You are on page 1of 8

‫التعريف بعلم أصول الفقه‬

‫ً‬
‫أوال ‪ :‬تعريف األصول لغة‪:‬‬
‫األصول‪ :‬جمع أصل‪ ،‬واألصل يف اللغة يطلق عىل إطالقات‬
‫كثية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫ر‬
‫غيه ‪.‬‬ ‫اإلطالق األول‪ :‬أنه يطلق عىل ما ي‬
‫يبتن عليه ر‬
‫الشء ‪.‬‬
‫الثان‪ :‬أن األصل‪ :‬ما منه ي‬
‫اإلطالق ي‬
‫غيه ‪.‬‬
‫اإلطالق الثالث‪ :‬األصل‪ :‬ما يتفرع عنه ر‬
‫اإلطالق الرابع‪ :‬األصل هو‪ :‬المحتاج إليه ‪.‬‬
‫الشء إليه ‪.‬‬
‫اإلطالق الخامس‪ :‬األصل هو‪ :‬ما يستند ذلك ي‬
‫وهذه اإلطالقات ال تعارض بينها ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف األصل يف االصطالح ‪:‬‬
‫األصل يف االصطالح يطلق عىل معان‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫الخفي‪:‬‬
‫ر‬ ‫أولها‪ :‬أن األصل‪ :‬الدليل‪ .‬كقولنا‪ " :‬األصل يف التيمم‪ :‬الكتاب‪ ،‬واألصل يف المسح عىل‬
‫الس َّنة‪.‬‬
‫الس َّنة " أي‪ :‬دليل ثبوت التيمم من الكتاب‪ ،‬ودليل ثبوت المسح من ُّ‬
‫ُّ‬

‫وهذا االطالق هو الذي يناسب تعريف أصول الفقه ‪.‬‬


‫ثانيها‪ :‬يطلق األصل ويراد به القاعدة الكلية المستمرة مثل ‪:‬‬
‫"تحمل العاقلة للدية خالف األصل "‪ ،‬و " األصل أن النص مقدم عىل الظاهر "‪ ،‬و " األصل‪:‬‬
‫حن يرد ما يخصصه "‪.‬‬ ‫أن العموم يعمل بعمومه ى‬

‫ثالثها‪ :‬يطلق األصل ويراد به الرجحان كقولهم‪ " :‬األصل يف الكالم الحقيقة " أي‪ :‬الراجح عند‬
‫ى‬
‫الحقيق‪ ،‬دون المعن المجازي‪.‬‬ ‫السامع هو المعن‬
‫ي‬
‫رابعها‪ :‬يطلق األصل ويراد به المستصحب كقولهم‪ " :‬األصل يف األشياء اإلباحة "‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ى ى‬
‫يأن ما يحرم‪ ،‬وقولهم‪ " :‬األصل يف اإلنسان ر‬
‫الياءة "‬ ‫نستصحب اإلباحة الثابتة يف األشياء حن ي‬
‫أي‪ :‬أن اإلنسان بريء ى‬
‫حن تثبت إدانته بدليل‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا ‪ :‬تعريف الفقه لغة ‪:‬‬
‫َّ‬
‫بعدة تعريفات‪ ،‬من أهمها‪:‬‬ ‫عرف الفقه لغة‬
‫ً‬
‫األول‪ :‬الفقه هو‪ :‬الفهم مطلقا‬
‫ً‬
‫ومنه قوله تعاىل‪( :‬فمال هؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا) أي‪ :‬ال يكادون يفهمون‪.‬‬
‫قوىل‪.‬‬
‫قوىل) أي‪ :‬يفهموا ي‬‫لسان يفقهوا ي‬‫ي‬ ‫ومن ذلك قوله تعاىل‪( :‬واحلل عقدة من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كثيا من قولك ‪.‬‬‫كثيا مما تقول) أي‪ :‬ما نفهم ر‬ ‫ومنه قوله تعاىل‪( :‬قالوا يا شعيب ما نفقه ر‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫مقالن فوعاها‪ ،‬فأداها كما وعاها‪ ،‬فرب‬
‫ي‬ ‫ومنه قوله عليه الصالة والسالم‪ " :‬نض هللا عبدا سمع‬
‫حامل فقه إىل من هو أفقه منه "‪.‬‬
‫غيه من الناس‬‫الثان‪ :‬أن الفقه لغة هو‪ :‬العلم‪ ،‬أي‪ :‬إذا كان الشخص عالما بأشياء ال يعلمها ر‬
‫ي‬
‫فهو الفقيه‪ ،‬وإن لم يفهم ما يعلمه ‪.‬‬
‫ً‬
‫الثالث‪ :‬الفقه لغة هو‪ :‬العلم والفهم معا ‪ ،‬يقال‪ :‬فالن يفقه ر‬
‫الخي والش‪ ،‬و " يفقه الكالم "‬
‫أي‪ :‬يعلمه ويفهمه ‪.‬‬
‫تعريف الفقه يف اصطالح األصوليي هو ‪ :‬العلم باألحكام الشعية العملية المكتسب من‬
‫األدلة التفصيلية ‪.‬‬
‫رشح التعريف ‪:‬‬

