You are on page 1of 169

‫دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنّقْلِ‬

‫أو‬
‫ح الَعْقُوْلِ‬
‫حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ‬
‫ُموَافَقَةُ صَ ِ‬

‫شيخ السلم ابن تيمية‬

‫الزء الثالث‬
‫قال الرازي البهان الثان كل جسم متناهى القدر وكل متناهى القدر مدث وقرر الثانية بان متناهى‬
‫القدر يوز كونه أزيد وأنقص فاختصاصه به دونما لرجح متار وإل فقد ترجح المكن ل عن الرجح وفعل‬
‫الختار مدث ‪ ،‬قال الرموي ولقائل أن ينع لزوم الترجيح ‪ ،‬قلت مضمونه أنه يقول ل نسلم أنه إذا ل يكن‬
‫الرجح للقدر متارا لزم الترجيح بل مرجح بل قد يكون أمرا مستلزما للقدر ‪.‬‬
‫فإن الرجح أعم من أن يكون متارا أو غي متار فإذا قدر الرجح أمرا مستلزما لذلك القدر إما أمر‬
‫قائم به أو أمر منفصل عنه حصل الرجح للقدر وسيأت إن شاء ال تعال تام الكمال على هذا إذا ذكرنا‬
‫اعتراضات المدي على هذا ‪ ،‬قال الرازي البهان الثالث لو كان السم أزليا لكان ف الزل متصا بيز معي‬
‫لن كل موجود مشار إليه حسا بأنه هنا أو هناك يب كونه كذلك والزل يتنع زواله لا تقدم فامتنعت‬
‫الركة عليه وقد ثبت جوازها ‪ ،‬قال الرموي ولقائل أن يقول معن الزل الدائم ل إل أول فيكون معن قولنا‬
‫لو كان السم أزليا لكان ف الزل متصا بيز معي أنه لو كان السم دائما ل إل أول لكان حصوله ف حيز‬
‫واحد معي دائما وهو معن السكون وهذا منوع بل دائما يكون حصوله ف موضع معي إما عينا وإما على‬
‫البدل أي يكون ف كل وقت ف حيز معي غي الذي كان حاصل فيه قبله انتهى ‪ ،‬قلت مضمون هذا‬
‫العتراض أن الشار إليه بأنه هنا أو هناك ل يستلزم حيزا معينا يتنع انتقاله عنه غاية ما يقال إنه ل بد له من‬
‫حيز أما كونه واحدا بعينه ف جيع الوقات فل وإذا استلزم نوع اليز ل عينه أمكن كونه تارة ف هذا وتارة‬
‫ف هذا يوضح هذا أن هذا الكم لزم للجسم سواء قدر أزليا أو مدثا فإن السم الحدث ل بد له من حيز‬
‫أيضا مع إمكان انتقاله عنه ‪ ،‬فإن قال ل بد للجسم من حيز معي يكون فيه إذ الطلق ل وجود له ف الارج‬
‫فإذا كان أزليا امتنع زواله بلف الحدث ‪ ،‬قيل ليس اليز أمرا وجوديا بل هو تقدير الكان ولو قدر أنه‬
‫وجودي فكونه فيه نسبة وإضافة ليس أمرا وجوديا أزليا ‪ ،‬وأيضا فيقال مضمون هذا الكلم لو كان أزليا للزم‬
‫أن يكون ساكنا ل يتحرك عن حيزه لن الوجود الزل ل يزول ‪ ،‬فيقال إن ل يكن السكون وجوديا بطل‬
‫الدليل وإن كان وجوديا فأنت ل تقم دليل على إمكان زوال السكون الوجودي الزل وإنا أقمت الجة على‬
‫أن جنس السم يقبل الركة ومعلوم أنه إذا كان كل جسم يقبل الركة وغيها من الصفات كالطعم واللون‬
‫والقدرة والعلم وغي ذلك ث قدر أن ف هذه الصفات الوجودية ما هو أزل قدي لوجوب قدم ما يوجبه ل يلزم‬
‫إمكان زوال هذه الصفة الت وجب قدم ما يوجبها فإن ما وجب قدم موجبه وجب قدمه وامتنع حدوثه‬
‫ضرورة ‪ ،‬فإن قيل نن نشاهد حركة الفلك فامتنع أن يقال ل يزل ساكنا‬

‫‪ ،‬قيل أول ليس الكلم ف حدوث الفلك بعينه بل ف حدوث كل جسم فإذا قدر جسم أزل ساكن‬
‫غي الفلك ل يكن فيما ذكره ول ف حركة الفلك دليل على حدوثه ل سيما عند من يقول القدي الزل‬
‫الالق جسم ل يزل ساكنا كما يقوله كثي من النظار من الشامية والكرامية وغيهم ‪ ،‬وقيل ثانيا الفلك وإن‬
‫كان متحركا فحيزه واحد ل يرج عن ذلك اليز وحركته وضعية ليست حركة مكانية تتضمن نقله من حيز‬
‫إل حيز وحينئذ فقوله وقد ثبت جواز الركة إن أراد به الركة الكانية كان منوعا وإن أراد غيها كالركة‬
‫الوضعية ل يلزم من ذلك جواز انتقاله من هذا اليز إل غيه ‪ ،‬وقد سبق المدي إل هذا العتراض فإنه قال‬
‫ف العتراض على القدمة الول الزل ليس هو عبارة عن زمان مصوص ووقت مقدر حت يقال بصول‬
‫السم ف اليز فيه بل الزل ل معن له غي كون الشيء ل أول له والزل على هذا يكون صادقا على ذلك‬
‫الشيء ف كل وقت يفرض كون ذلك الشيء فيه فقول القائل السم ف الزل موصوف بكذا أي ف حالة‬
‫كونه متصفا بالزلية وما من وقت يفرض ذلك السم فيه إل وهو موصوف بالزلية وأي وقت قدر حصول‬
‫ذلك السم فيه وهو ف حيز معي ل يلزم أن يكون حصوله ف ذلك اليز العي أزليا لن نسبة حصوله ف‬
‫ذلك اليز العي كنسبة حصوله ف ذلك الوقت العي وما لزم من كون السم الزل ل يلو عن وقت معي‬
‫أن يكون كونه ف الوقت العي أزليا فكذلك الصول ف اليز العي قال وفيه دقة مع ظهوره ‪ ،‬قلت ويوضح‬
‫فساد هذه الجة أن قوله كل جسم يب اختصاصه بيز معي لن كل موجود يشار إليه حسا بأنه هنا أو‬
‫هناك يب كونه كذلك ياب عنه بأن يقال أتريد به أنه يب اختصاصه بيز معي مطلقا أو يب اختصاصه‬
‫بيز معي حي الشارة إليه أما الول فباطل فليس كل مشار إليه إشارة حسية يب اختصاصه دائما بيز معي‬
‫فإنه ما من جسم إل وهو ويقبل الشارة السية مع العلم بأنا نشاهد كثيا من الجسام تتحول عن أحيازها‬
‫وأمكنتها ‪ ،‬فإن قال بل يب أن يكون حي الشارة إليه له حيز معي فهذا حق لكن الشارة إليه مكنة ف كل‬
‫وقت أما كونه ف كل الوقات ل يكون إل ف ذلك العي ل ف غيه فل والزل هو الذي ل يزل فليس بعض‬
‫الوقات أخص به من بعض حت يقال يكون ف ذلك الوقت‬

‫‪ ،‬العي ف حيز معي بل يوز أن يكون ف وقت ف هذا اليز وف وقت آخر ف حيز آخر وتام ذلك‬
‫ما تقدم ذكره من أن الزل ليس شيئا معينا حت يطلب له حيز معي بل هو عبارة عن عدم الول ‪ ،‬ث ذكر‬
‫الرازي البهان الرابع والامس وليسا متعلقي بذا الكان ومضمون الرابع أن كل ما سوى الواحد مكن بذاته‬
‫وكل مكن بذاته فهو مفتقر إل الؤثر والؤثر ل يؤثر إل ف الادث ل ف الباقي سواء كان تأثيه فيه ف حال‬
‫حدوثه أو حال عدمه لن التأثي ف الباقي من باب تصيل الاصل‬

‫‪ ،‬والقدمة الول من هذه الجة مبنية على توحيد الفلسفة وهو نفي التركيب وأن كل مركب فهو‬
‫مفتقر إل أجزائه وأجزاؤه غيه وهو ف غاية الضعف كما بسط ف غي موضع ‪ ،‬والثانية مبنية على أن علة‬
‫الفتقار هي الدوث ل المكان ‪ ،‬قلت إنه إن أريد بذلك الدوث مثل دليل على أن الحدث يتاج إل‬
‫مدث أو أن الدوث شرط ف افتقار الفعول إل الفاعل‬

‫‪ ،‬فهذا صحيح وإن أريد بذلك أن الدوث هو الذي جعل الحدث مفتقرا إل الفاعل فهذا باطل و‬
‫كذلك المكان إذا أريد به أنه دليل على الفتقار إل الؤثر أو أنه شرط ف الفتقار إل الؤثر فهذا صحيح وإن‬
‫أريد به أنه جعل نفس المكن مفتقرا فهذا باطل وعلى هذا فل منافاة بي أن يكون كل من المكان والدوث‬
‫دليل على الفتقار إل الؤثر وشرطا ف الفتقار إل الؤثر ‪ ،‬وإنا الناع ف مسألتي أحدها أن الواجب بغيه‬
‫هل يصح كونه مفعول لن يقول الفلك قدي معلول مكن فهذا ما ينكره جاهي العقلء ويقولون ل يكن‬
‫مقارنته لفاعله أزل وأبدا ويقولون المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل معدوما تارة وموجودا أخرى‬
‫فنفس الخلوقات مفتقرة إل الالق بذاتا واحتياجها إل الؤثر أمر ذات ل يتاج إل علة فليس كل حكم ثبت‬
‫للذوات يتاج إل علة إذ ذلك يفضي إل تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء بل من الحكام ما هو لزم‬
‫للذوات ل يكن أن يكون مفارقا للذوات ول يفتقر إل علة وكون كل ما سوى ال فقيا إليه متاجا إليه دائما‬
‫هو من هذا الباب فالفقر والحتياج أمر لزم ذات لكل ما سوى ال كما أن الغن والصمدية أمر لزم لذات‬
‫ال ‪ ،‬وهنا ينشأ الناع ف السألة الثانية وهو أن الحدث الخلوق هل افتقاره إل الالق الحدث وقت‬
‫الحداث فقط أو هو دائم مفتقر إليه على قولي للنظار ‪ ،‬وكثي من أهل الكلم التلقي عن جهم وأب الذيل‬
‫يقولون إنه‬

‫‪ ،‬ل يفتقر إليه إل ف حال الحداث ل ف البقاء وهذا ف مقابلة قول الفلسفة الدهرية القائلي بأن‬
‫افتقار المكن إل الواجب ل يستلزم حدوثه بل افتقاره إليه ف حال بقائه أزل وأبدا وكل القولي باطل ‪ ،‬وهو‬
‫ف أكثر كتبه ينصر خلف ذلك ولكن نن نقرر أن كل ما سوى الواجب فهو مدث وأن التأثي ل يكون إل‬
‫ف حادث وأن الدوث والمكان متلزمان وهو قول جهور العقلء من أهل اللل والفلسفة وإنا أثبت مكنا‬
‫ليس بادث طائفة من متأخري الفلسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالت ل ميص عنها مع أنم ف‬
‫كتبهم النطقية يوافقون آرسطو وسلفهم وهو المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا وقد أنكر‬
‫ابن رشد قولم بأن الشيء المكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديا أزليا وقال ل يقل بذا أحد من‬
‫الفلسفة قبل ابن سينا ‪ ،‬قلت وابن سينا ذكر ف الشفاء ف مواضع أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل‬
‫يكون إل حادثا فتناقض ف ذلك تناقضا مبسوطا ف غي هذا الوضع‬
‫‪ ،‬وقد أورد هو على هذه الجة معارضة مركبة تستلزم فساد إحدى القدمتي وهي العارضة بكونه‬
‫تعال عالا بالعلم قادرا بالقدرة فإن علمه إن كان واجبا لذاته وذاته واجبة أيضا فقد وجد واجبان وبطلت‬
‫القدمة الول وإن كان مكنا كان واجبا بغيه لوجوب ذاته ولزم كون الثر والؤثر دائمي وبطلت القدمة‬
‫الثانية ول يب عن هذه العارضة بل قال وأما الواب عن كونه عالا بالعلم قادرا بالقدرة فصعب ‪ ،‬وقد‬
‫اعترض الرموي على ما ذكره ف القدمتي أما الول فإن الرازي قال لو وجد واجبان وجوبا ذاتيا لتشاركا‬
‫ف الوجوب الذات وتباينا بالتعيي فيلزم تركبهما ما به الشاركة والباينة وكل مركب مفتقر إل غيه لفتقاره‬
‫إل جزئه وكل مفتقر إل غيه مكن لذاته ‪ ،‬قال الرموي ولقائل أن يقول قد يكون الوجوب والتعيي وصفي‬
‫عرضيي للماهية البسيطة‬

‫‪ ،‬قلت تقدم الكلم على هذا ف التركيب وذكر ما استدلوا به على امتناع كونه عرضيا فإن الوصف‬
‫الغرضي يتاج إل سبب منفصل عن الذات فيكون وجوب الواجب مفتقرا إل شيء غي الواجب وأيضا‬
‫فيكون وجوب الواجب وصفا عرضيا وهو ظاهر الفساد وأيضا التفريق ف الصفات اللزمة للحقيقة بي الذات‬
‫والعرضي تكم مض ‪ ،‬ولكن لقائل أن يقول قول القائل تشاركا ف الوجوب الذات أتعن به تشاركهما ف‬
‫مطلق الوجوب أو أن أحدها شارك الخر ف الوجوب الذي يصه ‪ ،‬فإن أراد الول قيل له وكذلك قد‬
‫اشتركا ف مطلق التعي فإن هذا واجب وهذا واجب وهذا معي وهذا معي والعينات مشتركة ف مسمى‬
‫التعي كما أن الواجبات مشتركة ف مسمى الوجوب والوجودات مشتركة ف مسمى الوجود والاهيات‬
‫مشتركة ف مسمى الاهية والقائق مشتركة ف مسمى القيقة وكذلك سائر الساء العامة الطلقة الكلية‬
‫وحينئذ فلم يتباينا ف مطلق التعيي كما ل يتباينا ف مطلق الوجوب ‪ ،‬وإن قال اشتركا ف عي الوجوب‬

‫‪ ،‬قيل هذا متنع كما أن اشتراكهما ف عي التعي متنع ‪ ،‬وإن جاز لقائل أن يقول هذا شارك هذا ف‬
‫نفس وجوبه الذي يصه لاز لخر أن يقول إن هذا شارك هذا ف نفس تعينه الذي يصه وإنا الستدل أخذ‬
‫الوجوب مطلقا وأخذ التعي مقيدا وكان الواجب أن يسوى بينهما ف الطلق والتعيي إذ ها متلزمان فإن‬
‫وجوب هذا ملزم لعينه ووجوب هذا ملزم لعينه فيمتنع انفكاك أحدها عن الخر ‪ ،‬ولو عكس عاكس قوله‬
‫لكان قوله مثل قوله بأن يقول اشتركا ف التعي الذات فإن لكل منهما تعينا ذاتيا وتباينا ف الوجوب فإن لكل‬
‫منهما وجوبا يصه ومعلوم أن هذا فاسد فكذلك نظيه ‪ ،‬وف الملة فالصفات التلزمة ل يكون بعضها‬
‫أخص من بعض فإذا قدر إنسانان فكل منهما له إنسانية تصه وحيوانية تصه وناطقية تصه وهي متلزمة ل‬
‫توجد إنسانيته دون ناطقيته ول ناطقيته دون إنسانيته ول توجد واحدة منهما دون عينه العينة وإن وجد‬
‫‪ ،‬إنسانية أخرى وناطقية أخرى فتلك نظي إنسانيته وناطقيته ليست هي هي بعينها كما أن هذا‬
‫النسان نظي هذا النسان ليس هو إياه بعينه إل أن يراد بلفظ العي النوع كما يقال لن عمل مثل ما يعمل‬
‫غيه هذا عمل فلن بعينه فالقصود أنه ذلك النوع بعينه ليس القصود أنه ذلك العمل الشخص الذي قام‬
‫بذات ذلك الفاعل فإنه مالف للحس فقد تبي أن الوجودين والواجبي ونو ذلك ل يتركب أحدها من‬
‫مشارك وميز بل ليس فيه إل وصف متص به يتميز به عن غيه وإن كانت صفاته بعضها يشابه فيها غيه‬
‫وبعضها يالف فيها غيه ‪ ،‬فإذا قيل لو قدر واجبان أو موجودان أو إنسانان لكان أحدها يشابه الخر ف‬
‫الوجوب أو الوجود أو النسانية لكان صحيحا ولكان يكن مع ذلك أنه يشابه ف القيقة كما يكن أن‬
‫يالفه ‪ ،‬ث هب أن كل منهما فيه ما يشارك به غيه وما يتميز به عنه فقوله إنه مركب ما به الشتراك‬
‫والمتياز إن عن بذلك أنه موصوف بالمرين فصحيح وإن عن أن هناك أجزاء تركبت ذاته منها فهذا باطل‬
‫كقول من يقول إن النسان مركب من اليوانية والناطقية فإنه ل ريب أنه موصوف بما وأما كون النسان‬
‫العي له أجزاء تركب منها فهذا باطل كما تقدم‬

‫‪ ،‬ولو سلم أن مثل هذا يسمى تركيبا فقوله كل مركب مفتقر إل غيه يدخل فيه ما ركبه الركب‬
‫كالجسام الركبة من مفرداتا من الغذية والدوية والشربة ونو ذلك ويدخل فيه ما يتميز بعض جوانبه عن‬
‫بعض ويدخل فيه الوصوف بصفات لزمة له وهذا هو الذي أراده هنا ‪ ،‬فيقال له حينئذ يكون الراد أن كل ما‬
‫كان له صفة لزمة له فل بد ف ثبوته من الصفة اللزمة له وهذا حق وهب أنك سيت هذا تركيبا فليس ذلك‬
‫متنعا ف واجب الوجود بل هو الق الذي ل يكن نقيضه ‪ ،‬قولك الركب مفتقر إل غيه معناه أن الوصوف‬
‫بصفة لزمة له ل يكون موجودا بدون صفته اللزمة له لكن سيته مركبا‬

‫‪ ،‬وسيت صفته اللزمة له جزءا وغيا وسيت استلزامه إياها افتقارا فقولك بعد هذا كل مفتقر إل‬
‫غيه مكن لذاته معناه أن كل مستلزم لصفة لزمة ل يكون موجودا بنفسه بل بشيء مباين له ومعلوم أن هذا‬
‫باطل وذلك لن العلوم أن ما كانت ذاته تقبل الوجود والعدم فل يكون موجودا بنفسه بل ل بد له من‬
‫واجب بنفسه يبدعه وهذا حق فهو مفتقر إل شيء مباين له يبدعه وهذا هو الغي الذي يفتقر إليه المكن وكل‬
‫ما افتقر إل شيء مباين له ل يكن موجودا بنفسه قطعا أما إذا أريد بالغي الصفة اللزمة وأريد بالفتقار التلزم‬
‫فمن أين يقال إن كل ما استلزم صفة لزمة له ل يكون موجودا بنفسه بل يفتقر إل مبدع مباين له ‪ ،‬وقد‬
‫ذكرنا مثل هذا ف غي موضع وبينا أن لفظ الزء والغي والفتقار والتركيب ألفاظ مملة موهوا با على الناس‬
‫فإذا فسر مرادهم با ظهر فساده وليس هذا القام مقام بسط هذا ‪ ،‬ونن هذا البهان عندنا صحيح وهو أن‬
‫كل ما سوى ال مكن وكل مكن فهو مفتقر إل الؤثر لن الؤثر ل يؤثر إل ف حال حدوثه لكن يقرر ذلك‬
‫بقدمات ل يذكرها الرازي هنا كما بسط ف موضع آخر ‪ ،‬وأما الواب عن العارضة بكون الرب عالا قادرا‬
‫فجوابه أن‬

‫‪ ،‬الواجب بذاته يراد به الذات الواجبة بنفسها البدعة لكل ما سواها وهذا واحد ويراد به الوجود‬
‫بنفسه الذي ل يقبل العدم ‪ ،‬وعلى هذا فالذات واجبة والصفات واجبة ول مذور ف تعدد الواجب بذا‬
‫التفسي كما ل مذور ف تعدد القدي اذا اريد به ما ل اول لوجوده وسواء كان ذاتا او صفة لذات القدي‬
‫بلف ما اذا اريد بالقدي الذات القدية الالقة لكل شيء فهذا واحد ل اله إل هو وقد يراد بالواجب الوجود‬
‫بنفسه القائم بنفسه وعلى هذا فالذات واجبة دون الصفات ‪ ،‬وعلى هذا فإذا قال القائل الذات مؤثرة ف‬
‫الصفات والؤثر والثر ذاتان قيل له لفظ التأثي ممل اتعن بالتأثي هنا كونه ابدع الصفات وفعلها ام تعن به‬
‫كون ذاته مستلزما لا فالول منوع ف الصفات والثان مسلم والتأثي ف البدعات هو بالعن الول ل بالعن‬
‫الثان بل قد بينا ف غي هذا الوضع انه ينع ان يكون مع ال شيء من البدعات قدي بقدمه ‪ ،‬قال الرازي ف‬
‫البهان الامس لو كان السم قديا لكان قدمه أما ان يكون عي كونه جسما واما مغايرا لكونه جسما‬
‫والقسمان باطلن فبطل القول بكون السم قديا‬

‫‪ ،‬انا قلنا انه ل يوز ان يكون قدم السم عي كونه جسما لنه لو كان كذلك لكان العلم بكونه‬
‫جسما علما بكونه قديا فكما ان العلم بكونه جسما ضروري لزم ان يكون العلم بكونه قديا ضروريا ولا‬
‫بطل ذلك فسد هذا القسم ‪ ،‬وانا قلنا انه ل يوز ان يكون قدم السم زائدا على كونه جسما لن ذلك الزائد‬
‫ان كان قديا لزم ان يكون قدمه زائدا عليه ولزم التسلسل وان كان حادثا فكل حادث فله أول وكل قدي فل‬
‫أول له فلو كان قدم القدي عبارة عن ذلك الادث للزم ان يكون ذلك الشيء له أول وان ل يكون له أول‬
‫وهو مال ‪ ،‬ث قال فان عارضوا بكونه حادثا قلنا الادث عبارة عن مموع الوجود الاصل ف الال والعدم‬
‫السابق ول يبعد حصول العلم بالوجود الاصل مع الهل بالعدم السابق بلف القدي فانه ل معن له إل نفس‬
‫وجوده فظهر الفرق ‪ ،‬ث قال وهذا وجه جدل فيه مباحثات دقيقة‬

‫‪ ،‬قال وليكن هذا اخر كلمنا ف شرح دلئل حدوث الجسام ‪ ،‬قلت قال الرموى لقائل ان يقول‬
‫ضعف الصل والواب ل يفي اه ‪ ،‬قلت قد بي ف غي هذا الوضع فساد مثل هذه الجة من وجوه وهي‬
‫مبينة على ان القدي هل هو قدي بقدم ام ل فمذهب ابن كلب والشعري ف احد قوليه وطائفة من الصفاتية‬
‫انه قدي بقدم ومذهب الشعري ف القول الخر والقاضي اب بكر والقاضي اب يعلي واب علي بن اب موسى‬
‫واب العال الوين وغيهم ليس كذلك وهم متنازعون ف البقاء فقول الشعري وطائفة معه انه باق ببقاء وهو‬
‫قول الشريف واب علي بن اب موسى وطائفة وقول القاضي اب بكر وطائفة كالقاضي اب يعلي ونوه نفى‬
‫ذلك ‪ ،‬وحقيقة المر ان الناع ف هذه السالة اعتباري لفظى كما قد بسط ف غي هذا الوضع وهو متعلق‬
‫بسائل الصفات هل هي زائدة على الذات ام ل وحقيقة المر ان الذات ان اريد با الذات الوجودة ف الارج‬
‫فتلك مستلزمة لصفاتا يتنع وجودها بدون تلك الصفات واذا قدر عدم اللزم لزم عدم اللزوم فل يكن فرض‬

‫‪ ،‬الذات الوجودة ف الارج منفكة عن لوازمها حت يقال هي زائدة او ليس زائدة لكن يقدر ذلك‬
‫تقديرا ف الذهن وهو القسم الثان فإذا اريد بالذات ما يقدر ف النفس مردا عن الصفات فل ريب ان الصفات‬
‫زائدة على هذه الذات القدرة ف النفس ومن قال من متكملة اهل السنة ان الصفات زائدة على الذات فتحقيق‬
‫قوله انا زائدة على ما اثبته النازعون من الذات فإنم اثبتوا ذات مردة عن الصفات ونن نثبت صفاتا زائدة‬
‫على ما اثبتوه هم ل انا نعل ف الارج ذاتا قائمة بنفسها ونعل الصفات زائدة عليها فإن الي الذي يتنع ان‬
‫ل يكون إل حيا كيف تكون له ذات مردة عن الياة وكذلك ما ل يكون إل عليما قديرا كيف تكون ذاته‬
‫مردة عن العلم والقدرة ‪ ،‬والذين فوقوا بي الصفات النفسية والعنوية قالوا القيام بالنفس والقدم ونو ذلك من‬
‫الصفات النفسية بلف العلم والقدرة فإنم نظروا إل ما ل يكن تقدير الذات ف الذهن بدون تقديره فجعلوه‬
‫من النفسية وما يكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا ول ريب انه ل يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه‬
‫بلف كما يقدر انه عال فإنه يكن تقدير ذاته بدون العلم ‪ ،‬وهذا التقدير عاد إل ما قدروه ف انفسهم وأل‬
‫ففي نفس المر جيع صفات الرب اللزمة له هي صفات نفسية ذاتية فهو عال بنفسه وذاته وهو عال بالعلم‬
‫وهو قادر بنفسه وذاته وهو قادر بالقدرة‬

‫‪ ،‬فله علم لزم لنفسه وقدرة لزمة لنفسه وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه ‪ ،‬وعلى كل تقدير‬
‫فالستدلل على حدوث الجسام بذه الجة ف غاية الضعف كما اعترفوا هم به فإن ما ذكروه يوجب ان ل‬
‫يكون ف الوجود شيء قدي سواء قدر انه جسم او غي جسم فانه يقال لو كان الرب رب العالي قديا لكان‬
‫قدمه أما ان يكون عي كونه ربا وإما زائدا عن ذلك والمران باطلن فبطل كونه قديا ‪ ،‬أما الول فلن لو‬
‫كان كذلك لكان العلم بكونه ربا أو واجب الوجود أو نو ذلك علما بكونه قديا وهذا باطل ‪ ،‬وأما الثان‬
‫فلن ذلك الزائد إن كان قديا يلزم أن يكون قدمه زائدا عليه ولزم التسلسل وإن كان حادثا كان للقدي أول‬
‫فما كان جوابا عن مواضع الجاع كان جوابا ف موارد الناع وإن كان العلم بكونه رب العالي يستلزم‬
‫العلم بقدمه لكن ليس العلم بنفس الربوبية هو العلم بنفس القدم بل قد يقوم العلم الول بالنفس مع ذهولا عن‬
‫الثان وقد يشك ف قدمه مع العلم بأنه ربه ويطر له أن للرب ربا حت يتبي له فساد ذلك وقد ذكر النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ذلك ف الديث الصحيح ف قوله ‪ ،‬إن الشيطان يأت أحدكم فيقول من خلق كذا فيقول ال‬
‫فيقول فمن خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته وقد بسطت هذا ف موضع آخر كما سيأت‬
‫إن شاء ال‬

‫‪ ،‬والقصود هنا أن هذه الباهي المسة الت احتج با على حدوث الجسام قد بي أصحابه العظمون‬
‫له ضعفها بل هو نفسه أيضا بي ضعفها ف كتب أخرى مثل = الطالب العالية وهي آخر ما صنفه وجع فيها‬
‫غاية علومه و = الباحث الشرقية وجعل منتهى نظره وبثه تضعيفها ‪ ،‬وقد بسط الكلم على هذا ف مواضع‬
‫وبي كلم السلف والئمة ف هذا الوضع كالمام أحد وغيه وكلم النظار الصفاتية كأب ممد بن كلب‬
‫وغيه وأن القائل إذا قال عبدت ال ودعوت ال وقال ال خالق كل شيء ونو ذلك فاسه تعال يتناول الذات‬
‫والصفات ليست الصفات خارجة عن مسمى اسه ول زائدة على ذلك بل هي داخلة ف مسمى اسه ولذا قال‬
‫أحد فيما صنفه ف الرد على الهمية نفاة الصفات قالوا إذا قلتم ال وعلمه وال وقدرته وال ونوره قلتم بقول‬
‫النصارى فقال ل نقول ال وعلمه وال وقدرته وال ونوره ولكن ال بعلمه وقدرته ونوره هو إله واحد فبي‬
‫أحد أنا ل نعطف صفاته على مسمى اسه العطف الشعر بالغايرة بل ننطق با يبي أن صفاته داخلة ف مسمى‬
‫اسه‬

‫‪ ،‬ولا ناظره الهمية ف منته الشهورة فقال له عبد الرحن بن إسحاق القاضي ما تقول ف القرآن أهو‬
‫ال أم غي ال يعن إن قلت هو ال فهذا باطل وإن قلت غي ال فما كان غي ال فهو ملوق ‪ ،‬فأجابه أحد‬
‫بالعارضة بالعلم فقال ما تقول ف علم ال أهو ال أم غي ال فقال أقول ف كلمه ما أقوله ف علمه وسائر‬
‫صفاته وبي ذلك ف رده على الهمية بأنا ل نطلق لفظ الغي نفيا ول إثباتا إذ كان لفظا ممل يراد بغي الشيء‬
‫ما باينه وصارت مفارقته له ويراد بغيه ما أمكن تصوره بدون تصوره ويراد به غي ذلك ‪ ،‬وعلم ال وكلمه‬
‫ليس غي الذات بالعن الول وهو غيها بالعن الثان ولكن كونه ليس غي ال بالعن الول فعلى إطلقه وأما‬
‫كونه غي ال بالعن الثان ففيه تفصيل فإن أريد بتصوره معرفته العرفة الواجبة المكنة ف حق العبد فل يعرفه‬
‫هذه‬

‫‪ ،‬العرفة من ل يعرف أنه حي عليم قادر متكلم فل يكن تصوره ومعرفته بدون صفاته فل تكون‬
‫مغايرة لسمى اسه وإن أريد أصل التصور وهو الشعور به من بعض الوجوه فقد يشعر به من ل يطر له حينئذ‬
‫أنه حي ول عليم ول متكلم فتكون صفاته مغايرة له بالعتبار الثان ‪ ،‬وأجاب أحد أيضا بأن ال ل يسم‬
‫كلمه غيا ول قال إنه ليس بغي يعن والقائل إذا قال ما كان غي ال أو سوى ال فهو ملوق فإن احتج على‬
‫ذلك بالسمع فل بد أن يكون مندرجا هذا اللفظ ف كلم الشارع وليس كذلك وإن احتج بالعقل فالعقل إنا‬
‫يدل على خلق المور الباينة له وأما صفاته القائمة بذاته فليست ملوقة والذين يعلون كلمه ملوقا يقولون‬
‫هو بائن عنه والعقل يعلم أن كلم التكلم ليس ببائن عنه ‪ ،‬وبذا التفصيل يظهر أيضا اللل فيما ذكروه من‬
‫الفرق بي الصفات الذاتية والعنوية بأن الذاتية ل يكن تقدير الذات ف الذهن بدون تقديرها بلف العنوية‬
‫فإنه يقال لم ما تعنون بتقدير الذات ف الذهن أو تصور الذات أو نو ذلك من اللفاظ أتعنون به أصل‬
‫الشعور والتصور والعرفة ولو من بعض الوجوه أم تريدون به التصور والعرفة والشعور والواجب أو المكن أو‬
‫التام فإن عنيتم الول فما من‬

‫‪ ،‬صفة تذكر إل ويكن أن يشعر النسان بالذات مع عدم شعوره با ‪ ،‬وقد يذكر العبد ربه ول يطر‬
‫له حينئذ كونه قديا أزليا ول باقيا أبديا ول واجب الوجود بنفسه ول قائما بنفسه ول غي ذلك وكذلك قد‬
‫يطر له ما يشاهده من الجسام ول يطر له كونه متحيزا أو غي متحيز ‪ ،‬وإن عنيتم الثان فمعلوم أن النسان‬
‫ل يكون عارفا بال العرفة الواجبة ف الشرع ول العرفة الت تكن بن آدم ول العرفة التامة حت يعلم أنه حي‬
‫عليم قدير ومتنع لن يكون عارفا بأن ال متصف بذلك إذا خطر بباله ذاته وهذه الصفات أن يكن تقدير ذاته‬
‫موجودة ف الارج بدون هذه الصفات كما يتنع أن يقدر ذاته موجودة ف الارج بدون أن تكون قدية‬
‫واجبة الوجود قائمة بنفسها فجميع صفاته تعال اللزمة لذاته يتنع مع تصور الصفة والوصوف والعرفة بلزوم‬
‫الصفة للموصوف يتنع أن يقدر إمكان وجود الذات بدون الصفات اللزمة لا مع العلم باللزوم وإن قدر عدم‬
‫العلم باللزوم أو عدم خطور الصفات اللزمة بالبال فيمكن خطور الذات بالبال بدون شيء من هذه الصفات‬
‫وإذا علم لزوم بعض الصفات دون بعض فما علم لزومه ل يكن تقدير وجود الذات دونه وما ل يعلم لزومه‬
‫أمكن الذهن أن يقدر وجوده دون وجود تلك الصفة الت ل يعلم لزومها لكن هذا المكان معناه عدم العلم‬
‫بالمتناع ل العلم بالمكان ف الارج إذ كل ما ل يعلم النسان عدمه فهو مكن عنده‬

‫‪ ،‬إمكانا ذهنيا بعن عدم علمه بامتناعه ل إمكانا خارجيا بعن أنه يعلم إمكانه ف الارج ‪ ،‬وفرق بي‬
‫العلم بالمكان وعدم العلم بالمتناع وكثي من الناس يشتبه عليه هذا بذا فإذا تصور ما ل يعلم امتناعه أو‬
‫سئل عنه قال هذا مكن وهذا غي متنع وهذا لو فرض وجوده ل يكن من فرضه مال ‪ ،‬وإذا قيل له قولك إنه‬
‫لو فرض وجوده ل يلزم منه مال قضية كلية وسلب عام فمن أين علمت أنه ل يلزم من فرض وجوده مال‬
‫والناف عليه الدليل كما أن الثبت عليه الدليل وهل علمت ذلك بالضرورة الشتركة بي العقلء أم بنظر‬
‫مشترك أم بضرورة اختصصت با أم بنظر اختصصت به فإن كان بالضرورة الشتركة وجب أن يشركك‬
‫نظراؤك من العقلء ف ذلك وليس المر كذلك عندهم وإن كان بنظر مشترك فأين الدليل الذي تشترك فيه‬
‫أنت وهم وإن كان بضرورة متصة أو نظر متص فهذا أيضا باطل لوجهي أحدها أنك تدعي أن هذا ما‬
‫يشترك فيه العقلء ويلزمهم موافقتك فيه وتدعي أنم إذا ناظروك كانوا منقطعي معك بذه الجة وذلك ينع‬
‫دعواك الختصاص بعلم ذلك والثان أن اختصاصك بعلم ذلك ضرورة أو نظرا إنا يكون لختصاصك با‬
‫يوجب تصيصك بذلك كمن خص بنبوة أو تربة أو نو ذلك ما ينفرد به وأنت لست كذلك فيما تدعي‬
‫إمكانه ول تدعي اختصاصك بالعلم بإمكانه وإن ادعيت ذلك ل يلزم غيك موافقتك ف ذلك إن ل تقم‬

‫عليه دليل يوجب موافقتك سواء كان سعيا أو عقليا وأنت تدعي أن هذا من العلوم الشتركة العقلية‬
‫وهذه المور لبسطها موضع آخر ‪ ،‬والقصود هنا التنبيه على هذا الصل الذي نشأ منه التنازع أو الشتباه ف‬
‫مسائل الصفات من هذا الوجه وتفريق هؤلء التكلمي ف الصفات اللزمة للموصوف بي ما سوها نفسية‬
‫وذاتية وما سوها معنوية يشبه تفريق النطقيي ف الصفات اللزمة بي ما سوه ذاتيا مقوما داخل ف القيقة وما‬
‫سوه عرضيا خارجا عن الذات مع كونه لزما لا وتفريقهم ف ذلك بي لزم الاهية ولزم وجود الاهية كما‬
‫قد بسط الكلم على ذلك ف غي هذا الوضع ‪ ،‬وبي أن هذه الفروق إنا تعود عند القيقة إل الفرق بي ما‬
‫يتصور ف الذهان وهو الذي قد يسمى ماهية وبي ما يوجد ف العيان وهو الذي قد يسمى وجودها وأن ما‬
‫يتصور ف النفس من العان ويعب عنه باللفاظ له لفظ دل عليه بالطابقة هو الدال على تلك الاهية وله جزء‬
‫من العن هو جزء تلك الاهية واللفظ الذكور دال عليه بالتضمن وله معن يلزمه خارج عنه فهو اللزم لتلك‬
‫الاهية الارج عنها واللفظ يدل عليه باللتزام وتلك الاهية الت ف الذهن هي بسب ما يتصوره الذهن من‬
‫صفات الوصوف تكثر تارة وتقل تارة وتكون تارة مملة وتارة مفصلة وأما الصفات اللزمة للموصوف ف‬
‫الارج فكلها لزمة له ل تقوم ذاته مع عدم شيء منها وليس منها شيء يسبق الوصوف ف الوجود العين‬
‫كما قد‬

‫يزعمونه من أن الذات يسبق الوصوف ف الذهن والارج وتلك الصفات هي أجزاء الاهية التصورة ف‬
‫الذهن كما أن لفظ كل صفة جزء من تلك اللفاظ إذا قلت جسم حساس نام مغتذ متحرك بالرادة ناطق‬
‫وأما الوصوف الوجود ف الارج كالنسان فصفاته قائمة به حالة فيه ليست أجزاء القيقة الوجودة ف‬
‫الارج سابقة عليها سبق الزء على الكل كما يتوهه من يتوهه من هؤلء الغالطي كما قد بسط ف‬
‫موضعه ‪ ،‬وقول هؤلء التكلمي ف الصفات اللزمة إنا زائدة على حقيقة الوصوف يشبه قول أولئك إن‬
‫الصفات اللزمة العرضية خارجة عن حقيقة الوصوف وكل المرين منه تلبيس واشتباه حاد بسببه كثي من‬
‫النظار الذكياء وكثر بينهم الناع والدال والقيل والقال وبسط هذا له موضع آخر ‪ ،‬وإنا القصود هنا التنبيه‬
‫على ذلك وال أعلم وأحكم وإن كان‬
‫قد بسط الكلم على ضعفها ف غي هذا الوضع مع أن هذا الذي ذكره مستوعب لا ذكره غيه من‬
‫أهل الكلم من العتزلة والشعرية والكرامية ومن وافقهم من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة وغيهم ف‬
‫ذلك ‪ ،‬وكان القصود ما ذكروه ف تناهي الوادث ولذا ل يعتمد المدي ف مسألة حدوث العال على شيء‬
‫من هذه الطرق بل بي ضعفها واحتج با هو مثلها أو دونا ف الضعف وهو أن الجسام ل تنفك عن‬
‫العراض والعراض ل تبقى زماني فتكون حادثة وما ل ينفك عن الوادث فهو حادث وهذا الدليل مبن‬
‫على مقدمتي على أن كل عرض ف زمان فهو ل يبقى زماني وجهور العقلء يقولون إن هذا مالف للحسن‬
‫والضرورة وعلى امتناع حوادث ل أول لا وقد عرف الكلم ف ذلك والوجوه الت ضعف با المدى ما‬
‫احتج به من قبله على حدوث الجسام يوافق كثي منها ما ذكره الرموى وهو متقدم على الرموى ‪ ،‬فأما ان‬
‫يكون الرموى راى كلمه وانه صحيح فوافقه و اما ان يكون وافق الاطر الاطر كما يوافق الافر الافر او‬
‫ان يكون الرموى و المدى اخذا ذلك او بعضه من كلم الرازي او غيه ‪ ،‬وهذا الحتمال ارجح فان هذين‬
‫و امثالا وقفوا على كتبه الت فيها هذه‬

‫الجج مع ان تضعيفها ما سبق هؤلء اليه كثي من النظار ومن تكلم النظار ينظر ما تكلم به من قبله‬
‫فإما ان يكون أخذه عنه او تشابت قلوبم ‪ ،‬وبكل حال فهما مع الرازي ونوه من افضل بن جنسهم من‬
‫التأخرين فاتفاقهما دليل على قوة هذه العارضات ل سيما إذا كان الناظر فيها من له بصية من نفسه يعرف‬
‫با الق من الباطل ف ذلك بل يكون تعظيمه لذه الباهي لن كثيا من التكلمي من هؤلء وغيهم اعتمد‬
‫عليها ف حدوث الجسام فإذا راى هؤلء وغيهم من النظار قدح فيها وبي فسادها علم ان نفس النظار‬
‫متلفون ف هذه السالك وان هؤلء الذين يتجون با هم بعينهم يقدحون فيها وعلى القدح فيها استقر أمرهم‬
‫وكذلك غيهم قدح فيها كأب حامد الغزال وغيه ‪ ،‬وليس هذا موضع استقصاء ذكر من قدح قي ذلك و انا‬
‫القصود القدح ف هذه السالك الت يسمونا براهي عقلية ويعارضون با نصوص الكتاب والسنة واجاع‬
‫السلف ث ان نفس حذاقهم قدحوا فيها ‪ ،‬فأما السلك الول الذي ذكره الرازي فقال المدى السلك السادس‬
‫لبعض التأخرين من اصحابنا ف الدللة على اثبات حدوث الجسام وهو انه لو كانت الجسام أزلية لكانت‬
‫ف الزل أما ان‬

‫تكون متحركة او ساكنة وساق السلك إل اخره ث قال وفيه وف تقريره نظر وذلك ان القاتل يقول‬
‫أما ان تكون الركة عبارة عن الصول ف اليز بعد الصول ف حيز اخر والسكون عبارة عن الصول ف‬
‫اليز بعد ان كان ف ذلك اليز او ل تكون كذلك فان كان الول فقد بطل الصر بالسم ف أول زمان‬
‫حدوثه فانه ليس متحركا لعدم حصوله ف اليز بعد ان كان ف حيز اخر وليس ساكنا لعدم حصوله ف اليز‬
‫بعد ان كان فيه وان كان الثان فقد بطل ما ذكره ف تقرير كون السكون امرا وجوديا ول ميص عنه ‪ ،‬فان‬
‫قيل الكلم انا هو ف السم ف الزمن الثان والسم ف الزمن الثان ليس يلو عن الركة والسكون بالتفسي‬
‫الذكور فهو ظاهر الحالة فانه إذا كان الكلم ف السم انا هو ف الزمن‬

‫الثان من وجود السم فالزمن الثان ليس هو حالة الزلية وعند ذلك ل يلزم ان يكون السم ازل ل‬
‫يلو عن الركة والسكون ‪ ،‬قال وان سلمنا الصر فلم قلتم بامتناع كون الركة أزلية وما ذكروه من الوجه‬
‫الول ف الدللة فانا يلزم ان لو قيل بان الركة الواحدة بالشخص أزلية وليس كذلك بل العن بكون الركة‬
‫أزلية ان اعداد اشخاصها التعاقبة ل أول لا وعند ذلك فل منافاة بي كون كل واحدة من احاد الركات‬
‫الشخصة حادثة ومسبوقة بالغي وبي كون جلة احادها أزلية بعن متعاقبة إل غي النهاية ‪ ،‬قال وما ذكروه ف‬
‫الوجه الثان باطل أيضا فان كل واحدة من الركات الدورية وان كانت مسبوقة بعدم ل بداية له فمعن‬
‫اجتماع العدام السابقة على كل واحدة من الركات ف الزل انه ل أول لتلك العدام ول بداية ومع ذلك‬
‫فالعدم السابق على كل‬

‫حركة وان كان ل بداية له فيقارنه وجود حركات قبل الركة الفروضة ل ناية لا على جهة التعاقب‬
‫أي يعاقبه وجود حركات ل ناية لا من قبل الركة الفروضة وليس فيه مقارنة السابق للمسبوق ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فيكون الكلم ف العدم السابق على حركة حركة وعلى هذا فحصول شيء من الوجدات الزلية مع هذه‬
‫العدام ازل على هذا النوع ل يكون متنعا إذ ليس فيه مقارنة السابق للمسبوق على ما عرف ‪ ،‬قال وفيه دقة‬
‫فليتأمل ‪ ،‬قلت هذا هو العتراض الذي ذكره الرموى وقد ذكره غيها والظاهر ان الرموى تلقى هذا عن‬
‫المدى وهم يقولون اجتماع العدام ل معن له سوى انا مشتركة ف عدم البداية والولية وحينئذ فعدم كل‬
‫حركة يكن ان يقارنه وجود اخرى وليس فيه مقارنة السابق للمسبوق وهذا الذي قالوه صحيح لكن قد يقال‬
‫هذا العتراض انا يصح لو كان احتج بأن ف ذلك مقارنة السابق للمسبوق فقط وهو ل يتج إل بان‬
‫العدمات تتمع ف الزل وليس معها‬

‫شيء من الوجدات إذ لو كان معها موجود لكان هذا الوجود مقارنا لتلك العدمات الجتمعة ومنها‬
‫عدمه فاقترن السابق والسبوق فعدمته اجتماعها ف الزل ‪ ،‬وقد قالوا له ان عنيت باجتماعها تققها بأسرها‬
‫معا حينا فهو منوع لنه ما من حي يفرض إل وينتهي واحد منها وهو يقول انا ل اعن باجتماعها ف حي‬
‫حادث ليلزمن انتهاء واحد منها وانا قلت هي متمعة ف الزل ‪ ،‬وفصل الطاب ان يقال العدم ليس بشيء‬
‫وليس لعدم هذه الركة حقيقة ثابتة مغايرة لعدم الخرى حت يقال ان اعدامها اجتمعت ف الزل او ل تتمع‬
‫بل معن حدوث كل منها انا كانت بعد ان ل تكن وكون الوادث كلها مشتركة ف انا ل تكن ل يوجب‬
‫ان يكون عدم كونا حقائق متغايرة ثابتة ف الزل ‪ ،‬يوضح ذلك ان يقال أتعن بكونا مسبوقة بالعدم ان‬
‫جنسها مسبوق بالعدم او لك واحد منها مسبوق بالعدم أما الول فهو مل الناع و اما الثان فإذا قدر ان كل‬
‫واحد كان بعد ان ل يكن والنس ل يزل كائنا ل يز ان يقال النس كائن بعد ان ل يكن ول يلزم من كون‬
‫كل من افراده مسبوقا بعدم ان يكون النس مسبوقا بالعدم إل إذا ثبت حدوث النس وهو مل الناع وعدم‬
‫الوادث هو نوع واحد ينقضي بسب الدوث فكلما حدث حادث انقضى من ذلك العدم عدم ذلك‬
‫الادث ول ينقض عدم غيه فالزل حينئذ عدم اعيان الوادث كما ان الزل عند من يقول بأنه ل‬

‫أول لا هو جنس الوادث فجنس وجودها أزل وعدم كل من أعيانا أزل ول منافاة بي هذا وهذا‬
‫إل أن يثبت وجوب البداية وهو مل الناع ‪ ،‬وبذا يظهر الواب عما ذكره بعضهم ف تقرير هذا الوجه فإن‬
‫بعضهم لا رأى ما أوردوه على ما ذكره الرازي حرر الدليل على وجه آخر فقال القول بكون كل من‬
‫الركات الزئية مسبوقا بأخرى ل إل أول يسلتزم الحال فيكون مال ‪ ،‬بيان الول أن كل واحد منها من‬
‫حيث إنه حادث يقتضي أن يكون مسبوقا بعدم أزل لن كل حادث مسبوق بعدم أزل فهذا يقتضي أن تكون‬
‫تلك العدمات متمعة ف الزل ومن حيث أنه ما من جنس يفرض إل ويب أن يكون فرد منها موجودا‬
‫يقتضي أل تكون تلك العدمات متمعة ف الزل وإل لزم أن يكون السابق مقارنا للمسبوق ول شك أن‬
‫اجتماعها ف الزل وعدم اجتماعها فيه متناقضان فالستلزم له مال ‪ ،‬فيقال لن احتج بذا الوجه العدم الزل‬
‫السابق على كل من الوادث إن جعلته شيئا ثابتا ف الزل متميزا عن عدم الادث الخر فهذا منوع فإن‬
‫العدم الزل ل امتياز فيه أصل ول يعقل حت يقال إن هناك أعداما ولكن إذا حدث حادث علم أنه انقضى‬
‫عدمه الداخل ف ذلك النوع الشامل لا وليس شول جنس الوجودات لا‬

‫كشمول جنس العدم للمعدومات فإن الوجودات لا امتياز ف الارج فشخص هذا الوجود متميز ف‬
‫الارج عن شخص الخر وأما العدم فليس بشيء أصل ف الارج ول امتياز فيه بوجه من الوجوه ‪ ،‬ولكن‬
‫هذا الدليل قد بن على قول من يقول العدوم شيء ول يبعد أن يكون الرازي أخذ هذا الوجه من العتزلة‬
‫القائلي بذا فإنم يثبتون العدوم شيئا فيكون هذا الادث ف حال عدمه شيئا وهذا الادث ف حال عدمه شيئا‬
‫وحينئذ فللحوادث أعدام متميزة ثابتة ف الزل ‪ ،‬وهؤلء القائلون بذا يقولون ذلك ف كل معدوم مكن سواء‬
‫حدث أو ل يدث فإذا قال القائل للحوادث أعدام أزلية ثابتة ف الزل متميزة ل يتوجه إل على قول هؤلء‬
‫وهذا القول قد عرف فساده وبتقدير تسليمه فيجاب عنه با ذكره هؤلء وهو أن اجتماعه ف الزل بعن غي‬
‫انتفاء البداية متنع وعدم البداية ليس أمرا موجودا حت يعقل فيه اجتماع ‪ ،‬وعلى هذا فيقال ل نسلم أن الزل‬
‫شيء مستقر أو شيء موجود وليس للزل حد مدود حت يعقل فيه اجتماع بل الزل عبارة عن عدم البتداء‬
‫ومال ابتداء له فهو أزل ومال انتهاء له فهو أبدى‬

‫وما من حي يقدر موجودا إل وليس هو الزل ففي كل حي بعضها موجود وبعضها معدوم فوجود‬
‫البعض مقارن لعدم البعض دائما وحينئذ فاجتماعها ف الزل معناه اشتراكها ف ان كل واحد ليس له أول‬
‫وعدم اجتماعها فيه معناه أنه ل يزل ف كل حي واحد منها موجودا وعدمه زائل ول تناقض بي اشتراكها ف‬
‫عدم البتداء ووجود أشخاصها دائما إل اذا قيل يتنع جنس الوادث الدائمة ‪ ،‬وقد اعترض الستدل بذا على‬
‫ما ذكره المدي و الرموى ف الوجه الول ‪ ،‬قال فإن قلت الزل الركة الكلية بعن ان كل فرد منها‬
‫مسبوق بالخر ل إل أول افرادها الوجودة الت تقتضي السبوقية بالغي ‪ ،‬ث قال قلت فحينئذ ما هو الحكوم‬
‫عليه بالزل غي موجود ف الارج لمتناع وجود الركة الكلية ف الارج وما هو موجود منها ف الارج‬
‫فهو ليس بأزل ‪ ،‬ولقائل أن يقول هذا غلط نشأ من الجال الذي ف لفظ الكلي ‪ ،‬وذلك أنه انا يتنع وجود‬
‫الكلى ف الارج مطلقا اذا كان مردا عن أفراده كوجود انسان مطلق وحيوان مطلق وحركة مطلقة ل تتص‬
‫بتحرك ول بهة ولون مطلق ل يكون أبيض ول أسود ول غي ذلك من اللوان العينة فإذا قدر حركة مطلقة‬
‫ل تتص بتحرك معي كان كان وجودها ف الارج متنعا و اما الركات التعاقبة فوجود الكلى فيها هو‬
‫وجود تلك الفراد كما اذا وجد عدة أناسي فوجود‬

‫‪ ،‬النسان الكلى هو وجود أشخاصه ول يتاج ان يثبت للكلى ف الارج وجودا غي وجود أشخاصه‬
‫بل نفس وجود أشخاصه هو وجوده ‪ ،‬ومعلوم أنه اذا أريد بوجود الكلى ف الارج وجود اشخاصه ل ينازع‬
‫فيه احد من العقلء وان كانوا قد يتنازعون ف أن الكلى الطلق ل بشرط وهو الطبيعي هل هو موجود ف‬
‫الارج أم ل وحينئذ فمرادهم بوجود الركة الكلية ف الارج هو وجود أفرادها التعاقبة شيئا بعد شيء فكل‬
‫فرد مسبوق بالغي وليس هذا النس التعاقب الذي يوجد بعضه شيئا فشيئا بسبوق بالغي ‪ ،‬وان شئت قلت ل‬
‫نسلم ان الكلى ل يوجد ف الارج ولكن نسلم أنه ل يوجد ف الارج كليا وهذا هو الكلى الطبيعي هو‬
‫الطلق بشرط كمسمى النسان ل بشرط فإنه يوجد ف الارج لكن معينا مشخصا وتوجد أفراده أما متمعة و‬
‫اما متعاقبة كتعاقب الوادث الستقبلة فوجود الركات العينة كوجود سائر الشياء العينة ووجود مسمى‬
‫الركة كوجود سائر السميات الكلية والحكوم عليه بالزلية هو النوع الذي ل يوجد إل شيئا فشيئا ل يوجد‬
‫متمعا ‪ ،‬فإن قال القائل مسمى الركة ليس بوجود ف الارج على وجه الجتماع كما يوجد من أفراد‬
‫النسان فقد صدق وان قال انه ل يوجد شيئا فشيئا فهذا منوع ومن قال ذلك لزمه ان ل يوجد ف الارج‬
‫حركة أصل ل متناهية ول غي متناهية وهذا مالف للحس والعقل وقد تفطن ابن سينا لذا الوضع وتكلم ف‬
‫وجود الركة‬

‫بكلم له وقد نقله عنه الرازي وغيه وقد تكلمنا عليه وبينا فساده فيما سيأت ان شاء ال ‪ ،‬قال‬
‫المدي وباقي الوجوه ف الدللة ما ذكرناه ف امتناع حوادث غي متناهية ف اثبات واجب الوجود وقد‬
‫ذكرت فل حاجة إل اعادتا ‪ ،‬وهو قد ذكر قبل ذلك ف امتناع مال يتناهي اربعة طرق فزيفها واختار طريقا‬
‫خامسا الول التطبيق وهو أن يقدر جلة فلو كان ما قبلها ل ناية له فلو فرضنا زيادة متناهية على الملة‬
‫الفروضة ولتكن الزيادة عشرة مثل فالملة الول أما ان تكون مساوية لنفسها مع فرض الزيادة عليها او أزيد‬
‫او أنقص ‪ ،‬والقول الساواة والزيادة مال فإن الشيء ل يكون مع غيه كهو ل مع غيه ول أزيد وان كانت‬
‫الملة الول ناقصة بالنظر إل الملة الثانية فمن العلوم ان التفاوت بينهما انا هو بأمر متناه وعند ذلك‬

‫فالزيادة ل بد أن يكون لا نسبة إل الباقي بهة من جهات النسب على نو زيادة التناهي على التناهي‬
‫‪ ،‬ومال ان يصل بي ما ليسا بتناهي النسبة الواقعة بي التناهي ‪ ،‬وأيضا فإنه اذا كانت احدى الملتي أزيد‬
‫من الخرى بأمر متناه فليطبق بي الطرفي الخرين بأن تأخذ من الطرف الخي من احدى الملتي عددا‬
‫مفروضا ومن الخرى مثله وهلم جرا فإما ان يتسلسل المر إل غي النهاية فيلزم منه مساواة النقص للزيد‬
‫ف كل طرفيه وهو مال وان قصرت الملة الناقصة ف الطرف الذي ل ناية له فقد تناهت والزائدة انا زادت‬
‫على الناقصة بأمر متناه وكل ما زاد على التناهى بأمر متناه فهو متناه ‪ ،‬قال وهذا ل يستقيم ل على قواعد‬
‫الفلسفة ول على قواعد التكلمي‬

‫‪ ،‬أما الفلسفة فإن قضوا بأن كل ماله ترتيب وضعي كالبعاد والمتدادات او الترتيب الطبيعي و‬
‫آحاده موجودة معا كالعلل والعلولت فالقول بعدم النهاية فيه مستحيل وما سوى ذلك فالقول بعدم النهاية‬
‫فيه غي مستحيل وسواء كانت آحاده موجوده معا كالنفوس بعد مفارقة البدان او هي على التعاقب والتجدد‬
‫كالزمنة والركات الدورية فإن ما ذكروه وان استمر لم فيما قضوا فيه بالنهاية فهو لزم لم فيما قضوا فيه‬
‫بعدم النهاية وعند ذلك فل بد من بطلن احد المرين أما الدليل ان كان اعتقادهم عدم النهاية حقا و اما‬
‫اعتقاد عدم النهاية ان كان الدليل حقا لستحالة المع ‪ ،‬قال وليس لا يذكره الفيلسوف من جهة الفرق بي‬
‫العلل والعلومات والزمنة والركات قدح ف المع وهو قوله ان مال ترتيب له وضعا ول آحاده موجودة معا‬
‫وان كان ترتيبه‬
‫طبيعيا فل يكن فرض جواز قبوله النطباق وفرض الزيادة والنقصان فيه بلف مقابله لن الحصل‬
‫يعلم ان العتماد على هذا اليال ف تناهي ذوات الضلع وفيما له الترتيب الطبيعي و آحاده موجودة معا‬
‫ليس إل من جهة افضائه إل وقوع الزيادة والنقصان بي ما ليسا بتناهي وذلك انا يكن بفرض زيادة على ما‬
‫فرض الوقوف عنده من نقطة ما من البعد الفروض او وحدة ما من العدد الفروض وعند ذلك فل يفي‬
‫امكان فرض الوقوف على جلة من أعداد الركات والنفوس النسانية الفارقة لبدانا وجواز فرض الزيادة‬
‫عليها بالتوهم ما هو من نوعها وإذ ذاك فالدود الستعملة ف القياس الذكور ف مل الستدلل بعينها‬
‫مستعملة ف صورة اللزام مع اتاد الصورة القياسية من غي فرق ‪ ،‬و ايضا فليس كل جلتي تفاوتتا بأمر متناه‬
‫تكونان متناهيتي فإن عقود الساب مثل ل ناية لعدادها وان كانت الوائل اكثر من الثوان بأمر متناه وهذه‬
‫المور وان كانت تقديرية ذهنية فل خفاء ان وضع القياس الذكور فيها على نو وضعه ف‬

‫المور الوجودة بالفعل فل تتوهن الفرق واقعا من مرد هذا الختلف ‪ ،‬والقول بأن ما زادت به‬
‫إحدى الملتي على الخرى ل بد وان تكون له نسبة إل الثان غي مسلم ول يلزم من قبول التناهي لنسبة‬
‫التناهي اليه قبول غي التناهي لنسبة التناهي اليه ‪ ،‬قال و اما التكلم فله ف ابطال القول بعدم النهاية طرق‬
‫الول ما أسلفناه من الطريقة الذكورة ويلزم عليه ما ذكرناه ما عدا التناقض اللزم للفيلسوف من ضرورة‬
‫اعتقاد عدم النهاية فيما ذكرناه من الصور وعدم اعتقاد التكلم لذلك غي ان الناقضة لزمة للمتكلم من جهة‬
‫اعتقاده عدم النهاية ف معلومات ال تعال ومقدوراته مع وجود ما ذكرناه من الدليل الدال على وجوب النهاية‬
‫فيها ‪ ،‬قال وما يقال من أن العن بكون العلومات‬

‫و القدورات غي متناهية صلحية العلم لتعلقه با يصح ان يعلم وصلحية القدرة لتعلقها بكل ما يصح‬
‫ان يوجد وما يصح ان يعلم ويوجود غي متناه لكنه من قبيل التقديرات الوهية والتجويزات المكانية وذلك‬
‫ما ل يتنع كونه غي متناه بلف المور الوجودية والقائق العينية فل أثر له ف القدح أيضا فإن هذه المور‬
‫وان ل تكن من موجودات العيان غي أنا متحققة ف الذهان ول يفى ان نسبة ما فرض استعماله فيما له‬
‫وجود ذهن على نو استعماله فيما له وجود عين ‪ ،‬قلت التفريق بي الشيئي يتاج إل ثبوت الوصف الفارق‬
‫وثبوت تأثيه و المدي سلم لم الوصف ونازعهم ف كونه مؤثرا‬

‫‪ ،‬والتحقيق أن ما ذكروه من الوصف متوجه ف القدرة فإن تعلقها بالعدوم من باب التجويز بلف‬
‫العلم فإن فساد تعلقه بالعدوم ليس من باب التجويز فإن العدوم هنا معلوم للعال ليس الراد بذلك أن ث صفة‬
‫تصلح ان يعلم با العدوم اذا وجد بل هو معلوم قبل وجوده بلف القدرة فإن تعلقها بالعدوم معناه انا صفة‬
‫صالة لتعلق العدوم اذا وجد ‪ ،‬قلت وأيضا فإن قول القائل العن بكون العلومات و القدورات غي متناهية‬
‫هو صلحية العلم والقدرة للتعلق وهو وان سلم ف القدرة فل يسلم ف العلم فإن الكلم ليس هو ف امكان‬
‫العلم با بل ف العلم الذي يقال انه علم موجود أزل متعلق با ل ناية له وهذا أمر موجود ‪ ،‬وعن هذه الشبهة‬
‫صار طائفة من النظار إل استرسال العلم على آحاد نوع العرض كما قاله ابو العال وحكي ذلك عن أب‬
‫السي البصري وداود الوارب ‪،‬‬

‫‪ ،‬قال ابو العال الجسام جنس واحد والعراض اجناسها مصورة وأفراد النس غي مصورة قال فل‬
‫يوز وجود أجناس ل تتناهى لنه يب حينئذ وجود مال يتناهى ف العلم و ل الدليل دال على نفي النهاية ف‬
‫هذا وهذا قال وأما آحاد العراض فإن العلم يسترسل عليها استرسال وأما الواب بصلحية التعلق فهو‬
‫جواب الشهرستان ونوه ‪ ،‬قال الطريق الثان يعن ف بيان امتناع مال ناية له قوله لو وجد اعداد ل ناية لا‬
‫ل تل أما ان تكون شفعا او وترا معا او شفعا ووترا معا أو ل شفعا ول وترا فإن كانت شفعا فهي تصي وترا‬
‫بزيادة واحدة وان كانت ول شفعا ول وترا فهي تصي شفعا بزيادة واحد و اعواز الواحد لا ل يتناهى مح‬
‫وإن‬

‫كانت شفعا ووترا فهو مال لن الشفع ما يقبل النقسام بتساويي والوتر غي قابل لذلك والعدد‬
‫الواحد ل يكون قابل لذلك وغي قابل له معا وان ل يكن شفعا ول وترا فيلزم منه وجود واسطة بي النفي و‬
‫الثبات وهو مال وهذه الحالت انا لزمت من القول بعدد ل ناية له فالقول به مال ‪ ،‬قال وهو من النمط‬
‫الول ف الفساد لوجهي الول قد ل نسلم استحالة الشفعية او الوترية فيما ل ناية له والقول بأن مال يتناهى‬
‫ل يعوزه الواحد الذي به يصي شفعا ان كان وترا او وترا ان كان شفعا فدعوى مردة ومض استبعاد ل دليل‬
‫عليه ‪ ،‬الوجه الثان انه يلزم عليه عقود الساب ومعلومات ال تعال ومقدوراته فإنا غي متناهية امكانا مع‬
‫امكان اجراء الدليل الذكور فيها ‪ ،‬قلت ولقائل ان يقول أما الوجه الول فضعيف فإن كون مال‬

‫يتناهى معوزا للواحد كالعلوم فساده بالضرورة بل يكن ان يقال مال يتناهى ل يكن ان يكون ل‬
‫شفعا ول وترا لن الشفع والوتر نوعا جنس العدد الحصور الذي له طرفان مبدأ ومنتهى فأما اذا قدر مال‬
‫مبدأ له ول منتهى له فليس عددا مصورا فل يكون شفعا ول وترا كما يقوله السلمون وغيهم من اهل اللل‬
‫فيما يدثه ال تعال ف الستقبل من نعيم النة انه ل شفع ول وتر ‪ ،‬وهذا أيضا قول الفلسفة الطبيعية واللية‬
‫ان مال ناية له ل يكون شفعا ول وترا وذلك ان مال ناية له ليس له طرفان والشفع ما يقبل النقسام‬
‫بقسمي متساويي وهذا انا يعقل فيما له طرفان منتهيان و اذا ل يكن ان يكون شفعا ل يكن ان يكون‬
‫وترا ‪ ،‬وأما عقود الساب فالقدر منها ف الذهن مصور متناه ومال يتناهى ل تقدره الذهان بل كل ما‬
‫يضعفه الذهن من عقود الساب فهو متناه والراتب ف نفسها متناهية ولكن احدى الرتبتي لو وجدت افرادها‬
‫ف الارج لكانت اكثر من الول وليس ذلك تفاوتا ف امور موجودة ل ف الذهان ول ف العيان ‪ ،‬قال ابو‬
‫السن المدي الطريق الثالث انه لو وجد اعداد ل ناية لا فكل واحد منها مصور بالوجود فالملة مصورة‬
‫بالوجود وما ل يتناهى ل ينحصر باصر‬

‫‪ ،‬قال وهو أيضا فاسد لثلثة اوجه ‪ ،‬الول ل نسلم ان الوجود زائد على الوجود حت يقال يكون‬
‫الوجود حاصرا له بل الوجود هو ذات الوجود وعينه على ما يأت ‪ ،‬الثان وان كان زائدا على كل واحد من‬
‫آحاد الملة فل نسلم كونه حاصرا بل عارض مقارن لكل واحد من الحاد والعارض القارن للشيء ل يكون‬
‫حاصرا له ‪ ،‬الثالث سلمنا ان الوجود حاصر لكل واحد من آحاد الملة ولكن ل نسلم ان الكم على الحاد‬
‫يكون حكما على الملة ولذا يصدق ان يقال لكل من آحاد الملة انه جزء الملة ول يصدق على الملة‬
‫انا جزء الملة ‪ ،‬ولقائل ان يقول ف إفساد هذا الوجه أيضا قول القائل انه مصور ف الوجود ايريد به ان‬
‫هناك سورا موجودا حصر ما يتناهى او مال يتناهى بي طرفيه ام يريد به انه موصوف بكونه موجودا فإن‬

‫اراد الول فهو باطل فإنه ليس للموجودان شيء خارج عن الوجودات يصرها سواء قيل انا متناهية‬
‫او غي متناهية وان قيل ان كل واحد ما ل يتناهى من الوجودات هو موجود فهذا حق ‪ ،‬فإذا سى السمى‬
‫هذا حصرا كان هذا اطلقا لفظيا وكان قوله حينئذ مال يتناهى ل يكون مصورا بنلة قوله ل يكون موجودا‬
‫وهذا مل الناع فقد غي العبارة وصادر على الطلوب ث مال يتناهى ف الستقبل موجود باتفاق اهل اللل‬
‫وعامة الفلسفة ول ينازع ف ذلك إل من شذ كالهم وأب الذيل ونوها من هو مسبوق باجاع السلمي‬
‫مجوج بالكتاب والسنة مصوم بالدلة العقلية مع مالفة جاهي العقلء من الولي و الخرين وهو مع هذا‬
‫مصور بالوجود كما ان ما ل يتناهى ف الاضي مصور بالوجود لكنهم يفرقون بأن الاضي دخل ف الوجود‬
‫بلف الستقبل ومنازعوهم يقولون الاضي دخل ث خرج فصارا جيعا معدومي والستقبل ل يدخل ف‬
‫الوجود وهو تفريق صورى حقيقته ان الاضي كان وحصل والستقبل ل يصل بعد ‪ ،‬فيقال لم ول قلتم ان‬
‫كل ما حصل وكان يتنع ان يكون دائما ل يزل وهو وان كان متناهيا من الانب الذي يلينا فالستقبل ايضا‬
‫متناه ف هذا الانب وانا الكلم ف الطرفي الخرين ‪ ،‬و ايضا فالوادث الاضية عدمت بعد وجودها فهي‬
‫الن معدومة كما ان الوادث الستقبلة الن معدومة فل هذا موجود‬
‫ول هذا موجود الن وكلها له وجود ف غي هذا الوقت ذاك ف الاضي وهذا ف الستقبل وكون‬
‫الشيء ماضيا ومستقبل امر اضاف بالنسبة إل ما يقدر متأخرا عن الاضي ومتقدما على الستقبل وأل فكل‬
‫ماض قد كان مستقبل وكل مستقبل سيكون ماضيا كما ان كل حاضر قد كان مستقبل وسيصي ماضيا ‪،‬‬
‫قال المدي الطريق الرابع انه لو وجد مال يتناهى فما من وقت يقدر إل وهو متناه ف ذلك الوقت وانتهاء‬
‫مال يتناهى مال ‪ ،‬قال وهو أيضا غي سديد فإن النتهاء من احد الطرفي وهو الخي وان سلمه الصم فل‬
‫يوجب النهاية ف الطرف الخر ث يلزم عليه عقود الساب ونعيم أهل النة وعذاب أهل النار فإنه وان كان‬
‫متناهيا من طرف البتداء فغي متناه امكانا ف طرف الستقبال ‪ ،‬قلت هذا الوجه من جنس الوجه السادس‬
‫الذي ذكره الرازي وهو أنه لو كانت الوادث الاضية غي متناهية كان‬

‫‪ ،‬وجود اليوم موقوفا على انقضاء مال ناية له وانقضاء مال ناية له مال والوقوف على الحال مال ‪،‬‬
‫وقد اعترض عليه الرموي با اعترض به هو وغيه بأن انقضاء مال ناية له مال ‪ ،‬و اما انقضاء مال بداية له‬
‫ففيه الناع وهو من جنس جواب المدي فإن النتهاء الذي يسلمه الصم هو من أحد الطرفي دون الخر و‬
‫الخر هو البتداء وقد تقدم ذلك ‪ ،‬ث قال المدي و القرب ف ذلك أن يقال لو كانت العلل والعلولت غي‬
‫متناهية وكل واحد منها مكنا على ما وقع به الفرض فهي أما متعاقبة واما معا فإن كانت متعاقبة فقد قيل ان‬
‫ذلك مال لوجوه ثلثة ‪ ،‬الول ان كل واحد منها يكون مسبوقا بالعدم والملة مموع الحاد فالملة‬
‫مسبوقة بالعدم وكل جلة مسبوقة‬

‫‪ ،‬بالعدم فلوجودها أول تنتهي اليه وكل ما لوجوده أول ينتهي اليه فالقول بكون غي متناه مال ‪،‬‬
‫الثان ان كل واحد منها يكون مشروطا ف وجوده بوجود علته قبله ول يوجد حت توجد علته وكذلك‬
‫الكلم ف علته بالنسبة إل علتها وهلم جرا ‪ ،‬فإذا قيل بعدم النهاية فقد تعذر الوقوف على شرط الوجود فل‬
‫وجود لواحد منها وهذا كما اذا قيل ل أعطيك درها إل وقبله درهم فإنه لا كان اعطاء الدرهم مشروطا‬
‫باعطاء درهم قبله وكذلك ف إعطاء كل درهم يفرض إل غي النهاية كان العطاء مال ‪ ،‬الثالث هو ان القول‬
‫بتعاقب العلل والعلولت ير إل تأثي العلة بعد عدمها ف معلولا وتأثي العدوم ف الوجود مال ‪ ،‬قال وهذه‬
‫الجج ما ل مثبت لا ‪ ،‬أما الول فلنه ل يلزم من سبق العدم على كل واحد من الحاد‬

‫‪ ،‬سبقه على الملة فإن الكم على الحاد ل يلزم ان يكون حكما على الملة كما سبق تقيقه ‪،‬‬
‫واما الثان فإنا يلزم ان لو كان ما توقف عليه الوجود وهو شرط ف الوجود غي موجود كما ف الثال‬
‫الذكور وأما ان كان موجودا فل يلزم امتناع وجوب الشروط والقول بأن الشرط غي موجود مل الناع فل‬
‫تقبل الدعوى به من غي دليل ‪ ،‬واما الثالثة فإنا تلزم أيضا ان لو كان معن التعاقب وجود العلول بعد عدم‬
‫علته وليس كذلك بل معناه وجود العلول متراخيا عن وجود علته مع بقاء علته موجودة إل حال وجوده‬
‫وبقاؤه موجودا بعد عدم علته وكذلك ف كل علة مع معلولا وذلك ل يلزم منه تأثي العدوم ف الوجود ول‬
‫ان تكون العلل والعلولت موجودة معا وذلك متصور ف العلل الفاعلة بالختيار ‪ ،‬قال و القرب ف ذلك ان‬
‫يقال لو كانت العلل والعلولت‬

‫‪ ،‬متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة وعند ذلك فل يلو أما ان يقال بوجود شيء منها ف الزل‬
‫او ل وجود لشيء منها ف الزل فإن كان الول فهو متنع لن الزل ل يكون مسبوقا بالعدم والادث‬
‫مسبوق بالعدم فلو كان شيء منها ف الزل لكان مسبوقا بالعدم ضرورة كونه حادثا وغي حادث ضرورة‬
‫كونه ازليا وان كان الثان فجملة العلل والعلولت مسبوقة بالعدم ضرورة أن ل شيء منها ف الزل ويلزم من‬
‫ذلك ان يكون لا ابتداء وناية غي متوقف على سبق غيه عليه وهو الطلوب ‪ ،‬قلت هذا الوجه هو الوجه‬
‫الثالث الذي ذكره الرازي حيث قال أما ان يقال حصل ف الزل شيء من هذه الركات او ل يصل فإن ل‬
‫يصل ف الزل شيء من هذه الركات وجب ان يكون لجموع هذه الركات والوادث بداية وأول وهو‬
‫الطلوب وإن حصل ف الزل شيء من هذه الركات فتلك الركة الاصلة ف الزل ان ل تكن مسبوقة‬
‫بغيها كانت تلك الركة أول الركات وهو الطلوب وان كانت مسبوقة بغيها لزم ان يكون الول مسبوقا‬
‫بغيه وهو مال‬

‫‪ ،‬وقد اعترض ابو الثناء الرموي على هذا بأنه ليس شيء من الركات الزئية ازليا بل كل واحدة‬
‫منها حادثة وإنا القدي الركة الكلية بتعاقب الفراد الزئية وهي ليست مسبوقة بغيها فل يلزم ان يكون لكل‬
‫الركات الزئية أول ‪ ،‬وبيان هذا العتراض فيما ذكره المدي ان يقال قوله أما ان يقال بوجود شيء منها ف‬
‫الزل اول وجود لشيء منها ف الزل حوابه انه ليس شيء بعينه موجودا ف الزل ولكن النس ل يزل متعاقبا‬
‫وحينئذ يندفع ما ذكره على التقديرين أما الول فإنه قال لو كان شيء منها موجودا ف الزل لكان مسبوقا‬
‫بالعدم غي مسبوق بالعدم وهذا انا يلزم اذا قيل ف واحد من الوادث التعاقبة انه قدي أزل وهذا ل يقوله‬
‫عاقل ‪ ،‬و اما التقدير الثان فقوله وان كان الثان فقول القائل العلل والعلومات التعاقبة او غيها من الوادث‬
‫التعاقبة تكون مسبوقة بالعدم انا يلزم اذا قيل ان جنسها ليس بقدي ول أزل وهذا مل الناع ‪ ،‬وحقيقة المر‬
‫ان قول القائل أما ان يقال بوجود شيء منها ف‬
‫الزل أول وجود لشيء منها ف الزل معناه إما أن شيئا منها قدي أزل أو ليس شيء منها قديا أزليا‬
‫وهذا اللفظ متمل فإن أراد به أن واحدا من الوادث التعاقبة يكون قديا أزليا فهذا ل يقولونه وإن أراد أن‬
‫جنسها ل يزل يدث شيئا بعد شيء وأنه ل أول للجنس بل النس قدي أزل فهذا هو الذي يقولونه وحينئذ‬
‫فل يلزم من نفي الزلية عن واحد نفيها عن النس ‪ ،‬وذلك أن معن الزل ليس هو شيئا له ابتداء مدود حت‬
‫يقال هل حصل شيء منها ف ذلك البدأ الحدود بل معن الزل هو معن القدم ومعناه ما ل ابتداء لوجوده‬
‫ول يقدر الذهن غاية إل كان قبل تلك الغاية فإذا قال القائل هل وجد شيء من هذه الوادث ف الزل كان‬
‫معناه هل منها قدي ل أول لوجوده ل يزل موجودا ‪ ،‬والثبت لذلك إنا يقول ل يزل النس موجودا شيئا بعد‬
‫شيء كما يقوله السلمون وجهور الناس غيهم ف البد فيقولون إنه ل يزال جنس الوادث يدث شيئا بعد‬
‫شيء فلو قال القائل الوادث النقضية ل تكون أبدية ول تكون فيما ل يزال لنه إما أن يوجد شيء منها ف‬
‫البد أو ل وجود لشيء منها ف البد فإن كان الول متنع لن البدي ل يكون منقضيا بل ل يزال موجودا‬
‫وإن كان الثان فجملة النقضيات ملحوقة بالعدم وما كان ملحوقا بالعدم ل يكن أبديا لن البدي هو ما ل‬
‫يلحقه العدم كما أن الزل ما ل يسبقه العدم كان الواب عن قول هذا القائل بأن يقال البدي‬

‫‪ ،‬هو جنس الوادث النقضية ل واحد واحد منها والنس ل يلحقه العدم وإن لق آحاده كما قال‬
‫تعال ‪ ،‬إن هذا لرزقنا ماله من نفاد ‪ ،‬سورة ص ‪ 54‬وقال تعال ‪ ،‬أكلها دائم ‪ ،‬سورة الرعد ‪ 35‬فالدائم هو‬
‫النس وكذلك الذي ل نفاد له هو النس ل كل واحد من أعيان الرزق والأكولت ‪ ،‬وقد أورد المدي على‬
‫نفسه سؤال وأجاب عنه فقال قولكم إن ل يوجد شيء منها ف الزل فلها أول وبداية فنقول ل يلزم من كون‬
‫كل واحد من العلل والعلولت غي موجود ف الزل أن تكون الملة غي أزلية فإنه ل يلزم من الكم على‬
‫الحاد أن يكون حكما على الملة بل جاز أن يكون كل واحد من آحاد الملة غي أزل والملة أزلية بعن‬
‫تعاقب آحادها إل غي النهاية ‪ ،‬وقال ف الواب عن هذا قلنا إذا كان كل واحد من الحاد ل وجود له ف‬
‫الزل وهو بعض الملة فليس بعض من أبعاض الملة يكون موجودا ف الزل وإذا ل يكن شيء من البعاض‬
‫موجودا ف الزل فالملة غي موجودة ف الزل فإنه ل وجود للجملة دون وجود أبعاضها‬

