Professional Documents
Culture Documents
المجمل في اللغة :هو المبهم من اجمل االمر اذا ابهم ،ويطلق على المجموع من احمل الحساب
إذا جمع وجعل جملة واحدة .
المجمل في االصطالح :يوجد تعريفات كثيرة سلمت من االعتراضات منها .
المجمل هوه :ما لم تتضح داللته اي ماله دالله غير واضحة.
ينقسم المجمل الي ثالثة أقسام-:
القسم االول :مجمل بين معانيه الحقيقية ،التي وضع اللفظ لكل منها .
مثل لفظ قرء في قوله – تعالى – (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء ) فإنه متردد بين
الحيض والطهر ،ولم تقم قرينة علي المراد .
القسم الثاني :مجمل بين افراد حقيقة واحدة معلومة والمراد فرد معين من افرادها مع عدم
وجود القرينة علي تعيين هذا الفرد المعين مثل لفظ بقرة في قوله – تعالي – ( ان هللا يأمركم ان
تذبحوا بقرة ) فإن لفظ "بقرة" موضوع لحقيقة واحدة معلومة ولها افراد ،والمراد فرد واحد
معين منها .
القسم الثالث :مجمل بين مجازاته ،وذلك اذا انتفت الحقيقة اي ثبت عدم ارادتها ،وتكافأت
المجازات اي لم يثبت ترجيح بعضها علي بعض.
مثل " :رأيت بحرا ً " فإنه ينصرف حقيقة ال البخر المعروف لكن لو قلنا ( رأيت بحرا ً في
الحمام ) فال شك ان حقيقة لفظ " البحر" غير مرادة هنا لوجود قرينة مانعة من ارادة المعنى
الحقيقي وهي قولنا " في الحمام ".
اما اذا ترجحت احد المجازات علي االخر بمرجح كان اللفظ حينئذ مبينا وحل علي المجاز
الراجح .
الراجح ثالثة أسباب:
االول :ان يكون احد المجازين اقراب الي الحقيقة من المجاز اآلخر.
الثاني :ان يكون احد المجازين اظهر عرفا من المجاز االخر .
الثالث :ان يكون احد المجازين اعظم مقصودا ً من المجاز اآلخر.
أسباب اإلجمال
ذكر العلماء لإلجمال أسبابا كثيرة ،يمكن حصرها فيما يلي :
السبب األول :االشتراك اللفظي .أي وضع اللفظ لعدة حقائق بأوضاع مختلفة مع على وجود
قرينة تعين المراد منها.
ومن أمثلة ذلك :قوله -تعالى( -والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء) ؛ فإنه متردد بين
الطهر والحيض .
السبب الثاني :التردد في مرجع الضمير إذا تقدمه أمران أو أمور يصلح لكل واحد منها.
مثل قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( ايمنع احدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره ) فالضمير في جداره يحتمل عوده
على الغارز أي ال يمنعه جاره أن يفعل ذلك في جدار نفسه ،ويحتمل أن يعود الضمير على
الجار اآلخر فيكون فيه داللة على ذلك .
السبب الثالث :التردد في مرجع الصفة.
من أمثلة ذلك :قول القائل" :خالد طبيب ماهر"؛ فيحتمل عود ماهر إلى ذات خالد ،ويحتمل أن
يعود إلى وصفه المذكور وهو "طبيب" ،فال شك أن المعنى متفاوت العتبار االحتمالين ألننا إذا
اعدنا لفظ ماهر إلى طبيب كان المعنى انه ماهر في طبه ،وإن أعدناه إلى خالد كان المعنى أن
مهارته في غير الطب.
