيضي وهذا من احسن
الدورات ف النظر والناظرة لبطال العتراضات الفاسدة بنلة عدو قدم يريد ماربه
الجيج وهناك عدة طرق يكن ان يات من كل منها فإذا وكل بكل طريق طائفة يأخذونه كان من
العلوم ان الذي يصادفه طائفة ولكن ارسال تلك الطوائف ليعلم انه منع الحذور على كل تقدير إذ كان من
الناس من هو خائف ان يأت من طريقة فيسل اليه من يزيل خوفه ويوجب امنه ،ويكن ايراد الواب على
وجه اخر هو ان يقال إما ان يقدر فساد هذا العتراض ف نفس المر و اما ان يقدر صحته فإنه ل يلو من
أحدها وذلك انه إما ان يكون مفسدا للدليل الذكور على بطلن تسلسل الؤثرات و اما ان بكون مبطل
مفسدا فإن ل بكن مفسدا للدليل لفساده ف نفسه ثبت صحة الدليل وهو الطلوب ،و ان كان مفسدا للدليل
فل يفسده إل إذا كان متوجها صحيحا وأل فالعتراض الفاسد ل يفسد الدليل و اذا كان متوجها صحيحا
لزم ثبوت واجب الوجود فانه ل يصح ان ل يكن مموع الوجودات فيها واجب و اذا صح ان فيها واجبا
حصل القصود فيلزم ثبوت الوجود الواجب على تقدير صحته وفساده ،ويكن ايراد الواب على صورة ثالثة
وهو ان يقال إما ان يقدر ان ف الوجودات ما هو واجب بنفسه و اما ان ل يكون فان كان فيها
واجب بنفسه حصل القصود وان ل يقدر ان فيها ما هو واجب بنفسه ل يكن لا مموع يكون جزء
علة له فبطل العتراض ،واذا بطل العتراض كان الدليل الذكور على واجب الوجود مستلزما لدلوله وهو
الوجود الواجب فيلزم ثبوت واجب الوجود ،واصل الغلط ف هذا العتراض الذي يظهر به الفرق ان التقدير
الستدل به قدر فيه امور ليس فيها موجود بنفسه بل كل منها مفتقر إل غيه واجتماعها أيضا مفتقر فليس
هناك إل فقي متاج والتقدير العترض به قدر ان موجودا واجبا بنفسه معه مكنات موجودة به ولكن الجموع
الذي هو اليئة الجتماعية يفتقر إل بعض الملة وذلك البعض هو واجب بنفسه فهنا ف الملة واحد واجب
بنفسه هو علة لسائر الجزاء وللمجموع الذي هو اليئة الجتماعية وتلك ليس فيها واجب بنفسه بل كان من
الجزاء والجموع مكن بنفسه فكيف يعل افتقار هذا إل خارج عنه كافتقار ذاك إل خرج عنه والندي ل
يب عليه
،فان قيل فقد قدرت عدم وجوب واجب الوجود فكيف الوجود فكيف يكون موجودا بتقدير عدمه
لا ذكرت من الدليل ،قلنا لن التقدير المتنع قد يستلزم امرا موجودا واجبا وجائزا كما قد يستلزم امرا متنعا
لن التقدير هو شرط مستلزم للجزاء واللزوم يلزم من تققه اللزم ول يلزم من انتفائه انتفاء اللزم ،وهذا
كما لو قيل لو جاز ان يدث اجتماع الضدين لفتقر إل مدث بل قد يكون اللزم ثابتا على تقدير النقيضي
كوجود الالق مع كل واحد من ملوقاته فإنه موجود سواء كان موجودا او ل يكن ،وحينئذ فيجوز ان
يكون التقدير المتنع وهو تقدير عدم الواجب يستلزم وجوده كما يكون التقدير المكن فإذا قدر عدمه لزم
بطلن العتراض الذكور وذلك يستلزم سلمة الدليل عن العارض والدليل يستلزم وجوده ،وايضا فان تقدير
عدمه متنع ف نفس المر والتقدير المتنع قد يستلزم امرا متنعا فاستلزم تقدير عدمه المع بي النقيضي وهو
ثبوت وجوده مع ثبوت عدمه وهذا متنع فعلم ان تقدير عدمه متنع وهو الطلوب وعلم انه ل بد من وجوده
وان قدر ف الذهان عدم وجوده فتقدير عدمه ف الذهان ل يناقض وجوده ف الارج وقد ثبت وجوده فل
بد من وجوده على كل تقدير وبذا وغيه يظهر
الواب عن اعتراضه على سائر ما ذكروه من التقديرات ف احتياج مموع المكنات إل واجب
خارج عنها ،ونن نبي ذلك ،قوله ل يقال بان مموع تلك السلسة مكن وكل مكن فهو مفتقر إل علة
خارجة عنه وذلك الجموع مفتقر إل علة خارجة عنه لنا نقول ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة
خارجة عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقار إل المكن وليس إل علة خارجة عنه ،
والواب عن هذا ان يقال قول القائل كل مكن فهو مفتقر إل علة خارجة عنه قضية بديهة ضرورية بعد
تصورها فان العن بالمكن مال يوجد بنفسه بل ل بد له من موجد مقتض سواء سى فاعل او علة فاعلة او
مؤثرا و اذا كان كذلك فإذا كان الجموع مكنا ل يوجد بنفسه ل يكن له بد من موجد يوجده وقد علم ان
الجموع ل يوجد بنفسه إذ لو كان كذلك لكان واجبا بنفسه ،ومن العلوم بالضرورة ان الجموع الذي هو
الفراد واجتماعها إذا ل يكن موجدا مقتضيا فبعض الجموع اول ان ل يكون مقتضيا موجدا
فإنه من العلوم ببدائه العقول ان الجموع إذا ل يز ان يكون موجدا ول مقتضيا ول فاعل ول علة
فاعلة فبعضه اول ان ل يكون كذلك فإن الجموع يدخل فيه بعضه فإذا كان بميع ابعاضه ل يكفي ف
القتضاء والفعل و الياد فكيف يكفي بعضه ف ذلك ،وهذا دليل مستقل ف هذا القام وهو ان الجموع إذا
ل يكن علة فاعلة بل هو معلول مفتقر فبعضه اول ان ل يكون علة فاعلة بل معلول مفتقر فعلم ان مموع
المكنات إذا كان مفتقرا إل الؤثر فكل من ابعاض الجموع اول بالفتقار إل الؤثر فتبي ان كل مكن
ومموع المكنات مفتقر إل الؤثر وهو الطلوب ول المد والنة ،واما قول العترض ل نسلم ان كل مكن
فهو متاج إل علة خارجة عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقاره إل المكن وليس
متاجا إل علة خارجة عنه ،فيقال له اول منشأ هذه الشبهة ان لفظ الجموع فيه اجال يراد به نفسه اليئة
الجتماعية ويراد به جيع الفراد ويراد به الجموع والجموع الركب الذي هو كل واحد واحد من الفراد ل
يفتقر
إل المكن فإن منها الواجب وهو ل يفتقر إل المكن ولكن اليئة الجتماعية إذا قدر ان لا تققا ف
الارج فهي الت يقال انا متوقفة على المكن وحينئذ فيظهر الفرق بي مموع المكنات ومموع الوجودات
فإن مموع المكنات هو نفس اليئة المكنة وكل من الفراد مكن والجموع التوقف على المكن اول
بالمكان و اما مموع الوجودات فليس كل منها مكنا بل منها الواجب فليس الجموع مكنا بعن ان كل
واحد منها مكن فظهر الفرق ،وحينئذ فيقال له هذا باطل من وجوه ،أحدها ان يقال انت قد قلت ف
العتراض على الدليل الول ان الواجب لذاته علة لجموع الوجودات وقلت هنا ان الجموع مفتقر إل
المكن فإن كان معلول الواجب يب استغناؤه عن المكنات بطل اعتراضك الول وصح الدليل الول لنه
حينئذ ل يكون الجموع مستغنيا بالواجب بل هو متاج إل المكنات فل يكون الواجب علة للمجموع إل
مع اقتضائه لميع المكنات ث هو مع المكنات إما الجموع و اما علة الجموع ومثل هذا منتف ف مموع
المكنات فإن الواحد منها ل يوز ان يكون علة لسائرها إذ ليس علة لنفسه ول لعلته وعلة علته و اذا ل يكن
ف المكنات إل ما هو
معلول ل يكن فيها ما يوجب سائرها فلم يكن فيها ما يصلح ان يكون علة للمجموع بوجه من
الوجوه ،وان قلت ان معلول الواجب يب استغناؤه عن المكنات سواء اقتضاه بوسط او بغي وسط وانه لا
كان الواجب مقتضيا للوسط كانت الاجة ف القيقة إل الواجب والغن به إذ كان هو مبدع المكنات الت
هي لغيها شروط او وسائط او علل او ما قيل من المور ،فيقال لك على هذا التقدير فمجموع الوجودات
الت فيها الواجب بنفسه ليس مفتقرا إل شيء من المكنات بل افتقاره إل الواجب وحده فبطل اعتراضك على
هذا الدليل الثان واي الدليلي صح حصل القصود ،وتلخيص هذا الواب ان مموع الوجودات من حيث
هو مموع ان قال هو معلول الواجب وحده او بوسط بيث ل يقال مفتقر إل غيه بطل هذا العتراض وهو
كونه مفتقرا إل المكن ،وان قال هو معلول الواجب لكون المكن معلول الواجب وهو معلول المكن
والواجب كان هذا مفسدا لعتراضه على الدليل الول لكون مموع المكنات ل يكون معلول لواحد منها
بوجه من الوجوه
،الوجه الثان ان يقال قولك ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة خارجة لن الجموع الركب
من الواجب والمكن مكن وليس متاجا إل علة خارجة غلط ،وذلك ان لفط المكن فيه اجال ،قد يراد
بالمكن ما ليس بمتنع فيكون الواجب بنفسه مكنا ويراد بالمكن ما ليس بوجود مع إمكان وجوده فيكون
ما وجد ليس بمكن بل واجب بغيه ث ما يقبل الوجود والعدم هو الحدث عند جهور العقلء بل جيعهم
وبعضهم تناقض فجعله يعم الحدث والقدي الذي زعم انه واجب بغيه ،ويراد بالمكن ما ليس له من نفسه
وجود بل يكون قابل للعدم هو وكل جزء من اجزائه ،وانت قد سيت مموع الوجود مكنا ومرادك ان
الجموع يقبل العدم ول يقبله كل جزء من اجزائه ،وهؤلء الذين قالوا ان مموع المكنات او مموع العلل
المكنة مكن مرادهم ان كل كا ما كان ل يقبل الوجود بنفسه بل يكون قابل للعدم بنفسه وكل جزء من
اجزائه قابل للعدم يفتقر
إل علة خارجة عنه وهذا هو الفهوم عند اطلقهم من المكن بنفسه الفتقر إل علة خارجة فان
المكن بنفسه مال يوجد بنفسه أي نفسه قابلة للعدم ،وهذا ل يكون عند وجوب بعضها فإن القابل للعدم
حينئذ إنا هو بعض نفسه ل جلة نفسه فغلطك او تغليطك حصل ما ف لفظ المكن بنفسه من الجال ،و
الدلة العقلية إنا يعترض على معانيها فإن كنت أوردت هذا سؤال لفظيا كان قليل الفائدة وان كان سؤال
معنويا كان باطل ف نفسه والقوم لا قالوا الوجود إما ان يكون واجبا بنفسه و اما ان يكون مكنا بنفسه
جعلوا الوجود منحصرا ف هذين القسمي أي جعلوا كل واحد واحد من الوجودات منحصرا ف هذين
القسمي ،و اما الملة الامعة لذا وهذا فهي جامعة للقسمي ومرادهم بالمكن ف أحد القسمي ما يكون
كل شيء منه ل يوجد إل بشيء منفصل عنه ومرادهم بالواجب بنفسه ما ل يفتقر إل مباين له بوجه من
الوجوه ،ومن العلوم أن الول مفتقر إل مقتض خارج عنه وأن مموع تلك المكنات مكن مفتقر إل ما هو
مفتقر إل مقتض مباين له ،والفتقر إل الفتقر الباين له أول أن يكون مفتقرا إل الباين وأما
الثان فل يوز أن يكون مفتقرا إل مباين له وأما افتقاره إل نفسه أو جزئه فهذا ل يناف كونه غنيا عما
يباينه ،وحينئذ فمجموع الوجودات الت بعضها واجب وبعضها مكن ليس هو من المكن بذا التفسي بل هو
من الواجب لعدم افتقاره إل مباين له ،وإذا قيل إن الجموع واجب بنفسه لكونه واجبا با هو واجب بنفسه
أو قيل هو واجب بنفسه وأريد بذلك أن فيه ما هو واجب بنفسه و سائره مستغن بذلك الواجب بنفسه
فالجموع واجب ببعضه والواجب ببعضه يدخل بذا العتبار ف الواجب بنفسه تبي مغلطة العترض ،وقيل له
قولك الجموع الركب من الواجب والمكن مكن أتعن به أنه مفتقر إل أمر مباين أم تعن به أنه مفتقر إل
بعضه ،أما الول فباطل وأما الثان فحق ولكن إذا قيل إن مموع المكنات الت كل منها مفتقر إل مباين
للمجموع هو أيضا مكن
مفتقر إل مباين لذا الجموع ل يعارض هذا بجموع الوجودات فإن مموع الوجودات ل يصح أن
يكون مكنا بعن أنه مفتقر إل مباين له إذ ليس ف أجزائه ما هو مفتقر إل مباين للمجموع فإذا كان هو
متوقفا على آحاده وليس ف آحاده ما هو متوقف على أمر مباين له ل يب أن يكون هو متوقفا على أمر
مباين له ،وأيضا فمن العلوم بالضرورة أن مموع الوجودات ل يتوقف على أمر مباين له إذ الباين لجموع
الوجودات ليس بوجود ومموع الوجودات ل يكون معلول لمر غي موجود بلف مموع المكنات فإنه
يكون معلول لمر غي مكن فكيف بقاس أحدها بالخر أم كيف يعارض هذا بذا ويقال إذا كان مموع
الوجودات ل يفتقر إل أمر خارج عنها ليس بوجود فكذلك يوز أن يكون مموع المكنات ل يفتقر إل
أمر خارج عنها ليس بمكن ،وهل هذا إل بنلة من قال إذا كان مموع الوجودات ل تفتقر ف وجودها إل
ما ليس بوجود فمجموع العدومات ل تفتقر ف وجودها إل ما ليس بعدزم وهل هذا إل مرد مقايسة لفظية
مع فرط التباين ف العن ،وهل يقول عاقل إن الوجود الواجب بنفسه والوجود الذي
وجب بغيه إذا ل يتج إل معدوم فالعدوم الذي ل يب بنفسه ول بغيه يكون موجودا بأمر معدوم
والمكن ليس له من نفسه وجود بل ل وجود له إل من غيه سواء قيل إن عدمه ل يفتقر إل علة أو قيل إن
عدمه لعدم مقتضيه فمجموع المكنات الت ليس فيها ما وجوده بنفسه ل تكون إل معدومة وكل منها ل
يكون موجودا إل إذا كان وجوده بغيه سواء سى هو معلول لغيه أو مفعول لغيه كيف تكون موجودة
بغيها ،ونكتة هذا الواب أن لفظ المكن يراد به المكن بالمكان الذي توصف به المكنات الفتقرة إل
مقتض مباين فيلزم أن ل يكون لا ول لشيء منها وجود بوجه من الوجوه إل من الباين وأما المكان الذي
وصف به مموع الوجودات فمعناه أن ذلك الجموع ل يب إل بوجوب ما هو داخل فيه فبعض ذلك
الجموع واجب بنفسه فل يكون ذلك الجموع مفتقرا إل مباين له ،ويتضح هذا بالوجه الثالث وهو أنا
نقول ابتداء كل موجود فإما أن يكون وجوده بأمر مباين له وإما أن ل يكون وجوده بأمر مباين له وكل ما
كان وجوده بأمر مباين له ل يكون موجودا إل بوجود ما
يباينه ومموع المكنات ل توجد إل بباين لا فل يوجد شيء منها إل بباين لا وبعضها ليس بباين لا
فل يوجد ببعضها بلف مموع الوجودات فإنا ل تفتقر إل مباين لا وإنا تفتقر إل بعضها ،وحينئذ فإذا
صيغت الجة هذه على هذا الوجه تبي أنه ل بد من موجود مباين للممكنات خارج عنها وهو الطلوب وأن
مموع الوجودات ل بد لا من موجود هو بعضها فوجد به مموعها وحينئذ فيلزم ثبوت واجب الوجود على
التقديرين فكان ما ذكروه من العتراض دليل على إثبات واجب الوجود ل على نفيه
فصل ،واعلم أن هؤلء غلطوا ف مسمى واجب الوجود وفيما يقتضيه الدليل من ذلك حت صاروا
ف طرف نقيض فتارة يثبتونه ويردونه عن الصفات حت يعلوه وجودا مطلقا ث يقولون هو الوجود الذي ف
الوجودات فيجعلون وجود كل مكن وحادث هو الوجود الواجب
بنفسه كما يفعل ذلك مققة صوفيتهم كابن عرب وابن سبعي و القونوي و التلمسان وأمثالم ،وتارة
يشككون ف نفس الوجود الواجب ويقدرون أن يكون كل موجود مكنا بنفسه ل فاعل له وأن مموع
الوجود ليس فيه واجب بنفسه بل هذا معلول مفعول وهذا معلول مفعول وليس ف الوجود إل ما هو معلول
مفعول فل يكون ف الوجود ما هو فاعل مستغن عن غيه فتارة يعلون كل موجود واجبا بنفسه وتارة يعلون
كل موجود مكنا بنفسه ،ومعلوم بضرورة العقل بطلن كل من القسمي وأن من الوجودات ما هو حادث
كان تارة موجودا وتارة معدوما وهذا ل يكون واجبا بنفسه وهذا ل بد له من موجود واجب بنفسه ،ومن
غلطهم ف مسمى واجب الوجود أنم ل يعرفوا ما هو الذي قام عليه الدليل والذي قام عليه الدليل أنه ل بد
من واجب بنفسه ل يتاج إل شيء مباين له فل يكون وجوده مستفادا من أمر مباين له بل وجوده بنفسه
وكون وجوده بنفسه ل ينفي أن يكون موجودا بنفسه وأن يكون ما دخل ف مسمى نفسه من صفاته لزما له
فالدليل دل على أنه ل بد للممكنات من أمر خارج عنها يكون
موجودا بنفسه فل يكون وجوده بأمر خارج عنه وحينئذ فاتصافه بصفاته سواء سى ذلك تركيبا أو ل
يسم ل ينعه أن يكون واجبا بنفسه ل يفتقر إل أمر خارج عنه ولذا كانت صفاته واجبة الوجود بذا العتبار
وإن لزم من ذلك تعدد مسمى واجب الوجود بذا العن بلف ما إذا عن به أنه الوجود الفاعل للممكنات
فإن هذا واحد سبحانه ل شريك له ،وأما إذا عن به الوجود بنفسه القائم بنفسه فالصفات اللزمة تكون
مكنة لكن هذا يقتضي أن يكون ف المكنات ما هو قدي أزل وهذا باطل كما قد بسطناه ف موضع آخر ،
الوجه الثالث أن يقال قولك الجموع الركب من الواجب والمكن مكن منوع بأن يقال ليس الجموع إل
الفراد الوجودة ف الارج والجموع هو جيع تلك الفراد وتلك الفراد بعضها واجب وبعضها مكن
والميع ليس هو صفة ثبوتية قائمة بالفراد وإنا هو أمر نسب إضاف كالعدد الوجود ف الارج فليست جلته
غي آحاده العنية ومعلوم أن الملة ليست هي كل واحد من الحاد بعينه لكن هي الحاد جيعها فالحاد
جيعها هي الملة والجموع وهذا ل حقيقة له غي الحاد والحاد بعضها واجب وبعضها مكن ،
يبي ذلك أنه قد قال بعد هذا إن جلة المور الت يتوقف عليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع
لتوقفه على كل جزء منها ول خارجا عنه فهي نفس الجموع ،فإن قال بل الجموع هو اليئة الجتماعية
الاصلة باجتماع الواجب والمكن وتلك مكنة لتوقفها على غيها ،قيل تلك النسبة ليست أعيانا قائمة
بأنفسها ول صفات ثبوتية قائمة بالعيان بل أمر نسب إضاف سواء كانت نسبة عدمية أو ثبوتية إذا قيل هي
مكنة ل يضر فإن الواجب الذي هو واحد من الجموع موجب لسائر المكنات وتلك النسبة من المكنات
ول يكون جزء الجموع موجبا للمجموع بعن أنه موجب لكل واحد من الفراد فإن هذا يقتضي أن يكون
موجبا لنفسه وهو متنع بل بعن أنه موجب لا سواه وللهيئة الجتماعية وهذا صحيح
أو يقال هو موجب لا سواه و اليئة الجتماعية إن كانت ثبوتية فهي مكنة من جلة المكنات الت هي
سواه وان كانت عدمية فالمر ظاهر ،الوجه الرابع أن يقال مموع الوجودات إما أن يكون فيها واجب
بنفسه واما أن ل يكون أي إما أن يقدر ذلك وإما أن ل يقدر فان قدر فيها واجب بن ثبت ووجوب الواجب
بنفسه وهو الطلوب وان ل يقدر ذلك بطلت هذه الجة وقد تقدم تقرير هذا الكلم ،وأما الدليل الثالث
على إبطال التسلسل وهو قولم ان جلة ما يفتقر اليه الجموع إما أن يكون نفس الجموع أو داخل فيه أو
خارجا عنه ،و الول مال وأل لكان الشيء علة نفسه ،والثان مال وأل لكان بعض أجزائه كافيا ف
الجموع ،والثالث حق ،فقد اعترض عليه بقوله قلنا إن أردت بملة ما يفتقر إليه الجموع جلة المور الت
يصدق على كل واحد منها أنه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز أن يكون هو نفس الجموع والذي يدل عليه
أن جلة المور الت يفتقر إليه الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا
عنه فهو نفس الجموع
،وإن أردت العلة الفاعلية فلم قلتم أنه يلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع ،والواب عنه
من وجوه ،أحدها أن نقول العلم بكون مموع العلولت المكنة معلول مكنا أمر معلول بالضطرار فإن
الجموع مفتقر إل العلولت المكنة والفتقر إل العلول أول أن يكون معلول وحينئذ فما أورده من القدح
ف تلك الجة ل يضر إذ كان قدحا ف الضروريات فهو من جنس شبه السوفسطائية ،الوجه الثان أن مموع
العلولت المكنة إما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون مكنا وإذا كان مكنا فالقتضي له إما نفسه أو
جزؤه أو أمر خارج عنه ،أما كون مموع العلولت المكنات واجبا بنفسه فهو معلوم الفساد بالضرورة لن
الجموع إما كل واحد واحد من الفراد وإما اليئة الجتماعية وإما مموعهما وكل من ذلك مكن ،فإذا
ليس الفراد مكنة وكل منها معلول ولو قدر ما ل غاية له
والعلول من حيث هو معلول ل بد له من علة فكل منها ل بد له من علة وتعاقب معلولت ل تتناهى
ل ينع أن يكون كل منها متاجا إل العلة فإذا ل يكن ث مموع إل هذه الحاد الت كل منها معلول متاج
لزم أن ل يكون ف الوجود إل ما هو معلول متاج ومن العلوم بالضرورة أن العلول الحتاج ل يوجد بنفسه ،
فعلى هذا التقدير ل يكون ف الوجود ما يوجد بنفسه وما ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بوجد والوجد إذا ل
يكن موجودا بنفسه كان ما ل يوجد بنفسه فل يوجد فيلزم أن ل يوجد شيء وقد وجدت الوجودات فيلزم
المع بي النقيضي وهو أن ل يكون شيء من الوجودات موجودا إذا قدر أنه ليس فيها شيء موجود بنفسه
وهي كلها موجودة فل بد من غي موجود بنفسه فيكون الوجود موجودا بنفسه غي موجود بنفسه وهو جع
بي النقيضي ،الوجه الثالث أن يقال أردنا بملة ما يفتقر إليه الجموع العلة الفاعلة فإن الكلم إنا هو ف
إثبات الفاعل لجموع المكنات ليس هو فيما هو أعم من ذلك قوله إن أردت العلة الفاعلة التامة فلم قلتم إنه
يستلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع ،فيقال قلنا ذلك لنه إذا وجدت العلة الفاعلة التامة لزم
وجود العلول فإنا إنا نعن بالعلة مموع ما يلزم من وجوده وجود العلول فإن المكن ل يوجد حت يصل
الرجح التام الستلزم لوجوده فإذا
كان الفاعل فاعل باختياره فل بد من القدرة التامة والرادة الازمة فل يصل المكن بدون ذلك
ومت وجد ذلك وجب حصول الفعول المكن فما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن فما شاء ال وجب
وجوده وما ل يشأ ال امتنع وجوده فإن حصل للممكن الؤثر التام وجب وجوده بغيه وإن ل يصل امتنع
وجوده لنتفاء الؤثر التام فوجوده ل يصل إل بغيه وأما عدمه فقد قيل إنه أيضا ل بد له من علة وهو قول
ابن سينا وأتباعه التأخرين الذين يقولون إن المكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح وقيل ل يتاج
عدمه إل علة وهو قول نظار السنة الشهورين كالقاضي أب بكر وأب العال والقاضي أب يعلي وابن عقيل
وهو آخر قول الرازي فإنه يقول بقول هؤلء تارة وهؤلء تارة لكن هذا آخر قوليه فإن العدم عندهم ل يفتقر
إل علة وإذا قيل عدم لعدم علته فمعناه أن عدم علته مستلزم لعدمه ل أنه هو الذي أوجب عدمه بل إذا
عدمت علته علمنا أنه معدوم فكان ذلك دليل على عدمه ل أن أحد العدمي
أوجب الخر فإن العدم ل تأثي له ف شيء أصل بل عدمه يستلزم عدم علته وعدم علته يستلزم عدمه
من غي أن يكون أحد العدمي مؤثرا ف الخر ،وأما وجوده فل بد له من الؤثر التام وإذا حصل الؤثر التام
وجب وجوده وإل امتنع وجوده ،ولذا تنازع الناس ف المكن هل من شرطه أن يكون معدوما فالذي عليه
قدماء الفلسفة كأرسطو وأتباعه من التقدمي والتأخرين كابن رشد وغيه حت الفاراب معلمهم الثان فإن
أرسطو معلمهم الول وحت ابن سينا وأتباعه وافقوا هؤلء أيضا لكن تناقضوا وعليه جهور نظار أهل اللل من
السلمي وغيهم أن من شرطه أن يكون معدوما وأنه ل يعقل المكان فيما ل يكن معدوما ،وذهب ابن سينا
وأتباعه إل أن القدي الوجود بغيه يوصف بالمكان وإن كان قديا أزليا ل يزل واجبا بغيه لكنه قد صرح
هو وأصحابه ف غي موضع بنقيض ذلك كما قاله المهور وقد ذكرت بعض ألفاظه ف كتابه السمى بالشفاء
ف غي هذا الوضع وأصحابه الفلسفة التبعي لرسطو وأصحابه مع المهور أنكروا ذلك عليه وقالوا إنه
خالف به سلفهم كما خالف به جهور النظار وخالف به ما ذكره هو مصرحا به ف غي موضع
،وذلك لن المكن بنفسه هو الذي يكن أن يوجد ويكن أن ل يوجد وذلك إنا يعقل فيما يكون
معدوما ويكن أن يوجد ويكن أن ل يوجد بل يستمر عدمه فأما ما ل يزل موجودا بغيه فكيف يقال فيه إنه
يكن وجوده وعدمه أو يقال فيه إنه يقبل الوجود والعدم ،وما يوضح ذلك أن القابل للموجود والعدم إما أن
يكون هو الوجود ف الارج أو الاهية الوجودة ف الارج عند من يقول الوجود زائد على الاهية أو ما ليس
موجودا ف الارج ،فإن قيل بالول فهو متنع لن ما كان موجودا ف الارج أزل وأبدا واجبا بغيه فإنه ل
يقبل العدم أصل فكيف يقال إنه يقبل الوجود والعدم ،وإن قيل أمر آخر فذلك ل حقيقة له حت يقبل وجودا
أو عدما لن وجود كل شيء عي ماهيته ف الارج ولكن الذهن قد يتصور ماهية غي الوجود الارجي فإذا
اعتبت الاهية ف الذهن والوجود ف الارج أو
بالعكس فأحدها غي الخر وأما إذا اعتب ما ف الارج فقط أو ما ف الذهن فقط فليس هناك وجود
وماهية زائدة ومن تصور هذا تصورا تاما ل ينازع فيه وإنا ينازع من ل ييز بي الذهن والارجي واشتبه عليه
أحدها بالخر وأيضا فلو قدر أن ف الارج ماهية ووجودا لواجب قدي أزل فهذه كما يقوله كثي من
التكلمي إن لواجب الوجود ماهية غي زائدة على وجوده وحينئذ فمثل وجود هذه الاهية ل يقبل العدم كما
أن وجود الاهية الواجبة بنفسها ل تقبل العدم ،وإن قيل نن نريد بذلك أن ماهية المكن الزائدة على وجوده
القدي الزل كماهية الفلك هي من حيث هي هي مع قطع النظر عن وجودها وعدمها تقبل الوجود والعدم ،
قيل إثبات هذه الاهية زائدة على الوجود باطل كما قد بي ف موضع آخر
،وبتقدير التسليم فهذا كما يقدر أن وجود واجب الوجود زائد على ماهيته ومعلوم أنه ل يستلزم
ذلك كون ماهيته قابلة للعدم ،ث يقال قول القائل الاهية من حيث هي هي تقدير للماهية مردة عن الوجود
والعدم وهذا تقدير متنع ف نفسه فإن الاهية لو قدر تققها فإما أن تكون موجودة أو معدومة فل يكن
تقديرها مردة ف الارج حت يقال إن تلك الاهية تقبل الوجود والعدم ،وأيضا فلو قيل إنه يكن تقديرها
مردة فهذا إنا يكن ف الاهية إذا كانت يكن أن تكون موجودة ويكن أن تكون معدومة وأما ما كان
الوجود لزما لا قديا أزليا يتنع عدمه فكيف يتصور أن يقال إن هذه الاهية تقبل العدم وهي ل تزل واجبة
الوجود فليس لا وقت من الوقات تقبل فيه العدم وإذا قدرت مردة ف الذهن فليست هذه القدرة ف الذهن
هي الوجودة ف الارج الستلزمة للوجود القدي الزل ،فإن قيل هذا كما نقول ف ماهية الحدث إنه يقبل
الوجود والعدم ،قيل إن سلم لكم أن ماهية الحدث زائدة على وجوده مع موافقتكم لسائر العقلء على أنه
يتنع تققها ف الارج إل إذا كانت موجودة
وحي وجودها ل تكون معدومة بعن كونا تقبل الوجود والعدم قيل أحد أمرين إما ان يقال الاهية
القدرة ف الذهن يكن ان تكون موجودة ف الارج ويكن ان تكون معدومة واما ان يقال هذه القيقة يكن
ان تكون ف الارج معدومة تارة وموجودة أخرى فإذا اخترنا من ذلك حال عدمها قيل يكن وجودها بعد
العدم وان كان حي وجودها قيل يكن عدمها بعد الوجود ومثل هذا متنع ف الاهية القدية الزلية الت يب
وجودها ويتنع عدمها سواء قدر ان وجوبا بنفسها او بغيها كما أن صفات الرب عند من قال مكنة مع
كونا قدية أزلية واجبة بالذات فإنا عندهم ل يكن عدمها ول تقبله فإن ما وجب قدمه من المور الوجودية
امتنع عدمه باتفاق العقلء فإن ما يب قدمه ل يكون إل واجبا بنفسه وان قدر أنه ليس واجبا بنفسه فل بد ان
يكون واجبا بغيه وما ليس واجبا بنفسه ول بغيه ليس قديا باتفاق العقلء
،فإنه إذا قدر أنه ليس واجبا بنفسه فل بد أن يكون من لوازم الواجب بنفسه فإنه إذا ل يكن من
لوازمه بل جاز وجوده تارة وعدمه أخرى ل يكن هناك موجب لذاته ول ذاته واجبة بنفسها فامتنع قدمه و اذا
كان من لوازم الواجب بنفسه امتنع عدمه إل إذا عدم اللزوم فإن اللزم ل ينتفي إل إذا انتفى اللزوم واللزوم
الواجب بنفسه يتنع عدمه فيمتنع عدم لزمه وما امتنع عدمه ل يكون مكن العدم ،فإن قيل فالمكنات الت
هي مدثة هي واجبة بغيها إذا وجدت تب بوجوب سببها فما شاء ال كان ووجب وجوده وما ل يشأ ل
يكن وامتنع وجوده وهي متنعة حال عدمها ومع هذا فهي تقبل الوجود والعدم ول يلزم من عدمها عدم
الواجب ،قيل الفرق بينهما من وجهي أحدها ان تلك كانت معدومة تارة وموجودة أخرى فثبت قبولا
للوجود والعدم فل يكن ان يقال انا ل تقبل
العدم بلف ما هو ل يعدم قط ول يكن عدمه ف وقت من الوقات ،الثان ان هذه ل يوجبها نفس
الواجب إذ لو كان كذلك لكانت لزمة لذاته قدية أزلية بل إنا توجبها الذات مع ما يدث من الشروط الت
با ت حصول القتضى التام فحينئذ ليست من لوازم الواجب بنفسه بل من لوازم مؤثرها التام ومن جلة ذلك
المور الادثة الت هي شرط ف حدوثها واذا عدمت فإنا تعدم لنتفاء بعض هذه الشروط الادثة أو لدوث
مانع ضاد وجودها ومنع تام علتها التامة فعدم لعدم بعض الوادث او وجود بعض الوادث كما وجدت
لدوث بعض الوادث
،وقدم بعضها ايضا فلهذا ل تكن من لوازم ذاته الجردة ف الزل بلف ما كان من لوازم ذاته ف
الزل فإن هذا لزم ذاته يتنع تقق ذاته ف الزل بدونا فمت قدر عدمه لزم عدم الذات الزلية الواجبة
الوجود وعدمها متنع فعدم لزمها الزل متنع فل يكون لزمه الزل مكنا البتة بل ل يكون إل واجبا قديا
ازليا ل تقبل ذاته العدم وهذا هو الطلوب فقد تبي ان ما كان ازليا فإنه واجب الوجود يتنع عدمه ل يكون
مكنا البتة وهذا ما اتفق عليه العقلء أولوهم وآخروهم حت ارسطو وجيع أتباعه الفلسفة إل الفاراب وغيه
وكذلك ابن سينا واتباعه ،لكن هؤلء تناقضوا فوافقوا سلفهم والمهور ف موضع وخالفوا العقلء قاطبة مع
مالفتهم لنفسهم ف هذا الوضع حيث قضوا بوجود موجود مكن يقبل الوجود والعدم مع كونه قديا ازليا
واجبا وان قيل هو واجب بغيه
،ولذا ل يوجد هذا القول عن أحد من العقلء قبل هؤلء ول نقله اهل القالت عن أحد من
الطوائف وانا يوجد ف كلم هؤلء واتباعهم واذا عرف هذا فإن قال هؤلء نن نريد به العدم الستقبال أي
يقبل ان يعدم ف الستقبل قيل فهذا يبطل قولكم لن ما كان واجبا بغيه أزليا ل يقبل العدم ل ف الاضي ول
ف الستقبل وكذلك هو عندكم ما كان أزليا كان أبديا يتنع عندكم عدمه ،وان قيل نريد به أن ما تصور ف
الذهن يكن وجوده ف الارج ويكن أن ل يوجد ،قيل إذا كان أزليا واجبا بغيه ل يكن أن يقبل العدم بال
فل يكون مكنا أن ل يكن معدوما ف الاضي أو الستقبل ،واذا قيل ان المكن يقبل الوجود والعدم ل نرد به
أنه يقبلهما على سبيل المع فإن هذا جع بي النقيضي بل الراد به أنه يقبل الوجود بدل عن العدم و العدم
بدل عن الوجود فإذا كان معدوما كان قابل لدوام العدم وقابل لدوث الوجود و اذا كان موجودا قبل دوام
الوجود وقبل حدوث العدم هذا إذا اعتب حاله وان اعتب حاله ف الذهن فالراد
أن ما يتصوره ف الذهن يكن أن يوجد ف الارج ويكن أن ل يوجد فبكل حال إذا اعتب المكن
ذهنيا أو خارجيا ل يتحقق فيه المكان إل مع إمكان العدم تارة و وجوده أخرى فما كان ضروري العدم
كالمع بي النقيضي ل يكون مكنا وما كان ضروري الوجود وهو القدي الزل ل يكون مكنا وقد وافق
