You are on page 1of 45

‫مختصر شرح الخريدة البهية‬

‫للمام الفقيه العالم الولي الصالح‬


‫أحمد بن محمد بن أحمد الدردير المالكي‬

‫اختصرها وعلق عليها‬


‫السأتاذ الكبير‬
‫سأعيد فودة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫أي أحمدد المشهْودر بالدرديرر‬ ‫يقول راجي رحمةة القديرر‬


‫العالررم الفحررد الغنيي الماجرد‬ ‫الحمد ل العليي الواحرد‬
‫على النبيي المصطفى الكريرم‬ ‫وأفضل الصلةا والتسليرم‬
‫ل رسيةما رفيدقهد في الغارر‬ ‫صححبرره الةحطهْارر‬
‫وآله و ة‬
‫المحد ل ذي اللجلا والكإرام‪ ،‬والصلجةا على رسوله ممحد خي النأام‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الكرام‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫سميتهْا الخريدةا البهْية‬ ‫وهذه عقيدةا سنية‬


‫لكنهْا بزبدةا الفين تفي‬ ‫لطيفة صغيرةا في الحجم‬
‫والنفع منهْا ثم غفر الزلل‬ ‫والة أرجو في قبول العمل‬

‫فهذا متخصر ف العقائد على مذهب المام الشأعري‪ ،‬وهو وإن كإان صغيا ف الجحم‪ ،‬إل إنأه يشتخمحل‬
‫على زبدةا علم التخوحيد)‪.([1]1‬‬

‫هي الوجوب ثم الستحالة‬ ‫أقسام حكم العقل ل محالة‬


‫فافهْم منحت لذةا الفهْام‬ ‫ثم الجواز ثالث القسام‬
‫ف‬‫معرفة ال العلي فاعر ر‬ ‫وواجب شرعا على المكلف‬
‫ي‬
‫مع جائز في حقه تعالى‬ ‫أي يعرف الواجب والمحال‬
‫عليهْم تحية اللره‬ ‫ومثل ذا في حق رحسرل ال‬

‫‪ ([1])1‬ف هذه التخعليقات‪ ،‬سوف نأصب اهتخمحامنا على بيان تفصيل سهل للمحعان الذكإورةا ف التم‪ ،‬مع الشأارةا إل‬
‫كإثي من الدألة النقلية عليها‪ .‬وذلك ف أسلوب سهل وواضح تقريبا على البتخدئي ف هذا العلم الليل‪ ،‬وسددا لاجة‬
‫الناس ف هذا الباب‪ ،‬فإنأه يوجد القليل من كإتخب العقائد على طريقة أهل السنة الت اتبع مؤلفها مثل هذا السبيل‪ .‬ول‬
‫شأك أن هذا أي الهتخمحام ببيان الدألة النقلية مع عدم إهالا الدألة العقلية يكون أكإثر فائدةا للقارئ بتخوفيق ال تعال‪.‬‬
‫ولن نتخم ببيان اللجفات بي العلمحاء والتخدقيقات الت يكن الستخغناء عنها للمحبتخدئي‪ ،‬فإن هذا له ملج خاصا‪.‬‬
‫ارلنِاتفا في ذاته فابتهْرل‬ ‫فالواجب العقلي ما لم يقبرل‬
‫ت ضد الورل‬
‫في ذاته الثبو ة‬ ‫والمستحيل كل ما لم يقبرل‬
‫وللثبوت جائز بل خفا‬ ‫وكل أمر قابل للنِاتفا‬

‫أقسام حكم)‪ ([2]2‬العقل ثالجثاة‪ :‬هي الوجوب والستخحالة والواز‪.‬‬

‫فالوجوب)‪ ([3]3‬عدم قبولا النأتخفاء‪ ،‬والستخحالة)‪ ([4]4‬عدم قبولا الثبوت‪ ،‬والواز)‪ ([5]5‬قبولا الثبوت‬
‫والنأتخفاء‪.‬‬

‫‪ ([2])2‬قالا ف القاموس‪ ":‬المككمم‪ ،‬بالضَم‪ :‬الققضَامء‪ ،‬ج‪ :‬أكحكامم‪ ،‬وقد قحقكقم عليه بالقكمر محككقمحا ومحكوقماة‪ ،‬وـ بقكـيـنقـمهم‬
‫كإذلك‪ .‬والاكإرمم‪ :‬ممنقـفمذ المككرم‪ ،‬كإالققكرم مدرقكإاة‪ ،‬ج‪ :‬محدكامم… والرككقمحمة‪ ،‬بالكسر‪ :‬القعكدملا‪ ،‬والعركلمم‪ ،‬والركلمم‪ ،‬والننبمـدومةا‪،‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والمقكرآمن‪ ،‬والكنيمل‪ .‬وأكحقكقمحمه‪ :‬أتكـققنه فاكستخقكحقكقم‪ ،‬وقمقنعه عن القفسادأ‪ ،‬كإقحقكقمحه قحككقمحاا‪ ،‬وـ عن الكمرر‪ :‬قرقجقعه فققحقكقم‪ ،‬ومقنعهم‬
‫س‪ :‬قجقعقل لرلجحارمره قحقكقمحاة‪ ،‬كإقحقكقمحمه‪ .‬والققكقمحمة‪ ،‬مدركإاة‪ :‬ما أحاقط ربقنققكي القفررس من‬ ‫د‬
‫ما يمريمد‪ ،‬كإقحقكقمحه وقحكقمحمه‪ ،‬وـ القفقر ق‬
‫رلارمه وفيها الرعذارارن‪ ".‬ويستخفادأ من هذا أن الصل اللغوي للحكم هو النع والحكام‪ ،‬والربط‪ ،‬ومنه سي الاكإم‬
‫حاكإمحا‪ .‬فلج يكون ذلك كإذلك إل بنسبة أمر إل أمر أو نأفيه عنه‪ ،‬فإذا حكمحت فإنأك تنسب إل الكوم عليه أمرا‪،‬‬
‫أو تنفيه عنه‪.‬‬

‫والحكام فعل صادأر عن الحركرم‪ ،‬أو الكيم أو الاكإم‪ .‬وقد استخقرأ علمحاء السلجم مصادأر الكم مطلقا‪ ،‬فوجدوها‬
‫م‬
‫ثالجثاة‪ ،‬الولا هو العقل؛ فلج شأك أن النأسان بعقله يستخطيع أن يكم أمرا وينعه من غيه أو ينع غيه منه‪ ،‬وهذا ثاابت‬
‫ولو على القل ف بعض المور‪ ،‬كإقولنا إن البعض أقل من الكل‪ ،‬وإن الادأث ل بد أن يكون متخاجا‪ ،‬وإن كإل‬
‫ب فلج بدد أن يكون له سبب‪ .‬وهكذا‪ .‬والثان‪ :‬العادأةا البشرية‪ ،‬والكونأية‪ ،‬فعادأةا النأسان تكم النأسان ف بعض‬ ‫مسبد ب‬
‫ق‬
‫المور‪ ،‬وقد تكون هذه العادأةا حسنة بيزان الشرع وقد تكون قبيحة‪ ،‬ولذا فقد ييء الشرع مؤيدا لا وقد ييء ذادم ا‬
‫لا‪ .‬وأما العادأةا الكونأية فالقصودأ منها هو وقوع الخملوقات على هذا النظام‪ ،‬فإن العقل لو نأظر ف الوجودأات لا منع‬
‫أنا كإان يكن أن توجد على هيئة ونأظام غي هذا الوجودأ‪ ،‬ولكنه يعلم أن ال تعال هو الذي اختخار هذا النظام‬
‫بكمحتخه‪ .‬والثالث هو الشرع‪ :‬والشرع هو ممحوعة الوامر والنواهي والقيودأ والضَوابط الت أنأـزلا ال تعال على بعض‬
‫خلقه صلوات ال تعال عليهم‪ ،‬وأمرهم أن يبلغوها إل بقية البشر‪.‬‬

‫ولحظ أن الحكام الأمخوذةا من الشرع لا ميزات عن الحكام الأمخوذةا من العادأةا وعن الحكام الأمخوذةا من العقل‪،‬‬
‫وهذه اليزات ل توجب الختخلجف مع الحكام العقلية‪ ،‬بل إن ذلك يتخنع ويستخحيل‪ ،‬فإن ما يدركإه النأسان بعقله ل‬
‫يكن أن يأمت الشرع بضَده ونأقيضَه أو بنفيه‪ ،‬وأما الحكام الأمخوذةا من العادأةا النأسانأية فهذه ل ريب أن الشرع قد‬
‫يأمت بلجفها‪ ،‬وقد يبطل بعضَها ويبقي على بعضَها‪ .‬وأما الحكام الأمخوذةا من العادأةا الكونأية فلج تعارض بينها وبي‬
‫الحكام الشرعية مطلقا شأأمنا ف ذلك شأأمن الحكام العقلية‪ ،‬مع اختخلجف يسي‪.‬‬
‫والواجب العقلي هو المر الثابت الذي ل يقبل النأتخفاء ف ذاته)‪.([6]6‬‬

‫والستخحيل العقلي هو المر الذي ل يقبل الثبوت ف ذاته)‪.([7]7‬‬

‫والائز العقلي هو المر الذي يقبل الثبوت والنأتخفاء ف ذاته)‪.([8]8‬‬

‫ب يب وجوبا ورجبقاة‪ ،‬والصل ف معناه لغةا هو الثبات واللزوم‪ .‬قالا ف‬ ‫‪ ([3])3‬الوجوب هو مصدر من وقج ق‬
‫ر‬
‫ت‬
‫ب وجوبا‪ ،‬وأوجبه ال واستخوجبه أي استخحقه‪ ،‬ووجب البيع يب جبقاة‪ ،‬وأوجب م‬ ‫ب الشيءم أي لقرزقم‪ ،‬جي م‬
‫الصحاح‪":‬وقج ق‬
‫ت‪".‬اهـ‪ .‬وهذه العان اللغوية كإمحا‬ ‫ب"اهـ وقالا الفيومي ف الصباح‪":‬وجب البيع والنق يب وجوبا‪:‬لقرزقم‪ ،‬وثاـقبق ق‬ ‫البيقع فقـقوقج ق‬
‫ترى موافقة للجصطلجح الذي مشى عليه علمحاء أصولا الدين من أن الواجب هو الثابت الذي ل يتخغي من حيث هو‬
‫واجب‪ ،‬واللجزم هيئة معينة ل يتخحولا عنها‪ ،‬فلج تنتخفي عنه ول ينتخفي عنها‪ ،‬كإمحا ستخعرفه قريبا‪.‬‬

‫صقربدأ وقجبقبل‪ ".‬اهـ‬ ‫ر ب‬ ‫ر‬ ‫‪ ([4])4‬قالا ف القاموس‪ ":‬وكإنل ما قحقجحقز بي قشأكيئقـ ك ر‬


‫ي‪ ،‬فقد حاقلا بينهمحا‪ ،‬واسمم الاجرز‪ :‬كإكتخاب و م‬
‫ومن هنا أمرخقذ مصطلح الستخحالة بعن المتخناع‪ ،‬والائل هو الانأع بي الشيئي‪ ،‬فلهذا اصطلح العلمحاء على تسمحية‬
‫المر الذي ل يكن أن يوجد ف الارج من الذهن‪ ،‬أي ف العال الارجي بالستخحيل‪ .‬أي الذي يتخنع وجودأه‪ .‬هذا عن‬
‫الصل اللغوي وأما معناه الصطلجحي فواضح أعلجه‪.‬‬

‫‪ ([5])5‬قالا ف القاموس‪ ":‬جاقز الكورضقع قجكوزا ومجؤوزا وجوازا وققمازا وجاقز به وجاقوقزهم رجوازاا‪ :‬ساقر فيه‪ ،‬وقخلدقفمه‪ ،‬وأجاقز‬
‫ق‬ ‫ر‬
‫ب الطريرق‪ ،‬ومرميمزمه‪ ،‬والذي مري ن‬
‫ب الندقجحاءق…وقجدوقز لم إبرلقمهكم قكترويزاا‪ :‬قاقدأها لم بعيا‬ ‫ك‪ ،‬ومكم م‬
‫تخا‬ ‫غقيهم وجاقوقزمه‪ .‬والكجحتخامز‪ :‬السال م‬
‫م‬
‫بعيا حت متوقز‪ ،‬وقجوائرمز الفشكع ر والكمقثارلا‪ :‬ما جاقز من بقـلقبد إل بقـلقبد… وجاقز الكورضقع‪ :‬قخلدقفهم… وـ ف كإلجرمره‪ :‬تققكلدقم‬
‫ق‬
‫ف القيقرة … والجحاقزمةا‪ :‬الطريقةم ف الدسبققخمرة…‬ ‫بالجحارز‪ .‬والجحامز‪ :‬الطريمق إذا قمرطقع من أحد جارنأبقـكيره إل القخرر‪ ،‬ورخلج م‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫والكامن الكثيم القكورز"‪.‬اهـ‪ ،‬فأمنأت ترى أن جيع هذه العان اللغوية لكلمحة جاز ومشتخقاتا‪ ،‬تدلا على تولا من حالا إل‬
‫حالا‪ ،‬وعدم الثبوت على مقام‪ ،‬وعلى النأتخقالا‪ .‬ومن هنا سى العلمحاءم المر الذي يكن وجودأه كإمحا يكن عدمه‬
‫بالائز‪ ،‬بعن الذي يوز فيه وعليه التخحولا من حالا إل حالا‪.‬‬

‫‪ ([6])6‬لا كإانأت مصادأر الكم تتخعددأ كإمحا أشأرنأا سابقا‪ ،‬كإان معن الكم عند كإل مصدر متخلفا عن الخر من‬
‫بعض الهات‪ .‬فالكم بالوجوب مثلج‪ ،‬قد يكون من جهة الشرع وقد يكون من جهة العقل‪ ،‬وقد يكون من جهة‬
‫العادأةا‪ .‬فالواجب الشرعي معناه "ما أمرمقر به أمرا جازما‪ ،‬بيث يتتب العقاب على تركإة‪ ،‬والثواب على فعله"‪ ،‬والواجب‬
‫بذا العن ل يكن استخمحدادأه إل من الشرع النـزلا من عند ال تعال‪ .‬وأما الواجب عادأةا‪ ،‬فكمحثل هبوط السم من‬
‫أعلى إل أسفل‪ ،‬أو دأوران الكرةا الرضية حولا الشمحس من جهة الغرب إل جهة الشرق‪ ،‬فهذا واجب عادأةا‪ ،‬وليس‬
‫بواجب عقلي‪ ،‬ول بواجب شأرعي‪ .‬فأمما أنأه ليس بواجب شأرعي‪ ،‬فلنأه ل يقع التخكليف به بالعن العروف للتخكليف‪،‬‬
‫وأما أنأه ليس بواجب عقلي فلنأه يكن أن يصل خلجفه‪ ،‬أي إنأه ل يوجد مانأع ف حكم العقل من أن تدور الكرةا‬
‫الرضية من الشرق إل الغرب بعكس ما هو حاصل الن‪ .‬ولو كإان دأورانا الاصل الن واجبا عقلج لا أمكن تعقل‬
‫وقد أوجب الشرع على الكلف أن يعرف ال تعال بالنـزلة‪ ،‬أي أن يعرف الواجب ف حقه تعال‬
‫والستخحيل ف حقه تعال‪ ،‬والائز ف حقه تعال)‪.([9]9‬‬

‫وكإذلك أوجب الشرع على الكلف أن يعرف الرسل بالنـزلة وبعضَهم بالعي)‪ .([10]10‬وكإذا أن يعرف أمورا‬
‫معينة من الدين هي المور الضَرورية)‪.([11]11‬‬

‫خلجفه‪ .‬والدليل على ذلك من القرآن قوله تعال ف سورةا البقرةا)أل تر إل الذي حاج إبراهيم ف ربه أن آتاه ال اللك‬
‫إذ قالا إبراهيم رب الذي ييي وييت قالا أنأا أحيي وأميت قالا إبراهيم فإن ال يأتي بالشمس من المشرق فأت بهْا‬
‫من المغرب فبهت الذي كإفر وال ل يهدي القوم الظالي]‪([258‬فتخأممل رحك ال تعال‪ ،‬كإيف جادألا سيدنأا‬
‫إبراهيم عليه السلجم‪ ،‬النمحروذ فتخحداه بأمن يأمت بالشمحس من الغرب‪ ،‬ولو كإان التيان بالشمحس من الغرب مستخحيلج‬
‫عقلج‪ ،‬لا جاز له هذا التخحدي‪ ،‬لواز أن يقابله النمحروذ بنفس هذه الجحة‪ ،‬ويقولا له فادأع ربك أن يأمت با من‬
‫الغرب‪ .‬ولكن لا كإان ذلك جائزا عقلج‪ ،‬قامت الجحة على النمحروذ‪ ،‬وبت أي مأفرحقم أشأدد الفحام‪ ،‬وذلك لنأه يعلم‬
‫أن من صفات الله أن يكون قادأرا على كإل مكن‪ ،‬ولا بي له إبراهيم عليه السلجم أن هذا مكن ولكنه ل يكنه‬
‫ب‪.‬‬
‫فعله‪ ،‬إذن يتخبي أن النمحروذ ليس بإله ول بر ب‬

‫ففي هذا الل نأذكإر شأروحا لتخعريفات الواجب العقلي والستخحيل والمحكن‪ .‬ول نتخم هنا بذكإر الواجب الشرعي‪ ،‬لنأنا‬
‫ف مقام الستخدللا على أصولا الشرائع‪ ،‬أي إنأنا ف مقام الستخدللا على من أنأـزلا الشريعة‪ ،‬فلهذا يب أن نأعتخمحد على‬
‫أمر ثاابت ف نأفسه قبل نأـزولا الشرائع‪ ،‬ول يوجد إل العقل‪ ،‬فأمما العادأةا فيجحوز تغيها بلجف العقل‪ .‬فلج نأعتخمحد عليها‬
‫هنا‪ ،‬بل سوف نأعتخمحد عليها ف مقام الستخدللا على صدق النأبياء‪ ،‬لن تغيها هناك هو عينه الدليل على صدقهم‪.‬‬

‫فالواجب هو المر الذي ل يكن أن يصدق العقل بواز انأقلجبه أو فرض عدم كإونأه على هيئتخه الفروضة‪ .‬فلذلك‬
‫كإان تعريف الواجب العقلي هو المر الذي ل يقبل النأتخفاء ف ذاته‪ ،‬ومقالا هذا كإون الواحد أقل من الثاني‪ ،‬فهذا‬
‫ث‪ ،‬فهذا أمر واجب التخصديق به‪ ،‬ول يكن‬ ‫ث ل بد له من مكمرد ب‬
‫ل يكن انأقلجبه أو فرض عدمه‪ .‬وكإذلك كإون القد ر‬
‫للعقل أن يفرض خلجفه‪ .‬فكل أمر ل يقبل ف ذاته النأتخفاء فهو واجب‪ .‬ومن الواجبات العقلية كإون الزء أقل من‬
‫ث‪ .‬فهذه بديهيات‪ ،‬أي يدركإها العقل لولا‬ ‫الكل‪ ،‬وكإون العلولا متخاجا إل علتخه‪ ،‬وكإون الادأث ل بد له من مرد ب‬
‫نأظره‪ ،‬ول يتخاج ف التخصديق با إل أدألة‪ .‬ومنها مثلج كإون العال حادأثاا‪ ،‬وكإون ال تعال موجودأا‪ ،‬فهذه واجبات‬
‫ولكنها ليست بديهية بل نأظرية‪ ،‬بعن إنا تتخاج إل نأظر لكي يتخوصل العقل إل التخصديق با‪ .‬والدليل على ذلك أن‬
‫النأسان لو مخلفقي ونأفقسه واستخعرض هذه القضَايا‪ ،‬فإنأه ل يبادأر بالتخصديق با‪ ،‬ول يبادأر بالتخكذيب با أيضَا‪ ،‬بل‬
‫يتخوقف إل حي حصوله على الدليل الناف أو الثبت‪ ،‬فهذا هو معن كإونا نأظرية‪.‬‬

‫‪ ([7])7‬نأفس ما قلنا عن الكم ف الواجب نأقوله هنا عن الستخحيل‪ ،‬بفارق أن الستخحيل ل يقبل النأتخفاء ف نأفسه‪،‬‬
‫بعكس الواجب‪ .‬ومن الستخحيل كإون الواحد أكإثر من الثاني‪ ،‬وكإون الادأث غي متخاج إل مدث‪ ،‬أي إنأه يدث‬
‫بنفسه‪ ،‬وهذه القضَايا بديهية‪ ،‬مع اللجف اليسي الاصل ف الثانأية‪ .‬ومنها وجودأ إل ثاابن غي ال تعال‪ ،‬وكإون العال‬
‫أي ما سوى ال العليي العارلما‬ ‫ثم اعلمحن بأين هذا العالما‬
‫لنِاه قاةم بره التغيدر‬ ‫ث دمحفتةرقدر‬ ‫من غير ش ك‬
‫ك حاد ث‬
‫وضدده هو المسيمى بالرقةدحم‬ ‫حدودثه وجودده بعد العدحم‬

‫قديا‪ ،‬وكإون الثواب والعقاب واجبا على ال تعال‪ ،‬فكل هذه المور مستخحيلة أي ل يقبل العقل التخصديق با بعد‬
‫النظر والتخفكي‪.‬‬

‫‪ ([8])8‬والائز ويسمحى المحكن أيضَا‪ ،‬واضح العن‪ ،‬ومن أمثلتخه‪ ،‬حركإة الكأمس وحركإة اليد النأسانأية إل جهة من‬
‫الهات‪ ،‬فاليد بالنظر لذاتا ل يب عليها أن تتخحرك إل أي جهة من الهات‪ ،‬وبالنظر‪ ،‬إل إرادأةا النأسان فإنا‬
‫ت‬‫تتخحرك ف جهة معينة‪ ،‬فإذن حركإة اليد جائزةا ل واجبة‪ .‬وف القيقة فكل ما هو ف العال اليط بك‪ ،‬فإنأك لو فكر ق‬
‫به فإنأك تده جائزا ف أصله‪ ،‬ويكن أن تطلق عليه واجبا للظروف اليطة به‪ ،‬أي للحوالا الت تقيده‪ ،‬وهذا الوجوب‬
‫هو ما نأسمحيه بالوجوب العادأي‪ ،‬ففي القيقة كإل ما هو من العال‪ ،‬سواءا كإان مكنا عادأةا أو واجبا عادأةا‪ ،‬فهو جيعه‬
‫مكن عقلي‪ .‬فمحن الواجبات العادأية حركإة الرض كإمحا مثلنا فقد وجدنأا نن أنا مكنة ف نأفسها‪ .‬وكإذلك سكون‬
‫البالا فإنأنا ل نأـرها تتخحرك‪ ،‬ولكنها يكن أن تتخحرك بنحو زلزلة‪ ،‬فهي ف نأفسها مكنة إذن وجائزةا‪.‬‬

‫‪ ([9])9‬إن بعض المور واجبة ل تعال‪ ،‬ومعن ذلك إنأنا يب علينا أن نأعلم إنا لزمة وثاابتخة ف حق ال تعال‪،‬‬
‫مثالا ذلك كإونأه تعال قادأرا‪ ،‬فهذا المر لزم وثاابت ف حقه تعال‪ ،‬ول يكن أن نأصدق بوجودأ إله غي قادأر‪ ،‬وكإذلك‬
‫وجودأه تعال‪ ،‬وكإذلك علمحه تعال بكل المور‪ .‬فلج إشأكالا بالنسبة إل وجوب شأيء ف حقه تعال‪.‬‬

