You are on page 1of 342

‫إﺻﺪاراﺗﻨﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ )‪(١٦٧‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ )‪(٤١‬‬

‫\∏‪;∫;áËpÊ’\;s]‚fi‬‬

‫ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ‬

‫ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻟﺪﮐﺘﻮر‬
‫ﺻﻼح ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﺤﺎج‬
‫ﻋﻤﯿﺪ ﮐﻠﯿﮥ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺤﻨﻔﯽ‬
‫ﺑﺠﺎﻣﻌﮥ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﯿﮥ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﮥ‬
‫ﻋﻤﺎن ‪ -‬اﻷردن‬

‫ﻣﺮﻛﺰ أﻧﻮار اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﺪراﺳﺎت‬


‫املنهاج الوجيز يف ‪.........‬‬

‫‪ .....‬فقه الزواج والطالق‬


‫املنهاج الوجيز‬
‫يف فقه الزواج والطالق‬

‫لألستاذ الدكتور صالح حممد أبو احلاج‬


‫عميد كلية الفقه احلنفي‬
‫جامعة العلوم اإلسالمية العاملية‬
‫األردن‪ ،‬عامن‬

‫مركز أنوار العلامء للدراسات‬



‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫إ َّن احلمد هلل عىل فضله الكريم‪ ،‬ورزقه العميم‪ ،‬وعىل مااأ عمعمااه علينااأ ماان‬
‫السكن إىل زوجأتنأ‪ ،‬والرسور بأبنأئنأ‪ ،‬وصىل اهلل عىل سيدمأ حممد ا القأئل‪( :‬حبب‬
‫َّ‬
‫إيل من الدُّميأ‪ :‬النِّسأء)( ‪ ،)1‬وهذا ال يكون إال بألزَّ واج الذي هو سنته ‪ ‬ا وعىل آلااه‬
‫والسأئرين عىل دربه إىل يوم ال ِّدين‪.‬‬
‫وصحبه َّ‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فإمني ملأ َد َّرست مأدة األحوال الشَّ خصية ألول مرة اعتمدت يف تدريسهأ‬
‫كتأب «رشح األحكأم الرشعية يف األحوال الشخصية» ملحمد زيد األبيأين؛ ألمَّه‬
‫من عفضل الكتب املعأرصة املؤلفة فيهأ؛ لذلك يرجع إليه كثري من القضأة‪،‬‬
‫وتعتمده بعض املعأهد والكلِّيأت َّ‬
‫الرشعية؛ لسهولة عبأرته والتزامه بأملذهب‬
‫احلنفي إمجأالً‪.‬‬
‫وعزمت يف حينهأ عىل اختصأره؛ ملأ فيه من الطُّول( ‪ ،)2‬وعىل حترير عبأرته؛‬

‫(‪ )1‬يف األحأديث املختأرة ‪ ، 112 :5‬واملستدرك ‪ ، 172 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫يقام‬ ‫(‪ )2‬فهو مطبوع يف ثالثة جملدات‪ ،‬عمأ املخترص املطبوع له يف جملد‪ ،‬فألظأهر َّ‬
‫عن املؤلا‬
‫به وال عحد من عهل العلم املعتد هبام؛ َّ‬
‫ألن رريقتاه يف االختصاأر هاي حاذع جمموعاة مان‬
‫الصفحأت املتتألية من عمأكن من الكتأب‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪8‬‬
‫لتسأهله الفقهي عحيأمأً‪ ،‬وعىل توثيق مسأئله؛ لعدم توثيق مؤلفااه للمصااأدر التااي‬
‫يأخذ منهأ‪ ،‬وعىل ختريج عدلته والتوسع فيهأ عىل حسب اإلمكأن‪ ،‬وعىل عن تكااون‬
‫فروعه معتمدة يف املذهب احلنفي؛ أل َّن كتأب األحااوال الشخصااية املرشااوح قااد‬
‫استلت مواده من كتب األحنأع‪ ،‬عىل ع َّن الشأرح خيرج يف بعض األحيأن برتجيح‬
‫غريه من املذاهب دون مرجح سوى املصلحة العقلية‪ ،‬وهذا بسبب تأثره بمدرسة‬
‫اإلصالح ال ِّديني التي ظهرت يف مرص عىل يااد حممااد عبااده‪ ،‬وقااد اعتم ادَت هااذا‬
‫الس انة الفقهيااة ا ك ا بيناات الااك يف كتااأب «الفقااه‬
‫لقواعد عهل ُّ‬ ‫املنهج املخأل‬
‫املقأرن» ا‪.‬‬
‫وملأ رشعت يف العمل خرج عاان كومااه اختصااأراً فحسااب إىل كومااه كتأب اأً‬
‫مستقالً‪ ،‬وإن استفدت واعتمدت عىل رشح األبيأين مع غااريه ماان كتااب املااذهب‬
‫احلنفي وغريهأ؛ إا كأن مقصاادي هااو التفصاايل والبيااأن ل لمعتمااد عنااد سااأدتنأ‬
‫األحنأع؛ ألمَّه عوسااع املااذاهب الفقهيااة ك ا قاارره كبااأر الفضااالء املشااهورين‪:‬‬
‫كألطنطأوي والزرقأ؛ لذلك اعتمدته كثري ماان ال ا ُّدول اإلسااالمية يف اسااتخال‬
‫َّ‬
‫والط االق عنااد‬ ‫قوامينهأ يف األحوال الشخصية‪ ،‬فكااأن توحاايح عحكااأم الاازَّ اوج‬
‫األحنأع هو رشح لقوامينهأ؛ ال سااي القااأمون األردين الااذي عخااذ ماان املااذهب‬
‫احلنفي إال يف بعض املواد ا ك سيأيت ا‪.‬‬

‫وبيأمأً ملدى ارتبأط هذا الكتأب بقوامني األحوال الشخصااية‪ ،‬فااإمني عرشت‬
‫فصلته وبينتااه يف الكتااأب‪ ،‬ويف‬
‫يف اهلأمش إىل املأدة من القأمون األردين املتعلقة ب َّ‬
‫ظني ع َّن هذا الكتأب عدق من غريه ماان الكتااب املؤ َّلفااة يف رشح قااأمون األحااوال‬
‫َّ‬
‫والط االق عااىل‬ ‫الشخصية األردين؛ ألمَّه مشى عااىل تفصاايل األحكااأم يف الاازَّ واج‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪9‬‬
‫مذهب السأدة األحنأع التي استقي منهااأ قااأمون األح اوال‪ ،‬بخااالع غااريه ماان‬
‫املااذاهب الفقهيااة دون التفصاايل يف‬ ‫الرشوح التي اعتمدت يف رشحه بيأن خمتل‬
‫املسأئل عىل املذهب احلنفي‪ ،‬فصأرت كمن يرشح كتأبأً يف الفقه الشأفعي برشااوح‬
‫من كتب املذهب املألكي واحلنفي وهكذا‪.‬‬

‫وإ َّن هذه الطريقة بأالعت د عىل مذهب فقهي واحااد يف التأصاايل والتفريااع‬
‫الصحيحة التي مشت عليهأ عمتنأ روال هذه القاارون؛ ملااأ‬
‫والتَّدليل‪ ،‬هي الطريقة َّ‬
‫فيهأ تنمية امللكة الفقهية لدى الطألب والقأرئ‪ ،‬وعدم تشويش فكره بأالختالع‬
‫الفقهي الذي ال ينتهي‪ ،‬وارالعه عااىل الفااروع الدَّقيقااة التااي تأجهااأ يف حيأتااه‬
‫اليومية‪.‬‬
‫وإمني عسأل اهلل ‪ ‬عن ييرس األمر يف زيأدة حترير مسأئله واالستدالل هلأ في‬
‫يأيت‪ ،‬وعن جيعله سهالً مستحسنأً عند كل حريص عىل دينه‪ ،‬حمبأً ملعرفة عحكأمه من‬
‫يف القول والعماال‪ ،‬وصااىل اهلل‬ ‫القراء والقضأة واملد ِّرسني‪ ،‬وعن يرزقنأ اإلخال‬
‫عىل سيدمأ حممد وعىل آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫وكتبه‬
‫الدكتور صالح حممد أبو احلاج‬

‫‪/6‬أيلول‪2005/‬مـ‬

‫املوافق ‪/2‬شعبان‪1426/‬هـ‬

‫األردن‪/‬عامن‪/‬صويلح‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪10‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪11‬‬

‫الفصل التمهدي‬
‫مقدِّ مات الزَّواج‬
‫املبحث األول‬
‫تعريف الزَّواج وحكمه‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الزَّواج‪:‬‬
‫الزواج هو النكاح‪ ،‬والنكاح‪ :‬لغة‪ :‬الوطء حقيقة( ‪.)1‬‬

‫واصطالحا‪ :‬عقد موضوع مللك املتعة( ‪.)2‬‬


‫واملراد بـ«العقد»‪ :‬جمموع إجيأب عحد املتكلمني مع قَبول اآلخر‪ ،‬سواء كااأن‬
‫وتزوجت عو غريمهأ‪.‬‬
‫زوجت َّ‬
‫بأللفظني املشهورين من َّ‬
‫و«املوضوع»‪ :‬عي بوحع الشَّ أرع ال وحع املتعأقدين له‪.‬‬

‫الزَّ وج بمنأفع بضع الزَّ وجة وسأئر‬ ‫( ‪)3‬‬


‫و«ملك املتعة»‪ :‬هو اختصأ‬

‫‪ ، 624‬والقأموس ‪.263 :1‬‬ ‫‪ ، 473‬واملصبأح املنري‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املغرب‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ،336 :1‬والتنوير ‪ ، 260 :2‬والبحر ‪ ، 85 :3‬والتبيني ‪.94 :2‬‬
‫فرس ابن مجيم يف البحر ‪ : 85 :3‬ملك املتعة ّ‬
‫بحل التمتع‪ ،‬واستدرك عليه ابن عأبادين يف‬ ‫)‪َّ (3‬‬
‫عقرب إىل معنى‬ ‫عوىل؛ َّ‬
‫ألن االختصأ‬ ‫رد املحتأر ‪َّ :259- 258 :2‬‬
‫بأن تفسريه بأالختصأ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪12‬‬
‫ععضأئهأ استمتأعأً؛ أل َّن مقأصد النِّكأح ال حتصل بدون هذا التَّمتااع‪ ،‬فلااوال هااذا‬
‫السكن; أل َّن قلااب الاازَّ وج‬ ‫االختصأ احلأجز عن التزويج بزوج آخر ال صل َّ‬
‫ال يطمئن إليهأ‪ ,‬ومفسه ال تسكن معهأ‪َ { ،‬و ِم ْن آ َياتِ ـهِ أَ ْن لَ َل ـ َق لَ نك ـ ْْ ِم ـ ْن أَمْ نف ِ ـ نك ْْ‬
‫َ ـة}( ‪ ،)1‬ويفسااد الفاارات الهااتبأه‬ ‫أَ ْز َواجا لِتَ ْ نكننوا إِ َليْ َها َو َج َع َل بَيْنَ نك ْْ َم ـ َو َّد َو َر ْ َ‬
‫‪ُّ ,‬‬
‫فيدل عىل لاازوم‬ ‫النَّسب؛ وأل َّن َ‬
‫املهر الزم يف النِّكأح‪ ,‬وعمَّه عوض عن االختصأ‬
‫يف النكأح( ‪ ،)2‬وسأئر املقأصد حتصل للزَّ وجني تبعأً ( ‪.)3‬‬ ‫االختصأ‬
‫وسبب النِّكاح‪ :‬هو تعلُّق بقأء العأ َ بألتَّنأسل والتَّوالد ‪.‬‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬

‫ألماه الزم مللاك املتعاة‪ ،‬وهاو الزم الختصأصاهأ‬ ‫ألن امللك موع منه‪ ،‬بخالع ّ‬
‫احلل؛ َّ‬ ‫امللك؛ َّ‬
‫بألزَّ وج رشع ًأ‪ .‬واملراد بأمللك احلل ال امللك الرشعي; َّ‬
‫ألن املنكوحة لو ورئت بشبهة فمهرهأ‬
‫هل ‪,‬أ ولو ملك االمتفأع ببضعهأ حقيقة لكأن بدله له البحر ‪.85 :3‬‬
‫)‪ (1‬الروم‪ :‬من اآلية‪.21‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.331 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪.59 :5‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪.95 :2‬‬
‫سأدتنأ الفقهأء للنِّكأح عصح وعدق ممأ مصات علياه املاأدة (‪ )5‬مان‬ ‫تبني َّ‬
‫عن تعري‬ ‫)‪ (5‬وهبذا َّ‬
‫‪،119‬‬ ‫الرشعية‬
‫اخلأصة بأملحأكم َّ‬
‫َّ‬ ‫قأمون األحوال الشخصية األردين ك يف الترشيعأت‬
‫‪،17‬‬ ‫ومشى عليه كثري من املعأرصين‪ :‬كأإلمأم حمماد عباو زهارة يف األحاوال ال َّشخصاية‬
‫الرسارأوي يف رشح‬
‫‪ ، 15‬والدكتور َّ‬ ‫الشخصية‬ ‫وعبد الوهأب ّ‬
‫خالع يف عحكأم األحوال َّ‬
‫حتل له رشعا ًأ؛‬
‫‪ . 26- 25‬وهو‪ :‬عقد بني رجل وامرعة ّ‬ ‫الشخصية األردين‬
‫قأمون األحوال َّ‬
‫لتكوين عرسة وإجيأد مسل بينه ؛ ألسبأب منهأ‪:‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪13‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حكْ الزَّواج‪:‬‬
‫بأختالع عحوال النَّأس يف توقأن ههوهتم‬ ‫إ َّن صف َة الزَّ واج ختتل‬
‫وقدرهتم عىل حبطهأ؛ لذلك تعرتيه األحكأم اآلتية‪:‬‬

‫عن هذا عيب يف التَّعأري ‪َّ ،‬‬


‫وعن م ن حسنهأ اإلجيأز‬ ‫عن فيه تطويل ال فأئدة فيه‪ ،‬ومعلوم َّ‬
‫‪َّ .1‬‬
‫ّ‬
‫املخل‪.‬‬ ‫واالختصأر غري‬
‫‪ .2‬عمَّه اكر‪ :‬رجل وامرعة؛ وال فأئدة هنأ من اكر املرعة؛ ألمَّه يمكن عن يكون العقد مع وليهأ‬
‫جل هو الذي يُقبل عىل النِّكأح‪ ،‬وهو‬ ‫الر َ‬ ‫ك هو الغألب‪ ،‬فهذا خلل ظأهر فيه‪ ،‬بأإلحأفة إىل َّ‬
‫عن َّ‬
‫رغب يف امرعةٍ معيَّنة‪ ،‬ويقدِّ ُم هلأ املهر الذي تطلبُه منه مقأبل عن ُُتكِّ نَه من مفسهأ‪،‬‬
‫الذي ي ُ‬
‫ٍ‬
‫ملنفعة‬ ‫الرجل عو ترفضه؛ ولكنَّهأ ملَّأ كأمت مألك ًة‬‫احلق يف عن تقبل هذا َّ‬
‫وتعيش معه‪ ،‬فأملرعة هلأ ّ‬
‫َ‬
‫الرشع عن ال ينتفع هبأ عحد إالَّ بألعقد املخصو ‪ ،‬كأن العقد واقع ًأ عىل‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫مرغوب فيهأ‪ ،‬وعمر‬
‫الرجل اكر‬
‫الصواب من جأمب املرعة اكرهأ ومن جأمب َّ‬
‫هذه املتعة التي بيد املرعة‪ ،‬فكأن َّ‬
‫رغبته فيهأ؛ ولذلك ال مجد عحد من فقهأئنأ يف املذاهب الفقهية املختلفة يف عصور إكرام املرعة‬
‫الرجل‪ ،‬وإمَّ اقترصوا عىل اكر مأ هو ملك هلأ‪ ،‬وعمره بيدهأ؛‬
‫وعزّ هتأ اكر لفظ؛ املرعة مع َّ‬
‫ولفظ‪ :‬عقد؛ يفيد الك؛ ألمَّه عبأرة عن اإلجيأب وال َقبول‪ ،‬مع َّ‬
‫عن هؤالء الفقهأء متفقني عىل‬
‫الرس ْخ ُّ‬
‫يس يف املبسوط ‪:194 :4‬‬ ‫الشهوة فحسب‪ ،‬ويف الك يقول َّ َ‬ ‫َّ‬
‫عن الزواج ليس لقضأء َّ‬
‫ولكن اهلل‬
‫َّ‬ ‫الشهوة‪ ,‬وإمَّ املقصود مأ بيَّنأه من عسبأب املصلحة‪,‬‬
‫«وليس املقصود هبذا العقد قضأء َّ‬
‫الشهوة عيض ًأ؛ لريغب فيه املطيع والعأيص‪ ،‬املطيع للمعأين الدِّينية‪،‬‬
‫تعأىل ع َّل َق به قضأء َّ‬
‫الشهوة»‪.‬‬
‫والعأيص لقضأء َّ‬
‫‪ .3‬عمَّه قأل‪ :‬لتكوين عرسة وإجيأد مسل بينه ؛ ومأ الفأئدة من هذا الكالم‪ ،‬عليس بألتزوج‬
‫صل هذا األمر دون حأجة لذكره‪ ،‬عالوةً عىل عمَّه لو يُرد الزوجأن إجيأد مسل‪ ،‬فإمَّه ال رشع‬
‫وال قأمون جيربمهأ عىل الك‪ ،‬فينبغي بنأ ًء عىل هذا التَّعري عن يكون مكأحه فأسداً‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪14‬‬
‫يتزوج لزمى؛ أل َّن الزِّ مأ حرام‬
‫َّ‬ ‫الرجل عمَّه لو‬
‫‪.1‬فرض؛ ويكون عند حتقق َّ‬
‫يتوصل إىل تركه يف هذه احلألة إالَّ بألزواج‪.‬‬
‫َّ‬ ‫قطعأً‪ ،‬وال‬
‫التزوج؛ بحيث‬
‫َّ‬ ‫‪.2‬واجب؛ ويكون عند التوقأن‪ :‬عي هدة االهتيأق إىل‬
‫يتزوج من غري تي ُّقن‪.‬‬
‫َّ‬ ‫خيأع ا َّلرجل الوقوع يف الزِّ مأ لو‬

‫وهذان القس ن مرشورأن برشرني‪:‬‬

‫ع‪ .‬عن يكون مألكأً للمهر والنَّفقة‪ ،‬فمن عأجز عنه ال يأثم برتك الزواج‪.‬‬

‫ب‪.‬عدم خوع اجلورا الظلم للزوجة ا؛ أل َّن اجلور معصية متعلِّقة بألعبأد‪،‬‬
‫وحق العبد مق ّدم عند التعأرض عىل حق اهلل؛‬
‫واملنع من الزِّ مأ من حقوق اهلل تعأىل‪ّ ،‬‬
‫الحتيأج العبد وغنى املوىل تعأىل‪.‬‬

‫‪ .3‬نسنَّة( ‪ ،)1‬وهو يف حألة االعتدال‪ :‬عي ال يكون يف هدّة االهتيأق إىل‬


‫التزوج‪ ،‬وال يف غأية الفتور عنه‪ ،‬واألصح ع َّن ُّ‬
‫السنَّة هنأ مؤكَّدة( ‪)2‬؛ ألمَّه ‪ ‬واظب‬ ‫ّ‬
‫عصِّل‬
‫عىل الزَّ واج مدَّة عمره‪ ،‬وهذا آية التَّوكيد( ‪ ،)3‬قأل ‪ ‬للنفر الثالثة‪( :‬لكنِّي ِّ‬
‫وعتزوج النِّسأء‪ ،‬ف َمن رغب عن سنتي فليس منِّي)( ‪،)4‬‬
‫َّ‬ ‫وعمأم‪ ،‬وعصوم وعفطر‪،‬‬

‫الكناز‬
‫)‪ (1‬قأل القأري يف فتح بأب العنأية‪ : 3 :2‬إمَّه عصاح األقاوال‪ ،‬ومشاى علياه صاأحب ْ‬
‫‪ ، 55‬والغرر ‪.326 :1‬‬ ‫‪ ، 43‬والتنوير‬
‫‪ ، 49‬والبحار ‪،84 :2‬‬ ‫)‪ (2‬رصح به صأحب املحيط و الفتح واملختأر ‪ ، 108 :3‬وامللتقى‬
‫والدر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 261 :2‬وغريهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬االختيأر ‪.109 :3‬‬
‫)‪ (4‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1020 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 1949 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪15‬‬
‫وقأل ‪َ ( :‬من َع َّ‬
‫حب فطريت فليست َّن بسنتي‪ ،‬ومن سنَّتي النِّكأح)( ‪.)1‬‬