على هذا جيع الفلسفة أرسطو وجيع أصحابه التقدمي والتأخرين والعقلء أما مع وجوب وجوده بنفسه أو
بغيه دائما فليس هناك مكن يكم عليه بقبول الوجود والعدم ،ولا سلك الرازي ونوه مسلك ابن سينا ف
إثبات إمكان مثل هذا اضطربوا ف المكن و ورد عليهم فيه اشكالت كثية كما هو موجود ف كتبهم كما
أورده الرازي ف مصله من الجج الدالة على نفي هذا المكن ول يكن له عنها جواب إل دعواه أن ما كان
متغيا فإنه يعلم امكانه بالضرورة ،وهذه الدعوى يالفه فيها جهور العقلء حت ارسطو وأصحابه وهذا الذي
نبهنا عليه هو أحد ما يستدل به على أن كل مكن فهو مسبوق بالعدم وكل ما سوى ال مكن فكل ما سوى
ال حدث عن عدم كما قد بسط ف موضعه
،و القصود هنا أن الذين استدلوا بذه الدلة على افتقار المكنات إل واجب خارج عنها فان مرادهم
بقولم جلة ما يفتقر اليه مموع المكنات هو الؤثر التام وهو الرجح التام الذي يلزم من وجوده بتأثيه التام
وجودها كما ذكرناه من أن الفاعل باختياره إذا وجدت قدرته التامة و إرادته التامة وجب وجود القدور
وهي المكنات ،وأما قوله فلم قلتم انه يلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع فلما ذكرناه من أن
الؤثر التام يستلزم وجود أثره فإذا قدر أن الؤثر التام ف الجموع هو بعض الجموع لزم أن يكون بعض أجزاء
الجموع هو الؤثر ف الجموع فيكون مؤثرا ف نفسه و ف غيه ،وهذا ظاهر فإنه إذا قدر مموع المكنات
وقدرنا ان واحدا منها مؤثر ف الجموع أي ف كل واحد واحد وف اليئة الجتماعية لزم أن يكون مؤثرا ف
نفسه وف غيه فيكون بعض اجزاء الجموع موجبا لصول الجموع الذكور ومن الجموع نفسه وهذا متنع
وأما الجموع الركب من الواجب والمكن فهناك ليس بعضه مؤثرا ف كل واحد واحد وف اليئة الجتماعية
فإن من الجموع الواجب بنفسه ل يؤثر فيه شيء فظهر الفرق ،وأيضا فالواجب مؤثر ف المكن وف اليئة
الجتماعية ليس مؤثرا ف نفسه بلف مموع المكنات فإن كل واحد منها ل بد له من مؤثر والجتماع ل
بد له من مؤثر ف نفسه بلف مموع المكنات فإن كل واحد منها ل بد له من مؤثر والجتماع ل بد له
من مؤثر فالجموع مفتقر إل الؤثر بأي تفسي
فسر فإن فسر باليئة الجتماعية فهي متوقفة على الفراد المكنة والتوقف على المكن أول أن يكون
مكنا مع أن اليئة الجتماعية نسبة وإضافة متوقفة على غيها فهي أدخل ف المكان والفتقار من غيها وهي
من أضعف العراض الفتقرة إل العيان ان قدر لا ثبوتا وجوديا وأل فل وجود لا وان فسر الجموع بكل
واحد واحد أو فسر بالمرين بكل واحد واحد وبالجتماع أو بغي ذلك بأي شيء فسر ل يكن إل مكنا
مفتقرا إل غيه وكلما كثرت المكانات كثر الفتقار والاجة ،فإذا قيل الؤثر ف ذلك واحد منها وهو مكن
لزم ان يكون المكن الذي ل يوجد بعد فاعل لميع المكنات ونفسه من المكنات فإن نفسه ل بد له من
فاعل أيضا ،وهذا العترض اخذ الجموع الركب من الواجب والمكن فعارض به الجموع من المكنات
ولفظ الجموع فيه اجال يراد به الجتماع ويراد به جيع الفراد ويراد به المران فكانت معارضته ف غاية
الفساد فإن ذلك الجموع فيه واجب بنفسه ل يتاج إل غيه وما سواه من الفراد واليئة الجتماعية مفعول
له فهذا معقول
فال تعال هو الوجود الواجب بنفسه خالق لكل ما سواه وأما اليئة الجتماعية ان قدر لا وجود ف
الارج فهي حاصلة به أيضا سبحانه وتعال وأما الجموع الذي كل منه مفتقر إل من يبدعه وليس فيه موجود
بنفسه فيمتنع ان يكون فاعلهم واحدا منهم لنه ل بد له من فاعل فلو كان فاعلهم ما كان فاعل نفسه وغيه
من المكنات ولزم ان يكون بعض اجزاء المكنات كافيا ف مموع المكنات و اذا كان مموع المكنات
يتنع ان يكون فاعلها فلن يتنع ان يكون بعضها فاعل لا بطريق الول فإن ما يتعذر على الجموع يتعذر
على بعضه بطريق الول وما يفتقر اليه الجموع يفتقر اليه بعضه بطريق الول وهذا العترض اخذ ما يفتقر اليه
الجموع لفظا ممل فالفتقار قد يكون افتقار الشروط إل شرطه وقد يكون افتقار الفعول إل فاعله ث أخذ
يورد على هذا وعلى هذا ونن نيب على كل تقدير ،الوجه الرابع ان يقال أتعن بملة ما يفتقر اليه الجموع
ما إذا وجد وجد الجموع وما ل يوجد الجموع إل بوجوده كله مع قطع النظر عن كونه شرطا او فاعل فإن
جلة ما يفتقر اليه الشيء هو الملة الت تشتمل على كل ما يفتقر اليه الشيء مفتقرا اليه فهو
داخل ف هذه الملة و اذا حصل كل ما يتاج اليه الشيء ل يبق الشيء متاجا إل شيء أصل فيلزم
وجوده حينئذ فإنه ما دام مفتقرا إل شيء ل يوجد و اذا حصل كل ما يتوقف وجوده عليه ول يبق وجوده
موقوفا على شيء أصل لزم وجوده فيعن بملة ما يتوقف وجود الشيء عليه المور الت إذا وجدت وجد
الجموع وان ل توجد جيعها ل يوجد الجموع ،ومعلوم أنه إذا عن به ذلك ل يكن ان يكون ذلك بعضها
لنه يلزم حينئذ ان يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع فإنه قد فسر الملة با إذا حصل وجب حصول
الجموع وان ل يصل ل يز حصوله فلو كان بعض الجزاء هو تلك الملة لوجب ان يكون ذلك البعض
كافيا ف حصول الجموع سواء قدر فاعل لنفسه ولباقي الملة أو قدر أن حصوله هو حصول الجموع او
قدر غي ذلك من التقديرات المتنعة فأي تقدير قدر كان متنعا فإن جلة ما يفتقر اليه الجموع ل يكون بعض
الجموع بأي تفسي فسر وهو الطلوب ،ولكن لفظ الجموع فيه اجال فإنه قد يعن به مرد اليئة الجتماعية
وقد يعن به كل من الفراد أو كل من الفراد مع اليئة الجتماعية فإن عن به الول فل ريب ان هذا قد
يكون بعض الفراد موجبا له كما ف الجموع الركب من الواجب والمكن فإن
الواجب هو الوجب للممكنات وهو الوجب أيضا للهيئة الجتماعية واليئة الجتماعية امر مكن
خارج عن الواجب ليس هو بعض اليئة الجتماعية لكنه بعض الفراد واليئة نسبة و اضافة وليس هو بعض
النسبة و الضافة ولكن هو بعض الفراد النسوب بعضها إل بعض والنسبة وسائر الفراد غي له وهو الوجب
لكل ما هو غي له ،و اما الجموع الذي هو الفراد فل يكون بعضه هو الوجب لكل من الفراد فان هذا
يقتضي ان يكون ذلك البعض موجبا لنفسه فاعل لذاته وهذا متنع بالضرورة واتفاق العقلء بل هو من ابلغ
المور امتناعا والعلم بذلك من اوضح العارف و اجلها ولذا ل يقل هذا أحد من العقلء ،و اذا الجموع
كل من الفراد مع اليئة فهو ابعد عن ان يكون واحد من الفراد موجبا لنفسه ولسائر الفراد ومع اليئة
الجتماعية وهذا بي ول المد والنة ،واعلم ان مثل هذه العتراضات مع صحة الفطرة وحسن النظر يعلم
فسادها ومثل هذه االواطر الفاسدة الت تقدح ف العلومات
ل ناية لا ول يكن استقصاء ما يرد على النفوس من وساوس الشيطان ولول ان هذين الرجلي اللذين
كان يقال انما من افضل اهل زمانما ف الباحث العقلية كلميها وفلسفيها أورد كل منها ما ذكرت وصار
ذلك عنده مانعا من صحة الطريق الذكور ف إثبات واجب الوجود لا ذكرت ذلك لظهور فساده عند من له
تصور صحيح لا ذكروه فضل عمن نور ال قلبه ،ث ان هؤلء الفلسفة يقولون كما زعم المدى ان كمال
النفس النسانية هو الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت وهم مع هذا ل يعرفوا الوجود الواجب فأي شيء
عرفوه ،وقد بلغن بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم وهو الوني صاحب كشف السرار ف النطق وهو عند
كثي منهم غاية ف هذا الفن انه قال عند الوت اموت وما علمت شيئا إل ان المكن يفتقر إل الواجب ث قال
الفتقار وصف عدمى اموت وما علمت شيئا ،وذكر الثقة عن هذا المدى انه قال أمنعت النظر ف الكلم
وما استفدت منه شيئا إل ما عليه العوام او كلما هذا معناه
،وذلك ان هذا المدى ل يقرر ف كتبه ل التوحيد ول حدوث العال ول إثبات واجب الوجود بل
ذكر ف التوحيد طرقا زيفها وذكر طريقة زعم انه ابتكرها وهي اضعف من غيها ،وكان ابن عرب صاحب
الفصوص والفتوحات وغيها يعظم طريقته ويقول ان الطريقة الت ابتكرها ف التوحيد طريقة عظيمة او ما هو
نو هذا حت افضى المر ببعض اعيان القضاة الذين نظروا ف كلمه إل ان قال التوحيد ل يقوم عليه دليل
عقلي وانا يعلم بالسمع فقام عليه اهل بلده وسعوا ف عقوبته وجرت له قصة ،وكذلك الصبهان اجتمع
بالشيخ إبراهيم العبي يوما فقال له بت البارحة أفكر إل الصباح ف دليل على التوحيد سال عن العارض
فما وجدته ،وكذلك حدثن من قرا على ابن واصل الموي انه قال ابيت بالليل واستلقى على ظهري واضع
اللحفه على وجهي وابيت
أقابل أدلة هؤلء بأدلة هؤلء وبالعكس واصبح وما ترجح عندي شيء كأنه يعن أدلة التكلمي
والفلسفة ،وقد بسطنا الكلم ف التوحيد وأدلته ف غي هذا الوضع وذكرنا ان الناس قبلنا قد ذكروا له من
الدلة العقلية اليقينية ما شاء ال ولكن النسان يريد ان يعرف ما قاله الناس وما سبقوا اليه وبينا أيضا ان القران
ذكر من ذلك ما هو خلصة ما ذكره الناس وفيه من بيان توحيد اللية ما ل يهتد اليه كثي من النظار ول
العباد بل هو الذي بعث ال به رسله وانزل به كتبه ،وهؤلء كما ذكرت انقسموا إل أصحاب نظر وفكر
وبث واستدلل واصحاب ارادة وعبادة وتأله وزهد فكان منتهى اولئك الشك ومنتهى هؤلء الشطح فأولئك
يشكون ف ثبوت واجب الوجود او يعجزون عن اقامة الدللة عليه ،و اذا ل يكن ف الوجود واجب ل يوجد
شيء فتكون الوجودات كلها معدومات فيفضى بم سوء النظر إل جعل الوجودات معدومات او تويز
كونا معدومات وجعل الوجود الواجب مكنا وجعل الواجب مكنا غاية التعطيل ،والخرون يعلون كل
موجود واجب الوجود ويعلون وجود كل موجود هو نفس وجود واجب الوجود فل يكون ف الوجود
وجود هو
عندهم ملوق ول مصنوع ول مفتقر إل غيه ول متاج إل سواه فل يكون ف الوجود ما وجد بعد
عدمه ول ما عدم بعد وجوده وهذا فيه من جعل العدوم موجودا ومن جعل المكن واجبا وجعل العبد ربا
وجعل الحدث قديا ما هو غاية الكفر والشرك والضلل ،هذا مع ان إثبات الوجود الواجب الغن الالق
واثبات الوجود المكن الحدث الفقي الخلوق هو من اظهر العارف وابي العلوم ،واما ثبوت الوجود الفتقر
الحدث الفقي فيما نشاهده من كون بعض الوجودات يوجد بعد عدمه ويعدم بعد وجوده من اليوانات
والنباتات والعدن وما بي السماء والرض من السحاب والطر والرعد والبق وغي ذلك وما نشاهده من
حركات الكواكب وحودث الليل بعد النهار والنهار بعد الليل فهذا كله فيه من حدوث موجود بعد عدمه
ومعدوم بعد وجوده ما هو مشهود لبن ادم يرونه بأبصارهم ،ث إذا شهدوا ذلك فنقول معلوم ان الحدثات ل
بد لا من مدث والعلم بذلك ضروري كما قد بي ول بد من مدث ل يكون
مدثا وكل مدث مكن والمكنات ل لا من واجب وكل مدث ومكن فقي مربوب مصنوع
والفتقرات ل بد لا من غن و الربوبات ل بد لا من رب والخلوقات ل بد له من خالق ،وأيضا فإنه يقال
هذا الوجود إما ان يكون واجبا بنفسه و اما ان ل يكون واجبا بنفسه بل مكنا بنفسه واجبا بغيه والمكن
بنفسه الواجب بغيه ل بد له من واجب بنفسه فلزم ثبوت الواجب بنفسه على التقديرين ،وأيضا فالوجود
إما ان يكون مدثا و اما ان يكون قديا والحدث ل بد له من قدي فلزم وجود القدي على التقديرين ،وأيضا
فالوجود إما ان يكون ملوقا و اما ان ل يكون والخلوق ل بد له من خالق فيلزم ثبوت الوجود الذي ليس
بخلوق على التقديرين ،وأيضا فإما ان يكون خالقا و اما ان ل يكون وقد علم فيما ليس بالق كالوجودات
الت علم حدوثها انا ملوقة والخلوق ل بد له من خالق فعلم ثبوت الالق على التقديرين ،أيضا فالوجود إما
غن عن كل ما سواه و اما مفتقر إل غيه والفقي إل غيه ل بد له من غن بنفسه فعلم ثبوت الغن بنفسه
على التقديرين
،فهذه الباهي و امثالا كل منها يوجب العلم بوجود الرب سبحانه و تعال الغن القدي الواجب
بنفسه ،وابن سينا واتباعه كالرازي و المدى و السهورودي التقول واتباعهم سلكوا ف إثبات واجب
الوجود طريقة الستدلل بالوجود وعظموها وظن من ظن منهم انا اشرف الطرق وانه ل طريق إل وهو
يفتقر اليها حت ظنوا ان طريقة الدوث مفتقرة اليها ،وكل ذلك غلط بل هي طريقة توجب إثبات واجب
الوجود بل ريب لو كانوا يفسرون المكن بالمكن الذي هو مكن عند العقلء سلفهم وغي سلفهم وهو
الذي يكون موجودا تارة ومعدوما اخرى ،فأما إذا فسر المكن بالمكن الذي ينقسم إل قدي واجب بغيه
وال مدث مسبوق بالعدم كما هو قول ابن سينا واتباعه فل يصح لم على هذا الصل الفاسد ل إثبات
واجب بنفسه ول إثبات مكن يدل على الواجب بنفسه ،وهذه الطريقة هي ف القيقة مأخوذة من طريقة
الدوث
،وطريقة الدوث اكمل وابي فإن المكن الذي يعلم انه مكن هو ما علم انه وجد بعد عدمه او عدم
بعد وجوده ،هذا الذي اتفق العقلء على انه مكن وهو الذي يتحق ان يسمى مكنا بل ريب وهذا مدث فإذا
كل مكن مدث ،واما تقدير مكن ل يزل واجبا بغيه فأكثر العقلء دفعوا ذلك حت القائلون بقدم العال
كأرسطوا واتباعه التقدمي وحت هؤلء الذين قالوا ابن سينا واتباعه ل يعلون هذا من المكن بل المكن
عندهم ما امكن وجوده وعدمه فكان موجودا تارة ومعدوما اخرى ،وانا جعل هذا من المكن ابن سينا
واتباعه مع تناقضه وتصريه بلف ذلك لا سلكوا ف إثبات واجب الوجود الستدلل بالوجود على الواجب
فقالوا كل ما سواه يكون مكنا بنفسه واجبا بغيه وجعلوا العال قديا أزليا مع كونه مكنا بنفسه ،وهذا
خلف قول سلفهم وقول ائمة الطوائف سواهم وخلف ما صرحوا أيضا به وهذا ما انكره ابن رشد وغيه
على ابن سينا وبسط الكلم فيه له موضع اخر
،والقصود هنا ان هؤلء الذين يدعون ان كمال النفس هو الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت
هذا اضطرابم ف اشرف العلومات الوجودات بل فيما ل تنجو النفوس إل بعرفته وعبادته ولكن لا سلموا
للفلسفة اصولم الفاسدة تورطوا معهم ف ماراتم وصاروا يرونم كما ير اللحدة الباطنية الناس صنفا
صنفا ،والفلسفة هي باطن الباطنية ولذا صار ف هؤلء نوع من اللاد فقل ان يسلم من دخل مع هؤلء ف
نوع من اللاد ف اساء ال واياته وتريف الكلم عن مواضعه ،ونفس القدمة الائلة الت جعلوها غاية
مطلوبم وهو ان كمال النفس ف مرد العلم بالعقولت مقدمة باطلة قد بسطنا الكلم عليها ف الكلم على
معجزات النبياء لا تكلمانا على قولم انا قوي نفسانية وذكرنا قطعة من كلمهم على ذلك وبينا ان قولم ان
كمال النفس ف مرد العلم بالعقولت خطأ وضلل ومن هنا جعلوا الشرائع مقصودها إما اصلح الدنيا واما
تذيب النفس لتستعد للعلم او لتكون الشريعة امثال لتفهيم العاد ف
،العقليات كما قوله اللحدة الباطنية مثل أب يعقوب السبحستان وامثاله ولذا ل يوجبون العمل
بالشرائع على من وصل إل حقيقة العلم ويقولون انه ل يب على النبياء ذلك وانا كانوا يفعلونه لنه من تام
تبليغهم المم ليقتدوا بم ف ذلك ل لنه واجب على النبياء وكذلك ل يب عندهم على الواصلي البالغي
من المة والعلماء ،ودخل ف ذلك طائفة من ظلل التصوفة ظنوا ان غاية العبادات هو حصول العرفة فإذا
حصلت سقطت العبادات وقد يتج بعضهم بقوله ،واعبد ربك يأتيك اليقي ،سورة الجر 99ويزعمون
ان اليقي هو العرفة وهذا خطأ باجاع السلمي اهل التفسي وغيهم فان السلمي متفقون على ان وجوب
العبادات كالصلوات المس ونوها وتري الحرمات كالفواحش والظال ل يزال واجبا على كل أحدها دام
عقله حاضرا ولو بلغ ما بلغ وان الصلوات ل تسقط عن أحد قط إل عن الائض والنفساء او من زال عقله مع
ان من زال عقله بالنوم فإنه يقضيها بالسنة الستفيضة التلقاه بالقبول واتفاق العلماء واما من زال عقله بالغماء
ونوه ما يعذر فيه ففيه نزاع مشهور منهم من يوجب قضاءها مطلقا كأحد ومنهم من ل يوجبه كالشافعي
ومنهم من يوجب قضاء ما
قل وهو مادون اليوم والليلة او صلوات اليوم والليلة كما هو مذهب أب حنيفة ومالك والجنون ل
يقضي عند عامتهم وفيه نزاع شاذ ،فالقصود من هذا ان الصلوات المس ل تسقط عن أحد له عقل سواء
كان كبيا او صالا او عالا وما يظنه طوائف من جهال العباد واتباعهم وجهال النظار واتباعهم وجهال
الساعيلية والنصيية او اهل الضرة او عمن خرقت لم العادات او عن الئمة الساعيلية او بعض اتباعهم او
عمن عرف العلوم العقلية او عن التكلم الاهر ف النظر او الفيلسوف الكامل الفلسفة فكل ذلك باتفاق
السلمي وبا علم بالضطرار من دين السلم ،واتفق علماء السلمي على ان الواحد من هؤلء يستتاب فإن
تاب واقر بوجوبا وأل قتل فإنه ل نزاع بينهم ف قتل الاحد لوجوبا وانا تنازعوا ف قتل من اقر بوجوبا
وامتنع من فعلها مع ان اكثرهم يوجب قتله ،ث الواحد من هؤلء إذا عاد واعترف بالوجوب فهل عليه قضاء
ما تركه فهذا على ثلثة انواع أحدها ان يكون قد صار مرتدا متنعا
عن القرار با فرضه الرسول فهذا حكمه حكم الرتدين وفيه للعلماء ثلثة اقوال أحدها انه ل يقضي
ما كركه ف الردة ول قبلها ل من صلة ول صيام ول زكاة بناء على ان الردة احبطت عمله وانه إذا عاد
بإسلم جديد فيستأنف العمل كما هو معروف ف مذهب أب حنيفية ومالك وقول ف مذهب احد والثان انه
يقضي ما تركه ف الردة وقبلها وهذا قول الشافعي واحدى الرويات عن احد والثالث انه ل يقضي ما تركه ف
الردة ويقضي ما تركه قبلها كالرواية الشهورة عن احد ،وان كان الواحد من هؤلء جاهل وهو مصدق
للرسول لكن ظن ان من دينه سقوط هذه الواجبات عن بعض البالغي كما يظن ذلك طوائف من صحب
الشيوخ الهال وكما يظنه طائفة من الشيوخ الهال ولم مع ذلك احوال نفسانية وشيطانية ،فهؤلء مبن
امرهم على ان ما ترك الصلة قبل العلم بوجوبا فهل يقضي وفيهة ثلثة اقوال منها وجهان ف مذهب احد
أحدها انه ل قضاء عليه بال بناء على ان حكم الطاب ل يثبت
ف حق العبد إل بعد الطاب اليه والثان عليه القضاء بكل حال كما يقوله من يقوله من أصحاب
الشافعي وغيه والثالث يفرق بي من أسلم ف دار الرب ومن أسلم ف غيها كما يقول ذلك من يقوله من
أصحاب أب حنيفة والول أظهر القوال ،وأيضا فقد تنازع الناس فيمن فوت الصلة عمدا بغي عذر والصوم
هل يصح منه القضاء أم قد استقر عليه الذنب فل يقبل منه القضاء على قولي معروفي وليس هذا موضع
هذا ،وإنا القصود هنا أنه ليس ف علماء السلمي من يقول بسقوط الصلة عمن هو عاقل على أي حال
كان ،فمن تأول قوله تعال ،واعبد ربك حت يأتيك اليقي ،سورة الجر 99على سقوط العبادة بصول
العرفة فإنه يستتاب فإن تاب وإل قتل والراد بالية اعبد ربك حت توت كما قال السن البصري ل يعل ال
لعبادة الؤمن أجل دون الوت وقرأ الية ،واليقي هو ما يعاينه اليت فيوقن به كما قال تعال عن أهل النار ،
وكنا نكذب بيوم الدين حت أتانا اليقي ( ،سورة الدثر ) 47 46وف الصحيح أن النب صلى ال عليه
وسلم لا مات عثمان بن مظعون قال ،أما عثمان فقد جاءه اليقي من ربه ،والقصود هنا أن هؤلء اللحدة
ومن شركهم ف نوع من إلادهم لا ظنوا أن كمال النفس ف مرد العلم وظنوا أن ذلك إذا حصل فل
حاجة إل العمل وظنوا أن ذلك حصل لم ظنوا سقوط الواجبات العامة عنهم وحل الحرمات العامة
لم ،وضللم من وجوه ،منها ظنهم أن الكمال ف مرد العلم ،والثان ظنهم أن ما حصل لم علم ،
والثالث ظنهم أن ذلك العلم هو الذي يكمل النفس ،وكل من هذه القدمات كاذبة فليس كمال النفس ف
مرد العلم ول ف أن تصي عالا معقول موازيا للعال الوجود بل ل بد لا من العمل وهو حب ال وعبادته فإن
النفس لا قوتان علمية وعملية فل تصلح إل بصلح المرين وهو أن تعرف ال وتعبده ،والهمية هم خي من
هؤلء بكثي ومع هذا فلما قال جهم ومن وافقه إن اليان مرد العرفة أنكر ذلك أئمة السلم حت كفر من
قال بذا القول وكيع بن الراح وأحد بن حنبل وغيها
،وهذا القول وإن كان قد تابعه عليه الصالي والشعري ف كثي من كتبه وأكثر أصحابه فهو من
أفسد القوال وأبعدها عن الصحة كما قد بيناه ف غي هذا الوضع لا بينا الكلم ف مسمى اليان وقبوله
للزيادة والنقصان وما للناس ف ذلك من الناع ،وأما القدمة الثانية فلو كان كمال النفس ف مرد العلم فليس
هو أي علم كان بأي معلوم كان بل هو العلم الذي ل بد منه العلم بال وهؤلء ظنوا أنه العلم بالوجود با هو
موجود وظنوا أن العال أبدي أزل فإذا حصل له العلم بالوجود الزل البدي كملت نفسه ،وعلى هذا بن
أبو يعقوب السجستان وغيه من شيوخ الفلسفة والباطنية أقوالم وكذلك امثالم من الفلسفة كالفاراب
وغيه وابن سينا وان كان أقرب إل السلم منهم ففيه من اللاد بسبه وابو حامد وان سلك احيانا
مسلكهم لكنه ل يعل العلم بجرد الوجود موجبا للسعادة بل يعل ذلك ف العلم بال وقد يقول ف بعض
كتبه انه العلم بالمور الباقية وهذا كلمهم ،فمن قال ان العال أزل أبدي قال بقولم ومن قال ان كل ما
سوى ال كان معدوما ث وجد ل يلزمه ذلك وابن عرب وابن
،سبعي ونوها جعوا بي السلكي فصاروا يعلون كمال النفس هو العلم بالوجود الطلق ويقولون
ان ال هو الوجود الطلق فأخذوا من طريقة الصوفية أنه العلم بال وأخذوا من كلم هؤلء أنه العلم بالوجود
الطلق وجعوا بينهما فقالوا ان ال هو الوجود الطلق ،وأما القدمة الثالثة فزعمهم أنم حصل لم العلم
بالوجود وهذا باطل فإن كلمهم ف الليات مع قلته فالضلل أغلب عليه من الدى والهل أكثر فيه من
العلم وهي العلوم الت تبقى معلوماتا تكمل النفوس با عندهم ،وأما الطبيعيات فهي مبدأ الركة والتغي
والستحالة ولكن منها كليات ل تنتقض بزعمهم وهي منتقضة ،وهذه المور مبسوطة ف غي هذا الوضع
ولكن نبهنا عليه هنا لن مثل هذا المدي وأمثاله الذين عظموا طريقهم وصدروا كتبهم الت صنفوها ف أصول
دين السلم بزعمهم با هو أصل هؤلء الهال من أن كمال النفس النسانية بصول مالا من الكمالت
وهي الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت وسلكوا طرقهم وقعوا ف الهل والية والشك با ل تصل
النجاة إل به ول تنال السعادة إل بعرفته فضل عن نيل الكمال الذي هو فوق ذلك فإن النب صلى ال عليه
وسلم قال ،كمل من الرجال كثي فالكاملون من الرجال
كثي ولكن الذين سلكوا طريق هؤلء من أبعد الناس عن الكمال ،والقصود هنا الكلم على ما سلكه
هؤلء التأخرون ف تقرير واجب الوجود والمدي قد قررها ف أبكار الفكار وأورد سؤال على بعض
مقدماتا ف رموز الكنوز قد ذكرنا سؤاله وجوابه ،وأما تقريره لا فقال ف تقرير هذه الجة النظر إل الملة
غي النظر إل كل واحد واحد من آحادها فإن حقيقة الملة غي حقيقة كل واحد من الحاد وعند ذلك
فالملة موجودة فإما أن تكون واجبة لذاتا أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة كما تقدم وإن كانت مكنه فل
بد لا من مرجح والرجح إما داخل فيها وإما خارج عنها فإن كان داخل فيها فالرجح للجملة مرجح
لحادها
،فيلزم ان يكون مرجحا لنفسه لكونه من الحاد فيلزم ان يكون علة لنفسه معلول لا وان كان
خارجا عنها ل يكن مكنا لنه من الملة فيكون واجبا ،ث أورد على ذلك قول السائل ل نسلم وجود ما
يسمى جلة ف غي التناهى ليصح ما ذكرتوه ول يلزم من صحة ذلك ف التناهى مع اشعاره بالصر صحته ف
التناهى سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى وانه مكن لكن ل نسلم انه زائد على الحاد التعاقبة إل
غي النهاية وحينئذ فل يلزم ان يكون معلل بغي علة الحاد سلمنا انه زائد على الحاد ولكن ما الانع ان
يكون مترجحا بآحاده الداخلة فيه ل بعن أنه مترجح بواحد منها ليلزم ما ذكرتوه بل طريق ترجيحه بالحاد
الداخلة فيه ترجح كل واحد من آحاده بالخر إل غي النهاية وعلى هذا فل يلزم افتقاره إل مرجح خارج عن
الملة ول ان يكون الرجح للجملة مرجحا لنفسه ول لعلته
،ث قال ف الواب قولم ل نسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى قلنا مسمى الملة هو ما
وصفتموه بكونه غي متناه ول شك انه غي كل واحد من الحاد إذ كل واحد من الحاد متناه والوصوف با
ل يتناهى هو العداد الفروضة بيث ل يرج عنها واحد قولم ل نسلم ان مفهوم الملة زائد على الحاد
التعاقبة إل غي النهاية ،قلنا ان أردت ان مفهوم الملة هو نفس الفهوم من كل واحد من الحاد فهو ظاهر
الحالة وان اردت به اليئة الجتماعية من آحاد العداد فل خفاء بكونه زائدا على كل واحد من الحاد وهو
الطلوب ،ولقائل ان يقول يريدون بالملة كل الحاد ل كل واحد منها ول يسلمون ان كل الحاد أمر
مغاير للحاد التعاقبة ،قولم ما الانع من أن تكون الملة مترجحة بآحادها الداخلة فيها كما قرروه
،قلنا إما ان يقال تترجح الملة بجموع الحاد الداخلة فيها او بواحد منها فإن كان يوجد منها
فالحال الذي ألزمناه حاصل وان كان بجموع الحاد فهو نفس الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه
وهو مال ،قلت ولقائل ان يقول الجة الذكورة ل تتاج إل إثبات كون الملة غي الحاد وان كان ذلك
حقا فإنه يقال لن قال ل نسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى ل يلو إما ان يكون هنا جلة غي الحاد
واما ان ل يكون فإن كان بطل سؤاله وان ل يكن كان ذلك أبلغ ف الجة فإن كل واحد من الحاد مكن
وليس هنا جلة يكن ان تكون واجبة فكل من المكنات يتنع ان يوجد بنفسه او بمكن آخر كامتناع وجود
الملة المكنة بكل من المكنات ،وقد أورد هو هذا السؤال فكان فيه كفاية من ان يقرر امورا إذا حذفها
كان ابلغ ف الجة واقوى لا ،وكذلك السؤال الثان وهو قوله سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى
وانه مكن لكن ل نسلم انه زائد اعلى الحاد التعاقبة فل يكون معلل بغي علة الحاد فان هذا السؤال هو
نظي الول بل هو مع تغي العبارة فإن من نفي وجود ما يسمى جلة ف غي التناهي ل ينازع ف وجود
كل واحد واحد من الحاد التعاقبة فإذا سلم مفهوم الملة فيما ل يتناهى وفسر ذلك بالحاد التعاقبة كان
باقيا على منعه الول لكن من الناس من يقول الملة ل تعقل إل ف التناهى ومنهم مند قد ينازع ف الملة
هل لا الملة هل لا حقيقة غي كل واحد من الحاد فلهذا جعلهما سؤالي ،وبكل حال فالسؤال ان كان
متوجها كان ذلك اقوى ف الجة وان ل يكن متوجها ل يرد بال وذلك انه إذا ل يكن للجملة حقيقة غي
كل واحد واحد ل يكن هنا مموع نتاج ان نصفه بوجوب او إمكان غي كل واحد واحد وتلك كلها مكنة
فتكون الجة على هذا التقدير اقل مقدمات فانه إذا كانت الملة غي الحاد احتيج إل نفي وجوبا بنفسها
او بالحاد إما إذا قدر انتفاء ذلك ل يتج إل ذلك فل يتاج إل نفي الوجوب عنها ل بنفسها ول بالحاد ،
ولذا قال ف العتراض إذا ل تكن الملة غي الحاد ل يلزم ان تكون معللة بغي علة الحاد ،وهذا ما يقوى
الجة فإنا إذ ل تكن معللة بغي علة الحاد ومعلوم انه ل بد من إثبات علة الحاد فذلك وحده كاف بلف
ما إذا كانت غيل الحاد فإنه يتاج إل نفي وجوبا او بالحاد
،وهذا هو السؤال الثالث وهو قوله ما الانع ان يكون الجموع وهو الملة مترجحا باحاده الداخلة
فيه ل بواحد منها بل طريق ترجحه بالحاد الداخلة فيه بترجح كل واحد من احاده بالخر إل غي ناية ،
وقد اجاب عن هذا بقوله مموع الحاد نفس الملة الفورضة وفيه ترجح الشيء بنفسه وهو مال ،وهذا
السؤال هوالذي ذكره ف كتابه الخر وذكر انه ليعرف له جوابا حيث قال ما الانع من ترجحها بترجح
آحادها وترجح آحادها كل واحد بالخر إل غي النهاية ،قال وهذا اشكال مشكل وربا يكون عند غيي
حله والواب الذي ذكر عنه إنا يستقيم إذا ارادوا بالملة كل واحد واحد من الجزاء ول يعلوا للجتماع
قدرا زائدا وجعلوا الجتماع جزءا فانه حينئذ يقال الملة هي الحاد فأما إذا أريد بالملة الجتماع وهو
اليئة الجتماعية وان ترجحها بالحاد التعاقبة ل يكن الواب صحيحا
،وهذا هو الذي استشكله ف كتابه الخر وحينئذ يكون السؤال ل ل يوز ترجح الجتماع بالحاد
الجتمعة وترجح كل واحد بالخر وليس الملة هو الحاد التعاقبة كما تقدم بل هو اليئة الجتماعية ولكن
يكن تقرير هذا الواب إذا جعلت اليئة الجتماعية جزءا من اجزاء الملة وهذا امر اصطلحي فان الجموع
الركب من اجزاء قد يعل نفس الجتماع ليس جزءا من الجموع وقد يعل جزءا من الجموع فإذا جعل
الجتماع جزءا من الجموع كان تقرير السؤال ان هذا الزء معلل بسائر الجزاء وترجح كل جزء بالخر
وترجح جزء مكن بزء مكن كترجح جزء مكن باجزاء مكنة وحينئذ فاجابته بقوله مموع الحاد نفس
الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه ليس بواب مطابق فإنم ل يدعوا ترجح الجموع بالجموع بل
ترجح الجتماع بكل واحد من الجزاء التعاقبة والجتماع وان كان جزءا فليس هو من الجزاء التعاقبة لكن
هذا فيه ترجيح بعض الجزاء ببعض فهو كتعليل بعض المكنات ببعض فيعود المر ويقال فالجموع هو
واجب بنفسه او مكن معلول لنفسه او معلول ببعضه او بارج عنه كما تقدم تقرير ابن سينا لجته ،وقد
تقدم ان الجموع إما ان ل يكون له علة بل هو واجب
بنفسه وهذا باطل كما تقدم واما ان يكون له علة وهو الجموع او بعضه او ما هو خارج عنه كما
يقال نظي ذلك ف دللة الطابقة والتضمن واللتزام ،فلهذا قال ف القسم الثان واما ان يقتضي الجموع علة
هي الحاد بأسرها فتكون معلولة لذاتا فان تلك الملة والكل شيء واحد واما الكل بعن كل واحد فليس
تب به اللمة ،يقول ان كان القتضي للمجموع هي الحاد بأسرها بيث تدخل فيها اليئة الجتماعية لزم