‫• العلم هو‪ :‬مطلق اإلدراك الشامل للقطع والظن ‪ ،‬أي ما علمناه بالشع إما ر‬
‫بيقي أو‬
‫غالب الظن‪.‬‬
‫تنبيه مهم ‪ :‬والمقصود بالظن ‪ -‬هنا ‪ -‬هو ظن المجتهد الذي توفرت فيه شوط االجتهاد‪،‬‬
‫وليس ظن كل أحد من العوام‪ ،‬أو طالب العلم الذين لم يبلغوا درجة االجتهاد‪.‬‬
‫لشء آخر‪ ،‬أو نفيه عنه ‪.‬‬ ‫• األحكام ‪ :‬والحكم هو ثبوت ي‬
‫شء ي‬
‫ينقسم الحكم إىل خمسة أقسام ‪:‬‬
‫ع‪ :‬وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الشارع نحو‪ :‬الصالة واجبة‪.‬‬ ‫ر‬
‫الحكم الش ي‬
‫العقل‪ :‬وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من العقل نحو‪ :‬الخمسة نصف العشة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫الحس‪ :‬وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الحواس الخمس نحو‪ :‬الثلج بارد‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫التجريب‪ :‬وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من التجربة نحو‪ :‬الدواء خافض للحرارة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫االصطالح‪ :‬وهو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الوضع اللغوي كالحكم بأن‬
‫ي‬ ‫الوضع‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫الفاعل مرفوع‪ ،‬والمفعول به منصوب‪.‬‬

‫الشعية ‪ :‬يجب أن تكون تلك األحكام شعية‪ ،‬أي‪ .‬مستفادة من األدلة الشعية‪ ،‬سواء‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫كانت تلك األدلة متفق عليها‪ ،‬أو مختلف فيها‪.‬‬
‫فلفظ " الشعية " أخرج األحكام المستفادة من العقل‪ ،‬أو من الحس‪ ،‬أو من الوضع اللغوي‪ ،‬أو‬
‫من التجرية‪.‬‬
‫ى‬
‫الن فيها عمل جوارح كالصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والحج‪،‬‬ ‫• العملية‪ :‬ر‬
‫ه ي‬ ‫يبي أن األحكام الشعية ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫والمعامالت‪ ،‬والجنايات ‪ ،‬وبعض اعمال القلوب كالنية عند العبادات واليوك كيك‬
‫الرياء والحسد ‪.‬‬
‫و خرج بكلمة " العملية " األحكام الشعية العقائدية ‪.‬‬