‫ولكن قد يستخغرب بعض الناس هنا‪ ،‬حي نأقولا إن بعض المور مستخحيلة على ال تعال‪ ،‬فهم يظنون بأموهامهم‬
‫الفاسدةا أن هذا يستخلزم النقص ف قدرته تعال‪ ،‬إذ كإيف يكون شأيء ل يصح إثاباته ل تعال‪ .‬ولكن هذا الوهم‬
‫سرعان ما يتخهاوى حي يفكر النأسان ف بعض المور‪ ،‬ونن سوف نأقرب عليك الوصولا إل هذا الطلب كإمحا يلي‪:‬‬
‫إنأك إذا اعتخقدت أن العلم واجب ل تعال‪ ،‬فيجحب أن تعتخقد أن الهل مستخحيل عليه تعال‪ .‬وكإذلك بالنسبة للقدرةا‬
‫الواجبة‪ ،‬فالعجحز مستخحيل‪ .‬ول يتخوهدن أحد أن العجحز مثلج مستخحيل لتصاف ال تعال بالقدرةا‪ ،‬أي فلو كإان ال‬
‫تعال غي قادأر‪ ،‬فإن العجحز ف هذه الالة غي مستخحيل‪ ،‬بل النق أن العجحز مستخحيل ولو من دأون لفت النظر إل‬
‫كإونأه تعال متخصفا بالقدر‪ ،‬وكإذلك يقالا ف غيها من الصفات‪ .‬فكيف إذا علمحت أن ال تعال متخصف بالقدرةا‪ ،‬فهل‬
‫يكن مع ذلك أن تتخوهم أنأه يتخصف بالعجحز‪ .‬فهمحا ف القيقة دأليلجن على ما نأقولا‪ .‬وسوف يأمت بيان ذلك‪ ،‬عند‬
‫الستخدللا على صفاته تعال‪ .‬وقد دأدلا الشرعم أيضَا على ما نأقولا هنا‪ ،‬فقد قالا ال تعال ف كإتخابه العزيز‪ ،‬ف سورةا‬
‫البقرةا )ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم(]‪ ،[255‬فمحعن الية هنا أن ال تعال ل يوز عليه النوم‬
‫ول يوز عليه التخعب‪ .‬وهذا هو معن أنمحا مستخحيلجن ومتخنعان عليه‪.‬‬
‫وفيمحا يلي بيان وتفصيل ما أجل هنا ما أوجبه الشرع ف حق الكلفي‪.‬‬

‫فاعلم أن العاقلق وهو ما سوى ال تعال من الوجودأات‪ ،‬حادأث مفتخقر إل مدث‪ .‬والدوث هو الوجودأ‬
‫بعد العدم)‪.([12]12‬‬
‫)‪([14]14‬‬
‫ودأليل الدوث هو التخغي)‪ .([13]13‬والتخغي ف العال مشاهد أو مستخدلا عليه‬

‫ومن هذا العن ما رواه المام مسلم عن أب موسى قالا قام فينا رسولا ال صلى ال عليه وسلم بأمربع إن ال ل ينام‬
‫ول ينبغي له أن ينام يرفع القسط ويفضَه ويرفع إليه عمحل النهار بالليل وعمحل الليل بالنهار‪.‬وقد روى هذا الديث‬
‫أيضَا ابن ماجه وأحد والطيالسي وغيهم كإلهم عن أب موسى‪.‬‬

‫فتخأممل كإيف يقولا النب عليه السلجم ف حق ال تعال‪":‬ل ينبغي له" فهذه الكلمحة معناها يتخنع ف حقه‪ ،‬أي يستخحيل‬
‫عليه‪ ،‬لتخعلم أن ال تعال يستخحيل عليه بعض المور‪ ،‬وما يستخحيل عليه تعال إنا هو نأقص يتخنـزه ال تعال عنه‪.‬‬

‫وتأممل بعد ذلك قوله تعال ف سورةا مري آية ‪)92‬وما ينبغي للرحن أن يتخخمذ ولدا(‪ .‬لتخعلم أن اتاذ الولد ف حقه‬
‫تعال‪ ،‬نأقص ل يليق به عز وجل‪ .‬وكإل النقائص فإنأه يتخنـزه عنها‪ .‬ومعن هذه الية أن الله من حيث ما هو إله‪ ،‬فلج‬
‫يوز عليه أن يكون له ولد‪ .‬فتخنـزيه ال تعال عن الولد معناه تنـزيهه عن النقص‪ ،‬فتخعجحب بعد ذلك من ادأعى أن ال لو‬
‫شأاء أن يتخخمذ ولدا لفعل‪ ،‬وأن هذا ل يستخحيل عليه تعال‪.‬‬

‫وبذا يكون قد اتضَح أنأه يستخحيل على ال تعال بعض المور‪ ،‬وهي النقائص‪ .‬كإمحا يب له تعال الكمحالت الضَة‬
‫اللجئقة به‪ ،‬ول يوز التخوهم أن كإل كإمحالا فهو ثاابت ل‪ ،‬بل كإل كإمحالا مض فهو ثاابت له تعال‪ .‬وليس كإل كإمحالا‬
‫فهو كإمحالا مض‪.‬‬

‫وأما الائزات ف حقه تعال فسوف تعرفها ف ملها‪.‬‬

‫القصودأ بالعرفة بالنـزلة أي أن يعرف الصفات الواجبة للرسل مطلقا‪ ،‬سواءا عرف أساءهم‬ ‫‪([10])10‬‬
‫ومواضعهم أم ل‪ ،‬وأما العرفة بالعي‪ ،‬فبالضافة إل الصفات يب أن يعرف العيان‪ .‬وسبب التخفريق بي العرفتخي هو‬
‫أن كإثيا من الرسل ل نأعرفهم بالعي‪ ،‬ولكن علمحنا من خب الصادأق أنأه يوجد رسل كإثيون‪ ،‬فوجب علينا أن ل نأنسب‬
‫إليهم إل ما يليق بقامهم الكبي‪ .‬قالا ال تعال ف سورةا النساء)ورسلج قد قصصناهم عليك من قبل ورسلج ل‬
‫نأقصصهم عليك وكإلم ال موسى تكليمحا )‪((164‬‬

‫الواجب أن يعرف أمورا معينة من الدين ل أن يعرف الكلف الدين كإله‪ ،‬وذلك لن الدين متخي‪،‬‬ ‫‪([11])11‬‬
‫وقد روى المام أحد ف مسنده عن موسى بن أنأس عن أبيه قالا ل يبلغ رسولا ال صلى ال عليه وسلم من الشيب‬
‫ما يضَب ولكن أبا بكر كإان يضَب بالناء والكتخم حت يقنأم شأعره قالا عبد ال وجدت ف كإتخاب أب بط يده ثانا‬
‫وهو قائم بالعراض )‪ ،([15]15‬فالعراض حادأثاة‪ ،‬لن التخغي دأليل الدوث)‪.([16]16‬‬

‫ث إن العراض ل تنفك عن العيان)‪ ،([17]17‬ودأليل هذا الشاهدةا‪ ،‬وما ل ينفك عن الادأث فهو‬
‫حادأث)‪ .([18]18‬فالعيان حادأثاة‪.‬‬

‫ي)‪.([19]19‬‬
‫ض أو قع ك م‬
‫ث لنأه إما قعقر م‬
‫إذن العال كإله حادأ م‬

‫زيد بن الباب قالا أخبن عمحرو بن حزةا ثانا خلف أبو الربيع إمام مسجحد سعيد بن أب عروبة ثانا أنأس بن مالك قالا‬
‫قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق‪.‬‬

‫وروى المام البخماري ف نأفس العن عن أب هريرةا عن النب صلى ال عليه وسلم قالا إن الدين يسر ولن يشاد الدين‬
‫أحد إل غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستخعينوا بالغدوةا والروحة وشأيء من الدلة‪ .‬وقد رواه أيضَا النسائي ف السنن‬
‫الكبى وف التخب وابن حبان جيعهم عن أب هريرةا‪ ،‬ومعناه كإمحا ترى واحد‪.‬‬

‫والعن الفهوم من هذا الديث يوافق ما وردأ ف القرآن من أنأه يوجد العارلمحون ويوجد غي العلمحاء‪ ،‬كإقوله تعال ف‬
‫سورةا النأعام )قل ل أقولا لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب ول أقولا لكم إن ملك إن أتبع إل ما يوحى إل قل‬
‫هل يستوي العمى والبصير أفلج تتخفكرون( ]‪ .[50‬وقوله تعال ف سورةا النزقمر )أم من هو قانأت آنأاء الليل ساجدا‬
‫وقائمحا يذر الخرةا ويرجو رحة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتخذكإر أولو اللباب( ]‪.[9‬‬
‫والدألة على ذلك كإثيةا‪ .‬فلذلك فإنأه يب على بعض الناس العلم التخفصيلي ويب على الخرين العلم الجال‪ ،‬لنأه‬
‫ليس جيع الناس يطيقون العلم التخفصيلي‪.‬‬

‫الدوث معناه هو الوجودأ بعد العدم‪ ،‬وكإل ما سوى ال تعال من الوجودأات كإان ف الصل‬ ‫‪([12])12‬‬
‫معدوما‪ ،‬ث أوجده ال تعال بإرادأته على قحس ر‬
‫ب علمحه الزل‪ .‬والدليل على هذا من القرآن قوله تعال ف سورةا الرعد)]‬ ‫ق‬
‫‪} [16‬قل من رب السمحاوات والرض قل ال قل أفاتذت من دأونأه أولياء ل يلكون لنأفسهم نأفعا ول ضرا قل هل‬
‫يستخوي العمحى والبصي أم هل تستخوي الظلمحات والنور أم جعلوا ل شأركإاء خلقوا كإخملقه فتخشابه اللق عليهم قل ال‬
‫خالق كل شيء وهو الواحد القهار(]‪.[43‬فكل شأيء فال تعال هو خالقه‪ .‬واللق هو اليادأ بعد العدم‪.‬‬

‫ومن الدألة على ذلك أيضَا ما رواه المام البخماري عن عمحران بن حصي رضي ال تعال عنهمحا قالا دأخلت على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وعقلت نأاقت بالباب فأمتاه نأاس من بن تيم فقالا اقبلوا البشرى يا بن تيم قالوا قد بشرتنا فأمعطنا‬
‫مرتي ث دأخل عليه نأاس من أهل اليمحن فقالا اقبلوا البشرى يا أهل اليمحن إذ ل يقبلها بنو تيم قالوا قد قبلنا يا رسولا‬
‫ال قالوا جئناك نأسأملك عن هذا المر قال كان ال ولم يكن شيء غيره وكإان عرشأه على الاء وكإتخب ف الذكإر كإل‬
‫شأيء وخلق السمحاوات والرض فنادأى منادأ ذهبت نأاقتخك يا بن الصي فانأطلقت فإذا هي يقطع دأونا السراب فوال‬
‫لودأدأت أن كإنت تركإتخها‪.‬‬
‫والادأث مفتخقر إل مدث ضرورةا)‪.([20]20‬‬

‫ويستخحيل أن يكون العال ل مقدثاا ول قديا‪ .‬وهو ليس بقدي)‪.([21]21‬‬

‫من واجبات الواحد المعبود‬ ‫فاعلم بأن الوصف بالوجود‬

‫وكإذلك هو ف السنن الكبى للبيهقي‪.‬‬

‫وف رواية أخرى ف البخماري‪ ":‬قالا كإان ال ول يكن شأيء قبله"‪ .‬وكإذلك هي ف صحيح ابن حبان‪ .‬وف العجحم‬
‫الكبي‪ ":‬فقالا كإان ال ول يكن غيه"‪.‬‬

‫فقولا الرسولا عليه الصلجةا والسلجم كإان ال ول يكن شأيء غيه‪ ،‬يدلا دأللة أكإيدةا على أن كإل ما سوى ال تعال‬
‫حادأث‪ ،‬ل يكن ث كإان‪ ،‬أي مورجقد بعد العدم‪.‬‬

‫وقد اعتخمحد بعض السمحة على فهمحه السيء وقالا‪ ،‬لو ل لكن العرش موجودأا دأائمحا‪ ،‬لا جاز أن يقولا الرسولا وكإان‬
‫عرشأه على الاء‪ .‬والواب‪ :‬إن هذا القولا يدلا على غباء قائله‪ ،‬فإن النب عليه الصلجةا والسلجم‪ ،‬لا قالا ف بداية‬
‫الديث‪ ،‬كإان ال ول يكن شأيء غيه‪ ،‬دأدلا ذلك على أن ال تعال كإان وحقده‪ ،‬وهو معن ول يكن شأيء غيه‪ ،‬فلمحا‬
‫قالا وكإان عرشأه على الاء‪ ،‬لزم أن نأفهم أن وجودأ عرشأه كإان بعد كإون ال تعال وحده‪ ،‬لن كإون ال تعال أزل‪ ،‬ل‬
‫بداية له‪ ،‬وكإون العرش حادأث له بداية‪ .‬ولو قلنا إن النب عليه السلجم أرادأ بذلك أن ال ل يزلا وعرشأه معه‪ ،‬للزم من‬
‫ذلك إبطالا العن الستخفادأ من العبارةا الولا وهي كإان ال ول يكن شأيء غيه‪ ،‬لن هذا الزعم يعارضها‪ ،‬كإمحا هو‬
‫واضح‪ .‬فددلا ذلك كإله على ما قلناه‪ ،‬أي عل وجودأ بداية لكل أمر سوى ال تعال‪ ،‬وأن ال تعال كإان ف الزلا‬
‫وحده ث أوجد العال‪.‬‬

‫ومن الدألة على ذلك أن كإلمحة "كإان" ف قوله عليه السلجم "كإان ال"‪ ،‬هي تامة‪ ،‬وكإان التخامة ل تتخعلق بزمان‪ ،‬فوجودأ‬
‫ال تعال وكإونأه ليس زمانأيا‪ ،‬ومن هنا فإنأنا نأقولا إن ال تعال ليس ف زمان‪ .‬وأما كإلمحة "كإان" ف قوله عليه الصلجةا‬
‫والسلجم"وكإان عرشأه على الاء"فمحن الواضح أن كإان هنا هي الناقصة‪ ،‬وهي الت تفيد التخحولا والنأقلجب من حالا إل‬
‫حالا‪ ،‬وهذا يفهم منه أن العرش ل يكن ث كإان‪ .‬فوجودأ العرش وجودأ زمان فالعرش ف زمان وال تعال ليس ف زمان‪.‬‬
‫وما دأام العرش ف زمان فهو حادأث‪ ،‬لن الزمان كإله حادأث‪ ،‬بدليل نأفس هذا الديث العظيم‪ ،‬فالزمان ابتخدأ وجودأه‬
‫بوجودأ العرش‪ ،‬ووجودأ العرش مبتخدأ بعد وجودأ ال الذي ل بداية له‪ ،‬فددلا ذلك على أن الزمان كإله حادأث‪ .‬وهذه‬
‫فوائد ل تدها ف كإتخاب آخر بفضَل ال تعال‪.‬‬

‫ويدلا على صحة ما قلناه ما وردأ من الروايات الخرى لذا الديث‪ ،‬ونأوردأها لك هنا لكي تزدأادأ اطمحئنانأا‪.‬‬
‫يهْدي إلى مؤثر فاعتبرر‬ ‫إذا ظاهر بأن كل أثرر‬
‫ثم تليهْا خمسة سلبية‬ ‫وذي تسمى صفة نِافسية‬
‫س نِارحل ة‬
‫ت التدبةقى‬ ‫قيادمه بالنيبحف ر‬ ‫وهي الرقةدحم بالذات فاعلم والبةبةقا‬
‫في الذات أو صفاته العليحة‬ ‫ف للغير وحدانِاية‬‫مخال ث‬
‫للوارحرد الةقيهْار جيل وةعل‬ ‫والفعرل‪ ِ،‬فالتأثيدر ليس إل‬

‫وهذا الديث عند المام أحد ف مسنده عن عمحران بن حصي قالا قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم اقبلوا البشرى‬
‫يا بن تيم قالا قالوا قد بشرتنا فاعطنا قالا اقبلوا البشرى يأمهل اليمحن قالا قلنا قد قبلنا فأمخبنأا عن أولا هذا المر كإيف‬
‫كإان قالا كان ال تبارك وتعالى قبل كل شيء وكإان عرشأه على الاء وكإتخب ف اللوح ذكإر كإل شأيء قالا وأتان آت‬
‫فقالا يا عمحران انلت نأاقتخك من عقالا قالا فخمرجت فإذا السراب ينقطع بين وبينها قالا فخمرجت ف أثارها فلج أدأرى‬
‫ما كإان بعدي‪.‬‬

‫فقوله عليه السلجم "قبل كإل شأيء" تدلا دأللة أكإيدةا على ما قلناه‪ ،‬من أن كإل شأيء فله بداية‪ ،‬وأن ال تعال كإان‬
‫وحده ث أوجد الخملوقات‪ .‬وأيضَا يدلا لذلك أيضَا ما رواه الطبان ف العجحم الكبي عن بن عباس رضي ال تعال عنه‬
‫قالا‪ :‬قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم من قالا ل إله إل ال قبل كل شيء ول إله إل ال بعد كإل شأيء عوف من‬
‫الم والزن‪.‬‬

‫وف فتخح الباري)‪ ":(13/274‬وللبزار من وجه آخر عن أب هريرةا ل يزالا الناس يقولون كإان ال قبل كإل‬
‫شأيء"‪.‬قلت‪ :‬وهي ف مسند المام أحد أيضَا‪.‬‬

‫وف مسند إسحاق بن راهويه )‪ :(1/330‬عن أب هريرةا عن رسولا ال صلى ال عليه وسلم قالا ليسأملنكم الناس عن‬
‫كإل شأيء حت يقولوا هذا ال خلق كإل شأيء فمحن خلقه قالا جعفر فحدثان أخي عن أب هريرةا رضي ال تعال عنه‬
‫قالا كإأمنأه رفعه قالا فإن سئلتخم فقولوا ال كان قبل كل شيء وهو خلق كإل شأيء وهو بعد كإل شأيء‪ .‬وهذا الديث‬
‫رواه أيضَا المام أحد‪.‬‬

‫فهذه الحادأيث والنصوص كإلها تدلا على أن ال تعال كإان ول يكن غيه ول معه ول قبله‪ ،‬وأنأه تعال كإان قبل كإل‬
‫شأيء‪ .‬وهو دأليل صريح جدا على قطع سلسلة الوادأث ف الزلا‪ ،‬خلجفا لن ادأعى ذلك من السمحة‪ .‬وزعم أن العال‬
‫قدي بالزمان‪ ،‬أي إنأه ل يزلا ال تعال يلق شأيئا قبل شأيء‪ ،‬ول يوجد بداية للمحخملوقات‪ ،‬أي ل يكن أن نأتخعقل وجودأ‬
‫ال تعال إل ومعه بعض ملوقاته! فهذا الكلجم باطل عقلج ونأقلج‪ ،‬وقد بينا بطلجنأه نأقلج هنا‪ ،‬وسيأمت كإيف أنأه باطل‬
‫عقلج ف أثاناء بيان دأليل العقل على حدوث العلم‪ ،‬وكإل ما سوى ال تعال‪ .‬وكإلجم هذا السم مالف لكل ذلك كإمحا‬
‫رأيت ول يوز اعتخقادأه‪ .‬فكل هذه الروايات والدألة تدلا على أنأه يوجد بداية لمحيع الخملوقات بمحلتخها ولكل واحد‬
‫منها‪ .‬وال الوفق‪.‬‬
‫فذاك كفر عند أهل الملة‬ ‫ومن يقل بالطبع أو بالعلة‬
‫ت‬‫فذاك بدعي فل تلتف ر‬ ‫ومن يقل بالقوةا المودعرة‬
‫حدوثه وهو محال فاستقم‬ ‫لو لم يكن متصفا بهْا لزحم‬
‫والدورر وهو المستحيل المنجلي‬ ‫لنِاه يفضي إلى التسلسرل‬
‫ب العلحي‬
‫والظاهر القدوس والر د‬ ‫فهْو الجليل والجميل والولحي‬

‫لا عرفنا أن العال ل بد أن يكون حادأثاا‪ ،‬وعرفنا أن الدوث هو الوجودأ بعد العدم‪ ،‬صار لزما‬ ‫‪([13])13‬‬
‫علينا معرفة الدليل على الدوث‪ ،‬فشرع ف بيان ذلك‪ ،‬فأمشأار أن التخغي هو دأليل الدوث‪ ،‬والقصودأ بالتخغي هو تبدلا‬
‫الحوالا والصفات لفرادأ العال‪ ،‬فأمنأت ترى بعض الشأياء تتخحرك وترى بعضَها ل يتخحرك‪ ،‬وما رأيتخه متخحركإا قد تراه‬
‫ساكإنا‪ ،‬وترى بعض المور لا لون وبعضَها ل لون لا‪ ،‬وهكذا‪ .‬فهذه الحوالا الت تطرأ على العال هي بذاتا دأليل‬
‫على حدوثاه‪.‬‬

‫أما التخغي الشاهد فكمحا تشاهد الركإات والسكنات الطارئة على الجسام الخمتخلفة‪ ،‬فتى‬ ‫‪([14])14‬‬
‫الشأجحار والطيور والنأسان يتخحرك‪ .‬وأما الستخدلا عليه فكمحا ترى مثلج القمحر دأائمحا متخحركإا‪ ،‬فتخقولا إن العقل ل ينع‬
‫سكون القمحر‪ ،‬لن القمحر من جنس الجحارةا والوادأ الت نأشهدها على الرض‪ ،‬فمحا دأامت هذه الوادأ تتخحرك وتسكن‪،‬‬
‫فنحن نكم على القمحر بالعقل أنأه يب أن يوز عليه هذان المران أيضَا‪ ،‬أي الركإة والسكون‪ ،‬لن القاعدةا العقلية‬
‫تقولا إن ما جاز على الشيء فيجحب أن يوز على مثيله‪ ،‬فالتخمحاثالجت يثبت لا نأفس الحكام‪ .‬وكإذلك يقالا ف ما‬
‫رأيناه دأائمحا ساكإنا‪ .‬فهذه هي طريقة من طرق الستخدللا الت أشأار إليها ف الخمتخصر‪.‬‬

‫لا نأظر العلمحاء ف العال‪ ،‬وجدوه يتخأملف من أجسام ومن صفات طارئة على هذه الجسام‪،‬‬ ‫‪([15])15‬‬
‫فالجسام سوها أعيانأا وجواهر)جع جوهر وهو أصل الشيء‪ ،‬لا أن العراض تقوم بالواهر فكأمن الواهر أصل لا(‪،‬‬
‫ض عقرضاا‪ ،‬إذا طرأ على الشيء‪ ،‬ول‬ ‫ض يعر م‬ ‫وسوا ما يقوم ف هذه الجسام بالعراض‪ ،‬واشأتخقوا هذه السم من كإلمحة قعقر ق‬
‫يدم‪ ،‬فالعارض ما يطرأ على الشيء ويظهر بعد أن ل يكن أو كإان خفيا‪ ،‬ولذلك يقالا ل تعررض )وبفتخح الراء أيضَا(‬
‫لفلجن‪ ،‬بعن ل تعتض فتخمحنعه باعتاضك أن يبلغ مرادأه‪ .‬كإذا نأص عليه العلجمة الفيومي ف الصباح الني‪ .‬وقالا العلجمة‬
‫ض الدنأيا أيضَا ما كإان من مالا قدل‬
‫ض بالتخحريك ما يعرض للنأسان من مرض ونوه‪ .‬وقعقر م‬ ‫الوهري ف الصحاح‪":‬والقعقر م‬
‫ض حاضر يأمكإل منها البقـنر والفاجر‪".‬اهـ‪ ،‬قالا تعال ف سورةا النساء )يا أيها الذين آمنوا إذا‬ ‫أو كإاثر‪ ،‬يقالا الدنأيا عقر م‬
‫ضربتخم ف سبيل ال فتخبينوا ول تقولوا لن ألقى إليكم السلجم لست مؤمنا تبتخغون عرض الحياةا الدنِايا فعند ال مغان‬
‫كإثيةا كإذلك كإنتخم من قبل فمحن ال عليكم فتخبينوا إن ال كإان با تعمحلون خبيا(]‪[94‬ومع أنأه يقالا ف الدنأيا إنا‬
‫عرض‪ ،‬فلج يطلق نأفس المر على الخرةا‪ ،‬لن الخرةا دأائمحة‪،‬قالا تعال ف سورةا الرعد )مثل النة الت وعد التخقون‬
‫تري من تتخها النار أددكدلهْا دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين النار(]‪ ،[35‬فعملرقم من ذلك أن‬
‫ض ل يدوم‪ ،‬أو يكن أن يتخغي‪.‬‬ ‫العقر ق‬

‫فتخعلم من ذلك كإله كإيف اشأتخق العلمحاء اسم العرض لا هو قائم بالواهر والعيان‪.‬‬
‫والتصال النِافصارل وال ي‬
‫سةفحه‬ ‫منبزهث عن الحلورل والجهْحة‬

‫صفات ال تعال الواجب إثاباتا ل تعال اثانتخا عشر صفةا)‪.([22]22‬‬

‫ومن العراض اللوان والركإات والكيفيات النفسانأية كإالب والكراهية وغيها‪ .‬والكإوان الربعة القائمحة بالعيان من‬
‫ض ونأدوعوها إل أنأواع تدها ف الطولت‪.‬‬ ‫الجتخمحاع والفتاق والركإة والسكون‪ .‬وغي ذلك‪ ،‬وقد عدد العلمحاءم العرا ق‬