‫‪ ،‬قلت ولقائل أن يقول قوله ل وجود للجملة دون وجود أبعاضها أيعن به وجود أبعاضها معها أو‬
‫وجود أبعاضها ولو كانت متعاقبة ‪ ،‬أما الول فل يصح لن ما فرض متعاقبا ل يكن أن تكون أبعاضه‬
‫موجودة معه وليس له وجود متمع ف زمن واحد حت يكن اجتماع أبعاضه معه بل وجود أبعاضه وهو‬
‫متعاقب مع جلته جع بي النقيضي ‪ ،‬وإن عن به وجود أبعاضها كيفما كان فيقال له هذا صحيح والنتفي إنا‬
‫هو وجود شيء من أبعاضها ف الزل ول يلزم من انتفاء كون الواحد من أبعاضها قديا أزليا أن ل يكون‬
‫موجودا فإذا كان وجود الملة موقوفا على وجود أبعاضها فوجود أبعاض التعاقب مكن وإن قال إن وجود‬
‫النس التعاقب الذي هو قدي أزل أبدي موقوف على كون الواحد من آحاده قديا أزليا أو أبديا فهذا مل‬
‫الناع ‪ ،‬فتبي أن الواب فيه مغلطة وحقيقة الواب أنه يب الكم على الملة با يكم به على أفرادها وقد‬
‫بي هو وغيه فساد هذا‬

‫‪ ،‬الواب فإنه إذا ل يكن بعض الملة أزليا كان ذلك سلبا للزلية عن أفراد النس ونفى الزلية هو‬
‫لدوث فيصي معن الكلم إذا كان كل واحد من الفراد أو البعاض التعاقبة حادثا وجب أن يكون النس‬
‫التعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلم ‪ ،‬وأبو السن المدي وغيه أدخلوا هذه القدمة أعن منع العلل‬
‫التعاقبة ف إثبات واجب الوجود ول حاجة بم إليها وهي مبنية على مقدمتي إحداها أن العلة قد تتقدم‬
‫العلول وقد ذكر هو ف كتابه السمى ب دقائق القائق نقيض ما ذكره هنا ف كتابه السمى أبكار الفكار‬
‫وذكر ف إثبات واجب الوجود هذه الطريقة الت تقدمت حكايتها عنه وقال فيها إن كانت العلل والعلولت‬
‫غي متناهية فإما أن تكون متعاقبة أو معا ل جائز أن يقال بالول إذ قد بينا امتناع الفتراق بي العلة والعلول‬
‫فيما تقدم ‪ ،‬والذي قاله فيما تقدم هو أن العلة أو الفاعل ل يفتقر ف كونه علة لعلوله ول كون العلول معلول‬
‫إل سبق العدم فإن ما كان من‬

‫العلولت الوجودية مسبوقا بالعدم إما أن يكون وجوده بإياد العلة له ف حال وجوده أو ف حال‬
‫عدمه ل جائز أن يكون ذلك له ف حال عدمه لمتناع اجتماع الوجود والعدم فلم يبق إل أن يكون موجدا له‬
‫ف حال وجوده ل بعن أنه أوجده بعد وجوده بل بعن أن ما قدر له من الوجود غي مستغن عن العلة بل‬
‫يستند إليها ولولها لا كان وإذ ذاك فل فرق بي أن يكون العلول وجوده مسبوقا بالعدم أو غي مسبوق‬
‫بالعدم ‪ ،‬قلت هذه الجة هي حجة ابن سينا وأمثاله على أن العلول يكون مع العلة ف الزمان وهي حجة‬
‫فاسدة وبتقدير صحتها ل تنفع المدي ف هذا القام فإن الناس لم ف مقارنة العلول لعلته التامة والفعول‬
‫لفاعله ثلثة أقوال ‪ ،‬قيل يب أن يقارن الثر للمؤثر ولتأثيه بيث ل يتأخر الثر عن التأثي ف الزمان فل‬
‫يتعقبه ول يتراخى عنه وهذا قول هؤلء الدهرية القائلي بأن العال قدي عن موجب قدي وقولم أفسد القوال‬
‫الثلثة وأعظمها تناقضا فإنه إذا كان الثر كذلك لزم أن ل يدث ف العال شيء فإن العلة التامة إذا كانت‬
‫تستلزم مقارنة معلولا لا ف الزمان وكان الرب علة تامة ف الزل لزم أن يقارنه‬

‫كل معلول وكل ما سواه معلول له إما بواسطة وإما بغي واسطة فيلزم أن ل يدث ف العال شيء ‪،‬‬
‫وأيضا فما يدث من الوادث بعد ذلك يفتقر إل علة تامة مقارنة له فيلزم تسلسل علل أو تام علل‬
‫ومعلولت ف آن واحد وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلء وإن قدر أن الرب ل يكن علة تامة ف الزل‬
‫بطل قولم ‪ ،‬وقيل بل يب تراخي الثر عن الؤثر التام كما يقوله أكثر أهل الكلم ويلزم من ذلك أن يصي‬
‫الؤثر مؤثرا تاما بعد أن ل يكن مؤثرا تاما بدون سبب حادث او أن الوادث تدث بدون مؤثر تام وأن‬
‫المكن يرجح وجوده على عدمه بدون الرجح التام ‪ ،‬وهذا قول كثي من أهل الكلم منهم من يقول القادر‬
‫يرجح أحد القدورين بل مرجح ‪ ،‬ومنهم من يقول بل يرجح بالرادة القدية الزلية ‪ ،‬ومن هؤلء وهؤلء من‬
‫يقول بل يرجح مع كون الرجحان أول لمع وجوبه وهو قول ممود الوارزمي من الولي وهو قول ممد‬
‫بن اليصم الكرامي وغيه من الخرين فإن الكرامية مع الشعرية و الكلبية يقولون الرجح هو الرادة القدية‬
‫الزلية ويقولون ان الرادة ل توجب الراد لكن منهم من يقول من شأن الرادة ان ترجح بل مزية للترجيح بل‬
‫مع تساوي المرين كما‬

‫تقوله الشعرية ومنهم من يقول ترجح اولوية الترجيح وهذا قول الكرامية ‪ ،‬والقول الثالث ان الؤتر‬
‫التام يستلزم وجود اثره عقبه ل معه ف الزمان ول متراخيا عنه كما قال تعال ‪ ،‬انا قولنا لشيء اذا اردناه ان‬
‫نقول له كن فيكون ‪ ،‬سورة النحل ‪ 40‬وعلى هذا فليلزم حدوث كل ما سوى الرب لنه مسبوق بوجود‬
‫التأثي ليس زمنه زمن التأثي والقادر الريد يستلزم مع وجود القدرة والرادة وجود القدور الراد والقدرة‬
‫والرادة حاصلن قبل القدور الراد ومع وجود القدور الراد مستلزمان له وهذا قول اكثر اهل الثبات ‪،‬‬
‫وعلى هذا فيجب الفرق بي وجود العلة والفاعل والؤثر عند وجود الثر ف الزمان فإن هذا ل بد منه وبي‬
‫وجود العلة الت هي الفعل والتأثي ف الزمان فإن هذا هو الذي يتعقبه الفعول العلول الذي هو الثر ‪ ،‬ومن‬
‫الناس من فرق بي تأثي القادر الختار و تأثي العلة الوجبة فزعم ان الول ل يكون إل مع تراخي الثر والثان‬
‫ل يكون إل مع مقارنة الثر للمؤثر‬

‫‪ ،‬وهذا أيضا غلط فان الدلة الدالة توجب التسوية لو قدر انه يكن ان يكون الؤثر غي قادر متار‬
‫فكيف اذا كان ذلك متنعا ‪ ،‬وكون العلول والفعول ل يكون مفعول معلول إل بعد عدمه هو من القضايا‬
‫الضرورية الت اتفق عليها عامة العقلء من الولي والخرين وكل هؤلء يقولون ما كان معلول يكن وجوده‬
‫ويكن عدمه ل يكون إل حادثا مسبوقا بالعدم ‪ ،‬ومن قال ذلك أرسطوا واتباعه حت ابن سينا وامثاله صرحوا‬
‫بذلك لكن ابن سينا تناقض مع ذلك فزعم ان الفلك هو قدي ازل مع كونه مكنا يقبل الوجود والعدم وهذا‬
‫مالف لا صرح به هو وصرح به أئمته وسائر العقلء وهو ما انكره عليه ابن رشد الفيد وبي ان هذا مالف‬
‫لا صرح به أرسطوا وسائر الفلسفة وان هذا ل يقبله احد قبله ‪ ،‬و ارسطو ل يكن يقسم الوجود إل واجب‬
‫و مكن ول يقول ان الول موجب بذاته للعال بل هذا قول ابن سينا وامثاله وهو وإن كان اقرب إل الق مع‬
‫فساده وتناقضه فليس هو قول سلفه بل قول ارسطو واتباعه ان الول إنا افتقر إليه الفلك لكونه يتحرك للتشبه‬
‫به ل لكون الول علة فاعلة له ‪ ،‬وحقيقة قول ارسطو واتباعه ان ما كان واجب الوجود فإنه ‪،‬‬

‫يكون مفتقرا إل غيه فيكون جسما مركبا حامل للعراض فإن الفلك عندهم واجب بذاته وهو‬
‫كذلك كما قد بسط كلمهم والرد عليهم ف غي هذا الوضع وبي ما وقع من الغلط ف نقل مذاهبهم وان‬
‫اتباعهم صاروا يسنون مذاهبهم فمنهم من يعل الول مدثا للحركة بالمر وليس هذا قولم فإن الول‬
‫عندهم ل شعور له بركة ول إرادة وانا الفلك يتحرك عندهم للتشبه به فهو يركه كتحريك المام للمؤت به‬
‫او العشوق لعاشقه ل تريك المر لاموره كما يزعمه ابن رشد و غيه ‪ ،‬ومنهم من يقول بل هو علة مبدعة‬
‫فاعلة للفلك كما يقوله ابن سينا واتباعه وليس هذا أيضا قولم ‪ ،‬ولكن كثي من هؤلء التأخرين ل يعرفون‬
‫من مذاهب الفلسفة آل ما ذكره ابن سينا كاب حامد الغزال و الرازي و المدى و غيهم ويذكرون ما‬
‫ذكره ابن سينا من حججه كما ذكر المدى ف هذا الوضع حيث قال ان العلة أو الفاعل ل يفتقر ف كونه‬
‫علة إل سبق العدم لن تأثي العلة ف العلول انا هو ف حال وجود العول ‪،‬‬

‫‪ ،‬فيقال لم ليس ف هذا ما يدل على ان العلول يوز ان يكون قديا أزليا غي مسبوق بالعدم بل‬
‫قولكم و إذ ذاك فل فرق بي ان يكون العلول وجوده مسبوقا بالعدم او غي مسبوق دعوى مردة ‪ ،‬فتبي ان‬
‫ما ذكره المدى وغيه من امتناع الفتراق بي العلة و العلول ف الزمن ووجوب مقارنتهما ف الزمن من‬
‫اضعف الجج بل ما ذكره ل يدل على جواز القتران فضل عن ان يدل على وجوب القتران بل غاية ما‬
‫ذكره ان سبق العدم ليس بشرط ف إياد العلة ول يلزم من كونه ليس بشرط وجوب القتران بل قد يقال‬
‫بواز القتران وجواز التأخي ‪ ،‬وحينئذ فلقائل ان يقول هذا الذي ذكرته وان كان باطل كما قد بسط ف غي‬
‫هذا الوضع وبي فيه ان للناس ف هذا القام ثلثة أقوال ‪ ،‬قيل يوز ان يقارن العلول العلة ف الزمان فيقترن‬
‫الثر‬

‫بالؤثر ف الزمان كما يقوله ابن سينا و متابعوه ‪ ،‬وقيل يل يب تراخي الثر عن الؤثر وتأثيه كما‬
‫يقوله اكثر التكلمي ‪ ،‬وقيل بل الثر يتعقب التأثي ول يكون معه ف الزمان ول يكون متراخيا عنه وهذا هو‬
‫الصواب كما قال تعال ‪ ،‬انا قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ‪ ،‬سورة النحل ‪ 40‬ولذا يقال‬
‫طلقت الرأة فطلقت وأعتقت العبد فعتق فالعتق والطلق عقب التطليق والعتاق ل يقترن به ول يتأخر عنه ‪،‬‬
‫وبي ان ما قال باقتران الثر بالؤثر كما يقوله هؤلء التفلسفة فإن ذلك يستلزم أن ل يكون لشيء من‬
‫الوادث فاعل وستلزم ان ل يدث شيء ف العال ومن قال بالتراخي فقوله يستلزم ان الؤثر التام ل يستلزم‬
‫الثر بل يدث الادث بل سبب حادث وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود هنا ان هذا الواب‬
‫الذي ذكره هو مأخوذ من كلم ابن سينا وهو مع فساده غايته ان العلول يوز ان يقارن وجوده وجود‬

‫‪ ،‬العلة ل يب ان يكون مسبوقا بالعدم مع وجود العلة وليس ف هذا بيان انه يتنع تأخر وجوده عن‬
‫وجود العلة ‪ ،‬والقسام المكنة ثلثة أما ان يقال بوجوب القارنة او بوجوب التأخر او بواز المرين وما‬
‫ذكرته ل يدل على شيء من ذلك ولو دل فانا يدل على جواز القتران ل على وجوبه وانت فبما ذكرته هناك‬
‫جوزت تأخر العلول فل منافاة بي المرين ‪ ،‬وذلك ان غاية ما ذكرته ان الؤثر أي العلول الذي هو الصنوع‬
‫الفعول أما ان ان تكون تأثييه قدية كواجب الوجود وذلك ل ينفي ان يكون التأثي يه هو الحداث فان‬
‫فاعل هذه الادثات تأثيه فيها ف حال الوجود مع كونا مدثة فليس كون التأثي فيها ف حال وجودها ما‬
‫ينفي انه ل بد ان تكون مدثة ‪ ،‬وقولك اذا كان التأثي فيها ف حال وجودها فل فرق بي ان يكون وجودها‬
‫مسبوقا بالعدم او غي مسبوق دعوى مردة لستواء الالي والعقلء يعلمون بضرورة عقلهم ان البدع الفاعل‬
‫ل يعقل ان يبدع القدي الزل الذي ل يزل موجودا وانا يعقل ابداع ما ل‬

‫يكن ث كان بل العقلء متفقون على ان المكن الذي يكن وجوده ويكن عدمه ل يكون إل حادثا‬
‫بعد عدمه ول يكون قديا ازليا ‪ ،‬وهذا ما اتفق عليه الفلسفة مع سائر العقلء وقد صرح به أرسطوا وجيع‬
‫اتباعه حت ابن سينا واتباعه ولكن ابن سينا واتباعه تناقصوا فادعوا ف موضع اخر ان المكن الذي يكن‬
‫وجوده وعدمه قد يكون قديا ازليا ومن قبله من الفلسفة حت الفاراب ل يدعو ذلك ول تناقضوا وقد حكينا‬
‫اقوالم ف غي هذا الوضع ‪ ،‬واما القدمة الثانية الت بنوا عليها امتناع العلل التعاقبة فهي مبنية على امتناع‬
‫حوادث ل أول لا و التفلسف ل يقول بذلك فلم يكنهم ان يعلوها مقدمة ف اثبات واجب الوجود ‪ ،‬و‬
‫التحقيق انه ل يتاج اليها بل ول يتاج ف اثبات واجب الوجود إل هذه الطريقة كما قد بينا الكلم على‬
‫ذلك ف غي هذا الوضع ‪ ،‬وهؤلء تدهم مع كثرة كلمهم ف النظريات و العقليات و تعظيمهم للعلم اللي‬
‫الذي هو سيد العلوم وأعلها أشرفها واسناها ل يققون ما هو القصود منه بل ل يققون ما هو العلوم‬
‫لماهي اللئق وان اثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيها بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لم‬
‫بالفطرة الضرورية‬

‫‪ ،‬والرسل صلوات ال عليهم وسلمه بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها ل بإفسادها وتغييها قال تعال ‪،‬‬
‫فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس‬
‫ل يعلمون منيبي إليه واتقوه وأقيموا الصلة ول تكونوا من الشركي من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل‬
‫حزب با لديهم فرحون ‪ ،‬سورة الروم ‪ ، 32 30‬وف الصحيحي عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم انه قال ‪ ،‬كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهيمة بيمة‬
‫جعاء هل تسون فيها من جدعاء ث قال أبو هريرة اقرأوا ان شئتم ‪ ،‬فطرة ال الت فطر الناس عليها ‪ ،‬قالوا يا‬
‫رسول ال أرأيت من يوت من أطفال الشركي وهو صغي فقال ال أعلم با كانوا عاملي‬

‫‪ ،‬وف صحيح مسلم عن عياض بن حار رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ،‬يقول ال‬
‫تعال ان خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم ان يشركوا ب ما ل‬
‫أنزل به سلطانا ‪ ،‬فالقرار بالالق سبحانه وتعال والعتراف بوجود موجود واجب الوجود قدي أزل كما أنه‬
‫مركوز ف الفطرة مستقر ف القلوب فباهينه وأدلته متعددة جدا ليس هذا موضعها وهؤلء عامة ما يذكرونه‬
‫من الطرق أما ان يكون فيه خلل واما ان يكون طويل كثي التعب والغالب عليهم الول ‪ ،‬فالرازي أثبت‬
‫الصانع بمسة مسالك وهي كلها مبينة على مقدمة واحدة ‪ ،‬الول الستدلل بدوث الذوات كالستدلل‬
‫بدوث الجسام البن على حدوث العراض كالركة والسكون وامتناع مال‬

‫ناية له وهذا طريق العتزلة ومن وافقهم من الشعرية كأب العال بناء على أن أجسام العال مدثة وكل‬
‫مدث فله مدث ‪ ،‬أما القدمة الول فقد تبي كلمهم فيها ومناقضة بعضهم بعضا وانم التزموا لجلها أما‬
‫جحد صفات ال وأفعاله القائمة به وإما جحد بعض ذلك وأنم اشترطوا ف خلق ال تعال للعال ما يناف خلق‬
‫العال فسلطوا عليهم أهل اللل والفلسفة جيعا ‪ ،‬وأما الثانية فهي أظهر وأعرف وأبده ف العقول من أن تتاج‬
‫إل بيان فبنوها على أن كل مدث فهو مكن الوجود وأن المكن يتاج ف وجوده إل مؤثر موجود وكل من‬
‫هاتي القدمتي صحيحة ف نفسها مع أن القول بافتقار الحدث إل الحدث أبي وأظهر ف العقل من القول‬
‫بافتقار المكن إل الؤثر الوجود فبتقدير بيانم للمقدمتي يكونون قد طولوا وداروا بالعقول دورة تبعد على‬
‫العقول معرفة ال تعال والقرار بثبوته وقد يصل لا ف تلك الدورة من الفات ما يقطعها عن القصود فكانوا‬
‫كما قيل لبعض الناس أين أذنك فرفع يده وأدارها على رأسه ومدها وتطى وقال هذه أذن وكان يكنه أن‬
‫يشي اليها بالطريق الستقيم القريب ويقول هذه أذن وهو كما قيل ‪ %‬أقام يعمل أياما رويته ‪ %‬وشبه الاء بعد‬
‫الهد بالاء ‪%‬‬

‫‪ ،‬وهو نظي ما يذكر عن يعقوب بن اسحاق الكندي فيما حكاه عنه السياف من قوله هذا من باب‬
‫فقد عدم الوجود وفقد عدم الوجود هو الوجود فكيف وقد ذكر وا ف افتقار المكن إل الواجب بنفسه مع‬
‫ظهوره وبيانه كما قد بيناه ف غي هذا الوضع ما هو نقيض القصود من التعليم والبيان وترير الدلة والباهي‬
‫وقد تكلمنا على تقرير ما يتعلق بذا القام ف غي هذا الوضع ‪ ،‬قال الرازي السلك الثان الستدلل بامكان‬
‫الجسام على وجود الصانع سبحانه وتعال وهو عمدة الفلسفة قالوا الجسام مكنة وكل مكن فل بد له من‬
‫مؤثر أما بيان كونا مكنة فالبطريق الذكورة ف مسألة الدوث وأما بيان أن المكن ل بد له من مؤثر‬
‫فالبطريق الذكورة هنا ‪ ،‬قلت وهذه الطريقة هي طريقة ابن سينا وأمثاله من التفلسفة‬

‫وليست طريقة أرسطوا والقدماء من الفلسفة وابن سينا كان يعجب بذه الطريقة ويقول انه أثبت‬
‫واجب الوجود من نفس الوجود من غي احتياج إل الستدلل بالركة كما فعل أسلفه الفلسفة ول ريب‬
‫ان طريقته تثبت وجودا واجبا لكن ل تثبت انه مغاير للفلك إل ببيان امكان الجسام كما ذكره الرازي‬
‫عنهم وامكان الجسام هو مبن على توحيدهم البن على نفي صفات ال تعال كما تقدم التنبيه عليه وهو من‬
‫أفسد الكلم كما قد بي ذلك ف غي موضع ‪ ،‬ومن طريقهم دخل القائلون بوحدة الوجود وغيهم من أهل‬
‫اللاد القائلي باللول والتاد كصاحب الفصوص وأمثاله الذين حققة قولم تعطيل الصانع بالكلية والقول‬
‫بقول الدهرية الطبيعية دون اللية ‪ ،‬قال السلك الثالث الستدلل بإمكان الصفات على وجود الصانع سواء‬
‫كانت الجسام واجبة وقدية او مكنة وحادثة ‪ ،‬قال وتقريره ان يقال اختصاص كل جسم با له من‬

‫الصفات أما ان يكون لسميته او لا يكون حال ف السمية او لا يكون مل لا او لا يكون حال فيها‬
‫ول مل لا وهذا القسم الخي أما ان يكون جسما جسمانيا اول جسما ول جسمانيا وتبطل كل هذه‬
‫القسام سوى القسم الخي با مر تقريره ف اثبات السلك الول ف مسألة حدوث العال ‪ ،‬قلت وهذا هو‬
‫القول بتماثل الجسام وان تصيص بعضها بالصفات دون بعض يفتقر إل مصص والقول بتماثل الجسام ف‬
‫غاية الفساد والرازي نفسه قد بي بطلن ذلك ف غي موضع وهذا الذي احال عليه ليس فيه إل ان السم ل‬
‫يكون اختصاصه باليز واجبا بل جائزا وبتقدير ثبوت هذا ف التحيز ل يلزم مثله ف سائر الصفات ‪ ،‬وما ذكره‬
‫من الدليل ل يصح وذلك انه قال اختصاصه بذلك ان كان واجبا فإما ان يكون الوجوب لنفس‬

‫السمية او لمر عرض للجسمية او لمر السمية عرضت له أو لمر غي عارض لا ول معروض لا‬
‫والول يوجب اشتراك الجسام ف تلك الصفة وان كان لعارض فإما ان يكون متنع الزوال وهو اللزم او‬
‫مكن الزوال وهو العارض فإن العرضى ف اصطلحهم اعم من العارض فإن كان متنع الزوال فإن كان‬
‫المتناع لنفس السمية عاد الشكال الول وان كان لغيها افضى إل التسلسل وان كان لعروض السمية ل‬
‫يصح لن العقول من السمية الذهاب ف الهات فلو كان ف مل لكن ذلك الحل يب ان يكون ذاهبا ف‬
‫الهات فيكون مل السمية جسما لنه ان ل يكن ذاهبا ف الهات ل‬
‫يكن له اختصاص باليز فل يعقل حصول السم الختص باليز ف مل غي متص باليز واذا كان‬
‫مله ذاهبا ف الهات كان جسما وحينئذ فالقول ف اختصاصه بذلك الال فيه كالقول ف اليز ل يوز ان‬
‫يكون للجسمية او لوازمها بل لمر عارض مكن الزوال فيكون ذلك اليز مكن الزوال وهو القصود ‪ ،‬قلت‬
‫ولقائل ان يقول هذا الدليل مبن على تاثل الجسام وأكثر العقلء على خلفه وقد قرر الرازي ف موضع آخر‬
‫انا متلفة ل متماثلة وهو مبن ايضا على الكلم ف الصورة والادة ونو ذلك ما ليس هذا موضع بسط الكلم‬
‫فيه لكن يبي فساده ببيان موضع النع ف مقدماته ‪ ،‬قوله ان كان المتناع لغي السمية افضى إل التسلسل‬
‫منوع فإن الجسام اذا كانت مشتركة ف مسمى السمية وقد اختص بعضها عن بعض بصفات أخرى ل‬
‫يب ف ذلك التسلسل كما ف سائر المور الت تشترك ف شيء وتفترق ف شيء فالقادير واليوانات اذا‬
‫اشتركت ف مسمى القدر واليوانية واختص بعضها عن بعض بشيء آخر لزم له ل يلزم التسلسل سواء قيل‬
‫بتماثل الجسام او اختلفها فإنه ان قيل باختلفها كانت ذات كل واحد موصوفة بصفات لزمة لا ل توجد‬
‫ف الخر كسائر القائق الختلفة وان قيل بتماثلها كتماثل افراد النوع فالوجب لوجود كل فرد من تلك‬

‫الفراد هو الوجب لصفاته اللزمة له ل تفتقر صفاته اللزمة له إل موجب غي الوجب لذات وقد‬
‫بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي فيه فساد ما يقوله النطقيون من اختلف افراد النوع انا هو بسبب الادة‬
‫القابلة ونو ذلك فإنم بنوه على ان للحقيقة الوجودة ف الارج سببا غي سبب وجودها وهذا غلط ل‬
‫يستريب فيه من فهمه مع أنه ل حاجة بنا هنا إل هذا بل نقول مرد اشتراك الثني ف كون كل منهما جسما‬
‫او متحيزا او موصوفا او مقدار او غي ذلك ل ينع اختصاص أحدها بصفات لزمة له وليس اذا احتاج‬
‫اختصاصه باليز إل سبب غي السمية الشتركة يلزم ان يكون ذلك الخصص له مصص آخر بل الشاهد‬
‫خلف ذلك فإن اختصاص الجسام الشهودة بأحيازها ليس للجسمية الشتركة بل لمر يصها هو من‬
‫لوازمها يعن أن القتضى لذاتا هو القتضى لذلك اللزم ‪ ،‬وأيضا فقوله إن كان المتناع لعروض السمية فهو‬
‫مال منوع ‪ ،‬وقوله لن العقول من السمية المتداد ف الهات فمحله ل بد أن يكون له ذهاب ف الهات ‪،‬‬
‫يقال له مل المتداد ف الهات هو المتد ف الهات كما أن مل التحيز هو التحيز ومل الطول والعرض‬
‫والعمق هو الطويل‬

‫العريض العميق ومل القدار هو القدر وكذلك مل الياة والعلم والقدرة هو الي العليم القدير‬
‫وكذلك مل السواد والبياض هو السود والبيض وهذا ف كل ما يوصف بصفة فمحل الصفة هو الوصوف‬
‫وهكذا جيع مسميات الصادر وغيها من العراض ملها العيان القائمة بنفسها فإذا كانت السمية هي‬
‫المتداد ف الهات الت هي الطول والعرض والعمق مثل كان ملها هو الشيء المتد ف الهات الذي هو‬
‫الطويل العريض العميق وحينئذ فمحلها له اختصاص باليز ويكون ذلك العروض للجسمية الذي هو مل لا‬
‫المتد ف الهات هو القتضى لختصاصه با اختص به من الصفات اللزمة وهو مستلزم لذلك كما هو‬
‫مستلزم للمتداد ف الهات فجنس السم مستلزم لنس المتداد وجنس العراض والصفات فالسم العي‬
‫هو مستلزم للمتداد العي ف الهات العينة ومستلزم للصفات العينة الت يقال إنا لزمة له حت إنه مت قدر‬
‫عدم تلك اللوازم فقد تبطل حقيقته فالوجب لا هو الوجب لقيقته وهذا مطرد ف كل ما يقدر من‬
‫الوصوفات الستلزمة لصفاتا كاليوانية والناطقية للنسان وكذلك الغتذاء والنمو للحيوان والنبات مثل فإن‬
‫كون النبات ناميا متغذيا هو صفة لزمة له ل لعموم كونه جسما ول لسبب غي حقيقته الت يتص با بل‬
‫حقيقته مستلزمة‬

‫لنموه واغتذائه وهذه الصفات أقرب إل أن تكون داخلة ف حقيقته من كونه متدا ف الهات وإن‬
‫كان ذلك أيضا لزما له فإنا نعلم أن النار والثلج والتراب والبز والنسان والشمس والفلك وغي ذلك كلها‬
‫مشتركة ف أنا متحيزة متدة ف الهات كما أنا مشتركة ف أنا موصوفة بصفات قائمة با وف أنا حاملة‬
‫لتلك الصفات وما به افترقت وامتاز بعضها عن بعض أعظم ما فيه اشتركت فالصفات الفارقة بينها الوجبة‬
‫لختلفها ومباينة بعضها لبعض أعظم ما يوجب تشابها ومناسبة بعضها لبعض فمن يقول بتماثل الواهر‬
‫والجسام يقول إن القيقة هي ما اشتركت فيه من التحيزية والقدارية وتوابعها وسائر الصفات عارضة لا‬
‫تفتقر إل سبب غي الذات ‪ ،‬ومن يقول باختلفها يقول بل القدارية للجسم والتحيزية للمتحيز كالوصوفية‬
‫للموصوف واللونية للملون والعرضية للعرض والقيام بالنفس للقائمات بأنفسها ونو ذلك ومعلوم أن‬
‫الوجودين إذا اشتركا ف أن هذا قائم بنفسه وهذا قائم بنفسه ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف أن‬
‫هذا لون وهذا لون وهذا طعم وهذا طعم وهذا عرض وهذا عرض ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف‬
‫أن هذا موصوف وهذا موصوف ل يكن أحدها مثل للخر وإذا اشتركا ف أن لذا مقدارا ولذا مقدارا‬

‫ولذا حيزا ومكانا ولذا حيزا ومكانا كان أول أن ل يوجب هذا تاثلهما لن الصفة للموصوف‬
‫أدخل ف حقيقته من القدر للمقدر والكان للمتمكن واليز للمتحيز فإذا كان اشتراكهما فيما هو أدخل ف‬
‫القيقة ل يوجب التماثل فاشتراكهما فيما هو دونه ف ذلك أول بعدم التماثل والكلم على هذه المور‬
‫مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود هنا التنبيه على مامع ما أثبتوا به الصانع ‪ ،‬قال الرازي السلك الرابع‬
‫الستدلل بدوث الصفات والعراض على وجود الصانع تعال مثل صيورة النطفة التشابة الجزاء إنسانا‬
‫فإذا كانت تلك التركيبات أعراضا حادثة والعبد غي قادر عليها فل بد من فاعل آخر ث من ادعى العلم بأن‬
‫حاجة الحدث إل الفاعل ضروري ادعى الضرورة هنا ومن استدل على ذلك بالمكان أو بالقياس على‬
‫حدوث الذوات فكذلك يقول أيضا ف حدوث الصفات ‪ ،‬قال والفرق بي الستدلل بإمكان الصفات وبي‬

‫الستدلل بدوثها أن الول يقتضي أن ل يكون الفاعل جسما والثان ل يقتضي ذلك ‪ ،‬قلت هذه‬
‫الطريقة جزء من الطريقة الذكورة ف القرآن وهي الت جاءت با الرسل وكان عليها سلف المة وائمتها‬
‫وجاهي العقلء من الدميي فإن ال سبحانه يذكر ف آياته ما يدثه ف العال من السحاب والطر والنبات‬
‫واليوان وغي ذلك من الوادث ويذكر ف آياته خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ونو ذلك‬
‫لكن القائلون باثبات الوهر الفرد من العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم يسمون هذا استدلل بدوث‬
‫الصفات بناء على أن هذه الوادث الشهود حدوثها ل تدث ذواتا بل الواهر والجسام الت كانت‬
‫موجودة قبل ذلك ل تزل من حي حدوثها بتقدير حدوثها ول تزال موجودة وانا تغيت صفاتا بتقدير‬
‫حدوثها كما تتغي صفات السم اذا ترك بعد السكون وكما تتغي ألوانه وكما تتغي أشكاله وهذا ما ينكره‬
‫عليهم جاهي العقلء من السلمي وغيهم‬

‫‪ ،‬وحقيقة قول هؤلء الهمية والعتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم ان الرب ل يزل معطل فل‬
‫يفعل شيئا ول يتكلم بشيته وقدرته ث إنه أبدع جواهر من غي فعل يقوم به وبعد ذلك ما بقي يلق شيئا بل‬
‫انا تدث صفات تقوم با ويدعون أن هذا قول أهل اللل النبياء وأتباعهم وبينهم وبي الفلسفة ف مثل هذا‬
‫نزاع أخطأ فيه كل من الفريقي فإن الفلسفة يقولون بإثبات الادة والصورة ويعلون الادة والصورة جوهرين‬
‫وهؤلء يقولون ليست الصورة إل عرضا قائما بسم ‪ ،‬والتحقيق ان الادة والصورة لفظ يقع على معان كالادة‬
‫والصورة الصناعية والطبيعية والكلية والولية ‪ ،‬فالول مثل الفضة اذا جعلت درها وخاتا وسبيكة والشب‬
‫اذا جعل كرسيا واللب والجر اذا جعل بيتا والغزل اذا نسج ثوبا ونو ذلك فل ريب ان لادة هنا الت يسمونا‬
‫اليول هي أجسام قائمة بنفسها وأن الصورة اعراض قائمة با فتحول الفضة من صورة إل صورة هو تولا‬
‫من شكل إل شكل مع أن حقيقتها ل تتغي أصل ‪ ،‬وبذا يظهر لك خطأ قول القائل ان من أثبت افتقار‬
‫الحدث إل الفاعل بالقياس على حدوث الذوات قال هنا كذلك وهذه الطريقة‬

‫طريقة اب علي وأب هاشم ومن وافقهما ‪ ،‬فيقال هؤلء انا قاسوا على افتقار الكتابة إل كاتب والبناء‬
‫إل بان ونو ذلك ومعلوم ان البناء والكاتب ل يبدع جسما وانا أحدث ف الجسام تأليفا خاصا وهو عرض‬
‫من العراض فكيف يعل مثل هذا مدثا للذوات ويعل الذي خلق النسان من نطفة والشجرة من نواة انا‬
‫أحدث الصفات لكن العتزلة ل يقولون ان السم يدث جسما وانا يدث عرضا ‪ ،‬والثان من معان الادة‬
‫والصورة هي الطبيعية وهي صورة اليوانات والنباتات والعادن ونو ذلك فهذه ان أريد بالصورة فيها نفس‬
‫الشكل الذي لا فهو عرض قائم بسم وليس هذا مراد الفلسفة وان أريد بالصورة نفس هذا السم التصور‬
‫فل ريب أنه جوهر مسوس قائم بنفسه ‪ ،‬ومن قال ان هذا عرض قائم بوهر من أهل الكلم فقد غلط وحينئذ‬
‫فيقول التفلسف ان هذه الصورة قائمة بالادة واليول ان اراد بذلك ما خلق منه النسان كالن وهو ل يرد‬
‫ذلك فل ريب ان ذاك جسم آخر فسد واستحال وليس هو الن‬

‫موجودا بل ذاك صورة وهذا صورة وال تعال خلق إحداها من الخرى وان أراد أن هنا جوهرا قائما‬
‫بنفسه غي هذا السم الشهود الذي هو صورة قائم بذلك الوهر العقلي فهذا من خيالتم الفاسدة ‪ ،‬ومن هنا‬
‫تعرف قولم ف اليول الكلية حيث ادعوا أن بي أجسام العال جوهرا قائما بنفسه تشترك فيه الجسام ومن‬
‫تصور المور وعرف ما يقول علم أنه ليس بي هذا السم العي وهذا السم العي قدر مشترك موجود ف‬
‫الارج أصل بل كل منهما متميز عن الخر بنفسه التناولة لذاته وصفاته ولكن يشتركان ف القدارية وغيها‬
‫من الحكام اللزمة للجسام وعلم أن اتصال السم بعد انفصاله هو نوع من التفرق والتفرق والجتماع ها‬
‫من العراض الت يوصف با السم فالتصال والنفصال عرضان والقابل لما نفس السم الذي يكون متصل‬
‫تارة ومنفصل أخرى كما يكون متمعا تارة ومفترقا أخرى ومتحركا تارة وساكنا أخرى وهذا مبسوط ف‬
‫غي هذا الوضع ‪ ،‬قال الرازي والطريقة الامسة وهي عند التحقيق‬

‫عائدة إل الطرق الربع وهي الستدلل با ف العال من الحكام والتقان على علم الفاعل والذي‬
‫يدل على علم الفاعل هو بالدللة على ذاته أول ‪ ،‬قلت والقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم هو الق الوافق لصريح العقول وأن ما بينه من اليات والدلئل والباهي العقلية ف إثبات‬
‫الصانع سبحانه ومعرفة صفاته وأفعاله هو فوق ناية العقول وأن خيار ما عند حذاق الولي والخرين من‬
‫الفلسفة والتكلمي هو بعض ما فيه لكنهم يلبسون الق بالباطل فل يأتون به على وجهه كما أن طريقة‬
‫الستدلل بدوث الحدثات على إثبات الصانع الالق هي طريقة فطرية ضرورية وهي خيار ما عندهم بل‬
‫ليس عندهم طريقة صحيحة غيها لكنهم أدخلوا فيها من الختلل والفساد ما يعرفه أهل التحقيق والنتقاد‬
‫الذين آتاهم ال الدى والسداد وقد بسط الكلم على هذه الطالب ف غي هذا الوضع‬

‫فصل ‪ ،‬وأما ما تكلموا به ف وجود واجب الوجود وتيهم فيه هل وجوده حقيقته أو زائد على‬
‫حقيقته وف صفاته وأفعاله فهذا بر واسع قد بسطناه ف غي هذا الوضع ‪ ،‬وقد اعترف الرازي بيته ف‬
‫مسائل الذات والصفات والفعال وهو تارة يقول بقول هؤلء وتارة يقول بقول هؤلء والمدي متوقف ف‬
‫مسائل الوجود والذات ونو ذلك مع أنه ل يذكر دليل على إثبات واجب الوجود البتة فإنه ظن أن الطرق‬
‫الذكورة ترجع إل الستدلل بالمكان على الرجح الوجب فلم يسلك ف إثبات واجب الوجود إل هذه‬
‫الطريقة الت هي طريقة ابن سينا لكن ابن سينا وأتباعه قرروها أحسن من تقرير المدي فإن أولئك أثبتوا‬
‫واجب الوجود بالبهان العقلي الذي ل ريب فيه لكن احتجوا على مغايرته للموجودات الحسوسة بطريقتهم‬
‫البنية على نفي الصفات وهي باطلة وأما المدي فلم يقرر إثبات واجب الوجود بال بل قال ف كتاب بكار‬
‫الفكار ف أعظم مسائل الكتاب وهي مسألة إثبات واجب الوجود مذهب أهل الق من التشرعي وطوائف‬
‫الليي القول بوجوب‬

‫وجود موجود وجوده لذاته ل لغيه وكل ما سواه فمتوقف ف وجوده عليه خلفا لطائفة شاذة من‬
‫الباطنية ومنشأ الحتجاج على ذلك ما نشاهده من الوجودات العينية ونتحققه من المور السية فإنه إما أن‬
‫يكون واجبا لذاته أو ل يكون واجبا لذاته فإن كان الول فهو الطلوب وإن كان الثان فكل موجود ل يكون‬
‫واجبا لذاته فهو مكن لذاته لنه لو كان متنعا لذاته لا كان موجودا وإذا كان مكنا فالوجود والعدم عليه‬
‫جائزان وعند ذلك فإما أن يكون ف وجوده مفتقرا إل مرجح أو غي مفتقر إليه فإن ل يكن مفتقرا إل الرجح‬
‫فقد ترجح أحد الائزين من غي مرجح وهو متنع وإن افتقر إل الرجح فذلك الرجح إما واجب لذاته أو‬
‫لغيه فإن كان الول فهو الطلوب وإن كان الثان فذلك الغي إما أن يكون معلول لعلوله أو لغيه فإن كان‬
‫الول فيلزم أن يكون كل واحد منهما مقوما للخر ويلزم من ذلك أن يكون كل واحد منهما مقوما لقوم‬
‫نفسه فيكون كل واحد منهما مقوما لنفسه لن مقوم القوم مقوم وذلك يوجب جعل كل واحد من المكني‬
‫متقوما بنفسه والقوم بنفسه ل يكون مكنا وهو خلف الفرض ولن التقوي إضافة بي القوم‬

‫والقوم فيستدعي الغايرة بينهما ول مغايرة بي الشيء ونفسه وإن كان الثان وهو أن يكون ذلك الغي‬
‫معلول للغي فالكلم ف ذلك الغي كالكلم ف الول وعند ذلك فإما أن يقف المر على موجود هو مبدأ‬
‫الوجودات غي مفتقر ف وجوده إل غيه أو يتسلسل المر إل غي النهاية فإن كان الول فهو الطلوب وإن‬
‫كان الثان فهو متنع ‪ ،‬ث ذكر الدلة التقدمة على إبطال التسلسل وبي فسادها كلها كما تقدم حكاية قوله‬
‫واختار الجة الذكورة عنه الت حكيناها فقال وإن كانت العلل والعلولت الفروضة موجودة معا فل يفى‬
‫أن النظر إل الملة غي النظر إل كل واحد واحد من آحادها فإن حقيقة الملة غي حقيقة كل واحد من‬
‫الحاد وعند ذلك فالملة موجودة وهي إما أن تكون واجبة لذاتا أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة وإل لا‬
‫كانت آحادها مكنة وقد قيل إنا مكنة‬
‫كما سبق وإن كانت واجبة فهو مع الستحالة عي الطلوب وإن كانت مكنة فل بد لا من مرجح‬
‫والرجح أما ان يكون داخل فيها او خارجا عنها ل جائز ان يقال بالول فان الرجح للجملة مرجح لحادها‬
‫ويلزم ان يكون مرجحا لنفسه ضرورة كونه من الحاد ويرج بذلك عن ان يكون مكنا وهو خلف الفرض‬
‫وان يكون مرجحا لعلته لكونه من الحاد وفيه جعل العلة معلول والعلول علة وهو دور متنع وان كان الرجح‬
‫خارجا عنها فهو أما مكن او اوجب فان كان مكنا فهو من الملة وهو خلف الفرض فلم يبق إل ان يكون‬
‫واجبا لذاته وهو الطلوب ‪ ،‬قلت فهذه الطريقة الت ذكرها ل يذكر غيها ف إثبات الصانع ث أورد على نفسه‬
‫اسئلة كثية منها قول العترض ل نستسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى ليصح ما ذكرتوه ول يلزم من‬
‫صحة ذلك ف التناهي مع أشعاره بالصر صحته ف غي التناهى سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى‬
‫وانه مكن‬

‫ولكن ل نسلم انه زائد على الحاد التعاقبة إل غي النهاية وعند ذلك فل يلزم ان يكون معلل بغي علة‬
‫الحاد سلمنا أنه زائد على الحاد ولكن ما الانع أن يكون مترجحا بآحاد الداخلة فيه ل بعن انه مترجح‬
‫بواحد منها ليلزم ما ذكرتوه بل طريق ترجحه بالحاد الداخلة فيه ترجح كل واحد من آحاده بالخر إل غي‬
‫النهاية وعلى هذا فل يلزم افتقاره إل مرجح خارج عن الملة ول ان يكون الرجح للجملة مرجحا لنفسه ول‬
‫لعلته ‪ ،‬ث قال ف الواب قولم ل نسلم ان مفهوم الملة زائد على الحاد التعاقبة إل غي النهاية قلنا ان اردت‬
‫ان مفهوم الملة هو نفس الفهوم من كل واحد من الحاد فهو ظاهر الحالة وإن أردت به اليئة الجتماعية‬
‫من آحاد العداد فل خفاء بكونه زائدا على كل واحد من الحاد وهو الطلوب قولم ما الانع من ان تكون‬
‫الملة مترجحة بآحادها الداخلة فيها كما قرروه قلنا أما ان يقال تترجح الملة بجموع الحاد الداخلة فيها‬

‫أو بواحد منها فإن كان بواحد منها فالحال الذي ألزمناه حاصل وإن كان بجموع الحاد فهو نفس‬
‫الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه وهو مال ‪ ،‬فهذا ما ذكره ف كتابه الشهور العروف ب أبكار‬
‫الفكار الصنف ف الكلم وليس ف هذا تعرض لبطال علل ومعلولت مكنة متمعة ل ناية لا ولكن فيه‬
‫إثبات واجب الوجود خارجا عنها وقد ذهب طائفة من أهل الكلم كأصحاب معمر إل إثبات معان ل ناية‬
‫لا متمعة وهي اللق وهي شرط ف الدوث ‪ ،‬ث إنه ف كتابه السمى ب دقائق القائق ف الفلسفة ذكر هذه‬
‫الجة وزاد فيها إبطال إثبات علل ومعلولت ل ناية لا ولكنه اعترض عليها باعتراض وذكر أنه ل جواب له‬
‫عنه فبقيت حجته على إثبات واجب الوجود موقوفة على هذا الواب ‪ ،‬فقال بعد أن ذكر ما ذكره هنا الملة‬
‫إما أن تكون باعتبار ذاتا واجبة أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة وإل لا كانت آحادها مكنة وما يتوهه‬
‫بعض الناس من قوله إنه إذا كانت الحاد مكنة ومعناه افتقار كل واحد إل علته وكانت الملة هي مموع‬
‫الحاد فل مانع من إطلق الوجود وعدم المكان عليها بعن أنا غي‬

‫مفتقرة إل أمر خارج عن ذاتا وإن كانت أبعاضها ما يفتقر بعضها إل بعض فتوهم ساقط فإنه إذا قيل‬
‫إن الملة غي مكنة فقد بينا ف النطقيات أن كل ما ليس بمكن بالعن الاص فإما واجب لذاته وإما متنع ل‬
‫جائز أن يقال بالمتناع وإل لا كانت موجودة بقي أن تكون واجبة بذاتا وإذا كانت الملة هي مموع‬
‫آحادها وكل واحد من الحاد مكن فالملة أيضا مكنة بذاتا والواجب باعتبار ذاته يستحيل أن يكون مكنا‬
‫باعتبار ذاته وإن كانت مكنة فل بد لا من مرجح لضرورة كونا موجودة والرجح فإما أن يكون مكنا أو‬
‫واجبا ل جائز أن يكون مكنا إذ هو من الملة ث يلزم أن يكون مرجحا لنفسه لكونه مرجحا للجملة والرجح‬
‫للجملة مرجح لحادها وهو من آحادها وذلك مال ث يلزم أن يكون علة علته وهو دور متنع وإن كان واجبا‬
‫لذاته غي مفتقر إل علة ف وجوده فإما أن يكون علة للجملة أو لبعضها فإن كان علة للجملة لزم أن يكون‬
‫علة لكل واحد من آحادها إذ الملة هي مموع الحاد وهو مال من جهة إفضائه إل كون كل واحد من‬
‫آحاد الملة الفروضة معلل بعلتي وهي العلة الواجبة الوجود وما قيل إنه علة له من آحاد الملة وإن كان‬
‫علة لبعض منها ل يكون معلول لغيه فهو خلف الفرض ‪ ،‬وهذه الحالت إنا لزمت من القول بعدم النهاية‬
‫فهو مال كيف وكل علل ومعلولت قيل باستنادها إل علة ل علة لا فالقول‬

‫بكونا غي متناهية أعدادها مال وجع بي متناقضي وهو القول بأن ما من علة إل ولا علة والقول‬
‫بانتهاء العلل والعلولت إل علة ل علة لا ‪ ،‬فإذا قد اتضح با مهدنا امتناع كون العلل والعلولت غي متناهية‬
‫وأن القول بأن ل ناية لا مال ‪ ،‬ث قال ولقائل أن يقول إثبات الملة لا ل يتناهى وإن كان غي مسلم لكن‬
‫ما الانع من كون الملة مكنة الوجود ويكون ترجحها بترجح آحادها وترجح آحادها كل واحد بالخر إل‬
‫غي النهاية على ما قيل ‪ ،‬قال وهذا إشكال مشكل وربا يكون عند غيي حله ‪ ،‬قلت فهذا استدلله على‬
‫واجب الوجود ل يذكر ف كتبه غيه وأما حدوث العال فأبطل طرق الناس وبناه على أن السم ل يلو من‬
‫العراض الادثة إذ العرض ل يبقى زماني واستدل على امتناع حوادث ل أول لا بعد أن أبطل وجوه غيه‬
‫بالوجه الذي تقدم وتقدم ما فيه من الضعف الذي بينه الرموي وغيه ث إذا ثبت حدوث العال فإنه ل يستدل‬
‫بالدوث على الحدث إل بطريقة الذين‬

‫بنوا ذلك على المكان وهو أن ذلك يتضمن التخصيص الفتقر إل مصص لنه ترجيح لحد طرف‬
‫المكن فهو ل يستدل بالدوث على الحدث إل بناء على أن ذلك مكن يفتقر إل واجب ول يعل المكن‬
‫دال على الواجب إل بناء على نفي التسلسل والتسلسل قد أورد عليه السؤال الذي قال إنه ل جواب له عنه ‪،‬‬
‫وكل هذه القدمات الت ذكرها ل يفتقر إثبات الصانع إليها وبتقدير افتقاره إليها فإبطال التسلسل مكن فتتم‬
‫تلك القدمات وذلك أن إثبات الصانع ل يفتقر إل حدوث الجسام كما تقدم بل نفس ما يشهد حدوثه من‬
‫الوادث يغن عن ذلك والعلم بأن الادث يفتقر إل الحدث هو من أبي العلوم الضرورية وهو أبي من افتقار‬
‫المكن إل الرجح فل يتاج أن يقرر ذلك بأن الدوث مكن أو أنه كان يكن حدوثه على غي ذلك الوجه‬
‫فتخصيصه بوجه دون وجه مكن جائز الطرفي فيحتاج إل مرجح مصص بأحدها ‪ ،‬وهذه الطريقة يسلكها‬
‫من يسلكها من متأخري أهل الكلم من العتزلة والشعرية ومن وافقهم على ذلك من أصحاب أحد ومالك‬
‫والشافعي وأب حنيفة وغيهم ‪ ،‬وقد نبهنا على أنا وإن كانت صحيحة فإنا تطويل بل فائدة فيه واستدلل‬
‫على الظهر بالخفى وعلى القوى‬

‫بالضعف كما ل يد الشيء با هو أخفى منه وإن كان الد مطابقا للمحدود مطردا منعكسا يصل‬
‫به التمييز مع ان الد والستدلل بالخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه اخرى مثل ما حصلت له شبهة او‬
‫معاندة ف المر اللى فتبي له بغيه لكون ذلك اظهر عنده فان الظهور والفاء امر نسب اضاف مثل من يكون‬
‫من شأنه الستخفاف بالمور الواضحة البينة فإذا كان الكلم طويل مستغلقا هابه وعظمه كما يوجد ف‬
‫جنس هؤلء إل غي ذلك من الفوائد لكن ليس هذا ما يتوقف العلم والبيان عليه مطلقا وهذا هو القصود هنا‬
‫وهؤلء كثيا ما يغلطون فيظنون ان الطلوب ل يكن معرفته إل با ذكروه من الد والدليل وبسبب هذا الغلط‬
‫يضل من يضل حت يتوهم ان ذلك الطريق العي اذا بطل انسد باب العرفة ‪ ،‬ولذا لا بن المدى وغيه على‬
‫هذه الطريقة الت تعود إل طريقة المكان على نفي التسلسل حصل ما حصل فكان مثل هؤلء من عمد إل‬
‫امراء السلمي وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به‬

‫ياهدون وتركوا واحدا ظنا انه يكفي ف قتال العدو وهو اضعف الماعة أعجزهم ث انم مع هذا‬
‫قطعوا رزقه الذي به يستعي فلم يبق بازاء العدو أحد ‪ ،‬ومثل نر كبي كدجلة والفرات كان عليه عدة جسور‬
‫يعب الناس عليها ومنها ما هو قوى مكي ف مكان قريب فعمد التول إل تلك السور فقطعها كلها ول يترك‬
‫إل واحد طويل بعيدا ضعيفا ث انه خرقه ف أثنائه حت انقطع الطريق ول يبق الحد طريق إل العبور وهو مع‬
‫هذا يستعمل الناس ف اللت الت يصنع با السور ويشعر الناس انه ل يكن أحدا ان يعب با يصنعه ‪ ،‬او مثل‬
‫رجل كان لدينته أسوار متداخلة سور خلف سور كل سور منها يفظ الدينة فعمد التول فهدم تلك السوار‬
‫كلها وترك سورا هو أضعفها وأطولا وأصبعها حفظا ث انه مع ذلك خرق منه ناحية يدخل منها العدو فلم‬
‫يبق للمدينة سور يفظها ‪ ،‬فيقال ان إثبات الصانع مكن بطرق كثية منها الستدال بالدوث على الحدث‬
‫وهذا يكفي فيه حودث النسان نفسه او حدوث ما يشاهد من الحدثات كالنبات واليوان وغي ذلك ث انه‬
‫يعلم بالضرورة ان الحدث ل بد له من مدث واذا قدر انه اثبت الصانع بدوث‬

‫العال لزم ان الحدث ل بد له من مدث ث اذا قدر انه استدل بطريقة المكان أما ابتداء واما طريقة‬
‫الدوث فالعلم بان المكن يفتقر إل الواجب علم ضروري ل يفتقر إل نفي التسلسل ‪ ،‬وايضا فإبطال‬
‫التسلسل له طرق كثية وذلك انه يكن ان يقال فيه وجوه ‪ ،‬أحدها ان الوجودات بأسرها أما ان تكون‬
‫واجبة الوجود او مكنة الوجود او متنة الوجود والقسام الثلثة باطلة فلزم ان يكون بعضها واجبا وبعضها‬
‫مكنا ‪ ،‬أما الثالث فهو باطل لن ما وجد ل يكون متنع الوجود ‪ ،‬والثان باطل أيضا لن مكن الوجود هو‬
‫الذي يكن وجوده وعدمه وما كان كذلك ل يوجد إل بغيه فلو كان مموع الوجودات مكنة ل فتقرت‬
‫الوجودات كلها إل غيها وما ليس بوجود فهو معدوم والعدوم ل يفعل الوجود بالضرورة ‪ ،‬والول باطل‬
‫أيضا لنا نشاهد فيها ما يدث بعد ان ل يكن كاليوان والنبات والعدن والسحاب والمطار‬

‫‪ ،‬والادث عدم مرة ووجد أخرى فل يكون متنعا لن المتنع ل يوجد ول واجبا بنفسه لن الواجب‬
‫بنفسه ل يعدم فثبت أنه مكن وثبت أن ف الوجودات ما هو مكن بنفسه وأنه ليس كلها مكنا فثبت أن فيها‬
‫موجودا ليس بمكن والوجود الذي ليس بمكن هو الواجب بنفسه فإن الوجود إما أن يكون وجوده بنفسه‬
‫وهو الواجب أو يغيه وهو المكن ول يوز أن يكون فيهما متنع لن المتنع هو الذي ل يوز أن يوجد‬
‫فيمتنع أن يكون ف الوجود متنع ‪ ،‬فتبي أن ف الوجودات واجبا ومكنا وليس فيها متنع وإن شئت قلت إما‬
‫أن يقبل من جهة نفسه العدم وهو المكن أو ل يقبل العدم وهو الواجب بنفسه وإن شئت قلت إما أن يفتقر‬
‫إل غيه وهو المكن أو ل يفتقر وهو الواجب ‪ ،‬وإذا كانت الوجودات إما واجبة وإما مكنة وليس كلها‬
‫مكنا ول كلها واجبا وتعي أن فيها واجبا وفيها مكنا ‪ ،‬الوجه الثان أن يقال كل مكن بنفسه ل يوجد إل‬
‫بوجب يب به وجوده لنه إذا ل يصل ما به يب وجوده كان وجوده مكنا قابل للوجود والعدم فل يوجد‬
‫وما به يب وجوده ل يكون مكنا لن المكن ل يب به شيء لفتقاره إل غيه فالفتقر إل المكن مفتقر إليه‬
‫وإل ما به وجب المكن وإذا كان المكن وحده ل يب به شيء علم افتقار المكن إل واجب بنفسه‬

‫‪ ،‬الوجه الثالث أن يقال طبيعة المكان سواء فرضت المكنات متناهية أو غي متناهية ل توجب‬
‫الوجود بنفسها فإن ما كان كذلك ل يكن مكنا فل بد للممكن من حيث هو مكن من موجود ليس بمكن‬
‫والراد بالمكن ف هذه الواضع المكن المكان الاص وهو الذي يقبل الوجود والعدم فيكون الواجب‬
‫والمتنع قسيميه فأما إذا أريد به المكن المكان العام وهو قسيم المتنع فكل موجود فهو مكن بالمكان العام‬
‫‪ ،‬ث الوجود إما موجود بنفسه وإما بغيه وليس كل موجود وجد بنفسه لن منها الحدثات الت يعلم بضرورة‬
‫العقل أن وجودها ليس بأنفسها ‪ ،‬فثبت أن من الوجودات ما هو موجود بنفسه وما هو موجود بغيه ‪ ،‬الوجه‬
‫الرابع أن يقال الوجودات ليست كلها موجودة بغيها لن الغي إن كان معدوما امتنع أن يكون الوجود‬
‫موجودا با ليس بوجود وإن كان الغي موجودا كان الوجود خارجا عن جلة الوجودات ‪ ،‬وإذا ل تكن‬
‫الوجودات كلها موجودة بغيها فإما أن تكون كلها أو كل منها موجودا بنفسه وإما أن ل يكون والول‬
‫متنع لن الحدثات الت يشهد حدوثها يعلم بالضرورة أنا ليست موجودة بنفسها وإذا ل تكن كلها موجودة‬
‫بغيها ول كلها موجودة بنفسها تعي أن منها‬

‫ما هو موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بغيه وهذا لك أن تعتبه ف كل فرد فرد من الوجودات‬
‫وف الجموع فتقول يتنع ف كل فرد من الوجودات أن يكون موجودا بغي موجود لنه إذا كان كل واحد‬
‫من الوجودات موجودا بغي موجود لزم أن يكون كل من الوجودات موجودا بعدوم وهذا متنع وإذا امتنع‬
‫فإما أن يكون كل موجود موجودا بنفسه وإما أن يكون موجودا بوجود غيه وإما أن يكون منها ما هو‬
‫موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بوجود غيه ‪ ،‬والول متنع لوجود الوادث الت ل توجد بأنفسها ‪،‬‬
‫والثان متنع لن كل واحد واحد من الوجودات إذا كان موجودا بوجود غيه والغي من الوجودات الت ل‬
‫توجد إل بوجود غيها ل يكن فيها إل ما هو مفتقر متاج إل الغي وما كان بنفسه مفتقرا متاجا إل الغي‬
‫ول يوجد إل بوجود ذلك الغي وما كان بنفسه مفتقرا متاجا إل الغي ول يوجد إل بوجود ذلك الغي وما‬
‫كان ف نفسه ل يوجد إل بغيه فأول أن ل يكون بنفسه مبدعا لغيه فيلزم أن ل يكون ف الوجودات ما هو‬
‫موجود بنفسه ول ما هو فاعل لغيه فيلزم حينئذ أن ل يوجد شيء من الوجودات لن الوجود إما موجود‬
‫بنفسه وإما بوجود غيه وهذا إنا لزم لا قدر أن كل موجود موجود بغيه‬

‫‪ ،‬فتعي أن من الوجودات ما هو موجود بنفسه وهو الطلوب ‪ ،‬وأما إذا اعتبت ذلك ف الجموع‬
‫فمجموع الوجود ل يكون واجبا بنفسه لن من أجزائه ما هو مكن مدث كائن بعد أن ل يكن والجموع‬
‫يتوقف عليه والتوقف على المكن ل يكون واجبا بنفسه ول يكون الجموع مفتقرا إل غيه الباين له فإن‬
‫ذلك ل يكون إل معدوما الوجود ل يكون مفتقرا إل فاعل معدوم ليس بوجود فضل عن مموع الوجود‬
‫فتعي أن يكون الجموع مفتقرا إل ما هو داخل ف الجموع وذلك البعض ل يكون إل واجبا بنفسه إذ لو ل‬
‫يكن واجبا بنفسه لكان مكنا مفتقرا إل غيه فيكون مموع كل واحد من الوجودات مفتقرا إل غيه وذلك‬
‫الغي مكن بنفسه وهو جزء من الجموع المكن الفتقر إل غيه ويتنع أن يكون مموع المكنات ليس مفتقرا‬
‫إل ما هو بعض المكنات فإن مموعها أعظم من بعضها وذلك البعض يشرك الجموع ف الفقر والحتياج إل‬
‫الغي ففيه ما فيها من الحتياج والفقر إل الغي مع أن الجموع أعظم منه فإذا كانت الجزاء كلها فقية‬
‫متاجة والجموع متاجا فقيا امتنع أن يكون شيء من الجزاء بالجموع وحده فضل عن أن يكون بزء آخر‬
‫فضل عن أن يكون الجموع الذي كل أجزائه فقراء بواحد من تلك‬

‫الجزاء الفقراء وهذا كله بي ضروري ل يستريب فيه من تصوره ويكن تصوير هذه الواد على وجوه‬
‫أخرى‬
‫فصل ‪ ،‬وكذلك يكن تصوير هذه الدلة ف مادة الدوث بأن يقال الوجودات إما أن تكون كلها‬
‫حادثة وهو متنع لن الوادث ل بد لا من فاعل وذلك معلوم بالضرورة ومدث الوجودات كلها ل يكون‬
‫معدوما وذلك أيضا معلوم بالضرورة وما خرج عن الوجودات ل يكون إل معدوما فلو كانت الوجودات‬
‫كلها مدثة للزم إما حدوثها بل مدث وإما حدوثها بحدث معدوم وكلها معلوم الفساد بالضرورة فثبت أنه‬
‫ل بد ف الوجود من موجود قدي وليس كل موجود قديا بالضرورة السية فثبت أن الوجودات تنقسم إل‬
‫قدي ومدث ‪ ،‬وهاتان القدمتان وهو أن كل حادث فل بد له من مدث وأن الحدث للموجود ل يكون إل‬
‫موجودا مع أنما معلومتان بالضرورة فإن كثيا من أهل الكلم أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويتجون على‬
‫ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن‬

‫النتيجة أبي عند العقل من القدمات فيصي كمن يد الجلى بالخفى وهذا وإن كان قد يذمه كثي‬
‫من الناس مطلقا فقد ينتفع به ف مواضع مثل عناد الناظر ومنازعته ف القدمة اللية دون ما هو أخفى منها‬
‫ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الفية الطويلة لن يرى أن حصول العلم له بثل هذه الطرق أعظم‬
‫عنده واحب اليه وانه اذا خوطب بالدلة الواضحة العروفة للعامة ل تكن مزية على العامة ولن يقصد بخاطبته‬
‫بثل ذلك ان مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا ل ندعه عجزا وجهل وانا اعرضنا عنه استغناء عنه با هو‬
‫خي منه واشتغال با هو انفع من تطويل ل يتاج اليه إل امثال ذلك من القاصد ‪ ،‬فأما كون الادث ل بد له‬
‫من مدث فهي ضرورية عند جاهي العلماء وكثي من متكلمة العتزلة ومن اتبعهم جعلوه نظريا كما سيأت‬
‫ذكره بعد هذا ‪ ،‬واما كون العدوم ل يكون فاعل للموجودات فهو اظهر من ذلك ولذلك اعترف بكونه‬
‫ضرويا من استدل على ان الحدث ل بد له من مدث موجود والمكن ل بد له من مؤثر موجود كالرازي‬
‫وغيه‬

‫‪ ،‬قال الرازي أما كون الؤثر موجودا فإنه ل فرق بي نفي الؤثر وبي مؤثر منفي والكم بالكتفاء‬
‫بالؤثر النفي حكم بعدم الحتياج إل الؤثر ‪ ،‬قال والعلم بذلك ضروري ول يتصور ف هذا القام الستدلل‬
‫بالكلم الشهور من ان العدوم ل تيز فيه فل يكن استناد الثر اليه لنه يتوجه عليه شكوك معروفة ‪ ،‬قال‬
‫والواب عنها وان كان مكنا إل ان العلم بفساد استناد الثر الوجود إل الؤثر العدوم اظهر كثيا من العلم‬
‫بذلك والدليل‬

‫والجوبة عن السولة الت تورد عليه وايضاح ل يزيده إل خفاء ‪ ،‬قال وقول القائل هب ان الؤثر ليس‬
‫بعدوم فلم يب ان يكون موجودا قلنا ل واسطة بي الوجود والعدم وقول القائل الاهية تقتضي المكان ل‬
‫بشرط الوجود ول العدم فهو متوسط بي الوجود والعدم قلنا نن ل ندعى ان كل حقيقة فهي إما الوجود‬
‫وإما العدم حت يلزم من كون الاهية مغايرة لما فساد ذلك الصر بل ندعى ان العقل يكم على كل حقيقة‬
‫من القائق الت ل ناية لا انا ل تلوا عن وصفي الوجود والعدم واذا كان كذلك فكون الاهية مغايرة‬
‫للوجود والعدم ل يقدح ف قولنا انه ل واسطة بي الوجود والعدم‬

‫‪ ،‬قلت هذا السؤال والواب عنه ل يتاج اليه مع علمنا الضروري بان الؤثر ف الوجود ل يكون إل‬
‫موجودا وهذا قد سبقه اليه غي واحد من النظار كأب العال الوين فانه فال ف الرشاد فان قال قائل قد‬
‫دللتم فيما قدمتم على العلم بالصانع فبم تنكرون على من يقدر الصانع عدما قلنا العدم عندنا نفي مض وليس‬
‫العدوم على صفة من صفات الثبات ول فرق بي نفي الصانع وبي تقدير الصانع منفيا من كل وجه بل نفي‬
‫الصانع وان كان باطل بالدليل القاطع فالقول به غي متناقض ف نفسه والصي إل إثبات صانع منفي متناقض‬
‫وإنا يلزم القول بالصانع العدوم العتزلة حيث اثبتوا للمعدوم صفات الثبات وقضوا بان العدوم على خصائص‬
‫الجناس ‪ ،‬قال والوجه ان ل نعد الوجود من الصفات فان الوجود نفس الذات وليس بثابة التحيز للجوهر‬
‫فان التحيز صفة زائدة على ذات الوهر ووجود عندنا نفسه من غي تقدير مزيد ‪ ،‬قال والئمة يتوسعون ف‬
‫عد الوجود من الصفات والعلم به علم بالذات ‪ ،‬قال الكيا الراسى الطبي اذا قلنا الباري موجود فوجوده‬
‫ذاته هذا بالتفاق من اصحابنا القائلي بالحوال والنافي لا إل على راى العتزلة الذين قالوا العدوم شيء‬

‫‪ ،‬وقال ابو القاسم النصارى شارح الرشاد والقاضي ابو بكر وان اثبت الحوال فلم يعل الوجود‬
‫حال فان العلم به علم بالذات وعند اب هاشم ومتبعيه الوجود من الحوال وهو من اثر كون الفاعل قادرا ‪،‬‬
‫قال وما قاله امام الرمي من ان الئمة يتوسعون ف عد الوجود من الصفات فانا قالوا ذلك لا بيناه من ان‬
‫صفة النفس عندهم تفيد ما تفيده النفس فل فرق بي وجود الوهر وتيزه وهكذا قال الكيا الوجود ينلة‬
‫التحيز للجوهر فإن التحيز للجوهر نفس الوهر خالف ابا العال ‪ ،‬قال ومن الدليل على وجود الصانع انه‬
‫موصوف بالصفات القائمة به كالياة والقدرة والعلم ونوها وهذه الصفات مشروطة بوجود ملها وقد يكون‬
‫الشيء موجودا ول يكون متصا بذه الصفات ويستحيل الختصاص بذه الصفات من غي تقق وجود ‪ ،‬قال‬
‫وما يقق ما قلناه قيام الدليل القاطع على انه فاعل ومن شرط الفاعل ان يكون موجودا ‪ ،‬قلت هذا الثان هو‬
‫ما ذكره ابو العال فان إثبات الصانع إثبات لوجوده وإل فصانع منتف كنفي الصانع و اما الول فهو وان‬
‫كان صحيحا لكن النتيجة ابي من القدمات فإن العلم بان الصانع ل يكون إل موجودا ابي من العلم بثبوت‬
‫من صفاته وبأن الوصوف ل يكون إل‬

‫‪ ،‬موجودا ولذا اقر بوجوده طوائف إنكروا قيام الصفات به و اذا قرروا قيام الصفات به فكون الفاعل‬
‫ل يكون إل موجودا ابي من كون ما تقوم به الصفة ل يكون إل موجودا وكلها معلوم بالضرورة لكن‬
‫الفاعل الذي يبدع غيه احق بالوجود وكما ان الوجود من مل الصفة فان مل الصفة قد يكون جادا وقد‬
‫يكون حيوانا وقد يكون قادرا وقد يكون عاجزا والصفة أيضا قد تقوم با الصفة عند كثي من الناس بشرط‬
‫قيامها جعيها بحل اخر فالصفة وان كانت مفتقرة إل مل وجودي فهو من باب الفتقار إل الحل القابل‬
‫واما الفعول الفتقر إل الفاعل فهو من باب الفتقار إل الفاعل ‪ ،‬ومعلوم ان الاجة إل الفاعل فيما له فاعل‬
‫اقوى من الاجة إل القابل فيما له قابل وايضا فان القابل شرط ف القبول ل يب تقدمه عليه بل يوز‬
‫اقترانما بلف الفاعل فإنه ل يوز ان يقارن الفعول بل ل بد من تقدمه عليه ولذا اتفق العقلء على انه ل‬
‫يوز ان يكون كل من الشيئي فاعل للخر ل بعن كونه علة فاعلة ول بغي ذلك من العان واما كون كل‬
‫من الشيئي فاعل للخر فانه يوز وهذا هو الدور العى وذاك هو الدور القبلى وقد بسط هذا ف غي هذا‬

‫الوضع وبي ما دخل على الفلسفة من الغلط ف مسائل الصفات من هذا الوجه حيث ل ييزوا بي‬
‫الشرط والعلة الفاعلة بل قد يعلون ذلك كله علة إذ العلة عندهم يدخل فيها الفاعل والغاية وها العلتان‬
‫الفصلتان اللتان بما يكون وجود العلول والقابل الذي قد يسمى مادة وهيول مع الصورة وها علتا حقيقة‬
‫الشيء ف نفسه سواء قيل ان حقيقته غي العي الوجودة ف الارج كما يدعون ذلك او قيل هى هي كما هو‬
‫العروف عن متكلمي اهل السنة ‪ ،‬والقصود هنا ان الدليل لا دل على انه ل بد من موجود واجب بنفسه أي‬
‫ل يكون له فاعل يوجده ل علة فاعلة ول ما يسمي فاعل غي ذلك صاروا يطلقون عليه الواجب بنفسه ث‬
‫اخذوا ما يتمله هذا اللفظ من العان فأرادوا اثباتا كلها فصاروا ينفون الصفات وينفون ان يكون له حقيقة‬
‫موصوفة بالوجود لئل تكون الذات متعلقة بصفة فل تكون واجبة بنفسها ومعلوم ان كون الذات مستلزمة‬
‫لصفة كمال يتنع‬
‫تققها بدونا ل يوجب افتقارها إل فاعل أو علة فاعلة ولكن غاية ما فيه أن تكون الذات مشروطة‬
‫بالصفة والصفة مشروطة بالذات وأن تكون الصفة إذا قيل بأنا واجبة ل تقوم إل بوصوف فإذا قيل هذا فيه‬
‫افتقار الواجب إل غيه ل يلزم أن يكون ذلك الغي فاعل ول علة فاعلة بل إذا قدر أنه يطلق عليه غي فإنا هو‬
‫شرط من الشروط وكون الذات مشروطة بالصفة اللزمة لا والصفة مشروطة بالذات ل ينع أن يكون الميع‬
‫واجبا بنفسه ل يفتقر إل فاعل ول إل علة فاعلة وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود أنه إذا كان قد‬
‫علم أن الصفة الشروطة بحلها تقتضي أن يكون ملها موجودا فالفعول الفتقر إل فاعل موجب يقتضي أن‬
‫يكون فاعله موجودا بطريق الول ‪ ،‬وأيضا فيقال الوادث الشهودة ل بد لا من مدث إذ الحدث من حيث‬
‫هو مدث وكل ما يقدر مدثا سواء قدر متناهيا أو غي متناه ل يوجد بنفسه بل ل بد له من فاعل ليس‬
‫بحدث والعلم بذلك ضروري إذ طبيعة الدوث تقتضي الفتقار إل فاعل فل بد لكل ما يقدر مدثا من فاعل‬
‫فيمتنع أن يكون فاعل كل الحدثات مدثا فوجب أن يكون قديا‬

‫‪ ،‬وأيضا فالحدث مفتقر إل مدث كامل مستقل بالفعل إذ ما ليس مستقل بالفعل مفتقر إل غيه فل‬
‫يكون هو وحده الفاعل بل الفاعل هو وذلك الغي فل يكون وحده فاعل للمحدث ث ذلك الغي إن كان‬
‫مدثا فل بد له من فاعل أيضا فل بد للمحدثات من فاعل مستقل بالفعل مستغن عن جيع مدثاته والعقل‬
‫يعلم ضرورة افتقار الحدث إل الحدث الفاعل ويقطع به ويعلمه ضرورة أبلغ من علمه بافتقار المكن إل‬
‫الواجب الوجب له فل يتاج أن يقال ف ذلك أن الحدث يتخصص بزمان دون زمان أو بقدر دون قدر ول‬
‫بد للتخصيص من مصص فإن العلم بافتقار الحدث إل الحدث أبي ف العقل وأبده له ‪ ،‬ولذا قال تعال ‪ ،‬أم‬
‫خلقوا من غي شيء أم هم الالقون ‪ ،‬سورة الطور ‪ ، 35‬قال جبي بن مطعم لا سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقرؤها أحسست بفؤادي قد انصدع ‪ ،‬وقال ‪ ،‬أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون ‪،‬‬
‫سورة الواقعة ‪ 58 59‬إذ كان كل من القسمي وهو كونم خلقوا من غي خالق وكونم خلقوا أنفسهم‬
‫معلوم النتفاء بالضرورة فإن النسان يعلم بالضرورة أنه ل يدث من غي مدث وأنه ل يدث نفسه فلما كان‬
‫العلم بأنه ل بد له من مدث وأن مدثه ليس هو إياه علما ضروريا ثبت بالضرورة أن له مدثا خالقا غيه‬
‫وكل ما يقدر فيه أنه ملوق فهو كذلك‬

‫‪ ،‬واللق يتضمن الدوث والتقدير ففيه معن البداع والتقدير وإذا علمت أن المكن ل بد له من‬
‫مرجح يب به وإل ل يكن موجودا بل يبقى معدوما على أصح القولي أو مترددا بي الوجود والعدم على‬
‫الخر فالحدث ل بد له من فاعل يستغن به الفعول فيكون به وإل بقي مفتقرا إل غيه وإذا قدر مدثه أيضا‬
‫فهو أيضا مدث ل يستغن به لن ذلك الحدث مفتقر إل غيه فالفتقر إليه مفتقر إل ذلك الغي الذي هو‬
‫الول مفتقر إليه بطريق الول فل توجد الوادث إل بفاعل غن عن غيه وكل مدث مفتقر إل غيه فل‬
‫توجد الوادث إل بفاعل قدي غي مدث فهذه طرق متعددة يثبت با الوجود الواجب بنفسه القدي‬
‫فصل ‪ ،‬ويكن تصوير هذه الادة ف الغن والفقر وف اللق وعدم اللق والقدرة وعدم القدرة‬
‫والكمال والنقصان والياة والوت والعلم والهل وغي ذلك بأن يقال كل موجود فإما أن يكون غنيا بنفسه‬
‫عما سواه وإما ان يكون مفتقرا إل ما سواه والفتقر إل ما سواه ل يوجد إل بغن عما سواه فيلزم وجود الغن‬
‫عما سواه على التقديرين‬

‫والوادث مفتقرة إل غيها فثبت أن من الوجودات ما هو غن بنفسه ومنها ما هو مفتقر إل ما سواه‬


‫ومثل أن يقال كل موجود فإما أن يكون ملوقا وإما أل يكون ملوقا والخلوق ل يكون ملوقا إل بالق ليس‬
‫بخلوق ‪ ،‬وقد علم أن الوادث ل تكون إل ملوقة فثبت أن ف الوجودات ما هو حادث ملوق ومنها ما هو‬
‫خالق لتلك الوادث ليس بخلوق وهو الطلوب ‪ ،‬ومثل أن يقال الوجود إما أن يكون قادرا بنفسه وإما أل‬
‫يكون قادرا بنفسه وما ليس بقادر بنفسه ل يكون قادرا إل بإقدار القادر بنفسه والوادث الشهودة كانت‬
‫معدومة والعدوم ل يكون موجودا بنفسه فضل عن أن يكون قادرا بنفسه فثبت أن الوجودات ما هو مدث‬
‫ومنها ما هو موجود قادر بنفسه والقادر بنفسه ل يكون إل قديا أزليا واجبا بنفسه فثبت انقسام الوجودات‬
‫إل هذا وهذا وهو الطلوب ‪ ،‬ومثل أن يقال الوجود إما أن يكون كامل ليس فيه نقص يتاج إل غيه وإما‬
‫أن يكون ناقصا يتاج ف كماله إل غيه ومعلوم أن الوادث الشهودة ليس لا من نفسها وجود فضل عن أن‬
‫تكون كاملة بنفسها وأنا بعد وجودها مفتقرة إل من يكمل نقصها فثبت أن الوجودات فيها كامل ليس فيه‬
‫نقص يتاج فيه إل غيه وما ليس فيه‬

‫نقص ل يكون إل كامل قديا أزليا واجبا بنفسه فثبت انقسام الوجودات إل هذا وهذا وهو‬
‫الطلوب ‪ ،‬ومثل أن يقال الوجود إما عال بنفسه وإما متاج ف العلم إل من يعلمه وإما أن ل يقبل العلم‬
‫ومعلوم أن النسان مفتقر ف حصول علمه إل من يعلمه ليس علمه من لوازم ذاته فإنه خرج من بطن أمه ل‬
‫يعلم شيئا ث حدث له العلم بعد ذلك فثبت أن ف الوجود ما ليس عالا بنفسه بل هو مفتقر ف حصول العلم‬
‫له إل من يعلمه ومعلوم أن كل ما ليس بعال بنفسه فل بد له من عال يعلمه وذاك العال إن كان عالا بنفسه‬
‫وإل افتقر إل عال بنفسه فل بد أن ينتهي المر إل عال بنفسه قطعا للتسلسل المتنع فثبت أن ف الوجود ما‬
‫هو عال بنفسه وما ليس عالا بنفسه بل بن يعلمه كما قال ‪ ،‬اقرأ باسم ربك الذي خلق ‪ ،‬إل قوله ‪ ،‬اقرأ‬
‫وربك الكرم الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم ‪ ،‬سورة العلق ‪ 5 1‬وقال ‪ ،‬ول ييطون بشيء من‬
‫علمه إل با شاء ‪ ،‬سورة البقرة ‪ ، 255‬وما كان عالا بنفسه فأن يكون موجودا بنفسه أول وأحرى فإن العلم‬
‫صفة له وإذا كانت تلك الصفة قدية واجبة ل تفتقر إل فاعل يفعلها ف العال بنفسه فل يكون الوصوف با‬
‫قديا واجبا بطريق الول والحرى‬