ان تكون الملة المكنة معلولة لذاتا فان الملة والكل والجموع شيء واحد بلف ما إذا أريد بالكل كل
واحد واحد فان الملة ل تب بكل واحد واحد إنا تب بجموع الحاد كالعشرة ل تصل بكل فرد فرد
من افرادها وكذلك سائر الركبات وانا يصل الركب بجموع اجزائه الت من جلتها اليئة الجتماعية ان
جعلت اليئة الجتماعية امرا وجوديا وان ل تعل كذلك ل يتج إل هذا بل يقال الجموع هو الحاد بأسرها
وليس هنا غي الحاد ،ولعل ابن سينا اراد هذا ولذا اوردا عليه تلك السولة
وهو ان الجموع مغاير للحاد وانه يوز ان يب الجموع بالحاد التعاقبة ونو ذلك ما تقدم ،وأما
القسم الثالث وهو ان يكون للمجموع علة هي بعضه فهذا قد ابطله بقوله ليس بعض الحاد اول بذلك من
بعض ان كان واحد منها معلول ولن علته اول بذلك ،وهذان ان وجهان ف تقرير ذلك أحدها ان كل جزء
من الجزاء إذا كان مكنا ومن ذلك اليئة الجتماعية فليس وجوب الجموع بذا الزء بأول من هذا لنه
متوقف على كل جزء جزء منها ،والثان ان كل واحد من تلك الجزاء معلول لغيه فعلته اول ان تكون هي
الوجبة للجميع منه سواء قيل ان علة الجموع واحد معي او واحد منها غي معي واما إذا قيل كل واحد
واحد فذلك ابعد لنه يقتضي اجتماع مؤثرين مستقلي على اثر واحد وهو متنع بصريح العقل واتفاق
العقلء ،فإن قيل إذا كان الجموع هو الجزاء ونفس الجتماع فهذا ل يفتقر إل شيء منفصل ،قيل هذا
هو القول بوجوب ذلك بنفسه وقد تقدم ابطاله فانه يكون كل جزء مكنا بنفسه والجتماع مكن بنفسه ول
يكن هنا
ما يغاير ذلك حت يقال هو واجب بنفسه فل يكن ان يكون هنا ما هو واجب بنفسه ،وقد ابطل
غيه هذا القسم بوجهي أحدها ذكره الرازي والمدى ان ما كان سبب الجموع كان سبب كل واحد من
اجزاء ذلك الجموع فلو قدر جزء من اجزاء الجموع سببا لزم كون ذلك الزء سببا لنفسه فيلزم كون
المكن علة معلول وأيضا فذلك الزء معلول فإذا كان مرجحا للمجموع كان مرجحا لعلته فيكون علة لعلته
فصل ،ول يذكر ابن سينا ول غيه ف إثبات واجب الوجود قطع الدور كما يذكر المهور قطع
التسلسل لظهور فساده وقد ذكرنا غي مرة ان القدمة إذا كانت معلومة مثل علمنا بأن الحدث ل بد له من
مدث بل مثل علمنا ان هذا الحدث له مدث كان العلم با كافيا ف الطلوب وان ما يرد على المور العلومة
هو من جنس شبه السوفسطائية الت ل ناية لا فيجب الفرق بي ما يكون من القدمات خفيا على أكثر الناس
يتاج إل بيان وما يكون معلوما لكثر الناس والشبه الواردة عليه من جنس شبه السوفسطائية ،ولا كان اهل
الكلم كثيا ما يوردون ويورد عليهم ما هو من جنس شبه السوفسطائية كما يورده الكفار الذين يادلون
بالباطل ليد حضوا به
الق ل يكن لذا حد مدود ول عد معدود بل هو بسب ما يطر للقلوب فلهذا صار كلما طال
الزمان أورد التاخرون اسولة سوفسطائية ل يذكرها التقدمون ،وزاد التأخرون مقدمة ف الدليل لدفع ذلك
السؤال فزادوا اول ان الحدث ل يتص بوقت دون وقت إل بخصص والوقات متماثلة والمور التماثلة
يتنع اختصاص بعضها دون بعض إل بخصص منفصل ،ث زادوا بعد هذا ان التخصيص مكن والمكن ل
يترجح وجوده على عدمه إذ ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح وزادوا ان الرجحات يتنع تسلسلها
كما تقدم ث زادوا بعد هذا قطع الدور ،وكذلك ابن سينا ل يذكر ف برهانه ان المكن ل يوجد من نفسه
فل بد ان يوجد بغيه فقال الرازي ل يلزم من صحة قولنا ليس المكن موجودا من ذاته صحة قولنا إنه موجود
بغيه لن بي القسمي واسطة وهي ان ل يكون وجوده من شيء أصل ل من ذاته ول من غيه واذا كان
كذلك ل يتم البهان إل بذكر هذا القسم وابطاله إما بادعاء الضرورة ف فساده او بذكر البهان على
فساده ،قال وهو ل يفعل شيئا من ذلك
،فيقال له كون وجود الشيء ل من نفسه ول من غيه هو ما يعلم فساده بالضرورة والمور العلومة
الفساد بالضرورة ل يب على كل مستدل تقديرها ونفيها فان هذا ل غاية له وانا يذكر النسان من ذلك ما
قد قيل او خطر بالبال فأما الذهن الصحيح الذي يعلم بالضرورة فساد مثل هذا التقدير فهو ل يورده على
نفسه ول يورده عليه غيه وانا يقع اليراد عند الشك والشتباه فإن قدر من الناس من يشك ف هذا احتاج
مثل هذا إل البيان وقد قلنا ان السولة السوفسطائية ليس لا حد مدود ول عد معدود وهذا نظي قول القائل
ان الحدث الذي كان بعد ان ل يكن يدث نفسه وهذا كله من العلوم البديهية الضوروية الفطرية الت هي من
ابي المور عند العقلء ،لو احتاج الستدل ان يذكر من القسام ما يطر ببال كل أحد وان كان فساده
معلوما بالضرورة لقال المكن إذا ل يوجد بنفسه فإما ان يوجد بوجد او بغي موجد واذا وجد بوجد فذلك
الوجد إما ان يوجده وهو معدوم أو يوجده وهو موجود ،ث يريد ان يبطل الثان بأن الوجد ل يوجد وهو
معدوم كما فعل ذلك طائفة من اهل الكلم واذا اراد ان يبطل ذلك قال والعدوم ل يكون موجدا لن العدم
ل يتميز فيه شيء عن شيء والوجد
،ل بد ان يتميز عن غيه واذا قيل العدوم يتميز فيه شيء عن شيء على قول من يقول العدوم شيء
تبي ان العدوم ليس بشيء فيكون إثبات وجود الصانع موقوفا على ابطال قول هؤلء كما فعل ذلك طائفة
من اهل الكلم ،ومن العلوم ان ابطال هذا ادق من ابطال كون الشيء الذي ل يكون وجوده من نفسه
يكون موجودا ل بنفسه ول بغيه إذ كان من العلوم البي لكل أحد ان مال يوجد بنفسه فل بد ان يكون
وجوده بغيه واما تقدير موجود ل يوجد بنفسه ول بغيه فهو متنع فإنه ل يعن بكونه موجودا بنفسه ان نفسه
اوجدته إذ كان هاذ معلوم المتناع بل يعن انه ل يتاج ف وجوده إل غيه بل وجوده واجب بنفسه فهو
موجود ازل وابدا فظهور صحة هذا الكلم وبطلن نقيضه ابي ما يستدل به عليه بل يكن هنا ايراد اسولة
اخرى يطول با الكلم ،وقال الرازي أيضا قد كان الواجب على ابن سينا ان يتكلم قبل هذا الفصل ف بيان
ان سبب المكن ل يكون مقدما عليه تقدما زمانيا فإنه لو جاز ذلك لا امتنع اسناد كل مكن إل اخر قبله ل
إل أول وذلك عنده غي متنع فكيف يكن ابطاله لثبات واجب الوجود واما إذا قامت الدللة على ان السبب
لبد من وجوده مع السبب فحينئذ لو حصل التسلسل لكانت تلك السباب والسببات بأسرها حاضرة معا
وذلك عنده مال
،والبهان الذي ذكره ف ابطال التسلسل أيضا متص بذه الصورة فكان الول اللكم ف هذه السالة
لكن لا كان ف عزمه ان يذكره ف موضع اخر وهو النمط الامس من هذا الكتاب ل جرم تساهل فيه ههنا ،
قلت مثل هذا الكلم هو الذي اوجب ان يدخل هذا القسم من ادخله ف هذا الدليل كالمدى وغيه ول
حاجة اليه بل ما ذكره ابن سينا كاف ،والدليل الذي ذكره على إبطال التسلسل ف العلل يوجب ابطال علل
متسلسلة سواء قدرت متمعة أو ل كما قد تبي من كلمه وهو ل يوز علل متسلسلة ل متعاقبة ول غي
متعاقبة وإنا يوز حوادث متسلسلة وتلك عنده شروط لدوث الوادث ل علل ول أسباب بعن العلل ول
يوز عنده إسناد كل مكن إل مكن قبله أصل ولكن يوز أن يكون وجوده مشروطا بوجود مكن قبله وبي
العلة والشرط فرق معروف ،ومن هنا دخل الغلط على الرازي ف هذا العتراض ولذا كان سائر من تكلم ف
إبطال العلل التسلسلة ل يتج إل ذكر هذا القسم أصل ول يقولون إن المكن أو الادث الذي يوجد قبل
المكن أو الادث هو علة أيضا ول هو مستند وجوده وإنا يقولون هو شرط فيه
،وأيضا فإسناد كل مكن إل آخر قبله إما أن يراد به أنه يستند إل آخر موجود قبله فيستمر الوجود
إل حي وجود المكن الفعول وإما أن يراد به إل آخر يكون موجودا قبله ويعدم قبله ،فإن أريد الول
فمعلوم أنه إذا بطل إسناده إل مكن موجود مع وجوده كان هذا متناول لا يوجد مع ذلك قبل وجوده ولا ل
يوجد إل عند وجوده فل حاجة إل تصيص ما وجد قبل وجوده بالذكر كما ل يتاج إل تصيص ما يبقى
بعد وجوده بالذكر إذ الدليل يتناول كل ما كان موجودا عند وجوده سواء وجد قبل ذلك أيضا أو بعد ذلك
أيضا أو ل يكن موجودا إل حي وجوده ،وأما أن أريد استناده إل آخر يكون موجودا قبله ويعدم أيضا قبله
وهذا هو الذي أراده الرازي ل يتج أيضا إل هذا لوجوه ،أحدها أنه إذا بطل إسناده إل مكن موجود حال
وجوده فبطلن إسناده إل مكن يعدم حي وجوده أول وأحرى فإذا قام الدليل على بطلن تسلسل العلل
المكنة مع كونا معا ف الوجود فبطلن التسلسل مع تعاقبها أظهر وأجلى ،الثان أن الدليل الدال على بطلن
التسلسل ف العلل هو دليل مطلق عام سواء قدرت متقارنة أو متعاقبة فإن جيع ما ذكر من
الدلة الدالة على أن مموع المكنات مفتقرة إل أمر خارج عنها يتناول جيع النواع الت يقدرها
سواء قدر أنا متسلسلة على سبيل القتران أو على سبيل التعاقب وسواء قدرت مع التعاقب بعدم الول عند
وجود الثان أو يبقى بعد وجوده أو ل يكون وجوده إل مع وجوده ل سابقا ول لحقا وكذلك إذا قدرت مع
القتران ل يكون بعضها قبل بعض ول بعده أو يوجد بعضها قبل بعض أو بعده فمهما قدر من التقديرات الت
تطر بالبال ف تسلسل الؤثرات فما ذكر من الدلة يبطل ذلك كله ويبي امتناعه فتبي أن ما ذكره ابن سينا
كاف ف ذلك ل يتاج إل الزيادة الت زادها الرازي والمدي ،الثالث أنه إذا كانت المكنات متاجة إل
خارج عنها ليس بمكن بل هو واجب الوجود بنفسه فذلك يتنع عدمه ويب وجوده فكان نفس إثبات
واجب الوجود كافيا ف أنه يستمر الوجود حال وجود المكن ل يتاج إل ذلك الواجب ،الرابع أن ما
ذكروه من المكن يفتقر إل الواجب وإنا ل يكون افتقاره إليه متصا ببعض الزمنة أن الواجب ،وقال
الرازي أيضا لا شرح طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود
وأبطل التسلسل قد بقي هنا كلم آخر وهو إبطال الدور وهو أن يكون هذا يترجح بذاك وذاك يترجح
بذا ،قال واعلم أن الدور باطل والعتمد ف إبطاله أن يقال العلة متقدمة على العلول ولو كان كل منهما علة
للخر لكان كل منهما متقدما على الخر فيكون كل منهما متقدما على التقدم على نفسه فيلزم تقدم كل
منهما على نفسه وهو مال ،وأورد على هذا ما مضمونه أن التقدم إن كان غي كون أحدها علة للخر فل
نسلم الول وإن كان هو كون أحدها علة للخر كان اللزم هو اللزوم فيكون العن لو كان أحدها علة
للخر لكان علة للخر ،ث قال والنصاف أن الدور معلوم البطلن بالضرورة ولعل الشيخ إنا تركه لذلك ،
قلت هذا هو الصواب فإن بطلن الدور معلوم بالضرورة ولجل هذا ل يطر لكثر العقلء حت يتاجوا إل
نفيه عن قلوبم كما ل يطر لم أن الفاعل للموجودات يكون معدوما ول يطر لم أن الشيء يدث أو
يكون ل بنفسه ول بغيه بل ول يطر لم أنه يكن أن تكون مفعولت متعاقبة ل فاعل لا وهو تسلسل العلل
فيكون معلول مفعول لعلول مفعول والعلول الفعول معلول لفعول آخر ل إل ناية فأكثر الذهان الصحيحة
ل يطر لا إمكان هذا
حت تتاج إل نفيه وكذلك ل يطر لا أنه يكن وجود شيئي كل منهما فعل الخر بل هم يعلمون
أن الشيء ل يفعل نفسه فكيف يفعل فاعل نفسه ،وقول القائل إنه لو كان كل منهما فاعل للخر أو مؤثرا
ف الخر أو علة ف الخر لكان كل منهما قبل الخر كلم صحيح ،وأما قول العترض إن أريد بالتقدم تقدم
العلة على العلول فاللزم هو اللزوم وإن أريد غيه فإنه منوع ،فهذا عنه جوابان أحدها أن يراد به التقدم
العقول ف فطر الناس من تقدم الفاعل على الفعول وهو كونه قبله بالزمان أو تقدير الزمان وعلى هذا جهور
العقلء ،بل قد يقولون إن هذا معلول بالضرورة وهو كون الفاعل سابقا متقدما على مفعوله وإنه يتنع أن
يكونا متساويي ف زمان الوجود ،وهذ ما يستدل به على أن كل ما سوى ال حادث ليس ف الوجودات ما
يقارن الالق ويكون معه بالزمان ول يعرف ف الوجود مفعول معي قارن فاعله ف زمانه أصل وإنا يعرف
هذا ف الشرط والشروط فإن الشرط قد يقارن الشروط فل يوجد قبله وقد يوجد قبله لكن ل بد من وجوده
معه كما أن الياة إذا كانت شرطا ف العلم والرادة أمكن أن تكون متقارنة ف صفات ال تعال فإن حياته
وعلمه معا ل يسبق الخر والعلم مشروط بالياة وكذلك الذات مع الصفات اللزمة ل يوجد أحدها
قبل الخر بل ها متلزمان ول يوجد أحدها إل مع الخر ،وقد يكون الشرط سابقا كالعراض الت ل
توجد إل بحل وقد يكون الحل موجودا قبل وجود العراض وكما ف افعال ال الادثة فإنا مشروطة بوجود
ذاته وذاته متقدمة عليها ،وما ذكره من ذكره من اهل الفلسفة والكلم ف مسالة حدوث العال وغيها من ان
التقدم ينقسم الىتقدم بالذات والعلية وقد يسمى الول تقدما بالعلية والثان تقدما بالذات كتفدم العلة على
العلول وتقدم بالطبع كتقدم الواحد على الثني ،وفرقوا بينهما بأنه ف الول يكون التقدم فاعل للمتاخر وف
الثان يكون شرطا فيه ومثلوا الول بتقدم حركة اليد على حركة الات والكم فإنك تقول تركت يدي
فتحرك الات فيها فزمانما واحد مع العلم بأن الول متقدم على الثان وينقسم إل التقدم بالزمان وبالرتبنة
السية او العقلية ،وزاد طائفة منهم الشهرستان والرازي ومن اتبعهما تقدما اخر بطلق الوجود وجعلوا التقدم
بعض اجزاء الزمان على بعض
منه فيجيب عنه من يوافق جهور العقلء بأن التقدم العقول إنا هو التقدم بالزمان او تقدير الزمان على
الناع العروف ف هذا الوضع ،واما التقدم بالكان والرتبة فهو تابع لذا لا كان التقدم ف الكان يتحرك قبل
حركة التأخر كتحرك المام قبل الاموم والمي قبل الأمور ،واما التقدم بالعلية فان عن به هذا وأل فل
حقيقة له فل تعقل علة تامة تكون هي بسائر اجزائها مقارنة لعلولا أصل ،وقول القائل تركت يدي فتحرك
الات ليس هو من تقدم الفاعل على الفعول فإن حركة اليد ليست هي الفاعل لركة الات لكن هي شرط
فيها فل توجد حركة الات التابعة لركة اليد إل بشرط وجود حركة اليد الت هي متبوعة كما ان حركة
الصابع ل توجد إل بركة الكف ،فإن قيل الركتان معا ف الزمان فالفاعل لذه هو الفاعل للخرى وهو
متقدم عليهما جيعا
،وان قيل بل أحداها عقب الخرى ف الزمان كاجزاء الزمان التلحقة بطل قول القائل انما معا ف
الزمان ،وكثيا ما يشتبه على الناس الوجود مع الشيء بالوجود عقبه بل يطلقون لفظ لع على العاقب له
ويقولون جاءا معا وان كان ميء أحدها معاقبا للخر إذا ل يكن بينهما فصل بل يطلقون ذلك مع قرب
الخر فالادثان إذا كان زمانما واحدا او حدث أحدها عقب حدوث الخر بل فصل كاجزاء الركة
والزمان ل ييز اكثر الناس بي هذا وهذا بالس ،وحينئذ فقول القائل تركت يدي فتحرك كمي ،يقال له
ل ل يوز ان يكون هذا مع هذا كاجزاء الركة والزمان بعضها مع بعض والركة تدث شيئا فشيئا من
الفاعل والقابل فمن حرك سلسلة او حبل معلق الطرفي فإنه إذا حرك أحد الطرفي ترك شيئا فشيئا حت
تنتهي الركة إل الطرف الخر وهي متعاقبة كتعاقب زمان تلك الركة وليست اجزاء الركة وزمانا متقارنة
ف الزمان وانا يتحرك معا ف الزمان ما لتكون الركة ف أحدها اسبق من الخر مثل البدن إذا ترك منتقل
فان اجزاء البدن تتحرك ف ان واحد ل يسبق بعضها بعضا إل ما تقدم من الركة كما تقدم احدى الرجلي
على الخرى بلف خرزات الظهر التصلة تتصل
حركتها فإذا حركت يده تركت جيع اجزائها وما فيها كالات وما يتصل با كالكم فيكون حكمها
حكم السم التصل إذا ترك والركة النفصلة عن اخرى كحركة الرجل قبل الرجل يشهد فيها التقدم
بالزمان لوجود النفصل واما مع التصال فقد يشتبه التصل بالقارن وحينئذ فأي حركة كانت من قبل التصل
فهي متصلة با قبلها كاتصال اجزاء زمان الركة فليس هناك اقتران ف الزمان ،واذا قيل ف حركة الكم ان
زمانا زمان حركة اليد كما يقال مثل ذلك ف سائر التحركات معا بالزمان فهنا ل نسلم ان احدى الركتي
فاعلة للخرى بل غايتها ان تكون شرطا فيها والشرط يوز ان يقارن الشروط بلف الفاعل فإنه ل بد ان
يتقدم على الفعل العي والفعول العي وان قدر ان نوع الفعل لزم له كما إذا قدر قدي ازل متحرك ل يزل
متحركا فإنه سيتقدم على كل جزء من اجزاء الركة لزما له فمن جوز وجود جسم قدي ل يزل متحركا ل
يقول ان شيئا معينا من الركة قدي ازل بل يقول نوع من الركة ازل وان كان كل منها حادثا كائنا بعد ان
ل يكن مسبوقا بالعدم ،و التفلسفة القائلون بقدم شيء من العال ل دليل لم على ذلك اصل بل غايه ما
عندهم إثبات قدم نوع الفعل وقدم نوع الفعل ل يستلزم قدم فعل معي ول مفعول معي بل ذلك متنع
،وقول القائل العلة متقدمة على العلول وان قارنته بالزمان وجعله الباري مع العال بذه النلة ،يقال
له ان اردت بالعلة ماهو شرط ف وجود العلول ل مبدعا له كان حقيقة قولك ان واجب الوجود ليس هو
مبدعا للممكنات ول ربا لا بل وجوده شرط ف وجودها وهذا حقيقة قول هؤلء فالرب على اصلهم والعال
متلزمان كل منهما شرط ف الخر والرب متاج إل العال كما ان العال متاج إل الرب وهم يبالغون ف
إثبات غناه عن غيه وعلى اصلهم فقره إل غيه كفقر بعض الخلوقات ،وغاية التحذلق منهم كأرسطو ان
يعل الفلك واجب الوجود ل يقبل العدم مع كونه مفتقرا إل البدا الول لجل التشبه به ويعل البدأ الول
غنيا عما سواه لكن من التناقص ان يقول ان واجب الوجود مفتقرال غيه وأيضا فالزل الذي يثبته ل حقيقه
له كما قد بسط ف موضع اخر ،وان اراد بالعلة ما هو مبدع للمعلول له فهذا ل يعقل مع كون زمانه العلول
ل يتقدم على العلول تقدما حقيقيا وهو التقدم العقول
،واذا شبهوا وجود الفلك مع الرب بالصوت مع الركه والضوء مع الشمس كان هذا ونوه تشبيها
باطل ل يفيد إمكان صحة قولم فضل عن إثبات صحته فان هذه المور وامثالا إما ان يقال فيها ان الثان
موجود متصل بالول كأجزاء الزمان والركة ل أنه معه ف الزمان وإما أن يقال الثان مشروط بالول ل ان
الول مبدع للثان فاعل له فل يكنهم ان يذكروا وجود فاعل لغيه مع ان زمانما معا أصل ،ونن ذكرنا
هذا التقسيم لئل يكون الواب مبنيا على امور دقيقة يتص بفهمها بعض الناس فإن الواب كلما كان اظهر
واتفاق العقلء عليه اكثر كان اول بالذكر من غيه إذ القصود بيان الق وابطال الباطل وأل فيمكن بسط
الكلم ف هذا وان يقال السبب لبد ان يتقدم على مسببه بالزمان وان الفاء الستعمله ف هذا هي فاء
التعقيب ،فقول القائل تركت يدي فتحرك كمي يدل على ان الثان عقب الول ويقال إن فاء التسبب
تتضمن التعقيب من غي عكس فكل مسبب فإنه يكون بعد سببه فليس كل ما كان عقب
غيه يكون مسببا عنه بل قد يكونان مسببي لسبب اخر وان كان شرطا فيه ،ث الكلم ف هذا ينجر
إل الفرق بي السبب وجزئه والشرط وليس هذا موضع استقصائه فإن القصود حاصل بدون ذلك وإنا
القصود هنا أن تقدم العلة الفاعلة على العلول الفعول أمر معقول عند جاهي العقلء من الولي والخرين
وإنا يوز كون الفعول العلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس كابن سينا والرازي ونوها ،وقد زعم
الرازي ف مصله وغيه أن التكلمي والفلسفة يوزون وجود المكن القدي عن موجب بالذات وهي العلة
القدية ،لكن التكلمون يقولون إنه فاعل بالختيار فلهذا ينعون قدم شيء من المكنات والتفلسفة يقولون إنه
غي فاعل بالختيار فلهذا قالوا بقدم معلوله وهذا الذي قاله غلط على الطائفتي جيعا كما قد بسطناه ف
موضع آخر ،فالتكلمون الذين يقولون بامتناع مفعول قدي يقولون إن ذلك متنع على أي وجه قدر فاعله
ويقولون كون الرب فاعل بغي الختيار متنع أيضا وليس امتناع أحدها مشروطا بالعلم بامتناع الخر ،
والفلسفة القائلون بقدم الفلك لم قولن ف العلة الول هل هي فاعلة بالختيار أو موجبة بل اختيار
،وقد ذكر القولي عنهم أبو البكات صاحب العتب وغيه وهو يتار أنه فاعل بالختيار مع قوله
بقدم الفعل وليست مسألة القدم ملزمة لسألة الفاعل بالختيار ل عند هؤلء ول عند هؤلء كما ادعاه
الرازي على الطائفتي وكذلك القول بإمكان معلول مفعول مقارن لفاعله هو قول بعض القائلي بقدم العال ل
قولم كلهم ول قول واحد من أتباع الرسل ول من يقول بأن ال خالق لا برأه مدث له وحينئذ فالقول بتقدم
الفاعل على مفعوله تقدما معقول زمانيا وإما مقدرا تقدير الزمان قول جهور العقلء فهذا أحد الوابي ،
الوجه الثان أن يقال هب أنم أرادوا بالتقدم تقدم العلة على العلول من غي تقدم بالزمان ول تقدير الزمان
وكان اللزم هو اللزوم لكن الشيء الواحد إذا عب عنه بعبارتي تدل كل منهما على وصف غي الوصف
الخر كان تعدد العان نافعا وإن كانت الذات واحدة ولذا قد تعلم الذات بوصف ول تعلم بوصف آخر فإذا
كان ذات التقدم ذات العلة فليس الفهوم من نفس العلة هو الفهوم من نفس التقدم وإن كانا متلزمي بل
معن العلة أنه اقتضاه وأوجبه ومعن التقدم أنه قبله ،وقد يفهم السبق والقبلية من ل يعلم أنه علة بعد فإذ قيل
لو كان علة لكان قبله كان هذا صحيحا ث العقل يزم بأن الشيء ل يكون قبل نفسه فضل عن أن يكون قبل
ما هو قبل نفسه بأي وجه فسر معن السبق والقبلية
،وحينئذ فيستدل بذا على ذاك من ل بفهم المتناع من لفظ العلة وأما من فهم المتناع من لفظ
العلة كما عليه جهور الفطر السليمة فل يتاج إل هذا ،ولكن كون الشيء دليل على الشيء معناه أنه يلزم
من ثبوته ثبوته ،والشيئان التلزمان كل منهم يصلح أن يكون دليل على الخر ث من شأن النسان أن
يستدل بالظاهر على الفى لكن الظهور والفاء من المور النسبية فقد يظهر لذا ما ل يظهر لذا وقد يظهر
للنسان ف وقت ما يفى عليه ف وقت آخر فلهذا أمكن أن يستدل بذا على ذاك وبذاك على هذا إذا قدر إن
هذا أظهر من ذاك تارة وذاك أظهر من هذا أخرى وإما بسب شخصي وإما بسب حالي ،وهذه العان من
تفطن لا انلت عنه شبه كثية فيما يورده الناس على الدود والدلة الت قد يقال إنه ل فائدة فيها ول حاجة
إليها وذاك صحيح وقد يقال بل ينتفع با وهذا أيضا صحيح ،لكن من حصر العلم بطريق عينه هو مثل حد
معي ودليل معي أخطأ كثيا كما أن من قال إن حد غيه ودليله ل يفيد بال أخطأ كثيا وهذا كما أن الذين
أوجبوا النظر وقالوا ل يصل العلم إل به مطلقا أخطأوا والذين قالوا ل حاجة إليه بال بل العرفة دائما
ضرورية لكل أحد ف كل حال أخطأوا بل العرفة
،وإن كانت ضرورية ف حق أهل الفطر السليمة فكثي من الناس يتاج فيها إل النظر والنسان قد
يستغن عنه ف حال ويتاج إليه ف حال وكذلك الدود قد يتاج إليها تارة ويستغن عنها أخرى كالدود
اللفظية والترجة قد يتاج إليها تارة وقد يستغن عنها أخرى وهذا له نظائر ،وكذلك كون العلم ضروريا
ونظريا والعتقاد قطعيا وظنيا أمور نسبية فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وف حال وهو عند آخر وف
حال أخرى مهول فضل عن أن يكون مظنونا وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وف حال ونظريا لشخص
آخر وف حال أخرى ،وأما ما أخب به الرسول فإنه حق ف نفسه ل يتلف باختلف عقائد الناس وأحوالم
فهو الق الذي ل يقبل النقيض ولذا كل ما عارضه فهو باطل مطلقا ،ومن هنا يتبي لك أن الذين بنوا
أمورهم على مقدمات إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغي والستحالة فإن
القلوب بيد ال يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق ل يقبل النقيض بال فهو صلى ال عليه
وسلم يب بالق كما قال أهل النة لا دخلوها ،المد ل الذي هدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال
لقد جاءت رسل ربنا بالق ،سورة العراف 43وقد قال تعال ،إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا ،سورة
البقرة ، 119وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا ،سورة الحزاب 46وقال تعال ،أم ل يعرفوا رسولم فهم
له منكرون
أم يقولون به جنة بل جاءهم بالق وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الق أهواءهم لفسدت
السماوات والرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ،سورة الؤمنون ، 71 69
وقال تعال ،الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال أضل أعمالم والذين آمنوا وعملوا الصالات وآمنوا با نزل
على ممد وهو الق من ربم كفر عنهم سيئاتم وأصلح بالم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين
آمنوا اتبعوا الق من ربم كذلك يضرب ال للناس أمثالم ،سورة ممد 3 1ومثل هذا كثي ،فالرسول
صلى ال عليه وسلم يب بالق ويقيم عليه الدلة العقلية البهانية الوصلة إل معرفته كالقيسة العقلية وهي
المثال الضروبة ،قال تعال ،ولقد صرفنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل فأب أكثر الناس إل كفورا ،
سورة السراء 89وقال تعال ،ولقد صرفنا ف هذا القرآن للناس من كل مثل وكان النسان أكثر شيء
جدل ،سورة الكهف 54إل قوله تعال ،ويادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الق واتذوا آيات وما
أنذروا هزوا ومن أظلم من ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبم أكنة أن
يفقهوه وف آذانم وقرا وإن تدعهم إل الدى فلن يهتدوا إذا أبدا ،سورة الكهف 57 56
،وقال تعال ،ولقد ضربنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ،سورة الزمر ، 27
وهو سبحانه ييب عن العارضات كما قال تعال ،ول يأتونك بثل إل جئناك بالق وأحسن تفسيا ،سورة
الفرقان 23وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع ،والقصود هان ان الطريقة الشرعية تتضمن الب بالق
والتعريف بالطرق الوصلة اليه النافعة للخلق واما الكلم على كل ما يطر ببال كل أحد من الناس من
الشبهات السوفسطائية فهذا ل يكن ان يبينه خطاب على وجه التفصيل ،والعلوم الفطرية حاصلة مع صحة
الفطرة وسلمتها وقد يعرض للفطرة ما يفسدها ويرضها فترى الق باطل كما ف البدن إذا فسد او مرض
فإنه يد اللو مرا ويرى الواحد اثني فهذا يعال با يزيل مرضه ،والقرآن فيه شفاء لا ف الصدور من المراض
والنب صلى ال عليه وسلم علم ان وسواس التسلسل ف الفاعل يقع ف النفوس وانه معلوم الفساد بالضرورة
فأمر عند ورود بالستعاذة بال منه والنتهاء عنه كما ف الصحيحن واللفظ لسلم عن أب هريرة قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يزال الناس يتسائلون حت يقال
،هذا ال خلق اللق فمن خلق ال فمن وجد من ذلك فليقل آمنت بال ،وف لفظ اخر يات الشيطان
احدكم فيقول من خلق السماء من خلق الرض فيقول ال وزاد فليقل امنت بال ورسله وف لفظ اخر يقول
من خلق كذا من خلق كذا حت يقول من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بال ولينته هذا لفظ البخاري نوه
،وف مسلم عن انس عن النب صلى ال عليه وسلم قال قال ال عز وجل ان امتك ل يزالون يقولون ما كذا
ما كذا حت يقولوا هذا ال خلق اللق فمن خلق ال سبحانه ،وف البخاري عن انس قال قال رسول اله صلى
ال عليه وسلم لن يبح الناس يتساءلون هذا ال خالق كل شيء فمن خلق ال
،وقد سئل بعض السالكي طريقة هؤلء كالرازي ونوه فقيل له ل ل يامر النب صلى اله عليه وسلم
عند هذا الوسواس بالبهان البي لفساد التسلسل والدور بل امر بالستعاذة فأجاب بان مثل هذا مثل من
عرض له كلب يبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقه فتارة يضربه بعضا وتارة يطلب من صاحب الكلب ان يزجره
قال فالبهان هو الطريق الول وفيه صعوبة والستعاذة بال هو الثان وهو اسهل ،واعترض بعضهم على هذا
الواب بان هذا يقتضي ان طريقة البهان اقوى واكمل ولبس المر كذلك بل طريقة الستعاذة اكمل واقوى
فإن ال للوسواس عن القلب اكمل من دفع النسان ذلك عن نفسه ،فيقال السؤال باطل وكل من جوابيه
مبن على الباطل فهو باطل وذلك ان هذا الكلم مبناه على ان هذه السئلة الواردة على النفس تندفع بطريقي
أحدها البهان والخر الستعاذة وان النب صلى ال عليه وسلم امر بالستعاذة وان البي لفساد الدور
والتسلسل قطعة بطريق البهان وان طريقة البهان تقطع السولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النب صلى
ال عليه وسلم وان النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بطريقة البهان ،وهذا خطأ من وجوه بل النب صلى ال
عليه وسلم أمر بطريقة البهان حيث يؤمر با ودل على ماميع الباهي الت يرجع اليها غاية
،نظر النظار ودل من الباهي على ما هو فوق استنباط النظار والذي امر به ف دفع هذا الوسواس
ليس هو الستعاذة فقط بل امر باليان وامر بالستعاذة وامر بالنتهاء ول طريق إل نيل الطلوب من النجاة
والسعادة إل با امر به ل طريق غي ذلك ،وبيان ذلك من وجوه ،أحدها ان يقال البهان الذي ينال بالنظر
فيه العلم ل بد ان ينتهي إل مقدمات ضروية فطرية فإن كل علم ليس بضروري ل بد ان ينتهي إل علم
ضروري إذ القدمات التظرية لو اثبتت بقدمات نظرية دائما لزم الدور القبلى او التسلسل ف الؤثرات ف مل
له ابتداء وكلها باطل بالضرورة واتفاق العقلء من وجه فان العلم النظري الكسب هو ما يصل بالنظر ف
مقدمات معلومة بدون النظر إذ لو كانت تلك القدمات أيضا نظرية لتوقف على غيها فيلزم تسلسل العلوم
النظرية ف النسان والنسان حادث كائن بعد ان ل يكن والعلم الاصل ف قلبه حادث فلو ل يصل ف قلبه
علم إل بعد علم قبله للزم ان ل يصل ف قلبه علم ابتداء فل بد من علوم بديهية أولية يبتدؤها ال ف قلبه
وغاية البهان ان ينتهي اليها
،ث تلك العلوم الضرورية قد يعرض فيها شبهات ووساوس كالشبهات السوفسطائية مثل الشبهات
