Professional Documents
Culture Documents
ً
أوال :تعريف األصول لغة:
األصول :جمع أصل ،واألصل يف اللغة يطلق عىل إطالقات
كثية ،من أهمها:
ر
غيه . اإلطالق األول :أنه يطلق عىل ما ي
يبتن عليه ر
الشء .
الثان :أن األصل :ما منه ي
اإلطالق ي
غيه .
اإلطالق الثالث :األصل :ما يتفرع عنه ر
اإلطالق الرابع :األصل هو :المحتاج إليه .
الشء إليه .
اإلطالق الخامس :األصل هو :ما يستند ذلك ي
وهذه اإلطالقات ال تعارض بينها .
ً
ثانيا :تعريف األصل يف االصطالح :
األصل يف االصطالح يطلق عىل معان ،من أهمها:
الخفي:
ر أولها :أن األصل :الدليل .كقولنا " :األصل يف التيمم :الكتاب ،واألصل يف المسح عىل
الس َّنة.
الس َّنة " أي :دليل ثبوت التيمم من الكتاب ،ودليل ثبوت المسح من ُّ
ُّ
ثالثها :يطلق األصل ويراد به الرجحان كقولهم " :األصل يف الكالم الحقيقة " أي :الراجح عند
ى
الحقيق ،دون المعن المجازي. السامع هو المعن
ي
رابعها :يطلق األصل ويراد به المستصحب كقولهم " :األصل يف األشياء اإلباحة " ،أي:
ى ى
يأن ما يحرم ،وقولهم " :األصل يف اإلنسان ر
الياءة " نستصحب اإلباحة الثابتة يف األشياء حن ي
أي :أن اإلنسان بريء ى
حن تثبت إدانته بدليل.
ً
ثالثا :تعريف الفقه لغة :
َّ
بعدة تعريفات ،من أهمها: عرف الفقه لغة
ً
األول :الفقه هو :الفهم مطلقا
ً
ومنه قوله تعاىل( :فمال هؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا) أي :ال يكادون يفهمون.
قوىل.
قوىل) أي :يفهموا يلسان يفقهوا يي ومن ذلك قوله تعاىل( :واحلل عقدة من
ً ً
كثيا من قولك .كثيا مما تقول) أي :ما نفهم ر ومنه قوله تعاىل( :قالوا يا شعيب ما نفقه ر
ى ً َّ
مقالن فوعاها ،فأداها كما وعاها ،فرب
ي ومنه قوله عليه الصالة والسالم " :نض هللا عبدا سمع
حامل فقه إىل من هو أفقه منه ".
غيه من الناسالثان :أن الفقه لغة هو :العلم ،أي :إذا كان الشخص عالما بأشياء ال يعلمها ر
ي
فهو الفقيه ،وإن لم يفهم ما يعلمه .
ً
الثالث :الفقه لغة هو :العلم والفهم معا ،يقال :فالن يفقه ر
الخي والش ،و " يفقه الكالم "
أي :يعلمه ويفهمه .
تعريف الفقه يف اصطالح األصوليي هو :العلم باألحكام الشعية العملية المكتسب من
األدلة التفصيلية .
رشح التعريف :
• العلم هو :مطلق اإلدراك الشامل للقطع والظن ،أي ما علمناه بالشع إما ر
بيقي أو
غالب الظن.
تنبيه مهم :والمقصود بالظن -هنا -هو ظن المجتهد الذي توفرت فيه شوط االجتهاد،
وليس ظن كل أحد من العوام ،أو طالب العلم الذين لم يبلغوا درجة االجتهاد.
لشء آخر ،أو نفيه عنه . • األحكام :والحكم هو ثبوت ي
شء ي
ينقسم الحكم إىل خمسة أقسام :
ع :وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الشارع نحو :الصالة واجبة. ر
الحكم الش ي
العقل :وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من العقل نحو :الخمسة نصف العشة.
ي الحكم
الحس :وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الحواس الخمس نحو :الثلج بارد.
ي الحكم
التجريب :وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من التجربة نحو :الدواء خافض للحرارة .