‫‪ ،‬ومثل أن يقال الوجود إما حي بنفسه وإما حي بغيه وإما ليس بي ومعلوم أن الي بغيه موجود‬
‫فإن النسان يكون ف بطن أمه قبل نفخ الروح فيه ليس بي ث يصي حيا بعد ذلك فثبت وجود الي بغيه‬
‫الذي جعله حيا وذلك الذي جعله حيا إما أن يكون حيا بنفسه وإما بغيه والي بغيه يتاج إل حي فل بد‬
‫أن ينتهي المر إل حي بنفسه قطعا للتسلسل المتنع فثبت أن ف الوجود ما هو حي بنفسه والي بنفسه ل‬
‫يكون إل واجبا قديا بنفسه فإن ذاته إذا كانت مستلزمة لياته بيث ل تكون حياته حاصلة له من غيه فأن‬
‫تكون ذاته واجبة بنفسها ل تكون حاصلة بغيها أول وأحرى فإن الياة قائمة ف الوصوف الي با فإذا‬
‫كانت الياة قدية أزلية واجبة بنفسها يتنع عدمها فالي الوصوف با أن يكون حيا قديا أزليا واجبا بنفسه‬
‫أول وأحرى ‪ ،‬والتسلسل الذي يسمى التسلسل ف العلل والعلولت والؤثر والثر والفاعل والفعول والالق‬
‫والخلوق هو متنع باتفاق العقلء وبصريح العقول بل هو متنع ف بديهة العقل بعد التصور وهو الذي أمر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بالستعاذة منه ف قوله صلى ال عليه وسلم يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا‬
‫من خلق كذا فيقول ال فيقول من خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته فأمره بالستعاذة منه‬
‫ليقطع عنه ال الوساوس الفاسدة الت‬

‫‪ ،‬يلقيها الشيطان بغي اختياره ويؤذيه با حت قد يتمن الوت أو حت يتار أن يترق ول يدها وهي‬
‫الوسوسة الت سأله عنها الصحابة فقالوا يا رسول ال ان أحدنا ليجد ف نفسه ما لن يترق حت يصي حة او‬
‫ير من السماء إل الرض خيا له من ان يتكلم به فقال ذلك صريح اليان وف رواية ما يتعاظم أحدنا ان‬
‫يتكلم به فقال المد ال الذي ردكيده إل الوسوسة واراد بذلك ان كراهته هذه الوسوسة ونفيها هو مض‬
‫اليان وصريه‬
‫فصل ‪ ،‬واعلم ان علم النسان بان كل مدث ل بد له من مدث او كل مكن ل بد له من واجب او‬
‫كل فقي فل بد له من غن او كل ملوق فل بد له من خالق او كل معلوم فل بد له من يعلم او كل اثر فل‬
‫بد له من مؤثر ونو ذلك من القضايا الكلية والخبار العامة هو علم كلى بقضية كلية وهو حق ف نفسه لكن‬
‫علمه بأن هذا الحدث العي ل بد له من مدث وهذا المكن العي ل بد له من واجب هو ايضا معلوم له مع‬
‫كون القضية معينة مصوصة جزئية وليس علمه بذه القضايا العينة الخصوصة‬
‫موقوفا على العلم يتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا العينة قد تسبق إل فطرته قبل ان يستشعر‬
‫تلك القضايا الكلية وهذا كعلمه بان الكتابة ل بد لا من كاتب والبناء ل بد له من بان فإنه اذا راى كتابه‬
‫معينة علم انه ل بد لا من كاتب واذا راى بنيانا علم انه ل بد من بان وان ل يستشعر ف ذلك الال كل‬
‫كتابة كانت او تكون او يكن ان تكون ولذا تد الصب ونوه يعلم هذه القضايا العنية الزئية وان كان عقله‬
‫ل يستحضر القضية الكلية العامة وهذا كما ان النسان يعلم أن هذا العي ل يكون اسود ابيض ول يكون ف‬
‫مكاني وان ل يستحضر ان كل اسود وكل بياض فإنما ل يتمعان وان كل جسمي فإنما ل يكونان ف‬
‫مكان واحد وهكذا إذا رأى درها ونصف درهم علم ان هذا الكل اعظم من هذا الزء وان ل يستحضر أن‬
‫كل كل فانه يب أن يكون اعظم من جزئه ‪ ،‬وكذلك إذا قيل هذا العدد الول مساو لذا العدد الثان وهذا‬
‫العدد الثان مساو لذا العدد الثالث فانه يعلم أن الول مساو لساوى الثان وهو مساو والثالث وان ل‬
‫يستحضر ان كل مساو لساو فهو مساو‬

‫‪ ،‬وكذلك إذا علم أن الشخص موجود علم أنه ليس بعدوم وإذا علم أنه ليس بعدوم علم أنه موجود‬
‫ويعلم أنه ل يتمع وجوده وعدمه بل يتناقضان وإن ل يستحضر قضية كلية عامة أنه ل يتمع نفي كل شيء‬
‫وإثباته ووجوده وعدمه وهكذا عامة القضايا الكلية ‪ ،‬فإنه قد يكون علم النسان بالكم ف أعيانا الشخصة‬
‫الزئية أبده للعقل من الكم الكلي ول تكون معرفته بكم العينات موقوفة على تلك القضايا الكليات ولذا‬
‫كان علم النسان أنه هو ل يدث نفسه ل يتوقف على علمه بأن كل إنسان ل يدث نفسه ول على أن كل‬
‫حادث ل يدث نفسه بل هذه القضايا العامة الكلية صادقة وتلك القضية العينة صادقة والعلم با فطري‬
‫ضروري ل يتاج أن يستدل عليه وإن كان قد يكن الستدلل على بعض العينات بالقضية الكلية ويستفاد‬
‫العلم بالقضية الكلية بواسطة العلم بالعينات لكن القصود أن هذا الستدلل ليس شرطا ف العلم بل العلم‬
‫بالعينات قد يعلم كما تعلم الكليات وأعظم بل قد يزم بالعينات من ل يزم بالكليات ولذا ل تد أحدا‬
‫يشك ف أن هذه الكتابة ل بد لا من كاتب وهذا البناء ل بد له من بان بل يعلم هذا ضرورة ‪ ،‬وإن كان العلم‬
‫بأن كل حادث ل بد له من مدث فاعل‬

‫قد اعتقده طوائف من النظار نظريا حت أقاموا عليه دليل إما بقياس الشمول وإما بقياس التمثيل فالول‬
‫قول من يقول كل مدث ل بد له من مدث والثان قول من يقول هذا مدث فيفتقر إل مدث قياسا على‬
‫البناء والكتابة ‪ ،‬ث القائلون بأن كل مدث ل بد له من مدث منهم من يثبت هذا بالستدلل على ان الادث‬
‫متص والتخصص ل بد له من مصص ث من الناس من يثبت هذا بأن الخصوص مكن والمكن ل بد له من‬
‫مرجح لوجوده ث من الناس من يثبت هذا بأن نسبة المكن إل الوجود والعدم سواء فل بد من ترجيح أحد‬
‫الانبي ‪ ،‬وكثي من الناس يعل القدمة الول ف هذه القضايا ضرورية بل يعلها أبي من الثانية الت استدل با‬
‫عليها وهذا الضطراب إنا يقع ف القضايا الكلية العامة ‪ ،‬وأما كون هذا البناء ل بد له من بان وهذه الكتابة ل‬
‫بد لا من كاتب وهذا الثوب الخيط ل بد له من خياط وهذه الثار الت ف الرض من آثار القدام ل بد لا‬
‫من مؤثر وهذه الضربة ل بد لا من ضارب وهذه الصياغة ل بد لا من صائغ وهذا‬

‫الكلم النظوم السموع ل بد له من متكلم وهذا الضرب والرمي والطعن ل بد له من ضارب ورام‬
‫وطاعن ‪ ،‬فهذه القضايا العينة الزئية ل يشك فيها أحد من العقلء ول يفتقر ف العال با إل دليل وإن كان‬
‫ذكر نظائرها حجة لا وذكر القضية الت تتناولا وغيها حجة ثانية فيستدل عليها بقياس التمثيل وبقياس‬
‫الشمول لكن هي ف نفسها معلومة للعقلء بالضرورة مع قطع نظرهم عن قضية كلية كما يعلم النسان‬
‫أحوال نفسه العينة فإنه يعلم انه ل يدث نفسه وان ل يستحضر ان كل حادث ل يدث بنفسه ‪ ،‬ولذا كانت‬
‫فطرة اللق مبولة على انم مت شاهدوا شيئا من الوادث التجددة كالرعد والبق والزلزل ذكروا ال‬
‫وسبحوه لنم يعلمون أن ذلك التجدد ل يتجدد بنفسه بل له مدث أحدثه وأن كانوا يعلمون هذا ف سائر‬
‫الحدثات لكن ما اعتادوا حدوثه صار مألوفا لم بلف التجدد الغريب وأل فعامة ما يذكرون ال ويسبحونه‬
‫عنده من الغرائب التجددة قد شهدوا من آيات ال العتادة ما هو اعظم منه ولو ل يكن أل خلق النسان فانه‬
‫من اعظم اليات فكل أحد يعلم انه هو ل‬

‫يدث نفسه ول أبواه أحدثاه ول أحد من البشر أحدثه ويعلم انه ل بد له من مدث فكل أحد يعلم‬
‫أن له خالقا خلقه ويعلم انه موجود حي عليم قدير سيع بصي ومن جعل غيه حيا كان أول ان يكون حيا‬
‫ومن جعل غيه عليما كان أول أن يكون عليما ومن جعل غيه قادرا كان أول ان يكون قادرا ويعلم أيضا‬
‫أن فيه من الحكام ما دل على علم الفاعل ومن الختصاص ما دل على إرادة الفاعل وأن نفس الحداث ل‬
‫يكون إل بقدرة الحدث فعلمه بنفسه العينة الشخصة الزئية يفيده العلم بذه الطالب اللية وغيها كما قال‬
‫تعال ‪ ،‬وف أنفسكم أفل تبصرون ‪ ،‬سورة الذاريات ‪21‬‬
‫فصل ‪ ،‬اذا تبي ذلك فالية والعلمة والدللة على الشيء يب ان يكون ثبوتا مستلزما لثبوت الدلول‬
‫الذي هي آية له وعلمة عليه ول تفتقر ف كونا آية وعلمة ودللة إل ان تندرج تت قضية كلية سواء كان‬
‫الدلول عليه قد عرفت عينه او ل تعرف عينه بل عرف على وجه مطلق ممل‬

‫‪ ،‬فالول مثل أن يقال علمة دار فلن أن على بابا كذا أو على عتبها كذا او علمة فلن أنه كذا‬
‫وكذا فإذا رؤيت تلك العلمة عرف ذلك العي ‪ ،‬والثان ان يقال علمة من يكون أميا او قاضيا ان تكون‬
‫هيئته كذا وكذا فإذا رؤيت تلك اليئة علم ان هناك اميا او قاضيا وان ل تعلم عينه ‪ ،‬واذا كان كذلك فجميع‬
‫الخلوقات مستلزمة للخالق سبحانه وتعال بعينه وكل منها يدل بنفسه على أن له مدثا بنفسه ول يتاج ان‬
‫يقرن بذلك ان كل مدث فله مدث كما قدمناه ان العلم بأفراد هذه القضية ل يب ان يتوقف على كلياتا‬
‫بل قد تكون دللته على الحدث العي أظهر وأسبق ‪ ،‬ولذا كان ما يشهده الناس من الوادث آيات دالة على‬
‫الفاعل الحدث بنفسها من غي ان يب ان يقترن با قضية كلية ان كل مدث فله مدث وهي أيضا دالة على‬
‫الالق سبحانه من حيث يعلم انه ل يدثها إل هو فإنه كما يستدل على ان الحدثات ل بد لا من مدث قادر‬
‫عليم مريد حكيم فالفعل يستلزم القدرة و الحكام‬

‫يستلزم العلم والتخصيص يستلزم الرادة وحسن العاقبة يستلزم الكمة ‪ ،‬وكل حادث يدل على ذلك‬
‫كما يدل عليه الخر وكل حادث كما دل على عي الالق فكذلك الخر يدل عليه فلهذا كانت الخلوقات‬
‫آيات عليه و ساها ال آيات و اليات ل تفتقر ف كونا آيات إل قياس كلي ل قياس تثيلي ول قياس شول‬
‫وان كان القياس شاهدا لا ومؤيدا لقتضاها لكن علم القلوب بقتضى اليات والعلمات ل يب ان يقف‬
‫على هذا القياس بل يعلم موجبها ومقتضاها وان ل يطر لا ان كل مكن فإنه ل يترجح أحد طرفيه على‬
‫الخر إل برجح او ل يترجح وجوده على عدمه إل برجح ‪ ،‬ومن هنا يتبي لك ان ما تنازع فيه طائفة من‬
‫النظار وهو ان علة الفتقار إل الصانع هل هو الدوث او المكان او مموعيهما ل يتاج اليه وذلك ان كل‬
‫ملوق فنفسه وذاته مفتقرة إل الالق وهذا الفتقار وصف له لزم ومعن هذا ان حقيقته ل تكون موجودة إل‬
‫بالق يلقه فإنه شهدت حقيقته موجودة ف الارج علم انه ل بد لا من فاعل وان تصورت ف العقل علم انا‬
‫ل توجد ف الارج إل بفاعل ولو قدر انا تتصور تصورا مطلقا علم انا ل توجد إل بفاعل فهي ف نفسها ل‬
‫توجد إل بفاعل وهذا يعلم بنفس تصورها وان ل يشعر القلب‬

‫بكونا حادثة او مكنة وان كان كل من المكان والدوث دليل ايضا على هذا الفتقار لكن الدوث‬
‫يستلزم وجودها بعد العدم وقد علم انا ل توجد إل بفاعل و المكان يستلزم انا ل تكون إل بوجد وذلك‬
‫يستلزم اذا وجت ان تكون بوجد وهي من حيث هي هي وان ل تدرج تت وصف كلي يستلزم الفتقار إل‬
‫الفاعل أي ل تكون موجودة إل بالفاعل ول تدوم وتبقى إل بالفاعل البقى الدي لا فهي مفتقرة اليه ف‬
‫حدوثها وبقائها سواء قيل ان بقاءها وصف زائد عليها او ل يقل ‪ ،‬ولذا يعلم العقل بالضرورة ان هذا الادث‬
‫ل يبقى إل بسبب يبقيه كما يعلم انه ل يدث إل بسبب يدثه ولو بن النسان سقفا ول يدع شيئا يسكه‬
‫لقال له الناس هذا ل يدوم ول يبقى وكذلك اذا خاط الثوب بيوط ضعيفة وخاطه خياطة فاسدة قالوا له هذا‬
‫ل يبقى البقاء الطلوب فهم يعلمون بفطرتم افتقار المور الفتقرة إل ما يبقيها كما يعلمون افتقارها إل ما‬
‫يدثها وينشئها ‪ ،‬وما يذكر من المثال الضروبة والشواهد البينة لكون الصنعة تفتقر إل الصانع ف حدوثها‬
‫وبقائها انا هو للتنبيه على ما ف الفطرة كما يثل بالسفينة ف الكاية الشهورة عن بعض أهل العم انه قال له‬
‫طائفة‬

‫من اللحدة ما الدللة على وجود الصانع فقال لم دعون فخاطري مشغول بأمر غريب قالوا ما هو‬
‫قال بلغن ان ف دجلة سفينة عظيمة ملوءة من أصناف المتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعة من غي أحد يركها‬
‫ول يقوم عليها فقالوا له امنون أنت قال و ما ذاك قالوا اهذا يصدقه عاقل فقال فكيف صدقت عقولكم ان‬
‫هذا العال با فيه من النواع و الصناف والوادث العجيبة وهذا الفلك الدوار السيار يرى وتدث هذه‬
‫الوادث بغي مدث وتتحرك هذه التحركات بغي مرك فرجعوا على أنفسهم باللم وهكذا اذا قيل فهذه‬
‫السفينة اثبتت نفسها ف الساحل بغي موثق أوثقها ول رابط ربطها كذبت العقول بذلك ‪ ،‬فهكذا اذا قيل ان‬
‫الوادث تبقى وتدوم بغي مبق يبقيها ول مسك يسكها ولذا نبه سبحانه على هذا وهذا فالول كثي وأما‬
‫الثان ففي مثل قوله ‪ ،‬ان ال يسك السموات والرض ان تزول ولئن زالتا ان امسكهما من أحد بعده انه كان‬
‫حليما غفورا ‪ ،‬سورة فاطر ‪ 41‬وقوله ‪ ،‬ومن آياته ان تقوم السماء والرض بأمره ‪ ،‬سورة الروم ‪ 25‬وقوله ‪،‬‬
‫رفع السموات بغي عمد ترونا ‪ ،‬سورة الرعد ‪ ، 2‬و هذا البقاء يكون بالرزق الذي يد ال به الخلوقات‬
‫كما قال ال‬

‫تعال ‪ ،‬الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء‬
‫سبحانه وتعال عما يشركون ‪ ،‬سورة الروم ‪ 40‬وهذا الذي ذكرناه من أن نفس العيان الحدثة كالنسان‬
‫تستلزم وجود الصانع الالق وأن علم النسان بأنه مصنوع يستلزم العلم بصانعه بذاته من غي احتياج إل قضية‬
‫كلية تقترن بذا وهو معن ما يذكره كثي من الناس مثل قول الشهرستان أما تعطيل العال عن الصانع العليم‬
‫القادر الكيم فلست أرها مقالة ول عرفت عليها صاحب مقالة إل ما نقل عن شرذمة قليلة من الدهرية انم‬
‫قالوا كان العال ف الزل اجزاء مبثوثة تتحرك على غي استقامة فاصطكت اتفاقا فحصل العال بشكله الذي‬
‫تراه عليه‬

‫‪ ،‬قال ولست أرى صاحب هذه القالة من ينكر الصانع بل هو يعترف بالصانع لكنه ييل سبب وجود‬
‫العال علة البخت والتفاق احترازا عن التعليل فما عدت هذه السألة من النظريات الت يقام عليها برهان فإن‬
‫الفطرة السليمة النسانية شهدت بضرورة فطرتا وبديهة فكرتا بصانع عليم قادر حكيم ‪ ،‬أف ال شك ‪،‬‬
‫سورة إبراهيم ‪ ، 10‬ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال ‪ ،‬سورة الزخرف ‪ ، 87‬ولئن سألتهم من خلق‬
‫السماوات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ‪ ،‬سورة الزخرف ‪ 9‬وإن غفلوا عن هذه الفطرة ف حال‬
‫السراء فل شك أنم يلوذون إليها ف حال الضراء ‪ ،‬دعوا ال ملصي له الدين ‪ ،‬سورة يونس ‪ ، 22‬وإذا‬
‫مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه ‪ ،‬سورة السراء ‪ ، 67‬قال ولذا ل يرد التكليف بعرفة وجود‬
‫الصانع وإنا ورد بعرفة التوحيد ونفي الشرك أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله‬

‫إل ال فاعلم أنه ل إله إل ال ولذا جعل مل الناع بي الرسل وبي اللق ف التوحيد ‪ ،‬ذلكم بأنه إذا‬
‫دعي ال وحده كفرت وإن يشرك به تؤمنوا ‪ ،‬سورة غافر ‪ ، 12‬وإذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل‬
‫يؤمنون بالخرة ‪ ،‬سورة الزمر ‪ ، 45‬وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ‪ ،‬سورة‬
‫السراء ‪ ، 46‬قال وقد سلك التكلمون طريقا ف إثبات الصانع وهو الستدلل بالوادث على مدث صانع‬
‫وسلك الوائل طريقا آخر وهو الستدلل بإمكان المكنات على مرجح لحد طرف المكان ‪ ،‬قلت وهذا‬
‫الطريق الثان ل يسلكه الوائل وإنا سلكه ابن سينا ومن وافقه ولكن الشهرستان وأمثاله ل يعرفون مذهب‬
‫أرسطو والوائل إذ كان عمدتم فيما ينقلونه من الفلسفة على كتب ابن سينا‬

‫‪ ،‬قال ويدعي كل واحد ف جهة الستدلل ضرورة وبديهة ‪ ،‬قال وأنا أقول ما شهد به الدوث أو‬
‫دل عليه المكان بعد تقدي القدمات دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياجه ف ذاته إل مدبر هو‬
‫منتهى مطلب الاجات يرغب إليه ول يرغب عنه ويستغن به ول يستغن عنه ويتوجه إليه ول يعرض عنه‬
‫ويفزع إليه ف الشدائد والهمات فإن احتياج نفسه أوضح من احتياج المكن الارج إل الواجب والادث إل‬
‫الحدث ‪ ،‬وعن هذا العن كانت تعريفات الق سبحانه ف التنيل على هذا النهاج ‪ ،‬أمن ييب الضطر إذا‬
‫دعاه ‪ ،‬سورة النمل ‪ ، 62‬قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر ‪ ،‬سورة النعام ‪ ، 63‬قل من‬

‫يرزقكم من السماء والرض ‪ ،‬سورة يونس ‪ ، 31‬أمن يبدأ اللق ث يعيده ‪ ،‬سورة النمل ‪ ، 64‬وعن‬
‫هذا العن قال النب صلى ال عليه وسلم خلق ال العباد على معرفته فاجتالتهم الشياطي عنها ‪ ،‬قلت لفظ‬
‫الديث ف الصحيح يقول ال خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم‬
‫أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا ‪ ،‬قال فتلك العرفة هي ضرورة الحتياج وذلك الجتيال من الشيطان هو‬
‫تسويله الستغناء ونفي الاجة والرسل مبعوثون لتذكي وضع الفطرة وتطهيها عن تسويلت الشياطي فإنم‬
‫الباقون على أصل الفطرة وما كان له عليهم من سلطان ‪ ،‬فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يشى ‪،‬‬
‫( سورة العلى ‪) 11 10‬‬
‫‪ ، ،‬فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى ‪ ،‬سورة طه ‪ ، 44‬قلت الذي ف الديث إن الشياطي‬
‫أمرتم أن يشركوا به ما ل ينل به سلطانا وهذا الرض العام ف أكثر بن آدم وهو الشرك كما قال تعال ‪ ،‬وما‬
‫يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون ‪ ،‬سورة يوسف ‪ 106‬وأما التعطيل فهو مرض خاص ل يكاد يقع إل‬
‫عن عناد كما وقع لفرعون ‪ ،‬وليس ف الديث أن الشياطي سولت لم الستغناء عن الصانع فإن هذا ل يقع‬
‫إل خاصا لبعض الناس أو لكثي منهم ف بعض الحوال وهو جنس السفسطة بل هو شر السفسطة والسفسطة‬
‫ل تكون عامة لعدد كثي دائما بل تعرض لبعض الناس أو لكثي منهم ف بعض الشياء ‪ ،‬قال ومن رحل إل ال‬
‫قربت مسافته حيث رجع إل نفسه أدن رجوع فعرف احتياجه إليه ف تكوينه وبقائه وتقلبه ف أحواله وأنائه‬
‫ث استبصر من آيات الفاق إل آيات النفس ث استشهد به على اللكوت ل باللكوت عليه ال‬

‫‪ ،‬قلت هو وطائفة معه يظنون أن الضمي ف قوله ‪ ،‬حت يتبي لم أنه الق ‪ ،‬سورة فصلت ‪ 53‬عائد‬
‫إل ال تعال ويقولون هذه جعت طريق من استدل باللق على الالق ومن استدل بالالق على الخلوق ‪،‬‬
‫والصواب الذي عليه الفسرون وعليه تدل الية أن الضمي عائد إل القرآن وأن ال يري عباده من اليات‬
‫الفقية والنفسية ما يبي لم أن القرآن حق وذلك يتضمن ثبوت الرسالة وأن يسلم ما أخب به الرسول كما قال‬
‫تعال ‪ ،‬قل أرأيتم إن كان من عند ال ث كفرت به من أضل من هو ف شقاق بعيد سنريهم آياتنا ف الفاق وف‬
‫أنفسهم حت يتبي لم أنه الق ‪ ( ،‬سورة فصلت ‪ ، ) 53 52‬والقصود هنا التنبيه على أن حاجة العي إل‬
‫العلم ل تتوقف على العلم باجة كل من هو مثله والستدلل على ذلك بالقياس الشمول والتمثيلي ‪ ،‬وأيضا‬
‫فالاجة الت يقترن مع العلم با ذوق الاجة هي أعظم وقعا ف النفس من العلم الذي ل يقترن به ذوق ولذا‬
‫كانت معرفة النفوس با تبه وتكرهه وينفعها ويضرها هو أرسخ فيها من معرفتها با ل تتاج إليه ول تكرهه‬
‫ول تبه ولذا كان ما يعرف من أحوال الرسل مع أمهم‬

‫بالخبار التواترة ورؤية الثار من حسن عاقبة اتباع الرسل وسوء عاقبة الكذبي أنفع من معرفة صدق‬
‫الرسول واتباعه ما يفيد العلم فقط فإن هذا يفيد العلم مع الترغيب والترهيب فيفيد كمال القوتي العلمية‬
‫والعملية بنفسه بلف ما يفيد العلم ث العلم يفيد العمل ‪ ،‬ولذا كان أكثر الناس على أن القرار بالصانع‬
‫ضروري فطري وذلك أن اضطرار النفوس إل ذلك أعظم من اضطرارها إل ما ل تتعلق به حاجتها ‪ ،‬أل ترى‬
‫أن الناس يعرفون من أحوال من تتعلق به منافعهم و مضارهم كولة أمورهم و مالكيهم وأصدقائهم وأعدائهم‬
‫ما ل يعلمونه من أحوال من ل يرجونه ول يافونه ول شيء أحوج إل شيء من الخلوق إل خالقه فهم‬
‫يتاجون إليه من جهة ربوبيته إذ كان هو الذي خلقهم وهو الذي يأتيهم بالنافع ويدفع عنهم الضار ‪ ،‬وما‬
‫بكم من نعمة فمن ال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون ‪ ،‬سورة النحل ‪ ، 53‬وكل ما يصل من أحد فإنا هو‬
‫بلقه وتقديره و تسبيبه و تيسيه وهذه الاجة الت توجب رجوعهم إليه حال اضطرارهم كما ياطبهم بذلك‬

‫ف كتابه وهم متاجون إليه من جهة ألوهيته فإنه ل صلح لم إل بأن يكون هو معبودهم الذي يبونه‬
‫ويعظمونه ول يعلون له أندادا يبونم كحب ال بل يكون ما يبونه سواه كأنبيائه وصالي عباده إنا يبونم‬
‫لجله كما ف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان من‬
‫كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن كان يكره أن يرجع ف الكفر‬
‫بعد إذا أنقذه ال منه كما يكره أن يلقى ف النار ‪ ،‬ومعلوم أن السؤال والب والذل والوف والرجاء‬
‫والتعظيم والعتراف بالاجة والفتقار ونو ذلك مشروط بالشعور بالسئول الحبوب الرجو الخوف العبود‬
‫العظم الذي تعترف النفوس بالاجة إليه والفتقار الذي تواضع كل شيء لعظمته واستسلم كل شيء لقدرته‬
‫وذل كل شيء لعزته ‪ ،‬فإذا كانت هذه المور ما تتاج النفوس إليها ول بد لا منها بل هي ضرورية فيها كان‬
‫شرطها ولزمها وهو العتراف بالصانع والقرار به أول أن يكون ضروريا ف النفوس ‪ ،‬وقول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف الديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة وقوله فيما يروي عن ربه خلقت عبادي حنفاء‬

‫ونو ذلك ل يتضمن مرد القرار بالصانع فقط بل إقرارا يتبعه عبودية ل بالب والتعظيم وإخلص‬
‫الدين له وهذا هو النيفية ‪ ،‬وأصل اليان قول القلب وعمله بالالق وعبوديته للخالق والقلب مفطور على‬
‫هذا وهذا وإذا كان بعض الناس قد خرج عن الفطرة با عرض له من الرض إما بهله وإما بظلمه فجحد‬
‫بآيات ال و استيقنتها نفسه ظلما وعلوا ل يتنع أن يكون اللق ولدوا على الفطرة ‪ ،‬وقد ذكرنا ف غي هذا‬
‫الوضع طائفة من قول من ذكر أن العرفة ضرورية والعلم الذي يقترن به حب العلوم قد يسمى معرفة كما ف‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر فالعروف ما تبه القلوب مع العلم والنكر ما تكرهه وتنفر عنه عند العلم به‬
‫فلهذا قد يسمى من كان فيه مع علمه بال حب ل وإنابة إليه عارفا بلف العال الال عن حب القلب وتأله‬
‫فإنم ل يسمونه عارفا ‪ ،‬ومن العلوم أن وجود حب ال وخشيته والرغبة إليه وتأله ف القلب فرع وجود‬
‫القرار به وهذا الثان مستلزم للول فإذا كان هذا يكون ضروريا ف القلب فوجود القرار السابق عليه اللزم‬
‫له أول أن يكون ضروريا فإن ثبوت اللزوم ل يكون إل مع ثبوت اللزم‬

‫‪ ،‬وقد يراد بلفظه العرفة العلم الذي يكون معلومه معينا خاصا وبالعلم الذي هو قسيم العرفة ما يكون‬
‫العلوم به كليا عاما وقد يراد بلفظ العرفة ما يكون معلومه الشيء بعينه وإن كان لفظ العلم يتناول النوعي ف‬
‫الصل كما بسط ف موضع آخر وسيأت كلم الناس ف القرار بالصانع هل يصل بالضرورة أو بالنظر أو‬
‫يصل بذا وبذا ‪ ،‬وقد بينا ف غي هذا الوضع الكلم على قولم علة الاجة إل الؤثر هل هي الدوث أو‬
‫المكان أو مموعهما وبينا أنه إن أريد بذلك أن الدوث مثل دليل على أن الحدث يتاج إل مدث أو أن‬
‫الدوث شرط ف افتقار الفعول إل فاعل فهذا صحيح وإن أريد بذلك أن الدوث هو الذي جعل الحدث‬
‫مفتقرا إل الفاعل فهذا باطل وكذلك المكان إذا أريد به أنه دليل على الفتقار إل الؤثر أو أنه شرط ف‬
‫الفتقار إل الؤثر فهذا صحيح وإن أريد به أنه جعل نفس المكن مفتقرا فهذا باطل ‪ ،‬وعلى هذا فل منافاة بي‬
‫أن يكون كل من المكان والدوث دليل على الفتقار إل الؤثر وشرطا ف الفتقار إل الؤثر وإنا الناع ف‬
‫مسألتي ‪ ،‬إحداها أن الواجب بغيه أزل وأبدا هل يصح أن يكون مفعول‬

‫لغيه كما يقوله من يقول من التفلسفة إن الفلك قدي معلول مكن لواجب الوجود أزل وأبدا فهذا هو‬
‫القول الذي ينكره جاهي العقلء من بن آدم ويقولون إن كون الشيء مفعول مصنوعا مع كونه مقارنا لفاعله‬
‫أزل وأبدا متنع ويقولون أيضا إن الكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل موجودا تارة ومعدوما أخرى‬
‫فأما ما كان دائم الوجود فهذا عند عامة العقلء ضروري الوجود وليس من المكن الذي يقبل الوجود والعدم‬
‫وهذا ما وافق عليه الفلسفة قاطبة حت ابن سينا وأتباعه ‪ ،‬ولكن ابن سينا تناقض فادعى ف باب إثبات واجب‬
‫الوجود أن المكن قد يكون قديا أزليا مع كونه مكنا ووافقه على ذلك طائفة من التأخرين كالرازي وغيه‬
‫ولزمهم على ذلك من الشكالت ما ل يقدروا على جوابه كما قد بسط ف موضعه وعلى هذا فالمكان‬
‫والدوث متلزمان فكل مكن مدث وكل مدث مكن ‪ ،‬وأما تقدير مكن مفعول واجب لغيه مع أنه غي‬

‫مدث فهذا متنع عند جاهي العقلء وأكثر الفلسفة من أتباع أرسطو وغيه مع المهور يقولون إن‬
‫المكان ل يعقل إل ف الحدثات وأما الذي ادعى ثبوت مكن قدي فهو ابن سينا ومن وافقه ولذا ورد عليهم‬
‫ف إثبات هذا المكان سؤالت ل جواب لم عنها ‪ ،‬والرازي لا كان مثبتا لذا المكان موافقة لبن سينا كان‬
‫ف كلمه من الضطراب ما هو معروف ف كتبه الكبار والصغار مع ان هؤلء كلهم يثبتون ف كتبهم النطقية‬
‫ما يوافقون فيه سلفهم أرسطو وغيه أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا كائنا بعد أن ل‬
‫يكن وقد ذكر أبو الوليد بن رشد الفيد هذا وقال ما ذكره ابن سينا ونوه من أن الشيء يكون مكنا يقبل‬
‫الوجود والعدم مع كونه قديا أزليا قول ل يقله أحد من الفلسفة قبل ابن سينا ‪ ،‬قلت وابن سينا قد ذكر أيضا‬
‫ف غي موضع أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا مسبوقا بالعدم كما قاله سلفه وسائر‬
‫العقلء وقد ذكرت ألفاظه من كتاب الشفاء وغيه ف غي هذا‬
‫الوضع وهو ما يتبي به اتفاق العقلء على أن كل مكن يقبل الوجود والعدم فل يكون إل حادثا كائنا‬
‫بعد أن ل يكن وهذا ما يبي أن كل ما سوى الواجب بنفسه فهو مدث كائن بعد أن ل يكن وهذا ل يناقض‬
‫دوام فاعليته ‪ ،‬والقصود هنا أن نفس الدوث والمكان دليل على الفتقار إل الؤثر وأما كون أحدها جعل‬
‫نفس الخلوقات مفتقرة إل الالق فهذا خطأ بل نفس الخلوقات مفتقرة إل الالق بذاتا واحتياجها إل الؤثر‬
‫أمر ذات لا ل يتاج إل علة فإنه ليس كل حكم ثبت للذوات يتاج إل علة إذ ذلك يفضي إل تسلسل العلل‬
‫وهو باطل باتفاق العلماء بل من الحكام ما هو لزم للذوات ل يكن أن يكون مفارقا للذوات ول يفتقر إل‬
‫علة وكون كل ما سوى ال فقيا إليه متاجا إليه دائما هو من هذا الباب ‪ ،‬فالفقر والحتياج أمر لزم ذات‬
‫لكل ما سوى ال كما أن الغن والصمدية أمر لزم لذات ال فيمتنع ان يكون سبحانه فقيا ويتنع أن يكون‬
‫إل غنيا عن كل ما سواه ويتنع فيما سواه أن يكون غنيا عنه‬

‫بوجه من الوجوه ويب ف كل ما سواه أن يكون فقيا متاجا إليه دائما ف كل وقت ‪ ،‬وهنا ينشأ‬
‫الناع ف السألة الثانية وهو أن الحدث الخلوق هل افتقاره إل الالق الحدث وقت الحداث فقط أو هو‬
‫دائما مفتقر إليه على قولي للنظار وكثي من أهل الكلم الحدث التلقي عن جهم وأب الذيل ومن أتبعهما من‬
‫العتزلة وغيهم يقولون إنه ل يفتقر إليه إل ف حال الحداث ل ف حال البقاء وهذا القول ف مقابلة قول‬
‫الفلسفة الدهرية الذين يقولون افتقار المكن إل الواجب ل يستلزم حدوثه بل افتقاره إليه ف حال بقائه دائما‬
‫أزل أبدا ‪ ،‬فهؤلء زعموا وجود الفعل بل حدوث شيء وألئك زعموا أن الخلوق ل يفتقر إل الالق دائما‬
‫وكل القولي باطل كما قد بسط ف موضعه ‪ ،‬والقصود هنا أن كثيا ما يعلونه مقدمات ف أدلة إثبات‬
‫الصانع وإن كان حقا فإنه ل يتاج إليه عامة الفطر السليمة وإن كان من عرضت له شبهة قد ينتفع به‬

‫‪ ،‬والكلم على إبطال الدور والتسلسل هو من هذا الباب وما سلكوه من الطرق بقطع التسلسل‬
‫والدور فهو طريق صحيح أيضا ‪ ،‬وجاع ذلك أن الدور نوعان والتسلسل نوعان ‪ ،‬أما الدور فقد يراد به أنه ل‬
‫يوجد هذا إل مع هذا ول هذا إل مع هذا ويسمى هذا الدور العي القتران ويراد به أنه ل يوجد هذا إل بعد‬
‫هذا ول هذا إل بعد هذا ونو ذلك وهو الدور البعدي فالول مكن كالمور التضايقة مثل البنوة والبوة‬
‫وكالعلولي لعلة واحدة وسائر المور التلزمة الت ل يوجد الواحد منها إل مع الخر كصفات الالق سبحانه‬
‫التلزمة وكصفاته مع ذاته وكسائر الشروط وكغي ذلك ما هو من باب الشرط والشروط ‪ ،‬وأما الثان‬
‫فممتنع فإنه إذا كان هذا ل يوجد إل بعد ذاك وذاك ل يوجد إل بعد هذا لزم أن يكون ذاك موجودا قبل هذا‬
‫وهذا قبل ذاك فيكون كل من هذا وذاك موجودا قبل أن يكون موجودا فيلزم‬
‫‪ ،‬اجتماع الوجود والعدم غي مرة وذلك كله متنع ‪ ،‬ومن هذا الباب أن يكون هذا فاعل لذا أو علة‬
‫فاعلة أو علة غائية ونو ذلك لن الفاعل والعلة ونو ذلك يتنع أن يكون فاعل لنفسه فكيف يكون فاعل‬
‫لفاعل نفسه وكذلك العلة الفاعلة ل تكون علة فاعلة لنفسها فكيف لعلة نفسها وكذلك العلة الغائية الت‬
‫يوجدها الفاعل هي مفعولة للفاعل ومعلولة ف وجودها له ل لنفسها فإذا ل تكن معلولة لنفسها فكيف تكون‬
‫معلولة لعلول نفسها ‪ ،‬فهذا ونوه من الدور الستلزم تقدم الشيء على نفسه أو على التقدم على نفسه وكونه‬
‫فاعل لنفسه الفعولة أو لفعول مفعول نفسه أو علة لنفسه العلولة أو لعلول معلول نفسه أو معلول مفعول‬
‫لنفسه أو لعلول نفسه ومفعول نفسه كل ذلك متنع ظاهر المتناع ولذا اتفق العقلء على امتناع ذلك ‪ ،‬وأما‬
‫التسلسل ف الثار والشروط ونو ذلك ففيه قولن معروفان لصناف الناس وأما التسلسل ف الفاعلي والعلل‬
‫الفاعلة ونو ذلك فهذا متنع بل ريب‬

‫‪ ،‬فإذا تبي هذا فنقول لو كان جيع الوجودات مكنا مفتقرا إل فاعل غيه فذلك الغي إن كان هو‬
‫الغي الفاعل له لزم كون كل منها فاعل للخر وهذا من الدور القبلي المتنع باتفاق العقلء وإن كان ذلك‬
‫الغي غيا آخر لزم وجود فاعلي ومفعولي إل غي غاية وإن شئت قلت لزم مؤثرون كل منهم مؤثر ف الخر‬
‫إل غي غاية وإن شئت قلت لزم علل كل منها معلول للخر إل غي غاية وكل من هؤلء مكن الوجود مفتقر‬
‫إل غيه ل يوجد بنفسه ‪ ،‬فهنا سؤالن ‪ ،‬أحدها قول القائل ل ل يوز أن يكون الجموع واجبا بنفسه وإن‬
‫كان كل فرد من أفراده مكنا بنفسه وقد أجيب عن هذا بأنه يستلزم ثبوت واجب الوجود بنفسه مع أنه باطل‬
‫أيضا لن الجموع هو الجزاء الجتمعة مع اليئة الجتماعية وكل من الجزاء مكن بنفسه واليئة الجتماعية‬
‫عرض من العراض الذي ل يقوم بنفسه فهو‬

‫أيضا مكن لنفسه بطريق الول فكل من الجزاء ومن اليئة الجتماعية مكن لنفسه فامتنع أن يكون‬
‫هناك ما يقدر واجبا بنفسه ‪ ،‬وأيضا فإن ما توصف به الفراد قد يوصف به الجموع وقد ل يوصف فإن كان‬
‫اتصاف الفراد به لطبيعة مشتركة بينها وبي الجموع وجب اتصاف الجموع به بلف ما إذا حدث‬
‫للمجموع بالتركيب وصف منتف ف الفراد ‪ ،‬ومعلوم أن كل واحد واحد إذا ل يكن موجودا إل بغيه وهو‬
‫فقي متاج فكثرة الفتقرات الحتاجات واجتماعها ل يوجب استغناءها إل أن يكون ف بعضها معاونة للخر‬
‫كالضعيفي إذا اجتمعا حصل باجتماعهما قوة لن كل منهما مستغن عن غيه من وجه متاج إليه من وجه‬
‫وأما إذا قدر أن كل منهما مفتقر إل غيه من كل وجه امتنع أن يصل لما بالجتماع قوة أو معونة من‬
‫أحدها للخر إذ التقدير أن كل منهما ليس له شيء إل من الخر وهذا هو الدور القبلي دور الفاعلي والعلل‬
‫الفاعلية والغائية فل يصل لحدها من الخر شيء‬
‫والتقدير أنه ليس له من نفسه شيء فل يصل بالجتماع وجود أصل ‪ ،‬يبي هذا أن كل جزء فهو‬
‫مفتقر من كل وجه إل غيه والجموع أيضا مفتقر من كل وجه إل الفراد فإنه أي فرد من الفراد قدر عدمه‬
‫لزم عدم الجموع فليس ف الجموع وجود يعطيه للفراد ول لشيء من الفراد وجود يعطيه للمجموع أو‬
‫لغيه من الفراد وهذا بلف ما إذا اجتمعت آحاد العشرة فإن كونا عشرة ل يصل لفرادها كما أن كل‬
‫فرد ليس وجوده مستفادا من اجتماع العشرة فلما ل يكن كل من الفراد وجوده من العشرة ول من غيه من‬
‫الفراد امكن وجوده بنفسه وامكن ان يكون شرطا ف وجود الفرد الخر وان يكون الكم الاصل باجتماع‬
‫العشرة ل يصل لفرد فرد فتبي ان مموع المكنات ل يكون إل مكنا وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع ‪،‬‬
‫والسؤال الثان سؤال المدى وهو قوله ما الانع من كون الملة مكنة ال ‪ 4‬وجود ويكن بترجح آحادها‬
‫وترجح كل واحد بالخر إل غي ناية‬

‫‪ ،‬فيقال عن هذا اجوبة ‪ ،‬الول انه اذا كان كل من الملة مكنا بنفسه ل يوجد إل بغيه فكل من‬
‫الحاد ليس وجوده بنفسه والملة ليس وجودها بنفسها فليس هناك شيء وجوده بنفسه وكل ما ليس وجوده‬
‫بنفسه فل يكون وجوده إل بغيه فتعي ان يكون هناك غي ليس هو جلة مموع المكنات ول شيئا من‬
‫المكنات وما ليس كذلك فهو موجود بنفسه وهو الواجب بنفسه ضرورة ‪ ،‬واما قوله يكون ترجح كل واحد‬
‫بالخر أي يكون كل من المكنات موجودا بمكن آخر على سبيل التسلسل ‪ ،‬فيقال له نفس طبيعة المكان‬
‫شاملة لميع الحاد وهي مشتركة فيها فل يتصور ان يكون شيء من أفراد المكنات خارجا عن هذه الطبيعة‬
‫العامة الشاملة ونفس طبيعة المكان توجب الفتقار إل الغي فلو قدر وجود مكنات بدون واجب بنفسه للزم‬
‫استغناء طبيعة المكان عن الغي فيكون ما هو مكن مفتقرا إل غيه ليس مكنا مفتقرا إل غيه وذلك جع بي‬
‫النقيضي ‪ ،‬بي ذلك انه مهما قدر من المكنات الت ليست متناهية فإنه‬

‫ليس واحد منها موجودا بنفسه بل هو مفتقر إل ما يبدعه ويفعله ‪ ،‬فالثان منها مشارك للول ف هذه‬
‫الصفة من كل وجه فليس لشيء منها وجود من نفسه ول للجملة فل يكون هناك موجود أصل ‪ ،‬بل إذا قال‬
‫القائل هذا موجود بآخر والخر بآخر إل غي ناية او هذا أبدعه آخر والخر أبدعه اخر إل غي ناية كان‬
‫حقيقة الكلم انه يقدر معدومات ل ناية لا فإن قدر فاعل إذا ل يكن موجودا بنفسه ل يكن له من نفسه إل‬
‫العدم وقد قدر فاعله ليس له من نفسه إل العدم ‪ ،‬فكل من هذه المور التسلسلة ليس لشيء منها من نفسه إل‬
‫العدم ول للمجموع من نفسه إل العدم وليس هناك إل الفراد والجموع وكل من ذلك ليس منه إل العدم‬
‫فيكون قد قدر مموع ليس منه إل العدم وافراد متسلسلة ليس لشيء منها إل العدم وما كان كذلك امتنع ان‬
‫يكون منه وجود فان مال يكون منه إل العدم ول من مموعه ول من أفراده يتنع ان يكون منه وجود ‪ ،‬فإذا‬
‫قدر مكنات متسلسلة منها ل وجود له من نفسه ل يكن هناك إل العدم والوجود من غيه وهو الطلوب‬

‫‪ ،‬الواب الثان ان يقال الوجود الذي ليس وجوده من نفسه يتنع ان يكون وجود غيه منه فان وجود‬
‫نفسه بنفسه واستغناء نفسه بنفسه وقيام نفسه بنفسه اول من وجود غيه بوجوده واستغناء غيه به وقيام غيه‬
‫به فإذا قدر مكنات ليس فيها ما وجوده بنفسه امتنع ان يكون فيها ما وجود غيه به بطريقة الول فل يوز‬
‫ان يكون كل مكن ل يوجد بنفسه وهو مع هذا فاعل لغيه إل غي ناية ‪ ،‬وهذا ما ل يقبل الناع بي العقلء‬
‫الذين يفهمونه وسواء قيل ان الؤثر ف مموع المكنات هو قدرة ال تعال بدون اسباب او قيل انا مؤثرة فيها‬
‫بالسباب الت خلقها او قيل ان بعضها مؤثر ف بعض بالياب او البداع او التوليد او الفعل او غي ذلك ما‬
‫قيل فان كل من قال قول من هذه القوال ل بد ان يعل للمؤثر وجودا من موجود بنفسه ل يكن أحد ان‬
‫يقول كل منها مؤثر وليس له من نفسه إل العدم وليس هناك مؤثر له من نفسه وجود فانه يعلم بصريح العقل‬
‫انه إذا قدر ان كل تلك المور ليس لشيء منها وجود من نفسه ول بنفسه ل يكن له تأثي من نفسه ول‬
‫بنفسه فإن ما ل يكون موجودا بنفسه ومن نفسه فأول به إن ل يكون مؤثرا ف وجود غيه بنفسه ومن نفسه‬
‫فإذا ل يكن هناك ما هو موجود بنفسه ول مؤثر بنفسه بل كل‬

‫‪ ،‬منها غي موجود بنفسه ول مؤثر بنفسه كان كل منها معدوما بنفسه معدوم التأثي بنفسه فنكون قد‬
‫قدرنا أمورا متسلسلة كل منها ل وجود له بنفسه ول تأثي له بنفسه وليس هناك مغاير لا يكون موجودا مؤثرا‬
‫فيها فليس هناك ل وجود ول تأثي قطعا ‪ ،‬وإذا قال القائل كل من هذه المور الت ل توجد بنفسها يبدع‬
‫الخر الذي ل يوجد بنفسه كان صريح العقل يقول له فما ل يكون موجودا بنفسه ل يكون مؤثرا بنفسه‬
‫فكيف تعله مؤثرا ف غيه ول حقيقة له ‪ ،‬فإن قال بل حقيقته توجد بذلك الغي ‪ ،‬قيل له ليس هناك غي‬
‫يتحقق به فإن الغي الذي قدرته هو أيضا ل وجود له ول تأثي أصل إل با تقدره من غي آخر ليس له وجود‬
‫ول تأثي ‪ ،‬ونكتة هذا الواب أن تقدير العقل لا ل يوجد بنفسه بعد ول يقق له وجود بغيه كونه مؤثرا‬
‫مبدعا لغيه من أعظم المور بطلنا وفسادا فإن إبداعه للغي ل يكون إل بعد وجوده وهو مع‬

‫‪ ،‬كونه مكنا يقبل الوجود والعدم ليس موجودا فكل ما قدر إنا هي معدومات ‪ ،‬يوضح هذا الواب‬
‫الثالث وهو أن نقول قول القائل المكن الذي ل يوجد هو معدوم ليس بوجود أصل والعدوم الذي ل يصل‬
‫له ما يقتضي وجوده هو باق مستمر على العدم وإذا قال القائل المكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل‬
‫برجح فهذا بي ظاهر ف جانب الثبات فإنه ل يكون موجودا إل بقتضى لوجوده إذا كان ليس له من نفسه‬
‫وجود ‪ ،‬وأما ف النفي فمن الناس من يقول علة عدمه عدم علة وجوده ويعل لعدمه علة كما لوجوده علة‬
‫وهذا قول ابن سينا وأتباعه والتحقيق الذي عليه جهور النظار من التكلمي والتفلسفي‬

‫‪ ،‬وهو الخر من قول الرازي أن عدمه ل يفتقر إل علة تعله معدوما فالعدم الحض ل يعلل ول يعلل‬
‫به إذ العدم الحض الستمر ل يفتقر إل فاعل ول علة ولكن عدم علته مستلزم لعدمه ودليل على عدمه فإذا‬
‫أريد بعلة عدمه ما يستلزم عدمه ويدل على عدمه فهو صحيح وإن أريد بعلة عدمه تقق العدم الذي يفتقر ف‬
‫تقق إل علة موجبة له فليس كذلك فإن العدم الستمر ل يفتقر إل علة موجبة ‪ ،‬فقول القائل المكن ل يوجد‬
‫إل برجح بنلة قوله ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بغيه ول يتاج أن يقول ما ل يوجد بنفسه ل يعدم إل بغيه‬
‫فإن ما ل يوجد بنفسه فليس له من نفسه وجود ‪ ،‬وإذا قلت له من نفسه فهذا له معنيان إن أردت أن حقيقة‬
‫مستلزمة للعدم ل تقبل الوجود فليس كذلك بل هي قابلة للوجود والعدم وإن أردت أن حقيقته ل تقتضي‬
‫الوجود بل ليس لا من نفسها غي العدم وأن وجودها ل يكون إل من غيها ل من نفسها فهذا صحيح‬
‫فالفرق بي كونه ليس له من نفسه إل العدم وبي كون نفسه مستلزمة للعدم فرق بي مع أن قولنا له‬

‫‪ ،‬من نفسه وليس له من نفسه ل نريد به أنه ف الارج نفس ثابتة ليس لا إل العدم أو هي مستلزمة‬
‫للعدم فإن هذا يتخيله من يقول العدوم شيء ثابت ف الارج أو يقول الاهيات ف الارج أمور مغايرة للوجود‬
‫الحقق ف الارج وهذا كله خيال باطل كما قد بسط ف موضعه ‪ ،‬ولكن الاهية والشيء قد يقدر ف الذهن‬
‫قبل وجوده ف الارج وبعد ذلك فما ف الذهان مغاير لا ف العيان ‪ ،‬وإذا قلنا هذا المكن يقبل الوجود‬
‫والعدم أو نفسه أو حقيقته ل تقتضي الوجود ول تستلزم العدم فنعن به أن ما تصوره العقل من هذه القائق ل‬
‫يكون موجودا ف الارج بنفسه وليس له ف الارج وجود من نفسه ول يب عدمه ف الارج بل يقبل أن‬
‫تتحقق حقيقته ف الارج فيصي موجودا ويكن أن ل تتحقق حقيقته ف الارج فل يكون موجودا وليس ف‬
‫الارج حقيقة ثابتة أو موجودة تقبل الثبات والنفي بل الراد أن ما تصورناه ف الذهان هل يتحقق ف العيان‬
‫أو ل يتحقق وما تقق ف العيان هل تققه بنفسه أو بغيه فإذا قدر أن التصورات ف الذهان ليس فيها ما‬
‫يتحقق بنفسه ف الارج فليس فيها ما هو مبدع بنفسه لغيه ف الارج بطريق الول‬

‫وليس فيها ما هو معدوم ف الارج بل ليس فيها إل ما هو متنع ف الارج فإن المكن إذا قدر عدم‬
‫موجود بنفسه يبدعه كان متنعا لغيه فإذا قدر أنه ليس ف الارج إل ما ليس له وجود بنفسه ل يكن ف‬
‫الارج إل ما هو متنع الوجود إما لنفسه وإما لغيه ول يكون عدم شيء من ذلك مفتقرا إل علة توجب عدمه‬
‫بل هو معدوم بنفسه سواء أمكن وجوده أو امتنع وحينئذ فل يكون ف الارج إل العدم الستمر ‪ ،‬وإذا قيل‬
‫بعد هذا هذا الذي ل وجود له من نفسه موجود بذا الذي ل وجود له من نفسه وهلم جرا كان بنلة أن‬
‫يقال هذا العدوم موجود بذا العدوم وهلم جرا بل بنلة أن يقال هذا المتنع موجود بذا المتنع فيكون هذا‬
‫تناقضا حيث جعلت العدوم موجودا بعدوم وسلسلت ذلك فجمعت بي تسلسل العدومات وبي جعل كل‬
‫واحد منها هو الذي أوجد العدوم الخر ‪ ،‬الوجه الرابع أن يقال المكن ل يتحقق وجوده بجرد مكن آخر‬
‫فإن ذلك المكن الخر ل يترجح وجوده على عدمه إل بغيه وإذا كان المكن الذي قدر أنه الفاعل الؤثر‬
‫الرجح ل يترجح وجوده على عدمه بل يقبل الوجود والعدم فالمكن الذي قدر أنه الثر الفعول الصنوع‬
‫الرجح أول أن ل يترجح وجوده على عدمه بل هو قابل للوجود‬

‫‪ ،‬والعدم بل المكن ل يكون موجودا إل عند ما يب به وجوده فإنه ما دام مترددا بي إمكان الوجود‬
‫والعدم ل يوجد فإذا حصل ما به يب وجوده وجد وإذا كان كذلك فنفس المكن ل يب به مكن بل ل‬
‫يب المكن إل بواجب والواجب إما بنفسه وإما بغيه والواجب بغيه هو المكن من نفسه الذي ل يوجد إل‬
‫با يب وجوده وحينئذ فيمتنع تسلسل المكنات بيث يكون هذا المكن هو الذي وجب به الخر بل إنا‬
‫يب الخر با هو واجب وما كان مكنا باقيا على المكان ل يكن واجبا ل بنفسه ول بغيه فإذا قدر تسلسل‬
‫المكنات القابلة للوجود و العدم من غي ان يكون فيها موجود بنفسه كانت باقية على طبيعة المكان ليس‬
‫فيها واجب فل يكون فيها ما يب به شيء من المكنات بطريق الول فل يوجد شيء من المكنات وقد‬
‫وجدت المكنات هذا خلف و إنا لزم هذا لا قدرنا مكنات توجد بمكنات ليس لا من نفسها وجود من‬
‫غي ان يكون هناك واجب بنفسه ‪ ،‬واعلم ان الناس قد تنازعوا ف المكنات هل يفتقر وجودها إل ما به يب‬
‫وجودها بيث تكون إما واجبة الوجود معه و إما متنعة العدم او قد يصل ما تكون معه بالوجود اول مع‬
‫امكان العدم وتكون موجودة لرجح الوجود مع إمكان العدم فالول قول المهور والثان قول من يقول ذلك‬
‫من العتزلة ونوهم‬

‫‪ ،‬وكثي من الناس يتناقض ف هذا الصل فإذا بنينا على القول الصحيح فل كلم وان أردنا ان نذكر ما‬
‫يعم القولي قلنا ‪ ،‬الوجه الامس أن المكن ل يتحقق وجوده بجرد مكن آخر ل يتحقق وجوده بل ل يتحقق‬
‫وجوده إل با يقق وجوده وحينئذ فإذا قدرنا الميع مكنات ليس فيها ما تقق وجوده ل يصل شرط وجود‬
‫شيء من المكنات فل يوجد شيء منها لن كل مكن إذا أخذته مفتقرا إل فاعل يوجده فهو ف هذه الال ل‬
‫يتحقق وجوده بعده فإنه ما دام مفتقرا إل أن يصي موجودا فليس بوجود فإن كونه موجودا يناف كونه مفتقرا‬
‫إل أن يصي موجودا فل يكون فيها موجود فل يكون فيها ما يصل به شرط وجود المكن فضل عن أن‬
‫يكون فيها ما يكون مبدعا لمكن أو فاعل له فل يوجد مكن وقد وجدت المكنات فتسلسل المكنات بكون‬
‫كل منها مؤثرا ف الخر متنع وهو الطلوب ‪ ،‬واعلم أن تسلسل الؤثرات لا كان متنعا ظاهر المتناع ف فطر‬
‫جيع العقلء ل يكن متقدمو النظار يطيلون ف تقريره لكن التأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك‬
‫اشتباه التسلسل ف الثار الت هي الفعال بالتسلسل ف الؤثرين الذين هم الفاعلون فإن جهم بن صفوان وأبا‬
‫الذيل العلف ومن اتبعهما من اهل الكلم الحدث الذي ذمه السلف والئمة وسلكه من سلكه من العتزلة‬
‫والكلبية والكرامية وغيهم اعتقدوا بطلن هذا كله وعن هذا امتنعوا ان يقولوا ان الرب ل يزل متكلما إذا‬
‫شاء ث اختلفوا هل كلمه ملوق او حادث النوع‬

‫‪ ،‬او قدي العي وهو معن او قدي العي وهو حروف او حروف و اصوات مقترن بعضها ببعض ازل و‬
‫ابدا على القوال العروفة ف هذا الوضوع ‪ ،‬ث ان جهما وأبا الذيل العلف منعا ذلك ف الاضي والستقبل ث‬
‫ان جهما كان اشد تعطيل فقال بفناء النة والنار و اما ابو الذيل فقال بفناء حركات النة وجعلوا الرب‬
‫تعال فيما ل يزال ل يكن ان يتكلم ول يفعل كما قالوا ل يزل وهو ل يكن ان يتكلم وان يفعل ث صار‬
‫الكلم والفعل مكنا بغي حدوث شيء يقتضي امكانه و اما اكثر اتباعهما ففرقوا بي الاضي والستقبل كما‬
‫ذكر ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود هنا انه لا جعل من جعل التسلسل نوعا واحدا كما جعل من جعل الدور‬
‫نوعا واحدا حصلت شبهة فصار بعض التأخرين كالمدى والبري يوردون اسولة على تسلسل الؤثرات‬
‫ويقولون انه ل جواب عنها فلذلك احتيج إل بسط الكلم ف ذلك‬
‫فصل ‪ ،‬وما سلكه هؤلء التأخرون ف ابطال الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار فهو‬
‫طريق صحيح أيضا وان كان منهم من‬

‫يورد على ذلك شكوكا يعجز بعضهم عن حلها كما قد بسط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬لكنه طريق مشق‬
‫ل حاجة اليه ولذا ل يسلكه أحد من النظار التقدمي من اهل الكلم الحدث فضل عن السلف والئمة‬
‫فشيوخ العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم من اصناف اهل الكلم اثبتوا الصانع بطريق الدوث والمكان‬
‫وما يتعلق بذلك من غي احتياج إل بناء ذلك على ابطال الدور والتسلسل كما هو الوجود ف كتبهم فل‬
‫يوجد بناء إثبات الصانع على قطع الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار ف كلم مثل اب على‬
‫البان واب هاشم وعبد البار بن احد و اب السي البصري وغيهم ول ف كلم مثل أب السن الشعري‬
‫والقاضي أب بكر و اب بكر بن فورك و اب اسحق السفرايين وأب العال الوين و امثالم ول ف كلم ممد‬
‫بن كرام وممد بن اليصم وامثالما ول ف كتب من يوافق التكلمي ف كثي من طرقهم مثل كلم اب السن‬
‫التميمي والقاضي أب يعلي وأب الوفاء بن عقيل وأب السن بن الزاغون وامثالم وكذلك غي هؤلء من‬
‫أصحاب مالك والشافعي واحد‬
‫ول ف كلم متكلمي الشيعة كالوسوي والطوسى وامثالما ل اعلم أحدا من متكلمي طوائف‬
‫السلمي جعل إثبات الصانع موقوفا على ابطال الدور والتسلسل ف العلل والعلولت دون الثار وان كان‬
‫هؤلء يبطلون ما يبطلونه من الدور والتسلسل ‪ ،‬فالقصود انم ل يعلوا إثبات الصانع متوقفا عليه بل من‬
‫يذكر منهم ابطال التسلسل يذكره ف مسائل الصفات و الفعال فإن هذا فيه نزاع مشهور فيذكرون ابطال‬
‫التسلسل مطلقا ف العلل و الثار لبطال حوادث ل أول لا بدليل التطبيق ونوه و اما التسلسل ف الفاعلي‬
‫والعلل الفاعلة والعلل الغائية دون الثار فإنم مع اتفاقهم على بطلنه ل يتاجون اليه ف إثبات الصانع و اما‬
‫التسلسل ف الثار والشروط فهذا احتاج اليه من احتاج من نفاة ما يقوم به من القدورات و الرادات‬
‫كالكلبية واكثر العتزلة والكرامية ومن وافق هؤلء‬

‫‪ ،‬ومن اقدم من رايته ذكر نفي التسلسل ف إثبات واجب الوجود ف الؤثرات خاصة دون الثار ابن‬
‫سينا وهو بناه على نفي التسلسل ف العلل فقط ث اتبعه من سلك طريقه كالسهر وردى القتول وامثاله‬
‫وكذلك الرازي و المدى و الطوسى وغيهم ‪ ،‬لكن هؤلء زادوا عليه احتياج الطريقة إل نفي الدور أيضا‬
‫والدور القبلى ما اتفق العقلء على نفيه ولوضوح انتفائه ل يتج التقدمون والمهور إل ذكر ذلك لن‬
‫الستدل بدليل ليس عليه ان يذكر كل ما قد يطر بقلوب الهال من الحتمالت ما ينقدح ول ريب ان‬
‫انقداح الحتمالت يتلف باختلف الحوال ‪ ،‬ولعل هذا هو السبب ف ان بعض الناس يذكر ف الدلة من‬

‫الحتمالت الت ينفيها مال يتاج غيه إل ذلك ولكن هذا ل ضابط له كما ان السولة والعارضات‬
‫الفاسدة الت يكن ان يوردها بعض الناس على الدلة ل ناية لا فان من باب الواطر الفاسدة وهذا ل يصيه‬
‫أحد إل ال تعال لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر او مناظر فإن ال ييسر من الدى ما يبي له فساد ذلك فإن‬
‫هدايته للقه و ارشاده لم هو بسب حاجتهم إل ذلك ويسب قبولم الدى وطلبهم له قصدا وعمل ‪ ،‬ولذا‬
‫لا شرح الرازي طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود وقال انه ل يذكر فيها ابطال الدور وذكر ما ذكره‬
‫ف ابطال الدور ث قال و النصاف ان الدور معلوم البطلن بالضرورة ولعل ابن سينا إنا تركه لذلك والطريقة‬
‫الت سلكها ابن سينا ف إثبات واجب الوجود ليس هي طريقة ائمة الفلسفة القدماء كأرسطو وامثاله وهي‬
‫عند التحقيق ل تفيد إل إثبات مرد وجود واجب و اما كونه مغايرا للفلك فهو مبن على نفي الصفات وهو‬
‫توحيدهم الفاسد الذي‬

‫قد بينا فساده ف غي هذا الوضع ولذا كان من سلك هذه الطريقة قد يفضي به المر إل انكار وجود‬
‫واجب مغاير لوجود المكنات كما يقوله اهل الوحدة القائلون بوحدة الوجود من متأخري متصوفة هؤلء‬
‫الفلسفة كابن عرب وابن سبعي و امثالما والقول بوحدة الوجود قول حكاة أرسطوا واتباعه عن طائفة من‬
‫الفلسفة و ابطلوه ‪ ،‬والقائلون بوحدة الوجود حقيقة قولم هو قول ملحدة الدهرية الطبيعية الذين يقولون ما‬
‫ث موجود إل هذا العال الشهود وهو واجب بنفسه وهو القول الذي اظهره فرعون لكن هؤلء ينازعون‬
‫اولئك ف السم فأولئك يسمون هذا الوجود بأساء ال وهؤلء ل يسمونه بأساء ال وأولئك يسبون ان الله‬
‫الذي اخبت عنه الرسل هو هذا الوجود وأولئك ل يقولون هذا وأولئك لم توجه إل الوجود الطلق وأولئك‬
‫ليس لم توجه اليه ‪ ،‬وفساد قول هؤلء يعرف بوجوه منها العلم با يشاهد حدوثه كالطر‬

‫والسحاب واليوان والنبات والعدن وغي ذلك من الصور والعراض فإن هذه يتنع أن يكون وجودها‬
‫واجبا لكونا كانت معدومة ويتنع ان تكون متنعة لكونا وجدت فهذه ما يعلم بالضرورة أنا مكنة ليست‬
‫واجبة ول متنعة ‪ ،‬ث ان الرازي جعل هذه الطريقة الت سلكها ابن سينا هي العمدة الكبى ف إثبات الصانع‬
‫كما ذكر ذلك ف رسالة إثبات واجب الوجود وناية العقول والطالب العالية وغي ذلك من كتبه ‪ ،‬وهذا ما‬
‫ل يسلكه أحد من ائمة النظار العروفي من اهل السلم بل ل يكن ف هؤلء من سلك هذه الطريقة ف إثبات‬
‫الصانع فضل عن ان يعلها هي العمدة ويعل مبناها على ما سنذكره من القدمات ‪ ،‬وقد رأيت من اهل‬
‫عصرنا من يصنف ف اصول الدين ويعلون عمدة جيع الدين على هذا الصل تبعا لؤلء لكن منهم من ل‬
‫يذكر دليل أصل بل يعل عمدته ف نفي النهاية امتناع وجود مال‬

‫يتناهى من غي حجة أصل ول يفرق بي النوعي ويرتب على ذلك جيع اصول الدين ث من هؤلء‬
‫الصنفي من يدخل مع اهل وحدة الوجود الدعي للتحقيق والعرفان ويعتقد صحة قصيدة ابن الفارض لكونه‬
‫قرأها على القونوى واعان على شرحها لن شرحها من اخوانه وهم مع هذا يدعون انم اعظم العال توحيدا‬
‫وتقيقا ومعرفة ‪ ،‬فلينتظر العاقل ما هو الرب الذي اثبته هؤلء وما هو الطريق لم إل اثباته وتناقصهم فيه فان‬
‫القائلي بوحدة الوجود يقولون بقدم العال تصريا او لزوما وذلك مستلزم للتسلسل ودليله الذي اثبت به‬
‫واجب الوجود وعمدته فيه نفي كل ما يسمى تسلسل ‪ ،‬وايضا ففيما صنفه من اصول الدين يذكر حدوث‬
‫العال موافقة للمتكلمي البطلي للتسلسل مطلقا ف الؤثرات والثار ومع هؤلء يقول بوحدة الوجود الستلزمة‬
‫لقدمه وللتسلسل موافقة لتصوفة الفلسفة اللحدة كابن العرب وابن سبعي وابن الفارض وامثالم‬

‫‪ ،‬واذا كان ما ذكره ابن سينا واتباعه ف إثبات واجب الوجود صحيحا ف نفسه وان كان ل حاجة‬
‫اليه ول يصل القصود من إثبات الصانع به وكان الرازي ونوه يزعمون ان هذه الطريقة الت سلكها المدى‬
‫مع انه اعترض عليها باعتراض ذكر انه ل جواب له عنه فنحن نذكرها على وجهها ‪ ،‬قال ابن سينا إشارة كل‬
‫موجود إذا التفت اليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما ان يكون بيث يب له الوجود ف نفسه‬
‫اول يكون فإن وجب فهو الق بذاته الواجب وجوده من ذاته وهو القيوم وان ل يب ل يز ان يقال هو‬
‫متنع بذاته بعدما فرض موجودا بل ان قرن باعتبار ذاته شرط مثل شرط عدم علته صار متنعا او مثل شرط‬
‫وجود‬

‫علته صار واجبا وان ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من ذاته المر الثالث وهو‬
‫المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع فكل موجود إما واجب بذاته واما مكن الوجود‬
‫بسب ذاته ‪ ،‬إشارة ما حقه ف نفسه المكان فليس يصي موجودا من ذاته فإنه ليس وجوده من ذاته اول من‬
‫عدمه ومن حيث هو مكن فان صار أحدها اول فلحضور شيء او غيبته فوجود كل مكن الوجود هو من‬
‫غيه ‪ ،‬ث قال تنبيه إما ان يتسلسل ذلك إل غي النهاية فيكون كل واحد من آحاد السلسلة مكنا ف ذاته‬
‫والملة معلقة با فتكون غي واجبة ايضا وتب بغيها ولند هذا بيانا‬

‫‪ ،‬شرح كل جلة كل واحد منها معلول فإنا تقتضي علة خارجة عن آحادها وذلك لنا إما أن‬
‫تقتضي علة أصل فتكون واجبة غي معلولة وكيف يتأتى هذا وإنا تب بآحادها و إما أن تقتضي علة هي‬
‫الحاد بأسرها فتكون معلولة لذاتا فإن تلك الملة والكل شيء واحد وأما الكل بعن كل واحد فليس تب‬
‫به الملة وإما أن تقتضي علة هي بعض الحاد وليس بعض الحاد أول بذلك من بعض إن كان كل واحد‬
‫منها معلول ولن علته أول بذلك وإما أن تقتضي علة خارجة عن الحاد كلها وهو الثان ‪ ،‬إشارة كل علة‬
‫جلة هي غي شيء من آحادها فهي علة أول للحاد ث للجملة وإل فلتكن الحاد غي متاجة إليها فالملة إذا‬
‫تت بآحادها ل تتج إليها بل ربا كان شيء علة لبعض‬

‫الحاد دون بعض ول يكن علة للجملة على الطلق ‪ ،‬إشارة كل جلة مترتبة من علل ومعلولت‬
‫على الولء وفيها علة غي معلولة فهي طرف لنا إن كانت وسطا فهي معلولة ‪ ،‬إشارة كل سلسلة مترتبة من‬
‫علل ومعلولت كانت متناهية أو غي متناهية فقد ظهر أنا إذا ل يكن فيها إل معلول احتاجت إل علة خارجة‬
‫عنها لكنها يتصل با ل مالة طرف فظهر أنه إن كان فيها ما ليس بعلول فهو طرف وناية فكل سلسلة تنتهي‬
‫إل واجب الوجود بذاته ‪ ،‬قلت مضمون هذا الكلم أن الوجود إما واجب بنفسه وإما مكن ل يوجد إل‬
‫بغيه كما قرر ذلك ف الشارتي لكن قد قيل إن ف الكلم تكريرا ل يتاج إليه و إذا كان المكن ل يوجد‬
‫إل بغيه فهو مفعول معلول ويتنع تسلسل العلولت لن كل واحد من تلك الحاد مكن والملة متعلقة‬
‫بتلك المكنات فتكون مكنة غي‬
‫واجبة أيضا فتجب بغيها وما كان غي جلة المكنات و آحادها فهو واجب فهذا معن قوله إما أن‬
‫يتسلسل ذلك إل غي النهاية فيكون كل واحد من آحاد السلسلة مكنا ف ذاته والملة معلقة با فتكون غي‬
‫واجبة أيضا وتب بغيها لكن قوله إما ان يتسلسل يتاج ان يقال و إما أن ل يتسلسل فقيل إنه حذف ذلك‬
‫اختصارا إذ كان هو مقصوده والعن وإن ل تتسلسل المكنات انتهت إل واجب الوجود وهو الطلوب ‪ ،‬ولو‬
‫قيل بدل هذا اللفظ ان تسلسل ذلك كان هو العبارة الناسبة لطلوبه ‪ ،‬ث ذكر شرح هذا الدليل على وجه‬
‫تفصيلي بعد ان ذكره ممل فقال إذا تسلسلت المكنات وكل منها معلول فإنا تقتضي علة خارجة عن‬
‫آحادها لنه إما يكون لا علة و إما أن ل‬

‫يكون و اذا كان لا علة فالعلة إما الجموع و إما بعضه و إما خارج عنه و القسام متنعة إل الخي ‪،‬‬
‫أما الول وهو ان ل تقتضي علة اصل فتكون الملة واجبة غي معلولة فهذا ل يتأتى لنا إنا تب باحادها و‬
‫ما وجب باحاده كان معلول واجبا بغيه ‪ ،‬وهذا يقرره بعضهم كالرازي بوجهي ‪ ،‬أحدها ان الملة مركبة‬
‫من الحاد و احادها غيها وما افتقر إل غيه ل يكن واجبا بنفسه وهو تقرير ضعيف لنه لو قدر ان كل‬
‫واحد من الجزاء واجب بنفسه ل يتنع ان تكون الملة واجبة بنفسها فإن مموع المور الواجبة بنفسها ل‬
‫يتنع ان تكون غي متاجه إل امور خارجة عنها وهذا هو الرد بكونه واجبا بنفسه ولكن هذا من جنس‬
‫حجتهم على نفي الصفات بنفي التركيب وهي حجة داحضة ‪ ،‬الوجه الثان ان كل واحد من الحاد مكن‬
‫غي واجب والملة ل تصل إل با فما ل يصل إل بالمكن اول ان يكون مكنا وهذا‬

‫التقرير خي من ذاك وهذا التقرير الثان هو الذي ذكره السهر وردى ف تلوياته وهو أحد الوجهي‬
‫اللذين ذكرها الرازي وهو أحد وجهي المدى أيضا ‪ ،‬قال السهروردى لا كان واحد من المكنات يتاج إل‬
‫العلة فجميعها متاج لنه معلول الحاد المكنة فيفتقر إل علة خارجة عنه وهي مكنة لنا لو كانت مكنة‬
‫لكانت من الملة فتكون اذا واجبة الوجود ‪ ،‬وقد قررها المدى بوجه ثالث وهو انا ان كانت الملة واجبة‬
‫بذاتا فهو عي الطلوب فقال الملة إما ان تكون واجبه لذاتا واما ان تكون مكنة ل جائز ان تكون واجبة‬
‫وأل لا تكون واجبة وأل لا‬

‫كانت آحادها مكنة وقد قيل انا مكنة قال ث وان كانت واجبة فهو مع الستحالة عي الطلوب ‪،‬‬
‫وهذا الوجه الثان الذي ذكره هو وجه ثالث وليس هذا بحصل للمقصود لنه حينئذ ل يلزم ثبوت واجب‬
‫بنفسه خارج عن جلة المكنات ‪ ،‬وقد أورد بعضهم على هذا سؤال فقال إذا كانت الحاد مكنة ومعناه‬
‫افتقار كل واحد إل علته وكانت الملة هي مموع الحاد فل مانع من اطلق الوجوب وعدم المكان عليها‬
‫بعن انا غي مفتقرة إل امر خارج عنها وان كانت ابعاضها ما يفتقر بعضها إل بعض ‪ ،‬قال المدى وهذا‬
‫ساقط إذا كانت الملة غي‬

‫مكنة كانت واجبة بذاتا وهي مموع الحاد وكل واحد من الحاد مكن فالملة أيضا مكنة بذاتا‬
‫ل يكون مكنا بذاته ‪ ،‬قلت وهذا السؤال يتمل ثلثة اوجه ‪ ،‬أحدها ان يقال انا واجبة بالحاد والجتماع‬
‫جيعا ومعلوم ان الملة هي الحاد واجتماعها فإذا كان ذلك مكنا كانت الذات مكنة فيكون السؤال ساقطا‬
‫كما قال المدى ‪ ،‬الثان ان يقال الجموع واجب بآحاده المكنة ول يعل الجموع نفسه مكنا بل يقال‬
‫الجموع واجب بالحاد المكنة وهذا هو السؤال الذي يقصده من يفهم ما يقول وحينئذ فسيأت جوابه بان‬
‫الجتماع الذي للمكنات اول ان يكون مكنا لكونه عرضا لا والعرض متاج إل موارده فإذا كانت مكنة‬
‫كان هو اول بالمكان وغي ذلك ‪ ،‬الحتمال الثالث ان يقال كل واحد من الحاد يترجح بالخر والجموع‬
‫مكن أيضا لكنه يترجح الحاد التعاقبة ‪ ،‬وهذا السؤال ذكره المدى موردا له على هذه الجة ف كتابه‬
‫السمى بدقائق القائق‬

‫‪ ،‬قال ما الانع من كون الملة مكنة الوجود وبكون ترجحها بترجيح آحادها وترجح آحادها كل‬
‫واحد بالخر إل غي النهاية ‪ ،‬قال وهذا شكال مشكل وربا يكون عنده غيي حله ‪ ،‬ولقائل ان يقول ان‬
‫اريد بكون الملة مكنة انا مكنة غي واجبة بل مفتقرة إل امر خارج عنها فلذلك يوجب افتقارها إل غيها‬
‫وهو الطلوب وإن أريد أنا مكنة بنفسها واجبة بالحاد التسلسلة فهذا السؤال هو ف معن السؤال الذي قبله‬
‫وإنا الختلف بينهما ف أن الول قال ل ل تكون واجبة بنفسها بعن أنا غي مفتقرة إل أمر خارج عن‬
‫آحادها بل الجموع واجب بآحاده المكنة ‪ ،‬والثان قال ل ل تكون مكنة بنفسها واجبة بآحادها على وجه‬
‫التسلسل ‪ ،‬لكن قد يقال انه ف أحد التقديرين ادعى وجوب اليئة الجتماعية بنفسها مع إمكان الحاد وف‬
‫الثان ادعى ان اليئة الجتماعية مكنة‬