‫• المكتسب من األدلة أي‪ :‬أن هذا العلم باألحكام الشعية العملية مأخوذ بسبب النظر‬
‫باألدلة واستنباط األحكام منها‪ ،‬فأي شخص حصل عىل العلم باألحكام بدون النظر‬
‫ً‬
‫باألدلة ال يسىم فقيها مهما كان‪.‬‬
‫يىل‪:‬‬
‫وعىل هذا خرج بهذه الكلمة ‪ " -‬المكتسب من األدلة " ‪ -‬ما ي‬
‫غي مكتسب‪.‬‬ ‫ه‬
‫أزىل ر‬
‫‪ - 1‬علم اَّلل تعاىل؛ ألنه ال يوصف بأنه أخذ من أدلة‪ ،‬حيث إنه ي‬
‫الوح‪.‬‬ ‫‪ - 2‬علم األنبياء عليهم السالم باألحكام من غي اجتهاد‪ ،‬حيث ى‬
‫يتلق ذلك عن طريق‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫والر ُسل الحاصل عن اجتهاد ونظر‪ ،‬فهو علم مكتسب‪ ،‬لذلك يوصف بأنه فقيه‬ ‫أما علم األنبياء ُّ‬
‫يف هذا الذي اجتهد فيه‪.‬‬
‫‪ - 3‬علم المالئكة؛ ألنه مأخوذ من اللوح المحفوظ‪.‬‬
‫‪ - 4‬علم المقلد الذي لم يجتهد يف تحصيل واستنباط أي حكم من األحكام من أدلتها‪ ،‬بل أخذ‬
‫ً‬
‫إجماىل‪ ،‬وال‬
‫ي‬ ‫الحكم عن المجتهد‪ ،‬فمعرفته ببعض األحكام ليست حاصلة عن دليل أصال ال‬
‫تفصيىل‪.‬‬
‫ي‬

