You are on page 1of 14

‫تعريف المجمل‬

‫المجمل في اللغة‪ :‬هو المبهم من اجمل االمر اذا ابهم ‪ ،‬ويطلق على المجموع من احمل الحساب‬
‫إذا جمع وجعل جملة واحدة ‪.‬‬
‫المجمل في االصطالح‪ :‬يوجد تعريفات كثيرة سلمت من االعتراضات منها ‪.‬‬
‫المجمل هوه‪ :‬ما لم تتضح داللته اي ماله دالله غير واضحة‪.‬‬
‫ينقسم المجمل الي ثالثة أقسام‪-:‬‬
‫القسم االول‪ :‬مجمل بين معانيه الحقيقية ‪،‬التي وضع اللفظ لكل منها ‪.‬‬
‫مثل لفظ قرء في قوله – تعالى – (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء ) فإنه متردد بين‬
‫الحيض والطهر ‪ ،‬ولم تقم قرينة علي المراد ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬مجمل بين افراد حقيقة واحدة معلومة والمراد فرد معين من افرادها مع عدم‬
‫وجود القرينة علي تعيين هذا الفرد المعين مثل لفظ بقرة في قوله – تعالي – ( ان هللا يأمركم ان‬
‫تذبحوا بقرة ) فإن لفظ "بقرة" موضوع لحقيقة واحدة معلومة ولها افراد ‪ ،‬والمراد فرد واحد‬
‫معين منها ‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مجمل بين مجازاته ‪،‬وذلك اذا انتفت الحقيقة اي ثبت عدم ارادتها‪ ،‬وتكافأت‬
‫المجازات اي لم يثبت ترجيح بعضها علي بعض‪.‬‬
‫مثل ‪ " :‬رأيت بحرا ً " فإنه ينصرف حقيقة ال البخر المعروف لكن لو قلنا ( رأيت بحرا ً في‬
‫الحمام ) فال شك ان حقيقة لفظ " البحر" غير مرادة هنا لوجود قرينة مانعة من ارادة المعنى‬
‫الحقيقي وهي قولنا " في الحمام "‪.‬‬
‫اما اذا ترجحت احد المجازات علي االخر بمرجح كان اللفظ حينئذ مبينا وحل علي المجاز‬
‫الراجح ‪.‬‬
‫الراجح ثالثة أسباب‪:‬‬
‫االول ‪ :‬ان يكون احد المجازين اقراب الي الحقيقة من المجاز اآلخر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ان يكون احد المجازين اظهر عرفا من المجاز االخر ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ان يكون احد المجازين اعظم مقصودا ً من المجاز اآلخر‪.‬‬
‫أسباب اإلجمال‬
‫ذكر العلماء لإلجمال أسبابا كثيرة‪ ،‬يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫السبب األول ‪ :‬االشتراك اللفظي ‪ .‬أي وضع اللفظ لعدة حقائق بأوضاع مختلفة مع على وجود‬
‫قرينة تعين المراد منها‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ‪ :‬قوله ‪-‬تعالى‪( -‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء) ؛ فإنه متردد بين‬
‫الطهر والحيض ‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬التردد في مرجع الضمير إذا تقدمه أمران أو أمور يصلح لكل واحد منها‪.‬‬
‫مثل قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( ايمنع احدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره ) فالضمير في جداره يحتمل عوده‬
‫على الغارز أي ال يمنعه جاره أن يفعل ذلك في جدار نفسه ‪ ،‬ويحتمل أن يعود الضمير على‬
‫الجار اآلخر فيكون فيه داللة على ذلك ‪.‬‬
‫السبب الثالث ‪ :‬التردد في مرجع الصفة‪.‬‬
‫من أمثلة ذلك ‪ :‬قول القائل‪" :‬خالد طبيب ماهر"؛ فيحتمل عود ماهر إلى ذات خالد ‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يعود إلى وصفه المذكور وهو "طبيب"‪ ،‬فال شك أن المعنى متفاوت العتبار االحتمالين ألننا إذا‬
‫اعدنا لفظ ماهر إلى طبيب كان المعنى انه ماهر في طبه ‪ ،‬وإن أعدناه إلى خالد كان المعنى أن‬
‫مهارته في غير الطب‪.‬‬

‫السبب الرابع ‪ – :‬فردد اللفظ بين مجازاته المتعدده المتساوية عند تعذر حمله على حقيقته فإن‬
‫اللفظ يصير مجمال بالنسبة إلى تلك المجازات وذلك مثل قول القائل ( رأيت بعدا في الحمام )‬

‫السبب الخامس‪ :‬العام إذا خص بمجهول نحو ( اقتلوا المشركين إال بعضهم ) ألن العام إذا خص‬
‫بمجهول صار الباقي محتمال ‪ ،‬أو خص بمستثنى وصفة مجهولين‬
‫مثال المستثني بمجهول قوله تعالى‪ ( -‬احلت لكم بهيمة األنعام إال ما يتلى عليكم)؛ فإن ما يتلی‬
‫قبل نزوله مجهول‪ ،‬وذلك يجعل ما أحل من البهيمة غير معلوم‪ ،‬فكان مجمال يحتاج إلى بيان‬
‫ومثال ما خون بصفة مجهولة لفظ محصنين في قوله تعالى ( أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير‬
‫مسافحين ) فإن تقييد الحل باإلحصان مع الجهل بها هو اإلحصان يوجب االجمال فيما احل‪.‬‬