‫لن ما جاز عدمه‪ ،‬فإن وجودأه ل يكن أن يكون من ذاته‪ ،‬أي ل بد أن يكون موجودأا بإيادأ‬ ‫‪([16])16‬‬
‫ممورجبد‪ ،‬وهذا الورجد سيأمت أنأه ل يكن إل أن يكون مريدا‪ ،‬أي فاعلج بالرادأةا‪ ،‬لنأه لو ل يكن كإذلك لكان فاعلج‬
‫بالعلة أو بالطبيعة‪ ،‬أي يصدر عنه مفعوله بجحردأ وجودأه‪ ،‬ولكن ما كإان قديا وافتض كإونأه فاعلج بالعلة أو بالطبيعة‬
‫فيستخحيل أن يكون مفعوله حادأثاا‪ ،‬وقد تبي أن العراض حادأثاة‪ ،‬فيستخحيل أن تكون معلولة عن القدي‪ ،‬بل ملوقة له‬
‫بإرادأته‪.‬‬

‫عدم انأفكاك العراض عن الجرام والجسام‪ ،‬دأليله الشاهدةا لنأنا نأـرى الجسام دأائمحا مرتبطة‬ ‫‪([17])17‬‬
‫بالعراض‪ .‬فالسم إما أن يكون متخحركإا أو ساكإنا‪ .‬والقوى أن يقالا إن دأليله هو العقل لن السم الذي رأيناه دأائمحا‬
‫متخلبسا بالعراض‪ ،‬قد يقولا قائل ل يوز أن يتخعرى عن جيع العراض وما الدليل على أنأه قد يتخعرى عنها‪ .‬فالواب‪:‬‬
‫إن السم وإن كإنا رأيناه دأائمحا متخلبسا بالعراض‪ ،‬إل إنأه ل يوز أن يتخعرى عنها‪ ،‬لن معن ذلك أن يكون السم‬
‫مثلج ل متخحركإا ول ساكإنا‪ ،‬وكإون السم كإذلك مالا عقلج‪ .‬وما دأام السم ل ينفك عن الركإة والسكون معا‪ .‬إذن ل‬
‫يوز أن يتخعرى عن العراض‪.‬‬

‫القولا بأمن ما ل ينفك عن الحادث فهْو حادث قطعا‪ ،‬هذه قاعدةا أكإيدةا‪ ،‬ل يكن خرمها‪ ،‬ول‬ ‫‪([18])18‬‬
‫معارضتخها‪ .‬وحاصلها أنأه إذا عرفنا أن السم ل يوجد إل متخلبسا بالعراض‪ ،‬وعرفنا أن العراض ل يكن أن تكون‬
‫قدية‪ ،‬فهي يب أن تكون حادأثاة‪ ،‬إذن ما ل يوجد إل بوجودأها‪ ،‬وهو السم يستخحيل أن يكون قديا‪ ،‬فيجحب أن‬
‫يكون حادأثاا‪ .‬وهذا الدليل قوي حقا لن فهمحه‪.‬‬

‫فالمر الذي يشتط وجودأه بوجودأ أمر ل يكون إل حادأثاا‪ ،‬ل يكن أن يكون إل حادأثاا‪ .‬فافهم ذلك‪.‬‬

‫قالا جهور العلمحاء‪ :‬الذي استخطعنا أن نأدرك وجودأه من العال بالدألة القطعية هو الجرام‬ ‫‪([19])19‬‬
‫والعراض‪ ،‬ول يددلا دأليل قطعي ومتخفق عليه على وجودأ أمر غي جسم ول عرض‪ ،‬وهو من العال‪ .‬ولذلك فقد بنوا‬
‫الدليل الدادلا على وجودأ ال تعال على إثابات حدوث الجسام والعراض‪.‬‬
‫فالوجودأ هو عي الوجودأ)‪ ،([23]23‬فإثابات الوجودأ هو إثابات للمحوجودأ‪ ،‬وقد أثابتخنا الوجودأ بالدليل السابق‪،‬‬
‫ك أن كإدل أثابر يهدي إل مؤثافرر‪ .‬والوجودأ صفةم نأفسيدةم لنا نأفس الوجودأ)‪.([24]24‬‬
‫فلج شأ د‬

‫ويب إثابات خس صفات سلبية‪ ،‬وسيت سلبية لن مدلولا كإل واحدةا منها سلب أمر ل يليق به‬
‫سبحانأه‪ ،‬وهذه الصفات هي‪:‬‬

‫وقالا بعض العلمحاء الققي‪ :‬إنأنا وإن كإنا نأقولا بدوث كإل ما سوى ال تعال من الوجودأات‪ ،‬فإنأنا ل نصر ذلك‬
‫فقط بالجسام‪ ،‬بل نأقولا إنأه يوجد بعض الوجودأات غي ال تعال مردأةا عن الادأةا والسمحيات‪ ،‬أي مردأةا عن الزمان‬
‫والكان‪ ،‬ومع ذلك فهي ملوقة‪ .‬فكل ما سوى ال تعال من الجسام والردأات فهو حادأث‪ ،‬بدليل الحتخياج‬
‫والمكان‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فحصر العال بالجسام والعراض إنا هو بناء على القطوع بوجودأه‪.‬‬

‫ضح المام الدردأير حاصل هذا الدليل ف شأرحه على الريدةا‪ ،‬فقالا ص ‪":29‬أما دأليل كإون العال حادأثاا فلنأه‬ ‫وقد و د‬
‫قام به أي العال يعن باعتخبار بعضَه وهو العراض التخغينـمر من عدم إل وجودأ ومن وجودأ إل عدم‪ ،‬إما بالشاهدةا‬
‫كإالركإة بعد السكون والضَوء بعد الظلمحة والسوادأ بعد البياض‪ ،‬والرارةا بعد البودأةا‪ ،‬إل غي ذلك‪ ،‬والعكس‪ ،‬وإما‬
‫بالدليل وذلك لن ما شأوهد سكونأه مثلج على الدوام كإالبالا أو حركإتخه على الدوام كإالكواكإب جاز أن يثبت له‬
‫العكس‪ ،‬إذ ل فرق بي رجكربم وجربم‪ .‬وإذا جاز عدمها استخحالا قرقدممها‪ ،‬لن ما ثابت عدمه استخحالا قدمه‪ ،‬فتخكون‬
‫حادأثاة‪ .‬فحينئذ جيع العراض حادأثاة‪ ،‬ويلزم من حدوثاها حدوث جيع الجرام والواهر لعدم انأفكاكإها عن العراض‬
‫الادأثاة‪ ،‬وكإل ما ل ينفك عن الادأث فهو حادأث‪ .‬فظهر أن جيع العال من أعراضه وأجرامه وجواهره حادأث‪ ،‬أي‬
‫موجودأ بعد أن ل يكن‪".‬اهـ‬

‫بعد أن ثابت أن العال حادأث‪ ،‬ل بدد أن تعلم أن كإل حادأث فيجحب أن يكون متخاجا إل مدث‬ ‫‪([20])20‬‬
‫ث‪ .‬وكإذلك يستخحيل أن يوجد وحده بأمن يكون ف الزمان الاضي‬ ‫ف وجودأه‪ ،‬فيستخحيل أن يوجد الادأث بلج مكمرد ب‬
‫معدوما ث يوجد بلج سبب لوجودأه‪ .‬فوجودأ الادأث بلج سبب مستخحيل عقلج‪ .‬وحاصل ذلك‪ :‬أن الادأث كإمحا ذكإرنأا‬
‫هو ما كإان معدوما ث صار موجودأا‪ ،‬أي إن عدمه سبق وجودأه‪ ،‬ول يقصد من ذلك إل وجودأ بداية لوجودأه‪ .‬فلو‬
‫فرضنا أنأه صار بعد ذلك موجودأا‪ ،‬فنقلجب عدمه إل وجودأ‪ ،‬إما أن يكون بلج سبب‪ ،‬أو بسبب‪ .‬فأمما أن يكون بلج‬
‫سبب فذلك مستخحيل‪ ،‬لن المحكن متخساوي الطرفي ف ذاته‪ ،‬أي طرف عدمه يساوي طرف وجودأه‪ ،‬والمران‬
‫التخساويان ل يتجح أحدها على الخر بلج مرجح لستخحالة الرجحان من دأون مرجح‪ .‬وقد يقولا قائل إن العال أثاناء‬
‫كإونأه عدما رجح وجو نأفسه فصار موجودأا‪ ،‬والواب‪ :‬إن هذا الكلجم يضَحك منه الطفالا‪ ،‬ول يعقله أحد‪ ،‬فهو‬
‫كإلجم متخناقض‪ ،‬فكيف يؤثار العدم ف المحكن فيجحعله موجودأا‪ ،‬وهل يكن صدور الوجودأ عن العدم الض؟ إن هذا‬
‫مالا‪ .‬ولو فرضنا ذلك لستخلزم ذلك أن يكون العال موجودأا قبل وجودأه‪ ،‬ولكن قبل وجودأه‪ ،‬كإان معدوما‪ ،‬إذن فيلزم‬
‫الرققدمم الذات‪ :‬بعن أنأه تعال قدي)‪ ([25]25‬لذاته‪ ،‬ل لعلة أوجبت وجودأه‪،‬‬

‫والرققدمم هو سلب الولدية)‪.([26]26‬‬

‫والبقاء‪ :‬وهو سلب الخرية‪ ،‬فال سبحانأه وتعال ل آخر لوجودأه)‪.([27]27‬‬

‫أن يكون موجودأا معدوما ف نأفس الوقت‪ ،‬وهو ما يعب عنه العلمحاء بالددكورر‪ ،‬أي دأوران المر وحصوله قبل نأفسه‪،‬‬
‫ي ل ي قرومزه عاقل‪.‬‬ ‫ومشهور عندهم أن الدور مستخحيل قطعا‪ .‬وهذا تناقض ب م‬
‫إذن اللجصة‪ :‬إنأه ل بد من احتخياج كإل مكن إل مكمرد ب‬
‫ث‪.‬‬

‫وقد أشأار ال تعال إل هذه الطريقة من الستخدللا ف كإتخابه العزيز فقالا جدل شأأمنأه ف سورةا الطور )أم دخلردقوا رمحن غةحيرر‬
‫ةشحيءء أةحم دهدم الخالقون ]‪ [35‬أم خلقوا السمحاوات والرض بل ل يوقنون]‪ ([36‬فقوله تعال أم خلقوا من غي شأيء‪،‬‬
‫فيه دأليل على استخحالة وجودأ الادأث بلج سبب‪ ،‬وكإلمحة رمن هنا تفيد السببية‪ ،‬ل التخبعيض كإمحا يتخوهم البعض‪ ،‬لقابلتخها‬
‫بقوله تعال أم هم الالقون‪ ،‬أي هل حصل وجودأهم بعد أن ل يكن حاصلج بلج سبب‪ ،‬فهذا مستخحيل‪ ،‬وهذا يفيد‬
‫استخحالة الرجحان بلج مرجح‪ ،‬أم حصل وجودأهم بأمن أوجدوا هم أنأفسهم فهو أيضَا مالا متخنع‪ ،‬وهو يفيد استخحالة‬
‫الددكورر‪ ،‬لا بيدنا‪.‬‬

‫فأمنأت ترى أيها القارئ العزيز أن العلمحاء استخندوا ف استخدللتم إل الكتخاب العزيز‪ ،‬وأن الدألة الت احتخجحوا با على‬
‫العقائد اليانأية إنا هي مستخمحدةا العقولا الصحيحة‪ ،‬ول تالف القرآن بل توافقه‪ ،‬وقد جاء بتخأمييد الكثي منها بالنص‬
‫عليها‪ ،‬كإمحا ترى هنا‪ ،‬وكإمحا سوف نأعلمحك فيمحا يلي من الباحث‪ ،‬بتخوفيق ال تعال‪.‬‬

‫أي فهو حادأث‪.‬‬ ‫‪([21])21‬‬

‫والرادأ من ذلك أن العال با أنأه ثابت أنأه حادأث‪ ،‬فيجحب أن يثبت أنأه ليس بقدي‪ ،‬ول يوز أن يقالا إن العال ليس‬
‫بقدي ول بادأث أيضَا‪ ،‬لن هذا رفع للنقيضَي‪ .‬لن الادأث هو الوجودأ بعد العدم‪ ،‬والقدي هو الوجودأ بلج سبق‬
‫عدم‪ ،‬أو الادأث هو الذي له بداية‪ ،‬والقدي الذي ل بداية له‪ ،‬فاجتخمحاع كإون المر حادأثاا وقديا مستخحيل‪ ،‬للزوم‬
‫اجتخمحاع النقيضَي‪.‬وهو مستخحيل بالبداهة‪.‬‬

‫واعلم أيها القارئ أن هذه الطريقة ف الستخدللا على حدوث العلم‪ ،‬ووجودأ ال تعال تسمحى عند العلمحاء من أهل‬
‫السنة دأليل الدوث‪ ،‬وهو أحد الطرق العديدةا الت اتبعها أهل السنة ف إثابات وجودأ ال تعال‪ .‬وهي طريقة قرآنأية‪ ،‬أي‬
‫وردأ القرآن بإثاباتا‪ ،‬ودأدلا الناس على اتباعها‪ .‬وسوف نأوضح لك ذلك فيمحا يلي‪.‬‬
‫والقيام بالنفس‪ :‬وهو عدم الفتخقار إل مبل يقوم به وعدم الفتخقار إل ممورجبد)‪.([28]28‬‬

‫والخمالفة للحوادأث‪ :‬بعن عدم موافقتخه لشيبء من الوادأث من حيث حدوثاه)‪.([29]29‬‬

‫والقوحدانأية‪ :‬وهي سلب الكثرةا ف الذات والصفات والفعالا)‪.([30]30‬‬

‫ك‬‫قالا ال تعال ف سورةا النأعام )وهو الذي خلق السمحاوات والرض بالفق ويقـكوقم يقولا مكإكن فيكومن قـكولمهم القنق وله الكل م‬
‫م‬
‫صقناقم ا آلةا إر كف‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫ب والشهادأةا وهو الكيم البي )‪ (73‬وإذ قالا إبراهيم لبيه آقزقر أتقتخـدخممذ أق ك‬ ‫صور عارلم الغقكي ر‬ ‫قيوقم يـمكنـقفمخ ف ال ن‬
‫ي )‪ (75‬فلدمحا‬ ‫ي )‪ (74‬وكإذلك نأـري إبراهيم ملقمكوت السمحاوات والر ر ر‬ ‫أراقك وقـوقمك ف ضلجبلا ممبر ك ب‬
‫ض وليقمكوقن مقن املوقن ق‬ ‫ك ك قق ق‬ ‫ق قك‬
‫ي )‪ (76‬فلمحا رأى الققمحقر بارزقغا قالا هذا رفب فلدمحا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫قجدن عليه الليمل رأى كإوكإبا قالا هذا رب فلمحا أقفققل قالا ل أمح ن‬
‫ب الفل ك ق‬
‫ضَالي )‪ (77‬فلمحا رأى الشمحس بازغةا قالا هذا رب هذا أككإبقـمر فلدمحا‬ ‫ن رف كب لقمكإونأقدن من القكورم ال د‬ ‫رر‬ ‫ر‬
‫أفققل قالا لقئكن ل يقـكهد ك‬
‫ر‬
‫ض حنيف ا وما أنأا من‬ ‫ت وكجرهقي للذي فطققر الدسمحاوات والر ق‬ ‫ت قالا يا قوم إن بريءم دما تمكش ركإون )‪ (78‬إن قودجكه م‬ ‫أقفل ك‬
‫وفكي ف ال وقد هدان ول أخاف ما تشركإون به إل أن يشاء رب شأيئا ورسع‬ ‫الشركإي )‪ (79‬وقحآَدجهم قوممه قالا أق مقتآَنجـ ك نأـ‬
‫ف ما أكشأقرككإتخمكم ول تافون قنأأدمككم أكشأقرككإمتخم بالر ما ل يمنـزكلا به عليكم‬ ‫ب ر‬
‫ف قأخا م‬ ‫رب كإدل قشأكيء عكلقمحا أقفلج تقـتخققذدكإمرون )‪ (80‬وقكإكي ق‬
‫ي القفريقي أقحنق بالدكمرن إركن مكإكنتخمكم تقـكعلقممحون )‪((81‬‬ ‫سلطانأا فأم ن‬

‫فهذه اليات الباركإات تدلا دأللة أكإيدةا على الطريقة الت شأرحناها لك ف الستخدللا على وجودأ ال تعال وعلى أنأه‬
‫تعال غي العاقل ومالف لمحيع الوجودأات‪ ،‬وأنأه ل يتخصف بشيء من صفات الجرام‪ ،‬وسوف نأبي لك ذلك كإله‬
‫باختخصار فيمحا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حاصل ما ذكإره المام الرازي ف تفسيه أن قوم إبراهيم عليه الصلجةا والسلجم كإانأوا من الناس الذين لحظوا‬
‫اختخلجف الفصولا الربعة بسب اقتاب وابتخعادأ الكواكإب من الشمحس والقمحر وغيها‪ ،‬وبسب هذه الفصولا‬
‫الربعة تتخجحددأ الحوالا وتتخغي الالت‪ ،‬فغلب على ظنون أكإثر اللق أن مبدأ حدوث الوادأث ف هذا العال هو‬
‫التصالت الفلكية والناسبات الكوكإبية‪ ،‬ث بالغوا ف تعظيمحها‪ ،‬فمحنهم من اعتخقد كإونا واجبة الوجودأ لذاتا‬
‫ومنهم من اعتخقد حدوثاها‪ ،‬إل إنم قالوا إنا وإن كإانأت حادأثاة وملوقة ل تعال إل إنا هي الدبرةا لحوالا هذا‬
‫العال‪ ،‬فاعتخثدوا أن ال تعال قد فوض تدبي العال لذه الكواكإب‪ .‬ث اتذوا لكل كإوكإب صنمحا فجحعلوا صنم‬
‫الشمحس من الذهب وصنم القمحر من الفضَة‪ ،‬ث أقبلوا على عبادأةا هذه الصنام‪ ،‬وغرضهم هو عبادأةا الكواكإب‪.‬‬
‫فهذا حاصل ما كإان عليه قوم إبراهيم عليه السلجم‪.‬‬

‫‪ -‬قالا المام الرازي)‪:(7/38‬والدليل على أن حاصل دأين عبدةا الصنام ما ذكإرنأاه أنأه تعال لا حكى عن الليل‬
‫صلوات ال عليه أنأه قالا لبيه آزر أتتخخمذ أصناما آلة‪ ،‬إن أراك وقومك ف ضلجلا مبي‪ ،‬فأمفت بذا الكلجم أن‬
‫عبادأةا الصنام جهمل‪ ،‬ث لا اشأتخغل بذكإر الدليل أقام الدليل على أن الكواكإب والقمحر والشمحس ل يصلح شأيء‬
‫ويلزم عن الوحدانأية ف الفعالا أنأه ل مؤثار ول خالق إل ال)‪.([31]31‬‬

‫ولذا)‪ ([32]32‬يكفر من يقولا بفعل نأاتج عن طبيعة أو بفعل نأاتج عن عادأةا‪ ،‬من غي أن يكون ل تعال‬
‫فيه اختخيار)‪.([33]33‬‬

‫وأما من يقولا بقوةا أودأعها ال تعال ف اقلشأياء با يدث التخأمثاي‪ ،‬فليس بكافر على الصحيح بل هو‬
‫مبتخدع)‪.([34]34‬‬

‫منها لللية‪ ،‬وهذا يدلا على أن دأين عبدةا الصنام حاصله يرجع إل القولا بإلية هذه الكواكإب‪ ،‬وإل لصارت‬
‫هذه الية متخنافية متخنافرةا‪ .‬وإذا عرفت هذا‪ ،‬ظهر أنأه ل طريق إل إبطالا القولا بعبادأةا الصنام إل بإبطالا كإون‬
‫س ال روحه‪ ،‬وهو ف غاية التقان‪.‬‬ ‫الشمحس والقمحر وسائر الكواكإب آلة لذا العال مدبرةا له‪".‬اهـ كإلجمه قدد ق‬

‫‪ -‬وقد وضح المام الرازي أن طريقة النأبياء ف الردأ على هذا الذهب الفاسد‪ ،‬تتخأملف من مقامي‪ :‬أحدها‪:‬إقامة‬
‫الدلئل على أن هذه الكواكإب ل تأمثاي لا البتخة ف أحوالا هذا العال كإمحا قالا ال تعال)أل له اللق والمر(‪،‬‬
‫والثان‪ :‬أنا بتخقدير أنا تفعل شأيئا ويصدر عنها تأمثايات ف هذا العال‪ ،‬إل أن دألئل الدوث حاصلة فيها‪،‬‬
‫فوجب كإونا ملوقة‪ ،‬والشأتخغالا بعبادأةا الصل أول من الشأتخغالا بعبادأةا الفرع‪.‬‬

‫‪ -‬هذا كإان ملخمصا لا يعتخقده قوم إبراهيم عليه السلجم‪ .‬فلننظر الن كإيف كإانأت مناظرةا إبراهيم عليه السلجم‬
‫وإرشأادأه لقومه ف معرفة بطلجن هذا الذهب‪.‬‬

‫‪ -‬نأذكإر لك أول حاصل مناظرته عليه الصلجةا والسلجم لقومه كإمحا يستخفادأ من كإلجم العلمحاء‪ :‬فإن سيدنأا إبراهيم عليه‬
‫السلجم حادج قومه أول ف عبادأتم للصنام‪ ،‬كإمحا أشأار ال تعال إل ذلك ف قوله)وإذ قالا إبراهيم لبيه آقزقر‬
‫صقناقم ا آلةا إرفن أراقك وقـوقمك ف ضلجبلا ممبر ك ب‬ ‫ر‬
‫ي(‪ ،‬وقالا كإمحا ف سورةا النأبياء)إذ قالا لبيه وقومه ما هذه‬ ‫ك ق قك‬ ‫أتقتخـدخممذ أق ك‬
‫التخمحاثايل الت أنأتخم لا عاكإفون )‪ ،((52‬وقالا تعال ف سورةا مري)واذكإر ف الكتخاب إبراهيم إنأه كإان صديقا نأبيا )‬
‫‪ (41‬إذ قالا لبيه يا أبت ل تعبد ما ل يسمحع ول يبصر ول يغن عنك شأيئا )‪ (42‬يا أبت إن قد جاءن من‬
‫العلم ما ل يأمتك فاتبعن أهدك صراطا سويا )‪ (43‬يا أبت ل تعبد الشيطان إن الشيطان كإان للرحن عصيا )‬
‫‪ (44‬يا أبت إن أخاف أن يسك عذاب من الرحن فتخكون للشيطان وليا )‪ (45‬قالا أراغب أنأت عن آلت يا‬
‫إبراهيم لئن ل تنتخه لرجنك واهجحرن مليا )‪ (46‬قالا سلجم عليك سأمستخغفر لك رب إنأه كإان ب حفيا )‪(47‬‬
‫وأعتخزلكم وما تدعون من دأون ال وأدأعو رب عسى أل أكإون بدعاء رب شأقيا )‪.((48‬‬

‫‪ -‬وقالا ف سورةا الشعراء)وإذا مرضت فهو يشفين )‪ (80‬والذي ييتخن ث ييي )‪ (81‬والذي أطمحع أن يغفر ل‬
‫خطيئت يوم الدين )‪ (82‬رب هب ل حكمحا وألقن بالصالي )‪ (83‬واجعل ل لسان صدق ف الخرين )‬
‫‪ (84‬واجعلن من ورثاة جنة النعيم )‪((85‬‬
‫ويب وصف ال تعال بذه الصفات السلبية المحسة لنأه لو ل يكن موصوفا با وبكل واحدةا منها‬
‫للزم حدوثاه‪ ،‬تعال عن ذلك‪ ،‬وحدومثاه تعال مالا عقلج‪ ،‬لنأه يفضَي إل التخسلسرل إن قلنا إن لكل‬
‫حادأث مدثاا إل ما ل ناية‪ ،‬وهو باطل لنأه يلزم عنه الفراغ‪ ،‬أي عدم وجودأ العال‪ ،‬أو يفضَي إل الدور‬
‫بأمن يرجع من أحد أفرادأ السلسلة إل الولا‪ ،‬وهو باطل لنأه يلزم عنه اجتخمحاع النقيضَي؛ قسكبمق الوارحرد‬
‫نأكفقسهم ف الوجودأ)‪.([35]35‬‬