‫• التفصيلية أي‪ :‬آحاد األدلة‪ ،‬بحيث يدل كل دليل بعينه عىل حكم ر‬
‫معي مثل قوله‬
‫َّ َ َ‬ ‫تعاىل‪(َ :‬وأق ُ‬
‫الصَلة) ‪ ،‬وقوله‪( :‬وال تقربوا الزنا) ‪.‬‬ ‫يموا‬ ‫ِ‬
‫النه‪،‬‬
‫ي‬ ‫وقد ر ي‬
‫حء بلفظ " التفصيلية " إلخراج األدلة اإلجمالية الكلية كمطلق األمر‪ ،‬ومطلق‬
‫الصحان ونحو ذلك‪ ،‬فالبحث عن هذه األدلة اإلجمالية من عمل‬
‫ري‬ ‫واإلجماع‪ ،‬والقياس‪ ،‬وقول‬
‫األصوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وشأن‬
‫تعريف أصول الفقه ‪:‬‬
‫ً‬
‫إجماال‪ ،‬وكيفية االستفادة منها وحال المستفيد‪.‬‬ ‫هو‪ :‬معرفة دالئل الفقه‬
‫رشح التعريف‪:‬‬
‫المراد بالمعرفة‪ :‬معرفة األدلة‪ ،‬ومعرفة األحكام‪.‬‬
‫دالئل الفقه اإلجمالية ‪ :‬والمقصود باألدلة هنا‪ :‬األدلة المتفق عليها‪ ،‬والمختلف فيها‪،‬‬
‫يقتض الوجوب " ‪.‬‬
‫ي‬ ‫العية بعموم اللفظ "‪ ،‬و"األمر المطلق‬‫والقواعد الكلية ‪ ،‬كقاعدة‪ " :‬ر‬
‫تعتي أدلة إجمالية؛ ألنها ال‬
‫يقتض التحريم ر‬
‫ي‬ ‫والنه‬
‫ي‬ ‫فمعرفة أن اإلجماع ُح َّجة‪ ،‬والقياس ُح َّجة‪،‬‬
‫معي‪.‬‬
‫تدل عىل حكم ر‬
‫معي يف حالة معينة ‪ ،‬فقوله تعاىل‪( :‬وال تقربوا‬ ‫ى‬
‫الن تدل عىل حكم ر‬ ‫أما األدلة التفصيلية ‪ :‬ي‬
‫فه ي‬
‫بوىل‪ ،‬هذه كلها‬
‫الخالة ترث‪ ،‬وقياس الجد عىل ابن االبن‪ ،‬وال نكاح إال ي‬ ‫الزنا) ‪ ،‬واإلجماع عىل أن‬
‫ا‬
‫معي‪.‬‬
‫أحكام جزئية تفصيلية ؛ ألن كَل منها يستفاد منه حكم ر‬
‫ع‪.‬‬
‫وكيفية االستفادة منها ‪ :‬معرفة كيفية االستفادة من تلك الدالئل للوصول للحكم الش ي‬
‫وحال المستفيد ‪ :‬المستفيد ‪ :‬هو طالب الحكم من الدليل‪ ،‬وهو المجتهد‪ ،‬فيكون المراد‬
‫بالمستفيد هو المجتهد‪.‬‬
‫ى‬
‫والمقصود‪ :‬أن من مواضع أصول الفقه هو البحث عن حال المجتهد والشوط ي‬
‫الن يجب أن‬
‫تتوفر فيه‪ .‬وإذا علمت أن المراد بالمستفيد هو المجتهد‪ ،‬فإن المقلد ال يدخل هنا فالمقلد‬
‫ً‬
‫وشوطه وبحثه ليس من علم األصول‪ ،‬وإنما ذكر ذلك استطرادا لذكر المجتهد‪.‬‬
‫فوائد علم أصول الفقه ‪:‬‬
‫استنباط األحكام الفقهية للحوادث المتجددة ‪ ،‬فالمجتهد يستطيع عن طريق علمه‬ ‫‪.1‬‬
‫ع الي حادثة تقع ‪.‬‬ ‫بأصول الفقه إيجاد الحكم الش ي‬
‫إن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة االجتهاد ‪ ،‬يستفيد من دراسة أصول الفقه‪ ،‬حيث‬ ‫‪.2‬‬
‫ى‬
‫الن‬
‫يجعله عىل بينة وتطمي نفسه وهذا يجعله يمتثل عن اقتناع‪ ،‬وتكون عنده القدرة ي‬
‫تمكنه من الدفاع عن وجهة نظره ‪.‬‬
‫غي المنصوص‬ ‫خرج المسائل والفروع ر‬ ‫أن العارف بالقواعد األصولية يستطيع أن ُي ِّ‬ ‫‪.3‬‬
‫عليها عىل قواعد األصول ‪.‬‬
‫أن العارف بتلك القواعد األصولية يستطيع أن يدعو إىل هللا تعاىل وإىل دينه‪ ،‬بناء عىل‬ ‫‪.4‬‬
‫أسس ومناهج وطرق يستطيع بها أن يقنع من أمامه بما يريد أن يدعوه إليه‪.‬‬
‫أن العارف بتلك القواعد يستطيع أن ُي ِّربي أن اإلسالم صالح لكل زمان ومكان‪ ،‬وأنه‬ ‫‪.5‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ع يف‬ ‫موجد لكل حادثة حكما شعيا‪ ،‬وأنه ال يمكن أن توجد حادثة إال ولها حكم ش ي‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫التفسي وعلم الحديث محتاج إىل دراسة علم أصول الفقه‪ ،‬حيث‬ ‫ر‬ ‫أن المتخصص بعلم‬ ‫‪.6‬‬
‫يبي دالالت األلفاظ‪ ،‬وهل تدل عىل الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم‪ ،‬أو بعبارة‬ ‫إنه ر‬
‫ر‬
‫النص‪ ،‬أو بإشارته‪ ،‬أو بداللته‪ ،‬أو باقتضائه‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬لذلك تجد أكي المفشين‬
‫األصوليي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والشارحي لألحاديث هم من‬
‫ر‬
‫نشأة علم أصول الفقه ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫أوال عهد التأسيس ‪ :‬لم يكن علم أصول الفقه ف عهد ر ّ‬
‫النن ‪-‬عليه الصالة والسالم‪،-‬‬‫ي‬ ‫ي‬
‫غيه من ُعلوم‬
‫ُ ً‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬
‫تميا عن ر‬
‫التابعي علما مستقال وال م ر‬
‫ر‬ ‫وعهد الصحابة الكرام‪ ،‬وأوائل عض‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫الشيعة؛ وذلك ألن قواعده العامة موجودة يف أذهانهم‪ ،‬فاألدلة الشعية وطريقة‬
‫ٌ‬
‫االستدالل بها كانت معروفة يف أذهان الصحابة الكرام‪ .‬و يف عهد ر ي‬
‫النن صىل هللا عليه‬
‫الوح بالحكم‬
‫ي‬ ‫الوح فكلما استجد أمر نزل‬‫ي‬ ‫رض هللا عنهم عىل‬‫وسلم يعتمد الصحابة ي‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم ‪،‬‬‫‪ ،‬وإن اجتهد الصحابة فاجتهادهم بحتاج إىل تقرير من ر ي‬
‫مايىل ‪:‬‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم لالجتهاد يف بعض المواضع نذكر منها ي‬ ‫وقد ألمح ر ي‬