‫ورود المجل في القرآن والسنة‬

‫جمهور العلماء أن الجمال واقع في الكتاب والسنة ‪ ،‬كلفظ القرع في قوله تعالى ( والمطلقات‬
‫يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء )‪.‬‬
‫ولم يخالف في ذلك إال داوود الظاهري ‪ .‬حيث قال ‪ :‬إن اإلجمال بدون بيان ال يفيد فإن كان معه‬
‫بيان كان تطويال وال يقع في كالم البلغاء فضال عن كالم هللا تعالى وكالم رسوله ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫وقد قال الجمهور ردا عليه ‪ :‬أن هللا سبحانه وتعالى – يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‪ ،‬وكما قيل‬
‫بال يعترض على حكيم وال ينازع قهار‪.‬‬
‫وقد قال بعض العلماء إن في الخطاب بالمجمل فوائد ومصالح منها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن في اإلجمال توطئة للنفس على قبول ما يتعقبه من البيان‪ ،‬فإنه لو بدأ في تكليف الصالة‬
‫وبينها‪ ،‬لجاز أن تنفر النفوس منها‪ ،‬وال تنفر من إجمالها‪.‬‬
‫‪ ٢‬ـ إذا ورد المجمل وورد معه البيان ازداد شرف العبد بكثرة مخاطبة سيده له‬
‫‪ –٣‬امتحان العبد حتى يظهر تثبته وفحصه عن البيان فيعظم أجره أو إعراضه فيظهر تخلفه‬
‫وعصياته ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬جعل من األحكام جليا وجعل منها خفيا ؛ ليتفاضل الناس في العلم بها ‪،‬‬
‫ويتابوا على االستنباط لها فلذلك جعل منها مفسرا جليا وجعل منها مجمال خفيا‪.‬‬
‫‪ ٥‬ـ إن ورود األجمال في نصوص القرآن له مزية أخرى هامة بالنسبة إلى أحكام المعامالت‬
‫المدنية والنظم السياسية واالجتماعية فإنه يساعد على فهم تلك النصوص وتطبيقها بصور‬
‫يحتملها النص فيكون اتساعه قابال لمجاراة المصالح الزمنية وتنزيل حكمه على مقتضياتها بما‬
‫ال يخرج عن أسس الشريعة ومقاصدها‪.‬‬

‫مسائل اختلف في كونها مجملة أو ليست مجملة‬

‫المسألة األولى ‪ :‬إضافة األحكام الشرعية الى األعيان هل يوجب إجماال أم ال‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قوله – تعالى‪( -‬خرمت عليكم أمهاتكم ) وقوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة)‬
‫فالتحريم حكم شرعي وقد أضيف في اآلية األولى الى ذات األم وفي اآلية الثانية الى ذات الميتة‬
‫‪ ،‬وهذه الحقيقة حقيقة تحريم ذات األم وتحريم ذات الميتة غير مرادة‪ ،‬ألن التحريم نوع من‬
‫أنواع الحكم الشرعي وهو ال يتعلق اال باألفعال‬
‫وقد اختلفوا العلماء في ذلك ‪ :‬مذهب الجمهور انه اجمال‬
‫محتجين على ذلك ‪ :‬بأن الذي يسبق الى الفهم من قول القائل هذا طعام حرام هو تحريم اكله‬
‫ومن قوله هذه المرأة حرام هو تحريم وطئها‪ ،‬وتبادر الفهم دليل الحقيقة وعليا فالمفهوم من‬
‫تحريم األمهات هو الوطء ألنه أعظم ما يقصد من النساء ‪ ،‬ومن تحريم الميتة هو أكلها ألنه‬
‫أعظم ما يقصد من الحيوان قبل موته‬
‫المسالة الثانية ‪ :‬الكالم الذي يتوقف صدقه على االضمار‬
‫مثاله ‪ :‬قوله – ملسو هيلع هللا ىلص – (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان )‬
‫فالناظر في هذه الحديث يجد أن ظاهره يفيد رفع ذات الخطأ والنسيان وهذا الظاهرغير مراد‬
‫الن نفس الخطأ ونفس النسيان واقعان في االمة ومعلوم أن ما وقع اليمكن أن يرتفع وعليه فال‬
‫يصح حمل اللفظ على حقيقته واال لزم الكذب في الخبروهي مستحيل ألنه ملسو هيلع هللا ىلص صادق ومصدوق‬
‫وقد اختلف العلماء هذا الحديث هل هو مجمل أم ال ؟‬
‫مذهب الجمهوري أنه ال اجمال فيه‬
‫وقد احتجوا على ذلك ‪ :‬بأن حقيقة اللفظ لما كانت غير مرادة تعين الحمل على المجاز باالضمار‬
‫ووجدنا للفظ مجازين أحدهما اثم الخطأ والثاني حكم الخطأ ‪ ،‬ولما كان اثم الخطأ اظهر عرفا‬
‫التبادرة إلى الذهن رجح على المجاز اآلخر ‪ ،‬فالسيد لو قال العبد ( رفعت عن الخطأ ) لفهم اهل‬
‫العرف من هذا القول رفع المؤاخذة واالثم عن العبد بدليل انه لو قال السيد ذلك ثم عاقب عبده‬
‫عد في نظر اهل العرف مناقضا‪.‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬دخول النفي على الحقائق الشرعية‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قوله ـ ملسو هيلع هللا ىلص ‪(( .‬ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )) (( ال صيام لمن لم يبيت الصيام‬
‫من الليل )) (( ال نكاح إال بولي ))‬
‫مذهب الجمهور ‪ :‬أنه ال إجمال في النفي الداخل على الحقائق الشرعية‬
‫واستدلوا على ذلك ‪ :‬بأنه لما كان الحفظ له مجازان هما نفي الصحة ونفي الكمال وكان نفي‬
‫الصحة أقرب الى الحقيقة على اساس ان نفي الحقيقة يقتضي نفي جميع الصفات ونفي الصحة‬
‫يقتضي كذلك نفي باقي الصفات فيصبح وجود الفعل مثل عدم وجوده كان هو المجاز الراجح‬