‫جمر َد الشَّ هوة و خي‬


‫السنة‪ ،‬بل قصد َّ‬
‫‪.4‬مباح؛ وهو إاا يقصد إقأمة ُّ‬
‫هيئأً‪ ،‬فال يثأب عليه؛ إا ال ثواب إال بألنية‪ ،‬فيكون مبأحأً عيضأً كألوطء لقضأء‬
‫الشَّ هوة‪ ،‬وحديث الرسول ‪( : ‬يأ رسول اهلل‪ ،‬عيأيت عحدمأ ههوته ويكون له فيهأ‬
‫عجر؟ قأل‪ :‬عرعيتم لو وحعهأ يف حرام‪ ،‬عكأن عليه فيهأ وزر‪ ،‬فكذلك إاا وحعهأ‬
‫يف احلالل كأن له عجر)( ‪)2‬؛ فأملراد به الوطء ألجل حتصني النفس( ‪.)3‬‬
‫الر ُ‬
‫جل عدم القيأم بأمور الزَّ وج ّية من كفأية‬ ‫‪ .5‬حرام؛ ويكون إاا تي َّق َن َّ‬
‫كل منهأ اآلخر رغبته‪ ،‬وبعدم‬ ‫زوجته حأجتهأ من اجل ع؛ أل َّن الزَّ واج رشع لكفأية ُّ‬
‫قدرته عىل الك يكون اجلور عليهأ؛ وتعريضهأ لالمحراع‪ ،‬وهو مرشوع ملصلحة‬
‫املحرمأت‪ ،‬فتنعدم‬
‫َّ‬ ‫حتصني النَّفس وحتصيل الثَّواب‪ ،‬وبأجلور يأثم ويرتكب‬
‫املصألح لرجحأن هذه املفأسد( ‪.)4‬‬
‫الرجل اجلور عِّل الزَّ وجة‪ ،‬وهو متمكن‬
‫‪.6‬مكروه حتريام( ‪)5‬؛ وهو إاا خأع َّ‬
‫من االحتزاز عنه‪ :‬كعدم كفأيتهأ حأجتهأ من الوطء‪.‬‬

‫الرزَّ اق ‪ ، 169 :6‬وسانن البيهقاي الكباري ‪ ، 77 :7‬ومساند ع يعاىل ‪:5‬‬


‫عبد َّ‬ ‫)‪ (1‬يف مصنَّ‬
‫‪ ، 133‬وهعب اإلي ن ‪ ، 381 :4‬وقأل اهليثمي يف جممع الزَّ وائد ‪ : 252 :4‬رجأله ثقأت…‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 697 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.261 :2‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البحر الرائق ‪.84 :2‬‬
‫بأَّنأ حتريمية ابن مجيم يف البحر ‪.84 :2‬‬
‫رصح َّ‬
‫)‪َّ (5‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪16‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫والَّتغيب فيه‬ ‫ّ‬
‫احلث عىل الزَّواج َّ‬
‫الرشعية يف اإلسالم عىل الع َّفة والفضيلة‪ ،‬وهذا مالحظ‬
‫إ َّن مبنى األحكأم َّ‬
‫لدى ِّ‬
‫كل َمن تد َّبر كتأب اهلل وسنة مبيه ‪ ‬وسرية سلفنأ الصألح؛ ألمَّه ال سبيل إىل‬
‫احليأة اهلأدئة املطمئنة املستقرة إال بألعفأع‪ ،‬ف َمن يسأير رغبأت مفسه ومزواته‬
‫احليوامية يعيش يف احطراب خيرجه عن روره البرشي‪ ،‬وهذا واحح ال سي يف‬
‫والرغبأت دون‬
‫املجتمعأت غري املسلمة‪ ،‬التي تقوم حيأهتأ عىل حتقيق الشَّ هوات َّ‬
‫مظر للع َّفة‪ ،‬فهي تعيش يف توتر وقلق فقدت به األمن واألمأن عىل حيأة عفرادهأ‪،‬‬
‫وعىل عرض مسأئهأ؛ أل َّن و َله اإلمسأن يف حتقيق ههواته ال ينتهي عند حدّ‪ ،‬ممأ‬
‫جيعله غأرقأً يف حتصيلهأ وإن كأن عىل حسأب غريه وجمتمعه؛ إا ال سبيل إليقأع‬
‫الصأدق‪.‬‬
‫الصأدرة عن اإلي ن َّ‬
‫بألرحأ والقنأعة َّ‬
‫مجوح النَّفس إال ِّ‬
‫لذلك وجدمأ اإلسالم اعتنى عنأي ًة كبري ًة يف ختليص املجتمع من االمقيأد‬
‫ّ‬
‫بأحلث عىل الزَّ واج املبكر‪ ،‬وبألدَّعوة إىل التَّعدّد‪ ،‬وبأمر النِّسأء‬ ‫وراء ههواته‬
‫بأالحتشأم وعدم إثأرة الفتن‪ ،‬وبمنع االختالط‪ ،‬وبنهي املرعة عن اخلضوع يف‬
‫القول‪ ،‬وغري الك من األحكأم التي رشعهأ؛ ليكون املجتمع رأهراً مقيأً‪،‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪17‬‬
‫مستطيعأً عن قق رموحأته التي ترتفع عن النزوات والشَّ هوات فحسب‪ ،‬ومن‬
‫حثّه عىل الزواج ما ييل‪:‬‬

‫‪.1‬من القرآن‪:‬‬

‫ني ِم ْن ِعبَادِ نك ْْ َوإِ َمائِ نك ْْ إِ ْن‬‫احل َ‬‫الص ِ‬‫قوله ‪َ { :‬وأَمْكِ نحوا ْاألَ َيا َمى ِمنْ نك ْْ َو َّ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌْ}( ‪ ،)1‬وهذا عمر‪.‬‬ ‫يكنومنوا نف َقراء يغْنِ ِهْ اَّللَّن ِم ْن َف ْضلِهِ َواَّللَّن َو ِ‬
‫َ َ ن ن‬ ‫َ‬
‫وقوله ‪َ { :‬فال تَ ْع نضلنو نه َّن أَ ْن َينْكِ ْح َن أَ ْز َو َ‬
‫اج نه َّن إِ َذا ت ََر َ‬
‫اض ْوا َب ْينَ نه ْْ‬
‫وف}( ‪ ،)2‬وهذا منع من العضل وَّني عنه‪.‬‬ ‫بِاملَْ ْعر ِ‬
‫ن‬
‫‪.2‬من احلديث‪:‬‬
‫عصِّل وعمأم‪،‬‬
‫فعن عمس ‪ ،‬قأل ‪( : ‬مأ بأل عقوام قألوا كذا وكذا‪ ،‬لكنِّي ِّ‬
‫وعصوم وعفطر‪ ،‬وعتزوج النِّسأء‪ ،‬ف َمن رغب ع ن سنتي فليس مني)( ‪.)3‬‬
‫وعن ابن ع ّبأس ‪ ،‬قأل ‪( :‬من عحب فطريت فليستن بسنتي‪ ،‬ومن سنتي‬
‫النِّكأح)( ‪.)4‬‬
‫وعن ع مجيح ‪ ،‬قأل ‪َ ( :‬من قدر عىل عن ينكح فلم ينكح فليس منّأ)( ‪،)5‬‬

‫(‪ )1‬النور‪.32:‬‬
‫)‪ (2‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.232‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1020 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 1949 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف مسند ع يعىل ‪ ، 133 :5‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 77 :7‬وهعب اإلي ن ‪ ، 381 :4‬قأل‬
‫العراقي يف املغني ‪ :25 :3‬سنده حسن‪.‬‬
‫)‪ (5‬يف سنن الدَّ ارمي ‪ ، 177 :2‬ومسند احلأرث ‪ ، 539 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪18‬‬
‫ويف لفظ‪َ ( :‬من كأن مورساً أألن ينكح فلم ينكح فليس منّأ)( ‪.)1‬‬

‫فإَّن َّن يأتينكم بأملأل)( ‪.)2‬‬


‫وعن عروة ‪ ،‬قأل ‪( :‬امكحوا النِّسأء‪َّ ،‬‬
‫وعن عمس ‪ ،‬قأل ‪َ ( :‬من كأن اا رول منكم فليتزوج‪ ،‬ومن ال فليصم‬
‫فإ َّن الصوم وجأء قأءه للعرق)( ‪ ،)3‬ويف لفظ‪ :‬عن عأئشة ريض اهلل عنهأ قأل ‪:‬‬
‫(النِّكأح من سنتي فمن يعمل بسنتي فليس مني‪ ،‬وتزوجوا‪ ،‬فإين مكأثر بكم‬
‫جيد فعليه بألصيأم فإ َّن الصوم له‬ ‫األمم‪ ،‬و َمن كأن اا رول فلينكح‪ ،‬و َمن‬
‫وجأء)( ‪.)4‬‬

‫وعحب‬
‫ّ‬ ‫وعن معأا بن عمس اجلهني ‪ ،‬قأل ‪َ ( :‬من ععطى هلل‪ ،‬ومنع هلل‪،‬‬
‫هلل‪ ،‬وعبغض هلل‪ ،‬وعمكح هلل‪ ،‬فقد استكمل اإلي ن)( ‪ ،)5‬وعن عمس ‪ ،‬قأل ‪َ ( :‬من‬

‫ابان ع هايبة ‪ ، 453 :3‬وهاعب اإليا ن ‪:4‬‬ ‫)‪ (1‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ، 78 :7‬ومصانَّ‬
‫‪ ، 180‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 382‬ومراسيل ع داود‬
‫‪ ، 180‬وقأل الشيخ هعيب‪ :‬رجأله ثقأت رجأل الشيخني‪.‬‬ ‫)‪ (2‬يف مراسيل ع داود‬
‫)‪ (3‬يف األحأديث املختأرة ‪ ، 104 :5‬وقأل اهليثمي يف جمماع الزَّ وائاد ‪ : 252 :4‬رواه البازار‬
‫والطرباين ورجأل الطرباين ثقأت‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 94 :2‬قأل الكنأين يف املصبأح ‪ : 94 :2‬هذا إسنأد حاعي ؛ لضاع‬
‫عيسى بن ميمون املديني لكن له هاأهد صاحيح‪ ،‬ولاه هاأهد يف الصاحيحني وغريمهاأ مان‬
‫حديث ابن مسعود‪.‬‬
‫وحسنه ‪ ،‬واملعجم األوسط‬
‫)‪ (5‬يف املستدرك ‪ ،178 :2‬وصححه‪ ،‬وجأمع الرتمذي ‪َّ ،670 :4‬‬
‫‪ ، 41 :9‬ومسند عمحد ‪ ، 438 :3‬ومسند ع يعىل ‪ ، 60 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪19‬‬
‫رزقه اهلل امرعة صأحلة فقد ععأمه عىل هطر دينه‪ ،‬فليتق اهلل يف الشطر الثأين)( ‪ ،)1‬ويف‬
‫البأقي)( ‪،)2‬‬ ‫اإلي ن‪ ،‬فليتق اهلل يف النص‬ ‫لفظ‪َ ( :‬من تزوج فقد استكمل مص‬
‫وهذا عيضأً إهأرة إىل ع َّن فضيلته ألجل التحرز من املخألفة حتصنأً من الفسأد‪،‬‬
‫فكأ َّن املفسد لدين املرء يف األغلب فرجه وبطنه‪ ،‬وقد ُكفي بألتزويج عحدمهأ( ‪.)3‬‬