‫بنفسها لكنها واجبة بالحاد التسلسلة ومعلوم ان كليهما باطل والول أظهر بطلنا من الثان فانه إذا‬
‫كانت الحاد كلها مكنة والجتماع نسبة واضافة بينها غايته ان يكون عرضا قائما با امتنع ان يكون واجبا‬
‫بنفسه فإن الوصوف المكن يتنع ان تكون صفته واجبة الوجود بنفسها ‪ ،‬واما الثان فلن اليئة الجتماعية إذا‬
‫كانت معلول الحاد المكنة كانت اول بالمكان فان معلول المكن أول أن يكون مكنا وان شئت قلت‬
‫الفتقر إل المكن اول أن يكون مكنا و الحاد ليس فيها إل ما هو مكن فل يكون ف الجتماع و احاده إل‬
‫ما هو مكن ل يوجد بنفسه ومال يوجد بنفسه يتنع ان يوجد به غيه إذا ل يصل له ما يوجد به فإن وجوده‬
‫ف نفسه قبل وجود غيه به فإذا ل يكن وجوده إل بوجد يوجده فلن ل يكون وجود غيه به بدون الوجد‬
‫الذي يوجده اول واحرى وكل من المكنات واجتماعها ليس موجودا بنفسه فيمتنع ان يكون شيء منها‬
‫موجدا لغيه فامتنع ترجح بعضها ببعض وترجح الجموع بالحاد ‪ ،‬وف الملة فكل السؤالي يتضمن افتقار‬
‫الجتماع إل‬

‫الحاد فكلها ل يدع فيه إل وجوبا بالحاد ل يدع وجوبا بالذات غي الوجوب بالحاد لكن‬
‫المدى وهي هذا السؤال لا اضافه إل غيه بعبارة اخرى واعتبار ث انه اعترف بعدم قدرته على حله لا اورده‬
‫من جهة نفسه بعبارة اخرى واعتبار اخر ‪ ،‬ومن اجاب عن المدى ف الفرق بينهما يقول السؤال الول قيل‬
‫فيه ان الجموع واجب بنفسه وذلك متنع وهذا قيل فيه إنه مكن وجب بالحاد ‪ ،‬وهذا الواب بالفرق‬
‫ضعيف وذلك لنه إذا قيل هو مكن واجب بالحاد فقد قيل انه واجب بتلك الحاد وتلك الحاد كلها مكنة‬
‫ومعلول المكن اول ان يكون مكنا فيمتنع ان يكون معلول المكن واجبا بالمكن قبل وجوب المكن‬
‫والمكن ل يب إل بالواجب بنفسه بل ما كان واحد من المكنات جزء علة لوجوده فهو مكن فكيف إذا‬
‫كان كل من المكنات الت ل ناية لا جزء علة‬

‫وجوده فان الجتماع الذي يصل للممكنات التسلسلة الت هي علل ومعلولت يتوقف على كل‬
‫واحد من تلك المور الت كل منها علة معلول فالجتماع اول بالمكان وابعد عن الوجوب ان قدر ان له‬
‫حقيقة غي الحاد ‪ ،‬فثبت انه إذا قدر سلسلة العلل والعلولت كل منها مكن فل بد لا من أمر خارج عنها‬
‫وهذا امر متفق عليه بي العقلء وهو من اقوى العلوم اليقينة والعارف القطيعة ‪ ،‬ولول ان طوائف من متأخري‬
‫النظار طولوا ف ذلك وشكك فيه بعضهم كالمدى والبري لا بسطنا فيه الكلم ‪ ،‬واصل هذا السؤال مبناه‬
‫على ان الجموع ليس هو كل واحد واحد من الحاد إذا الجموع مغاير لكل واحد من الحاد فقد يقال هو‬
‫واجب بكل واحد واحد من الحاد وحينئذ فالجموع مكن من جهة كونه مموعا واجبا بالحاد المكنة ل‬
‫سيما وهؤلء الفلسفة الذين احتجوا بذا هم واكثر الناس يقولون ل يب ف كل جلة ان توصف با يوصف‬
‫به آحادها ‪ ،‬قال ابن سينا ليس إذا صح على كل واحد حكمه صح‬

‫على كل مصل وإل لكان يصح ان يقال الكل من غي التناهي يكن ان يدخل ف الوجود لن كل‬
‫واحد يكن ان يدخل ف الوجود فيحمل المكان على الكل كما حل على كل واحد ‪ ،‬وكذلك قال‬
‫السهروردي الكم على الكل با على كل واحد ل يوز فإن كل مكن غي الركة جائز وقوعه دفعة واحدة‬
‫وليس كذلك الميع وكل واحد من الضدين مكن ف مل والكل معا غي مكن ‪ ،‬وهذا السؤال ياب عنه‬
‫بأوجه ‪ ،‬أحدها ان يقال نفس الجتماع يتنع ان يكون واجبا بنفسه بدون الجزاء فإن فساد هذا معلوم‬
‫بالضرورة ول يقله أحد كيف والجتماع عرض يفتقر إل مله فإذا كان مل العرض غي واجب بنفسه كان‬
‫العرض الفتقر إل المكن بنفسه اول ان يكون مكنا غي واجب بنفسه وانا يتوهم وجوبه بالجزاء المكنة‬
‫وحينئذ فيكون ذلك الجتماع مكنا بنفسه واجبا بالجزاء واذا كان مكنا بنفسه فنفس‬

‫اجتماع الحاد من جلة اجزاء الجموع فيقال الجموع هو الحاد مع اليئة الجتماعية وكل واحد‬
‫من ذلك مكن ليس واجبا بنفسه وحينئذ فل يكون هنا مموع منفصل عن جيع الجزاء فلو قيل وجب‬
‫الجموع بالحاد لكان قول بوجوب أحد الزأين المكني بالخر وهو وجوب الزء المكن بنفسه الذي هو‬
‫الصورة الجتماعية بسائر الجزاء الت كل منها مكن بنفسه ‪ ،‬و اذا كان كذلك كان هذا مضمونه حصول‬
‫أحد المكني بالخر من غي شيء واجب بنفسه ‪ ،‬ومن العلوم ان العلق بالمكن بنفسه اول ان يكون مكنا‬
‫بنفسه والمكن بنفسه ل يوجد إل بغيه فيلزم ان ل يوجد واحد منهما على هذا التقدير والتقدير ان المكنات‬
‫قد وجدت فهمناك شيء خارج عن المكنات وجدت به ‪ ،‬الوجه الثان بان يقال الجموع الذي هو هيئة‬
‫اجتماعية نسبه و اضافة بي احاد المكنات ليس هو جوهرا قائما بنفسه فيمتنع ان تكون واجبة بنفسها فإن‬
‫العرض مفتقر إل غيه والنسبة من اضعف‬

‫العراض وما كان مفتقرا إل مكن من المكنات امتنع وجوبه بنفسه فالفتقر إل كل واحد واحد من‬
‫المكنات أول أن ل يكون واجبا بنفسه فإذا كان الجتماع مكنا بنفسه وكل واحد من المكنات مكن‬
‫بنفسه ول يوجد شيء ما هو مكن بنفسه إل بغيه ل يوجد شيء من ذلك إل بغيه ويتنع وجود المكن‬
‫بجرد مكن فإن المكن ل يوجد بنفسه فل يوجد به غيه بطريق الول وهو معن قولم العلق بالمكن أول‬
‫أن يكون مكنا ‪ ،‬الوجه الثالث أن يقال الجموع إما أن يكون مغايرا لكل واحد واحد وإما أن ل يكون فإن‬
‫ل يكن مغايرا بطل هذا السؤال ول يكن هناك مموع غي الحاد المكنة وإن كان مغايرا لا فهو معلول لا‬
‫ومعلول المكن أول أن يكون مكنا ‪ ،‬وهذا معن قول ابن سينا إن الملة إذا ل تقتض علة أصل أي ل تستلزم‬
‫علة تكون موجبة للجملة كانت واجبة غي معلولة وكيف يتأتى هذا وإنا تب بآحادها يقول هي ل تب‬
‫بنفسها وإنا وجبت بآحادها وما وجب بغيه ل يكن واجبا بنفسه ‪ ،‬وإيضاح هذا بالكلم على عبارة المدي‬
‫حيث قال هذا إشكال مشكل وربا يكون عند غيي حله مع أنه يعظم ما يتكلم فيه‬

‫من الكلم والفلسفة ويقول ف خطبة كتابه أبكار الفكار ما تقوله الفلسفة من أنه لا كان كمال كل‬
‫شيء وتامه بصول كمالته له كان كمال النفس النسانية بصول ما لا من الكمالت وهي الحاطة‬
‫بالعقولت والعلم بالجهولت ولا كانت العلوم متكثرة والعارف متعددة وكان الزمان ل يتسع لتحصيل‬
‫جلتها مع تقاصر المم وكثرة القواطع كان الواجب السعي ف تصيل أكملها والحاطة بأفضلها تقديا لا هو‬
‫الهم فالهم وما الفائدة ف معرفته أت ول يفى أن أول ما تترامى إليه بالبصر أبصار البصائر‬

‫وتتد نوه اعناق المم والواطر ما كان موضوعه احل الوضوعات وغايته اشرف الغايات واليه مرجع‬
‫العلوم الدينية ومستند النواميس الشرعية وبه صلح العال ونظامه وحله وابرامه والطرق الوصلة اليه يقينيات‬
‫والسالك الرشدة نوه قطعيات ‪ ،‬وذلك هو العلم اللقب بعلم الكلم الباحث ف ذات واجب الوجود وصفاته‬
‫و افعاله و متعلقاته ولا كنا مع ذلك قد حققنا اصوله ونقحنا فصوله و احطنا بعانيه و اوضحنا مبانيه و اظهرنا‬
‫اغواره وكشفنا اسراره وفزنا فيه بقصب سبق الولي وحزنا غايات افكار التقدمي والتأخرين و استنعنا منه‬
‫خلصة اللباب وفصلنا القشر عن اللباب سألن بعض الصحاب‬

‫والفضلء من الطلب جع كتاب لسائل الصول جامع لبكار افكار العقول ‪ ،‬وذكر تام الكلم فهو‬
‫مع هذا الكلم ومع ما ف كلمه من ذكر مباحث اهل الفلسفة والكلم يذكر مثل هذا السؤال الشكل الوارد‬
‫على طريقة معرفة واجب الوجود الذي ل يذكر طريقا سواه ويذكر انه مشكل وليس عنده حله ولكن من‬
‫عدل عن الطرق الصحيحة اللية القطيعة القريبة البينة إل طرق طويلة بعيدة ل يؤمن عليه مثل هذا النقطاع‬
‫كما فد نبه العلماء على ذلك غي مرة وذكروا ان الطرق البتدعة إما ان تكون مطرة لطولا ودقتها و اما ان‬
‫تكون فاسدة ولكن من سلك الطريق الخوقة وكانت طريقا صحيحة فإنه يرجى له الوصول إل الطلوب ‪،‬‬
‫ولكن لا فعل هؤلء ما فعلوا وصاروا يعارضون بضمون طرقهم‬

‫صحيح النقول وصريح العقول ويدعون ان ل معرفة إل من طريقهم او ل يكون عالا كامل إل من‬
‫عرف طريقهم احتيج إل تبي ما فيها دفعا لن يارب ال ورسوله ويسعى ف الرض فسادا وبيانا للطرق‬
‫النافعة غي طريقهم وبيانا لن اهل العلم و اليان عالون بقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك ولكن من‬
‫كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك ايانا واحتسابا وطلبا للعدل والق وجعل قوته ف الهاد ف اعداء ال‬
‫ورسوله كان خيا من جعل ما اوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق ‪ ،‬و اذا قيل لم ل تفسدوا ف الرص‬
‫قالوا إنا نن مصلحون إل انم هم الفسدون ولكن ل يشعرون و اذا قيل لم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن‬
‫كما امن السفهاء إل انم هم السفهاء ولكن ل يعلمون واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلوا إل شياطينهم‬
‫قالوا انا معكم إنا نن مستهزءون ال يستهزئ بم ويدهم ف طغيانم يعمهون اولئك الذين اشتروا الضللة‬
‫بالدى فما ربت تارتم وما كانوا مهتدين مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب ال‬
‫بنورهم وتركهم ف ظلمات ل يبصرون صم بكم عمى فهم ل يرجعون او كصيب من السماء فيه ظلمات‬
‫ورعد‬

‫وبرق يعلون اصابعهم ف اذانم من الصواعق حذر الوت وال ميط بالكافرين ‪ ، ،‬فإن الدى الذي‬
‫بعث ال به رسوله لا كان فيه معن الاء الذي يصل به الياة ومعن النور الذي يصل به الشراق ذكر هذين‬
‫الثلي كما قال تعال ‪ ،‬او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يشي به ف الناس كمن مثله ف الظلمات ليس‬
‫بارج منها ‪ ،‬سورة النعام ‪ 122‬وكما ضرب الثل بذا وهذا ف قوله تعال ‪ ،‬انزل من السماء ماء فسالت‬
‫اودية بقدرها فاحتمل السيل ربدا رابيا وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب‬
‫ال الق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال ‪،‬‬
‫سورة الرعد ‪ 17‬وقال تعال ‪ ،‬ال تر إل الذين يزعمون انم آمنوا با انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان‬
‫يتحاكموا إل الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلل بعيدا واذا قيل لم تعالوا إل‬
‫ما انزل ال وال الرسول رأيت النافقي يصدون عنك صدودا فكيف إذا اصابتهم مصيبة با قدمت أيديهم ث‬
‫جاءوك يلفون بال ان أردنا إل احسانا وتوفيقا اولئك الذين يعلم ال ما ف قلوبم فأعرض عنهم وعظهم وقل‬
‫لم ف انفسهم قول بليغا ‪ ،‬سورة النساء ‪ ، 63 60‬ومن اعظم الصائب ان يصاب النسان فيما ل سعادة له‬
‫ول ناة له‬

‫إل به ويصاب ف الطريق الذي يقول انه به يعرف ربه ويرد عليه فيه اشكال ل ينحل له مع انه من كب‬
‫رؤوس طوائف اهل الكلم والفلسفة بل قد يقال انه ل يكن ف وقته مثله ‪ ،‬والقصود هنا ذكر عبارته ف‬
‫الشكال الذي اورده وهو قوله ما الانع من كون الملة مكنة الوجود ويكون ترجحها بترجح آحادها‬
‫وترجح آحادها كل واحد بالخر إل غي ناية ‪ ،‬فيقال له و المور الت شلها وجوب او إمكان او امتناع او‬
‫غي ذلك ان ل يكن هناك إل مرد شول ذلك الوصف له من غي امر وجودى زائد على الحاد فليس‬
‫اجتماعها زائدا على افرادها وان كان هناك اجتماع خاص كالتأليف الاص فهذا التأليف والجتماع الاص‬
‫زائد على الفراد وإذا كان كذلك فليس ف مرد تقدير مكنات شلها المكان ما يقتضي أن يكون اشتراكها‬
‫ف ذلك قدرا زائدا على الحاد كما أن العشرة الطلقة ليست قدرا زائدا على آحاد العشرة ‪ ،‬لكن نن نذكر‬
‫التقسيمات المكنة الت تطر بالبال ليكون الدليل جامعا فنقول إذا قال القائل ف مثل العلولت المكنة‬

‫الملة معلولة بالحاد فيقال له إما أن ل يكون هنا جلة غي الحاد كما ليس للعشرة جلة غي آحاد‬
‫العشرة وإما أن تكون الملة غي الحاد كالشكل الثلث فإن اجتماع الضلع الثلثة غي وجودها مفترقة‬
‫وكالعشرة الصفوفة فإن اصطفافها غي العشرة الطلقة فإن كان الول فالملة هي الحاد التعاقبة وكلها مكن‬
‫فالملة كلها مكنة ‪ ،‬وإن كان الثان فالملة إما أن يراد با اليئة الجتماعية دون أفرادها وإما أن يراد با‬
‫الفراد دون الجتماع وإما أن يراد با المران والول هو الذي أراده بالسؤال ‪ ،‬لكن ذكرنا كل ما يكن أن‬
‫يقال فإذا قال الجتماع مكن وترجحه بالحاد التعاقبة ‪ ،‬قيل له فيكون الجتماع معلول الحاد وموجبها‬
‫ومقتضاها والحاد مكنة ومعلول المكن أول أن يكون مكنا فيكون حينئذ كل من الحاد مكنا ونفس الملة‬
‫مكنة لكن هذا المكن معلول تلك المكنات وقد علم أن المكن ل يوجد بنفسه فل يكون شيء من تلك‬
‫الحاد موجودا بنفسه ول الملة موجودة بنفسها فل يكون‬

‫ف جيع ما ذكر ما يوجد بنفسه وما ل يوجد بنفسه إذا وجد فل بد له من موجد ‪ ،‬وما يبي ذلك أن‬
‫الملة إذا قيل هي مكنة معلولة الحاد التعاقبة كان هناك مكن زيد على تلك المكنات فكأن المكنات الت‬
‫هي معلولت متعاقبة زيدت معلول آخر ومعلوم أنا بزيادة معلول آخر تكون أحوج إل الواجب منها لو ل‬
‫تزد ذلك العلول ‪ ،‬ولو قيل إنا زيدت علة مكنة ل يغن عنها شيئا فكيف إذا زيدت معلول مكنا ‪ ،‬وما يبي‬
‫هذا أن الملة قد تكون مقترنة وقد تكون متعاقبة فالقترنة مثل اجتماع أعضاء النسان واجتماع أبعاض‬
‫السم الركب سواء كان لا ترتيب وضعي كالسم أو ل يكن كاجتماع اللئكة والناس والن والبهائم وغي‬
‫ذلك ‪ ،‬وأما التعاقبة فمثل تعاقب الوادث كاليوم والمس والولد مع الوالد ونو ذلك ‪ ،‬والملة القترنة أحق‬
‫بالجتماع ما تعاقبت أفرادها فإن ما‬

‫تعاقبت أفراده قد يقال إنه ليس بوجود لن الاضي معدوم والستقبل معدوم ولذا جوز من جوز عدم‬
‫التناهي ف هذا دون ذاك وفرق من فرق بي الاضي والستقبل لن الاضي دخل ف الوجود بلف الستقبل‬
‫وفرق قائل ثالث بي ماله اجتماع وترتيب كالسم وبي ما فقد أحدها كالنفوس والركات ‪ ،‬وإذا كان‬
‫كذلك فإذا قال القائل الملة مكنة وهي معلولة الحاد فلو كانت الملة هنا مقترنة متمعة ف زمان واحد‬
‫لكان المر فيها أظهر من التعاقبة الت ل اقتران لحادها ول اجتماع لا ف زمن واحد والعلل والعلولت ل‬
‫تكون إل متمعة ل تكون متعاقبة ‪ ،‬لكن القصود أن ما يذكره يشمل القسمي فلو قدر أنا متعاقبة لكان ذلك‬
‫يشملها ‪ ،‬و المدي جعل العمدة ف نفي تناهي العلل والعلولت على أنه قال والقرب ف ذلك أن يقال لو‬
‫كانت العلل والعلولت غي متناهية وكل واحد منها مكن على ما وقع به الغرض فهي إما متعاقبة‬

‫وإما معا فإن قيل بالول فقد أبطل بثلثة أوجه ث زيفها وقال والقرب ف ذلك أن يقال لو كانت‬
‫العلل والعلولت متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة وعند ذلك فل يلو ما أن يقال بوجود شيء منها ف‬
‫الزل أو ل وجود لشيء منها ف الزل فإن كان الول فهو متنع لن الزل ل يكون مسبوقا بالعدم والادث‬
‫مسبوق بالعدم وإن كان الثان فجملة العلل والعلولت مسبوقة بالعدم ويلزم من ذلك أن يكون لا ابتداء‬
‫وناية وما له ابتداء وناية فهو متوقف على سبق غيه عليه وأما إن كانت العلل والعلولت الفروضة موجودة‬
‫معا ‪ ،‬ث ساق الدليل كما حكيناه عنه وهذه التقاسيم والتطويل ل يتاج إليها وهي باطلة ف نفسها فزاد ف‬
‫الدليل ما يستغن عنه ويكون توقف الدليل عليه مبطل له إذا ل يبطل إل با ذكره ‪ ،‬وهذا كثيا ما يقع ف‬
‫كلم أهل الكلم الذموم يطولون ف الدود‬

‫والدلة با ل يتاج التعريف والبيان إليه ث يكون ما طولوا به به مانعا من التعريف والبيان فيكونون‬
‫مثل من يريد الج من الشام فيذهب إل الند ليحج من هناك فينقطع عليه الطريق فلم يصل إل مكة ‪ ،‬وبيان‬
‫ذلك بوجوه ‪ ،‬أحدها أن يقال ما ذكره من الدليل على امتناع علل ومعلولت متمعة يتناول العلل والعلولت‬
‫مطلقا سواء كانت متعاقبة أو ل تكن وإذا كان دليل المتناع يعم القسمي فل حاجة إل التقسيم ولكن زيادة‬
‫هذا القسم كزيادة القسم فيما ذكره بعد ذلك حيث قال وان كانت العلل والعلولت معا فالنظر إل الملة‬
‫غي النظر إل كل من الحاد وحينئذ فالملة إما ان تكون واجبة و اما ان تكون مكنة وهذا ل يتاج اليه ايضا‬
‫فإنه قد ذكر ان الحاد مكنة مفتقرة إل الواجب فبتقدير ان ل تكون الملة زائدة على الحاد يكون المر‬
‫أقرب‬

‫‪ ،‬وهو بعد هذا قد أورد انه ل يلزم من كون الفراد مكنة كون الملة مكنة وأجاب عن ذلك بأن‬
‫هذا ساقط وهذا السؤال والواب كاف عن ذلك التطويل بزيادة قسم ل يتاج اليه لكن هذا القسم وان ل‬
‫يتج اليه فإنه ل يضره بلف ما ذكره من زيادة تعاقب العلل فإنه زيادة أفسد با دليله مع استغناء الدليل عنها‬
‫‪ ،‬وذلك يظهر بالوجه الثان وهو أنه قال لو كانت العلل والعلولت متعاقبة فكل واحد منها حادث ل مالة‬
‫فيلزم ان تكون الول حادثة او تكون كلها حادثة مسبوقة بالعدم وهذا قد استدل به طائفة من أهل الكلم‬
‫على امتناع حوادث ل تتناهى ‪ ،‬وقد تقدم العتراض عليه وبي الفرق بي ما هو حادث بالنوع وحادث‬
‫بالشخص وان ما كان ل تزل آحاده متعاقبة كان كل منها بنلة الخر وكل منها مسبوق بالعدم وليس النوع‬
‫مسبوقا بالعدم ‪ ،‬وقول القائل الزل ل يكون مسبوقا بالعدم لفظ ممل ‪ ،‬فإن أراد به ان الواحد الذي هو بعينه‬
‫أزل ل يكون مسبوقا‬

‫بالعدم فهذا صحيح وليس الكلم فيه وان اراد ان النوع الزل البدي الذي ل يزل ول يزال ل يكون‬
‫مسبوقا بالعدم فهذا مل الناع ‪ ،‬فقد صادر على الطلوب بتغيي العبارة وكأنه قال ل يكن دوام الوادث كما‬
‫لو قال البدي ل يكون منقطعا وكل من أفراد الستقبلت منقطع فل تكون الستقبلت ابدية ‪ ،‬فيقال النوع‬
‫هو البدي ليس كل واحد أبديا كذلك يقال ف الاضي وهذا الكلم قد بسط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬الوجه‬
‫الثالث ان يقال هذه القدمة فيها نزاع مشهور بي العقلء ولعل أكثر المم من أهل اللل والفلسفة ينازع فيها‬
‫وأما وجود علل ومعلولت ل ناية لا فلم يتنازع فيها أحد من العقلء العروفي ‪ ،‬فلو قدر ان تلك القدمة‬
‫التنازع فيها صحيحة لكان تقدير القدمة الجمع عليها بقدمة متنازع فيها خلف ما ينبغي ف التعليم والبيان‬
‫والستدلل ل سيما وليست اوضح منها ول لا دليل يصها فإنه ربا ذكرت القدمة التنازع فيها لختصاصها‬
‫بدليل أو وضوح ونو ذلك وأما بدون ذلك فهو خلف الصواب ف الستدلل‬

‫‪ ،‬الوجه الرابع ان الغزال سلك مسلكا ف تعجيز الفلسفة عن إثبات الصانع بأن قال دليلكم مبن على‬
‫نفي التناهي عن العلل والعلولت قال وأنتم ل يكنكم ذلك مع اثباتكم حوادث ل تتناهى فإن ما تذكرونه من‬
‫دليل نفي النهاية ف العلل يلزم مثله ف الوادث وما تذكرونه ما يسوغ وجود حوادث ل تتناهى يلزمكم‬
‫نظيه ف العلل ‪ ،‬وهذا الذي قاله وان كان قد استدركه من استدركه عليه لكن هو أجود ما فعله المدي فإن‬
‫مقصوده الزامهم أحد أمرين إما عدم إثبات الواجب واما القرار بدوث العال وبي ان إثبات الصانع معلول‬
‫بإثبات الوادث وان افتقار الحدث إل الحدث امر ضروري فهذا خي من ان يعل إثبات الصانع موقوفا على‬
‫تقسيمها إل التعاقب والقتران وان العلل التعاقبة ل يكن ابطالا إل بالتسوية بي امتناع كون الادث العي‬
‫دائما ل يزل وكون نوع الوادث دائما ل يزل فإن هذا فيه من التطويل ووقف العلم بالصانع على مثل هذه‬
‫القدمة ما ل يفى ‪ ،‬الوجه الامس ان الدليل الذي ذكره غايته ان يثبت ان الوادث‬

‫لا ابتداء إذ لو كانت العلل متعاقبة مدثة وللحوادث أول لزم ان يكون للحادث أول وهذا غايته ان‬
‫يكون بنلة إثبات حدوث العال ‪ ،‬وهو وأمثاله مع كونم يتجون على حدوث العال فلم يقولوا ان الحدث‬
‫ل بد له من مدث كما هو قول المهور ول أثبتوا ذلك بأن الدوث مصص بوقت دون وقت فيفتقر إل‬
‫مصص كما فعله كثي من أهل الكلم بل ول بأن المكن يفتقر إل الرجح لوجوده بل قالوا الحدث مكن‬
‫والمكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح ث اوردوا جواز التسلسل ف العلل واجابوا عن ذلك ‪،‬‬
‫فإذا كان الواب عن ذلك ل يتم إل بإثبات حدوث العلل كان غايتهم ان يثبتوا افتقار المكن إل علة حادثة‬
‫فهم بعد ذلك ان قالوا والحدث ل بد له من مدث كانوا قد قالوا حقا لكن طولوا بذكر تقسيمات ل فائدة‬
‫فيها بل تضعف الدليل وكانوا مستغني عنها ف الول وان ل يقولوا والحدث ل بد له من مدث ل يكن ما‬
‫ذكروه نافعا فإن مرد حدوث العلة ان ل يستلزم وجود الحدث ل يثبت واجب الوجود‬
‫‪ ،‬فتبي ان ما سلكوه إما ان ل يفيد او يكون فيه من التطويل والتعقيد ما يضر ول ينفع ومع هذا فمثل‬
‫هذا التطويل والتعقيد قد يكون فيه منفعة لن يسفسط ويعاند ولن ل تنقاد نفسه إل بثل ذلك كما قد نبهنا‬
‫عليه ف غي هذا الوضع ‪ ،‬ومضمون ما ذكروه دور ف الستدلل فل يكون استدلل صحيحا فإنه إذا قدر‬
‫علل ومعلولت متعاقبة وأثبت امتناع ذلك لن الادث ل يكون أزليا لزم ان هذه العلل مدثة ‪ ،‬فيقال له فلم‬
‫ل يوز ان يكون استناد المكنات إل علل مدثة فل بد ان يقول على طريقته ان الحدث مكن والمكن يفتقر‬
‫إل علة وعلته ل تكون مدثة فيكون حقيقة كلمه الحدث يفتقر إل مدث لن الحدث يفتقر إل مدث إذ‬
‫كان حقيقة ما يقوله ان الحدث ل بد له من علة لنه مكن فيفتقر إل مرجح ومرجحه ل يكون مدثا لن‬
‫الحدث مكن ل بد له من علة ‪ ،‬وإن غي العبارة فقال هذا المكن ل بد له من علة والعلة ل تكون مكنة لن‬
‫المكن ل بد له من علة كان قد قال المكن له علة لن المكن له علة وكل ذلك إثبات الشيء بنفسه‬

‫‪ ،‬والقصود هنا أن ما ذكر من امتناع التسلسل ف العلل يشمل ما إذا قدرت متعاقبة كما إذا قدرت‬
‫مقترنة وأنه حينئذ يكون الجتماع معلول للفراد و اذا كان كل من الفراد مكنا ل يوجد بنفسه والجتماع‬
‫معلول لا كان أول ان يكون مكنا ل يوجد بنفسه ول يوجد مكن بمكن ل موجد له فإن ما ل يوجد نفسه‬
‫أول ان ل يوجد غيه فإذا ل يكن ف الحاد ما يوجد نفسه كان أول ان ل يوجد غيه ل الملة ول غيها‬
‫من الحاد ‪ ،‬يبي هذا ان المكن ل يوجد بنفسه بل ل يوجد إل بغيه فإذا قدر ان ث مكنات موجودة سواء‬
‫كانت علل أو ل تكن وسواء كانت متناهية أو غي متناهية ل يكن فيها شيء وجد بنفسه فإذا كان الجموع‬
‫ل يوجد إل با وليس فيها شيء موجود بنفسه ل يكن ف جيع ما ذكر ما يوجد بنفسه ل جلة ول تفصيل‬
‫واذا وجد ما ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بغيه ‪ ،‬إل ترى انه لو قال الوادث ل توجد بنفسها ل يكن فرق‬
‫بي الوادث الت لا ناية والت ل ناية لا بل كل من الوادث الت ل تتناهى ل يوجد بنفسه بل ل بد له من‬
‫مدث ‪ ،‬والذهن إذا قدر مكنات مصورة ومدثات مصورة ليس لا‬

‫مدث ول مبدع علم امتناع ذلك فإذا قدرها ل تتناهى ل تكن هذه الال توجب استغناءها عن‬
‫الحدث البدع وتعلها غنية عن مبدع خارج عنها بل كلما كثر ذلك كان أول بالاجة إل البدع فما ل‬
‫يوجد بنفسه إذا ضم اليه ما ل يوجد بنفسه مرات متناهية او غي متناهية كان ذلك مثل ضم العدومات بعضها‬
‫إل بعض وذلك ل يغن عنها شيئا بل العدومات ل تفتقر حال عدمها إل فاعل وأما هذه الت ل بد لا من‬
‫فاعل إذا كثرت كان احتياجها إل الفاعل أوكد وأقوى وتسلسل المكنات ل يرجها عن طبيعة المكان‬
‫الوجب لفقرها إل البدع كما ان طبيعة الدوث ل ترج الحدثات عن طبيعة الدوث الوجبة لفقرها إل‬
‫الفاعل ‪ ،‬ومن جوز تسلسل الوادث وقال كل منها حادث والنوع ليس بادث ل يكنه ان يقول كل من‬
‫المكنات مكن والملة ليست مكنة كما ل يكنه ان يقول كل من الوجودات موجود والملة ليست‬
‫موجودة ول يقول كل من المتنعات متنع والملة ليست متنعة بل المتناع لملة المتنعات اول منه لحادها‬
‫وكذلك المكان لملة المكنات اول منه لحادها والفقر إل الصانع الذي يستلزمه المكان لملة المكنات‬
‫أول منه لحادها وأما الوجود لملة الوجودات فليس هو أول منه لحادها‬

‫‪ ،‬وان قيل هو واجب للجملة وذلك ان جلة الوجودات موقوفة على وجود كل منها بلف وجود‬
‫الواحد منها فإنا ل تتوقف على وجود الملة وأما المتنعات فامتناع جلتها ليس موقوفا على امتناع كل منها‬
‫بل كل منها متنع لذاته فامتناع الملة لذاتا أول وأحرى اللهم إل ان يكون المتناع مشروطا بأفرادها‬
‫كالتلزمي اللذين يتنع وجود أحدها دون الخر ول يتنع اجتماعهما ‪ ،‬وكذلك المكنات إذا كان كل منها‬
‫مكنا لذاته بيث يفتقر إل الفاعل ول يوجد بنفسه فليس إمكان كل منها مشروطا بالخر ول معلقا به ول‬
‫لمكان هذا تأثي ف إمكان هذا كما ف المتناع بلف الوجودات فإنه قد يكون وجود أحد المرين إما‬
‫مشروطا واما علة للخر بلف ما إذا قدر موجودات واجبة بأنفسها فإنه حينئذ ل يكون وجود بعضها‬
‫موقوفا على وجود البعض وأما ما هو مكن بنفسه أو متنع بنفسه فليس امكانه وامتناعه مشروطا بغيه بل‬
‫نفس تصور حقيقته يوجب العلم بامتناعه وامكانه ‪ ،‬وحينئذ فكلما كثر افراد هذه القيقة كان العلم بامتناعها‬
‫او امكانا‬

‫أكثر والعلم بامتناع الملة او امكانا أول وأحرى ولو قدرنا واجبات بأنفسها غنية عن الغي بيث ل‬
‫يكون بعضها شرطا ف البعض لكانت الملة واجبة ول يكن وجوبا بدون وجوب الحاد وامتنع ان يقال‬
‫الملة متنعة او مكنة مع وجوب كل من الحاد بنفسه وجوبا ل يقف فيه على غيه ‪ ،‬فتبي انه إذا كان من‬
‫المور ما هو مكن ف نفسه ل يقف امكانه على غيه ومعن امكانه أنه ل يستحق بنفسه وجودا ويتنع وجوده‬
‫بنفسه وهو بالنظر إل نفسه فقي مض أي الفقر الذات الذي يتنع معه غناه بنفسه وسواء قلنا ان عدمه ل يفتقر‬
‫إل مرجح او قلنا ان عدمه لعدم الرجح وقدرنا عدم الرجح فهو ف الوضعي ل يستحق إل العدم ل يستحق‬
‫وجودا أصل ‪ ،‬فكثرة مثل هذا وتقدير ما ل يتناهى من هذا الضرب ل يقتضي حصول وجود له او غن ف‬
‫وجوده عن غيه ول وجود بعض هذه المور ببعض فإن كثرة هذه المور الت ل تستحق إل العدم توجب‬
‫كثرة استحقاقها للعدم وكثرة افتقارها إل موجد يكون موجودا بنفسه ‪ ،‬فإذا قدر امور ل ناية لا ليس فيها‬
‫شيء يستحق الوجود كان قول القائل ان بعضها يوجد بعضا ف غاية الهل فإن ما ل يستحق ف نفسه ان‬
‫يكون موجودا كيف يستحق ان يكون موجدا‬
‫لغيه وكيف يكون وجوده بوجود ما هو مساو له ف أنه ل يستحق الوجود ‪ ،‬يبي هذا أنه إذا كان‬
‫هذا ل يستحق الوجود وهذا ل يستحق الوجود ل يكن جعل هذا علة والخر معلول بأول من العكس فإن‬
‫شرط الفاعل أن يكون موجودا فإذا ل يكن موجودا امتنع أن يكون فاعل وكل منهما ل يستحق أن يكون‬
‫موجودا فل يكون فاعل ‪ ،‬وإذا قال إن أحد هذين وجد بالخر فهذا إنا يعقل إذا كان الخر موجودا وذاك‬
‫الخر ل يكون موجودا بنفسه ل يكون موجودا إل بغيه وذلك الغي الذي يفتقر إليه المكن ليس هو أي غي‬
‫كان بل ل بد من غي يصل به وجوده ووجوده بيث يستغن به عما سواه فذلك الغي الذي يفتقر إليه‬
‫المكن من شرطه أن يكون مستقل بإبداع المكن ل يتاج إل غيه بوجه من الوجوه فمت قدر أنه متاج إل‬
‫غيه كان المكن متاجا إل هذا الغي وإل هذا الغي فل يصل وجوده بأحد الغيين بل ل بد منهما وكذلك‬
‫لو قدر من الغيار ما يقدر فل بد أن يكون ما يفتقر إليه المكن غي متاج إل غيه بوجه من الوجوه وليس‬
‫ف المكنات ما هو بذا الشرط بل كل منها يتاج إل غيه فلو قدر أن المكن يوجد بمكن إل ناية أو غي‬
‫ناية والملة‬

‫المكنة توجد بالفراد لكان الغي الذي يفتقر إليه المكن متاجا إل غيه مع أن كل من الحتاجي ل‬
‫يغن عن نفسه شيئا أصل البتة ‪ ،‬يزيد هذا إيضاحا أن المكن مع عدم القتضى التام يكون متنعا ل مكنا وأعن‬
‫بالقتضى التام الذي يلزم من وجوده وجود القتضى لكن يكون متنعا لغيه فإذا كان كل من المكنات له علة‬
‫مكنة والعلة المكنة ليست مقتضيا تاما فإنا ل توجد إل بغيها إذ المكن مفتقر إل غيه فوجوده مردا عن‬
‫مقتضيه متنع فضل عن أن يكون مقتضيا لغيه فإذا ل يكن مع شيء من المكنات مقتض تام كان كل منها‬
‫متنعا وتقدير متنعات ل ناية لا يوجب قوة امتناعها ويتنع مع ذلك أن تكون جلتها مكنة فضل عن أن‬
‫تكون واجبة فتبي بذلك أن جلة العلل المكنات الت ل تتناهى جلة متنعة فامتنع أن يقال هي موجودة معلولة‬
‫للفراد لن المتنع ل يكون موجودا ل معلول ول غي معلول ‪ ،‬يبي ذلك أن تقدير معلول ل علة له متنع‬
‫والمكن الوجود معلول لغيه فإذا قدر علل مكنة ل تتناهى كان كل منها معلول فقد قدر معلولت ل تتناهى‬
‫ومن العلوم بالضرورة أن وجود معلولت ل تتناهى ل يقتضي استغناءها عن العلة وإذا قيل إن الملة معلولة‬
‫للحاد فقد ضم معلول إل معلولت ل تتناهى وذلك ل يقتضى استغناءها عن العلة‬

‫‪ ،‬فتبي أن من توهم كون العلل المكنة الت ل تتناهى الت هي معلولت ل تتناهى يكن أن يكون لا‬
‫معلول ل يتناهى فإنا قدر ثبوت معلولت ل تتناهى ليس فيها علة وإذا كانت العلولت التناهية ل بد لا من‬
‫علة فالعلولت الت ل تتناهى أول بذلك فإن طبيعة العلول تستلزم الفتقار إل العلة وهذا يظهر باعتبار العان‬
‫الت يوصف با المكن فإنه معلول مفتقر مبدع مصنوع مدبر مفعول ل يوجد بنفسه ل يستحق الوجود فإذا‬
‫قدر واحد من هذا النوع كان ذلك مستلزما لعلته وموجبه وصانعه وفاعله ومبدعه وإذا قدر اثنان كان‬
‫الستلزام أعظم وإذا قدر ما ل يتناهى كان الستلزام أعظم فإنه إذا كان الواحد منها بدون الواجب متنعا‬
‫فالثنان متنع ومتنع وتقدير ما ل يتناهى من هذا تقدير متنعات ل تتناهى ‪ ،‬وإن قيل إن وجود الواحد منها‬
‫يستلزم وجود الواجب فتقدير‬

‫اثني أول أن يستلزم وجود الصانع ولو أمكن وجود ما ل يتناهى من العلل المكنة كان ذلك أعظم ف‬
‫امتناعها فكيف با يتناهى كما يقدر من يقدر أن العقل الول أبدع الثان والثان أبدع الثالث وفلكه إل‬
‫العاشر البدع لا تت الفلك وإذا قدر ما ل يتناهى كان الستلزام أعظم ‪ ،‬فتبي أنه كلما كثرت المكنات‬
‫وتسلسلت كان ذلك أعظم ف دللتها على ثبوت الواجب و استلزامها له والنسان قد يتوهم إذا فرض علل‬
‫هي معلولت ل تتناهى وتوهم أن العلة تكون وحدها مؤثرة ف العلول أو مقتضية له أو موجبة فهذا متنع فإن‬
‫العلة إذا كانت معلولة لزم أنا ل تقوم بنفسها بل تفتقر إل غيها فالعلول الفتقر إليها مفتقر إل علة علتها الت‬
‫هي مفتقرة إليه فيكون معلولا كما أنه مفتقر إليها فهو مفتقر إل كل ما هي مفتقرة إليه فإذا قدر من ذلك ما‬
‫ل يتناهى قدر أنه متاج إل أمور ل تتناهى وليس فيها ما هو موجود بنفسه ول غن عن غيه‬

‫‪ ،‬ومن العلوم أنه كلما كثرت المور الشروطة ف وجود الوجود كان وجوده موقوفا عليها كلها‬
‫وكان أبعد عن الوجود من الوجود الذي ل يتوقف وجوده إل على بعض تلك المور فإذا كان المكن ل‬
‫يوجد بعلة واحدة مكنة بل يتنع وجوده با فإذا كثرت العلل المكنة الت يتوقف وجوده عليها كان وجوده‬
‫أعظم ف المتناع وأبعد عن الواز وإذا كانت المكنات قد وجدت فقد وجد قطعا مقتض لا مستغن عن‬
‫غيه وكلما تدبر التدبر هذه العان ازداد لا تبينا وعلم أن كل ما يقدر وجوده من المكنات فإنه دال على‬
‫الواجب الغن بنفسه عن كل مكن مباين له ‪ ،‬ومن العجب أن هؤلء يذكرون ف إثبات واجب الوجود من‬
‫الشبهات ما يذكرون وإن كانوا ييبون عنها ث إذا أخذوا وجوده إما مبهنا وإما مسلما وصفوه من الصفات‬
‫السلبية بأمور ل يدل عليها ما دل على وجوده بل يصفونه با يتنع معه وجوده حت يعلم أن ما وصفوا به‬
‫واجب الوجود ل يكون إل متنع الوجود كما قد بسط ف غي هذا الوضع ول يذكرون من القوادح العارضة‬
‫لتلك السلوب بعض ما يذكرونه ف إثبات وجوده وإن توهوا بطلنا مع أن تلك العارضات‬

‫هي صحيحة قادحة فيما ينفي صفاته بل الشيطان يلقى إليهم من الشبهات القادحة ف الق ما لو‬
‫حصل لم نظي من المور القادحة ف الباطل لا اعتقدوه ‪ ،‬فهذا كله إذا أريد بالملة الجتماع الغاير لكل‬
‫واحد واحد وإن أريد با كل واحد واحد كان المر أظهر وأبي فإن كل واحد واحد مكن مفتقر إل الفاعل‬
‫فإذا ل يكن هناك جلة غي الحاد امتنع أن يكون هناك غي الحاد المكنة ما يوصف بوجوب أو إمكان ‪،‬‬
‫وإن أريد بالملة مموع المرين الحاد والجتماع كان الجتماع جزءا من أجزاء الجموع فيكون هناك‬
‫أجزاء متعاقبة وجزء هو الجتماع وهذا الزء يتنع أن يكون واجبا بنفسه لنه مفتقر إل المكنات ولنه‬
‫عرض قائم بغيه وأحسن أحواله أن يكون كالتأليف مع الؤلف فإذا كان الؤلف مكنا بنفسه فتأليفه أول بل‬
‫قد يقال ليس للجملة هنا أمر وجودي مغاير للفراد التعاقبة وإنا لا أمر نسب اعتباري كالنسبة الت بي أفراد‬
‫العشرة وهذا وغيه ما يبي امتناع وجوبا بنفسها فيبقى هذا الزء مكنا بنفسه فقيا إل غيه كسائر الجزاء‬
‫فيكون حينئذ هناك مكنات كل منها متاج إل الوجد فيحتاج كل منها إل الوجد والملة هنا داخل ف قولنا‬
‫كل منها فإنه جزء من هذا الكل‬

‫‪ ،‬فتبي أنه كيفما أدير المر ليس ف المكنات التعاقبة ل واجب بنفسه ول بغيه إل أن يكون هناك‬
‫واجب بنفسه خارج عن المكنات إذا كان كل فرد فرد مكنا والجتماع أيضا مكن بطريق الول والمران‬
‫مكنان بطريق الول والحرى وكل من الفراد مستغن عن اليئة الجتماعية فإنه موجود بدونا وما احتاج إل‬
‫المكن الستغن عنه كان أحق بالمكان ‪ ،‬وإيضاح ذلك أنه إذا قدر كل موجود معلول مفعول مفتقر وليس ف‬
‫الوجود إل ما هو كذلك كما إذا قدر أن المكنات ليس لا مقتض واجب بنفسه فإنه يكون المر كذلك وإن‬
‫ل يعل بعضها معلول لبعض فهذا التقدير يقتضي أن ل يوجد شيء منها لنا ل توجد بأنفسها إذ التقدير‬
‫كذلك وما ل يكن موجودا بنفسه فهو أول أن ل يوجد غيه فل يكون شيء منها موجودا بنفسه ول‬
‫موجودا بغيه ومعلوم أن الوجود إما موجود بنفسه وإما موجود بغيه فإذا قدر أنا موجودة وقدر مع ذلك‬
‫أنا ل موجودة بأنفسها ول بوجود أوجدها لزم المع بي النقيضي ولو قدر تسلسلها فتسلسلها ل يوجب‬
‫أن يكون شيء منها موجودا بنفسه فل يقتضي أن يكون موجدا لغيه والعدوم ل يوجد غيه فإذا ل يكن فيها‬
‫ما هو موجود بنفسه ل يكن فيها ما هو‬

‫موجد لغيه وهذا أعظم امتناعا من تقدير أفعال ل فاعل لا وحوادث ل مدث لا فإن تلك يكون‬
‫التقدير فيها أنا وجدت بأنفسها والتقدير هنا أنا ل توجد بأنفسها ول هناك ما هو موجود بنفسه يوجدها‬
‫ول هناك غي موجود يوجدها وإنا التقدير معلولت مفتقرات والعلول من حيث هو معلول والفتقر من حيث‬
‫هو مفتقر ليس فيه ما يقتضي وجوده واذا ل يكن لا وجود ول لقتضيها وجود لزم انتفاء الوجود عنها كلها‬
‫وهذا مع كونا موجودة جع بي النقيضي ‪ ،‬وهذا كلم مقق وتنبيه للنسان بأن يعلم ان مرد تقدير‬
‫معلولت مكنة ل هي موجودة بنفسها ول فيها علة موجودة بنفسها ل يقتضي وجود ذلك ف الارج فليس‬
‫كل ما قدرته الذهان امكن وجوده ف العيان ل سيما مع سلب الوجود عنها من نفسها ومن موجد يوجدها‬
‫و اذا قدر ان العلول المكن له علة مكنة فهي أيضا معدومة من تلقاء نفسها فليس فيما قدر قط شيء موجود‬
‫فمن اين يصل لا الوجود‬

‫فصل ‪ ،‬وقد أورد البري ومن اتبعه على هذه الجة الذكورة لقطع التسلسل ف العلل اعتراضا زعم‬
‫انه يبي ضعفها فقال ف كلمه على ملخص الرازي وغيه قول القائل مموع تلك العلل المكنة يتاج إل كل‬
‫واحد منها ال قلنا ل ل يوز ان يكون الؤثر ف ذلك الجموع واحدا منها إما قوله بان ذلك ل يكون علة‬
‫لنفسه ول لا قبله فل يكون علة للمجموع قلنا ل نسلم وانا يلزم أن لو كان علة الجموع علة لكل واحدة‬
‫من أجزائه فلم قلتم إنه كذلك وهذا لن الشيء جاز ان يكون علة للمجموع من هو حيث مموع فل يكون‬
‫علة لكل واحد من اجزائه فان الواجب لذاته علة لجموع الوجودات وليس علة لكل واحد من اجزائه‬
‫لستحالة كونه علة لنفسه ل يقال بأن مموع تلك العلل التسلسلة مكن وكل مكن فهو مفتقر إل علة‬
‫خارجية فذلك الجموع افتقر إل علة خارجية عنه لنا نقول ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة خارجية‬
‫عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقاره إل المكن وليس مفتقرا إل علة خارجية عنه ل‬
‫يقال بأن الجموع الركب من آحاد كل واحد منها مكن متاج إل علة خارجية لنا‬

‫نقول ل نسلم وانا يكون كذلك ان لو ل يكن كل واحد منها معلول لخر إل غي النهاية ل يقال ان‬
‫جلة ما يفتقر اليه الجموع إما ان يكون نفس الجموع او داخل فيه او خارجا عنه و الول مال وأل لكان‬
‫الشيء علة نفسه والثان مال وأل لكان بعض الجزاء كافيا ف الجموع والثالث حق قلنا ان اردت بملة ما‬
‫يفتقر اليه الجموع جلة المور الت يصدق على كل واحد منها انه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز ان يكون‬
‫هو نفس الجموع والذي يدل عليه ان جلة المور الت يفتقر اليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع‬
‫لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا عنه فهو نفس الجموع وان اردت العلة الفاعلية فلم قلتم انه يلزم ان‬
‫يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع و اذا كان الجموع مكنا ف نفسه فهو مفتقر إل غيه فما يفتقر اليه‬
‫الجموع إما ان يكون هو الجموع او داخل فيه او خارجا منه و الول مال وأل لكان الشيء علة لنفسه‬
‫والثان مال وأل لكان بعض الجزاء كافيا ف الجموع لن الجموع إذا كان مكنا وانا يفتقر إل البعض لزم‬
‫ان يكون البعض هو القتضي للمجموع فليلزم ان يكون مقتضيا لنفسه ولعلته وان كان ما‬

‫يفتقر اليه الجموع خارجا عن الجموع فهو الطلوب وهذا التحرير يوجب ان يكون البعض علة فاعلة‬
‫للمجموع والعلة الفاعلة كافية للمجموع ‪ ،‬وقوله ان اردت بملة ما يفتقر اليه الجموع جلة المور الت‬
‫يصدق على كل واحد منها انه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز ان يكون هو نفس الجموع ‪ ،‬فيقال له لن‬
‫الجموع إن ل يكن زائدا على تلك المور الت كل منها معلول فليس هنا مموع غي العلولت والعلولت‬
‫الت ل يوجد شيء منها بنفسه بل ل بد له من موجد موجود إذا ل يكن فيها موجد موجود وامتنع أن يكون‬
‫مموعها حاصل بجموعها وإن كان الجموع معلول لا فهو أول بالفتقار وهذا أمر معلوم بالضرورة وما‬
‫قدح فيه كان قدحا ف الضروريات فل يسمع ‪ ،‬الوجه الثالث الواب عن معارضته وهو قوله إن جلة المور‬
‫الت يتوقف عليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا عنه فهو‬
‫نفس الجموع ‪ ،‬وملخص هذا الكلم أن مموع الوجودات ليس متوقفا على بعض الجزاء لتوقفه على‬
‫الميع ول متوقفا على ما خرج عن الجموع فالجموع متوقف على الجموع‬

‫‪ ،‬فيقال له هذا يناقض ما ذكرت أول من أن الؤثر ف مموع الوجودات واحد منها وزعمت أن هذا‬
‫معارضة لقولم مموع المكنات ل يوز أن يكون الؤثر فيها واحدا وإذا كان هذا يناقض ذاك فإما أن تقول‬
‫الؤثر ف الجموع جزؤه أو الؤثر فيه هو الجموع فإن قلت إنه جزؤه بطل هذا العتراض وسلم هذا الدليل‬
‫الدال على امتناع معلولت مكنة ليس لا علة واجبة وبذلك يصل القصود من إثبات واجب الوجود وإن‬
‫قلت إن الؤثر هو الجموع بطل اعتراضك على ذلك الدليل وسلم ذلك الدليل عن العارضة فحصل به‬
‫القصود ‪ ،‬الوجه الرابع أن يقال قولك جلة المور أو مموع المور الذي يفتقر إليه الواجب والمكن ليس‬
‫داخل ف الجموع يتضمن أن مموع الوجودات يفتقر إل أمر من المور وانت ل تذكر على ذلك دليل فلم‬
‫قلت إن مموع الوجودات يفتقر إل أمر وأولئك إنا ادعوا أن مموع المكنات يفتقر إل أمر من المور وهذا‬
‫معلوم بأدلة متعددة بل بالضرورة وما ذكرته ليس بعلوم ‪ ،‬الوجه الامس أن يقال مموع الوجود التضمن‬
‫للواجب‬

‫ل يقبل العدم وما ل يقبل العدم فليس بمكن وما ليس بمكن فهو واجب فالجموع حينئذ واجب وما‬
‫كان واجبا ل يفتقر إل أمر من المور وقولك إن الجموع مفتقر إل الجموع هو معن قول القائل إنه واجب‬
‫بنفسه فإن الواجب بنفسه ل يستغن عن نفسه بل ل بد له من نفسه وإذا كنت قد أقررت أنه واجب بنفسه‬
‫بطل قولك إنه يفتقر إل أمر وهذا بلف مموع العلل المكنة فإنه ل يكن أن يكون واجبا بنفسه لنه ليس‬
‫فيها ما هو موجود بنفسه وإذا ل يكن ف الجموع ما هو موجود بنفسه كان امتناع الجموع أن يكون واجبا‬
‫بنفسه أول وأحرى ‪ ،‬وهذا السؤال الذي أورده هذا من جنس السؤال الذي أورده المدي بل هو هو ولعل‬
‫أحدها أخذه من الخر وهو أن تكون الملة مترجحة بالحاد وكل منها مترجح بالخر إل غي ناية وأجاب‬
‫عنه المدي ف أحد كتابيه وقال ف الخر إنه ل يعرف عنه جوابا وذكر عن قوم أنم قالوا الجموع واجب‬
‫بنفسه بذا العتبار واستفسط هذا العتراض ‪ ،‬ومقصود الميع أن مموع العلولت الت ل تتناهى ل تفتقر‬
‫إل شيء غي آحادها التعاقبة وفساد هذا معلوم بالضطرار بعد جودة التصور وإنا أشكل على من أشكل لعدم‬
‫التصور التام فإنه إذا قال القائل علل‬

‫ل تتناهى أو مكنات ل تتناهى كل منها مترجح أو معلول بالخر توهم الذهن أن هذا يتضمن تقدير‬
‫موجودات ف الارج كل منها معلول الوجود الخر وأن المر هكذا إل غي ناية ‪ ،‬ولذا أراد طائفة أن‬
‫يبطلوا هذا التسلسل بنس ما يبطلون به الثار الت ل تتناهى كالركات الت ل تتناهى وهذا غلط فإن القدر‬
‫هو أمور ليس فيها ما يوجد بنفسه بل ل يوجد إل بعلة مباينة له موجودة وكلها بذه الثابة إل غي ناية ‪،‬‬
‫وهذا ف القيقة تقدير معدومات بعضها علة لبعض ف وجوده إل غي ناية من غي أن يوجد شيء منها وكما‬
‫أن العدوم إذا قدر أنه معلل يعلل معدومة إل غي ناية مع أنه ل يوجد ول يوجد شيء منها كان باطل وإن‬
‫قدر وجوده مع ذلك كان جعا بي النقيضي وإذا كان تقدير معلول معدوم بعلة معدومة تقتضي وجوده ول‬
‫يوجد متنع ف بديهة العقل من جهة أنه ل يوجد ومن جهة أن علته ليست موجودة فكثرة هذه العلل أول‬
‫بالمتناع وتسلسلها إل غي ناية أعظم وأعظم ف المتناع فكذلك إذا قدر ما هو معلول مكن ل يوجد إل‬
‫بوجد يوجده وقدر أنه ليس هناك موجود يوجده فإن وجوده يكون متنعا فإن قدر موجودا كان‬

‫جعا بي النقيضي وتسلسل هذه العلولت من غي أن تنتهي إل موجود بنفسه أعظم ف المتناع لكن‬
‫من توهم أنا موجودات متسلسلة التبس عليه المر وتقدير كونا موجودات متسلسة متنع ف نفسه بل هو‬
‫جع بي النقيضي لن التقدير أنه ليس فيها ما يوجد بنفسه ول يوجد إل بوجد موجود وإذا ل يكن فيها‬
‫موجود بنفسه ول موجد امتنع أن يكون فيها إل معدوم فتقدير وجودها جع بي النقيضي ‪ ،‬وبيان ذلك أن‬
‫كل منها هو مفتقر إل موجد يوجده فل يوجد بنفسه وعلته ل توجد بنفسها فليس فيها موجود بنفسه وليس‬
‫هنا علة موجودة بنفسها فإذا قدر ف كل منها أنه موجود بغيه فذلك الغي هو بنلته أيضا ل وجود له من‬
‫نفسه فليس هناك موجود يوجدها إل ما يقدر منها وكل منها إذا ل يكن له من نفسه وجود فأن ل يكون‬
‫موجدا لغيه بطريق الول والحرى فل له من نفسه وجود ول إياد وغيه من جنسه ليس له من نفسه وجود‬
‫ول إياد فمن أين يكون لشيء منها وجود بل وجود لنفسه ول إياد إذ الياد فرع الوجود ‪ ،‬قلت وهذا‬
‫العتراض فاسد جدا وبيان فساده من وجوه‬

‫‪ ،‬أحدها أن يقال هو اعتراض على قولم مموع العلل المكنة مكن لفتقار الجموع إل الحاد‬
‫المكنة ول يوز أن يكون الؤثر ف الجموع واحدا من العلل المكنة لن ذلك ل يكون علة لنفسه ول لا قبله‬
‫من العلل فامتنع أن يكون مؤثرا ف الجموع فقال العترض إنا يلزم هذا أن لو كان علة الجموع علة لكل‬
‫واحد من أجزائه فلم قلتم إنه كذلك ‪ ،‬فيقال له أول نن ل نعن بالجموع مرد اليئة الجتماعية بل نعن به‬
‫كل واحد من الفراد واليئة الجتماعية وحينئذ فتكون علة الجموع علة كل واحد من أجزائه وهذا معلوم‬
‫بالضرورة فإن الؤثر إذا كان مؤثرا ف مموع الحاد مع اليئة الجتماعية فقد أثر ف كل جزء من أجزائه فإنه‬
‫لو ل يؤثر ف كل جزء من الجزاء لاز انتفاء ذلك الزء وإذا انتفى انتفى الجموع والتقدير أنه أثر ف‬
‫الجموع بيث جعل الجموع موجودا والجموع هو الفراد واليئة الجتماعية فلو قدر أنه غي موجود لزم‬
‫المع بي النقيضي وهو المتنع وهذا المتنع لزم من تقدير كونه مؤثرا ف الجموع بيث جعل الجموع‬
‫موجودا مع تقدير عدم بعض أجزاء الجموع فعلم أنه يستلزم من كونه أثر ف الجموع وجود‬

‫الجموع ويلزم من وجود الجموع أنه ل ينتفي شيء من أجزائه فعلم أن ما استلزم ثبوت الجموع‬
‫استلزم ثبوت كل من أجزائه وإن ل يكن الستلزم علة فاعلة فكيف إذا كان الستلزم علة فاعلة فكيف إذا كان‬
‫الجموع علة فاعلة فتبي أن ثبوت العلة الفاعلة للمجموع يتضمن أن يكون علة لكل من أجزائه ولو تيل‬
‫متخيل أن الواحد من الملة علة لسائر الجزاء والجزاء علة للمجموع أو أنه علة للمجموع والجموع علة‬
‫للحاد فيكون ذلك الواحد علة العلة ‪ ،‬قلنا هذا ل يضر لن علة العلة علة وكما يتنع ف الواحد أن يكون علة‬
‫نفسه فيمتنع أن يكون علة علة نفسه بطريق الول فلو كان بعض الجزاء علة للمجموع والجموع علة لكل‬
‫من الجزاء أو بالعكس لزم أن يكون ذلك الزء علة علة نفسه وعلة علة علل نفسه وهو ما قبل ذلك الزء‬
‫من العلل الت قدر أنه ل ناية لا وهذا بي ل يتصوره أحد إل يعلم امتناعه بالبديهة ومن نازع فيه كان إما‬
‫لعدم تصوره له وإما لعنادة وحينئذ فيكفي أن يقال هذا معلوم بالبديهة فالشبهة الواردة عليه من جنس شبه‬
‫السوفسطائية فل يستحق جوابا‬

‫‪ ،‬الوجه الثان أن يل ما ذكره من العارضة وهي قوله وهذا لن الشيء جاز أن يكون علة للمجموع‬
‫من حيث هو علة للمجموع من حيث هو مموع ول يكون علة لكل واحد من أجزائه فإن الواجب لذاته علة‬
‫لجموع الوجودات وليس علة لكل واحد من أجزائه لستحالة كونه علة لنفسه ‪ ،‬قلنا ل نسلم أن الواجب‬
‫لذاته علة لجموع الوجودات وإنا هو علة لبعض الوجودات وهي المكنات وأما الوجود الواجب بنفسه فل‬
‫علة له وهو من الوجودات وإذا كانت الوجودات منقسمة إل واجب ومكن والواجب علة للمكن ل يكن‬
‫الواجب علة لجموع الوجودات بل علة لبعضها وبعضها ل علة له ‪ ،‬فإن قيل إنا قلنا الواجب علة للمجموع‬
‫من حيث هو مموع ل لكل واحد فهو علة للهيئة الجتماعية ‪ ،‬قيل أول ل نسلم أن الجموع له وجود يزيد‬
‫على الحاد ‪ ،‬ويقال ثانيا إذا قدر أن الجموع الذي هو اليئة الجتماعية أمر مغاير للفراد فالواحد من تلك‬
‫الفراد إذا كان علة للهيئة الجتماعية فالعلة مغايرة للمعلول ليست العلة بعض العلول‬
‫‪ ،‬وهذا بي إذا تصوره التصور معلوم بالبديهة ولكن لفظ الجموع فيه إجال قد يعن به الفراد‬
‫الجتمعة وقد يعن به اجتماعها وقد يعن به المران ومعلوم أنه يتنع أن يكون بعض الفراد الجتمعة علة لكل‬
‫من الفراد الجتمعة وهذا هو الطلوب ‪ ،‬وأما الجتماع إذا قدر أنه مغاير للفراد فالواحد منها يكون علة‬
‫لذلك الجتماع الغاير لذلك الفرد وغيه وإن أريد الفراد والجتماع كان الجتماع جزءا من أجزاء‬
‫الجموع فيكون الواحد من ذلك الجموع علة لسائر الجزاء وهذا مكن فالواجب سبحانه وتعال هو البدع‬
‫لسائر الوجودات ومبدع للجتماع الاصل منها ومنه إذا قدر ذلك الجتماع مغايرا للفراد لكن ذلك‬
‫الجتماع هو من جلة سائر الوجودات ‪ ،‬فإذا قيل إنه مبدع لسائر الوجودات دخل ف ذلك كل ما سواه من‬
‫الوجودات أعيانا وأعراضها ودخل ف ذلك الجتماع الاصل منه ومنها وهو اليئة الجتماعية إذا قدر أنا‬
‫موجودة فإن ذلك الجتماع أمر مغاير للواجب بنفسه فهو داخل ف سائر الوجودات سواه فهو من جلة‬
‫مصنوعاته ‪ ،‬وما يوضح ذلك أن الجتماع إذا قدر أمرا مغايرا للفراد أمرا يدث بدوث ما يدث من‬
‫المكنات فكلما حدث مكن كان له مع سائر المكنات اجتماع وذلك الجتماع حادث بدوثه فإذا قدر أن‬
‫ما سوى ال حادث فاجتماع وجود الوادث مع وجود ال وهو أيضا حادث وهو كمعية الخلوقات مع‬
‫خالقها وهذه العية ونوها هو ما يوز حدوثه باتفاق العقلء بل هم متفقون على جواز حدوث النسب‬

‫‪ ،‬والضافات بي الالق والخلوق سواء قيل إنا وجودية أو عدمية ولو قدر أن من المكنات ما هو‬
‫قدي أزل كما يقوله من يقول بقدم شيء من العال فاجتماع ذلك المكن مع ذلك الواجب معلول للواجب‬
‫كما أن المكن نفسه معلول للواجب والواجب ليس هو بعض ذلك الجتماع بل هو بعض المور الجتمعة‬
‫إذا كان علة لسائر البعاض كان هذا مكنا وذلك الجتماع هو بعض آخر الواجب الذي هو بعض المور‬
‫الجتمعة الت منها الجتماع علة لسائر البعاض والجتماع واحد منها فليس ف ذلك امتناع كون بعض‬
‫الملة علة لميع أبعاض الملة وهذا هو الطلوب انتفاؤه فتبي أن امتناع كون بعض المكنات علة لميع‬
‫المكنات أعظم ما يتبي امتناع كونه علة لغيه من المكنات فإن الول يقتضي كونه علة لنفسه وكون‬
‫المكن الفعول الصنوع مبدع نفسه ويلقها أظهر امتناعا من كونه يلق غيه بعد وجوده ولذا قال تعال ‪ ،‬أم‬
‫خلقوا من غي شيء أم هم الالقون ‪ ،‬سورة الطور ‪ 35‬فإنه من العلوم ف بدائه الفطر امتناع كونم حدثوا من‬
‫غي مدث وامتناع كونم أحدثوا أنفسهم فعلم أن لم مدثا أحدثهم ‪ ،‬ويقال ثالثا ل نسلم أن الجموع‬
‫الركب من الواجب والمكن يكون الواجب وحده علة له بل علته الجزاء جيعها وذلك لن‬
‫الجموع متوقف على كل من الجزاء الواجب والمكنات فالجموع من حيث هو مموع توقفه على‬
‫كل جزء كتوقفه على الزء الخر إذ كان ل يوجد إل بوجود كل من الجزاء ث إذا كان بعض الجزاء علة‬
‫لبعض كان الجموع مفتقرا إل الزء الواجب وإل الزء الفتقر إل الزء الواجب ول يلزم من ذلك أن يكون‬
‫مرد الواجب مقتضيا للمجموع بل واسطة بل لول الزء الخر المكن لا حصل الجموع فتبي ان الواجب‬
‫ل يكون وحده علة للمجموع من حيث هو مموع وإنا يكون علة لسائر الجزاء وهو وسائر الجزاء علة‬
‫للمجموع ‪ ،‬نعم يلزم أن يكون علة بنفسه للمكنات وهو بتوسط المكنات أو مع المكنات علة للمجموع‬
‫من حيث هو مموع ومثل هذا منتف ف الجزاء المكنة فإنه ل يكن أن يكون علة للمجموع ى بنفسه ول‬
‫بتوسط غيه ‪ ،‬أما الول فلن الزء الواجب إذا ل يكن وحده علة للمجموع فالزء المكن أول ولن‬
‫الجموع متوقف على جيع الجزاء قل يستقل به واحد منها ‪ ،‬وأما الثان فلن المكن ل يكون علة لنفسه‬
‫ول لا قبله من العلل ولن الجموع متوقف على جيع الجزاء بالضرورة فإن العلول ل يكون علة علته وإذا‬
‫امتنع كونه علة لنفسه ولسائر الجزاء التقدمة‬

‫عليه ل يصل به وحده هذه الجزاء والجموع متوقف على هذه الجزاء فل يكون شيء من الجزاء‬
‫المكنة علة للمجموع ل بنفسه ول بتوسط معلولته بلف الزء الواجب فإنه إذا قيل عنه إنه علة للمجموع‬
‫بنفسه وبتوسط معلولته كان هذا العن متنعا ف المكن فالعن الذي يكن أن يعل فيه الواجب علة‬
‫للمجموع الذي هو واحد منه يتنع مثله ف المكنات فل يتصور أن يكون علة للمجموع الذي هو واحد منه‬
‫وهذا يكشف ما ف العتراض من التلبيس والغلط ‪ ،‬الوجه الرابع أن يقال ل نسلم أن الواجب علة للمجموع‬
‫من حيث هو مموع بل الواجب علة للممكنات من الجزاء والحاد علة للمجموع ومثل هذا ل يكن أن‬
‫يقال ف مموع العلل المكنة ول ف مموع المكنات فإنه ل يكن أن يكون شيء منها علة لسائر الجزاء إذ‬
‫كل منها معلول ل يكون علة لنفسه ول لعلله وإذا كان كل من الجزاء معلول والجموع معلول الحاد كان‬
‫الجموع أول بأن يكون معلول ‪ ،‬الوجه الامس أن يقال ف إبطال هذا العتراض نن إنا ذكرنا هذه الجة‬
‫لثبات أن يكون ف الوجود واجب بنفسه فإما أن يكون ف الوجودات واجب بنفسه وإما أن ل يكون فإن‬
‫كان فيها واجب بنفسه حصل القصود وإن ل يكن فيها واجب بنفسه بطل العتراض‬

‫‪ ،‬الوجه السادس أن يقال العتراض مبناه على أن مموع الوجودات له علة هو بعضه وهو الواجب‬
‫فإن ل يكن ف الجموع بعض واجب بطل العتراض وهذا العتراض مذكور على سبيل العارضة لنا قد‬
‫ذكرنا أنا نعلم بالضرورة أن مموع العلل المكنة إذا كان له علة كان علة لكل منها وأن العلم بذلك ضروري‬
‫وبيناه بيانا ل ريب فيه وإذا تبي أن صحة العتراض مستلزمة لثبوت واجب الوجود كان واجب الوجود ثابتا‬
‫على تقدير صحة العتراض وعلى تقدير فساده وإذا كان ثابتا على التقديرين تقدير النفي وتقدير الثبات ثبت‬
‫أنه ثابت ف نفس المر وهو الطلوب وهذا بي لن تأمله ول المد ‪ ،‬وهذا الواب يكن إيراده على وجوه ‪،‬‬
‫أحدها أن يقال إما أن يقدر ثبوت الواجب ف نفسه وإما أن يقدر انتفاؤه فإن قدر ثبوته ف نفس المر حصل‬
‫القصود وامتنع أن يكون ف نفس المر ما ينفي وجوده وإن قدر انتفاؤه لزم بطلن العتراض الذكور على‬
‫دليل ثبوته وإذا بطل العتراض كان الدليل الذكور على ثبوته سليما عما يعارضه فيجب ثبوت مدلوله وهو‬
‫الواجب الوجود فلزم ثبوت وجود سواء قدر العترض ثبوته او قدر اتنفاءه وما‬

‫لزم ثبوته على تقدير ثبوته وتقدير انتفائه كان ثابتا ف نفس المر قطعا وهو الطلوب ‪ ،‬فان قيل كيف‬
‫يكن تقدير ثبوته مع تقدير انتفائه وف ذلك جع بي النقيضي ‪ ،‬قيل نعم هذا لن تقدير انتفائه لا كان متنعا‬
‫ف نفس المر جاز ان يلزمه ما هو متنع ف نفس المر وهذا ما يقرر ثبوته ‪ ،‬و ايضا فإذا كان تقدبر انتفائه‬
‫يستلزم المع بي النقيضي كان تقديرا متنعا ف نفس المر ويكون تقدير انتفائه متنعا ف نفس المر و إذا‬
‫كان انتفاءه متنعا كان ثبوته واجبا وهو الطلوب ‪ ،‬فإن قيل إذا كان انتفاءه ف نفس المر متنعا قطعا وكان‬
‫بطلن العتراض معلقا بانتفائه ل يلزمه بطلن العتراض و اذا صح العتراض بطل الدليل الذكور ‪ ،‬قلنا تقدير‬
‫انتقائه هو جزء الدليل على بطلن العتراض ليس هو بطلن العتراض ومن العلوم ان انتفاء الدليل ل يوجب‬
‫انتفاء ول عليه ف نفس المر فإن الدليل ل يب عكسه فلو كان انتفاءه بس المر وحده دليل على بطلن‬
‫العتراض ل يلزم صحة العتراض بتقدير نقيض هذا الدليل فكيف إذا كان جزء دليل‬

‫‪ ،‬فإن قيل بطلن جزء الدليل يوجب بطلن الدليل فيبطل ما ذكر من الدليل على فساد العتراض ‪،‬‬
‫قيل لفظ جزء الدليل ممل فان أريد بالزء قسم من القسام القدرة كان هذا باطل فإنه ل يلزم من بطلن‬
‫قسم ف القسام القدرة بطلن الدليل إذا كان غيه من القسام صحيحا وان أريد بزء الدليل مقدمة من‬
‫مقدماته فهذا صحيح فإنه إذا بطلت مقدمة الدليل بطل لكن مقدمة الدليل هنا صحيحة فإنا تقسيم دائر بي‬
‫النفي و الثبات ومن العلوم ان التقسيم الدائر بي النقيضي يستلزم بطلن أحد القسمي ف نفس المر‬
‫ومقدمة الدليل ليست اجتماع النقيضي فإن هذا متنع وانا هي صحة التقسيم إل النفي و الثبات ‪ ،‬والقدمة‬
‫الثانية بيان حصول الطلوب على كل من التقديرين فإذا كان التقسيم دائرا بي النفي و الثبات والطلوب‬
‫حاصل على كل منهما ثبت حصوله ف نفس المر وان كان أحد القسمي منتفيا ف نفس المر فإن الطلوب‬
‫حاصل على التقدير الخر فل يضر انتفاء هذا التقدير وانا ذكرت هذه التقديرات ليتبي ان ما ذكره العترض‬
‫ل يقدح ف صحة الدليل الذكور على واجب الوجود بل الدليل صحيح على تقدير النقيضي وهذا من احسن‬
‫الدورات ف النظر والناظرة لبطال العتراضات الفاسدة بنلة عدو قدم يريد ماربه‬
‫الجيج وهناك عدة طرق يكن ان يات من كل منها فإذا وكل بكل طريق طائفة يأخذونه كان من‬
‫العلوم ان الذي يصادفه طائفة ولكن ارسال تلك الطوائف ليعلم انه منع الحذور على كل تقدير إذ كان من‬
‫الناس من هو خائف ان يأت من طريقة فيسل اليه من يزيل خوفه ويوجب امنه ‪ ،‬ويكن ايراد الواب على‬
‫وجه اخر هو ان يقال إما ان يقدر فساد هذا العتراض ف نفس المر و اما ان يقدر صحته فإنه ل يلو من‬
‫أحدها وذلك انه إما ان يكون مفسدا للدليل الذكور على بطلن تسلسل الؤثرات و اما ان بكون مبطل‬
‫مفسدا فإن ل بكن مفسدا للدليل لفساده ف نفسه ثبت صحة الدليل وهو الطلوب ‪ ،‬و ان كان مفسدا للدليل‬
‫فل يفسده إل إذا كان متوجها صحيحا وأل فالعتراض الفاسد ل يفسد الدليل و اذا كان متوجها صحيحا‬
‫لزم ثبوت واجب الوجود فانه ل يصح ان ل يكن مموع الوجودات فيها واجب و اذا صح ان فيها واجبا‬
‫حصل القصود فيلزم ثبوت الوجود الواجب على تقدير صحته وفساده ‪ ،‬ويكن ايراد الواب على صورة ثالثة‬
‫وهو ان يقال إما ان يقدر ان ف الوجودات ما هو واجب بنفسه و اما ان ل يكون فان كان فيها‬

‫واجب بنفسه حصل القصود وان ل يقدر ان فيها ما هو واجب بنفسه ل يكن لا مموع يكون جزء‬
‫علة له فبطل العتراض ‪ ،‬واذا بطل العتراض كان الدليل الذكور على واجب الوجود مستلزما لدلوله وهو‬
‫الوجود الواجب فيلزم ثبوت واجب الوجود ‪ ،‬واصل الغلط ف هذا العتراض الذي يظهر به الفرق ان التقدير‬
‫الستدل به قدر فيه امور ليس فيها موجود بنفسه بل كل منها مفتقر إل غيه واجتماعها أيضا مفتقر فليس‬
‫هناك إل فقي متاج والتقدير العترض به قدر ان موجودا واجبا بنفسه معه مكنات موجودة به ولكن الجموع‬
‫الذي هو اليئة الجتماعية يفتقر إل بعض الملة وذلك البعض هو واجب بنفسه فهنا ف الملة واحد واجب‬
‫بنفسه هو علة لسائر الجزاء وللمجموع الذي هو اليئة الجتماعية وتلك ليس فيها واجب بنفسه بل كان من‬
‫الجزاء والجموع مكن بنفسه فكيف يعل افتقار هذا إل خارج عنه كافتقار ذاك إل خرج عنه والندي ل‬
‫يب عليه‬

‫‪ ،‬فان قيل فقد قدرت عدم وجوب واجب الوجود فكيف الوجود فكيف يكون موجودا بتقدير عدمه‬
‫لا ذكرت من الدليل ‪ ،‬قلنا لن التقدير المتنع قد يستلزم امرا موجودا واجبا وجائزا كما قد يستلزم امرا متنعا‬
‫لن التقدير هو شرط مستلزم للجزاء واللزوم يلزم من تققه اللزم ول يلزم من انتفائه انتفاء اللزم ‪ ،‬وهذا‬
‫كما لو قيل لو جاز ان يدث اجتماع الضدين لفتقر إل مدث بل قد يكون اللزم ثابتا على تقدير النقيضي‬
‫كوجود الالق مع كل واحد من ملوقاته فإنه موجود سواء كان موجودا او ل يكن ‪ ،‬وحينئذ فيجوز ان‬
‫يكون التقدير المتنع وهو تقدير عدم الواجب يستلزم وجوده كما يكون التقدير المكن فإذا قدر عدمه لزم‬
‫بطلن العتراض الذكور وذلك يستلزم سلمة الدليل عن العارض والدليل يستلزم وجوده ‪ ،‬وايضا فان تقدير‬
‫عدمه متنع ف نفس المر والتقدير المتنع قد يستلزم امرا متنعا فاستلزم تقدير عدمه المع بي النقيضي وهو‬
‫ثبوت وجوده مع ثبوت عدمه وهذا متنع فعلم ان تقدير عدمه متنع وهو الطلوب وعلم انه ل بد من وجوده‬
‫وان قدر ف الذهان عدم وجوده فتقدير عدمه ف الذهان ل يناقض وجوده ف الارج وقد ثبت وجوده فل‬
‫بد من وجوده على كل تقدير وبذا وغيه يظهر‬

‫الواب عن اعتراضه على سائر ما ذكروه من التقديرات ف احتياج مموع المكنات إل واجب‬
‫خارج عنها ‪ ،‬ونن نبي ذلك ‪ ،‬قوله ل يقال بان مموع تلك السلسة مكن وكل مكن فهو مفتقر إل علة‬
‫خارجة عنه وذلك الجموع مفتقر إل علة خارجة عنه لنا نقول ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة‬
‫خارجة عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقار إل المكن وليس إل علة خارجة عنه ‪،‬‬
‫والواب عن هذا ان يقال قول القائل كل مكن فهو مفتقر إل علة خارجة عنه قضية بديهة ضرورية بعد‬
‫تصورها فان العن بالمكن مال يوجد بنفسه بل ل بد له من موجد مقتض سواء سى فاعل او علة فاعلة او‬
‫مؤثرا و اذا كان كذلك فإذا كان الجموع مكنا ل يوجد بنفسه ل يكن له بد من موجد يوجده وقد علم ان‬
‫الجموع ل يوجد بنفسه إذ لو كان كذلك لكان واجبا بنفسه ‪ ،‬ومن العلوم بالضرورة ان الجموع الذي هو‬
‫الفراد واجتماعها إذا ل يكن موجدا مقتضيا فبعض الجموع اول ان ل يكون مقتضيا موجدا‬