‫المسالة السادسة ‪ :‬إذا ورد لفظ الشارع وله مسمى لغوى ومسمى شرعي وامكن حمله على كل‬
‫منهما وال قرينة تعين المراد‬
‫ومن أمثلة ذلك قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( توضنوا مما مست النار )) فإنه يحتمل ان يكون اراد بالوضوء‬
‫الشرعي ‪ ،‬ويحتمل أن يكون أراد به الوضوء اللغوي الذي هم غسل الكفين فقط‬
‫مذهب الجمهور ‪ :‬أنه ليس فيه اجمال وهي محمولة على المعاني الشرعية لها‬
‫واستدلوا علي ذلك ‪ :‬بأنه ملسو هيلع هللا ىلص مبعوث لبيان الشرعيات ال لبيان المعاني اللغوي‬

‫المسألة السابعة اختلف العلماء في قوله تعالى (وامسحوا برءوسكم )هل هو مجمل أم مبين على‬
‫قولين؟‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه جمل ‪ ،‬وهذا القول لبعض الحنفية‬
‫ووجهتهم ‪ :‬أنه القط الراس في اآلية محتمل للكل ‪ ،‬ومحتمل للبعض ‪،‬واالحتماالن متساويان‬
‫وليس أحدهما أولى من اآلخر فكان مجمال ومن ثم وجب التوقف حتى يأتي البيان‬
‫ثانيهما ‪ :‬ليس في اآلية اجمال غير وهذا هو قول الجمهور غير أنهم فريقان‬
‫فريق برى انه مبين في الكل ويستدلون على الك بدليلين ‪-:‬‬
‫الدليل األول ‪ :‬إن اللفظ بوضع حكم اللغة ظاهر في مسح جميع الرأس ألن الباء حقيقة في وقد‬
‫أاللصاق وقد الصقت المسح بالرأس وهو اسم لكله ال لبعضه ألنه ال يقال بعض الرأس واس‬
‫وعليه فيكون المعنى ( وامسحوا ملصقين المسيح بمسمى الرأس ) ولما كان من الرأس هو الكل‬
‫كان اللفظ مبينا ويلزم مسح جميع ‪.‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬القياس على التيمم في قوله تعالى ( فامسحوا وجوهكم ) والواجب فيه االستيعاب‬
‫فكذلك مسح الرأس يجب فيه االستيعاب‪.‬‬
‫الفريق الثاني يرى أنه مين في البعض وهم الشافعية ومن وافقهم‪.‬‬
‫واحتجوا ‪ :‬بأن مثل هذا التركيب ( وامسحوا برءوسكم ) تارة يأتي لمسح الكل وهو واضح‬
‫وتارة يأتي لمسح البعض كما يقال ( مسحت يدي برأس اليتيم ) فإن هذا الكالم يصدق عند مسح‬
‫بعض رأسه فقط ‪ ،‬فإن جعلناه حقيقة في البعض كما هو حقيقة في الكل لزم من ذلك االشتراك‬
‫اللفظي وهو خالف األصل ‪،‬وإن جعلناه حقيقة في أحدهما فقط لزم المجاز في اآلخر وهو‬
‫خالف األصل أيضا ‪،‬فلم يبق إال أن يكون حقيقة في القدر المشترك بين الكل والبعض وهو‬
‫مطلق المسح وذلك دفعا المحذورين ‪،‬ولما كان أقل ما يتحقق به مطلق المسح هو مسح بعض‬
‫الرأس فقط كان مصبح البعض هو المراد من اآلية وعليه فتكون اآلية مبينة في البعض الفي‬
‫الكل‪.‬‬

‫المسالة الثامنة ‪ :‬اختلف العلماء في قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )هل هو‬
‫مجمل أو مبين على قولين‬

