You are on page 1of 50

‫دروس يف نظرية احلق‬

‫بقمل ا ألس تاذ جامل رواب‬


‫معهد العلوم القانونية و الإدارية‬
‫املركز اجلامعي خبميس مليانة‬

‫احملور الأول‬
‫تعريف احلق‬
‫حتمل لكمة احلق العديد من املعاين سواء مهنا اللغوية و الإصطالحية‪ ،‬و س نحاول بداية اإس تعراض املعىن اللغوي بعدها س نحاول التطرق‬
‫للمعىن الإصطاليح اذلي أأسال الكثري من احلرب‪.‬‬

‫تعريف احلق لغة‬


‫اإن املعىن العام للكمة احلق تعين ‪:‬‬
‫أ‬ ‫‪1‬‬
‫الثبوت والوجوب‪ :‬ويف هذا املعىن تفيد ثبوت احلمك ووجوبه كقوهل تعاىل ‪ " :‬لقد حق القول عىل أكرثمه فهم ل يؤمنون"‪.‬‬
‫ومل يبتعد علامء اللغة عن هذا املعىن اللغوي كثريا‪ ،‬ومن هذه املعاين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫حصاب النار أأن قد وجدان ما وعدان ربنا حقا‪ ،‬فهل وجدمت‬ ‫فقد يقصد به ا ألمر الثابت‪ ،‬أأي ا ألمر املوجود كقوهل تعاىل ‪ " :‬واندى أأ ُ‬
‫حصاب اجلنَّة أأ َ‬
‫ما وعد ربمك حقا قالوا نعم فأأذن مؤذن بيهنم أأن لعنة هللا عىل الظاملني"‪.‬‬
‫احلق ضد الباطل‪ :‬كقوهل تعاىل‪":3‬و ل تلبسوا احلق ابلباطل وتكمتوا احلق و أأنمت تعلمون" ‪.‬‬
‫يقصد ابحلق معىن اليقني‪ :‬كقوهل تعاىل‪ " :4‬فورب السامء والأرض اإنه حلق مثل ما أأنمك تنطقون"‪.‬‬
‫قد يس تعمل احلق مبعىن العدل‪ :‬كقوهل تعاىل‪ ":5‬وهللا يقيض ابحلق واذلين يدعون من دونه ل يقضون بيشء اإن هللا هو السميع البصري" ‪،‬‬
‫وقوهل تعاىل‪ " :6‬و ل تقتلوا النفس اليت حرم هللا إالّ ابحلق"‪.‬‬
‫وقد يراد ابحلق الواج أأو احلظ ‪ :‬كقوهل تعاىل‪ " :7‬و يف أأمواهلم حق للسائل واحملروم " ‪.‬‬

‫تعريف احلق اإصطالحا‬


‫تعددت املذاه القانونية يف تعريف هذه املفردة (احلق) كأساس و نظرية واقعية ‪.‬‬
‫النظرية الشخصية‬
‫ظهرت هذه النظرية يف القرن ‪ 91‬و من أأمه أأنصار النظرية الشخصية ىف تعريف احلق جند الفقيه ا ألملاين سافيىن و الفقيه وانش يد‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة يس الآية ‪. 70‬‬


‫‪ -2‬سورة ا ألعراف الآية ‪. 44‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة الآية ‪. 44‬‬
‫‪ -4‬سورة اذلارايت الآية ‪. 42‬‬
‫‪ -5‬سورة غافر الآية ‪. 47‬‬
‫‪ -6‬سورة ا ألنعام الآية ‪.959‬‬
‫‪ -7‬سورة اذلارايت الآية ‪.91‬‬
‫هذا الاجتاه يعرف احلق ابنه " قدرة او سلطة ارادية تثبت للشخص يس متدها من القانون " ‪.‬‬
‫فهو اجتاه يعرف احلق ابلنظر اإىل خشص صاحبه أأو اإرادته فاحلق ىف مفهوم هذه النظرية هو سلطة أأو قدرة إارادية خيولها القانون لشخص‬
‫معني مبوجهبا يس تطيع أأن يقوم بأأعامل معينة ىف حدود القانون ‪ ،‬فالقانون هو اذلى مينح الشخص القدرة عىل القيام هبذه ا ألعامل‪ ،‬فال جيوز‬
‫للشخص أأن مينح نفسه هذه القدرة ‪ ،‬حفق امللكية خيول املاكل سلطة اس تعامل الىشء واس تغالهل والترصف فيه ‪.‬‬
‫هذه النظرية تنمتى اإىل املذه الفردى ‪ ،‬وما يرتت عليه من ا ألخذ مببد أأ سلطان ا إلرادة فا إلرادة تكفى لإنشاء احلق وإاهنائه ‪.‬‬
‫النقد‪:‬‬
‫آ‬
‫أأول من هامج هذه النظرية الفقيه أيرجن ‪ ،‬فهو يرى أن هذه النظرية منتقدة للأس باب التية‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أأ‪ -‬أأهنا تتعارض مع ما هو مس تقر من تقرير حقوق دون وجود إارادة ألحصاهبا‪ ،‬ومن أأمثةل ذكل اإعطاء الصىب غري املمزي واجملنون حقوقا عىل‬
‫الرمغ من انعدام إارادهتام و ا ألشخاص الطبيعيني اكلغائبني ‪ ،‬وكذكل الاعرتاف ل ألشخاص املعنوية حبقوق ‪.‬‬
‫ابلتايل فربط تقرير هذه احلقوق اب إلرادة يؤدى اإىل عدم اإمنان تقرير أأية حقوق ل ألشخاص املذووره أآنفا لأنه ليست لها إاراده حقيقية‪.‬‬
‫فقد يكتس هؤلء حقوقا رمغ عدم انرصاف إارادهتم اإىل اكتساهبا‪ ،‬أأى عدم علمهم هبا‪ ،‬فالغائ ميكن أأن يكتس حقه ىف الإرث رمغ عدم‬
‫علمه بذكل‪.‬‬
‫واحض من المثةل السابقة أأنه من املتصور أأن توجد حقوق دون وجود إارادة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫ب‪ -‬أأن هذه النظرية ختلط بني وجود احلق ومبارشته ‪ ،‬اإذ من املمكن أأن تثبت حقوق لشخاص ‪ ،‬ومع ذكل ميتنع علهيم مبارشهتا أأو‬
‫اس تعاملها بأأنفسهم لنعدام أأرادهتم وقيام أآخرين مببارشهتا نيابة عهنم ‪.‬‬
‫فا إلرادة ليست رضورية لوجود احلق ‪ ،‬وإامنا رضورية ملبارشته أأو اس تعامهل‪ ،‬والقول بغري ذكل يؤدى اإىل عدم اإمنان ثبوت حق لعدمي ا إلرادة‪،‬‬
‫وثبوت احلق ملن ينوب عنه‪ ،‬وهذا ما ل ميكن التسلمي به‪ ،‬فالصىب غري املمزي واجملنون يثبت للك مهنام حقوق‪ ،‬لكن ل يس تطيعان مبارشهتا‬
‫لنعدام إارادهتام‪ ،‬فينوب عهنام من ميثلهام قانوان‪.‬‬
‫وعىل ذكل‪ ،‬تكون النظرية الشخصية قد جانهبا الصواب عندما أأقامت تعريفها للحق عىل إارادة صاحبه‪ ،‬اإذ من املفروض أأن ينص التعريف‬
‫عىل خصائص وجود احلق وليس عىل اس تعامهل أأو مبارشته ‪.‬‬
‫النظرية املوضوعية ( نظرية املصلحة )‬
‫من أأمه أأنصار النظرية املوضوعية جند الفقيه ا ألملاىن اهيرجن ‪ ،‬حيث يرى أأنه جي تعريف احلق ابلنظر اإىل موضوعه وليس من خالل صاحبه‪.‬‬
‫ذلا جنده يعرف احلق بأأنه " مصلحه حيمهيا القانون" ‪.‬‬
‫يتضح من هذا التعريف أأنه أأغفل ذور ا إلرادة فيه ‪ ،‬وذكل ألن ا إلرادة ليست مطلوبة لوجود احلق‪ ،‬وإامنا ملبارشته أأو اس تعامهل‪ ،‬حيث قام هذا‬
‫التعريف عىل اإبراز جوهر احلق أأو موضوعه اذلي هو املصلحة أأو الفائدة الىت تعود عىل خشص معني‪ ،‬كام أأنه أأضاف اإىل عنرص املصلحة‪،‬‬
‫عنرصا أآخر وهو عنرص امحلاية القانونية ‪ ،‬فلك حق لبد أأن حتميه دعوى تكفل احرتام املصلحة الىت يرىم احلق اإىل حتقيقها‪.‬‬
‫وعىل ذكل حيتاج احلق اإىل توافر عنرصين‪-:‬‬
‫‪ -9‬العنرص املوضوعى ‪( :‬هو عنرص املصلحة ) وهو يتصل ابلهدف أأو الغاية العملية من تقرير احلق واملصلحة أأو املنفعة الىت هيدف احلق اإىل‬
‫حتقيقها قد تكون مصلحة مادية أأو أأدبية ‪.‬‬
‫( أأ) املصلحة املادية ‪ :‬ىه الىت ميكن تقوميها ابلنقود مثالها املصلحة الىت تعود عىل الشخص من ملكيته ملزنل معني‪ ،‬فهىى مصلحة مادية ألنه‬
‫ميكن تقوميها ابلنقود‪.‬‬
‫(ب) املصلحة الأدبية ‪ :‬ىه الىت ل ميكن تقوميها ابلنقود‪ ،‬ومع ذكل قد تفوق املصلحة املادية ىف ا ألمهية‪ ،‬اكحلرية والرشف مثال‪.‬‬
‫‪ -4‬العنرص الشلكى ‪ :‬وهو يتصل ابمحلاية القانونية‪ ،‬أأى ادلعوى الىت مينحها القانون محلاية احلق ‪ ،‬فتقرير املصلحة وحده ل يكفى لقيام احلق‪،‬‬
‫وإامنا لبد من حامية تكفل احرتام هذه املصلحة الىت ىه جوهر احلق ‪.‬‬
‫النقد‪:‬‬
‫تعرضت هذه النظرية بدورها اإىل العديد من الانتقادات مهنا‪:‬‬
‫( أأ) أأن النظرية تعرف احلق ابلنظر اإىل هدفه أأو غايته ‪ ،‬وتعترب املصلحة ىه غاية احلق ‪ ،‬بيامن تعريف اليشء جي أأن ينس اإىل الىشء ذاته‬
‫املراد تعريفه أأي ذاتية املعرف و ليس اإىل هدفه أأو غايته ‪ ،‬فاملصلحة الىت يعتربها أأنصار هذه النظرية غاية احلق ختتلف عن احلق ذاته ‪،‬‬
‫ذلكل جي عدم اخللط بني احلق وبني هدفه أأو غايته ‪ ،‬اإذ اكن جي أأن ينص التعريف عىل احلق نفسه هذا من انحية ‪ ،‬ومن انحية أأخرى‬
‫ل ميكن اعتبار املصلحة معيارا لوجود احلق‪ ،‬لكوهنا أأمر خشيص و ذايت خيتلف من خشص لآخر ‪.‬‬
‫(ب) اإن عنرص امحلاية القانونية اذلى يعتربه أأنصارها من عنارص وجود احلق ‪ ،‬فا ألصل أأن القانون ل مينح هذه امحلاية للحق اإل بعد وجوده‪،‬‬
‫فالقانون يفرتض وجود احلق مث مينح صاحبه وس يةل حاميته وىه ادلعوى‪ ،‬أأى أأن وس يةل امحلاية يقررها القانون للحق بعد نشوئه ‪ ،‬فكيف‬
‫يتصور أأن تكون هذه الوس يةل من عنارص نشوء احلق حبيث تدخل ىف تعريفه ‪.‬‬
‫النظرية اخملتلطة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫حاول بعض الفقهاء امجلع بني النظريتني السابقتني ‪ ،‬حبيث يرى أنصار النظرية اخملتلطة الخذ اب إلرادة واملصلحة معا‪ ،‬اإل أهنم اختلفوا فامي بيهنم‬
‫حول تغلي أأحد العنرصين عىل الآخر ‪.‬‬
‫فالبعض يغل دور ا إلرادة عىل دور املصلحة فيعرف احلق بأأنه "هو تكل القدرة اإلرادية املعطاة لشخص من الأشخاص ىف سبيل حتقيق‬
‫مصلحة حيمهيا القانون" ‪ ،‬بعبارة أأخرى هو قدرة إارادية تقوم عىل خدمة مصلحة‪.‬‬
‫والبعض الآخر يغل دور املصلحة عىل دور ا إلرادة ‪ ،‬فيعرف احلق بأأنه "هو املصلحة الىت حيمهيا القانون ويقوم عىل حتقيقها وادلفاع عهنا قدرة‬
‫معرتف هبا إلرادة معينة" ‪.‬‬
‫يتضح من ذكل أأن أأنصار هذه النظرية اخملتلطة جيمعون بني لك من النظرية الشخصية والنظرية املوضوعية ‪ ،‬وعىل ذكل‪ ،‬ميكن أأن يوجه اإىل‬
‫هذه النظرية ابإجتاهاهتا ما س بق أأن وجه اإىل النظريتني املذوورتني ‪.‬‬
‫النظرية احلديثة‬
‫لق‬ ‫بق‬
‫يزتمعها الفقيه البلجييك داابن اذلي يرى أأن " احلق هو اإس تئثار الشخص مية معينة أأو يشء معني عن طريق التسلط عىل تكل ا مية أأو‬
‫اليشء "‪.‬‬
‫ابلتايل فاحلق حس هذا الإجتاه يقوم عىل عنرصين ‪:‬‬
‫ا إلس تئثار ‪ :‬و هو اذلي ميزي احلق عن غريه ‪ ،‬هذا احلق اذلي ينشأأ عالقة بني صاح احلق و موضوعه أأو حمهل ‪ ،‬فهذه العالقة يه اليت متثل‬
‫ا إلس تئثار ‪ ،‬مبعىن أأن احلق هو ما خيتص به صاحبه ‪ ،‬أأي ما هل ‪ ،‬ابلتايل فاحلق ليس مصلحة حىت و لو اكن القانون حيمهيا ‪ ،‬و اإمنا هو‬
‫ا إلس تئثار مبصلحة ‪.‬‬
‫مبعىن أأدق هو اإس تئثار بيشء ميس الشخص و هيمه ‪ ،‬ليس بصفته مس تفيدا أأو هل أأن يس تقيد ‪ ،‬لكن بصفة أأن هذا اليشء خيصه وحده ‪.‬‬
‫و جي أأن ل يكون لليشء موضوع ا إلس تئثار مفهوما ضيقا ‪ ،‬فا إلس تئثار يرد عىل ا ألش ياء املادية سواء مانت منقوةل أأو عقارية ‪ ،‬كام يرد عىل‬
‫القمي اللصيقة ابلشخص اكحلق يف احلرية و سالمة اجلسم أأو يرد عىل معل أأو اإمتناع عن معل يلزتم به الغري اجتاه صاح احلق ‪.‬‬
‫التسلط ‪ :‬و هو النتيجة الطبيعية ل إالس تئثار ‪ ،‬و يقصد به سلطة صاح احلق عىل ماهل ‪ ،‬مبعىن سلطة الترصف احلر يف اليشء حمل احلق ‪.‬‬
‫و التسلط ل خيتلط ابإس تعامل احلق ‪ ،‬لأن اإس تعامل احلق يتضمن سلطة اإجابية ترتمج يف جمرد دور ل إالرادة ‪ ،‬أأما سلطة الترصف فهىي رخصة‬
‫للترصف يف اليشء حمجل احلق من جان صاحبه بصفته س يدا عليه ‪.‬‬
‫عنرص امحلاية ‪ :‬مبعىن أأن القانون يكفل لصاح احلق مبارشة السلطات الالزمة اليت متكنه من حتقيق ذكل ا إلس تئثار ‪.‬‬
‫غري أأن هذه امحلاية ل ختتلط ابحلق فهىي تتبعه و ختوهل حقا جديدا ممتزيا عن احلق احملمي و هو احلق يف ادلعوى ‪.‬‬
‫النقد ‪:‬‬
‫هذه النظرية ل تعطينا اإجابة اكفية و مقنعة حول مدى سلطة الشخص يف الترصف يف نفسه ( احلقوق اللصيقة ابلشخصية ) ‪.‬‬
‫التعريف اذلى نفضهل‬
‫عىل ضوء التعاريف السابقة خاصة مهنا تعريف النظرية احلديثة ‪ ،‬نرى أأن احلق يتحلل اإىل عنارص جوهرية يتكون مهنا ‪ ،‬و يه ا إلس تئثار و‬
‫التسلط و اإحرتام النافة إلس تئثار صاح احلق و تسلطه و اإمنانية املطالبة ابإحرتام هذا احلق ‪.‬‬
‫ذلكل نقرتح التعريف التايل للحق ‪ ":‬احلق هو ا إلس تئثار اذلي يقره القانون لشخص من الا أأشخاص و يكون هل مبقتضاه اإما التسلط عىل ش ئي‬
‫أأو اإقتضاء أأداء معني "‪.‬‬
‫حيث نرى أأن هذا التعريف يلقي الضوء ع‪è‬ىل جوهر احلق و هو ا إلس تئثار كام أأن هذا ا إلس تئثار يقره القانون ‪ ،‬ابلتايل تظهر العالقة الوثيقة‬
‫بني احلق و القانون ‪ ،‬فال يوجد حق اإل اإذا اكن القانون يف س نده و يعرتف به و يقره ‪ ،‬و هو ما ميزي ا إلس تئثار املرشوع لصاح احلق عىل‬
‫ا إلس تئثار غري املرشوع ‪ ،‬إاكس تئثار السارق ابلش ئي املرسوق ‪.‬‬
‫كام أأن هذا ا إلس تئثار قد يكون بقمية مادية أأو معنوية ‪ ،‬و اإس تئثار صاح احلق بقمية معنوية معينة ل حيول دون اإس تئثار أأقرانه مبثلها ‪ ،‬هذا‬
‫ا إلس تئثار قد يتجسد يف الواقع يق صورة تسلط عىل يشء كام هو احلال ابلنس بة حلق امللكية ‪ ،‬او يف صورة اإقتضاء أأداء معني كام هو احلال‬
‫ابلنس بة حلق ادلائنية ‪.‬‬
‫و منه فاإن فكرة ا إلس تئثار اذلي يقره القانون و التسلط و الإقتضاء توحض بذاهتا عالقة صاح احلق ابلغري و رضورة اإحرتام النافة لهذا‬
‫احلق ‪ ،‬ذلكل مل يذور يف صل التعريف و س يةل حامية احلق و املمتثةل يف ادلعوى ‪ ،‬ألهنا ليست عنرصا من عنارص احلق اجلوهرية ‪ ،‬فهىي‬
‫تكون ل حقة لوجوده أأي يه أأثر من أآاثر وجود احلق ‪.‬‬
‫احملور الثاين‬
‫‪8‬‬
‫تقس اميت أأو أأنواع احلق‬
‫تنقسم احلقوق بصفة عامة اإىل حقوق س ياس ية و حقوق مدنية ‪.‬‬
‫احلقوق الس ياس ية (احلقوق ادلس تورية) ‪ : 9‬يه تكل احلقوق اليت تتقرر للشخص فمتكنه من املسامهة يف اإدارة شؤون حمك بالده ‪ ،‬فهىي‬
‫حقوق مقررة للشخص ابإعتباره عضوا مضن جممتع س يايس (دوةل) ‪ ،‬فهىي تثبت للمواطن دون ا ألجنيب فتكون فهيا اجلنس ية يه معيار ثبوت‬
‫تكل احلقوق (رابطة اجلنس ية رشط أأسايس للمتتع هبا)‪.‬‬
‫يه حقوق مقررة ملصلحة الفرد و امجلاعة معا وتسمى أأيضا ابحلقوق ادلس تورية ألهنا تقرر يف ادلساتري عادة‪ ،‬وحمل دراس هتا هو القانون‬

‫‪ -8‬تقس اميت أأخرى للحقوق ‪:‬‬


‫احلقوق التامة واحلقوق الناقصة‬
‫احلق التام‪ :‬هو احلق اذلي يعرتف به القانون و حيميه عن طريق رفع دعوة للقضاء و اس تصدار حمك به‪.‬‬
‫احلق الناقص‪ :‬فهو احلق اذلي يعرتف به القانون ‪ ،‬و لكن ل حيميه فال يعطي لصاحبه وس يةل لقهر املدين عىل الوفاء به‪ ،‬و ل جيربه عىل تنفيذه‪ ،‬فاإذا وفاه املدين ابختياره و هو‬
‫عىل بينة من أأمره اكن وفاؤه حصيحا‪.‬‬
‫مثال ذكل‪ :‬دين سقط ابلتقادم‪ ،‬فاإنه يتحول اإىل دين انقص ل ميكن ادلائن وس يةل لإجبار املدين عىل الوفاء به‪ ،‬فاإذا وىف به املدين اختيارا يعترب أأنه وىف الزتاما واجبا عليه‪.‬‬
‫وهناك من فقهاء القانون من ل يعرتف ابحلقوق الناقصة‪ ،‬ألهنا تعترب يف نظرمه فاقدة ألحد عنارصها و هو امحلاية‪ ،‬ألن احلق ل يقوم اإل هبا‪ ،‬و تمتثل هذه امحلاية يف قدرة صاح‬
‫احلق عىل اإجبار الغري عىل تنفيذ القانون و احرتامه‪ .‬و الأصل يف احلقوق أأن تكون اتمة‪ ،‬أأما احلقوق الناقصة فهىي اس تثناء‪.‬‬
‫احلقوق املطلقة و احلقوق النسبية‬
‫احلق املطلق‪ :‬هو احلق اذلي يكون للشخص يف مواهجة الناس اكفة‪ ،‬كحق امللكية‪ ،‬و لك ما يتعلق ابحلقوق العينية‪ ،‬و حقوق الشخصية اليت يطلق علهيا أأيضا احلقوق العامة أأو‬
‫احلرايت العامة‪ ،‬أأو احلقوق الطبيعية‪.‬‬
‫احلق النس يب‪ :‬هو احلق اذلي يكون للشخص يف مواهجة خشص أآخر معني أأو أأشخاص معينني كحق ادلائنية ( ‪.)Droit de créance‬‬
‫حفق ادلائن اإمنا يف مواهجة مدنية أأو مدينية و يسمى حق ادلائنية أأيضا ابللزتام (‪.)Obligation‬‬
‫‪ -9‬الغاية من معرفة احلقوق الس ياس ية و الإطالع علهيا تمتثل يف أأهنا تعترب مبثابة تكوين لكوادر مس تقبلية تأأخذ عىل عاتقها مسؤولية قيادة ا ألمة كام تقوي خشصية املواطن الفاعل‬
‫املتفاعل مع قضااي جممتعه ‪ ،‬ابلإضافة اإىل أأهنا تساعد عىل إازاةل النظرة املس بقة بصعوبة اقتحام الس ياسة‪ ،‬مع بلورة احلس النقدي إازاء الأش ياء اليت تبدو مسلمة أأو يصع فهمها ‪،‬‬
‫انهيك عن أأهنا تسهل الاخنراط يف حتولت اجملمتع وادلوةل مبا يه حتولت العامل ‪ ،‬و تطوير التفكري الإنساين خبصوص تعامهل مع احلدث الس يايس اليويم مبا هو حدث طارئ أأو‬
‫معزول اإىل مس توى فهم العوامل والعنارص احمليطة به ‪.. .‬‬
‫و يه حقوق لها أأبعاد عديدة ميكن تلخيصها يف ا أليت ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد فلسفي‪ :‬احلقوق الس ياس ية مرتبطة ابحمليط اذلي يقرر يف مصري الفرد مكواطن‪.‬‬
‫بعد اترخيي‪ :‬احلقوق الس ياس ية نتاج للمعارك البرشية الطويةل والكفاح الإنساين املرير ضد الظمل واحلمك املستبد والرأأي الواحد‪.‬‬
‫‪ -‬بعد جممتعي‪ :‬احلقوق الس ياس ية تعيد بناء العالقات بني احلامك واحملكوم‪ ،‬بني املواطن وسلطة ادلوةل‪ ،‬وتعيد الاعتبار للفئات الأكرث ترضرا وللمس تضعفني وملعذيب ا ألرض‪.‬‬
‫‪ -‬بعد قانوين‪ :‬احلقوق الس ياس ية حقوق تمتتع بضامانت القانون ادلويل حلقوق الإنسان‪ ،‬وابإقرار ادلساتري والنص الرصحي للقوانني الوطنية‪.‬‬
‫اإن احلقوق الس ياس ية مكنظومة متنامةل تمتزي جبمةل من اخلصائص ميكن اإجاملها عىل النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهنا قارصة عادة عىل الوطنيني أأي التابعني جلنس ية‪......‬‬
‫‪ -‬ليست حقوقا خالصة بل ختالطها الواجبات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قابليهتا للتجزية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قابليهتا للترصف‪.‬‬
‫‪ -‬عاملية (أأي أأهنا مكفوةل للك شعوب دول العامل – عىل ا ألقل من الناحية النظرية ‪.)-‬‬
‫ادلس توري ‪ ،‬وهذا النوع من احلقوق ليس لزما حلياة الفرد‪ ،‬اإذ قد يعيش الإنسان بدوهنا ‪ ،‬فالشخص ل يتاثر وجوده بعدم ممارسة حق‬
‫الانتخاب مثال‪ ،‬و من أأبرز احلقوق الس ياس ية‪ 10‬جند مثال ‪:‬‬
‫حق الانتخاب و الرتحش‪. 11‬‬
‫حق تقدل الوظائف العامة يف ادلوةل‪. 12‬‬
‫حق حرايت التعبري و انشاء امجلعيات‪. 13‬‬
‫حق انشاء الاحزاب الس ياس ية‪. 14‬‬
‫احلقوق املدنية ‪:‬هذه احلقوق ختتلف عن احلقوق الس ياس ية يف ووهنا حقوق يمتتع هبا الفرد اكإنسان أأي تثبت هل ابإعتباره عضو مضن جممتع‬
‫اإنساين بغض النظر عن جنسيته و ولئه القويم ‪ ،‬اإذ يس توي يف ذكل أأن يكون وطنيا أأو أأجنبيا‪ ،‬مبعىن اهنا تثبت ألي اإنسان بغض النظر‬
‫عن جنسه و لونه أأو عرقه ‪ ،‬و يه حقوق رضورية هل ‪ ،‬بل رضورية حىت ملامرسة احلقوق الس ياس ية ‪ ،‬و تنقسم احلقوق املدنية اإىل حقوق‬
‫عامة و حقوق خاصة ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫احلقوق العامة (حقوق الشخصية أو احلقوق اللصيقة بشخصية الإنسان )‪ :‬هذه احلقوق لها طابع خاص و فريد وون حملها أو موضوعها ل خيرج‬
‫عن صاح احلق نفسه ‪ ،‬ويه حقوق تنص عىل مقومات الشخصية ذاهتا يف مظاهرها اخملتلفة تقررت للشخص وونه اإنساان بغض النظر‬
‫عن وونه مواطن أأو أأجنيب‪ ،‬و تسمى كذكل ابحلقوق اللصيقة بشخصية الإنسان أأو حقوق الشخصية ‪ ،‬و يه حقوق تقررت للمحافظة عىل‬
‫الكيان املادي و املعنوي ل إالنسان ‪ ،‬اإذ بدوهنا ل يكون الانسان أآمنا عىل حياته و حريته و نشاطه ‪ ،‬و يه حقوق تثبت للنافة بغض النظر‬
‫عن انامتهئم اإىل وطن أأو دوةل و مثاهل حق احلياة و غريها من احلقوق‪.‬‬
‫و عليه فاحلقوق العامة يه مجموعة من القمي اليت تثبت للشخص ابإعتبارها مقومات لشخصيته و يه حقوق تودل مع الإنسان فتكون لصيقة به‬
‫و تس متد أأصلها من مقتضيات رضورة حامية الشخصية الإنسانية ‪ ،‬كحامية ورامة الإنسان و ويانه ا ألديب و املعنوي و رشفه و مسعته ‪ . . .‬و‬
‫يه لكها حقوق مضمونة دس توراي يف ابب احلرايت العامة ‪.‬‬
‫و احلقوق العامة يه حقوق تكفل للشخص الإنتفاع بنفسه و بلك ما هو مرتبط بنفسه إارتباطا ل اإنفصام هل (قواه الفكرية و اجلسدية اليت‬
‫منحها هل اخلالق عز و جل )‪ ،‬و يه حقوق ليست بسلطات مقررة للشخص عىل نقسه يترصف فهيا ويفام يشاء و اإمنا يه حقوق يف مواهجة‬
‫الغري ‪ ،‬القصد مهنا الإعرتاف من قبل الغري بوجود هذا الشخص و كفاةل حامية هذا الوجود ‪ ،‬من امثهل هذه احلقوق نذور مهنا مثال ‪:‬‬
‫‪ -‬حرية املعتقد م ‪23‬‬
‫‪ -‬احلق يف احلياة و حرمهتا و حرمة الرشف م ‪21‬‬
‫‪ -‬حرمة املسكن م ‪47‬‬
‫‪ -‬احلق يف التعلمي م ‪52‬‬
‫‪ -‬احلق يف الرعاية الصحية م ‪54‬‬
‫خصائص احلقوق العامة ‪:‬‬
‫‪ -‬يه حقوق مطلقة ‪ ،‬حبيث حيتج هبا يف مواهجة النافة و ليس عىل فرد بذاته حبيث يقع علهيم واج الإمتناع عن اكفة أأشنال الإعتداء عىل‬
‫هذا احلق اجتاه صاح احلق ‪ ،‬ابلتايل حفق القرد يقابهل واج عام سليب مفاده أأن ميتنع النافة عن الإعتداء عىل هذا احلق ( هذا هو‬
‫املقصود حبق حيتج به يف مواهجة النافة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬يه حقوق ل تقوم مبال ‪ ،‬مبعىن أأهنا ليست حقوق مالية و ل تعد أأموالا ‪ ،‬لكن ل يعين ذكل أأن الإعتداء علهيا ل يس تحق التعويض‬
‫النقدي ‪ ،‬لكن هذا التعويض ليس مقابل للحق و اإمنا تعويض عن الرضر النامج عن التعدي عىل هذا احلق ‪.‬‬
‫‪ -‬يه حقوق غري قابةل للزنول عهنا ‪ ،‬فطاملا يه حقوق غري مالية و ووهنا لصيقة بشخصية الإنسان فهىي خارجة عن دائرة التعامل ‪ ،‬مثال‪ ،‬اإذ‬

‫‪ -10‬يقابل هذه احلقوق واجبات س ياس ية مفروضة وواج اخلدمة الوطنية و ادلفاع عن الوطن و الولء هل ‪ . . .‬راجع املواد ‪ 33 ، 34 ، 34 ، 39‬من ادلس تور اجلزائري ‪.‬‬
‫‪ -11‬املادة ‪ 57‬من ادلس تور اجلزائري ‪ " :‬للك مواطن تتوفر فيه الرشوط القانونية أأن يَنْتَ ِخ و يُنْتَخ "‪.‬‬
‫‪ -12‬املادة ‪ 59‬من ادلس تور اجلزائري ‪ " :‬يتساوى مجيع املواطنني يف تقدلج املهام و الوظائف يف ادلوةل دون أأية رشوط أأخرى غري الرشوط اليت حيددها القانون "‪.‬‬
‫‪ -13‬املادة ‪ 49‬من ادلس تور اجلزائري ‪ " :‬حرايت التعبري و اإنشاء امجلعيات ‪ ،‬و الإجامتع ‪ ،‬مضمونة للمواطن"‪.‬‬
‫‪ -14‬املادة ‪ 44‬من ادلس تور اجلزائري ‪":‬حق اإنشاء الأحزاب الس ياس ية معرتف به و مضمون " ‪.‬‬
‫ل جيوز ألحد التنازل عن حريته‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬يه حقوق ل جيوز الترصف فهيا ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬يه حقوق ل ختضع لنظام التقادم سواء املكس او املسقط تطبيق لقاعدة أن لك ما يكون غري قابل للترصف فيه ل خيضع للتقادم ‪.‬‬
‫‪ -‬يه حقوق ل تنتقل عن طريق املرياث ألهنا متصةل ابلشخص و ل تعد جزءا من اذلمة املالية‪.‬‬
‫احلقوق اخلاصة‪ :‬احلقوق اخلاصة يه حقوق ل تثبت لنافة الناس ابملساومة و اإمنا يوجد تفاوت يف بعض احلقوق بني ا ألفراد حبس احلاةل‬
‫الشخصية و املدنية ابلتايل فهىي حقوق تتعلق بعالقات قانونية معينة حيمكها القانون اخلاص ‪ ،‬أأو مبعىن أآخر يه تكل احلقوق اليت تكفل‬
‫للشخص مزاوةل نشاط قانوين معني‪ ،17‬و يه حقوق مهنا ما يثبت للشخص ابعتباره عضوا يف ا ألرسة فتسمى حقوق ا ألرسة كام قد تثبت هل‬
‫يف نطاق معامالت مالية ‪.‬‬
‫أ‬
‫هذه احلقوق هتدف اإىل حامية املصاحل اخلاصة للشخص و يه حقوق ختتلف عن احلقوق العامة لإي أهنا حقوق خيتص هبا الشخص اذلي‬
‫تتوفر فيه رشوط المتتع هبا عكس احلقوق العامة اليت تثبت للنافة‪.‬‬
‫و احلقوق اخلاصة تنقسم اإىل حقوق أأرسية و أأخرى حقوق مالية ‪.‬‬
‫حقوق الأرسة‪ : 18‬يقصد حبقوق ا ألرسة‪ 19‬تكل احلقوق أأو القمي اليت تثبت للشخص ابعتباره عضوا يف أأرسة معينة سواء اكن ذكل بسب‬
‫الزواج أأم النس أأو املصاهرة و من أأمثلهتا حق الزوج يف طاعة زوجته و حق الأب يف تأأدي ودله و حق الإرث و حق النفقة ‪...‬‬
‫و تعترب حقوق ا ألرسة من مسائل ا ألحوال الشخصية و يه حقوق يف ا ألصل ل تقبل التقومي ابلنقود و من مث فهىي خارجة عن دائرة‬
‫التعامل‪ ،‬فال جيوز الترصف فهيا ‪ ،‬مثل ذكل حقوق الزوج عىل زوجته و حقوق الزوجة اجتاه زوهجا و حقوق ا ألبناء عىل ا ألابء و حقوق‬
‫ا ألبناء اجتاه الآابء ‪. . .‬و ما يعترب مهنا حقوق مالية فهىي قليةل اكحلق يف النفقة و الإرث ‪.‬‬
‫خصائص حقوق ا ألرسة ‪:‬‬
‫‪20‬‬
‫اإن الغال عىل حقوق ا ألرسة هو أأهنا حقوق غري مالية و القليل مهنا فقط يه حقوق مالية اكحلق يف النفقة و احلق يف الإرث ‪ ،‬لكن سواء‬
‫ابلنس بة اإىل هذه الطائفة أأو تكل فاإن احلقوق ا ألرسية مجيعها يمتزي بأأن لها من طابع أأديب يرجع اإىل رابطة القرابة اليت جتمع بني أأعضاء ا ألرسة ‪،‬‬
‫حفىت احلقوق املالية يف هذا ا إلطار تستند اإىل أأساس أأديب يقوم عىل هذه القرابة ‪.‬‬
‫و تمتزي كذكل بأأهنا تنطوي يف الوقت ذاته عىل الواجبات حنو أأعضاء ا ألرسة الآخرين فسلطة ا ألب عىل ودله تعطيه حق تأأديبه و تربيته و‬
‫توجهيه عىل أأن يقوم بواج التأأدي ‪.‬‬
‫آ‬
‫اإن هذا احلق توجد من ورائه مصلحة ألحصاهبا غري أأن وجود مصلحة من وراهئا كذكل ألعضاء ا ألرسة الخرين جيعل هلم احلق يف إاقتضاء‬

‫‪ -15‬إاكس تثناء جيوز ل إالنسان أأن يترصف يف احلقوق الواردة عىل ويانه اكلتربع بأأحد أأعضائه أأو مقوماته املادية برشوط‪:‬‬
‫‪ -‬أأل يرتت عىل الترصف تعطيل عضو أأو هجاز من أأهجزة اجلسم الإنساين‪.‬‬
‫‪ -‬أأن يكون الباعث عىل الترصف يف الكيان املادي مرشوعا‪.‬‬
‫‪ -‬أأن ل يكون مبقابل نقدي ‪.‬‬
‫‪ -16‬هو وضع أأو أأثر قانوين يرتت عىل اإنقضاء زمن معني أأو مبعىن أآخر هواملدة القانونية اليت حيددها القانون اإنقضاهئا يؤدي ايل ايل وس احلق أأو سقوطه‪.‬‬
‫ابلتايل فالتقادم هو عىل نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬التقادم املكس يقوم عىل اس مترار واقعة اجيابية‪ ،‬يه حيازة املال‪ ،‬مدة من الزمن‪ ،‬مما يؤدي اىل وس هذا املال‪.‬‬
‫‪ -‬التقادم املسقط يقوم عىل اس مترار واقعة سلبية‪ ،‬يه سكوت صاح احلق عن اقتضائه أأو مبارشته‪ ،‬مدة من الزمن‪ ،‬مما يؤدي اىل سقوط هذا احلق‪.‬‬
‫و التقادم يف املواد املدنية ليس من النظام العام و ل جيوز للقايض احلمك به من تلقاء نفسه بل يتعني عىل أأحد أأطراف اخلصومة اإاثرته و ادلفع به‪،‬و هذا عكس املواد اجلزائية اليت‬
‫يعد فهيا التقادم من النظام العام و اذلي حيمك به القايض من تلقاء نفسه حىت و لو مل يرثه الأطراف‪.‬‬
‫‪ -17‬يه حقوق ل تثبت اإل ملن يتوفر هل سب خاص لكس به كحق ملكية عني أأو حق اإقتضاء دين أأو سلطة ا ألب عىل اإبنه و حقوق الزوج عىل الزوجة و غريها ‪. . .‬‬
‫‪ -18‬مصدر حقوق الارسة هو الرشيعة الاسالمية فهىي اليت نظمت تكل احلقوق ووضعت القواعد محلايهتا‪ ،‬سواء ما يتعلق مهنا حبقوق لك من الزوجني جتاه الآخر او حبقوق‬
‫الاولد او بنفقة ا ألقارب او املواريث او غريها‪.‬‬
‫‪ -19‬ا ألرسة يه نظام قانوين جيمع أأفرادا تربطهم رابطة قرابة او زواج ول يشرتط ان تكون القرابة قرابة دم أأي قرابة طبيعية وامنا قد تكون قرابة صناعية او قرابة تبين ‪ ،‬و وفقا‬
‫ألحنام الرشيعة الإسالمية فاإنه ل جيوز ان نعترب القرابة الصناعية او قرابة التبين من الروابط الارسية‪ ،‬بل الرابطة ا ألرسية يف الاسالم تقوم عىل اساس رابطة ادلم او النس ‪ .‬أأو‬
‫املصاهرة فقط ‪ ،‬و ل تعرتف ابلرابطة الصناعية ‪ ،‬و هذا ما ذه اإليه املرشع اجلزائري عندما حظر التبين يف املادة ‪ 43‬من قانون الارسة ‪.‬‬
‫‪ -20‬ومن مث فال ميكن الترصف فهيا ول تورث‪.‬‬
‫مضموهنا‪.21‬‬
‫احلقوق املالية ‪:‬يه حقوق يقوم حملها ابلنقود‪ ،‬أأي ميكن تقومي حمل احلق فهيا ابلنقود‪ ،‬و يه تكون اجلان الإجيايب يف ذمة الشخص املالية‪،22‬‬
‫اإذ يه قوام املعامالت املالية ووهنا تريم اإىل حصول صاحهبا عىل فائدة مادية ‪ ،‬فاجلان الاقتصادي فهيا حمل الاعتبار ا ألول‪ ،‬و يه بذكل‬
‫ختتلف عن احلقوق السابق الإشارة اإلهيا يف أأهنا حبس ا ألصل ‪ ،‬جيوز الترصف فهيا كام أأهنا ختضع لنظام التقادم و تنتقل ايضا عن طريق‬
‫الإرث ‪.‬‬
‫و احلقوق املالية بشلك عام قد ترد ‪:‬‬
‫‪23‬‬
‫أ‬
‫اإذا اكن موضوع أأو حمل احلق ينص عىل ش ئي مادي معني بذاته ‪ ،‬فينشأ ما يسمى ابحلق العيين ‪.‬‬
‫اإذا اكن موضوع احلق اإعطاء يشء أأو الإلزتام بقيام بعمل أأوة الإمتناع عن القيام بعمل يلزتم به أأحد أأطراف العالقة القانونية قبل الآخر فينشأأ‬
‫ما يسمى ابحلق الشخيص أأو حق ادلائنية ‪.‬‬
‫و قد ينص عىل نتاج ذهين ل إالنسان فينشأأ ما يسمى ابحلق اذلهين و يسمى أأيضا ابحلق املعنوي أأو ا ألديب ‪.‬‬
‫أأول ‪ :‬احلق العيين ‪:‬احلق العيين هو اس تئثار مبارش لشخص عىل يشء معني مبا ميكنه من ممارسة أأعامل وترصفات معينة ابلقدر اذلي يتناس‬
‫مع مضمون احلق وذكل حتقيقا ملصلحة يقررها القانون ‪.‬‬
‫بق‬
‫أأو مبعىن أآخر ‪ ،‬هو ذكل احلق اذلي يرد عىل يشء مادي خيول صاحبه سلطة مبارشة عىل هذا اليشء تسمح هل اب إلس تئثار مية مالية فيه ‪،‬‬
‫فيكون لصاح احلق أأن يس تعمل أأن يس تعمل حقه عىل اليشء مبارشة دون حاجة اإىل تدخل خشص أآخر لميكنه من اس تعامل هذا احلق‬
‫فال يوجد وس يط بني صاح احلق و اليشء موضوع احلق ‪.‬‬
‫فهذا احلق ينص مبارشة عل ى اليشء و ل يوجد مثة وس يط بني صاح احلق و احلق ‪ ،‬و تطلق عىل هذه احلقوق تسمية " العينية "‬
‫ألهنا متعلقة ابلعني أأو اليشء املادي فهناكل املزنل مثال‪ :‬يس تطيع أأن الشخص صاح حق امللكية عليه أأن يس تعمهل لنفسه و أأن يؤجره لغريه‬
‫و أأن يترصف فيه بنافة الترصفات دون توقف عىل تدخل خشص أآخر ميكنه من ذكل ‪.‬‬
‫عنارص احلق العيين‪:‬‬
‫ـ الشخص صاح احلق‪ :‬س يأأيت بيانه يف س ياق احلديث عن أأراكن احلق ‪.‬‬
‫ـ اليشء موضوع احلق‪ :‬جي أأن يكون شيئا ماداي معينا بذاته أأي مفرزا‪ ،‬ول يكفي أأن يكون حمددا بنوعه أأو بصفته أأو مبقداره‪ ،‬فاإذا ابع وويل‬
‫س يارات اإحداها املوجودة يف املس تودع دون اإفرازها‪ ،‬فال ينشأأ للمشرتي حق عيين عىل الس يارة‪ ،‬ولكن حق خشيص يلزتم مبوجبه البائع‬
‫ابإفراز الس يارة املتفق علهيا‪ ،‬فاإذا أأفرزها البائع ثبت للمشرتي علهيا احلق العيين أأو حق امللكية‪.‬‬
‫ـ السلطة مضمون احلق‪ :‬هذه السلطة ختتلف ابختالف أأنواع احلقوق العينية‪ ،‬ففي حق امللكية يه سلطة اتمة‪ ،‬وتقل وتتفاوت يف احلقوق‬
‫العينية ا ألخرى‪.‬‬
‫جي أأن تكون السلطة اليت يقررها احلق العيين سلطة قانونية‪ ،‬أأي ّيقرها القانون وحيمهيا‪ ،‬وليست جمرد سلطة واقعية‪ ،‬فتختلف بذكل عن‬
‫سلطة السارق اليت يه جمرد سلطة واقعية عىل اليشء املرسوق‪ ،‬دون أأن يكون مالنا هل ول صاح حق عيين عليه‪ ،‬لعدم اعرتاف القانون‬
‫هبا‪ ،‬ومثلها سلطة مغتص الأرض‪.‬‬
‫خصائص احلق العيين‪:‬‬
‫ـ هو حق مطلق‪ :‬مبعىن أأ ّن الواج املقابل هل يقع عىل اكفة الناس‪ ،‬حفق امللكية مثال يلزتم فيه الناس بعدم التعرض لصاحبه يف ممارسة‬