الت يوردها على العلوم السية والبديهية كالشبهات الت اوردها الرازي ف أول مصلة وقد تكلمنا عليها ف
غي هذا الوضع ،والشبهات القادحة ف تلك العلوم ل يكن الواب عنها البهان لن غاية البهان ان ينتهي
اليها فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث ولذا كان من انكر العلوم السية والضرورية ل يناظر
بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حت يعترف بالق وان كان غالطا إما لفساد عرض لسه او عقله لعجزه
عن فهم تلك العلوم واما لنحو ذلك فانه يعال با يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه فإن عجز عن
ذلك لفساد ف طبيعته عول بالدوية الطبيعية او بالدعاء والرقى والتوجه ونو ذلك وأل ترك ،ولذا اتفق
العقلء على ان كل شبهة تعرض ل يكن ازالتها بالبهان والنظر والستدلل وانا ياطب بالبهان والنظر
والستدلل من كانت عنده مقدمات علمية وكان من يكنه ان ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيها فمن ل يكن
عنده مقدمات علمية او ل يكن قادرا على النظر ل تتمكن ماطبته بالنظر والستدلل
،واذا تبي هذا فالوسوسة والشبهة القادحة ف العلوم الضرورية ل تزال بالبهان بل مت فكر العبد
ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حت يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة
السوفسطائية ،وهذا يزول بالستعاذة بال فان ال هو الذي يعيذ العبد وييه من الشبهات والشهوات الغوية
ولذا امر العبد أن يستهدي ربه ف كل صلة فيقول ،اهدنا الصرط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي
الغضوب عليهم ول الضالي ( ،سورة الفاتة ، ) 7 6وف الديث اللي الصحيح عن النب صلى ال عليه
وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعال ،يا عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدون أهدكم ،وقال
تعلى ،واذا قرأت القران فاستعذ بال من الشيطان الرجيم ( ،سورة النحل ، ) 97وقال تعال ،واما ينغنك
من الشيطان نزغ فاستغذ بال انه سيع عليم ( ،سورة العراف ) 200
،وقال تعال ،واما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال انه هو السميع العليم ،سورة ( فصلت 36
) ،وف الصحيحي عن سليمان بن صرد قال استب رجلن عند النب صلى ال عليه وسلم فجعل أحدها
يغضب ويمر وجهه فقال النب صلى ال عليه وسلم ان لعلم كلمة لو قالا لذهب ذا عنه أعوذ بال من
الشيطان الرجيم فأمر ال تعال العبد ان يستعيذ من الشيطان عند القراءة وعند الغضب ليصرف عنه شره عند
وجود سبب الي وهو القراءة ليصرف عنه ما ينع الي وعند وجود سبب الشر ليمنع ذلك السبب الذي
يدثه عند ذلك ،وقدة ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ما من قلب من قلوب العباد إل وهو بي
اصبعي من أصابع الرحن ان شاء أن يقيمه اقامه وان شاء ان يزيغه ازاغه
،وكانت يي النب صلى ال عليه وسلم ل ومقلب القلوب ،وكان كثيا ما يقول والذي نفس ممد
بيده ،وف الديث للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمع غليانا ،وشواهد هذا الصل كثية مع ما يعرفه
كل أحد من حال نفسه من كثرة تقلب قلبه من الواطر الت هي من جنس العتقادات ومن جنس الرادات
وفيها الحمود والذموم وال هو القادر على صرف ذلك عنه فالستعاذة بال طريق مفضية إل القصود الذي
ل يصل بالنظر والستدلل ،والوجه الثان أن يقال النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بالستعاذة وحدها بل
أمر العبد ان ينتهي عن ذلك مع الستعاذة اعلما منه بأن هذا السؤال هو ناية الوسواس فيجب النتهاء عنه
،ليس هو من البدايات الت يزيلها ما بعده فإن النفس تطلب سبب كل حادث وأول كل شيء حت
تنتهي إل الغاية والنتهى ،وقد قال ال تعال ،وأن إل ربك النتهى ،سورة النجم 42وف الدعاء الأثور
الذي ذكره مالك ف الوطأ حسب ال وكفى سع ال لن دعا ليس وراء ال مرمى ،وف رواية ليس وراء ال
منتهى ،فإذا وصل العبد إل غاية الغايات وناية النهايات وجب وقوفه فإذا طلب بعد ذلك شيئا آخر وجب
أن ينتهي فأمر النب صلى ال عليه وسلم العبد أن ينتهي مع استجارته بال من وسواس التسلسل كما يؤمر كل
من حصل ناية الطلوب وغاية الراد أن ينتهي إذ كل طالب ومريد فل بد له من مطلوب ومراد ينتهي إليه
وإنا وجب انتهاؤه لنه من العلوم بالعلم الضروري الفطري لكل من سلمت فطرته من بن آدم أنه سؤال
فاسد وأنه يتنع أن يكون لالق كل ملوق خالق فإنه لو كان له خالق لكان ملوقا ول يكن خالقا لكل ملوق
بل كان يكون من جلة الخلوقات والخلوقات كلها ل بد لا من خالق وهذا معلوم بالضرورة والفطرة وإن ل
يطر ببال العبد قطع الدور والتسلسل فإن وجود الخلوقات كلها بدون خالق معلوم المتناع بالضرورة
وإذا قلنا يتنع وجود الحدثات كلها بدون مدث كان هذا متضمنا لذاك فإن كل ملوق مدث فإذا
كان كل مدث ل بد له من مدث فكل ملوق ل بد له من خالق أول وكذلك إذا قلنا كل مكن ل بد له من
واجب ،فلما كان بطلن هذا السؤال معلوما بالفطرة والضرورة أمر النب صلى ال عليه وسلم أن ينتهى عنه
كما يؤمر أن ينتهى عن كل ما يعلم فساده من السولة الفاسدة الت يعلم فسادها كما لو قيل مت حدث ال
أو مت يوت ونو ذلك ،وهذا ما يبي أن سؤال السائل أين كان ربنا ف حديث أب رزين ل يكن هذا
السؤال فاسدا عنده صلى ال عليه وسلم كسؤال السائل من خلق ال فإنه ل ينه السائل عن ذلك ول أمره
بالستعاذة بل النب صلى ال عليه وسلم سأل بذلك لغي واحد فقال له أين ال وهو منه أن يسأل سؤال
فاسدا وسع الواب عن ذلك وهو منه أن يقر على جواب فاسد ولا سئل عن ذلك أجاب فكان سائل به
تارة وميبا عنه أخرى ،ولو كان القصود مرد التمييز بي الرب والصنم مع علم الرسول أن
السؤال والواب فاسدان لكان ف السولة الصحيحة ما يغن غي الرسول عن السولة الفاسدة فكيف
يكون الرسول صلى ال عليه وسلم فانه كان يكن أن يقول من ربك من تعبدين كما قال لصي الزاعي يا
حصي كم تعبد اليوم قال أعبد سبعة آلة ستة ف الرض وواحدا ف السماء قال فمن الذي تعد لرغبتك
ورهبتك قال الذي ف السماء فقال أسلم حت اعلمك كلمة ينفعك ال با فلما أسلم سأله عن الدعوة فقال قل
اللهم المن رشدي وقن شر نفسي رواه أحد ف السند وغي أحد ،والثالث أن النب صلى ال عليه وسلم أمر
العبد ان يقول آمنت بال وف رواية ورسوله فهذا من باب دفع الضد الضار بالضد النافع فإن قوله آمنت بال
يدفع عن قلبه الوسواس الفاسد ،ولذا كان الشيطان ينس عند ذكر ال ويوسوس عند الغفلة عن ذكر ال
ولذا سى الوسواس الناس فإنه جاث على فوائد ابن آدم فإن ذكر ال خنس والنوس الختفاء بانفاض ولذا
سيت الكواكب النس ،وقال أبو هريرة لقيت النب صلى ال عليه وسلم ف بعض طرق الدينة وأنا جنب
فاننست منه
،ويقال اننست من فلن وهو اختفاء بنوع من النفاض والذل له فالختفي من عدو يقاتله ل يقال
اننس منه وانا ينخنس النسان من يهابه ويعظمه فيذل له وينخفض منه ف اختفائه فهكذا الشيطان ف حال
ذكر ال يذل ويضع ويتفي واذا غفل العبد عن ذكر ال وسوس ،فأمر النب صلى ال عليه وسلم العبد ان
يقول آمنت بال او آمنت بال ورسوله فإن هذا القول ايان وذكر ال يدفع به ما يضاده من الوسوسة القادحة
ف العلوم الضرورية الفطرية ويشبه هذا الوسواس الذي يعرض لكثي من الناس ف العبادات حت يشككه هل
كب أو ل يكب وهل قرأ الفاتة أم ل وهل نوى العبادة أم ل ينوها وهل غسل عضوه ف الطهارة او ل يغسله
فيشككه ف علومه السية الضرورية ،وكونه غسل عضوا أمر يشهده ببصره وكونه تكلم بالتكبي او الفاتة
أمر يعلمه بقلبه ويسمعه بأذنه وكذلك كونه يقصد الصلة مثل كونه يقصد الكل والشرب والركوب والشي
وعلمه بذلك كله علم ضروري يقين أول ل يتوقف على النظر والستدلل ول يتوقف على البهان بل هو
مقدمات البهان وأصوله الت يبن عليها البهان أعن البهان النظري الؤلف من القدمات
،وهذا الوسواس يزول بالستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال ل تغسل وجهك بلى قد غسلت
وجهي واذا خطر له أنه ل ينو ول يكب يقول بقلبه بلى قد نويت وكبت فيثبت على الق ويدفع ما يعارضه
من الوسواس فيى الشيطان قوته وثباته على الق فيندفع عنه وأل فمت رآه قابل للشكوك والشبهات مستجيبا
إل الوساوس والطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لا توحيه شياطي النس
والن من زحرف القول وانتقل من ذلك إل غيه إل ان يسوقه الشيطان إل اللكة ،فال ،ول الذين آمنوا
يرجهم من الظلمات إل النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يرجونم من النور إل الظلمات ،سورة
البقرة ، 257ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون واخوانم يدونم ف
الغي ث ل يقصرون ،سورة العراف 202 201
فصل ،وما ينبغي ان يعرف ف هذا القام وان كنا قد نبهنا عليه ف
مواضع أن كثيا من العلوم تكون ضرورة فطرية فإذا طلب الستدل ان يستدل عليها خفيت ووقع فيها
شك إما لا ف ذلك من تطويل القدمات واما لا ف ذلك من خفائها واما لا ف ذلك من كل المرين ،
والستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك إما لعجزه عن تصوره واما لعجزه عن التعبي عنه فإنه ليس كل ما
تصوره النسان أمكن كل أحد أن يعب عنه باللسان وقد يعجز الستمع عن فهمه ذلك الدليل وان أمكن نظم
الدليل وفهمه فقد يصل العجز عن إزالة الشبهات العارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما ،وهذا يقع
ف التصورات أكثر ما يقع ف التصديقات فكثي من المور العروفة إذا حدث بدود تيز بينها وبي
الحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونا أظهر عند العقل بدون ذلك الد منها بذلك الد ،ولكن قد
يكون ف الدلة والدود من النفعة ما قد نبه عليه غي مرة ولذا تنوعت طرق الناس ف الدود والدلة وتد
كثيا من الناس يقدح ف حدود غيه وأدلته ث يذكر هو حدودا وأدلة يرد عليها ايرادات من جنس ما يرد على
تلك او من جنس آخر وذلك لن القصود بالدود ان كان التمييز بي الحدود وبي غيه كانت الدود
الامعة الانعة على أي صورة كانت مشتركة ف حصول التمييز با وان ل تكن جامعة مانعة كانت مشتركة
ف عدم حصول التمييز با وإن ل تكن جامعة مانعة كانت مشتركة ف عدم حصول التمييز وان كان الطلوب
با تعريف الحدود فهذا ل يصل با مطلقا ول يتنع با
مطلقا بل يصل لبعض الناس وف بعض الوقات دون بعض كما يصل بالساء فإن الد تفصيل ما
دل عليه السم بالجال فل يكن ان يقال السم ل يعرف السمى بال ول يكن ان يقال يعرف به كل أحد
كذلك الد ،وان قيل ان الطلوب بالد ان مرد الد يوجب ان الستمع له يتصور حقيقة الحدود الت ل
يتصورها إل بلفظ الاد وانه يتصورها بجرد قول الاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل النطق وغيهم
فهذا خطأ كخطأ من يظن ان الساء توجب معرفة السمى لن سع تلك الساء بجرد ذلك اللفظ ،وقد
بسط الكلم على هذا ف موضعه وبينا ما عليه جهور النظار من السلمي واليهود والنصارى والجوس
والصابئي والشركي من ان الدود مقصودها التمييز بي الحدود وغيه وان ذلك يصل بالوصف اللزم
للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت الحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار السلمي
من جيع الطوائف مثل أب علي وأب هاشم وأمثالما ومثل أب السن الشعري والقاضي أب بكر وأب العال
الوين والقاضي أب يعلي وأب الوفاء ابن عقيل وأمثالم
،وأما طريقة أهل النطق ودعواهم ان الد التام مقصوده التعريف بالقيقة وان القيقة مؤلفة من
الصفات الذاتية الداخلة ف الحدود وهي النس والفصل وتقسيمهم الصفات اللزمة للموصوف إل داخل ف
القيقة وخارج عنها عرضي وجعل العرضى الارج عنها اللزم على نوعي لزم للماهية ولزم لوجود الاهية
وبناءهم ذلك على ان ماهيات الشياء الت هي حقائقها ثابتة ف الارج وهي مغايرة للموجودات العينة الثابتة
ف الارج وان الصفات الذاتية تكون متقدمة على الوصوف ف الذهن والارج وتكون أجزاء سابقة لقيقة
الوصوف ف الوجودين الذهن والارجي ،فهذا ونوه خطأ عند جاهي العقلء من نظار السلم وغيهم بل
الذي عليه نظار السلم ان الصفات تنقسم إل لزمة للموصوف ل تفارقه إل بعدم ذاته وال عارضة له يكن
مفارقتها له مع بقاء ذاته وهذه اللزمة منها ما هو لزم للشخص دون نوعه
وجنسه ومنها ما هو لزم لنوعه او جنسه ،واما تقسيم اللزمة إل ذات وعرضي وتقسيم العرضي إل
لزم للماهية ولزم للوجود وغي لزم بل عارض فهذا خطأ عند نظار السلم وغيهم ،بل طائفة من نظار
السلم قسموا اللزم إل ذات ومعنوي وعنوا بالصفات الذاتية ما ل يكن تصور الذات مع عدمه وعنوا
بالعنوى ما يكن تصور الذات بدون تصوره وان كان لزما للذات فل يلزمها إل إذا تصور معينا يقوم بالذات
،فالول عندهم مثل كونالرب قائما بنفسه وموجودا بل وكذلك كونه قديا عند أكثرهم فإن ابن كلب
يقول القدي بقدم والشعري له قولن اشهرها عند اصحابه انه قدي بغي قدم لكنه باق ببقاء وقد وافقه على
ذلك ابن أب موسى وغيه واما القاضي
،ابو بكر فإنه يقول باق بغي بقاء ووافقه على ذلك ابو يعلي وابو العال وغيها ،والثان عندهم مثل
كونه حيا وعليما وقديرا ونو ذلك ،وتقسيم هؤلء اللزمة إل ذات ومعنوى كلم ليس هذا موضع بسطه
فإنم ل يعنوا بالذات ما يلزم الذات إذ الميع لزم للذات ول عنوا بالذات القوم للذات كاصطلح النطقيي
فإن هؤلء ليس عندهم ف الذوات ما هو مركب من الصفات كالنس والفصل ول يقسمون الصفات إل
مقوم داخل ف الاهية هو جزء منها وال عرضي خارج عنها ليس مقوما بل هذا التقسيم عندهم وعند جهور
العقلء خطأ كما هو خطأ ف نفس المر إذ التفريق بي الذات القوم واللزم الارج تفريق باطل ل يعود إل
إل مرد تكم يتضمن التفريق بي التماثلي كما قد بسط ف موضعه ،ولذا يعترف حذاق أئمة أهل النطق
كابن سينا وأب البكات صاحب العتب وغيها بأنه ل يكن ذكر فرق مطرد بي هذا وهذا وذكر ابن سينا
ثلثة فروق مع اعترافه بأنه ليس واحد منها
صحيحا اعترض أبو البكات على ما ذكره ابن سينا با يبي فساد الفرق بي الذات القوم والعرضي
الزم ،و أبو البكات لا كان معتبا لا ذكره أئمة الشائي ل يقلدهم ول يتعصب لم كما يفعله غيه مثل
ابن سينا وأمثاله نبه على أن ما ذكره ارسطو وأصحابه ف هذا الوضع ما ل تعرف صحته ول منفعته ،وغي
أب البكات بي فساده وتناقضه وصنف الناس مصنفات ف الرد على اهل النطق كما صنف أبو هاشم و ابن
النوبت والقاضي ابو بكر بن الطيب وغيهم ،وهؤلء الكلبية الذين يفرقون بي الصفات الذاتية والعنوية هم
أصح نظرا من هؤلء النطقيي وهم ينكرون ما ذكر النطقيون من الفرق فل يعود تفريقهم إل تفريق النطقيي
بل تفريقهم يعود إل ما ذكروه هم من أن الصفات الذاتية عندهم ما ل يكن تصور الذات مع تصور عدمها
والصفات العنوية ما يكن الذات مع تصور عدمها كالياة والعلم والقدرة فإنه يكن تصور الذات مع نفي
كونا قائمة بالنفس وموجودة وكذلك ل يكن ذلك مع نفي كونا قدية عند أكثرهم ،وأبن كلب الشعري
ف أحد قوليه جعل القدم كالعم والقدرة والبقاء فيه نزاع بي الشعري ومن اتبعه كأب علي بن
أب موسى وأمثاله وبي القاضي أب بكر ومن اتبعه كالقاضي أب يعلى وأمثاله ،وهؤلء أيضا تفريقهم
باطل فإن قولم ل يكن تصور الذات مع نفي تلك الصفة ،يقال لم لفظ التصور ممل يراد به تصور ما وهو
الشعور بالتصور من طريق الوجود ويراد به التصور التام وما من تصور إل وفوقه تصور أت منه ،ومن هذا
دخل الداخل على هؤلء النطقيي الغالطي وعلى هؤلء فإن عنوا به التصور التام للذات الثابتة ف الارج الت
لا صفات لزمة لا فهذه ل يكن تصورها كما هي عليه مع نفي هذه الصفات فإذا عن بالاهية ما يتصوره
التصور ف ذهنه فهذا يزيد وينقص بسب تصور الذهان ،وإن عنوا به ما ف الارج فل يوجد شيء بدون
جيع لوازمه وإن عن بذلك أنه ل يكن تصورها بوجه من الوجوه مع نفي هذه الصفات فهذا يرد عليهم فيما
جعلوه ذاتيا مثل كونه قائما بنفسه وكونه قديا ونو ذلك ،فإنه قد يتصور الذات تصورا ما من ل يطر بقلبه
هذه العان بل
من ينفي هذه العان أيضا وإن كان ضال ف نفيها كما أن من نفى الياة والعلم والقدرة كان ضال ف
نفيها ،وإذا قيل ل يكن وجود الفعل إل من ذات قائمة بنفسها قدية ،قيل ول يكن إل من ذات حية عالة
قادرة ،فإذا قيل هذه يكن بعض العقلء أن يتصور كونا فاعل مع انتفاء هذه الصفات ،قيل هذا تصور باطل
والتصورات الباطلة ل ضابط لا فقد يكن ضال آخر أن يتصور كونا فاعلة مع عدم القيام بالنفس فإن الفرق
إذا عاد إل اعتقاد العتقدين ل إل حقائق موجودة ف الارج كان فرقا ذهنيا اعتباريا ل فرقا حقيقيا من جنس
فرق أهل النطق بي الذات القوم والعرضي اللزم فإنه يعود إل ذلك حيث جعلوا الذات ما ل تتصور الاهية
بدون تصوره والعرضى ما يكن تصورها بدون تصوره وليس هذا بفرق ف نفس المر وإنا يعود إل ما تقدره
الذهان فإنه ما من تصور إل وفوقه تصور أت منه فإن أريد بالتصور مطلق الشعور بالشيء فيمكن الشعور به
بدون الصفات الت جعلوها ذاتية فإنه قد يشعر بالنسان من ل يطر بباله أنه حيوان ناطق أو جسم نام
حساس متحرك بالرادة ناطق ،وإن أرادوا التصور التام فقول القائل حيوان ناطق ل يوجب
التصور التام للموصوف بل ما من تصور إل وفوقه تصور أكمل منه ،فإن صفات الوصوف ليست
منحصرة فيما ذكروه ،وإن قالوا نريد به التصور التام للصفات الذاتية عادت الطالبة بالفرق فيبقى الكلم
دورا ،وهذا كما أنم يقولون ماهية الشيء هي الركبة من الصفات الذاتية ث يقولون الصفات الذاتية هي الت
يتوقف تقق الاهية عليها أو يقف تصور الاهية عليها فل تعقل الصفة الذاتية حت تعقل الاهية ول تعقل الاهية
حت تعقل الصفة الذاتية لا فيبقى الكلم دورا ،كما يعلون الصفات الذاتية أجزاء للماهية مقومة لا سابقة لا
ف القيقة ف الوجودين الذهن والارجي مع العلم بأن الذات أحق بأن تكون سابقة من الصفات إن قدر أن
هناك سبقا وإل فهما متلزمان ،وإذا قيل هي أجزاء ،قيل إن كانت جواهر كان الوهر الواحد جواهر كثية
وإن كانت أعراضا فهي صفات ،فإذا قيل النسان حيوان ناطق
،قيل إن كانت اليوانية والناطقية أعراضا فهي صفات النسان وإن كانت جواهر فهنا جوهر هو
إنسان وجوهر هو حيوان وجوهر هو ناطق وجوهر هو جسم وجوهر هو حساس وجوهر هو نام ومعلوم
فساد هذا ،وحقيقة المر أنا صفات لا يتصور ف الذهان وصفات لا هو موجود ف العيان وأن الذات هي
أحق بتقوي الصفات من الصفات بتقوي الذات ،وأيضا فإن أرادوا تصور الصفات مفصلة فمعلوم أن قولم
حيوان ناطق ل يوجب تصور سائر الذاتيات مفصل فإن كونه جسما ناميا وحساسا ومتحركا بالرادة ل يدل
عليه اسم اليوان دللة مفصلة بل مملة وإن أرادوا بالتصور التصور سواء كان ممل أو مفصل فمعلوم أن
لفظ النسان يدل على اليوان والناطق كما يدل لفظ اليوان على السم النامي الساس التحرك بالرادة
فيكون اسم النسان كافيا ف تعريف صفات النسان مثل ما أن لفظ اليوان كاف ف تعريف صفات
اليوان ،فإذا كانوا ف تعريف النسان ل يأتون إل بلفظ يدل على صفاته الذاتية دللة مملة وهذا القدر
حاصل بلفظ النسان كان تعريفهم من جنس التعريف بالساء وكان ما جعلوه حدا من جنس ما جعلوه اسا
،فإن كان أحدها دال على الذات فكذلك الخر وإل فل فل يوز جعل أحدها مصورا للحقيقة
دون الخر غاية ما يقال إن ف هذا الكلم من تفصيل بعض ما ليس ف الخر ،فإن قول القائل حيوان ناطق
فيه من الدللة على معن النطق باللفظ الاص ما ليس ف لفظ النسان ،فيقال وكذلك ف لفظ النامي من
الدللة على النمو باللفظ الاص ما ليس ف لفظ اليوان وأنتم ل توجبون ذلك ،وكذلك لفظ الساس
والتحرك بالرادة فعلم ان كلمهم ل يرجع إل حقيقة موجودة معقولة وإنا يرجع إل مرد وضع واصطلح
وتكم واعتبارات ذهنية وهذا مبسوط ف موضعه ،وكذلك الذين فرقوا بي الصفات الذاتية وبي العنوية
اللزمة للذات من الكلبية وأتباعهم يعود تفريقهم إل وضع واصطلح وتكم واعتبارات ذهنية ل إل حقيقة
ثابتة ف الارج ولذا يضطربون ف الفرق بي الصفات الذاتية والعنوية ،فهذا يقول إنه قدي بقدم باق ببقاء
وهذا ينازع ف هذا أو ف هذا ،والناف يقول هو عال بذاته قادر بذاته كما يقول هؤلء إنه باق بذاته قدي
بذاته ،وإذا أراد بذلك أن علمه من لوازم ذاته ل يفتقر إل شيء آخر فقد
أصاب وإن أراد أنه يكن كونه حيا عالا قادرا بدون حياة وعلم وقدرة فقد اخطأ وذاته حقيقتها هي
الذات الستلزمة لذه العان فتقدير وجودها بدون هذه العان تقدير باطل ل حقيقة له ووجود ذات منفكة عن
جيع الصفات إنا يكن تقديره ف الذهان ل ف العيان وهذه المور مبسوطة ف موضعها ،والقصود هنا أن
التعريف بالدود والتعريف بالدلة قد يتضمن إيضاح الشيء با هو أخفى منه وقد يكون الفاء والظهور من
المور النسبية الضافية فقد يتضح لبعض الناس أو للنسان ف بعض الحوال ما ل يتضح لغيه أو له ف وقت
آخر فينتفع حينئذ بشيء من الدود والدلة ل ينتفع با ف وقت آخر ،وكلما كانت حاجة الناس إل معرفة
الشيء وذكره أشد وأكثر كانت معرفتهم به وذكرهم له أعظم وأكثر وكانت طرق معرفته أكثر وأظهر
وكانت الساء العرفة له أكثر وكانت على معانيه أدل ،فالخلوق الذي يتصوره الناس ويعبون عنه أكثر من
غيه تد له من الساء والصفات عندهم ما ليس لغيه كالسد والداهية والمر والسيف ونو ذلك فلكل من
هذه السميات ف اللغة من الساء أساء كثية وهذا السم يدل على معن ل يدل عليه
السم الخر كما يقولون ف السيف صارم ومهند وأبيض وبتار ومن ذلك أساء الرسول صلى ال عليه
وسلم وأساء القرآن قال النب صلى ال عليه وسلم ،ل خسة أساء أنا ممد وأنا أحد وأنا الاحي الذي يحو
ال ب الكفر وأنا الاشر الذي يشر الناس على قدمي وأنا العاقب وقال ،أنا الضحوك القتال أنا نب الرحة أنا
نب اللحمة ،ومن أسائه الزمل والدثر والرسول والنب ،ومن أساء القرآن الفرقان والتنيل والكتاب والدى
والنور والشفاء والبيان وغي ذلك ،ولا كانت حاجة النفوس إل معرفة ربا أعظم الاجات كانت طرق
معرفتهم له أعظم من طرق معرفة سواه وكان ذكرهم لسائه أعظم من ذكرهم لساء ما سواه وله سبحانه ف
كل لغة أساء وله ف اللغة العربية أساء كثية
،والصواب الذي عليه جهور العلماء أن قول النب صلى ال عليه وسلم ،إن ل تسعة وتسعي اسا من
أحصاها دخل النة معناه أن من أحصى التسعة والتسعي من أسائه دخل النة ليس مراده أنه ليس له إل تسعة
وتسعون اسا فإنه ف الديث الخر الذي رواه أحد وأبو حات ف صحيحه ،أسألك بكل اسم هو لك سيت
به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن
العظيم ربيع قلب ونور صدري وجلء حزن وذهاب غمي وهي ،وثبت ف الصحيح أن النب صلى ال عليه
وسلم كان يقول ف سجوده ،اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك وبك منك ل
أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فأخب أنه صلى ال عليه وسلم ل يصى ثناء عليه ولو
أحصى جيع أسائه لحصى صفاته كلها فكان يصى الثناء عليه لن صفاته إنا يعب عنها بأسائه
فصل ،ولا كانت طرق معرفة ال والقرار به كثية متنوعة صار كل طائفة من النظار تسلك طريقا
إل إثبات معرفته ويظن أنه ل طريق إل تلك وهذا غلط مض وهو قول بل علم ،فإنه من أين للنسان أنه ل
يكن العرفة إل بذا الطريق فإن هذا نفي عام ل يعلم بالضرورة فل بد من دليل يدل عليه وليس مع الناف دليل
يدل على هذا النفي بل الوجود يدل على أن للمعرفة طرقا أخرى وأن غالب العارفي بال من النبياء وغي
النبياء بل من عموم اللق عرفوه بدون تلك الطريق العينة ،وقد نبهنا ف هذا الكتاب على ما نبهنا عليه من
طرق أهل النظر وتنوعها على ما يأت وأن الطرق تتنوع تارة بتنوع أصل الدليل وتارة بزيادة مقدمات فيه
يستغن عنها آخرون فهذا يستدل بالمكان وهذا بالدوث وهذا باليات وهذا يستدل بدوث الذوات وهذا
بدوث الصفات وهذا بدوث العي كالنسان وهذا
بدوثه وحدوث غيه وآخرون غلطوا فظنوا أنه ل بد من العلم بدوث كل موصوف تقوم به
الصفات وقد يعبون عنه بلفظ السم والوهر والحدود والركب وغي ذلك من العبارات وآخرون يستدلون
بدوث ما قام به الوادث ويقولون كل ما قامت به الوادث فهو مدث وليس كل ما قامت به الصفات
مدثا ،والفلسفة ل يسلكوا هذه الطريق لعتقادهم أن من الجسام ما هو قدي تله الوادث والصفات
فكونه جسما ومتميزا وقديا وتله الصفات والوادث ليس هو عندهم مستلزما لكونه مدثا بل وليس ذلك
مستلزما عند أرسطو كونه ممكنا يقبل الوجود والعدم ،وكذلك ل يسلكها كثي من أهل الكلم كالشامية
والكرامية وغيهم بل ول سلكها سلف المة وأئمتها كما قد بسط ف موضعه ،ول يسلكها متأخرو أهل
الكلم الذين ركبوا طريقا من قول الفلسفة وقول أسلفهم التكلمي كالرازي والمدي والطوسي ونوهم بل
سلكوا طريقة ابن سينا الت ذكرها ف إثبات واجب الوجود ،وطريقة ابن سينا ل يسلكها سلفه الفلسفة
كأرسطو وأصحابه
،بل ول سلكها جاهي الفلسفة بل كثي من الفلسفة ينازعونه ف نفيه لقيام الوادث والصفات
بذات واجب الوجود ويقولون إنه تقوم به الصفات والرادات وأن كونه واجبا بنفسه ل يناف ذلك كما ل
يناف عندهم جيعا كونه قديا ،ولكن ابن سينا وأتباعه لا شاركوا الهمية ف نفي الصفات وشاركوا سلفهم
الدهرية ف القول بقدم العال سلكوا ف إثبات رب العالي طريقا غي طريقة سلفه الشائي كأرسطو وأتباعه
الذين أثبتوا العلة الول بركة الفلك الرادية وأن لا مركا يركها كحركة العشوق لعاشقه وهو يرك الفلك
للتشبه بالعلة الول فعدل ابن سينا عن تلك الطريقة إل هذه الطريقة الت سلخها من طريقة أهل الكلم الذين
يتجون بالحدث على الحدث وهو ل يقول بدوث العال فجعل طريقته الستدلل بالمكن على الواجب
ورأى أولئك التكلمي قسموا الوجود إل قدي ومدث فقسمه هو إل واجب ومكن وأثبت الواجب بذا
الطريق ولكن هذا بناء على أن القدي مكن وله ماهية تقبل الوجود والعدم ،وهذا ما خالفه فيه جهور العقلء
من الفلسفة والتكلمي وغيهم حت أنه هو تناقض ف ذلك فوافق سلفه وجيع العقلء
وصرح بأن المكن ل يكون إل ما يقبل الوجود والعدم ث تناقض هنا كما قد بسط ف غي هذا الوضع
،ونن ننبه عليه هنا فقوله كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما أن يكون
بيث يب له الوجود نفسه أو ل يكون فإن وجب فهو الق بذاته الواجب وجوده من ذاته وهو القيوم وإن ل
يب ل يز أن يقال هو متنع بذاته بعد ما فرض موجودا بل إن قرن باعتبار ذاته شرط مثل شرط عدم علته
صار متنعا أو قرن شرط وجود علته صار واجبا وأما إن ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له
من ذاته المر الثالث وهو المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع فكل موجود إما واجب
الوجود بذاته وإما مكن الوجود بسب ذاته ،فيقال أما كون الوجود ينقسم إل واجب وهو الواجب بنفسه
وإل مكن وموجود بغيه وأن الوجود بغيه ل بد له من موجود بنفسه فهذا كله حق وهي قضايا صادقة
،وأما كون المكن بنفسه له ذات يعتقب عليها الوجود والعدم وأنا مع ذلك قد تكون قدية أزلية
واجبة بغيها كما يقوله ابن سينا وموافقوه فهذا باطل عند العقلء قاطبة من الولي والخرين حت عند ابن
سينا مع تناقضه ،والعتراض على هذا من وجوه ،أحدها قوله إن قرن باعتبار ذاته شرط صار متنعا أو واجبا
وإن ل يقرن با شرط بقي له من ذاته المر الثالث وهو المكان يقتضي إثبات ذات لذا المكن تكون تارة
واجبة وتارة متنعة وهذا يقتضي أن لكل مكن ذاتا مغايرة لوجوده وأن تلك الذات يكن اتصافها بالوجود تارة
وبالعدم أخرى وهذا باطل سواء أريد به قول من يعل العدوم شيئا من العتزلة ونوهم أو قول من يعل
الاهيات النوعية ف الارج مغايرة للوجود ف الارج كما يقوله من يقوله من التفلسفة والكلم على فساد
هذين مبسوط ف غي هذا الوضع ،وهو ل يذكر هنا دليل على صحة ذلك ومرد ما ذكره من التقسيم ل
يدل على وجود القسام الثلثة ف الارج فيبقى دليله غي مقدر القدمات
،وهذا ما يسلكه أمثال هؤلء يذكرون أقساما مقدرة تقديرا ذهنيا ول يقيمون الدليل على إمكان كل
من القسام ول وجوده وإنا يذكرون مرد تقدير ذلك ويبنون على ذلك التقدير بناء من قد أثبته ف الارج
وهم ل يثبتوه ف الارج كما ذكرنا نظائر ذلك ف مواضع ،والقصود هنا أن قول القائل كل موجود إذا
التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما واجب وإما مكن إنا يصح إذا علم أن الوجود ف
الارج له ذات يكن أن ل يلتفت معها إل غيها ليقال إن تلك الذات إما واجبة وإما أن يب لا الوجود
وإما أن ل يب ،وأما إذا كان ل شيء ف الارج إل الوجود إما بنفسه وإما بغيه فالوجود بغيه إذا التفت
إليه من غي التفات إل غيه فل ذات له يكن اللتفات إليها حت يقال إنا مكنة قابلة للوجود والعدم بل هذا
الذي قدر أنه موجود بغيه إذا ل يلتفت إل غيه فل حقيقة له أصل ل وجود ول غيه ول هناك ما يكون
مكن الوجود أصل ،فهذا التفسي ل يصح الستدلل به إل بعد إثبات ذات مققة ف الارج مغايرة لا هو ف
الارج من الوجود ولا ل يثبت هذا القسم كان الستدلل باطل