‫‪ -‬فهذه هي الطوةا الول الت سار فيها سيدنأا إبراهيم عليه السلجم‪ ،‬وهي استخنكار عبادأتم للصنام للسباب الت‬
‫ذكإرها ف اليات السابقة‪ .‬وقد كإنا ذكإرنأا لك أيها القارئ أن قوم إبراهيم كإانأوا يعبدون الصنام ليس لذاتا بل‬
‫لنم كإانأوا يعتخبونا دأالة على الكواكإب الت يعتخقدون فيها أنا الدبر لمورهم‪ ،‬فالكواكإب هي الرباب القيقية‬
‫الت يعبدها هؤلء‪ ،‬ولكن وكإمحا نأبهناك سابقا فإن كإثيا من الصابئة عبدوا الصنام وغفلوا عن الكواكإب‪ .‬فمحشى‬
‫معهم سيدنأا إبراهيم عليه السلجم بالتخدريج الذكإور‪ ،‬فأمبطل لم عبادأةا الصنام ث انأتخقل إل إبطالا عبادأةا الكواكإب‬
‫أيضَا‪ ،‬وهي مل كإلجمنا‪.‬‬

‫‪ -‬إذن سيدنأا إبراهيم ل يكن يعتخقد أن الصنام هي الت تدبر المور‪ ،‬وكإذلك ل يكن يعتخقد أن الكواكإب هي الت‬
‫تدبر المور‪ ،‬ولكن بطلجن أمر الصنام أوضح وأسهل من بطلجن أمر الكواكإب‪ ،‬فلهذا فقد تنـزلا سيدنأا إبراهيم‬
‫مع قومه ف مناظرتم ف أمر الكواكإب‪ ،‬وافتض جدل ف أولا المر التخسليم لم بربوبية الكواكإب‪ ،‬فقالا لم لا‬
‫د‬
‫قجدن عليه الليمل ورأى كإوكإبا )هذا رب(‪ ،‬فقوله هذا رب ل يكن على سبيل العتخقادأ‪ ،‬بل على سبيل الاراةا‪،‬‬
‫ي(‪ ،‬ول يريد بقوله أحب مردأ البة وهي‬ ‫ولذلك لا لحظ مع قومه أمفمـوقلا الكوكإب‪ ،‬أعلن لم قائلج)ل أمرح ن رر‬
‫ب الفل ك ق‬ ‫ك‬
‫تعلق القلب بالمر ل لسبب‪ ،‬بل أرادأ تنبيههم إل أنم إنا يبون الكوكإب لنم يعتخقدون ربوبيتخه وتدبيه‬
‫لمورهم‪ ،‬فهذه البة نأاشأئة من هذا العتخقادأ‪ ،‬فهو لا نأفى مبتخه للكوكإب‪ ،‬فإنا أرادأ نأفي هذا العتخقادأ‪ ،‬لنأه لو‬
‫ب يب أن يكون مبوبا‪ ،‬فلمحا نأفى هو مبتخه‬ ‫كإان يعتخقد ما يعتخقدون لب الكوكإب أيضَا‪ .‬وأيضَا فإن الر د‬
‫ب‪ .‬ولرحظ أنأه إنا عدلق عدم مبتخه للكوكإب‪ ،‬بعنوان وصفه له بأمنأه من‬ ‫للكوكإب‪ ،‬أرادأ نأفي اعتخقادأه بأمن الكوكإب ر ب‬
‫لفوقلا هو سبب ف كإون الكوكإب ليس رباا‪ .‬فالعلة الت من‬ ‫الفلي‪ ،‬فالفولا هو السبب ف عدم مبتخه له‪ ،‬أي إن ا م‬
‫أجلها حكم عليه الصلجم بعدم ربوبية الكوكإب إنا هي الفول‪ .‬فكل ما كإان آفلج سواء كإان كإوكإبا أو شسا أو‬
‫قمحرا أو غي ذلك فيستخحيل أن يكون ربداا‪.‬‬

‫‪ -‬ث لا أبطل لم اعتخقادأهم بربوبية الكوكإب‪ ،‬انأتخقل لم إل أمر آخر‪ ،‬وهو القمحر‪ ،‬فمحشى معهم على نأفس النسق‪،‬‬
‫ضَالي(‪ ،‬وقوله هنا‬ ‫ن رف كب لقمكإونأقدن من القكورم ال د‬ ‫رر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫قالا)فلمحا رأى الققمحقر بازقغا قالا هذا رفب فلدمحا أفققل قالا لقئكن ل يقـكهد ك‬
‫لئن ل يهدن رب‪..‬ال‪ ،‬إنا هو على سبيل التخنـزلا مع قومه استشأادأا لم‪ ،‬على اعتخبار أنأه مشى معهم بالتخدريج‪،‬‬
‫ول يوز أن يقولا قائل إنأه كإان معتخقدا لذلك أو إنأه ل يكن يعرف ربه‪ ،‬لن هذا ل يليق بأمحوالا انأبياء عليهم‬
‫ت‬
‫الصلجةا والسلجم‪ ،‬وأيضَا لن اليات دأالة على خلجف ذلك‪ ،‬نو قوله تعال)وكإذلك نأـركي إبكراهيقم قملقمكو ق‬
‫ي( الذي يدلا على أن هذا كإله تعليم من ال تعال لسيدنأا إبراهيم ولو إل‬ ‫السمحاوات والر ر ر‬
‫ض وليقمكوقن مقن املوقن ق‬
‫ثم المعانِاي سبعة للرائي‬ ‫أي علمه المحيط بالشيارء‬
‫حياته وقدرةا إرادةا‬ ‫وكل شيء كائن أراةدحه‬
‫وإن يكن بضيده قد أمرا‬ ‫فالقصد غير المر فاطررح الرمراح‬
‫فقد علمت أربعا أقساما‬ ‫في الكائنات فاحفرظ المقاما‬
‫كلمه والسمع والبصادر‬ ‫فهْو الله الفاعل المختادر‬

‫أولا الطريق‪ ،‬وهو مطلق النظر ف الخملوقات‪ ،‬ف أثاناء مادألتخه لقومه‪.‬ويدلا على ذلك قوله تعال ف آخر اليات‬
‫وفكي ف ال وقد هدان(‪ ،‬إذن كإانأت‬
‫بعدما أقام عليهم الجحة بإبطالا ربوبية الكواكإب)وقحآَدجهم قوممه قالا أق مقتآَنجـ ك نأـ‬
‫هذه ماجة لقومه وتعليمحا لم‪.‬‬

‫‪ -‬ولا انأتخهى من إبطالا ربوبية القمحر انأتخقل إل إبطالا ربوبية الشمحس بنفس السلوب فقالا)فلمحا رأى الشمحس بازغةا‬
‫ت قالا يا قوم إن بريءم ر دما تمكشركإون( وتأممل ف قوله "يا قوم ال" لتخعرف أن هذه‬
‫قالا هذا رب هذا أككإبقـمر فلدمحا أقفل ك‬
‫اليات كإانأت تصف مناظرته مع قومه وما تلل اليات من كإلجم من مثل قوله)لئن ل يهدن رب( ل يدلا مطلقا‬
‫على أن إبراهيم عليه السلجم ل يكن يعرف ربه‪ ،‬بل كإان هذا على سبيل التخدنررج والتخنـزلا ف تعليم وإرشأادأ قومه‪.‬‬

‫لفول‪ .‬والفولا هو الغياب والتخحولا من حالا إل حالا‪.‬‬‫‪ -‬إذن فالسبب ف إبطالا ربوبية هذه الكواكإب كإان هو ا د‬
‫إذن فكل ما كإان آفلج ومنتخقلج من حالا إل حالا‪ ،‬فلج يكن أن يكون ربا‪ ،‬ومعلوم للقارئ أن هذا هو عي‬
‫الطريق الذي اتبعه التخكلمحون وهو نأفس الطريق الذي شأرحناه لك فيمحا سبق‪ .‬وبال التخوفيق‪.‬‬

‫ت‪ ،‬بل هو مطلق الغياب‪ ،‬ولو ل يكن عن انأتخقالا وتولا من حالا إل‬ ‫‪ -‬وقد يقولا قائل إن الفولا ليس هو ما ذكإر ق‬
‫حالا‪ ،‬أي ولو ل يكن عن تغي‪ ،‬فالواب‪ :‬إن هذا باطل‪ ،‬فال تعال هو غيب عنا‪ ،‬ومع ذلك فهو واجب‬
‫الوجودأ‪ ،‬وهو الرب حقا‪ ،‬فليس مطلق الغياب هو الدليل على انأتخفاء الربوبية‪ ،‬بل هو الفولا الذ يشتخمحل على‬
‫الغياب الناتج عن النأتخقالا من حالا إل حالا‪ ،‬أي التخغي من حالا إل حالا‪.‬‬

‫‪ -‬ويستخفادأ من هذه اليات فوائد عديدةا ف علم التخوحيد فهي ف القيقة تدلا على أصولا ف علم التخوحيد‪ ،‬ولذا‬
‫فقد اهتخم با العلمحاء كإثيا‪ ،‬وسوف نأذكإر هنا بعض ما قاله المام الرازي ف تفسيه )‪:(59-7/58‬‬

‫"دأدلا قوله )ل أحب الفلي( على أحكام‪:‬‬

‫الكم الولا‪ :‬هذه الية تدلا على أنأه تعال ليس بسم إذ لو كإان جسمحا لكان غائبا عنا أبدا‪ ،‬فكان آفلج أبدا‪،‬‬
‫وأيضَا يتخنع أن يكون تعال ينـزلا من العرش إل السمحاء تارةا ويصعد من السمحاء إل العرش أخرى‪ ،‬وإل لصل معن‬
‫لفولا‪.‬‬
‫ام‬
‫ث يب إثابات سبع صفات للباري‪ ،‬تسمحى صفات العان وسيت كإذلك لن كإل واحدةا منها عبارةا‬
‫عن معن قائم بذاته تعال)‪.([36]36‬‬

‫وهذه الصفات هي‬

‫الياةا‪ :‬وهي صفة)‪ ([37]37‬أزلية توجب صحة العلم والرادأةا)‪.([38]38‬‬

‫الكم الثان‪ :‬هذه الية تدلا على أنأه تعال ليس ملج للصفات الدثاة كإمحا تقوله الكرامية‪ ،‬وإل لكان متخغيا‪ ،‬وحينئذ‬
‫يصل معن الفولا‪ ،‬وذلك مالا‪.‬‬

‫الكم الثالث‪ :‬تدلا هذه الية على أن الدين يب أن يكون مبنيا على الدليل ل على التخقليد‪ ،‬وإل ل يكن لا‬
‫الستخدللا فائدةا البتخة‪.‬‬

‫الكم الرابع‪ :‬تدلا هذه الية على أن معارف النأبياء بربم استخدللية ل ضرورية‪ ،‬وإل لا احتخاج إبراهيم إل الستخدللا‪.‬‬

‫الكم الامس‪ :‬تدلا هذه الية على أنأه ل طريق إل تصيل معرفة ال تعال إل بالنظر والستخدللا ف أحوالا ملوقاته‪،‬‬
‫إذ لو أمكن تصيلها بطريق آخر‪ ،‬ل اعدلا إبراهيم عليه السلجم إل هذه الطريق وال أعلم‪".‬اهـ‬

‫وأيضَا فإن هذه اليات تدلا على أن طريق العرفة بال تعال هو النظر ف الخملوقات‪ ،‬وهو الطريق الذي اتبعه‬
‫التخكلمحون من أهل السنة‪.‬‬

‫صر‬
‫ف بتخوفيق ال تعال‪.‬‬ ‫وتوجد فوائد أخرى لذه اليات‪ ،‬وما ذكإرنأاه هنا كإاف للمحن ر‬

‫الفهوم من هذا الكلجم أن الصفات الت يب على الكلف أن يعتخقد با‪ ،‬ويعاقب إذا ل يعرفها‪،‬‬ ‫‪([22])22‬‬
‫هي الصفات العدودأةا لحقا‪ .‬بعن إن هذا القدر من الصفات هو أقل عددأ يب على النأسان أن يعرفه‪ ،‬أي إنأه إن‬
‫ل يعرف بعضَا منها فإنأه يعاقب‪.‬‬

‫فإن قالا قائل‪ :‬فهل صفات ال تعال مصورةا ف هذا العددأ‪ ،‬بعن إنأه تعال ل يتخصف بأمكإثر من هذه الصفات‪.‬‬

‫فالواب‪ :‬ل‪ ،‬فإن كإمحالت ال تعال ل ناية لا‪ ،‬والدليل على ذلك‪ ،‬ما رواه مسلم ف صحيحه عن أب هريرةا عن‬
‫عائشة قالا فقدت رسولا ال صلى ال عليه وسلم ليلة من الفراش فالتخمحستخه فوقعت يدي على بطن قدميه وهو ف‬
‫السجحد وها منصوبتخان وهو يقولا اللهم أعوذ برضاك من سخمطك وبعافاتك من عقوبتخك وأعوذ بك منك ل أحصي‬
‫ثناء عليك أنِات كما أثنيت على نِافسك‪.‬‬
‫والعلم‪ :‬وهي صفة أزلية تنكشف با الوجودأات والعدومات على ما هي عليه انأكشافا ل يتخمحل‬
‫ط بالشأياء كإلها واجبها وجائزها ومستخحيلها)‪.([39]39‬‬
‫النقيض بوجه‪ .‬وعلممحه تعال مي م‬

‫والقدرةا‪ :‬وهي صفة أزلية يتخأمتى با إيادأ المحكن وإعدامه)‪.([40]40‬‬

‫والمام مالك ف موطئه عن ممحد بن إبراهيم بن الارث التخيمحي عن عائشة‪ .‬ورواه المام أحد عن أب هريرةا عن‬
‫عائشة‪،‬وهو ف مسند إسحاق بن راهويه‪ ،‬ومسند أب يعلى‪،‬ورواه أحد ف مسنده والطيالسي عن علي كإرم ال وجهه‪،‬‬
‫فيمحا كإان النب عليه الصلجةا والسلجم يقوله ف آخر وتره‪ .‬ورواه غيهم‪.‬‬

‫وهو ف شأرح معان الثاار عن عروةا عن عائشة رضي ال تعال عنها فذكإر مثله إل أنأه ل يذكإر قوله ل أحصى ثاناء‬
‫عليك وزادأ أثان عليك ل أبلغ كإمحا فيك‪.‬‬

‫وف السنن الكبى عن علي بلفظ "اللهم ل أستخطيع ثاناء عليك ولو حرصت ولكن أنأت كإمحا أثانيت على نأفسك"‪.‬‬
‫وف الحادأ والثان للضَحاك عن خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري عن النب عليه السلجم "ل أبلغ ثاناء عليك أنأت‬
‫كإمحا أثانيت على نأفسك"‪.‬‬

‫وقوله عليه الصلجةا "ل أبلغ ثاناء عليك" يدلا على أن ال تعال يتخصف بصفات عديدةا وأن له كإمحالت كإثيةا ل‬
‫يبلغها أفضَل البشر فكيف بغيه عليه الصلجةا والسلجم‪ .‬ويدلا قوله"أنأت كإمحا أثانيت على نأفسك" على أنأه ل يعرف ال‬
‫تعال إل ال‪ .‬وهو موافق لقوله تعال ف سورةا طه)يقـكعلقمم ما بي أقكيديرهم وما قخكلقفمهم ول مريكيطوقن برره رعكلقمحاا]‪ ،([110‬وقوله‬
‫ف القركبيـمر ]‪([103‬‬ ‫ر‬
‫صامر قومهقو يمكد رمك البك ق‬
‫صاقر قومهقو اللطكي م‬ ‫تعال ف سورةا النأعام)ل تمكد رمكإهم البك ق‬

‫فكل هذا وغيه يدلا على ما قلناه‪ .‬وهذا هو ما اعتخمحده الققون من أهل السنة والمحاعة الشأاعرةا‪ ،‬فقد قالا المام‬
‫السنوسي رحه ال تعال ف شأرحه على أم الباهي عند شأرحه على قوله)فمحمحا يب لولنأا عز وجل عشرون صفة( ص‬
‫‪":73‬أشأار بن التخبعيضَية إل أن صفات مولنأا جل وعدز الواجبة له ل تنحصر ف هذه العشرين‪ ،‬إذ كإمحالته تعال ل‬
‫ناية لا‪ ،‬لكن العجحز عن معرفة ما ل ينصب عليه دأليل عقلي ول نأقلي ل نأؤاخذ به بفضَل ال تعال"‪.‬اهـ وكإلجمه‬
‫واضح ف أن صفات اله تعال ل تنحصر ف هذه العشرين أو الثلجثاة عشر‪ ،‬ولكن يفهم منه أن ال تعال ل ياسبنا‬
‫ص‬
‫على عدم معرفة جيع كإمحالته‪ ،‬لنأه ل يكلفنا بذلك‪ ،‬ولنأه ل يوجد قدرةا من العقل على معرفة ذلك‪ ،‬ول يردأ نأ ب‬
‫شأرعي يبي ذلك‪ .‬فعفا عنا ال تعال بفضَله‪.‬‬

‫القصودأ من قولنا بأمن الوجودأ هو عي الوجودأ‪ ،‬أي إنأنا ل نأفهم من قولنا "وجودأ ال" إل "ال"‪.‬‬ ‫‪([23])23‬‬
‫فلج يوجد زيادأةا ف الارج وتفاضل بي ما يفهم من الولا على ما يفهم من الثان‪ .‬ووجودأ كإل شأيء عند المام‬
‫الشأعري هو عي الشيء‪ ،‬وليس صفة زائدةا على ذاته اتصف با‪.‬‬
‫والرادأةا‪ :‬وهي صفة أزلية تصص المحكن ببعض ما يوز عليه من وجودأ أو عدم ومقدار وزمان ومكان‬
‫وجهة‪ .‬وكإل شأيء موجودأ من العيان والعراض فقد أرادأ ال تعال وقوعه)‪.([41]41‬‬

‫فلج يقع ف ملكه إل ما يريد‪ ،‬سواء كإان هذا الوجودأ مأممورا به أو منهيا عنه‪ ،‬وعلى هذا فالرادأةا غي‬
‫المر‪.‬‬

‫ث‪ ،‬فوجودأ‬‫كإنل أثار يهدي إل مؤثار‪ ،‬هذه بديهية عقلية‪ ،‬ول شأك أن الادأث ل بدد له من مرد ب‬ ‫‪([24])24‬‬
‫الادأث بلج سبب باطل بالبداهة‪ ،‬وقد سبقت الشأارةا إل ذلك‪ .‬وما دأمنا قد أثابتخنا حدوث العال‪ ،‬فإنأه يب علينا‬
‫العتاف بوجودأ مورجبد للعال‪ .‬قالا المام الدردأير ف شأرح الريدةا ص ‪":29‬وأما دأليل كإون كإل حادأث فهو مفتخقر إل‬
‫موجد‪ ،‬فلنأه صنعة بديعة مكمحة التقان‪ ،‬وكإل ما كإان كإذلك فله صانأع‪ ،‬إذ لو ل يكن له صانأع للزم أن يكون‬
‫حدث بنفسه‪ ،‬فيلزم ترجيح أحد المرين التخساويي أعن الوجودأ والعدم على مساويه بلج سبب وهو مالا لا يلزم عليه‬
‫من اجتخمحاع الضَدين أعن الساواةا والتجيح بلج مرجح‪ ،‬على أنأه يلزم عليه ترجيح الضعف على القوى لن الصل فيه‬
‫العدم وهو أقوى من وجودأه‪".‬اهـ‬

‫ي أعلجه‪ ،‬هو الذي ل بداية لوجودأه‪ ،‬وقد يظن كإثي من الناس أن ال تعال قدي‬ ‫القدي كإمحا هو ب ف م‬ ‫‪([25])25‬‬
‫بالزمان‪ ،‬بعن أنأه تعال موجودأ منذ أزمنة ل ناية ول بداية لا‪ ،‬وهذا العتخقادأ باطل‪ ،‬لن الزمان معناه‪ ،‬التخجحددأ أو هو‬
‫مشتخق من التخجحددأ والتخغي‪ ،‬وقد مضَى إثابات أن ال تعال كإان ول يكن معه غيه‪ ،‬وأن ال تعال ل يوز طروء التخغيات‬
‫عليه‪ ،‬لن التخغي دأليل النقص والدوث والحتخياج‪ ،‬إذن يتخحصل من هذا أن ال تعال يستخحيل أن يكون وجودأه‬
‫زمانأيا‪ ،‬بعن أن يكون الزمان قيدا ف وجودأه كإمحا هو قيد ف وجودأ الوادأث والخملوقات‪ ،‬فهذا باطل‪.‬‬

‫وما دأام هذا باطلج‪ ،‬فيجحب أن نأفهم للرققدرم معن آخر غي القدم الزمان النأف الذكإر‪ ،‬وهذا العن هو القدم الذات‪،‬‬
‫والقصودأ من القدم الذات‪ ،‬هو أن الذات اللية ل أولا لا‪ ،‬وعدم وجودأ أولية لا هو أمر لزم لا‪ ،‬وليس مستخمحدا من‬
‫غيها‪ ،‬ول هو معلولا عن غيها‪ ،‬فعدم وجودأ أولية للذات اللية‪ ،‬أمر ذات لا‪ .‬بعن أنأنا ل يكن أن نأتخعقل مفهوم‬
‫اللوهية إل بنفي الدوث عن الله‪ ،‬فالتخصديق بالله الادأث هذا أمر ل يقولا به عاقل‪.‬‬

‫وقد مضَت الشأارةا إل أحد الدألة النقلية على حدوث الزمان كإله‪ ،‬وذلك أثاناء الكلجم على مفهوم الدوث‪ ،‬بقوله‬
‫عليه الصلجةا والسلجم"كإان ال ول يكن شأيء غيه‪ ،‬وكإان عرشأه على الاء"‪ ،‬فقد قلنا هناك أن كإون العرش زمان‪ ،‬وأن‬
‫كإون ال ل تعلق له بالزمان‪ .‬وأن الزمان وجد منذ وجودأ العرش‪ ،‬ول يكن قبل العرش زمان ول مكان‪ .‬فارجع إليه‪.‬‬

‫وأما الدليل العقلي على امتخناع كإون الزمان قديا‪ ،‬فإنأه سيأمت بيانأه عند ذكإر الدليل العقلي على هذه الصفات السلبية‬
‫المحسة‪.‬‬

‫بقي شأيء هنا‪ ،‬وهو أن لفظ "القدي" نأازع بعض الشوية ف إطلجقه على ال تعال‪ .‬وادأعى بعضَهم أنأه ل يردأ مطلقا‬
‫ف النقل‪ ،‬فكيف نأطلقه على ال تعال؟‬
‫وتنقسم الكائنات على هذا إل أربعة أقسام‪ :‬مأممور به ومرادأ كإإيان أب بكر‪ ،‬والثان عكسه كإالكفر‬
‫منه‪ ،‬والثالث‪ :‬مأممور به غي مرادأ كإإيان من أب جهل‪ ،‬والرابع عكسه كإكفره‪.‬‬

‫والكلجم‪ :‬وهو صفة أزلية نأفسية ليست برف ول صوت‪ ،‬وتدلا على جيع العلومات‪.‬‬

‫والسمحع والبصر‪ :‬وها صفتخان أزليتخان ينكشف بمحا جيع الوجودأات انأكشافا تاما‪ ،‬والنأكشاف بمحا‬
‫يغاير النأكشاف بالعلم كإمحا أن النأكشاف بإحداها يغاير النأكشاف بالخرى‪.‬‬

‫والواب‪:‬إنأنا أول ننع ادأعاءهم بأمن هذا اللفظ ل يردأ إطلجقه على ال تعال‪ ،‬فقد وردأ ف الديث الذي رواه أبو دأاودأ‬
‫قالا حدثانا إساعيل بن بشر بن منصور ثانا عبد الرحن بن مهدي عن عبد ال بن البارك عن حيوةا بن شأريح قالا‬
‫لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغن أنأك حدثات عن عبد ال بن عمحرو بن العاص عن النب صلى ال عليه وسلم أنأه‬
‫كإان إذا دأخل السجحد قالا أعوذ بال العظيم وبوجهه الكري وسلطانِاه القديم من الشيطان الرجيم قالا أقط قلت نأعم‬
‫قالا فإذا قالا ذلك قالا الشيطان حفظ من سائر اليوم‪.‬‬

‫ففي هذا الديث الصحيح ترى أن الرسولا عليه الصلجةا والسلجم قد وصف سلطان ال تعال بأمنأه قدي‪ ،‬ومعن القدي‬
‫هنا هو الذي ل أولا له‪ .‬وما كإان صفة لصفة من صفات ال تعال‪ ،‬فهو بالول صفة ل تعال‪ .‬فيجحوز إذن القولا‬
‫بأمن ال تعال قدي‪.‬‬