‫حي بعثه إىل اليمن ‪( :‬‬ ‫رض هللا عنه أن رسول هللا ﷺ قال له ر‬ ‫‪ . 1‬عن معاذ بن جبل‬
‫‪ْ َ ْ ْ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ َي َ‬ ‫َ‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬قال فإن لم ت ِجد‬ ‫تاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫بك‬
‫ِ‬ ‫قض‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬ ‫؟‬ ‫ضاء‬ ‫ق‬ ‫لك‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫إذا‬ ‫قض‬ ‫ت‬ ‫كيف‬
‫‪ْ َ ْ ْ :‬‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫يى‬ ‫‪َّ ُ :‬‬ ‫ي‬
‫هللا صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬قال فإن لم ت ِجد‬ ‫رسول ِ‬ ‫فبسن ِة ْ ِ‬ ‫هللا تعاىل؟ قلت ِ‬ ‫تاب ِ‬ ‫يف ِك َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هللا صىل هللا عليه‬ ‫ُ‬
‫فضب رسول ِ‬ ‫هللا ؟ قلت‪ :‬أجتهد رأن وال آلو‪ .‬قال‪َ :‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫رسول ِ‬‫ِ‬ ‫يف ُسن ِة‬
‫هللا )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رسول رسول هللا‪ ،‬ل َما ُ‬ ‫َ‬ ‫الحمد هلل ىالذي َو َّف َ‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ى‬
‫رض رسول ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫وقال‬ ‫ه‪،‬‬‫ر‬‫ِ‬ ‫صد‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫وسل‬

‫النن عىل االجتهاد وهو من أصول الفقه ‪.‬‬


‫فهنا أقره ر ي‬

‫بعثن رسول هللا صىل هللا عليه وسلم يف‬‫ي‬ ‫رض هللا عنهما قال ‪:‬‬
‫‪ .2‬عن عمار بن ياش ي‬
‫النن‬
‫حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت يف الصعيد كما تمرغ الدابة ‪ ،‬ثم أتيت ر ي‬
‫صىل هللا عليه وسلم فذكرت ذلك له ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ‪.‬‬
‫ً‬
‫اليمي وظاهر كفيه‬
‫ر‬ ‫ثم ضب بيديه األرض ضبة واحدة ‪ ،‬ثم مسح الشمال عىل‬
‫ووجهه ‪.‬‬

‫النن صىل هللا عليه وسلم‬


‫رض هللا عنه وكان اجتهاده خاط صوبه ر ي‬
‫فلما اجتهد عمار ي‬
‫ولم ينكر عليه أنه اجتهد ‪.‬‬

‫النن صىل هللا عليه وسلم باالجتهاد إذا لم يوجد النص‬


‫فمثل هذه االحاديث تدل عىل إذن ر ي‬
‫واالجتهاد من أصول الفقه وهذا من لبناته األىل ‪.‬‬