ي الحكم
االصطالح :وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الوضع اللغوي كالحكم بأن
ي الوضع
ي الحكم
الفاعل مرفوع ،والمفعول به منصوب.
الشعية :يجب أن تكون تلك األحكام شعية ،أي .مستفادة من األدلة الشعية ،سواء ر •
كانت تلك األدلة متفق عليها ،أو مختلف فيها.
فلفظ " الشعية " أخرج األحكام المستفادة من العقل ،أو من الحس ،أو من الوضع اللغوي ،أو
من التجرية.
ى
الن فيها عمل جوارح كالصالة ،والزكاة ،والحج، • العملية :ر
ه ي يبي أن األحكام الشعية ي
ى ى
والمعامالت ،والجنايات ،وبعض اعمال القلوب كالنية عند العبادات واليوك كيك
الرياء والحسد .
و خرج بكلمة " العملية " األحكام الشعية العقائدية .
• المكتسب من األدلة أي :أن هذا العلم باألحكام الشعية العملية مأخوذ بسبب النظر
باألدلة واستنباط األحكام منها ،فأي شخص حصل عىل العلم باألحكام بدون النظر
ً
باألدلة ال يسىم فقيها مهما كان.
يىل:
وعىل هذا خرج بهذه الكلمة " -المكتسب من األدلة " -ما ي
غي مكتسب. ه
أزىل ر
- 1علم اَّلل تعاىل؛ ألنه ال يوصف بأنه أخذ من أدلة ،حيث إنه ي
الوح. - 2علم األنبياء عليهم السالم باألحكام من غي اجتهاد ،حيث ى
يتلق ذلك عن طريق
ي ر
والر ُسل الحاصل عن اجتهاد ونظر ،فهو علم مكتسب ،لذلك يوصف بأنه فقيه أما علم األنبياء ُّ
يف هذا الذي اجتهد فيه.
- 3علم المالئكة؛ ألنه مأخوذ من اللوح المحفوظ.
- 4علم المقلد الذي لم يجتهد يف تحصيل واستنباط أي حكم من األحكام من أدلتها ،بل أخذ
ً
إجماىل ،وال
ي الحكم عن المجتهد ،فمعرفته ببعض األحكام ليست حاصلة عن دليل أصال ال
تفصيىل.
ي
• التفصيلية أي :آحاد األدلة ،بحيث يدل كل دليل بعينه عىل حكم ر
معي مثل قوله
َّ َ َ تعاىل(َ :وأق ُ
الصَلة) ،وقوله( :وال تقربوا الزنا) . يموا ِ
النه،
ي وقد ر ي
حء بلفظ " التفصيلية " إلخراج األدلة اإلجمالية الكلية كمطلق األمر ،ومطلق
الصحان ونحو ذلك ،فالبحث عن هذه األدلة اإلجمالية من عمل
ري واإلجماع ،والقياس ،وقول
األصوىل.
ي وشأن
تعريف أصول الفقه :
ً
إجماال ،وكيفية االستفادة منها وحال المستفيد. هو :معرفة دالئل الفقه
رشح التعريف:
المراد بالمعرفة :معرفة األدلة ،ومعرفة األحكام.
دالئل الفقه اإلجمالية :والمقصود باألدلة هنا :األدلة المتفق عليها ،والمختلف فيها،
يقتض الوجوب " .
ي العية بعموم اللفظ " ،و"األمر المطلقوالقواعد الكلية ،كقاعدة " :ر
تعتي أدلة إجمالية؛ ألنها ال
يقتض التحريم ر
ي والنه
ي فمعرفة أن اإلجماع ُح َّجة ،والقياس ُح َّجة،
معي.
تدل عىل حكم ر
معي يف حالة معينة ،فقوله تعاىل( :وال تقربوا ى
الن تدل عىل حكم ر أما األدلة التفصيلية :ي
فه ي
بوىل ،هذه كلها
الخالة ترث ،وقياس الجد عىل ابن االبن ،وال نكاح إال ي الزنا) ،واإلجماع عىل أن
ا
معي.
أحكام جزئية تفصيلية ؛ ألن كَل منها يستفاد منه حكم ر
ع.