،وإذا قيل قد قرر هذا ف غي هذا الوضع ،قيل الواب من وجهي ،أحدها أنه قد بي أيضا ف غي
هذا الوضع فساد ما ذكره ،الثان أنه بتقدير أن يقرره فل ريب أن هذه القدمة ما ينازع فيه كثي من العقلء
بل أكثرهم وهي مقدمة خفية تتاج إل بيان ،ومتفلسفة الشعرية كالرازي والمدي حائرون فيها فالرازي له
فيها قولن والمدي متوقف فيها وأهل الثبات قاطبة كالشعري وغيه متفقون على بطلنا فكيف تكون
مثل هذه القدمة ف إثبات واجب الوجود الذي وجوده أظهر وأعرف من هذه القدمة وهل الستدلل على
القوي بالضعيف إل كتحديد اللي بالفي وهذا إذا كان ف الدود مردودا فهو ف الدلة أول بالرد ،الوجه
الثان أن هذا باطل على كل قول أما على قول نظار السنة الذين يقولون وجود كل شيء ف الارج عي
حقيقته فظاهر وأما على قول القائلي بأن العدوم شيء الفرقي بي الوجود والثبوت فإنم ل يقولون ذلك إل
ف العدوم ل يقولون إن الوجود القدي ثبوته يقبل الوجود والعدم بل قد يقولون إن ماهية القدي مغايرة
لوجوده لكن ل يقولون إنا تقبل الوجود والعدم ففي الملة
ل يتصور عندهم ماهية مستلزمة للوجود تقبل الوجود والعدم ،وأما على قول متأخري الفلسفة الذين
يعلون وجود المكنات زائدا على ماهيتها فتلك الاهيات إنا تتحقق ف حال الوجود ل يكن تردها عن
الوجود فل يتصور أن يكون عندهم ماهية هي نفسها تقبل الوجود والعدم فإثبات ماهية تقبل الوجود والعدم
وهي مع ذلك مستلزمة للوجود ليس قول أحد من الطوائف ،الوجه الثالث أن هذا باطل فإنا إذا كانت
مستلزمة للوجود امتنع أن تقبل العدم وإن كان عدمها مكنا امتنع أن تستلزم الوجود فدعوى الدعي أنا يكن
وجودها وعدمها وأنا مع ذلك تستلزم الوجود ل يكن عدمها جع بي التناقضي ،وإذا قيل هي باعتبار ذاتا
يكن وجودها وعدمها وأما باعتبار سببها فإنه يب وجودها ،قيل قول القائل هي باعتبار ذاتا يكن وجودها
وعدمها ليس معناه أنه يب وجودها أو عدمها بل معناه أنا باعتبار ذاتا ل تستحق وجودا ول عدما بل ل بد
لا من أحدها باعتبار غيها ،والتقدير أنا موجودة فيكون الوجود لا من غيها واجبا والوجود الواجب ولو
بغيه ل يكن عدمه فهذه الذات الواجبة بغيها ل يكن عدمها بوجه من الوجوه
،وهب أنه لول السبب الوجب لا لعدمت لكن هذا تقدير متنع فإن السبب واجب بذاته وهي من
لوازمه ولزم الواجب بذاته يتنع عدمه لن عدم اللزم يوجب عدم اللزوم فلو عدم لزم الواجب لعدم
الواجب وعدمه متنع فعدم لزمه متنع فكان عدم هذه الذات متنعا فل يكون عدمها مكنا فإن المكن نقيض
المتنع واذا كان عدمها ل يكن مكنا ،الوجه الرابع ان يقال معلوم انه لول وجود الفاعل لكانت معدومة
بنفسها ول يكن عدمها معلول علة منفصلة عنها ،وقوق القائل علة العدم عدم العلة ان اراد به ان عدم العلة
يستلزم عدمها ويدل عليه فهذا صحيح وان اراد ان نفس عدم العلة هو الذي جعل العلول معدوما فهذا معلوم
البطلن بصريح العقل فإن العدم الحض ل يكون له تأثي ف شيء أصل ولن ما ل يوجد إل بغيه إذا ل
يوجد الغي فهو باق على العدم مستمر على ما كان عليه والعدم الستمر الباقي ل يكون له علة أصل ولو قدر
أن لكل معدوم علة لعدمه للزم تقدير علل ل تتناهى لن ما يقدر عدمه ل يتناهى وكل هذا باطل فإن العدم
نفي مض ليس بشيء أصل حت يقدر فيه علل ومعلولت ،واذا كان كذلك فالمكن ل يفتقر إل الؤثر إل
إذا قدر وجوده وأل فمع تقدير عدمه ل يفتقر إل شيء أصل فإذا قدر وجوده واجبا بغيه وجوبا قديا أزليا ل
يكن هناك ما يقبل العدم ول يكن ان يقرن بذاته شرط عدم علته
،وهذا العتراض يكن ايراده على قوله كل موجود إذا التفت اليه من حيث ذاته من غي التفاف إل
غيه فهو إما واجب واما مكن ،فيقال ان قيل بان الذات هي نفس الوجود الحقق ف الارج فذاك إذا قيل
ليس له حقيقة بدون الوجود بنفسه فإذا نظر اليه مردا عن غيه بطلت حقيقيته وكان نفيا مضا ل يكن له
حقيقة يلتفت القلب اليها البته ،وان قيل ان له ذاتا مغايرة للوجود فتلك الذات سوء قدر إمكان تقيقها دون
الوجود كما يقوله من يقول العدوم شيء او فرض انه ل يكن تققها بدون الوجود فعلى التقديرين إذا التفت
اليها من غي التفاف إل غيها ل تكن موجودة بل معدومة وانت قد فرضتها موجودة فهذا جع النقيضي ،
وأيضا فهي عدم اللتفاف إل غيها متنعة الوجود ل جائزة الوجود فما يكن وجوده إذا التفت اليه من غي
التفاف إل ما يقتضي وجوده كان متنع الوجود سواء فرض عدم ما يوجده او ل يفرض ل وجوده ول عدمه
فهو ل يكون موجودا إل مع ما يوجده فإذا التفت اليه مردا عما يوجده امتنع وجوده ،وان قال القائل فرق
بي التفات اليه بشرط ل او ل
بشرط او قال بشرط عدم الوجد او ل بشرط وجوده فانه متنع ف الول ومكن ف الثان ،قيل له بل
هو متنع ف القسمي فإذا اخذ ل بشرط كان متنع الوجود وكذلك إذا اخذ لمع وجود الفاعل وذلك انه ل
يكن وجوده إل بالفاعل ووجوده بدون الفاعل متنع فإذا التفت إليه ل مع لزم وجوده كان وجوده متنعا
والمتنع أعم من أن يكون متنعا بنفسه او بغيه كما ان الوجود اعم من ان يكون موجودا بنفسه او بغيه
والمتناع ل يفتقر إل ان يقترن به شرط وهو عدم علته بل إذا ل يقترن به سبب وجوده كان متنعا والعقل
يعقل امتناعه بدون ما يوجده وان ل يطر له انه قرن به عدم علته فهو ف ترده عن القتران با يوجده متنع
كما هو ف القتران فعدم العلة متنع ،يبي ذلك ان عدم العلة ل شيء فاقترانه بعدم العلة اقتران بعدم مض فلم
تتلف حاله بي تقدير عدم هذا القتران وانتفائه إل إذا قرن به ما يقتضي وجوده وأل فهو بدون القرين
القتضي لوجوده متنع معدوم وسبب هذا ان هذا القتران ليس هو الوجب لعدمه ف نفس المر بل هو دليل
على العدم والدلة تتعدد والدليل ل ينعكس فل يلزم من عدمه عدم الدلول إل إذا كان ملزما فالشيء إذا
اخذ مع ضده كان متنعا ومع عدم فاعله كان متنعا وكل من المرين يدل على امتناعه وكذلك إذا اخذ بدون
شرطه كان متنعا وبدون لزمه
كان متنعا والقتضي المكن الزم اللوازم له واعظم الشروط ول فرق بي ان يقدر مع انتفاء اللزم او
يقدر ل مع ثبوت اللزم فالمران سواء هو ف كليهما متنع إل مع اللزم فان وجود اللزوم بدون اللزم متنع
ولذا كل ما يقدر ف الارج فأما واجب بنفسه او بغيه واما متنع بنفسه او بغيه ،فإذا قيل هو باعتبار نفسه
ل واجب ول متنع ،قيل ليس ف الارج شيء ل واجب ول متنع وانا ذاك شيء يقدر ف الذهن فيقدر ف
الذهن ذات يكن وجودها وعدمها وانت ل تتكلم فيما يقدر ف الذهان بل قلت كل موجود فجعلت التقسيم
واردا على المور الوجودة ف الارج وتلك إما موجودة بنفسها واما بغيها وليس فيها ما يكن اللتفات اليه
مع كونه غي موجود إل إذا كان ف الذهن مع انه ف الذهن موجود وجودا ذهنيا ،الوجه الامس قوله ان
قرن باعتبار ذاته شرط صار واجبا او متنعا وان ل يقترن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من
ذاته المر الثالث وهو المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع ،فيقال هذا التقسيم
يتضمن رفع النقيضي فانه ل بد ان يقترن با حصول العلة او عدمها ل يكن رفع النقيضي جيعا وهو حصول
العلة وعدمها معا فالتقدير القابل لذين وهو أن ل يقترن با حصول العلة ول عدمها فهو تقدير سلب
النقيضي وهو رفع وجود العلة وعدمها معا وهذا متنع ،وحينئذ فل يثبت المكان إل على تقدير متنع وما ل
يثبت إل على تقدير متنع فهو متنع فيكنو المكان الذي اثبتوه وهو أنه ل يب ول يتنع ل يصل إل تقدير
متنع وهو رفع النقيضي فيكون متنعا وهذا يوضح أن هذا المكان امر ل حقيقة له ف الارج ول يعقل
المكان إل ف شيء يكون موجودا تارة ومعدوما أخرى وأما ما يكون موجودا ل يقبل العدم البتة فليس
بمكن كما أن العدوم الذي ل يقبل الوجود البتة ليس بمكن مثل نقيض صفات كمال الباري فإن العجز
والهل ونوذلك أمور معدومة له ل تقبل الوجود البتة كما ان حياته وقدرته وعلمه من لوازم ذاته ل تقبل
العدم البتة بل يب وجودها ويتنع عدمها وليست من المكن الذي يقبل الوجود والعدم يبي هذا
،الوجه السادس وهو قوله وإن ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من ذاته المر
الثالث ،يقتضي أن هذا المر الثالث إنا يكون له من ذاته إذا ل يقرن با أحد المرين ومعلوم أنه ل بد أن
يقرن با أحد المرين فإذا ل يكن لا المكان إل ف حال تردها عن القتران وهي ل تتجرد عن القتران ل
يكن لا من ذاتا إمكان أصل فإنه جعل ما ل يكن عدمه واجبا سواء كان واجبا بنفسه أو بغيه وما كان
واجبا ل يكن مكنا وإنا يكون مكنا إذا ل يقرن به ل سبب وجوده ول سبب عدمه يقرر هذا ،الوجه السابع
وهو أن هذا الكلم يقتضي أنا ف حال اقترانا بشرط حصول العلة واجبة ليس لا من ذاتا المكان والتقدير
أنا موجودة وأن الوجود إما واجب وإما مكن وف حال وجودها قد
،اقترن با حصول العلة فل يكون ف حال وجودها لا من ذاتا المكان ،وحينئذ فوصفها بالمكان
ف حال الوجود الواجب متنع فبطل تقسيم الوجود الواجب إل واجب ومكن بذا العتبار بلف تقسيم من
قسمه إل واجب ومكن وفسر المكن با يوصف بالوجود تارة والعدم أخرى فيكون تارة موجودا وتارة
معدوما فإن تقسيم الوجود إل واجب ومكن بذا العتبار ل منافاة فيه فإنا توصف بالمكان حال عدمها
لنه يكن وجودها وتوصف به ف حال وجودها لنه أمكن وجودها كما أمكن عدمها ،الوجه الثامن أن قول
القائل له من ذاته المكان أو أن ذاته تقبل الوجود والعدم ونو ذلك ،يقال له هذه الذات هي من حيث هي
ذات مع قطع النظر عن وجودها كما فرضتم ذلك هي واجبة أو مكنة أو متنعة فإن كانت واجبة أو متنعة
بطل كونا مكنة وإن كانت مكنة فل تكون ذاتا إل بأمر آخر يعلها ذاتا كما أنا ل تكون موجودة إل بأمر
آخر يعلها موجودة بل قياس ما ذكروه أنه ل يثبت كونا ذاتا إل بسبب
ول ينتفي كونا ذاتا إل بسبب وهذا يفضي إل التسلسل لن القول فيما يوصف بكونه ذاتا كالقول
فيما يوصف بكونه موجودا ،الوجه التاسع أنه إذا كانت تلك القيقة والذات مفتقرة ف كونا حقيقة وذاتا
إل سبب فل سبب إل واجب الوجود وواجب الوجود يتنع أن يعلها حقيقة مع كونا معدومة فل يعلها
ذاتا وحقيقة إل مع كونا موجودة وحينئذ فإذا كان وجودها واجبا به فحقيقتها واجبة به فل تكون قابلة
للعدم كما أن نفس الوجود ل يكون قابل للعدم لا فيه من المع بي النقيضي ،الوجه العاشر أنه إذا قدر أن
واجب الوجود ل يعل حقيقتها وهي ل تكون لا حقيقة إل بسبب ل يكن هناك حقيقة تقبل الوجود
والعدم ،الوجه الادي عشر قوله كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه ال ،يقال
نن إذا التفتنا إل السماء أو غيها من الوجودات من غي التفات إل غيها ل نعقل إل تلك العي الوجودة
فإذا قدرنا أنه ل يب لا الوجود من نفسها ل تكن موجودة إل بوجد يوجدها فنحن نعقل أن الشيء إما
موجود بنفسه وإما موجود بغيه وإذا قسم الوجود إل موجود بنفسه وموجود بغيه وسى هذا مكنا كان هذا
تقسيما صحيحا وهو كتقسيمه إل مفعول وغي مفعول وملوق وغي
ملوق أما كون هذا المكن له ذات وليس له من تلك الذات وجود ول عدم فهذا غي معقول ف شيء
من الوجودات بل العقول أنه ليس ف المكن من نفسه وجود أصل ول تقق ول ذات ول شيء من الشياء ،
وإذا قلنا ليس له من ذاته وجود فليس معناه أنه ف الارج له ذات ليس له منها وجود بل معناه أنا نتصور ذاتا
ف أنفسنا ونتصور أن تلك الذات ل توجد ف الارج إل ببدع يبدعها فالقائق التصورة ف الذهان ل توجد
ف العيان إل ببدع يبدعها ف الارج ل أنه ف الارج لا ذات ثابتة ف الارج تقبل الوجود ف الارج
والعدم ف الارج فإن هذا باطل ،وإذا كان كذلك وعلمنا أن كل موجود فإما موجود بنفسه وهو الالق أو
موجود بغيه وهو الصنوع الفعول والصنوع الفعول ل يكون إل مدثا مسبوقا بالعدم بل المكن الذي يقبل
الوجود والعدم ل يكون إل مدثا مسبوقا بالعدم عند عامة العقلء ولو قدر أنا ل نعرف هذا فتسمية ما وجوده
بنفسه ووجود غيه منه خالقا
وتسمية ما أبدعه ملوقا أحسن وأبي من تسمية هذا مكنا إذا المكن ل يوصف به ف العادة إل
العدوم الذي يكن أن يوجد وأن ل يوجد وأما ما وجد فقد خرج عن المكان إل الوجوب بالغي فالعروف
ف فطر الناس أن ما مضى من وجود وعدم ل يسمونه مكنا وإنا يسمون بالمكن شيئا يكن وجوده ف
الستقبل وعدمه ف الستقبل ،ث إذا عرف أن كل ما سوى الوجود بنفسه فهو مفعول مصنوع له علم أن
الصنوع الفعول ل يكون إل مدثا كما قد بسط ف موضعه وهذه العتراضات ليست اعتراضات على إثبات
واجب الوجود فإنه حق لكن على هذا الطريق الذي سلكه حيث أثبت ذاتا مكنة مع كونا عنده قدية أزلية
ول يتاج إثبات واجب الوجود إل هذا ف هذه الطريق ،بل إذا قيل كل موجود فإما موجود بنفسه وإما
موجود بغيه والوجود بغيه ل يوجد إل بالوجود بنفسه ثبت وجود الوجود بنفسه وإذا سي هذا واجبا وهذا
مكنا كان ذلك أمرا لفظيا لكن القصود أنه ل يثبت واجب الوجود با يدعي أنه ذات تقبل الوجود والعدم
وهي مع ذلك قدية أزلية واجبة فالواجب ل يقبل العدم بال وال أعلم
،وهذه المور الت ذكرناها ف هذا الوضع عامة النفع يتاج إليها ف هذا الوضع وغيه لا ف القلوب
من المراض ولكن خرجنا إليها من الكلم على السالك الت سلكها أبو عبد ال الرازي ف حدوث العال
والجسام وذكرنا كلم المدي على تلك السالك فحصل هذا ف الكلم على السلك الول
فصل ،وأما السلك الثان فمسلك افتقار الختصاص إل مصص فقرره المدي من وجهي ،أحدها
ما ذكره الرازي ث زيفه ،قال المدي السلك الثان هو أن أجزاء العال مفتقرة إل ما يصصها بالا من
الصفات الائزة لا وكل ما كان كذلك فهو مدث فالعال مدث ،أما القدمة الول فقد انتهج الصحاب
فيها طريقي الول أنم قالوا كل جسم من أجسام العال فهو متناه وكل متناه فله شكل معي ومقدار معي
وحيز معي ،أما القدمة الول فلما سبق تقريره وأما القدمة الثانية فلن كل
،جسم متناه فل بد له من مقدار معي وأن ييط به حد واحد كالكري أو حدود كالضلع وهو العن
بالشكل وأن يكون ف حيز بيث يكن أن يشار إليه بأنه ههنا أو هناك ،وهذا كله معلوم بالضرورة وكل ماله
شكل ومقدار وحيز معي فل بد له من مصص يصصه به ،وبرهانه أنه ما من جسم إل ويعلم بالضرورة أنه
يوز أن يكون على مقدار أكب أو أصغر ما هو عليه أو شكل غي شكله وحيز غي حيزه إما متيامنا عنه أو
متياسرا وإذا كان كذلك فل بد له من مصص يصصه با يصص به وإل كان أحد الائزين واقعا من غي
مصص وهو مال ،الطريق الثان أن جواهر العال إما أن تكون متمعة أو متفرقة أو متمعة ومتفرقة معا أو ل
متمعة ول متفرقة أو البعض
متمعا والبعض متفرقا لجائز أن يقال بالجتماع والفتراق معا ول أنا غي متمعة ول متفرقة معا إذ
هو ظاهر الحالة فلم يبق إل أحد القسام الخر وأي قسم منها قدر أمكن ف العقل فرض الجسام على
خلفه فيكون ذلك جائزا لا ول بد لا من مصص يصصها به لا تقدم ف الطريق الول ،وأما بيان القدمة
الثانية وهو أن كل مفتقر إل الخصص مدث فهو أن الخصص ل بد أن يكون فاعل متارا وأن يكون ما
يصصه حادثا لا تقدم ف السلك الول يعن مسلك المكان فإنه قدمه وسيأت إن شاء ال تعال ما ذكره فيه
وإذا ثبت أن أجزاء العال من الواهر والجسام ل تلو عن الادث فتكون حادثة فإذا كانت أجزاء العال من
الواهر
والجسام حادثة فالعراض كلها حادثة ضرورة عدم قيامها بغي الواهر والجسام والعال ل يرج
عن الواهر والعراض فيكون حادثا ،قال المدي وهذا السلك ضعيف أيضا إذ لقائل أن يقول القدمة الول
وإن كانت مسلمة غي أن القدمة الثانية وهي أن كل مفتقر إل الخصص مدث منوعة وما ذكر ف تقريرها
باطل با سبق من السلك الول وبتقدير تسليم حدوث ما أشي إليه من الصفات فل يلزم أن تكون الواهر
والجسام حادثة لواز أن تكون هذه الصفات متعاقبة عليها إل غي النهاية إل باللتفات إل ما سبق ف بيان
امتناع حوادث متعاقبة ل أول لا تنتهي إليه ،قلت هذا السلك أضعف من مسألة الركة والسكون فإن هذا
يفتقر إل ما يفتقر إليه ذاك من غي عكس إذ كلها مفتقر إل بيان
امتناع حوادث متعاقبة دائمة وقد عرف ما فيه وهذا يزيد باحتياجه إل بيان أن السم ل يلو عن
صفات حادثة غي الركة والسكون وهذا يالف فيه جهور العقلء وهذا مبن على مقدمات على أنه ل بد
من قدر أو اجتماع أو افتراق وأن ذلك ل يكون إل بخصص وأن كل ما ل بد له من مصص فهو مدث ،
أما القدمة الول فجمهور العقلء سلموا أنه ل بد له من قدر وأما كونه ل بد له من اجتماع وافتراق فهو
مبن على مسألة الوهر الفرد ،وأكثر العقلء من طوائف السلمي وغيهم ينكرون الوهر الفرد حت
الطوائف الكبار من أهل الكلم كالنجارية والضرارية والشامية والكلبية وكثي من الكرامية مع أكثر
الفلسفة وإن كان القول بتركيب السم من الادة والصورة كما يقوله من يقوله من التفلسفة أيضا أفسد من
دعوى تركبه من الواهر الفردة فكل القولي ضعيف ،ونن ف هذا القام مقصودنا التنبيه على جوامع الطرق
ومقاصدها وأما كون ما له قدر يفتقر إل مصص فهذا فيه نزاع مشهور وذلك أن القدر صفة من صفات ذى
القدر كألوانه وأكوانه وسائر ما يكن أن يتصف به السم من الياة والعلم والقدرة والكلم والسمع والبصر
وغي ذلك فإن صفاته نوعان منها ما يتص بالحياء مثل هذه الصفات ومنها ما يشترك فيه الي وغيه
كالكوان والقدر والطعم والريح ،فإذا قال القائل كل ذي قدر يكن أن يكون قدره على خلف ما هو عليه
كان بنلة أن يقول كل موصوف يكن أن يكون موصوفا بلف صفته فإذا عرضنا على عقولنا ما نعلمه من
الوجودات الت لا أقدار وصفات كان تويزنا لكونا على خلف أقدارها كتجويزنا لا أن تكون على خلف
صفاتا بل القدر من الصفات ،ولذا لا تكلم الفقهاء ف مفهوم الصفة كقوله صلى ال عليه وسلم ف البل
السائمة الزكاة تكلم بعضهم ف مفهوم القدر كقوله إذا بلغ الاء قلتي ل يمل البث فقال آخرون القدر من
جلة الصفات ،ولذا كان ما احتج به من احتج به من أهل الكلم على الفلسفة ف مسألة حدوث العال أن
العال له صفات وأقدار يكن أن يكون على خلفها فهو مفتقر إل مصص لن العال مكن بالتفاق
والخصص ل يكون موجبا بالذات ،وقد سلك هذا الطريق أبو العال ف النظامية فسالكو هذه الطريقة
ومنازعوهم ل يفرقوا بي القدر وسائر الصفات ف إمكان القبول وعدمه والقدر العي أقرب إل الذات العينة
من الصفات
الطلقة كما أن صفاته الخصوصة ألزم له من جنس القدر فإن نفس السم التعليمي الذي يقدر ف
الذهن ل يكن فرضه إل وله قدر يكن فرضه خاليا عن جيع الصفات لنه فرض جسم شامل لميع الجسام
فلهذا قدر مردا عن جيع الصفات كما يفرض عدد مرد عن جيع العدودات ،وكذلك مايتخيله النسان من
الجسام بعد رؤيته له كتخيله النسان والفرس والشجر والدار والدينة والبل ونو ذلك يكنه تيله مع عدم
تيل شيء من صفاته كألوانه وغيها ول يكنه تيله مع نفي قدره فاختصاص جنس السم بنس القدر
كاختصاص جنس الوصوفات بنس الصفات واختصاص السم العي بقدره كاختصاصه بصفته العينه
وحقيقته الخصوصة ،وكل شيء له حقيقه تصه وقدر وصفات تقوم به فهنا ثلثة أشياء القدار والقيقة
وصفات القيقة ،فقول القائل كل ذي قدر يكن أن يكون بلف ذلك القدر كقوله كل موصوف يكن
وجوده على خلف تلك الصفات وهو أقرب من قوله كل ماله حقيقه فيمكن وجوده على خلف تلك
القيقة ،ولكن ف هذا القام يكفي أن يعل حكم القدار حكم سائر
الصفات فل ريب أن كيفية الوصوف وصفاته ألزم له من قدره فكيفيته أحق به من كميته فاختصاصه
بقدر دون اختصاصه بصفة فالنار والاء والواء يلزمها كيفياتا الخصوصة أعظم ما يلزمها القدار العي ،
فيقال إن أمكن أن يقرر أن كل جسم يقبل من الصفات خلف ما هو عليه وما كان كذلك فهو مكن أو
مدث كان هذا دليل عاما ل يتص بالقدر وإن ل يكن ذلك فل فرق بي القدر وغيه ،وأحد الطرق الت
ذكرها الرازي وغيه ف إثبات الصانع تعال الستدلل بإمكان صفات السم أو حدوثها ل يفرق السالكون
فيه بي القدر وغيه ،ث لقائل أن يقول قول القائل كل ذي قدر يكن أن يكون أكب أو أصغر أو كل ذي
وصف يكن أن يكون بلف ذلك الوصف ونو ذلك أتريد به المكان الذهن أو الارجي والفرق بينهما أن
المكان الذهن معناه عدم العلم بالمتناع فليس ف ذهنه ما ينع ذلك والمكان الارجي معناه العلم بالمكان
ف الارج
،والنسان يقدر ف نفسه أشياء كثية يوزها ول يعلم أنا متنعة ومع هذا فهي متنعة ف الارج لمور
أخر ،فإن قال أريد به المكان الذهن ل ينفعه ذلك لن غايته عدم العلم بامتناع كون تلك الصفة واجبة له ،
وإن قال أريد المكان الارجي وهو أن أعلم أن كل موصوف بصفة أو كل ذي قدر يكن أن يكون بلف
ذلك كان مازفا ف هذا الكلم لن هذه قضية كلية تتناول من الفراد ما ل يصيه إل ال تعال وليس معه
دليل يدل على إمكان ذلك ف الارج يتناول جيع هذه الفراد غايته أنه رأى بعض الوصوفات والقدرات
يقبل خلف ما هو عليه فإذا قاس الغائب على الشاهد كان هذا من أفسد القياس لختلف القائق ولن هذا
ينعكس عليه ،فيقال له ل نر إل ما له صفة وقدر فيقاس الغائب على الشاهد ،ويقال كل قائم بنفسه فله
صفة وقدر وهذا إل العقول أقرب من قياسهم فإن هذا ل يعلم انتقاضه ،وأما قول القائل كل ما له صفة
وقدر فيقبل خلف ذلك فل يعلم اطراده فأين القياس الذي ل يعلم انتقاضه من القياس الذي ل يعلم اطراده ،
والناس متفقون على أنم ل يروا موجودا إل له صفة وقدر وليسوا متفقي على ان كل ما رأوه يكن وجوده
على خلف صفاته
وقدره مع بقاء حقيقته الت هو با هو ولكن مع استحالة حقيقته فاستحالة قدره وصفاته أول ،ث ان
ما نشاهده من السموات إنا نعلم جواز كونا على خلف هذه الصفات بأدلة منفصلة ل نعلم ذلك ضرورة
ول حسا ولذا نازع ف ذلك كثي من العقلء الذين ل يمعهم مذهب معي تلقاه بعضهم عن بعض ولو كان
هذا الواز معلوما بالضرورة ل ينازع فيه طوائف العقلء الذين ل يتواطأوا على قول فإن هؤلء ل يتفقون
على جحد الضروريات ،ث يقال هذا بعينه معارض بالقائق ف نفسها وصفاتا اللزمة لا فإنه يكن ان يقال
كل موجود له حقيقة تصه يتاز با عن غيه فاختصاص ذلك الوجود بتلك القيقة دون غيها من القائق
يفتقر إل مصص ،ويقال أيضا كل موجود له صفات لزمة تصه فاختصاصه بتلك الصفات دون غيها
يفتقر إل مصص ،ومن العلوم أنه قد علم بضرورة العقل واتفاق العقلء انه ل بد من وجود واجب بنفسه
قدي وموجود مكن مدث فإنا نشاهد حدوث الوادث والادث مكن وأل لا وجد وليس بواجب بنفسه
وإل ل
يعدم ويعلم بالضرورة ان طبيعة الحدث ل تكون إل بقدي وطبيعة المكن ل تكون إل بواجب كما
قد بسط ف غي هذا الوضع ،فإذا كانت الوجودات منقسمة إل قدي ومدث وواجب ومكن فمن العلوم
انما يشتركان ف مسمى الوجود والاهية والذات والقيقة وغي ذلك ويتص الواجب با ل يشركه فيه غيه ،
بل من العلوم بالضرورة ان الواجب له حقيقة تصه ل يشركه فيها غيه فإن كان كل متص يفتقر إل
مصص مباين له افتقرت حقيقة الواجب بنفسه إل مصص مابي له فل يكون ف الوجودات قدي ول واجب
فيلزم حدوث الوادث بل مدث ووجود المكنات بل واجب ،وهذا كما أنه معلوم الفساد بالضرورة فلم
يذهب اليه أحد من العقلء بل غاية الدهري العطل الكافر ان يقول العال قدي وجب الوجود بنفسه ل يقول
انه مكن مدث ليس له مبدع واذا قال الدهري ان العال واجب الوجود بنفسه لزمه ان الواجب بنفسه متص
عن غيه بصفات ل يشركه فيها غيه كالادث من اليوان والنبات والعدن ،ففي الملة كل عاقل مضطر
إل إثبات موجود واجب بنفسه له
حقيقة يتص با عما سواه من غي مصص مباين له خصصه بتلك القيقة ،ومن قال ان واجب
الوجود هو الوجود الطلق بشرط الطلق او ل بشرط ،فيقال له هذا القول وان كان فساده معلوما
بالضطرار كما بي ف موضعه قول متناقض وهو مستلزم انه متص عن غيه با يصه ،وذلك ان الطلق ل
يوجد ف الارج مطلقا ول يوجد إل مقيدا بقيد من القيود ،فإذا قيل موجود واجب قيده بالوجوب فلم يبق
مطلقا ،وان قال ليس بواجب قيده بسلب الوجوب فلم يكن مطلقا ،وان ادعى وجود موجود ل واجب ول
غي واجب لزمه رفع النقيضي جيعا وهو أظهر المور المتنعة ف بديهة العقل ،ث انه يقيده بكونه مبدأ لغيه
وبكونه عاقل ومعقول وعقل وعاشقا ومعشوقا وعشقا وغي ذلك من المور القيدة الخصصة الت يتاز با
عن غيهر ول يكون وجودا مطلقا
،ث ان قال هو مطلق ل بشرط لزمه ان يصدق حله على كل موجود كما ان اليوان الطلق ل بشرط
يصدق عليه حله على النسان والفرس وغيها من اليوانات وهذا متفق عليه بي العقلء فيلزم حينئذ ان
يكون كل موجود واجب الوجود ان كان واجب الوجود هو الوجود الطلق ل بشرط كما يقوله الصدر
القونوي وأمثاله من اللحدة الباطنية باطنية الرافضة وباطنية الصوفية ،ومعلوم ان هذا مكابرة للحس والعقل
وهو منتهى اللاد ف الدين وان قال هو مطلق بشرط الطلق كما يقوله طائفة من ملحدة الطائفتي من
يرفع عنه ا النقيضي فهم قد قرورا ف منطقهم أن الطلق بشرط الطلق ل يكون إل ف الذهان ل ف العيان
ث يلزمهم ان ل يصفوه بالوجوب ول بكونه علة ول عاقل ول معقول ول عاشقا ول معشوقا لن هذا كلها
ترج الوجود عن أن يكون مطلقا بشرط الطلق وتيزه عما ليس كذلك والطلق ل بشرط ليس فيه
اختصاص ول امتياز ،وان قالوا مطلق بشرط سلب سائر المور الثبوتية عنه وهو الوصوف بالسلوب
والضافات دون الثبات كما يقوله ابن سينا
وطائفة فهذا مع انه باطل من وجوه كثية ليس هو مطلقا بل موجود مقيد بقيود سلبية واضافية وذلك
تصيص امتاز به عن سائر الوجودات فل يكن تقدير وجود واجب ول مكن إل وهو متص با ييزه عن
سائر الوجودات على أي وجه قدر ،ث يقال كل ما أشار اليه العقل من المور فل بد له من حقيقة تتص به
تيزه عما سواه كيفما كان وكل ما هو موجود ف الارج فل بد له من وجود يتص به يتاز به عما سواه
فإنن كان كل ما اختص بأمر يصه يب ان يكون له مصص من خارج امتنع ان يكون ف الوجود موجود
بنفسه وان تكون حقيقة من القائق موجودة بنفسها وان يكون ث وجود واجب ،ث يلزم التناقض والدور
المتنع والتسلسل المتنع فإنه إذا افتقر كل متص إل مباين يصه فذاك الثان إما ان يفتقر إل مصص واما ان
ل يفتقر فإن ل يفتقر انتقضت القضية الكلية وهو الطلوب ،وان افتقر إل الول لزم الدور القبلي وان افتقر
إل غيه لزم التسلسل ف العلل وكلها متنع باتفاق العقلء ،ولو قدر مقدر انه يلزم الدور العي وهو ان
يكون كل من الختصي موجودا مع الخر
،فيقال فكل منهما متص بأمر فهو متوقف على ما اختصت به نفسه وعلى ما اختص به الخر فيلزم
ان يكون هناك اختصاصان فالقول ف ذلك الختصاص كالقول ف الول ،وبالملة اختصاص الشيء با هو
عليه من خصائصه كاختصاصه بنفسه ووجوده وصفاته كلها لزمها وعارضها فقول القائل كل متص ل بد
له من مصص مباين له كقوله كل موجود فل بد له من موجد مباين له وكل حقيقة فل بد لا من مقق مباين
لا وكل قائم بنفسه فل بد له من مقوم مباين له وأمثال ذلك ،فإنه ما من أمر من هذه المور إل ويكن
الذهن ان يقدره على خلف ما هو عليه ومرد تقدير إمكان ذلك ف الذهن ل يوجب إمكان ذلك ف الارج
ولكن طائفة من أهل الدل والباطل والكمة السوفسطائية يستدلون على إمكان الشيء ف الارج بإمكانه ف
الذهن كما يوجد مثل ذلك ف كلم كثي من أهل الكلم والفلسفة ،والرازي والمدي ونوها يستعملون
ذلك كثيا كاستدلل الرازي وغيه على إمكان وجود موجود ل مباين للعال ول مانب بأن يقولوا القسمة
العقلية تقتضي ان كل موجود فإما مباين لغيه وإما مانب له وإما ل مباين ول مانب أو كل موجود فإما
داخل ف غيه وإما خارج عنه وإما ل داخل ول خارج
،ويعلون مثل هذه التقسيم دليل على إمكان كل من القسام ف الارج وقد يسمون ذلك برهانا
عقليا وهو من أفسد الكلم فإن هذا بنلة قول القائل كل موجود فإما ان يكون قائما بنفسه او قائما بغيه
واما ان ل يكون قائما بنفسه ول بغيه فإن هذا ل يقتضي إمكان وجود موجود ل قائم بنفسه ول بغيه بل
هذا ما يعلم امتناعه بالضرورة واتفق العقلء على امتناعه ،ومثله ان يقال كل موجود إما قدي او مدث او ل
قدي ول مدث ومثله كل موجود إما واجب او مكن او ل هذا ول هذا وكل موجود إما خالق او ملوق او
ل خالق ول ملوق ومثله إما عال او جاهل او ل عال ول جاهل ومثله إما حي وميت او ل حي ول ميت ،
فهذه التقسيمات وامثالا ل تدل على إمكان كل قسم منها ول على وجوده ف الارج باتفاق العقلء بل
العقلء متفقون على ان الوجود إما واجب واما مكن واما قدي واما مدث واما قائم بنفسه واما قائم بغيه ،
فأما تقسيم كل قائم بنفسه إل الي واليت والعال والاهل والقادر والعاجز فهو أيضا صحيح عند جاهي
العقلء وهو قول الثبة لساء ال السن وهو أنه حي عال قادر
،وانا ينازع فيه النفاة من الهمية والباطنية فل يسمونه بشيء من الساء السن الت سى با نفسه
وسته با رسله حت ل يقولون هو شيء ول موجود لن ذلك بزعمهم يستلزم التشبيه بغيه من الشياء
والوجودات ،وللملحدة الفلسفة سؤال مشهور على قول القائل إما ان يكون حيا او ميتا او عالا او جاهل
وقادرا او عاجزا وسيعا بصيا او اعمى وأصم فإن هذين متقابلن تقابل العدم واللكة ل تقابل السلب
والياب ،والفرق بينهما ان الول سلب الشيء عما من شأنه ان يكون متصفا به كسلب الياة والسمع