‫‪.3‬من اآلثار‪:‬‬
‫فبني ع َّن ال ِّدين غري‬
‫قأل عمر ‪« :‬ال يمنع من النِّكأح إال عجز عو فجور»( ‪َّ ،)4‬‬
‫مأمع منه‪ ،‬وحرص املأمع يف عمرين مذمومني‪.‬‬

‫وقأل ابن مسعود ‪ « :‬لو يبق من عجِّل إال عرشة عيأم‪ ،‬وععلم عين عموت‬
‫يف آخرهأ يومأً‪ ،‬يل فيه ّن رَ ْول النِّكأح‪ ،‬لتزوجت خمأفة الفتنة»( ‪.)6 ( )5‬‬
‫‪.4‬من املعقول‪ :‬إ َّن فوائد النِّكاح كثري منها ما ييل‪:‬‬

‫أ‪.‬الولد؛ وهو األصل‪ ،‬وله وحع النِّكأح ‪ ،‬واملقصود إبقأء النَّسل وعن ال‬

‫)‪ (1‬يف املستدرك ‪ ، 175 :2‬وصححه‪ ،‬وهعب اإلي ن ‪ ، 383 :4‬وغريهأا‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف املعجم األوسط ‪ ، 335 :8 ،337 :7‬ومعجم الشيوخ ‪ ، 222 :1‬قأل اهليثمي يف جممع‬
‫وجاأبر اجلعفاي‬ ‫الزَّ وائد ‪ : 252 :4‬رواه الطرباين يف األوسط بأسنأدين وفيه يزيد الرقاأ‬
‫وقد وثق‪.‬‬ ‫وكالمهأ حعي‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬إحيأء علوم الدين ‪ ، 26- 25 :3‬وغريه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف مصن عبد الرزاق‪ ، 170 :6‬ومصن ابن ع هيبة‪.30 :9‬‬
‫(‪ )5‬يف سنن سعيد بن منصور‪.164 :1‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬إحيأء علوم الدِّين ‪ ، 26 :3‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪20‬‬
‫خيلو العأ َ عن جنس اإلمس ‪ ،‬وإمِّ الشَّ هوة خلقت بأعثة مستحثة‪ ،‬ومن ث ر حتقيق‬
‫الولد رغم األمن من الفتنة‪:‬‬

‫رلب حمبّة اهلل بألسعي يف حتصيل الولد؛ إلبقأء جنس اإلمسأن‪.‬‬

‫و رلب حمبة رسول اهلل ‪ ‬يف تكثري عمته ومبأهأته هبم؛ فعن معقل بن يسأر‬
‫فإين مكثر بكم األمم)( ‪.)1‬‬
‫(تزوجوا الولود الودود‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬قأل ‪َّ :‬‬
‫الصألح بعده؛ فعن ع هريرة ‪ ‬قأل ‪( :‬إاا‬
‫ورلب التَّربك بدعأء الولد َّ‬
‫مأت اإلمسأن ام قطع عنه عمله إال من ثالثة‪ :‬إال من صدقة جأرية‪ ،‬عو علم ينتفع‬
‫به‪ ،‬عو ولد صألح يدعو له)( ‪ ،)2‬وال يوصل إىل الولد إال بألنِّكأح‪.‬‬
‫و رلب الشَّ فأعة بموت الولد الصغري إاا مأت قبله؛ فعن عمس ‪ ‬قأل ‪:‬‬
‫(مأ من النَّأس من مسلم يتوىف له ثالث يبلغوا احلنث إال عدخله اهلل اجلنة بفضل‬
‫رمحته إيأهم)( ‪.)3‬‬
‫وغض‬
‫ِّ‬ ‫ب‪.‬التَّحصن من الشَّ يطان‪ ،‬وكرس التَّوقان‪ ،‬ودفع غوائل الشَّ هو ‪،‬‬
‫البرص وحفظ الفرج‪ ،‬وإليه اإلهأرة بقوله ‪( :‬من استطأع منكم البأءة فليتزوج‪،‬‬
‫فإمَّه عغض للبرص وعحصن للفرج‪ ،‬ومن يستطع فعليه بألصوم فإمَّه له وجأء)( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬يف صااحيح اباان حبااأن ‪ ، 363 :9‬وساانن النَّسااأئي ‪ ، 271 :3‬واملسااتدرك ‪،176 :2‬‬
‫وصححه‪ ،‬وسنن ع داود ‪ ، 220 :2‬وينظر‪ :‬موارد الظمآن ‪ ، 302 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1255 :3‬وصحيح ابن خزيمة ‪ ، 122 :4‬وصاحيح ابان حباأن ‪:7‬‬
‫‪ ، 286‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح البخأري ‪ ،421 :1‬و غريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬سبق خترجيه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪21‬‬
‫وحفظ القل ب عن الوسواس والفكر فال يدخل حتت اختيأر اإلمسأن‪ ،‬بل‬
‫ال تزال النَّفس جتأابه‪ ،‬وحتدثه بأمور الوقأع‪ ،‬وال يفرت عنه الشَّ يطأن املوسوس إليه‬
‫الصوم ال تقطع مأدة الوسوسة يف حق عكثر اخللق‬
‫يف عكثر األوقأت‪ ،‬واملواظبة عىل َّ‬
‫يف البدن‪ ،‬وفسأد يف املزاج‪ ،‬فألشَّ هوة عقوى آلة‬ ‫إال عن ينضأع إليهأ حع‬
‫الشَّ يطأن عىل بني آدم‪ ،‬وإليه عهأر ‪ ‬بقوله‪( :‬مأ رعيت من مأقصأت عقل ودين‬
‫لب منك ّن)( ‪ )1‬وإمَّ الك هليجأن الشَّ هوة‪ ،‬وقأل اجلنيد‪« :‬عحتأج إىل‬
‫عغلب لذو ّ‬
‫اجل ع ك عحتأج إىل القوت» ‪ ،‬فألزَّ وجة عىل التَّحقيق قوت وسبب لطهأرة القلب؛‬
‫ولذلك عمر رسول اهلل ‪ ‬كل من وقع مظره عىل امرعة فتأقت إليهأ مفسه عن جيأمع‬
‫عهله؛ فعن جأبر ‪ ‬قأل ‪( : ‬إاا عحدكم ععجبته املرعة فوقعت يف قلبه‪ ،‬فليعمد إىل‬
‫امرعته فليواقعهأ‪ ،‬فإ َّن الك يرد مأ يف مفسه)( ‪)2‬؛ أل َّن الك يدفع الوسواس عن‬
‫النَّفس‪.‬‬
‫ج‪ .‬ترويح النَّفس‪ ،‬وإيناسها باملجال ة‪ ،‬والنظر‪ ،‬واملالعبة؛ إراحة للقلب‪،‬‬
‫وتقوية له عىل العباد ‪ ،‬فإ َّن النفس ملول‪ ،‬وهي عن احلق مفور؛ ألمَّه عىل خالع‬
‫ربعهأ‪ ،‬وينبغي عن يكون لنفوس املتقني اسرتاحأت بأملبأحأت؛ ولذلك قأل ‪:‬‬
‫{ َو َج َع َل ِمنْ َها َز ْو َج َها لِي ك َنن إِلَي َها}( ‪ ،)3‬وقأل ‪( :‬لكل عأمل أرشةً‪ ،‬ولكل أرشةٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫فرتة‪ ،‬فمن كأمت فرتته إىل سنتي فقد اهتدى)( ‪ ،)4‬أ‬
‫والرشة‪ :‬اجلد واملكأبدة بحدة‬
‫َّ‬

‫)‪ (1‬يف صحيح مسلم ‪ ، 86 :1‬وصحيح البخأري ‪ ،531 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1021 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬األعراع‪ :‬من اآلية‪.189‬‬
‫والسنة البن‬
‫)‪ (4‬يف مسند البزَّ ار ‪ ، 338 :6‬ومسند عمحد ‪ ، 210 :2‬ومسند احلأرث ‪ُّ ،342 :1‬‬
‫الشيخني‪.‬‬
‫ع عأصم ‪ ، 28 :1‬وقأل‪ :‬إسنأده صحيح عىل رشط َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪22‬‬
‫وقوة‪ ،‬والك يف ابتداء اإلرادة‪ ،‬والفرتة‪ :‬الوقوع لالسرتاحة‪ .‬وقأل ‪( :‬حبب إ َّيل‬
‫الصالة)( ‪.)1‬‬
‫النِّسأء والطيب‪ ،‬وجعلت قرة عيني يف َّ‬
‫د‪.‬تفريغ القلب عن تدبري املنزل‪ ،‬والتَّكفل بشغل الطبخ‪ ،‬والكنس‪،‬‬
‫الصأحلة للمنزل عون‬
‫والفرش‪ ،‬وتنظيف األواين‪ ،‬وهتيئة أسباب املعيشة‪ ،‬فأملرعة َّ‬
‫عىل ال ِّدين‪ ،‬واختالل هذه األسبأب هواغل ومشوهأت للقلب‪ ،‬ومنغصأت‬
‫للعيش‪ .‬وقأل القرظي يف معنى قوله ‪َ { :‬ر َّبنَا آتِنَا ِِف الدمْ َيا َح َ نَة}( ‪ :)2‬املرعة‬
‫الصأحلة‪ .‬وقأل ‪( :‬ليتخذ عحدكم قلب ًأ هأكر ًا‪ ،‬ولسأم ًأ ااكر ًا‪ ،‬وزوجة مؤمنة تعني‬ ‫َّ‬
‫مجع بينهأ وبني ال ِّذكر والشُّ كر‪َّ ،‬‬
‫وفرس‬ ‫عحدكم عىل عمر اآلخرة)( ‪ ،)3‬فأمظر كي‬
‫الصأحلة‪.‬‬
‫بعضهم‪{ :‬فلنحيينه حيا طيبة} بألزَّ وجة َّ‬
‫بالرعاية‪ ،‬والوالية‪ ،‬والقيام بحقوق األهل‪،‬‬
‫هـ‪ .‬جماهد النَّفس‪ ،‬ورياضتها ِّ‬
‫والصرب عىل ألالقهن‪ ،‬واحتامل األذى منهن‪ ،‬وال َّ عي ِف إصالحهن‪ ،‬وإرشادهن‬
‫َّ‬
‫إىل طريق الدِّ ين‪ ،‬واالجتهاد ِف ك ب احلالل ألجلهن‪ ،‬والقيام بَّتبيته ألوالده‪،‬‬
‫وكل هذه عع ل عظيمة الفضل‪ ،‬فعن ابن عمر ‪ ‬قأل ‪( :‬عال كلكم راع وكلكم‬
‫مسؤول عن رعيته‪ ...‬ا َّلرجل راع عىل عهل بيته وهو مسئول عنهم‪ ،‬واملرعة راعية‬