‫‪ -21‬أآهناحقوق يبدو فهيا مصلحة الغري بقدر ما تبدو مصلحة صاح احلق نفسه‪ ،‬ومرد ذكل اىل ان الرشيعة والقانون مل يقرها الا ملصلحة الارسة يف مجموعها‪ ،‬ويه تشمل صاح‬
‫احلق كام تشمل غريه من افراد الارسة‪.‬‬
‫‪ -22‬اذلمة املالية يه ما للشخص و ما عليه من حقوق و واجبات مالية ‪ ،‬يف احلال و الإس تقبال ‪ ،‬ابلتايل فاذلمة املالية تقترص عىل احلقوق و الإلزتامات املالية دون غريها ‪ ،‬و‬
‫بذكل فاإن اذلمة املالية للشخص تتأألف من جانبني ‪:‬‬
‫جان اإجيايب ‪ L’actif‬و هو مجموع حقوق الشخص املالية‪.‬‬
‫جان سليب ‪ Le passif‬و هو مجموع اإلزتامات الشخص املالية و بقدر ما تزيد الزتاماته املالية عىل حقوق تعترب ذمته مدينة‪.‬‬
‫ابلتايل فاذلمة املالية ل تتكون يف جانبهيا الإجيايب و السليب اإل من حقوق الشخص و الزتاماته املالية وحدها فال يدخل يف اجلان الإجيايب لذلمة املالية أأي حق غري مال للشخص‬
‫و ل يف اجلان السليب لها أأي واج غري مايل عليه‪.‬‬
‫‪-23‬اليشء املعني ابذلات هو اليشء اذلي حيدد بذاته عن طريق وصفه وصفا يؤدي اإىل التعرف عليه مبارشة و متيزيه عن غريه ‪.‬‬
‫سلطته عليه‪.‬‬
‫ـ أأنه حق دامئ‪ :‬فا ألصل فيه ان يبقى احلق العيين مادام اليشء ابقيا‪ ،‬ويس تثىن من ذكل حق الإنتفاع وحق السكن وحق الإس تعامل‪ ،‬فهىي‬
‫حقوق مؤقتة تنهتىي ابنهتاء ا ألجل احملدد لها‪ ،‬فاإذا مل يعني لها أأجال فتنهتىي بوفاة املنتفع ( املادة ‪ 254‬و‪ 250‬مدين جزائري)‪ ،‬كام أأ ّن احلق‬
‫العيين التبعي ينقيض ابنقضاء احلق الشخيص اذلي نشأأ تبعا هل‪.‬‬
‫ـ لصاحبه أأن يزنل عنه إابرادته املنفردة دون توقف ذكل عىل إارادة غريه‪.‬‬
‫ـ لصاحبه حق التتبع وا ألولوية‪ :‬فلصاحبه حق التتبع بأأن يبارش سلطته عل اليشء موضوع احلق حتت يد أأي خشص‪ ،‬و أأن يسرتده منيد أأي‬
‫خشص يكون قد اغتصبه أأو اشرتاه‪.‬‬
‫ويظهر حق التتبع بوضوح يف احلقوق العينية التبعية كحق الرهن وغريه‪.‬‬
‫أأ ّما حق ا ألولوية أأو ا ألفضلية مفعناه أأن يكون لصاح احلق العيين التقدم عىل مزامحيه يف الإفادة من اليشء موضوع احلق‪ ،‬ويظهر ذكل‬
‫واحضا يف احلقوق العينية التبعية كام سرنى ذكل لحقا‪.‬‬
‫تنقسم احلقوق العينية اإىل قسمني‪ ،‬حقوق عينية أأصلية و حقوق عينية تبعية‪.‬‬
‫احلق العيين الأصيل ‪ :‬هو حق عيين يقوم بذاته مس تقل ل يستند يف وجوده اإىل أأي حق أآخر يتبعه و يستند عليه يف الوجود ‪ ،‬أأي أأنه حق‬
‫يوجد مقصودا ذلاته مبا مينحه لصاحبه من سلطة احلصول عىل املزااي و املنافع املالية للأش ياء املادية ‪.‬‬
‫ابلتايل فهىي حقوق ختول صاحهبا سلطة مبارشة عىل اليشء متكنه اس تعامهل و اس تغالهل و الترصف فيه و قد يكون لصاح احلق لك هذه‬
‫السلطات أأو بعضها حبس اختالف مضمون هذه احلق‪.‬‬
‫تشمل هذه احلقوق حق امللكية و احلقوق املتفرعة أأو املتجزئة عن امللكية‪.‬‬
‫أ‬ ‫ل‬
‫‪ -‬حق امللكية ‪ : Le droit de propriété‬لقد نصت املادة ‪ 304‬من ق‪.‬م‪.‬ج عىل أأ ّن‪" :‬امللكية يه حق ا متتع والترصف يف الش ياء برشط‬
‫حترمه القوانني والأنظمة"‪.‬‬
‫أأن ل يس تعمل اس تعامل ّ‬
‫ي‬
‫و منه يعترب حق امللكية أأوسع احلقوق من حيث السلطات اليت مينحها للامكل اإذ أأنه خيول لصاحبه سلطة اكمةل عىل اليشء‪ ،‬كام متزي بأأنه‬
‫حق جامع و مانع و دامئ و ل يسقط بعدم الاس تعامل‪.‬‬
‫أأ ‪ -‬حق جامع‪ : 24‬اإذ خيول لصاحبه مجيع املزااي اليت ميكن احلصول علهيا من اليشء و للامكل أأن يس تعمل اليشء و يس تغهل أأو يترصف فيه‬

‫‪ -24‬القيود الواردة عىل حق امللكية‪ :‬امللكية ليست حقا مطلقا اإذ ترد علهيا قيود‪ ،‬لكوهنا مقررة ألداء وضيفة اجامتعية ‪ ،‬و القيود الواردة عىل حق امللكية يه عىل نوعانقيود قانونية‬
‫و أأخرى اتفاقية‪.‬‬
‫أأ‪ -‬القيود القانونية ‪ :‬قد يفرض القانون قيودا عىل حق امللكية بقصد حتقيق املصلحة العامة كام يقررها للمصلحة اخلاصة ‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 317‬ق ‪ .‬م عىل ما ييل " جي عىل‬
‫املاكل أأن يراعي يف اس تعامل حقه ما تقيض به الترشيعات اجلاري هبا العمل املتعلقة ابملصلحة العامة أأو املصلحة اخلاصة‪".‬‬
‫‪ -‬القيود القانونية املقررة للمصلحة العامة‪ :‬القيود اليت تفرضها املصلحة العامة متعددة و ل ميكن حرصها يف هذا املقام ‪،‬مفثال ل ميكن لصاح ا ألرض منع العمل اذلي جيري للمصلحة‬
‫العامة مكرور ا ألسالك املعدة للمواصالت أأو الإضاءة‪...‬‬
‫كام تفرض املصلحة العامة ارتفاقات لبد أأن يتحملها مالك العقارات كتقرير عدم البناء وفق منط معني و يف هذا الصدد نصت املادة ‪ 3‬القانون ‪ 41-17‬املؤرخ يف ‪9117-94-79‬‬
‫املتعلق ابلهتيئة و التعمري عىل ما ييل ‪":‬ل ميكن أأن يتجاوز علو البياانت يف اجلزاء املعمرة من البدلية متوسط علو البياانت اجملاورة و ذكل يف اإطار احرتام الأحنام املنصوص علهيا يف‬
‫الترشيع املعمول به و خاصة ما يتعلق حبامية املعامل التارخيية ‪.‬جي أأن يكون علو البياانت خارج الأجزاء املعمرة منسجام مع احمليط ‪."...‬‬
‫كام ل ميكن للامكل هدم البناء يف حالت معينة اإل بعد حصوهل عىل رخصة اإدارية تسمح ابلهدم‪ ،‬و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 17‬من قانون الهتيئة و التعمري املشار اإليه أأعاله‪.‬‬
‫كذكل يطبق عىل امللكيات اجملاورة للسكك احلديدية ارتفاقات ابلبتعاد و منع البناء يف مساحات امللكيات الواقفة عىل جانيب السكك احلديدية‪.‬‬
‫كام تفرض بعض الترشيعات اخلاصة قيودا عىل أأحصاب امللكيات اكلقيود اليت تفرض عىل أأحصاب احملالت التجارية أأو الصناعية مثال ‪،‬و قد تصل املصلحة العامة اإىل حد التعارض‬
‫مع املصلحة اخلاصة أأي مع حق املاكل ‪ ،‬فتزنع ملكيته للمنفعة العامة ‪ ،‬و قد نصت عىل ذكل املادة ‪ 300‬ق م " ل جيوز حرمان أأي أأحد من ملكية اإل يف ا ألحوال و الرشوط‬
‫املنصوص علهيا يف القانون غري أأن ل إالدارة احلق يف نزع مجيع امللكية العقارية أأو بعضها أأو نزع احلقوق العينية العقارية للمنفعة العامة مقابل تعويض منصف و عادل" ‪...‬‬
‫‪ -‬القيود القانونية املقررة للمصلحة اخلاصة‪ :‬هذه القيود تقرر املصلحة اخلاصة للأشخاص اكلقيود املتعلقة ابلري و القيود اليت تقرر ملصلحة اجلريان و ميكن تقس مي هذه القيود اإىل أأربعة‬
‫طوائف‪.‬‬
‫الطائفة الأوىل ‪ :‬تشمل القيود اليت تتعلق ابس تعامل حق امللكية و يه تكل القيود اليت تقتضهيا الزتامات اجلوار و اليت تقتيض بأأل يؤدي اس تعامل اجلار حلقه اإىل ا إلرضار جباره و أأل‬
‫يعلو يف اس تعامل حقه مبا يرض مكل جاره ‪.‬‬
‫و يف هذا الصدد تنص املادة ‪ 691/1‬ق‪.‬م عىل ما ييل ‪ ":‬جي عىل املاكل أأل يتعسف يف اس تعامل حقه اإىل حد يرض مبكل اجلار" ‪.‬‬
‫الطائفة الثانية‪ :‬و تشمل القيود اليت تتعلق ابملياه و يدخل يف نطاق هذه الطائفة‪:‬‬
‫حق الرشب ‪ :‬و هو حق الشخص يف أأن يروي أأرضه من مساقة خاصة مملوكة لشخص أآخر‪.‬‬
‫عىل النحو اذلي يريده ‪ ،‬و السلطات اليت خيولها حق امللكية يه سلطة الإس تعامل و الاس تغالل و الترصف ‪.‬‬
‫‪ -9‬الاس تعامل ‪ : L’usage‬يكون ابلإفادة من اليشء مبارشة و احلصول عىل ما ميكن أأن يؤديه من خدمات فامي عدا الامثر و دون أأن ميس‬
‫ذكل جبوهره‪.‬‬
‫أأو مبعىن أآخر ‪ ،‬يقصد به سلطة ا تخدام اليشء فامي يصلح هل من أوجه ال تخدام ‪ ،‬يارة تخدم برووهبا و الكتاب تخدم بقرائته ‪.‬‬
‫يس‬ ‫تس‬ ‫فالس‬ ‫إس‬ ‫أ‬ ‫إس‬
‫‪ . .‬و هبذا يمتزي الاس تعامل عن الاس تغالل و عن الترصف ‪.‬‬
‫‪ -4‬الإسغالل ‪ : Juissance‬سلطة الإس تغالل يه سلطة اإستامثر اليشء ‪ ،‬أأي احلصول عىل مثاره ‪.‬‬
‫مبعىن أآخر ‪ ،‬يقصد بسلطة الإس تغالل‪ ،‬سلطة احلصول عىل ما يغهل اليشء من ريع أأو دخل ‪ ،‬أأي يكون ابلإفادة من اليشء بطريق غري‬
‫مبارشة و ذكل ابحلصول عىل مثاره ‪.‬‬
‫الامثر‪ 25‬يه ما يتودل عن اليشء درواي من فوائد و منافع يف مواعيد دورية دون املساس جبوهره أي دون أن يؤدي فصلها (الامثر) عن ‪ ،‬هذه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الامثر يه عىل نوعني ‪:‬‬
‫مثار مادية ‪ :‬و يه تكل الامثر املتودلة بفعل الطبيعة ‪ ،‬و يه بدورها عىل نوعني ‪:‬‬
‫لك (العش )‪.‬‬ ‫‪ -‬مثار طبيعية تتودل بفعل الطبيعة وحدها ‪ ،‬اكل أ‬
‫‪ -‬مثار مس تحدثة أأو صناعية و يه مثار حتدث بفعل الطبيعة مع تدخل الإنسان اكلربتقال ‪.‬‬
‫أ‬
‫مثار مدنية ‪ :‬يه عبارة ريع اليشء و ما يلغه من دخل نقدي يف مقابل الانتفاع به و ذكل اكلجرة اليت حيصل علهيا املاكل من تأأجريه مللكــــــه‬
‫و فوائد الس ندات و أأرابح ا ألسهم و اس تخدام دار للسكن هو اس تعامل لها أأما تأأجريها فهو اس تغالل لها‪.‬‬
‫‪ -2‬الترصف ‪ : Disposition‬و معناه اس تخدام اليشء اس تخداما يستنفد السلطة املقررة عليه بشلك اكمل (اتم) أأو جزيئ أأي بعضا مهنا‪،‬‬
‫و هو عىل نوعان ‪:‬‬
‫الترصف املادي ‪ :‬معناه اإس تخدام اليشء اإس تخداما يعدمه لكيا أأو جزئيا و يكون ذكل ابلقضاء عىل مادة اليشء عن طريق اس هتالكه أأو‬
‫اإتالفه أأو تغيري شلكه و حتويهل حتويال هنائيا ل رجوع فيه ‪.‬‬
‫و عليه فالترصف املادي يكون ابلتعديل أأو التغيري يف مادة اليشء اكلإتالف‪ ،‬هدم البيت‪،‬ذحب احليواانت‪..‬‬
‫الترصف القانوين‪ :‬يقصد به نقل سلطات املاكل لكها أأو بعضها اإىل الغري أأو التنازل عن لك ما خيوهل احلق من سلطات أأو قدرات اإىل خشص‬
‫أآخر مبقابل و بدون مقابل اكلبيع‪،‬الهبة‪ ،‬أأو اإنشاء حقوق عينية أأخرى ‪.‬‬
‫هذه العنارص الثالثة اليت خيولها حق امللكية للامكل اإذا ما اجمتعت يف يد خشص واحد قيل أأن هل امللكية التامة‪.‬‬
‫لكن قد ل جتمتع هذه السلطات الثالث دفعة واحدة يف يد خشص واحد فتكون مثال سلطة الإس تعامل و الإس تغالل يف يد خشص ‪ -‬ألنه‬
‫جيوز ثبوهتام لغري املاكل‪ -‬و تبقى سلطة الترصف يف يد املاكل فا ألوىل تشلك حقوق متفرعة عن حق امللكية لتبقى سلطة الترصف يه‬

‫حق اجملرى‪ :‬و هو حق ماكل ا ألرض البعيدة عن مورد املياه يف أأن متر بأأرض غريه املياه الرضورية لري ا ألرض‪.‬‬
‫حق الرصف أأو املس يل ‪ :‬و هو حق ماكل ا ألرض البعيدة يف ترصف املياه الزائدة عن حاجة أأرضه‪.‬‬
‫الطائفة الثالثة ‪ :‬و يه حق املرور يف حاةل الاحنباس فلامكل ا ألرض احملبوسة عن طريق العام احلق يف أأن حيصل عىل مرر فوق ا ألرض اجملاورة للوصول اإىل الطريق ‪ ،‬و قد نصت‬
‫املادة ‪ 312‬ق‪.‬م عىل ما ييل ‪ " :‬جيوز ملاكل الأرض احملصورة اليت لها مرر يصلها ابلطريق العام أأو اكن لها ممر و لكن غري اكف للمرور ‪ .‬أأن يطل حق املرور عىل الأمالك اجملاورة‬
‫مقابل تعويض يتناس مع الأرضار اليت ميكن أأن حتدث من جراء ذكل" ‪.‬‬
‫الطائفة الرابعة ‪ :‬القيود اليت ترجع اإىل التالصق يف اجلوار يثري التالصق يف اجلوار مشالك عديدة بني اجلريان لهذا فرض املرشع قيودا عىل امللكية ختتلف ابختالف التالصق بني‬
‫امللكيات املتجاورة فهىي اإما قيد تتعلق بوضع احلدود الفاصةل بني امللكيات املتجاورة و إا ّما قيود تتعلق ابحليطان الفاصةل بيهنام و يف هذا الصدد تنص املادة ‪ 072‬ق‪.‬م عىل ما ييل ‪":‬‬
‫للك ماكل أأن جيري جاره عىل وضع حدود ألمالكهام املتالصقة و تكون نفقات التحديد مشرتكة بيهنام " كام قد تتعلق هذه القيود ابملسافات اليت جي أأن تراعي فامي ا ألمالك كعدم‬
‫فتح مطالت اإل مبسافات معينة حىت ل يس تطيع اجلار الإطالل عىل العقار اجملاور و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 9/071‬ق‪.‬م اليت تقيض بأأن ّه ‪ ":‬ل جيوز للجار أأن يكون عىل جاره‬
‫مطل مواجه عىل مسافة نقل اإن مرتين و تقلص املسافة من احلائط اذلي يوجد به احلافة اخلارجية للرشفة أأو من النتوء" ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬القيود ا إلرادية ( التفاقية)‪:‬‬
‫هذه القيود تقرر إابرادة الأشخاص و مبش يئهتم كرشط املنع من الترصف يف املكل اذلي جي أأن يكون حمددا مبدة معينة وأأن يكون مرشوعا ‪.‬‬
‫و قد يتقرر ملصلحة املاكل أأو املشرتط كام ميكن أأن يتقرر ملصلحة الغري و أأمثةل ذكل أأن يشرتط املويص هل عدم الترصف يف املال املويص به حىت بلوغ سن معينة‪ ،‬و كذكل‬
‫اشرتاط البائع عىل املشرتي عدم الترصف يف املبيع حىت يمت الوفاء ابلمثن اكمال‪.‬‬
‫‪ -25‬املنتجات أأو احملصولت يه عكس الامثر حبيث أأهنا غري متجددة يف بيئهتا بصورة دورية و يف مواعيد منتظمة ‪ ،‬و فصلها عن أأصلها يؤدي اإىل الإقتطاع من أأصلها أأو الإنقاص‬
‫منه اكلبرتول و الرمل يف املرمةل و احلجر يف احملجرة‪. . .‬‬
‫العنرص اذلي ميزي حق امللكية عن غريه من احلقوق العينية ا ألصلية و لهذا فاإنه يظل دامئا يف يد املكل ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق مانع (اإس تئثاري) ‪ :‬حق امللكية حق مقصور عىل صاحبه ميكنه من الاس تئثار مبزااي ملكه و ل يكون مقيدا يف ذكل اإل مبا يكون‬
‫للغري من حق يف المتتع ببعض املزااي املقروضة عىل هذا احلق مبوج التفاق أأو القانون ‪.‬‬
‫فقد خيول املاكل خشصا أآخر حق الانتفاع ابليشء أأو يرتت هل عليه حق ا إلرتفاق‪ ،‬ألن هناك حالت جيزي فهيا القانون للغري اس تعامل اليشء‬
‫اململوك للغري و مهنا مثال املالك اجملاورين كحق اس تعامل اجملرى املايئ (املرصف) فامي حتتاجه أأراضهيم لرهيا و كذكل اإذا اكنت ا ألرض حمبوسة‬
‫عن الطريق العام أأو ل يصلها به ممر اكف‪ ،‬فلصاحهبا حق املرور عىل ا ألرض اجملاورة ابلقدر الالزم لإس تغالل أأرضه و اس تعاملها عىل الوجه‬
‫املأألوف‪.‬‬
‫اإذ جي عىل املاكل الامتناع عن التدخل يف ملكه مىت اكن ذكل مرضا ابلغري و اإل اعترب متعسفا يف اس تعامل حقه‪ ،‬اكملاكل اذلي يقوم ببناء‬
‫حائط حيج به النور عىل اجلار‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ج ‪ -‬حق دامئ ‪ :‬حق امللكية حق دامئ ل ينقيض أي يبقى دامئا بدوام اليشء يف مكل صاحبه بيامن احلقوق الخرى ليست لها صفة ادلوام ‪.‬‬
‫د ‪ -‬حق امللكية ل يسقط بعدم الاس تعامل ‪ :‬اإن حق امللكية ل يسقط بعدم الاس تعامل عكس حق ا إلرتفاق و حق الانتفاع و حق السكىن‬
‫اليت يه حقوق تنهتىي بعدم الاس تعامل‪.‬‬
‫فقط اإذا أأقرتن عدم اس تعامل حق امللكية حبيازة اليشء من طرف الغري و توافرت دلى هذا الغري رشوط التقادم املكس فاإنه يكتس هذا‬
‫اليشء ابلتقادم ‪ ،‬حفق امللكية ل يسقط ابلتقادم و لكن يكتس به‪.‬‬
‫احلقوق املتفرعة عن حق امللكية ‪:‬يه حقوق ختول لصاحهبا سلطة حمدودة عىل يشء مملوك للغري‪ ،‬مبعىن أأهنا حقوق عينية تقتطع بعضا أأو جانبا‬
‫من السلطات املقررة لصاح حق امللكية حلساب خشص أآخر غري املاكل ‪ ،‬يه خبالف حق امللكية اذلي خيول للامكل سلطة اكمةل عىل‬
‫اليشء بيامن غريه من احلقوق العينية ا ألصلية فال خيول صاحبه اإل بعض هذه السلطة ‪ ،‬ذلكل فاإن احلقوق العينية ا ألصلية فامي عدا حق امللكية‬
‫تعترب حقوقا متفرعة عن امللكية و ختتلف هذه احلقوق املتفرعة عن حق امللكية ابختالف القوانني‪.‬‬
‫‪ -9‬حق الإنتفاع ‪ : L'usufruit‬تنص املادة ‪ 244‬ق‪.‬م عىل ما ييل " يكس حق الانتفاع ابلتعاقد و ابلشفعة و ابلتقادم أأو مبقتىض القانون‪.‬‬
‫جيوز أأن يويص حبق الانتفاع الأشخاص املتعاقدين اإذا اكنوا موجودين عىل قيد احلياة و قت الوصية كام جيوز أأن يويص به للحمل املس تكني"‬
‫‪.‬‬
‫حق الانتفاع هو حق عيين أأصيل مقرر لشخص عىل يشء مملوك لغريه ‪ ،‬يشمل حق الانتفاع الاس تعامل و الاس تغالل‪ ،‬أأي هو حق ميكن‬
‫املنتفع من ممارسة سلطة عىل العني اململوكة لشخص أآخر دون وساطة من أأي خشص‪ ،‬و هو حق ينهتىي مبوت أأو انقضاء ا ألجل املعني هل كام‬
‫ينهتىي هبالك اليشء أأو ينهتىي كذكل بعدم اس تعامهل ملدة ‪ 95‬س نة ‪.‬‬
‫يرد حق الانتفاع عىل ا ألموال العقارية و املنقوةل اكملروبات و الآلت و املوايش‪ ...‬كام يرد عىل ا ألموال غري املادية كحق املؤلف و حق اخملرتع‪.‬‬
‫حفق الانتفاع خيول للمنتفع حق اس تعامل اليشء وفقا لإس تعامهل اذلايت و ملصلحته الشخصية كام هل حق اإس تغالل اليشء ‪ ،‬كحق اإنتفاع عىل‬
‫عقار‪ ،‬لصاحبه حق اإس تعامل العقار و فقا لإس تعامهل اذلايت أأي ملا هو خمصص هل للمصلحة الشخصية للمنتفع‪ ،‬كام هل حق اإس تغالهل فتكون هل‬
‫مثاره املدنية و الطبيعية بيامن منتجات اليشء تكون ملاكل العقار و ليس للمنتفع ‪ ،‬ألن اس تخراج املنتجات ينقص من أأصل اليشء (كام س بقت‬
‫الإشارة ) ‪ ،‬و حق الإنتفاع مبتجر يشمل حق املنتفع يف بيع البضائع و رشاء غريها لبيعها‪ ،‬و هو ملزم ابحملافظة عىل املتجر ‪ ،‬و حق الانتفاع‬
‫بقطيع من املوايش تكون للمنتفع ا أللبان و الصوف و انجت املوايش‪.‬‬
‫اإلزتامات صاح حق الإنتفاع ‪:‬بصفة عامة يلزتم املنتفع ابلنتفاع ابليشء حبس ما أأعد هل و اإدارته اإدارة حس نة‪.‬‬
‫كام يلزتم املنتفع بصيانة اليشء و حتمل املصاريف الواج اإنفاقها بصفة عادية عىل اليشء‪.‬‬
‫زد عىل ذكل املنتفع يكون ملزما ابحملافظة عىل اليشء املنتفع به و يرده اإىل مالكه عند انهتاء مدة الانتفاع ‪ ،‬أأما اإذا اكن االش ئي حمل حق‬
‫الانتفاع من ا ألش ياء القابةل لالس هتالك و مت الاس هتالك فعال من طرف املنتفع وج عليه أأن يرد بدلها فقط للامكل عند انهتاء الانتفاع و‬

‫‪ -26‬أأما احلقوق الأخرى املتفرعة عن حق امللكية فقد يفرض لها القانون توقيت معني لإنقضاهئا ‪ ،‬حفق الانتفاع ينهتىي حامت مبوت املنتفع أأو ينقيض ابنقضاء أأجهل قبل الوفاة و حق‬
‫ا إلرتفاق قد حيدد مبدة معينة كام ينقيض أأيضا بأأس باب معينة كعدم الاس تعامل مثال ‪.‬‬
‫و حق الاس تعامل و السكن يرسي عليه حمك حق الانتفاع أأيضا و الواقع هو أأن توقيت هذه احلقوق أأمر ل مفر منه اإذ لو اكنت دامئة لأصبحت قيودا أأبدية عىل امللكية مما يؤدي‬
‫اإىل اإهدار هذا احلق‪.‬‬
‫هذا ما يسمى بش به حق الانتفاع‪ ،‬و ل جيوز للامكل أأن يقوم بلك ما من شأأنه تعطيل حق الانتفاع أأو الإنقاص منه‪.‬‬
‫و ملا اكن حق الانتفاع حقا متفرعا أأو متجزئا عن حق امللكية فاإنه يسمح لصاحبه ابس تعامل و اس تغالل اليشء فقط دون حقا لترصف اذلي‬
‫يظل ملاكل اليشء ابعتباره ملنا هل " و هو ما يسمى مباكل الرقبة" و جيوز أأما املنتفع فيجوز هل الترصف يف حق الانتفاع و ليس يف ملكية‬
‫اليشء حمل حق الانتفاع‪ ،‬فقط ترصفه هنا يبقى حمدود مبدة الانتفاع‪ ،‬و هذا التحديد رضوري ابلنس بة حلق الانتفاع حىت ل يكون الانتفاع‬
‫قيد أأبداي عىل امللكية‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -4‬حق الاس تعامل و حق السكن ‪: L'usage et l'habitation‬تنص املادة ‪ 255‬ق‪.‬م عىل ما ييل " ‪ :‬نطاق حق الاس تعامل و حق‬
‫السكن يتحدد بقدر ما حيتاج اإليه صاح احلق و أأرسته اخلاصة أأنفسهم و تكل دون الإخالل ابلأحنام اليت يقررها الس ند املنشئ للحق "‪.‬‬
‫حق الاس تعامل هو حق عيين أأصيل خيول صاحبه اس تعامل اليشء لنفسه و ألرسته ‪ ،‬ذلكل مسي حق الاس تعامل الشخيص ‪ ،‬فهو حق‬
‫انتفاع يف نطاق حمدودة اإذ ليس لصاحبه الاس تعامل و الاس تغالل كام هو الشأأن يف الانتفاع ‪ ،‬و اإمنا لصاحبه احلق يف اس تعامل اليشء يف‬
‫حدود ما ينتجه هو و أأرسته خلاصة أأنفسهم ‪ .‬فاإذا اكن اس تعامل اليشء يؤدي اإىل احلصول عىل مثاره ‪ ،‬كام هو الشأأن يف اس تعامل أأرض‬
‫زراعية مثال ‪ ،‬فاإن صاح احلق يس تحق من هذه الامثر مقدار ما يسد حاجته هو و أأرسته فقط‪.‬‬
‫أأما حق السكىن هو حق عيين أأصيل و هو عبارة عن حق الاس تعامل الوارد عىل العقارات املبنية فاإذا اكن لشخص حق اس تعامل مزنل‬
‫مملوك للغري فاإن حقه يقترص عىل السكن فقط و ليس هل احلق يف تأأجريه للغري أأو يف الترصف فيه‬
‫‪ -2‬حق ا إلرتقاق ‪:‬تعرف املادة ‪ 230‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ 28‬ا إلرتفاق بأأن ّه‪ ":‬حق جيعل حد املنفعة عقار لفائدة عقار أأخر خشص أخر و جيوز أأن يرتت‬
‫آ‬
‫ا إلرتفاق عىل مال اإن اكن ل يتعارض مع الإس تعامل اذلي خصص هل هذا املال " ‪.‬‬
‫حق ا إلرتفاق هو حق عيين أأصيل متفرع عن حق امللكية ‪ ،‬و هو تلكيف مفروض عىل عقار معني مبا حيد من منفعته خدمة لعقار ميلكه‬
‫خشص غري مال العقار ا ألول ‪.‬‬
‫مبعىن أآخر هو حق من شأأنه أأن جيعل عقار يف خدمة عقار أآخر‪ ،‬فيسمى العقار املثقل اب إلرتفاق – العقار املرتفق به‪ -‬مصطلح العقار اخلادم‬
‫‪ ،‬و العقار املقرر لفائدته ا إلرتفاق اإصطالح العقار اخملدوم ‪.‬‬
‫تنشأأ حقوق الارتفاق بأأس باب ثالثة يه‪:‬‬
‫ـ الوضعية الطبيعية ‪ :‬و يه تكل املتودلة عن وضعية ا ألماون الطبيعية أأي يه حقوق إارتفاق تثبت ابلوضع الطبيعي‪ ،‬كحق مس يل مياه‬
‫ا ألمطار املرتت ل ألرايض العالية عىل الأرايض املنخفضة ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ـ ا إلرتفاقات املفروضة قانوان‪ :‬ويه حقوق الارتفاق القانونية اليت تنشأأ بنص قانوين ‪.‬‬
‫ـ الترصفات ا إلرادية‪ :‬ويه حقوق الارتفاق املنشأأة إابرادة الإنسان فهىي تكون وليدة التفاقات املعقودة بني م ّالك العقارات ‪ ،‬كتكل‬
‫الارتفاقات اليت تكتس ابلعقد و ابلوصية و ابملرياث و ابلتقادم اإل أأنه ل تكتس ابلتقادم اإل الارتفاقات الظاهرة و املس مترة‪.‬‬
‫أأ‪ -‬صور حق ا إلرتفاق ‪:‬قد يكون حق الارتفاق معال اإجيابيا يقوم به ماكل العقار املرتفق يف العقار املرتفق به كام يف ا إلرتفاق ابملرور أأو ابملطل‬
‫أأو ابجملرى‪.‬‬
‫كام قد يكون معال سلبيا أأي يتحمت عىل ماكل العقار املرتفق به الامتناع عن القيام بأأعامل عن القيام بأأعامل معينة اكن حيق هل يف ا ألصل و‬
‫قانوان صالحية القيام هبا كام يف حاةل ا إلرتفاق بعدم تعلية البناء اإىل ما جياوز حدا معينا ‪.‬‬
‫يف لكتا احلالتني سواء اكن ا إلرتفاق معال اإجيابيا أأو معال سلبيا فاإنه يعترب تلكيفا حيد من منفعة العقار املرتفق به ملصلحة عقار أآخر و يؤدي‬
‫ا إلرتفاق اإىل الإنقاص من املزااي اليت خيولها حق امللكية للامكل ‪ ،‬ابلتايل ل جيوز الترصف يف حق ا إلرتفاق مس تقال عن العقار املرتفق ‪ ،‬نشري‬

‫‪ -27‬هناك من ينكر الصفة العينية حلق الاس تعامل و حق السكن نظرا لطابعها الشخيص اإذ ل جيوز التنازل عهنام و ل الترصف فهيام و ل جي تصنيفهام مضن احلقوق العينية القابةل‬
‫للتعامل فهيا ‪ ،‬لكن ميكن الرد عىل هذا الرأأي بأأنه اإذا اكنت قابلية التعامل خاصية من خصائص احلقوق العينية اإل أأهنا ليست املزية ا ألساس ية فهيا‪ ،‬لأن املزية الأساس ية يه العالقة‬
‫أأو السلطة املبارشة للشخص ابلعني دون حاجة اإىل تدخل خشص أآخر و هذه املزية مادامت متوفرة يف حق الاس تعامل و يف حق السكىن فاإن لك من حق الاس تعامل و حق‬
‫السكن حق عيين فعال‪.‬‬
‫‪ -28‬النص العريب للامدة ‪ 4/244‬خاطئ يف ذور لكمة (متعاقدين) و حصهتا متعاقبني رضورة اإعادة النظر يف القانون املدين ص ‪ ،902‬النص الفرنيس لهذه املادة ذور لكمة‬
‫‪Successives‬و اكن موفقا يف ذكل ‪.‬‬
‫‪ -29‬لقد ذورت املادة ‪ 244‬مدين بأأنه يمكن أأن يكتس حق الانتفاع مبقتىض القانون متأأثرا يف ذكل ابلقانون املدين الفرنيس اذلي مينح للزوج البايق عىل قيد احلياة حق الانتفاع‬
‫قانوين بأأموال الزوج املتوفس يف اإطار ما قررته املادة ‪ 030‬مدين و كذكل ل ألولياء حق انتفاع قانوين بأأموال أأولدمه القرص و عدميي الأهلية‪.‬‬
‫هنا اإىل أأنه جيوز ملاكل العقار اإنشاء ما يشاء من حقوق ا إلرتفاق برشط عدم خمالفهتا للنظام العام مع مراعاة الرشوط الواج توافرها يف حق‬
‫ا إلرتفاق‪.‬‬
‫ب ‪ -‬رشوط حق ا إلرتفاق‪:‬‬
‫‪ -‬جي أأن يكون العقاران مملوكني لشخصني خمتلفني‪.‬‬
‫‪ -‬جي أأن يكون التلكيف مفروضا عىل العقار املرتفق به ذاته ‪ ،‬فال جيوز أأن يكون حق ا إلرتفاق اإلزتاما خشصيا مفروضا عىل ماكل العقار‬
‫املرتفق به‪. 30‬‬
‫‪ -‬جي أأن تكون العالقة بني عقارين ‪ ،‬عقار مرتفق ( عقار مقرر لفائدته ا إلرتفاق) و عقار مرتفق به اإذ أأن مفهوم ا إلرتفاق ذاته هو العالقة‬
‫بني عقارين فهو ل ينشأأ اإل عىل العقارات‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬جي أأن يكون التلكيف ملصلحة عقار و ليس لفائدة خشص ‪.‬‬
‫ج – اإنقضاء حق الارتفاق ‪ :‬ينقيض حق الارتفاق اب ألس باب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ينقيض حق ا إلرتفاق هبالك العقار املر تفق لكيا‪ ،‬فاإذا هكل العقار املر تفق به ينقيض حق الارتفاق هنائيا بسب زوال العقار اذلي اكن‬
‫واردا عليه‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬ينقيض حق ا إلرتفاق اإذا فقد حق ا إلرتفاق لك منفعة للعقار املرتفق أأو بقيت هل فائدة حمدودة ل تتناس مع العباء الواقعة عىل العقار املر‬
‫تفق به‪.‬‬
‫‪ -‬ينقيض حق ا إلرتفاق كذكل بعدم اس تعامل مدة عرش س نوات أأي أأن حق ا إلرتفاق يسقط ابلتقادم بعدم اس تعامهل ملدة ‪ 97‬س نوات‪.‬‬
‫‪ -‬ينقيض حق ا إلرتفاق ابنقضاء ا ألجل احملدد هل‪ ،‬فاإذا تقرر حق ارتفاق عىل عقار ملدة مخس س نوات فاإنه ابنهتاء هذه املدة يتحلل العقار‬
‫املرتفق به من حق الارتفاق فال يصبح لصاح العقار املر تفق حق الارتفاق‪.‬‬
‫ج‬
‫‪ -‬ينقيض حق ا إلرتفاق ابجامتع العقار املر تفق به و العقار املر تفق يف يد ماكل واحد فاإذا أأ متع العقاران يف يد ماكل واحد ينقيض حق‬
‫ا إلرتفاق اإذ من بني رشوط الارتفاق أأن يكون العقاران مملوكني لشخصني خمتلفني‪.‬‬
‫بعض أأنواع حقوق الارتفاق‬
‫ـ حق املس يل‪ :‬وهو جمرى عىل سطح ا ألرض من ا ألرض املرتفعة اإىل ا ألرض املنخفضة ‪ ،‬لترصيف املياه الزائدة عن احلاجة عرب عقارات‬
‫اجلوار حىت تصل اإىل مرصف عام‪ .‬والفرق بني املس يل واجملرى أأن اجملرى جلل املياه الصاحلة ل ألرض‪ ،‬واملس يل لرصف املياه الزائدة وغري‬
‫الصاحلة عن ا ألرض أأو ادلار‪.‬‬
‫ـ حق التعيل‪ :‬وهو حق صاح العقار الأعىل يف الإس تقرار عىل العقار ا ألسفل كام هو احلال يف ا ألبنية الطابقية‪.‬‬
‫‪ -‬حق املرور‪ :‬هو حق صاح الأرض احملبوسة يف الوصول اإىل الطريق العام من خالل أأرض جماوره لها‪.‬‬
‫‪ -‬حق اجملرى املايئ‪ :‬هو حق حس املياه من املنبع أأو الهنر‪.‬‬
‫‪ -‬حق امل َ َطل‪ :‬حق صاح املزنل يف فتح مطالت عىل حديقة غري مملوكة هل‪.‬‬
‫‪ -‬حق الرصف‪ :‬أأن ترصف املياه الزائدة عن حاجة الري اإىل ا ألرض اجملاورة‪.‬‬
‫‪ -4‬حق احلكر‪ :‬هو حق عيين أأصيل متفرع عن حق امللكية مل يرد النص عليه يف القانون املدين اجلزائري مضن احلقوق العينية‪ ،‬و هو حق‬
‫خيول صاحبه الإنتفاع ابلعني املوقوفة ابلبناء علهيا أأو الغراس فهيا ملدة غري معينة مادام يدفع أأجر املثل‪ ،‬مفىت بىن‬ ‫مس متد من الرشيعة ّ‬
‫الغراء ّ‬
‫احملتكر أأو غرس يف ا ألرض ثبت هل حق القرار فهيا‪ ،‬فال تزنع من يده ما دام يدفع أأجر املثل احلايل‪.‬‬

‫‪ -30‬ألن الزتام ماكل العقار املرتفق به حلرث أأرض جاره مثال ‪ ،‬ل يعد حق ارتفاق لأن حق ا إلرتفاق حق متفرع عن حق امللكية فهو حق عيين يمتثل يف السلطة املبارشة اليت‬
‫ميارسها صاح العقار املقرر لفائدته ا إلرتفاق عىل العقار املرتفق به دون حاجة اإىل توسط ماكل العقار املرتفق به‪.‬‬
‫فاإذا اكن صاح العقار املرتفق به ملزم ابلقيام ببعض أأعامل تقتضهيا احملافظة عىل حق ا إلرتفاق ذاته فا ّإن هذه الالزتامات تعترب الزتامات اثنوية و يه الزتامات عينية و تعترب من‬
‫ملحقات حق ا إلرتفاق‪.‬‬
‫‪ -31‬حفق الصيد مثال حق اس تعامل و ليس حق ارتفاق ألنه حيقق مصلحة خشصية للصيد و كذكل اإلزام خشص حبرث أأرض جاره ليس حق ارتفاق مفا هو اإل حق خشيص و حمدود‬
‫بوقت معني‪.‬‬
‫احلقوق العينية التبعية‬
‫‪32‬‬
‫تقرر هذه احلقوق ضامان للوفاء ابإلزتامات يف ذمة املدين ذلا مسيت ابلتأأمينات العينية أأو الضامانت و احلقوق العينية التبعية ىه احلقوق الىت ل‬
‫يكون لها اس تقالل ذاىت‪ ،‬بل لبد من أأن تستند اإىل حق خشيص تكون اتبعة هل ضامان للوفاء به ‪ ،‬و عليه فأأنه يشرتط لنشوء احلق العيىن‬
‫التبعى ما يأأىت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأن يكون هناك حق أأصىل يمتثل يف حق خشيص (اإلزتام أأصيل)‪ ،‬فينشأأ احلق العيين التبعي (التأأمني العيين) ضامان للوفاء به‪.‬‬
‫‪ -‬أأن يكون هناك حق عيىن تبعى‪ ،‬أأى أأنه يوجد يشء مادي يتبع احلق الشخىص ويضمن الوفاء به‪ ،‬بأأن حيصل ادلائن عليه ادلائن كتأأمني‬
‫ليضمن هل الوفاء حبقه ‪.‬‬
‫أ‬ ‫ل‬
‫والهدف من تقرير احلقوق العينية ا تبعية هو توفري الضامن لدلائن العادى صاح احلق الشخىص ىف استيفاء حقه ‪ ،‬اإذ أن هذا ادلائن قد‬
‫يتعرض خملاطر عدم استيفائه حلقه ‪ ،‬وتنحرص هذه اخملاطر ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف عدم كفاية أأموال املدين للوفاء بلك ديونه ‪ ،‬مما يؤدى اإىل قسمة أمواهل عىل ادلائنني قسمة غرماء بنس بة دين لك مهنم ‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬ىف اإعسار املدين اذلى ينتج اإما من ترصفه ىف أأمواهل أأو قيامه بعقد ديون جديدة‪ ،‬ذلكل فقد أأوجد القانون لدلائنني ضامانت خاصة للمطالبة‬
‫حبقوقهم ‪ ،‬وهذه الضامانت اخلاصة ىه ما تسمى ابحلقوق العينية التبعية أأو التأأمينات العينية وىه أأربعة‪: 33‬‬
‫‪ -9‬الرهن التأأميين أأو الرهن الرمسي‪: L hypotheque 34‬عرفت املادة ‪ 224‬ق‪.‬م‪.‬ج الرهن الرمسي بقولها‪":‬الرهن الرمسي عقد يكس به‬
‫ادلائن حقا عينيا عىل عقار لوفاء دينه‪ ،‬يكون هل مبقتضاه أأن يتقدم عىل ادلائنني التاليني هل يف املرتبة يف اس تفاء حقه من مثن ذكل العقار يف أأي‬
‫يد اكن"‪.35‬‬