‫فإنه من العلوم ببدائه العقول ان الجموع إذا ل يز ان يكون موجدا ول مقتضيا ول فاعل ول علة‬
‫فاعلة فبعضه اول ان ل يكون كذلك فإن الجموع يدخل فيه بعضه فإذا كان بميع ابعاضه ل يكفي ف‬
‫القتضاء والفعل و الياد فكيف يكفي بعضه ف ذلك ‪ ،‬وهذا دليل مستقل ف هذا القام وهو ان الجموع إذا‬
‫ل يكن علة فاعلة بل هو معلول مفتقر فبعضه اول ان ل يكون علة فاعلة بل معلول مفتقر فعلم ان مموع‬
‫المكنات إذا كان مفتقرا إل الؤثر فكل من ابعاض الجموع اول بالفتقار إل الؤثر فتبي ان كل مكن‬
‫ومموع المكنات مفتقر إل الؤثر وهو الطلوب ول المد والنة ‪ ،‬واما قول العترض ل نسلم ان كل مكن‬
‫فهو متاج إل علة خارجة عنه فإن الجموع الركب من الواجب والمكن مكن لفتقاره إل المكن وليس‬
‫متاجا إل علة خارجة عنه ‪ ،‬فيقال له اول منشأ هذه الشبهة ان لفظ الجموع فيه اجال يراد به نفسه اليئة‬
‫الجتماعية ويراد به جيع الفراد ويراد به الجموع والجموع الركب الذي هو كل واحد واحد من الفراد ل‬
‫يفتقر‬
‫إل المكن فإن منها الواجب وهو ل يفتقر إل المكن ولكن اليئة الجتماعية إذا قدر ان لا تققا ف‬
‫الارج فهي الت يقال انا متوقفة على المكن وحينئذ فيظهر الفرق بي مموع المكنات ومموع الوجودات‬
‫فإن مموع المكنات هو نفس اليئة المكنة وكل من الفراد مكن والجموع التوقف على المكن اول‬
‫بالمكان و اما مموع الوجودات فليس كل منها مكنا بل منها الواجب فليس الجموع مكنا بعن ان كل‬
‫واحد منها مكن فظهر الفرق ‪ ،‬وحينئذ فيقال له هذا باطل من وجوه ‪ ،‬أحدها ان يقال انت قد قلت ف‬
‫العتراض على الدليل الول ان الواجب لذاته علة لجموع الوجودات وقلت هنا ان الجموع مفتقر إل‬
‫المكن فإن كان معلول الواجب يب استغناؤه عن المكنات بطل اعتراضك الول وصح الدليل الول لنه‬
‫حينئذ ل يكون الجموع مستغنيا بالواجب بل هو متاج إل المكنات فل يكون الواجب علة للمجموع إل‬
‫مع اقتضائه لميع المكنات ث هو مع المكنات إما الجموع و اما علة الجموع ومثل هذا منتف ف مموع‬
‫المكنات فإن الواحد منها ل يوز ان يكون علة لسائرها إذ ليس علة لنفسه ول لعلته وعلة علته و اذا ل يكن‬
‫ف المكنات إل ما هو‬

‫معلول ل يكن فيها ما يوجب سائرها فلم يكن فيها ما يصلح ان يكون علة للمجموع بوجه من‬
‫الوجوه ‪ ،‬وان قلت ان معلول الواجب يب استغناؤه عن المكنات سواء اقتضاه بوسط او بغي وسط وانه لا‬
‫كان الواجب مقتضيا للوسط كانت الاجة ف القيقة إل الواجب والغن به إذ كان هو مبدع المكنات الت‬
‫هي لغيها شروط او وسائط او علل او ما قيل من المور ‪ ،‬فيقال لك على هذا التقدير فمجموع الوجودات‬
‫الت فيها الواجب بنفسه ليس مفتقرا إل شيء من المكنات بل افتقاره إل الواجب وحده فبطل اعتراضك على‬
‫هذا الدليل الثان واي الدليلي صح حصل القصود ‪ ،‬وتلخيص هذا الواب ان مموع الوجودات من حيث‬
‫هو مموع ان قال هو معلول الواجب وحده او بوسط بيث ل يقال مفتقر إل غيه بطل هذا العتراض وهو‬
‫كونه مفتقرا إل المكن ‪ ،‬وان قال هو معلول الواجب لكون المكن معلول الواجب وهو معلول المكن‬
‫والواجب كان هذا مفسدا لعتراضه على الدليل الول لكون مموع المكنات ل يكون معلول لواحد منها‬
‫بوجه من الوجوه‬

‫‪ ،‬الوجه الثان ان يقال قولك ل نسلم ان كل مكن فهو متاج إل علة خارجة لن الجموع الركب‬
‫من الواجب والمكن مكن وليس متاجا إل علة خارجة غلط ‪ ،‬وذلك ان لفط المكن فيه اجال ‪ ،‬قد يراد‬
‫بالمكن ما ليس بمتنع فيكون الواجب بنفسه مكنا ويراد بالمكن ما ليس بوجود مع إمكان وجوده فيكون‬
‫ما وجد ليس بمكن بل واجب بغيه ث ما يقبل الوجود والعدم هو الحدث عند جهور العقلء بل جيعهم‬
‫وبعضهم تناقض فجعله يعم الحدث والقدي الذي زعم انه واجب بغيه ‪ ،‬ويراد بالمكن ما ليس له من نفسه‬
‫وجود بل يكون قابل للعدم هو وكل جزء من اجزائه ‪ ،‬وانت قد سيت مموع الوجود مكنا ومرادك ان‬
‫الجموع يقبل العدم ول يقبله كل جزء من اجزائه ‪ ،‬وهؤلء الذين قالوا ان مموع المكنات او مموع العلل‬
‫المكنة مكن مرادهم ان كل كا ما كان ل يقبل الوجود بنفسه بل يكون قابل للعدم بنفسه وكل جزء من‬
‫اجزائه قابل للعدم يفتقر‬

‫إل علة خارجة عنه وهذا هو الفهوم عند اطلقهم من المكن بنفسه الفتقر إل علة خارجة فان‬
‫المكن بنفسه مال يوجد بنفسه أي نفسه قابلة للعدم ‪ ،‬وهذا ل يكون عند وجوب بعضها فإن القابل للعدم‬
‫حينئذ إنا هو بعض نفسه ل جلة نفسه فغلطك او تغليطك حصل ما ف لفظ المكن بنفسه من الجال ‪ ،‬و‬
‫الدلة العقلية إنا يعترض على معانيها فإن كنت أوردت هذا سؤال لفظيا كان قليل الفائدة وان كان سؤال‬
‫معنويا كان باطل ف نفسه والقوم لا قالوا الوجود إما ان يكون واجبا بنفسه و اما ان يكون مكنا بنفسه‬
‫جعلوا الوجود منحصرا ف هذين القسمي أي جعلوا كل واحد واحد من الوجودات منحصرا ف هذين‬
‫القسمي ‪ ،‬و اما الملة الامعة لذا وهذا فهي جامعة للقسمي ومرادهم بالمكن ف أحد القسمي ما يكون‬
‫كل شيء منه ل يوجد إل بشيء منفصل عنه ومرادهم بالواجب بنفسه ما ل يفتقر إل مباين له بوجه من‬
‫الوجوه ‪ ،‬ومن العلوم أن الول مفتقر إل مقتض خارج عنه وأن مموع تلك المكنات مكن مفتقر إل ما هو‬
‫مفتقر إل مقتض مباين له ‪ ،‬والفتقر إل الفتقر الباين له أول أن يكون مفتقرا إل الباين وأما‬

‫الثان فل يوز أن يكون مفتقرا إل مباين له وأما افتقاره إل نفسه أو جزئه فهذا ل يناف كونه غنيا عما‬
‫يباينه ‪ ،‬وحينئذ فمجموع الوجودات الت بعضها واجب وبعضها مكن ليس هو من المكن بذا التفسي بل هو‬
‫من الواجب لعدم افتقاره إل مباين له ‪ ،‬وإذا قيل إن الجموع واجب بنفسه لكونه واجبا با هو واجب بنفسه‬
‫أو قيل هو واجب بنفسه وأريد بذلك أن فيه ما هو واجب بنفسه و سائره مستغن بذلك الواجب بنفسه‬
‫فالجموع واجب ببعضه والواجب ببعضه يدخل بذا العتبار ف الواجب بنفسه تبي مغلطة العترض ‪ ،‬وقيل له‬
‫قولك الجموع الركب من الواجب والمكن مكن أتعن به أنه مفتقر إل أمر مباين أم تعن به أنه مفتقر إل‬
‫بعضه ‪ ،‬أما الول فباطل وأما الثان فحق ولكن إذا قيل إن مموع المكنات الت كل منها مفتقر إل مباين‬
‫للمجموع هو أيضا مكن‬

‫مفتقر إل مباين لذا الجموع ل يعارض هذا بجموع الوجودات فإن مموع الوجودات ل يصح أن‬
‫يكون مكنا بعن أنه مفتقر إل مباين له إذ ليس ف أجزائه ما هو مفتقر إل مباين للمجموع فإذا كان هو‬
‫متوقفا على آحاده وليس ف آحاده ما هو متوقف على أمر مباين له ل يب أن يكون هو متوقفا على أمر‬
‫مباين له ‪ ،‬وأيضا فمن العلوم بالضرورة أن مموع الوجودات ل يتوقف على أمر مباين له إذ الباين لجموع‬
‫الوجودات ليس بوجود ومموع الوجودات ل يكون معلول لمر غي موجود بلف مموع المكنات فإنه‬
‫يكون معلول لمر غي مكن فكيف بقاس أحدها بالخر أم كيف يعارض هذا بذا ويقال إذا كان مموع‬
‫الوجودات ل يفتقر إل أمر خارج عنها ليس بوجود فكذلك يوز أن يكون مموع المكنات ل يفتقر إل‬
‫أمر خارج عنها ليس بمكن ‪ ،‬وهل هذا إل بنلة من قال إذا كان مموع الوجودات ل تفتقر ف وجودها إل‬
‫ما ليس بوجود فمجموع العدومات ل تفتقر ف وجودها إل ما ليس بعدزم وهل هذا إل مرد مقايسة لفظية‬
‫مع فرط التباين ف العن ‪ ،‬وهل يقول عاقل إن الوجود الواجب بنفسه والوجود الذي‬

‫وجب بغيه إذا ل يتج إل معدوم فالعدوم الذي ل يب بنفسه ول بغيه يكون موجودا بأمر معدوم‬
‫والمكن ليس له من نفسه وجود بل ل وجود له إل من غيه سواء قيل إن عدمه ل يفتقر إل علة أو قيل إن‬
‫عدمه لعدم مقتضيه فمجموع المكنات الت ليس فيها ما وجوده بنفسه ل تكون إل معدومة وكل منها ل‬
‫يكون موجودا إل إذا كان وجوده بغيه سواء سى هو معلول لغيه أو مفعول لغيه كيف تكون موجودة‬
‫بغيها ‪ ،‬ونكتة هذا الواب أن لفظ المكن يراد به المكن بالمكان الذي توصف به المكنات الفتقرة إل‬
‫مقتض مباين فيلزم أن ل يكون لا ول لشيء منها وجود بوجه من الوجوه إل من الباين وأما المكان الذي‬
‫وصف به مموع الوجودات فمعناه أن ذلك الجموع ل يب إل بوجوب ما هو داخل فيه فبعض ذلك‬
‫الجموع واجب بنفسه فل يكون ذلك الجموع مفتقرا إل مباين له ‪ ،‬ويتضح هذا بالوجه الثالث وهو أنا‬
‫نقول ابتداء كل موجود فإما أن يكون وجوده بأمر مباين له وإما أن ل يكون وجوده بأمر مباين له وكل ما‬
‫كان وجوده بأمر مباين له ل يكون موجودا إل بوجود ما‬

‫يباينه ومموع المكنات ل توجد إل بباين لا فل يوجد شيء منها إل بباين لا وبعضها ليس بباين لا‬
‫فل يوجد ببعضها بلف مموع الوجودات فإنا ل تفتقر إل مباين لا وإنا تفتقر إل بعضها ‪ ،‬وحينئذ فإذا‬
‫صيغت الجة هذه على هذا الوجه تبي أنه ل بد من موجود مباين للممكنات خارج عنها وهو الطلوب وأن‬
‫مموع الوجودات ل بد لا من موجود هو بعضها فوجد به مموعها وحينئذ فيلزم ثبوت واجب الوجود على‬
‫التقديرين فكان ما ذكروه من العتراض دليل على إثبات واجب الوجود ل على نفيه‬
‫فصل ‪ ،‬واعلم أن هؤلء غلطوا ف مسمى واجب الوجود وفيما يقتضيه الدليل من ذلك حت صاروا‬
‫ف طرف نقيض فتارة يثبتونه ويردونه عن الصفات حت يعلوه وجودا مطلقا ث يقولون هو الوجود الذي ف‬
‫الوجودات فيجعلون وجود كل مكن وحادث هو الوجود الواجب‬
‫بنفسه كما يفعل ذلك مققة صوفيتهم كابن عرب وابن سبعي و القونوي و التلمسان وأمثالم ‪ ،‬وتارة‬
‫يشككون ف نفس الوجود الواجب ويقدرون أن يكون كل موجود مكنا بنفسه ل فاعل له وأن مموع‬
‫الوجود ليس فيه واجب بنفسه بل هذا معلول مفعول وهذا معلول مفعول وليس ف الوجود إل ما هو معلول‬
‫مفعول فل يكون ف الوجود ما هو فاعل مستغن عن غيه فتارة يعلون كل موجود واجبا بنفسه وتارة يعلون‬
‫كل موجود مكنا بنفسه ‪ ،‬ومعلوم بضرورة العقل بطلن كل من القسمي وأن من الوجودات ما هو حادث‬
‫كان تارة موجودا وتارة معدوما وهذا ل يكون واجبا بنفسه وهذا ل بد له من موجود واجب بنفسه ‪ ،‬ومن‬
‫غلطهم ف مسمى واجب الوجود أنم ل يعرفوا ما هو الذي قام عليه الدليل والذي قام عليه الدليل أنه ل بد‬
‫من واجب بنفسه ل يتاج إل شيء مباين له فل يكون وجوده مستفادا من أمر مباين له بل وجوده بنفسه‬
‫وكون وجوده بنفسه ل ينفي أن يكون موجودا بنفسه وأن يكون ما دخل ف مسمى نفسه من صفاته لزما له‬
‫فالدليل دل على أنه ل بد للممكنات من أمر خارج عنها يكون‬

‫موجودا بنفسه فل يكون وجوده بأمر خارج عنه وحينئذ فاتصافه بصفاته سواء سى ذلك تركيبا أو ل‬
‫يسم ل ينعه أن يكون واجبا بنفسه ل يفتقر إل أمر خارج عنه ولذا كانت صفاته واجبة الوجود بذا العتبار‬
‫وإن لزم من ذلك تعدد مسمى واجب الوجود بذا العن بلف ما إذا عن به أنه الوجود الفاعل للممكنات‬
‫فإن هذا واحد سبحانه ل شريك له ‪ ،‬وأما إذا عن به الوجود بنفسه القائم بنفسه فالصفات اللزمة تكون‬
‫مكنة لكن هذا يقتضي أن يكون ف المكنات ما هو قدي أزل وهذا باطل كما قد بسطناه ف موضع آخر ‪،‬‬
‫الوجه الثالث أن يقال قولك الجموع الركب من الواجب والمكن مكن منوع بأن يقال ليس الجموع إل‬
‫الفراد الوجودة ف الارج والجموع هو جيع تلك الفراد وتلك الفراد بعضها واجب وبعضها مكن‬
‫والميع ليس هو صفة ثبوتية قائمة بالفراد وإنا هو أمر نسب إضاف كالعدد الوجود ف الارج فليست جلته‬
‫غي آحاده العنية ومعلوم أن الملة ليست هي كل واحد من الحاد بعينه لكن هي الحاد جيعها فالحاد‬

‫جيعها هي الملة والجموع وهذا ل حقيقة له غي الحاد والحاد بعضها واجب وبعضها مكن ‪،‬‬
‫يبي ذلك أنه قد قال بعد هذا إن جلة المور الت يتوقف عليها الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع‬
‫لتوقفه على كل جزء منها ول خارجا عنه فهي نفس الجموع ‪ ،‬فإن قال بل الجموع هو اليئة الجتماعية‬
‫الاصلة باجتماع الواجب والمكن وتلك مكنة لتوقفها على غيها ‪ ،‬قيل تلك النسبة ليست أعيانا قائمة‬
‫بأنفسها ول صفات ثبوتية قائمة بالعيان بل أمر نسب إضاف سواء كانت نسبة عدمية أو ثبوتية إذا قيل هي‬
‫مكنة ل يضر فإن الواجب الذي هو واحد من الجموع موجب لسائر المكنات وتلك النسبة من المكنات‬
‫ول يكون جزء الجموع موجبا للمجموع بعن أنه موجب لكل واحد من الفراد فإن هذا يقتضي أن يكون‬
‫موجبا لنفسه وهو متنع بل بعن أنه موجب لا سواه وللهيئة الجتماعية وهذا صحيح‬

‫أو يقال هو موجب لا سواه و اليئة الجتماعية إن كانت ثبوتية فهي مكنة من جلة المكنات الت هي‬
‫سواه وان كانت عدمية فالمر ظاهر ‪ ،‬الوجه الرابع أن يقال مموع الوجودات إما أن يكون فيها واجب‬
‫بنفسه واما أن ل يكون أي إما أن يقدر ذلك وإما أن ل يقدر فان قدر فيها واجب بن ثبت ووجوب الواجب‬
‫بنفسه وهو الطلوب وان ل يقدر ذلك بطلت هذه الجة وقد تقدم تقرير هذا الكلم ‪ ،‬وأما الدليل الثالث‬
‫على إبطال التسلسل وهو قولم ان جلة ما يفتقر اليه الجموع إما أن يكون نفس الجموع أو داخل فيه أو‬
‫خارجا عنه ‪ ،‬و الول مال وأل لكان الشيء علة نفسه ‪ ،‬والثان مال وأل لكان بعض أجزائه كافيا ف‬
‫الجموع ‪ ،‬والثالث حق ‪ ،‬فقد اعترض عليه بقوله قلنا إن أردت بملة ما يفتقر إليه الجموع جلة المور الت‬
‫يصدق على كل واحد منها أنه مفتقر اليه فلم قلتم بأنه ل يوز أن يكون هو نفس الجموع والذي يدل عليه‬
‫أن جلة المور الت يفتقر إليه الواجب والمكن ليس داخل ف الجموع لتوقفه على كل جزء منه ول خارجا‬
‫عنه فهو نفس الجموع‬

‫‪ ،‬وإن أردت العلة الفاعلية فلم قلتم أنه يلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع ‪ ،‬والواب عنه‬
‫من وجوه ‪ ،‬أحدها أن نقول العلم بكون مموع العلولت المكنة معلول مكنا أمر معلول بالضطرار فإن‬
‫الجموع مفتقر إل العلولت المكنة والفتقر إل العلول أول أن يكون معلول وحينئذ فما أورده من القدح‬
‫ف تلك الجة ل يضر إذ كان قدحا ف الضروريات فهو من جنس شبه السوفسطائية ‪ ،‬الوجه الثان أن مموع‬
‫العلولت المكنة إما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون مكنا وإذا كان مكنا فالقتضي له إما نفسه أو‬
‫جزؤه أو أمر خارج عنه ‪ ،‬أما كون مموع العلولت المكنات واجبا بنفسه فهو معلوم الفساد بالضرورة لن‬
‫الجموع إما كل واحد واحد من الفراد وإما اليئة الجتماعية وإما مموعهما وكل من ذلك مكن ‪ ،‬فإذا‬
‫ليس الفراد مكنة وكل منها معلول ولو قدر ما ل غاية له‬

‫والعلول من حيث هو معلول ل بد له من علة فكل منها ل بد له من علة وتعاقب معلولت ل تتناهى‬
‫ل ينع أن يكون كل منها متاجا إل العلة فإذا ل يكن ث مموع إل هذه الحاد الت كل منها معلول متاج‬
‫لزم أن ل يكون ف الوجود إل ما هو معلول متاج ومن العلوم بالضرورة أن العلول الحتاج ل يوجد بنفسه ‪،‬‬
‫فعلى هذا التقدير ل يكون ف الوجود ما يوجد بنفسه وما ل يوجد بنفسه ل يوجد إل بوجد والوجد إذا ل‬
‫يكن موجودا بنفسه كان ما ل يوجد بنفسه فل يوجد فيلزم أن ل يوجد شيء وقد وجدت الوجودات فيلزم‬
‫المع بي النقيضي وهو أن ل يكون شيء من الوجودات موجودا إذا قدر أنه ليس فيها شيء موجود بنفسه‬
‫وهي كلها موجودة فل بد من غي موجود بنفسه فيكون الوجود موجودا بنفسه غي موجود بنفسه وهو جع‬
‫بي النقيضي ‪ ،‬الوجه الثالث أن يقال أردنا بملة ما يفتقر إليه الجموع العلة الفاعلة فإن الكلم إنا هو ف‬
‫إثبات الفاعل لجموع المكنات ليس هو فيما هو أعم من ذلك قوله إن أردت العلة الفاعلة التامة فلم قلتم إنه‬
‫يستلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع ‪ ،‬فيقال قلنا ذلك لنه إذا وجدت العلة الفاعلة التامة لزم‬
‫وجود العلول فإنا إنا نعن بالعلة مموع ما يلزم من وجوده وجود العلول فإن المكن ل يوجد حت يصل‬
‫الرجح التام الستلزم لوجوده فإذا‬

‫كان الفاعل فاعل باختياره فل بد من القدرة التامة والرادة الازمة فل يصل المكن بدون ذلك‬
‫ومت وجد ذلك وجب حصول الفعول المكن فما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن فما شاء ال وجب‬
‫وجوده وما ل يشأ ال امتنع وجوده فإن حصل للممكن الؤثر التام وجب وجوده بغيه وإن ل يصل امتنع‬
‫وجوده لنتفاء الؤثر التام فوجوده ل يصل إل بغيه وأما عدمه فقد قيل إنه أيضا ل بد له من علة وهو قول‬
‫ابن سينا وأتباعه التأخرين الذين يقولون إن المكن ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح وقيل ل يتاج‬
‫عدمه إل علة وهو قول نظار السنة الشهورين كالقاضي أب بكر وأب العال والقاضي أب يعلي وابن عقيل‬
‫وهو آخر قول الرازي فإنه يقول بقول هؤلء تارة وهؤلء تارة لكن هذا آخر قوليه فإن العدم عندهم ل يفتقر‬
‫إل علة وإذا قيل عدم لعدم علته فمعناه أن عدم علته مستلزم لعدمه ل أنه هو الذي أوجب عدمه بل إذا‬
‫عدمت علته علمنا أنه معدوم فكان ذلك دليل على عدمه ل أن أحد العدمي‬

‫أوجب الخر فإن العدم ل تأثي له ف شيء أصل بل عدمه يستلزم عدم علته وعدم علته يستلزم عدمه‬
‫من غي أن يكون أحد العدمي مؤثرا ف الخر ‪ ،‬وأما وجوده فل بد له من الؤثر التام وإذا حصل الؤثر التام‬
‫وجب وجوده وإل امتنع وجوده ‪ ،‬ولذا تنازع الناس ف المكن هل من شرطه أن يكون معدوما فالذي عليه‬
‫قدماء الفلسفة كأرسطو وأتباعه من التقدمي والتأخرين كابن رشد وغيه حت الفاراب معلمهم الثان فإن‬
‫أرسطو معلمهم الول وحت ابن سينا وأتباعه وافقوا هؤلء أيضا لكن تناقضوا وعليه جهور نظار أهل اللل من‬
‫السلمي وغيهم أن من شرطه أن يكون معدوما وأنه ل يعقل المكان فيما ل يكن معدوما ‪ ،‬وذهب ابن سينا‬
‫وأتباعه إل أن القدي الوجود بغيه يوصف بالمكان وإن كان قديا أزليا ل يزل واجبا بغيه لكنه قد صرح‬
‫هو وأصحابه ف غي موضع بنقيض ذلك كما قاله المهور وقد ذكرت بعض ألفاظه ف كتابه السمى بالشفاء‬
‫ف غي هذا الوضع وأصحابه الفلسفة التبعي لرسطو وأصحابه مع المهور أنكروا ذلك عليه وقالوا إنه‬
‫خالف به سلفهم كما خالف به جهور النظار وخالف به ما ذكره هو مصرحا به ف غي موضع‬
‫‪ ،‬وذلك لن المكن بنفسه هو الذي يكن أن يوجد ويكن أن ل يوجد وذلك إنا يعقل فيما يكون‬
‫معدوما ويكن أن يوجد ويكن أن ل يوجد بل يستمر عدمه فأما ما ل يزل موجودا بغيه فكيف يقال فيه إنه‬
‫يكن وجوده وعدمه أو يقال فيه إنه يقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وما يوضح ذلك أن القابل للموجود والعدم إما أن‬
‫يكون هو الوجود ف الارج أو الاهية الوجودة ف الارج عند من يقول الوجود زائد على الاهية أو ما ليس‬
‫موجودا ف الارج ‪ ،‬فإن قيل بالول فهو متنع لن ما كان موجودا ف الارج أزل وأبدا واجبا بغيه فإنه ل‬
‫يقبل العدم أصل فكيف يقال إنه يقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وإن قيل أمر آخر فذلك ل حقيقة له حت يقبل وجودا‬
‫أو عدما لن وجود كل شيء عي ماهيته ف الارج ولكن الذهن قد يتصور ماهية غي الوجود الارجي فإذا‬
‫اعتبت الاهية ف الذهن والوجود ف الارج أو‬

‫بالعكس فأحدها غي الخر وأما إذا اعتب ما ف الارج فقط أو ما ف الذهن فقط فليس هناك وجود‬
‫وماهية زائدة ومن تصور هذا تصورا تاما ل ينازع فيه وإنا ينازع من ل ييز بي الذهن والارجي واشتبه عليه‬
‫أحدها بالخر وأيضا فلو قدر أن ف الارج ماهية ووجودا لواجب قدي أزل فهذه كما يقوله كثي من‬
‫التكلمي إن لواجب الوجود ماهية غي زائدة على وجوده وحينئذ فمثل وجود هذه الاهية ل يقبل العدم كما‬
‫أن وجود الاهية الواجبة بنفسها ل تقبل العدم ‪ ،‬وإن قيل نن نريد بذلك أن ماهية المكن الزائدة على وجوده‬
‫القدي الزل كماهية الفلك هي من حيث هي هي مع قطع النظر عن وجودها وعدمها تقبل الوجود والعدم ‪،‬‬
‫قيل إثبات هذه الاهية زائدة على الوجود باطل كما قد بي ف موضع آخر‬

‫‪ ،‬وبتقدير التسليم فهذا كما يقدر أن وجود واجب الوجود زائد على ماهيته ومعلوم أنه ل يستلزم‬
‫ذلك كون ماهيته قابلة للعدم ‪ ،‬ث يقال قول القائل الاهية من حيث هي هي تقدير للماهية مردة عن الوجود‬
‫والعدم وهذا تقدير متنع ف نفسه فإن الاهية لو قدر تققها فإما أن تكون موجودة أو معدومة فل يكن‬
‫تقديرها مردة ف الارج حت يقال إن تلك الاهية تقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وأيضا فلو قيل إنه يكن تقديرها‬
‫مردة فهذا إنا يكن ف الاهية إذا كانت يكن أن تكون موجودة ويكن أن تكون معدومة وأما ما كان‬
‫الوجود لزما لا قديا أزليا يتنع عدمه فكيف يتصور أن يقال إن هذه الاهية تقبل العدم وهي ل تزل واجبة‬
‫الوجود فليس لا وقت من الوقات تقبل فيه العدم وإذا قدرت مردة ف الذهن فليست هذه القدرة ف الذهن‬
‫هي الوجودة ف الارج الستلزمة للوجود القدي الزل ‪ ،‬فإن قيل هذا كما نقول ف ماهية الحدث إنه يقبل‬
‫الوجود والعدم ‪ ،‬قيل إن سلم لكم أن ماهية الحدث زائدة على وجوده مع موافقتكم لسائر العقلء على أنه‬
‫يتنع تققها ف الارج إل إذا كانت موجودة‬
‫وحي وجودها ل تكون معدومة بعن كونا تقبل الوجود والعدم قيل أحد أمرين إما ان يقال الاهية‬
‫القدرة ف الذهن يكن ان تكون موجودة ف الارج ويكن ان تكون معدومة واما ان يقال هذه القيقة يكن‬
‫ان تكون ف الارج معدومة تارة وموجودة أخرى فإذا اخترنا من ذلك حال عدمها قيل يكن وجودها بعد‬
‫العدم وان كان حي وجودها قيل يكن عدمها بعد الوجود ومثل هذا متنع ف الاهية القدية الزلية الت يب‬
‫وجودها ويتنع عدمها سواء قدر ان وجوبا بنفسها او بغيها كما أن صفات الرب عند من قال مكنة مع‬
‫كونا قدية أزلية واجبة بالذات فإنا عندهم ل يكن عدمها ول تقبله فإن ما وجب قدمه من المور الوجودية‬
‫امتنع عدمه باتفاق العقلء فإن ما يب قدمه ل يكون إل واجبا بنفسه وان قدر أنه ليس واجبا بنفسه فل بد ان‬
‫يكون واجبا بغيه وما ليس واجبا بنفسه ول بغيه ليس قديا باتفاق العقلء‬

‫‪ ،‬فإنه إذا قدر أنه ليس واجبا بنفسه فل بد أن يكون من لوازم الواجب بنفسه فإنه إذا ل يكن من‬
‫لوازمه بل جاز وجوده تارة وعدمه أخرى ل يكن هناك موجب لذاته ول ذاته واجبة بنفسها فامتنع قدمه و اذا‬
‫كان من لوازم الواجب بنفسه امتنع عدمه إل إذا عدم اللزوم فإن اللزم ل ينتفي إل إذا انتفى اللزوم واللزوم‬
‫الواجب بنفسه يتنع عدمه فيمتنع عدم لزمه وما امتنع عدمه ل يكون مكن العدم ‪ ،‬فإن قيل فالمكنات الت‬
‫هي مدثة هي واجبة بغيها إذا وجدت تب بوجوب سببها فما شاء ال كان ووجب وجوده وما ل يشأ ل‬
‫يكن وامتنع وجوده وهي متنعة حال عدمها ومع هذا فهي تقبل الوجود والعدم ول يلزم من عدمها عدم‬
‫الواجب ‪ ،‬قيل الفرق بينهما من وجهي أحدها ان تلك كانت معدومة تارة وموجودة أخرى فثبت قبولا‬
‫للوجود والعدم فل يكن ان يقال انا ل تقبل‬

‫العدم بلف ما هو ل يعدم قط ول يكن عدمه ف وقت من الوقات ‪ ،‬الثان ان هذه ل يوجبها نفس‬
‫الواجب إذ لو كان كذلك لكانت لزمة لذاته قدية أزلية بل إنا توجبها الذات مع ما يدث من الشروط الت‬
‫با ت حصول القتضى التام فحينئذ ليست من لوازم الواجب بنفسه بل من لوازم مؤثرها التام ومن جلة ذلك‬
‫المور الادثة الت هي شرط ف حدوثها واذا عدمت فإنا تعدم لنتفاء بعض هذه الشروط الادثة أو لدوث‬
‫مانع ضاد وجودها ومنع تام علتها التامة فعدم لعدم بعض الوادث او وجود بعض الوادث كما وجدت‬
‫لدوث بعض الوادث‬

‫‪ ،‬وقدم بعضها ايضا فلهذا ل تكن من لوازم ذاته الجردة ف الزل بلف ما كان من لوازم ذاته ف‬
‫الزل فإن هذا لزم ذاته يتنع تقق ذاته ف الزل بدونا فمت قدر عدمه لزم عدم الذات الزلية الواجبة‬
‫الوجود وعدمها متنع فعدم لزمها الزل متنع فل يكون لزمه الزل مكنا البتة بل ل يكون إل واجبا قديا‬
‫ازليا ل تقبل ذاته العدم وهذا هو الطلوب فقد تبي ان ما كان ازليا فإنه واجب الوجود يتنع عدمه ل يكون‬
‫مكنا البتة وهذا ما اتفق عليه العقلء أولوهم وآخروهم حت ارسطو وجيع أتباعه الفلسفة إل الفاراب وغيه‬
‫وكذلك ابن سينا واتباعه ‪ ،‬لكن هؤلء تناقضوا فوافقوا سلفهم والمهور ف موضع وخالفوا العقلء قاطبة مع‬
‫مالفتهم لنفسهم ف هذا الوضع حيث قضوا بوجود موجود مكن يقبل الوجود والعدم مع كونه قديا ازليا‬
‫واجبا وان قيل هو واجب بغيه‬

‫‪ ،‬ولذا ل يوجد هذا القول عن أحد من العقلء قبل هؤلء ول نقله اهل القالت عن أحد من‬
‫الطوائف وانا يوجد ف كلم هؤلء واتباعهم واذا عرف هذا فإن قال هؤلء نن نريد به العدم الستقبال أي‬
‫يقبل ان يعدم ف الستقبل قيل فهذا يبطل قولكم لن ما كان واجبا بغيه أزليا ل يقبل العدم ل ف الاضي ول‬
‫ف الستقبل وكذلك هو عندكم ما كان أزليا كان أبديا يتنع عندكم عدمه ‪ ،‬وان قيل نريد به أن ما تصور ف‬
‫الذهن يكن وجوده ف الارج ويكن أن ل يوجد ‪ ،‬قيل إذا كان أزليا واجبا بغيه ل يكن أن يقبل العدم بال‬
‫فل يكون مكنا أن ل يكن معدوما ف الاضي أو الستقبل ‪ ،‬واذا قيل ان المكن يقبل الوجود والعدم ل نرد به‬
‫أنه يقبلهما على سبيل المع فإن هذا جع بي النقيضي بل الراد به أنه يقبل الوجود بدل عن العدم و العدم‬
‫بدل عن الوجود فإذا كان معدوما كان قابل لدوام العدم وقابل لدوث الوجود و اذا كان موجودا قبل دوام‬
‫الوجود وقبل حدوث العدم هذا إذا اعتب حاله وان اعتب حاله ف الذهن فالراد‬

‫أن ما يتصوره ف الذهن يكن أن يوجد ف الارج ويكن أن ل يوجد فبكل حال إذا اعتب المكن‬
‫ذهنيا أو خارجيا ل يتحقق فيه المكان إل مع إمكان العدم تارة و وجوده أخرى فما كان ضروري العدم‬
‫كالمع بي النقيضي ل يكون مكنا وما كان ضروري الوجود وهو القدي الزل ل يكون مكنا وقد وافق‬
‫على هذا جيع الفلسفة أرسطو وجيع أصحابه التقدمي والتأخرين والعقلء أما مع وجوب وجوده بنفسه أو‬
‫بغيه دائما فليس هناك مكن يكم عليه بقبول الوجود والعدم ‪ ،‬ولا سلك الرازي ونوه مسلك ابن سينا ف‬
‫إثبات إمكان مثل هذا اضطربوا ف المكن و ورد عليهم فيه اشكالت كثية كما هو موجود ف كتبهم كما‬
‫أورده الرازي ف مصله من الجج الدالة على نفي هذا المكن ول يكن له عنها جواب إل دعواه أن ما كان‬
‫متغيا فإنه يعلم امكانه بالضرورة ‪ ،‬وهذه الدعوى يالفه فيها جهور العقلء حت ارسطو وأصحابه وهذا الذي‬
‫نبهنا عليه هو أحد ما يستدل به على أن كل مكن فهو مسبوق بالعدم وكل ما سوى ال مكن فكل ما سوى‬
‫ال حدث عن عدم كما قد بسط ف موضعه‬
‫‪ ،‬و القصود هنا أن الذين استدلوا بذه الدلة على افتقار المكنات إل واجب خارج عنها فان مرادهم‬
‫بقولم جلة ما يفتقر اليه مموع المكنات هو الؤثر التام وهو الرجح التام الذي يلزم من وجوده بتأثيه التام‬
‫وجودها كما ذكرناه من أن الفاعل باختياره إذا وجدت قدرته التامة و إرادته التامة وجب وجود القدور‬
‫وهي المكنات ‪ ،‬وأما قوله فلم قلتم انه يلزم أن يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع فلما ذكرناه من أن‬
‫الؤثر التام يستلزم وجود أثره فإذا قدر أن الؤثر التام ف الجموع هو بعض الجموع لزم أن يكون بعض أجزاء‬
‫الجموع هو الؤثر ف الجموع فيكون مؤثرا ف نفسه و ف غيه ‪ ،‬وهذا ظاهر فإنه إذا قدر مموع المكنات‬
‫وقدرنا ان واحدا منها مؤثر ف الجموع أي ف كل واحد واحد وف اليئة الجتماعية لزم أن يكون مؤثرا ف‬
‫نفسه وف غيه فيكون بعض اجزاء الجموع موجبا لصول الجموع الذكور ومن الجموع نفسه وهذا متنع‬
‫وأما الجموع الركب من الواجب والمكن فهناك ليس بعضه مؤثرا ف كل واحد واحد وف اليئة الجتماعية‬
‫فإن من الجموع الواجب بنفسه ل يؤثر فيه شيء فظهر الفرق ‪ ،‬وأيضا فالواجب مؤثر ف المكن وف اليئة‬
‫الجتماعية ليس مؤثرا ف نفسه بلف مموع المكنات فإن كل واحد منها ل بد له من مؤثر والجتماع ل‬
‫بد له من مؤثر ف نفسه بلف مموع المكنات فإن كل واحد منها ل بد له من مؤثر والجتماع ل بد له‬
‫من مؤثر فالجموع مفتقر إل الؤثر بأي تفسي‬

‫فسر فإن فسر باليئة الجتماعية فهي متوقفة على الفراد المكنة والتوقف على المكن أول أن يكون‬
‫مكنا مع أن اليئة الجتماعية نسبة وإضافة متوقفة على غيها فهي أدخل ف المكان والفتقار من غيها وهي‬
‫من أضعف العراض الفتقرة إل العيان ان قدر لا ثبوتا وجوديا وأل فل وجود لا وان فسر الجموع بكل‬
‫واحد واحد أو فسر بالمرين بكل واحد واحد وبالجتماع أو بغي ذلك بأي شيء فسر ل يكن إل مكنا‬
‫مفتقرا إل غيه وكلما كثرت المكانات كثر الفتقار والاجة ‪ ،‬فإذا قيل الؤثر ف ذلك واحد منها وهو مكن‬
‫لزم ان يكون المكن الذي ل يوجد بعد فاعل لميع المكنات ونفسه من المكنات فإن نفسه ل بد له من‬
‫فاعل أيضا ‪ ،‬وهذا العترض اخذ الجموع الركب من الواجب والمكن فعارض به الجموع من المكنات‬
‫ولفظ الجموع فيه اجال يراد به الجتماع ويراد به جيع الفراد ويراد به المران فكانت معارضته ف غاية‬
‫الفساد فإن ذلك الجموع فيه واجب بنفسه ل يتاج إل غيه وما سواه من الفراد واليئة الجتماعية مفعول‬
‫له فهذا معقول‬

‫فال تعال هو الوجود الواجب بنفسه خالق لكل ما سواه وأما اليئة الجتماعية ان قدر لا وجود ف‬
‫الارج فهي حاصلة به أيضا سبحانه وتعال وأما الجموع الذي كل منه مفتقر إل من يبدعه وليس فيه موجود‬
‫بنفسه فيمتنع ان يكون فاعلهم واحدا منهم لنه ل بد له من فاعل فلو كان فاعلهم ما كان فاعل نفسه وغيه‬
‫من المكنات ولزم ان يكون بعض اجزاء المكنات كافيا ف مموع المكنات و اذا كان مموع المكنات‬
‫يتنع ان يكون فاعلها فلن يتنع ان يكون بعضها فاعل لا بطريق الول فإن ما يتعذر على الجموع يتعذر‬
‫على بعضه بطريق الول وما يفتقر اليه الجموع يفتقر اليه بعضه بطريق الول وهذا العترض اخذ ما يفتقر اليه‬
‫الجموع لفظا ممل فالفتقار قد يكون افتقار الشروط إل شرطه وقد يكون افتقار الفعول إل فاعله ث أخذ‬
‫يورد على هذا وعلى هذا ونن نيب على كل تقدير ‪ ،‬الوجه الرابع ان يقال أتعن بملة ما يفتقر اليه الجموع‬
‫ما إذا وجد وجد الجموع وما ل يوجد الجموع إل بوجوده كله مع قطع النظر عن كونه شرطا او فاعل فإن‬
‫جلة ما يفتقر اليه الشيء هو الملة الت تشتمل على كل ما يفتقر اليه الشيء مفتقرا اليه فهو‬

‫داخل ف هذه الملة و اذا حصل كل ما يتاج اليه الشيء ل يبق الشيء متاجا إل شيء أصل فيلزم‬
‫وجوده حينئذ فإنه ما دام مفتقرا إل شيء ل يوجد و اذا حصل كل ما يتوقف وجوده عليه ول يبق وجوده‬
‫موقوفا على شيء أصل لزم وجوده فيعن بملة ما يتوقف وجود الشيء عليه المور الت إذا وجدت وجد‬
‫الجموع وان ل توجد جيعها ل يوجد الجموع ‪ ،‬ومعلوم أنه إذا عن به ذلك ل يكن ان يكون ذلك بعضها‬
‫لنه يلزم حينئذ ان يكون بعض الجزاء كافيا ف الجموع فإنه قد فسر الملة با إذا حصل وجب حصول‬
‫الجموع وان ل يصل ل يز حصوله فلو كان بعض الجزاء هو تلك الملة لوجب ان يكون ذلك البعض‬
‫كافيا ف حصول الجموع سواء قدر فاعل لنفسه ولباقي الملة أو قدر أن حصوله هو حصول الجموع او‬
‫قدر غي ذلك من التقديرات المتنعة فأي تقدير قدر كان متنعا فإن جلة ما يفتقر اليه الجموع ل يكون بعض‬
‫الجموع بأي تفسي فسر وهو الطلوب ‪ ،‬ولكن لفظ الجموع فيه اجال فإنه قد يعن به مرد اليئة الجتماعية‬
‫وقد يعن به كل من الفراد أو كل من الفراد مع اليئة الجتماعية فإن عن به الول فل ريب ان هذا قد‬
‫يكون بعض الفراد موجبا له كما ف الجموع الركب من الواجب والمكن فإن‬

‫الواجب هو الوجب للممكنات وهو الوجب أيضا للهيئة الجتماعية واليئة الجتماعية امر مكن‬
‫خارج عن الواجب ليس هو بعض اليئة الجتماعية لكنه بعض الفراد واليئة نسبة و اضافة وليس هو بعض‬
‫النسبة و الضافة ولكن هو بعض الفراد النسوب بعضها إل بعض والنسبة وسائر الفراد غي له وهو الوجب‬
‫لكل ما هو غي له ‪ ،‬و اما الجموع الذي هو الفراد فل يكون بعضه هو الوجب لكل من الفراد فان هذا‬
‫يقتضي ان يكون ذلك البعض موجبا لنفسه فاعل لذاته وهذا متنع بالضرورة واتفاق العقلء بل هو من ابلغ‬
‫المور امتناعا والعلم بذلك من اوضح العارف و اجلها ولذا ل يقل هذا أحد من العقلء ‪ ،‬و اذا الجموع‬
‫كل من الفراد مع اليئة فهو ابعد عن ان يكون واحد من الفراد موجبا لنفسه ولسائر الفراد ومع اليئة‬
‫الجتماعية وهذا بي ول المد والنة ‪ ،‬واعلم ان مثل هذه العتراضات مع صحة الفطرة وحسن النظر يعلم‬
‫فسادها ومثل هذه االواطر الفاسدة الت تقدح ف العلومات‬

‫ل ناية لا ول يكن استقصاء ما يرد على النفوس من وساوس الشيطان ولول ان هذين الرجلي اللذين‬
‫كان يقال انما من افضل اهل زمانما ف الباحث العقلية كلميها وفلسفيها أورد كل منها ما ذكرت وصار‬
‫ذلك عنده مانعا من صحة الطريق الذكور ف إثبات واجب الوجود لا ذكرت ذلك لظهور فساده عند من له‬
‫تصور صحيح لا ذكروه فضل عمن نور ال قلبه ‪ ،‬ث ان هؤلء الفلسفة يقولون كما زعم المدى ان كمال‬
‫النفس النسانية هو الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت وهم مع هذا ل يعرفوا الوجود الواجب فأي شيء‬
‫عرفوه ‪ ،‬وقد بلغن بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم وهو الوني صاحب كشف السرار ف النطق وهو عند‬
‫كثي منهم غاية ف هذا الفن انه قال عند الوت اموت وما علمت شيئا إل ان المكن يفتقر إل الواجب ث قال‬
‫الفتقار وصف عدمى اموت وما علمت شيئا ‪ ،‬وذكر الثقة عن هذا المدى انه قال أمنعت النظر ف الكلم‬
‫وما استفدت منه شيئا إل ما عليه العوام او كلما هذا معناه‬

‫‪ ،‬وذلك ان هذا المدى ل يقرر ف كتبه ل التوحيد ول حدوث العال ول إثبات واجب الوجود بل‬
‫ذكر ف التوحيد طرقا زيفها وذكر طريقة زعم انه ابتكرها وهي اضعف من غيها ‪ ،‬وكان ابن عرب صاحب‬
‫الفصوص والفتوحات وغيها يعظم طريقته ويقول ان الطريقة الت ابتكرها ف التوحيد طريقة عظيمة او ما هو‬
‫نو هذا حت افضى المر ببعض اعيان القضاة الذين نظروا ف كلمه إل ان قال التوحيد ل يقوم عليه دليل‬
‫عقلي وانا يعلم بالسمع فقام عليه اهل بلده وسعوا ف عقوبته وجرت له قصة ‪ ،‬وكذلك الصبهان اجتمع‬
‫بالشيخ إبراهيم العبي يوما فقال له بت البارحة أفكر إل الصباح ف دليل على التوحيد سال عن العارض‬
‫فما وجدته ‪ ،‬وكذلك حدثن من قرا على ابن واصل الموي انه قال ابيت بالليل واستلقى على ظهري واضع‬
‫اللحفه على وجهي وابيت‬

‫أقابل أدلة هؤلء بأدلة هؤلء وبالعكس واصبح وما ترجح عندي شيء كأنه يعن أدلة التكلمي‬
‫والفلسفة ‪ ،‬وقد بسطنا الكلم ف التوحيد وأدلته ف غي هذا الوضع وذكرنا ان الناس قبلنا قد ذكروا له من‬
‫الدلة العقلية اليقينية ما شاء ال ولكن النسان يريد ان يعرف ما قاله الناس وما سبقوا اليه وبينا أيضا ان القران‬
‫ذكر من ذلك ما هو خلصة ما ذكره الناس وفيه من بيان توحيد اللية ما ل يهتد اليه كثي من النظار ول‬
‫العباد بل هو الذي بعث ال به رسله وانزل به كتبه ‪ ،‬وهؤلء كما ذكرت انقسموا إل أصحاب نظر وفكر‬
‫وبث واستدلل واصحاب ارادة وعبادة وتأله وزهد فكان منتهى اولئك الشك ومنتهى هؤلء الشطح فأولئك‬
‫يشكون ف ثبوت واجب الوجود او يعجزون عن اقامة الدللة عليه ‪ ،‬و اذا ل يكن ف الوجود واجب ل يوجد‬
‫شيء فتكون الوجودات كلها معدومات فيفضى بم سوء النظر إل جعل الوجودات معدومات او تويز‬
‫كونا معدومات وجعل الوجود الواجب مكنا وجعل الواجب مكنا غاية التعطيل ‪ ،‬والخرون يعلون كل‬
‫موجود واجب الوجود ويعلون وجود كل موجود هو نفس وجود واجب الوجود فل يكون ف الوجود‬
‫وجود هو‬

‫عندهم ملوق ول مصنوع ول مفتقر إل غيه ول متاج إل سواه فل يكون ف الوجود ما وجد بعد‬
‫عدمه ول ما عدم بعد وجوده وهذا فيه من جعل العدوم موجودا ومن جعل المكن واجبا وجعل العبد ربا‬
‫وجعل الحدث قديا ما هو غاية الكفر والشرك والضلل ‪ ،‬هذا مع ان إثبات الوجود الواجب الغن الالق‬
‫واثبات الوجود المكن الحدث الفقي الخلوق هو من اظهر العارف وابي العلوم ‪ ،‬واما ثبوت الوجود الفتقر‬
‫الحدث الفقي فيما نشاهده من كون بعض الوجودات يوجد بعد عدمه ويعدم بعد وجوده من اليوانات‬
‫والنباتات والعدن وما بي السماء والرض من السحاب والطر والرعد والبق وغي ذلك وما نشاهده من‬
‫حركات الكواكب وحودث الليل بعد النهار والنهار بعد الليل فهذا كله فيه من حدوث موجود بعد عدمه‬
‫ومعدوم بعد وجوده ما هو مشهود لبن ادم يرونه بأبصارهم ‪ ،‬ث إذا شهدوا ذلك فنقول معلوم ان الحدثات ل‬
‫بد لا من مدث والعلم بذلك ضروري كما قد بي ول بد من مدث ل يكون‬

‫مدثا وكل مدث مكن والمكنات ل لا من واجب وكل مدث ومكن فقي مربوب مصنوع‬
‫والفتقرات ل بد لا من غن و الربوبات ل بد لا من رب والخلوقات ل بد له من خالق ‪ ،‬وأيضا فإنه يقال‬
‫هذا الوجود إما ان يكون واجبا بنفسه و اما ان ل يكون واجبا بنفسه بل مكنا بنفسه واجبا بغيه والمكن‬
‫بنفسه الواجب بغيه ل بد له من واجب بنفسه فلزم ثبوت الواجب بنفسه على التقديرين ‪ ،‬وأيضا فالوجود‬
‫إما ان يكون مدثا و اما ان يكون قديا والحدث ل بد له من قدي فلزم وجود القدي على التقديرين ‪ ،‬وأيضا‬
‫فالوجود إما ان يكون ملوقا و اما ان ل يكون والخلوق ل بد له من خالق فيلزم ثبوت الوجود الذي ليس‬
‫بخلوق على التقديرين ‪ ،‬وأيضا فإما ان يكون خالقا و اما ان ل يكون وقد علم فيما ليس بالق كالوجودات‬
‫الت علم حدوثها انا ملوقة والخلوق ل بد له من خالق فعلم ثبوت الالق على التقديرين ‪ ،‬أيضا فالوجود إما‬
‫غن عن كل ما سواه و اما مفتقر إل غيه والفقي إل غيه ل بد له من غن بنفسه فعلم ثبوت الغن بنفسه‬
‫على التقديرين‬
‫‪ ،‬فهذه الباهي و امثالا كل منها يوجب العلم بوجود الرب سبحانه و تعال الغن القدي الواجب‬
‫بنفسه ‪ ،‬وابن سينا واتباعه كالرازي و المدى و السهورودي التقول واتباعهم سلكوا ف إثبات واجب‬
‫الوجود طريقة الستدلل بالوجود وعظموها وظن من ظن منهم انا اشرف الطرق وانه ل طريق إل وهو‬
‫يفتقر اليها حت ظنوا ان طريقة الدوث مفتقرة اليها ‪ ،‬وكل ذلك غلط بل هي طريقة توجب إثبات واجب‬
‫الوجود بل ريب لو كانوا يفسرون المكن بالمكن الذي هو مكن عند العقلء سلفهم وغي سلفهم وهو‬
‫الذي يكون موجودا تارة ومعدوما اخرى ‪ ،‬فأما إذا فسر المكن بالمكن الذي ينقسم إل قدي واجب بغيه‬
‫وال مدث مسبوق بالعدم كما هو قول ابن سينا واتباعه فل يصح لم على هذا الصل الفاسد ل إثبات‬
‫واجب بنفسه ول إثبات مكن يدل على الواجب بنفسه ‪ ،‬وهذه الطريقة هي ف القيقة مأخوذة من طريقة‬
‫الدوث‬

‫‪ ،‬وطريقة الدوث اكمل وابي فإن المكن الذي يعلم انه مكن هو ما علم انه وجد بعد عدمه او عدم‬
‫بعد وجوده ‪ ،‬هذا الذي اتفق العقلء على انه مكن وهو الذي يتحق ان يسمى مكنا بل ريب وهذا مدث فإذا‬
‫كل مكن مدث ‪ ،‬واما تقدير مكن ل يزل واجبا بغيه فأكثر العقلء دفعوا ذلك حت القائلون بقدم العال‬
‫كأرسطوا واتباعه التقدمي وحت هؤلء الذين قالوا ابن سينا واتباعه ل يعلون هذا من المكن بل المكن‬
‫عندهم ما امكن وجوده وعدمه فكان موجودا تارة ومعدوما اخرى ‪ ،‬وانا جعل هذا من المكن ابن سينا‬
‫واتباعه مع تناقضه وتصريه بلف ذلك لا سلكوا ف إثبات واجب الوجود الستدلل بالوجود على الواجب‬
‫فقالوا كل ما سواه يكون مكنا بنفسه واجبا بغيه وجعلوا العال قديا أزليا مع كونه مكنا بنفسه ‪ ،‬وهذا‬
‫خلف قول سلفهم وقول ائمة الطوائف سواهم وخلف ما صرحوا أيضا به وهذا ما انكره ابن رشد وغيه‬
‫على ابن سينا وبسط الكلم فيه له موضع اخر‬

‫‪ ،‬والقصود هنا ان هؤلء الذين يدعون ان كمال النفس هو الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت‬
‫هذا اضطرابم ف اشرف العلومات الوجودات بل فيما ل تنجو النفوس إل بعرفته وعبادته ولكن لا سلموا‬
‫للفلسفة اصولم الفاسدة تورطوا معهم ف ماراتم وصاروا يرونم كما ير اللحدة الباطنية الناس صنفا‬
‫صنفا ‪ ،‬والفلسفة هي باطن الباطنية ولذا صار ف هؤلء نوع من اللاد فقل ان يسلم من دخل مع هؤلء ف‬
‫نوع من اللاد ف اساء ال واياته وتريف الكلم عن مواضعه ‪ ،‬ونفس القدمة الائلة الت جعلوها غاية‬
‫مطلوبم وهو ان كمال النفس ف مرد العلم بالعقولت مقدمة باطلة قد بسطنا الكلم عليها ف الكلم على‬
‫معجزات النبياء لا تكلمانا على قولم انا قوي نفسانية وذكرنا قطعة من كلمهم على ذلك وبينا ان قولم ان‬
‫كمال النفس ف مرد العلم بالعقولت خطأ وضلل ومن هنا جعلوا الشرائع مقصودها إما اصلح الدنيا واما‬
‫تذيب النفس لتستعد للعلم او لتكون الشريعة امثال لتفهيم العاد ف‬

‫‪ ،‬العقليات كما قوله اللحدة الباطنية مثل أب يعقوب السبحستان وامثاله ولذا ل يوجبون العمل‬
‫بالشرائع على من وصل إل حقيقة العلم ويقولون انه ل يب على النبياء ذلك وانا كانوا يفعلونه لنه من تام‬
‫تبليغهم المم ليقتدوا بم ف ذلك ل لنه واجب على النبياء وكذلك ل يب عندهم على الواصلي البالغي‬
‫من المة والعلماء ‪ ،‬ودخل ف ذلك طائفة من ظلل التصوفة ظنوا ان غاية العبادات هو حصول العرفة فإذا‬
‫حصلت سقطت العبادات وقد يتج بعضهم بقوله ‪ ،‬واعبد ربك يأتيك اليقي ‪ ،‬سورة الجر ‪ 99‬ويزعمون‬
‫ان اليقي هو العرفة وهذا خطأ باجاع السلمي اهل التفسي وغيهم فان السلمي متفقون على ان وجوب‬
‫العبادات كالصلوات المس ونوها وتري الحرمات كالفواحش والظال ل يزال واجبا على كل أحدها دام‬
‫عقله حاضرا ولو بلغ ما بلغ وان الصلوات ل تسقط عن أحد قط إل عن الائض والنفساء او من زال عقله مع‬
‫ان من زال عقله بالنوم فإنه يقضيها بالسنة الستفيضة التلقاه بالقبول واتفاق العلماء واما من زال عقله بالغماء‬
‫ونوه ما يعذر فيه ففيه نزاع مشهور منهم من يوجب قضاءها مطلقا كأحد ومنهم من ل يوجبه كالشافعي‬
‫ومنهم من يوجب قضاء ما‬

‫قل وهو مادون اليوم والليلة او صلوات اليوم والليلة كما هو مذهب أب حنيفة ومالك والجنون ل‬
‫يقضي عند عامتهم وفيه نزاع شاذ ‪ ،‬فالقصود من هذا ان الصلوات المس ل تسقط عن أحد له عقل سواء‬
‫كان كبيا او صالا او عالا وما يظنه طوائف من جهال العباد واتباعهم وجهال النظار واتباعهم وجهال‬
‫الساعيلية والنصيية او اهل الضرة او عمن خرقت لم العادات او عن الئمة الساعيلية او بعض اتباعهم او‬
‫عمن عرف العلوم العقلية او عن التكلم الاهر ف النظر او الفيلسوف الكامل الفلسفة فكل ذلك باتفاق‬
‫السلمي وبا علم بالضطرار من دين السلم ‪ ،‬واتفق علماء السلمي على ان الواحد من هؤلء يستتاب فإن‬
‫تاب واقر بوجوبا وأل قتل فإنه ل نزاع بينهم ف قتل الاحد لوجوبا وانا تنازعوا ف قتل من اقر بوجوبا‬
‫وامتنع من فعلها مع ان اكثرهم يوجب قتله ‪ ،‬ث الواحد من هؤلء إذا عاد واعترف بالوجوب فهل عليه قضاء‬
‫ما تركه فهذا على ثلثة انواع أحدها ان يكون قد صار مرتدا متنعا‬

‫عن القرار با فرضه الرسول فهذا حكمه حكم الرتدين وفيه للعلماء ثلثة اقوال أحدها انه ل يقضي‬
‫ما كركه ف الردة ول قبلها ل من صلة ول صيام ول زكاة بناء على ان الردة احبطت عمله وانه إذا عاد‬
‫بإسلم جديد فيستأنف العمل كما هو معروف ف مذهب أب حنيفية ومالك وقول ف مذهب احد والثان انه‬
‫يقضي ما تركه ف الردة وقبلها وهذا قول الشافعي واحدى الرويات عن احد والثالث انه ل يقضي ما تركه ف‬
‫الردة ويقضي ما تركه قبلها كالرواية الشهورة عن احد ‪ ،‬وان كان الواحد من هؤلء جاهل وهو مصدق‬
‫للرسول لكن ظن ان من دينه سقوط هذه الواجبات عن بعض البالغي كما يظن ذلك طوائف من صحب‬
‫الشيوخ الهال وكما يظنه طائفة من الشيوخ الهال ولم مع ذلك احوال نفسانية وشيطانية ‪ ،‬فهؤلء مبن‬
‫امرهم على ان ما ترك الصلة قبل العلم بوجوبا فهل يقضي وفيهة ثلثة اقوال منها وجهان ف مذهب احد‬
‫أحدها انه ل قضاء عليه بال بناء على ان حكم الطاب ل يثبت‬

‫ف حق العبد إل بعد الطاب اليه والثان عليه القضاء بكل حال كما يقوله من يقوله من أصحاب‬
‫الشافعي وغيه والثالث يفرق بي من أسلم ف دار الرب ومن أسلم ف غيها كما يقول ذلك من يقوله من‬
‫أصحاب أب حنيفة والول أظهر القوال ‪ ،‬وأيضا فقد تنازع الناس فيمن فوت الصلة عمدا بغي عذر والصوم‬
‫هل يصح منه القضاء أم قد استقر عليه الذنب فل يقبل منه القضاء على قولي معروفي وليس هذا موضع‬
‫هذا ‪ ،‬وإنا القصود هنا أنه ليس ف علماء السلمي من يقول بسقوط الصلة عمن هو عاقل على أي حال‬
‫كان ‪ ،‬فمن تأول قوله تعال ‪ ،‬واعبد ربك حت يأتيك اليقي ‪ ،‬سورة الجر ‪ 99‬على سقوط العبادة بصول‬
‫العرفة فإنه يستتاب فإن تاب وإل قتل والراد بالية اعبد ربك حت توت كما قال السن البصري ل يعل ال‬
‫لعبادة الؤمن أجل دون الوت وقرأ الية ‪ ،‬واليقي هو ما يعاينه اليت فيوقن به كما قال تعال عن أهل النار ‪،‬‬
‫وكنا نكذب بيوم الدين حت أتانا اليقي ‪ ( ،‬سورة الدثر ‪ ) 47 46‬وف الصحيح أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم لا مات عثمان بن مظعون قال ‪ ،‬أما عثمان فقد جاءه اليقي من ربه ‪ ،‬والقصود هنا أن هؤلء اللحدة‬
‫ومن شركهم ف نوع من إلادهم لا ظنوا أن كمال النفس ف مرد العلم وظنوا أن ذلك إذا حصل فل‬

‫حاجة إل العمل وظنوا أن ذلك حصل لم ظنوا سقوط الواجبات العامة عنهم وحل الحرمات العامة‬
‫لم ‪ ،‬وضللم من وجوه ‪ ،‬منها ظنهم أن الكمال ف مرد العلم ‪ ،‬والثان ظنهم أن ما حصل لم علم ‪،‬‬
‫والثالث ظنهم أن ذلك العلم هو الذي يكمل النفس ‪ ،‬وكل من هذه القدمات كاذبة فليس كمال النفس ف‬
‫مرد العلم ول ف أن تصي عالا معقول موازيا للعال الوجود بل ل بد لا من العمل وهو حب ال وعبادته فإن‬
‫النفس لا قوتان علمية وعملية فل تصلح إل بصلح المرين وهو أن تعرف ال وتعبده ‪ ،‬والهمية هم خي من‬
‫هؤلء بكثي ومع هذا فلما قال جهم ومن وافقه إن اليان مرد العرفة أنكر ذلك أئمة السلم حت كفر من‬
‫قال بذا القول وكيع بن الراح وأحد بن حنبل وغيها‬
‫‪ ،‬وهذا القول وإن كان قد تابعه عليه الصالي والشعري ف كثي من كتبه وأكثر أصحابه فهو من‬
‫أفسد القوال وأبعدها عن الصحة كما قد بيناه ف غي هذا الوضع لا بينا الكلم ف مسمى اليان وقبوله‬
‫للزيادة والنقصان وما للناس ف ذلك من الناع ‪ ،‬وأما القدمة الثانية فلو كان كمال النفس ف مرد العلم فليس‬
‫هو أي علم كان بأي معلوم كان بل هو العلم الذي ل بد منه العلم بال وهؤلء ظنوا أنه العلم بالوجود با هو‬
‫موجود وظنوا أن العال أبدي أزل فإذا حصل له العلم بالوجود الزل البدي كملت نفسه ‪ ،‬وعلى هذا بن‬
‫أبو يعقوب السجستان وغيه من شيوخ الفلسفة والباطنية أقوالم وكذلك امثالم من الفلسفة كالفاراب‬
‫وغيه وابن سينا وان كان أقرب إل السلم منهم ففيه من اللاد بسبه وابو حامد وان سلك احيانا‬
‫مسلكهم لكنه ل يعل العلم بجرد الوجود موجبا للسعادة بل يعل ذلك ف العلم بال وقد يقول ف بعض‬
‫كتبه انه العلم بالمور الباقية وهذا كلمهم ‪ ،‬فمن قال ان العال أزل أبدي قال بقولم ومن قال ان كل ما‬
‫سوى ال كان معدوما ث وجد ل يلزمه ذلك وابن عرب وابن‬

‫‪ ،‬سبعي ونوها جعوا بي السلكي فصاروا يعلون كمال النفس هو العلم بالوجود الطلق ويقولون‬
‫ان ال هو الوجود الطلق فأخذوا من طريقة الصوفية أنه العلم بال وأخذوا من كلم هؤلء أنه العلم بالوجود‬
‫الطلق وجعوا بينهما فقالوا ان ال هو الوجود الطلق ‪ ،‬وأما القدمة الثالثة فزعمهم أنم حصل لم العلم‬
‫بالوجود وهذا باطل فإن كلمهم ف الليات مع قلته فالضلل أغلب عليه من الدى والهل أكثر فيه من‬
‫العلم وهي العلوم الت تبقى معلوماتا تكمل النفوس با عندهم ‪ ،‬وأما الطبيعيات فهي مبدأ الركة والتغي‬
‫والستحالة ولكن منها كليات ل تنتقض بزعمهم وهي منتقضة ‪ ،‬وهذه المور مبسوطة ف غي هذا الوضع‬
‫ولكن نبهنا عليه هنا لن مثل هذا المدي وأمثاله الذين عظموا طريقهم وصدروا كتبهم الت صنفوها ف أصول‬
‫دين السلم بزعمهم با هو أصل هؤلء الهال من أن كمال النفس النسانية بصول مالا من الكمالت‬
‫وهي الحاطة بالعقولت والعلم بالجهولت وسلكوا طرقهم وقعوا ف الهل والية والشك با ل تصل‬
‫النجاة إل به ول تنال السعادة إل بعرفته فضل عن نيل الكمال الذي هو فوق ذلك فإن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ،‬كمل من الرجال كثي فالكاملون من الرجال‬

‫كثي ولكن الذين سلكوا طريق هؤلء من أبعد الناس عن الكمال ‪ ،‬والقصود هنا الكلم على ما سلكه‬
‫هؤلء التأخرون ف تقرير واجب الوجود والمدي قد قررها ف أبكار الفكار وأورد سؤال على بعض‬
‫مقدماتا ف رموز الكنوز قد ذكرنا سؤاله وجوابه ‪ ،‬وأما تقريره لا فقال ف تقرير هذه الجة النظر إل الملة‬
‫غي النظر إل كل واحد واحد من آحادها فإن حقيقة الملة غي حقيقة كل واحد من الحاد وعند ذلك‬
‫فالملة موجودة فإما أن تكون واجبة لذاتا أو مكنة ل جائز أن تكون واجبة كما تقدم وإن كانت مكنه فل‬
‫بد لا من مرجح والرجح إما داخل فيها وإما خارج عنها فإن كان داخل فيها فالرجح للجملة مرجح‬
‫لحادها‬

‫‪ ،‬فيلزم ان يكون مرجحا لنفسه لكونه من الحاد فيلزم ان يكون علة لنفسه معلول لا وان كان‬
‫خارجا عنها ل يكن مكنا لنه من الملة فيكون واجبا ‪ ،‬ث أورد على ذلك قول السائل ل نسلم وجود ما‬
‫يسمى جلة ف غي التناهى ليصح ما ذكرتوه ول يلزم من صحة ذلك ف التناهى مع اشعاره بالصر صحته ف‬
‫التناهى سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى وانه مكن لكن ل نسلم انه زائد على الحاد التعاقبة إل‬
‫غي النهاية وحينئذ فل يلزم ان يكون معلل بغي علة الحاد سلمنا انه زائد على الحاد ولكن ما الانع ان‬
‫يكون مترجحا بآحاده الداخلة فيه ل بعن أنه مترجح بواحد منها ليلزم ما ذكرتوه بل طريق ترجيحه بالحاد‬
‫الداخلة فيه ترجح كل واحد من آحاده بالخر إل غي النهاية وعلى هذا فل يلزم افتقاره إل مرجح خارج عن‬
‫الملة ول ان يكون الرجح للجملة مرجحا لنفسه ول لعلته‬

‫‪ ،‬ث قال ف الواب قولم ل نسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى قلنا مسمى الملة هو ما‬
‫وصفتموه بكونه غي متناه ول شك انه غي كل واحد من الحاد إذ كل واحد من الحاد متناه والوصوف با‬
‫ل يتناهى هو العداد الفروضة بيث ل يرج عنها واحد قولم ل نسلم ان مفهوم الملة زائد على الحاد‬
‫التعاقبة إل غي النهاية ‪ ،‬قلنا ان أردت ان مفهوم الملة هو نفس الفهوم من كل واحد من الحاد فهو ظاهر‬
‫الحالة وان اردت به اليئة الجتماعية من آحاد العداد فل خفاء بكونه زائدا على كل واحد من الحاد وهو‬
‫الطلوب ‪ ،‬ولقائل ان يقول يريدون بالملة كل الحاد ل كل واحد منها ول يسلمون ان كل الحاد أمر‬
‫مغاير للحاد التعاقبة ‪ ،‬قولم ما الانع من أن تكون الملة مترجحة بآحادها الداخلة فيها كما قرروه‬

‫‪ ،‬قلنا إما ان يقال تترجح الملة بجموع الحاد الداخلة فيها او بواحد منها فإن كان يوجد منها‬
‫فالحال الذي ألزمناه حاصل وان كان بجموع الحاد فهو نفس الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه‬
‫وهو مال ‪ ،‬قلت ولقائل ان يقول الجة الذكورة ل تتاج إل إثبات كون الملة غي الحاد وان كان ذلك‬
‫حقا فإنه يقال لن قال ل نسلم وجود ما يسمى جلة ف غي التناهى ل يلو إما ان يكون هنا جلة غي الحاد‬
‫واما ان ل يكون فإن كان بطل سؤاله وان ل يكن كان ذلك أبلغ ف الجة فإن كل واحد من الحاد مكن‬
‫وليس هنا جلة يكن ان تكون واجبة فكل من المكنات يتنع ان يوجد بنفسه او بمكن آخر كامتناع وجود‬
‫الملة المكنة بكل من المكنات ‪ ،‬وقد أورد هو هذا السؤال فكان فيه كفاية من ان يقرر امورا إذا حذفها‬
‫كان ابلغ ف الجة واقوى لا ‪ ،‬وكذلك السؤال الثان وهو قوله سلمنا ان مفهوم الملة حاصل فيما ل يتناهى‬
‫وانه مكن لكن ل نسلم انه زائد اعلى الحاد التعاقبة فل يكون معلل بغي علة الحاد فان هذا السؤال هو‬

‫نظي الول بل هو مع تغي العبارة فإن من نفي وجود ما يسمى جلة ف غي التناهي ل ينازع ف وجود‬
‫كل واحد واحد من الحاد التعاقبة فإذا سلم مفهوم الملة فيما ل يتناهى وفسر ذلك بالحاد التعاقبة كان‬
‫باقيا على منعه الول لكن من الناس من يقول الملة ل تعقل إل ف التناهى ومنهم مند قد ينازع ف الملة‬
‫هل لا الملة هل لا حقيقة غي كل واحد من الحاد فلهذا جعلهما سؤالي ‪ ،‬وبكل حال فالسؤال ان كان‬
‫متوجها كان ذلك اقوى ف الجة وان ل يكن متوجها ل يرد بال وذلك انه إذا ل يكن للجملة حقيقة غي‬
‫كل واحد واحد ل يكن هنا مموع نتاج ان نصفه بوجوب او إمكان غي كل واحد واحد وتلك كلها مكنة‬
‫فتكون الجة على هذا التقدير اقل مقدمات فانه إذا كانت الملة غي الحاد احتيج إل نفي وجوبا بنفسها‬
‫او بالحاد إما إذا قدر انتفاء ذلك ل يتج إل ذلك فل يتاج إل نفي الوجوب عنها ل بنفسها ول بالحاد ‪،‬‬
‫ولذا قال ف العتراض إذا ل تكن الملة غي الحاد ل يلزم ان تكون معللة بغي علة الحاد ‪ ،‬وهذا ما يقوى‬
‫الجة فإنا إذ ل تكن معللة بغي علة الحاد ومعلوم انه ل بد من إثبات علة الحاد فذلك وحده كاف بلف‬
‫ما إذا كانت غيل الحاد فإنه يتاج إل نفي وجوبا او بالحاد‬

‫‪ ،‬وهذا هو السؤال الثالث وهو قوله ما الانع ان يكون الجموع وهو الملة مترجحا باحاده الداخلة‬
‫فيه ل بواحد منها بل طريق ترجحه بالحاد الداخلة فيه بترجح كل واحد من احاده بالخر إل غي ناية ‪،‬‬
‫وقد اجاب عن هذا بقوله مموع الحاد نفس الملة الفورضة وفيه ترجح الشيء بنفسه وهو مال ‪ ،‬وهذا‬
‫السؤال هوالذي ذكره ف كتابه الخر وذكر انه ليعرف له جوابا حيث قال ما الانع من ترجحها بترجح‬
‫آحادها وترجح آحادها كل واحد بالخر إل غي النهاية ‪ ،‬قال وهذا اشكال مشكل وربا يكون عند غيي‬
‫حله والواب الذي ذكر عنه إنا يستقيم إذا ارادوا بالملة كل واحد واحد من الجزاء ول يعلوا للجتماع‬
‫قدرا زائدا وجعلوا الجتماع جزءا فانه حينئذ يقال الملة هي الحاد فأما إذا أريد بالملة الجتماع وهو‬
‫اليئة الجتماعية وان ترجحها بالحاد التعاقبة ل يكن الواب صحيحا‬

‫‪ ،‬وهذا هو الذي استشكله ف كتابه الخر وحينئذ يكون السؤال ل ل يوز ترجح الجتماع بالحاد‬
‫الجتمعة وترجح كل واحد بالخر وليس الملة هو الحاد التعاقبة كما تقدم بل هو اليئة الجتماعية ولكن‬
‫يكن تقرير هذا الواب إذا جعلت اليئة الجتماعية جزءا من اجزاء الملة وهذا امر اصطلحي فان الجموع‬
‫الركب من اجزاء قد يعل نفس الجتماع ليس جزءا من الجموع وقد يعل جزءا من الجموع فإذا جعل‬
‫الجتماع جزءا من الجموع كان تقرير السؤال ان هذا الزء معلل بسائر الجزاء وترجح كل جزء بالخر‬
‫وترجح جزء مكن بزء مكن كترجح جزء مكن باجزاء مكنة وحينئذ فاجابته بقوله مموع الحاد نفس‬
‫الملة الفروضة وفيه ترجح الشيء بنفسه ليس بواب مطابق فإنم ل يدعوا ترجح الجموع بالجموع بل‬
‫ترجح الجتماع بكل واحد من الجزاء التعاقبة والجتماع وان كان جزءا فليس هو من الجزاء التعاقبة لكن‬
‫هذا فيه ترجيح بعض الجزاء ببعض فهو كتعليل بعض المكنات ببعض فيعود المر ويقال فالجموع هو‬
‫واجب بنفسه او مكن معلول لنفسه او معلول ببعضه او بارج عنه كما تقدم تقرير ابن سينا لجته ‪ ،‬وقد‬
‫تقدم ان الجموع إما ان ل يكون له علة بل هو واجب‬

‫بنفسه وهذا باطل كما تقدم واما ان يكون له علة وهو الجموع او بعضه او ما هو خارج عنه كما‬
‫يقال نظي ذلك ف دللة الطابقة والتضمن واللتزام ‪ ،‬فلهذا قال ف القسم الثان واما ان يقتضي الجموع علة‬
‫هي الحاد بأسرها فتكون معلولة لذاتا فان تلك الملة والكل شيء واحد واما الكل بعن كل واحد فليس‬
‫تب به اللمة ‪ ،‬يقول ان كان القتضي للمجموع هي الحاد بأسرها بيث تدخل فيها اليئة الجتماعية لزم‬
‫ان تكون الملة المكنة معلولة لذاتا فان الملة والكل والجموع شيء واحد بلف ما إذا أريد بالكل كل‬
‫واحد واحد فان الملة ل تب بكل واحد واحد إنا تب بجموع الحاد كالعشرة ل تصل بكل فرد فرد‬
‫من افرادها وكذلك سائر الركبات وانا يصل الركب بجموع اجزائه الت من جلتها اليئة الجتماعية ان‬
‫جعلت اليئة الجتماعية امرا وجوديا وان ل تعل كذلك ل يتج إل هذا بل يقال الجموع هو الحاد بأسرها‬
‫وليس هنا غي الحاد ‪ ،‬ولعل ابن سينا اراد هذا ولذا اوردا عليه تلك السولة‬

‫وهو ان الجموع مغاير للحاد وانه يوز ان يب الجموع بالحاد التعاقبة ونو ذلك ما تقدم ‪ ،‬وأما‬
‫القسم الثالث وهو ان يكون للمجموع علة هي بعضه فهذا قد ابطله بقوله ليس بعض الحاد اول بذلك من‬
‫بعض ان كان واحد منها معلول ولن علته اول بذلك ‪ ،‬وهذان ان وجهان ف تقرير ذلك أحدها ان كل جزء‬
‫من الجزاء إذا كان مكنا ومن ذلك اليئة الجتماعية فليس وجوب الجموع بذا الزء بأول من هذا لنه‬
‫متوقف على كل جزء جزء منها ‪ ،‬والثان ان كل واحد من تلك الجزاء معلول لغيه فعلته اول ان تكون هي‬
‫الوجبة للجميع منه سواء قيل ان علة الجموع واحد معي او واحد منها غي معي واما إذا قيل كل واحد‬
‫واحد فذلك ابعد لنه يقتضي اجتماع مؤثرين مستقلي على اثر واحد وهو متنع بصريح العقل واتفاق‬
‫العقلء ‪ ،‬فإن قيل إذا كان الجموع هو الجزاء ونفس الجتماع فهذا ل يفتقر إل شيء منفصل ‪ ،‬قيل هذا‬
‫هو القول بوجوب ذلك بنفسه وقد تقدم ابطاله فانه يكون كل جزء مكنا بنفسه والجتماع مكن بنفسه ول‬
‫يكن هنا‬
‫ما يغاير ذلك حت يقال هو واجب بنفسه فل يكن ان يكون هنا ما هو واجب بنفسه ‪ ،‬وقد ابطل‬
‫غيه هذا القسم بوجهي أحدها ذكره الرازي والمدى ان ما كان سبب الجموع كان سبب كل واحد من‬
‫اجزاء ذلك الجموع فلو قدر جزء من اجزاء الجموع سببا لزم كون ذلك الزء سببا لنفسه فيلزم كون‬
‫المكن علة معلول وأيضا فذلك الزء معلول فإذا كان مرجحا للمجموع كان مرجحا لعلته فيكون علة لعلته‬
‫فصل ‪ ،‬ول يذكر ابن سينا ول غيه ف إثبات واجب الوجود قطع الدور كما يذكر المهور قطع‬
‫التسلسل لظهور فساده وقد ذكرنا غي مرة ان القدمة إذا كانت معلومة مثل علمنا بأن الحدث ل بد له من‬
‫مدث بل مثل علمنا ان هذا الحدث له مدث كان العلم با كافيا ف الطلوب وان ما يرد على المور العلومة‬
‫هو من جنس شبه السوفسطائية الت ل ناية لا فيجب الفرق بي ما يكون من القدمات خفيا على أكثر الناس‬
‫يتاج إل بيان وما يكون معلوما لكثر الناس والشبه الواردة عليه من جنس شبه السوفسطائية ‪ ،‬ولا كان اهل‬
‫الكلم كثيا ما يوردون ويورد عليهم ما هو من جنس شبه السوفسطائية كما يورده الكفار الذين يادلون‬
‫بالباطل ليد حضوا به‬