السبب الرابع – :فردد اللفظ بين مجازاته المتعدده المتساوية عند تعذر حمله على حقيقته فإن
اللفظ يصير مجمال بالنسبة إلى تلك المجازات وذلك مثل قول القائل ( رأيت بعدا في الحمام )
السبب الخامس :العام إذا خص بمجهول نحو ( اقتلوا المشركين إال بعضهم ) ألن العام إذا خص
بمجهول صار الباقي محتمال ،أو خص بمستثنى وصفة مجهولين
مثال المستثني بمجهول قوله تعالى ( -احلت لكم بهيمة األنعام إال ما يتلى عليكم)؛ فإن ما يتلی
قبل نزوله مجهول ،وذلك يجعل ما أحل من البهيمة غير معلوم ،فكان مجمال يحتاج إلى بيان
ومثال ما خون بصفة مجهولة لفظ محصنين في قوله تعالى ( أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير
مسافحين ) فإن تقييد الحل باإلحصان مع الجهل بها هو اإلحصان يوجب االجمال فيما احل.
جمهور العلماء أن الجمال واقع في الكتاب والسنة ،كلفظ القرع في قوله تعالى ( والمطلقات
يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء ).
ولم يخالف في ذلك إال داوود الظاهري .حيث قال :إن اإلجمال بدون بيان ال يفيد فإن كان معه
بيان كان تطويال وال يقع في كالم البلغاء فضال عن كالم هللا تعالى وكالم رسوله ملسو هيلع هللا ىلص
وقد قال الجمهور ردا عليه :أن هللا سبحانه وتعالى – يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ،وكما قيل
بال يعترض على حكيم وال ينازع قهار.
وقد قال بعض العلماء إن في الخطاب بالمجمل فوائد ومصالح منها :
1ـ أن في اإلجمال توطئة للنفس على قبول ما يتعقبه من البيان ،فإنه لو بدأ في تكليف الصالة
وبينها ،لجاز أن تنفر النفوس منها ،وال تنفر من إجمالها.
٢ـ إذا ورد المجمل وورد معه البيان ازداد شرف العبد بكثرة مخاطبة سيده له
–٣امتحان العبد حتى يظهر تثبته وفحصه عن البيان فيعظم أجره أو إعراضه فيظهر تخلفه
وعصياته .
-٤أن هللا -تعالى -جعل من األحكام جليا وجعل منها خفيا ؛ ليتفاضل الناس في العلم بها ،
ويتابوا على االستنباط لها فلذلك جعل منها مفسرا جليا وجعل منها مجمال خفيا.
٥ـ إن ورود األجمال في نصوص القرآن له مزية أخرى هامة بالنسبة إلى أحكام المعامالت
المدنية والنظم السياسية واالجتماعية فإنه يساعد على فهم تلك النصوص وتطبيقها بصور
يحتملها النص فيكون اتساعه قابال لمجاراة المصالح الزمنية وتنزيل حكمه على مقتضياتها بما
ال يخرج عن أسس الشريعة ومقاصدها.
المسألة األولى :إضافة األحكام الشرعية الى األعيان هل يوجب إجماال أم ال.