‫‪ -32‬ا ألصل أأنه جي عىل املدين تنفيذ الزتامه تنفيذا عينيا‪ ،‬أأي أأنه جي عليه أأن يقوم بعني ما الزتم به‪ ،‬و يف هذا الصدد تنص املادة ‪ 937‬عىل أأن ‪":‬املدين ملزم بتنفيذ ما تعهد به‬
‫‪ ، ...‬فاإذا مل يقمي املدين بتنفيذ اإلزامه اإس تطاع ادلائن اإجباره عىل ذكل أأي أأن ادلائن حيرك عنرص املسؤولية يف الالزتام و ذكل برفع دعوى لإجبار املدين عىل تنفيذه و يف هذا‬
‫الصدد تنص املادة ‪ 934‬قانون مدين عىل أأنه " جيرب املدين بعد اإعذاره ‪ ...‬عىل تنفيذ اإللزتامه تنفيذا عينيا مىت اكن ذكل ممكنا"‬
‫و التنفيذ عىل أأموال املدين حتمكه قاعدة عامة و يه أأن لك أأموال املدين ضامنة للوفاء بديونه و أأن ادلائنني متساوون يف الضامن و هذا ما يعرف ابلضامن العام و هو ما نصت عيه‬
‫املادة ‪ 922‬قانون مدين بقولها‪ ":‬أأموال املدين مجيعها ضامنة لوفاء ديونه‪.‬‬
‫و يف حاةل عدم وجود حق أأفضلية مكتس طبقا للقانون فاإن مجيع ادلائنني متساوون جتاه هذا الضامن"‪.‬‬
‫فالقول أأن مجيع أأموال املدين ضامنة للوفاء بديونه يعين أأن مسؤولية املدين عن الوفاء ابلزتامه مسؤولية خشصية غري حمددة مبال معني بذاته حبيث يكون من حق ادلائن التنفيذ عىل‬
‫أأي مال من ا ألموال اململوكة ملدينه وقت التنفيذ علهيا مجيعا‪ ،‬و كذكل القول أأن مجيع ادلائنني متساوون يف الضامن يعين أأنه ل أأفضلية ألحدمه عل غريه أأاي اكن اترخي نشوء حقه ‪،‬‬
‫فادلائن السابق حقه يف النشوء ل ميكن أأن يدعي الأفضلية عىل ادلائن املتأأخر حقه يف النشوء‪ ،‬فاإذا مل تكن أأموال املدين اكفية للوفاء بلك حقوق ادلائنني فاإهنم يسقسموهنا قسمة‬
‫غرماء أأي لك واحد مهنم يس تويف حقه بنس بة قمية دينه‪.‬‬
‫ذلكل ل يكتفي ادلائن احلريص ‪ ،‬ابلضامن العام ‪ ،‬و اإل عرض نفسه خلطر مزدوج‪ ،‬مفن هجة قد يعمد املدين اإىل الترصف يف أأمواهل (ابإخراهجا من ذمته املالية) فاإذا جاء وقت التنفيذ‬
‫ل جيد ادلائن يف ذمة مدينه ما ينفذ عليه و من هجة أأخرى قد يسعى املدين اإىل الزايدة يف الزتاماته من انحية أأخرى (يرت يف ذمته ديوان للغري )‪،‬فاإذا حل أأجل التنفيذ ظهر‬
‫ادلائنون أآخرون اإىل جان ادلائن ‪ ،‬فزيامحونه ويتقامسون ما يف ذمة املدين قسمة غرماء بيهنم ‪ ،‬ليس ألي مهنم أأولوية عىل ا ألخر‪.‬‬
‫فادلائن احلريص عىل حقه يطل من مدينه ضامان خاصا و يتحقق ذكل بتخصيص مال مملوك للمدين أأو لغريه ضامان للوفاء بدين ادلائن ‪ ،‬فاإذا تقرر لدلائن تأأمني عيين عىل مال‬
‫معني فاإنه إاذا جاء وقت التنفيذ و مل ينفذ املدين اإلزتامه فا ّإن لدلائن التنفيذ عىل هذا املال اب ألولوية عىل غريه من ادلائنني و هل كذكل أأن يتبع هذا املال اخملصص للتأأمني يف أأي يد‬
‫اكن و التنفيذ عليه‪.‬‬
‫اإن فكرة التأأمينات العينية جتمعها فكرة ختصيص مال ضامان للوفاء بدين و ينشأأ بعضها مبقتىض عقد رمسي أأو عقد رضايئ كام ينشأأ بناءا عىل حمك قضايئ أأو ينص يف القانون و يرتت‬
‫عىل بعضها نقل حيازة اليشء املرهون اإىل املرهتن و يف البعض مهنا ل تنتقل احليازة من الراهن اإىل املرهتن كام أأنه جي أأن يمت شهر هذه احلقوق اإذا اكنت واردة عىل عقار‪.‬‬
‫‪-33‬أأما احلق يف احلبس ‪ Le droit a la retention‬اذلي هو حق مينحه القانون لدلائن يف أأن ميتنع عن رد يشء مملوك ملدينه اإذا مل يوف هل حقه ‪ ،‬حس نص املادة ‪477‬‬
‫وخيول صاحبه حق الإحتفاظ ابليشء ولو اكن حمل ترصفات متعاقبة‪ ،‬وإاذا انزتع منه فهل احلق يف اسرتداده‪ ،‬فهو يش به من‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج و هو حق مصدره القانون وليس إارادة الطرفني‪ّ ،‬‬
‫هذا اجلان املرهتن رهنا حيازاي‪ .‬وقد اختلف يف اعتبار احلق يف احلبس‪ ،‬حيث اعتربه البعض بأأنه حق عيين غري اكمل‪ ،‬يف حني اعتربه البعض الآخر بأأنه ل يدخل يف عداد‬
‫التأأمينات ل الشخصية ول العينية‪ ،‬وذه البعض اإىل أأنه حق خشيص‪ .‬وأأمام هذا الإختالف يف حتديد طبيعة هذا احلق مل يورد املقنن اجلزائري هذا احلق يف الكتاب اخلاص‬
‫ابحلقوق العينية التبعية يف القانون املدين يف املادة ‪ 224‬وما بعدها‪ ،‬وإامنا أأورده يف الكتاب الثاين اخلاص ابلإلزتامات والعقود‪ ،‬وذلكل ميكن القول بأأنه مل يعتربه من احلقوق العينية‪.‬‬
‫‪ -34‬نشري هنا اإىل أ ّأن الرشيعة الإسالمية ل ّتقر الرهن الرمسي وإانّام تقر الرهن احليازي‪ ،‬سواء يف العقار أأو املنقول‪ ،‬أل ّن قبض الرهن رشط لصحة عقد الرهن رشعا سواء تسلمه‬
‫ادلائن املرهتن أأو خشص اثلث يتفق عليه العاقدان‪.‬‬
‫‪ -35‬لقد عرفه املرشع ابعتباره حقا‪ ،‬اإذا احلق هو الغاية‪ ،‬و العقد هو وس يةل نشوء هذا احلق و ذلا فيتحسن تعريف الرهن الرمسي بأأنه حق عيين تبعي‪ ،‬ينشأأ مبقتىض عقد رمسي‬
‫ضامان للوفاء ابلزتام ‪ ،‬و ليس الرهن الرمسي هو عقد ‪ ...‬حس امب ورد يف نص املادة ‪ 224‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫هو حق عيين تبعي يتقرر ملصلحة دائن عىل عقار ضامان للوفاء حبق ادلائن‪ ،‬مع بقاء هذا العقار يف حيازة (يف يد) املدين الراهن يس تعمهل‬
‫ويس تغهل ويترصف فيه‪ ،‬ويكون هل مبوجبه أأن يتقدم عىل ادلائنني العاديني وادلائنني التاليني هل يف املرتبة يف استيفاء حقه من ذكل العقار يف‬
‫أأي يد يكون‪ ،‬وقد يكون الراهن هو املدين نفسه‪ ،‬أأو خشص أآخر يقرر رهنا رمسيا عىل عقاره ملصلحة املدين ويسمى الراهن يف هذه احلاةل‬
‫ابلكفيل العيين ‪ ، la caution reelle‬دون أأن يؤثر ذكل يف حق ادلائن املرهتن‪ ،‬ما دام أأنه ميكل مبوج القانون حق التقدم وحق التتبع‪.‬‬
‫مصدر الرهن الرمسي يف القانون اجلزائري هو القانون أأو حمك القايض أأو العقد طبقا ألحنام املادة ‪ 222‬من ق‪.‬م ج ‪ ،‬كام جي أأن يوثق عقد‬
‫الرهن التأأميين يف وثيقة رمسية وإالّ اكن ابطال بطالان مطلقا‪.‬‬
‫وعىل ذكل ميكن أأن نس تخلص من هذا التعريف ما يأأىت ‪:‬‬
‫‪ -‬الرهن الرمسى ينشأأ عن عقد رمسى يقوم بتحريره موثق بأأحد منات التوثيق مبصلحة الشهر العقارى‪ ،‬يثبت فيه اتفاق ادلائن املرهتن مع‬
‫املدين الراهن‪ ،‬حيث يقدم فيه هذا ا ألخري عقاره كضامن لوفاء دين ادلائن‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الرمسى ل يرد ىف ا ألصل اإل عىل العقارات‪ ،‬عىل اعتبار أأهنا ختضع للشهر‪ ،‬ولكن يرد عىل هذا ا ألصل اس تثناء ابلنس بة لبعض‬
‫املنقولت الىت أأجاز القانون رههنا رهنا رمسيا وىه احملالت التجارية‪ ،‬والسفن والطائرات‪.36‬‬
‫‪ -‬حيتفظ الراهن ىف الرهن الرمسى حبيازة العقار املرهون فال تنتقل هذه احليازة للمرهتن ويرتت عىل ذكل أأنه حيق للراهن أأن يس تعمل عقاره‬
‫ويس تغهل ‪ ،‬بل ويترصف فيه أأيضا‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الرمسى حق عيىن فهو حيتج به ىف مواهجة الغري برشط اإشهاره ىف جسالت الشهر العقارى‪ ،‬ويمت الشهر عن طريق القيد‪.‬‬
‫‪ -‬مينح الرهن الرمسى لدلائن املرهتن حق التقدم والتتبع ‪ ،‬اإذ مبقتىض حق التقدم أأو ا ألولوية يس توىف املرهتن حقه من مثن العقار املرهون‬
‫اب ألفضلية عىل ادلائنني الآخرين و تتحدد مرتبة ادلائن املرهتن ابلقيد‪ ،‬أأي أأن ادلائن اذلي قيد حقه ا ألول يكون يف املرتبة ا ألوىل ‪ ،‬و من يقيد‬
‫بعده يكون يف املرتبة الثانية و هكذا‪ ، ........‬ومبقتىض حق التتبع يس تطيع املرهتن أأن ينفذ عىل العقار املرهون ىف يد أأي خشص تنتقل اإليه‬
‫ملكيته ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرهن احليازى ‪:‬الرهن احليازى هو عقد يلزتم به خشص ضامان دلين عليه أأو عىل غريه أأن يسمل اإىل ادلائن أأو اإىل أأجنىب يعينه املتعاقدان‬
‫شيئا يرت عليه ادلائن حقا عينيا خيوهل حبس الىشء حلني استيفاء ادلين ‪ ،‬و أأن يتقدم ادلائنني العاديني وادلائنني التاليني هل ىف املرتبة ىف‬
‫اقتضاء حقه من مثن هذا الىشء ىف أأى يد يكون ‪ ،‬نس تخلص من هذا التعريف ما يأأىت ‪:‬‬
‫‪ -‬الرهن احليازى ينشأأ عن عقد رضاىئ ‪ ،‬أأى أأنه يكفى لنعقاده توافق الإجياب والقبول بني الراهن واملرهتن ‪.‬‬
‫‪ -‬ل يشرتط أأن يكون الرهن احليازى لضامن دين املدين ‪ ،‬بل ميكن أأن يكون لضامن دين عىل غريه ‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب الرهن احليازى حق عيىن مينح صاحبه سلطة مبارشة عىل الىشء املرهون متكنه من حبسه ومن أأن يتتبعه ىف أأى يد يكون ومن أأن‬
‫يس توىف حقه من مثنه اب ألفضلية عىل ابىق ادلائنني وللمرهتن رهنا حيازاي طبقا ألحنام املادة ‪ 142‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وهل أأن يستمثر اليشء وخيصم قمية‬
‫الامثر من دينه‪.‬‬
‫‪ -‬تنتقل حيازة الىشء املرهون ىف الرهن احليازى اإىل ادلائن املرهتن أأو اإىل أأى خشص أآخر يعينه املتعاقدان ‪ ،‬اإذ أأن التسلمي يعد رشطا‬
‫لرساين الرهن ىف مواهجة الغري ‪ ،‬وعىل ذكل يس تطيع املرهتن أأن يس تعمل الىشء و أأن يس تغهل بأأن حيصل عىل ريعه ذلكل يلزتم بصيانته‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن احليازى يرد عىل العقار واملنقول خبالف الرهن الرمسى اذلى ل يرد حبس ا ألصل اإل عىل العقارات ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الاختصاص ‪ :‬لقد نظم القانون اجلزائري أأحنامه يف املواد من ‪ 120‬اإىل‪ 140‬ق‪.‬م‪.‬ج و هو حق عيين تبعي يتقرر ضامان للوفاء حبق‬
‫ادلائن بأأمر من القضاء عىل عقار أأو أأكرث من عقارات مدينه مبقتىض حمك يثبت ادلين وواج النفاذ أأو مشمول ابلنفاذ املعجل صادر لدلائن‬
‫ابإلزام مدينه بيشء معني‪ ،‬فاإذا جعز املدين عن الوفاء فاإن ادلائن يطل من رئيس احملمكة اإعطاءه أأمرا بتخصيص العقار اململوك للمدين للوفاء‬
‫بدينه‪ ،‬ويتقرر حق التخصيص بأأمر يصدر من رئيس احملمكة عىل عريضة يرفعها اإليه طال حق التخصيص ّ‬
‫يعني فهيا العقار ويرفق هبا‬
‫مستنداته‪ ،‬فيكون لدلائن مبقتىض هذا احلق أأن يتتبع العقار ىف أأى يد اكنت ويس توىف دينه اب ألفضلية من مثنه ‪.‬‬
‫وميكن أأن نس تخلص من هذا التعريف ما يأأىت ‪:‬‬

‫‪ -36‬كقاعدة عامة ل يرد الرهن الرمسي اإل عىل العقارات و هذا ما نصت عليه املادة‪ 9/223‬بقولها‪ " :‬ل جيوز أأن ينعقد الرهن اإل عىل عقار ما مل يوجد نص يقيض بغري ذكل" ‪.‬‬
‫و اس تثناءا يرد الرهن الرمسي عىل بعض املنقولت اليت ميكن شهرها ( اكلسفينة) و قد يكون العقار املرهون مملواك للمدين نفسه أأو مملواك للغري اإذ تنص املادة ‪ 9 / 224‬عىل أأنه ‪":‬‬
‫جيوز أأن يكون الراهن هو املدين نفسه أأو خشصا أآخر يقدم رهنا ملصلحة املدين"‪.‬‬
‫‪ -‬حق الاختصاص ل يرد اإل عىل العقارات‪.‬‬
‫‪ -‬ينشأأ حق الاختصاص بأأمر من رئيس احملمكة التابع لها العقارات املطلوب الاختصاص هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ل يصدر رئيس احملمكة أأمره ابلختصاص اإل لدلائن اذلى بيده حمك واج التنفيذ ضد املدين ‪.‬‬
‫‪ -‬حق الاختصاص حق عيىن مينح صاحبه حق التتبع والتقدم ‪ ،‬ويتشابه حق الاختصاص مع حق الرهن الرمسى ‪ ،‬ول خيتلف عنه اإل ىف‬
‫مصدره اإذ أأن حق الاختصاص ينشأأ بأأمر من القاىض بيامن ينشأأ الرهن الرمسى ‪ -‬ابلعقد الرمسى‪ -‬خبالف ذكل حفق الاختصاص مثل حق‬
‫الرهن الرمسى ل يرد اإل عىل العقار‪ .‬وهو مثهل حق عيىن مينح صاحبه حق التتبع والتقدم‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -4‬حقوق الامتياز ‪: les privileges‬حق الامتياز هو كام عرفته املادة ‪ 124‬فقرة ‪ 9‬عىل أنه " أولوية يقررها القانون دلين معني مراعاة‬
‫منه لصفته" ‪ ،‬حيث يس تنتج من هذا التعريف أأن املرشع أأبرز فيه جوهر حق الامتياز و هو ا ألفضلية‪ 38‬اليت يقررها القانون ‪ ،‬و منه جند‬
‫أأن مصدر حق الامتياز هو القانون عىل خالف احلقوق العينية التبعية ا ألخرى‪ ،‬و هذه ا ألولوية اليت يقررها القانون تكون مراعاة لصفة‬
‫معينة يف احلق املضمون‪ ،‬و تقرير املرشع لهذه ا ألولوية ابلنظر لصفة يف احلق متلهيا أأحياان املصلحة العامة مثل امتياز املبالغ املس تحقة للخزينة‬
‫العامة‪ ،‬و أأحياان أأخرى لعتبارات اجامتعية كام هو الشأأن ابلنس بة لالمتياز املقرر ل ألجراء (اخلدم)ضامان حلقوقهم اجتاه رب العمل‪ ،‬كام قد‬
‫يراعي املرشع مدى مسامهة ادلائن يف اإدخال املال يف ذمة املدين‪ ،‬فيقرر اعتبارا ذلكل حق امتياز‪ ،‬اكمتياز ابئع العقار ‪ ،‬و بصفة عامة جند أأن‬
‫للك حق امتياز حمكة تربره‪.‬‬
‫قد ترد حقوق الامتياز عل مجيع أأموال املدين و تسمى حبقوق الامتياز العامة‪ ،‬و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬بأأنه "ترد حقوق‬
‫الامتياز العامة عىل مجيع أأموال املدين من منقول و عقار‪ ، " .......‬اكمتياز ا ألجرة املس تحقة للخدم و النفقة ل ألقارب عن ‪ 3‬أأشهر ا ألخرية‪،‬‬
‫طبقا ألحنام نص املادة ‪ 112‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫أ‬
‫اإن احلقوق الامتياز العامة ختول لدلائن صاح حق الامتياز اس تفاء حقه ابلولوية من أأموال املدين وقت التنفيذ ‪ ،‬سواء عقارات اكنت أأو‬
‫منقولت‪ ،‬أأما حقوق الامتياز اخلاصة فهىي ترد عىل عقار أأو عىل منقول معني‪ ،‬و تنص املادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬ج عىل أأن" حقوق الامتياز اخلاصة‬
‫تكون مقصورة عىل منقول أأو عقار معني‪ ،" ...‬و من هذه الامتيازات اخلاصة الواردة عىل املنقول نذور امتياز صاح الفندق عىل املنقولت‬
‫اململوكة للزنيل و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 123‬ق‪.‬م‪.‬ج " املبالغ املس تحقة لصاح الفندق يف ذمة الزنيل عن أأجرة الإقامة‪." . . .‬‬
‫و من الامتيازات اخلاصة الواردة عىل عقار‪ ،‬نذور امتياز ابئع العقار عىل العقار املبيع و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 111‬ق‪.‬م‪.‬ج بقولها" ما‬
‫يس تحق لبائع العقار من المثن و ملحقاته يكون هل امتياز عىل العقار املبيع‪ ،"....‬و دلينا امتيازات املقاولني و املهندسني املعامريني اذلين قاموا‬
‫بتشييد البناء و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 9777‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫جدول – مقارنة بني احلقوق العينية التبعية‬
‫نوع احلق‬
‫حق الامتياز‬ ‫الرهن احليازي‬ ‫الرهن الرمسي‬
‫وجه املقارنة‬
‫يتقرر مبقتىض عقد فقط بني ادلائن واملدين أأو أأي‬ ‫يتقرر مبقتىض عقد رمسي يمت بني ادلائن‬
‫يتقرر بنص القانون حامية لبعض ادلائنني ألمهية ديوهنم‬ ‫مصدر احلق‬
‫خشص أآخر دون اإشرتاط الرمسية‬ ‫واملدين أأو أأي خشص أآخر‬
‫قد يرد عىل مال معني من أأموال املدين وهو حق الامتياز اخلاص‪،‬‬
‫يرد عىل العقار واملنقول‬ ‫ل يرد اإل العقار‬ ‫حمل احلق‬
‫وقد يشمل لك أأمواهل و هو حق الامتياز العام‬
‫حق الامتياز اخلاص خيول صاحبه مزييت التقدم والتتبع‪.‬‬
‫خيول صاحبه مزييت التقدم عىل غريه من ادلائنني‬ ‫خيول صاحبه مزييت التقدم عىل غريه من‬
‫حق الامتياز العام حيول صاحبه مزية التقدم فقط ألنه غري حمصور يف‬ ‫التقدم والتتبع‬
‫و التتبع‬ ‫اادلائنني وكذكل التتبع يف أأي يد اكن ‪.‬‬
‫مال معني‬
‫ينقل حيازة املال املرهون من املدين اإىل ادلائن‬ ‫ل ينقل حيازة املال املرهون من املدين‬
‫ل ينقل احليازة‬ ‫نقل احليازة‬
‫وينهتىي خبروج حيازة املال من ادلائن‬ ‫االراهن اإىل ادلائن املرهتن‬

‫‪ -37‬النص العريب خاطئ و الصحيح هو" أأولوية يقررها القانون حلق معني مراعاة منه لصفته"‪ .‬أأنظر النص الفرنيس لهذه املادة‬
‫‪privilège est un droit de préférence concédé par la loi au profit d’une créance déterminée en considération de sa qualité‬‬
‫فادلين ل يكون هل امتياز و اإمنا الامتياز يكون للحق‬
‫‪ -38‬تمتزي هذه الامتيازات أأهنا حقوق عينية متنح لصاحهبا حق التقدم عىل مثن املال اليت تقررت عليه‪ ،‬و مرتبة التقدم حيددها القانون‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬احلق الشخيص‬
‫احلقوق الشخصية أأو الالزتامات ىه الىت تكون الطائفة الثانية من احلقوق املالية اإذ أأن حملها قابل للتقومي ابلنقود ‪ ،‬وميكن تعريف احلق‬
‫الشخىص بأأنه هو اس تئثار غري مبارش بأأداء معني‪ ،‬أأو مبعىن أآخر ‪ ،‬هو رابطة قانونية بني خشصني أأحدهام يسمى ادلائن و الآخر يسمى املدين‬
‫يلزتم مبقتضاها املدين ابإعطاء يشء أأو القيام بعمل أأو الإمتناع عن معل ملصلحة ادلائن ‪.‬‬
‫و بذكل يمتزي احلق الشخىص عن احلق العيىن فادلائن ىف احلق الشخىص ل ميكن أأن حيصل عىل حقه اإل بواسطة املدين‪ ،‬بيامن يس تطيع‬
‫صاح احلق العيىن أأن حيصل عىل حقه دون وساطة أأو تدخل من أأى خشص وهذا الاس تئثار مينح ادلائن صاح احلق القدرة عىل‬
‫مطالبة املدين امللزتم ابحلق بأأداء معني‪ ،‬هذا ا ألداء قد يكون الزتاما ابإعطاء ىشء‪ ،‬أأو ابلقيام بعمل أأو ابلمتناع عن معل‪.‬‬
‫صور احلق الشخيص ‪:‬‬
‫أ‬
‫الالزتام ابإعطاء ىشء ‪ :‬وىه احلاةل الىت يلزتم فهيا املدين بنقل أو تقرير حق عيىن ومثلها الزتام البائع بنقل ملكية العقار املبيع اإىل املشرتى‪،‬‬
‫وذكل بأأن يساعد املشرتى ىف اإجراءات تسجيل العقد الهناىئ بأأن يقدم هل مستندات امللكية ويذه معه اإىل مصلحة الشهر العقارى‬
‫والتوثيق للتوقيع عىل العقد الهناىئ ‪.‬‬
‫آ‬
‫الالزتام ابلقيام بعمل ‪:‬وهو معل اإجياىب يلزتم به املدين قبل ادلائن ‪ ،‬ومن أأمثلته قيام خشص ابإقراض أخر مبلغا من النقود‪ ،‬فيثبت للمقرض‬
‫حق خشىص قبل املقرتض موضوعه قيام هذا ا ألخري بدفع هذا املبلغ اإىل ادلائن‪ .‬وىف عقد البيع يثبت للبائع حق خشىص حمهل قيام املشرتى‬
‫بسداد المثن ‪ ،‬يقابهل حق خشىص للمشرتى ىف أأن يسلمه البائع الىشء املبيع‪.‬‬
‫الالزتام ابلمتناع عن معل ‪:‬وهو معل سلىب يلزتم به املدين قبل ادلائن‪ ،‬ومن أأمثلته الزتام البائع ىف عقد البيع بعدم التعرض للمشرتى ىف‬
‫انتفاعه ابلىشء املبيع ‪ ،‬والزتام التاجر بعدم فتح حمل جتارى ىف منطقة معينة ملدة معلومة‪ .‬لك هذه الالزتامات موضوع الامتناع عن معل‬
‫ونالحظ أأن مصطلح احلق الشخىص يس تعمل ىف الفقه والنصوص تعبريا عن الالزتام‪ ،‬كام يس تعمل هذا املصطلح ا ألخري تعبريا عن احلق‬
‫الشخىص وذكل عىل اعتبار أأهنام وهجان لىشء واحد‪ ،‬اإن نظــران اإليه مــن جــان ادلائن فهــو حق خشىص‪ ،‬وإاذا نظران اإليــه من جان‬
‫املدين فهو الزتام ‪.‬‬
‫لق‬
‫غري أأن النصوص تغل تسمية الالزتام عىل تسمية احلق الشخىص‪ ،‬ولعل ذكل يرجع اإىل أأمهية دور امللزتم ىف حتقيق ا مية الىت ميثلها احلق‬
‫الشخىص ‪.‬‬
‫مصادر احلقوق الشخصية ( الالزتامات) ‪ :‬لقد اكتفى املرشع ىف التقنني املدىن ببيان مصادر الالزتام (احلق الشخيص) وىه العقد وا إلرادة‬
‫املنفردة و الفعل غري املرشوع و ش به العقود و القانون ‪.‬‬
‫جدول – مقارنة بني احلق العيين و احلق الشخيص‬
‫احلق الشخيص‬ ‫احلق العيين‬ ‫املوضوع‬
‫يوجد طرفان‪ ،‬أأحدهام صاح احلق (ادلائن)‪ ،‬والآخر امللزتم (املدين)‪.‬‬ ‫ل يوجد اإل طرف واحد هو صاح احلق‪ ،‬فال يوجد وس يط بني صاح احلق و‬ ‫من حيث ا ألطراف‬
‫اليشء اذلي يرد عليه هذا احلق‪.‬‬
‫هو سلطة مقررة عىل خشص أآخر حملها القيام بعمل ‪ /‬الامتناع عن معل ‪ /‬اإعطاء‬ ‫هو سلطة لشخص عىل شئ معني ابذلات‬ ‫من حيث احملل‬
‫ش ئي‬
‫يكون احلق العيين حقا دامئا أأو طويل املدة ‪ ،‬مثال حق امللكية هو حق مؤبد وإان اكنت احلق الشخيص هو دامئا حق مؤقت ألنه يقيد من حرية املدين ‪ ،‬فال جيوز أأن يكون‬ ‫من حيث املدة‬
‫هناك بعض احلقوق العينية لفرتات مؤقتة ولكهنا لفرتات طويةل كخمسني س نة أأن تقيد احلق الشخيص لفرتة طويةل ذلكل جند عقد العمل ل جيوز أأن يكون أأكرث من ‪5‬‬
‫س نوات ألنه ل جيوز أأن يكون القيد عىل حرية العامل أأكرث من ‪ 5‬س نوات ألن‬ ‫حرية املدين مدة طويةل ‪.‬‬
‫املرشع ل يسمح‬
‫أأحصاب احلق الشخيص ل يتقدم أأحد عىل الآخر بيامن يمت قسمة مال املدين بيهنم‬ ‫خيول صاحبه مزيتني‪:‬‬ ‫من حيث الآاثر‬
‫(‪ )9‬التتبع‪ ،‬ويقصد به تتبع الشئ اذلي ينص عليه احلق‪ ،‬واللحاق به لسرتجاعه يف أأي قسمة غرماء أأي لك واحد يأأخذ حصته مبقدار دينه اذلي هل عىل املدين ‪.‬‬
‫يد يكون (اس تثناء‪ :‬اإذا اكن اليشء منقول مادي وحازه بطريق حسن النية فتنتقل‬
‫امللكية يف هذا املنقول بقاعدة احليازة يف املنقول س ند ملكية وهذا اس تثناء عىل القاعدة‬
‫العامة)‬
‫(‪ )4‬التقدم‪ ،‬ومؤداه أأن صاح احلق العيين يقدم عىل غريه من ادلائنني العادين حلصوهل‬
‫عىل حقه‪.‬‬
‫مل يورد لنا املرشع يف احلق الشخيص سوى الصور اليت يأأيت علهيا احلق الشخيص و‬ ‫أأنواع احلق العيين سواء اكن أأصيل أأم تبعي ‪ ،‬فهىي واردة عىل سبيل احلرص‬ ‫من حيث ا ألنواع‬
‫يه ‪:‬‬
‫اإعطاء يشء أأو القيام بعمل أأو الإمتناع عن القيام بعمل ‪.‬‬
‫اثلثا ‪ :‬احلقوق اذلهنية‬
‫احلقوق اذلهنية ىه الىت ترد عىل أأش ياء معنوية غري حمسوسة اليت يه من اإبداع اذلهن ونتاج الفكر ‪ ،‬ختول صاحهبا احلصول عىل اإنتاجه‬
‫اذلهىن بصفة عامة أأاي اكن نوعه ‪ ،‬حبيث ينس اإليه منتجه كحق املؤلف ىف مؤلفاته ‪ ،‬وحق الفنان ىف مبتكراته الفنية وحق اخملرتع ىف‬
‫خمرتعاته‪ ،‬و هذا ما يسمى برباءات الاخرتاع والرسوم والامنذج الصناعية والعالمات التجارية ‪ ،‬كام جتعل هل كذكل احلق ىف أأن يس تغل ما‬
‫أأنتجه اس تغالل ماليا ‪ ،‬يتضح من ذكل أأن احلقوق اذلهنية تش متل عىل عنرصين ‪.‬‬
‫العنرص الأول ‪ :‬عنرص معنوى ‪:‬يمتثل ىف حق الشخص ىف أأن ينس اإليه ما أأنتجه من الناحية اذلهنية وحقه ىف أأن ينرش هذا الإنتاج‬
‫اذلهىن‪ ،‬و أأن يوقف نرشه اإن أأراد‪ ،‬وحقه ىف أأل يلحق هذا الإنتاج تغيري أأو تبديل رمغ إارادته ‪.‬‬
‫العنرص الثاىن ‪ :‬عنرص مادى أأو ماىل ‪:‬يمتثل ىف حق الشخص ىف أأن يس تعمل ماليا مثرة اإنتاجه الفكري‪ ،‬فاإن اكنت أأفنارا علمية اكن لصاحهبا‬
‫أأن يقوم بنرشها وحيصل عىل مقابلها النقدى‪ ،‬وإان اكنت قطعة موس يقية أأمكن عزفها مبقابل ‪ ...‬اإىل غري ذكل من الوسائل تبعا لطبيعة العمل‬
‫نطاق احلقوق اذلهنية املشموةل ابمحلاية ‪:‬اإن امحلاية القانونية للحقوق اذلهنية تنحرص يف املصنفات املبتكرة و عنارصها اليت تمتثل يف مؤلفها ‪ ،‬و‬
‫املصنف اذلي قام به و صفة الإبتنار اليت جي أأن يتصف هبا هذا املصنف ‪.‬‬
‫(‪ )9‬املؤ ِل ّف ‪ :‬هو الشخص اذلى نرش املصنف منسواب اإليه‪ ،‬سواء اكن ذكل بذور امسه عىل املصنف‪ ،‬أأو بأأية طريقه أأخرى‪ ،‬من الطرق‬
‫املتبعة ىف نس بة املصنفات ملؤلفهيا سواء اكن ذكل بذور امس املؤلف عليه أأو بذور امس مس تعار أأو عالمة خاصة ل تدع جمال للشك ىف‬
‫التعرف عىل خشصية املؤلف ‪ ،‬ما مل يقم ادلليل عىل عكس ذكل ‪.‬‬
‫يتضح من ذكل أأن نرش املصنف هو اذلى يؤدى اإىل انفصال املصنف عن الفكر اذلى يتودل عنه ‪ ،‬وبدون هذا النرش ل ينشأأ للمؤلف حق‬
‫عىل مصنفه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬املصنَّف املبتكر ‪ :‬املصنف هو أأى معل ذهىن برصف النظر عن طريقة التعبري عنه ‪ ،‬سواء اكنت الكتابة أأو الرمس أأو التصوير أأو‬
‫الصوت أأو احلركة‪ ،‬فال يقترص املصنف عىل الكتاب وحده ذلكل يعد مصنفا الكت العلمية وا ألدبية والثقافية واللوحات الزيتية والصور‬
‫الفوتوغرافية‪ ،‬و أأفالم السيامن والتليفزيون وا ألغاىن واملوس يقى واحملارضات واخلط واملواعظ وما مياثلها‪.‬‬
‫أأما الابتنار فهو ينص عىل موضوع املصنف أأو عىل شلكه‪.‬‬
‫( أأ) فقد ينص الابتنار عىل موضوع املصنف بأأن يتضمن ابتنارا و أأراء جديدة مل يس بق ألحد التوصل اإلهيا ‪.‬‬
‫تنظ‬
‫(ب) وقد ينص الابتنار عىل شلك املصنف‪ ،‬اإذا قام املؤلف بعرض موضوع املصنف عرضا جديدا من حيث ميه وترتيبه وتبويبه‪.‬‬
‫(جـ) كام يعترب ابتنارا ‪ -‬أأيضا ‪ -‬القيام برتمجة املصنف من لغة اإىل أأخرى ‪.‬‬
‫وعىل ذكل‪ ،‬ل يعد ابتنارا جمرد جتميع بعض املصنفات مكختارات الشعر والنرث وا ألدب واملوس يقى دون اإبداء أأية تعليقات أأو اإضافات علهيا ‪.‬‬
‫كام ل يعد ابتنارا حماولت جتميع الواثئق الرمسية كنصوص القوانني واللواحئ واملراس مي والتفاقات ادلولية وا ألحنام القضائية وسائر الواثئق‬
‫الرمسية‪.‬‬
‫أأنواع املصنف املبتكر ‪:‬‬
‫‪ -‬املصنف من معل مؤلف واحد ‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬املصنق املشرتك ‪ :‬و هو املصنف اذلي يسهم يف اإنتاجه أكرث من خشص ‪ ،‬و هو عىل صورتني ‪:‬‬
‫* الإشرتاك اخملتلط عىل حنو يتعذر معه فصل نصي لك مهنم يف العمل املشرتك ‪ ،‬أأي هو اإشرتاك مجموعة من ا ألفراد يف تأأليف املصنف‬
‫فيثبت هلم احلق فيه ابلتساوي فامي بيهنم مامل يتفقوا عىل غري ذكل ‪ ،‬فاإذا ما أأريد مبارشة احلقوق الناش ئة عن حق املؤلف فاإنه يلزم اإتفاقهم‬
‫مجيعا ‪.‬‬
‫* أأما الصورة الثانية متثل يف متايز و تباين دور لك مؤلف عن دور غريه من املشرتكني ذلكل يثبت حق الإس تغالل للك واحد مهنم يف اجلزء‬ ‫ت‬
‫اذلي اإنفرد بوضعه ‪.‬‬
‫‪ -‬املصنف امجلاعي ‪:‬هو املصنف اذلي يشرتك يف وضعه جامعة بتوجيه خشص طبيعي أأو معنوي يتكفل بنرشه حتت اإدارته و ابإمسه و يندمج‬
‫معل املشرتكني فيه يف الهدف العام اذلي قصد اإليه هذا الشخص الطبيعي أأو املعنوي ‪.‬‬
‫‪ -2‬صفة الإبتنار ‪ :‬يقصد هبا لك جمهود ذهين يقوم به املؤلف تتجىل فيه خشصيته ‪ ،‬و ليس ابلرضورة أأن تكون ا ألفنار و املبتكرات اإبتدعت‬
‫ألول مرة ‪ ،‬و اإمنا يكفي أأن يكون الإنتاج الفكري مطبوع بلطابع معني يربز خشصية صاحبه ‪.‬‬
‫طبيعة حق املؤلف ‪:‬س بق أأن ر أأينا أأن احلقوق اذلهنية تتضمن عنرصين ‪ ،‬عنرص معنوى وعنرص مادى أأو ماىل‪ ،‬وعىل ذكل يكون للمؤلف‬
‫عىل مصنفه نوعان من احلقوق ‪.‬‬
‫أ‬
‫* احلق املعنوى أأو الأدىب ‪:‬املقصود ابحلق املعنوى تأويد سلطة املؤلف عىل نتاج فكره‪ ،‬وكفاةل امحلاية الالزمة لهذا النتاج ‪ ،‬بوصفه امتدادا‬
‫لشخصيته وتعبريا عن ذاتيته‪،‬ذلكل‪ ،‬خيول هذا احلق املعنوى للمؤلف سلطات خمتلفة متكنه من حامية خشصيته الىت يعرب عهنا نتاجه اذلهىن ‪،‬‬
‫وسنبد أأ بدراسة السلطات الىت خيولها احلق املعنوى أأو ا ألدىب للمؤلف‪ ،‬مث نتلكم عن خصائص هذا احلق ‪ ،‬وانتقاهل اإىل الورثة ‪.‬‬
‫السلطات الىت خيولها احلق املعنوى أأو الأدىب ‪:‬‬
‫‪ -‬سلطة تقرير نرش املؤلف ‪:‬للمؤلف وحده احلق ىف تقرير نرش مصنفه وىف تعيني طريقة النرش ‪ ،‬لأنه صاح السلطة التقديرية املطلقة ىف‬
‫اختاذ قرار نرش املصنف أأو عدم نرشه ‪ ،‬مكــا أأن للمــؤلــف احلق ‪ -‬أأيضا ‪ -‬ىف اختيار طريقة نشــر مصنفــه بــأأن يكون كتــابة أأو شفاهة‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة املؤلف ىف أأن ينس اإليه وحده مصنفه ‪:‬حيتفــظ مــؤلف املصــنـــف الــــذى تــم نشــــره بنس بتــه اإليـــه ســـواء ابمسه احلقيقــى أأو بأأى‬
‫امس مس تعــار‪ ،‬ويكـــون هل ىف أأى وقــت أأن يثبــت أأن املصنـــف اذلى مت نشـــره ابمس مس تعار هو من ابتناره ‪ ،‬كام أأن للمؤلف أأن مينع أأى‬
‫اعتداء يقع عىل حقه ‪ ،‬فمينع لك رسقة أأو نقل أأو تقليد ملصنفه يقوم به الغري ‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة تعديل وحتوير املصنف ‪:‬للمؤلف سلطة اإدخال أأية تعديالت أأو تغريات ىف مصنفه ‪ ،‬اإذ قدر أأن هذه التعديالت والتغيريات‬
‫ضــــرورية لتحس ينــــه ‪ ،‬كام أأن هل وحـده احلق ىف ترمجته اإىل لغة أأخرى ‪ ،‬ول جيوز لغريه أأن يبارش شيئا من ذكل اإل ابإذن منه أأو من خيلفه‬
‫‪ ،‬وللمؤلف أأن مينع أأى حذف أأو تغيري ىف مصنفه‪.‬‬
‫خصائص احلق املعنوى أأو الأدىب ‪:‬س بق أأن ر أأينا أأن احلق املعنوى أأو الدىب للمؤلف يعد امتدادا لشخصيته وتعبريا عن ذاتيته‪ ،‬ذلكل فاإنه‬
‫أ‬
‫يرتت عىل ذكل النتاجئ التالية‪:‬‬
‫أ‬
‫(‪ )9‬ل يصح التعامل ىف احلق املعنوى سواء بنقهل أأو التنازل عنه للغري‪ ،‬لنه من احلقوق اللصيقة بشخصية املؤلف‪ ،‬حيث يرتت عىل اخملالفة‬
‫بطالن الترصف‪.‬‬
‫(‪ )4‬ل جيوز احلجز عىل احلق املعنوى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ل يسقط احلق املعنوى ابلتقادم أأو بعدم الاس تعامل ‪.‬‬
‫أأما يف حال وفاة املؤلف فاإنه يتعني التفرقة بني بني ما اإذا اكنت الوفاة بعد أأن مت نرش املصنف ‪ ،‬و الوفاة قبل أأن يمت نرش املصنف ‪.‬‬
‫( أأ) فاإذا اكن املصنف قد مت نرشه قبل موت املؤلف‪ ،‬فاإنه للورثة وحدمه مبارشة حقوق املؤلف اخلاصة ابإدخال التعديل أأو التحوير عىل‬
‫املصنف ‪ ،‬كام أأنه يكون هلم وحدمه احلق ىف أأن ينس املصنف اإىل مورهثم‪ ،‬و أأن يدفعوا أأى اعتداء يقع عىل هذا احلق‪ ،‬ولكن ل جيوز‬
‫للورثة حس املصنف من التداول طاملا أأن املورث مل يفعل ذكل حال حياته‪.‬‬
‫(ب) اإذا مل يمت نرش املصنف قبل وفاة املؤلف فاإن حق تقرير النرش ينقل اإىل ورثته وإاذا اكن املؤلف قد أأو ى مبنع النرش أأو بتعيني موعد هل‬
‫أأو بأأى أأمر أآخر ‪ ،‬وج عىل ورثته تنفيذ ما أأو ى به‪.‬‬
‫* احلق املادى أأو املاىل ‪:‬يعرب هذا احلق عن الصةل املالية القامئة بني املؤلف وبني مصنفه فاملؤلف يقوم بنرش املصنف مقابل أأداء ماىل حيصل‬
‫عليه من الغري‪ ،‬وسنبد أأ بدراسة السلطات الىت خيولها احلق املاىل أأو املادى للمؤلف عىل مصنفه‪ ،‬مث بعد ذكل نتطرق خلصائص هذا احلق‪،‬‬
‫وانتقاهل اإىل الورثة‪.‬‬
‫السلطات الىت خيولها احلق املادى أأو املاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬سلطة نرش املصنف ‪ :‬للمؤلف أأن يقوم بنرش مصنفه للحصول عىل اجلان املاىل اذلى خيوهل هل حقه ىف مصنفاته ‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة ترمجة املصنف ‪ :‬للمؤلف سلطة ترمجة مصنفه اإىل أأية لغة أأخرى‪ ،‬كام أأن هل أأن يرصح للغري برتمجة مصنفه اإىل لغة أأخرى‪ ،‬وهذه‬
‫السلطة تثبت للمؤلف كنتيجة لسلطته ىف اس تقالل مصنفه‪.‬‬
‫خصائص احلق املادى أأو املاىل ‪:‬‬
‫‪ -9‬هو حق قابل للترصف ‪:‬‬
‫( أأ) للمؤلف احلق ىف أأن يترصف ىف حقه املادى أأو املاىل عىل مصنفه‪ ،‬اإذ أأن حق الاس تغالل املاىل من احلقوق املالية ‪ ،‬الىت تقبل التداول‪،‬‬
‫وعىل ذكل يكون للمؤلف أأن يتنازل عن هذا احلق للغري‪ ،‬سواء أأاكن ترصفه اكمال أأو جزئيا كام ميكن أأن يقترص التنازل عىل نسخة من نسخ‬
‫املصنف دون الاس تقالل املاىل للمصنف‪.‬‬
‫(ب) للمؤلف أأن يسح مصنفه من التداول‪ ،‬أأو يقوم ابإدخال تعديالت جوهرية عليه رمغ ترصفه ىف حقوق الاس تقالل املاىل وذكل بعد‬
‫أأخذ اإذن من احملمكة مع تعويض النارش بتعويض عادل ‪.‬‬
‫‪ -4‬هو حق قابل للحجز‪ :‬أأجاز القانون احلجز عىل احلق املاىل للمؤلف ‪ ،‬غري أأنه جي التفرقة ىف هذا الصدد بني حاةل توقيع احلجز قبل نرش‬
‫املصنف أأو بعد اإمتام هذا النرش ‪.‬‬
‫( أأ) ففى احلاةل ا ألوىل ل جيوز احلجز ألنه طاملا أأن املصنف مل ينرش يكون من سلطة املؤلف تقرير نرش مصنفه أأو عدم نرشه‪.‬‬
‫(ب) أأما ىف حاةل توقيع احلجز بعد نرش املصنف ‪ ،‬فاإن احلجز يرد عىل نسخ املصنف املنشور ‪ ،‬وىه ىشء مادى ‪ ،‬ذلكل جيوز احلجز عىل‬
‫هذه النسخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬هو حق قابل ل إالنتقال اإىل الورثة ‪:‬‬
‫أ‬
‫ينتقل احلق املاىل للمصنف اإىل ورثة املؤلف بعد وفاته أو اإىل من عينه املؤلف من غري الورثة‪.‬‬
‫احملور الثالث‬
‫أأراكن احلق‬
‫يتكون احلق من ركنيني و هام ‪ :‬أأشخاص احلق و موضوع أأو حمل احلق‪ ،‬و هذا ما س نحاول اإس تعراضه ‪:‬‬
‫أأول ‪ :‬أأشخاص احلق(الشخص صاح احلق)اإن احلق ل ميكن تصوره اإل منسواب اإىل خشص من ا ألشخاص كام أأن الالزتام (الواج ) اذلي‬
‫يقابل احلق ل بد و أأن يقع هو الآخر عىل عاتق خشص من ا ألشخاص‪ ،‬فاحلق يفرتض اإذن وجود ا ألشخاص من الناحية الإجيابية و السلبية‪.‬‬
‫فالشخص ابملعىن القانوين ‪ ،‬هو لك اكئن ميكن أأن ينس اإليه احلق اإجيااب بأأن يكون صاحبا هل ‪ ،‬أأو سلبا بأأن يلزتم ابحرتامه ‪ ،‬أأي يقصد به‬
‫من يمتتع ابلشخصية القانونية‪ ،‬مبعىن صالحية اكتساب احلقوق و حتمل الالزتامات ‪ ،‬و ا ألصل أأن الشخصية القانونية ل تثبت اإل ل إالنسان‬
‫فيسمى ابلشخص الطبيعي ‪ ،‬لكن رمغ ذكل فقد تثبت هذه الشخصية لغري الإنسان وفقا ملا تقتضيه الرضورة من خالل الاعرتاف جملموعات‬
‫من ا ألشخاص أأو ا ألموال و هو ما يسمى ابلشخص الاعتباري أأو املعنوي و اليت نظرا لأمهيهتا الاقتصادية و الاجامتعية و الفنية اعرتف لها‬
‫املرشع ابلشخصية القانونية أأي بصالحية اكتساب احلقوق و حتمل الالزتامات ‪.‬‬
‫ابلتايل فاإن التسلمي بوجود احلق يقتيض افرتاض وجود صاح هل و هو الشخص‪ ،‬و الشخص صاح احلق اإما خشص طبيعي و اإما خشص‬
‫اعتباري‪.‬‬