‫ثاانأيا‪ :‬القولا بأمنأه ل يوز وصف ال تعال با ل يردأ‪ ،‬غي مقسلدبم‪ ،‬ول يصح الحتخجحاج عليه بالجاع‪ ،‬لتفاق السلمحي‬
‫على جواز دأعاء ال تعال لن ل يعرف اللغة العربية‪ ،‬بلغتخه‪ ،‬بشرط أن يكون اللفظ الذي يستخعمحله لئقا بال تعال‪.‬‬

‫ثاالثا‪ :‬إذا ادأعى العتض الجاع على ما قالا‪ ،‬فإنأنا نأنقض هذا الدأعاء‪ ،‬فقد أجاز القاضي الباقلجن إطلجق ما ل يوهم‬
‫النقص على ال تعال وإن ل ي ركدأ‪ .‬وفرق المام الغزال بي الساء والوصاف‪ ،‬فقالا إن الساء ل يوز إطلجقها إل إذا‬
‫وردأت‪ ،‬وأما الوصاف فيجحوز وإن ل تردأ‪ ،‬بشرط أن ل يـمكفقهقم منها ما ل يليق بال تعال‪.‬‬

‫قد يقولا قائل‪ :‬كإيف تقولا إن القدم هو نأفي الول‪ ،‬وال تعال يقولا ف سورةا الديد)هو الولا‬ ‫‪([26])26‬‬
‫والخر والظاهر والباطن وهو بكل شأيء عليم]‪ ،([3‬فأمثابت الولية له وأنأتخم تقولون إنأه ل أولا له‪.‬‬

‫والواب‪ :‬إن هذا الكلجم فاسد‪ ،‬لن قوله تعال "هو الولا" معناه أنأه قبل كإل شأيء‪ ،‬أنأه ل يكن شأيء معه‪ ،‬وأن كإل‬
‫الوجودأات الادأثاة كإانأت بعد ال تعال‪ ،‬ل معه ول قبله‪ .‬وهذا هو معن القدي‪ ،‬فالولا معناه القدي‪ .‬ول يقالا إن‬
‫معناه أن ال تعال له أولا‪ ،‬لن هذا يعن أن له بداية ف الوجودأ‪ ،‬وهذا القولا ل يليق إل بالخملوقات‪ ،‬الت أوجدها‬
‫غيها‪ .‬فنفي أولية ل تعال‪ ،‬ل يناف إثابات أنأه تعال هو الولا‪.‬فافهم‪.‬‬

‫با أن ال تعال هو الولا فهو تعال الخر‪ ،‬كإمحا قالا تعال ف سورةا الديد)هو الولا والخر‬ ‫‪([27])27‬‬
‫والظاهر والباطن وهو بكل شأيء عليم ]‪ ،([3‬فالولا مدر بيان معناه‪ ،‬وأما الخر فهو الذي ل ناية له‪ ،‬وهو معن‬
‫وعلى هذا فال تعال فاعل متخار‪ ،‬إن شأاء فعل وإن شأاء ترك‪ .‬فليس فاعلج بالطبع أو بالعلة‪ ،‬ومن قالا‬
‫بذا كإفر لن قوله يؤولا إل القولا بأمن ال مب ل متخار‪.‬‬

‫وواجب تعليق ذي الصفات‬ ‫حتما ودوما ما عدا الحياةار‬


‫فالعلم جزما والكلم السامي‬ ‫تعلقا بسائر القسارم‬
‫وقدرةاث إرادةاث تعيلقا‬ ‫بالممكنات كلهْا أخا الدتقى‬

‫الباقي‪ .‬وكإل ما ثابت قدمه وجب له البقاء وامتخنع عليه الفناء‪ ،‬واستخحالت عليه النهاية‪ .‬لن ما ثابت له الرققدمم فإنأه‬
‫يستخحيل أن يكون مكن الوجودأ‪ ،‬لن كإل مكن الوجودأ فهو حادأث‪ ،‬موجودأ بعد العدم‪ ،‬إذن يثبت أنأه واجب‬
‫الوجودأ‪ ،‬وكإل ما كإان واجب الوجودأ‪ ،‬فإنأه يستخحيل تصديق العقل بعدمه‪ ،‬وما كإان كإذلك فيجحب أن يكون باقيا‪.‬‬

‫القيام بالنفس معناه هو معن الغن‪ ،‬فال تعال هو الغن على الطلجق‪ ،‬وغن ال تعال وصف‬ ‫‪([28])28‬‬
‫ن‪ .‬وهذا الوصف راجع إل كإونأه تعال واجب‬
‫ذات له جل شأأمنأه‪ ،‬يستخحيل التخصديق بال تعال من دأون اليان بأمنأه غ ب‬
‫الوجودأ‪ .‬ومعن الغرقن راجع إل قسمحي‬

‫الولا‪ :‬هو الستخغناء عن الل‪ ،‬والقصودأ بالل هنا أعم من أن يكون الكان‪ ،‬أو اليز أو التخحيز‪ ،‬بل معناه هنا‪ ،‬أن‬
‫ال تعال غن عن أن يتخاج إل ذات أو أمبر يقوم به‪ ،‬أي يتخقوم وجودأه به‪ .‬فهذا العن منا ب‬
‫ف لللية كإمحا ترى‪ .‬وبناء‬ ‫ب‬
‫على ذلك فال تعال يستخحيل أن يكون صفة‪ ،‬لن الصفة ل تكون إل قائمحة بذات تمـقفومم وجودأها‪ ،‬والصفة ل يكن‬
‫أن توجد بدون الذات‪ .‬ويستخحيل على ذلك التادأ واللولا‪.‬‬

‫الثان‪ :‬ال تعال ل يكن أن يتخاج إل مورجبد يوجده أو يصص وجودأه على حالا دأون حالا‪ ،‬بل هو تعال يستخحيل‬
‫على ذاته وعلى صفاته التخخمصيص مطلقا سواء افتض التخخمصيص من الذات أو من غي الذات‪ .‬لن ما قبل‬
‫التخخمصيص على هيئة معينة‪ ،‬فيلزم أن يقبله على هيئة أخرى‪ ،‬وإذا ثابت ذلك‪ ،‬يثبت أنأه من المحكنات‪ ،‬ولكن كإونأه من‬
‫المحكنات باطل‪ ،‬لا يلزم عنه من الدوث والحتخياج إل الغي‪ .‬وكإل ما يلزم عنه الفتخقار إل غيه‪ ،‬فهو مستخحيل ف‬
‫حق الذات القدس‪ .‬فيستخحيل عليه جل شأأمنأه أن يكون متخحيزا‪ ،‬لن التخحيز يستخلزم المكان‪ ،‬فالتخحيز أي الدودأ ف‬
‫صاا‪ ،‬مفعول منفعلج من الغي‪ .‬وهذا كإله ل يوز ف حق ال تعال‪.‬‬ ‫صق‬‫حجحم معي وقدر معي ل بدد أن يكون مق د‬

‫ومن الدألة على أن ال تعال غن قوله تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما‬
‫ف السمحاوات وما ف الرض من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من‬
‫علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم ]‪ .([255‬وقوله تعال ف‬
‫سورةا طه)وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حل ظلمحا]‪ .([111‬والدألة على ذلك كإثي ل تصر‪.‬‬

‫القصودأ من الخمالفة للحوادأث‪ ،‬أن ال تعال ل يشبه أحدا من خلقه‪ ،‬ول ف أي صفة من‬ ‫‪([29])29‬‬
‫الصفات‪ .‬فالتخشبيه منفي عن ال تعال خلجفا للمحجحسمحة الذين ادأعوا أنأه ل يردأ ف الشرع ذم الشبهة ول نأفي‬
‫واجزم بأن سمعه والبصرا‬ ‫تعلقا بكل موجود يدبةرى‬
‫وكلهْا قديمة بالذات‬ ‫لنِاهْا ليست بغير الذا ر‬
‫ت‬
‫ثم الكلم ليس بالحرو ر‬
‫ف‬ ‫وليس بالترتيب كالمألو ر‬
‫ف‬

‫التخشبيه‪.‬وكإلجمهم باطل ومن الدألة على بطلجنأه‬

‫ما رواه المام التمذي عن أب بن كإعب أن الشركإي قالوا لرسولا ال صلى ال عليه وسلم انأسب لنا ربك فأمنأـزلا ال‬
‫)قل هو ال أحد ال الصمحد(فالصمحد الذي ل يلد ول يولد لنأه ليس شأيء يولد إل سيمحوت ول شأيء يوت إل‬
‫سيورث وإن ال عز وجل ل يوت ول يورث )ول يكن له كإفوا أحد( قالا لم يكن له شبيه ول عدل وليس كمثله‬
‫شيء‪.‬‬

‫وروى الاكإم ف الستخدرك عن أب بن كإعب رضي ال تعال عنه أن الشركإي قالوا يا ممحد انأسب لنا ربك فأمنأـزلا ال‬
‫عز وجل قل هو ال أحد ال الصمحد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كإفوا أحد لنأه ليس شأيء يولد إل سيمحوت‬
‫وليس شأيء يوت إل سيورث وإن ال ل يوت ول يورث ول يكن له كإفوا أحد قالا لم يكن له شبيه ول عدل وليس‬
‫كمثله شيء هذا حديث صحيح السنادأ ول يرجاه‪.‬‬

‫فهذه نأصوص صرية تدلا على خلجف ما زعمحوا‪.‬‬

‫أي ل توجد ذات مثل ذاته تعال‪ ،‬ول صفات مثل صفاته تعال‪ ،‬ول أفعالا مثل أفعاله تعال‪ .‬فإن‬ ‫‪([30])30‬‬
‫قيل فإن للمحخملوقات ذوات‪ ،‬ول تعال ذات‪ ،‬وللنأسان علمم ول تعال علم‪ ،‬والنأسان له أفعالا وال تعال يفعل ما‬
‫يريد؟!‬

‫الواب‪ :‬إن حقيقة ذات ال تعال ليس كإمحثل حقيقة ذات الخملوق‪ ،‬فذات الخملوق جسم ومتخحيز وليست كإذلك‬
‫ذات ال تعال‪ .‬وحقيقة صفات ال تعال ليست كإحقيقة صفات الخملوق‪ ،‬فعلم الخملوق مثلج إما نأتخيجحة فعل له أو‬
‫انأفعالا أو تكيف نأفسه بكيفية معينة‪ ،‬أو بانأطباع صورةا العلوم فيها‪ ،‬أو بغي ذلك‪ ،‬وليس علم ال تعال شأيئا من‬
‫ذلك‪ ،‬وعلم الخملوق حادأث له سبب ل يكن فيه ث كإان‪ ،‬لنأه ليس بعال حي ولدأته‪ ،‬ث حصل فيه العلم بالتخدريج‪،‬‬
‫وليس كإذلك علم ال تعال‪ ،‬وبقاء الخملوق مثلج عبارةا عن استخمحرار وجودأه ف الزمان الثان‪ ،‬أما بقاء ال تعال فعبارةا‬
‫عن انأتخفاء عدمه‪ ،‬وقدم الخملوق مثلج عبارةا عن وجودأه منذ أزمنة متخطاولة بالنسبة إل غيها‪ ،‬وأما قرقدمم ال تعال فإنأه‬
‫عبارةا عن عدم الولية له عز وجل‪ ،‬وهكذا يقالا ف بقية الصفات‪ .‬وأما الفعالا‪ ،‬ففعل ال تعال عبارةا عن خلق‬
‫للمحفعولا‪ ،‬أي إيادأ للمحفعولا من العدم إل الوجودأ‪ ،‬فال تعال خالق كإل شأيء‪ ،‬وأما فعل الخملوق فلج يكن أن يكون‬
‫خلقا‪ ،‬وإل ل يكن ال تعال خالقا لكل شأيء‪ ،‬بل فعل الخملوق عبارةا عن اكإتخساب لا خلقه ال تعال له‪ ،‬فنسبة‬
‫وكإل من صفات العان إل الياةا تقتخضَي أمرا زائدا على قيامها بالذات‪ ،‬كإاقتخضَاء العلم معلوما ينكشف‬
‫به‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وهذا القتخضَاء يسمحى التخعلق‪ ،‬فيجحب عقلج تعليق هذه الصفات على سبيل الدوام‬
‫والستخمحرار‪ ،‬وهذا يب على كإل مكلف أن يعتخقده‪.‬‬

‫وصفات العان من حيث تعلقها تنقسم إل ثالجثاة أقسام‪:‬‬

‫الولا‪ :‬ما يتخعلق من الصفات بمحيع أقسام الكم العقلي‪ ،‬وهو صفتخان؛ العلم والكلجم‪ .‬وتعلق العلم‬
‫تعلق انأكشاف‪ ،‬وتعلق الكلجم تعلق دأللة‪.‬‬

‫الفعل إل ال تعال نأسبة هي خلق‪ ،‬ونأسبة الفعل إل الخملوق نأسبةم هي كإسب واكإتخساب‪ ،‬وسوف يأمت مزيد بيان‬
‫لذلك فيمحا يلي‪.‬‬

‫فتخبي من ذلك أن ال تعال ل يشابه أحدا من خلقه ف أي أمر من المور ل ف ذاته ول ف أفعاله ول ف صفاته‪.‬‬

‫قد أشأرنأا نن إل كإيفية التخلجزم بي الوحدانأية ف الفعالا وبي كإون ال تعال خالقا لكل شأيء‪،‬‬ ‫‪([31])31‬‬
‫واعلم أن اللق هو اليادأ من العدم ل على سبيل التصاف‪ ،‬بل هو مطلق اليادأ‪.‬‬

‫والدألة النقلية على كإون ال تعال خالقا لكل شأيء كإثيةا‪ ،‬منها قوله تعال ف سورةا الرعد)قل من رب السمحاوات‬
‫والرض قل ال قل أفاتذت من دأونأه أولياء ل يلكون لنأفسهم نأفعا ول ضرا قل هل يستخوي العمحى والبصي أم هل‬
‫تستخوي الظلمحات والنور أم جعلوا ل شأركإاء خلقوا كإخملقه فتخشابه اللق عليهم قل ال خالق كإل شأيء وهو الواحد‬
‫القهار]‪ ،([16‬وقوله تعال ف سورةا الزمر)ال خالق كإل شأيء وهو على كإل شأيء وكإيل]‪ ([62‬وف سورةا فاطر)يا أيها‬
‫الناس اذكإروا نأعمحة ال عليكم هل من خالق غي ال يرزقكم من السمحاء والرض ل إله إل هو فأمن تؤفكون]‪،([3‬وف‬
‫سورةا غافر)ذلكم ال ربكم خالق كإل شأيء ل إله إل هو فأمن تؤفكون]‪([62‬وف سورةا النحل)أفمحن يلق كإمحن ل‬
‫يلق أفلج تذكإرون]‪،([17‬وف النحل أيضَا)والذين يدعون من دأون ال ل يلقون شأيئا وهم يلقون]‪ ،([20‬فأمنأت ترى‬
‫أيها القارئ كإيف أثابت ال تعال لنفسه اللق ف آيات‪ ،‬ونأفاه عن غيه ف آيات أخرى‪ ،‬فثبت من هذا حصر اللق‬
‫ف ال تعال‪ .‬وبعد ذلك ل يوز أن يدعي واحد لنفسه القدرةا على اللق مطلقا‪.‬‬

‫وهل حصر اللق ف ال تعال يلزم منه أن العبادأ كإلهم مبورون على أفعالم؟ قلنا‪ :‬هذا سؤالا نأاتج عن سوء فهم‪،‬‬
‫وضيق فكر‪ ،‬فاللط بي مفهوم الب واللق‪ ،‬واشأتاط الختخيار باللق‪ ،‬هو السبب ف ذلك‪ .‬وترير هذا الل‪ ،‬أن‬
‫نأقولا‪ ،‬إن اللق هو اليادأ بعد العدم‪ ،‬والخملوق هو الوجودأ بعد العدم‪ .‬والختخيار هو حصولا إرادأةا الفعل فيك‪ ،‬ول‬
‫يشتط ف الختخيار أن تلق أنأت الفعل‪ ،‬بل لو اوجده لك غيك وأنأت اختته فقط‪ ،‬لصح أن يقالا إنأك الذي اختت‬
‫هذا الفعل‪ ،‬وصح نأسبة الفعل إليك على طريق الكسب‪ ،‬مع أنأك ل توجده‪ .‬فكونأك متخارا ل يشتط له أن تكون‬
‫خالقا‪ ،‬بل العكس هو الصحيح‪ ،‬أي إذا سلمحنا أنأك خالق‪ ،‬فيجحب أن تكون متخارا‪ ،‬لن شأرط اللق هو الختخيار‪ ،‬ول‬
‫يقالا إن شأرط الختخيار هو اللق‪.‬فافهم هذا‪.‬‬
‫الثان‪ :‬ما يتخعلق بمحيع المحكنات وها القدرةا والرادأةا وتعلق الرادأةا تعلق تصيص‪ ،‬وتعلق القدرةا تعلق‬
‫إيادأ أو إعدام على طبق الرادأةا‪.‬‬

‫واعلم أن تعلق القدرةا والرادأةا والعلم متتب‪ ،‬فتخعلق القدرةا تابع لتخعلق الرادأةا‪ ،‬وتعلق الرادأةا تابع لتخعلق‬
‫العلم‪ ،‬فلج يوجد شأيئا إل إذا أرادأه‪ ،‬ول يريده إل إذا علم أنأه يكون‪.‬‬

‫فالنأسان متخار وليس خالقا‪ ،‬فهو متخار لفعاله وليس خالقا لا‪ .‬ول يتتب على ذلك كإونأه مبورا‪ ،‬لن الب هو‬
‫حصولا الفعل على خلجف الرادأةا‪ ،‬وهنا ل يصل الفعل إل على وفاق الرادأةا‪ ،‬فكيف يقالا إن الناس مبورون‪ .‬ولكن‬
‫غاية ما وقع هو أن النأسان ليس هو الذي خلق الفعل‪ ،‬بل ال هو الذي خلقه‪ ،‬وأما النأسان فهو الذي اكإتخسبه‪.‬‬
‫فالفعل منسوب إل النأسان كإسبا‪ ،‬وإل ال تعال خلقا‪.‬قالل تعال ف سورةا القرةا)تلك أمة قد خلت لا ما كإسبت‬
‫ولكم ما كإسبتخم ول تسأملون عمحا كإانأوا يعمحلون]‪ ،([134‬وف البقرةا أيضَا)يا أيها الذين آمنوا أنأفقوا من طيبات ما‬
‫كإسبتخم وما أخرجنا لكم من الرض ول تيمحمحوا البيث منه تنفقون ولستخم بأمخذيه إل أن تغمحضَوا فيه واعلمحوا أن ال‬
‫ت كإيف نأسب اللق‬ ‫غن حيد]‪ ،([267‬لحظ كإيف نأسب ال تعال الكسب إل النأسان ف الية الول‪ ،‬وقد رأي ق‬
‫إل ذاته الليلة ف اليات السابقة‪ ،‬وتأممل كإيف قالا )أنأفقوا من طيبات ما كإسبتخم وما أخرجنا لكم من الرض( فال‬
‫تعال نأسب الخراج من الرض إل ذاته‪ ،‬ونأسب للنأسان الكسب‪ .‬فدلا ذلك على أن النأسان ل يلق‪.‬وقالا تعال‬
‫ف سورةا البقرةا)ل يؤاخذكإم ال باللغو ف أيانأكم ولكن يؤاخذكإم با كإسبت قلوبكم وال غفور حليم]‬
‫‪،([225‬وأيضَا)واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كإل نأفس ما كإسبت وهم ل يظلمحون]‪،([281‬وأيضَا )ل‬
‫يكلف ال نأفسا إل وسعها لا ما كإسبت وعليها ما اكإتخسبت ربنا ل تؤاخذنأا إن نأسينا أو أخطأمنأا ربنا ول تمحل علينا‬
‫إصرا كإمحا حلتخه على الذين من قبلنا ربنا ول تمحلنا ما ل طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحنا أنأت مولنأا فانأصرنأا‬
‫على القوم الكافرين]‪ ،([286‬فقد نأسب ال تعال إل اللق أنم ل يطيقون إل الكسب‪ ،‬وقد نأفى عنهم اللق ف‬
‫اليات السابقة‪ ،‬فدلا ذلك على أنم ل يطيقون اللق‪ ،‬وقالا ف آخرها)ول تمحلنا ما ل طاقة لنا به( وقد عرفت أن‬
‫اللق ل يطيقون اللق‪ ،‬وما نأسب إل طاقتخهم إنا هو الكسب‪ .‬وقد أعلمحنا ال تعال ف سورةا إبراهيم أن الزاء ل‬
‫يكون إل على الكسب فقالا)ليجحزي ال كإل نأفس ما كإسبت إن ال سريع الساب]‪ ،([51‬فدلا ذلك على أن‬
‫اللق ليس شأرطا ف التخكليف‪ ،‬بل الكسب هو الشرط فيه‪ .‬وما ذكإرنأاه هنا فيه كإفاية لن يريد الداية‪.‬‬

‫وقد لأم العلمحاء من أهل السنة إل مفهوم الكسب الذي هو غي مفهوم اللق‪ ،‬لا رأوه من آيات عديدةا ف القرآن‬
‫الكري‪ ،‬تنسب إل ال تعال اللق‪ ،‬وتنفي اللق عن غي ال تعال‪ ،‬وآيات تنسب الكسب إل العبد‪ ،‬فعلمحوا أن العبد‬
‫فاعل على سبيل الكسب‪ ،‬وأن ال تعال فاعل ل على سبيل الكسب بل على سبيل اللق‪ .‬وعلمحوا أن الكسب ليس‬
‫خلقا‪ ،‬وعلمحوا أن الكسب كإاف ف ترتب الثواب والعقاب‪ ،‬بل كإاف ف ترتب التخكاليف على النأسان‪.‬‬

‫وحاصل معن الكسب هو أن ال تعال لا علم منذ الزلا ما سوف يفعله النأسان من أفعالا‪ ،‬وذلك كإله على حسب‬
‫إرادأته‪ ،‬وف الوقات العينة بعد وجودأه‪ ،‬فإنأه جدل شأأمنأه يلق للعبد الفعل الذي علم أنأه سوف يريده‪ ،‬فالفعل يكون‬
‫والثالث‪ :‬ما يتخعلق بمحيع الوجودأات وها السمحع والبصر‪ ،‬وها تتخعلقان تعلق انأكشاف بكل موجودأ‬
‫معلوم‪.‬‬

‫واعلم أن صفات العان قدية بذاتا‪ ،‬فقدمها ذات وليست بمحكنة ف نأفسها وإنا قرقدممها بقدم الذات‬
‫القدس‪ ،‬فهي ليست غي الذات بعن أنا ل تنفك عنها‪ ،‬فلج يعقل قيام الذات بدونا‪.‬‬

‫بإيادأ ال تعال‪ ،‬وكإسب من العبد‪ ،‬فيكون فيه شأبه الوصف للعبد‪ ،‬وأما ال تعال فلج يتخصف مطلقا بفعل من أفعاله‪.‬‬
‫بل أفعاله تأمت نأتخيجحة صفاته‪ .‬ولذا فإن ال إذا علم أن العبد سوف يتخار الكفر فإنأه يلقه له‪ ،‬ويودأعه فيه ف الوقت‬
‫الذي علم أنأه يتخاره‪ ،‬فيصبح الكفر صفة من صفات العبد ل صفة من صفات ال تعال‪ ،‬فال تعال هو موجد‬
‫الكفر‪ ،‬ولكن على وفاق ما أرادأه العبد‪ .‬وكإذلك إذا علم ال تعال أن العبد يتخار اليان‪ ،‬فإنأه يلقه له‪ ،‬فيصي العبد‬
‫مؤمنا‪ ،‬وال تعال خالق اليان‪ ،‬فالذي ينسب إليه اليان والكفر على سبيل الكسب إنا هو العبد‪ ،‬وأما ال تعال‬
‫فينسب إليه ذلك على سبيل اللق واليادأ‪ .‬وكإذلك إذا أرادأ النأسان الشدر‪ ،‬أو الي‪.‬‬

‫ول يلزم من ذلك أن يكون ال تعال شأريرا لن الشرير هو من يتخصف بالشر‪ ،‬ل من يوجده‪ ،‬والنأسان هو الذي‬
‫يتخصف بالشر‪ ،‬لكإتخسابه له‪ ،‬وأما ال تعال فهو خالقه‪ ،‬فلج يكتخسب شأيئا من أفعاله‪ ،‬لستخحالة اتصافه تعال بصفة‬
‫حادأثاة‪ .‬هذا كإله على القولا بأمن الشر حقيقة موجودأ‪ ،‬وأما على القولا بأمن الشر ل يوجد ف نأفس المر بل إنا هو‬
‫صفة اعتخبارية منسوبة للعبد‪ ،‬فلج إشأكالا هنا مطلقا‪.‬‬