مثال ذلك :قوله – تعالى( -خرمت عليكم أمهاتكم ) وقوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة)
فالتحريم حكم شرعي وقد أضيف في اآلية األولى الى ذات األم وفي اآلية الثانية الى ذات الميتة
،وهذه الحقيقة حقيقة تحريم ذات األم وتحريم ذات الميتة غير مرادة ،ألن التحريم نوع من
أنواع الحكم الشرعي وهو ال يتعلق اال باألفعال
وقد اختلفوا العلماء في ذلك :مذهب الجمهور انه اجمال
محتجين على ذلك :بأن الذي يسبق الى الفهم من قول القائل هذا طعام حرام هو تحريم اكله
ومن قوله هذه المرأة حرام هو تحريم وطئها ،وتبادر الفهم دليل الحقيقة وعليا فالمفهوم من
تحريم األمهات هو الوطء ألنه أعظم ما يقصد من النساء ،ومن تحريم الميتة هو أكلها ألنه
أعظم ما يقصد من الحيوان قبل موته
المسالة الثانية :الكالم الذي يتوقف صدقه على االضمار
مثاله :قوله – ملسو هيلع هللا ىلص – (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان )
فالناظر في هذه الحديث يجد أن ظاهره يفيد رفع ذات الخطأ والنسيان وهذا الظاهرغير مراد
الن نفس الخطأ ونفس النسيان واقعان في االمة ومعلوم أن ما وقع اليمكن أن يرتفع وعليه فال
يصح حمل اللفظ على حقيقته واال لزم الكذب في الخبروهي مستحيل ألنه ملسو هيلع هللا ىلص صادق ومصدوق
وقد اختلف العلماء هذا الحديث هل هو مجمل أم ال ؟
مذهب الجمهوري أنه ال اجمال فيه
وقد احتجوا على ذلك :بأن حقيقة اللفظ لما كانت غير مرادة تعين الحمل على المجاز باالضمار
ووجدنا للفظ مجازين أحدهما اثم الخطأ والثاني حكم الخطأ ،ولما كان اثم الخطأ اظهر عرفا
التبادرة إلى الذهن رجح على المجاز اآلخر ،فالسيد لو قال العبد ( رفعت عن الخطأ ) لفهم اهل
العرف من هذا القول رفع المؤاخذة واالثم عن العبد بدليل انه لو قال السيد ذلك ثم عاقب عبده
عد في نظر اهل العرف مناقضا.
المسألة الثالثة :دخول النفي على الحقائق الشرعية
مثال ذلك :قوله ـ ملسو هيلع هللا ىلص (( .ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )) (( ال صيام لمن لم يبيت الصيام
من الليل )) (( ال نكاح إال بولي ))
مذهب الجمهور :أنه ال إجمال في النفي الداخل على الحقائق الشرعية
واستدلوا على ذلك :بأنه لما كان الحفظ له مجازان هما نفي الصحة ونفي الكمال وكان نفي
الصحة أقرب الى الحقيقة على اساس ان نفي الحقيقة يقتضي نفي جميع الصفات ونفي الصحة
يقتضي كذلك نفي باقي الصفات فيصبح وجود الفعل مثل عدم وجوده كان هو المجاز الراجح
المسالة السادسة :إذا ورد لفظ الشارع وله مسمى لغوى ومسمى شرعي وامكن حمله على كل
منهما وال قرينة تعين المراد
ومن أمثلة ذلك قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( توضنوا مما مست النار )) فإنه يحتمل ان يكون اراد بالوضوء
الشرعي ،ويحتمل أن يكون أراد به الوضوء اللغوي الذي هم غسل الكفين فقط
مذهب الجمهور :أنه ليس فيه اجمال وهي محمولة على المعاني الشرعية لها
واستدلوا علي ذلك :بأنه ملسو هيلع هللا ىلص مبعوث لبيان الشرعيات ال لبيان المعاني اللغوي
المسألة السابعة اختلف العلماء في قوله تعالى (وامسحوا برءوسكم )هل هو مجمل أم مبين على
قولين؟
أحدهما :أنه جمل ،وهذا القول لبعض الحنفية
ووجهتهم :أنه القط الراس في اآلية محتمل للكل ،ومحتمل للبعض ،واالحتماالن متساويان
وليس أحدهما أولى من اآلخر فكان مجمال ومن ثم وجب التوقف حتى يأتي البيان
ثانيهما :ليس في اآلية اجمال غير وهذا هو قول الجمهور غير أنهم فريقان
فريق برى انه مبين في الكل ويستدلون على الك بدليلين -:
الدليل األول :إن اللفظ بوضع حكم اللغة ظاهر في مسح جميع الرأس ألن الباء حقيقة في وقد
أاللصاق وقد الصقت المسح بالرأس وهو اسم لكله ال لبعضه ألنه ال يقال بعض الرأس واس
وعليه فيكون المعنى ( وامسحوا ملصقين المسيح بمسمى الرأس ) ولما كان من الرأس هو الكل
كان اللفظ مبينا ويلزم مسح جميع .