‫أأول ‪ :‬الشخص الطبيعي‬


‫مدلول املصطلح ‪ :‬املقصود ابلشخص الطبيعي هو الإنسان (الفرد) ‪ ،‬برصف النظر عن جنسه أأو مركزه الاجامتعي‪ ،‬فلك اإنسان يف الرشائع‬
‫احلديثة يعد خشصا قانونيا ‪ ،‬و ثبوت الشخصية القانونية ليست رهينة بوجود ا إلرادة الواعية القادرة عىل مبارشة خمتلف الترصفات القانونية‬
‫‪ ،‬ألن تكل املقدرة ل تثبت ل إالنسان اإل اإذا وصل اإىل مرحةل المتيزي ‪ ،‬لكن اإذا ختلف المتيزي فليس معىن ذكل أأن الإنسان ل يمتتع ابلشخصية‬
‫القانونية ‪ ،‬حيث ل زال ابلرمغ من انعدام المتيزي دليه ‪ ،‬صاحلا لكتساب احلقوق و حتمل الالزتامات بواسطة من ميثهل قانوان‪ ،‬معىن ذكل أأن‬
‫عدمي ا إلرادة و انقص ا ألهلية و الراشد مجيعا سواء من حيث المتتع بنفس الشخصية القانونية ‪.‬‬
‫مدة الشخصية القانونية ‪ :‬يف الظروف الاعتيادية‪ ،‬ا ألصل أأنه تبد أأ الشخصية القانونية ل إالنسان ابلولدة و تنهتىي ابلوفاة ‪ ،‬و فامي بيهنام يبقى‬
‫لهذه الشخصية القدرة عىل اكتساب احلقوق و حتمل الالزتامات (فاملرحةل الزمنية اليت تتخلل حلظة امليالد و حلظة الوفاة يه مدة الشخصية‬
‫القانونية)‪ ،‬هذا كقاعدة عامة‪ ،‬لكن ل ميكن أأخذها بصورة مطلقة حيث أأن هناك اعتبارات حتمت اخلروج عىل مقتضياهتا ‪ ،‬سواء تعلق ا ألمر‬
‫مبسأأةل بداية الشخصية القانونية ل إالنسان قبل الولدة ملا يتعلق ا ألمر مبركز اجلنني و اإما ابنهتاهئا دون تيقن من املوت احلقيقي كحاةل املفقود و‬
‫الغائ ‪.‬‬
‫بداية الشخصية القانونية ‪:‬‬
‫البداية الاعتيادية للشخصية القانونية ‪ :‬تبد أأ الشخصية القانونية ل إالنسان كأصل عام بامتم ولدته حيا‪ ،‬طبقا لنص املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 9‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ":‬تبد أأ خشصية الإنسان بامتم ولدته حيا ‪. " . . .‬‬
‫و يقصد ابمليالد خروج املولود و انفصاهل عن أأمه انفصال اتما ‪ ،‬حيث يتحقق ذكل بقطع احلبل الرصي اذلي يربط اجلنني بأأمه ‪ ،‬فال يكفي‬
‫خروج اجلسم دون البعض الآخر ‪ ،‬و هذا هو املقصود بامتم الولدة ‪ ،‬ابلتايل فاإذا خرج بعض أأعضاء املولود أأو معظمها اإىل احلياة ‪ ،‬و لكنه‬
‫مات قبل قطع احلبل الرصي أأو أأثناء قطعه فال تثبت هل الشخصية القانونية ‪.‬‬
‫و عليه لثبوت الشخصية القانونية ل إالنسان‪ ،‬يشرتط توافر رشطان ‪:‬‬
‫الرشط الأول ‪ :‬متام الولدة‬
‫‪39‬‬
‫مبعىن خروج املولود لكه و انفصاهل عن أأمه انفصال اتما ‪ ،‬و هذا هو مذه ا ألمئة الثالثة ( الإمام ماكل – الإمام الشافعي – الإمام بن‬
‫حنبل ) ‪.‬‬
‫الرشط الثاين ‪ :‬حتقق احلياة عند متام الولدة‬
‫إاذ ل يكفي متام انفصاهل عن أأمه و خروجه خروجا اكمال حىت تثبت هل الشخصية القانونية ‪ ،‬و اإمنا يلزم أن تتحقق حياته فعال عند متام‬
‫أ‬
‫الانفصال حىت لو مات بعد ذكل مبارشة ‪ ،‬اإذ أأن العربة يف بداية الشخصية القانونية تكون بتوافر احلياة يف املولود حلظة واحدة‪ ،‬يه حلظة‬
‫متام الانفصال دون أأن توقف عىل اس مترار احلياة بعد هذه اللحظة ‪.‬‬
‫و ليك يمت التثبت من حياة املولود يف حلظة الانفصال عن أأمه من ا ألعراض الظاهرة لثبوت احلياة اليقينية و حتققها اكلبناء و الرصاخ ‪ . . .‬و‬
‫اإذا مل يتحقق يشء من هذا القبيل ميكن للقايض الاس هتداء بر أأي أأهل اخلربة ‪.‬‬
‫التدليل عيل بدء الشخصية القانونية ‪ :‬يس تدل عيل ثبوت احلياة للمولود مبظاهر مادية ذات دلةل قاطعة‪ :‬اكلتـنـفس و البناء واحلــركة ‪ .. .‬و‬
‫اإذا مل يتحقق يشء من هذا القبيل ميكن للقايض الاس هتداء بر أأي أأهل اخلربة ‪ ،‬برشط أأن تتحقق هذه الأعراض للمولود بعد الانفصال التام‬
‫عن أأمه‪ ،‬اإذ لو مات قبل الانفصال عهنا ل تثبت هل الشخصية القانونية‪.‬‬
‫آ‬
‫‪ -‬هل يشرتط لثبوت الشخصية القانونية للمولود – فضال عن حتقق حياته – أأن تتحقق هل القابلية للحياة؟ مبعين أخر يشرتط أأن تتوافر هل‬
‫لك مقومات الاس مترار يف احلياة بشلك طبيعي ؟‬
‫اس تقر الفقه و القضاء يف الوطن العريب بشلك عام عيل عدم اشرتاط القابلية للحياة و الإقرار بثبوت الشخصية القانونية للمولود مبجرد ثبوت‬
‫ولدته التامة حيا و ليس عىل أأساس القابلية لالس مترار فهيا لكوهنا تعترب مسأأةل غيبية ‪.‬‬
‫اإثبات واقعة امليالد ‪ :‬يعد اإثبات واقعة امليالد أأمرا يف غاية ا ألمهية نظرا ملا يرتت عليه من حتديد الوقت اذلي تبد أأ فيه الشخصية القانونية‬
‫للمولود ‪ ،‬و يمت اإثبات واقعة املــيالد عـن طـريق السجالت الرمسية ‪ ،‬و يه جسـالت متـسكها اإدارة املــوالـيـد املستشفى و احلاةل املدنية عىل‬
‫مس توى البدلية بشـلك منظم حيث يمت تلقائيا قـيـد كـل مـولود عن طريق اإشعار رمسي من قبل خشص القامئ ابلولدة أأو الشاهد علهيا ‪.‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 43‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ":‬تثبت الولدة و الوفاة ابلسجالت املعدة ذلكل‪.‬‬
‫و اإذا مل يوجد هذا ادلليل ‪ ،‬أأو تبني عدم حصة ما أأدرج ابلسجالت ‪ ،‬جيوز الإثبات بأأية طريقة حس الإجراءات اليت ينص علهيا قانون احلاةل‬
‫املدنية "‪.‬‬
‫و تنص املادة ‪ 40‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪" :‬مسك دفاتر املواليد و الوفيات ‪ ،‬و التبليغات ‪ ،‬املتعلقة هبا ينظمها القانون اخلاص ابحلاةل املدنية"‪.‬‬
‫و عند عــدم تـوافـر هذه السجالت ميكن الاس تعاضة عهنا –يف اإثبات واقعة امليالد – بأأي دليل اإثبات أآخــــــر مبا فهيا شهادة الشهود‬
‫ابعتبار أأن امليالد واقعة مادية ‪.‬‬
‫البداية غري العادية للشخصية القانونية ‪:‬‬
‫ي‬
‫املركز القانوين للجنني ‪ :‬نصت املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 4‬من القانون املدين اجلزائري ‪ " :‬عىل أأن اجلنني متتع ابحلقوق اليت حيددها القانون برشط أأن‬
‫يودل حيا " ‪.‬‬

‫‪ -39‬و هذا ما يعاب عىل املرشع اجلزائري يف نص املادة ‪ 924‬من قانون ا ألرسة اجلزائري اليت نصت عىل أأنه ‪ " :‬ل يرث امحلل اإل اإذا ودل حيا ‪ ،‬و يعترب حيا اإذا اس هتل صارخا أأو‬
‫بدت منه عالمة ظاهرة ابحلياة " ‪ ،‬املالحظ هنا أأهنا تضمنت طريقة التأأكد من حياة املولود برصاخه أأو أأي عالمة ظاهرة تويح بكونه حيا ‪ ،‬لكهنا يف الواقع تبقى انقصة من حيث‬
‫املدلول مقارنة بنص املادة ‪ 9/45‬ق ‪ .‬م ‪ .‬ج و ما اس تقر عليه الفقه خاصة منه الإساليم ‪ ،‬حيث اكن من املفروض أأن تؤكد عىل مسأأةل الانفصال التام عن ا ألم مث تبني طرق‬
‫التأأكد من حياة املولود حلظة ذكل الانفصال ‪.‬‬
‫ابلتايل فعىل الرمغ من أأن اجلنني مل يتحقق فيه رشط ثبوت متام الولدة حيا ‪ ،‬اإل أأن املرشع اجلزائري و غريه من الترشيعات ا ألخرى اعرتف‬
‫للجنني بشخصية قانونية‪ 40‬خروجا عن ا ألصل ‪ ،‬لكن هذه الشخصية ل تعطيه اإل أأهلية وجوب انقصة أأو حمدودة ‪ ،‬و ذكل لقتصار‬
‫صالحيته يف ا ألصل عىل اكتساب ما ينفعه من احلقوق نفعا حمضا و تشمل كذكل ما قد يتفرع من الزتامات نتيجة ثبوت هذه احلقوق هل ‪،‬‬
‫كتكل الناش ئة عن اإدارة أأمواهل أأو بسبهبا ‪.‬‬
‫ابلتايل فالقانون يعرتف للجنني بوضع خاص ابعتباره جمرد محل مس تكن ‪ ،‬اإذ جنده يقر هل نوعني من احلقوق ‪:‬‬
‫‪ -‬حقوق متصةل بذاته‪ ،‬اكحلق يف احلياة و النس و اجلنس ية ‪. . .‬‬
‫‪ -‬حقوق متصةل مبصاحله املالية‪ ،‬اكحلق يف املرياث و الوصية ‪. . .‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هناية الشخصية القانونية ‪ :‬تنهتىي الشخصية القانونية ل إالنسان ابملوت ‪ ،‬غري أن هناك أحوالا قد حييط فهيا الشك حول حياة الإنسان من مماته‬
‫كام هو الشأأن يف حاةل املفقود فيعترب ميتا بصورة افرتاضية‪.‬‬
‫الهناية الاعتيادية للشخصية القانونية‪ :‬نصت املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 9‬من ق‪.‬م‪.‬ج عىل أأنه " تبد أأ خشصية الإنسان بامتم ولدته حيا و تنهتىي مبوته"‪.‬‬
‫ابلتايل تنهتىي الشخصية القانونية اعتيادا ل إالنسان ابملوت‪.‬‬
‫اإثبات واقعة املوت‪ :‬يعد اإثبات املوت أأمرا يف غاية ا ألمهية نظرا ملا يرتت عليه من انقضاء الشخصية القانونية ل إالنسان ‪ ،‬و ملا اكن املوت واقعة‬
‫مادية فيس تدل علهيا ابلشواهد املادية ادلاةل علهيا اكنعدام احلركة و انقطاع التنفس و توقف القل عن اخلفقان ‪ ،‬و قد نظم املرشع مسأأةل‬
‫اإثبات الوفيات ابلسجالت الرمسية ‪ ،‬و عند عدم كفاية هذه السجالت ميكن اإثبات واقعة املوت بلك طرق الإثبات القانونية‪.‬‬
‫امتداد خشصية الإنسان بعد املوت‪ :‬متتد خشصية الإنسان بعد املوت عيل سبيل الافرتاض لعتبارات تتعلق بتصفية الرتكة من ادليون العالقة‬
‫هبا ‪ ،‬لهذا أأقر الفقهاء مبد أأ ( ل تركة اإل بعد سداد ادليون )‪ ،‬و يرتت عيل ذكل أأن تظل الشخصية القانونية للمورث قامئة رمغ موته اإيل أأن‬
‫يمت سداد ديونه و هكذا ترتت نتيجتان ‪:‬‬
‫‪ -9‬احلفاظ عيل حقوق ادلائنني و ضامن الوفاء هبا‬
‫‪ -4‬حامية أأموال الورثة اخلاصة فال يرجع ادلائنون علهيم بديون مورهثم‬
‫الهناية غري العادية للشخصية القانونية ‪ :‬تنهتىي الشخصية القانونية للشخص الطبيعي بطريقة غري عادية أأي بطريقة اإس تثنائية كام هو احلال‬
‫ابلنس بة للمفقود و الغائ ‪.‬‬
‫املركز القانوين للمفقود و الغائ ‪ :‬اإذا اكنت الشخصية القانونية تنهتىي اعتيادا ابملوت فاإهنا تنهتىي اس تثناءا ابلفقد و الغياب ‪.‬‬

‫‪ -40‬اختلف الفقه حول الأس باب اليت عىل أأساسها يكتس اجلنني جانبا من احلقوق ‪:‬‬
‫الرأأي الأول‪ :‬يري أأن الشخصية القانونية اليت يعرتف هبا املرشع ل إالنسان قبل ولدته يه خشصية اس تثنائية فال يثبت مبوجهبا سوي احلقوق اليت ل حتتاج يف اكتساهبا اإيل وجود‬
‫ا إلرادة اليت تنعدم دلي اجلنني‪.‬‬
‫النقد ‪:‬ل ميكن التسلمي هبذا الرأأي ‪ ،‬يف اعتبار أأن ا إلرادة يه مناط المتتع ابلشخصية القانونية النامةل من عدهما‪ ،‬فالشخصية القانونية ترتبط بفرتة حياة الشخص ل غري‪ ،‬و ليست لها‬
‫أأي عالقة بفكرة ا إلرادة ل من قري و ل من بعيد ‪.‬‬
‫الرأأي الثاين ‪ :‬و يري انه من الصع جدا التفرقة بني الشخصية القانونية اليت تثبت ل إالنسان قبل ولدته أأي للجنني‪ ،‬فنعتربها اس تثنائية اليت ل تس توع سوي احلقوق اليت ل‬
‫حتتاج يف اكتساهبا اإىل ا إلرادة ‪ ،‬و بني الشخصية اليت يكتس هبا بعد ولدته فنعتربها خشصية قانونية مطلقة تس توع لك أأنواع احلقوق ‪.‬‬
‫فالشخصية القانونية املعرتف هبا ل إالنسان واحدة سواء قبل ولدته أأو بعدها‪.‬‬
‫النقد ‪ :‬هذا املوقف كذكل ل يس تقمي و املنطق القانوين ‪ ،‬و ذكل من زاويتني ‪:‬‬
‫الزاوية ا ألوىل عند ربطه لفكرة الشخصية القانونية للجنني و اليت اعتربها اس تثنائية مبسأأةل ا إلرادة ‪.‬‬
‫و الزاوية الثانية ملا اعترب أأن الشخصية القانونية ل إالنسان يه واحدة سواء قبل الولدة أأو بعدها ‪.‬‬
‫الرأأي الثالث ‪ :‬يري أأن الشخصية القانونية تثبت ل إالنسان عند متام ولدته حيا ‪ ،‬أأما اجلنني فال تقوم دليه هذه الشخصية لن ولدته حيا مل تتحقق بعد‪ ،‬و يس تدلون عيل حصة‬
‫رأأهيم بأأن املرشع مل يعرتف للجنني بصالحية متكل نصيبه يف الرتكة أأو الوصية اإل بعد ثبوت ولدته حيا‪ ،‬و يف حال عدم حتقق ذكل تعود ا ألموال املويص هبا أأو ا ألموال املوروثة اإيل‬
‫الورثة أأحصاهبا‪ ،‬و عىل ضوء ذكل ميكن القول بأأن حقوق امحلل املس تكن ميكن تفسريها بأأهنا من قبيل الإجراءات التحمكية اليت يقصد مهنا المتهيد لإقرار حق حممتل للجنني‬
‫النقد ‪ :‬اإذا كنا ل نعرتف بشخصية اجلنني من الناحية الواقعية ‪ ،‬فكيف نفرس اإقرار حق اجلنني يف الرتكة و الاعرتاف ابلوصية هل ‪ . . .‬؟‪.‬‬
‫الراحج أأن للجنني خشصية قانونية لكهنا غري ابتة ‪ ،‬لتوقف اس تقرارها عىل متام ولدته حيا ‪ ،‬حبيث اإذا ودل حيا اعترب خشصا و صاحبا لهذه احلقوق منذ ثبوهتا هل وقت امحلل ‪ ،‬أأما اإذا‬
‫ودل ميتا فكأنه مل يكن و مل تتقرر هل هذه احلقوق قط ‪ ،‬فريد ما مت وقفه هل من اإرث أأو وصية من الرتكة لتقسم عىل ابيق الورثة ‪.‬‬
‫و ل إالطالع عىل حمك القانون ابلنس بة للمفقود و الغائ فقد أأحالتنا املادة ‪ 29‬ق‪.‬م‪.‬ج اإىل قانون ا ألرسة حيث نصت عىل أأنه ‪":‬جتري عىل‬
‫املفقود و الغائ الأحنام املقررة يف الترشيع العائيل"‪.‬‬
‫تعريف املفقود ‪ :‬هو الشخص اذلي غاب عن موطنه أأو حمل اإقامته املعتادة و انقطعت أأخباره حبيث ل تعرف حياته من مماته‪.‬‬
‫و قد عرفته املادة ‪ 971‬من قانون ا ألرسة اجلزائري ‪ " :‬املفقود هو الشخص الغائ اذلي ل يعرف منانه و ل يعرف حياته أأو موته و ل يعترب‬
‫مفقودا اإل حبمك"‪.‬‬
‫تعريف الغائ ‪ :‬هو الشخص اذلي يغي عن موطنه أأو حمل اإقامته و لكن حياته تكون معلومة كام أأن حمل اإقامته من املمكن جدا أنأ‬
‫يكون معلوما ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫و قد عرفته املادة ‪ 997‬من قانون الرسة اجلزائري ‪ " :‬الغائ هو اذلي منعته ظروف قاهرة من الرجوع اإىل حمل اإقامته أو اإدراة شؤونه‬
‫بنفسه أأو بواسطة مدة س نة و تسب غيابه يف رضر الغري يعترب اكملفقود "‪.‬‬
‫ابلتايل فالغائ هو من انقطع عن موطنه لكن حياته تظل معلومة و أأخباره متصةل‪.‬‬
‫اإجراءات اعتبار املفقود ميتا ‪ :‬ابلنس بة ملن يقدم طل الفقد أأو طل موت املفقود حددته املادة ‪ 994‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج عىل أأنه‪":‬يصدر احلمك بفقدان أأو‬
‫موت املفقود بناء عىل طل أأحد الورثة أأو من هل مصلحة ‪ ،‬أأو النيابة العامة "‪.‬‬
‫أأما ابلنس بة لإجراءات اعتبار املفقود ميتا فتنص املادة ‪ 999‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج‪":‬عىل القايض عندما حيمك ابلفقد أأن حيرص أأموال املفقود و أأن يعني يف‬
‫حمكه مقدما من الأقارب أأو غريمه لتس يري أأموال املفقود و يتسمل ما اإس تحقه من مرياث أأو تربع‪. ".. .‬‬
‫ابلتايل لعتبار املفقود ميتا طبقا لنص املادة ‪ 992‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج لبد أأول من اس تصدار حمك يقيض ابلفقد متضمنا جرد مجليع أأموال الشخص املعترب‬
‫مفقودا مع تعيني خشصا من أأقارب املفقود أأو غريمه يسمى مقدما‪ 41‬يقوم بتس يري أأموال املفقود ‪ ،‬بعد صدور احلمك القايض ابلفقد ينبغي صدور‬
‫احلمك القايض ابلوفاة حيث تنص املادة ‪ 995‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج عىل أأنه ‪":‬ل يورث املفقود و ل تقسم أأمواهل اإل بعد صدور احلمك مبوته ‪. "...‬‬
‫فاإذا اإقرتن الفقد حباةل احلرب أأو ظروف اإس تثنائية جتعل غال الظن موته من حياته فهنا طبقا لنفس املادة (‪992‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج) جيوز احلمك مبوته‬
‫مبيض أأربع س نوات بعد التحري ‪.‬‬
‫و يف الك الفرضني ل جيوز للقايض أأن حمك مبوت املفقود اإل بعد التحقق بنافة الوسائل املتاحة من حياته‪.‬‬
‫نتاجئ الفقد معوما‪:‬‬
‫ابلنس بة لأموال املفقود ‪ :‬تعني هل احملمكة مقدما (وويال) طبقا لنص املادة ‪ 999‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج‪.‬‬
‫ابلنس بة لزوجة املفقود‪ :‬جيوز لها أأن تطل الطالق للرضر بعد مرور عام من اترخي الغياب أأو الفقد طبقا لنص املادة ‪ 5/52‬و املادة ‪994‬‬
‫ق‪ .‬أأ‪.‬ج ‪ ،‬ابلتايل فاملركز القانوين للمفقود يف الفرتة بني الفقد و احلمك مبوته‪:‬‬
‫‪ -‬هو يف حمك احلي ابلنس بة للحقوق اليت اكتس هبا قبل اترخي فقده ‪ :‬فال تسقط عنه ‪ ،‬فتظل أأمواهل ملنا هل وتظل زوجته عيل ذمته‪.‬‬
‫‪ -‬هو يف حمك امليت ابلنس بة للحقوق اليت ميكن هل أأن يكتس هبا بعد اترخي فقده فيوقف هل نصيبه من اإرث أأو وصية ملورث أأو مويص يتويف‬
‫يف الفرتة بني الفقد و بني احلمك ابعتباره ميتا‪.‬‬
‫و يف ا ألخري اإذا مل تثبت حياته ينهتىي ا ألمر اإيل احلمك بوفاته ‪.‬‬
‫نتاجئ احلمك مبوت املفقود‪ :‬لقد نصت املادة ‪ 995‬ق‪ .‬أأ‪.‬ج عىل أأنه ‪":‬ل يورث املفقود و ل تقسم أأمواهل اإل بعد صدور احلمك مبوته ‪ ،‬و يف حاةل‬
‫رجوعه أأو ظهوره حيا يسرتجع ما بقي عينا من أأمواهل أأو قمية ما بيع مهنا"‪.‬‬
‫‪ -‬رد ما جحز هل من اإرث أأو وصية اإيل ورثة املورث أأو ورثة املويص‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع أأمواهل اخلاصة بني ورثته‪.‬‬
‫‪ -‬تعتد زوجته عدة وفاة من وقت صدور احلمك مبوته‪ ،‬و بعد العدة لها أأن تزتوج غريه‪.‬‬
‫نتاجئ ظهور املفقود حيا بعد احلمك مبوته‪:‬‬
‫‪ -‬هل احلق يف طل رجوع زوجته اإليه ‪ ،‬ما مل تكن قد تزوجت و دخلت بزوج اثن حسن النية‪.‬‬
‫ق‬
‫‪ -‬هل احلق يف اسرتداد أأمواهل اليت وزعت عيل ورثته ‪ ،‬ما مل يترصفوا فهيا حبسن نية‪ ،‬أأو اسرتداد مية ما بقي دلهيم مهنا بعد الترصف فهيا ‪.‬‬

‫‪ -41‬املقدم حس نص املادة ‪ 11‬من ق‪ .‬أأ‪.‬ج هو من تعينه احملمكة يف حاةل عدم وجود ويل أأو ويص عىل من اكن فاقد ا ألهلية أأو انقصها بناء عىل طل أأحد أأقاربه ‪ ،‬أأو ممن هل‬
‫مصلحة يف ذكل أأو من النيابة العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬هل احلق يف طل اسرتداد وصاايه اليت س بق و أأن أأويص هبا من املويص هلم ‪ ،‬ما مل يترصفوا فهيا حبسن نية‪ ،‬أأو اسرتداد قمية ما بقي دلهيم‬
‫مهنا ‪.‬‬
‫سامت أو ممزيات الشخصية القانونية للشخص الطبيعي‪:‬‬ ‫أ‬
‫الامس ‪ :‬اإن التسمي ابمس معني يعد أأحد أأمه خاصية ممزية لشخص ما عن غريه من الناس ‪ ،‬و قد نصت املادة ‪ 42‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ":‬جي أن يكون‬
‫أ‬
‫للك خشص لق و امس فأأكرث و لق الشخص يلحق أأولده ‪.‬‬
‫جي أأن تكون ا ألسامء جزائرية و قد يكون خالف ذكل ابلنس بة ل ألطفال املولودين من أأبوين غري مسلمني"‪.‬‬
‫ابلتايل فلقد أأوج القانون أأن يكون للك خشص امس و لق ‪ ،‬و أأن لق الشخص يلحق أأولده ‪ ،‬بيامن لق الزوج ل يلحق ابلزوجة يف‬
‫الترشيع اجلزائري عىل خالف ما هو معمول به يف بعض الترشيعات العربية ‪.‬‬
‫أ‬ ‫ل‬ ‫أ‬
‫و عىل ذكل فاإنه يلزم اإىل جان امس الشخص نفسه أأن يوجد هل لق و هو امس الرسة و ذكل حىت يمت ا متيزي بني الشخاص‪ ،‬و عليه‬
‫فالمس هو العالمة املمزية للشخص عن غريه‪ ،‬و املعمول به يف اجلزائر هناك امس خشيص و اإىل جانبه امس تشرتك فيه لك ا ألرسة اليت تنمتي‬
‫ألصل واحد ‪.‬‬
‫ابلتايل فالمس هل معنيان ‪:‬‬
‫املعىن ضيق لالمس ‪:‬و هو الامس الشخيص للفرد ‪ Le Prénom‬أأي الامس اذلي مينح للطفل عند ولدته ‪ ،‬و ويل الطفل هو اذلي يقرر أأي‬
‫امس مينحه ملولود ‪ ،‬و قد اشرتطت املادة ‪ 42‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬رصاحة أأن تكون ا ألسامء جزائرية ‪ ،‬ابس تثناء فقط ا ألولد املولودين من أأبوين غري‬
‫مسلمني ‪.‬‬
‫ين‬
‫املعىن الواسع لالمس ‪ :‬متثل يف اللق ‪ Le Nom de famille‬و يقصد به امس ا ألرسة اليت متي اإلهيا الشخص ‪ ،‬يشرتك لك أأفراد ا ألرسة‬ ‫ي‬
‫اذلين يشرتوون يف أأصل واحد ابلتايل فهو مكتس ابلنس ‪ ،‬لكنه ل يلحق ابلزوجة اليت حتتفظ بلقهبا ا ألصيل معال بأأحنام الرشيعة‬
‫الإسالمية عكس بعض ادلول العربية و الغربية ‪.‬‬
‫و نشري هنا اإىل أأنه اإذا اكن النس هو الطريق الطبيعي لكتساب الامس العائيل فاإن القانون أأجاز للشخص تغيري لقبه يف احلالت اليت‬
‫يكون فهيا اللق العائيل للشخص يسب هل نوع من الإحراج ففي كثري من ا ألحيان ما جندها مثال حتمل دللت ختدش احلياء و المتتع بلق‬
‫جديد وفق رشوط و اإجراءات حمددة قانوان بتقدمي الطل اإىل وزير العدل ‪.‬‬
‫كام ميكن للشخص أأن يطل تصحيح امسه نتيجة خطأأ دون أأن يكون الهدف تغيريه فهنا يقدم الطل اإىل وويل امجلهورية ابحملمكة ‪.‬‬
‫صور أأخرى لالمس ‪:‬‬
‫امس الشهرة ‪ :Surnom‬و هو ما خيلعه امجلهور من امس عىل الشخص حبيث يس توع اكمل نشاطه و يعرف به ‪.‬‬
‫الامس املس تعار ‪ : Pseudonyme‬هو ما خيتاره الشخص لنفسه ليمتزي به يف جمال معني من جمالت نشاطه اكلنشاط ا ألديب أأو الفين‪.‬‬
‫الامس التجاري ‪ : Nom commercial‬هذا الصورة ل تعترب مسة أأو عالمة ممزية للحاةل أأو للشخصية و اإمنا يطلق هذا الامس لمتيزي‬
‫النشاط التجاري للشخص حبيث يعترب من عنارص و مقومات احملل التجاري فتثبت هل –اكحملل التجاري‪ -‬صفة مالية و هذا ما ميزيه عن‬
‫الامس املدين اذلي يعترب من لصيقا ابلشخصية و ذلكل يعترب الامس التجاري حق مايل ‪ ،‬ذلكل ميكن الترصف فيه و التنازل عنه اإىل الغري كام‬
‫يصح أأن يكتس ابلتقادم لك ذكل خالفا لالمس املدين ( احلقيقي) ‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية لالمس ‪:‬ابعتبار الامس من أأمه ممزيات الشخصية القانونية ل إالنسان فاإنه ينطوي عىل حق و واج يف ذات الوقت ‪.‬‬
‫فاإذا اكن من واج لك خشص أأن يتسمى ابمس معني حىت يمتزي عن غريه ‪ ،‬فاإن للشخص يف الزاوية املقابةل حق عىل امسه ينبغي احرتامه ألنه‬
‫من احلقوق العامة اللصيقة ابلشخصية ‪.‬‬
‫ي‬
‫خصائص الامس ‪:‬ابعتبار الامس من احلقوق العامة اللصيقة ابلشخصية فاإنه متزي هذه احلقوق بوجه عام من خصائص و يه ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قابلية الامس للترصف (اثبت ل ميكن تغيريه اب إلرادة) ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم خضوع الامس لنظام التقادم ألنه ليس من احلقوق املالية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز احلجز عىل احلق يف الامس ألنه ليس عنرصا من عنارص اذلمة املالية ‪.‬‬
‫امحلاية القانونية لالمس ‪:‬اإن امحلاية القانونية لالمس تأأخذ صورتني ‪:‬‬
‫الصورة ا ألوىل ختول صاح الامس رد الاعتداء و لو مل يصبه رضر جراء هذا الاعتداء ‪.‬‬
‫و الصورة الثانية لهذه امحلاية ختول صاح الامس حق احلصول عىل التعويض اإذا أأصابه رضر معني جراء منازعته يف امسه أأو الاعتداء عليه‬
‫ابنتحاهل من طرف الغري ‪.‬‬
‫و ل تقترص امحلاية القانونية عىل الامس احلقيقي بل متتد اإىل امس الشهرة و الامس التجاري‬
‫احلاةل‬
‫أ‬
‫احلاةل بصفة عامة يه الوضعية القانونية للشخص‪ ،‬أي يقصد هبا مجموع الصفات اليت يتصف هبا الشخص فتحدد مركزه القانوين و تؤثر فامي‬
‫يكون هل من حقوق و ما عليه من واجبات ‪ ،‬أأو مبعىن أآخر يه صفات يرتت عىل توافرها أآاثر قانونية معينة سواء ‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث انامتئه اإىل دوةل معينة (احلاةل الس ياس ية أأو احلاةل العامة) و يعرب عهنا برابطة اجلنس ية‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث انتسابه اإىل أأرسة معينة (احلاةل العائلية أأو احلاةل املدنية أأو احلاةل اخلاصة)‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث اعتناقه دينا معينا (احلاةل ادلينية) ‪.‬‬
‫و قد يتسع مفهوم احلاةل ليشمل حالت أأخرى حس وضعية الفرد فامي اإذا اكن ذورا أو أنىث‪ ،‬قارصا أم راشدا ‪ ،‬عاقال أم جمنوان ‪ . . . ،‬فلك‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫هذه ا ألوضاع و غريها لها تأأثري وبري مبارش عىل حاةل الشخص و مركزه القانوين ‪.‬‬
‫احلاةل العامة ( احلاةل الس ياس ية أأو اجلنس ية )‬
‫اجلنس ية يه رابطة قانونية س ياس ية تربط خشصا ما بدوةل معينة ‪ ،‬أأي انامتئه دلوةل معينة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اإذن يه الرابطة قانونية بني الشخص وادلوةل ترتت علهيا حقوق والزتامات متبادةل بيهنام ‪،‬ويه أأيضا رابطة س ياس ية لهنا أأداة لتوزيع الفراد‬
‫جغرافيا بني ادلول وجتعل الشخص احد أأعضاء شع ادلوةل ‪.‬‬
‫والشع وهو الرون أأسايس من أأراكن ادلوةل‪ ،‬يتكون من مجموع ا ألفراد اذلين يرتبطون ابدلوةل قانونيا س ياس يا برابطة اجلنس ية يصبحون‬
‫مبوجهبا مواطنني يمتتعون ابحلقوق ويلزتمون ابلواجبات وخيتلف من جراء ذكل مركزمه القانوين يف ادلوةل عن املركز القانوين ل ألجان ‪.‬‬
‫ابلتايل فاجلنس ية تتكون من ثالث عنارص ويه ادلوةل و خشص و رابطة قانونيه س ياس ية ‪.‬‬
‫معيار منح اجلنس ية ‪:‬تأأخذ ادلوةل يف مسأأةل اجلنس ية برابطتان أأساسيتان و هام‪:‬‬
‫‪ -‬رابطة ادلم (النس ) ‪ :‬وفق هذا املعيار متنح اجلنس ية للك من يودل ألب حامل جلنس ية ادلوةل حىت و لو اكن منان الولدة خارج اإقلمي‬
‫ادلوةل ( أأي يف دوةل أأجنبية)‪.‬‬
‫‪ -‬رابطة الإقلمي (الإقلمي اذلي حدثت فيه واقعة امليالد)‪ :‬عىل أأساس هذا املعيار متنح اجلنس ية للك خشص يودل عىل اإقلمي ادلوةل همام اكنت‬
‫جنس ية وادله ‪.‬‬
‫آ‬
‫و نشري هنا أأن غالبية ادلول تأأخذ ابملعيارين يف أآن واحد فقط مع تقدمي أأحدهام و جعهل أأصل عام و الخر اس تثناء ‪ ،‬اإذ هناك من ادلول من‬
‫تعمتد عىل معيار رابطة ادلم كأصل عام و رابطة الإقلمي اكس تثناء‪ ،‬و هناك دول أأخرى عكس ذكل ‪ ،‬اإذ تأأخذ برابطة الإقلمي كأصل عام و‬
‫رابطة ادلم اكس تثناء ‪.‬‬
‫أأنواع اجلنس ية ‪:‬اجلنس ية نوعان ‪ ،‬جنس ية أأصلية و جنس ية مكتس بة ‪.‬‬
‫اجلنس ية الأصلية ‪ :‬و اليت تثبت للشخص ابتداء أأي حلظة ولدته ‪ ،‬سواء عىل أأساس رابطة ادلم أأو عىل اساس رابطة الإقلمي حس‬
‫الترشيع املعمول به ‪.‬‬
‫اجلنس ية املكتس بة ‪ :‬يه اليت يكتس هبا الشخص نتيجة للزواج أأو التجنس وفق رشوط معينة ‪ ،‬و اجلنس ية املكتس بة قد يكتس هبا الشخص‬
‫بناء عىل طل إارادي و قد تكون أأثرا حمتيا للزواج يف بعض الترشيعات ‪.‬‬
‫تعدد اجلنس ية و انعداهما ‪ :‬ا ألصل أأن يمتتع الفرد جبنس ية واحدة نظرا للآاثر اليت ترتت علهيا ‪ ،‬و مع ذكل جند بعض ا ألفراد يمتتعون بعدة‬
‫جنس يات نتيجة لوجود فراغات ترشيعية دلى بعض ا ألنظمة و أأحياان أأخرى عدم التجانس الترشيعي بني ادلول ‪. . .‬‬
‫الصورة الأوىل ‪:‬تعدد اجلنس ية و عادة ما تكون يف صورة اإزدواج اجلنس ية اإذا اكن للشخص جنس يتني يف أآن واحد لكن ميكن تصور محل‬
‫الشخل لأكرث من جنس يتني أأي ثالث جنس يات مفا فوق و ذكل يف حاةل الشخص املولود من اب حيمل جنس ية دوةل تعتد برابطة ادلم يف‬
‫منح اجلنس ية ‪،‬عىل اإقلمي دوةل تأأخذ برابطة الإقلمي ‪ ،‬مث بعد سن معني يطل التجنس جبنس ية دوةل ما فمتنح هل دون أأن تشرتط عليه التجرد‬
‫من اجلنس ية ا ألصلصة ‪ ،‬ابلتايل نكون أأمام حاةل خشص هل ثالث جنس يات ‪ ،‬ابلتايل يكون لهذا الشخص حقوق املواطنة و واجباهتا يف أأكرث‬
‫من دوةل ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪:‬حاةل عدمي اجلنس ية ‪ ،‬و يه حاةل ميكن أأن تتحقق يف احلاةل العكس ية للحاةل السابقة كأن يودل الشخص من اب ل تعتد دولته‬
‫اإل برابطة الإقلمي ‪ ،‬عىل اإقلمي دوةل ل تعتد اإل برابطة ادلم فال مينح الشخص جنس ية وادله لنه مل يودل عىل اإقلمي تكل ادلوةل ‪ ،‬كام أأنه ل مينح‬
‫جنس ية ادلوةل اليت ودل عىل إاقلميها ألهنا ل تعتد اإل برابطة ادلم ‪.‬‬
‫كام ميكن أأن تتحقق هذه الصورة دلى خشص حيمل جنس ية دوةل ما و أأراد التجنس جبنس ية دوةلى أأخرى اإشرتطت عليه التجرد من‬
‫جنسيته السابقة حىت ميكنه تقدمي طل التجنس ‪.‬‬
‫كام قد يفقد الشخص جنسيته و يصبح عدمي اجلنس ية يف حاةل جتريده من اجلنس ية من طرف دولته بسب سلوك مشني لس ياساهتا إارتكبه‬
‫الشخص ‪.‬‬
‫اجلنس ية يف الترشيع اجلزائري‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫معيار منح اجلنس ية يف الترشيع اجلزائري ‪ :‬لقد أخذ املرشع اجلزائري موقفا اساسه الخذ برابطة ادلم كأصل عام و رابطة الإقلمي إاكس تثناء و‬
‫هذا ما يس تنتج من نص املادة ‪ 3‬و املادة ‪ 0‬من قانون اجلنس ية ‪ ،‬بأأن يعترب جزائراي الودل املولود من أأب جزائري ‪. . .‬غري أأنه اإعترب من يودل‬
‫يف اجلزائر أأي عىل الإقلمي اجلزائري من أأبوين جمهولني جزائراي كحاةل اللقيط‪.‬‬
‫اجلنس ية اجلزائرية الأصلية‪ :‬للحصول عىل شهادة اجلنس ية اجلزائرية ا ألصلية طبقا ألحنام املادتني ‪ 3‬و ‪ 0‬من قانون اجلنس ية املعدل و املمتـم‬
‫(ا ألمر رمق ‪ 79-75‬مؤرخ يف ‪ 92‬حمرم عام ‪ 9443‬املوافق ‪ 40‬فرباير س نة ‪ ،4775‬يعـدل و يمتـم ا ألمـر رمق ‪ 23-07‬املؤرخ يف ‪ 90‬شوال عام‬
‫‪ 9217‬املوافق ‪ 95‬ديسمرب س نة ‪ 9107‬و املتضمن قانون اجلنس ية اجلزائرية)‪ ،‬فاإنه ل تتحقق اإل يف احلالت التالية املبينة أأدانه‪:‬‬
‫أأ)‪ -‬ابلنس ‪ :‬و ذكل طبقا لنص املادة ‪ 3‬من قانون اجلنس ية و تمتثل يف حاةل الودل املولود من أأب جزائري أأو أأم جزائرية‪.‬‬
‫‪ -9‬نس بة ل ألب‪ :‬ميكن المتيزي بني ثالث (‪ )72‬حالت‪ ،‬و يه ‪:‬‬
‫‪ -‬حاةل أأوىل‪ :‬الودل املولود من أأب ذي جنس ية جزائرية أأصلية‪.‬‬
‫‪ -‬حاةل اثنية‪ :‬الودل املولود بعد اكتساب ا ألب اجلنس ية اجلزائرية ‪.‬‬
‫‪ -‬حاةل اثلثة‪ :‬من أأثبت القضاء ألبيه جنسيته اجلزائرية ا ألصلية‬
‫‪ -4‬نس بة ل ألم‪ :‬و هبا أأيضا ثالث (‪ )72‬حالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حاةل أأوىل ‪ :‬الودل املولود من أأم ذات جنس ية جزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬حاةل اثنية‪ :‬الودل املولود بعد اكتساب ا ألم اجلنس ية اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬حاةل اثلثة‪ :‬من أأثبت القضاء ألمه جنسيهتا اجلزائرية ا ألصلية‪.‬‬
‫ب)‪ -‬اجلنس ية الأصلية ابلولدة يف اجلزائر طبقا لنص املادة ‪:70‬‬
‫‪ -‬حاةل أأوىل‪ :‬ا ألولد املولودين ابجلزائر من أأبوين جمهولني (املادة ‪ 0‬الفقرة ‪. )9‬‬
‫‪ -‬حاةل اثنية‪ :‬ا ألولد املولودين يف اجلزائر من أأم مسامة فقط ‪ ،‬ا ألطفال املسعفني(املادة ‪ 0‬الفقرة ‪.)4‬‬
‫ج)‪ -‬اجلنس ية الأصلية عن طريق الإثبات حبمك قضايئ طبقا لنص املادة ‪ :23‬أأي هناك حمك قضايئ يثبت اجلنس ية ا ألصلية للمعين ‪.‬‬
‫اجلنس ية املكتس بة ‪ :‬تكتس اجلنس ية اجلزائرية طبقا ألحنام املادة ‪ 1‬مكرر‪ ،‬و املادة ‪ 97‬من قانون اجلنس ية اجلزائرية‪ ( .‬أأمر رمق ‪79 – 75‬‬
‫مؤرخ يف ‪ 92‬حمرم عام ‪ 9443‬املوافق ‪ 40‬فرباير س نة ‪ ،4775‬يعدل و يمتم ا ألمر رمق ‪ 23 – 07‬املؤرخ يف ‪ 90‬شوال عام ‪ 9217‬املوافق ‪95‬‬
‫ديسمرب س نة ‪ 9107‬و املتضمن قانون اجلنس ية اجلزائرية)‪.‬‬
‫و اجلنس ية اجلزائرية املكتس بة يه اليت تثبت يف وقت لحق عن امليالد و تكون بناءا عىل طل العنرص ا ألجنيب اذلي يعرب فيه عن رغبته‬
‫الرصحية يف اكتساب اجلنس ية اجلزائرية و اس تثناءا قد ل تظهر الرغبة الرصحية لطال اكتساب اجلنس ية اجلزائرية عن طريق التجنس‬
‫ابلنس بة للمتويف حس نص املادة‪ 99‬الفقرة ‪ 2‬من قانون اجلنس ية اجلزائرية املعدل و املمتم‪.‬غري أأن هذه الرغبة تتضح يف طل زوجه و‬
‫أأولده ‪ ،‬التجنس ابجلنس ية اجلزائرية ‪ ،‬و قانون اجلنس ية اجلزائري وبايق الترشيعات قرر عدة طرق و مساكل عىل أأساسها ميكن ل ألجان‬
‫اكتساب اجلنس ية اجلزائرية‪ ،‬غري أأن هذه الطرق عرفت تعديالت عديدة مسايرة بذكل املراحل التارخيية اليت مرت هبا اجلزائر‪ ،‬و اليت اكنت‬
‫تتطل يف لك مرة انهتاج س ياسة معينة‪ ،‬و هذا ما يتضح من خالل القوانني الثالثة اليت نظمت اجلنس ية اجلزائرية و طرق اكتساهبا‪ ،‬ابتداء‬
‫من قانون س نة ‪ 9132:‬مرورا بقانون س نة‪ 9107 :‬وصول للتعديل اجلديد الصادر س نة‪ ،4775:‬حيث تضمن هذا ا ألخري يف طياته ثالثة‬
‫(‪ )72‬طرق ميكن ل ألجان عىل أأساسها اكتساب اجلنس ية اجلزائرية‪ ،‬و يه ‪ :‬الــزواج ‪ -‬التجنـس ‪ -‬الاسرتداد‪.‬‬
‫فبالنس بة للزواج كطريق من طرق اكتساب اجلنس ية اجلزائرية اعرتف به املرشع اجلزائري و نص عليه يف أأول قانون نظم اجلنس ية اجلزائرية و‬
‫هو قانون رمق ‪ 13/32‬املؤرخ يف ‪ ،9132/72/40‬غري أأنه اعرتف به من جان واحد و السامح فقط للأجنبية املزتوجة جبزائري اإمنانية‬
‫اكتساب اجلنس ية اجلزائرية كأثر لهذا الزواج‪ ،‬مما يويح أأن املرشع اعتنق مبد أأ وحدة اجلنس ية يف ا ألرسة سعيا مهنا لتفادي لك ما قد يطر أأ‬
‫عىل تعدد اجلنس يات يف ا ألرسة من مشالك خاصة تنازع القوانني‪.‬‬
‫اإل أأن املرشع اجلزائري تراجع عن تبنيه فكرة الزواج كطريق من طرق اكتساب اجلنس ية اجلزائرية و جتىل هذا بلك وضوح من خالل‬
‫صدور قانون اجلنس ية اجلزائري لس نة ‪.9107‬‬
‫و املمتعن ملوقف املرشع اجلزائري يف اإلغاء الزواج كطريق لكتساب اجلنس ية اجلزائرية جيد أن السب يف ذكل يعود لكون اجلزائر اكنت‬
‫أ‬
‫حديثة العهد ابلس تقالل و كذا الإيديولوجية الاشرتاوية املنهتجة من طرف النظام احلامك أآنذاك ا ألمر اذلي اس توج تقييد منح اجلنس ية‬
‫برشوط تامتىش و حامية ادلوةل من ادلخالء الغري مرغوب فهيم‪.‬‬
‫أ‬
‫لكن متاش يا مع متطلبات العرص و ما تفرضه املعاهدات و التفاقيات ادلولية‪ ،‬أعاد املرشع اجلزائري النظر يف قانون اجلنس ية و ذكل‬
‫ابلتعديل الصادر س نة ‪ 4775:‬اذلي اس تحدث من خالهل فكرة اكتساب اجلنس ية اجلزائرية عن طريق الزواج‪ ،‬اإل أأن الفكرة املس تحدثة‬
‫تضمنت اإدراج الزواج من اجلنسني‪ 42‬عىل خالف قانون س نة ‪ 9132 :‬اذلي اكن جيزي للمر أأة الأجنبية دون الرجل اكتساب اجلنس ية‬
‫اجلزائرية عن طريق الزواج‪.‬‬
‫أ‬
‫و وون أأن حامية ويان ادلوةل يبقى الهدف المسى دلى املرشع فاإنه مل يطلق العنان لطريق اكتساب اجلنس ية اجلزائرية عن طريق الزواج دون‬
‫قيد أأو رشط بل اس تلزم مجموعة من الرشوط عىل العنرص ا ألجنيب استيفاءها و اخلضوع ل إالجراءات الإدارية املقررة قانوان‪.‬‬
‫أأما التجنس فقد حددت رشوطه بعد التعديل يف ا ألمر ‪ 79/75‬مهنا اإلغاء رشط الترصحي الرمسي ابلتخيل عن اجلنس ية السابقة مما يتضح معه‬
‫اعرتاف املرشع بتعدد اجلنس يات للشخص الواحد‪ ،‬و كذا اإلغاء القيد اذلي اكن واردا يف نص املادة ‪ 93 :‬من قانون اجلنس ية اجلزائري لس نة‬
‫‪،9107 :‬و اذلي اكن حيرم ا ألجنيب املتجنس ابجلنس ية اجلزائرية و ملدة مخسة س نوات من الرتحش لعضوية أأي جملس نيايب اإل اإذا أأعفي من‬
‫هذا القيد مبوج مرسوم التجنس‪ ،‬ابملوازاة مع ذكل عرفت الإجراءات الإدارية يه ا ألخرى تعديالت جذرية‪.‬‬
‫جتدر الإشارة اإىل أأن لك من اكتساب اجلنس ية اجلزائرية عن طريق الزواج أأو التجنس يصبان يف وعاء واحد و هو حصول ا ألجنيب عىل‬
‫اجلنس ية اجلزائرية اليت تؤههل لالنضامم اإىل اجملمتع اجلزائري‪ ،‬و مبوجهبا يصبح أأحد أأفراد ادلوةل و ابلتايل تلزتم حباميته و متكينه من حقوقه‪.‬‬
‫ترفع طلبات اكتساب اجلنس ية اجلزائرية أأو التخيل عهنا أأو اسرتدادها اإىل الوزير العدل مصحوب ابلعقود و الواثئق و املستندات اليت تثبت‬
‫استيفاء الرشوط القانونية‪.43‬‬