‫القول األول ‪:‬انه مجمل في القطع واليد‬


‫ووجهة نظرهم تنحصر فيما يلي ‪:‬‬
‫لفظ القطع يطلق على االبالة واالنفصال‬
‫أي أمانة العضو وفصله كما يقال ( سرق السارق فقطعت يده ) ‪ ،‬كما يطلق أيضا على الجرح‬
‫والشق فيقال ( يري القلم فقطعت يده ) ومنه قوله تعالى ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن )‬
‫فالقطع في الية بمعنى الجرح ‪ ،‬ولما كان لفظ القطع قد استعمل تارة في االبانة وتارة أخرى في‬
‫الجرح واألصل في االستعمال الحقيقة وال توجد قرينة تبين المراد من هذين المعنيين كان اللفظ‬
‫مجمالً‪.‬‬
‫كما أن لفظ اليد في اآلية حكمنا عليه باالجمال ألن اليد تطلق على اليد كلها من رؤوس األصابع‬
‫إلى المنكب كما تطلق على اليد من رؤوس األصابع الى المرفق‬

‫كما تطلق على اليد من رؤوس األصابع حتى الكوع ‪ ،‬ولما كان االصل في االطالق الحقيقة كان‬
‫لفظ اليد حقيقة في كل االطالقات السابقة وكان مجمال لعدم وجود قرينة تعين العنى المراد‬
‫القول الثاني ال إجمال في اآلية وهذا قول جمهور العلماء‪.‬‬

‫فال إجمال في نظر الجمهور ال في لفظ القطع وال في لفظ اإلبانة وقالوا إن القطع موضوع‬
‫حقيقة في االبانة فقط وهذه االمانة تطلق على‬
‫‪ . 1‬ابان بعض أجزاء اللحم عن بعض وهو الجرح والشق‪.‬‬
‫‪ – 2‬آبانة بعض أجزاء الجسم عن بعض اي انفصال العضو عما كان متصال به فالجرح والشق‬
‫نوع من االبانة ‪ ،‬بذلك يتضح لنا ان القطع غير مجمل وانما هو واضح‪.‬‬
‫كما ان لفظ اليد وإن سبق إطالقه على ما سبق اال انها تطلق حقيقة على العضو كله وتطلق‬
‫على بعض العضو مجازا بدليل انه يصح أن يقال إذا أبينت اليد من المرفق أو الكوع ( هذا‬
‫بعض اليد ال كلها ) وذلك يدل على أنه ليس حقيقة لوجهين‪..‬‬
‫األول ‪ :‬أن مسمى اليد حقيقة ال يصدق عليه أنه بعض اليد‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬صحة القول بأنه ليس كل اليد ‪ ،‬ولو كان مسمى اليد حقيقة لما صح نفيه ألن عالمة‬
‫الحقيقة عدم صحة النفي وعالمة المجاز صحته‪.‬‬

‫تعريف البيان‬

‫البيان في اللغة ‪ :‬االظهار‬


‫وإما في االصطالح ‪ :‬فلم تتفق كلمة االصوليين على تعريف واحد له ألنه يطلق على كل واحد‬
‫من األمور الثالثة وهي ‪ :‬فعل الفيين وهو االعالم والتبيين ‪ ،‬ويطلق على ماصل به االعالم وهو‬
‫الدليل‪ ،‬ويطلق على االعالم ومحله وهو العلم الحاصل عن الدليل‪.‬‬
‫وتبعا لهذه اإلطالقات يتنوع معنى البيان‪:‬‬

‫ـ فبحسب اإلطالق األول يكون معنى البيان هو‪ :‬إخراج الشيء من حيز اإلشكال إلى حيز‬
‫الوضوح والتجلي‪.‬‬
‫ـ وبحسب اإلطالق الثاني فالبيان هو الدليل الذي حصل به اإليضاح ‪.‬‬
‫ـ وبحسب اإلطالق الثالث فالبيان هو‪ :‬العلم الحاصل من الدليل ‪.‬‬

‫ما يقع به البيان‬

‫األول ‪ :‬البيان بالقول‬


‫البيان بالقول ‪ :‬هو أن يقول المتكلم أو من علم مراد المتكلم المراد بهذا الكالم كذا ‪ ،‬ذلك ألن‬
‫القول ما كان بينا في نفسه جاز أن يبين غيره‪.‬‬
‫والبيان بالقول تارة يكون من هللا تعالى وتارة يكون من الرسول هللا‬
‫فالبيان من هللا تعالى مثل ‪ :‬قوله تعالى ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) ؛ فإنه بيان لقوله‬
‫تبارك وتعالى ( إن هللا يأمركم أن تذبحوا بقرة )‬
‫والبيان من الرسول مثل ‪ :‬قول النبي (فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر) فإنه بيان‬
‫لقوله تعالى ( واتوا حقة يوم حصاده)‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬البيان بالفعل‬
‫المراد بالبيان بالفعل ‪ :‬أن يكون فعل الرسول مبينا لمجمل ورد في القرآن الكريم أو السنة‬
‫المطار‪.‬‬
‫ومذهب جمهور العلماء أنه يجوز البيان بالفعل والبيان منع به كما يقع بالقول‬
‫وقد استدلوا على ذلك بعدة أدلة منها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬قوله تعالى ( وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ) والتبيين في اآلية عام يشمل‬
‫القول والفعل‬
‫‪ 2‬ـ أن النبي بين الصالة بفعله وقال ( صلوا كما رايتموني أصلي ) فتكون صالته بيانا لقوله‬
‫تعالى ( وأقيموا الصالة )‪.‬‬
‫كما بين الحاج المأمور به في قوله تعالى ( وهللا على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال)‬
‫بفعله وقال ( خذوا عني مناسككم )‪.‬‬
‫اما المانعون الحصول البيان بالفعل استدلوا بما يلي ‪:‬‬
‫أن الفعل وان كان مشاهد إال أن البيان به أطول من البيان بالقول ‪ ،‬فلو بين المجمل به للزم من‬
‫ذلك تأخير البيان مع امكالمة تعجله بالقول ومن ثم فال يجوز البيان‪.‬‬
‫وقد أجاب الجمهور ‪ :‬بأن البيان بالقول قد يطول أيضا فإننا لو أردنا أن نبين ما اشتملت عليه‬
‫الركعتان من األقوال واالفعال ألخذنا وقتا أكثر مما لو فعلناهما ومع ذلك فالبيان بالقول جائز‬
‫اتفاقا فيكون البيان بالفعل كذلك‪.‬‬
‫وأيضا ‪ :‬ال تسلم لزوم تاخير البيان ألنه يلزم اذا لم يشرع في الفعل عقب االمكان ولم يشتغل به‬
‫وهذا قد شرع فيه واشتغل به اال انه الستدعاءه زمنا طال ومثله ال يعد متاخراً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬البيان بالكتابة‬