الدليل الثاني :القياس على التيمم في قوله تعالى ( فامسحوا وجوهكم ) والواجب فيه االستيعاب
فكذلك مسح الرأس يجب فيه االستيعاب.
الفريق الثاني يرى أنه مين في البعض وهم الشافعية ومن وافقهم.
واحتجوا :بأن مثل هذا التركيب ( وامسحوا برءوسكم ) تارة يأتي لمسح الكل وهو واضح
وتارة يأتي لمسح البعض كما يقال ( مسحت يدي برأس اليتيم ) فإن هذا الكالم يصدق عند مسح
بعض رأسه فقط ،فإن جعلناه حقيقة في البعض كما هو حقيقة في الكل لزم من ذلك االشتراك
اللفظي وهو خالف األصل ،وإن جعلناه حقيقة في أحدهما فقط لزم المجاز في اآلخر وهو
خالف األصل أيضا ،فلم يبق إال أن يكون حقيقة في القدر المشترك بين الكل والبعض وهو
مطلق المسح وذلك دفعا المحذورين ،ولما كان أقل ما يتحقق به مطلق المسح هو مسح بعض
الرأس فقط كان مصبح البعض هو المراد من اآلية وعليه فتكون اآلية مبينة في البعض الفي
الكل.
المسالة الثامنة :اختلف العلماء في قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )هل هو
مجمل أو مبين على قولين
كما تطلق على اليد من رؤوس األصابع حتى الكوع ،ولما كان االصل في االطالق الحقيقة كان
لفظ اليد حقيقة في كل االطالقات السابقة وكان مجمال لعدم وجود قرينة تعين العنى المراد
القول الثاني ال إجمال في اآلية وهذا قول جمهور العلماء.
فال إجمال في نظر الجمهور ال في لفظ القطع وال في لفظ اإلبانة وقالوا إن القطع موضوع
حقيقة في االبانة فقط وهذه االمانة تطلق على
. 1ابان بعض أجزاء اللحم عن بعض وهو الجرح والشق.
– 2آبانة بعض أجزاء الجسم عن بعض اي انفصال العضو عما كان متصال به فالجرح والشق
نوع من االبانة ،بذلك يتضح لنا ان القطع غير مجمل وانما هو واضح.
كما ان لفظ اليد وإن سبق إطالقه على ما سبق اال انها تطلق حقيقة على العضو كله وتطلق
على بعض العضو مجازا بدليل انه يصح أن يقال إذا أبينت اليد من المرفق أو الكوع ( هذا
بعض اليد ال كلها ) وذلك يدل على أنه ليس حقيقة لوجهين..
األول :أن مسمى اليد حقيقة ال يصدق عليه أنه بعض اليد.
الثاني :صحة القول بأنه ليس كل اليد ،ولو كان مسمى اليد حقيقة لما صح نفيه ألن عالمة
الحقيقة عدم صحة النفي وعالمة المجاز صحته.
تعريف البيان
ـ فبحسب اإلطالق األول يكون معنى البيان هو :إخراج الشيء من حيز اإلشكال إلى حيز
الوضوح والتجلي.
ـ وبحسب اإلطالق الثاني فالبيان هو الدليل الذي حصل به اإليضاح .
ـ وبحسب اإلطالق الثالث فالبيان هو :العلم الحاصل من الدليل .
البيان بالتقرير
المراد به :سكوت النبي ملسو هيلع هللا ىلص عند مشاهدة أمر عاينه من قول أو فعل عن االنكار ،وكذا سكوته
اذا علم بفعل أو قول صدر من مكلف في غيبته ،فهذا السكوت منه يدل على جواز القول أو
الفعل النه ملسو هيلع هللا ىلص ال يسكت عن باطل.