‫‪ -42‬الزواج من اجلنسني يقصد به زواج أأجنيب من جزائرية أأو زواج أأجنبية من جزائري‪.‬‬
‫‪ -43‬تشكيل ملف اكتساب اجلنس ية اجلزائرية طبقا لأحنام املادة ‪ 1‬مكرر‪:‬‬
‫‪ -9‬نسخة من عقد امليالد‪.‬‬
‫‪ -4‬نسخة من جسل عقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬نسخة من حصيفة السوابق القضائية رمق ‪72.‬‬
‫‪ -4‬شهادة اجلنس ية اجلزائرية اخلاصة ابلزوج(الزوجة)‪.‬‬
‫‪ -5‬شهادة الإقامة رمق ‪ 74‬تسلمها املصاحل اخملتصة‪.‬‬
‫‪ -3‬ثالث صور فوتوغرافية لتحقيق الهوية‪.‬‬
‫‪ -0‬شهادة معل أأو نسخة من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬مس تخرج من مصلحة الرضائ شهادة عدم اخلضوع للرضائ )‪.‬‬
‫‪ -/4‬رشوط اكتساب اجلنس ية اجلزائرية طبقا لأحنام املادة ‪:97‬‬
‫ميكن للأجنيب اذلي يقدم طلبا لكتساب اجلنس ية اجلزائرية أأن حيصل علهيا برشط‪:‬‬
‫‪ -9‬أأن يكون مقامي يف اجلزائر منذ ‪ 0‬س نوات عىل ا ألقل بتارخي تقدمي الطل ‪.‬‬
‫‪ -4‬أأن يكون مقامي يف اجلزائر وقت التوقيع عىل املرسوم اذلي مينح التجنس‪.‬‬
‫‪ -2‬أأن يكون ابلغا سن الرشد‪.‬‬
‫‪ -4‬أأن تكون سريته حس نة و مل يس بق احلمك عليه بعقوبة حتل ابلرشف‪.‬‬
‫‪ -5‬أأن يثبت الوسائل النافية ملعيش ته‪.‬‬
‫‪ -3‬أأن يكون سلمي اجلسد و العقل‪.‬‬
‫أأس باب حس وفقدان اجلنس ية اجلزائرية‬
‫‪ -‬ميكن حس اجلنس ية اجلزائرية من املس تفيد اإذا تبني خالل عامني من نرش مرسوم التجنس يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬بأأنه مل تكن تتوفر فيه‬
‫الرشوط املنصوص علهيا يف القانون‪.‬‬
‫اجلنس‬ ‫أ‬ ‫أج‬ ‫جنس‬
‫‪ -‬اجلزائري اذلي اكتس عن طواعية يف اخلارج ية أ نبية وأدن هل مبوج مرسوم يف التخيل عن ية اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬اجلزائري ولو اكن قارصا اذلي هل جنس ية أأجنبية أأصلية و أأدن هل مبوج مرسوم يف التخيل عن اجلنس ية اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬املر أأة اجلزائرية املزتوجة بأأجنيب وتلمتس جراء زواهجا جنس ية زواهجا و أأذن لها مبوج مرسوم يف التخيل عن اجلنس ية اجلزائرية ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلزائري اذلي يعلن ختليه عن اجلنس ية اجلزائرية يف احلاةل املنصوص علهيا يف القانون فقرة ‪ 4‬املادة‪ " 90‬لك خشص اكتس اجلنس ية‬
‫اجلزائرية ميكن أأن جيرد مهنا"‬
‫‪ -‬اإذا صدر ضده حمك من أأجل فعل بعد جناية أأو جنحة متس ابملصاحل احليوية للجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬اإذا قام لفائدة هجة أأجنبية بأأعامل تتنايف مع صفته كجزائري أأو مرضة مبصاحل ادلوةل‪.‬‬
‫احلاةل اخلاصة‪( :‬احلاةل العائلية أأو احلاةل املدنية)‬
‫‪44‬‬
‫و يه احلاةل املدنية اليت تبني مركز الفرد من حيث انامتئه لأرسة معينة ‪ ،‬و ا ألرسة يه مجموعة من ا ألشخاص يرتبطون معا برابط القرابة و‬
‫هو ما عرب عنه املرشع اجلزائري يف نص املادة ‪ 24‬ق‪.‬م‪.‬ج " تتكون أأرسة الشخص من ذوي قرابه ‪ ،‬و يعترب من ذوي القرىب لك من جيمعهم‬
‫أأصل واحد"‪ ،‬و القرابة بصورة عامة اإما أأن تقوم عىل أأساس النس و اإما عىل أأساس املصاهرة ‪.‬‬
‫أأنواع القرابة ‪ :‬القرابة يه عىل نوعان ‪ ،‬قرابة نس و قرابة مصاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬قرابة النس ‪:‬و تسمى أأيضا برابط النس ‪ ،‬و هو رابط ادلم ‪ ،‬و القرابة اليت تقوم عىل أأساس النس يه اإما قرابة مبارشة و اإما قرابة‬
‫حوايش ‪.‬‬
‫القرابة املبارشة ‪ :‬و يه تكل القرابة اليت تقوم بني ا ألصول و الفروع ‪ ،‬أأي تقوم عىل أأساس تسلسل معودي اكلقرابة بني اجلد و الابن و‬
‫الابن و أأبن الابن ‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 22‬فقرة ‪ 9‬ق‪.‬م‪.‬ج " القرابة املبارشة يه الصةل ما بني ا ألصول و الفروع"‪ ،‬و قد حددت املادة ‪24‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج تري درجة القرابة املبارشة ‪ ،‬اإذ نصت عىل أأنه " يراعى يف ترتي درجة القرابة املبارشة ‪ ،‬اعتبار لك فرع درجة عند الصعود ل ألصل‬
‫ما عدا هذا ا ألصل ‪."...‬‬
‫قرابة احلوايش ‪:‬و يه قرابة تقوم بني الأشخاص اذلين يشرتوون يف أأصل واحد ‪ ،‬دون أأن يكون أأحد الفروع أأصال لفرع أآخر‪ ،‬أأي دون‬
‫تسلسل معودي بيهنم ‪ ،‬اكلقرابة بني ا ألخ و أأخيه أأو بني ا ألخ و ابن أأخيه أأو بني الشخص و معه أأو معته أأو أأبناهئام أأو خاهل أأو خالته ‪. . .‬‬

‫‪ -0‬أأن يثبت اندماجه يف اجملمتع اجلزائري‪.‬‬


‫تشكيل ملف اكتساب اجلنس ية اجلزائرية طبقا ألحنام املادة ‪:97‬‬
‫‪ -9‬نسخة من عقد امليالد‪.‬‬
‫‪ -4‬حصيفة السوابق العدلية رمق ‪.72‬‬
‫‪ -2‬شهادة اإقامة رمق ‪ 74‬تسلمها املصاحل اخملتصة‪.‬‬
‫‪ -4‬شهادة عدم الفقر‪.‬‬
‫‪-5‬شهادة طبية تثبت سالمة اجلسم و العقل‪.‬‬
‫‪ -3‬شهادة العمل أأو البطاقة املهنية أأو صورة من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -0‬نسخة من جسل عقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬نسخ من عقود ميالد ا ألولد القرص‪ .‬شهادة اجلنس ية اجلزائرية للأم و للزوج (الزوجة)‪.‬‬
‫‪ -97‬مس تخرج من مصلحة الرضائ (شهادة عدم اخلضوع للرضائ )‪.‬‬
‫‪ 72 -99‬صور فوتوغرافية لتحقيق الهوية‪.‬‬
‫تعترب اجلنس ية اجلزائرية مزية من ادلوةل للفرد‪ ،‬و تقدم طلبات التجنس اإىل وزير العدل اذلي يس تطيع رفضه حىت و اإن توفرت الرشوط القانونية للتجنس‪.‬‬
‫تثبت اجلنس ية اجلزائرية ا ألصلية عىل أأساس حق الاقلمي اكس تثناء و هذا ما نصت عليه م ‪ 70‬قبل و بعد التعديل ‪ ،‬لكن املرشع اجلزائري مل يقرر ثبوت اجلنس ية اجلزائرية للك‬
‫من يودل عىل الاقلمي اجلزائري بل قيدها بعدة قيود‪.‬‬
‫‪ -44‬ينتس الشخص ألرسة معينة ‪ ،‬اي يرتبط ابلرسة برابط معني ‪ ،‬و هنا قد يتبادر للأذهان أأن اللقيط –وهو من ل ينتس اإىل أأرسة معينة‪ -‬ليس هل حاةل ‪ ،‬اإل أأن وصفه‬
‫ابللقيط يكون هل حاةل مدنية تكوينا قانونيا ‪.‬‬
‫لقد نصت املادة ‪ 22‬فقرة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬و قرابة احلوايش يه الرابطة ما بني أأشخاص جيمعهم أأصل واحد دون أأن يكون أأحدمه فرعا للآخر ‪. .‬‬
‫‪ .".‬و قد حددت كذكل املادة ‪ 24‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ترتي درجة قرابة حوايش "‪ ، . . .‬و عند ترتي درجة احلوايش تعد ادلرجات صعودا من الفرع‬
‫ل ألصل املشرتك ‪ ،‬مث نزول منه اإىل الفرع الآخر ‪ ،‬و لك فرع فامي عدا ا ألصل املشرتك يعترب درجة "‪.‬‬
‫‪ -‬لو حناول معرفة درجة قرابة الابن مع ابن معه ‪ ،‬فاإننا حنس ابن درجة ‪ 9‬و ا ألب درجة ‪ 4‬مث ل حنتس اجلد عىل أأساس أأنه أأصل‬
‫مشرتك ‪ ،‬حنتس العم درجة ‪ 2‬مث ابن العم درجة ‪ ، 4‬ابلتايل ابن العم قري لبن معه من ادلرجة الرابعة ‪ .‬و كذكل الابن مع معه هو قري‬
‫من ادلرجة الثالثة ‪ ،‬ا ألخ مع أأخيه فهو قري من ادلرجة الثانية ‪.‬‬
‫و عليه فاإنه يراعي يف احتساب درجة القرابة بنوعهيا سواء اكنت قرابة مبارشة أأو قرابة غري مبارشة ‪ ،‬أأن لك طبقة درجة مع استبعاد (ل‬
‫حيتس ) ا ألصل أأو ا ألصل املشرتك ‪ ،‬طبقا لنص املادة ‪ 24‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬السابق الإشارة اإلهيا‪.‬‬
‫‪ -‬قرابة املصاهرة ‪ :‬و يه القرابة الناش ئة عن الزواج و يطلق علهيا قرابة املصاهرة لأهنا تنشأأ نتيجة للعالقة اليت تقوم بني الزوج و أأرسة الزوجة‬
‫أأو العكس الزوجة و أأرسة الزوج ‪.‬‬
‫أأي قوام هذا النوع من القرابة هو الزواج ‪ ،‬اإذ ابلزواج تنشأأ القرابة بني أأحد الزوجني و أأقارب الزوج الآخر و ليس بني أأقارب أأحد الزوجني‬
‫و أأقارب الزوج الآخر و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 25‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ".‬يعترب أأقارب أأحد الزوجني يف نفس القرابة و ادلرجة ابلنس بة للزوج الآخر"‪.‬‬
‫و عىل هذا ا ألساس يعترب أأخ الزوجة ‪ -‬اذلي هو قري لها قرابة حوايش من ادلرجة الثانية – قري للزوج من ادلرجة الثانية لكهنا قرابة‬
‫مصاهرة ‪ ،‬و ابن معها اذلي هو قري لها من ادلرجة الرابعة قرابة حوايش هو قري لزوهجا من ادلرجة الرابعة لكهنا قرابة مصاهرة ‪.‬‬
‫صةل الزوجية ‪ :‬يالحظ أأن صةل الزوج ابلزوجة ل تندرج مضن قرابة املصاهرة و ل مضن قرابة النس ‪ ،‬و اإمنا يه صةل خاصة قامئة بذاهتا ‪.‬‬
‫أآاثر القرابة ‪ :‬يرتت عىل القرابة أآاثر قانونية تتجسد حبس طبيعة القرابة و درجهتا ‪ ،‬و تتجىل أأمهية القرابة ‪ ،‬ل س امي قرابة النس يف حتديد‬
‫حقوق الشخص و الزتاماته العائلية حبس مركزه يف ا ألرسة جتاه ابيق أأعضاهئا ‪ ،‬ابلتايل فغنه يرتت عىل القرابة حقوق للآابء عىل الآابء و‬
‫كذكل يرتت عىل الزواج حقوق للزوج عىل زوجته و حقوق للزوجة عىل زوهجا كام يرتت عىل القرابة حقوق مالية خمتلفة اكلنفقة و التوارث‬
‫بني ا ألقارب ‪ ،‬كام قد تعترب طبيعة القرابة و درجهتا مانع من موانع الزواج ‪.‬‬
‫للقرابة كذكل أآاثرها يف حتديد ما يثبت للشخص من حقوق كام تؤثر يف نشاطه القانوين مثال ذكل حق الورثة يف املطالبة ابلتعويض عن‬
‫اخلطأأ اذلي أأدى اإىل هالك فقيدمه ‪ ،‬كام أأن القايض يعطي للخصوم احلق يف طل تنحي القايض عن الفصل يف نزاع معني اإذا اكن قري من‬
‫ادلرجة الرابعة سواء اكنت قرابة ابلنس أأو قرابة مصاهرة ‪ ،‬و عليه فاإن الشخصية القانونية ل إالنسان و مدى صالحيته للمتتع ابحلقوق و‬
‫حتمل الالزتامات تتأأثر ابملركز اذلي حيتهل يف ا ألرسة اليت ينمتي اإلهيا ‪.‬‬
‫تؤثر درجة القرابة يف أأداء الشهادة اليت ل تقبل يف بعض ا ألحيان من ا ألقارب‪ ،‬كام تؤثر كذكل درجة القرابة يف عدم جواز الأخذ ابلشفعة يف‬
‫بيع ا ألقارب لغاية ادلرجة الرابعة‪.‬‬
‫الأهلية‬
‫ا ألهلية لغة تعين الصالحية فالقول بأأن الشخص أأهل لعمل ما يعين صالحيته لهذا العمل ‪ ،‬وا ألهلية يف جمال القانون تعين املعىن ذاته فهىي‬
‫صالحية يعرتف هبا القانون للشخص ‪ ،‬هذه الصالحية قد يقصد هبا جمرد صالحية اكتساب احلقوق وحتمل الالزتامات وعندئذ نواجه ما‬
‫يسمى بأأهلية الوجوب ‪ ،‬أأي وجوب احلقوق وحتمل الالزتامات ‪ ،‬وإامنا القدرة عىل اإنشاء احلقوق والالزتامات عن طريق مبارشة الترصفات‬
‫القانونية اخملتلفة ‪ ،‬وعندئذ نواجه ما يسمى بأأهلية ا ألداء ‪ ،‬وهكذا تنقسم ا ألهلية القانونية اإىل نوعني وهام أأهلية الوجوب و أأهلية ا ألداء‬
‫وسنس تعرض لك مهنام يف فصل مس تقل ‪.‬‬
‫الأهلية القانونية‪ :‬تنقسم ا ألهلية القانونية اإىل قسمني ‪ :‬أأهلية وجوب و أأهلية أأداء‪.‬‬
‫أأهلية الوجوب ‪ :‬عرف فقهاء القانون أأهلية الوجوب بعدة تعريفات نذور أأمهها‪ ،‬القول بأأهنا صالحية الشخص لن يكتس احلقوق ويتحمل‬
‫الالزتامات‪.‬‬
‫بيامن عرفها جان أآخر فقال‪ :‬يه صالحية لوجوب احلقوق املرشوعة هل أأو عليه ‪ ،‬ويراها بعض الفقهاء عيل أأهنا قابلية الشخص ألن يكتس‬
‫حقا أأو يتحمل الزتاما ‪ ،‬بيامن يه يف نظر البعض قدرة الشخص عيل أأن يكون أأهال لثبوت بعض احلقوق هل دون البعض كأن يكون أأهال‬
‫للمرياث والوصية وإاحلاق نس به بوادليه دون أأن يكون أأهال للحق عليه فال تلزمه أأي الزتام ألن الالزتام يثبت عيل الشخص بفعهل أأو بعبارته‬
‫وهو ل يتصور منه ذكل‪.‬ابلتايل فأأهلية الوجوب يه صالحية الشخص ‪ ،‬من الوهجة القانونية ‪ ،‬لتلقي احلقوق وحتمل الالزتامات أأي‬
‫صالحيته لوجوب احلقوق هل والالزتامات عليه ‪ ،‬ويه متثل ا ألهلية القانونية يف وهجها السليب اذلي يقترص عىل تلقي احلقوق وحتمل‬
‫الالزتامات دون تدخل إارادي من الشخص ولكهنا ل تشمل وهجها الإجيايب املمتثل يف املسامهة اإجيابيا يف اإنشاء هذه احلقوق والالزتامات‪.‬‬
‫مناط أأهلية الوجوب‪ :‬أأهلية تثبت للك اإنسان جملرد انه اإنسان ومبجرد ولدته حيا ‪ ،‬مفناط أأهلية الوجوب هو احلياة أأي ولدة الشخص حيا‬
‫عىل الوجه اذلي س بق أأن عرضناه ابلنس بة للشخصية القانونية‪ ، 45‬و أأهلية الوجوب مكفوةل للجميع برصف النظر عن السن أأو الإدراك أأو‬
‫المتيزي ‪ ،‬وإاذا اكن مناط أأهلية الوجوب هو احلياة ‪ ،‬أأي ولدة الشخص حيا ‪ ،‬فذكل ميثل ا ألصل العام‪ ،‬فقد تثبت أأهلية الوجوب للشخص‬
‫اس تثناء قبل ميالده ‪ ،‬أأي وهو جنني يف بطن أأمه ‪.‬‬
‫و أأهلية الوجوب ترتبط مبجرد ولدة الإنسان حيا فال تتطل رشوطا أأخرى‪ ،‬وبصفة خاصة ل تتطل يف الإنسان بلوغ سن معينة‪ ،‬ول‬
‫تتطل العقل أأو الإدراك والمتيزي‪ ،‬ذلكل يمتتع الصغري غري املمزي واجملنون وبصفة عامة عدمي ا إلرادة بأأهلية الوجوب‪.‬‬
‫ألن مناط أأهلية الوجوب هو احلياة فاإهنا تنهتىي وتزول من الشخص بوفاته‪. 46‬‬
‫و أأهلية الوجوب تثبت للشخص اكمةل حبس ا ألصل غري أأن ذكل ل حيول دون اإمنان تقييدها بقيود معينة‪ ،‬وعندئذ تكون أأهلية الوجوب‬
‫دلى الشخص غري اكمةل وإامنا مقيدة ‪.‬‬
‫وإاذا اكن ا ألصل أأن أأهلية الوجوب تكتس بامتم الولدة حيا‪ ،‬فاإن املرشع منح اجلنني وهو مازال يف بطن أأمه أأهلية وجوب عىل سبيل‬
‫الاس تثناء وقرصها عىل حقوق والزتامات معينة‪ ،‬يف هذه احلاةل نواجه أأهلية وجوب اس تثنائية وانقصة أأو حمدودة‪.47‬‬
‫نتلكم يف هذا الس ياق عن أأهلية الوجوب النامةل مث تقييد هذه ا ألهلية‪ ،‬أأي أأهلية الوجوب املقيدة‪ ،‬وتنهتىي بأأهلية الوجوب الاس تثنائية‬
‫الناقصة أأو احملدودة‪.‬‬
‫أأهلية الوجوب النامةل‪ :‬املقصود هبا صالحية الشخص لكتساب لك احلقوق ‪ ،‬فال تكون أأهليته منقوصة ول مقيدة ‪ ،‬وا ألصل يف أأهلية‬
‫الوجوب الكامل ‪ ،‬مبعىن أأن الإنسان مبجرد ولدته حيا يكتس أأهلية الوجوب اكمةل ويكون مبقتضاها أأهال لكتساب مجيع احلقوق سواء تكل‬
‫اليت ل حيتاج سبهبا اإىل قبول اكلوصية ‪ ،‬أأو اليت حيتاج سبهبا إاىل قبول ‪ ،‬فاإن مل تتوافر دليه إارادة القبول ‪ ،‬كأن اكن صغريا ‪ ،‬قبل وليه نيابة‬
‫عنه ‪ ،‬فيكتس هو احلق وليس وليه‪.‬‬
‫كام يكون الشخص أأهال لتحمل الالزتامات اليت ل يكون مصدرها ا إلرادة اكللزتام ابلتعويض عن الرضر النامج للغري نتيجة فعةل غري املرشوع‬
‫‪ ،‬أأو الالزتامات اليت تتوقف نشأأهتا عىل ا إلرادة ‪ ،‬أأي اليت ترتت نتيجة الترصفات القانونية فال تنشأأ اإل اإذا توافرت دلى الشخص أأهلية أأداء‬
‫هذه الترصفات ‪ ،‬أأو ابرهما وليه نيابة عنه ‪ ،‬ويف هذه احلاةل ا ألخرية تنرصف هذه الالزتامات اإليه فيتحملها الصغري وليس الويل ‪.‬‬
‫أأهلية الوجوب املقيدة‪ :‬أأوحضنا أأن الشخص يكتس مبجرد ميالده حيا أأهلية وجوب ‪ ،‬وا ألصل أأن هذه ا ألهلية تكون اكمةل ‪ ،‬غري أأن‬
‫املرشع يتدخل ابلنس بة حلقوق معينة ‪ ،‬اكحلقوق الس ياس ية ‪ ،‬ويستبعد ا ألجان غري املواطنني من المتتع هبا ‪ ،‬كام أأن بعض احلقوق تتطل‬
‫لكتساهبا رشوطا خاصة ‪ ،‬كحقوق ا ألرسة وواجباهتا فهىي مقصورة عىل أأفرادها ‪ ،‬يف مثل هذه احلالت نكون أأمام تقييد جزيئ ألهلية‬
‫الوجوب ‪ ،‬فا ألصل أأن الشخص يكون ‪ ،‬مبجرد ولدته حيا قد اكتس أأهلية الوجوب ‪ ،‬ولكهنا ل متتد لتشمل حقوقا معينة لعتبارات‬
‫خاصة ختتلف ابختالف هذه احلقوق‪.‬‬
‫ل‬
‫ومن تطبيقات أأهلية الوجوب املقيدة جند تقييد ا ألجنيب يف ا متتع ابحلقوق الس ياس ية ‪ ،‬وكذكل تقييد أأهلية ا ألجنيب يف اكتساب ملكية‬
‫العقارات ‪ ،‬واملقصود هنا صالحية ا ألجنيب ألن تؤول هل ملكية العقارات دون ترصف قانوين منه ‪ ،‬كأن يتلقى العقار عن اإرث أأو وصية ‪ ،‬أأما‬
‫اكتسابه للعقار عن طريق الترصفات القانونية فيتعلق بأأهلية ا ألداء ‪ ،‬ومن البدهيىي اإذا اكن ا ألجنيب ل يمتتع بأأهلية وجوب يف هذا اجملال فال‬
‫ميكنه هو أأو انئبة اإبرام الترصفات القانونية املتعلقة هبا ‪. . .‬‬
‫أأهلية الوجوب الاس تثنائية‪ :‬أأهلية الوجوب الاس تثنائية يه تكل اليت منحها املرشع للحمل املس تكن اذلي مازال جنينا يف بطن أأمه‪ ،‬حامية‬
‫ورعاية ملصاحله اليت س تكون هل بعد ولدته‪.‬‬

‫‪ -45‬أأنظر املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 9‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -46‬أأنظر املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 9‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -47‬أأنظر املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫وقد س بق لنا أأن تعرضنا لهذه ا ألهلية وعرفنا أأن املرشع منح امحلل املس تكن أأهلية وجوب انقصة حمدودة تقترص عىل صالحيته لكتساب‬
‫بعض احلقوق اليت ل حيتاج سبهبا اإىل قبول ‪ ،‬اكحلق يف الإرث واحلق يف الوصية ‪ ،‬كام أأجاز هل الهبة اخلالصة من القيود والتناليف ‪ ،‬كام‬
‫تقترص هذه ا ألهلية الاس تثنائية للحمل املس تكن عىل حتمهل الالزتامات اليت تقتضهيا اإدارة أأمواهل‪.‬‬
‫ابلتايل كخالصة ‪ ،‬أأهلية الوجوب يه أأهلية تثبت ل إالنسان من وقت ولدته حيا وتبقى معه اإىل حني وفاته بغض النظر عن وونه عاقال أأم‬
‫غري عاقل صغريا اكن أأم وبريا ‪ ،‬و أأن القول بتوافر أأهلية الوجوب اكمةل دلى الشخص معناه أأن القانون مينحه القدرة عيل أأن تظهر يف ذمته لك‬
‫أأنواع الالزتامات واحلقوق ‪ ،‬وهذا ما يسمى ابلشخصية القانونية وبذكل فاإن أأعدم القانون أأهلية الشخص أأو أأنقص مهنا ‪ ،‬فهو مينع لك احلقوق‬
‫أأو حق مهنا مقابل ا ألهلية أأو نقصها ‪ ،‬أأي اإن انعدمت ا ألهلية تنعدم معها صالحية الشخص لكس احلقوق ‪ ،‬وإان نقصت ا ألهلية تنقص‬
‫معها صالحية الشخص لكس احلقوق ‪ ،‬وإان وجدت ا ألهلية اكمةل فاإن صالحية الشخص تكون اكمةل ‪.‬‬
‫أأهلية الأداء‬
‫طبيعة أأهلية الأداء‪ :‬تناول فقهاء القانون أأهلية ا ألداء ابدلراسة والتحليل وعرفوها بعدة تعريفات نذور أأمهها من حيث الشمولية فقد عرفها‬
‫جان من الفقهاء‪ :‬فقال يه صالحية الشخص لس تعامل احلق عن طريق الترصفات القانونية‪.‬‬
‫فيعرفها جان من الفقه عىل أأهنا يه صالحية الشخص ألن يبارش الترصفات القانونية اليت تكس به حقا أأو حتمهل الزتاما ‪.‬‬
‫بيامن نظر البعض عيل أأهنا‪ :‬صالحية الشخص لاللزتام مبقتىض ترصفاته ا إلرادية‪ ،‬أأو صالحيته لس تعامل احلقوق و أأداء الالزتامات‪.‬‬
‫بيامن نظر البعض الآخر اإلهيا عيل أأهنا‪ :‬عبارة عن صالحية الشخص لإتيان الترصفات القانونية الصحيحة ‪.‬‬
‫ومبقارنة لك هذه التعريفات جند أأهنا واحدة يف اجلوهر واملضمون فأأهلية ا ألداء يه صالحية الشخص ل إاللزام والالزتام قانوان‪.‬‬
‫مناط أأهلية الأداء‪ :‬يرى الفقهاء أأن مناط أأهلية ا ألداء هو المتيزي " العقل" و بلوغ سن معني ‪.‬‬
‫أأنواع أأهلية الأداء‪ :‬قسم القانون والفقه أأهلية ا ألداء اإىل ثالثة أأقسام عيل النحو التايل ‪:‬‬
‫أأول ‪ :‬أأهلية الأداء املعدومة ‪ :‬فال يكون أأهال ملبارشة حقوقه املدنية من اكن فاقد المتيزي لصغر س نه أأو لإصابته بعته أأو جنون ‪.‬‬
‫ويري الرشاح أأن أأهلية ا ألداء تكون معدومة يف لك خشص فاقد المتيزي مثل الصيب غري املمزي اذلي مل يبلغ الثالثة عرش من معره واجملنون‬
‫ومن يف حمكه وإاىل ألن القانون افرتض انعدام المتيزي يف هؤلء حيث ل يس تطيع أأي مهنم أأن يدرك كنة أأفعاهل ‪ ،‬أأو أأن يتوقع أأاثرها‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬أأهلية الأداء الناقصة أأو القارصة‪ :‬تبد أأ ببلوغ الإنسان سن المتيزي ومل مل يبلغ سن الرشد‪ ،‬ولك من بلغ سن الرشد واكن سفهيا أأو ذا غفةل‬
‫يكون انقص ا ألهلية ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫ل‬
‫ويف ذكل يري الرشاح أأيضا ‪ :‬أأن أأهلية ا ألداء تكون انقصة يف الشخص اإذا بلغ سن ا متيزي" الثالثة عرش " ومل يبلغ سن الرشد ( القوانني‬
‫هنا حمل خالف حول ذكل فالبعض حددها بتسعة عرشة س نة و البعض الآخر حددها ابإحدى وعرشين س نة ‪ ،‬والبعض الآخر حددها‬
‫بامثنية عرش س نة ) وتثبت أأهلية ا ألداء القارصة للك خشص بلغ سن الرشد واكن سفهيا أأو ذا غفةل ‪ ،‬وبذكل فاإن انقص أأهلية ا ألداء ميكنه أأن‬
‫يبارش بعض الترصفات دون ا ألخرى حيث تكون هل أأهلية الاغتناء كقبوهل الهبة مثال ‪ .‬ولكن ليس هل أأهلية التربع ‪ .‬أأما أأهليته ل إالدارة‬
‫والترصف فهام من ا ألعامل ادلائرة بني النفع والرضر فال يبارش هام ولكن يقوم نيابة عنه يف مبارشهتام ممثهل القانوين‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أأهلية الأداء النامةل ‪:‬تكمتل أأهلية ا ألداء يف الإنسان ببلوغه سن الرشد‪ 49‬فاإذا أأصبح الشخص رش يدا يصبح اكمل ا ألهلية وبذكل‬
‫يس تطيع مزاوةل مجيع الترصفات القانونية ‪ ،‬وتنهتىي الولية عل أأمواهل ‪ ،‬وبذكل ربط املرشع بني اكامتل سن الرشد و اكامتل سن الرشد و اكامتل‬
‫ا ألهلية ‪ ،‬و أأضاف رشطا أآخر وهو أأن يكون حني بلوغها ‪ ،‬أأي بلوغ سن الرشد احملدد ب ‪ 91‬س نة قد بلغها وهو ممتتع بقواه العقلية غري‬
‫حمجور عليه ‪ ،‬فاإن بلغها وهو حمجور عليه فاإنه يكون انقص ا ألهلية رمغ بلوغه سن الرشد ‪ ،‬فالقانون ل ميكنه يف منح ا ألهلية أأو منعها أأن‬
‫يربط ذكل ابلمتيزي العقيل دلى ا ألفراد بل يربط ذكل بضوابط يف حاةل الشخص الظاهرة حيث يأأخذ مهنا دليال عىل قدرته وإادراكه ‪ ،‬مث‬
‫يفرتض توافره ‪ ،‬أأي توافر الرشد يف الشخص ‪ ،‬وجيعل لصاحهبا ما يتوافر مع هذا املقدار وقد يأأخذ هذا الضابط من السن أأو من احلاةل‬
‫العقلية للشخص ‪.‬‬