‫اتفق العلماء على أن الكتابة يقع بها البيان والخالف بينهم انما هو في كونها من قبيل البيان‬
‫بالقول أو الفعل أو هي قسيم لهما‬
‫بعضهم قال انها من قبيل القول باعتبارها أمارة على الكالم ‪ ،‬وبعضهم من قبيل الفعل باعتبار‬
‫حمل الكتابة نفسه ‪ ،‬وجعلها بعض العلماء قسيما لكل منهما‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك كتابه ملسو هيلع هللا ىلص الذي كتبه البي بكر الصديق في الصدقات‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬البيان بالشارة‬


‫االشارة هي ‪ :‬التلويح بشيء يفهم منه النطق ‪ ،‬فهي ترادف النطق في فهم المعنى وعند اطالقها‬
‫تكون حقيقة في الحسية وتقوم مقام العبارة اذا كانت معهوده وذلك كما في االخرس‬
‫وقد وقع البيان باالشارة من الرسول ملسو هيلع هللا ىلص في مواطن كثيرة منها ( الشهر هكذا وهكذا وهكذا‬
‫وقبض إبهامه في الثالثة ) ‪ ،‬وفي رواية عنه ايضا ( الشهر هكذا وهكذا وهكذا ) يعني تمام‬
‫الثالثين ‪ ،‬والرواية األولى افادت ان الشهر يكون تسعة وعشرين‬

‫البيان بالتقرير‬
‫المراد به ‪ :‬سكوت النبي ملسو هيلع هللا ىلص عند مشاهدة أمر عاينه من قول أو فعل عن االنكار ‪ ،‬وكذا سكوته‬
‫اذا علم بفعل أو قول صدر من مكلف في غيبته ‪ ،‬فهذا السكوت منه يدل على جواز القول أو‬
‫الفعل النه ملسو هيلع هللا ىلص ال يسكت عن باطل‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ‪ :‬روي ان صحابيين خرجا في سفر فانعدم الماء منهما فتيمما وصليا ثم وجدا‬
‫الماء قبل خروج الوقت فتوضأ احدهما واعاد الصالة ولم يتوضا‬

‫اآلخر ولم يعد الصالة فلما رجعا قصا ما حدث للرسول ملسو هيلع هللا ىلص فقال الذي توضأ واعاد ( لك االجر‬
‫مرتين ) وقال للذي لم يتوضا ولم يعد ( أصبت واجزاتك صالتك )‬

‫البيان بالترك‬
‫المراد به ‪ :‬أن يترك رسول هللا فعال قد أمر به أو قد سبق منه فعله ‪ ،‬وعليه فيكون هذا الترك له‬
‫مبينا لعدم وجوده‬
‫مثل ذلك ‪ :‬تركه التراويح حين اجتمع الصحابة ليصلوها معه وقال ( خشيت أن تفرض عليكم‬
‫فتعجزوا عنه )‪.‬‬
‫انواع البيان‬

‫بيان التقرير‬

‫هو ‪ :‬توكيد الكالم المعلوم المعنى بما يقطع احتمال المجاز ان كان الموكد حقيقة او احتمال‬
‫الخصوص أن كان المؤكد عاما‪.‬‬
‫من أمثلة الذي في توكيد الكالم بما يقطع احتمال المجاز ‪-:‬‬
‫قوله تعالى (وال طائر يطير بجناحيه ) فلفظ طائر في اآلية يحتمل أن يكون مستعمال في غير‬
‫حقيقته استعماال مجازيا ذلك أن العرب قد استعملت الطيران الغير الطائر فقالت للبريد طائر‬
‫إلسراعه مشيته ‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالطير حقيقته فإن الطيران يكون بالجناح حقيقة لكن‬
‫قوله تعالى ( يطير بجناحيه ) قطع االحتمال االول وهو احتمال المجاز واكد االحتمال الثاني‬
‫وهو الحقيقة فكان بيان تقرير لموجب الحقيقة وقطع الحتمال المجاز‪.‬‬
‫ومن امثلة الذي هو توكيد الكالم بما يقطع احتمال الخصوص‪-:‬‬
‫قوله تعالى (فسجد المالئكة كلهم اجمعون ) فلفظ المالئكة جمع عام شامل لجميع المالئكة‬
‫ويحتمل الخصوص بان يراد به بعضهم فقطع هذا الحتمال قوله ( كلهم اجمعون ) فالتاكيد مانع‬
‫من التخصيص مقرر معلى العموم ‪.‬‬