ومن أمثلة ذلك :روي ان صحابيين خرجا في سفر فانعدم الماء منهما فتيمما وصليا ثم وجدا
الماء قبل خروج الوقت فتوضأ احدهما واعاد الصالة ولم يتوضا
اآلخر ولم يعد الصالة فلما رجعا قصا ما حدث للرسول ملسو هيلع هللا ىلص فقال الذي توضأ واعاد ( لك االجر
مرتين ) وقال للذي لم يتوضا ولم يعد ( أصبت واجزاتك صالتك )
البيان بالترك
المراد به :أن يترك رسول هللا فعال قد أمر به أو قد سبق منه فعله ،وعليه فيكون هذا الترك له
مبينا لعدم وجوده
مثل ذلك :تركه التراويح حين اجتمع الصحابة ليصلوها معه وقال ( خشيت أن تفرض عليكم
فتعجزوا عنه ).
انواع البيان
بيان التقرير
هو :توكيد الكالم المعلوم المعنى بما يقطع احتمال المجاز ان كان الموكد حقيقة او احتمال
الخصوص أن كان المؤكد عاما.
من أمثلة الذي في توكيد الكالم بما يقطع احتمال المجاز -:
قوله تعالى (وال طائر يطير بجناحيه ) فلفظ طائر في اآلية يحتمل أن يكون مستعمال في غير
حقيقته استعماال مجازيا ذلك أن العرب قد استعملت الطيران الغير الطائر فقالت للبريد طائر
إلسراعه مشيته ،ويحتمل أن يكون المراد بالطير حقيقته فإن الطيران يكون بالجناح حقيقة لكن
قوله تعالى ( يطير بجناحيه ) قطع االحتمال االول وهو احتمال المجاز واكد االحتمال الثاني
وهو الحقيقة فكان بيان تقرير لموجب الحقيقة وقطع الحتمال المجاز.
ومن امثلة الذي هو توكيد الكالم بما يقطع احتمال الخصوص-:
قوله تعالى (فسجد المالئكة كلهم اجمعون ) فلفظ المالئكة جمع عام شامل لجميع المالئكة
ويحتمل الخصوص بان يراد به بعضهم فقطع هذا الحتمال قوله ( كلهم اجمعون ) فالتاكيد مانع
من التخصيص مقرر معلى العموم .
بيان التفسير
هو :توضيح الكالم بما يرفع الخفاء ،أوهو بيان ما فيه خفاء من المجمل والمشترك والمشكل
والخفي
مثال المجمل :لفظ ( هلوعا ) في قوله تعالى ( إن االنسان خلق هلوعا ) فسره النص ذاته قال
تعالى ( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ).
مثال المشترك :لفظ الصوم فانه مشترك بين المعني اللغوي وهو مطلق االمساك والمعني
الشرعي وهو االمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس فيتعين المعنى
الثاني الشرعي لورود اللفظ في نص شرعي.
مثال المشكل :لفظ ( أني ) الوارد في قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم اني شتم )
فإنها تجيء بمعنى ( كيف ) وبمعني ( من أين ) وبعد البحث والتأمل وجد أن المرداء هو معنى
( كيف شنتم ) بقرينة قوله ( حرثكم ) ألن الحرث موضع طلب األوالد وهي القبل أما الدبر
فليس محال لذلك فينتفي كونها جمعنى ( اين ).
مثال الخفي :لفظ السارق في قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) فهذا النص
الكريم معناه واضح كل من يأخذ مال الغير خفية من حرز مثله سارق ويجب قطع يده ما دامت
الشروط متوفرة فيه ،وقد حصل الخفاء في موضع القطع وفي المقدار المسروق ،فبين ذلك
النبي ملسو هيلع هللا ىلص يفعله.
بيان التغيير
هو ما يغير الكالم عن المعنى الحقيقي الظاهر منه قبل ذكر البيان بإظهار المقصود منه.