‫‪ -48‬تنص املادة ‪ 44‬فقرة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج " ‪ . . .‬يعترب غري ممزي من مل يبلغ ثالث عرشة س نة"‬
‫‪ -49‬تنص املادة ‪ 47‬ق‪.‬م‪.‬ج " لك من بلغ سن الرشد ممتتعا بقواه العقلية و مل حيجر عليه ‪ ،‬يكون اكمل ا ألهلية ملبارشة حقوقه املدنية ‪.‬‬
‫و سن الرشد تسعة عرشة س نة اكمةل‪.‬‬
‫العالقة بني أأهلية الوجوب و أأهلية الأداء ‪:‬ختتلف أأهلية الوجوب عن أأهلية ا ألداء ‪ ،‬فلك مهنام تقوم عىل أأساس مغاير ل ألساس اذلي تقوم‬
‫عليه ا ألخرى مما ميكن معه فصل أأهلية الوجوب عن أأهلية ا ألداء فصال اتما ‪ ،‬واحلقيقة أأن ا ألمر ل يعدو أأن يكون وحدة يف اللفظ ل وحدة‬
‫يف اجلنس فأأهلية ا ألداء تفرتض ذلات قياهما توافر أأهلية الوجوب والعكس غري حصيح ‪ ،‬مفن املمكن أأن تتوافر يف الشخص أأهلية وجوب‬
‫اكمةل يف نفس الوقت يكون فيه معدوم أأهلية ا ألداء كام يف الشخص غري املمزي مثال‪.‬‬
‫كام ختتلف أأهلية الوجوب عن أأهلية ا ألداء من حيث املناط مفناط أأهلية الوجوب احلياة ويه تثبت للك اإنسان مبجرد ولدته حيا بغض‬
‫النظر عن وونه عاقال أأو غري عاقل صغريا أأم وبريا ول يوجد عىل هذه ا ألهلية عوارض ‪ ،‬بيامن مناط أأهلية ا ألداء المتيزي "العقل" ويوجد عىل‬
‫هذه ا ألهلية عوارض فقد يكون الشخص عدمي ا ألهلية ابلرمغ من متتعه ابحلياة كام يف اجلنون والصيب غري املمزي ‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق ميكننا القول أأن الإنسان يكتس الشخصية القانونية مبجرد ميالده وتظل لصيقة به حىت مماته‪ ،‬واملقصود ابلشخصية‬
‫القانونية يه تكل اليت تعطيه الصالحية ألن يكتس احلقوق و أأن يتحمل ابللزتامات‪ ،‬وهذا ما يعرف بأأهلية الوجوب‪.‬‬
‫فأأهلية الوجوب كام س بق و أأرشان يه الصالحية لكتساب احلقوق والتحمل ابللزتامات‪ ،‬والناس مجيعا عىل قدم املساواة فامي يتعلق ابلمتتع‬
‫هبذه ا ألهلية‪ ،‬ويه ل تتأأثر مبرض ول بسن ول بأآفة عقلية تصي الإنسان‪.‬‬
‫اإل أأن متتع الإنسان هبا ل يعين انه ميكن أأن يبارش حقوقه و أأن يبارش ا ألعامل اليت يرتت علهيا حتمهل ابللزتام‪ ،‬فالقدرة عىل مبارشة ا ألعامل‬
‫القانونية اليت يتودل عهنا احلقوق أأو يرتت علهيا الالزتامات يه ما يعرف بأأهلية ا ألداء‪.‬‬
‫فأأهلية ا ألداء عبارة عن القدرة عىل مبارشة ا ألعامل القانونية مبا ترت من حقوق وما تودل من الزتامات يه " صالحية الشخص للقيام بأأعامل‬
‫وترصفات يرت علهيا القانون الآاثر القانونية املناس بة" ‪.‬‬
‫مقارنة بني أأهلية الوجوب و أأهلية الأداء ‪:‬‬
‫آ‬
‫‪ -‬أأهلية وجوب تبد أأ اكمةل مبجرد ميالد الشخص حيا وتبقى اكمةل طوال حياته ول تتأأثر بسن أأو مرض ول أفة عقلية‪.‬‬
‫أأما أأهلية ا ألداء تتأأثر حامت ابلسن حيث ل تكمتل اإل ابكامتل سن معينة وعالوة عىل تأأثرها مبا قد يعرتض الشخص يف حياته من عوارض‪.‬‬
‫‪ -‬أأهلية الوجوب متثل يف الشخص ‪ ،‬كام يرى البعض ‪ ،‬وضعا " اإس تاتيكيا ََ " عبارة عن جمرد الصالحية لكتساب حق أأو التحمل ابلزتام ‪.‬‬
‫أأما أأهلية ا ألداء فهىي متثل وضعا " ديناميكيا " وهو القدرة عىل القيام اب ألعامل والنشاطات اليت تكس به حقا أأو حتمهل الزتاما أأي القيام‬
‫ابلترصفات القانونية اليت ترت خمتلف الآاثر القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬أأهلية وجوب ل عالج لها ‪ ،‬فال ميكن أأن حيل خشصا حمل أآخر‪ ،‬فهو لهذا دامئا جزئيا أأو نسبيا فال ميكن أأن يكون لكيا أأو مطلقا ‪.‬‬
‫أأما انعدام أأهلية ا ألداء فميكن تعويضه بأأن يقام مقام عدمي ا ألهلية خشص يترصف عنه‪ ،‬لهذا جاز أأن يكون انعدام ا ألهلية مطلقا‪.‬‬
‫أأطوار الأهلية وعوارضها ‪ :‬أأرشان يف س ياق سابق اإىل أأن أأهلية ا ألداء يه صالحية الشخص بأأن يقوم اب ألعامل القانونية بنفسه ولصاحله أأما‬
‫الولية فهىي صالحية الشخص ألن يقوم اب ألعامل القانونية بنفسه وون ملصلحة الغري‪.‬‬
‫مفا يرتت عىل الترصف من حقوق والزتامات اإمنا يتحملها املترصف أأو الشخص ذاته وذكل يف حاةل أأهلية ا ألداء‪ ،‬أأما يف حاةل الولية فاإن أآاثر‬
‫الترصف القانوين اذلي يقوم به الشخص اإمنا تنرصف اإىل ذمة الغري‪.‬‬
‫فالويل عىل القارص عندما يبارش ترصفا قانونيا عن هذا ا ألخري‪ ،‬تنرصف أآاثره اإىل ذمة القارص ل اإىل ذمته هو‪.‬‬
‫وجي أأن نالحظ أأن القواعد املنظمة ل ألهلية تعترب من النظام العام سواء من حيث حتديد من يعترب انقص ا ألهلية أأو اكملها أأو فاقدها‬
‫وسلطة ا ألولياء عىل مال هؤلء ا ألشخاص ‪ ،‬وذلكل ل جيوز التفاق عىل ما خيالف ما وضعه املرشع من أأحنام هبذا اخلصوص‪.‬‬
‫وسوف نتناول ابدلراسة أأطوار ا ألهلية مث عوارض ا ألهلية ‪.‬‬
‫أأطوار الأهلية‪ :‬تتدرج أأهلية ا ألداء مع السن ‪ ،‬حيث مير الإنسان منذ ولدته بثالثة مراحل بني انعدام ا ألهلية واكامتلها‪.‬‬
‫‪ -‬مرحةل يكون فهيا الشخص غري ممزي و هنا يوصف بعدمي ا ألهلية‪.‬‬
‫‪ -‬مرحةل يكون فهيا انقص المتيزي فيوصف بناقص ا ألهلية‪.‬‬
‫‪ -‬مرحةل يكمتل فهيا متيزيه ببلوغه سن الرشد فيوصف بنامل ا ألهلية‪.‬‬
‫املرحةل الأوىل‪ :‬الصيب غري املمزي‪ :‬تبد أأ هذه املرحةل مبيالد الشخص حيا وتنهتىي ببلوغه الثالث عرش من معره حس نص املادة ‪ 44‬ق‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫وفهيا يكون الصيب عدمي المتيزي أأي عدمي ا ألهلية‪ ،‬هل أأهلية وجوب اكمةل وليست هل أأهلية أأداء مطلقا ‪ ،‬وبناء عليه ل يس تطيع هذا الصيب أأن‬
‫يقوم بأأي معل من ا ألعامل القانونية بنفسه‪ ،‬و أأي ترصف جيريه يقع ابطال بطالان مطلقا‪ ،‬أأي هو والعدم سواء ‪ ،‬ويس توي يف هذا أأن يكون‬
‫الترصف اذلي جيريه انفعا نفعا حمضا أأو ضارا رضرا حمضا أأو دائر بني النفع والرضر ‪ ،‬ويف هذه احلاةل يكون من حق الصغري ومن حق لك‬
‫ذي مصلحة أأن يطال ببطالن هذا الترصف ‪ ،‬وللقايض أأن يقيض ابلبطالن من تلقاء نفسه ‪ ،‬ول يلحق هذا الترصف اإجازة مطلقا‪ ،‬سواء‬
‫من الصغري ‪ ،‬بعد بلوغه سن الرشد ‪ ،‬أأو من وليه ‪.‬‬
‫كذكل ل يصح الوفاء احلاصل للصيب غري املمزي من مدينه ‪ ،‬حيث يرت الفقه عىل ذكل أأنه اإذا سمل البائع املبيع اإىل الطفل غري املمزي اكن‬
‫وفاء ابطال فاإذا هكل يف يده ‪ ،‬اكن الهالك عىل البائع شأأنه شأأن الهالك اذلي يقع قبل التسلمي ‪ ،‬ول ميكن اإثبات أأن الصغري قد أأدرك المتيزي‪،‬‬
‫رمغ عدم بلوغه الثالث عرش‪ ،‬وذكل هبدف تصحيح بعض أأعامهل‪ ،‬ألن انعدام المتيزي فبل بلوغ هذه السن يٌعد قرينة ل تقبل اإثبات العكس ‪.‬‬
‫املرحةل الثانية ‪:‬الصيب املمزي ‪ :‬تبد أأ هذه املرحةل ببلوغ الصيب الثالث عرش من معره حىت بلوغ سن الرشد أأي تسع عرش س نة‪ ،‬ويعد الصيب يف‬
‫هذه املرحةل انقص المتيزي فهو ذلكل انقص ا ألهلية ألن المتيزي هو مناط ا ألهلية ومعيارها‪.‬‬
‫أأما عن حمك الترصفات اليت جيرهيا الصيب يف هذه املرحةل فاإنه جي التفرقة بني ثالث أأنواع مهنا‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات النافعة نفعا حمضا‪:‬كقبول هبة غري مرشوطة‪ ،‬ويرتت علهيا ثبوت احلقوق دون التحمل بأأي الزتام فهىي تزيد من ا ألموال أأو تنقص‬
‫من ادليون دون أأن يتحمل الصيب يف مقابل ذكل يشء‪.‬‬
‫وتقع هذه الترصفات من الصيب املمزي حصيحة بال حاجة اإىل موافقة القامئ عىل أأمره‪ ،‬فهو ابلنس بة لهذه الترصفات اكمل ا ألهلية‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات الضارة رضرا حمضا‪ :‬يرتت علهيا حتمل الالزتامات دون اكتساب حقوق اكلهبة‪ ،‬أأو سقوط حق يف ذمة الغري دون مقابل‪ ،‬وتقع‬
‫لك هذه الترصفات ابطةل بطالان مطلقا‪ ،‬ل يرتت علهيا أأي أأثر فهو ابلنس بة لهذه الترصفات عدمي ا ألهلية‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات ادلائرة بني الرضر والنفع ‪ :‬وفهيا حيصل الك الطرفني عىل مقابل ملا أأعطى‪ ،‬اكلبيع والرشاء والتأأمني‪ ،‬ويعد الترصف كذكل حس‬
‫طبيعته بغض النظر عن نتيجة الترصف اليت قد تكون جلبت رحبا للقارص‪.‬‬
‫وتقع هذه الترصفات قابةل للبطالن ملصلحة القارص ‪ ،‬فهل املطالبة ببطالن الترصف عند بلوغه سن الرشد ‪ ،‬عىل أأن يرد ما تلقاه من عقد يف‬
‫حدود ما عاد عليه من نفع ‪ ،‬فاإذا مل يكن قد أأفاد شيئا ‪ ،‬كأن يكون قد أأنفق ما تلقاه من غري جدوى أأو أأش ياء غري مرشوعة ‪ ،‬فال يلزم ابلرد‪.‬‬
‫ومعىن قابلية الترصف للبطالن يف هذه احلاةل‪ ،‬أأنه ينتج لك أآاثره اكلترصف الصحيح متاما حىت يقىض ببطالنه بواسطة القضاء بناء عىل طل‬
‫القارص بعد بلوغه أأو طل وليه‪.‬‬
‫ويسقط احلق يف طل بطالن هذا الترصف ابلإجازة سواء من القارص بعد بلوغه أأو من الويل أأو من احملمكة حس ا ألحوال ‪.‬‬
‫قلنا انه يرتت عىل احلمك ببطالن الترصف اذلي صدر من انقص ا ألهلية أأن يزول أأثر الترصف ليس ابلنس بة للمس تقبل فقط بل ابلنس بة‬
‫للاميض أأيضا بأأثر رجعي ‪ ،‬فيسرتد القارص ما دفعه ولكن املتعاقد الآخر ل يسرتد ما قبضه من انقص ا ألهلية اإل مبقدار ما عاد عليه من نفع‬
‫من تنفيذ العقد ‪ ،‬فاإذا مل يكن قد عاد عىل انقص ا ألهلية أأي نفع ل يرجع عليه الآخر بيشء ‪ ،‬اإل أأن هذه النتيجة قد تغري القارص بأأن‬
‫يس تعمل طرقا احتيالية لإخفاء نقص أأهليته ‪ ،‬حىت يصل اإىل اإبرام ترصفات رسعان ما يطال ابإبطالها اإذا ما بلغ رشده ‪ ،‬اإل انه يالحظ أأن‬
‫القارص قد ارتك تدليسا يف هذه احلاةل ‪ ،‬وهو فعل غري مرشوع يس توج التعويض استنادا اإىل قواعد املس ئولية التقصريية‪.‬‬
‫فاملطالبة ببطالن الترصف من قبل القارص لن حيول دون اإمنان احلمك عليه بتعويض املتعاقد معه اإعامل لقواعد املس ئولية التقصريية اليت يكفي‬
‫لإعاملها أأن يكون الشخص ممزيا ‪.‬‬
‫ولقد أأحسن املرشع املرصي صنعا عندما نص يف املادة ‪ 991‬من القانون املدين عيل انه ‪" :‬جيوز لناقص ا ألهلية أأن يطل اإبطال العقد ‪،‬‬
‫وهذا مع عدم الإخالل ابلزتامه ابلتعويض اإذا جلأأ اإىل طرق احتيالية ليخفي نقص أأهليته ‪ ،‬وبناء عليه اإذا جلأأ القارص اإىل طرق احتيالية ليخفي‬
‫نقص أأهليته ‪ ،‬فاإن ملن تعاقد معه أأن يطالبه ابلتعويض عن هذا العمل غري املرشوع ‪ ،‬وقد يرى القايض أأن خري وس يةل لتعويض املرضور يف‬
‫هذه احلاةل ‪ ،‬يه الإبقاء عىل العقد وإالزام انقص ا ألهلية بتنفيذه ‪.‬‬
‫حالت يعترب فهيا القارص اكمل الأهلية اس تثناء ‪ :‬يظل القارص انقص ا ألهلية اإىل أأن يبلغ سن الرشد ويه تسع عرشة س نة ميالدية اكمةل‬
‫ابلنس بة ‪ ،‬اإل أأن املرشع قد خرج عىل هذه القاعدة عىل سبيل الاس تثناء ‪ ،‬حيث أأجاز للقارص معوما أأو ذكل اذلي بلغ س نا معينة أأن يبارش‬
‫‪ ،‬رمغ قرصه ‪ ،‬بعض ا ألعامل القانونية اليت تعترب دائرة بني النفع والرضر أأجاز يف حالت أأخري للمحمكة أأو الويل أأن يأأذن للقارص مببارشة‬
‫بعض هذه ا ألعامل ‪ ،‬وسوف نتناول هاتني احلالتني تباعا‪.‬‬
‫القارص املأأذون هل من القانون‪ :‬خروجا عىل القواعد العامة اليت ذورانها سابقا فقد أأجاز املرشع للقارص أأن يبارش بعض الترصفات ولو مل يرت‬
‫علهيا نفعا حمضا ‪ ،‬فتقع حصيحة رمغ نقص أأهليته وترت مجيع أآاثرها بال حاجة اإىل اإذن من احد وبال حاجة اإىل إاذن من أأحد وبال حاجة اإىل‬
‫أأجازة ‪ ،‬وهذه احلالت مهنا ما اقتضته الرضورات العملية ومهنا ما جاء نتيجة رغبة املرشع يف أأن يتعود القارص الاحتناك ابحلياة العملية حىت‬
‫يكون مس تعدا جملاهبة احلياة عند بلوغه سن الرشد ‪ ،‬وهذه احلالت ‪.‬‬
‫القارص املأأذون هل من الويل أأو احملمكة‪ :‬جبان احلالت السابقة اليت يأأذن فهيا املرشع بنفسه للقارص بأأن يبارش بعض ا ألعامل والترصفات ‪،‬‬
‫هناك حالت أأخرى خول املرشع فهيا الويل أأو احملمكة أأن يأأذن للقارص انقص ا ألهلية أأن يبارش بعض ا ألعامل والترصفات القانونية ‪،‬فاإذا‬
‫حصل عىل هذا الإذن ‪ ،‬اكنت ترصفاته حصيحة مرتبة لآاثرها‪.‬‬
‫احلاةل الأويل‪ :‬تتعلق ابملمزي اذلي أأجاز املرشع لولية أأن يسلمه أأمواهل لكها أأو بعضها لإدارهتا وهذا الإذن بتسلمي ا ألموال يصدر من الويل (‬
‫ا ألب أأو اجلد ) أأو من احملمكة حس ا ألحوال ‪.‬‬
‫ويرتت عىل حصول القارص عىل الإذن ابلإدارة أأن تكون اكفة ا ألعامل والترصفات جيرهيا وتتعلق ابإدارة ا ألموال حصيحة مرتبة لآاثرها القانونية‬
‫دون حاجة اإىل اإجازة ‪ ،‬فيعد اكمل ا ألهلية ابلنس بة ألعامل اإدارة هذه ا ألموال رمغ ووهنا دائرة بني النفع والرضر ‪ ،‬ورمغ هذا فاإنه ليس لهذا‬
‫القارص املأأذون هل أأن يؤجر ا ألرايض الزراعية أأو املباين ملدة تزيد عىل س نة‪.‬‬
‫وحامية ملصلحة القارص أأجاز املرشع للويل أأن يسح الإذن اذلي س بق أأن أأعطاه للقارص أأو حيد من نطاقه ‪ ،‬وعىل القارص أأن يقدم حسااب‬
‫س نواي وللمحمكة أأن تأأمر ابإيداع املتوفر من دخل القارص خزانة احملمكة أأو أأحد املصارف ومىت مت الإيداع امتنع عليه السح منه ابإذن‬
‫احملمكة‪.‬‬
‫أ‬
‫وإاذ قرص القارص املأأذون هل يف الإدارة أأو أأساء الترصف يف اإدارته أأو قامت أأس باب خيىش معها من بقاء الموال يف يده ‪ ،‬جاز للمحمكة من‬
‫تلقاء نفسها أأو بناء عىل طل النيابة العامة أأو أأي من ذوي املصلحة أأن حتد من الإذن أأو تسلبه من القارص بعد سامع أأقواهل‪.‬‬
‫احلاةل الثانية ‪ :‬فتتعلق ابلقارص اذلي بلغ سن المتيزي و املأأذون هل ابلجتار ‪ ،‬اإذ أأجاز املرشع للمحمكة أأن تأأذن للقارص اذلي بلغ هذه السن يف‬
‫أأن يتجر ‪ ،‬واجتار القارص حيتاج اإىل اإذن خاص ‪ ،‬الك يكفي فيه الإذن ابلإدارة ملا يتسم به الاجتار من خطورة وجمازفة بأأموال القارص ‪.‬‬
‫والإذن ابلجتار ل يصدر اإل من احملمكة‪ ،‬وبعكس الإذن ابلإدارة اذلي يصدر من الويل أأو من احملمكة كام ر أأينا‪.‬‬
‫املرحةل الثالثة‪ :‬البالغ الرش يد ‪ :‬ببلوغ الشخص سن الرشد وهو ‪ 91‬س نة ميالدية اكمةل ممتتعا بقواه العقلية ويكون اكمل ا ألهلية أأهال ملبارشة‬
‫اكفة أأنواع الترصفات القانونية‪.‬‬
‫وتزول الولية عن الصيب املمزي ‪ ،‬حبمك القانون ‪ ،‬ببلوغه سن الرشد ‪ ،‬أأما اإذا أآنس الويل عىل املوىل عليه انه سيبلغ غري رش يدا أأي بنقص يف‬
‫قواه العقلية فهل أأن يطل اإىل القضاء اس مترار الولية عليه حىت اإىل بعد بلوغه سن الرشد ‪ ،‬فاإذا اس توثقت احملمكة من صدق قول الويل ‪،‬‬
‫أأي من قيام العارض أأو عدم اإيناس الرشد ‪ ،‬تقيض ابس مترار الولية عىل الصيب ‪.‬‬
‫أأما اإذا بلغ الصيب رش يدا ‪ ،‬فاإن الولية تنهتىي عنه ‪ ،‬فاإذا قام به عارض من عوارض ا ألهلية ‪ ،‬فال سبيل لعودة الولية عليه مرة أأخرى وليس‬
‫هناك من سبيل سوى اإتباع اإجراءات احلجر عليه‪.‬‬
‫س‬
‫وكذكل تنهتىي الوصاية عىل القارص ببلوغ سن الرشد اإل اإذا تقرر ا مترار الوصاية عليه قبل بلوغ هذه السن‪ ،‬أأما اإذا بلغ الشخص وهو غري‬
‫ممتتع بقواه العقلية أأو بلغ مث أأصي بعاهة تفقده عقهل أأو تنقصه ‪ ،‬اكن معدوم ا ألهلية أأو انقصها وهو ما يسمى بعوارض ا ألهلية ‪.‬‬
‫عوارض الأهلية‪ :‬ما يعرض ل ألهلية من عوارض قد يعدهما أأو ينقصها ‪ ،‬وهو قد يصي العقل اكجلنون والعته والسفه والغفةل وقد يصي‬
‫اجلسم فيجعل الشخص غري قادر عىل القيام بأأمر نفسه اكإصابة احلواس‪ ،‬وبعضها حيول بني الشخص وا إلرشاف عىل أأمواهل وترصيف ش ئونه‬
‫اكلغيبة وسوف نتعرض للك عارض من هذه العوارض عىل حده‪.‬‬
‫ل‬
‫اجلنون‪ :‬وهو أآفة تصي العقل فتذه به ‪ ،‬ويؤدي اجلنون اإىل فقد ا متيزي ‪ ،‬ول يفرق القانون الوضعي ‪ ،‬مثل ما فعلت الرشيعة الإسالمية‪،‬‬
‫بني اجلنون املطبق واجلنون املتقطع ‪ ،‬فترصفات اجملنون تقع ابطةل بطالان مطلقا مىت صدرت بعد تسجيل قرار احلجر عليه ‪ ،‬دون متيزي بني‬
‫ما يصدر منه يف فرتة اجلنون وما يصدر يف فرتة الإفاقة ‪.‬‬
‫العته ‪ :‬و هو أأيضا أآفة تصي العقل فتجعهل خمتال فهىي ل تذه ابلعقل اكجلنون‪ ،‬فيكون ترصف املعتوه خمتال يش به ترصف العقالء أأحياان‬
‫وترصف املصابني ابجلنون أأحياان أأخرى‪.‬‬
‫ولقد سوى املرشع بني اجملنون واملعتوه يف احلمك فأأعتربهام عدميي ا ألهلية ‪ ،‬وحيمك ابحلجر عىل اجملنون واملعتوه اإذا اكن ابلغا ‪ ،‬ول يرفع عنه‬
‫احلجر اإل حبمك ‪ ،‬أأما اإذا ظهرت عالمات اجلنون أأو العته قبل بلوغ سن الرشد ‪ ،‬أأي قبل انهتاء الولية أأو الوصاية ‪ ،‬فاإنه جيوز احلمك يف هذه‬
‫احلاةل ابس مترار الولية أأو الوصاية ‪.‬‬
‫حمك ترصفات اجملنون واملعتوه‪ :‬نصت املادة ‪ 44‬ق‪.‬م‪.‬ج " ل يكون أأهال ملبارشة حقوقه املدنية من اكن فاقد المتيزي لصغر يف السن ‪ ،‬أأو عته أأو‬
‫جنون ‪." . . .‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ابلتايل فاملرشع أحلق ترصفات اجملنون و املعتوه بعدمي الهلية و جعلها ابطةل بطالان مطلقا‪.‬‬
‫السفيه‪ :‬وهو من يبذر املال عىل غري مقتىض العقل و الرشع ولو اكن يف سبيل اخلري‪ ،‬أأي هو من ل هيتدي للترصفات الراحبة ‪.‬‬
‫ذو غفةل ‪ :‬هو املغلوب هبواه فيعمل خبالف ما يس توجبه العقل و الرشع ‪ ،‬مع قيام العقل حقيقة ‪.‬‬
‫وهام يشرتاكن بوجه عام يف معىن واحد وهو ضعف بعض امللنات الضابطة للنفس ‪ ،‬اإل أأن الصفة املمزية للسفه يه أهنا تعرتي الإنسان‬
‫أ‬
‫فتحمهل عىل تبذير املال وإاتالفه عىل خالف مقتىض العقل و الرشع ‪ ،‬أأما الغفةل فاإهنا تعترب صورة من صور ضعف امللنات النفس ية تنعكس‬
‫سلبا عىل حسن الإدارة والتقدير ‪ ،‬ويه عىل هذا الوصف وإان اكن يرجع يف لإثباهتا أأو نفهيا ذلات الترصفات اليت تصدر من الشخص اإل أأنه‬
‫ليس مثة ما مينع من أأن تس متد حممكة املوضوع أأيضا ادلليل اإثباات ونفيا من أأقوال احملجور عليه يف التحقيقات ومن مناقش هتا هل‪.‬‬
‫حمك ترصفات السفيه و ذو غفةل‪ :‬نصت املادة ‪ 42‬ق‪.‬م‪.‬ج" لك من بلغ سن المتيزي و مل يبلغ سن الرشد و لك من بلغ سن الرشد و اكن سفهيا‬
‫أأو ذا غفةل ‪ ،‬يكون انقص ا ألهلية وفقا ملا يقرره القانون"‪.‬‬
‫ابلتايل فترصفات السفيه و ذو غفةل يه ترصفات تأأخذ حمك الترصفات الصادرة عن انقص ا ألهلية انقص ا ألهلية من جعل الترصف قابل‬
‫ل إالبطال ‪.‬‬
‫موانع الأهلية ‪:‬‬
‫احملكوم عليه جبناية أأو احملكوم عليه بعقوبة املنع من مبارشة احلقوق املدنية‬ ‫‪-‬‬
‫الشخص اذلي إاجمتعت فيه أآفتني من أأصل ثالث أآفات ( ا ألمص – ا ألبمك – ا ألمعى )‬ ‫‪-‬‬
‫الشخص املعنوي‬
‫يمتتع الإنسان منذ ولدته ابلشخصية القانونية اليت متكنه من اكتساب احلقوق وحتمهل ابللزتامات ألداء دوره يف اجملمتع و أأداء رسالته‪ ،‬وا ألصل‬
‫أأن الشخصية القانونية نسبت ل إالنسان فقط اإل أأن جعز الإنسان عن الهنوض بنافة متطلبات احلياة يف اجملمتع لنهتاء خشصيته ابلوفاة وحاجة‬
‫اجملمتع اإىل دوام اس مترار مرافقه ‪ ،‬ذلكل اكن لبد من منح ا ألهلية القانونية ألشخاص أأخرى ‪ ،‬فظهرت نظرية الشخصية املعنوية اليت مفادها‬
‫منح القانون الشخصية القانونية ‪-‬اإىل جان الإنسان اذلي ابت يطلق عليه الشخص الطبيعي‪ -‬اإىل نوعني من التجمعات ‪ :‬مجموعة من ا ألفراد‬
‫أأو مجموعة من ا ألموال هتدف لتحقيق هدف معني يكون هل ويان ذايت مس تقل عن ا ألفراد املكونني لها يسمح بتحقيق هدفها ‪ ،‬و أأطلق علهيا‬
‫اصطالح الشخصية املعنوية الاعتبارية ‪.‬‬
‫اإن دراسة فكرة الشخصية املعنوية لها أأمهية وبرية يف نطاق القانون الإداري من منطلق ادلور اذلي تلعبه هذه الفكرة يف التظمي الإداري ‪ ،‬اإذ‬
‫أأن فكرة الشخصية القانونية مل تعد تقترص عىل ا إلنسان حفس بل مشلت الشخص املعنوي ليصبح هو الآخر خشص من أأشخاص القانون ‪،‬‬
‫و تتضح أأكرث أأمهية دراسة فكرة الشخصية املعنوية من حيث ‪:‬‬
‫‪ -‬اإن فكرة الشخصية املعنوية تسمح بتجميع ش تات اجلهود و ا ألموال و توحيدها و توجهيها حنو هدف مشرتك يعجز اجملهود الفردي ل إالنسان‬
‫عىل حتقيقه لقرص معره و حمدوديته أأو لقةل موارده ‪.‬‬
‫‪ -‬اإن فكرة الشخصية املعنوية يه من أأسس و حقق دميومة ادلوةل كشخص معنوي عام همام تغري نظاهما الس يايس و تعاق احلنام علهيا ‪.‬‬
‫‪ -‬اإن فكرة الشخصية املعنوية لعبت دورا س ياس يا و قانونيا هاما يف عزل فكرة الس يادة و فكرة السلطة العامة عن ا ألشخاص و ذوات‬
‫احلنام و اإحلاقهام بفكرة ادلوةل كشخص معنوي عام و أأصيل ‪.‬‬
‫‪ -‬كام أأن لفكرة الشخصية املعنوية أأمهية فنية و قانونية وبرية يف نطاق التنظمي الإداري ‪ ،‬حيث تظهر هذه ا ألمهية يف زاويتني‪:‬‬
‫* تتجىل ا ألمهية الفنية لفكرة الشخصية املعنوية يف معلية التنظمي الإداري ‪ ،‬حبيث تعترب الوس يةل الفنية الناجعة يف معلية تقس مي ا ألهجزة و‬
‫الوحدات الإدارية املكونة للنظام الإداري ‪ ،‬و كذكل وس يةل لتوزيع اإختصاصات السلطة الإدارية ‪ ،‬إاقلمييا و مصلحيا ‪ ،‬و كذكل حتديد‬
‫العالقات فامي بيهنا ‪.‬‬
‫*تلع فكرة الشخصية املعنوية دورا قانونيا هاما يف نطاق التظمي الإداري ‪ ،‬اإذ هبذه الفكرة أأمكن القيام مبختلف الوظائف الإدارية بواسطة‬
‫أأشخاص طبعيني ( موظفي ادلوةل) ابإمس الإدارة و حلساهبا ‪ ،‬فتعترب هذه ا ألعامل أأعامل ا ألشخاص الإدارية رمغ أأهنا أأجنزت بواسطة أأشخاص‬
‫طبعيني ‪.‬‬
‫تعريف الشخصية املعنوية ‪ :‬اإن الشخصية املعنوي يه خشصية انمجة عن بناء فكري أأي من نسج اخليال اإعرتف لها املرشع ابلوجــــود نظراي‬
‫و جعلها خشصا و أأحياان حمال للحق ‪ ،‬و ميكن تعريفها قانوان اكلتايل ‪:‬‬
‫يعرفها البعض عىل أأهنا ويان هل أأهجزة خاصة و ذمة مالية ‪.‬‬
‫و هناك من يعرفها عىل أأهنا مجموعة من ا ألشخاص تس هتدف غرضا مشرتاك أأو مجموعة من ا ألموال ترصد ملدة زمنية حمددة لتحقيق غرض‬
‫معني‪ ،‬حبيث تكون هذه اجملموعة من الاشخاص املكونني لها مس تقلني عن العنارص املالية لها ‪ ،‬أأي أأن تكون لها أأهلية قانونية لإكتساب‬
‫احلقوق و حتمل الإلزتامات ‪ ،‬و أأن تكون لهذه اجملموعة من ا ألشخاص أأو ا ألموال مصلحة جامعية مشرتكة مس تقةل عن املصاحل اذلاتية الفردية‬
‫ألفراد اجملموعة ‪.‬‬
‫و يعرفها أآخرون عىل أأهنا مجموعات من الأشخاص و ا ألموال ‪ ،‬اليت نظرا خلصوصية أأهدافها و مصاحلها ‪ ،‬ميكهنا القيام بنشاط مس تقل أأي ممزي‬
‫عن ا ألفراد اذلين يكونون هذه اجملموعات ‪ ،‬فيتعلق ا ألمر مثال ابدلوةل و البدلايت‪...‬‬
‫كام تعرف كذكل ابهنا لك مجموعة من الاشخاص أأو ا ألموال تقم لتحقيق غرض معني ‪ ،‬و مينحها القانون الشخصية لتحقيق ذكل‪.‬‬
‫و هناك من عرفها عىل أأهنا مجموعة من ا ألشخاص أأو ا ألموال تريم اإىل حتقيق غرض معني ‪ ،‬و متنح الشخصية القانونية ابلقدر الالزم لتحقيق‬
‫هذا الغرض ‪.‬‬
‫أ‬
‫و جيدر ابذلور أأن اصطالح الشخاص الاعتبارية يعين رصاحة أأهنا تكتس الشخصية القانونية حكام أأي بنص القانون اذلي اعتربها كذكل‬
‫ويف نفس الوقت يعين مضنا اهنا ليست أأشخاصا طبيعية وإامنا مينحها املرشع تكل الصفة القانونية الاعتبارية ليك تمتكن من أأن متارس حقوقا‬
‫وتلزتم بواجبات يف سبيل حتقيق أأغراض اجامتعية معتربة سواء للمجمتع لكه او لطائفة من طوائفه ‪.‬‬
‫و لفكرة الشخصية املعنوية ثالث عنارص جوهرية لبد من توافرها ‪،‬ويه ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود مجموعة من ا ألشخاص أأو مجموعة من ا ألموال يف ظل تنظمي معني حيقق ترابط و وحدة و أأهداف هذه اجملموعة ‪ ،‬و هذا ما يسمى‬
‫بعنرص ادلميومة ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود غرض مشرتك تسعى اإىل حتقيقه هذه اجملموعة ‪.‬‬
‫‪ -‬الإعرتاف هبا من قبل املرشع ‪.‬‬
‫تكييف طبيعة فكرة الشخصية املعنوية ‪:‬اإن فكرة الشخصية املعنوية مل حتظى بقبول و تأأييد مجيع الفقهاء ‪ ،‬مفهنم رفض وجود هذه الفكرة من‬
‫أأساسها ‪ ،‬و مهنم من أأكد وجودها‪ ،‬و حىت من اإعرتف بوجدها اإختلف مع غري يف مسأأةل تكييف طبيعة هذه الفكرة‪ ،‬و للك جحجه يف ذكل‪.‬‬
‫مفن الفقهاء من رفض هذه الفكرة ‪ ،‬و عىل ر أأمس ‪ Leon DUGUIT‬و ‪ ، Gaston JEZE‬حفس هؤلء الفقهاء ‪ ،‬اإن الشخص املعنوي‬
‫هو أأحد املفاهمي امليتافزييقة ‪ ،‬فالشخص املعنوي ل وجود هل من الناحية الواقعية ‪ ،‬هناك فقط أأشخاص طبيعية ‪ ،‬فقد ذه دوجيي اإىل حد‬
‫القول برصحي العبارة " مل أأرتشف قط فنجان قهوة مع خشص معنوي" ‪.‬‬
‫ق‬
‫فأأحصاب هذا الإجتاه يرى أأنه ل فائدة ترىج من الإعرتاف بفكرة الشخصية املعنوية و ليس لها أأي اساس أأو مية يف عامل القانون و أأنه ميكن‬
‫ا إلس تغناء عهنا ابلإعامتد عىل أأفنار و نظرايت قانونية أأخرى وبدائل لها مثل فكرة امللكية املشرتكة و فكرة التضامن الإجامتعي و املراكز‬
‫القانونية ‪.‬‬
‫غري ان غالبية الفقه أأنكر ما ذهبت اإليه هذه النظرية املنكرة لوجود فكرة الشخصية املعنوية ‪ ،‬و جحهتم يف ذكل أأنه لو اكن الشخص الطبيعي‬
‫هو الوحيد اذلي ميكن القبول به مكحل للحق ‪ ،‬ملا أأمكن عىل الإطالق تفسري بعض ظواهر احلياة القانونية ‪ ،‬حفس هؤلء مثال يوجد يف‬
‫ادلوةل عنرص اثبت ل و دامئ ل يؤثر فيه تغري احلنام و تبدهلم ‪ ،‬أأي تغري احلنام ل يؤدي اإىل تغيري ادلوةل حبد ذاهتا ‪ ،‬حفىت يتحقق عنرص‬
‫ادلميومة ل بد من الاخذ بفكرة الشخص املعنوي ‪.‬‬
‫و هذا ما أأكده ا ألس تاذ ‪ J.L. AUBERT‬بقوهل ‪ " :‬اإن وجود الشخصية املعنوية و طبيعهتا مل تصبح اليوم حمل نقاش ‪ ،‬ألن احلياة القانونية‬
‫اليوم ‪ ،‬حقيقة جعلت من ا ألشخاص املعنوية رشاكء يوميني ل ألشخاص الطبعيني "‪.‬‬
‫‪L’existence et la nature des personnes morales ne sont guerres discutées aujourd’hui. Il est vrai que la‬‬
‫‪vie juridique quotidienne fait des personnes les partenaires habituels des personnes physiques . . .‬‬
‫و نشري هنا أأنه و اإن اكن هذا هو املوقف السائد ‪ ،‬أأي املؤيد لوجود الشخصية املعنوية اإل أأنه اثر نقاش فقهىي حاد حول تكييف طبيعة‬
‫فكرة الشخصية املعنوية ‪ ،‬فذه رجال الفقه يف ذكل يف اإجتاهات خمتلفة نوجزها يف ما ييل ‪:‬‬
‫‪ -9‬نظرية الومه الرشعي أأو الإفرتاض القانوين ‪ (: La théorie de la fiction‬سافيين ‪ ،‬بوانر ‪،‬اكبتان ‪.) ...‬‬
‫يرى أأحصاب هذه النظرية أأن فكرة الشخصية املعنوية ما يه يف حقيقة ا ألمر اإل جمرد اإفرتاض قانوين خمالف للواقع جلأأ اإلهيا املرشع كحيةل‬
‫قانونية لمتكني التجمعات و الهيئات من حتقيق أأهدافها ‪ ،‬عن طريق اإفرتاض الشخصية القانونية لها حىت تتحقق لها أأهلية اإكتساب احلقوق و‬
‫حتمل الإلزتامات ‪ ،‬فتعترب جمازا خشصا من أأشخاص القانون ‪.‬‬
‫أأساس هذه النظرية ‪:‬يستند انصار هذا الإجتاه اإىل أأن الشخصية القانونية احلقيقية مالزمة للشخص الطبيعي ( الإنسان ) حفس من منطلق‬
‫وجوده املادي الفزييولويج و ما يمتتع به من ملنات و قدرات عقلية و إارادية ‪ ،‬أأما الشخص املعنوي فهو جماز و اإفرتاض قانوين عكس‬
‫الشخص الطبيعي ‪ ،‬اذلي يبقى إاكس تثناء خمالف ل ألصل و احلقيقة جي اإقرار وجوده يف نطاق ضيق و ابلقدر الالزم لتحقيق الغرض من‬
‫وجوده ‪.‬‬
‫أ‬
‫نقد الإجتاه ‪:‬يؤخذ عىل هذه النظرية أهنا جعزت عن تفسري ويفية وجود الشخصية القانوهنية لدلوةل ‪ ،‬فاإذا اكنت فكرة الشخصية املعنوية يه‬
‫جمرد جماز و اإفرتاض قانوين وضعه املرشع ابلتايل فهىي جمرد منحة من املرشع تبقى مرهونة إابرادة مرشع ادلوةل ‪ ،‬مفن اإذن منح الشخصية‬
‫القانونية لدلوةل مادامت يه من يتحمك يف منح الشخصية القانونية ؟‬
‫و نظرا لوجاهة هذا النقد رد أأحصاب الغتجاه عىل ذكل ابلقول أأن ادلوةل يه الشخص املعنوي الوحخيد الاصيل و احلقيقي ‪ ،‬حيث توجد‬
‫خشصيهتا القانونية مبجرد توافر أأراكهنا ‪ ،‬اما الاشخاص املعنوية ا ألخرى يف جمرد جماز و اإفرتاض قانوين ‪.‬‬
‫كام أأن هذه النظرية تربر لإطالق سلطان ادلوةل يف التحمك يف مصري امجلاعات و التجمعات بشلك يس ئي اإىل تكويهنا و دورها ‪.‬‬
‫كام أأن ربط فكرة الشخصية املعنوية اب إلرادة اذلاتية يؤدي اإىل تقرير عدم مسؤولية ا ألشخاص املعنوية مدنيا و جزائيا‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الشخصية احلقيقة أأو نظرية الوجود احلقيقي ‪ : La théorie de la réalité de la personne morale‬يري أأحصاب هذا الإجتاه‬
‫و عىل ر أأسهم ‪ GIERKE‬أأن فكرة الشخصية املعنوية يه حقيقة قانونية واقعية موجودة شأأهنا شأأن الشخصية الطبيعية و ليست جمازا أأو أأو‬
‫اإفرتاضا أأو حيةل ‪.‬‬
‫أأساس هذه النظرية ‪ :‬تقوم هذه النظرية عىل اساس يتكون من جحتني ‪ ،‬ذكل أأن أأنصار هذه النظرية اإنقسموا اإىل فريقني هبذا اخلصوص ‪.‬‬
‫‪ -‬يرى الفريق ا ألول أأن الشخص املعنوي شأأنه شأأن الشخص الطبيعي هل إارادة ذاتية مس تقةل وقامئة بذاهتا تكونت هل من نتاج جتمع إارادات‬
‫ا ألفراد اذلين يكونون الشخص املعنوي ‪ ،‬فلكام حصل اإتفاق بني أأعضاء اجملموعة حول مساةل معينة من نطاق هدف اجملموعة شلك هذا‬
‫الإتفاق أأو الر أأي املشرتك ا إلرادة اذلاتية للشخص املعنوي ‪ ،‬ابلتايل مىت تكونت هذه ا إلرادة اذلاتية نقول أأننا أأمام خشص معنوي موجود‬
‫كحقيقة قانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا ملغالت الفريق ا ألول يف تشبيه الشخص املعنوي ابلشخص الطبيعي ‪ ،‬ظهر فريق أآخر يرى بأأن ا ألساس اذلي تقوم عليه الشخصية‬
‫املعنوية ليس ا إلرادة امجلاعية بل أأن املصلحة يه الاساس و يه جوهر احلق اذلي جعل من الشخص املعنوي حمال للحق‪.‬‬
‫نقد الإجتاه ‪ :‬ما يؤخذ عىل هذا الإجتاه كلك هو أأنه ملا جعل الشخصية املعنوية حقيقة ل جماز و نفى عهنا وصف منحة من ادلوةل‪ ،‬أأي جعل‬
‫مهنا حاةل واقعية تفرض نفسها عىل املرشع اذلي ما عليه سوى الإعرتاف هبا ‪ ،‬من شأأنه أأن يعبد الطريق أأمام اإنشاء العديد من ا ألشخاص‬
‫املعنوية دون حاجة لإنتظار موافقة من املرشع ‪.‬‬
‫نظرية احلقيقة التقنية ‪: La théorie de la réalité technique‬ابإختصار ‪ ،‬يس تلهم أأحصاب هذه النظرية و عىل ر أأسهم ‪MICHOUD‬‬
‫أأفنارمه من النظريتني السابقتني ‪ ،‬فوفق منظور هذا الإجتاه ‪ ،‬أأن الشخصية املعنوية متثل فعال حقيقة ‪ ،‬اإل أأهنا ليست حقيقة جمسدة ‪،‬‬
‫فاملصاحل امجلاعية و امجلاعات ليس لها نفس طبيعة الشخص الطبيعي ‪ ،‬أأهنا تفرتض فقط الإعرتاف القانوين أأي القابلية ألن تكون صاح‬
‫احلق‪ ،‬فلشخص املعنوي ليس وهام قانونيا بل هو حقيقة انبعة من اجملمتع و من التقنية القانونية و يرى غالبية رجال القانون أأن هذه النظرية‬
‫يه الاقرب ل إالقناع ‪.‬‬
‫أ‬
‫كنتيجة ملا س بق قوهل نقول أأن املوقف الكرث واقعية و الاقرب للمنطق القانوين يمكن اإعتبار أأن الإعرتاف ابلشخصية القانونية هل هدف دقيق‬
‫أأل و هو الإعرتاف ببعض النتاجئ مهنا الإعرتاف بلك احلقوق إابس تثناء ما تعلق مهنا ابلشخص الطبيعي ‪.‬‬
‫موقف املرشع اجلزائري ‪ :‬تنص املادة ‪ 41‬من التقنني املدين اجلزائري عىل ما ييل ‪:‬‬
‫" الأشخاص الإعتبارية يه ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلوةل ‪ ،‬الولية ‪ ،‬البدلية ‪،‬‬
‫‪ -‬املؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري ‪،‬‬
‫‪ -‬الرشاكت املدنية و التجارية ‪،‬‬
‫‪ -‬امجلعيات و املؤسسات ‪،‬‬
‫‪ -‬الوقف ‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬لك مجموعة من الشخاص أو أموال مينحها القانون خشصية قانونية ‪." ،‬‬
‫و تنص املادة ‪ 59‬من التقنني املدين اجلزائري عىل ما ييل ‪ ":‬يعني القانون الرشوط اليت جي توافرها لتأأسيس مؤسسات ادلوةل و املنشأتآ‬
‫الإقتصادية و الإجامتعية و اجملموعات مثل امجلعيات و التعاونيات و غكتساهبا الشخصية القانونية أأو فقدها "‪.‬‬
‫من خالل اإس تقرائنا لهذه النصوص و غريها يف القانون اجلزائري جنده يعرتف رصاحة بفكرة الشخصية املعنوية نظرا ألمهيهتا القصوى و الفعاةل‬
‫و دورها الكبري كأدات فنية و قانونية يف التنظمي الإداري اجلزائري و يبدوا من مضمون النصني السابقني ‪ ،‬و كذا من طريقة الصياغة و‬
‫العبارات املس تعمةل مثل اإس تعامل مصطلح "ا ألشخاص الإعتبارية" و كذكل "لك مجموعة من ا ألشخاص أأو أأموال مينحها القانون خشصية‬
‫قانونية" ابلإضافة اإىل عبارة "يعني القانون" ‪ ،‬أأن املرشع اجلزائري مييل ل ألخذ بنظرية اجملاز أأو الإفرتاض القانوين يف تكييف طبيعة فكرة‬
‫الشخصية املعنوية‪.‬‬
‫نتاجئ فكرة الشخصية املعنوية ‪:‬يرتت عىل وجود الشخص املعنوي و الإعرتاف به من قبل املرشع عدة نتاجئ ‪ ،‬كام يرتت عىل الإعرتاف‬
‫ابلشخصية املعنوية العامة لبعض الوحدات و ا ألهجزة و اجملموعات الإدارية نتاجئ خاصة لشخاص القانون الإداري ‪.‬‬
‫نتاجئ منح فكرة الشخصية املعنوية ‪:‬يرتت عىل منح الشخصية املعنوية و الإعرتاف هبا نتاجئ حددهتا املادة ‪ 57‬من التقنني املدين اجلزائري‬
‫بنصها عىل ما ييل ‪:‬‬
‫" يمتتع الشخص الإعتباري جبميع احلقوق اإل ما اكن مهنا مالزما لصفة الإنسان ‪ ،‬و ذكل يف احلدود اليت يقررها القانون ‪.‬‬
‫يكون لها خصوصا ‪:‬‬
‫‪ -‬ذمة مالية ‪.‬‬
‫‪ -‬أأهلية يف احلدود اليت يعيهنا عقد اإنشاهئا أأو اليت يقررها القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬موطن و هو املنان اذلي يوجد فيه مركز اإدارته ‪.‬‬
‫‪ -‬الرشاكت اليت مركزها الرئييس يف اخلارج و لها نشاط يف اجلزائر يعترب مركزها ‪ ،‬يف نظر القانون ادلاخيل يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬انئ يعرب عن إارادهتا ‪.‬‬
‫‪ -‬حق التقايض ‪".‬‬
‫ي‬
‫اإذا اعرتف ابلشخص الاعتباري متتع جبميع احلقوق اإل ما اكن مهنا مالزما لصفة الإنسان الطبيعي ‪ ،‬وذكل يف احلدود اليت قررها القانون‬
‫فيكون لها ‪ ،‬ذمة مالية و أأهلية قانونية و حق التقايض و موطن مس تقل كنتاجئ عامة ‪.‬‬
‫مدة الشخصية القانونية للشخص الإعتباري‬
‫أأول ‪ :‬بدء الشخصية القانونية للشخص الإعتباري‬
‫ـ ابلنس بة لدلوةل تبد أأ خشصيهتا الإعتبارية من يوم تنامل عنارصها الثالثة من شع و اإقلمي و حكومة ذات س يادة ‪،‬واعرتاف ادلول هبا‬
‫كعضو يف اجملمتع ادلويل و فرد من أأشخاص القانون ادلويل العام‪.‬‬
‫ـ و ابلنس بة للولية من اترخي صدور قانون اإنشاهئا اذلي حيدد اإمسها و مركزها واس تقاللها املايل و خشصيهتا القانونية‪.‬‬
‫ـ و ابلنس بة للبدلية بصدور قرار اإنشاهئا من وزير ادلاخلية اإذا اكنت البدلية تضم أأجزاء من وليتني أأو أأكرث أأو من الوايل اإذا اكنت داخةل يف‬
‫نطاق وليته‪.‬‬
‫ـ ابلنس بة للمؤسسات و التعاونيات و الرشاكت و ادلواوين و امجلعيات العامة تبدا حياهتا القانونية بصدور قانون اإنشاهئا‪.‬‬
‫ـ أأما ابلنس بة للجمعيات و الرشاكت و املؤسسات اخلاصة فاإن القانون يشرتط عق صدور قانون اإنشاهئا ‪،‬القيام بشهرها عن طريق‬
‫تسجيلها يف السجالت اخلاصة ابلتوثيق يف الشهر العقاري ‪،‬وكذكل نرش قانون اإنشاهئا و تسجيلها ابلصحف اليومية حىت ميكن الإحتجاج هبا‬
‫يف مواهجة الغري‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬اإنهتاء الشخصية القانونية للشخص الإعتباري ‪ :‬تنهتىي حياة الشخص الإعتباري عىل النحو التايل‪.‬‬
‫ـ ابلنس بة لدلوةل تزول خشصيهتا بزوال أأحد عنارصها الثالثة‪.‬‬
‫ـ ابلنس بة للولية وادلائرة و البدلية بصدور قانون اإلغاهئا أأو اإدماهجا يف وحدة اإدارية أأخرى و تصدر قوانني الإلغاء و الإدماج من السلطة‬
‫اخملتصة ابلإنشاء‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـ ابلنس بة للمؤسسات العامة و ما يف حمكها تنقيض خشصيهتا القانونية ابإدماهجا يف مؤسسة عامة أخرى أو ابإلغاهئا بقانون تصدره السلطة اليت‬
‫أأنشأأهتا‬
‫ـ ابلنس بة للرشاكت و امجلعيات و املؤسسات اخلاصة تنهتىي حياهتا بأأحد ا ألس باب التالية‪:‬‬
‫* حلول أأجل اإنقضاهئا ‪،‬السابق حتديده يف قانون اإنشاهئا ‪.‬‬
‫* حتقيق الغرض من اإنشاهئا ‪.‬‬
‫* اإتفاق الرشاكء عىل حلها ‪.‬‬
‫* اإشهار اإفالسها ‪.‬‬
‫* صدور حمك قضايئ حبل الشخص الإعتباري ‪.‬‬
‫* صدور قانون ابإلغاهئا من السلطة اليت أأصدرت قانون اإنشاهئا ‪.‬‬
‫خصائص الشخصية القانونية للشخص الإعتباري ‪:‬‬
‫أأول ‪ :‬أأهلية الشخص الاعتباري ‪ :‬نتعرض ألهلية الوجوب مث لهلية الداء‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أأ‪ /‬أأهلية الوجوب ‪ :‬طاملا أأن الشخص الاعتباري يمتتع ابلشخصية القانونية اكلشخص الطبيعي فاإنه لبد أأن يمتتع كذكل بأأهلية وجوب أأي‬
‫صالحيته لكتساب احلقوق والتحمل ابللزتامات‪ ،‬ونظرلختالف الشخصية الطبيعية عن الشخصية املعنوية فتكون حقوق الشخص‬
‫املعنوي والزتاماته خمتلفة عن احلقوق والالزتامات اخلاصة ابلشخص الطبيعي‪ ،‬فال تثبيت للشخص املعنوي احلقوق والالزتامات املالزمة‬
‫لطبيعة الإنسان‪ ،‬فال تكون هل حقوق ا ألرسة‪ ،‬كام ل تثبت هل حقوق الشخصية اليت هتدف اإىل حامية الكيان املادي للشخص اكحلق يف‬
‫سالمة اجلسم‪ ،‬كام أأنه ل يرث‪ ،‬ابس تثناء ادلوةل اإذ تؤول اإلهيا أأموال من ل وارث هل أأو اليت ختىل عهنا الورثة وهذا ما نصت عليه املادة ‪927‬‬
‫من قانون ا ألرسة بقولها‪ ..":‬فاذا مل يوجد أأحصاب فروض أأو عصبة أآلت الرتكة اإىل ذوي ا ألرحام‪ ،‬فاإن مل يوجدوا‪ ،‬أآلت اإىل اخلزينة العامة"‬
‫ب‪ /‬أأهلية الأداء‪ :‬ويه صالحية الشخص ملبارشة ا ألعامل والترصفات القانونية بنفسه‪ ،‬والشخص الاعتباري ليس هل متيزي حبمك طبيعته اإذ‬
‫ليست هل بذاته إارادة‪ ،‬لهذا ذه ر أأي يف الفقه اإىل القول بأأن الشخص املعنوي ليس منعدم ا ألهلية‪ ،‬بل هل أأهلية ولكن ل يس تطيع العمل اإل‬
‫بواسطة ممثهل كام هو ا ألمر ابلنس بة للشخص الطبيعي عدمي المتيزي ‪.‬لكن جي أأل يفهم من عدم اإمنانية الشخص املعنوي القيام بعمهل اإل‬
‫بواسطة ممثهل‪ ،‬اإنعدام ا ألهلية دليه‪ ،‬اإذ القانون يعترب الإدارة اليت يعرب عهنا ممثل الشخص املعنوي‪ ،‬وا ألعامل اليت يقوم هبا‪ ،‬مبثابة إارادة ومعل‬
‫الشخص املعنوي ‪.‬‬
‫وقد يتوىل متثيل نشاط الشخص املعنوي‪ ،‬فرد او خشص‪ ،‬ورئيس ادلوةل مثال‪ ،‬أأو الوايل كام قد تتوله هيئة اكجملالس احمللية وامجلعيات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫اثنيا ‪:‬الإسـم‪ :‬للشخص املعنوي اإمس ميزيه عن غريه‪ ،‬فقد يكون اإمس الرشاكء أأو أأحدمه أأو اإسام منبثقا من غرض الشخص املعنوي‪ ،‬وإاذا اكن‬
‫الشخص الاعتباري ميارس التجارة‪ ،‬فميكن أأن يتخذ اإسام جتاراي ويعد حقه يف هذا اجلان ماليا‪ ،‬وجيوز هل الترصف فيه‪ ،‬ولكن ليس بصفة‬
‫مس تقةل عن احملل التجاري ذاته ‪ .‬وحق الرشكة عىل امسها حق مايل‪ ،‬أأما حق امجلعية أأو املؤسسة اخلاصة عىل امسها طاملا ل هتدف اإىل‬
‫حتقيق الرحب فيعد حقا أأدبيا من حقوق الشخصية‪.‬‬
‫اثلثا ‪ :‬املوطـن ‪ :‬يمتتع الشخص املعنوي مبوطن مس تقل عن موطن أأعضائه‪ ،‬وهذا املوطن هو املنان اذلي يوجد فيه مركز اإدارته‪ ،‬ويقصد‬
‫مبركز ا إلدارة املركز الرئييس وليس حامت أأن يكون مركز الاس تغالل ولقد نصت املادة ‪ 9/540‬جتاري عىل ما ييل" يكون موطن الرشكة يف‬
‫مركز الرشكة "‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬احلـالـة‪ :‬يقصد ابحلاةل‪ ،‬احلاةل الس ياس ية اإذ ل ميكن أأن تكون للشخص املعنوي حاةل عائلية‪.‬‬
‫والسائد هو أأن جنس ية الشخص املعنوي تتحدد ابدلوةل اليت يوجد فهيا مركز اإدارته الفعيل ‪ ،‬مفىت اختذ الشخص املعنوي بدلا معينا مركز‬
‫لإدارته تثبت هل جنس ية هذا البدل‪ ،‬وخيضع نظامه القانوين‪ ،‬لقوانني ادلوةل اليت يوجد فهيا مركز اإدارته الرئييس الفعيل‪ ،‬ولقد اعترب بعض‬
‫الفقهاء أأن اجلنس ية ابلنس بة للرشكة أأمه من اجلنس ية للشخص الطبيعي ذكل ألنه اإذا اكن من املمكن وجود خشص عدمي اجلنس ية‪ ،‬مفن غري‬
‫املتصور وجود رشكة بدون جنس ية مفن الرضوري أأن تكون لها جنس ية‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬اذلمـة املالية ‪ :‬للشخص املعنوي خشصية قانونية مس تقةل عن خشصية أأعضائه او مؤسس يه فذمته املالية مس تقةل عن ذمة أأعضائه‬
‫ومؤسس يه‪ ،‬وديون الشخص الإعتباري تضمهنا حقوقه‪ ،‬ول جيوز دلائين ا ألعضاء أأو دائين املؤسسني التنفيذ حبقوقهم عىل اموال الشخص‬
‫املعنوي‪ ،‬ول جيوز دلائين الشخص املعنوي التنفيذ عىل ا ألموال اخلاصة ل ألعضاء واملؤسسني ألن أأمواهلم ل تدخل يف ذمة الشخص‬
‫املعنوي‪ ،‬فال تعد ضامان عاما‪.‬‬
‫يس‬
‫سادسا ‪:‬مسؤولية الشخص الاعتباري‪ :‬اإن طبيعة الشخص املعنوي اخلاصة واليت جعلته ل تطيع القيام ابلترصفات القانونية بنفسه بل‬
‫بواسطة انئبه أأو ممثهل ‪ ،‬تثري أأيضا حتديد مس ئولية الشخص املعنوي عندما يرتت عىل هذه الترصفات أأو عن أأعامل ممثهل أأو انئبه رضرا‬
‫يلحق الغري‪.‬‬
‫أ‬
‫فبخصوص املس ئولية املدنية ‪ ،‬فالشخص الاعتباري يكون مس ئول عن معل ممثهل ما دام هذا الخري يكون قد سب رضرا للغري بسب‬
‫النشاط اذلي يقوم به حلساب الشخص الاعتباري ‪.‬ويكون مسؤول مس ئولية املتبوع عن أأعامل اتبعه‪.‬‬
‫أأما فامي يتعلق ابملس ئولية اجلنائية ‪ ،‬فاإنه اإذا اكن من املس تحيل تطبيق العقوابت اجلسامنية عىل الشخص املعنوي فانه من املمكن أأن تطبق‬
‫عليه العقوابت اليت تتالمئ مع طبيعته اكملصادرة و الغرامة املالية واحلل ‪….‬‬
‫أأنواع الشخص املعنوي وعنارص تكوينه‬
‫أ‬
‫أأنواع الشخص املعنوي‪ :‬من خالل نص املادة ‪ 41‬من التقنني املدين اجلزائري ‪ ،‬نالحظ أأهنا عددت أأنواع الشخاص املعنوية يف النظام‬
‫القانوين اجلزائري و يه ادلوةل ‪ ،‬الولية ‪ ،‬البدلية ‪ ،‬املؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري ‪ ،‬الرشاكت املدنية و التجارية ‪ ،‬امجلعيات و‬
‫املؤسسات ‪ ،‬الوقف ‪ ،‬لك مجموعة من ا ألشخاص أأو أأموال مينحها القانون خشصية قانونية ‪.‬نستنج من العبارة ا ألخرية لنص املادة ‪ 41‬أأن‬
‫املرشع اجلزائري أأورد يف هذا النص ا ألشخاص املعنوية عىل سبيل امليثال ل احلرص ‪.‬‬
‫المتيزي بني الاشخاص املعنوية العامة و الأشخاص املعنوية اخلاصة ‪ :‬تنقسم الاشخاص املعنوية تقس امي رئيس يا اإىل أأشخاص معنوية عامة حيمكها‬
‫القانون العام مثل ادلوةل و الولية و البدلية و املؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري اكملستشفيات ‪ ،‬و أأشخاص معنوية خاصة حيمكها‬
‫القانون اخلاص مثل الرشاكت املدنية و التجارية و امجلعيات و املؤسسات و الوقف ‪.‬‬
‫و تبقى أأمه مشلكة تواجه ادلارس يف هذا الس ياق تمتثل يف اإجياد معيار دقيق للتفرقة بني ا ألشخاص املعنوية العامة و ا ألشخاص املعنوية‬
‫اخلاصة كام تظهر أأمهية هذا المتيزي فامي ييل ‪:‬‬
‫‪ -‬اإن حتديد طبيعة الشخص املعنوي وونه خشصا معنواي خاصا أأو عاما لها أأمهيهتا يف حتديد طبيعة النظام القانوين اذلي ينظم أأحناهما و‬
‫نشاطها ‪.‬‬
‫‪ -‬اإن المتيزي بني ا ألشخاص املعنوية اخلاصة و العامة هل أأمهيته يف حتديد طبيعة ا ألعامل و الترصفات و كذكل حتديد طبيعة أأموال و موظفي‬
‫ا ألشخاص الإدارية ‪.‬‬
‫معايري المتيزي بني الاشخاص املعنوية العامة و الأشخاص املعنوية اخلاصة ‪:‬هناك عدة معيري للتفرقة بني ما هو خشص معنوي خاص و ما هو‬
‫خشص معنوي عام ‪ ،‬ميكن اإجامل أأهام فامي ييل ‪:‬‬
‫فكرة املنشأأة العامة ‪:‬فاإذا اكن هذا الشخص من اإنشاء ادلوةل فهو خشص عام و اإذا اكن من اإنشاء ا ألفراد فهو منشأأة خاصة ‪.‬‬
‫غري أأن هذا املعيار ل حيقق التفرقة ألن هناك أأشخاص معنوية تتدخل ادلوةل يف اإنشاهئا و لكهنا ل تعد خشصا معنواي عاما مثل امجلعيات ‪ ،‬كام‬
‫أأن هناك أأشخاص معنوية خاصة تنشأأها ادلوةل مثل الرشاكت ذات ر أأسامل خمتلط عام و خاص ‪.‬‬
‫فكرة الهدف ‪:‬وفقا لهذا املعيار فاإن ا ألشخاص املعنوية العامة تس هتدف حتقيق املنفعة العامة ‪ ،‬أأما ا ألشخاص املعنوية اخلاصة فهىي تس هتدف‬
‫حتقيق املصلحة اخلاصة ‪.‬‬
‫غري أأن هذا املعيار يبقى رمغ وجاهته غري جامع مانع ‪ ،‬ألن هناك أأشخاص معنوية خاصة تس هتدف حتقيق املصلحة العامة مثل املرشوعات‬
‫اخلاصة ذات النفع العام اكملدارس اخلاصة ‪.‬‬
‫معيار طبيعة النشاط ‪:‬وفقا لهذا املعيار فاإن الشخص املعنوي العام هو الشخص اذلي يقوم بنشاط عام ‪ ،‬بيامن الشخص املعنوي اخلاص يقوم‬
‫بنشاط خاص ‪.‬‬
‫غري أأن هذا املعيار يبقى يف الواقع غري دقيق نظرا لكون أأشخاصا معنوية عامة تقوم ابعامل ذات طبيعة خاصة‪.‬‬
‫معيار الانضامم الإجباري ‪:‬ا ألشخاص املعنوية العامة يه اليت يكون الإنضامم اإلهيا اإجباري أأي ملزما ‪ ،‬أأما ا ألشخاص املعنوية اخلاصة يكون‬
‫اإختياراي ‪.‬‬
‫غري أأن هذه املعايري مجيعها تبيقى عاجزة اإىل حد ما عن التفرقة بني الشخص املعنوي العام و الشخص املعنوي اخلاص‪ ،‬و يبقى املعيار الراجح‬
‫يف المتيزي بيهنام يمتثل يف املعيار املرو أأو املزدوج ‪ ،‬و اذلي يقوم عىل عنرصين ‪ ،‬هام ‪:‬‬
‫‪ -‬عنرص ذايت ‪ ،‬يمتثل يف إارادة املرشع اليت تتضمهنا النصوص القانونية املنش ئة للشخص املعنوي املراد حتديد طبيعته ‪ ،‬فالوقوف عىل إارادة‬
‫املرشع و الكشف عهنا يساعد عىل حتديد نوعية الشخص املعنوي ‪ ،‬هل هو عام أأم خاص ‪.‬‬
‫‪ -‬عنرص موضوعي ‪ ،‬يتكون من املعايري الس تة السابق الإشارة اإلهيا كدلئل عىل نوعية الشخص املعنوي هل هو عام أأم خاص ‪.‬‬
‫أأول ‪ :‬الشخص املعنوي العام‪ :‬يمتزي الشخص املعنوي العام مباهل من الس يادة وحقوق السلطة العامة ومينحه القانون الشخصية املعنوية وفقا‬
‫للامدة ‪ 41‬من القانون املدين ‪ .‬فلدلوةل خشصية معنوية‪ ،‬وتنشأأ مبجرد توافر عنارصها من شع وإاقلمي وحكومة ذات س يادة‪.‬‬
‫‪ -‬الولية تمتتع ابلشخصية املعنوية اإذ نصت املادةا ألوىل من قانون الولية عىل أأن الولية جامعة معومية إاقلميية ذات خشصية معنوية واس تغالل‬
‫مايل يديرها وايل‪.‬‬
‫‪ -‬البدلية تمتتع بشخصية مس تقةل فهىي ليست فرعا من احلكومة املركزية ول من الوليةوميثلها رئيس البدلية وتثبت الشخصية املعنوبة العامة‬
‫للبدلية مبقتىض القانون‪.‬‬
‫أ‬
‫‪-‬اإىل جان ادلوةل والولية والبدلية ميثل الشخص املعنوي العام كذكل الشخاص املعنوية املرفقية أأو املصلحية أأو املؤسسات‪ .‬فاإذا اكن‬
‫اختصاص الشخص املعنوي العام ا إلقلميي مقيدا حبدود إاقلميية فاإن اختصاص الشخص املعنوي املصلحي أأو املرفقي مقيد ابلغرض اذلي أأنشأأ‬
‫من أأجهل ‪.‬ونالحظ أأن القانون ‪ 74-22‬املؤرخ يف ‪12-01-1988‬املعدل واملمتم للقانون التجاري واجملدد للقواعد اخلاصة املطبقة عىل‬
‫املؤسسات العمومية الاقتصادية نص يف املادة الثانية عىل أأن"املؤسسات العمومية الاقتصادية أأشخاص معنوية ختضع لقواعد القانون التجاري ‪.‬‬
‫"‬
‫اثنيا ‪ :‬الأشخاص املعنوية اخلاصة‪ :‬يه تكل اليت يكوهنا ا ألفراد سواء لتحقيق غرض خاص هبم أأو بغرض يعود ابلنفع العام ويه عىل نوعني‪،‬‬
‫مجموعات ا ألشخاص ومجموعات ا ألفراد‪.‬‬
‫‪ -9‬مجموعات الأشخاص ذات الشخصية املعنوية‪ :‬تقوم عىل اجامتع عدد من الأشخاص الطبيعية واملعنوية وتنقسم حبس الغرمضهنا اإىل‬
‫رشاكت ويه ما تسعى اإىل حتقيق رحب مادي وإاىل مجعيات ويه تسعى اإىل حتقيق أأغراض أأخرى غري الرحب املادي اكلقيام بأأعامل الرب أأو‬
‫الثقافة‪...‬‬
‫أ‬
‫أأ‪-‬الرشاكت ‪ :‬الرشكة يه عقد يلزتم مبقتضاه خشصان أأو أكرث ابلسهام يف مرشوع اقتصادي وذكل بتقس مي حصة من املال أأو العمل‬
‫ويقتسمون ما قد ينشأأ عن هذا املرشوع من الرحب أأو اخلسارة‪ ،‬فتكون الرشكة مدنية اإذا اكن موضوعها مدنيا اكلس تغالل الزراعي أأو تربية‬
‫احليواانت وحيدد غرض الرشكة يف عقد تكويهنا ولكن اإذا اختذت الرشكة املدنية شلك الرشكة جتارية اعتربت جتارية حبس الشلك وختضع‬
‫للقانون التجاري ‪.‬ففي رشكة التضامن يلع الإعتبار الشخيص دورا أأساس يا‪ ،‬وتكون للرشيك صفة التاجر ويكون مسؤول عن مجيع ديون‬
‫الرشكة مسؤولية تضامنية وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 9/559‬جتاري بقولها" للرشاكء ابلتضامن صفة التاجر ومه مس ئولون من غري حتديد‬
‫وابلتضامن عن ديون الرشكة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬امجلعيات ‪ :‬تنشأأ امجلعية ابإتفاق أأعضاء عىل حتقيق هدف غري مادي وقد يكون هدفا خرياي أأو ثقافيا أأو علميا أأو رايضيا ول تكون موارد‬
‫امجلعية مصدرا لإغتناء أأعضاهئا بل الغرض مهنا هو حتقيق هدفها‪ ،‬وموارد امجلعية تكون يف الغال تربعات املواطنني‪ ،‬وحيدد غرض امجلعية‬
‫مبقتىض س ند اإنشاهئا‪ ،‬وكذكل اختصاصاهتا‪ ،‬ول جتوز للجمعية جتاوز احلد الرضوري لتحقيق الغرض اذلي أأنشأأت من أأجهل‪.‬‬
‫‪ -4‬مجموعات الأموال ذات الشخصية املعنوية‪ :‬ويه ختصيص مجموعة من ا ألموال لتحقيق مرشوع ذي نفع عام أأو معل منأأعامل الرب‬
‫والاحسان ويكون ذكل اإما يف شلك مؤسسة خاصة أأو يف شلك وقف ‪ ،‬ويعد لك مهنا تربعا مبجموع من املال بذكل بأأخذ حمك التربعات‬
‫وميكن دائين املتربع الطعن يف الترصف ابدلعوى البولصية كام يأأخذ الترصف حمك الوصية اإذا اكن مضافا اإىل ما بعد املوت وجيوز للورثة‬
‫الطعن فيه اإذا جاوز مقدار الثلث املقرر رشعا للوصية ‪.‬‬
‫أأ‪ -‬املؤسسة اخلاصة ‪ :‬تنشأأ هذه املؤسسة بتخصيص أأحد ا ألشخاص مبجموعة من ا ألموال عىل وجه التأأييد أأو ملدة غري معينة لتحقيق معل‬
‫ذي نفع عام أأو معل من أأعامل الرب أأو عىل وجه العموم لتحقيق غرض الرحب املايل وهذا العمل هو تربع ابلنس بة للمؤسس وليك ينشأأ‬
‫الشخص املعنوي لبد أأن يقصد اب ألموال اإعطاهئا شلك اكئن معنوي مس تقل بذاته ومس تقل عن السلطة العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوقـف ‪ :‬هو النظام مأأخوذ من الرشيعة الاسالمية وهو حس العني عن المتكل وقد عرفه املرشع يف املادة ‪ 4‬من قانون ا ألوقاف بأأنه‬
‫عقد الزتام تربع صادر عن اإدارة منفردة ‪.‬‬
‫واحلقيقة أأن الوقف ترصف ابلإدارة املنفردة اإذ ل يشرتط املرشع قبول املوقوف عليه فيالوقف العام ‪ .‬ويكون الوقف وقفا عاما وذكل بوقف‬
‫العني ابتداء عىل هجة من هجات اخلريوقد يكون وقفا خاصا وذكل بوقف العني ملصلحة عق الواقف من اذلوور والإانث ويتول الوقف بعد‬
‫انقطاع املوقوف علهيم اإىل هجة من هجات اخلري اليت عيهنا الواقف وهذا ما تضمنه املادة ‪ 3‬من قانون ا ألوقاف ‪.‬‬
‫و قد عرفت املادة الثالثة من نفس القانون الوقف بأأنه‪ ":‬حس العني عن المتكل عىل وجه التأأييد والتصدق ابملنفعة عىل الفقراء أأو عىل وجه‬
‫من وجوه الرب واخلري"‬
‫عنارص تكوين الشخص املعنوي‪ :‬لتكوين الشخص املعنوي اخلاص جي توافر عنارص معنية مهنا‪:‬‬
‫أأول ‪ :‬العنرص املوضوعي ‪ :‬وهو اجتاه إارادة ا ألفراد اإىل اإنشاء الشخص املعنوي فل إالرادة دور فعال يف تكوين الشخص الاعتباري اخلاص اإذ‬
‫ل تنشأأ الرشاكت اإل بعقد وقد عرفت املادة ‪ 493‬مدين الرشكة مبا ييل‪ ":‬الرشكة عقد مبقتضاه يلزتم خشصان طبيعيان أأو اعتباراين أأو أأكرث‬
‫املسامهة يف نشاط مشرتك بتقدمي حصة من معل أأو مال أأو نقد‪ ،‬هبدف اقتسام الرحب اذلي ينتج أأو حتقيق اقتصاد أأو بلوغ هدف اقتصادي‬
‫ذي منفعة مشرتكة كام يتحملون اخلسائر اليت قد تنجر عن ذكل" ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬العنرص املادي‪ :‬جي توافر مجموعة من ا ألشخاص أأو مجموع من املال وفقا لنوع الشخص املعنوي ففي مجموع ا ألموال اكلوقف واملؤسسة‬
‫لبد من توافر املال ولبد من أأن يكون اكفيا لتحقيق الغرض املقصود من املؤسسة وهذا العنرص‪ ،‬عنرص أأسايس يف مجموعات ا ألموال ‪ .‬أأما‬
‫العنرص الشخيص فقد يكفي لتوافره تربع خشص واحد ابملال‪.‬‬
‫اثلثا ‪ :‬العنرص املعنوي‪ :‬جي أأن يكون هدف الشخص املعنوي هو حتقيق غرض جامعي معني أأي أأن هيدف الشخص املعنوي اإىل حتقيق‬
‫مصلحة اجملموعة سواء اكن الهدف عاما حيقق املصلحة العامة أأو حيقق مصلحة خاصة جبامعة معينة مكصلحة الرشاكء يف الرشكة‪ ،‬ولبد من‬
‫حتديد الغرض سواء اكن ماليا أأو غري مايل‪ ،‬ويشرتط أأن يكون الغرض ممكنا ومرشوع أأي أأل يكون خمالفا للنظام العام والآداب العامة وجي‬
‫كذكل أأن يكون مس مترا وليس أأمرا عرضيا ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العنرص الشلكي‪ :‬قد يتطل القانون الرمسية كام قد يس تلزم الشهر‪ ،‬وقد يتطل أأيضا حصول مجموعة ا ألموال ويف جامعة ا ألشخاص‬
‫عىل ترخيص خاص لإكتساب الشخصية املعنوية‪.‬‬
‫‪-9‬الرمسية ‪ :‬لقد اشرتط املرشع أأن يكون عقد الرشكة مكتواب يف شلك رمسي وإال اكنت ابطةل اإذ نصت املادة ‪ 492‬مدين عىل ماييل ‪":‬جي‬
‫أأن يكون عقد الرشكة مكتواب وإال اكن ابطال " كام نصت املادة ‪ 9/545‬جتاري عىل ماييل‪ ":‬تثبت الرشكة بعقد رمسي وإال اكنت ابطةل " ‪.‬‬
‫‪-4‬الشهر ‪ :‬قد ل تمتتع مجموعة ا ألشخاص أأو ا ألموال ابلشخصية املعنوية اإل من اترخي شهرها‪ .‬كام قد تمتتع هبا من يوم اإنشاهئا ويشرتط الشهر‬
‫ل إالحتجاج هبا عىل الغري ولقد اشرتط املرشع شهر الرشاكت التجارية لمتتعها ابلشخصية املعنوية اإذ تنص املادة ‪ 9/541‬جتاري عىل ما ييل ‪":‬ل‬
‫تمتتع الرشكة ابلشخصية املعنوية اإل من اترخي قيدها يف السجل التجاري" أأما الرشاكت املدنية فشهرها رضوراي لالحتجاج هبا عىل الغري وهذا‬
‫ما نصت عليه املادة ‪ 9/490‬مدين ‪.‬‬
‫‪-2‬اعرتاف ادلوةل ابلشخص املعنوي ‪ :‬اعرتاف ادلوةل ابلشخص املعنوي اإما ان يكون اعرتافا عاما أأو اعرتافا خاصا‪ ،‬يكون الاعرتاف عاما اإذا‬
‫وضع املرشع رشوط عامة مىت توافرت يف مجموعة من ا ألشخاص أأو يف مجموعة من ا ألموال اكتسبت الشخصية املعنوية دون حاجة اإىل اإذن‬
‫ترخيص خاص وقد نصت املادة ‪ 490‬مدين السابق ذورها عىل أأن الرشاكت املدنية تكتس الشخصية املعنوية مبجرد تكويهنا ‪ .‬أأما الاعرتاف‬
‫اخلاص فهو الرتخيص اخلاص املطلوب احلصول عليه لكتساب الشخصية املعنوية وقد نصت املادة ‪ 41‬من القانون مدين عىل ما ييل"ولك‬
‫مجموعة مينحها القانون الشخصية الاعتبارية"‪.‬‬
‫الرون الثاين‬
‫حمل احلق ‪L’objet du droit‬‬
‫اإذا اكن للحق صاح ‪ ،‬فهل كذكل حمل أأو موضوع ‪ ،‬و نشري هنا اإىل رضورة عدم اخللط بني حمل أأو موضوع احلق ‪ L’objet du droit‬و‬
‫مضمون احلق ‪ ، Le contenu du droit‬ألن مضمون احلق هو تكل السلطات اليت خيولها احلق اإىل لصاح احلق بيامن يقصد مبحل‬
‫احلق هو ما يرد أأو يقع عليه احلق مبضمونه ( أأي مبا يتقرر هل من سلطات) من يشء أأو معل‪.‬‬
‫مبعىن أآخر حمل احلق هو موضوع القمية املالية اليشء اليت تثبت لصاح احلق ‪ ،‬أأما مضمون احلق فيمتثل يف تكل السلطات اليت ميكن‬
‫لصاح احلق أأن ميارسها ابلنس بة ملوضوع تكل القمية املالية ‪.‬‬
‫حفق امللكية مثال يعترب حمهل أأو موضوعه يشء مادي ذو قمية مالية و اذلي يرد عليه احلق ‪ ،‬أأما مضمونه فيمتثل فامي يتقرر للامكل كصاح حق‬
‫من سلطات عىل هذا اليشء املادي من اس تعامل و اس تغالل و ترصف ‪ ،‬ابلتايل فاحملل هو اليشء اذلي تنص عليه تكل السلطات ‪.‬‬
‫و حمل احلق قد يكون معال ‪ ،‬كام هو احلال خبصوص احلق الشخيص كام أأن حمل احلق قد يرد عىل يشء مادي كام هو احلال خبصوص احلق‬
‫العيين‪ ،‬أأو يشء معنوي كام هو احلال خبصوص احلق اذلهين‪.‬‬
‫مفحل احلق العيين هو يشء من ا ألش ياء املادية يبارش عليه صاح احلق سلطة معينة قد تضيق و قد تتسع حس مضمون احلق ‪.‬‬
‫حمل احلق اذلهين أأو حق املؤلف فهو يشء غري مادي ‪ ،‬أأي هو الفكرة املبتكرة بنافة صورها ‪.‬‬
‫أأما حمل احلق الشخيص فهو معل أأو امتناع عن معل يلزتم به املدين جتاه ادلائن (صاح احلق) ‪.‬‬
‫ا ألش ياء يه اليت لها ويان ذايت مس تقل و منفصل عن الإنسان سواء اكن هذا الكيان ماداي يدرك حس يا‪ ،‬أأو معنواي ل يدرك اإل ابلتصور ‪،‬‬
‫من هنا ينبغي المتيزي بني اليشء و املال ‪:‬‬
‫و اليشء يقصد به حتديدا لك ما يصلح لأن يكون حمال مبارشا للحقوق اليت ختول صاح احلق التسلط و الاقتضاء ‪.‬‬
‫أأما املال يقصد به يف عرف القانون احلقوق ذات القمية املالية‪ ،‬أأي التقدير النقدي للحق (قميته النقدية) أأاي ما اكن نوعه ‪ ،‬و أأاي ما اكن حمهل‬
‫سواء شيئا أأم معال ‪.‬‬
‫ابلتايل فاليشء سواء اكن ماداي أأو غري مادي فهو حمل للحق وهو اكئن يف حزي ما يف الطبيعة ‪ ,‬اإذا اكن يف دائرة التعامل يصبح حمال للعالقة‬
‫القانونية ويتخذ وصف املال ‪...‬‬
‫ابلتايل فا ألش ياء يه عىل صنفني أ ياء مادية و أخرى معنوية‪ ،‬فأما ال ياء املادية يه اليت تكون حمال للحقوق العينية برشط أن تكون‬
‫أ‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أش‬
‫داخةل يف دائرة التعامل و يه عىل نوعني مهنا الثابتة و مهنا املنقوةل من هجة و من هجة أأخرى مهنا ما يقبل الاس تعامل املتكرر و مهنا من‬
‫يس هتكل مبجرد اس تعامهل ‪ ،‬كام أأنه تتنوع بني أأش ياء لها نظائر من جنسها و أأش ياء ليس لها نظائر ‪.‬‬
‫تقس اميت الأش ياء‪:‬خيتلف تقس مي ا ألش ياء املادية ابختالف الزاوية اليت ينظر مهنا اإىل ا ألش ياء يف ذاهتا ‪ ،‬و عليه ميكن تقس ميها عىل النحو‬
‫التايل‪:‬‬
‫‪ -‬تقس مي الش ياء من حيث جواز متلكها (التعامل فهيا)‪ :‬ل يصلح لن يكون اليشء حمال للحق اإل اإذا اكن داخال يف دائرة التعامل ‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬
‫نصت املادة ‪ 324‬ق‪.‬م‪.‬ج عىل أأن‪":‬لك يشء غري خارج عن دائرة التعامل بطبيعته أأو حبمك القانون يصلح لن حمال للحقوق املالية‪.‬‬
‫و ا ألش ياء اليت خترج عن التعامل بطبيعهتا يه اليت ل يس تطيع أأحد أأن يس تأأثر حبيازهتا و أأما اخلارجة حبمك القانون فهىي اليت جيزي القانون أأن‬
‫تكون حمال للحقوق املالية"‪.‬‬
‫أ‬
‫ابلتايل من خالل اس تقرائنا لنص هذه املادة يتضح أأن هناك طائفتني من الش ياء اإذا نظران اإلهيا من زاوية جواز التعامل فهيا من عدمه ‪،‬‬
‫حيث هناك طائفة جيوز التعامل فهيا و طائفة أأخرى ل جيوز التعامل فهيا ‪ ،‬و حظر التعامل يف الطائفة ا ألخرية اإما حبمك طبيعة اليشء أأو‬
‫حبمك القانون ‪.‬‬
‫‪ -9‬الأش ياء اليت تدخل يف دائرة التعامل ‪:‬لك الش ياء اليت ل خترج عن دائرة التعامل بطبيعهتا أأو حبمك القانون تصلح لن تكون حمال للحق‬
‫أ‬
‫املايل‪ ،‬أأي تصلح للتعامل فهيا ‪ ،‬املادة ‪ 324‬فقرة ‪ 9‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬الأش ياء اليت ل تدخل يف دائرة التعامل ‪:‬هناك نوعان من ا ألس باب اليت خترج بعض ا ألش ياء من التعامل حس نص املادة ‪ 324‬فقرة ‪4‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اإما طبيعة اليشء يه اليت خترجه عن دائرة التعامل أأو حبمك القانون‪.‬‬
‫أأ‪ -‬الأش ياء اخلارجة عن دائرة التعامل بطبيعهتا ‪:‬‬
‫أأش ياء املس تحيةل ‪:‬و يه أأش ياء ل يس تطيع أأحد الاس تئثار حبيازهتا ألهنا صعبة و بعيدة املنال اإذ ل يتصور حيازهتا‪ ،‬أكشعة الشمس و الهواء‬
‫و ماء البحر ‪ . . .‬لكن اإن اس تطاع أأي احد الاس تئثار جبزء مهنا عن طريق حيازته ملقادير حمددة بفصل جزء عن اللك صار هل هذا اجلزء‬
‫مبثابة ملكية فردية فينشأأ حلائزه عليه حق مثال ذكل حرص الهواء يف قارورة أأوسجني ‪. . . ،‬‬
‫أأش ياء مشرتكة ‪:‬يه أأش ياء ليست مس تحيةل من حيث اإمنان الإس تالء علهيا و حيازهتا و اإمنا يه أأش ياء يشرتك يف الانتفاع هبا مجيع الناس ‪،‬‬
‫حبيث ل حيول انتفاع أأحدمه هبا دون اإمنان انتفاع الآخرين اكجملاري املائية الطبيعية اخملصصة مثال للسقي ‪.‬‬
‫المتيزي بني الأش ياء اخلارجة عن دائرة التعامل بطبيعهتا و الأش ياء املباحة ‪ :‬هنا نفرق بني ا ألش ياء اخلارجة عن التعامل بطبيعهتا و ا ألش ياء‬
‫املباحة‪ ،‬حيث أأن ا ألوىل ل تقبل المتكل‪ ،‬أأما الثانية فاإهنا تقبل المتكل أأي تقبل ألن تكون حمال للحق و اإن اكن ل ماكل لها مثالها الطري يف‬
‫الطبيعة و السمك يف البحر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الأش ياء اخلارجة عن التعامل حبمك القانون‪:‬هناك أأش ياء ل يعتربه القانون حمال للحق رمغ أن طبيعهتا ل تتناىف مع اإمنانية حيازهتا و التعامل‬
‫أ‬
‫فهيا ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الأش ياء اخملصصة للنفع العام ‪:‬قد خيرج القانون بعض الش ياء عن دائرة التعامل وون هذا اليشء خمصص للنفع العام كام هو الشأن للأش ياء‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫العامة اململوكة لدلوةل‪ ،‬حبيث أأن هذه الأش ياء ل جيوز الترصف فيه و احلجز عليه و ل متلكه ابلتقادم‪ ،‬مثل الطرق و الإانرة العمومية ‪،. . .‬‬
‫فاإذا ما انهتىى الغرض من ختصيصها للنفع العام طبقا ملا يقيض به القانون ‪ ،‬عادت اإىل دائرة التعامل و أأصبحت قابةل لن تكون حمال للحق‪.‬‬
‫لكن نشري هنا اإىل أأن ختصيص بعض ا ألش ياء للنفع العام ل ميكن أأن حيول دون الرتخيص ابس تعاملها حيث ميكن تقرير بعض احلقوق علهيا‬
‫ل ألفراد كتأأجري قاعات احلفالت التابعة لدلوةل ‪ . . .‬غري أأن هذه الترصفات تبقى مؤقتة و وجودها ذاته رهني بعدم التعارض مع ختصيص هذه‬
‫ا ألش ياء للنفع العام ‪ ،‬حبيث اإذا ظهر أأدىن تعارض أألغي عىل الفور الرتخيص ابلس تعامل ‪.‬‬
‫الأش ياء احملظورة‪:‬قد خترج بعض ا ألش ياء التعامل حلمكة يتوخاها القانون ‪ ،‬مثل حظر التعامل يف اخملدرات ‪ ،‬حيث أأن التعامل فهيا يتضمن‬
‫اإخالل ابلنظام العام و إارضارا مبصاحل امجلاعة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقس مي الأش ياء اإىل اثبتة و منقوةل (عقارات و منقولت) ‪:‬معيار التفرقة بني العقار و املنقول جاءت به املادة ‪ 322‬ق‪.‬م‪ .‬بنصها عىل أأنه " لك‬
‫يشء مس تقر حبزيه و اثبت فيه و ل ميكن نقهل منه دون تلف فهو عقار ‪ ،‬و لك ما عدا ذكل من يشء فهو منقول ‪.‬‬
‫غري أأن املنقول اذلي يضعه صاحبه يف عقار ميلكه ‪ ،‬رصدا عىل خدمة هذا العقار أأو اإس تغالهل يعترب عقار ابلتخصيص "‪.‬‬
‫العقار ‪:‬العقار هو لك يشء اثبت ل ميكن نقهل دون تلف ابلتايل ينطبق عىل هذا التعريف لك يشء حائز لصفة الاس تقرار سواء اكن ذكل‬
‫من أأصل خلقه أأو بصنع صانع ‪ ،‬و ل يعترب اليشء حائز لصفة الاس تقرار و الثبات اإل اإذا اكن ل ميكن نقهل دون تلف ‪.‬‬
‫ابلتايل فالعقارات يه املباين و ا ألرايض و لك ما يتصل هبا بصفة مس تقرة‪ ،‬و هناك عقارات بطبيعهتا و عقارات ابلتخصيص ‪ ،‬و أأحياان قد‬
‫ينطبق تعريف العقار عىل بعض ا ألش ياء لكهنا ل تعترب عقار (املنقول حبس املأآل)‪.‬‬
‫العقار بطبيعته ‪:‬من خالل التعريف الوارد يف نص املادة ‪ 322‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬يتبني أأنه يلزم لعتبار اليشء عقار بطبيعته توافر الرشوط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أأن يكون اليشء حائز لصفة الاس تقرار ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإمنانية نقل هذا اليشء بدون أأن يعرتيه خلل أأو تلف بسب النقل ‪ ،‬أأي تتغري ذاتيته ‪.‬‬
‫العقار ابلتخصيص ‪:‬نصت عليه املادة ‪ 322‬فقرة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬و العقار ابلتخصيص من حيث الطبيعة املادية هو منقول ألنه ميكن نقهل من‬
‫منان لآخر دون أأن يعرتيه خلل أأو تلف ‪ ،‬لكن القانون رمغ ذكل و لغاايت قانونية معينة يعتربه عقارا ابلتخصيص اإذا توافرت فيه الرشوط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود منقول بطبيعته أأي منقول ماداي و اإىل جانبه عقار بطبيعته (ينبغي حتقق وجود الثنني معا) و أأن يوضع املنقول يف العقار ‪.‬‬
‫‪ -‬جي أأن تتحد ملكية العقار و املنقول يف يد خشص واحد (ماكل املنقول هو ماكل العقار و ل يكفي فقط استئجار املنقول أأو اإعارته ‪. . .‬‬
‫بل جي أأن يكون مملواك ملاكل العقار املوضوع فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬أأن يرصد هذا املنقول خلدمة العقار أأو اس تغالهل و لتحقق هذا الرشط جي ‪:‬‬
‫* أأن يكون ختصيص املنقول خلدمة العقار أأو اس تغالهل يف خدمة هذا العقار ل خدمة املصلحة الشخصية ملالكه خارج نطاق خدمة العقار ‪،‬‬
‫مبعىن جي أأن يكون التخصيص عينيا ل خشصيا ‪.‬‬