‫ويعب أهل السنة عن الكسب بأمن ال تعال يلق الفعل ف العبد عند إرادأةا العبد التيان بالفعل‪ ،‬ويلق له كإذلك‬
‫القدرةا الصاحبة لفعله‪ ،‬فقدرةا العبد وفعله متخلجزمان وليس الفعل موجودأا بإيادأ قدرته‪ ،‬بل قدرته وفعله موجودأان بإيادأ‬
‫قدرةا ال تعال‪ ،‬وذلك كإله على حسب تعلق علم ال الزل‪.‬‬

‫أي لوجوب القولا بأمن ال تعال واحد ف أفعاله‪ .‬فإن من يقولا بأمن الفعالا والفعولت ف هذا‬ ‫‪([32])32‬‬
‫العال نأاتة عن طبيعة راسخمة ف الشأياء بلج مدخلية لرادأةا ال تعال‪ ،‬ول قدرته‪ ،‬فإن هذا كإافر بال تعال‪ ،‬لنأه‬
‫ينسب فعلج ل يليق إل بال إل بعض الخملوقات‪.‬وهو اللق الستخقل‪ .‬فهذا يكون منافيا للتخوحيد‪.‬‬

‫هذا الكلجم عبارةا عن ربدأ على بعض الفلجسفة الذين قالوا بأمن الفعولت ف هذا العال ليست‬ ‫‪([33])33‬‬
‫نأاتة ول صادأرةا عن قدرةا ال تعال‪ ،‬بل هي صادأرةا عن قدرةا وإرادأةا الفلجك والكواكإب ف السمحاء الدنأيا‪ ،‬فالفاعل‬
‫الباشأر هو هذه الفلجك‪ ،‬وقالوا بأمن الفعالا تصدر عن هذه الفلجك بسبب طبيعتخها اللجزمة لزوما واجبا عن مردأ ذات‬
‫ال تعال بلج اختخيار منه‪ ،‬لعدم علمحه التخفصيلي بذه الفعالا‪ ،‬وما دأام علمحه التخفصيلي بذه الزئيات منتخفيا‪ ،‬فكيف‬
‫تتخعلق إرادأته وقدرته با‪ ،‬فعلقوها بإرادأةا للفلجك‪ .‬وهذا الذهب باطل‪ ،‬ومبن على نأفي علم ال تعال بتخفصيل جزئيات‬
‫العال‪ ،‬وكإذلك نأفي تعلق إرادأته بزئيات العال‪ ،‬وكإذلك قدرته‪ .‬فلذا لزمهم الكفر‪.‬‬
‫وكإلجم ال تعال الذي هو صفة ذاته ليس بالروف والصوات وليس متخلبسا بالتتيب من تقدي وتأمخي‬
‫كإالكلجم الادأث الأملوف لنا‪.‬‬

‫ويستحيل ضدد ما تقدما‬ ‫من الصفات الشامخات فاعلما‬

‫واعلم أن هذا الذهب ليس قول لمحيع الفلجسفة‪ ،‬بل قولا لبعضَهم‪ ،‬والققون منهم كإمحا نأص عليه بعض الفضَلجء‬
‫على خلجفه‪ ،‬لفسادأه الظاهر‪.‬‬

‫البتخداع هو الختاع فمحن قالا بذه العقيدةا فقد اختع أمرا ل يكن موجودأا قبله‪ ،‬ولذا سي‬ ‫‪([34])34‬‬
‫مبتخدعا‪ ،‬والقائلون بذلك هم بعض الفرق السلجمية كإالعتخزلة ومن تبعهم‪ ،‬فقد قالوا إن ال تعال قد أودأع قوةا ف العبادأ‬
‫والعبد يلق بذه القوةا أفعاله أي يوجدها من العدم‪ ،‬وليس ال هو الالق لفعالا العبادأ‪ ،‬ول تعلق لقدرةا ال تعال‬
‫بأمفعالا العبادأ‪ .‬فهذا المر إنا هو اختاع من العتخزلة ول يكن لم سلف ف ذلك‪ ،‬ولذلك ساهم أهل السنة بالبتخدعة‪،‬‬
‫والبتخداع هنا دأرجة أقل من الكفر‪ ،‬ولذلك فقد ت التخفريق بي أهل القولا بالطبيعة والعلة‪ ،‬وبي أهل القولا بالقوةا‬
‫الودأعة‪ ،‬وسبب التخفريق أن من قالا بالقوةا الودأعة فقد قالا أيضَا إن ال تعال مت شأاء أن يزيل القوةا من العبد فإنأه‬
‫قادأر على ذلك‪ ،‬بلجف أولئك‪ ،‬الذين اعتخقدوا أن الطبيعة والعلة لزمة للوجودأ‪ .‬فبهذا الفرق ل يمقكفكر الققون من أهل‬
‫السنة العتخزلقة‪ ،‬بل حكمحوا عليهم بالبتخداع فقط‪.‬‬

‫ولكن بعض العلمحاء من أهل السنة قالوا بأمن قولا العتخزلة ل يفتق عن قولا الفلجسفة والوس الذين اعتخقدوا بوجودأ‬
‫خالقي ف الكون خالق للخمي وخالق للشر‪ ،‬وبناءا على التخسوية بينهم‪ ،‬فإن هؤلء العلمحاء حكمحوا بكفر العتخزلة‪ .‬والق‬
‫أن العتخزلة ل يكفرون للفرق الذي ذكإرنأاه‪.‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫هذا هو الشروع بتخلخميص الستخدللا على وجوب اتصاف ال تعال بذه الصفات السلبية المحسة‬ ‫‪([35])35‬‬
‫بالعقل‪ .‬وسوف نأوضح لك أركإان هذا الستخدللا بأمن نأذكإر أولا القواعد الت يعتخمحد عليها الدليل‪ ،‬ث نأـرتب لك‬
‫الستخدللا بالتتيب النطقي‪.‬‬

‫القدمات الت يعتخمحد عليها الدليل الاضي‪:‬‬

‫أول‪ :‬الدور محال‪ ،‬ومعن الدور هو أن يعتخمحد المر على ما يعتخمحد عليه من نأفس الهة‪ .‬ومثالا ذلك أن يقالا إن‬
‫الذي يمحل الطاولة هو أحد‪ ،‬ومن يمحل أحد هو ممحودأ‪ ،‬ومن يمحل ممحودأ هو الطاولة الت يمحلها أحد‪ ،‬فهذا‬
‫الكلجم فاسد بلج ريب‪ ،‬لن الطاولة ممحولة لحد‪ ،‬وأحد ممحولا لمحودأ‪ ،‬فكيف تكون الطاولة حاملة لن يمحل‬
‫حاملها؟! ل يقولا بذا عاقل‪ .‬أو تقولا إن )أ( موجودأةا قبل )ب(‪ ،‬قو )ب( موجودأةا قبل )ج(‪ ،‬قو )ج( موجودأةا قبل‬
‫)أ(‪ ،‬أليس هذا تناقضَا‪ ،‬لا يلزم عليه من كإون )ج( موجودأةا قبل نأفسها‪ ،‬أي يلزم عليه أن يتخمحع وجودأ )ج( وعدمها‬
‫لنِاه لو لم يكن موصوفا‬ ‫بهْا لكان بالسوى معروفا‬
‫وكدل من قام به سواها‬ ‫فهْو الذي في الفقر قد تناهى‬
‫والواحد المعبود ل يفتقر‬ ‫لغيره جيل الغةنرحي الدمحقتةرددر‬

‫ف نأفس الوقت‪ ،‬وهذا مالا قطعا‪ .‬فهذه القاعدةا مستخحيلة بالعقل‪ ،‬وقد أجع العقلجء على استخحالتخها‪.‬‬

‫ثاانأيا‪ :‬كل حادث ل بيد له من مححرد ء‬


‫ث‪ ،‬هذه القاعدةا تكادأ تكون بديهية‪ ،‬ولو ادأعيت فيها البداهة‪ ،‬ل تكن بعيدا‬ ‫د‬
‫عن الق‪ .‬ووجودأ الادأث بلج مدث له مالا عقلج‪ ،‬للزوم كإون الشيء غي مسابو لساويه‪ .‬فلو افتضنا أن )أ( حادأث‪.‬‬
‫لكان )أ( مكنا وجائز الوجودأ عقلج‪ ،‬وكإل ما هو مكن الوجودأ عقلج‪ ،‬فلج بد أن يكون عدمه مساويا لوجودأه‪ ،‬وإل لو‬
‫ل يكن مساويا لوجودأه ف نأفس المر‪ ،‬للزم أن يكون غي مساو له‪ ،‬فيكون أحدها راجحا على الخر‪ ،‬فيلزم إما‬
‫وجوب وجودأه أو وجوب عدمه‪ ،‬فلج يكون مكن الوجودأ بل يكون إما متخنع الوجودأ أو واجب الوجودأ‪ .‬ولكن هذا‬
‫مستخحيل‪ ،‬لن الفرض أنأه مكن الوجودأ‪ .‬إذن كإل مكن فطرف وجودأه مسابو ف نأفسه لطرف عدمه‪ .‬وما دأام هذان‬
‫الطرفان متخساويي‪ ،‬فلو فرضنا أنأه ل يؤثار على مكن أي شأيء غيه‪ ،‬فلم يرجح أحد الطرفي على الخر أمر غي نأفس‬
‫المحكن‪ ،‬فلج يكن أن يوجد المحكن‪ ،‬لنأه لو وجد مثلج‪ ،‬للزم أن طرف الوجودأ ترجح على طرف العدم‪ ،‬ولكن التجيح‬
‫ل يكون إل برجحان الراجح على الرجوح‪ ،‬ولكن قد بيدنا أنأه ل يوجد ف نأفس المر رجحان بي الطرفي‪ ،‬إذن‬
‫يستخحيل أن يوجد المحكن إل بتجيح غيه‪ ،‬أما بالنظر لذات المحكن فقط فلج يكن وجودأه‪ .‬فأمنأت ترى أن مردأ فرض‬
‫وجودأ المحكن بلج مرجح يلزم عنه أن يكون أحد المرين التخساويي راجحا على مساويه‪ ،‬ومساويا له ف نأفس الوقت‪،‬‬
‫ومعلوم أن هذه سفسطة ل يقولا با عاقل‪.‬‬

‫وقد أشأرنأا نن ف مبحث الدوث الدليل النقلي على امتخناع الدور والتجيح بلج مرجح‪ ،‬أي وجودأ الادأث بلج مدث‪،‬‬
‫من قوله تعال)أم مخرلقوا من غي شأيبء أم هم الالقون(‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬التسلسل مستحيل عقل‪ ،‬وهذا البحث من الباحث الهمحة جدا ف علم التخوحيد‪ ،‬وللتخوصل إل إثاباته‬
‫والستخدللا على صحتخه ف نأفس المر‪ ،‬نأتخدرج إليه بدرجات‬

‫الدرجة الول‪:‬تعريف التسلسل‪ ،‬فلج يكن أن نأتخكلم على أمر إل بعد معرفة مفهومه‪ ،‬وهذا واضح فالكم على‬
‫الشيء فرع عن تصوره ولو من جهة ما‪ ،‬كإمحا تنص عليه القاعدةا العقلية‪ .‬فالتخسلسل هو أن يدث قبل كإل حادأث‬
‫حادأث‪ ،‬ل إل بداية‪ ،‬فمحهمحا تصورت حادأثاا ف القدم‪ ،‬فيجحوز أن تتخصور حادأثاا قبله ل إل بداية‪ .‬فيتخكون من ممحوع‬
‫هذه الوادأث سلسلة‪ ،‬غي منقطعة من جهة القدم‪ ،‬ومنقطعة ف الرن الاضر‪ ،‬فهذا المر هو السمحى بالتخسلسل ف‬
‫الرققدرم‪.‬‬
‫واعلم أنأه يكن إرجاع باقي الساء والصفات الت وردأت ف السمحع إل ما ذكإر من الصفات‪ ،‬نو‬
‫الليل وهو العظيم الشأمن الذي يضَع للجله كإل عظيم ويستخحقر بالنسبة لعظمحتخه كإل فخميم‪ .‬والمحيل‬
‫وهو التخصف بصفات المحالا والكمحالا من علم وحياةا وقدرةا وإرادأةا وغيها والنـزه عن العيوب والنقص‪.‬‬
‫ر‬
‫س وهو‬ ‫ل وهو مالك اللجئق ومتخوفل أمورهم‪ .‬والظاهر وهو النـزه عن كإفل ما ل يليق به‪ .‬والمقندو م‬ ‫والو ل‬
‫ب وهو الالك وممقرف كب اللجئق‪ .‬والعلي وهو الرتفع القدرر البـدرأم عن كإفل‬‫العظيم التخنـزيه عن كإفل نأقص‪ .‬والر ن‬
‫نأقص‪.‬‬

‫الدرجة الثانأية‪ :‬هي زيادأةا تليل لفكرةا التخسلسل‪ ،‬فنقولا إن الفكرةا الفتضة السابقة‪ ،‬يعتخقد بعض الناس أنا واقعة‬
‫وحاصلة وليست مستخحيلة‪ .‬وحاصل ما يلزم على هذه الفكرةا أن يكون كإل حادأث مشروطا بادأث قبله‪ ،‬وهكذا ل‬
‫إل بداية‪ ،‬فشرط الادأث اليومي هو حادأث ف المس‪ ،‬وهكذا ل إل بداية للشروط‪ .‬فتختخأملف من هذا الفرض ممحوعة‬
‫شأروط ل ناية لا‪ ،‬فيتخحصل أن الادأث اليومي مشروط بصولا حوادأث ل ناية لا‪ ،‬وانأقضَاء هذه الوادأث‪ ،‬لن‬
‫الفرض أن كإل حادأث فإنأه قبل سابقه‪ ،‬فيستخلزم ذلك انأقضَاء ما ل ناية له من الوادأث‪.‬‬

‫الدرجة الثالثة‪ :‬لو تنبهنا إل اللجزم السابق لرأينا أنأه مالا عقلج‪ ،‬أي ل يكن للعقل السليم أن يصدق به‪ ،‬فلج يوجد‬
‫معن لنأقضَاء ‪-‬أي انأتخهاء‪ -‬ما ل ناية له‪ ،‬لن هذا ف نأفسه تناقض فكأمنأك تقولا إن ما ل ناية له ينتخهي‪ ،‬وواضح‬
‫أن هذه العبارةا متخناقضَة‪ ،‬فأمولا ينقض آخرها‪.‬‬

‫الدرجة الرابعة‪:‬إذا افتضنا أن هذه السلسلة حاصلة‪ ،‬أي سلسلة الوادأث الت تنتخهي اليوم ول بداية لا ف الزلا‪،‬‬
‫فيمحكن ف العقل أن نأتخصور سلسلة أخرى‪ ،‬تنتخهي قبل يومي مثلج‪ ،‬ول بداية لا منذ الزلا أيضَا‪ ،‬فمحا دأام جاز تصور‬
‫الول فيجحوز تصور الثانأية ول مانأع منه عقلج‪ .‬ول يوز لحد أن يقدح ف جواز تصور السلسلة الثانأية الفتضة‪.‬‬
‫وقدحه مردأودأ عليه‪.‬‬

‫لحظ أن هاتي السلسلتخي ليس لمحا نأفس الطولا‪ ،‬أي إن الول تزيد عن الثانأية كإمحا هو الفرض السلم‪.‬‬

‫فإذا تصورنأا السلسلة الثانأية والول‪ ،‬فيجحوز أن نأتخعقل إمكان التخطبيق بينهمحا‪ ،‬أي أن نأقابل كإل فردأ من الول بفردأ من‬
‫الثانأية‪ ،‬وبداية التخطبيق يكون من الزمان الاضر‪ ،‬لنأه هو العلوم التخفصيلي والتخفق على حصوله‪ ،‬وإنا حصل اللجف‬
‫ف حصولا الطرف الزل الفتض‪ ،‬فلو شأرعنا ف التخطبيق من الطرف الاضر‪ ،‬وأسقطنا مقابل كإل حلقة من السلسلة‬
‫الول حلقة من السلسلة الثانأية‪ ،‬واستخمحرينا ف ذلك‪ ،‬فلج يلو المر من أحد ثالجثاة احتخمحالت‪ ،‬الولا‪ :‬أن تنهي الول‬
‫والثانأية معا‪ ،‬أي أن تنتخهي حلقاتمحا معا‪ .‬الثان‪ :‬أن تنهي الثانأية ويبقى من الول عددأ غي مدودأ‪ .‬الثالث أن تنتخهي‬
‫الثانأية ويبقى من الول عددأ مدودأ‪ .‬فهذه هي الحتخمحالت الثلجثاة التخمحلة عند العقل‪ .‬فدعونأا الن نأنظر فيها‪.‬‬

‫أما الحتخمحالا الولا‪ ،‬وهو أن تنتخهي الثانتخان معا‪ ،‬فهو باطل عقلج‪ ،‬ومستخحيل‪ ،‬لنأنا نزم أن الول تزيد عن الثانأية‬
‫بعددأ معي‪.‬‬
‫وال تعال منـزهم عن اللولا ف المكنة‪ ،‬وعن الكون ف الهات وعن التصالا والنأفصالا‪.‬‬

‫وقد اشأتخبه المر على قوم وقوفا مع المور العادأية وتسكا با توهوه ظواهر نأصوص شأرعية فقالا قوم‬
‫بالهة وقالا آخرون بالسمحية‪ ،‬ويلزم منهمحا اللولا والتصالا أو النأفصالا‪ ،‬وها مالن على ال تعال‪.‬‬
‫وقد سلك العلمحاء طريقي ف فهم هذه النصوص‪.‬‬

‫الولا‪ :‬تفويض معانأيها إليه تعال مع إثاباتا‪.‬‬

‫وأما الحتخمحالا الثان‪ :‬وهو أن تنتخهي الثانأية ويبقى من الول عددأ غي مدودأ‪ ،‬فهو باطل أيضَا‪ ،‬لنأنا نأعلم على سبيل‬
‫القطع ل مردأ الفرض والحتخمحالا العقلي‪ ،‬أن الول تزيد على الثانأية بعددأ مدودأ‪ ،‬وهو حلقتخان‪ ،‬فكيف يقالا الن أنا‬
‫تزيد عن الول بعددأ ل متخناهي‪.‬‬

‫وأما الحتخمحالا الثالث‪ :‬وهو أن تنتخهي الثانأية ويبقى من الول عددأ متخناه‪ ،‬فهو الواجب القولا به‪ ،‬ويلزم عليه أن‬
‫السلسلة الثانأية مدودأةا ومتخناهية لنا انأتخهت‪ ،‬ويستخحيل أن ينتخهي ما ل ناية له‪ ،‬فمحا دأات قد انأتخهت‪ ،‬فقولنا إنا ل‬
‫ناية لا كإان باطلج‪ .‬وما دأامت اللقة الثانأية متخناهية فيجحب أن تكون الول متخناهية أيضَا‪ ،‬لنا ل تزيد عن الثانأية إل‬
‫بعددأ مدودأ‪ ،‬وما زادأ على الدودأ بعددأ مدودأ‪ ،‬فهو قطعا مدودأ‪.‬‬

‫إذن فالاصل على جيع الحتخمحالت بطلجن القولا بسلسلة ل ناية لا ف القدم‪.‬‬

‫وقد يقالا‪ ،‬فقلرقم ل نأقولا بأمن كإلتخا السلسلتخي ل تنقطعان‪ ،‬قلنا هذا ل يوز القولا به‪ ،‬لنأه يلزم عليه أنمحا متخساويتخان‪،‬‬
‫ولكننا نأقطع يقينا أنمحا غي متخساويتخي‪ .‬فيجحب أن تنقطع إحداها‪ ،‬فيلزم أيضَا انأقطاع الخرى لزوما‪.‬‬

‫فبهذا التخدريج يتخضَح لك أن العال ل بد أن يكون له بداية‪ ،‬وهذا الدليل نأفسه يكن العتخمحادأ عليه ف الستخدللا على‬
‫حدوث العال‪.‬‬

‫الدرجة الامسة‪ :‬ما يلزم عنه أمر مالا فإنأه ل بد أن يكون مال‪ ،‬وهذه قاعدةا عقلية ثاابتخة‪ ،‬لن المر ل يكن أن‬
‫يكون غيه‪ ،‬أي )أ( ل يكن أن تكون هي عي)ب( إل إذا كإانأت )ب( هي عي )أ( ف القيقة‪ .‬ولكن مع افتاض‬
‫اختخلجفهمحا‪ ،‬فلج يكن أن تكون أ=ب‪ .‬أي إن المر يب أن يكون مهقو مهقو‪.‬‬

‫الدرجة السادأسة‪ :‬مرادأنأا من هذه الدرجات هو إثابات لزوم اتصاف ال تعال بذه الصفات السلبية‪ ،‬وحاصل هذا‬
‫الدليل‪ ،‬أنأنا قد بينا لزوم حدوث العال‪ ،‬فيلزم وجودأ ال تعال الذي أحدث العال‪ ،‬وال تعال لو كإان غي قدي‪ ،‬لكان‬
‫حادأثاا‪ ،‬لمتخناع أن يكون المر ل هو ول غيه‪ ،‬ولكن لو كإان حادأثاا لحتخاج إل الدث‪ ،‬كإمحا بيناه ف القاعدةا الثانأية‪،‬‬
‫ف لللوهية أول‪ ،‬ولو كإان ال تعال‬ ‫فيلزم أن يكون له مدثاا‪ ،‬ولكن أن يكون ال تعال مدثاا أمر باطل لنأه منا ب‬
‫م‬
‫ث له لستخحالة وجودأ المحكن بلج مرجح‪ ،‬كإمحا بيناه ف القاعدةا الول‪ ،‬وهذا الدث لو كإان له‬ ‫حادأثاا‪ ،‬للزم وجودأ مد ب‬
‫مدث لكان إما أن يكون هذا حدث بنفسه أو بغيه‪ ،‬وحدوثاه بنفسه باطل لا مضَى‪ ،‬ولو حدث بغيه فإما أن يكون‬
‫والثان‪ :‬تعيي مامل صحيحة إبطال لذهب الضَافلي وإرشأادأا للقاصرين‪.‬‬

‫والولا أسلم والثان يتخاج إل علم أكإب‪.‬‬

‫واعلم أنأه يستخحيل عليه تعال كإل ما يناف ما تقدم من الصفات؛ فيستخحيل عليه تعال العدم والدوث‬
‫وطمرنو العدم والمحاثالة للحوادأث وعدم القيام بنفسه وعدم القوحدانأية والهل وما ف معناه من ظبن أو غفلبة‬

‫هذا الغي قد حدث بغيه أيضَا وهكذا ل إل ناية‪ ،‬أو أن يكون هذا الثان قد أحدثاه الولا‪ ،‬والصورةا الثانأية هي الدور‬
‫المحتخنع كإمحا بيناه ف القاعدةا الول‪ ،‬والالة الثانأية هي التخسلسل المحتخنع أيضَا كإمحا بيناه ف القاعدةا الثالثة‪.‬‬

‫إذن فالاصل أن ال تعال يب أن يكون قديا‪ ،‬للزوم الالا ف خلجف ذلك‪.‬‬

‫وبنفس الطريقة تثبت الصفات السلبية الخرى‪ ،‬من البقاء والوحدانأية وغيها‪.‬‬

‫القصودأ بالعن هنا ما يقابل الذات‪.‬‬ ‫‪([36])36‬‬

‫بدأ بقوله "صفة" ليدلا أنأنا ل نأعرف حقيقة صفات ال تعال‪ ،‬ولكن غاية ما نأعرفة إنا هو بعض‬ ‫‪([37])37‬‬
‫الحكام التخعلقة با‪ ،‬فنعلم أن الياةا مثلج هي صفة تصحح التصاف بالعلم والرادأةا‪ ،‬أما كإنه وحقيقة هذه الصفة فلج‬
‫نأعلمحها‪ ،‬كإمحا ل نأعلم حقيقة وكإنه الذات اللية‪ ،‬فإن العقل ل يصل إل هذه القاصد‪ .‬والتخحقيق عند أهل السنة أنأنا‬
‫ل نأعلم حقيقة ذات ال تعال ول صفاته‪ .‬وكإذلك يقالا فيمحا يأمت أيضَا‪.‬‬