مثال لك :قال تعالى ( واهل هللا البيع وحرم الربا ) فإن لفظ البيع عام يشمل جميع المبادالت
المالية سواء أكانت ربوية أو غير ربوية وقد خص منه الربا بكالم مستقل وهو قوله ( وحرم
الربا )
بيان الضرورة
هو :نوع من التوضيح يقع بسبب الضرورة بما لم يوضع البيان و هو السكوت حيث ان البيان
يكون بااللفاظ الموضوعة له ،لكنه قد تؤخذ المعاني وتستفاد من غير ما وضع البيان فتؤخذ من
السكوت عند قيام القرينة على ذلك ألجل الضرورة .
مثال ذلك :قول تعالى( فأن لم يكن له ولد وورثه ابواه فألمه الثلث )
فإن صدر الكالم هو ( وورثه ابوه ) فان الشركه في الميراث من غير بيان نصيب كل منهما ،
وعليه فتخصيص االم بالثلث صار بيانا لكون االب يستحق الباقي وهو الثلثان فكأنه قال لألمة
الثلث وألبيه الثلثان السن.
السنة
حجية السنة
ال خالف بين العلماء الذين يعتد بهم في ان السنة يحتج بها وتستقل بتشريع األحكام وأنها
كالقرآن الكريم في تحليل الحالل وتحريم الحرام.
وقد استدل الجمهور على وجوب االحتجاج بالسنة بادلة كثيرة
أوال :الدليل من القرآن الكريم :قال هللا تعالى ( قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني يحييكم هللا )
وقال ( واطيعوا هللا والرسول الحكم ترحمون ) وقال ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا ) فهذه اآليات وغيرها تدل داللة واضحة على وجوب اتباع سيدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص في كل
شيء وفي كل وقت في حياته وبعد مماته ألنها آيات عامة لم تخصص بزمن دون زمن
ثانيا :الدليل من السنة المطهرة :ورد في السنة المطهرة ما يدل على حجيتها ووجوب التمسك
بها ومن ذلك قوله عليه الصالة والسالم ( تركت فيكم أثنتين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب هللا
وسنتي ) وقوله ( كل أمتي يدخلون الجنة إال من أبي قبل ومن يأبى يا رسول هللا قال من
أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي ) ا
ثالثا الدليل من االجماع :أجمع صحابة سيدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص على وجوب التمسك بسنته في حال
حياته وبعد مماته ولم يفرقوا أبدا بين االحتجاج بالقرآن واالحتجاج بالسنة فكالهما حجة ملزمة.
ومن ذلك :روي ابو بكر الصديق رضي هللا عنه كان إذا ورد عليه الخصوم نظر كتاب هللا
تعالى فإن وجد فيه ما يقضي به القضى به ،وإن لم يجد في كتاب هللا نظر في السنة فإن وجد
فيها ما يقضي به قضى به واال جمع الصحابة واستشارهم فإما اجتمع رأيهم على شيء قضى به
رابعا :النيل من المعقول :إن الدليل القطعي دل على أن سيدنا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص رسول هللا إلى خلقه وأنه
خاتم النبيين قال تعالي ( ما كان دمحم أبا احد من رجالكم ولكن رسول هللا وخاتم النبيين ) وما دام
عليه الصالة والسالم رسوال من قبل المولى إلى خلقه فبدهي أنه يجب على الجميع أن يتبعوه
وينقادوا له ويتمسكوا بما جاء به.
انواع بيان القرآن بالسنة
السنة المتواترة
التواتر في اللغه :عبارة عن مجيء الواحد بعد الواحد بفترة ومنه قوله تعالى ( ثم ارسلنا رسلنا
تترا ) أي رسوال بعد رسول بفترة.