‫‪ -50‬أأنظر نص املادة ‪ 322‬و املادة ‪ 321‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫* أأن يمت ختصيص املنقول خلدمة العقار إابرادة املاكل ‪.‬‬
‫* أأن يقع التخصيص فعال بوضع املنقول يف العقار ابلفعل ‪.‬‬
‫النتاجئ املرتتبة عىل اعتبار املنقول عقار ابلتخصيص ‪:‬تظل صفة العقار ابلتخصيص مالزمة للمنقول املعترب عقار ابلتخصيص طاملا بقي خمصصا‬
‫خلدمة العقار ‪ ،‬ابلتايل ترسي عليه الإحنام اخلاصة ابلعقار ‪،‬حبيث مثال ‪ ،‬ل جيوز احلجز عىل هذا املنقول املعترب عقار ابلتخصيص بشلك‬
‫منفصل عن العقار ألنه أأصبح جزءا من العقار ا ألصيل (اخملدوم) ‪ ،‬كذكل اإذا بيع العقار ا ألصيل فاإن هذا البيع يشمل أأيضا العقار ابلتخصيص‬
‫ابعتباره جزءا منه ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫و اإذا زال التخصيص زالت الصفة و من مث سترسي عليه أحنام املنقول ل أحنام العقار ‪.‬‬
‫املنقول حبس املأآل ‪:‬اس تثناء قد يعامل العقار بطبيعته أأحياان معامةل املنقول اإذا اكن من املتوقع أن يصري منقول أي توقع فقدان العقار‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لطبيعته فيصري منقول‪،‬اإما بفعل الطبيعة وحدها اكحملاصيل الزراعية أأو ابلتفاق عىل بيع بناء عىل أأساس أأنقاض ألنه س يصري منقول بعد فرتة‬
‫أأي عندما ينفصل عن الأرض ‪.‬‬
‫ذلكل يسمى ابملنقول حبس املأآل رمغ أأن وضعه احلايل هو عقار بطبيعته لكنه اعترب منقول ابلنظر اإىل ما س يؤول اإليه مس تقبال ‪.‬‬
‫لعتبار العقار منقول حبس املأآل ينبغي توافرا لرشوط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أأن يكون يف ا ألصل عقار بطبيعته ‪.‬‬
‫‪ -‬جي أأن يكون مصريه احملتوم هو الانفصال عن حزيه املس تقر فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬أأن يكون فصل اليشء عن الأرض قد صار وش ينا و مؤكدا ‪ ،‬فال يعد العقار منقول حبس املأآل اإذا اكن حتوهل اإيل منقول هو جمرد أأمر‬
‫احامتيل أأو حىت أأمر مؤكد و لكن بعيد الوقوع ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف احلصول عىل هذا املنقول ‪.‬‬
‫املنقول ‪:‬هناك نوعان من املنقولت ‪ ،‬منقولت مادية و منقولت معنوية ‪.‬‬
‫املنقولت املادية ‪ :‬املنقول املادي هو لك ما ليس بعقار طبقا لنص املادة ‪ 322‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬أأي هو اليشء اذلي ميكن نقهل من منانه دون أأن‬
‫يعرتيه خلل أأو تلف سواء انتقل بذاته أأو بقوة دافعة ‪.‬‬
‫املنقول بطبيعته ‪:‬هو لك يشء مادي ميكن نقهل من منان اإىل أآخر دون تلف أأي هو لك يشء مادي ليس هل صفة الاس تقرار اكلبضائع و‬
‫احليواانت ‪. . .‬‬
‫املنقول حبس املأآل ‪:‬لقد س بقت الإشارة اإليه (يعترب اس تثناء عىل العقار و نوع اثين من أأنواع املنقول)‬
‫العقار ابلتخصيص ‪:‬لقد س بقت الإشارة اإليه (يعترب اس تثناء عىل املنقول و يف نفس الوقت يشلك نوع اثين من أأنواع العقار )‬
‫أأمهية التقس مي ‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث انتقال امللكية اليت تنتقل يف املنقول مبجرد العقد اإذا اكن معينا ابذلات ‪ ،‬اما يف العقار فال تنتقل اإل ابلشهر ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الشفعة اليت تقترص عىل بيع العقارات دون املنقولت ‪.‬‬
‫تس‬
‫‪ -‬من حيث احليازة اليت تعترب س ندا مللكية احلائز يف املنقول اإذا اكنت احليازة حبسن نية خبالف احليازة يف العقار اليت تشرتط أأن متر‬
‫احليازة ملدة معينة ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث احلقوق العينية اليت ترد عىل ا ألش ياء‪،‬حيث هناك جان من احلقوق العينية ل ترد اإل عىل العقار كحق السكىن و حق الارتفاق‬
‫و الرهن الرمسي و حق الاختصاص اليت لكها ل تتقرر اإل عىل عقار‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الإختصاص العقاري ‪ ،‬حيث أأن ا ألصل يف رفع ادلعوى أأن تمت أأمام احملمكة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها موطن املدعى عليه‬
‫اس تثناء ادلعاوى املتعلقة ابحلقوق العقارية اليت جي أأن ترفع أأمام احملمكة اليت يقع العقار يف دائرة اختصاصها ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث اإجراءات التنفيذ اجلربي اليت تمت ببساطة و سهوةل عند التنفيذ عىل املنقول و صعبة جدا و معقدة اإذا تعلق الأمر ابلتنفيذ عىل‬
‫املنقول ‪.‬‬
‫املنقولت املعنوية ‪:‬ا ألصل يف ا ألش ياء املعنوية ل ميكن اعتبارها ل عقارات ول منقولت لكن انطالقا من تعريف املرشع ل ألموال العقارية و‬
‫اعترب ما عداها منقولت سواء اكنت منقولت مادية أأو منقولت معنوية هذه املنقولت و اإن اكنت ل تقع حتت احلس اإل أأهنا كذكل تعترب‬
‫منقولت ليس ألنه ميكن نقلها من حزيها دون تلف بل جملرد أأهنا تصلح لن تكون حمال للحقوق املالية و أأهنا ليست عقارا حس نص املادة‬
‫‪ 320‬ق ‪.‬م ج‪.‬‬
‫‪ -‬تقس مي الأش ياء من حيث القابلية أو عدم القابلية لالس هتالك ‪:‬‬
‫أ‬
‫الأش ياء القابةل لالس هتالك ‪:‬يه تكل ا ألش ياء اليت تس هتكل مبجرد اس تعاملها و قد عرفهتا املادة ‪ 325‬فقرة ‪ 9‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬بأأهنا " ا ألش ياء القابةل‬
‫لالس هتالك يه اليت ينحرص اس تعاملها حبس ما أأعدت هل ‪ ،‬يف اس هتالكها أأو اإنفاقها ‪.‬‬
‫و هذا الاس هتالك قد يكون ماداي اكس هتالك الطعام ‪ ،‬و قد يكون قانونيا خبروج اليشء من ذمة صاحبه اكس هتالك النقود مثال ‪.‬‬
‫الأش ياء غري القابةل لالس هتالك ‪:‬و يه الأش ياء املعدة بطبيعهتا لالس تعامل املتكرر دون أأن تس هتكل جملرد الاس تعامل ا ألول‪ ،‬و هذه الصفة ل‬
‫تنزتع عهنا حىت لو مت الانتقاص من قميهتا أأو هالكها مع مرور الوقت اكلس تعامل امللبوسات و املفروشات و الس يارات و املنازل ‪.. . .‬‬
‫أأمهية المتيزي ‪:‬هناك بعض احلقوق ل تعطي للشخص سوى حق الاس تعامل اذلي ل ميكن أأن يرد اإل عىل ا ألش ياء غري القابةل لالس هتالك لن‬
‫ليس هل حق الترصف ‪ ،‬كام أأن هناك بعض العقود ل ميكن أأن ترد اإل عىل ا ألش ياء غري القابةل لالس هتالك كعقد الإجيار و الوديعة و العارية‪...‬‬
‫‪ -‬تقس مي الأش ياء اإىل قميية و مثلية‬
‫اليشء املثيل‪ : 51‬هو اليشء اذلي يوجد هل نظائر من جنسه تتشابه معه و ل ختتلف عنه ‪ ،‬حبيث ل يكون اختيار اإحداها دون ا ألخرى حمل‬
‫خالف و ل يؤدي اإىل نزاع ‪.‬‬
‫اليشء القميي ‪:‬هو ما ل يوجد هل نظائر من جنسه و ل يسمح ابخليار بني بعض الش ياء املتشاهبة نوعا ما لعدم املساواة يف لك يشء ‪.‬‬
‫أ‬
‫أأمهية المتيزي ‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث الوفاء اذلي ل ميكن أأن يمت يف اليشء القميي اإل بذات اليشء عكس اليشء املثيل ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث املقاصة اليت ل تقع اإل بني دينني موضوع لك مهنا يشء مثيل حيث يشرتط الإحتاد يف النوع و اجلودة حىت و لو اختلف سب‬
‫ادلينني ‪.‬‬
‫لق‬
‫‪ -‬من حيث انتقال امللكية اليت تنتقل يف املنقول املعني ابذلات أأي اليشء ا ميي مبجرد العقد أأما يف اليشء املثيل فال تنتقل امللكية إال بعد‬
‫الإفراز ‪.‬‬
‫لق‬
‫من حيث اس تحاةل تنفيذ الالزتام فتتحقق يف اليشء ا ميي و ل تتحقق يف اليشء املثيل ‪.‬‬
‫الأعامل‬
‫‪ -9‬العمل مكحل للحق الشخيص ‪:‬احلق الشخيص هو الاس تئثار اذلي يقره القانون لشخص من ا ألشخاص و يكون هل مبقتضاه اقتضاء أأداء‬
‫معني ‪ ،‬هذا ا ألداء قد يكون يف صورة معل اإجيايب كام قد يكون يف صورة معل سليب ‪ ،‬فيقع عىل املدين الزتام ابلقيام بعمل أأو الامتناع عن‬
‫القيام بعمل ‪ ،‬ابلإضافة اإىل اإضافة اإعطاء أأو منح يشء كصورة من صور حمل احلق الشخيص و اإن اكنت ل خترج يف الواقع عن صورة القيام‬
‫بعمل‪ ، 52‬ذلكل س نحاول حرص حمل احلق الشخيص يف العمل بغض النظر عن صورته سواء اكن سليب ام اإجيايب ‪.‬‬
‫‪ -4‬رشوط العمل بوصفه حمال للحق الشخيص ‪:‬حمل احلق الشخيص قد يكون معال اإجيابيا أأو سلبيا ‪ ,‬ويف الك احلالتني جي توفر رشوط‬
‫يه ‪:‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬
‫أأ ـ رشط الإمنان ‪ :‬أأي أأن يكون ابس تطاعة املدين القيام به و هنا نفرق بني الاس تحاةل املطلقة و الاس تحاةل النسبية ‪ ،‬فاإن اكن العمل‬
‫مس تحيال اس تحاةل مطلقة ل ميكن و ل يصلح ألن يكون حمال للحق ول ينشأأ الزتاما ألنه نشأأ ابطال‪ ،‬كأن يتعهد املدين بعالج خشص ٌتبني‬
‫أأنه قد تويف‪.55‬‬