‫معن هذا الكلجم أن من كإان حيا‪ ،‬فإنأه يوز أن يكون عالا ومريدا‪ ،‬فالياةا شأرط للرادأةا والعام‬ ‫‪([38])38‬‬
‫وليست سببا لا‪،‬بعن أن كإل حبي فهو كإذلك‪ ،‬بل الصحيح أن كإل ما هو عال ومريد‪ ،‬فيجحب أن يكون حديا‬
‫ويستخحيا أن ل يكون حيا‪ ،‬أي ميتخا‪ .‬فالياةا عند أهل السنة صفة من شأأمنا ‪ ،‬تصحح التصاف باتي الصفتخي‪.‬‬

‫وبعض الناس قد يفهم الياةا بأمنا تستخلزم الركإة‪ ،‬وهذا الكلجم باطل‪ .‬فلج يوز أن يقالا إن الدي يب أن يكون‬
‫متخحركإا‪ ،‬بل يكن أن يكون الوجودأ حيا وليس متخحركإا لعدم جواز الركإة عليه‪ .‬وقد وقع السمحة ف هذا الشأكالا‪،‬‬
‫ومشوا عليه‪ ،‬فاعتخقدوا أن ال تعال يب أن يكون متخحركإا‪ ،‬وعللوا ذلك بأمنأه حبي‪.‬وهذا الكلجم باطل‪.‬‬

‫قالا تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما ف السمحاوات وما ف الرض من‬
‫ذا الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه‬
‫السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم]‪ ،([255‬فتخأممل رحك ال كإيف أتبع ال تعال وصفه رلذاته‬
‫بالياةا بوصف نأفسه بالقيومية‪ ،‬والقيومية ليست هي الركإة‪ ،‬بل هي التخدبي الذي ل يعزب فيه عنه شأيء‪ .‬ومعلوم أن‬
‫أو نأسيان أو نأوم أو اشأتخغالا بشأمن عن شأأمن‪ ،‬ويستخحيل عليه تعال الوت والعجحز وما ف معناه من فتخور‬
‫ب‪ .‬وكإذا يستخحيل عليه تعال عدم الرادأةا بأمن يقع ف ملكه ما ل يريد‪ .‬ويستخحيل عليه تعال‬ ‫صب‬‫أو نأق ق‬
‫الصمحم والعمحى‪.‬‬

‫التخدبي بذا العن يستخلزم أن يكون القدبفـمر حيا‪ .‬فهذه إشأارةا قرآنأية إل أن الياةا ل علجقة لا بالركإة بل بالعلم والرادأةا‬
‫م‬
‫والقدرةا‪.‬‬

‫وقالا تعال ف سورةا آلا عمحران)تول الليل ف النهار وتول النهار ف الليل وترج الحي من الميت وترج اليت من الي‬
‫وترزق من تشاء بغي حساب]‪ ،([27‬وف هذه الية جعل ال تعال الدي مقابلج للمحيت‪ ،‬ومعلوم أن اليت ليس هو‬
‫الذي ل يتخحرك‪ ،‬بل هو الذي ل إدأراك فيه ول تدبي لمور نأفسه‪ ،‬فكثي من المراض تعل النأسان غي متخحرك‪،‬‬
‫ولكن هذا ل يستخلزم أن يكون النأسان ميتخا‪ ،‬وذلك لن هذا النأسان ما يزالا مدركإا‪ ،‬فالدأراك هو علجمة الياةا وليس‬
‫الركإة‪.‬‬

‫وف سورةا النأعام)إن ال فالق الب والنوى يرج الي من اليت ومرج اليت من الي ذلكم ال فأمن تؤفكون]‪.([95‬‬
‫وف سورةا الفرقان)وتوكإل على الحي الذي ل يموت وسبح بحمده وكفى به بذنِاوب عباده خبيرا]‪ ،([58‬هذه الية‬
‫دأليل قوي أيضَا على أن الياةا لا علجقة بالقدرةا على التخدبي ول علجقة لا بالركإة‪ ،‬ولذلك عقب ال تعال كإونأه حيا‬
‫بكونأه خبيا بعبادأه‪ ،‬ومعلوم أن البةا بالعبادأ هي العلم بأمفعالم وعاقبة أمورهم‪.‬‬

‫وف سورةا الروم)يرج الي من اليت ويرج اليت من الي وييي الرض بعد موتا وكإذلك ترجون]‪ .([19‬وف سورةا‬
‫اللك)الذي خلق الموت والحياةا ليبلوكإم أيكم أحسن عمحلج وهو العزيز الغفور]‪ .([2‬فالوت مقابل للحياةا‪ ،‬وكإل‬
‫منهمحا سبب يعقبه البتخلجء‪ ،‬ومعلوم أنأه ليس كإل متخحرك فهو قابل للجبتخلجء‪ ،‬بل القابل للجبتخلجء إنا هو الدرك‪،‬‬
‫والتخصف بالعلم والرادأةا‪.‬‬

‫وف سورةا البقرةا)ولكم ف القصاص حياةا يا أول اللباب لعلكم تتخقون]‪ ،([179‬فالقصاص يتخعظ به الناس‪ ،‬وليس من‬
‫شأرط الذي يتخعظ أن يكون متخحركإا‪ ،‬بل الشرط فيه أن يكون مدركإا مريدا‪ ،‬ولذلك عب ال تعال عن حصولا نأتخيجحة‬
‫الوعظة بصولا شأرطها‪ ،‬وهو الرادأةا والعلم‪ .‬وكإذلك وف سورةا يس)لينذر من كإان حيا ويق القولا على الكافرين]‬
‫‪ ،([70‬فالنأذار يكون لن كإان حيا‪ ،‬ول يوز أن تكون الياةا هنا بعن الركإة لن كإثيا من التخحركإي ل يتخعلق به‬
‫النذارةا‪ ،‬بل الذين تتخعلق بم إنا هم الدركإون العالون‪.‬‬

‫وف سورةا النأبياء)أول ير الذين كإفروا أن السمحاوات والرض كإانأتخا رتقا ففتخقناها وجعلنا من الاء كإل شأيء حي أفلج‬
‫يؤمنون]‪.([30‬‬
‫والدليل على وجوب اتصافه تعال با مضَى ذكإره من صفات نأفسية وسلبية ومعان أنأه لو ل يكن تعال‬
‫موصوفا با للزم اتصافه بأمضدادأها‪ ،‬وكإل من اتصف بأمضدادأها كإان فقيا متخاجا‪ ،‬وهو تعال غن ل‬
‫يفتخقر إل غيه‪.‬‬

‫وجائز في حقه اليجاد‬ ‫والترك والشقاء والسعادد‬


‫ومن يدقحل فرحعدل الصلرح وةجبا‬ ‫على الله قد أساءة الةدبا‬

‫ومن الدألة القوية على أن الي ليس من شأرطه الركإة‪ ،‬بل يستخلزمه الدأراك فقط‪ ،‬ما وردأ من ثابوت حياةا النأبياء ف‬
‫قبورهم‪ ،‬قالا ابن حجحر العسقلجن ف فتخح الباري)‪ ":(6/489‬وقد جع البيهقي كإتخابا لطيفا ف حياةا النأبياء ف قبورهم‬
‫أوردأ فيه حديث أنأس النأبياء أحياء ف قبورهم يصلون"اهـ‪ ،‬ث قالا‪":‬قلت وإذا ثابت أنم أحياء من حيث النقل فإنأه‬
‫يقويه من حيث النظر كإون الشهداء أحياء بنص القرآن والنأبياء أفضَل من الشهداء ومن شأواهد الديث ما أخرجه‬
‫أبو دأاودأ من حديث أب هريرةا رفعه وقالا فيه وصلوا علي فإن صلتكم تبلغني حيث كإنتخم سنده صحيح وأخرجه أبو‬
‫الشيخ ف كإتخاب الثواب بسند جيد بلفظ من صلى على عند قبي سعتخه ومن صلى علي نأائيا بلغتخه وعند أب دأاودأ‬
‫والنسائي وصححه بن خزية وغيه عن أوس بن أوس رفعه ف فضَل يوم المحعة فأمكإثروا علي من الصلجةا فيه فإن‬
‫صلتكم معروضة علي قالوا يا رسولا ال وكإيف تعرض صلجتنا عليك وقد أرمت قالا أن ال حرم على الرض أن‬
‫تأمكإل أجسادأ النأبياء‪".‬اهـ‪ .‬فأمنأت ترى كإيف فسر النب عليه الصلجةا والسلجم حياته ف قبه بأمنأه يدرك ويعلم من يصلي‬
‫عليه فيستخغفر له ف قبه‪ ،‬ول يقل النب عليه السلجم أن الياةا تستخلزم الركإة‪ .‬فحياةا النأبياء ف قبورهم معناها إذت‬
‫إدأراكإهم لا يصل من أفعالا العبادأ بإذن ال تعال‪ ،‬واستخغفارهم لم بعد ذلك‪.‬‬

‫ما مضَى تعلم أيها القارئ أن الياةا تستخلزم صفات الدأراك‪ ،‬ول يوز أن يقالا إن الياةا تستخلزم الركإة‪ .‬ومن هذا‬
‫فمحعن كإون ال تعال حيا‪ ،‬هو أنأه متخصف بصفة تصحح التصاف بالعلم والرادأةا وغي ذلك من الصفات‪ ،‬ول يوز‬
‫أن يقولا قائل إن معن كإون ال تعال حيا هو أنأه يتخحرك مت شأاء‪ ،‬فإن هذا هو قولا السمحة‪ ،‬الذين قالوا علجمة ما‬
‫بي الي واليت هي الركإة‪ ،‬فالي هو التخحرك‪ ،‬وعلى ذلك قالوا إن معن كإون ال تعال حيا هو أنأه متخحرك‪ .‬وقولم‬
‫هذا باطل بطلجنأا بينا وليس لم عليه دأليل‪ ،‬بل هو مض توهات‪ .‬فتخنبه‪.‬‬

‫كإون ال تعال عالا‪ ،‬هذا أمر متخفق عليه بي جيع الفرق‪ ،‬بل ل يوجد أحد من العقلجء آمن‬ ‫‪([39])39‬‬
‫بوجودأ ال إل وأثابت له التصاف بالعلم‪ .‬والعلم هو صفة كإاشأفة عن العلومات‪ ،‬والعلومات هي جيع المور الندرجة‬
‫تت القسام العقلية الثلجثاة‪ ،‬وهي الواجبات والستخحيلجت والائزات‪ ،‬والعلم متخعلق أيضَا بالوجودأات والعدومات‬
‫عند أهل السنة‪ .‬فال تعال عال بمحيع المور منذ الزلا‪ ،‬يعلم الكليات والزئيات‪ ،‬وما يكون وما ل يكون‪.‬‬

‫فالعلم صفة كإاشأفة‪ ،‬وعلم ال تعال ل يتخغي‪ ،‬ول يوز عليه التخغي‪ ،‬لنأه لو جاز عليه التخغي للزم على ذلك أن يكون‬
‫جائز الوجودأ‪ ،‬وللزم إذا تغي أن يتخحولا العلم جهلج‪ ،‬وهذا كإله ل يوز على ال تعال‪.‬‬
‫واجزم أةرخحي بردرؤُية اللره‬ ‫في جنيرة الدخحلرد بل تناهي‬
‫إرذ الدوقوعد جائثز بالعحقرل‬ ‫وقد ةأتى فيره دليدل النيبحقرل‬

‫وإحاطة علم ال تعال بالمور كإلها‪ ،‬يعن أنأه كإاشأف عنها‪ ،‬ول يفى على ال تعال شأيء منها‪.‬‬

‫قالا تعال ف سورةا البقرةا)هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استخوى إل السمحاء فسواهن سبع ساوات وهو‬
‫بكل شيء عليم]‪ ،([29‬وفيها)فمحن بدله بعد ما سعه فإنا إثه على الذين يبدلونأه إن ال سيع عليم]‬
‫‪،([181‬وفيها)يسأملونأك ماذا ينفقون قل ما أنأفقتخم من خي فللوالدين والقربي واليتخامى والساكإي وابن السبيل وما‬
‫تفعلوا من خير فإن ال به عليم]‪ .([215‬هذه اليات تدلا على أن ال تعال يعلم المور الزئية والكلية‪ ،‬والقصودأ‬
‫بالكلية أي القوانأي الكلية الت يسي عليها الكون‪ ،‬وأما الزئيات فهي عبارةا عن المور الادأثاة يوميا‪ ،‬كإحركإة الشجحر‬
‫وسي النأسان من مكان إل مكان‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬فكل ما هو ضمحن السمحاوات والرض فإن ال تعال يعلمحه‪.‬‬

‫وف سورةا آلا عمحران)ث أنأزلا عليكم من بعد الغم أمنة نأعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهتخهم أنأفسهم يظنون بال‬
‫غي الق ظن الاهلية يقولون هل لنا من المر من شأيء قل إن المر كإله ل يخفون في أنِافسهْم ما ل يبدون لك‬
‫يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كإنتخم ف بيوتكم لبز الذين كإتخب عليهم القتخل إل‬
‫مضَاجعهم وليبتخلي ال ما ف صدوركإم وليمححص ما ف قلوبكم وال عليم بذات الصدور]‪ ،([154‬فال تعال عليم‬
‫بالكلجم النفسي الكامن ف الصدور‪ ،‬والذي ل يعب عنه النأسان بالعبارات واللفاظ‪ ،‬وهو الديث النفسي‪.‬‬

‫وقالا تعال ف سورةا لقمحان)إن ال عنده علم الساعة وينزلا الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نأفس ماذا تكسب‬
‫غدا وما تدري نأفس بأمي أرض توت إن ال عليم خبي]‪ ،([34‬هذه الية من الدألة الكإيدةا على أن ال تعال عال‬
‫بالمور الت ل تصل بعد‪ ،‬فهو عال بالستخقبل‪ ،‬الزئيات منه والكليات‪ .‬وهي دأليل واضح على فسادأ قولا من قالا‬
‫بأمن ال تعال ل يعلم المور الستخقبلة‪ .‬وف سورةا الحزاب)إن تبدوا شأيئا أو تفوه فإن ال كإان بكل شأيء عليمحا]‬
‫‪.([54‬وف سورةا فاطر)أو ل يسيوا ف الرض فينظروا كإيف كإان عاقبة الذين من قبلهم وكإانأوا أشأد منهم قوةا وما‬
‫كإان ال ليعجحزه من شأيء ف السمحاوات ول ف الرض إنأه كإان عليمحا قديرا]‪.([44‬وف هاتي اليتخي دأليل ثاابت على‬
‫تعلق علم ال تعال الزل بأمفعالا الكلفي‪ ،‬وهي ردأب على من قالا بأمن علم ال تعال يكشف عن المور الستخقبلة الت‬
‫بينها وبي غيها علجقة العلية والعلولية فقط‪ ،‬وأما ما سوى ذلك كإأمفعالا النأسان‪ ،‬فإن ال تعال ل يعلمحه‪ ،‬ول يتخعلق‬
‫به علمحه‪ .‬فهاتان اليتخان تدلن على أن علم ال تعال يتخعلق بذلك‪ .‬وإل لحتخاج هو أيضَا إل السي ف الرض للعلم‬
‫با تصي عليه المور‪.‬‬
‫ت بالفعل أم ل توجد‪ ،‬ويوز ف حقه تعال تكرمك‬ ‫ر‬
‫واعلم أنأه يوز ف حقه تعال إيامدأ المحكنات سواء موجقد ك‬
‫ي مكن أو تركإه أممر جائمز ف حقه تعال‪ ،‬فلج يب‬ ‫ت أم ل توجد‪ ،‬فإيامدأ أ ف‬ ‫ر‬
‫اليادأ للمحكنات سواء موجقد ك‬
‫عليه شأيءم من غيه ولكن هو تعال يوجب على نأفسه أشأياء‪.‬‬

‫ويوز ف حقه تعال الشأقامء‪ ،‬وهو خلق قدرةا الكفر أو خلق الكفر ف العبد‪ ،‬والعياذم بال‪ .‬ويوز ف‬
‫حقه تعال السعادأ‪ ،‬وهو خلق قدرةا الطاعة أو هو خلق الطاعة ف العبد ويسمحى بالداية‪.‬‬

‫وف سورةا يس)والشمحس تري لستخقر لا ذلك تقدير العزيز العليم]‪ ([38‬وهذه الية تدلا على أن ال تعال ل يعلم‬
‫فقط ما هي عليه المور ف الزمان الاضر بل يعلم أيضَا ما سوف تستخقر عليه ف الستخقبل‪ .‬وهذا المر من المور الت‬
‫يستخقل بعلمحها رب العالي‪ ،‬فلج سبيل أمام البشر للعلم با‪.‬‬

‫وف سورةا الذاريات)فأموجس منهم خيفة قالوا ل تف وبشروه بغلجم عليم]‪ [28‬فأمقبلت امرأته ف صرةا فصكت وجهها‬
‫وقالت عجحوز عقيم]‪ [29‬قالوا كإذلك قالا ربك إنأه هو الكيم العليم]‪ ([30‬وهذه الية من اليات الواضحة الدللة‬
‫على تفردأ علم ال تعال با سيحصل‪ ،‬أي إنأه يتخعلق بالستخقبل أيضَا‪.‬‬

‫قالا تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما ف السمحاوات وما ف الرض من ذا‬
‫الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه‬
‫السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم]‪.([255‬وف سورةا النأعام)وعنده مفاتح الغيب ل يعلمحها‬
‫إل هو ويعلم ما ف الب والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمحها ول حبة ف ظلمحات الرض ول رطب ول يابس إل ف‬
‫كإتخاب مبي]‪ ([59‬لقد سبق استخجحلجب أدألة كإثيةا على علم ال تعال بالمور كإلها ولكن ماذا يريد الباحث عن‬
‫اليقي دأللة أقوى من هذه‪.‬‬

‫واعلم أن صفة العلم الثابتخة ل تعال من أهم الصفات الت يب على الكلف أن يعتخقد بثبوتا ل تعال‪ ،‬فإن باقي‬
‫الصفات تعتخمحد عليها‪ ،‬كإالرادأةا والقدرةا‪ ،‬وسوف يأمت التخنبيه على ذلك‪ .‬وأيضَا فقد مدر أن كإون ال تعال عالا أمر قد‬
‫اتفق عليه سائر الطوائف‪.‬‬

‫القدرةا هي كإمحا فسرها‪ ،‬فهي صفة من شأأمنا أن يتتب عليها اليادأ والعدام‪ ،‬فاليادأ هو إعطاء‬ ‫‪([40])40‬‬
‫المر المحكن الوجوقدأ بعقد العدم‪ .‬والعدام‪ ،‬سلب هذا الوجودأ عنه‪ .‬وهل تتخعلق القدرةا بالعدام أو ل‪ ،‬اتفق العلمحاء‬
‫على تعلق القدرةا اللية بالعدام‪ ،‬ولكن اختخلفوا ف معن العدام‪ ،‬فهل القدرةا توجد العدام‪ ،‬أم إن مردأ عدم تعلق‬
‫القدرةا بالمر يستخلزم ذلك العدام‪ ،‬وهذا القولا مبن على أن متخعلقات القدرةا ل يكن أن تكون إل أمورا وجودأية‪.‬‬
‫وهو قولا وجيه جدا‪.‬ومنه ما قاله المام العلجمة البيجحوري ف حاشأيتخه ص ‪ 64‬على الوهرةا توضيحا لقولا المام‬
‫الشأعري رضي ال تعال عنه‪":‬وذهب الشأعري إل أنا ل تتخعلق بإعدامنا بعد وجودأنأا‪ ،‬بل إذا أرادأ ال عدم المحكن‬
‫قطع عنه المدادأات فينعدم بنفسه‪ ،‬كإالفتخيلة إذا انأقطع عنها الزيت انأطفأمت بنفسها"اهـ‪ ،‬وانأطفاء الفتخيلة راجع إل أنأه‬
‫ل يوجد لا من نأفسها أي وجودأ‪ ،‬ول بقاء على الوجودأ‪ ،‬وتفصيله ف الطولت‪.‬‬
‫ول يب عليه تعال رعاية الصلجح والصلح لعبيده‪ ،‬إذ لو وجب عليه ما هو الصلح ف حق عبيده ما‬
‫وقعت منة وما خلق ال تعال الكافر الفقي العذب دأنأيا وأخرى‪ ،‬وما حصل ألم لررطكفبل ل تكليف عليه‪،‬‬
‫ولا كإانأت بعض البهائم والطيور ف غاية الضَعف والبلجء وغي هذا‪.‬‬

‫وأيضَا لو وجب لا بقي ف قدرةا ال تعال بالنسبة إل مصال عبادأه شأيء آخر‪ ،‬إذ قد أتى ما ف وسعه‬
‫من الصلح الواجب‪.‬‬

‫والدألة القرآنأية على اتصاف ال تعال بالقدرةا كإثيةا جدا‪ ،‬منها قوله تعال ف سورةا البقرةا)أو كإالذي مر على قرية وهي‬
‫خاوية على عروشأها قالا أن ييي هذه ال بعد موتا فأمماته ال مائة عام ث بعثه قالا كإم لبثت قالا لبثت يوما أو‬
‫بعض يوم قالا بل لبثت مائة عام فانأظر إل طعامك وشأرابك ل يتخسنه وانأظر إل حارك ولنجحعلك آية للناس وانأظر إل‬
‫العظام كإيف نأنشزها ث نأكسوها لمحا فلمحا تبي له قالا أعلم أن ال على كإل شأيء قدير]‪ ،([259‬وهذه الية من‬
‫أعظم اليات الدالة على قدرةا ال تعال وتعلقها بالمحكنات مطلقا‪ ،‬والقصودأ بالمحكنات أي المور الت تقبل الوجودأ‬
‫وتقبل البقاء على العدم‪ ،‬وذلك لقوله تعال )وانِاظر إلى العظام كيف نِانشزها ثم نِاكسوها لحما( فهذا الفعل ل ريب‬
‫أن ال تعال قادأر عليه قبل وجودأه‪ ،‬وإل لا أمكن أن يفعله‪ ،‬لنأه قبل فعل ال تعلى له‪ ،‬ل يكن موجودأا‪ ،‬وكإذلك فال‬
‫تعال قادأر على ضده بعد أن أوجده‪ ،‬أي يكن لو شأاء ال تعال أن يعدمه أن يعدمه‪ ،‬ويعل مله ضده‪ ،‬وهذا معن‬
‫كإون القدرةا تتخعلق بمحيع المحكنات‪ ،‬أي قبل وجودأها‪ ،‬تعلقا صلوحيا‪ ،‬وبعد وجودأها‪ ،‬أي تعلقا تنجحيزيا‪ ،‬ويستخحيل‬
‫وجودأ مكن ل تتخعلق به قدرةا ال تعال تعلقا تنجحيزيا‪ ،‬وهذا هو قولا أهل السنة‪ ،‬خلجفا للمحعتخزلة الذين قالوا بأمن أفعالا‬
‫العبادأ ملوقه لم‪ ،‬ولكن قدرةا ال تعال متخعلقة با تعلقا صلوحيا‪ ،‬ومن قالا منهم بأمن قدرةا ال تعال ل يكن أن تتخعلق‬
‫بفعل العبد بغي هذا العن فهو ف ضلجلا أكإيد‪.‬‬

‫وف سورةا البقرةا أيضَا )ل ما ف السمحاوات وما ف الرض وإن تبدوا ما ف أنأفسكم أو تفوه ياسبكم به ال فيغفر لن‬
‫يشاء ويعذب من يشاء وال على كإل شأيء قدير]‪ ،([284‬فالغفرةا بيد ال تعال والتخعذيب أيضَا بيد ال تعال أي‬
‫بقدرته‪ ،‬وكإل منهمحا تابع لرادأةا ال تعال‪ ،‬ومردأ العلم بأمن كإلج من العذاب والثواب تابع لرادأةا ال تعال دأليل على‬
‫انمحا غي واجبي على ال تعال‪ ،‬لن كإل ما تعلقت به إرادأةا ال تعال فهو غي واجب‪ ،‬لن الواجب ل يكن إل أن‬
‫يقع‪ ،‬ولكن ما كإان متتبا على إرادأةا ال تعال‪ ،‬أي إن شأاء فعله‪ ،‬وإن شأاء ل يفعله‪ ،‬فلج يكن أن يكون واجبا‪ ،‬وهذا‬
‫من الدألة العقلية على ما قاله أهل السنة من أن العقاب والثواب غي واجبي على ال تعال‪ ،‬بل ها عدلا وفضَل منه‬
‫جل شأأمنأه‪ ،‬وذلك خلجفا لهل العتخزالا ومن تابعهم من الشيعة خاصة الثان عشرية‪.‬وأما الدليل العقلي فسيأمت بإذن‬
‫ال تعال‪.‬‬