التواتر في االصطالح :ذكر األصوليون عدة تعريفات صحيحه كلها بمعنى واحد
منها :هو خبر جمع عن محسوس يمتنع تواطؤهم على الكذب من حيث كثرتهم
ومنها :خير جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه
ومنها :خبر اقوام بلغوا في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم على الكذب
انواع المتواتر
النوع األول :المتوتر اللفظي :وهو الذي تتفق ألفاظ الرواة فيه
مثال ذلك :حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بلفظه ومعناه جمع كثير
من الصحابة يمتنع اتفاقهم على الكذب عادة ،قبل أكثر من ستين وقيل سبعة وثمانين وقيل مائتان
النوع الثاني المتواتر المعنوي :هو الذي تختلف فيه الفاظ الرواة وذلك بأن يروي كل واحد
منهم واقعة وغيره واقعة أخرى وهكذا غير أن هذه الوقائع تكون مشتملة على قدر مشترك فهذا
القدر المشترك يسمي التواتر المعنوي
مثال ذلك :أحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد عنه ملسو هيلع هللا ىلص نحو مانة حديث في رفع يديه عند
الدعاء ،غير انها في قضايا مختلفة ،فكل قضية منها لم تتواتر ،والقدر المشترك بينها وهو الرفع
عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع.
شروط التواتر
الشريط األول :أن يخبر الرواة عن علم ضروري ناتج عن مشاهدة أو سماع بأن يقولوا :رأينا
مكة والمدينة ورأينا دمحما ملسو هيلع هللا ىلص وقد انشق له القمر و تمام هذا الشرط :اال تكون المشاهدة والسماع
على سبيل غلط الحس كما في اكبر النصارى بصلب المسيح
الشرط الثاني :أن يكون عدد المخبرين بالخبر بلغ في الكثرة مبلغا تخيل العادة تواطؤهم على
الكذب فيه
الشرط الثالث :أن يوجد العدد المعتبر المختارعن علم ضروري في كل الطبقات
وهناك شروطا ترجع الي السامعين هي -:
الشوط األول :أن يكونوا عقالء اذ يستحيل حصول العلم لمن ال عقل له.
الشرط الثاني :أن ال يكون معتقدا لخالف مدلول الخبر ،إما لشبهة دلبل إن كان من
العلماء ،أو تقليد إن كان من العوام.
الشرط الثالث :اال يكون السامع للخبر المتواتر عالما بمدلوله بالضرورة فإنه لو كان كذلك لم
يفيده المتواتر علما المتناع تحصيل الحاصل
خبر الواحد
لم يتفق العلماء على عبارة واحدة يعرفون بها خبر االحاد غير أنهم يجمعهم معني
واحد مشترك وهم يرفونه فيقولون :خبر الواحد هو :الذي لم يجمع شروط التواتر
ما يفيده خير األحاد
مذهب الجمهور :انه يفيد الظن مطلقا سواء اقترنت به قرينة او ال
واستدلوا على ذلك بعدة أدلة منها :
الدليل األول لو كال خبر الواحد يوجب العلم ألوجب خبر كل واحد ،ولو كان كذلك لوجب أن
يقع الهام بخبر من يدعي النبوة ومن يدعي ماال على غيره ولما لم يقل أحد هذا دل على أنه ليس
عليه ما يوجب العلم.
الدليل الثاني :لو كان خبر الواحد يوجب العلم لما اعتبر فيه صفات المخبر من اإلسالم والعدالة
وغيرها ،كما لم يعتبر ذلك في أخبار التواترو.
الدليل الثالث :لو كان يوجب العلم لوجب إذا عارضه خبر متواتر أن يتعارضا ولما ثبت أنه
يقدم عليه المتواتر دل على أنه غير موجب للعلم.
الدليل الرابع :أنه يجوز السهو والخطأ والكذب على الواحد فيما ينقله ،ومن هنا فال يجوز أن
يقع العلم بخبر الواحد.
الدليل الخامس :لو أفاد خبر الواحد العلم لصدقنا كل خبر نسمعه لكنا ال نصدق كل خبر تسمعه
وعليه فهو ال يفيد العلم