والبصر والعلم عن اليوان فإنه قابل لذلك فإذا سلب عنه لزم ان يكون ميتا أعمى أصم جاهل وأما الماد فإنه
ل يقبل التصاف بذلك فل يقال فيه حي ول ميت ول عال ول جاهل ول سيع بصي ول أعمى أصم ،قلت
وقد بسطنا الكلم على هذه الشبهة وان كان المدي وأمثاله عجزوا عن حلها بل اعترفوا بورودها وبينا
الواب عن ذلك من وجوه ،احدها ان مال يقبل التصاف بصفات الكمال انقص ما يقبل التصاف بصفات
الكمال والي الاهل العمى الصم لقبوله للعلم
والسمع والبصر أكمل من الماد الذي ل يقبل ذلك فإذا كان يتنع كون الواجب يقبل صفات
الكمال ول يتصف با فلن يتنع كونه ل يقبلها بطريق الول ،والثان ان كل صفة من صفات الكمال إذا ل
تستلزم نقصا فالواجب اول با من المكن واتصافه با اول من المكن لنه أكمل ولن كل كمال حصل
للممكن فهو من الواجب وهم يسلمون ان كل كمال حصل للمعلوم فهو من علته فالعلول اول بذلك ،
الثالث ان كل ما أمكن اتصاف الرب سبحانه به فهو واجب له لمتناع توقف شيء من صفاته على غيه ،
الرابع ان نفي هذه الصفات نقص وان ل يسم جهل وصما بكما ،الامس ان ما ذكروه من التفريق بي
السلب والياب والعدم واللكة بتسمية هذا ميتا دون هذا اصطلح لم ل يب اتباعه وال قد سى الماد
مواتا ف مثل قوله تعال ،والذين يدعون من دون ال ل يلقون شيئا وهم يلقون أموات غي احياء ،سورة
النحل 21 20وف قوله تعال ،وآية لم الرض اليتة ،سورة يس 33وأمثال ذلك
،فإذا كان قد علم انه ل بد من موجود بنفسه متص بصائص ل يشركه فيها غيه ول يتاج فيها إل
مباين له كان توهم التوهم ان كل متص فل بد له من مصص مباين له توها باطل شيطانيا وهو من جنس ما
ذكره النب صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح لا قال ،يأت الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا
فيقول ال فيقول من خلق ال فإذا وجد احدكم ذلك فليستعذ بال ولينته ،وف حديث آخر ،ل يزال الناس
يتساءلون حت يقولوا هذا ال خلق كل شيء فمن خلق ال ،وهذا لكون الوسواس الشيطان الباطل ل يقف
عند حد الوجود الواجب القدي الالق وهذا القام ضل فيه طوائف من الناس صاروا ينفون ما يب اثباته ل
تعال من الصفات لعدم علمهم با يوجب اختصاصه بذلك ،ث إنم يتناقضون فالعتزلة فرقوا بي كونه عالا
وقادرا وكونه متكلما مريدا بأن العلم عام التعلق فإنه سبحانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والكلم
خاص فإنه يتكلم بشيء دون شيء فإنه ل يتكلم إل بالصدق والرادة خاصة فإنه يريد شيئا دون شيء ل يريد
إل ما علم ان سيكون ،فقال لم الناس هب ان المر كذلك لكن ما الوجب للتكلم ببعض الكلم دون بعض
ولرادة بعض المور دون بعض فل بد
من سبب يوجب التخصيص فل بد حينئذ ان يكون هو الخصص فقالوا القادر الختار يرجح أحد
مقدوريه على الخر بل مصص ،فيقال لم هذا مع بطلنه يوجب تناقضكم فإنكم قلتم ل بد للتخصيص من
مصص ث قلتم كل المكنات مصصة ووجدت بدون مصص بل رجح الرجح أحد التماثلي على الخر من
غي مصص واذا جوزت ف المكنات وجود الخصصات بدون مصص مع أن نسبة القادر اليها نسبة واحدة
فالوجود بنفسه اول ان يستغن عن مصص ما اختص به من ذاته وصفاته وذلك انه من العلوم ان وجود ذاته
وصفاته اول من وجود مفعولته واذا جوزت ان يكون مصصا لفعولته الختصة بقيقة وقدر وصفة بل
مصص اصل فتجويزكم ان تكون ذاته الختصة الواجبة بنفسها ل تفتقر إل مصص بطريق الول ،وهذا ل
ينعكس فإنه إذا قيل ان افعاله تفتقر إل مصص ل يلزم ان تكون ذاته مفتقرة إل مصص فإن ذاته واجبة
الوجود بنفسها فهي ل تفتقر إل سبب اصل بلف مفعولته فإنا مفتقرة إل سبب وما افتقر إل فاعل جاز
ان يقال هو مفتقر إل مصص بلف مال يفتقر إل فاعل فإنه ل يب ان يفتقر إل مصص ،فإذا قيل ما افتقر
إل سبب او ما افتقر إل فاعل او ما افتقر إل
علم افتقر إل مصص وما ل يفتقر إل شيء من ذلك ل يفتقر كان هذا كلما معقول ،بلف ما إذا
قيل الفتقر إل الفاعل ل يفتقر إل مصص والغن عن الفاعل يفتقر إل مصص فإن هذا قلب للحقيقة كما
قالته العتزلة الهمية القدرية من نفي افتقار الفعال إل مصص واثبات افتقار الذات إل مصص قلب للحقائق
،وأفسد منه قول الفلسفة الذين يثبون مفعولت متلفة مع حدوث كثي منها ويقولون ان مصصها مرد
وجود بسيط ث يصفونه بصفات تفيد اختصاصه با يتميز به عن سائر الوجودات ويقولون مع ذلك
الختصاص ل بد له من مصص مباين له ث العلم فيه من العموم ما ليس ف القدرة وف القدرة من العموم ما
ليس ف الرادة ،والتفلسفة نفوا الختصاص حت اثبتوا وجودا مطلقا مردا ث اثبتوا له من اللوازم ما يوجب
الختصاص مثل كونه وجودا واجبا وذلك ييزه عن الوجود المكن وجعلوه عاقل ومعقول وعقل وعاشقا
ومعشوقا وعشقا وملتذا ومتلذا به وأنواع ذلك ما يوجب اختصاصه بذه المور عمن ليس هو موصوفا با من
المادات ،وقالوا صدر عنه العال الختص با له من الصفات والقدار من غي موجب للتخصيص فهل ف
الوجود أعظم من هذا التناقض
وهو ان يكون وجود مطلق ل اختصاص فيه يوجب كل اختصاص ف الوجود من غي سبب يوجب
التخصيص ،وهؤلء ينكرون على من أثبت من أهل الكلم الوادث بل سبب حادث ث يثبتون الوادث بل
مدث ويثبتون التخصيصات ف الوجودات بل مصص اصل وهو شبيه بقول من يعل المكن الذي ليس له
من نفسه وجود يوجد بل واجب بنفسه ،ومن وافق هؤلء من الكلبيه ف بعض المور يثبت صفات معدودة
يتص با ويعل لا خصائص ث يطلب الخصص لغي تلك الصفات ولذا كان منتهى من سلك هذه السبيل
إل ان يثبت وجودا مطلقا ث يتناقض اعظم من تناقض غيه وذلك لن كل موجود فمختص با هو من
خصائصه سواء كان واجبا او مكنا فطلب الذهن شيئا مطلقا ل اختصاص له بشيء ييزه عن غيه طلب ما
هو متنع لذاته فمن وصف الواجب بذلك فقد وصفه بصفة المتنع لذاته وهذا ناية هؤلء وهو المع بي
النقيضي ،ث يقول من يقول من متصوفتهم أنه يوز المع بي النقيضي وأنه يثبت ف الكشف ما يناقض
صريح العقل ،والشهرستان لا اعتمد ف مناظرته للقائلي بالعلو والباينة والصفات الفعلية ونو هؤلء على
هذه الطريقة أورد على نفسه من اللوازم ما
اعترف معه بالية فلما احتج بأن الختصاص بالقدر يقتضي مصصا والختصاص بالهة يقتضي
مصصا قال فإن قيل ب تنكرون على من يقول القدر الذي اختص به ناية وحدا واجب له لذاته فل يتاج إل
مصص بلف مقادير اللق فإنا احتاجت إل ذلك لنا جائزة وذلك لن الواز ف الائزات إنا يعرف
بتقدير القدرة عليها فلما كانت القادير الخلوقة مقدورة عرف جوازها واحتاج الواز إل مرجح فإذا ل يكن
فوق الباري تعال قادر يقدر عليه ل يكن اضافة الواز اليه واثبات الحتياج له السنا اتفقنا على ان الصفات
ثان أفهي واجبة له على هذا العدد ام جائز ان توجد صفة أخرى فإن قلتم يب النصار ف هذا العدد كذلك
نقول الختصاص بالد الذكور واجب له إذ ل فرق بي مقدار ف الصفات عدا ومقدار ف
الذات حدا وان قلتم جائز ان توجد صفة أخرى فما الوجب للنصار ف هذا العدد والد فيحتاج إل
مصص حاصر ث قال قلنا القادير من حيث انا مقادير طول وعرضا وعمقا ل تتلف شاهدا ول غائبا ف
تطرق الواز العقلى اليها واستدعاء مصص ،فيقال له هذا الذي قلته هو أول السألة فإن القادير من حيث
هي ل وجود لا ف الارج كما ان الصفات والذوات من حيث هي هي ل وجود لا ف الارج وانا يوجد ف
الارج ذات مصوصة بصفاتا الخصوصة فالقول فيما اختصت به من القدار كالقول فيما اختصت به من
سائر الصفات وما اختصت به من القيقة الوصوفة بتلك الصفات ،ث قال وأما الصفات وانصارها ف ثان
فقد اختلف جواب الصحاب عنه بوجوه منها انم منعوا اطلق لفظ
العدد عليها فضل عن الثمانية وقالوا قد دل الفعل بوقوعه على كون الفاعل قادرا وباختصاصه ببعض
الائزات على كونه مريدا وبإحكامه على كونه عالا وعلم بالضرورة ان القضايا متلفة وورد ف الشرع اطلق
العلم والقدرة والرادة ول مدلول سوى ما دل الفعل عليه او ورد ف الشرع اطلقه ولذا اقتصرنا على ذلك
فلو سئل هل يوز ان يكون له صفة اخرى اختلف الواب عنه فقيل ل يتطرق اليه الواز فإنا ل نثبت
الصفات إل بدليل الفعل والفعل ما دل إل على تلك وقيل يوز عقل إل ان الشرع ل يرد به فنتوقف ف ذلك
ول يضر العتقاد إذا ل يرد به تكليف ،قال ومنها أنم فرقوا ف الشاهد بي الصفات الذاتية الت تلتئم منها
حقيقة الشيء وبي القادير العرضية الت ل مدخل لا ف تقيق حقيقة الشيء فإن الصفات الذاتية ل تثبت
للشيء مضافة إل
الفاعل بل هي له من غي سبب والقادير العرضية تثبت للشيء مضافة إل الفاعل فإن جعلها له
بسبب ،ومنها أنه لو قدر صفة زائدة على الثمان ل يل إما ان تكون صفة مدح وكمال او صفة ذم ونقصان
فإن كان صفة كمال فعدمها ف الال نقص وان كان صفة نقص فعدمها عنه واجب واذا بطل القسمان تعي
انه ل يتصف بزيادة على الثمانية ،قال ويترتب على ما ذكرناه هل يوز ان يكون للباري تعال اخص وصف
ل ندركه وفرق بي هذا السؤال والسؤال الول فإن السائل الول سأل هل يوز ان تزيد صفاته على الصفات
الثمانية والسائل الثان سأل هل له أخص وصف تيز
به عن الخلوقات واختلف جواب الصحاب عنه ايضا فقال بعضهم ليس له اخص وصف ول يوز
ان يكون لنه بذاته وصفاته تيز عن ذوات الخلوقات وصفاتا من حيث ان ذاته ل حد لا زمانا ومكانا ول
تقبل النقسام فعل ووها بلف ذوات الخلوقات وصفاته غي متناهية ف التعلق بالتعلقات ولو كان الغرض
ان يتحقق اخص وصف به يقع التميز فقد وقع التميز با ذكرناه فل أخص سوى ما عرفناه وقال بعضهم ل بل
له اخص وصف ف اللة ل ندركه وذلك ان كل شيئي لما حقيقتان معقولتان فإنما يتمايزان بأخص
وصفيهما وجيع ما ذكرنا من أن ل حد ول ناية ل انقسام للذات ول تناهي للتعلق ف الصفات كل ذلك
سلوب وصفات نفي وبالنفي ل يتميز الشي ءعن الشيء بل ل بد من صفة إثبات با يقع التميز وإل فترتفع
القيقة رأسا ث إذا ثبت
أخص الوصف هل يوز ان يدرك قال امام الرمي ل يوز ان يدرك اصل وقال بعضهم يوز ان
يدرك وقال ضرار بن عمرو يدرك ذلك عند الرؤية باسة سادسة ونفس السألة من مارات العقول وتصور
الخص من مارات العقول ،فيقال هذا وما أشبهه هو الذي يقال ف هذا القام من جهة من يفرق بي بعض
الصفات وبعض كما يفرق بي الصفة والقدر من تدبره علم انه ل يكن الفرق ،وذلك من وجوه ،احدها ان
ما ذكره ليس فيه جواب عن اللزام والعارضة فإنم عارضوه بإثبات صفات متعددة سواء كانت ثانيا أو أكثر
أو اقل فإن اختصاص الصفات بعدد من العداد كاحتصاص الذات بقدر من القدار واذا كان السمى ل
يسمى ذلك عددا فمنازعه ل يسمى الخر قدرا وليس الكلم ف الطلقات اللفظية بل ف العان العقلية وما
زاد على ذلك سواء نفي ثبوته او نفي
العلم به ل يضر فإن السؤال قائم إل أن يثبت الثبت صفات ل ناية لعددها وهذا ينقض قاعدة من
يقول إنه ل يوجد ما ل ناية له وإل فإذا أثبت الصفات متناهية كانت العارضة متوجهة سواء عرف عددها أو
ل يعرف وتفريق من فرق بي الصفات الذاتية والعرضية بأن هذه تفتقر إل فاعل دون الخرى ل يصح لن
هذا إنا ييء على قول من يقول الاهيات غي مفعولة ول معولة كما يقول ذلك من يقوله من التفلسفة
ونوهم وإل فأهل السنة ومتكلموهم متفقون على أن حقائق جيع الخلوقات ملوقة مصنوعة بل ليس لا
حقيقة ف الارج إل ما هو موجود ف الارج وما سوى ذلك فإنا هو الصورة العلمية وما ف الذهان من
ذلك فال تعال هو الذي جعله فيها وال سبحانه هو الذي خلق فسوى وهو الذي قدر فهدى وهو الذي خلق
النسان من علق وهو الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم وهو الذي خلق النسان علمه البيان ،فقوله
الصفات الذاتية ل تثبت للشيء مضافة إل الفاعل قول باطل بل صفة كل موصوف ملوق مضافة إل ال تعال
فإنه خلق كل موصوف بصفاته وليس ف الخلوق شيء ل من ذاته ول من صفاته إل وال تعال خلقه
وأبدعه ،وأيضا فكل صفة لزمة لوصوفها ل يكون الوصوف إل با فإن كان مفتقرا إل الفاعل فالفاعل فعله
بصفاته وإن كان غنيا عن
الفاعل استغن بصفاته عن الفاعل وتسمية أهل النطق لبعضها ذاتيا ولبعضها عرضيا ل ينع اشتراكها ف
هذا الكم ،وقول القائل لو قدر صفة زائدة على الثمان لكان صفة كمال او نقص إنا يفيده نفي ما زاد على
الثمان وهذا ل يضر العارض بل يقوي معارضته فإن تصيص الصفات بإثبات ثان دون ما زاد ونقص
تصيص بقدر وعدد فإن كان كل متص يفتقر إل مصص مباين للموصوف فالسؤال قائم فإن قال القائل
هذه الصفات على هذا الوجه من لوازم الذات ل تفتقر إل موجب غي الذات قيل له فهكذا مورد الناع
وبطل ما ذكرته من اختصاص كل موصوف بصفات ومقدار يفتقر إل مصص منفصل عنه ،الوجه الثان ان
ما ذكره من الكلم ف أخص وصف هو أيضا لزم لم كما أن ما ذكره ف الصفات هو أيضا لزم لم فإن
هذا معارضة باختصاص القيقة ف نفسها وذلك معارضة باختصاصها ببعض الصفات دون بعض وبعدد من
الصفات دون ما زاد وسواء قيل بإثبات اخص وصف او ل يقل فإنه ل بد من ذات متميزة بنفسها عما سواها
،الوجه الثالث ان يقال اهل الثبات للصفات لم فيما زاد على الثمانية ثلثة أقوال معروفة احدها إثبات
صفات أخرى كالرضى والغضب والوجه واليدين والستواء وهذا قول ابن كلب والارث
الحاسب وأب العباس القلنسي والشعري وقدماء اصحابه كأب عبد ال بن ماهد وأب السن بن
مهدي الطبي والقاضي أب بكر بن الطيب وامثالم وهو قول أب بكر بن فورك وقد حكى إجاع اصحابه
على إثبات الصفات البية كالوجه واليد وهو قول أب القاسم القشيي وأب بكر البيهقي كما هو قول
القاضي أب يعلي وابن عقيل والشريف أب علي وابن الزاغون وأب السن التميمي واهل بيته كابنه أب الفضل
ورزق ال وغيهم كما هو قول سائر النتسبي إل اهل السنة والديث وليس للشعري نفسه ف إثبات صفة
الوجه واليد والستواء وتأويل نصوصها قولن بل ل يتلف قوله انه يثبتها ول يقف فيها بل يبطل تأويلت من
ينفيها ولكن ابو العال وأتباعه ينفونا ث لم ف التأويل والتفويض قولن فأول قول أب العال التأويل كما
ذكره ف = الرشاد وآخرها التفويض كما ذكره ف الرسالة النظامية وذكر إجاع السلف على النع من
التأويل وأنه مرم
،وأما ابو السن وقدماء اصحابه فهم من الثبتي لا وقد عد القاضي ابو بكر ف التمهيد والبانة له
الصفات القدية خس عشرة صفة ويسمون هذه الصفات الزائدة على الثمانية الصفات البية وكذلك غيهم
من أهل العلم والسنة مثل ممد بن جرير الطبي وأمثاله وهو قول أئمة أهل السنة والديث من السلف
وأتباعهم وهو قول الكرامية والسالية وغيهم ،وهذا القول هو القول العروف عند متكلمة الصفاتية ل يكن
يظهر بينهم غيه حت جاء من وافق التعتزلة على نفيها وفارق طريقة هؤلء وأصل هؤلء أنم يثبتون الصفات
بالسمع وبالعقل بلف من اقتصر على الثمانية فإنه ل يثبت صفة إل بالعقل وقد أثبت طائفة منهم بعضها
بالعقل كما أثبت ابو اسحق السفرايين صفة اليد بالعقل وكما يثبت كثي من الحققي صفة الب والبغض
والرضى والغضب بالعقل
،القول الثان قول من ينفي هذه الصفات كما ذكره الشهرستان وغيه وهو أضعف القوال فإن
عمدته انه لو كان ل صفة غي ذلك لوجب ان ينصب عليها دليل نعلمه ول ينصب فل صفة له وكلتا
القدمتي باطلة فإن دعوى الدعي انه لبد ان ينصب ال تعال على كل صفة من صفاته دليل باطل ودعواه انه
ل ينصب دليل إل نعلمه هو أيضا باطل كما قد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع فإن هذه القاعدة
إنا هي معدة لمل القاصد ،والثالث قول الواقفة الذين يوزون إثبات صفات زائدة لكن يقولون ل يقم
عندنا دليل على نفي ذلك ول اثباته وهذه طريقة مققي من ل يثبت الصفات البية وهذا اختيار الرازي
والمدي وغيها ،وأئمة أهل السنة والديث من أصحاب الئمة الربعة وغيهم يثبتون الصفات البية لكن
منهم من يقول ل نثبت إل ما ف القرآن والسنة التواترة وما ل يقم دليل قاطع على اثباته نفيناه كما يقوله ابن
عقيل وغيه احيانا ومنهم من يقول بل نثبتها بأخبار الحاد التلقاة بالقبول ومنهم من يقول نثبتها بالخبار
الصحيحة مطلقا ومنهم من يقول يعطي كل دليل حقه فما كان قاطعا ف الثبات قطعنا بوجبه وما كان
راجحا ل قاطعا قلنا بوجبه فل
نقطع ف النفي والثبات إل بدليل يوجب القطع واذا قام دليل يرجح أحد الانبي بينا رجحان أحد
الانبي وهذا أصح الطرق ،وكثي من الناس قد يظن صحة أحاديث فإما ان يتأولا او يقول هي مثل غيها
من الخبار وتكون باطلة عند أئمة الديث ،ومن الخبار ما يكون ظاهره يبي الراد به ل يتاج إل دليل
يصرفه عن ظاهره ولكن يظن قوم انه ما يفتقر إل تأويل كقوله ،الجر السود يي ال ف الرض فمن
صافحه وقبله فكأنا صافح ال وقبل يينه ،فهذا الب لو صح عن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن ظاهره ان
الجر صفة ل بل هو صريح ف أنه ليس صفة ل لقوله يي ال ف الرض فقيده ف الرض ولقوله فمن
صافحه فكأنا صافح ال والشبه ليس هو الشبه به واذا كان صريا ف انه ليس صفة ال ل يتج إل تأويل
يالف ظاهره ونظائر هذا كثية ما يكون ف الية
والديث ما يبي انه ل يرد به العن الباطل فل يتاج نفي ذلك إل دليل منفصل ول تأويل يرج اللفظ
عن موجبه ومقتضاه ،واذا كان كذلك فالعارضة بالصفات ثابتة على كل قول من القوال الثلثة إذ ل بد
فيها من اختصاص فإن كان كل متص يفتقر إل مصص مباين لزم افتقار صفات ال تعال إل مباين له ،ث
رأيت ابا السن المدي قد ذكر هذا الدليل الذي ذكره الشهرستان وبي ضعفه ف كتابه السمى بغاية الرام
ف علم الكلم فقال ف مسألة نفي العلو وتوابع ذلك وقد سلك بعض الصحاب ف الرد على هؤلء طريقا
شامل فقال لو كان الباري مقدرا بقدر متصورا بصورة متناهيا بد وناية متصا بهة متغيا بصفة حادثة ف
ذاته لكان مدثا إذ العقل الصريح يقضي بأن القادير ف تويز العقل متساوية فما من مقدار وشكل يقدر ف
العقل إل ويوز ان يكون مصوصا بغيه فاختصاصه با اختص به من مقدار او شكل او غيه يستدعي
مصصا ولو استدعى مصصا لكان الباري مدثا ،قال المدي لكن هذا السلك ما ل يقوى وذلك
انه وان سلم ان ما يفرض من القادير والهات وغيها مكنة ف انفسها وان ما وقع منها ل بد له من
مصص لكن إنا يلزم ان يكون الباري حادثا أن لو كان الخصص خارجا عن ذاته ونفسه ،ولعل صاحب
هذا القول ل يقول به وعند ذلك فل يلزم أن يكون الباري تعال حادثا ول موجا إل غيه اصل فإن قيل ان
ما اقتضاه بذاته ليس هو أول من غيه لتساوي الميع بالنسبة اليه ف جهة القتضاء فهو نو اللف ولعل
الصم قد ل يسلم تساوي النسبة ف جهة القتضاء إل ان يقدر انه ل اختلف بي هذه المكنات ول مالة ان
بيان ذلك متعذر جدا كيف وأنه يتمل ان ينتهج الصم ف تصيص هذه الصفات الثابتة للذات منهج أهل
الق ف تصيص سائر المكنات وبه درء اللزام ،ث استدل على هذه السألة با هو أضعف من هذا وهو ان
البناء على ذلك مستلزم لكونه جوهرا والواهر متماثلة وقد عرف ما ف هذين الصلي من النازعات اللفظية
والعنوية ف غي هذا الوضع
والمدى نفسه قد بي بطلن قول من جعل الواهر متماثلة ،وما ينبغي ان يعرف ف مثل هذه السائل
النازعات اللفظية فإن القائل إذا قال التخصيص يفتقر إل مخصص والتقدير إل مقدر كان بنلة من يقول
التحريك يفتقر إل مرك وامثال ذلك وهذا ل ريب فيه فإن التخصيص مصدر خصص يصص تصيصا
وكذلك التقدير والتكليم ونو ذلك ومصدر الفعل التعدى ل بد له من فاعل يتعدى فعله فإذا قدر مصدر
متعد بل فاعل يتعدى فعله كان متناقضا بلف ما إذا قيل الختصاص يفتقر إل مصص والقدار إل مقدر
ونو ذلك فان هذا ليس ف الكلم ما يدل عليه لن الذكور إما مصدر فعل لزم كالختصاص ونوه او اسم
ليس بصدر كالقدار وكل من هذين ليس ف الكلم ما يوجب افتقاره إل فاعل يتعداه فعله فإذا قيل الوصوف
الذي له صفة وقدر قد اختص بصفة وقدر فل بد له من مصص ل يكن ف هذا الكلم ما يدل على افتقاره
إل مصص مباين له يصصه بذلك بلف ما إذا قيل إذا خص بصفة او قدر فل بد له من مصص فإن هذا
كلم صحيح ،والناطقون من اهل النظر وغيهم إذا قصدوا العان فقد ل يراعون مثل هذا بل يطلقون اسم
الفعول على ما ل يعلم ان له فاعل فيقول احدهم هذا مصوص بذه الصفة والقدر والخصوص ل بد له من
مصص فإذا اخذ الخصوص على انه اسم مفعول فمعلوم انه
ل بد له من فاعل يتعدى فعله واذا اخذ على ان القصود اختصاصه بذلك الوصف كان هذا ما يفتقر
إل دليل وهذا مثل الوجود فإنه ل يقصد به ان غيه اوجده بل يقصد به الحقق الذي هو بيث يوجد فكثي
من الفعال الت بنيت للمفعول واسم الفعول التابع لا قد كثر ف الستعمال حت بقي ل يقصد به قصد فعل
حادث له فاعل أصل بل يقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الملة ،وكثي من الفاظ النظار من هذا الباب
كلفظ الوجود والخصوص والؤلف والركب والحقق فإذا قالوا ان الرب تعال مصوص بصائص ل يشركه
فيها غيه او هو موجود ل يريدوا ان أحدا غيه خصه بتلك الصائص ول ان غيه جعله موجودا ،وبسب
ذلك تد جاعات غلطوا ف هذا الوضع ف مثل هذه السالة إذا قيل البارى تعال مصوص بكذا وكذا او
متص بكذا وكذا قالوا فالخصوص ل بد له من خصه بذلك والخصص ل بد له من مصص خصصه بذلك ،
والناس قد يبحثون عن اختصاص الشيء بأمور قبل بثهم هل هي من نفسه او من غيه ويعلمون ويقولون انه
مصوص بذلك وقد خص بذا واختص به ونو ذلك
،ونظي ذلك ماذكره ابو حامد ف تافت الفلسفة لا رد عليهم مذهبهم ف نفي الصفات وبي انه ل
دليل لم على نفيها وتكلم ف ذلك بكلم حسن بي فيه ما احتجوا به من اللفاظ الجملة البهمة كلفظ
التركيب فانم جعلوا إثبات الصفات تركيبا وقالوا مت اثبتنا معن يزيد على مطلق الوجود كان تركيبا وادخلوا
ف مسمى التركيب خسة انواع ،أحدها انه ليس له حقيقة إل الوجود الطلق لئل يكون مركبا من وجود
وماهية ،والثان ليس له صفة لئل يكون مركبا من ذات وصفات ،والثالث ليس له وصف متص ومشترك
لئل يكون مركبا ما به الشتراك وما به المتياز لتركب النوع من النس والفصل او من الاصة والعرض العام
،الرابع انه ليس فوق العال لئل يكون مركبا من الواهر الفردة وكذلك ل يكون مركبا من الادة والصورة
فل يكون مركبا تركيبا حسيا كتركب السم من الواهر النفردة ول عقليا كتركبه من الادة والصورة ،
وهذان نوعان بما يصي خسة وهذه الطريقة هي طريقة
ابن سينا فإنه زعم ان نفس الوجود إذا كان يستلزم وجودا واجبا فالوجود الواجب له هذه الصائص
النافية لذه الصفات ويقول ليس له اجزاء حد ول اجزاء كم وهذا مراده ،واما قدماء الفلسفة فلم يكونوا
يثبتون واجب الوجود بذه الطريقة بل بطريقة الركة فلما جاء ابن رشد الفيد يعترض على أب حامد فيما
ذكره ل يكنه النتصار لبن سينا بل بي ان هذه الطريقة الت سلكها ضعيفة كما ذكر ابو حامد واحتج هو
بطريقة اخرى ظن انا قوية وهي اضعف من طريقة ابن سينا فان ابا حامد لا ذكر القول الضاف إل الفلسفة
كابن سينا وامثاله وذكر انم ينفون تلك النواع المسة قال ومع هذا فانم يقولون للبارى تعال انه مبدأ
واول وموجود وجوهر واحد وقدي وباق وعال وعاقل وعقل ومعقول وفاعل وخالق ومريد وقادر وحي
وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ وجواد وخي مض وزعموا ان كل ذلك عبارة عن معن واحد لكثرة فيه
،قال وهذا من العجائب وهم يقولون ذات البدأ الول واحد وانا تكثر الساء باضافته إل شيء او
اضافة شيء اليه او سلب شيء عنه والسلب والضافة ل يوجب كثرة ف ذات السلوب عنه ولكن الشأن ف
رد هذه كلها إل السلوب والضافات وذكر تام قولم ،قال ابو حامد فيقال لم ب عرفتم استحالة الكثرة من
هذا الوجه وأنتم مالفون من جيع السلمي سوى العتزلة فما البهان عليه فان قول القائل الكثرة مال ف
واجب الوجود مع كون الصفات الوصوفة واحدة يرجع إل انه يستحيل كثرة الصفات فيه وفيه الناع وليس
استحالته معلوما بالضرورة ولم مسلكان أحدها ان كل واحد من الصفة والوصوف ان كان مستغنيا
عن الخر فهما واجبا الوجود وان كان مفتقرا اليه فل يكون واحد منهما واجب الوجود وان احتاج أحدها
إل الخر فهو معلول والخر هو الواجب وايهما كان معلول افتقر إل سبب فيؤدي إل ان ترتبط ذات واجب
الوجود بسبب ،قال ابو حامد الختار من هذه القسام هو الخي ولكن ابطالكم القسم الول ل دليل لكم
عليه فان برهانكم عليه إنا يتم بنفي الكثرة من هذه السالة فكيف تنبن هذه السالة على تلك ،قلت الواب
عن هذه الجة يكن بوجوه ،أحدها ان يقال قولكم إما ان يكون أحدها متاجا إل الخر واما ان يكون
مستغنيا عنه تريدون بالحتياج حاجة الفعول إل فاعله او مطلق التلزم وهو كون أحدها ل يوجد إل بالخر
ام قسم ثالث
،فإن أردت الول ل يكن أحدها متاجا إل الخر بل غنيا عن كونه فاعل له ول يلزم أن يكونا
واجب الوجود بعن أن كل منهما هو الواجب بنفسه البدع للمكنات ،وإن قيل إن كل منهما واجب
الوجود بعن أنه ل مبدع له ،قيل نعم ول نسلم امتناع تعدد مسمى واجب الوجود بذا التفسي وإنا يتنع
تعدده بالتفسي الول فإن الدلة قامت على أن خالق المكنات رب واحد ل تقم على نفي صفاته بل كل من
صفاته اللزمة له قدي أزل متنع عدمه ليس له فاعل فإذا عب عن هذا العن بأنه واجب الوجود فهو حق وإن
عن بواجب الوجود ما ليس ملزما لغيه فليست الذات وحدها واجبة الوجود ول الصفات بل الواجب
الوجود هو الذات التصفة بصفاتا اللزمة لا ل سيما وهم يقولون إنا مستلزمة للمعلول فامتناع ذلك على
أصلهم أبلغ وقد عرف أن كل من الصفات الذاتية ملزمة للخرى والصفات ملزمة للذات وليس كل منهما
مبدعا للخر ،وإن قلتم كل منهما متاج إل الخر بعن أنه ملزم له ل يلزم من كونه ملزما أن يكون
معلول ،وهذا الواب الثان وهو أن يقال ما تعن بواجب الوجود
أتعن به ما ل فاعل له أو تعن به القائم بنفسه الذي ل فاعل له ،فإن عنيت الول ل يتنع أن يكون
كل من الصفات والذات واجب الوجود بذا التفسي ول يدل على امتناع تعدد الواجب بذا التفسي دليل
كما ل يدل على امتناع تعدد القدي بذا التفسي دليل وإنا دل الدليل على أنه ل إله إل ال وأن ال رب
العالي واحد ل شريك له وهو التوحيد الذي دل عليه الشرع والعقل ،فأما نفي الصفات وتسمية ذلك
توحيدا فهو مالف للشرع والعقل ،وإن أراد بواجب الوجود القائم بنفسه الذي ل فاعل له كانت الذات
واجبة الوجود وهي بالصفة واجبة الوجود ول تكن الصفة وحدها واجبة الوجود ،وإن أريد باجة كل من
الصفة والوصوف إل الخر التلزم اختي إثبات ذلك ول يلزم من ذلك كون أحدها معلول الخر فإن
التضايفي متلزمان وليس أحدها معلول الخر وإن أريد بذلك كون أحدها فاعل اختي نفي الاجة بذا
التفسي وهو القسم الول وهو أنه ليس أحدها متاجا إل الخر
،وإن أريد أن أحدها مل للخر اختي جواب الغزال وهو أن الصفة متاجة إل الذات من غي عكس
،وعلى هذا فقول القائل إن أحدها معلول للخر إن أراد به أن أحدها فاعل للخر فهو باطل فإنه ل يب
من قيام الصفة بالوصوف أن يكون الوصوف فاعل للصفة بل المر بالعكس فإن الفعول يتنع أن يكون من
باب الصفات اللزمة للموصوف ،وإن أريد يذلك أن يكون أحدها قابل للخر فل امتناع ف ذلك وإن قيل
بل إن الحل علة للحال ،واعلم أن هذه الجة وأمثالا إنا نشأت الشبهة فيها من جهة أن ألفاظها مملة فلفظ
العلة يراد به العلة الفاعلة والعلة القابلة ولفظ الاجة إل الغي يراد به اللزم للغي ويراد به حاجة الشروط إل
شرطه ويراد به حاجة الفعول إل فاعله ،وإذا عرف هذا فالصفات اللزمة مع الذات متلزمة وليس أحدها
فاعل للخر بل الذات مل للصفات وليس الواحد منهما علة فاعلة بل الوصوف قابل للصفات وهذا ل
امتناع فيه بل هو الذي يدل عليه صريح العقول وصحيح النقول ،لكن الغزال ل يب إل بواب واحد
ومضمون كلمهم أنم ف جيع كلمهم ف نفي الصفات ينتهي أمرهم إل أن هذا
تركيب والركب مفتقر إل جزئه والفتقر إل غيه ل يكون واجبا بنفسه لنه متاج ،فقال لم أبو
حامد نن نتار أن يقال الذات ف قوامها غي متاجة إل الصفات والصفات متاجة إل الوصوف كما ف
حقنا فبقي قولكم إن الحتاج إل غيه ل يكون واجب الوجود فيقال إن أردت بواجب الوجود أنه ليس له علة
فاعلية فلم قلتم ذلك ول استحال أن يقال كما أن ذات واجب الوجود قدي ل فاعل له فكذلك صفته قدية
معه ول فاعل لا وإن أردت بواجب الوجود أن ل يكون له علة قابلية فهو ليس بواجب الوجود على هذا
التأويل ولكنه قدي مع هذا ول فاعل له فما الحيل لذلك فإن قيل واجب الوجود الطلق هو الذي ليس له علة
فاعلية ول قابلية فإذا سلم أن له علة قابلية فقد سلم كونه معلول قلنا تسمية الذات القابلة علة قابلية من
اصطلحكم والدليل ل يدل على ثبوت واجب الوجود بكم اصطلحكم إنا دل على إثبات طرف
ينقطع به تسلسل العلل والعلولت ول يدل على هذا القدر وقطع التسلسل يكن بواحد له صفات قدية ل
فاعل لا كما أنه ل فاعل لذاته ولكنها تكون متقررة ف ذاته ،قال ابن رشد يريد أنه إذا وضع لم هذا القسم
من القسام الت استعملوا ف إبطال الكثرة آل المر معهم إل أن يثبتوا أن واجب الوجود ليس يكن أن يكون
مركبا من صفة وموصوف ول أن تكون ذاته ذات صفات كثية وهذا شيء ليس يقدرون عليه بسب أصولم
ث أخذ يبي أن الحال الذي راموا أن يلزموه على تقدير هذا القسم ليس بلزم قال فيقال لم إن أردت بواجب