‫الق ل يكن لذا حد مدود ول عد معدود بل هو بسب ما يطر للقلوب فلهذا صار كلما طال‬
‫الزمان أورد التاخرون اسولة سوفسطائية ل يذكرها التقدمون ‪ ،‬وزاد التأخرون مقدمة ف الدليل لدفع ذلك‬
‫السؤال فزادوا اول ان الحدث ل يتص بوقت دون وقت إل بخصص والوقات متماثلة والمور التماثلة‬
‫يتنع اختصاص بعضها دون بعض إل بخصص منفصل ‪ ،‬ث زادوا بعد هذا ان التخصيص مكن والمكن ل‬
‫يترجح وجوده على عدمه إذ ل يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح وزادوا ان الرجحات يتنع تسلسلها‬
‫كما تقدم ث زادوا بعد هذا قطع الدور ‪ ،‬وكذلك ابن سينا ل يذكر ف برهانه ان المكن ل يوجد من نفسه‬
‫فل بد ان يوجد بغيه فقال الرازي ل يلزم من صحة قولنا ليس المكن موجودا من ذاته صحة قولنا إنه موجود‬
‫بغيه لن بي القسمي واسطة وهي ان ل يكون وجوده من شيء أصل ل من ذاته ول من غيه واذا كان‬
‫كذلك ل يتم البهان إل بذكر هذا القسم وابطاله إما بادعاء الضرورة ف فساده او بذكر البهان على‬
‫فساده ‪ ،‬قال وهو ل يفعل شيئا من ذلك‬

‫‪ ،‬فيقال له كون وجود الشيء ل من نفسه ول من غيه هو ما يعلم فساده بالضرورة والمور العلومة‬
‫الفساد بالضرورة ل يب على كل مستدل تقديرها ونفيها فان هذا ل غاية له وانا يذكر النسان من ذلك ما‬
‫قد قيل او خطر بالبال فأما الذهن الصحيح الذي يعلم بالضرورة فساد مثل هذا التقدير فهو ل يورده على‬
‫نفسه ول يورده عليه غيه وانا يقع اليراد عند الشك والشتباه فإن قدر من الناس من يشك ف هذا احتاج‬
‫مثل هذا إل البيان وقد قلنا ان السولة السوفسطائية ليس لا حد مدود ول عد معدود وهذا نظي قول القائل‬
‫ان الحدث الذي كان بعد ان ل يكن يدث نفسه وهذا كله من العلوم البديهية الضوروية الفطرية الت هي من‬
‫ابي المور عند العقلء ‪ ،‬لو احتاج الستدل ان يذكر من القسام ما يطر ببال كل أحد وان كان فساده‬
‫معلوما بالضرورة لقال المكن إذا ل يوجد بنفسه فإما ان يوجد بوجد او بغي موجد واذا وجد بوجد فذلك‬
‫الوجد إما ان يوجده وهو معدوم أو يوجده وهو موجود ‪ ،‬ث يريد ان يبطل الثان بأن الوجد ل يوجد وهو‬
‫معدوم كما فعل ذلك طائفة من اهل الكلم واذا اراد ان يبطل ذلك قال والعدوم ل يكون موجدا لن العدم‬
‫ل يتميز فيه شيء عن شيء والوجد‬

‫‪ ،‬ل بد ان يتميز عن غيه واذا قيل العدوم يتميز فيه شيء عن شيء على قول من يقول العدوم شيء‬
‫تبي ان العدوم ليس بشيء فيكون إثبات وجود الصانع موقوفا على ابطال قول هؤلء كما فعل ذلك طائفة‬
‫من اهل الكلم ‪ ،‬ومن العلوم ان ابطال هذا ادق من ابطال كون الشيء الذي ل يكون وجوده من نفسه‬
‫يكون موجودا ل بنفسه ول بغيه إذ كان من العلوم البي لكل أحد ان مال يوجد بنفسه فل بد ان يكون‬
‫وجوده بغيه واما تقدير موجود ل يوجد بنفسه ول بغيه فهو متنع فإنه ل يعن بكونه موجودا بنفسه ان نفسه‬
‫اوجدته إذ كان هاذ معلوم المتناع بل يعن انه ل يتاج ف وجوده إل غيه بل وجوده واجب بنفسه فهو‬
‫موجود ازل وابدا فظهور صحة هذا الكلم وبطلن نقيضه ابي ما يستدل به عليه بل يكن هنا ايراد اسولة‬
‫اخرى يطول با الكلم ‪ ،‬وقال الرازي أيضا قد كان الواجب على ابن سينا ان يتكلم قبل هذا الفصل ف بيان‬
‫ان سبب المكن ل يكون مقدما عليه تقدما زمانيا فإنه لو جاز ذلك لا امتنع اسناد كل مكن إل اخر قبله ل‬
‫إل أول وذلك عنده غي متنع فكيف يكن ابطاله لثبات واجب الوجود واما إذا قامت الدللة على ان السبب‬
‫لبد من وجوده مع السبب فحينئذ لو حصل التسلسل لكانت تلك السباب والسببات بأسرها حاضرة معا‬
‫وذلك عنده مال‬

‫‪ ،‬والبهان الذي ذكره ف ابطال التسلسل أيضا متص بذه الصورة فكان الول اللكم ف هذه السالة‬
‫لكن لا كان ف عزمه ان يذكره ف موضع اخر وهو النمط الامس من هذا الكتاب ل جرم تساهل فيه ههنا ‪،‬‬
‫قلت مثل هذا الكلم هو الذي اوجب ان يدخل هذا القسم من ادخله ف هذا الدليل كالمدى وغيه ول‬
‫حاجة اليه بل ما ذكره ابن سينا كاف ‪ ،‬والدليل الذي ذكره على إبطال التسلسل ف العلل يوجب ابطال علل‬
‫متسلسلة سواء قدرت متمعة أو ل كما قد تبي من كلمه وهو ل يوز علل متسلسلة ل متعاقبة ول غي‬
‫متعاقبة وإنا يوز حوادث متسلسلة وتلك عنده شروط لدوث الوادث ل علل ول أسباب بعن العلل ول‬
‫يوز عنده إسناد كل مكن إل مكن قبله أصل ولكن يوز أن يكون وجوده مشروطا بوجود مكن قبله وبي‬
‫العلة والشرط فرق معروف ‪ ،‬ومن هنا دخل الغلط على الرازي ف هذا العتراض ولذا كان سائر من تكلم ف‬
‫إبطال العلل التسلسلة ل يتج إل ذكر هذا القسم أصل ول يقولون إن المكن أو الادث الذي يوجد قبل‬
‫المكن أو الادث هو علة أيضا ول هو مستند وجوده وإنا يقولون هو شرط فيه‬

‫‪ ،‬وأيضا فإسناد كل مكن إل آخر قبله إما أن يراد به أنه يستند إل آخر موجود قبله فيستمر الوجود‬
‫إل حي وجود المكن الفعول وإما أن يراد به إل آخر يكون موجودا قبله ويعدم قبله ‪ ،‬فإن أريد الول‬
‫فمعلوم أنه إذا بطل إسناده إل مكن موجود مع وجوده كان هذا متناول لا يوجد مع ذلك قبل وجوده ولا ل‬
‫يوجد إل عند وجوده فل حاجة إل تصيص ما وجد قبل وجوده بالذكر كما ل يتاج إل تصيص ما يبقى‬
‫بعد وجوده بالذكر إذ الدليل يتناول كل ما كان موجودا عند وجوده سواء وجد قبل ذلك أيضا أو بعد ذلك‬
‫أيضا أو ل يكن موجودا إل حي وجوده ‪ ،‬وأما أن أريد استناده إل آخر يكون موجودا قبله ويعدم أيضا قبله‬
‫وهذا هو الذي أراده الرازي ل يتج أيضا إل هذا لوجوه ‪ ،‬أحدها أنه إذا بطل إسناده إل مكن موجود حال‬
‫وجوده فبطلن إسناده إل مكن يعدم حي وجوده أول وأحرى فإذا قام الدليل على بطلن تسلسل العلل‬
‫المكنة مع كونا معا ف الوجود فبطلن التسلسل مع تعاقبها أظهر وأجلى ‪ ،‬الثان أن الدليل الدال على بطلن‬
‫التسلسل ف العلل هو دليل مطلق عام سواء قدرت متقارنة أو متعاقبة فإن جيع ما ذكر من‬

‫الدلة الدالة على أن مموع المكنات مفتقرة إل أمر خارج عنها يتناول جيع النواع الت يقدرها‬
‫سواء قدر أنا متسلسلة على سبيل القتران أو على سبيل التعاقب وسواء قدرت مع التعاقب بعدم الول عند‬
‫وجود الثان أو يبقى بعد وجوده أو ل يكون وجوده إل مع وجوده ل سابقا ول لحقا وكذلك إذا قدرت مع‬
‫القتران ل يكون بعضها قبل بعض ول بعده أو يوجد بعضها قبل بعض أو بعده فمهما قدر من التقديرات الت‬
‫تطر بالبال ف تسلسل الؤثرات فما ذكر من الدلة يبطل ذلك كله ويبي امتناعه فتبي أن ما ذكره ابن سينا‬
‫كاف ف ذلك ل يتاج إل الزيادة الت زادها الرازي والمدي ‪ ،‬الثالث أنه إذا كانت المكنات متاجة إل‬
‫خارج عنها ليس بمكن بل هو واجب الوجود بنفسه فذلك يتنع عدمه ويب وجوده فكان نفس إثبات‬
‫واجب الوجود كافيا ف أنه يستمر الوجود حال وجود المكن ل يتاج إل ذلك الواجب ‪ ،‬الرابع أن ما‬
‫ذكروه من المكن يفتقر إل الواجب وإنا ل يكون افتقاره إليه متصا ببعض الزمنة أن الواجب ‪ ،‬وقال‬
‫الرازي أيضا لا شرح طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود‬

‫وأبطل التسلسل قد بقي هنا كلم آخر وهو إبطال الدور وهو أن يكون هذا يترجح بذاك وذاك يترجح‬
‫بذا ‪ ،‬قال واعلم أن الدور باطل والعتمد ف إبطاله أن يقال العلة متقدمة على العلول ولو كان كل منهما علة‬
‫للخر لكان كل منهما متقدما على الخر فيكون كل منهما متقدما على التقدم على نفسه فيلزم تقدم كل‬
‫منهما على نفسه وهو مال ‪ ،‬وأورد على هذا ما مضمونه أن التقدم إن كان غي كون أحدها علة للخر فل‬
‫نسلم الول وإن كان هو كون أحدها علة للخر كان اللزم هو اللزوم فيكون العن لو كان أحدها علة‬
‫للخر لكان علة للخر ‪ ،‬ث قال والنصاف أن الدور معلوم البطلن بالضرورة ولعل الشيخ إنا تركه لذلك ‪،‬‬
‫قلت هذا هو الصواب فإن بطلن الدور معلوم بالضرورة ولجل هذا ل يطر لكثر العقلء حت يتاجوا إل‬
‫نفيه عن قلوبم كما ل يطر لم أن الفاعل للموجودات يكون معدوما ول يطر لم أن الشيء يدث أو‬
‫يكون ل بنفسه ول بغيه بل ول يطر لم أنه يكن أن تكون مفعولت متعاقبة ل فاعل لا وهو تسلسل العلل‬
‫فيكون معلول مفعول لعلول مفعول والعلول الفعول معلول لفعول آخر ل إل ناية فأكثر الذهان الصحيحة‬
‫ل يطر لا إمكان هذا‬

‫حت تتاج إل نفيه وكذلك ل يطر لا أنه يكن وجود شيئي كل منهما فعل الخر بل هم يعلمون‬
‫أن الشيء ل يفعل نفسه فكيف يفعل فاعل نفسه ‪ ،‬وقول القائل إنه لو كان كل منهما فاعل للخر أو مؤثرا‬
‫ف الخر أو علة ف الخر لكان كل منهما قبل الخر كلم صحيح ‪ ،‬وأما قول العترض إن أريد بالتقدم تقدم‬
‫العلة على العلول فاللزم هو اللزوم وإن أريد غيه فإنه منوع ‪ ،‬فهذا عنه جوابان أحدها أن يراد به التقدم‬
‫العقول ف فطر الناس من تقدم الفاعل على الفعول وهو كونه قبله بالزمان أو تقدير الزمان وعلى هذا جهور‬
‫العقلء ‪ ،‬بل قد يقولون إن هذا معلول بالضرورة وهو كون الفاعل سابقا متقدما على مفعوله وإنه يتنع أن‬
‫يكونا متساويي ف زمان الوجود ‪ ،‬وهذ ما يستدل به على أن كل ما سوى ال حادث ليس ف الوجودات ما‬
‫يقارن الالق ويكون معه بالزمان ول يعرف ف الوجود مفعول معي قارن فاعله ف زمانه أصل وإنا يعرف‬
‫هذا ف الشرط والشروط فإن الشرط قد يقارن الشروط فل يوجد قبله وقد يوجد قبله لكن ل بد من وجوده‬
‫معه كما أن الياة إذا كانت شرطا ف العلم والرادة أمكن أن تكون متقارنة ف صفات ال تعال فإن حياته‬

‫وعلمه معا ل يسبق الخر والعلم مشروط بالياة وكذلك الذات مع الصفات اللزمة ل يوجد أحدها‬
‫قبل الخر بل ها متلزمان ول يوجد أحدها إل مع الخر ‪ ،‬وقد يكون الشرط سابقا كالعراض الت ل‬
‫توجد إل بحل وقد يكون الحل موجودا قبل وجود العراض وكما ف افعال ال الادثة فإنا مشروطة بوجود‬
‫ذاته وذاته متقدمة عليها ‪ ،‬وما ذكره من ذكره من اهل الفلسفة والكلم ف مسالة حدوث العال وغيها من ان‬
‫التقدم ينقسم الىتقدم بالذات والعلية وقد يسمى الول تقدما بالعلية والثان تقدما بالذات كتفدم العلة على‬
‫العلول وتقدم بالطبع كتقدم الواحد على الثني ‪ ،‬وفرقوا بينهما بأنه ف الول يكون التقدم فاعل للمتاخر وف‬
‫الثان يكون شرطا فيه ومثلوا الول بتقدم حركة اليد على حركة الات والكم فإنك تقول تركت يدي‬
‫فتحرك الات فيها فزمانما واحد مع العلم بأن الول متقدم على الثان وينقسم إل التقدم بالزمان وبالرتبنة‬
‫السية او العقلية ‪ ،‬وزاد طائفة منهم الشهرستان والرازي ومن اتبعهما تقدما اخر بطلق الوجود وجعلوا التقدم‬
‫بعض اجزاء الزمان على بعض‬

‫منه فيجيب عنه من يوافق جهور العقلء بأن التقدم العقول إنا هو التقدم بالزمان او تقدير الزمان على‬
‫الناع العروف ف هذا الوضع ‪ ،‬واما التقدم بالكان والرتبة فهو تابع لذا لا كان التقدم ف الكان يتحرك قبل‬
‫حركة التأخر كتحرك المام قبل الاموم والمي قبل الأمور ‪ ،‬واما التقدم بالعلية فان عن به هذا وأل فل‬
‫حقيقة له فل تعقل علة تامة تكون هي بسائر اجزائها مقارنة لعلولا أصل ‪ ،‬وقول القائل تركت يدي فتحرك‬
‫الات ليس هو من تقدم الفاعل على الفعول فإن حركة اليد ليست هي الفاعل لركة الات لكن هي شرط‬
‫فيها فل توجد حركة الات التابعة لركة اليد إل بشرط وجود حركة اليد الت هي متبوعة كما ان حركة‬
‫الصابع ل توجد إل بركة الكف ‪ ،‬فإن قيل الركتان معا ف الزمان فالفاعل لذه هو الفاعل للخرى وهو‬
‫متقدم عليهما جيعا‬

‫‪ ،‬وان قيل بل أحداها عقب الخرى ف الزمان كاجزاء الزمان التلحقة بطل قول القائل انما معا ف‬
‫الزمان ‪ ،‬وكثيا ما يشتبه على الناس الوجود مع الشيء بالوجود عقبه بل يطلقون لفظ لع على العاقب له‬
‫ويقولون جاءا معا وان كان ميء أحدها معاقبا للخر إذا ل يكن بينهما فصل بل يطلقون ذلك مع قرب‬
‫الخر فالادثان إذا كان زمانما واحدا او حدث أحدها عقب حدوث الخر بل فصل كاجزاء الركة‬
‫والزمان ل ييز اكثر الناس بي هذا وهذا بالس ‪ ،‬وحينئذ فقول القائل تركت يدي فتحرك كمي ‪ ،‬يقال له‬
‫ل ل يوز ان يكون هذا مع هذا كاجزاء الركة والزمان بعضها مع بعض والركة تدث شيئا فشيئا من‬
‫الفاعل والقابل فمن حرك سلسلة او حبل معلق الطرفي فإنه إذا حرك أحد الطرفي ترك شيئا فشيئا حت‬
‫تنتهي الركة إل الطرف الخر وهي متعاقبة كتعاقب زمان تلك الركة وليست اجزاء الركة وزمانا متقارنة‬
‫ف الزمان وانا يتحرك معا ف الزمان ما لتكون الركة ف أحدها اسبق من الخر مثل البدن إذا ترك منتقل‬
‫فان اجزاء البدن تتحرك ف ان واحد ل يسبق بعضها بعضا إل ما تقدم من الركة كما تقدم احدى الرجلي‬
‫على الخرى بلف خرزات الظهر التصلة تتصل‬

‫حركتها فإذا حركت يده تركت جيع اجزائها وما فيها كالات وما يتصل با كالكم فيكون حكمها‬
‫حكم السم التصل إذا ترك والركة النفصلة عن اخرى كحركة الرجل قبل الرجل يشهد فيها التقدم‬
‫بالزمان لوجود النفصل واما مع التصال فقد يشتبه التصل بالقارن وحينئذ فأي حركة كانت من قبل التصل‬
‫فهي متصلة با قبلها كاتصال اجزاء زمان الركة فليس هناك اقتران ف الزمان ‪ ،‬واذا قيل ف حركة الكم ان‬
‫زمانا زمان حركة اليد كما يقال مثل ذلك ف سائر التحركات معا بالزمان فهنا ل نسلم ان احدى الركتي‬
‫فاعلة للخرى بل غايتها ان تكون شرطا فيها والشرط يوز ان يقارن الشروط بلف الفاعل فإنه ل بد ان‬
‫يتقدم على الفعل العي والفعول العي وان قدر ان نوع الفعل لزم له كما إذا قدر قدي ازل متحرك ل يزل‬
‫متحركا فإنه سيتقدم على كل جزء من اجزاء الركة لزما له فمن جوز وجود جسم قدي ل يزل متحركا ل‬
‫يقول ان شيئا معينا من الركة قدي ازل بل يقول نوع من الركة ازل وان كان كل منها حادثا كائنا بعد ان‬
‫ل يكن مسبوقا بالعدم ‪ ،‬و التفلسفة القائلون بقدم شيء من العال ل دليل لم على ذلك اصل بل غايه ما‬
‫عندهم إثبات قدم نوع الفعل وقدم نوع الفعل ل يستلزم قدم فعل معي ول مفعول معي بل ذلك متنع‬

‫‪ ،‬وقول القائل العلة متقدمة على العلول وان قارنته بالزمان وجعله الباري مع العال بذه النلة ‪ ،‬يقال‬
‫له ان اردت بالعلة ماهو شرط ف وجود العلول ل مبدعا له كان حقيقة قولك ان واجب الوجود ليس هو‬
‫مبدعا للممكنات ول ربا لا بل وجوده شرط ف وجودها وهذا حقيقة قول هؤلء فالرب على اصلهم والعال‬
‫متلزمان كل منهما شرط ف الخر والرب متاج إل العال كما ان العال متاج إل الرب وهم يبالغون ف‬
‫إثبات غناه عن غيه وعلى اصلهم فقره إل غيه كفقر بعض الخلوقات ‪ ،‬وغاية التحذلق منهم كأرسطو ان‬
‫يعل الفلك واجب الوجود ل يقبل العدم مع كونه مفتقرا إل البدا الول لجل التشبه به ويعل البدأ الول‬
‫غنيا عما سواه لكن من التناقص ان يقول ان واجب الوجود مفتقرال غيه وأيضا فالزل الذي يثبته ل حقيقه‬
‫له كما قد بسط ف موضع اخر ‪ ،‬وان اراد بالعلة ما هو مبدع للمعلول له فهذا ل يعقل مع كون زمانه العلول‬
‫ل يتقدم على العلول تقدما حقيقيا وهو التقدم العقول‬

‫‪ ،‬واذا شبهوا وجود الفلك مع الرب بالصوت مع الركه والضوء مع الشمس كان هذا ونوه تشبيها‬
‫باطل ل يفيد إمكان صحة قولم فضل عن إثبات صحته فان هذه المور وامثالا إما ان يقال فيها ان الثان‬
‫موجود متصل بالول كأجزاء الزمان والركة ل أنه معه ف الزمان وإما أن يقال الثان مشروط بالول ل ان‬
‫الول مبدع للثان فاعل له فل يكنهم ان يذكروا وجود فاعل لغيه مع ان زمانما معا أصل ‪ ،‬ونن ذكرنا‬
‫هذا التقسيم لئل يكون الواب مبنيا على امور دقيقة يتص بفهمها بعض الناس فإن الواب كلما كان اظهر‬
‫واتفاق العقلء عليه اكثر كان اول بالذكر من غيه إذ القصود بيان الق وابطال الباطل وأل فيمكن بسط‬
‫الكلم ف هذا وان يقال السبب لبد ان يتقدم على مسببه بالزمان وان الفاء الستعمله ف هذا هي فاء‬
‫التعقيب ‪ ،‬فقول القائل تركت يدي فتحرك كمي يدل على ان الثان عقب الول ويقال إن فاء التسبب‬
‫تتضمن التعقيب من غي عكس فكل مسبب فإنه يكون بعد سببه فليس كل ما كان عقب‬
‫غيه يكون مسببا عنه بل قد يكونان مسببي لسبب اخر وان كان شرطا فيه ‪ ،‬ث الكلم ف هذا ينجر‬
‫إل الفرق بي السبب وجزئه والشرط وليس هذا موضع استقصائه فإن القصود حاصل بدون ذلك وإنا‬
‫القصود هنا أن تقدم العلة الفاعلة على العلول الفعول أمر معقول عند جاهي العقلء من الولي والخرين‬
‫وإنا يوز كون الفعول العلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس كابن سينا والرازي ونوها ‪ ،‬وقد زعم‬
‫الرازي ف مصله وغيه أن التكلمي والفلسفة يوزون وجود المكن القدي عن موجب بالذات وهي العلة‬
‫القدية ‪ ،‬لكن التكلمون يقولون إنه فاعل بالختيار فلهذا ينعون قدم شيء من المكنات والتفلسفة يقولون إنه‬
‫غي فاعل بالختيار فلهذا قالوا بقدم معلوله وهذا الذي قاله غلط على الطائفتي جيعا كما قد بسطناه ف‬
‫موضع آخر ‪ ،‬فالتكلمون الذين يقولون بامتناع مفعول قدي يقولون إن ذلك متنع على أي وجه قدر فاعله‬
‫ويقولون كون الرب فاعل بغي الختيار متنع أيضا وليس امتناع أحدها مشروطا بالعلم بامتناع الخر ‪،‬‬
‫والفلسفة القائلون بقدم الفلك لم قولن ف العلة الول هل هي فاعلة بالختيار أو موجبة بل اختيار‬

‫‪ ،‬وقد ذكر القولي عنهم أبو البكات صاحب العتب وغيه وهو يتار أنه فاعل بالختيار مع قوله‬
‫بقدم الفعل وليست مسألة القدم ملزمة لسألة الفاعل بالختيار ل عند هؤلء ول عند هؤلء كما ادعاه‬
‫الرازي على الطائفتي وكذلك القول بإمكان معلول مفعول مقارن لفاعله هو قول بعض القائلي بقدم العال ل‬
‫قولم كلهم ول قول واحد من أتباع الرسل ول من يقول بأن ال خالق لا برأه مدث له وحينئذ فالقول بتقدم‬
‫الفاعل على مفعوله تقدما معقول زمانيا وإما مقدرا تقدير الزمان قول جهور العقلء فهذا أحد الوابي ‪،‬‬
‫الوجه الثان أن يقال هب أنم أرادوا بالتقدم تقدم العلة على العلول من غي تقدم بالزمان ول تقدير الزمان‬
‫وكان اللزم هو اللزوم لكن الشيء الواحد إذا عب عنه بعبارتي تدل كل منهما على وصف غي الوصف‬
‫الخر كان تعدد العان نافعا وإن كانت الذات واحدة ولذا قد تعلم الذات بوصف ول تعلم بوصف آخر فإذا‬
‫كان ذات التقدم ذات العلة فليس الفهوم من نفس العلة هو الفهوم من نفس التقدم وإن كانا متلزمي بل‬
‫معن العلة أنه اقتضاه وأوجبه ومعن التقدم أنه قبله ‪ ،‬وقد يفهم السبق والقبلية من ل يعلم أنه علة بعد فإذ قيل‬
‫لو كان علة لكان قبله كان هذا صحيحا ث العقل يزم بأن الشيء ل يكون قبل نفسه فضل عن أن يكون قبل‬
‫ما هو قبل نفسه بأي وجه فسر معن السبق والقبلية‬

‫‪ ،‬وحينئذ فيستدل بذا على ذاك من ل بفهم المتناع من لفظ العلة وأما من فهم المتناع من لفظ‬
‫العلة كما عليه جهور الفطر السليمة فل يتاج إل هذا ‪ ،‬ولكن كون الشيء دليل على الشيء معناه أنه يلزم‬
‫من ثبوته ثبوته ‪ ،‬والشيئان التلزمان كل منهم يصلح أن يكون دليل على الخر ث من شأن النسان أن‬
‫يستدل بالظاهر على الفى لكن الظهور والفاء من المور النسبية فقد يظهر لذا ما ل يظهر لذا وقد يظهر‬
‫للنسان ف وقت ما يفى عليه ف وقت آخر فلهذا أمكن أن يستدل بذا على ذاك وبذاك على هذا إذا قدر إن‬
‫هذا أظهر من ذاك تارة وذاك أظهر من هذا أخرى وإما بسب شخصي وإما بسب حالي ‪ ،‬وهذه العان من‬
‫تفطن لا انلت عنه شبه كثية فيما يورده الناس على الدود والدلة الت قد يقال إنه ل فائدة فيها ول حاجة‬
‫إليها وذاك صحيح وقد يقال بل ينتفع با وهذا أيضا صحيح ‪ ،‬لكن من حصر العلم بطريق عينه هو مثل حد‬
‫معي ودليل معي أخطأ كثيا كما أن من قال إن حد غيه ودليله ل يفيد بال أخطأ كثيا وهذا كما أن الذين‬
‫أوجبوا النظر وقالوا ل يصل العلم إل به مطلقا أخطأوا والذين قالوا ل حاجة إليه بال بل العرفة دائما‬
‫ضرورية لكل أحد ف كل حال أخطأوا بل العرفة‬

‫‪ ،‬وإن كانت ضرورية ف حق أهل الفطر السليمة فكثي من الناس يتاج فيها إل النظر والنسان قد‬
‫يستغن عنه ف حال ويتاج إليه ف حال وكذلك الدود قد يتاج إليها تارة ويستغن عنها أخرى كالدود‬
‫اللفظية والترجة قد يتاج إليها تارة وقد يستغن عنها أخرى وهذا له نظائر ‪ ،‬وكذلك كون العلم ضروريا‬
‫ونظريا والعتقاد قطعيا وظنيا أمور نسبية فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وف حال وهو عند آخر وف‬
‫حال أخرى مهول فضل عن أن يكون مظنونا وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وف حال ونظريا لشخص‬
‫آخر وف حال أخرى ‪ ،‬وأما ما أخب به الرسول فإنه حق ف نفسه ل يتلف باختلف عقائد الناس وأحوالم‬
‫فهو الق الذي ل يقبل النقيض ولذا كل ما عارضه فهو باطل مطلقا ‪ ،‬ومن هنا يتبي لك أن الذين بنوا‬
‫أمورهم على مقدمات إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغي والستحالة فإن‬
‫القلوب بيد ال يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق ل يقبل النقيض بال فهو صلى ال عليه‬
‫وسلم يب بالق كما قال أهل النة لا دخلوها ‪ ،‬المد ل الذي هدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال‬
‫لقد جاءت رسل ربنا بالق ‪ ،‬سورة العراف ‪ 43‬وقد قال تعال ‪ ،‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا ‪ ،‬سورة‬
‫البقرة ‪ ، 119‬وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا ‪ ،‬سورة الحزاب ‪ 46‬وقال تعال ‪ ،‬أم ل يعرفوا رسولم فهم‬
‫له منكرون‬

‫أم يقولون به جنة بل جاءهم بالق وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الق أهواءهم لفسدت‬
‫السماوات والرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ‪ ،‬سورة الؤمنون ‪، 71 69‬‬
‫وقال تعال ‪ ،‬الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال أضل أعمالم والذين آمنوا وعملوا الصالات وآمنوا با نزل‬
‫على ممد وهو الق من ربم كفر عنهم سيئاتم وأصلح بالم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين‬
‫آمنوا اتبعوا الق من ربم كذلك يضرب ال للناس أمثالم ‪ ،‬سورة ممد ‪ 3 1‬ومثل هذا كثي ‪ ،‬فالرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم يب بالق ويقيم عليه الدلة العقلية البهانية الوصلة إل معرفته كالقيسة العقلية وهي‬
‫المثال الضروبة ‪ ،‬قال تعال ‪ ،‬ولقد صرفنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل فأب أكثر الناس إل كفورا ‪،‬‬
‫سورة السراء ‪ 89‬وقال تعال ‪ ،‬ولقد صرفنا ف هذا القرآن للناس من كل مثل وكان النسان أكثر شيء‬
‫جدل ‪ ،‬سورة الكهف ‪ 54‬إل قوله تعال ‪ ،‬ويادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الق واتذوا آيات وما‬
‫أنذروا هزوا ومن أظلم من ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبم أكنة أن‬
‫يفقهوه وف آذانم وقرا وإن تدعهم إل الدى فلن يهتدوا إذا أبدا ‪ ،‬سورة الكهف ‪57 56‬‬

‫‪ ،‬وقال تعال ‪ ،‬ولقد ضربنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ‪ ،‬سورة الزمر ‪، 27‬‬
‫وهو سبحانه ييب عن العارضات كما قال تعال ‪ ،‬ول يأتونك بثل إل جئناك بالق وأحسن تفسيا ‪ ،‬سورة‬
‫الفرقان ‪ 23‬وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود هان ان الطريقة الشرعية تتضمن الب بالق‬
‫والتعريف بالطرق الوصلة اليه النافعة للخلق واما الكلم على كل ما يطر ببال كل أحد من الناس من‬
‫الشبهات السوفسطائية فهذا ل يكن ان يبينه خطاب على وجه التفصيل ‪ ،‬والعلوم الفطرية حاصلة مع صحة‬
‫الفطرة وسلمتها وقد يعرض للفطرة ما يفسدها ويرضها فترى الق باطل كما ف البدن إذا فسد او مرض‬
‫فإنه يد اللو مرا ويرى الواحد اثني فهذا يعال با يزيل مرضه ‪ ،‬والقرآن فيه شفاء لا ف الصدور من المراض‬
‫والنب صلى ال عليه وسلم علم ان وسواس التسلسل ف الفاعل يقع ف النفوس وانه معلوم الفساد بالضرورة‬
‫فأمر عند ورود بالستعاذة بال منه والنتهاء عنه كما ف الصحيحن واللفظ لسلم عن أب هريرة قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يزال الناس يتسائلون حت يقال‬

‫‪ ،‬هذا ال خلق اللق فمن خلق ال فمن وجد من ذلك فليقل آمنت بال ‪ ،‬وف لفظ اخر يات الشيطان‬
‫احدكم فيقول من خلق السماء من خلق الرض فيقول ال وزاد فليقل امنت بال ورسله وف لفظ اخر يقول‬
‫من خلق كذا من خلق كذا حت يقول من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بال ولينته هذا لفظ البخاري نوه‬
‫‪ ،‬وف مسلم عن انس عن النب صلى ال عليه وسلم قال قال ال عز وجل ان امتك ل يزالون يقولون ما كذا‬
‫ما كذا حت يقولوا هذا ال خلق اللق فمن خلق ال سبحانه ‪ ،‬وف البخاري عن انس قال قال رسول اله صلى‬
‫ال عليه وسلم لن يبح الناس يتساءلون هذا ال خالق كل شيء فمن خلق ال‬

‫‪ ،‬وقد سئل بعض السالكي طريقة هؤلء كالرازي ونوه فقيل له ل ل يامر النب صلى اله عليه وسلم‬
‫عند هذا الوسواس بالبهان البي لفساد التسلسل والدور بل امر بالستعاذة فأجاب بان مثل هذا مثل من‬
‫عرض له كلب يبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقه فتارة يضربه بعضا وتارة يطلب من صاحب الكلب ان يزجره‬
‫قال فالبهان هو الطريق الول وفيه صعوبة والستعاذة بال هو الثان وهو اسهل ‪ ،‬واعترض بعضهم على هذا‬
‫الواب بان هذا يقتضي ان طريقة البهان اقوى واكمل ولبس المر كذلك بل طريقة الستعاذة اكمل واقوى‬
‫فإن ال للوسواس عن القلب اكمل من دفع النسان ذلك عن نفسه ‪ ،‬فيقال السؤال باطل وكل من جوابيه‬
‫مبن على الباطل فهو باطل وذلك ان هذا الكلم مبناه على ان هذه السئلة الواردة على النفس تندفع بطريقي‬
‫أحدها البهان والخر الستعاذة وان النب صلى ال عليه وسلم امر بالستعاذة وان البي لفساد الدور‬
‫والتسلسل قطعة بطريق البهان وان طريقة البهان تقطع السولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وان النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بطريقة البهان ‪ ،‬وهذا خطأ من وجوه بل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أمر بطريقة البهان حيث يؤمر با ودل على ماميع الباهي الت يرجع اليها غاية‬

‫‪ ،‬نظر النظار ودل من الباهي على ما هو فوق استنباط النظار والذي امر به ف دفع هذا الوسواس‬
‫ليس هو الستعاذة فقط بل امر باليان وامر بالستعاذة وامر بالنتهاء ول طريق إل نيل الطلوب من النجاة‬
‫والسعادة إل با امر به ل طريق غي ذلك ‪ ،‬وبيان ذلك من وجوه ‪ ،‬أحدها ان يقال البهان الذي ينال بالنظر‬
‫فيه العلم ل بد ان ينتهي إل مقدمات ضروية فطرية فإن كل علم ليس بضروري ل بد ان ينتهي إل علم‬
‫ضروري إذ القدمات التظرية لو اثبتت بقدمات نظرية دائما لزم الدور القبلى او التسلسل ف الؤثرات ف مل‬
‫له ابتداء وكلها باطل بالضرورة واتفاق العقلء من وجه فان العلم النظري الكسب هو ما يصل بالنظر ف‬
‫مقدمات معلومة بدون النظر إذ لو كانت تلك القدمات أيضا نظرية لتوقف على غيها فيلزم تسلسل العلوم‬
‫النظرية ف النسان والنسان حادث كائن بعد ان ل يكن والعلم الاصل ف قلبه حادث فلو ل يصل ف قلبه‬
‫علم إل بعد علم قبله للزم ان ل يصل ف قلبه علم ابتداء فل بد من علوم بديهية أولية يبتدؤها ال ف قلبه‬
‫وغاية البهان ان ينتهي اليها‬

‫‪ ،‬ث تلك العلوم الضرورية قد يعرض فيها شبهات ووساوس كالشبهات السوفسطائية مثل الشبهات‬
‫الت يوردها على العلوم السية والبديهية كالشبهات الت اوردها الرازي ف أول مصلة وقد تكلمنا عليها ف‬
‫غي هذا الوضع ‪ ،‬والشبهات القادحة ف تلك العلوم ل يكن الواب عنها البهان لن غاية البهان ان ينتهي‬
‫اليها فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث ولذا كان من انكر العلوم السية والضرورية ل يناظر‬
‫بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حت يعترف بالق وان كان غالطا إما لفساد عرض لسه او عقله لعجزه‬
‫عن فهم تلك العلوم واما لنحو ذلك فانه يعال با يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه فإن عجز عن‬
‫ذلك لفساد ف طبيعته عول بالدوية الطبيعية او بالدعاء والرقى والتوجه ونو ذلك وأل ترك ‪ ،‬ولذا اتفق‬
‫العقلء على ان كل شبهة تعرض ل يكن ازالتها بالبهان والنظر والستدلل وانا ياطب بالبهان والنظر‬
‫والستدلل من كانت عنده مقدمات علمية وكان من يكنه ان ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيها فمن ل يكن‬
‫عنده مقدمات علمية او ل يكن قادرا على النظر ل تتمكن ماطبته بالنظر والستدلل‬

‫‪ ،‬واذا تبي هذا فالوسوسة والشبهة القادحة ف العلوم الضرورية ل تزال بالبهان بل مت فكر العبد‬
‫ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حت يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة‬
‫السوفسطائية ‪ ،‬وهذا يزول بالستعاذة بال فان ال هو الذي يعيذ العبد وييه من الشبهات والشهوات الغوية‬
‫ولذا امر العبد أن يستهدي ربه ف كل صلة فيقول ‪ ،‬اهدنا الصرط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي‬
‫الغضوب عليهم ول الضالي ‪ ( ،‬سورة الفاتة ‪ ، ) 7 6‬وف الديث اللي الصحيح عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعال ‪ ،‬يا عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدون أهدكم ‪ ،‬وقال‬
‫تعلى ‪ ،‬واذا قرأت القران فاستعذ بال من الشيطان الرجيم ‪ ( ،‬سورة النحل ‪ ، ) 97‬وقال تعال ‪ ،‬واما ينغنك‬
‫من الشيطان نزغ فاستغذ بال انه سيع عليم ‪ ( ،‬سورة العراف ‪) 200‬‬

‫‪ ،‬وقال تعال ‪ ،‬واما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال انه هو السميع العليم ‪ ،‬سورة ( فصلت ‪36‬‬
‫) ‪ ،‬وف الصحيحي عن سليمان بن صرد قال استب رجلن عند النب صلى ال عليه وسلم فجعل أحدها‬
‫يغضب ويمر وجهه فقال النب صلى ال عليه وسلم ان لعلم كلمة لو قالا لذهب ذا عنه أعوذ بال من‬
‫الشيطان الرجيم فأمر ال تعال العبد ان يستعيذ من الشيطان عند القراءة وعند الغضب ليصرف عنه شره عند‬
‫وجود سبب الي وهو القراءة ليصرف عنه ما ينع الي وعند وجود سبب الشر ليمنع ذلك السبب الذي‬
‫يدثه عند ذلك ‪ ،‬وقدة ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ما من قلب من قلوب العباد إل وهو بي‬
‫اصبعي من أصابع الرحن ان شاء أن يقيمه اقامه وان شاء ان يزيغه ازاغه‬

‫‪ ،‬وكانت يي النب صلى ال عليه وسلم ل ومقلب القلوب ‪ ،‬وكان كثيا ما يقول والذي نفس ممد‬
‫بيده ‪ ،‬وف الديث للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمع غليانا ‪ ،‬وشواهد هذا الصل كثية مع ما يعرفه‬
‫كل أحد من حال نفسه من كثرة تقلب قلبه من الواطر الت هي من جنس العتقادات ومن جنس الرادات‬
‫وفيها الحمود والذموم وال هو القادر على صرف ذلك عنه فالستعاذة بال طريق مفضية إل القصود الذي‬
‫ل يصل بالنظر والستدلل ‪ ،‬والوجه الثان أن يقال النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بالستعاذة وحدها بل‬
‫أمر العبد ان ينتهي عن ذلك مع الستعاذة اعلما منه بأن هذا السؤال هو ناية الوسواس فيجب النتهاء عنه‬

‫‪ ،‬ليس هو من البدايات الت يزيلها ما بعده فإن النفس تطلب سبب كل حادث وأول كل شيء حت‬
‫تنتهي إل الغاية والنتهى ‪ ،‬وقد قال ال تعال ‪ ،‬وأن إل ربك النتهى ‪ ،‬سورة النجم ‪ 42‬وف الدعاء الأثور‬
‫الذي ذكره مالك ف الوطأ حسب ال وكفى سع ال لن دعا ليس وراء ال مرمى ‪ ،‬وف رواية ليس وراء ال‬
‫منتهى ‪ ،‬فإذا وصل العبد إل غاية الغايات وناية النهايات وجب وقوفه فإذا طلب بعد ذلك شيئا آخر وجب‬
‫أن ينتهي فأمر النب صلى ال عليه وسلم العبد أن ينتهي مع استجارته بال من وسواس التسلسل كما يؤمر كل‬
‫من حصل ناية الطلوب وغاية الراد أن ينتهي إذ كل طالب ومريد فل بد له من مطلوب ومراد ينتهي إليه‬
‫وإنا وجب انتهاؤه لنه من العلوم بالعلم الضروري الفطري لكل من سلمت فطرته من بن آدم أنه سؤال‬
‫فاسد وأنه يتنع أن يكون لالق كل ملوق خالق فإنه لو كان له خالق لكان ملوقا ول يكن خالقا لكل ملوق‬
‫بل كان يكون من جلة الخلوقات والخلوقات كلها ل بد لا من خالق وهذا معلوم بالضرورة والفطرة وإن ل‬
‫يطر ببال العبد قطع الدور والتسلسل فإن وجود الخلوقات كلها بدون خالق معلوم المتناع بالضرورة‬

‫وإذا قلنا يتنع وجود الحدثات كلها بدون مدث كان هذا متضمنا لذاك فإن كل ملوق مدث فإذا‬
‫كان كل مدث ل بد له من مدث فكل ملوق ل بد له من خالق أول وكذلك إذا قلنا كل مكن ل بد له من‬
‫واجب ‪ ،‬فلما كان بطلن هذا السؤال معلوما بالفطرة والضرورة أمر النب صلى ال عليه وسلم أن ينتهى عنه‬
‫كما يؤمر أن ينتهى عن كل ما يعلم فساده من السولة الفاسدة الت يعلم فسادها كما لو قيل مت حدث ال‬
‫أو مت يوت ونو ذلك ‪ ،‬وهذا ما يبي أن سؤال السائل أين كان ربنا ف حديث أب رزين ل يكن هذا‬
‫السؤال فاسدا عنده صلى ال عليه وسلم كسؤال السائل من خلق ال فإنه ل ينه السائل عن ذلك ول أمره‬
‫بالستعاذة بل النب صلى ال عليه وسلم سأل بذلك لغي واحد فقال له أين ال وهو منه أن يسأل سؤال‬
‫فاسدا وسع الواب عن ذلك وهو منه أن يقر على جواب فاسد ولا سئل عن ذلك أجاب فكان سائل به‬
‫تارة وميبا عنه أخرى ‪ ،‬ولو كان القصود مرد التمييز بي الرب والصنم مع علم الرسول أن‬

‫السؤال والواب فاسدان لكان ف السولة الصحيحة ما يغن غي الرسول عن السولة الفاسدة فكيف‬
‫يكون الرسول صلى ال عليه وسلم فانه كان يكن أن يقول من ربك من تعبدين كما قال لصي الزاعي يا‬
‫حصي كم تعبد اليوم قال أعبد سبعة آلة ستة ف الرض وواحدا ف السماء قال فمن الذي تعد لرغبتك‬
‫ورهبتك قال الذي ف السماء فقال أسلم حت اعلمك كلمة ينفعك ال با فلما أسلم سأله عن الدعوة فقال قل‬
‫اللهم المن رشدي وقن شر نفسي رواه أحد ف السند وغي أحد ‪ ،‬والثالث أن النب صلى ال عليه وسلم أمر‬
‫العبد ان يقول آمنت بال وف رواية ورسوله فهذا من باب دفع الضد الضار بالضد النافع فإن قوله آمنت بال‬
‫يدفع عن قلبه الوسواس الفاسد ‪ ،‬ولذا كان الشيطان ينس عند ذكر ال ويوسوس عند الغفلة عن ذكر ال‬
‫ولذا سى الوسواس الناس فإنه جاث على فوائد ابن آدم فإن ذكر ال خنس والنوس الختفاء بانفاض ولذا‬
‫سيت الكواكب النس ‪ ،‬وقال أبو هريرة لقيت النب صلى ال عليه وسلم ف بعض طرق الدينة وأنا جنب‬
‫فاننست منه‬

‫‪ ،‬ويقال اننست من فلن وهو اختفاء بنوع من النفاض والذل له فالختفي من عدو يقاتله ل يقال‬
‫اننس منه وانا ينخنس النسان من يهابه ويعظمه فيذل له وينخفض منه ف اختفائه فهكذا الشيطان ف حال‬
‫ذكر ال يذل ويضع ويتفي واذا غفل العبد عن ذكر ال وسوس ‪ ،‬فأمر النب صلى ال عليه وسلم العبد ان‬
‫يقول آمنت بال او آمنت بال ورسوله فإن هذا القول ايان وذكر ال يدفع به ما يضاده من الوسوسة القادحة‬
‫ف العلوم الضرورية الفطرية ويشبه هذا الوسواس الذي يعرض لكثي من الناس ف العبادات حت يشككه هل‬
‫كب أو ل يكب وهل قرأ الفاتة أم ل وهل نوى العبادة أم ل ينوها وهل غسل عضوه ف الطهارة او ل يغسله‬
‫فيشككه ف علومه السية الضرورية ‪ ،‬وكونه غسل عضوا أمر يشهده ببصره وكونه تكلم بالتكبي او الفاتة‬
‫أمر يعلمه بقلبه ويسمعه بأذنه وكذلك كونه يقصد الصلة مثل كونه يقصد الكل والشرب والركوب والشي‬
‫وعلمه بذلك كله علم ضروري يقين أول ل يتوقف على النظر والستدلل ول يتوقف على البهان بل هو‬
‫مقدمات البهان وأصوله الت يبن عليها البهان أعن البهان النظري الؤلف من القدمات‬

‫‪ ،‬وهذا الوسواس يزول بالستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال ل تغسل وجهك بلى قد غسلت‬
‫وجهي واذا خطر له أنه ل ينو ول يكب يقول بقلبه بلى قد نويت وكبت فيثبت على الق ويدفع ما يعارضه‬
‫من الوسواس فيى الشيطان قوته وثباته على الق فيندفع عنه وأل فمت رآه قابل للشكوك والشبهات مستجيبا‬
‫إل الوساوس والطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لا توحيه شياطي النس‬
‫والن من زحرف القول وانتقل من ذلك إل غيه إل ان يسوقه الشيطان إل اللكة ‪ ،‬فال ‪ ،‬ول الذين آمنوا‬
‫يرجهم من الظلمات إل النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يرجونم من النور إل الظلمات ‪ ،‬سورة‬
‫البقرة ‪ ، 257‬ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون واخوانم يدونم ف‬
‫الغي ث ل يقصرون ‪ ،‬سورة العراف ‪202 201‬‬
‫فصل ‪ ،‬وما ينبغي ان يعرف ف هذا القام وان كنا قد نبهنا عليه ف‬

‫مواضع أن كثيا من العلوم تكون ضرورة فطرية فإذا طلب الستدل ان يستدل عليها خفيت ووقع فيها‬
‫شك إما لا ف ذلك من تطويل القدمات واما لا ف ذلك من خفائها واما لا ف ذلك من كل المرين ‪،‬‬
‫والستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك إما لعجزه عن تصوره واما لعجزه عن التعبي عنه فإنه ليس كل ما‬
‫تصوره النسان أمكن كل أحد أن يعب عنه باللسان وقد يعجز الستمع عن فهمه ذلك الدليل وان أمكن نظم‬
‫الدليل وفهمه فقد يصل العجز عن إزالة الشبهات العارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما ‪ ،‬وهذا يقع‬
‫ف التصورات أكثر ما يقع ف التصديقات فكثي من المور العروفة إذا حدث بدود تيز بينها وبي‬
‫الحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونا أظهر عند العقل بدون ذلك الد منها بذلك الد ‪ ،‬ولكن قد‬
‫يكون ف الدلة والدود من النفعة ما قد نبه عليه غي مرة ولذا تنوعت طرق الناس ف الدود والدلة وتد‬
‫كثيا من الناس يقدح ف حدود غيه وأدلته ث يذكر هو حدودا وأدلة يرد عليها ايرادات من جنس ما يرد على‬
‫تلك او من جنس آخر وذلك لن القصود بالدود ان كان التمييز بي الحدود وبي غيه كانت الدود‬
‫الامعة الانعة على أي صورة كانت مشتركة ف حصول التمييز با وان ل تكن جامعة مانعة كانت مشتركة‬
‫ف عدم حصول التمييز با وإن ل تكن جامعة مانعة كانت مشتركة ف عدم حصول التمييز وان كان الطلوب‬
‫با تعريف الحدود فهذا ل يصل با مطلقا ول يتنع با‬

‫مطلقا بل يصل لبعض الناس وف بعض الوقات دون بعض كما يصل بالساء فإن الد تفصيل ما‬
‫دل عليه السم بالجال فل يكن ان يقال السم ل يعرف السمى بال ول يكن ان يقال يعرف به كل أحد‬
‫كذلك الد ‪ ،‬وان قيل ان الطلوب بالد ان مرد الد يوجب ان الستمع له يتصور حقيقة الحدود الت ل‬
‫يتصورها إل بلفظ الاد وانه يتصورها بجرد قول الاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل النطق وغيهم‬
‫فهذا خطأ كخطأ من يظن ان الساء توجب معرفة السمى لن سع تلك الساء بجرد ذلك اللفظ ‪ ،‬وقد‬
‫بسط الكلم على هذا ف موضعه وبينا ما عليه جهور النظار من السلمي واليهود والنصارى والجوس‬
‫والصابئي والشركي من ان الدود مقصودها التمييز بي الحدود وغيه وان ذلك يصل بالوصف اللزم‬
‫للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت الحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار السلمي‬
‫من جيع الطوائف مثل أب علي وأب هاشم وأمثالما ومثل أب السن الشعري والقاضي أب بكر وأب العال‬
‫الوين والقاضي أب يعلي وأب الوفاء ابن عقيل وأمثالم‬

‫‪ ،‬وأما طريقة أهل النطق ودعواهم ان الد التام مقصوده التعريف بالقيقة وان القيقة مؤلفة من‬
‫الصفات الذاتية الداخلة ف الحدود وهي النس والفصل وتقسيمهم الصفات اللزمة للموصوف إل داخل ف‬
‫القيقة وخارج عنها عرضي وجعل العرضى الارج عنها اللزم على نوعي لزم للماهية ولزم لوجود الاهية‬
‫وبناءهم ذلك على ان ماهيات الشياء الت هي حقائقها ثابتة ف الارج وهي مغايرة للموجودات العينة الثابتة‬
‫ف الارج وان الصفات الذاتية تكون متقدمة على الوصوف ف الذهن والارج وتكون أجزاء سابقة لقيقة‬
‫الوصوف ف الوجودين الذهن والارجي ‪ ،‬فهذا ونوه خطأ عند جاهي العقلء من نظار السلم وغيهم بل‬
‫الذي عليه نظار السلم ان الصفات تنقسم إل لزمة للموصوف ل تفارقه إل بعدم ذاته وال عارضة له يكن‬
‫مفارقتها له مع بقاء ذاته وهذه اللزمة منها ما هو لزم للشخص دون نوعه‬

‫وجنسه ومنها ما هو لزم لنوعه او جنسه ‪ ،‬واما تقسيم اللزمة إل ذات وعرضي وتقسيم العرضي إل‬
‫لزم للماهية ولزم للوجود وغي لزم بل عارض فهذا خطأ عند نظار السلم وغيهم ‪ ،‬بل طائفة من نظار‬
‫السلم قسموا اللزم إل ذات ومعنوي وعنوا بالصفات الذاتية ما ل يكن تصور الذات مع عدمه وعنوا‬
‫بالعنوى ما يكن تصور الذات بدون تصوره وان كان لزما للذات فل يلزمها إل إذا تصور معينا يقوم بالذات‬
‫‪ ،‬فالول عندهم مثل كونالرب قائما بنفسه وموجودا بل وكذلك كونه قديا عند أكثرهم فإن ابن كلب‬
‫يقول القدي بقدم والشعري له قولن اشهرها عند اصحابه انه قدي بغي قدم لكنه باق ببقاء وقد وافقه على‬
‫ذلك ابن أب موسى وغيه واما القاضي‬

‫‪ ،‬ابو بكر فإنه يقول باق بغي بقاء ووافقه على ذلك ابو يعلي وابو العال وغيها ‪ ،‬والثان عندهم مثل‬
‫كونه حيا وعليما وقديرا ونو ذلك ‪ ،‬وتقسيم هؤلء اللزمة إل ذات ومعنوى كلم ليس هذا موضع بسطه‬
‫فإنم ل يعنوا بالذات ما يلزم الذات إذ الميع لزم للذات ول عنوا بالذات القوم للذات كاصطلح النطقيي‬
‫فإن هؤلء ليس عندهم ف الذوات ما هو مركب من الصفات كالنس والفصل ول يقسمون الصفات إل‬
‫مقوم داخل ف الاهية هو جزء منها وال عرضي خارج عنها ليس مقوما بل هذا التقسيم عندهم وعند جهور‬
‫العقلء خطأ كما هو خطأ ف نفس المر إذ التفريق بي الذات القوم واللزم الارج تفريق باطل ل يعود إل‬
‫إل مرد تكم يتضمن التفريق بي التماثلي كما قد بسط ف موضعه ‪ ،‬ولذا يعترف حذاق أئمة أهل النطق‬
‫كابن سينا وأب البكات صاحب العتب وغيها بأنه ل يكن ذكر فرق مطرد بي هذا وهذا وذكر ابن سينا‬
‫ثلثة فروق مع اعترافه بأنه ليس واحد منها‬

‫صحيحا اعترض أبو البكات على ما ذكره ابن سينا با يبي فساد الفرق بي الذات القوم والعرضي‬
‫الزم ‪ ،‬و أبو البكات لا كان معتبا لا ذكره أئمة الشائي ل يقلدهم ول يتعصب لم كما يفعله غيه مثل‬
‫ابن سينا وأمثاله نبه على أن ما ذكره ارسطو وأصحابه ف هذا الوضع ما ل تعرف صحته ول منفعته ‪ ،‬وغي‬
‫أب البكات بي فساده وتناقضه وصنف الناس مصنفات ف الرد على اهل النطق كما صنف أبو هاشم و ابن‬
‫النوبت والقاضي ابو بكر بن الطيب وغيهم ‪ ،‬وهؤلء الكلبية الذين يفرقون بي الصفات الذاتية والعنوية هم‬
‫أصح نظرا من هؤلء النطقيي وهم ينكرون ما ذكر النطقيون من الفرق فل يعود تفريقهم إل تفريق النطقيي‬
‫بل تفريقهم يعود إل ما ذكروه هم من أن الصفات الذاتية عندهم ما ل يكن تصور الذات مع تصور عدمها‬
‫والصفات العنوية ما يكن الذات مع تصور عدمها كالياة والعلم والقدرة فإنه يكن تصور الذات مع نفي‬
‫كونا قائمة بالنفس وموجودة وكذلك ل يكن ذلك مع نفي كونا قدية عند أكثرهم ‪ ،‬وأبن كلب الشعري‬
‫ف أحد قوليه جعل القدم كالعم والقدرة والبقاء فيه نزاع بي الشعري ومن اتبعه كأب علي بن‬

‫أب موسى وأمثاله وبي القاضي أب بكر ومن اتبعه كالقاضي أب يعلى وأمثاله ‪ ،‬وهؤلء أيضا تفريقهم‬
‫باطل فإن قولم ل يكن تصور الذات مع نفي تلك الصفة ‪ ،‬يقال لم لفظ التصور ممل يراد به تصور ما وهو‬
‫الشعور بالتصور من طريق الوجود ويراد به التصور التام وما من تصور إل وفوقه تصور أت منه ‪ ،‬ومن هذا‬
‫دخل الداخل على هؤلء النطقيي الغالطي وعلى هؤلء فإن عنوا به التصور التام للذات الثابتة ف الارج الت‬
‫لا صفات لزمة لا فهذه ل يكن تصورها كما هي عليه مع نفي هذه الصفات فإذا عن بالاهية ما يتصوره‬
‫التصور ف ذهنه فهذا يزيد وينقص بسب تصور الذهان ‪ ،‬وإن عنوا به ما ف الارج فل يوجد شيء بدون‬
‫جيع لوازمه وإن عن بذلك أنه ل يكن تصورها بوجه من الوجوه مع نفي هذه الصفات فهذا يرد عليهم فيما‬
‫جعلوه ذاتيا مثل كونه قائما بنفسه وكونه قديا ونو ذلك ‪ ،‬فإنه قد يتصور الذات تصورا ما من ل يطر بقلبه‬
‫هذه العان بل‬

‫من ينفي هذه العان أيضا وإن كان ضال ف نفيها كما أن من نفى الياة والعلم والقدرة كان ضال ف‬
‫نفيها ‪ ،‬وإذا قيل ل يكن وجود الفعل إل من ذات قائمة بنفسها قدية ‪ ،‬قيل ول يكن إل من ذات حية عالة‬
‫قادرة ‪ ،‬فإذا قيل هذه يكن بعض العقلء أن يتصور كونا فاعل مع انتفاء هذه الصفات ‪ ،‬قيل هذا تصور باطل‬
‫والتصورات الباطلة ل ضابط لا فقد يكن ضال آخر أن يتصور كونا فاعلة مع عدم القيام بالنفس فإن الفرق‬
‫إذا عاد إل اعتقاد العتقدين ل إل حقائق موجودة ف الارج كان فرقا ذهنيا اعتباريا ل فرقا حقيقيا من جنس‬
‫فرق أهل النطق بي الذات القوم والعرضي اللزم فإنه يعود إل ذلك حيث جعلوا الذات ما ل تتصور الاهية‬
‫بدون تصوره والعرضى ما يكن تصورها بدون تصوره وليس هذا بفرق ف نفس المر وإنا يعود إل ما تقدره‬
‫الذهان فإنه ما من تصور إل وفوقه تصور أت منه فإن أريد بالتصور مطلق الشعور بالشيء فيمكن الشعور به‬
‫بدون الصفات الت جعلوها ذاتية فإنه قد يشعر بالنسان من ل يطر بباله أنه حيوان ناطق أو جسم نام‬
‫حساس متحرك بالرادة ناطق ‪ ،‬وإن أرادوا التصور التام فقول القائل حيوان ناطق ل يوجب‬

‫التصور التام للموصوف بل ما من تصور إل وفوقه تصور أكمل منه ‪ ،‬فإن صفات الوصوف ليست‬
‫منحصرة فيما ذكروه ‪ ،‬وإن قالوا نريد به التصور التام للصفات الذاتية عادت الطالبة بالفرق فيبقى الكلم‬
‫دورا ‪ ،‬وهذا كما أنم يقولون ماهية الشيء هي الركبة من الصفات الذاتية ث يقولون الصفات الذاتية هي الت‬
‫يتوقف تقق الاهية عليها أو يقف تصور الاهية عليها فل تعقل الصفة الذاتية حت تعقل الاهية ول تعقل الاهية‬
‫حت تعقل الصفة الذاتية لا فيبقى الكلم دورا ‪ ،‬كما يعلون الصفات الذاتية أجزاء للماهية مقومة لا سابقة لا‬
‫ف القيقة ف الوجودين الذهن والارجي مع العلم بأن الذات أحق بأن تكون سابقة من الصفات إن قدر أن‬
‫هناك سبقا وإل فهما متلزمان ‪ ،‬وإذا قيل هي أجزاء ‪ ،‬قيل إن كانت جواهر كان الوهر الواحد جواهر كثية‬
‫وإن كانت أعراضا فهي صفات ‪ ،‬فإذا قيل النسان حيوان ناطق‬

‫‪ ،‬قيل إن كانت اليوانية والناطقية أعراضا فهي صفات النسان وإن كانت جواهر فهنا جوهر هو‬
‫إنسان وجوهر هو حيوان وجوهر هو ناطق وجوهر هو جسم وجوهر هو حساس وجوهر هو نام ومعلوم‬
‫فساد هذا ‪ ،‬وحقيقة المر أنا صفات لا يتصور ف الذهان وصفات لا هو موجود ف العيان وأن الذات هي‬
‫أحق بتقوي الصفات من الصفات بتقوي الذات ‪ ،‬وأيضا فإن أرادوا تصور الصفات مفصلة فمعلوم أن قولم‬
‫حيوان ناطق ل يوجب تصور سائر الذاتيات مفصل فإن كونه جسما ناميا وحساسا ومتحركا بالرادة ل يدل‬
‫عليه اسم اليوان دللة مفصلة بل مملة وإن أرادوا بالتصور التصور سواء كان ممل أو مفصل فمعلوم أن‬
‫لفظ النسان يدل على اليوان والناطق كما يدل لفظ اليوان على السم النامي الساس التحرك بالرادة‬
‫فيكون اسم النسان كافيا ف تعريف صفات النسان مثل ما أن لفظ اليوان كاف ف تعريف صفات‬
‫اليوان ‪ ،‬فإذا كانوا ف تعريف النسان ل يأتون إل بلفظ يدل على صفاته الذاتية دللة مملة وهذا القدر‬
‫حاصل بلفظ النسان كان تعريفهم من جنس التعريف بالساء وكان ما جعلوه حدا من جنس ما جعلوه اسا‬

‫‪ ،‬فإن كان أحدها دال على الذات فكذلك الخر وإل فل فل يوز جعل أحدها مصورا للحقيقة‬
‫دون الخر غاية ما يقال إن ف هذا الكلم من تفصيل بعض ما ليس ف الخر ‪ ،‬فإن قول القائل حيوان ناطق‬
‫فيه من الدللة على معن النطق باللفظ الاص ما ليس ف لفظ النسان ‪ ،‬فيقال وكذلك ف لفظ النامي من‬
‫الدللة على النمو باللفظ الاص ما ليس ف لفظ اليوان وأنتم ل توجبون ذلك ‪ ،‬وكذلك لفظ الساس‬
‫والتحرك بالرادة فعلم ان كلمهم ل يرجع إل حقيقة موجودة معقولة وإنا يرجع إل مرد وضع واصطلح‬
‫وتكم واعتبارات ذهنية وهذا مبسوط ف موضعه ‪ ،‬وكذلك الذين فرقوا بي الصفات الذاتية وبي العنوية‬
‫اللزمة للذات من الكلبية وأتباعهم يعود تفريقهم إل وضع واصطلح وتكم واعتبارات ذهنية ل إل حقيقة‬
‫ثابتة ف الارج ولذا يضطربون ف الفرق بي الصفات الذاتية والعنوية ‪ ،‬فهذا يقول إنه قدي بقدم باق ببقاء‬
‫وهذا ينازع ف هذا أو ف هذا ‪ ،‬والناف يقول هو عال بذاته قادر بذاته كما يقول هؤلء إنه باق بذاته قدي‬
‫بذاته ‪ ،‬وإذا أراد بذلك أن علمه من لوازم ذاته ل يفتقر إل شيء آخر فقد‬
‫أصاب وإن أراد أنه يكن كونه حيا عالا قادرا بدون حياة وعلم وقدرة فقد اخطأ وذاته حقيقتها هي‬
‫الذات الستلزمة لذه العان فتقدير وجودها بدون هذه العان تقدير باطل ل حقيقة له ووجود ذات منفكة عن‬
‫جيع الصفات إنا يكن تقديره ف الذهان ل ف العيان وهذه المور مبسوطة ف موضعها ‪ ،‬والقصود هنا أن‬
‫التعريف بالدود والتعريف بالدلة قد يتضمن إيضاح الشيء با هو أخفى منه وقد يكون الفاء والظهور من‬
‫المور النسبية الضافية فقد يتضح لبعض الناس أو للنسان ف بعض الحوال ما ل يتضح لغيه أو له ف وقت‬
‫آخر فينتفع حينئذ بشيء من الدود والدلة ل ينتفع با ف وقت آخر ‪ ،‬وكلما كانت حاجة الناس إل معرفة‬
‫الشيء وذكره أشد وأكثر كانت معرفتهم به وذكرهم له أعظم وأكثر وكانت طرق معرفته أكثر وأظهر‬
‫وكانت الساء العرفة له أكثر وكانت على معانيه أدل ‪ ،‬فالخلوق الذي يتصوره الناس ويعبون عنه أكثر من‬
‫غيه تد له من الساء والصفات عندهم ما ليس لغيه كالسد والداهية والمر والسيف ونو ذلك فلكل من‬
‫هذه السميات ف اللغة من الساء أساء كثية وهذا السم يدل على معن ل يدل عليه‬

‫السم الخر كما يقولون ف السيف صارم ومهند وأبيض وبتار ومن ذلك أساء الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم وأساء القرآن قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل خسة أساء أنا ممد وأنا أحد وأنا الاحي الذي يحو‬
‫ال ب الكفر وأنا الاشر الذي يشر الناس على قدمي وأنا العاقب وقال ‪ ،‬أنا الضحوك القتال أنا نب الرحة أنا‬
‫نب اللحمة ‪ ،‬ومن أسائه الزمل والدثر والرسول والنب ‪ ،‬ومن أساء القرآن الفرقان والتنيل والكتاب والدى‬
‫والنور والشفاء والبيان وغي ذلك ‪ ،‬ولا كانت حاجة النفوس إل معرفة ربا أعظم الاجات كانت طرق‬
‫معرفتهم له أعظم من طرق معرفة سواه وكان ذكرهم لسائه أعظم من ذكرهم لساء ما سواه وله سبحانه ف‬
‫كل لغة أساء وله ف اللغة العربية أساء كثية‬

‫‪ ،‬والصواب الذي عليه جهور العلماء أن قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إن ل تسعة وتسعي اسا من‬
‫أحصاها دخل النة معناه أن من أحصى التسعة والتسعي من أسائه دخل النة ليس مراده أنه ليس له إل تسعة‬
‫وتسعون اسا فإنه ف الديث الخر الذي رواه أحد وأبو حات ف صحيحه ‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك سيت‬
‫به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن‬
‫العظيم ربيع قلب ونور صدري وجلء حزن وذهاب غمي وهي ‪ ،‬وثبت ف الصحيح أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يقول ف سجوده ‪ ،‬اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك وبك منك ل‬
‫أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فأخب أنه صلى ال عليه وسلم ل يصى ثناء عليه ولو‬

‫أحصى جيع أسائه لحصى صفاته كلها فكان يصى الثناء عليه لن صفاته إنا يعب عنها بأسائه‬
‫فصل ‪ ،‬ولا كانت طرق معرفة ال والقرار به كثية متنوعة صار كل طائفة من النظار تسلك طريقا‬
‫إل إثبات معرفته ويظن أنه ل طريق إل تلك وهذا غلط مض وهو قول بل علم ‪ ،‬فإنه من أين للنسان أنه ل‬
‫يكن العرفة إل بذا الطريق فإن هذا نفي عام ل يعلم بالضرورة فل بد من دليل يدل عليه وليس مع الناف دليل‬
‫يدل على هذا النفي بل الوجود يدل على أن للمعرفة طرقا أخرى وأن غالب العارفي بال من النبياء وغي‬
‫النبياء بل من عموم اللق عرفوه بدون تلك الطريق العينة ‪ ،‬وقد نبهنا ف هذا الكتاب على ما نبهنا عليه من‬
‫طرق أهل النظر وتنوعها على ما يأت وأن الطرق تتنوع تارة بتنوع أصل الدليل وتارة بزيادة مقدمات فيه‬
‫يستغن عنها آخرون فهذا يستدل بالمكان وهذا بالدوث وهذا باليات وهذا يستدل بدوث الذوات وهذا‬
‫بدوث الصفات وهذا بدوث العي كالنسان وهذا‬

‫بدوثه وحدوث غيه وآخرون غلطوا فظنوا أنه ل بد من العلم بدوث كل موصوف تقوم به‬
‫الصفات وقد يعبون عنه بلفظ السم والوهر والحدود والركب وغي ذلك من العبارات وآخرون يستدلون‬
‫بدوث ما قام به الوادث ويقولون كل ما قامت به الوادث فهو مدث وليس كل ما قامت به الصفات‬
‫مدثا ‪ ،‬والفلسفة ل يسلكوا هذه الطريق لعتقادهم أن من الجسام ما هو قدي تله الوادث والصفات‬
‫فكونه جسما ومتميزا وقديا وتله الصفات والوادث ليس هو عندهم مستلزما لكونه مدثا بل وليس ذلك‬
‫مستلزما عند أرسطو كونه ممكنا يقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وكذلك ل يسلكها كثي من أهل الكلم كالشامية‬
‫والكرامية وغيهم بل ول سلكها سلف المة وأئمتها كما قد بسط ف موضعه ‪ ،‬ول يسلكها متأخرو أهل‬
‫الكلم الذين ركبوا طريقا من قول الفلسفة وقول أسلفهم التكلمي كالرازي والمدي والطوسي ونوهم بل‬
‫سلكوا طريقة ابن سينا الت ذكرها ف إثبات واجب الوجود ‪ ،‬وطريقة ابن سينا ل يسلكها سلفه الفلسفة‬
‫كأرسطو وأصحابه‬

‫‪ ،‬بل ول سلكها جاهي الفلسفة بل كثي من الفلسفة ينازعونه ف نفيه لقيام الوادث والصفات‬
‫بذات واجب الوجود ويقولون إنه تقوم به الصفات والرادات وأن كونه واجبا بنفسه ل يناف ذلك كما ل‬
‫يناف عندهم جيعا كونه قديا ‪ ،‬ولكن ابن سينا وأتباعه لا شاركوا الهمية ف نفي الصفات وشاركوا سلفهم‬
‫الدهرية ف القول بقدم العال سلكوا ف إثبات رب العالي طريقا غي طريقة سلفه الشائي كأرسطو وأتباعه‬
‫الذين أثبتوا العلة الول بركة الفلك الرادية وأن لا مركا يركها كحركة العشوق لعاشقه وهو يرك الفلك‬
‫للتشبه بالعلة الول فعدل ابن سينا عن تلك الطريقة إل هذه الطريقة الت سلخها من طريقة أهل الكلم الذين‬
‫يتجون بالحدث على الحدث وهو ل يقول بدوث العال فجعل طريقته الستدلل بالمكن على الواجب‬
‫ورأى أولئك التكلمي قسموا الوجود إل قدي ومدث فقسمه هو إل واجب ومكن وأثبت الواجب بذا‬
‫الطريق ولكن هذا بناء على أن القدي مكن وله ماهية تقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وهذا ما خالفه فيه جهور العقلء‬
‫من الفلسفة والتكلمي وغيهم حت أنه هو تناقض ف ذلك فوافق سلفه وجيع العقلء‬

‫وصرح بأن المكن ل يكون إل ما يقبل الوجود والعدم ث تناقض هنا كما قد بسط ف غي هذا الوضع‬
‫‪ ،‬ونن ننبه عليه هنا فقوله كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما أن يكون‬
‫بيث يب له الوجود نفسه أو ل يكون فإن وجب فهو الق بذاته الواجب وجوده من ذاته وهو القيوم وإن ل‬
‫يب ل يز أن يقال هو متنع بذاته بعد ما فرض موجودا بل إن قرن باعتبار ذاته شرط مثل شرط عدم علته‬
‫صار متنعا أو قرن شرط وجود علته صار واجبا وأما إن ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له‬
‫من ذاته المر الثالث وهو المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع فكل موجود إما واجب‬
‫الوجود بذاته وإما مكن الوجود بسب ذاته ‪ ،‬فيقال أما كون الوجود ينقسم إل واجب وهو الواجب بنفسه‬
‫وإل مكن وموجود بغيه وأن الوجود بغيه ل بد له من موجود بنفسه فهذا كله حق وهي قضايا صادقة‬

‫‪ ،‬وأما كون المكن بنفسه له ذات يعتقب عليها الوجود والعدم وأنا مع ذلك قد تكون قدية أزلية‬
‫واجبة بغيها كما يقوله ابن سينا وموافقوه فهذا باطل عند العقلء قاطبة من الولي والخرين حت عند ابن‬
‫سينا مع تناقضه ‪ ،‬والعتراض على هذا من وجوه ‪ ،‬أحدها قوله إن قرن باعتبار ذاته شرط صار متنعا أو واجبا‬
‫وإن ل يقرن با شرط بقي له من ذاته المر الثالث وهو المكان يقتضي إثبات ذات لذا المكن تكون تارة‬
‫واجبة وتارة متنعة وهذا يقتضي أن لكل مكن ذاتا مغايرة لوجوده وأن تلك الذات يكن اتصافها بالوجود تارة‬
‫وبالعدم أخرى وهذا باطل سواء أريد به قول من يعل العدوم شيئا من العتزلة ونوهم أو قول من يعل‬
‫الاهيات النوعية ف الارج مغايرة للوجود ف الارج كما يقوله من يقوله من التفلسفة والكلم على فساد‬
‫هذين مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬وهو ل يذكر هنا دليل على صحة ذلك ومرد ما ذكره من التقسيم ل‬
‫يدل على وجود القسام الثلثة ف الارج فيبقى دليله غي مقدر القدمات‬

‫‪ ،‬وهذا ما يسلكه أمثال هؤلء يذكرون أقساما مقدرة تقديرا ذهنيا ول يقيمون الدليل على إمكان كل‬
‫من القسام ول وجوده وإنا يذكرون مرد تقدير ذلك ويبنون على ذلك التقدير بناء من قد أثبته ف الارج‬
‫وهم ل يثبتوه ف الارج كما ذكرنا نظائر ذلك ف مواضع ‪ ،‬والقصود هنا أن قول القائل كل موجود إذا‬
‫التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه فإما واجب وإما مكن إنا يصح إذا علم أن الوجود ف‬
‫الارج له ذات يكن أن ل يلتفت معها إل غيها ليقال إن تلك الذات إما واجبة وإما أن يب لا الوجود‬
‫وإما أن ل يب ‪ ،‬وأما إذا كان ل شيء ف الارج إل الوجود إما بنفسه وإما بغيه فالوجود بغيه إذا التفت‬
‫إليه من غي التفات إل غيه فل ذات له يكن اللتفات إليها حت يقال إنا مكنة قابلة للوجود والعدم بل هذا‬
‫الذي قدر أنه موجود بغيه إذا ل يلتفت إل غيه فل حقيقة له أصل ل وجود ول غيه ول هناك ما يكون‬
‫مكن الوجود أصل ‪ ،‬فهذا التفسي ل يصح الستدلل به إل بعد إثبات ذات مققة ف الارج مغايرة لا هو ف‬
‫الارج من الوجود ولا ل يثبت هذا القسم كان الستدلل باطل‬

‫‪ ،‬وإذا قيل قد قرر هذا ف غي هذا الوضع ‪ ،‬قيل الواب من وجهي ‪ ،‬أحدها أنه قد بي أيضا ف غي‬
‫هذا الوضع فساد ما ذكره ‪ ،‬الثان أنه بتقدير أن يقرره فل ريب أن هذه القدمة ما ينازع فيه كثي من العقلء‬
‫بل أكثرهم وهي مقدمة خفية تتاج إل بيان ‪ ،‬ومتفلسفة الشعرية كالرازي والمدي حائرون فيها فالرازي له‬
‫فيها قولن والمدي متوقف فيها وأهل الثبات قاطبة كالشعري وغيه متفقون على بطلنا فكيف تكون‬
‫مثل هذه القدمة ف إثبات واجب الوجود الذي وجوده أظهر وأعرف من هذه القدمة وهل الستدلل على‬
‫القوي بالضعيف إل كتحديد اللي بالفي وهذا إذا كان ف الدود مردودا فهو ف الدلة أول بالرد ‪ ،‬الوجه‬
‫الثان أن هذا باطل على كل قول أما على قول نظار السنة الذين يقولون وجود كل شيء ف الارج عي‬
‫حقيقته فظاهر وأما على قول القائلي بأن العدوم شيء الفرقي بي الوجود والثبوت فإنم ل يقولون ذلك إل‬
‫ف العدوم ل يقولون إن الوجود القدي ثبوته يقبل الوجود والعدم بل قد يقولون إن ماهية القدي مغايرة‬
‫لوجوده لكن ل يقولون إنا تقبل الوجود والعدم ففي الملة‬

‫ل يتصور عندهم ماهية مستلزمة للوجود تقبل الوجود والعدم ‪ ،‬وأما على قول متأخري الفلسفة الذين‬
‫يعلون وجود المكنات زائدا على ماهيتها فتلك الاهيات إنا تتحقق ف حال الوجود ل يكن تردها عن‬
‫الوجود فل يتصور أن يكون عندهم ماهية هي نفسها تقبل الوجود والعدم فإثبات ماهية تقبل الوجود والعدم‬
‫وهي مع ذلك مستلزمة للوجود ليس قول أحد من الطوائف ‪ ،‬الوجه الثالث أن هذا باطل فإنا إذا كانت‬
‫مستلزمة للوجود امتنع أن تقبل العدم وإن كان عدمها مكنا امتنع أن تستلزم الوجود فدعوى الدعي أنا يكن‬
‫وجودها وعدمها وأنا مع ذلك تستلزم الوجود ل يكن عدمها جع بي التناقضي ‪ ،‬وإذا قيل هي باعتبار ذاتا‬
‫يكن وجودها وعدمها وأما باعتبار سببها فإنه يب وجودها ‪ ،‬قيل قول القائل هي باعتبار ذاتا يكن وجودها‬
‫وعدمها ليس معناه أنه يب وجودها أو عدمها بل معناه أنا باعتبار ذاتا ل تستحق وجودا ول عدما بل ل بد‬
‫لا من أحدها باعتبار غيها ‪ ،‬والتقدير أنا موجودة فيكون الوجود لا من غيها واجبا والوجود الواجب ولو‬
‫بغيه ل يكن عدمه فهذه الذات الواجبة بغيها ل يكن عدمها بوجه من الوجوه‬
‫‪ ،‬وهب أنه لول السبب الوجب لا لعدمت لكن هذا تقدير متنع فإن السبب واجب بذاته وهي من‬
‫لوازمه ولزم الواجب بذاته يتنع عدمه لن عدم اللزم يوجب عدم اللزوم فلو عدم لزم الواجب لعدم‬
‫الواجب وعدمه متنع فعدم لزمه متنع فكان عدم هذه الذات متنعا فل يكون عدمها مكنا فإن المكن نقيض‬
‫المتنع واذا كان عدمها ل يكن مكنا ‪ ،‬الوجه الرابع ان يقال معلوم انه لول وجود الفاعل لكانت معدومة‬
‫بنفسها ول يكن عدمها معلول علة منفصلة عنها ‪ ،‬وقوق القائل علة العدم عدم العلة ان اراد به ان عدم العلة‬
‫يستلزم عدمها ويدل عليه فهذا صحيح وان اراد ان نفس عدم العلة هو الذي جعل العلول معدوما فهذا معلوم‬
‫البطلن بصريح العقل فإن العدم الحض ل يكون له تأثي ف شيء أصل ولن ما ل يوجد إل بغيه إذا ل‬
‫يوجد الغي فهو باق على العدم مستمر على ما كان عليه والعدم الستمر الباقي ل يكون له علة أصل ولو قدر‬
‫أن لكل معدوم علة لعدمه للزم تقدير علل ل تتناهى لن ما يقدر عدمه ل يتناهى وكل هذا باطل فإن العدم‬
‫نفي مض ليس بشيء أصل حت يقدر فيه علل ومعلولت ‪ ،‬واذا كان كذلك فالمكن ل يفتقر إل الؤثر إل‬
‫إذا قدر وجوده وأل فمع تقدير عدمه ل يفتقر إل شيء أصل فإذا قدر وجوده واجبا بغيه وجوبا قديا أزليا ل‬
‫يكن هناك ما يقبل العدم ول يكن ان يقرن بذاته شرط عدم علته‬