‫بيان التفسير‬
‫هو ‪ :‬توضيح الكالم بما يرفع الخفاء ‪ ،‬أوهو بيان ما فيه خفاء من المجمل والمشترك والمشكل‬
‫والخفي‬
‫مثال المجمل ‪ :‬لفظ ( هلوعا ) في قوله تعالى ( إن االنسان خلق هلوعا ) فسره النص ذاته قال‬
‫تعالى ( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا )‪.‬‬
‫مثال المشترك ‪ :‬لفظ الصوم فانه مشترك بين المعني اللغوي وهو مطلق االمساك والمعني‬
‫الشرعي وهو االمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس فيتعين المعنى‬
‫الثاني الشرعي لورود اللفظ في نص شرعي‪.‬‬

‫مثال المشكل ‪ :‬لفظ ( أني ) الوارد في قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم اني شتم )‬
‫فإنها تجيء بمعنى ( كيف ) وبمعني ( من أين ) وبعد البحث والتأمل وجد أن المرداء هو معنى‬
‫( كيف شنتم ) بقرينة قوله ( حرثكم ) ألن الحرث موضع طلب األوالد وهي القبل أما الدبر‬
‫فليس محال لذلك فينتفي كونها جمعنى ( اين )‪.‬‬
‫مثال الخفي ‪ :‬لفظ السارق في قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) فهذا النص‬
‫الكريم معناه واضح كل من يأخذ مال الغير خفية من حرز مثله سارق ويجب قطع يده ما دامت‬
‫الشروط متوفرة فيه ‪،‬وقد حصل الخفاء في موضع القطع وفي المقدار المسروق ‪ ،‬فبين ذلك‬
‫النبي ملسو هيلع هللا ىلص يفعله‪.‬‬

‫بيان التغيير‬
‫هو ما يغير الكالم عن المعنى الحقيقي الظاهر منه قبل ذكر البيان بإظهار المقصود منه‪.‬‬
‫مثال لك ‪ :‬قال تعالى ( واهل هللا البيع وحرم الربا ) فإن لفظ البيع عام يشمل جميع المبادالت‬
‫المالية سواء أكانت ربوية أو غير ربوية وقد خص منه الربا بكالم مستقل وهو قوله ( وحرم‬
‫الربا )‬
‫بيان الضرورة‬
‫هو ‪ :‬نوع من التوضيح يقع بسبب الضرورة بما لم يوضع البيان و هو السكوت حيث ان البيان‬
‫يكون بااللفاظ الموضوعة له ‪ ،‬لكنه قد تؤخذ المعاني وتستفاد من غير ما وضع البيان فتؤخذ من‬
‫السكوت عند قيام القرينة على ذلك ألجل الضرورة ‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قول تعالى( فأن لم يكن له ولد وورثه ابواه فألمه الثلث )‬

‫فإن صدر الكالم هو ( وورثه ابوه ) فان الشركه في الميراث من غير بيان نصيب كل منهما ‪،‬‬
‫وعليه فتخصيص االم بالثلث صار بيانا لكون االب يستحق الباقي وهو الثلثان فكأنه قال لألمة‬
‫الثلث وألبيه الثلثان السن‪.‬‬

‫السنة‬

‫السنة في اللغه ‪ :‬الطريقة المسلوكة مطلقا سواء كانت حسنة أو سيئة‪.‬‬


‫السنة اصطالحا ‪ :‬تطلق على ما يقابل القرآن الكريم ‪ ،‬وعلى ما يقابل الفرض وغيرة من‬
‫األحكام الخمسة ‪ ،‬وعلى ما يقابل البدعة‬
‫والمشهور في تعريفي عند األصوليين ‪ :‬ما صدر عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص من غير القرآن من قول أو فعل‬
‫أو تقرير‪.‬‬

‫اقسام السنة من حيث ماهيتها وذاتها‬


‫األول ‪ :‬السنة القولية وهي ‪ :‬أقواله ملسو هيلع هللا ىلص التي نطق بها وقالها تبعا لمقتضيات األحوال – كقوله‬
‫عليه الصالة والسالم ( من حسن اسالم المرء تركه ما ال يعنيه )‬
‫الثاني ‪ :‬السنة الفعلية وهي ‪ :‬ما صدر عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص من افعال ليست جبلية كاداء الصالة بهيئاتها‬
‫المعروفة وكيفية الوضوء وقطع يد العبارق من الرسغ وقضائه يشاهد ويمين‬
‫الثالث ‪ :‬السمنة التقريرية وهي ‪ :‬عباره عن سكوته ملسو هيلع هللا ىلص عن إنكار قول أو فعل صدر من أحد‬
‫الصحابة في حضرته أو غيبته وعلم به فهذا السكوت منه عليه الصالة والسالم يدل على جواز‬
‫القول أو الفول ألنه ال يسكت عن باطل‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ ،‬روى ان صحابيين خرجا في سفر فانعدما الماء منهما فتيمما وصليا ثم وجدا الماء‬
‫قبل خروج الوقت فتوضا أحدهما واعاد الصالة ولم يتوضأ اآلخر ولم يعد الصالة الحار جدا‬
‫قصا ما حدث للرسول ملسو هيلع هللا ىلص فقال للذي توضا وأعاد (لك األجر مرتين ) وقال للذي لم يتوضا ولم‬
‫يعد ( أصبت السنة واجزاتك صالتك )‬