‫)‪ (1‬يف املساتدرك ‪ ، 1741 :2‬وصاححه‪ ،‬وسانن النَّساأئي الكاربى ‪ ، 280 :5‬واألحأدياث‬
‫املختأرة ‪ ، 428 :4‬وغريهأ‪ .‬وقأل العراقي يف املغني ‪ : 35‬إسنأده جيد‪.‬‬
‫)‪ (2‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.201‬‬
‫)‪ (3‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 596 :1‬واملعجم األوسط ‪ ، 376 :2‬ومسند عمحد ‪ ، 282 :5‬ومسند‬
‫ال ُّرويأين ‪ ، 406 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪23‬‬
‫عىل بيت بعلهأ وولده وهي مسئولة عنهم)( ‪ ،)1‬وليس َمن اهتغل بإصالح مفسه‬
‫وغريه ك َمن اهتغل بإصالح مفسه فقط‪ ،‬وال َمن صرب عىل األاى ك َمن رفَّ َه مفسه‬
‫وعراحهأ‪ ،‬فمقأسأة األهل والولد بمنزلة اجلهأد يف سبيل اهلل‪ ،‬قأل ‪( :‬إمَّك مه‬
‫فإَّنأ صدقة‪ ،‬حتى اللقمة التي ترفعهأ إىل أيف امرعتك)( ‪.)3 ( )2‬‬
‫عمفقت من مفقة َّ‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1459 :3‬وصحيح البخأري ‪ ،304 :1‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1006 :3‬وصحيح مسلم ‪ ، 1251 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬هذه الفوائد مستخلصة مان إحياأء علاوم الادِّين ‪ ، 37- 28 :3‬وينظار‪ :‬عحكاأم القارآن‬
‫‪ ، 368- 365 :3‬وغريهأ‪.‬‬ ‫للجصأ‬
‫َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪24‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫كيفية التيار الزَّوج والزَّوجة‬
‫كل من الاازَّ وجني لرخاار ّ‬
‫يتطل اب معرفااة مااأ جيااب علاايه ماان‬ ‫إ َّن اختيأر ّ‬
‫الصفأت احلميدة؛ ليتمكن الطَّرفأن من احلصول عىل العشري َّ‬
‫الصألح القااأدر عااىل‬ ‫ِّ‬
‫إجيأد بيت مسلم مطمئن حمقق ملرحأة اهلل ‪ ،‬ويف هذا املبحث مقترص عااىل اكاار‬
‫قااق الغأيااة‬ ‫صفأت الزَّ وجة والزَّ وج التي عرهد إليهااأ هااذا ال ا ِّدين احلني ا ب ا‬
‫املقصودة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬صفات الزَّوجة‪:‬‬
‫إ َّن من ععظم النِّعم عن يوفق املرء يف اختيأر زوجته التااي يقم ا معهااأ جا ّال‬
‫وقته‪ ،‬وتر عوالده‪ ،‬وحتفظ له عرحه ورشفه‪ ،‬وتعينه عىل مهااوم ال ادُّميأ وكاادرهأ‪،‬‬
‫وتسعده معهأ‪ ،‬قأل ‪( :‬مأ استفأد املااؤمن بعااد تقااوى اهلل خاارياً لااه ماان زوجااة‬
‫اأب‬
‫عبرتااه‪ ،‬وإن غا َ‬
‫رسته‪ ،‬وإن عقس َم عليهأ َّ‬
‫عمرهأ عرأعته‪ ،‬وإن مظر إليهأ َّ‬
‫صأحلة‪ ،‬إن َ‬
‫ألَّنأ املعينة عىل حتصيل رحااأ اهلل تعااأىل بأحواهلااأ‬
‫عنهأ حفظته يف مفسهأ ومأله)( ‪)1‬؛ َّ‬
‫وصفأهتأ احلميدة‪.‬‬

‫)‪ (1‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 596 :1‬قأل العجلوين يف كش اخلفاأء ‪ : 236 :2‬سانده حاعي ‪،‬‬
‫لكن له هواهد تدل عىل َّ‬
‫عن له عصالً‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪25‬‬
‫‪ .1‬أن تكون صاحلة ذات دين؛ وهذه عوىل وعه َّم صفة جيب مراعأهتأ بألنِّساابة‬
‫الراحة‬
‫فإَّنأ ال َيستغني عنهأ بيت يريد َّ‬
‫للزَّ وج‪ ،‬وعىل الزَّ وجة عن حتققهأ يف مفسهأ‪َّ ،‬‬
‫والسعأدة والطمأمينة‪ ،‬وفيهأ ر َّغب رسااول اهلل ‪( :‬فااأظفر بااذات ال ا ِّدين ترباات‬
‫َّ‬
‫يداك)( ‪)1‬؛ أل َّن يف فقااداَّنأ تعأسااة ومدامااة‪ ،‬وخااراب للبيااوت‪ ،‬وحاايأع لااألوالد‪،‬‬
‫فألعيش كلّه مقصور عىل احلليلة َّ‬
‫الصأحلة‪ ،‬والبالء كله موكل بألقرينة السوء التي‬
‫ال تسكن النَّفس إىل عرشهتأ‪ ،‬وال تقر العيون برؤيتهأ( ‪ ،)2‬قأل ‪( :‬الدُّميأ متأع وخري‬
‫الص اأحلة‬
‫الصأحلة)( ‪ ،)3‬وقأل ‪( :‬عال عخربكم بخري مأ يكنز‪ :‬املرعة َّ‬
‫متأع الدُّميأ املرعة َّ‬
‫رسته وإاا عمرهأ عرأعته وإاا غأب عنهأ حفظته)( ‪.)4‬‬
‫إاا مظر إليهأ َّ‬
‫الرجاال إىل احلسااب واجل ا ل وغريهااأ ماان‬
‫وليس معنى هذا عن ال يلتفاات َّ‬
‫الصفأت املرغوبة‪ ،‬وإمَّ املعنى عن ُيق ا ِّدم اات ال ا ِّدين عااىل غريهااأ‪ ،‬وال يرغااب يف‬
‫ِّ‬
‫امرعة ملحض مجأهلأ إن كأمت غري متدينة‪ ،‬وإال فقد ثبت يف عدّة عحأديث ع َّن اجل ا ل‬
‫الرغبة يف النِّكأح؛ أل َّن فيه الع َّفة ّ‬
‫وغض البرص‪ ،‬والتحصني ال صل‬ ‫من موجبأت َّ‬
‫الرجل بزوجته( ‪ ،)5‬فأملمنوع إااً هو االكتفأء بأجل ل مع قطااع النظاار‬
‫إال بأن يطمئن َّ‬

‫)‪ (1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1958 :5‬وصحيح مسلم ‪ ، 1086 :2‬وصاحيح ابان حباأن ‪:9‬‬
‫‪ ، 344‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املستطرع ‪.294 :2‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1090 :2‬واملسند املستخرج ‪ ،141 :4‬والزُّ هد هلنأد ‪.295 :1‬‬
‫)‪ (4‬يف املستدرك ‪ ، 363 :2 ،567 :1‬وصححه‪ .‬و وسنن ع داود ‪ ، 126 :2‬ومسند ع يعىل‬
‫‪.378 :4‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬تكلمة فتح امللهم ‪.109 :1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪26‬‬
‫تزوجوا النِّسأء حلسنهن‪ ،‬فعسى حسنه ّن‬
‫عن صالح ال ِّدين والك ل( ‪ ،)1‬قأل ‪( :‬ال َّ‬
‫ازوجه ّن‬
‫عن يردهين‪ ،‬وال تزوجه ّن ألمواهل ّن‪ ،‬فعسى عمواهل ّن عن تطغيهن‪ ،‬ولكاان تا َّ‬
‫ألمة خرمأء سوداء اات دين عفضل)( ‪.)2‬‬ ‫عىل ال ِّدين‪ ،‬و َ‬

‫‪ .2‬أن تكون ذات ح ب وم ــب‪ :‬عي ريبااة األصاال بأمتسااأهبأ إىل العل ا ء‬
‫فإَّنأ سرت بنأهتأ وبنيهأ‪ ،‬فإاا‬
‫والصالح‪ِّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫والصلحأء( ‪)3‬؛ لتكون من عهل بيت ال ِّدين‬
‫ّ‬
‫والرتبية( ‪)4‬؛ لقولااه ‪( :‬خااري مسااأء ركاابن اإلباال‪:‬‬
‫تكن مؤدبة حتسن التَّأديب َّ‬
‫صألح مسأء قريش‪ ،‬عحنأه عىل ولد يف صااغره‪ ،‬وعرعااأه عااىل زوج يف اات يااد)( ‪،)5‬‬
‫(خت ََّريوا لنطفكم‪ ،‬فأمكحوا األكفأء و َعمكحوا إليهم)( ‪.)6‬‬
‫وقوله ‪َ :‬‬