الوجود أنه ليس له علة فاعلية فلم قلتم ذلك أي فلم قلتم بامتناع كونه موصوفا بالصفات ول استحال
أن يقال كما أن ذات واجب الوجود قدي ل فاعل له فكذلك صفاته قدية ل فاعل لا ،قال ابن رشد
وهذا كله معاندة لن سلك ف نفي الصفات طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود بذاته وذلك أنم يفهمون
ف المكن الوجود المكن القيقي ويرون أن كل ما دون البدأ الول هو بذه الصفة وخصومهم من الشعرية
يسلمون هذا ويرون أن كل مكن فله فاعل وأن التسلسل ينقطع بالنتهاء إل ما ليس مكنا ف نفسه فإذا سلم
لم هذه ظن با أنه يلزم عنها أن يكون الول الذي انقطع عنده المكان ليس مكنا فوجب أن يكون بسيطا
غي مركب لكن للشعرية أن يقولوا إن الذي ينتفي عنه المكان القيقي ليس يلزم أن يكون بسيطا وإنا يلزم
أن يكون قديا فقط ل علة فاعلية له فلذلك ليس عند هؤلء برهان على ان الول بسيط من طريقة واجب
الوجود
،قال أبو حامد فإن قيل فإذا أثبتم ذاتا وصفة وحلول للصفة بالذات فهو مركب وكل تركيب يتاج
إل مركب ولذلك ل يز أن يكون الول جسما لنه مركب قلنا قول القائل كل مركب يتاج إل مركب
كقوله كل موجود يتاج إل موجد فيقال له الول قدي موجود ل علة له ول موجد ،فكذلك يقال موصوف
قدي ول علة لذاته ول لصفته ول لقيام صفاته بذاته بل الكل قدي بل علة وأما السم فإنا ل يز أن يكون هو
الول لنه حادث من حيث أنه ل يلو عن الوادث ومن ل يثبت له حدوث السم يلزمه أن تكون العلة
الول جسما كما سنلزمه عليكم فيما بعد ،قال ابن رشد معترضا على أب حامد التركيب ليس هو
مثل الوجود لن التركيب هو مثل التحريك أعن صفة انفعالية زائدة على ذات الشياء الت قبلت
التركيب والوجود هو صفة هذه الذات بعينها وأيضا الركب ليس ينقسم إل مركب من ذاته ومركب من
غيه فيلزم أن ينتهي المر إل مركب قدي كما ينتهي المر ف الوجودات إل موجود قدي وأيضا فإذا كان
المر كما قلنا من أن التركيب أمر زائد على الوجود فلقائل أن يقول إن كان يوجد مركب من ذاته فسيوجد
متحرك من ذاته وإن وجد متحرك من ذاته فسيوجد العدوم من ذاته لن وجود العدوم هو خروج ما بالقوة
إل الفعل وكذلك المر ف الركة والتحرك ،قال والفصل ف هذه السألة أن الركب ل يلو من أن يكون
كل واحد من جزأيه أو أجزائه الت تركب منها شرطا ف وجود صاحبه بهتي متلفتي أو ل يكون شرطا أو
يكون أحدها
شرطا ف وجود الثان والثان ليس شرطا ف وجود الول فأما الول فل يكن أن يكون قديا لن
التركيب نفسه شرط ف وجود الجزاء فل يكن أن تكون الجزاء علة التركيب ول التركيب علة نفسه إل لو
كان الشيء علة نفسه وأما الثان إذا ل يكن واحد منهما شرطا ف وجود صاحبه فإن أمثال هذه إذا ل يكن ف
طباع أحدها أن يلزم الخر فإنا ليست تتركب إل بركب خارج عنها وإن كان أحدها شرطا ف وجود
الخر من غي عكس كالال ف الصفة والوصوف الغي جوهرية فإن كان الوصوف قديا ومن شأنه أن ل
تفارقه الصفة فالركب قدي وإذا كان هذا هكذا فليس يصح إن جوز موز وجود مركب قدي أن يبي على
طريق الشعرية أن كل جسم مدث لنه إن وجد مركب
قدي وجدت أعراض قدية أحدها التركيب لن أصل ما يبنون عليه وجوب حدوث العراض أنه ل
تكون الجزاء الت تركب منها السم إل بعد الفتراق فإذا جوزوا مركبا قديا أمكن أن يوجد اجتماع ل
يتقدمه افتراق وحركة ل يتقدمها سكون وإذا جاز هذا أمكن أن يوجد جسم ذو أعراض قدية ول يصح لم
أن ما ل يلو عن الوادث حادث ،قلت ما ذكره أبو حامد مستقيم مبطل لقول الفلسفة وما ذكره ابن رشد
إنا نشأ من جهة ما ف اللفظ من الجال والشتراك وكلمه ف ذلك أكثر مغلطة من كلم ابن سينا الذي أقر
بفساده وضعفه ،وذلك أن هؤلء قالوا لب حامد والثبتي إذا أثبتم ذاتا وصفة وحلول للصفة بالذات فهو
مركب وكل مركب يتاج إل مركب ،قال لم قول القائل كل مركب يتاج إل مركب كقول القائل كل
موجود يتاج إل موجد ،ومقصوده بذلك أن هذا العن الذي سيتموه تركيبا ليس معن كونه مركبا إل كون
الذات موصوفة بصفات قائمة با ليس معناه أنه كان هناك شيء متفرق فركبه مركب بل ول هناك شيء يقبل
التفريق فإن الكلم إنا هو ف إثبات صفات واجب الوجود اللزمة له كالياة والعلم
والقدرة وإذا كانت هذه الصفات لزمة للموصوف القدي الواجب الوجود بنفسه ل يكن أن تفارقه
ول أن توجد دونه ول يوجد إل با فليس هناك شيئان كانا مفترقي فركبهما فركب ،ولفظ الركب ف
الصل اسم مفعول لقول القائل ركبته فهو مركب كما تقول فرقته فهو مفرق وجعته فهو ممع وألفته فهو
مؤلف وحركته فهو مرك ،قال ال تعال ،ف أي صورة ما شاء ركبك ،سورة النفطار 8يقال ركبت
الباب ف موضعه ،هذا هو الركب ف اللغة لكن صار ف اصطلح التكلمي والفلسفة يقع على عدة معان
غي ما كان مفترقا فاجتمع كما يقول أحدهم السم إما بسيط وإما مركب يعنون بالبسيط الذي تشتبه
أجزاؤه كالاء والواء وبالركب ما اختلفت كالنسان وقد يقولون كل جسم مركب من أجزائه لن هذا الزء
غي هذا الزء وإن كانوا يعتقدون أنه ل يتفرق قط وأنه ل يزل كذلك ويتنازعون هل السم مركب من
الواهر النفردة أو من اليول والصورة أم ليس مركبا من واحد منهما مع اتفاقهم على أنه من الجسام ما ل
تكن أجزاؤه مفترقة فتركبت وقد يعنون بالركب الركب من الصفات كما يقولون النسان مركب
من النس والفصل وهو اليوان الناطق وهاتان الصفتان ل تفارق إحداها الخرى ول يكن وجود الناطق إل
مع اليوان ول يكن وجود حيوان إل مع ناطق أو ما يقوم مقامه كالصاهل ونوه ،فأبو حامد وأمثاله خاطبوا
هؤلء بلغتهم ف أن الوصوف بصفة لزمة له يسمى مركبا وقالوا لم قلتم إن مثل هذا العن الذي سيتموه
تركيبا يتنع ف الواجب الوجود فقولم إن كل مركب مفتقر إل مركب مغلطة نشأت من الجال ف لفظ
مركب فإنم ل يسلموا لم أن هناك تركيبا هو فعل مركب حت يقال إن الركب يفتقر إل مركب بل هناك
ذات موصوفة بصفات لزمة له فإذا قال القائل كل موصوف بصفات لزمة له يفتقر إل مركب ومؤلف يمع
بي الذات والصفات كان قوله باطل فقولم ف هذا الوضع كل مركب يفتقر إل مركب من هذا الباب ،
وكذلك إذا قيل كل مؤلف يفتقر إل مؤلف كما يستعمل مثل هذا الكلم غي واحد من الناس ف نفي معان
ساها مسم تأليفا وتركيبا فجعل الستدل يستدل بجرد إطلق اللفظ من غي نظر إل
العن العقلي فيقال لن سى مثل هذا تركيبا وتأليفا أتعن بذلك أن هنا شيئا فعله مركب ومؤلف أو أن
هنا ذاتا موصوفة بصفات ،أما الول فممنوع فإنه ليس ف خلق ال من يقول إن صفات ال اللزمة له متوقفة
على فاعل يؤلف ويركب بي الذات والصفات ،وإن عنيت الثان فمسلم ول دليل لك على ان الذات القدية
الواجبة الستلزمة للصفات تفتقر إل من يركب صفاتا فيها فلهذا قال أبو حامد هذا كقول القائل كل موجود
يفتقر إل موجد ولو قال إل واجد لكان أقرب إل مطابقة اللفظ ،وهذا صحيح فإن الوجود اسم مفعول من
وجد يد فهو واجد فإذا قال القائل كل موجود يفتقر إل واجد أو موجد نظرا إل اللفظ كان كقوله كل
مركب يفتقر إل مركب نظرا إل اللفظ ولكن لفظ الوجود إنا يراد به ما كان متحققا ف نفسه ل يعن به ما
وجده أو أوجده غيه كما أنم يعنون بالركب هنا ما كان متصفا بصفة قائمة به أو كان فيه معان متعددة
وكثرة ل يعنون به ما ركبه غيه فالذي جرى لؤلء الغالطي ف لفظ التأليف والتركيب كما جرى لشباههم
ف لفظ التخصيص والتقدير فإن الباب واحد فليتفطن اللبيب لذا فإنه يل عنه شبهات كثية
،وأما اعتراض ابن رشد على أب حامد بقوله ليس الركب مثل الوجود بل مثل التحريك ،فجوابه
من وجوه ،أحدها أن يقال ليس الكلم ف الوازنات اللفظية بل ف العان العقلية والقصود هنا أن الذات
القدية الواجبة الوصوفة بصفات ل يب أن يكون لا جامع منفصل جع بي الذات والصفات كما أن
الوجود الحقق ل يفتقر إل موجود غي نفسه بل قد يكون موجودا بنفسه ل يفتقر إل فاعل كذلك اتصافها
بالصفات ل يفتقر إل فاعل ،الثان أن يقال وهب أن هذا مثل التحريك ف اللفظ فقولك هي صفة انفعالية
زائدة على ذات الشياء الت قبلت التركيب إن عنيت أنا زائدة على الذات والصفة وقيام الصفة بالذات فهذا
باطل وإن عنيت أنا هي قيام الصفة بالذات أو هي الصفة القائمة بالذات فليس ف ذلك ما يوجب كونا
انفعالية لا فاعل مباين للموصوف ،الثالث أن التحريك إن عن به تريك الشيء لغيه فليس هذا نظي مورد
الناع فإن أحدا ل يسلم أن ف الذات القدية الوصوفة بصفاتا اللزمة شيئا ركبه أحد وإن عن به مطلق
الركة صار معن
الكلم أن اتصاف الذات بالصفات كاتصافها بالركات وليس ف واحد منهما ما يقتضي احتياج
الوصوف إل مباين له ،وأما قوله ليس ينقسم المر إل مركب من ذاته ومركب من غيه حت ينتهي المر
إل مركب قدي كما ينتهي المر ف الوجودات إل موجود قدي ،فيقال له بل هؤلء السلمون كأب حامد
وأمثاله لا خاطبوكم باصطلحهم وأنتم جعلتم قيام الصفة بالوصوف تركيبا فإنم يقولون بسب اصطلحكم
إنه ينقسم إل مركب من ذاته ومركب من غيه ،وحقيقة المر أن ثبوت الصفات إن سيتموه تركيبا ل نسلم
لكم عدم انقسام الركب إل قدي واجب ومدث مكن وإن ل تسموه تركيبا بطل أصل كلمكم ولكن أنتم
سيتم هذا تركيبا ونفيتموه فلهذا قلتم ل ينقسم الركب فكان كلمكم منوعا بل باطل ،وأما قوله إن لقائل
أن يقول إن كان يوجد مركب من ذاته فسيوجد متحرك من ذاته وإن وجد متحرك من ذاته فسيوجد معدوم
من ذاته
،فجوابه من وجوه ،أحدها منع القدمة الول فما الدليل على أنه إذا وجدت ذات موصوفة بصفات
لزمة له يلزم أن توجد ذات متحركة بركة منها ليس معه ف ذلك إل مرد الوازنة اللفظية ،الثان أن حقيقة
قوله إن افتقار التركيب إل مركب كافتقار التحريك إل الحرك فإن أخذ ذلك على أن له فاعل فلكل منهما
فاعل وإن أخذ مرد التركيب أخذ مرد التحرك قيل فعلى هذا يكون العن إذا وجد متصف بصفة بنفسه
يوجد فاعل متحرك بنفسه وإذا كان حقيقة كلمه أنه إذا كان متصفا بالصفات من ذاته فسيوجد متصفا
بالفعال من ذاته فيقال له إما أن تكون هذه اللزمة صحيحة وإما أن ل تكون فإن ل تكن صحيحة فليست
بجة وإن كانت صحيحة كانت دليل على ثبوت إفعال ال تعال وكان حقيقتها أنه يلزم من ثبوت الصفات
القائمة به ثبوت الفعال القائمة به فأي مذور ف هذا إذا كانت اللزمة صحيحة ،الثالث قوله وإن وجد
متحرك من ذاته فسيوجد العدوم من ذاته لن وجود العدوم هو خروج ما هو بالقوة إل الفعل
وكذلك المر ف الركة والتحرك وليس كذلك الوجود لنه ليس صفة زائدة على الذات فكل
موجود ل يكن وقتا موجودا بالقوة ووقتا موجودا بالفعل فهو موجود بذاته والتحرك وجوده إنا هو مع القوة
الحركة فلذلك احتاج كل متحرك إل مرك ،فيقال القن بقولك فسيوجد العدوم من ذاته أي نفس ما كان
معدوما يوجد من الذات العدومة ام تعن به ان الركة توجد من الذات التحركة ،إما الول فغي معقول فان
العدوم ليس له وجود أصل حت يعقل ان يوجد منه ذاته او غي ذاته ووجوده موجود من غي موجود متنع
بضرورة العقل وكون العدوم يوجد بنفسه معلوم البطلن بالبديهة وإن عنيت الثان فاللزم واللزوم واحد فإن
التحرك من ذاته توجد حركته العدومة من ذاته ،وقول القائل انه إذا جاز هذا جاز وجود العدوم من الذات
العدومة منوع بل باطل معلوم البطلن ،وقوله لن وجود العدوم هو خروج ما بالقوة إل الفعل وكذلك
المر ف الركة والتحرك فيقال له غاية هذا انما يشتركان ف امر من المور فمن أين يلزم إذا اشتركا ف امر
ما ان يشتركا ف غيه مع ظهور الفرق فان قوله
وجود العدوم هو خروج ما بالقوة إل الفعل ل يوز ان يراد به ان نفس العدوم كان فيه قوة هي مبدأ
وجوده فإن العدوم ليس ف شيء ول فيه شيء ،وانا يقال ان ما منه وجد العدوم كان فيه قوة وجوده كما
ف النطفة قوة ان تصي علقة وف البة قوة أن تصي سنبلة وف النواة قوة أن تصي نلة فالذي فيه القوة ليس هو
العدوم واما الركة والتحرك فنفس التحرك فيه قوة هي مبدأ الركة فنظي التحرك الحل الذي وجد فيه ما
كان معدوما من العراض كما يوجد اللون ف التلونات والطعم ف الطعومات والياة ف الحياء فكذلك
الركة ف التحركات فمحل هذه الصفات والركات كان قابل لا وفيه قوة القبول والستعداد لا واما نفس
هذه المور الت كانت معدومة فوجدت فليس فيها من القوة ول غيها شيء ،فقياس القائس وجود العدوم
من ذاته بوجود الركة من التحرك ف غاية الفساد والعلة تكون فاعلة وتكون قابلة فلو قال القائل الوجود او
السم او القائم بنفسه او نو ذلك يقبل الصفات والعراض كالركات ونوها وفيه قوة لذلك فيجب ان
يكون العدوم فيه قبول لقيام الصفات والركات به لكان قوله ف غاية
الفساد فكيف إذا قال إذا كان التحرك فاعل بنفسه لركته وجب ان يكون العدوم فاعل لذاته بل
يقال الفاعل يكن ان يفعل غيه واما فعله لنفسه فممتنع فلو قال إذ كان التحرك يفعل حركة وجب ان يفعل
العدوم حركة لكان باطل فكيف إذا قال وجب ان يفعل نفسه ،وقوله فكل موجود ل يكن وقتا موجودا
بالقوة ووقتا بالفعل فهو موجود بذاته والتحرك وجوده إنا هو مع القوة الحركة فلهذا احتاج كل كتحرك إل
مرك ،فيقال له وهب انه سلم لك ان التحرك وجوده مع القوة الحركة فلم قلت ان الركة تتاج إل مرك
منفصل عنه ،ث يقال لك هل يوز ان يتحرك التحرك بنفسه بعد ان ل يكن متحركا ام ل ،فان اجزت هذا
بطل قولك وجاز وجود التحرك بنفسه قبل الركة وقبل القوة الحركة ،وان قلت ل يوز قيل فحركته
حينئذ إما ان تكون من نفسه واما من غيه فان كانت من نفسه كانت الركة من نفس التحرك وبطل قولك
وان كانت من غيه وكان ذلك الغي متحركا فالقول
فيه كالقول ف الول وان كان غي متحرك لزم وجود حركات غي متوالية عن غي متحرك وهذا قولم
وهو باطل ،وذلك ان اجزاء الركات متعاقبة شيئا بعد شئ فالقتضى لكل من تلك آلجزاء يتنع ان يكون
موجبا تاما ف الزل لنه لو كان كذلك للزم ان يقارنه موجبا فان العلة التامة ل يتأخر عنها معلوها وحينئذ
يلزم كون الحدث قديا وهو متنع او يقال ان كانت العلة التامة تستلزم مقارنة معلوها لزم ذلك وان ل تسلزم
ذلك جاز حدوث الركات التأخرة عن موجب قدي فيجوز أن يتحرك الشيء بعد أن ل يكن متحركا بدون
سبب حادث وهذا يبطل قولكم وإذا ل يكن الوجب التام لا ثابتا ف الزل لزم أن يكون حادثا والقول ف
حدوثه كالقول ف حدوث غيه فيمتنع أن يدث هو أو غيه عن علة تامة قدية فإذا ل يكن ف الفاعل فعل
حادث امتنع أن يصدر عنه شيء حادث فامتنع صدور الركات عن غي متحرك ،وما اعترف به ابن رشد
وغيه من الفلسفة والتكلمي وقال عن إخوانه الفلسفة إن الذي يتمسكون به سببان ،أحدها أن فعل
الفاعل يلزمه التغي وإن كل متغي فله مغي ،والثان أن القدي ل يتغي بضروب من ضروب التغي ،قال وهذا
كله عسي البيان ،قلت وهذا القام وهو حدوث الوادث عن ذات ل
يقوم با حادث ما اعترف حذاقهم بصعوبته وبعده عن العقول كما ذكر ذلك ابن رشد والرازي
وغيها وهؤلء التفلسفة يقولون إن النفس الحركة للفلك يدث لا تصورات وإرادات هي مبدأ الركة
وأن مركها العقل الذي يريد التشبه به أو واجب الوجود الذي يطلب الفلك التشبه به بإخراج ما فيه من
اليون والوضاع وتريك الواجب أو العقل للفلك أو لنفس الفلك كتحريك الحبوب للمحب والشتهى
للمشتهي والعشوق للعاشق ليس من جهة الحرك فعل أصل بل ذلك يبه فيتحرك تشبها به ،وبذا أثبت
أرسطو وأتباعه العلة الول وأن فوق الفلك ما يوجب تريك الفلك ،والكلم على هذا من وجوه ليس
هذا موضع بسطها لكن يقال كون الفلك يتحرك للتشبه بالواجب أو إخراج ما فيه اليون والوضاع كلم ل
دليل عليه بل الدلة الدالة على فساده كثية ليس هذا موضعها
،فنقول هب أن المر كذلك فهذا إنا فيه أنه أثبت العلة الغائية للحركة ،فيقال أين السبب الفاعل
لركة الفلك فإن الركة وإن افتقرت إل غاية مقصودة فتفتقر إل مبدأ فاعل بالضرورة ،فإذا قالوا نفسه
تركه ،قيل لم فما الفاعل لا يدث ف النفس من أسباب الركة كالتصورات والرادات فإن هذه كانت
معدومة ث وجدت بعد العدم فما السبب الفاعل لذه الركة ،فإن قالوا النفس هي الفاعلة لذه الركة فقد
جعلوها متحركة من نفسها وهذا خلف ما قالوه ،وإن قالوا شيئا غيها قيل لم الكلم فيه كالكلم ف
النفس فإنه إن حدث فيه ما ل يدث سئل عن سبب ذلك ،وإن قيل بل الحدث لركة النفس على حال
واحدة أزل وأبدا ،قيل لم فقد لزمكم حدوث حادث بل سبب وقيل لكم ذلك الحرك للنفس إن كان علة
تامة ف الزل وجب وجود معلوله ف الزل فيجب وجود ما حدث للنفس من التصورات والرادات ف الزل
وهذا جع بي النقيضي
،وإن قيل بل حدث له أمر به صار فاعل لا يدث ف النفس سئل عن سبب حدوث ذلك ،وإذا قيل
الادث استعداد النفس لن يفيض عليها من الفعل ما تتصور به وتريد ،قيل فذلك الستعداد حادث والقول
ف سبب حدوثه كالقول ف سبب حدوث غيه فل بد من أحد امرين إما حدوث الوادث بلسبب حادث
واما حدوث الوادث عن متحرك وايهما كان بطل قولم والول يقولون انه معلوم البطلن بالضرورة فيلزمهم
الثان فقد الزم مناظريه ما يلزمه هو اشد منه وتبي به ان قول اوخوانه اشد فسادا فانه قال والذي ل ملخص
للشعرية منه هو انزال فاعل أول وانزال فعل له أول لنم ل يكنهم ان يضعوا ان حالة الفاعل من الفعول
الحدث تكون ف وقت الفعل هي بعينها حالته ف وقت عدم الفعل فهنالك ول بد حالة متجددة ونسبة
،ل تكن وذلك ضرورة إما ف الفاعل او ف الفعول او ف كليهما واذا كان كذلك فتلك الال
التجددة إذا اوجبنا ان لكل حال متجددة فاعل ل بد ان الفاعل لا إما فاعل اخر فل يكون ذلك الفاعل هو
الول ول يكون بنفسه بل بغيه واما ان يكون الفاعل لتلك الال الت هي شرط ف فعله هو نفسه فل يكون
ذلك الفعل الذي فرض صادرا عنه اول أول بل يكون فعله لتلك الال الت هي شرط ف الفعول قبل فعله
الفعول ،قال وهذا لزم كما ترى ضرورة إل ان يوز موز ان من الحوال الادثة ف الفاعلي ما ل يتاج
إل مدث وهذا بعيد إل على قول من يوز ان ههنا اشياء تدث من تلقائها وهو قول الوائل من القدماء
الذين انكروا الفاعل وهو قول بي سقوط بنفسه ،فيقال له انت الزمت مناظريك من اهل الكلم حدوث
حادث بل سبب حادث وذكرت ان هذا متنع بالضرورة وهذا هو القام العروف الذي استطالت به التفلسفة
الدهرية على مناظريهم من اهل
الكلم الاخوذ ف الصل عن الهيمة والقدرية فيقال له انت يلزمك ما هو اشد من هذا وهو حدوث
الوادث بل فاعل وهو الذي ذكرت انه ساقط بي سقوط وذلك ان الوادث الشهودة إن قلت ل فاعل لا
فقد لزمك هذا القول وان قلت لا فاعل قيل لك افعلها بعد ان ل تكن من غي حدوث شيء ف ذاته ام ل
يفعلها حت حدث شيء ف ذاته ،فان قلت بالول قيل لك فهي دائمة اولا ابتداء فان قلت لا ابتداء فهذا قول
منازعيك وان قلت ل ابتداء لا فقد صارت الوادث كلها تدث عن فاعل من غي حدوث شيء فيه وقد
قلت انه ل يكن ان يكون حال الفاعل ف الفعول الحدث وقت الفعل هي بعينها حاله وقت عدم الفعل
فيلزمك ان ل يكون حاله عند وجود حوادث الطوفان هي حالة عند وجود الوادث الت قبله فإن الوادث
متلفة فإن أمكن أن يكون حاله واحدا مع حدوث الوادث الختلفة أمكن ان يكون حاله واحدا مع تدد
الوادث لن الادث الثان كالطوفان فيه من المور ما ل يكن له قبل ذلك نظي فتلك حوادث ل نظي لا ول
فرق بي احداث هذا و احداث غيه و اذا جعل القتضي لذلك تغيات تدث ف الفلك كان الكلم ف
حدوث تلك التغيات العلوية كالكلم ف حدوث التغيات السفلية
،وان قلت بل حدث اوجب هذه الوادث ،قيل لك الفاعل له ان كان هو الول اللزام جذعا وان
كان غيه لزمك حدوث الوادث بل فاعل وان التزمت انه ما فعلها حت حدث فيه شيء فقد تركت قولك ،
وأيضا فالفاعل الستكمل لشروط الفعل إما ان يوز حدوث الفعول عنه بعد ان ل يكن بل سبب حادث واما
ان ل يوز فإن جاز فهو قول منازعك الذي ادعيت انه فاسد بالضرورة وان ل يز لزم ان يكون مفعوله
مقارنا له ل يتأخر عنه منه شيء فل يوز ان يدث عن الفاعل شيء كما تقوله انت واخوانك انه علة تامة
وموجب تام والعلة التامة ل يتأخر عنها معلولا ول شيء من معلولا فإذا كل ما تأخر عن الول ليس معلول
للعلة التامة ول مفعول للفاعل الول ول يوز ان يكون فعل لغيه إذ القول ف ذلك الغي كالقول فيه فيلزم ان
تكون الوادث كلها حادثة بل مدث ،وهذا لزم لؤلء الفلسفة الليي كما يلزم اخوانم الطبيعيي وهو
القول الذي هو من اظهر العارف الضرورية فسادا وقد بسط الكلم على هذه الواضع ف غي هذا الوضع وانا
كان القصود هنا التنبيه على جنس ما يغالط به هؤلء وامثالم من اللفاظ الجملة كلفظ الركب ونوه كما
يغالطون بلفظ التخصيص والخصص وان كلم أب حامد وامثاله ف مناظريهم خي من كلمهم واقوم
،واما قول ابن رشد ل يلو إما ان يكون كل من جزأيه شرطا ف وجود الخر او ل يكون او يكون
الواحد شرطا ف الخر من غي عكس ،وقوله القسم الول ل يكون قديا وذلك ان التركيب نفسه هو شرط
ف وجود الخر فليس يكن ان تكون الجزاء هي علة التركيب ول التركيب علة النفس إل لو كان الشيء
علة نفسه ،فيقال له اول تسمية هذا تركيبا واجزاء ليس هو من لغات بن ادم العروفة الت يتخاطبون با فإنه
ليس ف لغة من لغات الدميي أن الوصوف بصفات يقال انه مركب منها وانا اجزاء له واذا خاطبناكم
باصطلحكم فقد علمتم انه ليس الراد بالركب إل اتصاف الذات بصفات لزمة لا او وجود معان فيها او
اجتماع معان وامور ونو ذلك ليس الراد ان هناك مركبا ركبه غيه حت يقال ان الركب مفتقر إل مركب
فإن من وافقكم على اصطلحكم ف تسمية الذات الواجبة الوصوفة بصفاتا اللزمة تركيبا ل يرد بذلك ان
هناك مركبا ركبها فان هذا العن يقتضي ان يكون له فاعل ولكن تدعون
،ثبوت ذلك إما بطريقة ابن سينا ونوه الذي قد تقدم إبطالا وإما بطريقة العتزلة الت اختارها ابن
رشد واعترف بفساد طريقة ابن سينا ،وإذا كان الراد بلفظ التركيب ما قد عرف فمن العلوم أن الذات
الوصوفة بصفات لزمة لا أو الت فيها معان لزمة لا ل يقال فيها إن اتصاف الذات بالصفات أمر معلول
مفتقر إل فاعل حت يقال إن الجزاء هي علة التركيب أو يقال التركيب علة نفسه بل هذا العن الذي سيته
تركيبا هو من لوازم الواجب بنفسه ل يكن أن يكون الواجب إل موصوفا بالصفات اللزمة له ثابتة له العان
اللزمة له وليس لذلك علة فاعلة كما تقدم ،وأما قوله إن التركيب شرط ف وجود الجزاء ،فيقال له ل
ريب أنه ل يكن وجود الذات إل موصوفة بلوازمها ول يكن أن توجد صفاتا إل بوجودها فاجتماع الذات
بالصفات واجتماع المور التلزمة شرط ف وجود كل منها وهي أيضا شرط ف وجود ذلك الجتماع وليس
شيء من ذلك معلول لفاعل ول مفتقرا إل مباين وتوقف أحدها على الخر هو من باب الدور القتران العي
ل من باب الدور السبقي القبلي والول جائز والثان متنع فإن المور التلزمة ل يوجد بعضها إل مع بعض
وليس بعضها فاعل لبعض بل إن كانت واجبة الوجود بنفسها وإل افتقرت كلها إل فاعل
،والذات الت ل تقبل العدم با هي عليه من الصفات اللزمة هي الق الواجب الوجود بنفسه وأما
مرد وجود مطلق ف الارج وذات ل صفة لا فذلك متنع لنفسه فضل عن أن يكون واجب الوجود ،
واتصاف الذات الواجبة بصفاتا اللزمة سواء سي تركيبا أو ل يسم ل يوجب افتقاره ول افتقار الذات ول
شيء من صفاته إل فاعل ول علة فاعلة ول ما يشبه ذلك وأما كون بعضها مستلزما لبعض ومشروطا به ول
يوجد إل معه وثبوته متوقف عليه ونو ذلك فليس ف هذا ما يقتضي افتقار ذلك إل فاعل مبدع لكن يعلم أن
الذات ل تكون إل بصفاتا اللزمة وصفاتا ل تكون إل با ،وإذا سى السمى هذا افتقارا وسى هذه أجزاء
وسى هذا الجتماع تركيبا ل يكن ف هذه التسمية ما يوجب أن يكون هذا الوصوف مفتقرا إل فاعل وما
جعله افتقارا ليس هو افتقار الفعول إل الفاعل والعلول إل العلة الفاعلة وإنا هو تلزم ومن ساه افتقارا ل
يكنه أن يفسره إل بافتقار الشروط إل الشرط والشرط إل الشروط ،ومثل هذا العن لزم للوجود الواجب
ل متنع عليه وإنا المتنع أن يفتقر إل مباين له فيكون وجود الواجب متوقفا على وجود
،مباين فإن كان الباين علة له ل يكن موجودا بنفسه بل مكنا له فاعل وعلة وإن قدر أنه شرط فيه
وهو غن عنه وما كان وجوده مشروطا با هو غن عنه ل يكن موجودا بنفسه فل يوز أن يكون الرب الالق
تعال الذي له الذات الوصوفة بصفات الكمال متوقفا على شيء مباين له بل ول على شيء غن عنه بوجه من
الوجوه ل على فاعل ول شرط ،وهذا هو الذي يقوم عليه الدليل فإن المكنات الت ل وجود لا من نفسها ل
توجد إل بغيها وما كان خارجا عنها ل يكن وجوده إل بنفسه ونفسه هي الذات الوصوفة بصفاتا اللزمة
ليست نفسه مرد وجود مطلق ول ذات مردة ،ومن ادعى أن ما كان وجوده بنفسه ل يكون إل وجودا
مردا وذاتا مردة لن الذات الوصوفة مفتقرة إل الصفة فل تكون موجودة بنفسها ،قيل له المكنات
والحدثات ل تفتقر إل ذات مردة حت يقال إذا قيل إنا موصوفة لزم الفتقار بل افتقرت إل ما هو خارج
عنها كلها ،والتعبي عن هذا العن يكون بعبارات فإذا قيل ما ل يقبل العدم أو قيل موجود بنفسه أو واجب
بنفسه ونو ذلك كان القصود واحدا ومن العلوم أن ما ل يقبل العدم إذا كان ذاتا
موصوفة بصفات الكمال ل يز ان يقال اتصافها بصفات الكمال يوجب افتقارها إل الصفات فتقبل
العدم فان فساد هذا الكلم ظاهر وهو بنلة ان يقال قولكم موجود بنفسه او واجب الوجود بنفسه يقتضي
افتقاره إل نفسه والفتقر ل يكون واجب الوجود بنفسه بل يكون قابل للعدم واذا كان هذا فاسدا فالول
افسد فان صفات كماله داخلة ف مسمى نفسه فإذا كان قول القائل هو مفتقر إل نفسه ل ينع وجوب
وجوده فقوله انه مفتقر إل صفاته اول ان ل ينع وجوب وجوده ،وكذلك إذا سى ذلك اجزاء وقال هو
مفتقر إل اجزائه فان جزء الشيء وبعضه وصفته ونو ذلك داخل ف مسمى نفسه فإذا ل يكن قول القائل هو
مفتقر إل نفسه مانعا من وجوب وجوده فقوله هو مفتقر إل جزئه وصفته ونو ذلك اول وتسميه مثل هذا
افتقارا لفظ فيه تلبيس وتدليس يشعر الاهل بفقره وهذا كما لو قيل هو غن بنفسه فانه قد يقول القائل فهو
فقي إل نفسه فصفاته داخلة ف ] مسمى [ نفسه وهو غن سبحانه بنفسه عن كل ما سواه وكل ما سواه فقي
اليه ،وهذه العان مبسوطة ف غي هذا الوضع وقد قال ابن رشد هذا الذي يعي على من قال بنفى تعدد
الصفات هو ان تكون
الصفات الختلفة ترجع إل ذات واحدة حت يكون مفهوم العلم مثل و الرادة والقدرة مفهوما واحدا
و انا ذات واحدة وان يكون ايضا العلم والعال والقدرة والقادر والرادة والريد معن واحدا والذي يعي على
من قال ان ههنا ذاتا وصفات زائدة على الذات أن تكون الذات شرطا ف وجود الصفات والصفات شرطا ف
كمال الذات ويكون الجموع من ذلك شيءا واجب الوجود أي موجودا واحدا ليس فيه علة ول معلول ،
قال ( لكن هذا ل جواب عنه ف القيقة إذا وضع ان ههنا شيئا واجب الوجود بذاته فإنه يب ان يكون
واحدا من جيع الوجوه وغي مركب اصل ل من شرط ومشروط ول من علة ومعلول لن كل موجود بذه
الصفة فإما ان يكون تركيبه واجبا واما ان يكون مكنا فان كان واجبا كان واجبا بغيه ل بذاته لنه يعسر
انزال مركب قدي من ذاته اعن من غي ان يكون له مركب وباصة على قول من انزل ان كل عرض حادث
لن التركيب فيه يكون عرضا قديا وان كان مكنا فهو متاج إل ما يوجب اقتران العلة بالعلول )
،قال ( و اما هل يوجد شيء مركب من ذاته على اصول الفلسفة وان جوزوا اعراضا قدية فغي
مكن وذلك ان التركيب شرط ف ] وجوده وليس يكن ان تكون الجزاء هي فاعلة للتركيب لن التركيب
شرط ف [ وجودها وكذلك اجزاء كل مركب من المور الطبيعية إذا انلت ل يكن السم القول عليها إل
بالشتراك مثل اسم ( اليد ) القولة على الت هي جزء من النسان الي واليد القطوعة بل كل تركيب عند
ارسطو طاليس فهو كائن فاسد فضل عن ان يكون ل علة له و اما هل تفضى الطريقة الت سلكها ابن سينا ف
واجب الوجود إل نفي مركب قدي فليس تفضى إل ذلك لنه إذا فرضنا ان المكن ينتهي إل علة ضرورية
والضرورية ل يلو إما ان يكون لا علة او ل علة لا وانا ان كانت لا علة فإنا تنتهي إل ضرورة ل علة لا ]
فان هذا القول إنا يؤدي من جهة امتناع التسلسل إل وجود ضروري ل علة له [ فاعلة ل إل موجود
ليس له علة اصل لنه يكن ان يكون له علة صورية ومادية إل ان يوضع ان كل ما له صورة ومادة
وبالملة كل مركب فواجب ان يكون له فاعل خارج عنه وهذا يتاج إل بيان ول يتضمنه القول السلوك ف
شان واجب الوجود مع ما ذكرنا ان فيه من الختلل ولذا بعينه ل يفضى دليل الشعرية وهو ان كل حادث
له مدث إل أول قدي ليس بركب وانا يفضى إل أول ليس بادث ) ،قال ( واما ان يكون العال والعلم
شيئا واحدا فليس متنعا بل واجب ان ينتهي المر ف امثال هذه الشياء إل ان يتحد الفهوم فيها وذلك ان
العال ان كان عالا بعلم فالذي به العال عال احرى ان يكون عالا وذلك ان كل ما استفاده صفة من غيه
فتلك الصفة اول بذلك العن الستفاد مثال ذلك ان هذه الجسام الية الت لدينا ليست حية من ذاتا بل من
قبل حياة تلها فواجب ان تكون تلك الياة الت استفاد منها ما ليس بي الياة حية بذاتا او يفضى المر فيها
إل غي ناية وكذلك يعرض ف العلم وسائر الصفات )