‫وقالا تعال ف سورةا النساء)إن يشأم يذهبكم أيها الناس ويأمت بآَخرين وكإان ال على ذلك قديرا]‪ ،([133‬وف‬
‫الائدةا)لقد كإفر الذين قالوا إن ال هو السيح ابن مري قل فمحن يلك من ال شأيئا إن أرادأ أن يهلك السيح ابن مري‬
‫وأمه ومن ف الرض جيعا ول ملك السمحاوات والرض وما بينهمحا يلق ما يشاء وال على كإل شأيء قدير]‪،([17‬‬
‫تأممل رحك ال تعال ف هاتي اليتخي لتخعلم منهمحا قاعدةا عظيمحة من قواعد علم التخوحيد‪ ،‬فإنمحا دأليل ساطع على‬
‫للد‪ ،‬وتكون الرؤية من غي إحاطة بدودأ الرئي وناياته‪،‬‬ ‫ويوز رؤية الله سبحانأه وتعال ف جنة ا م‬
‫لستخحالة الدودأ والنهايات عليه تعال‪ ،‬فكمحا أنم يعلمحونأه بلج حبد وناية‪ ،‬فهم يرونأه كإذلك‪ .‬ورؤيتخه‬
‫تعال جائزةا عقلج إذ العاقل إذا مخلفقي ونأفقسهم ل يكم بامتخناعها‪ ،‬لواز رؤية كإل موجودأ‪ ،‬وقد أتى فيه‬
‫أيضَا دأليمل النقل‪ ،‬كإقوله تعال )وجوه يومئذ نأاضرةا‪ ،‬إل ربا نأاظرةا(‪.‬‬

‫عدم وجوب شأيء من المور على ال تعال‪ ،‬فلو شأاء ال تعال أن يعدم الناس أجعي من دأون الثواب والعقاب لفعل‬
‫ذلك وكإان ذلك جائزا له‪ ،‬ول يكن لحد أن يسأمله عن سبب ذلك‪ ،‬وكإذلك لو أرادأ ال تعال أن يعدم السيح ابن‬
‫مري وأمه ومن ف الرض جيعا‪ ،‬من دأون ثاواب لم ول عقاب‪ ،‬لا جاز لحد أن يعتض‪ ،‬وتأممل كإيف عقب ال جل‬
‫شأأمنأه ذلك بقوله )يخلق ما يشاء‪ ِ،‬وال على كل شيء قدير( أي إن اللق غي واجب على ال تعال‪ ،‬بل هو تابع‬
‫لض مشيئتخه وإرادأته‪ ،‬وهو جل شأأمنأه قادأر على خلق أي أمر من المحكنات‪ .‬فيفهم من الية كإمحا ترى عدم وجوب‬
‫شأيء من الثواب والعقاب بل ول اللق ابتخداءا ول دأواما على ال عز وجل‪ ،‬بل كإل ما كإان من قبيل أفعاله تعال فهو‬
‫جائز له‪ ،‬ل شأيء من أفعاله واجب ول شأيء منها مستخحيل‪.‬‬

‫وقالا تعال ف سورةا النور)وال خلق كإل دأابة من ماء فمحنهم من يشي على بطنه ومنهم من يشي على رجلي ومنهم‬
‫من يشي على أربع يلق ال ما يشاء إن ال على كإل شأيء قدير]‪ ،([45‬تدلا هذه الية على أن تنويع الخملوقات‬
‫إنا ت بإرادأةا ال تعال ل بوجوبه عليه‪ ،‬ول لن هذا التخنويع أصلح لا‪ ،‬وإل لا جاز أن يقولا ال عز وجل ف ناية‬
‫الية)يلق ال ما يشاء إن ال على كإل شأيء قدير( لنأه لو كإان واجبا عليه‪ ،‬لا كإان يلق ما يشاء‪ ،‬بل يلق ما يب‬
‫عليه‪ ،‬وكإذلك ل يكن على كإل شأيء قديرا‪ ،‬بل ل يكن قديرا إل على الواجب عليه‪ ،‬لنأه حينذاك يستخحيل تعلق‬
‫إرادأته إل بالواجب‪ .‬وهذا القولا باطل كإمحا ترى‪ ،‬فإنأه يؤدأي إل القولا بأمن ال تعال موجب وفاعل ل بإرادأته‪ .‬وهو‬
‫عي قولا الفلجسفة‪.‬‬

‫قالا تعال ف سورةا البقرةا)تلك الرسل فضَلنا بعضَهم على بعض منهم من كإلم ال ورفع بعضَهم‬ ‫‪([41])41‬‬
‫دأرجات وآتينا عيسى ابن مري البينات وأيدنأاه بروح القدس ولو شأاء ال ما اقتختخل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتم‬
‫البينات ولكن اختخلفوا فمحنهم من آمن ومنهم من كإفر ولو شأاء ال ما اقتختخلوا ولكن ال يفعل ما يريد]‪.([253‬‬

‫وقالا تعال ف سورةا الائدةا)بركسم الر القرحن القرحيم يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقودأ أحلت لكم بيمحة النأعام إل ما‬
‫يتخلى عليكم غي ملي الصيد وأنأتخم حرم إن ال يكم ما يريد]‪.([1‬وقالا تعال ف سورةا هودأ)خالدين فيها ما دأامت‬
‫السمحاوات والرض إل ما شأاء ربك إن ربك فعالا لا يريد]‪.([107‬وقالا تعال ف سورةا الج)إن ال يدخل الذين‬
‫آمنوا وعمحلوا الصالات جنات تري من تتخها النار إن ال يفعل ما يريد]‪.([14‬وقالا ف سورةا البوج)إن بطش ربك‬
‫لشديد]‪ [12‬إنأه هو يبدئ ويعيد ]‪ [13‬وهو الغفور الودأودأ]‪ [14‬ذو العرش اليد]‪ [15‬فعالا لا يريد]‪([16‬‬
‫ف جميةع الدرحسرل بالمانِاة‬ ‫ور‬
‫ص ح‬ ‫والصدق والتبليغ والفطانِاة‬
‫ة‬
‫ويستحيل ضدها عليرهْدم‬ ‫وجائثز كالكرل في حقرهْدم‬
‫إرسالهْم تف د‬
‫ضثل وةرححةمحة‬ ‫للعاةلميةن ةجيل دمولرحي النيبحعةمحة‬

‫وأما إرسالا الرسل عليهم الصلجةا والسلجم‪ ،‬فيجحب على الكلف أن يعتخقد أنم متخصفون بالصفات‬
‫التخالية‪:‬‬

‫المانأة‪ :‬وهي حفظ ال تعال بواطنهم وظواهرهم من التخلبس بنهبي عنه‪ ،‬ولو نقي كإراهة ولو حالا‬
‫الطفولية‪ ،‬وهو معن الرعصقمحرة‪ .‬فلو جاز فعلهم لذلك لصبح الدرمم أو الكروه طاعة لنأا أمرمرنأا بالقتخداء‬
‫بم‪.‬‬

‫صدمق‪ :‬أي ف دأعواهم الرسالة وف تبليغهم الحكام‪ .‬ولو جاز عليهم الكذب للزم الكذب ف خبه‬ ‫وال ف‬
‫تعال لنأه أقمقرنأا بتخصديقهم‪.‬‬

‫والتخبليغ‪ :‬أي إيصالا الحكام الت أمرمروا بتخبليغها إل الكرقسرل إليهم‪ ،‬إذ هم مأممورون بالتخبليغ‪.‬‬
‫م‬
‫والفطانأة‪ :‬وهي رحددةام العقل وذكإاؤه‪ ،‬فلج يوز الغباء ف حق الرسل لنم مأرسلوا لقامة الجحة‪ ،‬ول‬
‫يقيمحها غر ب‬
‫ب‪ .‬ولنأا مأممورون بالقتخداء بم‪ ،‬والكققتخدى به ل يكون بليدا‪.‬‬
‫م‬
‫واعلم أنأه يستخحيل ف حق الرسل عليهم الصلجةا والسلجم ضد الواجبات الربعة التخقدمة‪ ،‬فيستخحيل‬
‫عليهم اليانأة بأمن يفعلوا فعلج منهيا عنه‪ ،‬فأمفعالم ل تلو عن الواجب والندوب والباح‪ ،‬وهذا بالنظر‬
‫إل الفعل ذاته‪ ،‬وأما بالنظر إل عوارضه‪ ،‬فالق أن الباح يقع منهم مصاحبا لنيبة تصرمفه إل كإونأه‬
‫مطلوبا‪ .‬ويستخحيل عليهم الكذب ودأليله نأفس دأليل وجوب صدقهم‪ .‬ويستخحيل عليهم كإتخمحان بعض ما‬
‫أمرمروا بتخبليغه‪ ،‬وكإذا يستخحيل عليهم البلجهة والغفلة والبلجدأةا‪.‬‬

‫ض بشري ل يؤدأي إل نأقص ف مراتبهم العلية‪ ،‬بأمن ل‬ ‫واعلم أنأه يوز ف حقهم عليهم السلجم مكإنل قعقر ب‬
‫يكون منهيا عنه ول مباحا مزريا عاقدأةاا ول مرضا مزمنا تعافه النفس‪.‬‬

‫والعراض البشرية الشار إليها جائزةا سواء كإانأت ما ل يستخغن عنه عادأةا كإالكإل والشرب والنوم أم‬
‫كإانأت ما يستخغن عنه كإأمكإل الفواكإه والنكاح‪.‬‬
‫ول تلو هذه العراض النازلة بم من فوائد كإتخعظيم أجورهم وكإالتخشريع كإمحا عرفنا أحكام السهو ف‬
‫الصلجةا من سهوه صلى ال عليه وسلم‪ .‬وكإالتخسلي بأمحوالم إذا نأـزلا بنا ما نأـزلا بم‪ ،‬وكإالتخنبيه على حقارةا‬
‫الدنأيا ورخدسة قكدررها إذا علمحنا ما نأـزلا بم‪.‬‬

‫واعلم أن إرسالا الرسل عليهم السلجم إنا هو تفضَل من ال وإحسان‪ ،‬وليس بواجب عليه‪ .‬وأن اللق‬
‫متخاجون إل الرسل‪ ،‬والعقل ل يكفي ف الداية‪ ،‬وهو إن كإفى ف أمور العيش جدل‪ ،‬فلج يكفي ف‬
‫دأقائق الشرع والسمحعيات الت ل تمـتخقـلقدقى إل من الرسل‪.‬‬

‫ب‬‫ويلزم اليمان بالحسا ر‬ ‫ب‬‫والحشر والعقاب والثوا ر‬


‫والنشر والصراط والميزارن‬ ‫ض والنيرارن والجنارن‬
‫والحو ر‬
‫والجين والملك ثم النِابيا‬ ‫والحور والرولدارن ثم الوليا‬
‫وكل ما جاء من البشيرر‬ ‫من كيل حكءم صار كالضروري‬

‫وأما الضَروري من الدين‪ ،‬فيجحب على الكلف اليان بالساب وهو توقيف ال تعال عبادأه ف الشر‬
‫على أعمحالم فعلج وقول واعتخقادأا تفصيلج‪ .‬والساب منه اليسي ومنه العسي‪ ،‬والسنر والهمر والفضَل‬
‫والعدلا على حسب العمحالا للمحؤمني والكافرين‪.‬‬

‫ويب اليان بالضَر أي حشر الجسادأ وهو سوقها إل الشر بعد بعثهم من قبورهم‪ ،‬ومراتب الشر‬
‫متخفاوتة على حسب العمحالا‪ .‬ويب اليان بالعقاب على الذنأوب والكفر‪ ،‬ف القب وف الشر وبعد‬
‫الشر‪ .‬ويكون بأمنأواع متخلفة على حقسب العمحالا‪ .‬ويب اليان بالثواب وهو الزاء على العمحالا‬
‫بالنة ف الخرةا‪ ،‬وكإذا ف البزخ‪ .‬ويب اليان بالنشر وهو إحياءم ال تعال الوتى من قبورهم بعد جع‬
‫أجزائهم الصلية بعد تفرقها‪ .‬ويب اليان بالصراط وهو جسر مدودأ على متم جهنم بي الوقف‬
‫والنة‪ ،‬يرمدأه الؤمنون والكافرون للمحرور عليه إل النة‪ ،‬وهو متخلف ف الضَيق والتساع بسب العمحالا‪،‬‬
‫والانرون عليه متخلفون ف كإيفية مرورهم حسب العمحالا‪.‬‬

‫ويب اليان باليزان توزن به أعمحالا العبادأ وهو ميزان واحد لمحيع المم ولمحيع العمحالا‪ .‬وكإذا اليان‬
‫بوض النب‪ ،‬ولكل نأب حوض‪ ،‬وهو قبل اليزان‪ .‬وكإذا اليان بالنيان الت هي أشأد أنأواع العذاب‪،‬‬
‫وجهنم لعصاةا الؤمني ترب بعد خروجهم منها‪ .‬والنان وهي دأار الثواب أفضَلها الفردأوس وفوقها‬
‫عرش الرحن ومنها تتخفجحر أنار النة‪.‬‬
‫وكإذا اليان بوجودأ الفن واللجئكة وعصمحتخهم واليان بن علم منهم بعينه‪ .‬وكإذا بوجودأ النأبياء وبن‬
‫علم منهم بعينه‪ .‬واليان بوجودأ الور وهن نأساء النة‪ .‬والغلمحان وهم الولدان خدمة أهل النة‪ .‬ويب‬
‫اليان بالولياء والول هو القائم بقوق ال تعال وحقوق العبادأ حسب المكان‪.‬‬

‫وكإذا يب اليان بكل ما جاء عن النب صلى ال عليه وسلم من حكم صار ف الشأتخهار بي الاصة‬
‫والعامة كإالمر الضَروري الذي ل يفى على أحد‪ ،‬ويدخل ف هذا ما تقدم من الساب والبعث وغيه‬
‫ما ذكإر‪.‬‬

‫وأيضَا وجوب شأهادأةا ل إله إل ال وأن ممحدا رسولا ال‪ ،‬وإقام الصلجةا وإيتخاء الزكإاةا وصوم رمضَان وحج‬
‫البيت وحرمة الزنأا والمحر والربا وحل النكاح والبيع ونو ذلك‪.‬‬

‫والعراج بسده عليه الصلجةا والسلجم بعد السراء من السجحد الرام إل السجحد القصى راكإبا الباق‪.‬‬
‫وسؤالا اللكي منكر ونأكي‪ .‬ونأعيم البزخ وعذابه ولو ل يقب النأسان‪ .‬والنعيم للمحؤمني وغيه للكافرين‪،‬‬
‫وهو قسمحان دأائم للكفار وبعض العصاةا‪ ،‬ومنقطع وهو لبعض العصاةا من خدف ك‬
‫ت جرائمحهم‪ ،‬وانأقطاعه‬
‫إما بسبب كإصدقة أو دأعاء أو بعفو‪.‬‬

‫وحياةا الشهداء وهم من قتخلوا ف جهادأ الكفار لعلجء كإلمحة ال تعال‪ .‬وأخذ الكلفي كإتخبهم ف الشر‬
‫وشأفاعة النب صلى ال عليه وسلم وهي أنأواع‪ ،‬منها فصل القضَاء لراحة اللق وف إدأخالا قوم النة‬
‫بغي حساب وف زيادأةا الدرجات وغيها‪.‬‬

‫والعلجمات الدالة على قرب الساعة أولا‪ :‬خروج السيح الدجالا وثاانأيها نأـزولا السيح عيسى بن مري‬
‫عليه الصلجةا والسلجم‪ ،‬وثاالثها خروج يأمجوج ومأمجوج‪ ،‬ورابعها خروج الدابة الت تكلم الناس ف آخر‬
‫الزمان‪ ،‬وخامسها طلوع الشمحس من مغربا‪.‬‬

‫واعلم أن اليان شأرعا هو تصديق النب صلى ال عليه وسلم بالقلب ف جيع ما علم ميئه به من الدين‬
‫بالضَرورةا‪ ،‬أي ف جيع ما اشأتخهر بي أهل السلجم وصار العلم به يشابه العلم الاصل بالضَرورةا بيث‬
‫يعلمحه العامة من غي افتخقار إل نأظر‪ ،‬وإن كإان ف أصله نأظريا‪ .‬والرادأ بالتخصديق الذعان والقبولا لا جاء‬
‫به بيث يقع عليه اسم التخسليم من غي نأكي وعنادأ‪ ،‬ل مردأ نأسبة الصدق إليه ف القلب من غي إذعان‬
‫وقبولا‪ .‬وهذا اليان هو أقل شأيء يصل به اليان النجحي من اللودأ ف النار وإن دأخلها‪.‬‬

‫وعلى هذا فالنطق إنا هو شأرط كإمحالا فيه كإبقية العمحالا وهو شأرط لجراء أحكام السلجم عليه ف‬
‫الدنأيا‪ ،‬لنأه ل بد لنا من دأليل ظاهر على اليان‪ ،‬واليان يزيد وينقص بزيادأةا العمحالا ونأقصها‪.‬‬
‫وأما السلجم فهو امتخثالا الوامر والنواهي ببناء العمحل على الذعان فيلزم أنمحا تلجزمان بيث ل يوجد‬
‫مسلم غي مؤمن ول العكس‪.‬‬

‫وينطوي في كلمة السلرم‬ ‫ما قد مضى من سائر الحكام‬


‫ب‬‫فأحكثررحن من ذكرها بالد ر‬ ‫ترقى بهْذا الذكر أعلى الرت ر‬
‫ب‬
‫ة‬
‫ف على الرجاء‬‫ب الخو ة‬‫وغةلرة ر‬ ‫ورسحر لمولةك بل تنارء‬
‫وةجيدرد اليتوبةة للوزارر‬ ‫ل تحياةةسحن من رحمة الغفارر‬
‫وكن على آلئرره شكورا‬ ‫وكن على آلئه صبورا‬
‫وكل أمءر بالقضاء والقدحر‬ ‫وكل مقدوءر فما عنه مةفحرر‬
‫سيلما ةكحي تةحسةلما‬
‫فدكحن له دم ة‬ ‫واتبع سبيل الناسكين العدةلما‬
‫ب من الغيارر‬ ‫ص القل ة‬‫وةخلي ر‬ ‫بالجد والقيارم في السحارر‬
‫والفكر والذكرر على الدوارم‬ ‫مجتنب ا لسائرر الثارم‬
‫مراقبا ل في الحوارل‬ ‫لترتقي ةمعالةم الكمارل‬
‫ب ل تقطعني‬ ‫وقل بردذكل ر ي‬ ‫عنك بقاطءع ول تحرمني‬
‫رمن رسيرةك البهْى الدمزيرل للةعةمى‬ ‫واحخترحم بخيءر يا رحيةم الدرةحما‬
‫والحمد ل على اليتمارم‬ ‫ضدل الصلةا والسلرم‬ ‫وأفح ة‬
‫على النبي الهْاشميي الخاتةرم‬ ‫لكاررم‬‫صححبرره ا ة‬ ‫رر‬
‫وآله و ة‬

‫واعلم أن كإلمحة السلجم )ل إله إل ال‪ ،‬ممحد رسوملا ال(‪ ،‬ينطوي ف معناها جيع ما مدر رذكإمرهم من‬
‫الحكام‪ ،‬ولذا جعلها الشارع ترجة على ما ف القلب‪ .‬ولذا كإانأت أفضَقل الذكإارر‪ .‬فعلى العاقل أن‬
‫يكثر من ذكإرها مصاحبا للدأاب الت تناسبها‪ ،‬نو أن يددأ التخوبةق ما وقع فيه من الخمالفات أو الواطر‬
‫الدرردأدية وأن يستخقبل القبلةق وأن يستخحضَر معناها إجال وهو أنأه ل معبودأ بق إل ال‪ ،‬وأن يتخقن التخلنف ق‬
‫ظ‬
‫با‪ ،‬وأن يسكن بعدها ويسكن بشوع‪.‬‬

‫والداومة على الذكإر بذه الدأاب وغيها يرقى الؤمن بسببه ويوز اللجئق السنة المحودأةا العواقب‪ ،‬مثل‬
‫لوم النفس على ما صدر عنها من الخمالفات‪ .‬ول بدد للعبيد من مصاحبة الوف والرجاء معا‪ ،‬فإنمحا‬
‫جناحا الطائر ويستخحسن ف حالا السلجمة تغليب الوف على الرجاء‪ ،‬وف حالا الرض تغليب الرجاء‪.‬‬
‫ب عند ارتكاب كإل وزبر‪ ،‬وأركإانا ثالجثاة‪:‬‬ ‫ر‬
‫والتخوبة ت م‬
‫الندم على ما وقع منه والعزم على أن ل يعودأ لثله‪ ،‬وهذان ل بد منهمحا ف كإل توبة‪ ،‬والثالث القلجع‬
‫عن الذنأب ف الالا‪ .‬وتوبة الكافر عن كإفره بالسلجرم مقبولة قطعا‪ ،‬وتوبة الؤمن من ذنأبه مقبولة ظنا‬
‫وقيل قطعا‪ .‬واليأمس من رحة ال ل يوز فهو كإبيةا أو كإفر‪.‬‬

‫ويب شأكر النعررم عدز وجدل‪ ،‬والشكر يرجع إل اعتخقابدأ بالنان أن ل نأعمحةق إل منه تعال‪ ،‬ونأطبق بلسانأه‬
‫م‬
‫بأمن ل إله إل ال‪ ،‬وبغيه من الذكإار‪ ،‬ويعمحل بوارحه كإل ما طلب منه‪.‬‬

‫ويب الصب على البلجء وهو حبس النفس على ما أصابا ما ل يلجئمحها رض ا بتخقدير الالك الخمتخار من‬
‫غي انأـزعاج‪.‬‬

‫فيجحب اليان بالققدرر وهو إيادأ ال تعال للمورر على طبق إرادأته‪ .‬ويب الرضا والتخسليم ل تعال ف‬
‫كإل ما قددره أو أمر به‪.‬‬

‫والصل اتباع شأيخ عارف ليسهل على الؤمن الوصولا إل رضا رفبه‪.‬‬

‫والصل أن ل يكثر من الكإل إل قدقر الاجة‪ ،‬وأن يقتخصر على اللجلا واللجلا هو ما جهل أصله‪.‬‬

‫والصل التخقليل من الختخلجط بالناس إل لخذ العلم أو إصلجح حابلا‪.‬‬

‫والصل الكإثامر من الصمحت والسهر للتخهجحد والستخغفار والتخفكر ف بديع صنع ال لدأرارك دأقائق الكم‬
‫ب‪.‬‬
‫لزيادأةا العلم وال ف‬

‫ويلزم الكإثار من الذكإرر‪ ،‬إما باللسان وهو لصحا ر‬


‫ب البدايات‪ ،‬بالتخسبيح والمحد والتخكبي وغيها‪،‬‬ ‫م‬
‫ويستخحسن ضنم)ممحد رسولا ال( إل )ل إله إل ال(‪ ،‬أو الذكإر بالقلب‪.‬‬

‫ويب على السلم مراقبة ال ف كإل الحوالا‪ .‬والراقبة ملجحظة الق تعال عند كإفل شأيء‪.‬‬

‫والفضَل ملجزمة الطهارةا ف كإل الحوالا‪ .‬ويلزمه أن ل يدخله العجحاب بعبادأته‪ .‬وعليه أن ل يتخكددقر‬
‫عند ذكإر أعدائه بل يدعو لم ويدعو لعامة السلمحي‪ .‬وأن يتخحدلى بالخلجق الرضدية الت عندها يستخوي‬
‫ب ل تقطعن عنك‬ ‫مدح الناس وذنمهم‪ ،‬ومنعهم وإعطاؤهم وإقباملم وإدأبامرهم‪ .‬وأن يلجزم الدعاء بقوله ر ف‬
‫بقاطع من كإفل فتخنة يشتخغل القلب با عن العبودأية‪ .‬فالدعاء هو مخ العبادأةا لن فيه إظهار الفقر والفاقة‬
‫إل ال تعال وأن ال هو الغن القادأر‪.‬‬

‫ويشتط للمحدعفو به أن ل يكون بمحتخنع عقلج أو عادأةا أو شأرعا‪ ،‬وأن يكون مصاحبا للذفلا والنأكسار‬
‫وأن يتخار له الوقات الشريفة كإالسحار وعقب الصلوات‪.‬‬

‫يا رب اختخم لنا أعمحالنا وأحوالنا بي حت ل تقبضَنا إليك إل على أتف حالت التخوحيد‪ .‬والمحد ل‬
‫والصلجةا والسلجم على النب الارت‪.‬‬

‫انِاتهْى بحمد ال في‬

‫‪-21‬جادأى الثان‪1411-‬هـ‬

‫أبو الفداء سعيد فودأةا‬

‫وليس لنا إل غي ال تعال حاجة ول مذهب‬

You might also like