‫حجية السنة‬
‫ال خالف بين العلماء الذين يعتد بهم في ان السنة يحتج بها وتستقل بتشريع األحكام وأنها‬
‫كالقرآن الكريم في تحليل الحالل وتحريم الحرام‪.‬‬
‫وقد استدل الجمهور على وجوب االحتجاج بالسنة بادلة كثيرة‬

‫أوال ‪:‬الدليل من القرآن الكريم ‪ :‬قال هللا تعالى ( قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني يحييكم هللا )‬
‫وقال ( واطيعوا هللا والرسول الحكم ترحمون ) وقال ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه‬
‫فانتهوا ) فهذه اآليات وغيرها تدل داللة واضحة على وجوب اتباع سيدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص في كل‬
‫شيء وفي كل وقت في حياته وبعد مماته ألنها آيات عامة لم تخصص بزمن دون زمن‬
‫ثانيا ‪ :‬الدليل من السنة المطهرة ‪ :‬ورد في السنة المطهرة ما يدل على حجيتها ووجوب التمسك‬
‫بها ومن ذلك قوله عليه الصالة والسالم ( تركت فيكم أثنتين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب هللا‬
‫وسنتي ) وقوله ( كل أمتي يدخلون الجنة إال من أبي قبل ومن يأبى يا رسول هللا قال من‬
‫أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي ) ا‬
‫ثالثا الدليل من االجماع ‪ :‬أجمع صحابة سيدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص على وجوب التمسك بسنته في حال‬
‫حياته وبعد مماته ولم يفرقوا أبدا بين االحتجاج بالقرآن واالحتجاج بالسنة فكالهما حجة ملزمة‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬روي ابو بكر الصديق رضي هللا عنه كان إذا ورد عليه الخصوم نظر كتاب هللا‬
‫تعالى فإن وجد فيه ما يقضي به القضى به ‪ ،‬وإن لم يجد في كتاب هللا نظر في السنة فإن وجد‬
‫فيها ما يقضي به قضى به واال جمع الصحابة واستشارهم فإما اجتمع رأيهم على شيء قضى به‬
‫رابعا ‪ :‬النيل من المعقول ‪ :‬إن الدليل القطعي دل على أن سيدنا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص رسول هللا إلى خلقه وأنه‬
‫خاتم النبيين قال تعالي ( ما كان دمحم أبا احد من رجالكم ولكن رسول هللا وخاتم النبيين ) وما دام‬
‫عليه الصالة والسالم رسوال من قبل المولى إلى خلقه فبدهي أنه يجب على الجميع أن يتبعوه‬
‫وينقادوا له ويتمسكوا بما جاء به‪.‬‬
‫انواع بيان القرآن بالسنة‬

‫ترد السنة المطهرة مع القرآن الكريم على ثالثة أوجه هي ‪:‬‬


‫الوجه األول‪ :‬أن تكون مؤيدة ألحكام القرآن موافقة له من حيث اإلجمال والتفصيل‬
‫ـ وذلك مثل األحاديث التي تدل على وجوب الصالة والصيام والزكاة والحج فهي موافقة لقوله‬
‫قوله تعالى ( وأقيموا الصالة واتوا الزكاة ) وقوله ( كتب عليكم الصيام ) وقوله ( وهللا على‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال )‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن تكون مبينة ألحكام القرآن من تخصيص عام أو تقييد مطلق أو تفصيل مجمل‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫تخصيص العام ‪ :‬قال تعالي ( وأحل لكم ما وراء ذلكم ) وقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ( ال تكح المرأة على‬
‫عمتها وال على خالتها ) فاآلية الكريمة بعمومها تفيد حل النكاح من غير المحرمات المذكورات‬
‫في اآليات السابقة والظاهر انه تشمل بهذا العموم نكاح المرأة على عمتها او خالتها ولكن‬
‫الحديث الشريف نهى عن ذلك وعليه فيكون الحديث مخصصا لعموم االية‪.‬‬
‫تقييد المطلق ‪ :‬قال تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما ) فإن قطع اليد في اآلية مطلق لم‬
‫يقيد بموضع خاص من اليد غير أن السنة الفعلية قيدت هذا االطالق وحددت موضع القطع بأن‬
‫يكون من الرسغ‪.‬‬
‫تفصيل المجمل ‪ :‬قال تعالى ( وهللا على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيال ) فالحج واجب‬
‫على المستطيع بمقتضى هذه اآلية غير أن السنة قد بينت مناسكه كاملة ولم يتعرض القرآن‬
‫الكريم لبيانها على التفصيل حيث تكفلت السنة بذلك‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن تكون السنة مثبته لحكم سكت القرآن عن اثباته‪ ،‬أو محرمة الحكم منكت عن‬
‫تحريمه أو نحوهما مما لم يذكر في القرآن‬
‫من األول كتهريب الزاني البكر ‪ ،‬ومن الثاني تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها‪.‬‬