‫‪ -51‬املادة ‪ 323‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -52‬حيث رد جان من الفقه أأن صورة اإعطاء يشء ختتلف عن صورة القيام بعمل يف صورته الإجيابية ذكل أأهنا تقترص عىل نقل و حتويل و اإنشاء احلقوق العينية عكس صورة‬
‫القيام بعمل ‪.‬‬
‫‪ -53‬الاس تحاةل املطلقة يه اليت تقوم ابلنس بة مجليع الناس حيث يكون الالزتام مس تحيال ذلاته و هذه الاس تحاةل تؤدي اإىل بطالن العقد اإذا اكنت فقامئة وقت التعهد هبذا‬
‫الالزتام‪.‬‬
‫‪ -54‬أأما الاس تحاةل النسبية فهىي الاس تحاةل اليت جتعل تنفيذ الالزتام مس تحيال عىل املدين و ممكنا ابلنس بة لغريه ذلكل فهذه الاس تحاةل ل حتول دون قيام الالزتام و يكون املدين‬
‫مس ئول عن عدم تنفيذ الزتامه‪.‬‬
‫‪ -55‬املادة ‪ 12‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫ب ـ رشط التعيني ‪ :‬جي أأن يكون العمل حمدودا أأو قابال للتحديد‪ 56‬فاإن اكن العمل هو اإجناز بناء فال بد أأن يكون ادلائن واملدين عىل بينة‬
‫منه‪ ،‬أأي معرفة موقعه ومساحته ومواصفاته ومدة الإجناز‪.‬‬
‫‪ -‬الالزتام ابإعطاء يشء ‪ :‬هو الالزتام اذلي يكون حمهل نقل حق عيين عىل يشء أأو اإنشاء احلق ابتداء ذلكل جي أأن يكون هذا اليشء معينا‬
‫أأو قابل للتعيني ‪ ،‬و لتحقيق ذكل ينبغي المتيزي بني اليشء املعني ابذلات و اليشء املعني ابلنوع ‪:‬‬
‫اليشء املعني ابذلات ‪ :‬يكون اليشء معينا ابذلات ملا تتحدد ذاتيته عن طريق وصفها وصفا مانعا للجهاةل ممزيا ذلات اليشء عن غريه ‪ ،‬كتحديد‬
‫املزنل املراد بيعه من حيث املوقع و املساحة و طريقة البناء ‪. . .‬‬
‫أ‬
‫اليشء املعني ابلنوع ‪ :‬هو ذكل اليشء املعترب من املثليات فال يزم بتعيني ذاتيته تعيينا مانعا للجهاةل لن هل نظائر من جنسه و نوعه و مقداره‬
‫وبيع القمح من نوعية معينة بواقع مبلغ ‪ 977‬دج كغ ‪.‬‬
‫أ‬
‫ـ الالزتام ابلقيام بعمل ‪ :‬حق خشص موضوعه القيام بعمل‪ ،‬وهذا العمل هو تسلمي يشء سواء اكن مبيعا أو مثنه‪ ،‬فيعترب حمل للحق‪ ،‬ويكون‬
‫يف هذه احلاةل حمل احلق معال اإجيابيا ذاتيا و هو املعرب عنه ابلقيام بعمل من قبيل ا ألداء‪ ،‬مثل منع لع ورة قدم مزاوةل هذه الرايضة‬
‫حلساب اندي أآخر ‪ ،‬فهنا حمل احلق سلبيا ذاتيا وهو املعرب عنه ابلعمل السليب ‪.‬‬
‫ويف احلالت اليت يكون فهيا حمل احلق معال ذاتيا‪ ،‬أأداء اكن‪ ،‬أأو امتناعا من جان امللزتم‪ ،‬نقول أأن مضمون احلق وحمهل مندجمان يف بعضهام‪،‬‬
‫فيصبح أأداء العمل أأو الامتناع عنه هام موضوعا احلق و مضموان احلق كذكل ‪.‬‬
‫آ‬
‫ج ـ رشط املرشوعية‪ :‬أأن يكون العمل حمل الالزتام مرشوعا ‪ ،‬فال يكون خمالفا للنظام العام والداب العامة ‪ ،‬فاللزتام بتوريد اخملدرات هو‬
‫معال ابطال ‪...‬‬
‫احملور الرابع‬
‫مصادر احلق‬
‫يقصد مبصدر احلق‪ ،‬الواقعة املنش ئة لهذا احلق‪.‬‬
‫و يقصد ابلواقعة املنش ئة للحق "يه لك حدث أأو معل مادي يرت القانون عليه أأثرا معينا‪ ،‬سواء اكن هذا ا ألثر اإنشاء حق أأو تعديهل أأو‬
‫نقهل أأو زواهل "‪ ،‬مبعىن أآخر الواقعة يه " ا ألمر اذلي حيدث فريت عليه القانون أأثرا معينا "‪.‬‬
‫ابلتايل فا ألثر القانوين ل ميكن أأن يكون مصدره القانون اذلي ينفرد – رتبه‪ -‬و اإن اكن من خالل اس تقرائنا لتعريف احلق نس تنتج أأنه يستند‬
‫يف وجوده اإىل القانون ‪ ،‬من منطلق أأن لك احلقوق هو اذلي ينظمها و حيمهيا‪ ،‬اإل أأن ذكل ل يعين أأنه يعترب املصدر املبارش للحق ‪ ،‬ذكل‬
‫ألنه ل يتدخل بشلك مبارش لرتتي أأي حق من احلقوق ما مل توجد واقعة قانونية معينة‪ ،‬مبعىن حادث ما يرت عليه القانون احلق ‪.‬‬
‫و منه فاإن اكن القانون هل دور يف وجود احلق فاإن ذكل يمت بشلك غري مبارش ألنه يقمي من وجود واقعة ما سببا لوجود احلق ذلكل دون أأن‬
‫‪57‬‬
‫يتدخل بشلك مبارش يف وجود احلق ذلكل فهو مصدر غري مبارش للحق ‪ ،‬بيامن تبقى الوقائع اليت يعيهنا القانون املصدر املسب أأو املبارش‬
‫للحقوق ‪.‬‬
‫ابلتايل فاملصدر املبارش للحق هو الواقعة القانونية بصفة عامة اإىل وقائع و ترصفات‪.‬‬
‫الوقائع املادية ‪ :‬يعتد القانون يف بعض الأحيان بوقائع معينة أأو أأحداث ما‪ ،‬فريت عىل حتققها وجود احلق‪ ،‬و هذه الحداث أو الوقائع قد‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫حتدث بفعل الطبيعة كام قد حتدث بفعل الإنسان‪.‬‬
‫آ‬
‫الوقائع الطبيعية‪:‬حتدث بعض الوقائع أأو تطر أأ بفعل الطبيعة دون أأن يكون ل إالنسان دخل يف حدوهثا و كثريا ما يرت القانون علهيا أاثر‬
‫قانونية‪ ،‬فتكون سببا لكتساب احلق أأو انقضائه مبارشة بوقوع حادث من ا ألحداث الطبيعية ‪.‬‬
‫فهبوب العواصف و انفجار الرباكني و دوران ا ألرض سواء حول نفسها أأو حول الشمس‪ ،‬و ميالد الشخص أأو وفاته و لك حادث جفايئ‬
‫حيدث‪ . . .‬لكها وقائع طبيعية ل دخل ل إالنسان يف حدوهثا بل يه من معل الطبيعة من شأأهنا أأن تؤثر يف العالقات القانونية املوجودة ‪.‬‬
‫فالرباكني أأو الزلزل أأو الفيضاانت يه وقائع طبيعية من شأأن حدوهثا اإعفاء املدين من تنفيذ الزتامه ‪ -‬اذلي يعترب حق خشيص لدلائن – عىل‬
‫أأساس أأهنا قوة قاهرة‪.‬‬

‫‪ -56‬املادة ‪ 14‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫‪ -57‬يقصد ابملصدر املبارش للحق هو السب اذلي يرت القانون عىل حصوهل خلق حق من احلقوق أأو نقهل من خشص لآخر‪.‬‬
‫أأما حترك ا ألرض حول نفسها خالل اليوم يعترب قوام احتساب ساعات تنفيذ الالزتام يف عقد العمل‪.‬‬
‫كذكل دوران ا ألرض حول نفسها يعترب قوام احتساب همةل الإلزام ابدلفع احملددة ب ‪ 95‬يوما (تنفيذ احلمك القضايئ) ‪ ،‬كام أأن دوران ا ألرض‬
‫حول الشمس من شأأنه أأن يدخل يف تقومي عدد الس نني لكتساب أأو سقوط احلقوق ابلتقادم أأو اس تقرار الترصفات الصادرة عن انقص‬
‫ا ألهلية ‪. . .‬‬
‫أأما واقعة امليالد‪ ،‬فريت علهيا القانون أآاثر قانونية معينة كثبوت النس اخلاص ابلطفل لأبيه و أأحقيته يف تركة أأبيه‪ ،‬بامن واقعة الوفاة فيرتت‬
‫علهيا انتقال احلقوق و الالزتامات ابملرياث للورثة‪.‬‬
‫آ‬
‫الوقائع بفعل الإنسان ‪:‬يه أأعامل مادية يأأتهيا الإنسان فريت علهيا القانون أاثر قانونية معينة بغض النظر عن نية من صدرت منه‪ ،‬مبعىن سواء‬
‫قصدت نتاجئها أأم مل تقصد ألن العربة ابلفعل املادي حفس ‪ ،‬ابلتايل فهىي عىل نوعني‪:‬‬
‫النوع الأول‪ :‬أأعامل مادية يأأتهيا الإنسان دون قصد ترتي أآاثر قانونية معينة علهيا مثل الفعل الضار اذلي نصت عليه املادة ‪ 944‬من ق م "‬
‫لك معل أأاي اكن يرتكبه املرء ويسب رضرا للغري يلزم من اكن سببا يف حدوثه التعويض"‪..‬فالفعل الضار اإذن ‪ :‬هو لك فعل يقوم به الإنسان‬
‫ويرتت عليه أأرضار للآخرين فيرتت عليه تعويض املصابني ابلرضر ‪ ,‬وقد تكون مصدر حق ابلنس بة لهؤلء ‪...‬ويشرتط فيه‪:‬‬
‫‪ -‬أأن يكون هناك خطأأ ( الإخالل ابللزتام القانوين) ‪.‬‬
‫ـ أأن يكون هناك رضرا (اإحلاق الرضر ابلغري)‪.‬‬
‫ـ أأن يكون هناك عالقة س ببية بني الرضر و اخلطأأ‪ ,‬أأي أأن تكون هناك عالقة مبارشة بني اخلطأأ اذلي ارتكبه املس ئول‪،‬والرضر اذلي أأصاب‬
‫املرضور أأاي اكن نوعه ومقداره‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬أأعامل مادية يأأتهيا الإنسان و هو يقصد ترتي أآاثر قانونية علهيا‪ ،‬اكحليازة مثال عند قيام الشخص بوضع يده عىل يشء مملوك‬
‫ألحد‪ ،‬فهو يقصد هبذا العمل املادي أأن يرتت عليه أأثر قانوين و هو متلكه لهذا املال (عقار أأو منقول) ‪ ،‬و كذكل الفضاةل كقيام خشص بعمل‬
‫حلساب خشص أآخر بدون سب قانوين كقيام خشص ابإصالح جدار جاره اذلي أآل اإىل السقوط ‪ ...‬ويشرتط يف الفضويل أأن يقوم بعمل‬
‫عاجل حلساب الغري و أأن ل يكون ملزما بل متطوعا ‪. . .‬‬
‫الترصف القانوين‪:‬الترصف القانوين مكصدر للحق و هو توجيه إارادة الشخص اإىل اإحداث أأثر قانوين معني ‪ ,‬فهو اإذن إارادة تتجه لإحداث أأثر‬
‫قانوين معني ‪...‬‬
‫و يعرف كذكل بأأنه اإجتاه ا إلرادة اإىل اإحداث أأثر قانوين معني سواء اكن هذا ا ألثر اإنشاء احلق أأو نقهل أأو تعديهل أأو اإنقضائه‪ ،‬و عىل ذكل فاإن‬
‫ا إلرادة هنا تلع دورا وبريا و جوهراي يف الترصف القانوين عكس الواقعة املادية ‪.‬‬
‫مبعىن أآخر هو اإفصاح ل إالرادة بقصد اإحداث أأثر قانوين ‪ ،‬أأي بقصد اإدخال تعديل عىل تنظمي قانوين قامئ ‪ ،‬فقد يكون من نتيجته اإنشاء مراكز‬
‫قانونية جديدة أأو تعديل أأو اإهناء مراكز قانونية موجودة ‪.‬‬
‫و حىت يعتد القانون هبذا الترصف جي أأن يصدر عن ذي أأهلية (مبعىن غري جمنون و ل معتوه و ل سفيه و ل ذا غفةل ) و صاح إارادة‬
‫سلمية خالية من أأي عي ‪. 58‬‬

‫‪ -58‬عيوب ا إلرادة يه ‪:‬‬


‫‪ -9‬الغلط ‪ :‬يقصد به تصور غري الواقع‪ ،‬و يتحقق نتيجة ومه يقوم يف ذهن املتعاقد يصور هل أأمرأً عيل غري حقيقته‪ ،‬فيربم بناء عىل هذا الغلط‪ ،‬عقدا مل يكن ليربمه لو عمل ابحلقيقة‬
‫(اذا هو أأمر نفيس غري مادي) ‪ ،‬و للغلط درجات الغلط (من حيث التأأثري عىل الارادة)‪:‬‬
‫‪ -‬الغلط املانع ( أأكرث درجات الغلط خطورة) = يعدم ا إلرادة فميتنع معه اإبرام العقد‪.‬‬
‫‪ -‬الغلط املادي (أأيسط درجات الغلط) = غري مؤثر يف ا إلرادة و اجتاهها للتعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬الغلط العائ للرضاء (درجة وسطى من درجات الغلط) = رضاء املتعاقد معه معي (العقد قابل لالبطال ملصلحة الغالط)‪.‬‬
‫‪ -4‬التدليس‪ :‬يقصد به تعمد اإيقاع املتعاقد الآخر يف الغلط عن طريق الغش و اخلداع (ل يعتد به الا اذا ترت عليه غلط) و تمتثل صور التدليس يف ‪ :‬اس تخدام وسائل‬
‫احتيالية مادية ‪ /‬الكذب و الكامتن‬
‫أأما عنارص التدليس يف ‪:‬‬
‫‪ -‬املسكل التدلييس اذلي يوقع العاقد يف الغلط = (العنرص املادي) ‪.‬‬
‫‪ -‬نية التدليس = (العنرص املعنوي)‪.‬‬
‫‪ -‬اتصال التدليس ابملتعاقد ال آخر )ا ألصل‪ :‬أأن تكون احليل التدليس ية صادرة من املتعاقد الآخر ‪ /‬انئبه ‪ /‬اتبعه ‪ /‬من وسطه يف أأبرام العقد)‪.‬‬
‫‪ -‬أأن يكون التدليس هو ادلافع اىل التعاقد‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬جوهر التفرقة بني الوقائع القانونية والترصف القانوين هو أأن الوقائع القانونية قد تتوفر فهيا النية ‪ ،‬لكن القانون يرت الآاثر و ل‬
‫يعتد هبا(النية) ‪ ،‬بيامن الترصف القانوين يقوم الترصف عىل النية أأي تكون يه املنطلق فيعمتد علهيا ويعتد هبا كذكل القانون ‪.‬‬
‫أأنواع الترصف القانوين ‪ :‬تتعدد الترصفات القانونية بتعد موضوعاهتا ومن أأمهها ‪:‬‬
‫العقد و ا إلرادة املنفردة ‪ :‬تنقسم الترصفات القانونية بوجه عام من حيث تكويهنا اإىل نوعني ‪ ،‬أأعامل صادرة عن توافق إارادتني و أأعامل أأخرى‬
‫صادرة عن إارادة منفردة ‪.‬‬
‫فا ألوىل ل تمت اإل بتطابق إارادتني و توافقهام (تطابق ل إالجياب و القبول)‪ ،‬و و تسمى ابلعقود كعقد البيع و عقد الوديعة و عقد العارية و عقد‬
‫الرشكة و عقد القرض و عقد الصلح و عقد الإجيار و عقد املقاوةل و عقد الواكةل و عقد التأأمني و عقد الكفاةل ‪ . . .‬اإخل ‪.‬‬
‫أأما الثانية (الترصف إابرادة منفردة ) فهىي تكل الترصفات اليت تمت إابرادة منفردة مثل الوعد جبائزة و الوقف و الإبراء و التنازل عن احلق‬
‫العيين إابرادة صاحبة بصورة منفردة ‪.‬‬

‫أأثر التدليس‪ :‬يكون العقد قابال لالبطال ملصلحة العاقد املدلس عليه‪ ،‬لكون رضائه معيبا ابلإضافة اإىل أأن التدليس يشلك معال خاطئا تقوم معه املسؤلية التقصريية للمدلس‪ ،‬ميكن‬
‫معه طل التعويض ان اكن هل حمل ابلتايل للمتعاقد املدلس عليه احلق يف طل اإبطال العقد‬
‫‪ -2‬الاوراه ‪ :‬وهو اخلوف و الرهبة اليت تبعث يف نفس العاقد دون وجه حق اثر هتديده بأأذى جس مي‪ ،‬و اليت تدفعه اىل التعاقد عىل حنو ل يرتضيه دون تأأثري هذه الرهبة عليه ‪ ،‬و‬
‫عنارص الاوراه‪:‬‬
‫‪ -‬وسائل الاوراه (العنرص املادي)‪:‬‬
‫* يه وسائل ضغط حس ية ‪ /‬نفس ية دلفع ارادة العاقد اىل التعاقد‪ ،‬رهبة من أآاثرها)‪.‬‬
‫* مؤثرة (العربة ليست بوس يةل الاوراه‪ ،‬بل مبا يتودل مهنا من خوف و رهبة)‪ .‬معيار الرهبة خشيص‪ ،‬حيدده احلاةل الشخصية للعاقد (احلاةل العصبية ‪ /‬اجلسدية‪ ،‬اخللفية العلمية‪ ،‬اخل)‬
‫و الظروف احمليطة (منان منعزل ‪ /‬أآهل ابلناس‪ ،‬اخل)‪.‬‬
‫* بفعل فاعل (جي ان تنس وسائل الاوراه اىل خشص ما)‪.‬‬
‫* يرتت علهيا الهتديد بأأذى جس مي (يس توي أأن يكون اخلطر موهجا اىل العاقد نفسه ‪ /‬سواه ‪ /‬العاقد الآخر‪ ،‬ما دام يودل الرهبة ادلافعة للتعاقد)‪.‬‬
‫‪ -‬الرهبة (العنرص النفيس)‪:‬‬
‫* جي أأن تؤدي وسائل الاوراه اىل استشعار العاقد للخوف و الرهبة بصورة تؤثر يف ارادته و تدفعه اىل التعاقد‪ .‬و معيار الرهبة خشيص (احلاةل الشخصية للعاقد و الظروف‬
‫احمليطة‪ ،‬و يس توي أأن يكون اخلطر حال ‪ /‬مس تقبال)‪.‬‬
‫* جي أأن تكون الرهبة قد بعثت يف نفس العاقد دون و جه حق (يه مسأأةل قانون‪ ،‬أأما تقدير قيام الرهبة حبد ذاهتا من عدمه مفسأأةل واقع)‪.‬‬
‫رشوط المتسك ابلوراه‪:‬‬
‫* الرهبة يه ادلافع للتعاقد‪.‬‬
‫* اتصال الاوراه ابلعاقد الآخر (ا ألصل‪ :‬جي ان يكون الاوراه صادرا من املتعاقد الآخر ‪ /‬انئبه ‪ /‬اتبعه‪ /‬من وسطه يف أأبرام العقد)‪.‬‬
‫أأثر الاوراه ‪ :‬يكون العقد قابال لالبطال ملصلحة العاقد املكره‪ ،‬لكون رضائه معيبا‪ .‬كام ان الاوراه يشلك معال خاطئا تقوم معه املسؤلية التقصريية ملن أأوقع الاوراه‪ ،‬ميكن معه طل‬
‫‪.‬‬ ‫التعويض ان اكن هل حمل ‪ ،‬كام أأن للعاقد حضية الاوراه احلق يف طل ابطال العقد‬
‫‪ -4‬الاس تغالل‪ :‬و هو افادة أأحد العاقدين‪ ،‬عن قصد‪ ،‬من حاةل ضعف دلى العاقد الآخر‪ ،‬حبيث يدفعه اىل ابرام عقد ينطوي‪ ،‬وقت ابرامه‪ ،‬عىل عدم تناس ابهظ بني الزتام‬
‫العاقد حضية الاس تغالل و بني ما يعود عليه من نفع مادي ‪ /‬أأديب (مع مراعاة أأن العقود هتدف اىل الرحب ابلرضورة) و نشري اإىل أأنه ل يوجد معيار لالس تغالل‪ ،‬حيث يرتك للقايض‬
‫حتديد وجود عدم تناس ابهظ و جس مي بني ا ألداءات من عدمه‪.‬‬
‫عنارص الاس تغالل ‪:‬‬
‫‪ -‬العنرص املادي ‪ :‬عدم التناس الباهظ (اجلس مي) بني الزتام العاقد و ما يعود عليه من نفع مادي ‪ /‬أأديب‪.‬‬
‫‪ -‬العنرص النفيس‪:‬‬
‫* ضعف أأحد العاقدين (احلاجة امللجئة ‪ /‬الطيش البني ‪ /‬الهوى اجلامح ‪ /‬السطوة ا ألدبية ‪ /‬الضعف الظاهر‪ :‬حاةل عامة يفهم مهنا ان املرشع الكوييت قد أأورد احلالت السابقة عىل‬
‫سبيل املثال ل احلرص)‪.‬‬
‫* اس تغالل املتعاقد الآخر حلاةل الضعف (نية الاس تغالل)‪.‬‬
‫* الاس تغالل هو ادلافع للتعاقد (نية الاس تغالل) ‪.‬‬
‫أأثر الاس تغالل‪ :‬ميكل القايض سلطات مهنا ‪:‬‬
‫* ابطــال العقـــد‬
‫* انقاص الزتامـات العاقــد حضيــة الاس تغـــالل‬
‫* زيـادة الزتامـات العاقــد الآخــر‬
‫مالحظة ‪ :‬ل يلزتم القايض ابعادة التوازن الاقتصادي للعقد اكمال‪ ،‬بل يرتك مقدار التعديل لتقديره (مراعيا اعتبارات العداةل ‪ /‬ظروف احلال ‪ /‬ادلواعي الانسانية‪ :‬ل س امي يف‬
‫عقود التربع)‪.‬‬
‫ترصفات التربع و ترصفات املعاوضة ‪:‬‬
‫هناك بعض الترصفات القانونية تنشئ الزتامات متبادةل بني املتعاقدين فالبائع مثال مقابل الزتامه بنقل ملكية اليشء املبيع للمشرتي فاإنه ينشئ‬
‫يف ذمة املشرتي كذكل الزتام بدفع مثن اليشء املبيع للبائع و نفس اليشء ابلنس بة لعقد الإجيار و العارية و الوديعة ‪ . . .‬أأي لك متعاقد يأأخذ‬
‫عوض ملا يعطي ‪.‬‬
‫أ‬
‫أأما الترصفات امللزمة جلان واحد ‪ ،‬ففي ترصفات تمت بني طرفني يف شلك عقد‪ ،‬لكن لك ما يف المر أن طرف واحد فقط يلزتم يف مواهجة‬
‫أ‬
‫املتعاقد الثاين اكلهبة و الوصية ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الترصف املنشئ و الترصف الناشف أو املقرر‪:‬تنقسم الترصفات من حيث أثرها يف احلقوق اإىل ترصفات اإنشائية و ترصفات اكشفة أو مقررة‬
‫‪.‬‬
‫أ‬
‫فالترصف املنشئ هو الترصف اذلي ينشئ احلق ابتداء و هو ترصف خيلق حقا جديدا مل يكن موجود أصال كعقد الزواج اذلي ينشئ حقوقا‬
‫زوجية متبادةل بني الزوجني مل تكن موجودة اإل بعد الزواج كترصف قانوين ‪.‬‬
‫أ‬
‫أأما الترصف املنشئ انتقال هو الترصف اذلي ينقل أأو حيول حقا قامئا أأصال من صاحبه الصيل اإىل صاح جديد كعقد البيع اذلي ينقل‬
‫حق ملكية اليشء املبيع من البائع اإىل املشرتي ليصبح ماكل جديد بعدما اكن البائع هو املاكل ‪.‬‬
‫آ‬
‫أأما الترصف الناشف أأو املقرر ‪ ،‬ل يكس الشخص حقا مل يكن هل من قبل ‪ ،‬بل أأن للحق مصدرا أخر س بق هذا الترصف ليبقى دور‬
‫الترصف الناشف هو الكشف عن هذا احلق ل غري ‪ ،‬لكن هذا ل يعين أأن الترصف الناشف ليس هل دور يف تغيري العالقات القانونية‬
‫القامئة و اإل ملا اس تحق وصف ترصف قانوين ابلتايل فهو تعديل لعالقة قانونية قامئة ‪ ،‬مثل الصلح و القسمة ‪.‬‬
‫الترصفات النافعة نفعا حمضا و الضارة رضرا حمضا و ادلائرة بني النفع و الرضر ‪:‬لقد س بقت الإشارة يف س ياق سابق اإىل أأن ترصفات انقص‬
‫ا ألهلية جائزة يف بعضها و غري جائزة يف البعض الآخر و أأساس ذكل هو مدى النفع و الرضر اذلي يصي انقص ا ألهلية من جراهئا‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات النافعة نفعا حمضا ‪ :‬يه ترصفات يرتت علهيا اغتناء الشخص دون مقابل يعطيه ‪ ،‬فيدخل يف ذمته مال دون أأن خيرج منه مقابال‬
‫هل ‪ ،‬مثل قبول الهبة للموهوب هل ‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات الضارة رضرا حمضا ‪:‬يه تكل الترصفات اليت يرتت علهيا افتقار الشخص دون أأن حيص عىل مقابل ذلكل‪ ،‬فيخرج من ذمته‬
‫مال دون أأن يدخل فهيا مقابال هل ‪ ،‬مثل الهبة للواه و الإبراء ابلنس بة لدلائن ‪.‬‬
‫‪ -‬الترصفات ادلائرة بني النفع و الرضر ‪:‬يه ترصفات حتمتل يف أأصلها املكس و اخلسارة أأي تقوم عىل نوع من ا ألخذ و العطاء و ل هيم‬
‫العطاء و ا ألخذ اإن اكن متناس با نوعا ما أأو متفاوت ففي مطلق ا ألحوال يأأخذ الترصف وصف ا ألخذ و العطاء ‪ ،‬مثل البيع و الإجيار‪. ..‬‬
‫أأنواع أأخرى للترصف القانوين ‪:‬‬
‫ـ الترصفات القانونية املضافة اإىل ما بعد الوفاة حيث ل تنفذ اإل بعد وفاة املترصف‪ ,‬فهىي ترصفات مضافة اإىل ما بعد الوفاة اكلوصية‪.‬‬
‫‪ -‬الترصف املنيشء للحق كعقد الزواج و ما ينش ئه من حقوق بني الزوجني و الترصف الناقل للحق كنقل ملكية املبيع يف عقد البيع ‪.‬‬
‫رشوط وأآاثر الترصف القانوين‪ :‬ليك يوجد الترصف القانوين وينتج أآاثر جي أأن تتوفر فيه رشوط موضوعية و أأخرى شلكية‪.‬‬
‫الرشوط املوضوعية ‪ :‬تلع ا إلرادة دورا فعال يف وجود الترصف القانوين ذلا وج أأن يعرب املتعاقد عن إارادته ‪ ،‬وي ٌ ْظهِر نيته يف ترتي ا ألثر‬
‫القانوين املراد ويمت التعبري عن ا إلرادة رصاحة ابلكتابة أأو ابللفظ أأو ابلإشارة وتكون ا إلرادة صادرة عن ذي أأهلية وخالية من أأي عي ويه‬
‫الغلط ــ التدليس ــ الإوراه والاس تغالل ‪.‬‬
‫كام يشرتط أأن يكون حمل الترصف ممكنا أأي موجودا فعال ومعينا اإن اكن حقا عينيا ‪ ,‬و أأن يكون احلق مرشوعا ‪.‬‬
‫ـ الرشوط الشلكية‪ :‬هناك بعض الترصفات ل تكون حصيحة اإل اإذا متت يف شلك معني فرضه املرشع‪ ،‬أأي يشرتط حتريرها ابلشلك اذلي‬
‫أأورده القانون وذكل محلاية املتعاقدين ‪ ...‬وختلف هذا الشلك يؤدي اإىل بطالن الترصف القانوين بطالان مطلقا‪ ...59‬كام يأأمر القانون ابإخضاع‬
‫بعض القوانني اإىل شلك رمسي كتحرير العقود اليت تتضمن نقل ملكية عقار أأو عقود تسري حمالت جتارية أأو مؤسسات صناعية‪.‬‬
‫أآاثر الترصف القانوين ‪:‬‬
‫‪ -‬مىت توفرت الرشوط الشلكية واملوضوعية للمتعاقدين ل جيوز نقض أأو تعديل العقد اإل ابتفاق الطرفني حيث نصت املادة ‪ 973‬ق م عىل‪:‬‬
‫" أأن العقد رشيعة املتعاقدين ‪ ,‬فال جيوز نقضه أأو تعديهل اإل ابتفاق الطرفني أأو للأس باب اليت يقررها القانون" ‪.‬‬

‫‪ -59‬أأنظر املادة ‪ 244‬ق‪.‬م‪.‬ج‬


‫ـ ل ميكن للغري اكتساب حق أأو حتمل الزتام عن عقد مل يربمه‪.‬‬
‫ـ تنتقل أآاثر العقد اإىل اخللف العام اإذا مل مينع ذكل التفاق أأو القانون أأو حتول طبيعة العقد دون ذكل‪.‬‬
‫ـ تنتقل احلقوق اإىل اخللف العام و الالزتامات الشخصية اليت الزتم هبا السلف ل تلزم اخللف اإل اإذا اكنت متصةل ابحلق اذلي انتقل اإليه‬
‫‪،‬وإاذا اكن اخللف خاص جي أأن يكون عاملا هبا ‪.‬‬

You might also like