،قلت ليتامل اللبيب كلم هؤلء الذين يدعون من الذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل
كيف يتكلمون ف غاية حكمتهم وناية فلسفتهم با يشبه كلم الجاني ويعلون الق العلوم بالضرورة
مردودا والباطل الذي يعلم بطلنه بالضرورة مقبول بكلم فيه تلبيس وتدليس فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات
وما يلزم نفاتا فقال يلزم النفاة أن تكون الصفات الختلفة ترجع إل ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة
والرادة مفهوما واحدا وأنا ذات واحدة وأن يكون العلم والعال والقدرة والقادر والرادة والريد واحدا وقد
قال إن هذا عسي ،قلت بل الواجب أن يقال إن هذا ما يعلم فساده بضرورة العقل فمن جعل العلم هو
القدرة والقدرة هي الرادة وجعل الرادة هي الريد والعلم هو العال والقدرة هي القادر كان مالفته للعلوم
الضرورية وسفسطته أعظم من سفسطة كثي من السوفسطائية وقود هذه القالة أنه يكن أن يكون التكلم هو
الكلم والتحرك هو الركة والصلي هو الصلة والصائم هو الصوم وأمثال ذلك وإن فرق بي الصفات
اللزمة وغيها فل فرق ف القيقة بل هذا تكم ويلزمه أن يكون النسان الناطق نفس النطق والفرس الصاهل
نفس الصهيل والمار الناهق نفس النهيق والسم الساس التحرك بالرادة نفس الحساس والركة الرادية
ويلزمه أيضا أن
يعل نفس الس نفس الركة ونفس اليوانية نفس الناطقية ونفس الصاهلية نفس الناهقية ،وما أحق
هؤلء بدخولم ف قول ال تعال ،والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ف الظلمات من يشأ ال يضلله ومن يشأ
يعله على صراط مستقيم ،سورة النعام ، 39وبقوله تعال ،ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس لم
قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با ولم آذان ل يسمعون با أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك
هم الغافلون ،سورة العراف ، 179وبقوله تعال ،وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي
،سورة اللك ، 10وقول ابن رشد كون العال والعلم شيئا واحدا ليس متنعا بل واجب أن ينتهي المر ف
أمثال هذه الشياء إل أن يتحد الفهوم فيها ،فيقال له هذا من أعظم الكابرة والسفسطة والبهتان وقوله إن
العال إذا كان عالا بعلم فالذي به العال عال أحرى أن يكون عالا إل آخر كلمه كلم ف غاية الفساد كما
أنه إذا قيل إذا كان الضارب ضاربا بضرب فالضرب أول أن يكون ضاربا والقائم إذا
كان قائما بقيام فالقيام اول ان يكون قائما والناطق إذا كان ناطقا بنطق فالنطق اول ان يكون ناطقا
والقاتل إذا كان قاتل بقتل فالقتل اول ان يكون قاتل والاشي إذا كان ماشيا بشي فالشي اول ان يكون
ماشيا والالق إذا كان خالقا بلق فاللق اول ان يكون خالقا والرازق إذا كان رازقا برزق فالرزق اول ان
يكون رازقا والحيي الميت إذا كان مييا ميتا باحياء واماتة فالحياء والماتة اول ان يكون مييا ميتا ،
وبالملة فهذا يلزم نظيه ف عامة اساء ال السن وف اساء نبيه صلى ال عليه وسلم وأساء سائر الوجودات
الشتقة يلزم ان يكون الصدر الذي اشتق منه السم احق بالسم من الفاعل ويكون مسمى الصدر الذي هو
الدث احق بأساء الفاعلي والصفات الشبهة با من نفس الفاعل الوصوف ،وتصور هذا الكلم كاف ف
معرفة فساده وانا دخلت الشبهة على من قاله لن قوله إذا كان العال عالا بعلم فالذي به العال عال احرى ان
يكون عالا كلم اشتبهبت فيه باء الستعانة بباء الصاحبة فظن انه إذا قيل هذا عال بعلم ان العلم هو الذي
أفاده العال والعلم هو الذي اعطاه العال كأنه معلمه فكأنه قال إذا كان التعلم عالا فمعلمه اول ان يكون عالا
وليس المر كذلك بل قولنا هذا عال بعلم أي انه موصوف بالعلم أي ليس مردا عن العلم ول معرى منه بل
هو متصف به والعلم نفسه ل يعطيه العلم بل نفس العلم هو
العلم وان كان العلم قديا من لوازم ذاته فلم يستفده من أحد وان كان مدثا فقد استفاده من غيه ول
يستفد العلم من العلم لكن هل له حال وهو كونه عالا معللة بالعلم ام كونه عالا نفس سالعلم هذا فيه نزاع
بي مثبتة الال ونفاتا ومن اثبتها ل يقل انا صفة موجودة ،وقوله ما استفاد صفة من غيه فتلك الصفة يعن
الستفاد منها اول بذلك العن الستفاد كما مثل به من الياة كلم فاسد فإن العال ل يستفد الصفة الت هي
العلم من الصفة الت هي العلم بل نفس علمه هو نفس الصفة ليس هنا صفة مفيدة وصفة مستفادة إل ان يقال
العلم اثبت العالية على رأي مثبتة الال وعلى هذا التقدير فالعالية ليست صفة وجودية وهو إنا كان عالا
بالعلم الوجب للحال ل بالال الوجبة للعلم واذا كان عالا بالعلم ل يكن العلم حصل من علم آخر وانا
العلم عند هؤلء اوجب كونه عالا والذي عليه المهور ان نفس العلم هو نفس كونه عالا فليس هنا شيئان
وعلى القولي فإذا استحق الوصوف بالعلم أن يسمى عالا ل يكن العلم احق بأن يكون عالا فإن هذا ل يقوله
عاقل ،وقوله ان السم إذا كانت حياته من قبل حياة تله فواجب
ان تكون تلك الياة الت استفاد منها ما ليس بي الياة حية بذاتا ،فيقال هذا باطل من وجهي ،
أحدها ان الياة الت حلتة هي الياة الت صار با حيا ليس هنا حياة اخرى صار با حيا حت يقال هنا حياة
حلته وحياة جعلته حيا ،الثان ان حياته إذا قدر انا مستفادة من حياة اخرى فتلك الياة الخرى قائمة بي
هو حي با ل ان تلك الياة هي الية بل الي الوصوف بالياة ل نفس الياة فلينظر العاقل نايات مباحث
هؤلء الفلسفة ف العلم اللي العلم بال تعال وأسائه وصفاته ولينظر هذا العقول الذي يعارضون به الرسول
صلى ال عليه وسلم مع ان هذا مبسوط من غي هذا الوضع وليس هذا موضع بسطه ،والناس شنعوا على أب
الذيل العلف لا قال ان ال عال بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إل الروج من العقل مع ان كلمه اقل تناقضا من
كلم هؤلء ،واما زعمه ان ما يلزم مثبتة الصفات ل جواب عنه لن واجب
الوجود يب ان يكون غي مركب من شرط ومشروط ،فيقال له قد تقدم انكم انتم سيتم هذا تركيبا
وهو ل يسمى تركيبا ف لغه من اللغات العروفة لبن آدم بل إنا ساه تركيبا متأخروكم كابن سينا وأمثاله واما
قدماؤكم فقد ذكرت عن ارسطو طاليس ان كل تركيب فهو كائن عنده فاسد والسماء عنده ليست كائنة
فاسدة فهو ل يسمى السموات وما فيها من الكواكب مركبة مع انا اجسام متحيزة متحركة تقوم با
العراض فكيف يسمى ما كان حيا عالا قادرا مركبا واذا خاطبناكم باصطلحكم البتدع لنقطع شغبكم بثنا
معكم بثا عقليا فإنكم تدعون ان هذه المور معلومة بالعقل ل بالسمع واطلق اللفاظ ونفيها ل تقفون انتم
فيه عند الشرع فالواجب على اصولكم ان ما علم بالعقل ثبوته او انتفاؤه اتبع من غي مراعاة للفظ ،ونن
نبي فساد ما ذكرتوه من العن بالعقل الصريح مع ماطبتكم بلغتكم فيقال له ل قلت ان ما كان مركبا من
شرط ل يكون واجب الوجود ،و اما قوله لن تركيبه إذا كان واجبا كان واجبا بغيه ل بذاته لنه يعد تقدير
مركب قدي من غي ان يكون له مركب ،فيقال له هذا هو البحث اللفظي الذي ذكرناه هذا لجله
والركب الذي يفتقر إل مركب هو ما ركبه غيه كما ان الحرك الذي يفتقر إل مرك ما حركه غيه
ول يقل أحد من العقلء ان واجب الوجود مركب ركبه غيه وانتم إذا سيتم اجتماع الذات والصفات تركيبا
ل تريدوا بذلك إل الجتماع والتعدد والتألف وكثرة العان ونو ذلك ل تقصدوا بذلك ان هناك فاعل لذلك
وان اردت ذلك كان باطل وبطل اللفظ والعن جيعا فإن أصل الكلم ان الواجب إذا كان ذاتا موصوفة
بصفات كان مركبا فإن أراد الريد كان له من ركبه من الذات والصفات كان التلزم منوعا بل هو باطل
ضرورة فإنا إذا قدرنا واجب الوجود بنفسه الغن عن الفاعل موصوفا بصفات لزمة له امتنع ان يكون
للواجب بنفسه الستلزم لصفاته من ركب بينه وبي صفاته فإن كونه واجبا بنفسه ينع ان يكون له فاعل
وكون صفاته لزمة له ينع جواز مفارقتها له وينع افتقارها إل من يعلها فيه فكيف يقال ان له مركبا ركبه
حت يقال ان هذا تركيب يفتقر إل مركب ويقال يتنع ثبوت مركب قدي أي من ذاته ومن سى هذا تركيبا
وقال انه قدي فإنه يقول هو تركب وتألف واجتماع ومثل هذا ل يفتقر إل مركب مؤلف جامع ولو قيل
على سبيل الفرض ان الذات الستلزمة للصفات هي الوصوفة بذلك فليس هنا ما يقتضى افتقارها إل
غيها ،و اما قوله خاصة على قول من يقول كل عرض حادث لن التركيب يكون فيه عرضا قديا فهذا
باطل من وجوه ،احدها ان القائلي بأن كل عرض حادث من الشعرية ومن وافقهم ل يسمون صفات ال
اعراضا فإذا قالوا هو عال وله علم وهو متصف بالعلم ل يقولوا ان علمه واتصافه بالعلم عرض ومن سى
صفاته اعراضا كالكرامية ونوهم ل يلزمهم ان يقولوا كل عرض حادث وما أعلم احدا من نظار السلمي
يقول كل عرض حادث وصفات ال القدية عرض فإن هذا تناقض بي فما ذكره ل يلزم احدا من السلمي
فلم يقل أحد من السلمي فلم يقل أحد ان كل عرض حادث مع قوله ان صفات ال اللزمة له أعراض ،
الوجه الثان ان يقال على سبيل التقدير من قال كل عرض حادث فإنه يقول ف العراض الباقية انا تدث
شيئا بعد شيء فإذا قدر موصوف قدي بصفات وقيل انا اعراض والعرض ل يبقى زماني لزم ان يقال انا
تدث شيئا بعد شيء وحينئذ فإذا قدر اجتماع أو تألف أو تعدد ف الصفات ونو ذلك ما سيته تركيبا
وقيل انه قدي وانه عرض وان كل عرض فهو حادث ل يبقى زماني كان أول بتجدد امثاله من سائر
العراض فثبوت العن الذي ساه تركيبا وجعله عرضا قديا كسائر الصفات القدية ،الثالث ان يقال هذا
الذي سيته عرضا قديا حكمه عندهم حكم سائر الصفات فإن أقمت دليل على انتفاء الصفات أمكن نفي
هذا وإل فالقول فيه كالقول ف أمثاله وأنت ل دليل لك على انتفاء الصفات إل انتفاء الجتماع والتعدد الذي
سيته تركيبا فإذا ل يكنك نفي هذا إل بنفي غيه ن الصفات ول يكنك نفي الصفات إل نفي هذا كان هذا
دورا قبليا باطل وقد تبي انه ل يكنك ل نفي هذا ول نفي هذا وان ما ذكرته من لفظ التركيب كلم فيه
تلبيس توهم به من ل يفهم حقيقة القصود أن مثبته الصفات أثبتوا ل تعال ما يفتقر فيه إل مركب يركبه معه
وكل عاقل يعلم ان مذهب السلمي الثبتي للصفات ان صفاته القدية لزمة لذاته ل يفتقر فيها إل أحد سواه
ومن جعل اتصافه با مفتقرا إل مركب غيه فهو كافر عندهم فضل عن أن يقولوا انه مفتقر إل مركب جع
بينه وبينها ،الرابع ان يقال على سبيل الفرض لو نازعك بعض اخوانك الفلسفة ف امتناع مركب قدي من
ذاته ل يكن لك عليه حجة فلو قدر ان ذلك يستلزم مركبا قديا من ذاته ل يكن لك عل اصول
اخوانك الفلسفة حجة على ابطال هذا فإن الفلك عندكم جسم قدي وهو مركب بذا الصطلح ،
واما قولك الفلسفة وان جوزوا اعراضا قدية فغي مكن وجود مركب قدي من ذاته عندهم لن التركيب
شرط ف وجوده ول يكن ان تكون الجزاء هي فاعلة للتركيب لن التركيب شرط ف وجودها ،فيقال لك
إذا كان التركيب شرطا ف وجودها وهي شرط ف وجود التركيب ل يكن أحدها فاعل للخر بل ان كانا
مفتقرين إل الفاعل ففاعل الجزاء هو فاعل التركيب وان كانا غنيي عن الفاعل ل يفتقر أحدها إل الفاعل
والكلم على تقدير ان يكون الركب قديا تركيبه بنفسه وقولك مركب من نفسه ل تعن به ان اجزاءه فعلت
التركيب وانا تعن به ان نفس الجزاء والتركيب متلزمان وها مستغنيان عن غيها ،الامس ان يقال انت
قد اعترفت بفساد طريقة ابن سينا وانا ل تتضمن ان كل مركب فل بد له من فاعل خارج عنه ،وهذا الذي
قلته ف طريقة ابن سينا يلزمك بطريق الول فإنه ليس فيما ذكرته ان كل مركب فل بد له من فاعل خارج
عنه إل ما أخذته من لفظ مركب وهذا تدليس قد عرف حاله
،واما قولك ان دليل الشعرية ايضا ل يفضي إل إثبات أول قدي ليس بركب وانا يفضى إل إثبات
أول ليس بادث ،فهذا ايضا توكيد لثبات الصفات فإن مرادك بالركب ما كان موصوفا بالصفات ول ريب
ان الدلة الدالة على إثبات الصانع ليس فيها والمد ل ما ينفي إثبات الصفات ،فإن قلت فهم ينفون
التجسيم بناء على انتفاء التركيب ول دليل لم على ذلك ،قيل لك هذه حجة جدلية وغايته ان تلزمهم
التناقض وذلك ل يقتضي صحة قولك الذي نازعوك فيه وهم نازعوك ف إثبات الصفات فقلت ان إثبات
الصفات يستلزم التركيب وانت ل تقم دليل على نفي هذا التركيب فلم تقدم دليل على نفي الصفات وقالوا
لك ايضا ل دليل لك على نفي التجسيم فإن عمدتك هو نفي الصفات العائد إل نفي التركيب وقد ظهر ذلك
،فإذا قلت لم وأنتم أيضا ل دليل لكم على ذلك فإن دليل الدوث ل يقتضى ذلك ،قالوا لك نن اثبتنا
الدوث بدوث السم وهو الراد بقولنا مركب فإن صح دليلهم ثبت نفي ما سوه تركيبا وان ل يصح
دليلهم ل يكن ف هذا منفعة لك
،وهذه الطريق هي الت سلكها ابو حامد ف مناظرته اخوانك وهي طريق صحيحة وقد تبي ان ما
ذكره ابو حامد عن احتجاجهم بلفظ الركب جواب صحيح وان احتجاجهم بذا نظي احتجاج اولئك بلفظ
التخصيص حيث قالوا ان الختص بشيء ل بد له من مصص وهذا هو الذي سلكه نفاة الصفات ويسمون
نفي الصفات توحيدا وهذا هو الذي سلكه نفاة الصفات ويسمون نفي الصفات توحيدا وهذا هو الذي سلكه
أبو عبد ال ممد بن تومرت اللقب عند اصحابه بالهدى وامثاله من نفاة الصفات السمي ذلك توحيدا ،
ولقب ابن التومرت اصحابه بذلك إذ كان قوله ف التوحيد قول نفاة الصفاة جهم وابن سينا ويقال انه تلقى
ذلك عمن يوجد ف كلمه موافقة الفلسفة تارة ومالفتهم اخرى ،قلت ولذا رأيت لبن التومرت كتابا ف
التوحيد صرح فيه بنفي الصفات ولذا ل يذكر ف مرشدته سيئا من إثبات الصفات ول إثبات الرؤية ول قال
ان كلم ال غي ملوق ونو ذلك من السائل الت جرت عادة مثبتة الصفات بذكرها ولذا كان حقيقة قوله
موافقا لقيقة قول ابن سبعي والقائلي بالوجود الطلق موافقة لبن سينا وقد ذكر ابن التومرت ف فوائده
الشرقية ان الوجود مشترك بي
الالق والخلوق فوجود الالق يكون مردا ووجود الخلوق يكون مقيدا ،وقال ابن التومرت ف
كتاب الدليل والعلم فقال العلومات على ضربي معدوم وموجود والوجود على ضربي مطلق ومقيد فالقيد
هو الخصص والختصاص على ثلثة اضرب الختصاص بزمان دون زمان سواه والثان الختصاص بهة دون
جهة غيها والثالث الختصاص باصة دون خاصة غيها والوجود الطلق هو الذي ليس بقيد ول بخصص
فل يتص بزمان دون غيه ول بهة دون غيها ول باصة دون غيها فلو اختص بشيء لكان من جنسه فلما
انتفت عنه الواص على الطلق وجب له الوجود الطلق ،قال والوجود الطلق هو القدي الزل الذي
استحالت عليه القيود والواص الختص بطلق الوجود من غي تقييد ول تصيص وذكر كلما كثيا ف نفي
الختصاص إل ان قال و اذا تساوت التناهيات ف الختصاص بهة مقدرة امتنع عليها التخصيص من جهتها
ومن مصص من جنسها و اذا بطل التخصيص من جنسها
بطل التخصيص من جيع الخصصات إل الطلق ث قال بعد هذا انفرد بالعلم والكمال والكم
والختيار وانفرد بالقهر والقتدار وانفرد باللق والختراع وقال مع هذه الخصصات بأسرها يستحيل الكمال
عليها وان تكاملت صفاتا ،قلت ومعلوم ان هذا تناقض فإن نفي الختصاص باصة من الواص ودعوى انه
وجود مطلق ل يتص بوجه من الوجوه ينع ان يتص بعلم او قدرة او مشيئة ونو ذلك من الصفات فإن
العال متص بعلمه متميز به عن الاهل والقادر متص بقدرته متميز با عن العاجز والختار متص بالختيار
متميز به عن الستكره فإن أثبت شيئا من صفات الكمال فقد أثبت اختصاصه بذلك وان نفي جيع الصفات
ول يثبت إل وجودا مطلقا تناقض كلمه ،وقيل له الطلق ل يوجد إل ف الذهن ل ف الارج فل يتصور ان
يكون ف الارج شيء مطلق ل حيوان مطلق ول انسان مطلق ول جسم مطلق ول موجود مطلق بل كل
موجود فله حقيقة يتص با ل يشركه فيها غيه ،وقيل له هذا الوجود الطلق اهو وجود الخلوقات ام غيه
فإن قال هو هو بطل إثبات الالق وان قال هو غيه قيل له
فوجوده مثل وجود الخلوقات او ليس مثله فإن كان الول لزم ان يكون الالق مثل الخلوق والثلن
يوز ويب ويتنع على أحدها ما يوز ويب ويتنع على الخر فيلزم ان يكون الشيء الواحد واجبا غي
واجب مدثا غي مدث وهو جع بي النقيضي ،وان قال وجوده مالف لوجود الخلوقات فقد اثبت له
وجودا يتص به ل يشركه فيه غيه فل ياثله غيه وهذا وجود مصوص مقيد ل وجود مطلق وقد بسط
الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع ،والقصود هنا الكلم ف ان كل متص بأمر هل يفتقر إل مصص
منفصل عنه لن الكلم كان ف السلك الثان ف حدوث الجسام الذي بي فساده المدي والرموي وغيها
فإنه مبن على مقدمتي احداها انا مفتقرة إل ما يصصها بصفاتا والثانية ان ما كان كذلك فهو مدث وقد
بينوا فساد القدمة الثانية كما تقدم
،وأما الول فقررت بوجهي ،أحدها أن الختص بقدار ل بد له من مصص وقد تبي فساده
أيضا ،الثان أن جواهر العال إما أن تكون متمعة أو مفترقة أو متمعة ومفترقة معا أو ل متمعة ول مفترقة أو
البعض متمعا والبعض مفترقا وخلوها عنهما وأيضا المع بينهما متنع وأما بقية القسام فهي مكنة ومهما قدر
أمكن تقدير خلفه فيكون جائزا والائز يفتقر إل مصص ،وهذا أضعف لوجهي ،أحدها أنه مبن على أن
الجسام مركبة من الواهر النفردة وأن كل جسم يقبل الجتماع والفتراق وأكثر عقلء الناس على خلف
ذلك فإن للناس ف هذا القام أقوال أحدها قول من يقول إنا مركبة من الواهر النفردة الت ل تقبل القسمة
كما هو قول أكثر العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وموافقيهم ،والثان قول من يقول إنا مركبة من جواهر
ل ناية لا كما هو قول النظام ومتبعيه ،والثالث قول من يقول إنا مركبة من الادة والصورة وإنا تقبل
النقسام إل غي ناية كما هو قول ابن سينا وأمثاله من التفلسفة
،والرابع قول من يقول إنا ليست مركبة من هذا ول هذا لكن تقبل النقسام إل جوهر ل يتجزأ كما
هو قول الشهرستان وغيه ،والامس قول من يقول إنا ليست مركبة ل من هذا ول هذا ول تقبل النقسام
إل جزء ل يتجزأ ول إل غي غاية لكن كل جزء موجود فإنه يقبل النقسام العقلي ول يقبل النقسام الفعلي
ولكنه يستحيل إذا تصغر كما تفسد وتستحيل أجزاء الادة إذا صغرت فتصي هواء فل يكون ف الجزاء ما ل
يتميز يينه عن شاله ول يكون فيها ما يقبل النقسام إل غي غاية ،وهؤلء تلصوا من هذا الحذور وهذا
الحذور فإن مثبتة الزء الذي ل ينقسم الزمهم الناس بأنه ل بد ان يتميز أحد جانبيه عن الخر وما كان
كذلك فهو يقبل النقسام التنازع فيه ،والزموهم انه إذا وضع بي جوهرين فإن لقى هذا بعي مال قى به
هذا امتنع كونه بينهما وان لقى هذا بغي ما لقى به هذا لزم انقسامه ،والزموهم من هذا النس الزامات ل
ميد لم عنها ،ومن نفاه وقال بأنه يكن انقسام الجسام إل غي ناية الزمهم الناس ان يكون السم الصغي
كالكبي وان يكون مال يتناهى مصورا بي حاصرين
،ث إما ان يقول هي غي متناهية مع وجودها كما يقوله النظام والتزم على ذلك ان الظافر ل ياذى ما
تته من الجزاء لئل يقع مال يتناهى تت ما يتناهى وصار الناس يقولون عجائب الكلم طفرة النظام و
احوال أب هاشم وكسب الشعري ولم ف ذلك من الكلم ما يطول وصفه ،او يقول ان النقسام إل غي
غاية مكن فيها كما يقوله التفلسفة كابن سينا وامثاله ،ولا كان كل من القولي معلوم الفساد بالضرورة قول
من أثبت مال يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إل غي ناية توقف من توقف من أفاضل النظار فيه
فتوقف فيه ابو السي البصري و ابو العال الوين ف بعض كتبه و ابو عبد ال الرازي ف نايته ،فهؤلء
الذين ل يثبتوا إمكان النقسام إل غي غاية ول اثبتوا مال يقبل امتياز بعضه عن بعض خلصوا من هذا وهذا
وقالوا انه إذا صغر استحال إل غيه مع امتياز بعضه عن بعض لو بقي موجودا ،وبالملة نفي هذا وهذا قول
طوائف كثية من أهل النظر من الكلبية والكرامية بل والاشية والنجارية والضرارية وغيهم ،ومازال السلف
و الئمة وغيه من عقلء الناس ينكرون على هؤلء ما تكلموا به ف الوهر والسم ويعدون هذا من الكلم
الباطل
،والقصود هنا ان هؤلء الذين يقولون ان جواهر العال إما ان تكون متمعة او مفترقة إل آخرها
قولم مبن على هذا الصل والتزموا على ذلك ان جيع ما يدث من اليوان والنبات والعدن وما يفسد من
ذلك إنا هو لجتماع الواهر وافتراقها فالادث صفات الواهر ل ان عينا من العيان يدث وانكروا
استحالة الجسام بعضها إل بعض وقالوا ان اجزاء الن باقية ف النسان وكذلك اجزاء النواة ف الشجرة
ولكن زادت اجزاء با انضم اليها من اجزاء الغذاء كأجزاء الاء والواء وان تلك الجزاء ايضا باقية ل تستحل
ول تعدم بل تتمع تارة وتفترق اخرى ،وجاهي العقلء على مالفة هؤلء وقائلون باستحالة الجسام بعضها
إل بعض كما اطبق على ذلك علماء الشريعة وعلماء الطبيعة وغيهم من اصناف الناس ،ولذا يقولون
النجاسة هل تطهر بالستحالة ام ل تطهر فإذا صارت اليتة والدم ولم النير رمادا او ترابا او ملحا ونو
ذلك ففي طهارة ذلك قولن مشهوران للعلماء والقول بطهارته قول اكثر الفقهاء فإنه قول أصحاب أب حنيفة
وأهل الظاهر وأحد القولي ف مذهب مالك وأحد بن حنبل واتفقوا على ان المر إذا استحالت وانقلبت بغي
قصد النسان انا تطهر ،و الطباء مع سائر الناس يعلمون ان الاء يستحيل هواء والواء يستحيل ماء والنار
تستحيل هواء والواء يستحيل ماء كما
هو مبسوط ف غي هذا الوضع إذ القصود هنا التنبيه على اصول هذه الجة ،وقد بسط الكلم على
هذا ف غي هذا الوضع وبي ما يقوله هؤلء وهؤلء من التركيب وان هؤلء يدعون التركيب من جواهر
مسوسة ل تنقسم وهي الواهر النفردة وهؤلء يدعون التركيب من جواهر معقولة ل تنقسم كما يقولون ف
تركب النواع من الجناس والفصول وف تركب الجسام من الادة والصورة والركب ل بد له من واحد ل
تركيب فيه ول تقسيم ،وقد بي ان ما يدعيه هؤلء وهؤلء من هذا الواحد ل حقيقة له ف الارج وانا
تقديره ف الذهن وكذلك ما يدعيه هؤلء من الواهر العقلية الجردة الت ل تنقسم كالعقول العشرة فقد بي
ف غي هذا الوضع انا ل تتحقق إل ف الذهان ل ف العيان ،وتوحيد القدي الزل واجب الوجود الذي
مضمونه نفي الصفات عند الفريقي ينه عن مثل هذه الحاد والوحدات الت يثبتونا ف الارج ول حقيقة لا
إل ف الذهن ولذا كان منتهى تقيقهم القول بوحدة الوجود وأن الوجود واحد ل ييزون بي الواحد بالنوع
والواحد بالشخص فإن الواحد بالنوع كما يقال الوجودات تشترك ف مسمى الوجود و الناسي تشترك ف
مسمى النسان واليوانات تشترك ف مسمى اليوان و الجسام تشترك ف مسمى السم ونو ذلك
،وهذا الشترك هو الكلي الذي ل يوجد ف الارج كليا ول يكون كليا إل ف الذهان ل ف
العيان ،وبي ما دخل على النطقيي من الغلط ف دعواهم تركب القائق من هذه الكليات وما دخل عليهم
من الفساد ف العلم اللي والطبيعي وانم يعلون الواحد اثني كالسم والثني واحدا كالعلم والعال و
الرادة والقدرة ويعلون الوجود معدوما كالقيقة اللية وصفاتا وأفعالا والعدوم موجودا كالوجود الطلق
ويعلون ما ف الذهن ف الارج كالجردات والكليات وأمثال ذلك ما ليس هذا موضع بسطه ،الوجه الثان
انه لو سلم أن السم مؤلف من الواهر الجتمعة فالقول ف الجتماع كالقول ف القدار وقوله ان اختصاصه
بذلك الجتماع يفتقر إل مصص قد بي فساده ( كقوله ان اختصاصه بالقدار يفتقر إل مصص وهو مبن
على ان كل متص يفتقر إل مصص ) ،و اما القدمة الثانية فانا قررت بأن الخصص ل بد ان يكون فاعل
متارا وأن يكون ما خصصه به حادثا وقد أبطل المدي وغيه كل القدمتي
،وغاية هذا السلك أن الجسام ل تلو عن الوادث ،قال المدي وبتقدير تسليم حدوث ما أشي
اليه من الصفات فل يلزم ان تكون الواهر والجسام حادثة لواز ان تكون هذه الصفات متعاقبة عليها إل
غي النهاية إل باللتفات إل ما سبق من امتناع حوادث متعاقبة ل أول لا ينتهي اليه ،قلت وهذا الذي اعتمده
المدي ف هذه السألة فانه ذكر ف حدوث الجسام سبعة مالك وزيف ستة منها ،الول مسلك المكان
وأنه مكن وكل مكن مدث ،والثان مسلك الختصاص ،الثالث مسلك اليز العي ،الرابع مسلك القدم
أنه قدي ،والامس مسلك المكان [ ايضا ] لكن فيه تقدير الدوث بطريقة أخرى ،والسادس مسلك
الركة والسكون الذي قدمه الرازي
،وقد تقدم ما اعترض به هو والرموي وغيها على هذه السالك وبينوا به فسادها ،قال المدي
والسلك السابع السلك الشهور للصحاب
وعليه العتماد وذكر ان السلك الشهور للشعرية والرازي ونوه ل يعتمد على هذا السلك لنه مبن
على أن العراض متنعة البقاء وقدح المدي ف الطرق الت اعتمد عليها الرازي ،قال المدي وهو أنا نقول
العال مؤلف من أجزاء حادثه والؤلف من الجزاء الادثة حادث فالعال حادث بيان الول ان اجزاء العال
منحصرة ف الواهر والعراض والواهر والعراض حادثة فأجزاء العال حادثة وبيان الول ما سبق ف الوجود
والمكن بيان الثانية إما بيان ان العراض حادثة فلنا بينا ان العراض متنعة البقاء وكل متنع البقاء فهو حادث
مسبوق بعدم نفسه فكل واحد من العراض حادث مسبوق بعدم نفسه وعند ذلك فإما ان تكون متعاقبة ف
وجودها إل غي النهاية او هي منتهية إل عرض ليس وراءه عرض آخر الول مال لا بيناه من بيان امتناع
حوادث ل أول لا ينتهي اليه ف إثبات واجب الوجود فلم يبق إل الثان وهو ان تكون جلتها متناهية
ومسبوقة بالعدم فتكون حادثة وأما الواهر فلنا بينا فيما تقدم امتناع عرو الواهر عن العراض واذا
كانت العراض الت ل عرو للجواهر عنها حادثة ومسبوقة بالعدم فالواهر كذلك لن مال يعرى عما له أول
فله أول وهو حادث وإل فلو كان قديا للزم منه إما عروه عن العرض ف حال قدمه واما ان تكون العراض
ل أول لا وكل واحد من المرين مال لا تقدم ،إما بيان القدمة الثانية من أصل الدليل فهو أن ما كانت
اجزاؤه حادثة ولا أول تنتهي اليه فاليئة الجتماعية الكائنة عنها تكون حادثة مسبوقة بالعدم وهو معلوم
بالضرورة ،فهذا تام تقريره لذا السلك الذي ارتضاه ،ولقائل ان يقول هذا الدليل اضعف بكثي ما ذكره
الرازي ولذا ل يعرف الرازي على هذا لضعفه واستدل بدليل الركة والسكون كما استدل به من استدل من
العتزلة فإن هذا الدليل مبن على مقدمتي احداها ان العراض جيعها متنعة البقاء وجهور
العقلء من أهل الكلم وغيهم من أصناف الناس ينكرون ذلك بل يقولون ان هذا خلف الس
والضرورة ويعلونه جنس قول النظام ان الجسام ايضا ل تبقى ،وعمدة من قال بامتناع بقائها ان العرض لو
جاز بقاؤه لمتنع عدمه لن العدم ل يوز ان يكون بدوث ضد فإن الادث إنا يدث ف حالة عدم الثان
لمتناع اجتماع الضدين لنه ليس عدم الثان لطريان الادث بأول من العكس ول يوز ان يكون بفعل القادر
الختار لن العدم نفي مض وفعل الفاعل ل يكون نفيا مضا ،ومعلوم ان هذا كلم ضعيف فإنه يكن عدمه
بالعدام وفعل العدام ليس فعل لعدم مستمر بل هو احداث لعدم ما كان موجودا كما أن احداث الوجود
احداث لوجود ما كان معدوما وهذا امر متجدد يعقل كونه مفعول للفاعل ،و ايضا فالضد الادث إذا قدر
انه أقوى من الباقي كان ازالته له لفضل قوته فإن كون العرضي متضادين ل يستلزم تساويهما وتاثلهما ف
القوة والضعف ،وأيضا فإن الفاعل الحدث للعرض الادث يعله مزيل لذلك الباقي دون العكس ،ولول ان
هذا ليس موضع بسط الكلم ف مثل هذه المور وأل لكان ينبغي ان نبي ان مثل هذا الكلم من أسخف
الكلم الذي ذمه
السلف و الئمة وغيهم من العقلء فإن هؤلء يقولون ان ال ل يكن ان يفن شيئا من الجسام
والعراض بل طريق فنائها انه ل يلق العراض الت تتاج إل تديد و احداث دائما فإذا ل يدثها عدمت
الجسام وفنيت بأنفسها لنه ل وجود لا إل بالعراض ومثل هذا الكلم لو قاله الصبيان لضحك منهم ،وأما
القدمة الثانية فهو وجوب تناهي الوادث وقد تقدم كلمهم ف افساد جيع ما استدل به على ذلك والطريقة
الت قررها المدي قد تقدم اعتراض الرموي وغيه عليها وبيان فسادها ،فهذا جلة ما احتج به هؤلء الذين
هم فحول النظر وأئمة الكلم والفلسفة ف هذه السائل وقد تبي بكلم بعضهم ف بعض افساد هذه الدلئل
وهذا جلة ما يعارضون به الكتاب والسنة ويسمونه قواطع عقلية ويقولون انه يب تقدي مثل هذا الكلم على
نصوص التنيل والثابت من أخبار الرسول وما اتفق عليه سلف المة وأئمتها ،فلو ل يكن ف العقول ما يوافق
قول الرسول ل تز معارضته
بثل هذا الكلم فضل عن تقديه عليه فكيف والعقول الصريح موافق لا جاء به الرسول كما بي ف
موضعه بل ل يوز ان تعارض بثل هذا الكلم الحكام الثابتة بالعمومات والقيسة والظواهر واخبار الحاد
فكيف تعارض بذلك النصوص الثابتة عن العصوم ،بل مثل هذا الكلم ل يصلح لفادة ظن ول يقي وانا هو
كلم طويل بعبارات طويلة وتقسيمات متنوعة يهابه من ل يفهمه وعامة من وافق عليه وافق عليه تقليدا لن
قاله قبله ل عن تقيق عقلي قام ف نفسه ،وكلم السلف و الئمة ف ذم مثل هذا الكلم الذي احتجوا فيه
بطريقة العراض والواهر على حدوث الجسام واثبات الصانع كثي منتشر قد كتب ف غي هذا الوضع
وكل من أمعن نظره وفهم حقيقة المر علم ان السلف كانوا أعمق من هؤلء علما وأبر قلوبا وأقل تكلفا
وأنم فهموا من حقائق المور ما ل يفهمه هؤلء الذين خالفوهم وقبلوا الق وردوا الباطل وال أعلم .