‫‪ ،‬وهذا العتراض يكن ايراده على قوله كل موجود إذا التفت اليه من حيث ذاته من غي التفاف إل‬
‫غيه فهو إما واجب واما مكن ‪ ،‬فيقال ان قيل بان الذات هي نفس الوجود الحقق ف الارج فذاك إذا قيل‬
‫ليس له حقيقة بدون الوجود بنفسه فإذا نظر اليه مردا عن غيه بطلت حقيقيته وكان نفيا مضا ل يكن له‬
‫حقيقة يلتفت القلب اليها البته ‪ ،‬وان قيل ان له ذاتا مغايرة للوجود فتلك الذات سوء قدر إمكان تقيقها دون‬
‫الوجود كما يقوله من يقول العدوم شيء او فرض انه ل يكن تققها بدون الوجود فعلى التقديرين إذا التفت‬
‫اليها من غي التفاف إل غيها ل تكن موجودة بل معدومة وانت قد فرضتها موجودة فهذا جع النقيضي ‪،‬‬
‫وأيضا فهي عدم اللتفاف إل غيها متنعة الوجود ل جائزة الوجود فما يكن وجوده إذا التفت اليه من غي‬
‫التفاف إل ما يقتضي وجوده كان متنع الوجود سواء فرض عدم ما يوجده او ل يفرض ل وجوده ول عدمه‬
‫فهو ل يكون موجودا إل مع ما يوجده فإذا التفت اليه مردا عما يوجده امتنع وجوده ‪ ،‬وان قال القائل فرق‬
‫بي التفات اليه بشرط ل او ل‬

‫بشرط او قال بشرط عدم الوجد او ل بشرط وجوده فانه متنع ف الول ومكن ف الثان ‪ ،‬قيل له بل‬
‫هو متنع ف القسمي فإذا اخذ ل بشرط كان متنع الوجود وكذلك إذا اخذ لمع وجود الفاعل وذلك انه ل‬
‫يكن وجوده إل بالفاعل ووجوده بدون الفاعل متنع فإذا التفت إليه ل مع لزم وجوده كان وجوده متنعا‬
‫والمتنع أعم من أن يكون متنعا بنفسه او بغيه كما ان الوجود اعم من ان يكون موجودا بنفسه او بغيه‬
‫والمتناع ل يفتقر إل ان يقترن به شرط وهو عدم علته بل إذا ل يقترن به سبب وجوده كان متنعا والعقل‬
‫يعقل امتناعه بدون ما يوجده وان ل يطر له انه قرن به عدم علته فهو ف ترده عن القتران با يوجده متنع‬
‫كما هو ف القتران فعدم العلة متنع ‪ ،‬يبي ذلك ان عدم العلة ل شيء فاقترانه بعدم العلة اقتران بعدم مض فلم‬
‫تتلف حاله بي تقدير عدم هذا القتران وانتفائه إل إذا قرن به ما يقتضي وجوده وأل فهو بدون القرين‬
‫القتضي لوجوده متنع معدوم وسبب هذا ان هذا القتران ليس هو الوجب لعدمه ف نفس المر بل هو دليل‬
‫على العدم والدلة تتعدد والدليل ل ينعكس فل يلزم من عدمه عدم الدلول إل إذا كان ملزما فالشيء إذا‬
‫اخذ مع ضده كان متنعا ومع عدم فاعله كان متنعا وكل من المرين يدل على امتناعه وكذلك إذا اخذ بدون‬
‫شرطه كان متنعا وبدون لزمه‬

‫كان متنعا والقتضي المكن الزم اللوازم له واعظم الشروط ول فرق بي ان يقدر مع انتفاء اللزم او‬
‫يقدر ل مع ثبوت اللزم فالمران سواء هو ف كليهما متنع إل مع اللزم فان وجود اللزوم بدون اللزم متنع‬
‫ولذا كل ما يقدر ف الارج فأما واجب بنفسه او بغيه واما متنع بنفسه او بغيه ‪ ،‬فإذا قيل هو باعتبار نفسه‬
‫ل واجب ول متنع ‪ ،‬قيل ليس ف الارج شيء ل واجب ول متنع وانا ذاك شيء يقدر ف الذهن فيقدر ف‬
‫الذهن ذات يكن وجودها وعدمها وانت ل تتكلم فيما يقدر ف الذهان بل قلت كل موجود فجعلت التقسيم‬
‫واردا على المور الوجودة ف الارج وتلك إما موجودة بنفسها واما بغيها وليس فيها ما يكن اللتفات اليه‬
‫مع كونه غي موجود إل إذا كان ف الذهن مع انه ف الذهن موجود وجودا ذهنيا ‪ ،‬الوجه الامس قوله ان‬
‫قرن باعتبار ذاته شرط صار واجبا او متنعا وان ل يقترن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من‬

‫ذاته المر الثالث وهو المكان فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي ل يب ول يتنع ‪ ،‬فيقال هذا التقسيم‬
‫يتضمن رفع النقيضي فانه ل بد ان يقترن با حصول العلة او عدمها ل يكن رفع النقيضي جيعا وهو حصول‬
‫العلة وعدمها معا فالتقدير القابل لذين وهو أن ل يقترن با حصول العلة ول عدمها فهو تقدير سلب‬
‫النقيضي وهو رفع وجود العلة وعدمها معا وهذا متنع ‪ ،‬وحينئذ فل يثبت المكان إل على تقدير متنع وما ل‬
‫يثبت إل على تقدير متنع فهو متنع فيكنو المكان الذي اثبتوه وهو أنه ل يب ول يتنع ل يصل إل تقدير‬
‫متنع وهو رفع النقيضي فيكون متنعا وهذا يوضح أن هذا المكان امر ل حقيقة له ف الارج ول يعقل‬
‫المكان إل ف شيء يكون موجودا تارة ومعدوما أخرى وأما ما يكون موجودا ل يقبل العدم البتة فليس‬
‫بمكن كما أن العدوم الذي ل يقبل الوجود البتة ليس بمكن مثل نقيض صفات كمال الباري فإن العجز‬
‫والهل ونوذلك أمور معدومة له ل تقبل الوجود البتة كما ان حياته وقدرته وعلمه من لوازم ذاته ل تقبل‬
‫العدم البتة بل يب وجودها ويتنع عدمها وليست من المكن الذي يقبل الوجود والعدم يبي هذا‬
‫‪ ،‬الوجه السادس وهو قوله وإن ل يقرن با شرط ل حصول علة ول عدمها بقي له من ذاته المر‬
‫الثالث ‪ ،‬يقتضي أن هذا المر الثالث إنا يكون له من ذاته إذا ل يقرن با أحد المرين ومعلوم أنه ل بد أن‬
‫يقرن با أحد المرين فإذا ل يكن لا المكان إل ف حال تردها عن القتران وهي ل تتجرد عن القتران ل‬
‫يكن لا من ذاتا إمكان أصل فإنه جعل ما ل يكن عدمه واجبا سواء كان واجبا بنفسه أو بغيه وما كان‬
‫واجبا ل يكن مكنا وإنا يكون مكنا إذا ل يقرن به ل سبب وجوده ول سبب عدمه يقرر هذا ‪ ،‬الوجه السابع‬
‫وهو أن هذا الكلم يقتضي أنا ف حال اقترانا بشرط حصول العلة واجبة ليس لا من ذاتا المكان والتقدير‬
‫أنا موجودة وأن الوجود إما واجب وإما مكن وف حال وجودها قد‬

‫‪ ،‬اقترن با حصول العلة فل يكون ف حال وجودها لا من ذاتا المكان ‪ ،‬وحينئذ فوصفها بالمكان‬
‫ف حال الوجود الواجب متنع فبطل تقسيم الوجود الواجب إل واجب ومكن بذا العتبار بلف تقسيم من‬
‫قسمه إل واجب ومكن وفسر المكن با يوصف بالوجود تارة والعدم أخرى فيكون تارة موجودا وتارة‬
‫معدوما فإن تقسيم الوجود إل واجب ومكن بذا العتبار ل منافاة فيه فإنا توصف بالمكان حال عدمها‬
‫لنه يكن وجودها وتوصف به ف حال وجودها لنه أمكن وجودها كما أمكن عدمها ‪ ،‬الوجه الثامن أن قول‬
‫القائل له من ذاته المكان أو أن ذاته تقبل الوجود والعدم ونو ذلك ‪ ،‬يقال له هذه الذات هي من حيث هي‬
‫ذات مع قطع النظر عن وجودها كما فرضتم ذلك هي واجبة أو مكنة أو متنعة فإن كانت واجبة أو متنعة‬
‫بطل كونا مكنة وإن كانت مكنة فل تكون ذاتا إل بأمر آخر يعلها ذاتا كما أنا ل تكون موجودة إل بأمر‬
‫آخر يعلها موجودة بل قياس ما ذكروه أنه ل يثبت كونا ذاتا إل بسبب‬

‫ول ينتفي كونا ذاتا إل بسبب وهذا يفضي إل التسلسل لن القول فيما يوصف بكونه ذاتا كالقول‬
‫فيما يوصف بكونه موجودا ‪ ،‬الوجه التاسع أنه إذا كانت تلك القيقة والذات مفتقرة ف كونا حقيقة وذاتا‬
‫إل سبب فل سبب إل واجب الوجود وواجب الوجود يتنع أن يعلها حقيقة مع كونا معدومة فل يعلها‬
‫ذاتا وحقيقة إل مع كونا موجودة وحينئذ فإذا كان وجودها واجبا به فحقيقتها واجبة به فل تكون قابلة‬
‫للعدم كما أن نفس الوجود ل يكون قابل للعدم لا فيه من المع بي النقيضي ‪ ،‬الوجه العاشر أنه إذا قدر أن‬
‫واجب الوجود ل يعل حقيقتها وهي ل تكون لا حقيقة إل بسبب ل يكن هناك حقيقة تقبل الوجود‬
‫والعدم ‪ ،‬الوجه الادي عشر قوله كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته من غي التفات إل غيه ال ‪ ،‬يقال‬
‫نن إذا التفتنا إل السماء أو غيها من الوجودات من غي التفات إل غيها ل نعقل إل تلك العي الوجودة‬
‫فإذا قدرنا أنه ل يب لا الوجود من نفسها ل تكن موجودة إل بوجد يوجدها فنحن نعقل أن الشيء إما‬
‫موجود بنفسه وإما موجود بغيه وإذا قسم الوجود إل موجود بنفسه وموجود بغيه وسى هذا مكنا كان هذا‬
‫تقسيما صحيحا وهو كتقسيمه إل مفعول وغي مفعول وملوق وغي‬

‫ملوق أما كون هذا المكن له ذات وليس له من تلك الذات وجود ول عدم فهذا غي معقول ف شيء‬
‫من الوجودات بل العقول أنه ليس ف المكن من نفسه وجود أصل ول تقق ول ذات ول شيء من الشياء ‪،‬‬
‫وإذا قلنا ليس له من ذاته وجود فليس معناه أنه ف الارج له ذات ليس له منها وجود بل معناه أنا نتصور ذاتا‬
‫ف أنفسنا ونتصور أن تلك الذات ل توجد ف الارج إل ببدع يبدعها فالقائق التصورة ف الذهان ل توجد‬
‫ف العيان إل ببدع يبدعها ف الارج ل أنه ف الارج لا ذات ثابتة ف الارج تقبل الوجود ف الارج‬
‫والعدم ف الارج فإن هذا باطل ‪ ،‬وإذا كان كذلك وعلمنا أن كل موجود فإما موجود بنفسه وهو الالق أو‬
‫موجود بغيه وهو الصنوع الفعول والصنوع الفعول ل يكون إل مدثا مسبوقا بالعدم بل المكن الذي يقبل‬
‫الوجود والعدم ل يكون إل مدثا مسبوقا بالعدم عند عامة العقلء ولو قدر أنا ل نعرف هذا فتسمية ما وجوده‬
‫بنفسه ووجود غيه منه خالقا‬

‫وتسمية ما أبدعه ملوقا أحسن وأبي من تسمية هذا مكنا إذا المكن ل يوصف به ف العادة إل‬
‫العدوم الذي يكن أن يوجد وأن ل يوجد وأما ما وجد فقد خرج عن المكان إل الوجوب بالغي فالعروف‬
‫ف فطر الناس أن ما مضى من وجود وعدم ل يسمونه مكنا وإنا يسمون بالمكن شيئا يكن وجوده ف‬
‫الستقبل وعدمه ف الستقبل ‪ ،‬ث إذا عرف أن كل ما سوى الوجود بنفسه فهو مفعول مصنوع له علم أن‬
‫الصنوع الفعول ل يكون إل مدثا كما قد بسط ف موضعه وهذه العتراضات ليست اعتراضات على إثبات‬
‫واجب الوجود فإنه حق لكن على هذا الطريق الذي سلكه حيث أثبت ذاتا مكنة مع كونا عنده قدية أزلية‬
‫ول يتاج إثبات واجب الوجود إل هذا ف هذه الطريق ‪ ،‬بل إذا قيل كل موجود فإما موجود بنفسه وإما‬
‫موجود بغيه والوجود بغيه ل يوجد إل بالوجود بنفسه ثبت وجود الوجود بنفسه وإذا سي هذا واجبا وهذا‬
‫مكنا كان ذلك أمرا لفظيا لكن القصود أنه ل يثبت واجب الوجود با يدعي أنه ذات تقبل الوجود والعدم‬
‫وهي مع ذلك قدية أزلية واجبة فالواجب ل يقبل العدم بال وال أعلم‬

‫‪ ،‬وهذه المور الت ذكرناها ف هذا الوضع عامة النفع يتاج إليها ف هذا الوضع وغيه لا ف القلوب‬
‫من المراض ولكن خرجنا إليها من الكلم على السالك الت سلكها أبو عبد ال الرازي ف حدوث العال‬
‫والجسام وذكرنا كلم المدي على تلك السالك فحصل هذا ف الكلم على السلك الول‬
‫فصل ‪ ،‬وأما السلك الثان فمسلك افتقار الختصاص إل مصص فقرره المدي من وجهي ‪ ،‬أحدها‬
‫ما ذكره الرازي ث زيفه ‪ ،‬قال المدي السلك الثان هو أن أجزاء العال مفتقرة إل ما يصصها بالا من‬
‫الصفات الائزة لا وكل ما كان كذلك فهو مدث فالعال مدث ‪ ،‬أما القدمة الول فقد انتهج الصحاب‬
‫فيها طريقي الول أنم قالوا كل جسم من أجسام العال فهو متناه وكل متناه فله شكل معي ومقدار معي‬
‫وحيز معي ‪ ،‬أما القدمة الول فلما سبق تقريره وأما القدمة الثانية فلن كل‬

‫‪ ،‬جسم متناه فل بد له من مقدار معي وأن ييط به حد واحد كالكري أو حدود كالضلع وهو العن‬
‫بالشكل وأن يكون ف حيز بيث يكن أن يشار إليه بأنه ههنا أو هناك ‪ ،‬وهذا كله معلوم بالضرورة وكل ماله‬
‫شكل ومقدار وحيز معي فل بد له من مصص يصصه به ‪ ،‬وبرهانه أنه ما من جسم إل ويعلم بالضرورة أنه‬
‫يوز أن يكون على مقدار أكب أو أصغر ما هو عليه أو شكل غي شكله وحيز غي حيزه إما متيامنا عنه أو‬
‫متياسرا وإذا كان كذلك فل بد له من مصص يصصه با يصص به وإل كان أحد الائزين واقعا من غي‬
‫مصص وهو مال ‪ ،‬الطريق الثان أن جواهر العال إما أن تكون متمعة أو متفرقة أو متمعة ومتفرقة معا أو ل‬
‫متمعة ول متفرقة أو البعض‬

‫متمعا والبعض متفرقا لجائز أن يقال بالجتماع والفتراق معا ول أنا غي متمعة ول متفرقة معا إذ‬
‫هو ظاهر الحالة فلم يبق إل أحد القسام الخر وأي قسم منها قدر أمكن ف العقل فرض الجسام على‬
‫خلفه فيكون ذلك جائزا لا ول بد لا من مصص يصصها به لا تقدم ف الطريق الول ‪ ،‬وأما بيان القدمة‬
‫الثانية وهو أن كل مفتقر إل الخصص مدث فهو أن الخصص ل بد أن يكون فاعل متارا وأن يكون ما‬
‫يصصه حادثا لا تقدم ف السلك الول يعن مسلك المكان فإنه قدمه وسيأت إن شاء ال تعال ما ذكره فيه‬
‫وإذا ثبت أن أجزاء العال من الواهر والجسام ل تلو عن الادث فتكون حادثة فإذا كانت أجزاء العال من‬
‫الواهر‬

‫والجسام حادثة فالعراض كلها حادثة ضرورة عدم قيامها بغي الواهر والجسام والعال ل يرج‬
‫عن الواهر والعراض فيكون حادثا ‪ ،‬قال المدي وهذا السلك ضعيف أيضا إذ لقائل أن يقول القدمة الول‬
‫وإن كانت مسلمة غي أن القدمة الثانية وهي أن كل مفتقر إل الخصص مدث منوعة وما ذكر ف تقريرها‬
‫باطل با سبق من السلك الول وبتقدير تسليم حدوث ما أشي إليه من الصفات فل يلزم أن تكون الواهر‬
‫والجسام حادثة لواز أن تكون هذه الصفات متعاقبة عليها إل غي النهاية إل باللتفات إل ما سبق ف بيان‬
‫امتناع حوادث متعاقبة ل أول لا تنتهي إليه ‪ ،‬قلت هذا السلك أضعف من مسألة الركة والسكون فإن هذا‬
‫يفتقر إل ما يفتقر إليه ذاك من غي عكس إذ كلها مفتقر إل بيان‬

‫امتناع حوادث متعاقبة دائمة وقد عرف ما فيه وهذا يزيد باحتياجه إل بيان أن السم ل يلو عن‬
‫صفات حادثة غي الركة والسكون وهذا يالف فيه جهور العقلء وهذا مبن على مقدمات على أنه ل بد‬
‫من قدر أو اجتماع أو افتراق وأن ذلك ل يكون إل بخصص وأن كل ما ل بد له من مصص فهو مدث ‪،‬‬
‫أما القدمة الول فجمهور العقلء سلموا أنه ل بد له من قدر وأما كونه ل بد له من اجتماع وافتراق فهو‬
‫مبن على مسألة الوهر الفرد ‪ ،‬وأكثر العقلء من طوائف السلمي وغيهم ينكرون الوهر الفرد حت‬
‫الطوائف الكبار من أهل الكلم كالنجارية والضرارية والشامية والكلبية وكثي من الكرامية مع أكثر‬
‫الفلسفة وإن كان القول بتركيب السم من الادة والصورة كما يقوله من يقوله من التفلسفة أيضا أفسد من‬
‫دعوى تركبه من الواهر الفردة فكل القولي ضعيف ‪ ،‬ونن ف هذا القام مقصودنا التنبيه على جوامع الطرق‬
‫ومقاصدها وأما كون ما له قدر يفتقر إل مصص فهذا فيه نزاع مشهور وذلك أن القدر صفة من صفات ذى‬
‫القدر كألوانه وأكوانه وسائر ما يكن أن يتصف به السم من الياة والعلم والقدرة والكلم والسمع والبصر‬

‫وغي ذلك فإن صفاته نوعان منها ما يتص بالحياء مثل هذه الصفات ومنها ما يشترك فيه الي وغيه‬
‫كالكوان والقدر والطعم والريح ‪ ،‬فإذا قال القائل كل ذي قدر يكن أن يكون قدره على خلف ما هو عليه‬
‫كان بنلة أن يقول كل موصوف يكن أن يكون موصوفا بلف صفته فإذا عرضنا على عقولنا ما نعلمه من‬
‫الوجودات الت لا أقدار وصفات كان تويزنا لكونا على خلف أقدارها كتجويزنا لا أن تكون على خلف‬
‫صفاتا بل القدر من الصفات ‪ ،‬ولذا لا تكلم الفقهاء ف مفهوم الصفة كقوله صلى ال عليه وسلم ف البل‬
‫السائمة الزكاة تكلم بعضهم ف مفهوم القدر كقوله إذا بلغ الاء قلتي ل يمل البث فقال آخرون القدر من‬
‫جلة الصفات ‪ ،‬ولذا كان ما احتج به من احتج به من أهل الكلم على الفلسفة ف مسألة حدوث العال أن‬
‫العال له صفات وأقدار يكن أن يكون على خلفها فهو مفتقر إل مصص لن العال مكن بالتفاق‬
‫والخصص ل يكون موجبا بالذات ‪ ،‬وقد سلك هذا الطريق أبو العال ف النظامية فسالكو هذه الطريقة‬
‫ومنازعوهم ل يفرقوا بي القدر وسائر الصفات ف إمكان القبول وعدمه والقدر العي أقرب إل الذات العينة‬
‫من الصفات‬

‫الطلقة كما أن صفاته الخصوصة ألزم له من جنس القدر فإن نفس السم التعليمي الذي يقدر ف‬
‫الذهن ل يكن فرضه إل وله قدر يكن فرضه خاليا عن جيع الصفات لنه فرض جسم شامل لميع الجسام‬
‫فلهذا قدر مردا عن جيع الصفات كما يفرض عدد مرد عن جيع العدودات ‪ ،‬وكذلك مايتخيله النسان من‬
‫الجسام بعد رؤيته له كتخيله النسان والفرس والشجر والدار والدينة والبل ونو ذلك يكنه تيله مع عدم‬
‫تيل شيء من صفاته كألوانه وغيها ول يكنه تيله مع نفي قدره فاختصاص جنس السم بنس القدر‬
‫كاختصاص جنس الوصوفات بنس الصفات واختصاص السم العي بقدره كاختصاصه بصفته العينه‬
‫وحقيقته الخصوصة ‪ ،‬وكل شيء له حقيقه تصه وقدر وصفات تقوم به فهنا ثلثة أشياء القدار والقيقة‬
‫وصفات القيقة ‪ ،‬فقول القائل كل ذي قدر يكن أن يكون بلف ذلك القدر كقوله كل موصوف يكن‬
‫وجوده على خلف تلك الصفات وهو أقرب من قوله كل ماله حقيقه فيمكن وجوده على خلف تلك‬
‫القيقة ‪ ،‬ولكن ف هذا القام يكفي أن يعل حكم القدار حكم سائر‬

‫الصفات فل ريب أن كيفية الوصوف وصفاته ألزم له من قدره فكيفيته أحق به من كميته فاختصاصه‬
‫بقدر دون اختصاصه بصفة فالنار والاء والواء يلزمها كيفياتا الخصوصة أعظم ما يلزمها القدار العي ‪،‬‬
‫فيقال إن أمكن أن يقرر أن كل جسم يقبل من الصفات خلف ما هو عليه وما كان كذلك فهو مكن أو‬
‫مدث كان هذا دليل عاما ل يتص بالقدر وإن ل يكن ذلك فل فرق بي القدر وغيه ‪ ،‬وأحد الطرق الت‬
‫ذكرها الرازي وغيه ف إثبات الصانع تعال الستدلل بإمكان صفات السم أو حدوثها ل يفرق السالكون‬
‫فيه بي القدر وغيه ‪ ،‬ث لقائل أن يقول قول القائل كل ذي قدر يكن أن يكون أكب أو أصغر أو كل ذي‬
‫وصف يكن أن يكون بلف ذلك الوصف ونو ذلك أتريد به المكان الذهن أو الارجي والفرق بينهما أن‬
‫المكان الذهن معناه عدم العلم بالمتناع فليس ف ذهنه ما ينع ذلك والمكان الارجي معناه العلم بالمكان‬
‫ف الارج‬

‫‪ ،‬والنسان يقدر ف نفسه أشياء كثية يوزها ول يعلم أنا متنعة ومع هذا فهي متنعة ف الارج لمور‬
‫أخر ‪ ،‬فإن قال أريد به المكان الذهن ل ينفعه ذلك لن غايته عدم العلم بامتناع كون تلك الصفة واجبة له ‪،‬‬
‫وإن قال أريد المكان الارجي وهو أن أعلم أن كل موصوف بصفة أو كل ذي قدر يكن أن يكون بلف‬
‫ذلك كان مازفا ف هذا الكلم لن هذه قضية كلية تتناول من الفراد ما ل يصيه إل ال تعال وليس معه‬
‫دليل يدل على إمكان ذلك ف الارج يتناول جيع هذه الفراد غايته أنه رأى بعض الوصوفات والقدرات‬
‫يقبل خلف ما هو عليه فإذا قاس الغائب على الشاهد كان هذا من أفسد القياس لختلف القائق ولن هذا‬
‫ينعكس عليه ‪ ،‬فيقال له ل نر إل ما له صفة وقدر فيقاس الغائب على الشاهد ‪ ،‬ويقال كل قائم بنفسه فله‬
‫صفة وقدر وهذا إل العقول أقرب من قياسهم فإن هذا ل يعلم انتقاضه ‪ ،‬وأما قول القائل كل ما له صفة‬
‫وقدر فيقبل خلف ذلك فل يعلم اطراده فأين القياس الذي ل يعلم انتقاضه من القياس الذي ل يعلم اطراده ‪،‬‬
‫والناس متفقون على أنم ل يروا موجودا إل له صفة وقدر وليسوا متفقي على ان كل ما رأوه يكن وجوده‬
‫على خلف صفاته‬

‫وقدره مع بقاء حقيقته الت هو با هو ولكن مع استحالة حقيقته فاستحالة قدره وصفاته أول ‪ ،‬ث ان‬
‫ما نشاهده من السموات إنا نعلم جواز كونا على خلف هذه الصفات بأدلة منفصلة ل نعلم ذلك ضرورة‬
‫ول حسا ولذا نازع ف ذلك كثي من العقلء الذين ل يمعهم مذهب معي تلقاه بعضهم عن بعض ولو كان‬
‫هذا الواز معلوما بالضرورة ل ينازع فيه طوائف العقلء الذين ل يتواطأوا على قول فإن هؤلء ل يتفقون‬
‫على جحد الضروريات ‪ ،‬ث يقال هذا بعينه معارض بالقائق ف نفسها وصفاتا اللزمة لا فإنه يكن ان يقال‬
‫كل موجود له حقيقة تصه يتاز با عن غيه فاختصاص ذلك الوجود بتلك القيقة دون غيها من القائق‬
‫يفتقر إل مصص ‪ ،‬ويقال أيضا كل موجود له صفات لزمة تصه فاختصاصه بتلك الصفات دون غيها‬
‫يفتقر إل مصص ‪ ،‬ومن العلوم أنه قد علم بضرورة العقل واتفاق العقلء انه ل بد من وجود واجب بنفسه‬
‫قدي وموجود مكن مدث فإنا نشاهد حدوث الوادث والادث مكن وأل لا وجد وليس بواجب بنفسه‬
‫وإل ل‬

‫يعدم ويعلم بالضرورة ان طبيعة الحدث ل تكون إل بقدي وطبيعة المكن ل تكون إل بواجب كما‬
‫قد بسط ف غي هذا الوضع ‪ ،‬فإذا كانت الوجودات منقسمة إل قدي ومدث وواجب ومكن فمن العلوم‬
‫انما يشتركان ف مسمى الوجود والاهية والذات والقيقة وغي ذلك ويتص الواجب با ل يشركه فيه غيه ‪،‬‬
‫بل من العلوم بالضرورة ان الواجب له حقيقة تصه ل يشركه فيها غيه فإن كان كل متص يفتقر إل‬
‫مصص مباين له افتقرت حقيقة الواجب بنفسه إل مصص مابي له فل يكون ف الوجودات قدي ول واجب‬
‫فيلزم حدوث الوادث بل مدث ووجود المكنات بل واجب ‪ ،‬وهذا كما أنه معلوم الفساد بالضرورة فلم‬
‫يذهب اليه أحد من العقلء بل غاية الدهري العطل الكافر ان يقول العال قدي وجب الوجود بنفسه ل يقول‬
‫انه مكن مدث ليس له مبدع واذا قال الدهري ان العال واجب الوجود بنفسه لزمه ان الواجب بنفسه متص‬
‫عن غيه بصفات ل يشركه فيها غيه كالادث من اليوان والنبات والعدن ‪ ،‬ففي الملة كل عاقل مضطر‬
‫إل إثبات موجود واجب بنفسه له‬

‫حقيقة يتص با عما سواه من غي مصص مباين له خصصه بتلك القيقة ‪ ،‬ومن قال ان واجب‬
‫الوجود هو الوجود الطلق بشرط الطلق او ل بشرط ‪ ،‬فيقال له هذا القول وان كان فساده معلوما‬
‫بالضطرار كما بي ف موضعه قول متناقض وهو مستلزم انه متص عن غيه با يصه ‪ ،‬وذلك ان الطلق ل‬
‫يوجد ف الارج مطلقا ول يوجد إل مقيدا بقيد من القيود ‪ ،‬فإذا قيل موجود واجب قيده بالوجوب فلم يبق‬
‫مطلقا ‪ ،‬وان قال ليس بواجب قيده بسلب الوجوب فلم يكن مطلقا ‪ ،‬وان ادعى وجود موجود ل واجب ول‬
‫غي واجب لزمه رفع النقيضي جيعا وهو أظهر المور المتنعة ف بديهة العقل ‪ ،‬ث انه يقيده بكونه مبدأ لغيه‬
‫وبكونه عاقل ومعقول وعقل وعاشقا ومعشوقا وعشقا وغي ذلك من المور القيدة الخصصة الت يتاز با‬
‫عن غيهر ول يكون وجودا مطلقا‬

‫‪ ،‬ث ان قال هو مطلق ل بشرط لزمه ان يصدق حله على كل موجود كما ان اليوان الطلق ل بشرط‬
‫يصدق عليه حله على النسان والفرس وغيها من اليوانات وهذا متفق عليه بي العقلء فيلزم حينئذ ان‬
‫يكون كل موجود واجب الوجود ان كان واجب الوجود هو الوجود الطلق ل بشرط كما يقوله الصدر‬
‫القونوي وأمثاله من اللحدة الباطنية باطنية الرافضة وباطنية الصوفية ‪ ،‬ومعلوم ان هذا مكابرة للحس والعقل‬
‫وهو منتهى اللاد ف الدين وان قال هو مطلق بشرط الطلق كما يقوله طائفة من ملحدة الطائفتي من‬
‫يرفع عنه ا النقيضي فهم قد قرورا ف منطقهم أن الطلق بشرط الطلق ل يكون إل ف الذهان ل ف العيان‬
‫ث يلزمهم ان ل يصفوه بالوجوب ول بكونه علة ول عاقل ول معقول ول عاشقا ول معشوقا لن هذا كلها‬
‫ترج الوجود عن أن يكون مطلقا بشرط الطلق وتيزه عما ليس كذلك والطلق ل بشرط ليس فيه‬
‫اختصاص ول امتياز ‪ ،‬وان قالوا مطلق بشرط سلب سائر المور الثبوتية عنه وهو الوصوف بالسلوب‬
‫والضافات دون الثبات كما يقوله ابن سينا‬

‫وطائفة فهذا مع انه باطل من وجوه كثية ليس هو مطلقا بل موجود مقيد بقيود سلبية واضافية وذلك‬
‫تصيص امتاز به عن سائر الوجودات فل يكن تقدير وجود واجب ول مكن إل وهو متص با ييزه عن‬
‫سائر الوجودات على أي وجه قدر ‪ ،‬ث يقال كل ما أشار اليه العقل من المور فل بد له من حقيقة تتص به‬
‫تيزه عما سواه كيفما كان وكل ما هو موجود ف الارج فل بد له من وجود يتص به يتاز به عما سواه‬
‫فإنن كان كل ما اختص بأمر يصه يب ان يكون له مصص من خارج امتنع ان يكون ف الوجود موجود‬
‫بنفسه وان تكون حقيقة من القائق موجودة بنفسها وان يكون ث وجود واجب ‪ ،‬ث يلزم التناقض والدور‬
‫المتنع والتسلسل المتنع فإنه إذا افتقر كل متص إل مباين يصه فذاك الثان إما ان يفتقر إل مصص واما ان‬
‫ل يفتقر فإن ل يفتقر انتقضت القضية الكلية وهو الطلوب ‪ ،‬وان افتقر إل الول لزم الدور القبلي وان افتقر‬
‫إل غيه لزم التسلسل ف العلل وكلها متنع باتفاق العقلء ‪ ،‬ولو قدر مقدر انه يلزم الدور العي وهو ان‬
‫يكون كل من الختصي موجودا مع الخر‬
‫‪ ،‬فيقال فكل منهما متص بأمر فهو متوقف على ما اختصت به نفسه وعلى ما اختص به الخر فيلزم‬
‫ان يكون هناك اختصاصان فالقول ف ذلك الختصاص كالقول ف الول ‪ ،‬وبالملة اختصاص الشيء با هو‬
‫عليه من خصائصه كاختصاصه بنفسه ووجوده وصفاته كلها لزمها وعارضها فقول القائل كل متص ل بد‬
‫له من مصص مباين له كقوله كل موجود فل بد له من موجد مباين له وكل حقيقة فل بد لا من مقق مباين‬
‫لا وكل قائم بنفسه فل بد له من مقوم مباين له وأمثال ذلك ‪ ،‬فإنه ما من أمر من هذه المور إل ويكن‬
‫الذهن ان يقدره على خلف ما هو عليه ومرد تقدير إمكان ذلك ف الذهن ل يوجب إمكان ذلك ف الارج‬
‫ولكن طائفة من أهل الدل والباطل والكمة السوفسطائية يستدلون على إمكان الشيء ف الارج بإمكانه ف‬
‫الذهن كما يوجد مثل ذلك ف كلم كثي من أهل الكلم والفلسفة ‪ ،‬والرازي والمدي ونوها يستعملون‬
‫ذلك كثيا كاستدلل الرازي وغيه على إمكان وجود موجود ل مباين للعال ول مانب بأن يقولوا القسمة‬
‫العقلية تقتضي ان كل موجود فإما مباين لغيه وإما مانب له وإما ل مباين ول مانب أو كل موجود فإما‬
‫داخل ف غيه وإما خارج عنه وإما ل داخل ول خارج‬

‫‪ ،‬ويعلون مثل هذه التقسيم دليل على إمكان كل من القسام ف الارج وقد يسمون ذلك برهانا‬
‫عقليا وهو من أفسد الكلم فإن هذا بنلة قول القائل كل موجود فإما ان يكون قائما بنفسه او قائما بغيه‬
‫واما ان ل يكون قائما بنفسه ول بغيه فإن هذا ل يقتضي إمكان وجود موجود ل قائم بنفسه ول بغيه بل‬
‫هذا ما يعلم امتناعه بالضرورة واتفق العقلء على امتناعه ‪ ،‬ومثله ان يقال كل موجود إما قدي او مدث او ل‬
‫قدي ول مدث ومثله كل موجود إما واجب او مكن او ل هذا ول هذا وكل موجود إما خالق او ملوق او‬
‫ل خالق ول ملوق ومثله إما عال او جاهل او ل عال ول جاهل ومثله إما حي وميت او ل حي ول ميت ‪،‬‬
‫فهذه التقسيمات وامثالا ل تدل على إمكان كل قسم منها ول على وجوده ف الارج باتفاق العقلء بل‬
‫العقلء متفقون على ان الوجود إما واجب واما مكن واما قدي واما مدث واما قائم بنفسه واما قائم بغيه ‪،‬‬
‫فأما تقسيم كل قائم بنفسه إل الي واليت والعال والاهل والقادر والعاجز فهو أيضا صحيح عند جاهي‬
‫العقلء وهو قول الثبة لساء ال السن وهو أنه حي عال قادر‬

‫‪ ،‬وانا ينازع فيه النفاة من الهمية والباطنية فل يسمونه بشيء من الساء السن الت سى با نفسه‬
‫وسته با رسله حت ل يقولون هو شيء ول موجود لن ذلك بزعمهم يستلزم التشبيه بغيه من الشياء‬
‫والوجودات ‪ ،‬وللملحدة الفلسفة سؤال مشهور على قول القائل إما ان يكون حيا او ميتا او عالا او جاهل‬
‫وقادرا او عاجزا وسيعا بصيا او اعمى وأصم فإن هذين متقابلن تقابل العدم واللكة ل تقابل السلب‬
‫والياب ‪ ،‬والفرق بينهما ان الول سلب الشيء عما من شأنه ان يكون متصفا به كسلب الياة والسمع‬
‫والبصر والعلم عن اليوان فإنه قابل لذلك فإذا سلب عنه لزم ان يكون ميتا أعمى أصم جاهل وأما الماد فإنه‬
‫ل يقبل التصاف بذلك فل يقال فيه حي ول ميت ول عال ول جاهل ول سيع بصي ول أعمى أصم ‪ ،‬قلت‬
‫وقد بسطنا الكلم على هذه الشبهة وان كان المدي وأمثاله عجزوا عن حلها بل اعترفوا بورودها وبينا‬
‫الواب عن ذلك من وجوه ‪ ،‬احدها ان مال يقبل التصاف بصفات الكمال انقص ما يقبل التصاف بصفات‬
‫الكمال والي الاهل العمى الصم لقبوله للعلم‬

‫والسمع والبصر أكمل من الماد الذي ل يقبل ذلك فإذا كان يتنع كون الواجب يقبل صفات‬
‫الكمال ول يتصف با فلن يتنع كونه ل يقبلها بطريق الول ‪ ،‬والثان ان كل صفة من صفات الكمال إذا ل‬
‫تستلزم نقصا فالواجب اول با من المكن واتصافه با اول من المكن لنه أكمل ولن كل كمال حصل‬
‫للممكن فهو من الواجب وهم يسلمون ان كل كمال حصل للمعلوم فهو من علته فالعلول اول بذلك ‪،‬‬
‫الثالث ان كل ما أمكن اتصاف الرب سبحانه به فهو واجب له لمتناع توقف شيء من صفاته على غيه ‪،‬‬
‫الرابع ان نفي هذه الصفات نقص وان ل يسم جهل وصما بكما ‪ ،‬الامس ان ما ذكروه من التفريق بي‬
‫السلب والياب والعدم واللكة بتسمية هذا ميتا دون هذا اصطلح لم ل يب اتباعه وال قد سى الماد‬
‫مواتا ف مثل قوله تعال ‪ ،‬والذين يدعون من دون ال ل يلقون شيئا وهم يلقون أموات غي احياء ‪ ،‬سورة‬
‫النحل ‪ 21 20‬وف قوله تعال ‪ ،‬وآية لم الرض اليتة ‪ ،‬سورة يس ‪ 33‬وأمثال ذلك‬

‫‪ ،‬فإذا كان قد علم انه ل بد من موجود بنفسه متص بصائص ل يشركه فيها غيه ول يتاج فيها إل‬
‫مباين له كان توهم التوهم ان كل متص فل بد له من مصص مباين له توها باطل شيطانيا وهو من جنس ما‬
‫ذكره النب صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح لا قال ‪ ،‬يأت الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا‬
‫فيقول ال فيقول من خلق ال فإذا وجد احدكم ذلك فليستعذ بال ولينته ‪ ،‬وف حديث آخر ‪ ،‬ل يزال الناس‬
‫يتساءلون حت يقولوا هذا ال خلق كل شيء فمن خلق ال ‪ ،‬وهذا لكون الوسواس الشيطان الباطل ل يقف‬
‫عند حد الوجود الواجب القدي الالق وهذا القام ضل فيه طوائف من الناس صاروا ينفون ما يب اثباته ل‬
‫تعال من الصفات لعدم علمهم با يوجب اختصاصه بذلك ‪ ،‬ث إنم يتناقضون فالعتزلة فرقوا بي كونه عالا‬
‫وقادرا وكونه متكلما مريدا بأن العلم عام التعلق فإنه سبحانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والكلم‬
‫خاص فإنه يتكلم بشيء دون شيء فإنه ل يتكلم إل بالصدق والرادة خاصة فإنه يريد شيئا دون شيء ل يريد‬
‫إل ما علم ان سيكون ‪ ،‬فقال لم الناس هب ان المر كذلك لكن ما الوجب للتكلم ببعض الكلم دون بعض‬
‫ولرادة بعض المور دون بعض فل بد‬
‫من سبب يوجب التخصيص فل بد حينئذ ان يكون هو الخصص فقالوا القادر الختار يرجح أحد‬
‫مقدوريه على الخر بل مصص ‪ ،‬فيقال لم هذا مع بطلنه يوجب تناقضكم فإنكم قلتم ل بد للتخصيص من‬
‫مصص ث قلتم كل المكنات مصصة ووجدت بدون مصص بل رجح الرجح أحد التماثلي على الخر من‬
‫غي مصص واذا جوزت ف المكنات وجود الخصصات بدون مصص مع أن نسبة القادر اليها نسبة واحدة‬
‫فالوجود بنفسه اول ان يستغن عن مصص ما اختص به من ذاته وصفاته وذلك انه من العلوم ان وجود ذاته‬
‫وصفاته اول من وجود مفعولته واذا جوزت ان يكون مصصا لفعولته الختصة بقيقة وقدر وصفة بل‬
‫مصص اصل فتجويزكم ان تكون ذاته الختصة الواجبة بنفسها ل تفتقر إل مصص بطريق الول ‪ ،‬وهذا ل‬
‫ينعكس فإنه إذا قيل ان افعاله تفتقر إل مصص ل يلزم ان تكون ذاته مفتقرة إل مصص فإن ذاته واجبة‬
‫الوجود بنفسها فهي ل تفتقر إل سبب اصل بلف مفعولته فإنا مفتقرة إل سبب وما افتقر إل فاعل جاز‬
‫ان يقال هو مفتقر إل مصص بلف مال يفتقر إل فاعل فإنه ل يب ان يفتقر إل مصص ‪ ،‬فإذا قيل ما افتقر‬
‫إل سبب او ما افتقر إل فاعل او ما افتقر إل‬

‫علم افتقر إل مصص وما ل يفتقر إل شيء من ذلك ل يفتقر كان هذا كلما معقول ‪ ،‬بلف ما إذا‬
‫قيل الفتقر إل الفاعل ل يفتقر إل مصص والغن عن الفاعل يفتقر إل مصص فإن هذا قلب للحقيقة كما‬
‫قالته العتزلة الهمية القدرية من نفي افتقار الفعال إل مصص واثبات افتقار الذات إل مصص قلب للحقائق‬
‫‪ ،‬وأفسد منه قول الفلسفة الذين يثبون مفعولت متلفة مع حدوث كثي منها ويقولون ان مصصها مرد‬
‫وجود بسيط ث يصفونه بصفات تفيد اختصاصه با يتميز به عن سائر الوجودات ويقولون مع ذلك‬
‫الختصاص ل بد له من مصص مباين له ث العلم فيه من العموم ما ليس ف القدرة وف القدرة من العموم ما‬
‫ليس ف الرادة ‪ ،‬والتفلسفة نفوا الختصاص حت اثبتوا وجودا مطلقا مردا ث اثبتوا له من اللوازم ما يوجب‬
‫الختصاص مثل كونه وجودا واجبا وذلك ييزه عن الوجود المكن وجعلوه عاقل ومعقول وعقل وعاشقا‬
‫ومعشوقا وعشقا وملتذا ومتلذا به وأنواع ذلك ما يوجب اختصاصه بذه المور عمن ليس هو موصوفا با من‬
‫المادات ‪ ،‬وقالوا صدر عنه العال الختص با له من الصفات والقدار من غي موجب للتخصيص فهل ف‬
‫الوجود أعظم من هذا التناقض‬

‫وهو ان يكون وجود مطلق ل اختصاص فيه يوجب كل اختصاص ف الوجود من غي سبب يوجب‬
‫التخصيص ‪ ،‬وهؤلء ينكرون على من أثبت من أهل الكلم الوادث بل سبب حادث ث يثبتون الوادث بل‬
‫مدث ويثبتون التخصيصات ف الوجودات بل مصص اصل وهو شبيه بقول من يعل المكن الذي ليس له‬
‫من نفسه وجود يوجد بل واجب بنفسه ‪ ،‬ومن وافق هؤلء من الكلبيه ف بعض المور يثبت صفات معدودة‬
‫يتص با ويعل لا خصائص ث يطلب الخصص لغي تلك الصفات ولذا كان منتهى من سلك هذه السبيل‬
‫إل ان يثبت وجودا مطلقا ث يتناقض اعظم من تناقض غيه وذلك لن كل موجود فمختص با هو من‬
‫خصائصه سواء كان واجبا او مكنا فطلب الذهن شيئا مطلقا ل اختصاص له بشيء ييزه عن غيه طلب ما‬
‫هو متنع لذاته فمن وصف الواجب بذلك فقد وصفه بصفة المتنع لذاته وهذا ناية هؤلء وهو المع بي‬
‫النقيضي ‪ ،‬ث يقول من يقول من متصوفتهم أنه يوز المع بي النقيضي وأنه يثبت ف الكشف ما يناقض‬
‫صريح العقل ‪ ،‬والشهرستان لا اعتمد ف مناظرته للقائلي بالعلو والباينة والصفات الفعلية ونو هؤلء على‬
‫هذه الطريقة أورد على نفسه من اللوازم ما‬

‫اعترف معه بالية فلما احتج بأن الختصاص بالقدر يقتضي مصصا والختصاص بالهة يقتضي‬
‫مصصا قال فإن قيل ب تنكرون على من يقول القدر الذي اختص به ناية وحدا واجب له لذاته فل يتاج إل‬
‫مصص بلف مقادير اللق فإنا احتاجت إل ذلك لنا جائزة وذلك لن الواز ف الائزات إنا يعرف‬
‫بتقدير القدرة عليها فلما كانت القادير الخلوقة مقدورة عرف جوازها واحتاج الواز إل مرجح فإذا ل يكن‬
‫فوق الباري تعال قادر يقدر عليه ل يكن اضافة الواز اليه واثبات الحتياج له السنا اتفقنا على ان الصفات‬
‫ثان أفهي واجبة له على هذا العدد ام جائز ان توجد صفة أخرى فإن قلتم يب النصار ف هذا العدد كذلك‬
‫نقول الختصاص بالد الذكور واجب له إذ ل فرق بي مقدار ف الصفات عدا ومقدار ف‬

‫الذات حدا وان قلتم جائز ان توجد صفة أخرى فما الوجب للنصار ف هذا العدد والد فيحتاج إل‬
‫مصص حاصر ث قال قلنا القادير من حيث انا مقادير طول وعرضا وعمقا ل تتلف شاهدا ول غائبا ف‬
‫تطرق الواز العقلى اليها واستدعاء مصص ‪ ،‬فيقال له هذا الذي قلته هو أول السألة فإن القادير من حيث‬
‫هي ل وجود لا ف الارج كما ان الصفات والذوات من حيث هي هي ل وجود لا ف الارج وانا يوجد ف‬
‫الارج ذات مصوصة بصفاتا الخصوصة فالقول فيما اختصت به من القدار كالقول فيما اختصت به من‬
‫سائر الصفات وما اختصت به من القيقة الوصوفة بتلك الصفات ‪ ،‬ث قال وأما الصفات وانصارها ف ثان‬
‫فقد اختلف جواب الصحاب عنه بوجوه منها انم منعوا اطلق لفظ‬

‫العدد عليها فضل عن الثمانية وقالوا قد دل الفعل بوقوعه على كون الفاعل قادرا وباختصاصه ببعض‬
‫الائزات على كونه مريدا وبإحكامه على كونه عالا وعلم بالضرورة ان القضايا متلفة وورد ف الشرع اطلق‬
‫العلم والقدرة والرادة ول مدلول سوى ما دل الفعل عليه او ورد ف الشرع اطلقه ولذا اقتصرنا على ذلك‬
‫فلو سئل هل يوز ان يكون له صفة اخرى اختلف الواب عنه فقيل ل يتطرق اليه الواز فإنا ل نثبت‬
‫الصفات إل بدليل الفعل والفعل ما دل إل على تلك وقيل يوز عقل إل ان الشرع ل يرد به فنتوقف ف ذلك‬
‫ول يضر العتقاد إذا ل يرد به تكليف ‪ ،‬قال ومنها أنم فرقوا ف الشاهد بي الصفات الذاتية الت تلتئم منها‬
‫حقيقة الشيء وبي القادير العرضية الت ل مدخل لا ف تقيق حقيقة الشيء فإن الصفات الذاتية ل تثبت‬
‫للشيء مضافة إل‬

‫الفاعل بل هي له من غي سبب والقادير العرضية تثبت للشيء مضافة إل الفاعل فإن جعلها له‬
‫بسبب ‪ ،‬ومنها أنه لو قدر صفة زائدة على الثمان ل يل إما ان تكون صفة مدح وكمال او صفة ذم ونقصان‬
‫فإن كان صفة كمال فعدمها ف الال نقص وان كان صفة نقص فعدمها عنه واجب واذا بطل القسمان تعي‬
‫انه ل يتصف بزيادة على الثمانية ‪ ،‬قال ويترتب على ما ذكرناه هل يوز ان يكون للباري تعال اخص وصف‬
‫ل ندركه وفرق بي هذا السؤال والسؤال الول فإن السائل الول سأل هل يوز ان تزيد صفاته على الصفات‬
‫الثمانية والسائل الثان سأل هل له أخص وصف تيز‬

‫به عن الخلوقات واختلف جواب الصحاب عنه ايضا فقال بعضهم ليس له اخص وصف ول يوز‬
‫ان يكون لنه بذاته وصفاته تيز عن ذوات الخلوقات وصفاتا من حيث ان ذاته ل حد لا زمانا ومكانا ول‬
‫تقبل النقسام فعل ووها بلف ذوات الخلوقات وصفاته غي متناهية ف التعلق بالتعلقات ولو كان الغرض‬
‫ان يتحقق اخص وصف به يقع التميز فقد وقع التميز با ذكرناه فل أخص سوى ما عرفناه وقال بعضهم ل بل‬
‫له اخص وصف ف اللة ل ندركه وذلك ان كل شيئي لما حقيقتان معقولتان فإنما يتمايزان بأخص‬
‫وصفيهما وجيع ما ذكرنا من أن ل حد ول ناية ل انقسام للذات ول تناهي للتعلق ف الصفات كل ذلك‬
‫سلوب وصفات نفي وبالنفي ل يتميز الشي ءعن الشيء بل ل بد من صفة إثبات با يقع التميز وإل فترتفع‬
‫القيقة رأسا ث إذا ثبت‬

‫أخص الوصف هل يوز ان يدرك قال امام الرمي ل يوز ان يدرك اصل وقال بعضهم يوز ان‬
‫يدرك وقال ضرار بن عمرو يدرك ذلك عند الرؤية باسة سادسة ونفس السألة من مارات العقول وتصور‬
‫الخص من مارات العقول ‪ ،‬فيقال هذا وما أشبهه هو الذي يقال ف هذا القام من جهة من يفرق بي بعض‬
‫الصفات وبعض كما يفرق بي الصفة والقدر من تدبره علم انه ل يكن الفرق ‪ ،‬وذلك من وجوه ‪ ،‬احدها ان‬
‫ما ذكره ليس فيه جواب عن اللزام والعارضة فإنم عارضوه بإثبات صفات متعددة سواء كانت ثانيا أو أكثر‬
‫أو اقل فإن اختصاص الصفات بعدد من العداد كاحتصاص الذات بقدر من القدار واذا كان السمى ل‬
‫يسمى ذلك عددا فمنازعه ل يسمى الخر قدرا وليس الكلم ف الطلقات اللفظية بل ف العان العقلية وما‬
‫زاد على ذلك سواء نفي ثبوته او نفي‬

‫العلم به ل يضر فإن السؤال قائم إل أن يثبت الثبت صفات ل ناية لعددها وهذا ينقض قاعدة من‬
‫يقول إنه ل يوجد ما ل ناية له وإل فإذا أثبت الصفات متناهية كانت العارضة متوجهة سواء عرف عددها أو‬
‫ل يعرف وتفريق من فرق بي الصفات الذاتية والعرضية بأن هذه تفتقر إل فاعل دون الخرى ل يصح لن‬
‫هذا إنا ييء على قول من يقول الاهيات غي مفعولة ول معولة كما يقول ذلك من يقوله من التفلسفة‬
‫ونوهم وإل فأهل السنة ومتكلموهم متفقون على أن حقائق جيع الخلوقات ملوقة مصنوعة بل ليس لا‬
‫حقيقة ف الارج إل ما هو موجود ف الارج وما سوى ذلك فإنا هو الصورة العلمية وما ف الذهان من‬
‫ذلك فال تعال هو الذي جعله فيها وال سبحانه هو الذي خلق فسوى وهو الذي قدر فهدى وهو الذي خلق‬
‫النسان من علق وهو الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم وهو الذي خلق النسان علمه البيان ‪ ،‬فقوله‬
‫الصفات الذاتية ل تثبت للشيء مضافة إل الفاعل قول باطل بل صفة كل موصوف ملوق مضافة إل ال تعال‬
‫فإنه خلق كل موصوف بصفاته وليس ف الخلوق شيء ل من ذاته ول من صفاته إل وال تعال خلقه‬
‫وأبدعه ‪ ،‬وأيضا فكل صفة لزمة لوصوفها ل يكون الوصوف إل با فإن كان مفتقرا إل الفاعل فالفاعل فعله‬
‫بصفاته وإن كان غنيا عن‬

‫الفاعل استغن بصفاته عن الفاعل وتسمية أهل النطق لبعضها ذاتيا ولبعضها عرضيا ل ينع اشتراكها ف‬
‫هذا الكم ‪ ،‬وقول القائل لو قدر صفة زائدة على الثمان لكان صفة كمال او نقص إنا يفيده نفي ما زاد على‬
‫الثمان وهذا ل يضر العارض بل يقوي معارضته فإن تصيص الصفات بإثبات ثان دون ما زاد ونقص‬
‫تصيص بقدر وعدد فإن كان كل متص يفتقر إل مصص مباين للموصوف فالسؤال قائم فإن قال القائل‬
‫هذه الصفات على هذا الوجه من لوازم الذات ل تفتقر إل موجب غي الذات قيل له فهكذا مورد الناع‬
‫وبطل ما ذكرته من اختصاص كل موصوف بصفات ومقدار يفتقر إل مصص منفصل عنه ‪ ،‬الوجه الثان ان‬
‫ما ذكره من الكلم ف أخص وصف هو أيضا لزم لم كما أن ما ذكره ف الصفات هو أيضا لزم لم فإن‬
‫هذا معارضة باختصاص القيقة ف نفسها وذلك معارضة باختصاصها ببعض الصفات دون بعض وبعدد من‬
‫الصفات دون ما زاد وسواء قيل بإثبات اخص وصف او ل يقل فإنه ل بد من ذات متميزة بنفسها عما سواها‬
‫‪ ،‬الوجه الثالث ان يقال اهل الثبات للصفات لم فيما زاد على الثمانية ثلثة أقوال معروفة احدها إثبات‬
‫صفات أخرى كالرضى والغضب والوجه واليدين والستواء وهذا قول ابن كلب والارث‬
‫الحاسب وأب العباس القلنسي والشعري وقدماء اصحابه كأب عبد ال بن ماهد وأب السن بن‬
‫مهدي الطبي والقاضي أب بكر بن الطيب وامثالم وهو قول أب بكر بن فورك وقد حكى إجاع اصحابه‬
‫على إثبات الصفات البية كالوجه واليد وهو قول أب القاسم القشيي وأب بكر البيهقي كما هو قول‬
‫القاضي أب يعلي وابن عقيل والشريف أب علي وابن الزاغون وأب السن التميمي واهل بيته كابنه أب الفضل‬
‫ورزق ال وغيهم كما هو قول سائر النتسبي إل اهل السنة والديث وليس للشعري نفسه ف إثبات صفة‬
‫الوجه واليد والستواء وتأويل نصوصها قولن بل ل يتلف قوله انه يثبتها ول يقف فيها بل يبطل تأويلت من‬
‫ينفيها ولكن ابو العال وأتباعه ينفونا ث لم ف التأويل والتفويض قولن فأول قول أب العال التأويل كما‬
‫ذكره ف = الرشاد وآخرها التفويض كما ذكره ف الرسالة النظامية وذكر إجاع السلف على النع من‬
‫التأويل وأنه مرم‬

‫‪ ،‬وأما ابو السن وقدماء اصحابه فهم من الثبتي لا وقد عد القاضي ابو بكر ف التمهيد والبانة له‬
‫الصفات القدية خس عشرة صفة ويسمون هذه الصفات الزائدة على الثمانية الصفات البية وكذلك غيهم‬
‫من أهل العلم والسنة مثل ممد بن جرير الطبي وأمثاله وهو قول أئمة أهل السنة والديث من السلف‬
‫وأتباعهم وهو قول الكرامية والسالية وغيهم ‪ ،‬وهذا القول هو القول العروف عند متكلمة الصفاتية ل يكن‬
‫يظهر بينهم غيه حت جاء من وافق التعتزلة على نفيها وفارق طريقة هؤلء وأصل هؤلء أنم يثبتون الصفات‬
‫بالسمع وبالعقل بلف من اقتصر على الثمانية فإنه ل يثبت صفة إل بالعقل وقد أثبت طائفة منهم بعضها‬
‫بالعقل كما أثبت ابو اسحق السفرايين صفة اليد بالعقل وكما يثبت كثي من الحققي صفة الب والبغض‬
‫والرضى والغضب بالعقل‬

‫‪ ،‬القول الثان قول من ينفي هذه الصفات كما ذكره الشهرستان وغيه وهو أضعف القوال فإن‬
‫عمدته انه لو كان ل صفة غي ذلك لوجب ان ينصب عليها دليل نعلمه ول ينصب فل صفة له وكلتا‬
‫القدمتي باطلة فإن دعوى الدعي انه لبد ان ينصب ال تعال على كل صفة من صفاته دليل باطل ودعواه انه‬
‫ل ينصب دليل إل نعلمه هو أيضا باطل كما قد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع فإن هذه القاعدة‬
‫إنا هي معدة لمل القاصد ‪ ،‬والثالث قول الواقفة الذين يوزون إثبات صفات زائدة لكن يقولون ل يقم‬
‫عندنا دليل على نفي ذلك ول اثباته وهذه طريقة مققي من ل يثبت الصفات البية وهذا اختيار الرازي‬
‫والمدي وغيها ‪ ،‬وأئمة أهل السنة والديث من أصحاب الئمة الربعة وغيهم يثبتون الصفات البية لكن‬
‫منهم من يقول ل نثبت إل ما ف القرآن والسنة التواترة وما ل يقم دليل قاطع على اثباته نفيناه كما يقوله ابن‬
‫عقيل وغيه احيانا ومنهم من يقول بل نثبتها بأخبار الحاد التلقاة بالقبول ومنهم من يقول نثبتها بالخبار‬
‫الصحيحة مطلقا ومنهم من يقول يعطي كل دليل حقه فما كان قاطعا ف الثبات قطعنا بوجبه وما كان‬
‫راجحا ل قاطعا قلنا بوجبه فل‬

‫نقطع ف النفي والثبات إل بدليل يوجب القطع واذا قام دليل يرجح أحد الانبي بينا رجحان أحد‬
‫الانبي وهذا أصح الطرق ‪ ،‬وكثي من الناس قد يظن صحة أحاديث فإما ان يتأولا او يقول هي مثل غيها‬
‫من الخبار وتكون باطلة عند أئمة الديث ‪ ،‬ومن الخبار ما يكون ظاهره يبي الراد به ل يتاج إل دليل‬
‫يصرفه عن ظاهره ولكن يظن قوم انه ما يفتقر إل تأويل كقوله ‪ ،‬الجر السود يي ال ف الرض فمن‬
‫صافحه وقبله فكأنا صافح ال وقبل يينه ‪ ،‬فهذا الب لو صح عن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن ظاهره ان‬
‫الجر صفة ل بل هو صريح ف أنه ليس صفة ل لقوله يي ال ف الرض فقيده ف الرض ولقوله فمن‬
‫صافحه فكأنا صافح ال والشبه ليس هو الشبه به واذا كان صريا ف انه ليس صفة ال ل يتج إل تأويل‬
‫يالف ظاهره ونظائر هذا كثية ما يكون ف الية‬

‫والديث ما يبي انه ل يرد به العن الباطل فل يتاج نفي ذلك إل دليل منفصل ول تأويل يرج اللفظ‬
‫عن موجبه ومقتضاه ‪ ،‬واذا كان كذلك فالعارضة بالصفات ثابتة على كل قول من القوال الثلثة إذ ل بد‬
‫فيها من اختصاص فإن كان كل متص يفتقر إل مصص مباين لزم افتقار صفات ال تعال إل مباين له ‪ ،‬ث‬
‫رأيت ابا السن المدي قد ذكر هذا الدليل الذي ذكره الشهرستان وبي ضعفه ف كتابه السمى بغاية الرام‬
‫ف علم الكلم فقال ف مسألة نفي العلو وتوابع ذلك وقد سلك بعض الصحاب ف الرد على هؤلء طريقا‬
‫شامل فقال لو كان الباري مقدرا بقدر متصورا بصورة متناهيا بد وناية متصا بهة متغيا بصفة حادثة ف‬
‫ذاته لكان مدثا إذ العقل الصريح يقضي بأن القادير ف تويز العقل متساوية فما من مقدار وشكل يقدر ف‬
‫العقل إل ويوز ان يكون مصوصا بغيه فاختصاصه با اختص به من مقدار او شكل او غيه يستدعي‬
‫مصصا ولو استدعى مصصا لكان الباري مدثا ‪ ،‬قال المدي لكن هذا السلك ما ل يقوى وذلك‬

‫انه وان سلم ان ما يفرض من القادير والهات وغيها مكنة ف انفسها وان ما وقع منها ل بد له من‬
‫مصص لكن إنا يلزم ان يكون الباري حادثا أن لو كان الخصص خارجا عن ذاته ونفسه ‪ ،‬ولعل صاحب‬
‫هذا القول ل يقول به وعند ذلك فل يلزم أن يكون الباري تعال حادثا ول موجا إل غيه اصل فإن قيل ان‬
‫ما اقتضاه بذاته ليس هو أول من غيه لتساوي الميع بالنسبة اليه ف جهة القتضاء فهو نو اللف ولعل‬
‫الصم قد ل يسلم تساوي النسبة ف جهة القتضاء إل ان يقدر انه ل اختلف بي هذه المكنات ول مالة ان‬
‫بيان ذلك متعذر جدا كيف وأنه يتمل ان ينتهج الصم ف تصيص هذه الصفات الثابتة للذات منهج أهل‬
‫الق ف تصيص سائر المكنات وبه درء اللزام ‪ ،‬ث استدل على هذه السألة با هو أضعف من هذا وهو ان‬
‫البناء على ذلك مستلزم لكونه جوهرا والواهر متماثلة وقد عرف ما ف هذين الصلي من النازعات اللفظية‬
‫والعنوية ف غي هذا الوضع‬

‫والمدى نفسه قد بي بطلن قول من جعل الواهر متماثلة ‪ ،‬وما ينبغي ان يعرف ف مثل هذه السائل‬
‫النازعات اللفظية فإن القائل إذا قال التخصيص يفتقر إل مخصص والتقدير إل مقدر كان بنلة من يقول‬
‫التحريك يفتقر إل مرك وامثال ذلك وهذا ل ريب فيه فإن التخصيص مصدر خصص يصص تصيصا‬
‫وكذلك التقدير والتكليم ونو ذلك ومصدر الفعل التعدى ل بد له من فاعل يتعدى فعله فإذا قدر مصدر‬
‫متعد بل فاعل يتعدى فعله كان متناقضا بلف ما إذا قيل الختصاص يفتقر إل مصص والقدار إل مقدر‬
‫ونو ذلك فان هذا ليس ف الكلم ما يدل عليه لن الذكور إما مصدر فعل لزم كالختصاص ونوه او اسم‬
‫ليس بصدر كالقدار وكل من هذين ليس ف الكلم ما يوجب افتقاره إل فاعل يتعداه فعله فإذا قيل الوصوف‬
‫الذي له صفة وقدر قد اختص بصفة وقدر فل بد له من مصص ل يكن ف هذا الكلم ما يدل على افتقاره‬
‫إل مصص مباين له يصصه بذلك بلف ما إذا قيل إذا خص بصفة او قدر فل بد له من مصص فإن هذا‬
‫كلم صحيح ‪ ،‬والناطقون من اهل النظر وغيهم إذا قصدوا العان فقد ل يراعون مثل هذا بل يطلقون اسم‬
‫الفعول على ما ل يعلم ان له فاعل فيقول احدهم هذا مصوص بذه الصفة والقدر والخصوص ل بد له من‬
‫مصص فإذا اخذ الخصوص على انه اسم مفعول فمعلوم انه‬

‫ل بد له من فاعل يتعدى فعله واذا اخذ على ان القصود اختصاصه بذلك الوصف كان هذا ما يفتقر‬
‫إل دليل وهذا مثل الوجود فإنه ل يقصد به ان غيه اوجده بل يقصد به الحقق الذي هو بيث يوجد فكثي‬
‫من الفعال الت بنيت للمفعول واسم الفعول التابع لا قد كثر ف الستعمال حت بقي ل يقصد به قصد فعل‬
‫حادث له فاعل أصل بل يقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الملة ‪ ،‬وكثي من الفاظ النظار من هذا الباب‬
‫كلفظ الوجود والخصوص والؤلف والركب والحقق فإذا قالوا ان الرب تعال مصوص بصائص ل يشركه‬
‫فيها غيه او هو موجود ل يريدوا ان أحدا غيه خصه بتلك الصائص ول ان غيه جعله موجودا ‪ ،‬وبسب‬
‫ذلك تد جاعات غلطوا ف هذا الوضع ف مثل هذه السالة إذا قيل البارى تعال مصوص بكذا وكذا او‬
‫متص بكذا وكذا قالوا فالخصوص ل بد له من خصه بذلك والخصص ل بد له من مصص خصصه بذلك ‪،‬‬
‫والناس قد يبحثون عن اختصاص الشيء بأمور قبل بثهم هل هي من نفسه او من غيه ويعلمون ويقولون انه‬
‫مصوص بذلك وقد خص بذا واختص به ونو ذلك‬
‫‪ ،‬ونظي ذلك ماذكره ابو حامد ف تافت الفلسفة لا رد عليهم مذهبهم ف نفي الصفات وبي انه ل‬
‫دليل لم على نفيها وتكلم ف ذلك بكلم حسن بي فيه ما احتجوا به من اللفاظ الجملة البهمة كلفظ‬
‫التركيب فانم جعلوا إثبات الصفات تركيبا وقالوا مت اثبتنا معن يزيد على مطلق الوجود كان تركيبا وادخلوا‬
‫ف مسمى التركيب خسة انواع ‪ ،‬أحدها انه ليس له حقيقة إل الوجود الطلق لئل يكون مركبا من وجود‬
‫وماهية ‪ ،‬والثان ليس له صفة لئل يكون مركبا من ذات وصفات ‪ ،‬والثالث ليس له وصف متص ومشترك‬
‫لئل يكون مركبا ما به الشتراك وما به المتياز لتركب النوع من النس والفصل او من الاصة والعرض العام‬
‫‪ ،‬الرابع انه ليس فوق العال لئل يكون مركبا من الواهر الفردة وكذلك ل يكون مركبا من الادة والصورة‬
‫فل يكون مركبا تركيبا حسيا كتركب السم من الواهر النفردة ول عقليا كتركبه من الادة والصورة ‪،‬‬
‫وهذان نوعان بما يصي خسة وهذه الطريقة هي طريقة‬

‫ابن سينا فإنه زعم ان نفس الوجود إذا كان يستلزم وجودا واجبا فالوجود الواجب له هذه الصائص‬
‫النافية لذه الصفات ويقول ليس له اجزاء حد ول اجزاء كم وهذا مراده ‪ ،‬واما قدماء الفلسفة فلم يكونوا‬
‫يثبتون واجب الوجود بذه الطريقة بل بطريقة الركة فلما جاء ابن رشد الفيد يعترض على أب حامد فيما‬
‫ذكره ل يكنه النتصار لبن سينا بل بي ان هذه الطريقة الت سلكها ضعيفة كما ذكر ابو حامد واحتج هو‬
‫بطريقة اخرى ظن انا قوية وهي اضعف من طريقة ابن سينا فان ابا حامد لا ذكر القول الضاف إل الفلسفة‬
‫كابن سينا وامثاله وذكر انم ينفون تلك النواع المسة قال ومع هذا فانم يقولون للبارى تعال انه مبدأ‬
‫واول وموجود وجوهر واحد وقدي وباق وعال وعاقل وعقل ومعقول وفاعل وخالق ومريد وقادر وحي‬
‫وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ وجواد وخي مض وزعموا ان كل ذلك عبارة عن معن واحد لكثرة فيه‬

‫‪ ،‬قال وهذا من العجائب وهم يقولون ذات البدأ الول واحد وانا تكثر الساء باضافته إل شيء او‬
‫اضافة شيء اليه او سلب شيء عنه والسلب والضافة ل يوجب كثرة ف ذات السلوب عنه ولكن الشأن ف‬
‫رد هذه كلها إل السلوب والضافات وذكر تام قولم ‪ ،‬قال ابو حامد فيقال لم ب عرفتم استحالة الكثرة من‬
‫هذا الوجه وأنتم مالفون من جيع السلمي سوى العتزلة فما البهان عليه فان قول القائل الكثرة مال ف‬
‫واجب الوجود مع كون الصفات الوصوفة واحدة يرجع إل انه يستحيل كثرة الصفات فيه وفيه الناع وليس‬

‫استحالته معلوما بالضرورة ولم مسلكان أحدها ان كل واحد من الصفة والوصوف ان كان مستغنيا‬
‫عن الخر فهما واجبا الوجود وان كان مفتقرا اليه فل يكون واحد منهما واجب الوجود وان احتاج أحدها‬
‫إل الخر فهو معلول والخر هو الواجب وايهما كان معلول افتقر إل سبب فيؤدي إل ان ترتبط ذات واجب‬
‫الوجود بسبب ‪ ،‬قال ابو حامد الختار من هذه القسام هو الخي ولكن ابطالكم القسم الول ل دليل لكم‬
‫عليه فان برهانكم عليه إنا يتم بنفي الكثرة من هذه السالة فكيف تنبن هذه السالة على تلك ‪ ،‬قلت الواب‬
‫عن هذه الجة يكن بوجوه ‪ ،‬أحدها ان يقال قولكم إما ان يكون أحدها متاجا إل الخر واما ان يكون‬
‫مستغنيا عنه تريدون بالحتياج حاجة الفعول إل فاعله او مطلق التلزم وهو كون أحدها ل يوجد إل بالخر‬
‫ام قسم ثالث‬

‫‪ ،‬فإن أردت الول ل يكن أحدها متاجا إل الخر بل غنيا عن كونه فاعل له ول يلزم أن يكونا‬
‫واجب الوجود بعن أن كل منهما هو الواجب بنفسه البدع للمكنات ‪ ،‬وإن قيل إن كل منهما واجب‬
‫الوجود بعن أنه ل مبدع له ‪ ،‬قيل نعم ول نسلم امتناع تعدد مسمى واجب الوجود بذا التفسي وإنا يتنع‬
‫تعدده بالتفسي الول فإن الدلة قامت على أن خالق المكنات رب واحد ل تقم على نفي صفاته بل كل من‬
‫صفاته اللزمة له قدي أزل متنع عدمه ليس له فاعل فإذا عب عن هذا العن بأنه واجب الوجود فهو حق وإن‬
‫عن بواجب الوجود ما ليس ملزما لغيه فليست الذات وحدها واجبة الوجود ول الصفات بل الواجب‬
‫الوجود هو الذات التصفة بصفاتا اللزمة لا ل سيما وهم يقولون إنا مستلزمة للمعلول فامتناع ذلك على‬
‫أصلهم أبلغ وقد عرف أن كل من الصفات الذاتية ملزمة للخرى والصفات ملزمة للذات وليس كل منهما‬
‫مبدعا للخر ‪ ،‬وإن قلتم كل منهما متاج إل الخر بعن أنه ملزم له ل يلزم من كونه ملزما أن يكون‬
‫معلول ‪ ،‬وهذا الواب الثان وهو أن يقال ما تعن بواجب الوجود‬

‫أتعن به ما ل فاعل له أو تعن به القائم بنفسه الذي ل فاعل له ‪ ،‬فإن عنيت الول ل يتنع أن يكون‬
‫كل من الصفات والذات واجب الوجود بذا التفسي ول يدل على امتناع تعدد الواجب بذا التفسي دليل‬
‫كما ل يدل على امتناع تعدد القدي بذا التفسي دليل وإنا دل الدليل على أنه ل إله إل ال وأن ال رب‬
‫العالي واحد ل شريك له وهو التوحيد الذي دل عليه الشرع والعقل ‪ ،‬فأما نفي الصفات وتسمية ذلك‬
‫توحيدا فهو مالف للشرع والعقل ‪ ،‬وإن أراد بواجب الوجود القائم بنفسه الذي ل فاعل له كانت الذات‬
‫واجبة الوجود وهي بالصفة واجبة الوجود ول تكن الصفة وحدها واجبة الوجود ‪ ،‬وإن أريد باجة كل من‬
‫الصفة والوصوف إل الخر التلزم اختي إثبات ذلك ول يلزم من ذلك كون أحدها معلول الخر فإن‬
‫التضايفي متلزمان وليس أحدها معلول الخر وإن أريد بذلك كون أحدها فاعل اختي نفي الاجة بذا‬
‫التفسي وهو القسم الول وهو أنه ليس أحدها متاجا إل الخر‬
‫‪ ،‬وإن أريد أن أحدها مل للخر اختي جواب الغزال وهو أن الصفة متاجة إل الذات من غي عكس‬
‫‪ ،‬وعلى هذا فقول القائل إن أحدها معلول للخر إن أراد به أن أحدها فاعل للخر فهو باطل فإنه ل يب‬
‫من قيام الصفة بالوصوف أن يكون الوصوف فاعل للصفة بل المر بالعكس فإن الفعول يتنع أن يكون من‬
‫باب الصفات اللزمة للموصوف ‪ ،‬وإن أريد يذلك أن يكون أحدها قابل للخر فل امتناع ف ذلك وإن قيل‬
‫بل إن الحل علة للحال ‪ ،‬واعلم أن هذه الجة وأمثالا إنا نشأت الشبهة فيها من جهة أن ألفاظها مملة فلفظ‬
‫العلة يراد به العلة الفاعلة والعلة القابلة ولفظ الاجة إل الغي يراد به اللزم للغي ويراد به حاجة الشروط إل‬
‫شرطه ويراد به حاجة الفعول إل فاعله ‪ ،‬وإذا عرف هذا فالصفات اللزمة مع الذات متلزمة وليس أحدها‬
‫فاعل للخر بل الذات مل للصفات وليس الواحد منهما علة فاعلة بل الوصوف قابل للصفات وهذا ل‬
‫امتناع فيه بل هو الذي يدل عليه صريح العقول وصحيح النقول ‪ ،‬لكن الغزال ل يب إل بواب واحد‬
‫ومضمون كلمهم أنم ف جيع كلمهم ف نفي الصفات ينتهي أمرهم إل أن هذا‬

‫تركيب والركب مفتقر إل جزئه والفتقر إل غيه ل يكون واجبا بنفسه لنه متاج ‪ ،‬فقال لم أبو‬
‫حامد نن نتار أن يقال الذات ف قوامها غي متاجة إل الصفات والصفات متاجة إل الوصوف كما ف‬
‫حقنا فبقي قولكم إن الحتاج إل غيه ل يكون واجب الوجود فيقال إن أردت بواجب الوجود أنه ليس له علة‬
‫فاعلية فلم قلتم ذلك ول استحال أن يقال كما أن ذات واجب الوجود قدي ل فاعل له فكذلك صفته قدية‬
‫معه ول فاعل لا وإن أردت بواجب الوجود أن ل يكون له علة قابلية فهو ليس بواجب الوجود على هذا‬
‫التأويل ولكنه قدي مع هذا ول فاعل له فما الحيل لذلك فإن قيل واجب الوجود الطلق هو الذي ليس له علة‬
‫فاعلية ول قابلية فإذا سلم أن له علة قابلية فقد سلم كونه معلول قلنا تسمية الذات القابلة علة قابلية من‬

‫اصطلحكم والدليل ل يدل على ثبوت واجب الوجود بكم اصطلحكم إنا دل على إثبات طرف‬
‫ينقطع به تسلسل العلل والعلولت ول يدل على هذا القدر وقطع التسلسل يكن بواحد له صفات قدية ل‬
‫فاعل لا كما أنه ل فاعل لذاته ولكنها تكون متقررة ف ذاته ‪ ،‬قال ابن رشد يريد أنه إذا وضع لم هذا القسم‬
‫من القسام الت استعملوا ف إبطال الكثرة آل المر معهم إل أن يثبتوا أن واجب الوجود ليس يكن أن يكون‬
‫مركبا من صفة وموصوف ول أن تكون ذاته ذات صفات كثية وهذا شيء ليس يقدرون عليه بسب أصولم‬
‫ث أخذ يبي أن الحال الذي راموا أن يلزموه على تقدير هذا القسم ليس بلزم قال فيقال لم إن أردت بواجب‬
‫الوجود أنه ليس له علة فاعلية فلم قلتم ذلك أي فلم قلتم بامتناع كونه موصوفا بالصفات ول استحال‬
‫أن يقال كما أن ذات واجب الوجود قدي ل فاعل له فكذلك صفاته قدية ل فاعل لا ‪ ،‬قال ابن رشد‬
‫وهذا كله معاندة لن سلك ف نفي الصفات طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود بذاته وذلك أنم يفهمون‬
‫ف المكن الوجود المكن القيقي ويرون أن كل ما دون البدأ الول هو بذه الصفة وخصومهم من الشعرية‬
‫يسلمون هذا ويرون أن كل مكن فله فاعل وأن التسلسل ينقطع بالنتهاء إل ما ليس مكنا ف نفسه فإذا سلم‬
‫لم هذه ظن با أنه يلزم عنها أن يكون الول الذي انقطع عنده المكان ليس مكنا فوجب أن يكون بسيطا‬
‫غي مركب لكن للشعرية أن يقولوا إن الذي ينتفي عنه المكان القيقي ليس يلزم أن يكون بسيطا وإنا يلزم‬
‫أن يكون قديا فقط ل علة فاعلية له فلذلك ليس عند هؤلء برهان على ان الول بسيط من طريقة واجب‬
‫الوجود‬

‫‪ ،‬قال أبو حامد فإن قيل فإذا أثبتم ذاتا وصفة وحلول للصفة بالذات فهو مركب وكل تركيب يتاج‬
‫إل مركب ولذلك ل يز أن يكون الول جسما لنه مركب قلنا قول القائل كل مركب يتاج إل مركب‬
‫كقوله كل موجود يتاج إل موجد فيقال له الول قدي موجود ل علة له ول موجد ‪ ،‬فكذلك يقال موصوف‬
‫قدي ول علة لذاته ول لصفته ول لقيام صفاته بذاته بل الكل قدي بل علة وأما السم فإنا ل يز أن يكون هو‬
‫الول لنه حادث من حيث أنه ل يلو عن الوادث ومن ل يثبت له حدوث السم يلزمه أن تكون العلة‬
‫الول جسما كما سنلزمه عليكم فيما بعد ‪ ،‬قال ابن رشد معترضا على أب حامد التركيب ليس هو‬