‫‪ ، 34‬مطبوع جزء منه بأسم هؤون األرسة‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬عني العلم وزين احللم‬
‫)‪ (2‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 597 :1‬وسانن البيهقاي الكباري ‪ ، 80 :7‬ومساند البازَّ ار ‪،314 :6‬‬
‫ومسند عبد بن محيد ‪ ، 133 :1‬ومصبأح الزُّ جأجة ‪ ، 97 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ‪.61 :24‬‬
‫‪.38‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬إحيأء علوم الدِّين ‪ ، 46 :2‬وعني العلم وزين احللم‬
‫)‪ (5‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1266 :3‬وصحيح مسلم ‪ ،1954 :4‬واآلح أد واملثأين ‪.459 :5‬‬
‫)‪ (6‬يف املستدرك ‪ ، 176 :2‬واألحأديث املختأرة ‪ ، 198 :7‬وقأل املقاد‪ ::‬إسانأده حسان‪،‬‬
‫وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 133 :7‬وسانن الادَّ ارقطني ‪ ، 299 :3‬وسانن ابان مأجاه ‪،633 :1‬‬
‫فصله‬
‫الشهأب ‪ ، 390 :1‬والفردوس ‪ ، 51 :2‬ويف هذا احلديث كالم من حيث ثبوته َّ‬
‫ومسند ِّ‬
‫ابن ا جلوزي يف العلل املتنأهية ‪ ، 615- 612 :2‬والعجلوين يف كش اخلفأء ‪ ، 358 :1‬وابن‬
‫‪،141- 130‬‬ ‫حجار يف تلخاايص احلبااري ‪ ، 146 :3‬وعفااأض الكااوثري فيااه يف مقأالتااه‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪27‬‬
‫الرجأل قبله و تعأرشهم وختتلط هبم‪ ،‬فيكون‬ ‫تتزوج ِّ‬
‫َّ‬ ‫‪ .3‬أن تكون بكرا؛‬
‫فيهأ هدّة املحبّة واألُلفة له؛ قأل ‪( :‬هال َّ‬
‫تزوجاات بكااراً تالعبُه اأ وتالعبااك)( ‪،)1‬‬
‫فااإَّن َّن ععااذب عفواهااأً‪ ،‬وعمتااق عرحأمااأً‪ ،‬وعر‬
‫وقااأل ‪( :‬علاايكم بأألبكااأر‪َّ ،‬‬
‫بأليسري)( ‪.)2‬‬

‫‪ .4‬أن تكون ولودا ودودا؛ ومن يكن هلااأ زوج و ُيعاارع حأهلااأ فرياعااى‬
‫فإَّنأ تكون ولوداً يف الغألب مع هذين الوصفني( ‪)3‬؛ فقد روي عمَّه‬
‫صحتهأ وهبأهبأ‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫(إين عصبت اماارعة اات حسااب ومنصااب‪ ،‬إال‬
‫جأء رجل إىل رسول اهلل ‪ ‬فقأل‪ّ :‬‬
‫ع ََّّنأ ال تلد‪ ،‬عفأتزوجهأ؟ فنهأه‪ ،‬ثم عتأه الثَّأمية فنهأه‪ ،‬ثم عتااأه الثَّألثااة فنهااأه‪ ،‬فقااأل‪:‬‬
‫تزوجوا الولود الودود‪ ،‬فإين مكثر بكم األمم)( ‪ ،)4‬وقأل ‪( :‬ال تزوج ّن عأقراً وال‬
‫َّ‬
‫عجوزاً‪ ،‬فإين مكأثر بكم)( ‪.)5‬‬

‫‪.5‬أن تكو ن ح نة القيام بــومور البي ـ ؛ وهلااذا دور كبااري يف زيااأدة األلفااة‬
‫واملحبة بني الزَّ وجني‪ ،‬واالبتعأد عن النِّزاع واخلصومأت‪ ،‬فهي بذلك تنأل رحااأه‪،‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1083 :3‬وصحيح مسلم ‪ ، 1087 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 568 :1‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 81 :7‬واملعجم األوسط ‪،144 :1‬‬
‫واآلحأد واملثأين ‪ ، 5 :4‬واملعجم الكبري ‪ ، 140 :7‬ويف مصنَّ ابن ع هيبة ‪ 52 :4‬وقفه عىل‬
‫عمر ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬إحيأء علوم الدِّين ‪.46 :2‬‬
‫)‪ (4‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 363 :9‬وسنن النَّسأئي ‪ ، 271 :3‬وموارد الظمآن ‪،302 :1‬‬
‫)‪ (5‬يف املستدرك ‪ ، 329 :2‬قأل ابن حجر يف تلخيص احلبري ‪ : 115 :3‬إسنأده حعي ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪28‬‬
‫وال يرى يف بيته مأ يعكر صفوه‪ ،‬وتكون خري قدوة لبنيهأ‪ ،‬وقأئمة بمسؤليأهتأ‪ ،‬قأل‬
‫‪( :‬املرع ُة راعية عىل بيت زوجهأ وولده)( ‪.)1‬‬
‫بكل امرعةٍ عن ختطّهأ وجتعلهأ عمأم مأظرهيأ‪،‬‬
‫وم ن الوصأيأ اللطيفة التي سن ِّ‬
‫مأ مقل عن عمر بن حجر الكندي عمَّه خطب من عوع بن حملم الشاايبأين ابنتااه عم‬
‫إيأس‪ ،‬وعجأبه إىل الك‪ ،‬فأقبلت عليهأ ع ّمهأ ليلة دخولااه هبااأ توصاايهأ‪ ،‬فكااأن َّمم اأ‬
‫عوصتهأ به عن قألت‪ :‬عي بن ّية‪ ،‬إمَّك مف أرقة بيتك الذي منه خرجت‪ ،‬وعشّ ك الذي‬
‫فيه درجت إىل رجل تعرفيه‪ ،‬وقرين تأليفه‪ ،‬فكوين له أَمة ليكــون لــك عبــدا‪،‬‬
‫واحفظي له خصأالً عرشاً يكون لك اخراً‪:‬‬

‫السمع له والطَّأعة‪.‬‬ ‫فأمأ األوىل والثَّأمية‪ِّ :‬‬


‫فألرحأ والقنأعة‪ ،‬وحسن َّ‬
‫وعمأ الثَّألثة َّ‬
‫والرابعة‪ :‬فألتفقد مل واقع عينيه وعمفه‪ ،‬فال تقااع عينااه منااك عااىل‬
‫الريح‪.‬‬
‫قبيح‪ ،‬وال يشم عمفه منك إال عريب ِّ‬
‫والسأدسة‪ :‬فألتفقد لوقت رعأمه ومنأمااه‪ ،‬فااإ َّن ه ادّة اجلااوع‬
‫وعمأ اخلأمسة َّ‬
‫ملهبة‪ ،‬وتنغيص النَّوم مغضبة‪.‬‬

‫السأبعة والثَّأمنة‪ :‬فأإلحراز ملأله‪ ،‬واإلرعأء عىل حشمه وعيأله‪.‬‬


‫وعمأ َّ‬
‫ا لااه رساً‪َّ ،‬‬
‫فإم اك إن‬ ‫وعمأ التَّأسعة والعأرشة‪ :‬فال تعيص لااه عمااراً‪ ،‬وال تف‬
‫رسه تأمني غدره‪.‬‬
‫خألفت عمره عوغرت صدره‪ ،‬وإن عفشيت َّ‬

‫)‪ (1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1996 :5‬واملنتقى ‪ ، 275 :1‬ومسند ع عوامة ‪ ، 382 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪29‬‬
‫وإ ّيأك ثم إ ّيأك والفرح بني يديه إاا كأن مهت ً‪ ،‬والكآبة لديه إن كااأن فرح اأً‪،‬‬
‫فقبلت وصية ع ّمهأ‪ ،‬فأمجباات لااه احلااأرث باان عماارو ج ا ّد اماارئ القاايس امللااك‬
‫الشأعر( ‪.)1‬‬
‫‪ .6‬أن تكون مطيعة لزوجها؛ فال تعيص له عمراً ال يغضب اهلل تعأىل فيه‪ ،‬وعن‬
‫ال جتعله مداً هلأ‪ ،‬بل تعظِّمه وتوقِّره‪ ،‬فإ َّن الك ملهأ عىل رأعتااه‪ ،‬وقااد روي عاان‬
‫ترسه إاا مظاار‪،‬‬
‫عي النِّسأء خري؟ قأل‪ :‬التي ّ‬
‫ع هريرة ‪ ‬قأل‪( :‬قيل‪ :‬يأ رسول اهلل‪ُّ ،‬‬
‫وتطيعه إاا عمر‪ ،‬وال ختألفه يف مفسهأ ومأهلأ ب يكره)( ‪.)2‬‬

‫‪.7‬أن تكون عفيفة؛ مبتعد ًة كل االبتعأد ع يبتذهلأ‪ ،‬وجيعلهأ سلعة رخيصااة‬


‫كل منهم مأربه هبأ‪ ،‬فتقترص يف حتسني مفسهأ وجتميلهأ عىل‬ ‫الرجأل‪ ،‬يقم ٌّ‬
‫يف ععني ِّ‬
‫زوجهأ؛ ملأ يف غري الك من املهألك هلااأ يف ال ادُّميأ واآلخاارة‪ ،‬قااأل ‪{ :‬ال ـ َّز ِاين ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َينْك نح إِ َّال َزام َية} ‪ ،‬وعن ّ‬
‫عِّل وعمس ‪« :‬خري مسأئكم العفيفة»( ‪.)4‬‬ ‫( ‪)3‬‬

‫للرجاال‪،‬‬
‫الرجال؛ ملأ يف الك من حتصني َّ‬
‫‪.8‬أن تكون ذات مجال ي تح نه ِّ‬
‫وكفأية وقنأعة له هبأ عن غريهأ‪ ،‬وقد قألوا يف مقيأس مجأل املرعة‪ :‬عمَّه ليست املاارعة‬
‫اجلميلة التي تأخذ ببرصك مجلة عىل بعااد‪ ،‬فااإاا دماات منااك تكاان كااذلك‪ ،‬باال‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املستطرع ‪.294 :2‬‬