‫رض هللا عنهم ‪:‬‬


‫عهد الصحابة ي‬
‫ى‬
‫رض اَّلل عنهم ‪ -‬يأخذون حكم أي‬ ‫النن ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬كان الصحابة ‪-‬‬
‫توف ر ي‬
‫لما ي‬
‫ُّ َّ‬ ‫ي ُّ َّ‬
‫حادثة من الكتاب‪ ،‬فإن لم يجدوا حكمها فيه‪ ،‬أخذوه من السنة‪ ،‬فإذا لم يجدوا يف السنة‪،‬‬
‫اجتهدوا وبحثوا عن األشباه واألمثال‪ - ،‬ومعرفة العلل الشعية‪ ،‬فيقيسون ما لم يكن بما كان‬
‫ويجتهدون يف معرفة المقاصد والمصالح‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ويحرصون كل الحرص عىل األخذ برأي‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬
‫رض هللا عنهم لما وجدوا‬
‫أن بكر الصديق الخالفة فقال الصحابة ي‬ ‫‪ .1‬اجتهادهم يف تولية ر ي‬
‫ليصىل بالناس مكانه يف مرض موته‪،‬‬‫ي‬ ‫أن الرسول صىل هللا عليه وسلم استخلف أبا بكر‬
‫اعتيوا ذلك إشارة منه صىل هللا عليه وسلم إىل أن أبا بكر خليفته‪ ،‬ولذلك قالوا ‪:‬‬ ‫ر‬
‫رضيه رسول هللا صىل هللا عليه وسلم لديننا أفال نرضاه لدنيانا‪.‬‬
‫الكيى ( الخالفة ) عىل الوالية الصغرى ( إمامة الصالة ) ‪.‬‬
‫فقاسوا الوالية ر‬
‫رض هللا عنه يف جمع القرآن الكريم ووضعه يف مصحف واحد ‪ُ ،‬روي عن‬ ‫أن بكر ي‬ ‫‪ . 2‬اجتهاد ر ي‬
‫ً‬
‫رض هللا عنه أنه قال‪ :‬رحمة هللا عىل ر ي‬
‫أن بكر‪ ،‬كان أعظم الناس أجرا يف جمع المصاحف‪،‬‬ ‫عىل ي‬‫ي‬
‫اللوحي " ‪.‬‬
‫ر‬ ‫وهو أول من جمع ربي‬