‫السنة المتواترة‬

‫التواتر في اللغه‪ :‬عبارة عن مجيء الواحد بعد الواحد بفترة ومنه قوله تعالى ( ثم ارسلنا رسلنا‬
‫تترا ) أي رسوال بعد رسول بفترة‪.‬‬
‫التواتر في االصطالح ‪ :‬ذكر األصوليون عدة تعريفات صحيحه كلها بمعنى واحد‬
‫منها ‪ :‬هو خبر جمع عن محسوس يمتنع تواطؤهم على الكذب من حيث كثرتهم‬
‫ومنها ‪ :‬خير جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه‬
‫ومنها ‪ :‬خبر اقوام بلغوا في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم على الكذب‬
‫انواع المتواتر‬

‫النوع األول‪ :‬المتوتر اللفظي ‪ :‬وهو الذي تتفق ألفاظ الرواة فيه‬
‫مثال ذلك ‪ :‬حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بلفظه ومعناه جمع كثير‬
‫من الصحابة يمتنع اتفاقهم على الكذب عادة‪ ،‬قبل أكثر من ستين وقيل سبعة وثمانين وقيل مائتان‬
‫النوع الثاني المتواتر المعنوي ‪ :‬هو الذي تختلف فيه الفاظ الرواة وذلك بأن يروي كل واحد‬
‫منهم واقعة وغيره واقعة أخرى وهكذا غير أن هذه الوقائع تكون مشتملة على قدر مشترك فهذا‬
‫القدر المشترك يسمي التواتر المعنوي‬
‫مثال ذلك ‪ :‬أحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد عنه ملسو هيلع هللا ىلص نحو مانة حديث في رفع يديه عند‬
‫الدعاء‪ ،‬غير انها في قضايا مختلفة‪ ،‬فكل قضية منها لم تتواتر‪ ،‬والقدر المشترك بينها وهو الرفع‬
‫عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع‪.‬‬
‫شروط التواتر‬

‫الشريط األول ‪ :‬أن يخبر الرواة عن علم ضروري ناتج عن مشاهدة أو سماع بأن يقولوا ‪ :‬رأينا‬
‫مكة والمدينة ورأينا دمحما ملسو هيلع هللا ىلص وقد انشق له القمر و تمام هذا الشرط ‪ :‬اال تكون المشاهدة والسماع‬
‫على سبيل غلط الحس كما في اكبر النصارى بصلب المسيح‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون عدد المخبرين بالخبر بلغ في الكثرة مبلغا تخيل العادة تواطؤهم على‬
‫الكذب فيه‬
‫الشرط الثالث ‪:‬أن يوجد العدد المعتبر المختارعن علم ضروري في كل الطبقات‬
‫وهناك شروطا ترجع الي السامعين هي ‪-:‬‬
‫الشوط األول ‪ :‬أن يكونوا عقالء اذ يستحيل حصول العلم لمن ال عقل له‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن ال يكون معتقدا لخالف مدلول الخبر‪ ،‬إما لشبهة دلبل إن كان من‬
‫العلماء‪ ،‬أو تقليد إن كان من العوام‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬اال يكون السامع للخبر المتواتر عالما بمدلوله بالضرورة فإنه لو كان كذلك لم‬
‫يفيده المتواتر علما المتناع تحصيل الحاصل‬
‫خبر الواحد‬

‫لم يتفق العلماء على عبارة واحدة يعرفون بها خبر االحاد غير أنهم يجمعهم معني‬
‫واحد مشترك وهم يرفونه فيقولون ‪ :‬خبر الواحد هو ‪ :‬الذي لم يجمع شروط التواتر‬
‫ما يفيده خير األحاد‬

‫مذهب الجمهور‪ :‬انه يفيد الظن مطلقا سواء اقترنت به قرينة او ال‬
‫واستدلوا على ذلك بعدة أدلة منها ‪:‬‬
‫الدليل األول لو كال خبر الواحد يوجب العلم ألوجب خبر كل واحد ‪ ،‬ولو كان كذلك لوجب أن‬
‫يقع الهام بخبر من يدعي النبوة ومن يدعي ماال على غيره ولما لم يقل أحد هذا دل على أنه ليس‬
‫عليه ما يوجب العلم‪.‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬لو كان خبر الواحد يوجب العلم لما اعتبر فيه صفات المخبر من اإلسالم والعدالة‬
‫وغيرها‪ ،‬كما لم يعتبر ذلك في أخبار التواترو‪.‬‬
‫الدليل الثالث ‪ :‬لو كان يوجب العلم لوجب إذا عارضه خبر متواتر أن يتعارضا ولما ثبت أنه‬
‫يقدم عليه المتواتر دل على أنه غير موجب للعلم‪.‬‬
‫الدليل الرابع ‪ :‬أنه يجوز السهو والخطأ والكذب على الواحد فيما ينقله‪ ،‬ومن هنا فال يجوز أن‬
‫يقع العلم بخبر الواحد‪.‬‬

‫الدليل الخامس ‪ :‬لو أفاد خبر الواحد العلم لصدقنا كل خبر نسمعه لكنا ال نصدق كل خبر تسمعه‬
‫وعليه فهو ال يفيد العلم‬

You might also like