‫)‪ (2‬يف سنن النَّسأئي ‪ ، 271 :3‬واملجتبى ‪ ، 68 :6‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 82 :7‬ومسند عمحد‬
‫‪ ، 251 :2‬وموادر األصول ‪ ، 150 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬النور‪ :‬من اآلية‪.3‬‬
‫)‪ (4‬يف الفردوس ‪.176 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪30‬‬
‫كل ا كا َّاررت برصااك فيهااأ زادتااك حساانأً( ‪ .)1‬قااأل ‪( :‬خااري فأئاادة‬
‫اجلميلة التي َّ‬
‫استفأدهأ املسلم بعد اإلسالم امرعة مجيلة ترسه إاا مظر إليهااأ‪ ،‬وتطيعااه إاا عمرهااأ‪،‬‬
‫وحتفظه إاا غأب عنهأ يف مأله ومفسهأ)( ‪.)2‬‬
‫‪.9‬أن ال تكون غريهتا شديد ؛ ملأ يف الك من مدخل للظ ّن اليسااء املاانغص‬
‫للحيأة الزَّ وجية في ال يستوجب الك‪ ،‬فروى عمس ‪ ،‬قألوا‪( :‬يأ رسول اهلل‪ ،‬عال‬
‫تتزوج من مسأء عمصأر؟ قأل‪ :‬إ َّن فيهم لغرية هديدة)( ‪.)3‬‬
‫‪ .10‬أن تكون ب يطة ال حيتاج مكاحهــا إىل مةمــة شــديد ؛ أل َّن كثاارياً َّمم ان‬
‫يطلبون املهور الغألية ال يكااون إال للمبأهااأة والتفااأخر‪ ،‬وماار ّد الااك إىل الفاارا‬
‫النَّفيس الذي يسعى صأحبه لسدّه بمثل هذا‪ ،‬عمأ من امتأل قلبه بأإلي ن‪ ،‬واكتست‬
‫مفسه بأإلسالم‪ ،‬فال يعري امتبأهأً ألمثأل هذه الظواهر‪ ،‬وإمَّ هيتم ببأرن َم ان يأتيااه‪،‬‬
‫وهو تدينه‪ ،‬قأل ‪( :‬من ُيمن املرعة تيس اري خطبتهااأ‪ ،‬وتيسااري صااداقهأ‪ ،‬وتيسااري‬
‫رمحهأ) قأل عروة‪ :‬عن يتيرس رمحهأ للوالدة‪ ،‬وعمأ عقول ماان عناادي‪ :‬وماان هااؤمهأ‬
‫تعسري عمرهأ وكثرة صداقهأ( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املستطرع ‪.301 :2‬‬


‫)‪ (2‬يف مصنَّ ابن ع هيبة ‪ ، 559 :3‬وسنن سعيد بن منصور ‪،166 :1‬‬
‫)‪ (3‬يف سانن النَّساأئي ‪ ، 271 :3‬واملجتباى ‪ ، 69 :6‬وماوارد الظماآن ‪ ، 302 :1‬ولفظااه‪ :‬يف‬
‫ععينهن هيئ ًأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف مسند عمحد ‪ ، 77 :6‬واملستدرك ‪ ، 197 :2‬وصححه احلاأكم‪ ،‬واملعجام األوساط ‪:4‬‬
‫‪.62‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪31‬‬
‫‪ .11‬أن تكون ح نة اخللق؛ فهو الزِّ ينة التي تدوم مااع الزَّ وجااة يف عرشااهتأ‬
‫لزوجهأ؛ إا اجل ل يألفه بعد حني ويعتأد عليه‪ ،‬فال يعود ين تبه إليه كسااأبق عهااده‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حلظة ُيعأملهأ فيهااأ‬ ‫عمأ مجأل اخللق فبه تزداد حيأهتأ سعأدة وعلفة وحم ّبة؛ ألمَّه يف ِّ‬
‫كل‬
‫مكسوة به‪ ،‬فتزداد هيبتهأ ومكأمتهأ يف مظره‪ ،‬ويف الك ر َّغب به املصطفى ‪‬‬
‫ّ‬ ‫جيدهأ‬
‫بقوله‪( :‬تنكح املرعة عىل إحدى خصأل ثالث‪ :‬تنكح املرعة عىل مأهلااأ‪ ،‬تاانكح عااىل‬
‫مجأهلأ‪ ،‬تنكح عىل دينهأ‪ ،‬فعليك بذات ال ِّدين واخللق تربت يمينك)( ‪.)1‬‬
‫وال يعترب من الصفأت املستحسنة للمرعة عن ال تكون قريبااة؛ لعاادم ثبااوت‬
‫الااك‪ ،‬وكاال مااأ يااذكر ال يثباات‪ ،‬مثاال‪( :‬ال‬ ‫َّني عن الشأرع احلكيم بخصااو‬
‫فإم اه يااورث حااآلة يف الولااد)( ‪ ،)2‬مقاال اباان حجاار‬
‫تنكحااوا يف القرابااة القريبااة‪َّ ،‬‬
‫العسقالين( ‪ )3‬وابن املُل ِّقن( ‪ )4‬وابن حجر اهليتمي( ‪ )5‬والا َّارمِّل( ‪ِّ )6‬‬
‫والرش ابيني( ‪ )7‬وغااريهم‬
‫الصالح فيه‪ « :‬عجد لااه عص االً معتمااداً»‪ .‬وعقا ُّاروه عليااه‪ ،‬وقااأل َّ‬
‫الت اأج‬ ‫قول ابن َّ‬
‫السبكي( ‪ « :)8‬عجد له إسنأداً»‪.‬‬
‫ُّ‬

‫)‪ (1‬يف مصنَّ ابن ع هيبة ‪.560 :3‬‬


‫‪.84‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تلخيص احلبري ‪ ، 304 :3‬وجواهر األخبأر‬
‫‪.84‬‬ ‫)‪ (3‬يف تلخيص احلبري ‪ . 304 :3‬وينظر‪ :‬جواهر األخبأر‬
‫)‪ (4‬يف خالصة البدر ‪.179 :2‬‬
‫)‪ (5‬يف حتفة املحتأج ‪.189 :7‬‬
‫)‪ (6‬يف َّنأية املحتأج ‪.185 :6‬‬
‫)‪ (7‬يف مغني املحتأج ‪.207- 206 :4‬‬
‫)‪ (8‬ك يف ختريج عحأديث إحيأء علوم الدِّين ‪.972 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪32‬‬
‫رص ة يف إبأحته مطلقأً‪ ،‬قأل ‪َ { :‬فلَ َّام َق ََض َز ْيدٌ ِمنْ َها َوطَرا‬ ‫بل النصو‬
‫َز َّو ْجنَا َك َها }( ‪ ،)1‬فهذه اآلية كأمت يف زواج النبي ‪ ‬من زينب بنت جحش( ‪ ،)2‬وهي‬
‫ـال ِ‬
‫ك الـ َّ‬ ‫ك أَ ْز َو َ‬
‫اج ـ َ‬ ‫الرسول ‪ ،‬وقأل ‪َ { :‬يا أَ َُّيا النَّبِي إِمَّا أَ ْحلَلْ َن ـا َل ـ َ‬ ‫بنت ع ّمة َّ‬
‫ات َع َّامتِ ـ َ‬
‫ك‬ ‫ك َوبَ َن ـ ِ‬ ‫ك َوبَن ِ‬
‫َات َع ِّم َ‬ ‫نك ِِم َّا أَ َفا َء اَّللَّن َعلَيْ َ‬
‫آتَيْ َ أن نجو َر نه َّن َو َما َملَ َك ْ َي ِمين َ‬
‫اج ْر َن َم َعك}( ‪.)3‬‬ ‫الال ِ َه َ‬ ‫ك َّ‬ ‫َات لَ االتِ َ‬
‫ك َو َبن ِ‬ ‫َات لَ الِ َ‬
‫َو َبن ِ‬

‫املطلب الثاين‪ :‬صفات الزَّوج‪:‬‬


‫إ َّن الفتأة إاا عتأهأ خأرب حتتأر هي وعهلهأ للمقيأس الذي ي أزمون بااه‪ ،‬فهاال‬
‫هو الشَّ هأدة اجل أمعية عم املأل عم اجلأه عم اجل ا ل عم األصاال عم ال ا ِّدين عم القرابااة عم‬
‫غريهأ؟‬
‫و حديثنأ يف بيأن هذا امليزان الذي يفرتض عن تكم إليه املسلمون فيمن هو‬
‫الرجل املنأسب للفتأة املساالمة يف إجيااأد عرسة إسااالمية سااعيدة مطمئنااة‪ ،‬يعاايش‬
‫َّ‬
‫حلكم يف كل عمور حيأهت ‪.‬‬
‫الزَّ وجأن يف كنفهأ‪ ،‬وقد رحيأ عن يكون اإلسالم هو ا َ‬
‫وخري مأ مستقي منه هذا املعيأر هو سنة مبينأ ‪ ،‬فعن ع حأتم املزين ‪ ‬قأل‬
‫‪( :‬إاا جأءكم َم ان ترحااون دينااه وخلقااه فااأمكحوه‪ ،‬إال تفعلااوا تكاان فتنااة يف‬
‫األرض وفسأد‪ ،‬قألوا‪ :‬يأ رسول اهلل وإن كأن فيه‪ ،‬قااأل‪ :‬إاا جااأءكم َم ان ترحااون‬

‫)‪ (1‬األحزاب‪ :‬من اآلية‪.37‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تفسري الطّربي ‪ ، 14 :22‬وتفسري القرربي ‪ ، 193 :14‬وغريهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬األحزاب‪ :‬من اآلية‪.50‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪33‬‬
‫السيوري( ‪ )2‬يف معنى احلااديث‪« :‬إال‬
‫ّ‬ ‫مرات ا)( ‪ ،)1‬قأل‬
‫دينه وخلقه فأمكحوه ا ثالث َّ‬
‫تفعلوا… الخ‪ :‬عي إن تزوجوا من ترحون دينه وخلقه وترغبوا يف جمرد احلسااب‬
‫ألَّن جألبأن إليهأ‪ ،‬وقيل‪ :‬إن مظاارتم إىل صااأحب مااأل‬
‫واجل ل تكن فتنة وفسأد؛ َّ‬
‫والرجأل بال تاازوج فيكثاار الزِّ مااأ ويلحااق العااأر والغاارية‬
‫وجأه يبقى عكثر النِّسأء ِّ‬
‫وهي ِّيج الفتنة»‪.‬‬
‫بأألوليأء فيقع القتل ُ‬
‫وتفصيل الكالم يف هذا امليزان يتمثّل يف صفتني رئيستني ب َّينه احلديث‪ ،‬ومهأ‪:‬‬
‫‪.1‬الدِّ ين‪ :‬وهو اخلضوع واالمتثأل ألوامر اهلل تعأىل يف ّ‬
‫كل عفعأله وعقواله؛ إا‬
‫الس اعأدة‬ ‫عمَّه يكون راحيأً بحكم اهلل ف ي له ومأ عليه‪ ،‬وهذه ِّ‬
‫الصفة يكون هبأ ع ا د َّ‬
‫الزوجية؛ أل َّن احليأة الزوجية يف صورهتأ البسيطة معأرشة بااني هخصااني‪ ،‬وال ب ا ّد‬
‫يوحح مأ لكل منه ومأ عليه‪ ،‬ويكون هو احلأكم بينه في خيتلفأن‬
‫هل من قأمون ّ‬
‫رب العبأد عوىل بأل َقبول واألخااذ ممااأ‬
‫العقالء ع َّن مأ يكون من عند ّ‬ ‫فيه‪ ،‬وال خيتل‬
‫هو من عند العبأدمن النظريأت املخلتفة والعأدات‪.‬‬
‫وأل َّن احليأة الزوجية ال تنااتظم بااال تسااأمح وجتااأوز وتغأفاال يف كثااري ماان‬
‫ء وقااود‬ ‫الت ادقيق عااىل كا ّال‬
‫َّرصفأت البساايطة الواقعااة بااني الاازَّ وجني؛ أل َّن َّ‬
‫الت ُّ‬
‫للمشأكل واخلالفأت بينه ؛ إا اخلطأ صفة عصيلة يف بني آدم‪ ،‬قااأل ‪( :‬كا ّال بنااي‬