وكيفية االستفادة منها :معرفة كيفية االستفادة من تلك الدالئل للوصول للحكم الش ي
وحال المستفيد :المستفيد :هو طالب الحكم من الدليل ،وهو المجتهد ،فيكون المراد
بالمستفيد هو المجتهد.
ى
والمقصود :أن من مواضع أصول الفقه هو البحث عن حال المجتهد والشوط ي
الن يجب أن
تتوفر فيه .وإذا علمت أن المراد بالمستفيد هو المجتهد ،فإن المقلد ال يدخل هنا فالمقلد
ً
وشوطه وبحثه ليس من علم األصول ،وإنما ذكر ذلك استطرادا لذكر المجتهد.
فوائد علم أصول الفقه :
استنباط األحكام الفقهية للحوادث المتجددة ،فالمجتهد يستطيع عن طريق علمه .1
ع الي حادثة تقع . بأصول الفقه إيجاد الحكم الش ي
إن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة االجتهاد ،يستفيد من دراسة أصول الفقه ،حيث .2
ى
الن
يجعله عىل بينة وتطمي نفسه وهذا يجعله يمتثل عن اقتناع ،وتكون عنده القدرة ي
تمكنه من الدفاع عن وجهة نظره .
غي المنصوص خرج المسائل والفروع ر أن العارف بالقواعد األصولية يستطيع أن ُي ِّ .3
عليها عىل قواعد األصول .
أن العارف بتلك القواعد األصولية يستطيع أن يدعو إىل هللا تعاىل وإىل دينه ،بناء عىل .4
أسس ومناهج وطرق يستطيع بها أن يقنع من أمامه بما يريد أن يدعوه إليه.
أن العارف بتلك القواعد يستطيع أن ُي ِّربي أن اإلسالم صالح لكل زمان ومكان ،وأنه .5
ً ً
ع يف موجد لكل حادثة حكما شعيا ،وأنه ال يمكن أن توجد حادثة إال ولها حكم ش ي
اإلسالم.
التفسي وعلم الحديث محتاج إىل دراسة علم أصول الفقه ،حيث ر أن المتخصص بعلم .6
يبي دالالت األلفاظ ،وهل تدل عىل الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم ،أو بعبارة إنه ر
ر
النص ،أو بإشارته ،أو بداللته ،أو باقتضائه ،ونحو ذلك ،لذلك تجد أكي المفشين
األصوليي.
ر والشارحي لألحاديث هم من
ر
نشأة علم أصول الفقه :
حي بعثه إىل اليمن ( : رض هللا عنه أن رسول هللا ﷺ قال له ر . 1عن معاذ بن جبل
ْ َ ْ ْ : ٌ ََ َ َي َ َ
هللا تعاىل ،قال فإن لم ت ِجد تاب ِ ِ بك
ِ قض أ : فقلت ؟ ضاء ق لك ض ر ع إذا قض ت كيف
ْ َ ْ ْ : ى ُ يى َّ ُ : ي
هللا صىل هللا عليه وسلم ،قال فإن لم ت ِجد رسول ِ فبسن ِة ْ ِ هللا تعاىل؟ قلت ِ تاب ِ يف ِك َّ ِ
ُ ى َ َ ُ ُ
هللا صىل هللا عليه ُ
فضب رسول ِ هللا ؟ قلت :أجتهد رأن وال آلو .قالَ :
ي ي ِ رسول ِِ يف ُسن ِة
هللا ). َ رسول رسول هللا ،ل َما ُ َ الحمد هلل ىالذي َو َّف َ ُ : ْ ى
رض رسول ِ ي ي ِ ِ ِ ق ِ وقال ه،رِ صد ف
ي م وسل
بعثن رسول هللا صىل هللا عليه وسلم يفي رض هللا عنهما قال :
.2عن عمار بن ياش ي
النن
حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت يف الصعيد كما تمرغ الدابة ،ثم أتيت ر ي
صىل هللا عليه وسلم فذكرت ذلك له ،فقال :إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا .
ً
اليمي وظاهر كفيه
ر ثم ضب بيديه األرض ضبة واحدة ،ثم مسح الشمال عىل
ووجهه .