‫عهد التأليف ‪:‬‬


‫عض األئمة المجتهدين‪ :‬أصبح لكل إمام قواعد قد اعتمدها يف الفتوى واالجتهاد‪ .‬وهذه‬
‫القواعد موجودة ومنتشة يف مواضع مختلفة يف كتبهم وكتب تالميذهم‪ ،‬وقد راع هؤالء‬
‫األئمة المجتهدون هذه القواعد يف معرفة األحكام الشعية‪ ،‬وكيفية استنباطها من أدلتها‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الن اعتمدها يف كتاب‬
‫الشافع ‪ -‬رحمه اَّلل ‪ -‬الذي وضع قواعده ي‬
‫ي‬ ‫التفصيلية‪ ،‬ومن هؤالء اإلمام‬
‫الشافع لم يضع القواعد األصولية ‪ -‬كلها ‪ -‬يف هذا الكتاب‪ ،‬ولكنه‬ ‫ّ‬
‫سماه بـ " الرسالة "‪ ،‬واإلمام‬
‫ي‬
‫بهذا العمل لفت أنظار العلماء من الباحثي المدققي إىل متابعة التدقيق‪ ،‬والبحث ى‬
‫واليتيب‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫حن أصبح علم أصول الفقه علما مستقال رتبت أبوابه‪ ،‬وحررت أكي مسائله‪ ،‬وجمعت‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الن اتبعوها يف التأليف‬
‫مباحثه‪ ،‬وألفت فيه المؤلفات والمصنفات عىل اختالف يف الطرق ي‬
‫والتصنيف‪.‬‬
‫طرق التأليف يف أصول الفقه وأهم الكتب المؤلفة عل كل طريقة ‪:‬‬
‫ً‬
‫الطريقة األوىل‪ :‬طريقة الحنفية ‪ :‬وتسىم ايضا طريقة الفقهاء‬
‫تتمي بأمرين‪:‬‬
‫ر‬
‫أولهما‪ :‬أنها تقرر القواعد األصولية عىل مقتض ما نقل من الفروع عن أئمتهم‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أنها تغوص عىل النكت الفقهية‪.‬‬
‫الب ألفت عل هذه الطريقة ‪:‬‬
‫أهم الكتب ي‬
‫ألن بكر الجصاص‪.‬‬
‫‪ .1‬الفصول يف األصول ر ي‬
‫الدبوش‪.‬‬
‫ي‬ ‫ألن زيد‬
‫‪ .2‬تقويم األدلة ر ي‬
‫الشخش‪.‬‬
‫ي‬ ‫ألن بكر‬
‫الشخش ر ي‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬أصول‬
‫المتكلمي ) ‪:‬‬
‫ر‬ ‫الطريقة الثانية‪ :‬طريقة الجمهور ‪ ،‬وتسىم ( طريقة‬
‫يىل‪:‬‬
‫تتمي بما ي‬ ‫ر‬
‫أوال‪ :‬أنها اهتمت بتحرير المسائل‪ ،‬وتقرير القواعد عىل المبادئ المنطقية‪.‬‬ ‫ً‬
‫العقىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬الميل الشديد إىل االستدالل‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬البسط يف الجدل والمناظرات‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬تجريد المسائل األصولية عن الفروع الفقهية‪ ،‬وقد أشبهت بذلك طريقة أهل‬
‫المتكلمي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الكالم‪ ،‬لذلك سميت طريقتهم بطرياقة‬
‫ى‬
‫وهذه الطريقة قد سار عليها علماء الشافعية‪ ،‬والمالكية‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬من حيث اليتيب‬
‫والتنظيم‪.‬‬
‫الن ألفت عىل هذه الطريقة ‪:‬‬ ‫ى‬
‫أهم الكتب ي‬
‫اف‪.‬‬
‫‪ .1‬شح تنقيح الفصول لشهاب الدين القر ي‬
‫السمعان‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬قواطع األدلة البن‬
‫‪ .3‬اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي‪.‬‬
‫‪ .4‬روضة الناظر وجنة المناظر البن قدامة ‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬الجمع بي الطريقتي ‪:‬‬
‫وتتمي هذه الطريقة بإيراد القواعد األصولية ثم إيراد الفروع الفقهية فجمعت ربي‬
‫ر‬
‫القواعد والفروع‬
‫الب ألفت عل هذه الطريقة ‪:‬‬ ‫أهم الكتب ي‬
‫ى‬
‫اليدوي واإلحكام للساعا ين ‪.‬‬‫‪ .1‬بديع النظام الجامع ربي أصول ر‬
‫السبك ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬جمع الجوامع لتاج ابن‬
‫‪ .3‬التحرير لكمال الدين ابن الهمام ‪.‬‬
‫الطريقة الرابعة ‪ :‬تخري ج الفروع عل األصول ‪:‬‬
‫يىل ‪:‬‬
‫تتمي هذه الطريقة بما ي‬
‫ر‬
‫الف َرق المختلفة‪ ،‬ثم‬
‫األصوليي يف المسألة‪ ،‬مع اإلشارة إىل بعض أدلة ِ‬
‫ر‬ ‫‪ .1‬ذكر خالف‬
‫ذكر عدد من المسائل الفقهية المتأثرة بهذا الخالف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫الن يكون الخالف فيها معنوي له ثمرة‪ ،‬أما إذا كان الخالف لفظيا‬ ‫‪ .2‬ذكر المسائل ي‬
‫فال يذكر فيها ‪.‬‬
‫الب ألفت عل هذه الطريقة ‪:‬‬ ‫أهم الكتب ي‬
‫للزنجان ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬تخري ــج الفروع عىل األصول‬
‫للتلمسان ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬مفتاح الوصول إىل بناء الفروع عىل األصول‬
‫‪ .3‬القواعد والفوائد األصولية البن اللحام ‪.‬‬

‫وه طريقة عرض أصول الفقه من خالل المقاصد ‪:‬‬


‫الطريقة الخامسة ‪ -‬ي‬
‫وه‪ :‬ذكر القواعد تحت عناوين وأبواب معينة‪،‬‬
‫المتقدمي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫فلم تسلك هذه الطريقة مسلك‬
‫وه ‪ :‬عرض أصول الفقه من خالل مقاصد الشيعة‪ ،‬والمفهوم العام‬
‫بل سلكت طريقة أخرى ي‬
‫الكىل للتكليف ‪.‬‬
‫ي‬
‫الب ألفت عل هذه الطريقة ‪:‬‬
‫من الكتب ي‬
‫الموافقات يف أصول الشيعة ‪.‬‬

You might also like