‫مثل الوجود لن التركيب هو مثل التحريك أعن صفة انفعالية زائدة على ذات الشياء الت قبلت‬
‫التركيب والوجود هو صفة هذه الذات بعينها وأيضا الركب ليس ينقسم إل مركب من ذاته ومركب من‬
‫غيه فيلزم أن ينتهي المر إل مركب قدي كما ينتهي المر ف الوجودات إل موجود قدي وأيضا فإذا كان‬
‫المر كما قلنا من أن التركيب أمر زائد على الوجود فلقائل أن يقول إن كان يوجد مركب من ذاته فسيوجد‬
‫متحرك من ذاته وإن وجد متحرك من ذاته فسيوجد العدوم من ذاته لن وجود العدوم هو خروج ما بالقوة‬
‫إل الفعل وكذلك المر ف الركة والتحرك ‪ ،‬قال والفصل ف هذه السألة أن الركب ل يلو من أن يكون‬
‫كل واحد من جزأيه أو أجزائه الت تركب منها شرطا ف وجود صاحبه بهتي متلفتي أو ل يكون شرطا أو‬
‫يكون أحدها‬

‫شرطا ف وجود الثان والثان ليس شرطا ف وجود الول فأما الول فل يكن أن يكون قديا لن‬
‫التركيب نفسه شرط ف وجود الجزاء فل يكن أن تكون الجزاء علة التركيب ول التركيب علة نفسه إل لو‬
‫كان الشيء علة نفسه وأما الثان إذا ل يكن واحد منهما شرطا ف وجود صاحبه فإن أمثال هذه إذا ل يكن ف‬
‫طباع أحدها أن يلزم الخر فإنا ليست تتركب إل بركب خارج عنها وإن كان أحدها شرطا ف وجود‬
‫الخر من غي عكس كالال ف الصفة والوصوف الغي جوهرية فإن كان الوصوف قديا ومن شأنه أن ل‬
‫تفارقه الصفة فالركب قدي وإذا كان هذا هكذا فليس يصح إن جوز موز وجود مركب قدي أن يبي على‬
‫طريق الشعرية أن كل جسم مدث لنه إن وجد مركب‬

‫قدي وجدت أعراض قدية أحدها التركيب لن أصل ما يبنون عليه وجوب حدوث العراض أنه ل‬
‫تكون الجزاء الت تركب منها السم إل بعد الفتراق فإذا جوزوا مركبا قديا أمكن أن يوجد اجتماع ل‬
‫يتقدمه افتراق وحركة ل يتقدمها سكون وإذا جاز هذا أمكن أن يوجد جسم ذو أعراض قدية ول يصح لم‬
‫أن ما ل يلو عن الوادث حادث ‪ ،‬قلت ما ذكره أبو حامد مستقيم مبطل لقول الفلسفة وما ذكره ابن رشد‬
‫إنا نشأ من جهة ما ف اللفظ من الجال والشتراك وكلمه ف ذلك أكثر مغلطة من كلم ابن سينا الذي أقر‬
‫بفساده وضعفه ‪ ،‬وذلك أن هؤلء قالوا لب حامد والثبتي إذا أثبتم ذاتا وصفة وحلول للصفة بالذات فهو‬
‫مركب وكل مركب يتاج إل مركب ‪ ،‬قال لم قول القائل كل مركب يتاج إل مركب كقول القائل كل‬
‫موجود يتاج إل موجد ‪ ،‬ومقصوده بذلك أن هذا العن الذي سيتموه تركيبا ليس معن كونه مركبا إل كون‬
‫الذات موصوفة بصفات قائمة با ليس معناه أنه كان هناك شيء متفرق فركبه مركب بل ول هناك شيء يقبل‬
‫التفريق فإن الكلم إنا هو ف إثبات صفات واجب الوجود اللزمة له كالياة والعلم‬

‫والقدرة وإذا كانت هذه الصفات لزمة للموصوف القدي الواجب الوجود بنفسه ل يكن أن تفارقه‬
‫ول أن توجد دونه ول يوجد إل با فليس هناك شيئان كانا مفترقي فركبهما فركب ‪ ،‬ولفظ الركب ف‬
‫الصل اسم مفعول لقول القائل ركبته فهو مركب كما تقول فرقته فهو مفرق وجعته فهو ممع وألفته فهو‬
‫مؤلف وحركته فهو مرك ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ،‬ف أي صورة ما شاء ركبك ‪ ،‬سورة النفطار ‪ 8‬يقال ركبت‬
‫الباب ف موضعه ‪ ،‬هذا هو الركب ف اللغة لكن صار ف اصطلح التكلمي والفلسفة يقع على عدة معان‬
‫غي ما كان مفترقا فاجتمع كما يقول أحدهم السم إما بسيط وإما مركب يعنون بالبسيط الذي تشتبه‬
‫أجزاؤه كالاء والواء وبالركب ما اختلفت كالنسان وقد يقولون كل جسم مركب من أجزائه لن هذا الزء‬
‫غي هذا الزء وإن كانوا يعتقدون أنه ل يتفرق قط وأنه ل يزل كذلك ويتنازعون هل السم مركب من‬
‫الواهر النفردة أو من اليول والصورة أم ليس مركبا من واحد منهما مع اتفاقهم على أنه من الجسام ما ل‬

‫تكن أجزاؤه مفترقة فتركبت وقد يعنون بالركب الركب من الصفات كما يقولون النسان مركب‬
‫من النس والفصل وهو اليوان الناطق وهاتان الصفتان ل تفارق إحداها الخرى ول يكن وجود الناطق إل‬
‫مع اليوان ول يكن وجود حيوان إل مع ناطق أو ما يقوم مقامه كالصاهل ونوه ‪ ،‬فأبو حامد وأمثاله خاطبوا‬
‫هؤلء بلغتهم ف أن الوصوف بصفة لزمة له يسمى مركبا وقالوا لم قلتم إن مثل هذا العن الذي سيتموه‬
‫تركيبا يتنع ف الواجب الوجود فقولم إن كل مركب مفتقر إل مركب مغلطة نشأت من الجال ف لفظ‬
‫مركب فإنم ل يسلموا لم أن هناك تركيبا هو فعل مركب حت يقال إن الركب يفتقر إل مركب بل هناك‬
‫ذات موصوفة بصفات لزمة له فإذا قال القائل كل موصوف بصفات لزمة له يفتقر إل مركب ومؤلف يمع‬
‫بي الذات والصفات كان قوله باطل فقولم ف هذا الوضع كل مركب يفتقر إل مركب من هذا الباب ‪،‬‬
‫وكذلك إذا قيل كل مؤلف يفتقر إل مؤلف كما يستعمل مثل هذا الكلم غي واحد من الناس ف نفي معان‬
‫ساها مسم تأليفا وتركيبا فجعل الستدل يستدل بجرد إطلق اللفظ من غي نظر إل‬

‫العن العقلي فيقال لن سى مثل هذا تركيبا وتأليفا أتعن بذلك أن هنا شيئا فعله مركب ومؤلف أو أن‬
‫هنا ذاتا موصوفة بصفات ‪ ،‬أما الول فممنوع فإنه ليس ف خلق ال من يقول إن صفات ال اللزمة له متوقفة‬
‫على فاعل يؤلف ويركب بي الذات والصفات ‪ ،‬وإن عنيت الثان فمسلم ول دليل لك على ان الذات القدية‬
‫الواجبة الستلزمة للصفات تفتقر إل من يركب صفاتا فيها فلهذا قال أبو حامد هذا كقول القائل كل موجود‬
‫يفتقر إل موجد ولو قال إل واجد لكان أقرب إل مطابقة اللفظ ‪ ،‬وهذا صحيح فإن الوجود اسم مفعول من‬
‫وجد يد فهو واجد فإذا قال القائل كل موجود يفتقر إل واجد أو موجد نظرا إل اللفظ كان كقوله كل‬
‫مركب يفتقر إل مركب نظرا إل اللفظ ولكن لفظ الوجود إنا يراد به ما كان متحققا ف نفسه ل يعن به ما‬
‫وجده أو أوجده غيه كما أنم يعنون بالركب هنا ما كان متصفا بصفة قائمة به أو كان فيه معان متعددة‬
‫وكثرة ل يعنون به ما ركبه غيه فالذي جرى لؤلء الغالطي ف لفظ التأليف والتركيب كما جرى لشباههم‬
‫ف لفظ التخصيص والتقدير فإن الباب واحد فليتفطن اللبيب لذا فإنه يل عنه شبهات كثية‬

‫‪ ،‬وأما اعتراض ابن رشد على أب حامد بقوله ليس الركب مثل الوجود بل مثل التحريك ‪ ،‬فجوابه‬
‫من وجوه ‪ ،‬أحدها أن يقال ليس الكلم ف الوازنات اللفظية بل ف العان العقلية والقصود هنا أن الذات‬
‫القدية الواجبة الوصوفة بصفات ل يب أن يكون لا جامع منفصل جع بي الذات والصفات كما أن‬
‫الوجود الحقق ل يفتقر إل موجود غي نفسه بل قد يكون موجودا بنفسه ل يفتقر إل فاعل كذلك اتصافها‬
‫بالصفات ل يفتقر إل فاعل ‪ ،‬الثان أن يقال وهب أن هذا مثل التحريك ف اللفظ فقولك هي صفة انفعالية‬
‫زائدة على ذات الشياء الت قبلت التركيب إن عنيت أنا زائدة على الذات والصفة وقيام الصفة بالذات فهذا‬
‫باطل وإن عنيت أنا هي قيام الصفة بالذات أو هي الصفة القائمة بالذات فليس ف ذلك ما يوجب كونا‬
‫انفعالية لا فاعل مباين للموصوف ‪ ،‬الثالث أن التحريك إن عن به تريك الشيء لغيه فليس هذا نظي مورد‬
‫الناع فإن أحدا ل يسلم أن ف الذات القدية الوصوفة بصفاتا اللزمة شيئا ركبه أحد وإن عن به مطلق‬
‫الركة صار معن‬

‫الكلم أن اتصاف الذات بالصفات كاتصافها بالركات وليس ف واحد منهما ما يقتضي احتياج‬
‫الوصوف إل مباين له ‪ ،‬وأما قوله ليس ينقسم المر إل مركب من ذاته ومركب من غيه حت ينتهي المر‬
‫إل مركب قدي كما ينتهي المر ف الوجودات إل موجود قدي ‪ ،‬فيقال له بل هؤلء السلمون كأب حامد‬
‫وأمثاله لا خاطبوكم باصطلحهم وأنتم جعلتم قيام الصفة بالوصوف تركيبا فإنم يقولون بسب اصطلحكم‬
‫إنه ينقسم إل مركب من ذاته ومركب من غيه ‪ ،‬وحقيقة المر أن ثبوت الصفات إن سيتموه تركيبا ل نسلم‬
‫لكم عدم انقسام الركب إل قدي واجب ومدث مكن وإن ل تسموه تركيبا بطل أصل كلمكم ولكن أنتم‬
‫سيتم هذا تركيبا ونفيتموه فلهذا قلتم ل ينقسم الركب فكان كلمكم منوعا بل باطل ‪ ،‬وأما قوله إن لقائل‬
‫أن يقول إن كان يوجد مركب من ذاته فسيوجد متحرك من ذاته وإن وجد متحرك من ذاته فسيوجد معدوم‬
‫من ذاته‬

‫‪ ،‬فجوابه من وجوه ‪ ،‬أحدها منع القدمة الول فما الدليل على أنه إذا وجدت ذات موصوفة بصفات‬
‫لزمة له يلزم أن توجد ذات متحركة بركة منها ليس معه ف ذلك إل مرد الوازنة اللفظية ‪ ،‬الثان أن حقيقة‬
‫قوله إن افتقار التركيب إل مركب كافتقار التحريك إل الحرك فإن أخذ ذلك على أن له فاعل فلكل منهما‬
‫فاعل وإن أخذ مرد التركيب أخذ مرد التحرك قيل فعلى هذا يكون العن إذا وجد متصف بصفة بنفسه‬
‫يوجد فاعل متحرك بنفسه وإذا كان حقيقة كلمه أنه إذا كان متصفا بالصفات من ذاته فسيوجد متصفا‬
‫بالفعال من ذاته فيقال له إما أن تكون هذه اللزمة صحيحة وإما أن ل تكون فإن ل تكن صحيحة فليست‬
‫بجة وإن كانت صحيحة كانت دليل على ثبوت إفعال ال تعال وكان حقيقتها أنه يلزم من ثبوت الصفات‬
‫القائمة به ثبوت الفعال القائمة به فأي مذور ف هذا إذا كانت اللزمة صحيحة ‪ ،‬الثالث قوله وإن وجد‬
‫متحرك من ذاته فسيوجد العدوم من ذاته لن وجود العدوم هو خروج ما هو بالقوة إل الفعل‬

‫وكذلك المر ف الركة والتحرك وليس كذلك الوجود لنه ليس صفة زائدة على الذات فكل‬
‫موجود ل يكن وقتا موجودا بالقوة ووقتا موجودا بالفعل فهو موجود بذاته والتحرك وجوده إنا هو مع القوة‬
‫الحركة فلذلك احتاج كل متحرك إل مرك ‪ ،‬فيقال القن بقولك فسيوجد العدوم من ذاته أي نفس ما كان‬
‫معدوما يوجد من الذات العدومة ام تعن به ان الركة توجد من الذات التحركة ‪ ،‬إما الول فغي معقول فان‬
‫العدوم ليس له وجود أصل حت يعقل ان يوجد منه ذاته او غي ذاته ووجوده موجود من غي موجود متنع‬
‫بضرورة العقل وكون العدوم يوجد بنفسه معلوم البطلن بالبديهة وإن عنيت الثان فاللزم واللزوم واحد فإن‬
‫التحرك من ذاته توجد حركته العدومة من ذاته ‪ ،‬وقول القائل انه إذا جاز هذا جاز وجود العدوم من الذات‬
‫العدومة منوع بل باطل معلوم البطلن ‪ ،‬وقوله لن وجود العدوم هو خروج ما بالقوة إل الفعل وكذلك‬
‫المر ف الركة والتحرك فيقال له غاية هذا انما يشتركان ف امر من المور فمن أين يلزم إذا اشتركا ف امر‬
‫ما ان يشتركا ف غيه مع ظهور الفرق فان قوله‬

‫وجود العدوم هو خروج ما بالقوة إل الفعل ل يوز ان يراد به ان نفس العدوم كان فيه قوة هي مبدأ‬
‫وجوده فإن العدوم ليس ف شيء ول فيه شيء ‪ ،‬وانا يقال ان ما منه وجد العدوم كان فيه قوة وجوده كما‬
‫ف النطفة قوة ان تصي علقة وف البة قوة أن تصي سنبلة وف النواة قوة أن تصي نلة فالذي فيه القوة ليس هو‬
‫العدوم واما الركة والتحرك فنفس التحرك فيه قوة هي مبدأ الركة فنظي التحرك الحل الذي وجد فيه ما‬
‫كان معدوما من العراض كما يوجد اللون ف التلونات والطعم ف الطعومات والياة ف الحياء فكذلك‬
‫الركة ف التحركات فمحل هذه الصفات والركات كان قابل لا وفيه قوة القبول والستعداد لا واما نفس‬
‫هذه المور الت كانت معدومة فوجدت فليس فيها من القوة ول غيها شيء ‪ ،‬فقياس القائس وجود العدوم‬
‫من ذاته بوجود الركة من التحرك ف غاية الفساد والعلة تكون فاعلة وتكون قابلة فلو قال القائل الوجود او‬
‫السم او القائم بنفسه او نو ذلك يقبل الصفات والعراض كالركات ونوها وفيه قوة لذلك فيجب ان‬
‫يكون العدوم فيه قبول لقيام الصفات والركات به لكان قوله ف غاية‬

‫الفساد فكيف إذا قال إذا كان التحرك فاعل بنفسه لركته وجب ان يكون العدوم فاعل لذاته بل‬
‫يقال الفاعل يكن ان يفعل غيه واما فعله لنفسه فممتنع فلو قال إذ كان التحرك يفعل حركة وجب ان يفعل‬
‫العدوم حركة لكان باطل فكيف إذا قال وجب ان يفعل نفسه ‪ ،‬وقوله فكل موجود ل يكن وقتا موجودا‬
‫بالقوة ووقتا بالفعل فهو موجود بذاته والتحرك وجوده إنا هو مع القوة الحركة فلهذا احتاج كل كتحرك إل‬
‫مرك ‪ ،‬فيقال له وهب انه سلم لك ان التحرك وجوده مع القوة الحركة فلم قلت ان الركة تتاج إل مرك‬
‫منفصل عنه ‪ ،‬ث يقال لك هل يوز ان يتحرك التحرك بنفسه بعد ان ل يكن متحركا ام ل ‪ ،‬فان اجزت هذا‬
‫بطل قولك وجاز وجود التحرك بنفسه قبل الركة وقبل القوة الحركة ‪ ،‬وان قلت ل يوز قيل فحركته‬
‫حينئذ إما ان تكون من نفسه واما من غيه فان كانت من نفسه كانت الركة من نفس التحرك وبطل قولك‬
‫وان كانت من غيه وكان ذلك الغي متحركا فالقول‬
‫فيه كالقول ف الول وان كان غي متحرك لزم وجود حركات غي متوالية عن غي متحرك وهذا قولم‬
‫وهو باطل ‪ ،‬وذلك ان اجزاء الركات متعاقبة شيئا بعد شئ فالقتضى لكل من تلك آلجزاء يتنع ان يكون‬
‫موجبا تاما ف الزل لنه لو كان كذلك للزم ان يقارنه موجبا فان العلة التامة ل يتأخر عنها معلوها وحينئذ‬
‫يلزم كون الحدث قديا وهو متنع او يقال ان كانت العلة التامة تستلزم مقارنة معلوها لزم ذلك وان ل تسلزم‬
‫ذلك جاز حدوث الركات التأخرة عن موجب قدي فيجوز أن يتحرك الشيء بعد أن ل يكن متحركا بدون‬
‫سبب حادث وهذا يبطل قولكم وإذا ل يكن الوجب التام لا ثابتا ف الزل لزم أن يكون حادثا والقول ف‬
‫حدوثه كالقول ف حدوث غيه فيمتنع أن يدث هو أو غيه عن علة تامة قدية فإذا ل يكن ف الفاعل فعل‬
‫حادث امتنع أن يصدر عنه شيء حادث فامتنع صدور الركات عن غي متحرك ‪ ،‬وما اعترف به ابن رشد‬
‫وغيه من الفلسفة والتكلمي وقال عن إخوانه الفلسفة إن الذي يتمسكون به سببان ‪ ،‬أحدها أن فعل‬
‫الفاعل يلزمه التغي وإن كل متغي فله مغي ‪ ،‬والثان أن القدي ل يتغي بضروب من ضروب التغي ‪ ،‬قال وهذا‬
‫كله عسي البيان ‪ ،‬قلت وهذا القام وهو حدوث الوادث عن ذات ل‬

‫يقوم با حادث ما اعترف حذاقهم بصعوبته وبعده عن العقول كما ذكر ذلك ابن رشد والرازي‬
‫وغيها وهؤلء التفلسفة يقولون إن النفس الحركة للفلك يدث لا تصورات وإرادات هي مبدأ الركة‬
‫وأن مركها العقل الذي يريد التشبه به أو واجب الوجود الذي يطلب الفلك التشبه به بإخراج ما فيه من‬
‫اليون والوضاع وتريك الواجب أو العقل للفلك أو لنفس الفلك كتحريك الحبوب للمحب والشتهى‬
‫للمشتهي والعشوق للعاشق ليس من جهة الحرك فعل أصل بل ذلك يبه فيتحرك تشبها به ‪ ،‬وبذا أثبت‬
‫أرسطو وأتباعه العلة الول وأن فوق الفلك ما يوجب تريك الفلك ‪ ،‬والكلم على هذا من وجوه ليس‬
‫هذا موضع بسطها لكن يقال كون الفلك يتحرك للتشبه بالواجب أو إخراج ما فيه اليون والوضاع كلم ل‬
‫دليل عليه بل الدلة الدالة على فساده كثية ليس هذا موضعها‬

‫‪ ،‬فنقول هب أن المر كذلك فهذا إنا فيه أنه أثبت العلة الغائية للحركة ‪ ،‬فيقال أين السبب الفاعل‬
‫لركة الفلك فإن الركة وإن افتقرت إل غاية مقصودة فتفتقر إل مبدأ فاعل بالضرورة ‪ ،‬فإذا قالوا نفسه‬
‫تركه ‪ ،‬قيل لم فما الفاعل لا يدث ف النفس من أسباب الركة كالتصورات والرادات فإن هذه كانت‬
‫معدومة ث وجدت بعد العدم فما السبب الفاعل لذه الركة ‪ ،‬فإن قالوا النفس هي الفاعلة لذه الركة فقد‬
‫جعلوها متحركة من نفسها وهذا خلف ما قالوه ‪ ،‬وإن قالوا شيئا غيها قيل لم الكلم فيه كالكلم ف‬
‫النفس فإنه إن حدث فيه ما ل يدث سئل عن سبب ذلك ‪ ،‬وإن قيل بل الحدث لركة النفس على حال‬
‫واحدة أزل وأبدا ‪ ،‬قيل لم فقد لزمكم حدوث حادث بل سبب وقيل لكم ذلك الحرك للنفس إن كان علة‬
‫تامة ف الزل وجب وجود معلوله ف الزل فيجب وجود ما حدث للنفس من التصورات والرادات ف الزل‬
‫وهذا جع بي النقيضي‬

‫‪ ،‬وإن قيل بل حدث له أمر به صار فاعل لا يدث ف النفس سئل عن سبب حدوث ذلك ‪ ،‬وإذا قيل‬
‫الادث استعداد النفس لن يفيض عليها من الفعل ما تتصور به وتريد ‪ ،‬قيل فذلك الستعداد حادث والقول‬
‫ف سبب حدوثه كالقول ف سبب حدوث غيه فل بد من أحد امرين إما حدوث الوادث بلسبب حادث‬
‫واما حدوث الوادث عن متحرك وايهما كان بطل قولم والول يقولون انه معلوم البطلن بالضرورة فيلزمهم‬
‫الثان فقد الزم مناظريه ما يلزمه هو اشد منه وتبي به ان قول اوخوانه اشد فسادا فانه قال والذي ل ملخص‬
‫للشعرية منه هو انزال فاعل أول وانزال فعل له أول لنم ل يكنهم ان يضعوا ان حالة الفاعل من الفعول‬
‫الحدث تكون ف وقت الفعل هي بعينها حالته ف وقت عدم الفعل فهنالك ول بد حالة متجددة ونسبة‬

‫‪ ،‬ل تكن وذلك ضرورة إما ف الفاعل او ف الفعول او ف كليهما واذا كان كذلك فتلك الال‬
‫التجددة إذا اوجبنا ان لكل حال متجددة فاعل ل بد ان الفاعل لا إما فاعل اخر فل يكون ذلك الفاعل هو‬
‫الول ول يكون بنفسه بل بغيه واما ان يكون الفاعل لتلك الال الت هي شرط ف فعله هو نفسه فل يكون‬
‫ذلك الفعل الذي فرض صادرا عنه اول أول بل يكون فعله لتلك الال الت هي شرط ف الفعول قبل فعله‬
‫الفعول ‪ ،‬قال وهذا لزم كما ترى ضرورة إل ان يوز موز ان من الحوال الادثة ف الفاعلي ما ل يتاج‬
‫إل مدث وهذا بعيد إل على قول من يوز ان ههنا اشياء تدث من تلقائها وهو قول الوائل من القدماء‬
‫الذين انكروا الفاعل وهو قول بي سقوط بنفسه ‪ ،‬فيقال له انت الزمت مناظريك من اهل الكلم حدوث‬
‫حادث بل سبب حادث وذكرت ان هذا متنع بالضرورة وهذا هو القام العروف الذي استطالت به التفلسفة‬
‫الدهرية على مناظريهم من اهل‬

‫الكلم الاخوذ ف الصل عن الهيمة والقدرية فيقال له انت يلزمك ما هو اشد من هذا وهو حدوث‬
‫الوادث بل فاعل وهو الذي ذكرت انه ساقط بي سقوط وذلك ان الوادث الشهودة إن قلت ل فاعل لا‬
‫فقد لزمك هذا القول وان قلت لا فاعل قيل لك افعلها بعد ان ل تكن من غي حدوث شيء ف ذاته ام ل‬
‫يفعلها حت حدث شيء ف ذاته ‪ ،‬فان قلت بالول قيل لك فهي دائمة اولا ابتداء فان قلت لا ابتداء فهذا قول‬
‫منازعيك وان قلت ل ابتداء لا فقد صارت الوادث كلها تدث عن فاعل من غي حدوث شيء فيه وقد‬
‫قلت انه ل يكن ان يكون حال الفاعل ف الفعول الحدث وقت الفعل هي بعينها حاله وقت عدم الفعل‬
‫فيلزمك ان ل يكون حاله عند وجود حوادث الطوفان هي حالة عند وجود الوادث الت قبله فإن الوادث‬
‫متلفة فإن أمكن أن يكون حاله واحدا مع حدوث الوادث الختلفة أمكن ان يكون حاله واحدا مع تدد‬
‫الوادث لن الادث الثان كالطوفان فيه من المور ما ل يكن له قبل ذلك نظي فتلك حوادث ل نظي لا ول‬
‫فرق بي احداث هذا و احداث غيه و اذا جعل القتضي لذلك تغيات تدث ف الفلك كان الكلم ف‬
‫حدوث تلك التغيات العلوية كالكلم ف حدوث التغيات السفلية‬

‫‪ ،‬وان قلت بل حدث اوجب هذه الوادث ‪ ،‬قيل لك الفاعل له ان كان هو الول اللزام جذعا وان‬
‫كان غيه لزمك حدوث الوادث بل فاعل وان التزمت انه ما فعلها حت حدث فيه شيء فقد تركت قولك ‪،‬‬
‫وأيضا فالفاعل الستكمل لشروط الفعل إما ان يوز حدوث الفعول عنه بعد ان ل يكن بل سبب حادث واما‬
‫ان ل يوز فإن جاز فهو قول منازعك الذي ادعيت انه فاسد بالضرورة وان ل يز لزم ان يكون مفعوله‬
‫مقارنا له ل يتأخر عنه منه شيء فل يوز ان يدث عن الفاعل شيء كما تقوله انت واخوانك انه علة تامة‬
‫وموجب تام والعلة التامة ل يتأخر عنها معلولا ول شيء من معلولا فإذا كل ما تأخر عن الول ليس معلول‬
‫للعلة التامة ول مفعول للفاعل الول ول يوز ان يكون فعل لغيه إذ القول ف ذلك الغي كالقول فيه فيلزم ان‬
‫تكون الوادث كلها حادثة بل مدث ‪ ،‬وهذا لزم لؤلء الفلسفة الليي كما يلزم اخوانم الطبيعيي وهو‬
‫القول الذي هو من اظهر العارف الضرورية فسادا وقد بسط الكلم على هذه الواضع ف غي هذا الوضع وانا‬
‫كان القصود هنا التنبيه على جنس ما يغالط به هؤلء وامثالم من اللفاظ الجملة كلفظ الركب ونوه كما‬
‫يغالطون بلفظ التخصيص والخصص وان كلم أب حامد وامثاله ف مناظريهم خي من كلمهم واقوم‬

‫‪ ،‬واما قول ابن رشد ل يلو إما ان يكون كل من جزأيه شرطا ف وجود الخر او ل يكون او يكون‬
‫الواحد شرطا ف الخر من غي عكس ‪ ،‬وقوله القسم الول ل يكون قديا وذلك ان التركيب نفسه هو شرط‬
‫ف وجود الخر فليس يكن ان تكون الجزاء هي علة التركيب ول التركيب علة النفس إل لو كان الشيء‬
‫علة نفسه ‪ ،‬فيقال له اول تسمية هذا تركيبا واجزاء ليس هو من لغات بن ادم العروفة الت يتخاطبون با فإنه‬
‫ليس ف لغة من لغات الدميي أن الوصوف بصفات يقال انه مركب منها وانا اجزاء له واذا خاطبناكم‬
‫باصطلحكم فقد علمتم انه ليس الراد بالركب إل اتصاف الذات بصفات لزمة لا او وجود معان فيها او‬
‫اجتماع معان وامور ونو ذلك ليس الراد ان هناك مركبا ركبه غيه حت يقال ان الركب مفتقر إل مركب‬
‫فإن من وافقكم على اصطلحكم ف تسمية الذات الواجبة الوصوفة بصفاتا اللزمة تركيبا ل يرد بذلك ان‬
‫هناك مركبا ركبها فان هذا العن يقتضي ان يكون له فاعل ولكن تدعون‬
‫‪ ،‬ثبوت ذلك إما بطريقة ابن سينا ونوه الذي قد تقدم إبطالا وإما بطريقة العتزلة الت اختارها ابن‬
‫رشد واعترف بفساد طريقة ابن سينا ‪ ،‬وإذا كان الراد بلفظ التركيب ما قد عرف فمن العلوم أن الذات‬
‫الوصوفة بصفات لزمة لا أو الت فيها معان لزمة لا ل يقال فيها إن اتصاف الذات بالصفات أمر معلول‬
‫مفتقر إل فاعل حت يقال إن الجزاء هي علة التركيب أو يقال التركيب علة نفسه بل هذا العن الذي سيته‬
‫تركيبا هو من لوازم الواجب بنفسه ل يكن أن يكون الواجب إل موصوفا بالصفات اللزمة له ثابتة له العان‬
‫اللزمة له وليس لذلك علة فاعلة كما تقدم ‪ ،‬وأما قوله إن التركيب شرط ف وجود الجزاء ‪ ،‬فيقال له ل‬
‫ريب أنه ل يكن وجود الذات إل موصوفة بلوازمها ول يكن أن توجد صفاتا إل بوجودها فاجتماع الذات‬
‫بالصفات واجتماع المور التلزمة شرط ف وجود كل منها وهي أيضا شرط ف وجود ذلك الجتماع وليس‬
‫شيء من ذلك معلول لفاعل ول مفتقرا إل مباين وتوقف أحدها على الخر هو من باب الدور القتران العي‬
‫ل من باب الدور السبقي القبلي والول جائز والثان متنع فإن المور التلزمة ل يوجد بعضها إل مع بعض‬
‫وليس بعضها فاعل لبعض بل إن كانت واجبة الوجود بنفسها وإل افتقرت كلها إل فاعل‬

‫‪ ،‬والذات الت ل تقبل العدم با هي عليه من الصفات اللزمة هي الق الواجب الوجود بنفسه وأما‬
‫مرد وجود مطلق ف الارج وذات ل صفة لا فذلك متنع لنفسه فضل عن أن يكون واجب الوجود ‪،‬‬
‫واتصاف الذات الواجبة بصفاتا اللزمة سواء سي تركيبا أو ل يسم ل يوجب افتقاره ول افتقار الذات ول‬
‫شيء من صفاته إل فاعل ول علة فاعلة ول ما يشبه ذلك وأما كون بعضها مستلزما لبعض ومشروطا به ول‬
‫يوجد إل معه وثبوته متوقف عليه ونو ذلك فليس ف هذا ما يقتضي افتقار ذلك إل فاعل مبدع لكن يعلم أن‬
‫الذات ل تكون إل بصفاتا اللزمة وصفاتا ل تكون إل با ‪ ،‬وإذا سى السمى هذا افتقارا وسى هذه أجزاء‬
‫وسى هذا الجتماع تركيبا ل يكن ف هذه التسمية ما يوجب أن يكون هذا الوصوف مفتقرا إل فاعل وما‬
‫جعله افتقارا ليس هو افتقار الفعول إل الفاعل والعلول إل العلة الفاعلة وإنا هو تلزم ومن ساه افتقارا ل‬
‫يكنه أن يفسره إل بافتقار الشروط إل الشرط والشرط إل الشروط ‪ ،‬ومثل هذا العن لزم للوجود الواجب‬
‫ل متنع عليه وإنا المتنع أن يفتقر إل مباين له فيكون وجود الواجب متوقفا على وجود‬

‫‪ ،‬مباين فإن كان الباين علة له ل يكن موجودا بنفسه بل مكنا له فاعل وعلة وإن قدر أنه شرط فيه‬
‫وهو غن عنه وما كان وجوده مشروطا با هو غن عنه ل يكن موجودا بنفسه فل يوز أن يكون الرب الالق‬
‫تعال الذي له الذات الوصوفة بصفات الكمال متوقفا على شيء مباين له بل ول على شيء غن عنه بوجه من‬
‫الوجوه ل على فاعل ول شرط ‪ ،‬وهذا هو الذي يقوم عليه الدليل فإن المكنات الت ل وجود لا من نفسها ل‬
‫توجد إل بغيها وما كان خارجا عنها ل يكن وجوده إل بنفسه ونفسه هي الذات الوصوفة بصفاتا اللزمة‬
‫ليست نفسه مرد وجود مطلق ول ذات مردة ‪ ،‬ومن ادعى أن ما كان وجوده بنفسه ل يكون إل وجودا‬
‫مردا وذاتا مردة لن الذات الوصوفة مفتقرة إل الصفة فل تكون موجودة بنفسها ‪ ،‬قيل له المكنات‬
‫والحدثات ل تفتقر إل ذات مردة حت يقال إذا قيل إنا موصوفة لزم الفتقار بل افتقرت إل ما هو خارج‬
‫عنها كلها ‪ ،‬والتعبي عن هذا العن يكون بعبارات فإذا قيل ما ل يقبل العدم أو قيل موجود بنفسه أو واجب‬
‫بنفسه ونو ذلك كان القصود واحدا ومن العلوم أن ما ل يقبل العدم إذا كان ذاتا‬

‫موصوفة بصفات الكمال ل يز ان يقال اتصافها بصفات الكمال يوجب افتقارها إل الصفات فتقبل‬
‫العدم فان فساد هذا الكلم ظاهر وهو بنلة ان يقال قولكم موجود بنفسه او واجب الوجود بنفسه يقتضي‬
‫افتقاره إل نفسه والفتقر ل يكون واجب الوجود بنفسه بل يكون قابل للعدم واذا كان هذا فاسدا فالول‬
‫افسد فان صفات كماله داخلة ف مسمى نفسه فإذا كان قول القائل هو مفتقر إل نفسه ل ينع وجوب‬
‫وجوده فقوله انه مفتقر إل صفاته اول ان ل ينع وجوب وجوده ‪ ،‬وكذلك إذا سى ذلك اجزاء وقال هو‬
‫مفتقر إل اجزائه فان جزء الشيء وبعضه وصفته ونو ذلك داخل ف مسمى نفسه فإذا ل يكن قول القائل هو‬
‫مفتقر إل نفسه مانعا من وجوب وجوده فقوله هو مفتقر إل جزئه وصفته ونو ذلك اول وتسميه مثل هذا‬
‫افتقارا لفظ فيه تلبيس وتدليس يشعر الاهل بفقره وهذا كما لو قيل هو غن بنفسه فانه قد يقول القائل فهو‬
‫فقي إل نفسه فصفاته داخلة ف ] مسمى [ نفسه وهو غن سبحانه بنفسه عن كل ما سواه وكل ما سواه فقي‬
‫اليه ‪ ،‬وهذه العان مبسوطة ف غي هذا الوضع وقد قال ابن رشد هذا الذي يعي على من قال بنفى تعدد‬
‫الصفات هو ان تكون‬

‫الصفات الختلفة ترجع إل ذات واحدة حت يكون مفهوم العلم مثل و الرادة والقدرة مفهوما واحدا‬
‫و انا ذات واحدة وان يكون ايضا العلم والعال والقدرة والقادر والرادة والريد معن واحدا والذي يعي على‬
‫من قال ان ههنا ذاتا وصفات زائدة على الذات أن تكون الذات شرطا ف وجود الصفات والصفات شرطا ف‬
‫كمال الذات ويكون الجموع من ذلك شيءا واجب الوجود أي موجودا واحدا ليس فيه علة ول معلول ‪،‬‬
‫قال ( لكن هذا ل جواب عنه ف القيقة إذا وضع ان ههنا شيئا واجب الوجود بذاته فإنه يب ان يكون‬
‫واحدا من جيع الوجوه وغي مركب اصل ل من شرط ومشروط ول من علة ومعلول لن كل موجود بذه‬
‫الصفة فإما ان يكون تركيبه واجبا واما ان يكون مكنا فان كان واجبا كان واجبا بغيه ل بذاته لنه يعسر‬
‫انزال مركب قدي من ذاته اعن من غي ان يكون له مركب وباصة على قول من انزل ان كل عرض حادث‬
‫لن التركيب فيه يكون عرضا قديا وان كان مكنا فهو متاج إل ما يوجب اقتران العلة بالعلول )‬
‫‪ ،‬قال ( و اما هل يوجد شيء مركب من ذاته على اصول الفلسفة وان جوزوا اعراضا قدية فغي‬
‫مكن وذلك ان التركيب شرط ف ] وجوده وليس يكن ان تكون الجزاء هي فاعلة للتركيب لن التركيب‬
‫شرط ف [ وجودها وكذلك اجزاء كل مركب من المور الطبيعية إذا انلت ل يكن السم القول عليها إل‬
‫بالشتراك مثل اسم ( اليد ) القولة على الت هي جزء من النسان الي واليد القطوعة بل كل تركيب عند‬
‫ارسطو طاليس فهو كائن فاسد فضل عن ان يكون ل علة له و اما هل تفضى الطريقة الت سلكها ابن سينا ف‬
‫واجب الوجود إل نفي مركب قدي فليس تفضى إل ذلك لنه إذا فرضنا ان المكن ينتهي إل علة ضرورية‬
‫والضرورية ل يلو إما ان يكون لا علة او ل علة لا وانا ان كانت لا علة فإنا تنتهي إل ضرورة ل علة لا ]‬
‫فان هذا القول إنا يؤدي من جهة امتناع التسلسل إل وجود ضروري ل علة له [ فاعلة ل إل موجود‬

‫ليس له علة اصل لنه يكن ان يكون له علة صورية ومادية إل ان يوضع ان كل ما له صورة ومادة‬
‫وبالملة كل مركب فواجب ان يكون له فاعل خارج عنه وهذا يتاج إل بيان ول يتضمنه القول السلوك ف‬
‫شان واجب الوجود مع ما ذكرنا ان فيه من الختلل ولذا بعينه ل يفضى دليل الشعرية وهو ان كل حادث‬
‫له مدث إل أول قدي ليس بركب وانا يفضى إل أول ليس بادث ) ‪ ،‬قال ( واما ان يكون العال والعلم‬
‫شيئا واحدا فليس متنعا بل واجب ان ينتهي المر ف امثال هذه الشياء إل ان يتحد الفهوم فيها وذلك ان‬
‫العال ان كان عالا بعلم فالذي به العال عال احرى ان يكون عالا وذلك ان كل ما استفاده صفة من غيه‬
‫فتلك الصفة اول بذلك العن الستفاد مثال ذلك ان هذه الجسام الية الت لدينا ليست حية من ذاتا بل من‬
‫قبل حياة تلها فواجب ان تكون تلك الياة الت استفاد منها ما ليس بي الياة حية بذاتا او يفضى المر فيها‬
‫إل غي ناية وكذلك يعرض ف العلم وسائر الصفات )‬

‫‪ ،‬قلت ليتامل اللبيب كلم هؤلء الذين يدعون من الذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل‬
‫كيف يتكلمون ف غاية حكمتهم وناية فلسفتهم با يشبه كلم الجاني ويعلون الق العلوم بالضرورة‬
‫مردودا والباطل الذي يعلم بطلنه بالضرورة مقبول بكلم فيه تلبيس وتدليس فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات‬
‫وما يلزم نفاتا فقال يلزم النفاة أن تكون الصفات الختلفة ترجع إل ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة‬
‫والرادة مفهوما واحدا وأنا ذات واحدة وأن يكون العلم والعال والقدرة والقادر والرادة والريد واحدا وقد‬
‫قال إن هذا عسي ‪ ،‬قلت بل الواجب أن يقال إن هذا ما يعلم فساده بضرورة العقل فمن جعل العلم هو‬
‫القدرة والقدرة هي الرادة وجعل الرادة هي الريد والعلم هو العال والقدرة هي القادر كان مالفته للعلوم‬
‫الضرورية وسفسطته أعظم من سفسطة كثي من السوفسطائية وقود هذه القالة أنه يكن أن يكون التكلم هو‬
‫الكلم والتحرك هو الركة والصلي هو الصلة والصائم هو الصوم وأمثال ذلك وإن فرق بي الصفات‬
‫اللزمة وغيها فل فرق ف القيقة بل هذا تكم ويلزمه أن يكون النسان الناطق نفس النطق والفرس الصاهل‬
‫نفس الصهيل والمار الناهق نفس النهيق والسم الساس التحرك بالرادة نفس الحساس والركة الرادية‬
‫ويلزمه أيضا أن‬

‫يعل نفس الس نفس الركة ونفس اليوانية نفس الناطقية ونفس الصاهلية نفس الناهقية ‪ ،‬وما أحق‬
‫هؤلء بدخولم ف قول ال تعال ‪ ،‬والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ف الظلمات من يشأ ال يضلله ومن يشأ‬
‫يعله على صراط مستقيم ‪ ،‬سورة النعام ‪ ، 39‬وبقوله تعال ‪ ،‬ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس لم‬
‫قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با ولم آذان ل يسمعون با أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك‬
‫هم الغافلون ‪ ،‬سورة العراف ‪ ، 179‬وبقوله تعال ‪ ،‬وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي‬
‫‪ ،‬سورة اللك ‪ ، 10‬وقول ابن رشد كون العال والعلم شيئا واحدا ليس متنعا بل واجب أن ينتهي المر ف‬
‫أمثال هذه الشياء إل أن يتحد الفهوم فيها ‪ ،‬فيقال له هذا من أعظم الكابرة والسفسطة والبهتان وقوله إن‬
‫العال إذا كان عالا بعلم فالذي به العال عال أحرى أن يكون عالا إل آخر كلمه كلم ف غاية الفساد كما‬
‫أنه إذا قيل إذا كان الضارب ضاربا بضرب فالضرب أول أن يكون ضاربا والقائم إذا‬

‫كان قائما بقيام فالقيام اول ان يكون قائما والناطق إذا كان ناطقا بنطق فالنطق اول ان يكون ناطقا‬
‫والقاتل إذا كان قاتل بقتل فالقتل اول ان يكون قاتل والاشي إذا كان ماشيا بشي فالشي اول ان يكون‬
‫ماشيا والالق إذا كان خالقا بلق فاللق اول ان يكون خالقا والرازق إذا كان رازقا برزق فالرزق اول ان‬
‫يكون رازقا والحيي الميت إذا كان مييا ميتا باحياء واماتة فالحياء والماتة اول ان يكون مييا ميتا ‪،‬‬
‫وبالملة فهذا يلزم نظيه ف عامة اساء ال السن وف اساء نبيه صلى ال عليه وسلم وأساء سائر الوجودات‬
‫الشتقة يلزم ان يكون الصدر الذي اشتق منه السم احق بالسم من الفاعل ويكون مسمى الصدر الذي هو‬
‫الدث احق بأساء الفاعلي والصفات الشبهة با من نفس الفاعل الوصوف ‪ ،‬وتصور هذا الكلم كاف ف‬
‫معرفة فساده وانا دخلت الشبهة على من قاله لن قوله إذا كان العال عالا بعلم فالذي به العال عال احرى ان‬
‫يكون عالا كلم اشتبهبت فيه باء الستعانة بباء الصاحبة فظن انه إذا قيل هذا عال بعلم ان العلم هو الذي‬
‫أفاده العال والعلم هو الذي اعطاه العال كأنه معلمه فكأنه قال إذا كان التعلم عالا فمعلمه اول ان يكون عالا‬
‫وليس المر كذلك بل قولنا هذا عال بعلم أي انه موصوف بالعلم أي ليس مردا عن العلم ول معرى منه بل‬
‫هو متصف به والعلم نفسه ل يعطيه العلم بل نفس العلم هو‬
‫العلم وان كان العلم قديا من لوازم ذاته فلم يستفده من أحد وان كان مدثا فقد استفاده من غيه ول‬
‫يستفد العلم من العلم لكن هل له حال وهو كونه عالا معللة بالعلم ام كونه عالا نفس سالعلم هذا فيه نزاع‬
‫بي مثبتة الال ونفاتا ومن اثبتها ل يقل انا صفة موجودة ‪ ،‬وقوله ما استفاد صفة من غيه فتلك الصفة يعن‬
‫الستفاد منها اول بذلك العن الستفاد كما مثل به من الياة كلم فاسد فإن العال ل يستفد الصفة الت هي‬
‫العلم من الصفة الت هي العلم بل نفس علمه هو نفس الصفة ليس هنا صفة مفيدة وصفة مستفادة إل ان يقال‬
‫العلم اثبت العالية على رأي مثبتة الال وعلى هذا التقدير فالعالية ليست صفة وجودية وهو إنا كان عالا‬
‫بالعلم الوجب للحال ل بالال الوجبة للعلم واذا كان عالا بالعلم ل يكن العلم حصل من علم آخر وانا‬
‫العلم عند هؤلء اوجب كونه عالا والذي عليه المهور ان نفس العلم هو نفس كونه عالا فليس هنا شيئان‬
‫وعلى القولي فإذا استحق الوصوف بالعلم أن يسمى عالا ل يكن العلم احق بأن يكون عالا فإن هذا ل يقوله‬
‫عاقل ‪ ،‬وقوله ان السم إذا كانت حياته من قبل حياة تله فواجب‬

‫ان تكون تلك الياة الت استفاد منها ما ليس بي الياة حية بذاتا ‪ ،‬فيقال هذا باطل من وجهي ‪،‬‬
‫أحدها ان الياة الت حلتة هي الياة الت صار با حيا ليس هنا حياة اخرى صار با حيا حت يقال هنا حياة‬
‫حلته وحياة جعلته حيا ‪ ،‬الثان ان حياته إذا قدر انا مستفادة من حياة اخرى فتلك الياة الخرى قائمة بي‬
‫هو حي با ل ان تلك الياة هي الية بل الي الوصوف بالياة ل نفس الياة فلينظر العاقل نايات مباحث‬
‫هؤلء الفلسفة ف العلم اللي العلم بال تعال وأسائه وصفاته ولينظر هذا العقول الذي يعارضون به الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم مع ان هذا مبسوط من غي هذا الوضع وليس هذا موضع بسطه ‪ ،‬والناس شنعوا على أب‬
‫الذيل العلف لا قال ان ال عال بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إل الروج من العقل مع ان كلمه اقل تناقضا من‬
‫كلم هؤلء ‪ ،‬واما زعمه ان ما يلزم مثبتة الصفات ل جواب عنه لن واجب‬

‫الوجود يب ان يكون غي مركب من شرط ومشروط ‪ ،‬فيقال له قد تقدم انكم انتم سيتم هذا تركيبا‬
‫وهو ل يسمى تركيبا ف لغه من اللغات العروفة لبن آدم بل إنا ساه تركيبا متأخروكم كابن سينا وأمثاله واما‬
‫قدماؤكم فقد ذكرت عن ارسطو طاليس ان كل تركيب فهو كائن عنده فاسد والسماء عنده ليست كائنة‬
‫فاسدة فهو ل يسمى السموات وما فيها من الكواكب مركبة مع انا اجسام متحيزة متحركة تقوم با‬
‫العراض فكيف يسمى ما كان حيا عالا قادرا مركبا واذا خاطبناكم باصطلحكم البتدع لنقطع شغبكم بثنا‬
‫معكم بثا عقليا فإنكم تدعون ان هذه المور معلومة بالعقل ل بالسمع واطلق اللفاظ ونفيها ل تقفون انتم‬
‫فيه عند الشرع فالواجب على اصولكم ان ما علم بالعقل ثبوته او انتفاؤه اتبع من غي مراعاة للفظ ‪ ،‬ونن‬
‫نبي فساد ما ذكرتوه من العن بالعقل الصريح مع ماطبتكم بلغتكم فيقال له ل قلت ان ما كان مركبا من‬
‫شرط ل يكون واجب الوجود ‪ ،‬و اما قوله لن تركيبه إذا كان واجبا كان واجبا بغيه ل بذاته لنه يعد تقدير‬
‫مركب قدي من غي ان يكون له مركب ‪ ،‬فيقال له هذا هو البحث اللفظي الذي ذكرناه هذا لجله‬

‫والركب الذي يفتقر إل مركب هو ما ركبه غيه كما ان الحرك الذي يفتقر إل مرك ما حركه غيه‬
‫ول يقل أحد من العقلء ان واجب الوجود مركب ركبه غيه وانتم إذا سيتم اجتماع الذات والصفات تركيبا‬
‫ل تريدوا بذلك إل الجتماع والتعدد والتألف وكثرة العان ونو ذلك ل تقصدوا بذلك ان هناك فاعل لذلك‬
‫وان اردت ذلك كان باطل وبطل اللفظ والعن جيعا فإن أصل الكلم ان الواجب إذا كان ذاتا موصوفة‬
‫بصفات كان مركبا فإن أراد الريد كان له من ركبه من الذات والصفات كان التلزم منوعا بل هو باطل‬
‫ضرورة فإنا إذا قدرنا واجب الوجود بنفسه الغن عن الفاعل موصوفا بصفات لزمة له امتنع ان يكون‬
‫للواجب بنفسه الستلزم لصفاته من ركب بينه وبي صفاته فإن كونه واجبا بنفسه ينع ان يكون له فاعل‬
‫وكون صفاته لزمة له ينع جواز مفارقتها له وينع افتقارها إل من يعلها فيه فكيف يقال ان له مركبا ركبه‬
‫حت يقال ان هذا تركيب يفتقر إل مركب ويقال يتنع ثبوت مركب قدي أي من ذاته ومن سى هذا تركيبا‬
‫وقال انه قدي فإنه يقول هو تركب وتألف واجتماع ومثل هذا ل يفتقر إل مركب مؤلف جامع ولو قيل‬

‫على سبيل الفرض ان الذات الستلزمة للصفات هي الوصوفة بذلك فليس هنا ما يقتضى افتقارها إل‬
‫غيها ‪ ،‬و اما قوله خاصة على قول من يقول كل عرض حادث لن التركيب يكون فيه عرضا قديا فهذا‬
‫باطل من وجوه ‪ ،‬احدها ان القائلي بأن كل عرض حادث من الشعرية ومن وافقهم ل يسمون صفات ال‬
‫اعراضا فإذا قالوا هو عال وله علم وهو متصف بالعلم ل يقولوا ان علمه واتصافه بالعلم عرض ومن سى‬
‫صفاته اعراضا كالكرامية ونوهم ل يلزمهم ان يقولوا كل عرض حادث وما أعلم احدا من نظار السلمي‬
‫يقول كل عرض حادث وصفات ال القدية عرض فإن هذا تناقض بي فما ذكره ل يلزم احدا من السلمي‬
‫فلم يقل أحد من السلمي فلم يقل أحد ان كل عرض حادث مع قوله ان صفات ال اللزمة له أعراض ‪،‬‬
‫الوجه الثان ان يقال على سبيل التقدير من قال كل عرض حادث فإنه يقول ف العراض الباقية انا تدث‬
‫شيئا بعد شيء فإذا قدر موصوف قدي بصفات وقيل انا اعراض والعرض ل يبقى زماني لزم ان يقال انا‬
‫تدث شيئا بعد شيء وحينئذ فإذا قدر اجتماع أو تألف أو تعدد ف الصفات ونو ذلك ما سيته تركيبا‬

‫وقيل انه قدي وانه عرض وان كل عرض فهو حادث ل يبقى زماني كان أول بتجدد امثاله من سائر‬
‫العراض فثبوت العن الذي ساه تركيبا وجعله عرضا قديا كسائر الصفات القدية ‪ ،‬الثالث ان يقال هذا‬
‫الذي سيته عرضا قديا حكمه عندهم حكم سائر الصفات فإن أقمت دليل على انتفاء الصفات أمكن نفي‬
‫هذا وإل فالقول فيه كالقول ف أمثاله وأنت ل دليل لك على انتفاء الصفات إل انتفاء الجتماع والتعدد الذي‬
‫سيته تركيبا فإذا ل يكنك نفي هذا إل بنفي غيه ن الصفات ول يكنك نفي الصفات إل نفي هذا كان هذا‬
‫دورا قبليا باطل وقد تبي انه ل يكنك ل نفي هذا ول نفي هذا وان ما ذكرته من لفظ التركيب كلم فيه‬
‫تلبيس توهم به من ل يفهم حقيقة القصود أن مثبته الصفات أثبتوا ل تعال ما يفتقر فيه إل مركب يركبه معه‬
‫وكل عاقل يعلم ان مذهب السلمي الثبتي للصفات ان صفاته القدية لزمة لذاته ل يفتقر فيها إل أحد سواه‬
‫ومن جعل اتصافه با مفتقرا إل مركب غيه فهو كافر عندهم فضل عن أن يقولوا انه مفتقر إل مركب جع‬
‫بينه وبينها ‪ ،‬الرابع ان يقال على سبيل الفرض لو نازعك بعض اخوانك الفلسفة ف امتناع مركب قدي من‬
‫ذاته ل يكن لك عليه حجة فلو قدر ان ذلك يستلزم مركبا قديا من ذاته ل يكن لك عل اصول‬

‫اخوانك الفلسفة حجة على ابطال هذا فإن الفلك عندكم جسم قدي وهو مركب بذا الصطلح ‪،‬‬
‫واما قولك الفلسفة وان جوزوا اعراضا قدية فغي مكن وجود مركب قدي من ذاته عندهم لن التركيب‬
‫شرط ف وجوده ول يكن ان تكون الجزاء هي فاعلة للتركيب لن التركيب شرط ف وجودها ‪ ،‬فيقال لك‬
‫إذا كان التركيب شرطا ف وجودها وهي شرط ف وجود التركيب ل يكن أحدها فاعل للخر بل ان كانا‬
‫مفتقرين إل الفاعل ففاعل الجزاء هو فاعل التركيب وان كانا غنيي عن الفاعل ل يفتقر أحدها إل الفاعل‬
‫والكلم على تقدير ان يكون الركب قديا تركيبه بنفسه وقولك مركب من نفسه ل تعن به ان اجزاءه فعلت‬
‫التركيب وانا تعن به ان نفس الجزاء والتركيب متلزمان وها مستغنيان عن غيها ‪ ،‬الامس ان يقال انت‬
‫قد اعترفت بفساد طريقة ابن سينا وانا ل تتضمن ان كل مركب فل بد له من فاعل خارج عنه ‪ ،‬وهذا الذي‬
‫قلته ف طريقة ابن سينا يلزمك بطريق الول فإنه ليس فيما ذكرته ان كل مركب فل بد له من فاعل خارج‬
‫عنه إل ما أخذته من لفظ مركب وهذا تدليس قد عرف حاله‬

‫‪ ،‬واما قولك ان دليل الشعرية ايضا ل يفضي إل إثبات أول قدي ليس بركب وانا يفضى إل إثبات‬
‫أول ليس بادث ‪ ،‬فهذا ايضا توكيد لثبات الصفات فإن مرادك بالركب ما كان موصوفا بالصفات ول ريب‬
‫ان الدلة الدالة على إثبات الصانع ليس فيها والمد ل ما ينفي إثبات الصفات ‪ ،‬فإن قلت فهم ينفون‬
‫التجسيم بناء على انتفاء التركيب ول دليل لم على ذلك ‪ ،‬قيل لك هذه حجة جدلية وغايته ان تلزمهم‬
‫التناقض وذلك ل يقتضي صحة قولك الذي نازعوك فيه وهم نازعوك ف إثبات الصفات فقلت ان إثبات‬
‫الصفات يستلزم التركيب وانت ل تقم دليل على نفي هذا التركيب فلم تقدم دليل على نفي الصفات وقالوا‬
‫لك ايضا ل دليل لك على نفي التجسيم فإن عمدتك هو نفي الصفات العائد إل نفي التركيب وقد ظهر ذلك‬
‫‪ ،‬فإذا قلت لم وأنتم أيضا ل دليل لكم على ذلك فإن دليل الدوث ل يقتضى ذلك ‪ ،‬قالوا لك نن اثبتنا‬
‫الدوث بدوث السم وهو الراد بقولنا مركب فإن صح دليلهم ثبت نفي ما سوه تركيبا وان ل يصح‬
‫دليلهم ل يكن ف هذا منفعة لك‬

‫‪ ،‬وهذه الطريق هي الت سلكها ابو حامد ف مناظرته اخوانك وهي طريق صحيحة وقد تبي ان ما‬
‫ذكره ابو حامد عن احتجاجهم بلفظ الركب جواب صحيح وان احتجاجهم بذا نظي احتجاج اولئك بلفظ‬
‫التخصيص حيث قالوا ان الختص بشيء ل بد له من مصص وهذا هو الذي سلكه نفاة الصفات ويسمون‬
‫نفي الصفات توحيدا وهذا هو الذي سلكه نفاة الصفات ويسمون نفي الصفات توحيدا وهذا هو الذي سلكه‬
‫أبو عبد ال ممد بن تومرت اللقب عند اصحابه بالهدى وامثاله من نفاة الصفات السمي ذلك توحيدا ‪،‬‬
‫ولقب ابن التومرت اصحابه بذلك إذ كان قوله ف التوحيد قول نفاة الصفاة جهم وابن سينا ويقال انه تلقى‬
‫ذلك عمن يوجد ف كلمه موافقة الفلسفة تارة ومالفتهم اخرى ‪ ،‬قلت ولذا رأيت لبن التومرت كتابا ف‬
‫التوحيد صرح فيه بنفي الصفات ولذا ل يذكر ف مرشدته سيئا من إثبات الصفات ول إثبات الرؤية ول قال‬
‫ان كلم ال غي ملوق ونو ذلك من السائل الت جرت عادة مثبتة الصفات بذكرها ولذا كان حقيقة قوله‬
‫موافقا لقيقة قول ابن سبعي والقائلي بالوجود الطلق موافقة لبن سينا وقد ذكر ابن التومرت ف فوائده‬
‫الشرقية ان الوجود مشترك بي‬

‫الالق والخلوق فوجود الالق يكون مردا ووجود الخلوق يكون مقيدا ‪ ،‬وقال ابن التومرت ف‬
‫كتاب الدليل والعلم فقال العلومات على ضربي معدوم وموجود والوجود على ضربي مطلق ومقيد فالقيد‬
‫هو الخصص والختصاص على ثلثة اضرب الختصاص بزمان دون زمان سواه والثان الختصاص بهة دون‬
‫جهة غيها والثالث الختصاص باصة دون خاصة غيها والوجود الطلق هو الذي ليس بقيد ول بخصص‬
‫فل يتص بزمان دون غيه ول بهة دون غيها ول باصة دون غيها فلو اختص بشيء لكان من جنسه فلما‬
‫انتفت عنه الواص على الطلق وجب له الوجود الطلق ‪ ،‬قال والوجود الطلق هو القدي الزل الذي‬
‫استحالت عليه القيود والواص الختص بطلق الوجود من غي تقييد ول تصيص وذكر كلما كثيا ف نفي‬
‫الختصاص إل ان قال و اذا تساوت التناهيات ف الختصاص بهة مقدرة امتنع عليها التخصيص من جهتها‬
‫ومن مصص من جنسها و اذا بطل التخصيص من جنسها‬

‫بطل التخصيص من جيع الخصصات إل الطلق ث قال بعد هذا انفرد بالعلم والكمال والكم‬
‫والختيار وانفرد بالقهر والقتدار وانفرد باللق والختراع وقال مع هذه الخصصات بأسرها يستحيل الكمال‬
‫عليها وان تكاملت صفاتا ‪ ،‬قلت ومعلوم ان هذا تناقض فإن نفي الختصاص باصة من الواص ودعوى انه‬
‫وجود مطلق ل يتص بوجه من الوجوه ينع ان يتص بعلم او قدرة او مشيئة ونو ذلك من الصفات فإن‬
‫العال متص بعلمه متميز به عن الاهل والقادر متص بقدرته متميز با عن العاجز والختار متص بالختيار‬
‫متميز به عن الستكره فإن أثبت شيئا من صفات الكمال فقد أثبت اختصاصه بذلك وان نفي جيع الصفات‬
‫ول يثبت إل وجودا مطلقا تناقض كلمه ‪ ،‬وقيل له الطلق ل يوجد إل ف الذهن ل ف الارج فل يتصور ان‬
‫يكون ف الارج شيء مطلق ل حيوان مطلق ول انسان مطلق ول جسم مطلق ول موجود مطلق بل كل‬
‫موجود فله حقيقة يتص با ل يشركه فيها غيه ‪ ،‬وقيل له هذا الوجود الطلق اهو وجود الخلوقات ام غيه‬
‫فإن قال هو هو بطل إثبات الالق وان قال هو غيه قيل له‬

‫فوجوده مثل وجود الخلوقات او ليس مثله فإن كان الول لزم ان يكون الالق مثل الخلوق والثلن‬
‫يوز ويب ويتنع على أحدها ما يوز ويب ويتنع على الخر فيلزم ان يكون الشيء الواحد واجبا غي‬
‫واجب مدثا غي مدث وهو جع بي النقيضي ‪ ،‬وان قال وجوده مالف لوجود الخلوقات فقد اثبت له‬
‫وجودا يتص به ل يشركه فيه غيه فل ياثله غيه وهذا وجود مصوص مقيد ل وجود مطلق وقد بسط‬
‫الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع ‪ ،‬والقصود هنا الكلم ف ان كل متص بأمر هل يفتقر إل مصص‬
‫منفصل عنه لن الكلم كان ف السلك الثان ف حدوث الجسام الذي بي فساده المدي والرموي وغيها‬
‫فإنه مبن على مقدمتي احداها انا مفتقرة إل ما يصصها بصفاتا والثانية ان ما كان كذلك فهو مدث وقد‬
‫بينوا فساد القدمة الثانية كما تقدم‬

‫‪ ،‬وأما الول فقررت بوجهي ‪ ،‬أحدها أن الختص بقدار ل بد له من مصص وقد تبي فساده‬
‫أيضا ‪ ،‬الثان أن جواهر العال إما أن تكون متمعة أو مفترقة أو متمعة ومفترقة معا أو ل متمعة ول مفترقة أو‬
‫البعض متمعا والبعض مفترقا وخلوها عنهما وأيضا المع بينهما متنع وأما بقية القسام فهي مكنة ومهما قدر‬
‫أمكن تقدير خلفه فيكون جائزا والائز يفتقر إل مصص ‪ ،‬وهذا أضعف لوجهي ‪ ،‬أحدها أنه مبن على أن‬
‫الجسام مركبة من الواهر النفردة وأن كل جسم يقبل الجتماع والفتراق وأكثر عقلء الناس على خلف‬
‫ذلك فإن للناس ف هذا القام أقوال أحدها قول من يقول إنا مركبة من الواهر النفردة الت ل تقبل القسمة‬
‫كما هو قول أكثر العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وموافقيهم ‪ ،‬والثان قول من يقول إنا مركبة من جواهر‬
‫ل ناية لا كما هو قول النظام ومتبعيه ‪ ،‬والثالث قول من يقول إنا مركبة من الادة والصورة وإنا تقبل‬
‫النقسام إل غي ناية كما هو قول ابن سينا وأمثاله من التفلسفة‬
‫‪ ،‬والرابع قول من يقول إنا ليست مركبة من هذا ول هذا لكن تقبل النقسام إل جوهر ل يتجزأ كما‬
‫هو قول الشهرستان وغيه ‪ ،‬والامس قول من يقول إنا ليست مركبة ل من هذا ول هذا ول تقبل النقسام‬
‫إل جزء ل يتجزأ ول إل غي غاية لكن كل جزء موجود فإنه يقبل النقسام العقلي ول يقبل النقسام الفعلي‬
‫ولكنه يستحيل إذا تصغر كما تفسد وتستحيل أجزاء الادة إذا صغرت فتصي هواء فل يكون ف الجزاء ما ل‬
‫يتميز يينه عن شاله ول يكون فيها ما يقبل النقسام إل غي غاية ‪ ،‬وهؤلء تلصوا من هذا الحذور وهذا‬
‫الحذور فإن مثبتة الزء الذي ل ينقسم الزمهم الناس بأنه ل بد ان يتميز أحد جانبيه عن الخر وما كان‬
‫كذلك فهو يقبل النقسام التنازع فيه ‪ ،‬والزموهم انه إذا وضع بي جوهرين فإن لقى هذا بعي مال قى به‬
‫هذا امتنع كونه بينهما وان لقى هذا بغي ما لقى به هذا لزم انقسامه ‪ ،‬والزموهم من هذا النس الزامات ل‬
‫ميد لم عنها ‪ ،‬ومن نفاه وقال بأنه يكن انقسام الجسام إل غي ناية الزمهم الناس ان يكون السم الصغي‬
‫كالكبي وان يكون مال يتناهى مصورا بي حاصرين‬

‫‪ ،‬ث إما ان يقول هي غي متناهية مع وجودها كما يقوله النظام والتزم على ذلك ان الظافر ل ياذى ما‬
‫تته من الجزاء لئل يقع مال يتناهى تت ما يتناهى وصار الناس يقولون عجائب الكلم طفرة النظام و‬
‫احوال أب هاشم وكسب الشعري ولم ف ذلك من الكلم ما يطول وصفه ‪ ،‬او يقول ان النقسام إل غي‬
‫غاية مكن فيها كما يقوله التفلسفة كابن سينا وامثاله ‪ ،‬ولا كان كل من القولي معلوم الفساد بالضرورة قول‬
‫من أثبت مال يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إل غي ناية توقف من توقف من أفاضل النظار فيه‬
‫فتوقف فيه ابو السي البصري و ابو العال الوين ف بعض كتبه و ابو عبد ال الرازي ف نايته ‪ ،‬فهؤلء‬
‫الذين ل يثبتوا إمكان النقسام إل غي غاية ول اثبتوا مال يقبل امتياز بعضه عن بعض خلصوا من هذا وهذا‬
‫وقالوا انه إذا صغر استحال إل غيه مع امتياز بعضه عن بعض لو بقي موجودا ‪ ،‬وبالملة نفي هذا وهذا قول‬
‫طوائف كثية من أهل النظر من الكلبية والكرامية بل والاشية والنجارية والضرارية وغيهم ‪ ،‬ومازال السلف‬
‫و الئمة وغيه من عقلء الناس ينكرون على هؤلء ما تكلموا به ف الوهر والسم ويعدون هذا من الكلم‬
‫الباطل‬

‫‪ ،‬والقصود هنا ان هؤلء الذين يقولون ان جواهر العال إما ان تكون متمعة او مفترقة إل آخرها‬
‫قولم مبن على هذا الصل والتزموا على ذلك ان جيع ما يدث من اليوان والنبات والعدن وما يفسد من‬
‫ذلك إنا هو لجتماع الواهر وافتراقها فالادث صفات الواهر ل ان عينا من العيان يدث وانكروا‬
‫استحالة الجسام بعضها إل بعض وقالوا ان اجزاء الن باقية ف النسان وكذلك اجزاء النواة ف الشجرة‬
‫ولكن زادت اجزاء با انضم اليها من اجزاء الغذاء كأجزاء الاء والواء وان تلك الجزاء ايضا باقية ل تستحل‬
‫ول تعدم بل تتمع تارة وتفترق اخرى ‪ ،‬وجاهي العقلء على مالفة هؤلء وقائلون باستحالة الجسام بعضها‬
‫إل بعض كما اطبق على ذلك علماء الشريعة وعلماء الطبيعة وغيهم من اصناف الناس ‪ ،‬ولذا يقولون‬
‫النجاسة هل تطهر بالستحالة ام ل تطهر فإذا صارت اليتة والدم ولم النير رمادا او ترابا او ملحا ونو‬
‫ذلك ففي طهارة ذلك قولن مشهوران للعلماء والقول بطهارته قول اكثر الفقهاء فإنه قول أصحاب أب حنيفة‬
‫وأهل الظاهر وأحد القولي ف مذهب مالك وأحد بن حنبل واتفقوا على ان المر إذا استحالت وانقلبت بغي‬
‫قصد النسان انا تطهر ‪ ،‬و الطباء مع سائر الناس يعلمون ان الاء يستحيل هواء والواء يستحيل ماء والنار‬
‫تستحيل هواء والواء يستحيل ماء كما‬

‫هو مبسوط ف غي هذا الوضع إذ القصود هنا التنبيه على اصول هذه الجة ‪ ،‬وقد بسط الكلم على‬
‫هذا ف غي هذا الوضع وبي ما يقوله هؤلء وهؤلء من التركيب وان هؤلء يدعون التركيب من جواهر‬
‫مسوسة ل تنقسم وهي الواهر النفردة وهؤلء يدعون التركيب من جواهر معقولة ل تنقسم كما يقولون ف‬
‫تركب النواع من الجناس والفصول وف تركب الجسام من الادة والصورة والركب ل بد له من واحد ل‬
‫تركيب فيه ول تقسيم ‪ ،‬وقد بي ان ما يدعيه هؤلء وهؤلء من هذا الواحد ل حقيقة له ف الارج وانا‬
‫تقديره ف الذهن وكذلك ما يدعيه هؤلء من الواهر العقلية الجردة الت ل تنقسم كالعقول العشرة فقد بي‬
‫ف غي هذا الوضع انا ل تتحقق إل ف الذهان ل ف العيان ‪ ،‬وتوحيد القدي الزل واجب الوجود الذي‬
‫مضمونه نفي الصفات عند الفريقي ينه عن مثل هذه الحاد والوحدات الت يثبتونا ف الارج ول حقيقة لا‬
‫إل ف الذهن ولذا كان منتهى تقيقهم القول بوحدة الوجود وأن الوجود واحد ل ييزون بي الواحد بالنوع‬
‫والواحد بالشخص فإن الواحد بالنوع كما يقال الوجودات تشترك ف مسمى الوجود و الناسي تشترك ف‬
‫مسمى النسان واليوانات تشترك ف مسمى اليوان و الجسام تشترك ف مسمى السم ونو ذلك‬

‫‪ ،‬وهذا الشترك هو الكلي الذي ل يوجد ف الارج كليا ول يكون كليا إل ف الذهان ل ف‬
‫العيان ‪ ،‬وبي ما دخل على النطقيي من الغلط ف دعواهم تركب القائق من هذه الكليات وما دخل عليهم‬
‫من الفساد ف العلم اللي والطبيعي وانم يعلون الواحد اثني كالسم والثني واحدا كالعلم والعال و‬
‫الرادة والقدرة ويعلون الوجود معدوما كالقيقة اللية وصفاتا وأفعالا والعدوم موجودا كالوجود الطلق‬
‫ويعلون ما ف الذهن ف الارج كالجردات والكليات وأمثال ذلك ما ليس هذا موضع بسطه ‪ ،‬الوجه الثان‬
‫انه لو سلم أن السم مؤلف من الواهر الجتمعة فالقول ف الجتماع كالقول ف القدار وقوله ان اختصاصه‬
‫بذلك الجتماع يفتقر إل مصص قد بي فساده ( كقوله ان اختصاصه بالقدار يفتقر إل مصص وهو مبن‬
‫على ان كل متص يفتقر إل مصص ) ‪ ،‬و اما القدمة الثانية فانا قررت بأن الخصص ل بد ان يكون فاعل‬
‫متارا وأن يكون ما خصصه به حادثا وقد أبطل المدي وغيه كل القدمتي‬

‫‪ ،‬وغاية هذا السلك أن الجسام ل تلو عن الوادث ‪ ،‬قال المدي وبتقدير تسليم حدوث ما أشي‬
‫اليه من الصفات فل يلزم ان تكون الواهر والجسام حادثة لواز ان تكون هذه الصفات متعاقبة عليها إل‬
‫غي النهاية إل باللتفات إل ما سبق من امتناع حوادث متعاقبة ل أول لا ينتهي اليه ‪ ،‬قلت وهذا الذي اعتمده‬
‫المدي ف هذه السألة فانه ذكر ف حدوث الجسام سبعة مالك وزيف ستة منها ‪ ،‬الول مسلك المكان‬
‫وأنه مكن وكل مكن مدث ‪ ،‬والثان مسلك الختصاص ‪ ،‬الثالث مسلك اليز العي ‪ ،‬الرابع مسلك القدم‬
‫أنه قدي ‪ ،‬والامس مسلك المكان [ ايضا ] لكن فيه تقدير الدوث بطريقة أخرى ‪ ،‬والسادس مسلك‬
‫الركة والسكون الذي قدمه الرازي‬

‫‪ ،‬وقد تقدم ما اعترض به هو والرموي وغيها على هذه السالك وبينوا به فسادها ‪ ،‬قال المدي‬
‫والسلك السابع السلك الشهور للصحاب‬

‫وعليه العتماد وذكر ان السلك الشهور للشعرية والرازي ونوه ل يعتمد على هذا السلك لنه مبن‬
‫على أن العراض متنعة البقاء وقدح المدي ف الطرق الت اعتمد عليها الرازي ‪ ،‬قال المدي وهو أنا نقول‬
‫العال مؤلف من أجزاء حادثه والؤلف من الجزاء الادثة حادث فالعال حادث بيان الول ان اجزاء العال‬
‫منحصرة ف الواهر والعراض والواهر والعراض حادثة فأجزاء العال حادثة وبيان الول ما سبق ف الوجود‬
‫والمكن بيان الثانية إما بيان ان العراض حادثة فلنا بينا ان العراض متنعة البقاء وكل متنع البقاء فهو حادث‬
‫مسبوق بعدم نفسه فكل واحد من العراض حادث مسبوق بعدم نفسه وعند ذلك فإما ان تكون متعاقبة ف‬
‫وجودها إل غي النهاية او هي منتهية إل عرض ليس وراءه عرض آخر الول مال لا بيناه من بيان امتناع‬
‫حوادث ل أول لا ينتهي اليه ف إثبات واجب الوجود فلم يبق إل الثان وهو ان تكون جلتها متناهية‬

‫ومسبوقة بالعدم فتكون حادثة وأما الواهر فلنا بينا فيما تقدم امتناع عرو الواهر عن العراض واذا‬
‫كانت العراض الت ل عرو للجواهر عنها حادثة ومسبوقة بالعدم فالواهر كذلك لن مال يعرى عما له أول‬
‫فله أول وهو حادث وإل فلو كان قديا للزم منه إما عروه عن العرض ف حال قدمه واما ان تكون العراض‬
‫ل أول لا وكل واحد من المرين مال لا تقدم ‪ ،‬إما بيان القدمة الثانية من أصل الدليل فهو أن ما كانت‬
‫اجزاؤه حادثة ولا أول تنتهي اليه فاليئة الجتماعية الكائنة عنها تكون حادثة مسبوقة بالعدم وهو معلوم‬
‫بالضرورة ‪ ،‬فهذا تام تقريره لذا السلك الذي ارتضاه ‪ ،‬ولقائل ان يقول هذا الدليل اضعف بكثي ما ذكره‬
‫الرازي ولذا ل يعرف الرازي على هذا لضعفه واستدل بدليل الركة والسكون كما استدل به من استدل من‬
‫العتزلة فإن هذا الدليل مبن على مقدمتي احداها ان العراض جيعها متنعة البقاء وجهور‬

‫العقلء من أهل الكلم وغيهم من أصناف الناس ينكرون ذلك بل يقولون ان هذا خلف الس‬
‫والضرورة ويعلونه جنس قول النظام ان الجسام ايضا ل تبقى ‪ ،‬وعمدة من قال بامتناع بقائها ان العرض لو‬
‫جاز بقاؤه لمتنع عدمه لن العدم ل يوز ان يكون بدوث ضد فإن الادث إنا يدث ف حالة عدم الثان‬
‫لمتناع اجتماع الضدين لنه ليس عدم الثان لطريان الادث بأول من العكس ول يوز ان يكون بفعل القادر‬
‫الختار لن العدم نفي مض وفعل الفاعل ل يكون نفيا مضا ‪ ،‬ومعلوم ان هذا كلم ضعيف فإنه يكن عدمه‬
‫بالعدام وفعل العدام ليس فعل لعدم مستمر بل هو احداث لعدم ما كان موجودا كما أن احداث الوجود‬
‫احداث لوجود ما كان معدوما وهذا امر متجدد يعقل كونه مفعول للفاعل ‪ ،‬و ايضا فالضد الادث إذا قدر‬
‫انه أقوى من الباقي كان ازالته له لفضل قوته فإن كون العرضي متضادين ل يستلزم تساويهما وتاثلهما ف‬
‫القوة والضعف ‪ ،‬وأيضا فإن الفاعل الحدث للعرض الادث يعله مزيل لذلك الباقي دون العكس ‪ ،‬ولول ان‬
‫هذا ليس موضع بسط الكلم ف مثل هذه المور وأل لكان ينبغي ان نبي ان مثل هذا الكلم من أسخف‬
‫الكلم الذي ذمه‬

‫السلف و الئمة وغيهم من العقلء فإن هؤلء يقولون ان ال ل يكن ان يفن شيئا من الجسام‬
‫والعراض بل طريق فنائها انه ل يلق العراض الت تتاج إل تديد و احداث دائما فإذا ل يدثها عدمت‬
‫الجسام وفنيت بأنفسها لنه ل وجود لا إل بالعراض ومثل هذا الكلم لو قاله الصبيان لضحك منهم ‪ ،‬وأما‬
‫القدمة الثانية فهو وجوب تناهي الوادث وقد تقدم كلمهم ف افساد جيع ما استدل به على ذلك والطريقة‬
‫الت قررها المدي قد تقدم اعتراض الرموي وغيه عليها وبيان فسادها ‪ ،‬فهذا جلة ما احتج به هؤلء الذين‬
‫هم فحول النظر وأئمة الكلم والفلسفة ف هذه السائل وقد تبي بكلم بعضهم ف بعض افساد هذه الدلئل‬
‫وهذا جلة ما يعارضون به الكتاب والسنة ويسمونه قواطع عقلية ويقولون انه يب تقدي مثل هذا الكلم على‬
‫نصوص التنيل والثابت من أخبار الرسول وما اتفق عليه سلف المة وأئمتها ‪ ،‬فلو ل يكن ف العقول ما يوافق‬
‫قول الرسول ل تز معارضته‬

‫بثل هذا الكلم فضل عن تقديه عليه فكيف والعقول الصريح موافق لا جاء به الرسول كما بي ف‬
‫موضعه بل ل يوز ان تعارض بثل هذا الكلم الحكام الثابتة بالعمومات والقيسة والظواهر واخبار الحاد‬
‫فكيف تعارض بذلك النصوص الثابتة عن العصوم ‪ ،‬بل مثل هذا الكلم ل يصلح لفادة ظن ول يقي وانا هو‬
‫كلم طويل بعبارات طويلة وتقسيمات متنوعة يهابه من ل يفهمه وعامة من وافق عليه وافق عليه تقليدا لن‬
‫قاله قبله ل عن تقيق عقلي قام ف نفسه ‪ ،‬وكلم السلف و الئمة ف ذم مثل هذا الكلم الذي احتجوا فيه‬
‫بطريقة العراض والواهر على حدوث الجسام واثبات الصانع كثي منتشر قد كتب ف غي هذا الوضع‬
‫وكل من أمعن نظره وفهم حقيقة المر علم ان السلف كانوا أعمق من هؤلء علما وأبر قلوبا وأقل تكلفا‬
‫وأنم فهموا من حقائق المور ما ل يفهمه هؤلء الذين خالفوهم وقبلوا الق وردوا الباطل وال أعلم ‪.‬‬

You might also like