‫)‪ (1‬يف جأمع الرتمذي ‪ ، 395 :3‬وقأل‪ :‬حسن غريب‪ .‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 82 :7‬وسانن‬
‫سعيد بن منصور ‪ ، 190 :1‬واآلحأد واملثأين ‪ ، 351 :2‬واملعجم الكبري ‪ ، 299 :22‬والكناى‬
‫للبخااأري ‪ ، 26 :1‬واجلاارح والتعااديل ‪ ، 363 :9‬والثقااأت ‪ ، 499 :5‬والكأماال ‪،72 :5‬‬
‫واملراسيل البن ع حأتم ‪ ، 250 :1‬واملراسيل أل داود ‪ ، 192 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف رشح ابن مأجه ‪.141 :1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪34‬‬
‫آدم خطأء‪ ،‬وخري اخلطأئني التوابااون)( ‪ ،)1‬واكاار عاان بعااض الفضااالء‪« :‬إ َّن مبنااى‬
‫السعأدة الزَّ وجية عىل التَّغأفل؛ أل َّن (‪ )%95‬من املشأكل الزَّ وجية ّل به؛ إا ع ََّّنأ يف‬
‫َّ‬
‫العأدة تكون يف عمور بسيطة ال قيمة هلأ»‪ ،‬ومعلااوم ع َّن املساالم كل ا زاد تدينااه زاد‬
‫األمور‪.‬‬ ‫تسأحمه‪ ،‬و يعد يلتفت إىل سفأس‬
‫والرش ا أ‬
‫ع والطِّيبااة‬ ‫اة َّ‬‫‪.2‬اخللق‪ :‬بااأن يكااون للرجاال عصاال معااروع بأملكأما أ‬

‫الصفأت املرغوبة‪ ،‬وعىل هااذا ماال حااديث ع هرياارة ‪ ‬قااأل ‪:‬‬


‫وغريهأ من ِّ‬
‫والرش ا‪ ،‬خيااأركم يف اجلأهليااة خيااأركم يف اإلسااالم إاا‬
‫(النَّأس معااأدن يف اخلااري َّ‬
‫فقهوا)( ‪.)2‬‬
‫الرتبية الطَّيبة العطرة؛ بأن يكون اخلأرب تربى عىل ياادي َم ان‬
‫ويراد بأخللق َّ‬
‫الرتبية‪ ،‬أل َّن الزمااأن ك ا هااو معااروع يف ماازول يوم اأً بعااد يااوم يف القاايم‬
‫سن َّ‬
‫واألخالق واملبأدئ‪ ،‬قأل ‪( : ‬يوهك عن يغلب عىل النَّأس عو عىل هذا األمر لكع‬
‫بن لكع‪ ،‬وعفضل النَّأس مؤمن بني كريمني)( ‪ ،)3‬قأل معمر‪ :‬فقأل رجل للزُّ هري‪ :‬مأ‬
‫كريمني؟ قأل‪ :‬رشيفني مورسين( ‪.)4‬‬
‫‪‬‬

‫)‪ (1‬يف املستدرك ‪ ، 242 :4‬وقأل احلأكم‪ :‬إسنأده صحيح‪ ،‬وجأمع الرتمذي ‪ ، 659 :4‬وسنن‬
‫الدَّ ارمي ‪ ، 392 :2‬وسنن ابن مأجه ‪ ، 1420 :2‬ومصنَّ ابن ع هيبة ‪ ، 62 :7‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف مسند عمحد ‪ ، 485 :2‬واجلأمع ملعمر بن راهد ‪.316 :11‬‬
‫)‪ (3‬يف اجلأمع ملعمر بن راهد ‪ ، 316 :11‬واملعجم األوسط ‪ ، 257 :3‬قأل اهليثمي يف جمماع‬
‫الزَّ وائد ‪ : 325 :7‬رواه الطرباين يف األوسط بإسنأدين ورجأل عحدمهأ ثقأت‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬اجلأمع ملعمر بن راهد ‪.316 :11‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪35‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫العالقة بني الزوجني قبل الزَّواج‬
‫الرشعية للعالقة بني اجلنسااني قباال الاازَّ واج يتطلااب وحااع‬
‫إن بيأن النَّظرة َّ‬
‫عصول وعسس متفقة لدى العقالء لبنأء هذا احلكم عليهأ‪.‬‬
‫األساس األول‪ :‬أ َّن حكمة اَّلل ‪ ‬اقتض ـ للــق األرض وإراد إعامرهــا‬
‫بجعل بني اإلم ان لالئــف فيهــا‪ ،‬كاال ماانهم خيل ا َم ان بعااده يف القيااأم هبااذا‬
‫ض لَ لِي َفة}( ‪ ،)1‬وال‬ ‫ك لِلْمالئِك َِة إِ ِّين َج ِ‬
‫اع ٌل ِِف ْاألَ ْر ِ‬ ‫الواجب‪ ،‬قأل تعأىل‪َ { :‬وإِ ْذ َق َال َرب َ َ‬
‫يمكن حصول هذا االستخالع واالستع ر هلأ إال بديمومة اجلنس البرشي فيهأ‪،‬‬
‫اون كبااأقي األجنااأس ماان اكاار وعمثااى‪ ،‬وال صاال التَّكااأثر بياانه إال‬
‫وهااو مكا ّ‬
‫صاال‬ ‫بأاللتقأء‪ ،‬وهذا االلتقأء تأج إىل هوق كل منه لرخر وميله له‪ ،‬وإال‬
‫صاال ا لتَّنأساال والتَّكااأثر الااذي‬ ‫التَّعأرش بينه ‪ ،‬ولزهدا يف بعضه البعض‪ ،‬و‬
‫يرتبط به وجود اإلمسأن‪.‬‬

‫فحقيقة اهتيأق اجلنسني لبعضه عمر ال ينبغي عن خيتل فيه؛ اثنأن للحكمة‬
‫اس نح ـب‬ ‫قرر اهلل تعأىل هااذه احلقيقااة‪ ،‬قااأل تعااأىل‪ { :‬نز ِّي ـ َن لِ َّ‬
‫لن ـ ِ‬ ‫املرتتبة عليه‪ ،‬وقد ّ‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.30 :‬‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪36‬‬
‫ات ِم َن النِّ َ اءِ}( ‪ ،)1‬وبألتأيل اهت م وميل كا ّال ماان اجلنسااني إىل اآلخاار عماار‬
‫الشَّ َه َو ِ‬

‫ربيعي‪ُ ،‬جبلنأ وفُطرمأ عليه؛ ليستمر الوجود البرشااي‪ ،‬وال اسااتنكأر لااذلك‪ ،‬وإ َّن‬
‫ّ‬
‫الربأمية املنسجمة مع الفطاارة البرشااية ع ََّّن اأ مظَّماات‬
‫الرشيعة َّ‬
‫من ععظم مأ تتم ّيز به َّ‬
‫العالقة مأ بني هذين الطَّرفني؛ أل َّن يف ترك اجت عه بال حدود وقيود مأ ال حتمااد‬
‫عقبأه بتحقق الظلم عىل البرشية‪.‬‬

‫األساس الثاين‪ :‬أ َّن اإلسالم حرص متام احلرص ِف ترشيعاته عــىل املحافظــة‬
‫كل أسباب الف اد التي تنتج عــن ه ـ ا‬ ‫عىل املجتمع أن يبقى طاهرا مقيا بعيدا عن ِّ‬
‫اب لَ نك ْْ ِم ـ َن‬ ‫امليل العاطفي واجلنيس بينهام‪ ،‬فأبأح التعدد؛ قأل ‪َ { :‬فامْكِ نحوا َما طَ َ‬
‫ني‬‫الث َو نربَاع}( ‪ ،)2‬و عمر بغض البرص بينه ؛ قأل ‪ { :‬نق ْل لِلْ نم ْة ِم نِ َ‬ ‫النِّ َ اءِ َمثْنَى َوثن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رب ْج َن َت ـ َرب َج‬‫َيغنضوا م ـ ْن َأ ْب َص ـاره ْْ} ‪ ،‬وحا َّارم عليهااأ التااربج؛ قااأل ‪َ { :‬وال َت ـ َ َّ‬
‫( ‪)3‬‬

‫اهلِيَّ ِة ْاألن َ‬
‫وىل}( ‪.)4‬‬ ‫اجل ِ‬
‫َْ‬

‫ففي حوء هأتني احل قيقتني العظيمتني‪ :‬مياال اجلنسااني‪ ،‬ورهااأرة املجتمااع‪،‬‬
‫الرشيعة تكوين‬
‫احلسأسة للغأية‪ ،‬وهي هل عجأزت َّ‬
‫يمكننأ عن مخوض هذه املسألة ّ‬
‫عالقة بني اجلنسني قبل الزواج؟‬

‫إاا رجعنأ إىل معنى احلب يف كتب اللغة فإمنأ مجده بمعنى‪« :‬الوداد ومقيض‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪.14 :‬‬


‫)‪ (2‬النسأء‪.3 :‬‬
‫)‪ (3‬النور‪.30:‬‬
‫)‪ (4‬األحزاب‪.33 :‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪37‬‬
‫للحب متحأكم إليااه‪ ،‬فاايمكن القااول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫البغض»( ‪ ،)1‬وإن عردمأ عن مخرج بمعنى عأم‬
‫والرغبة واألمس واللذة واإلعجأب‪.‬‬
‫إمَّه يدور بني‪ :‬االهتيأق وامليل َّ‬
‫وهذه األمور متوفرة بني اجلنسني بصورة عأمة بطبيعااة فطاارهت وخلقااته ‪،‬‬
‫فه يشتأقأن لبعضه البعض‪ ،‬ويميل كل منه لرخر‪ ،‬ويرغب فيه‪ ،‬ويأمس بااه‪،‬‬
‫ويتلذا معه‪ ،‬ويعجب هبيئته‪.‬‬
‫ف يظهر عىل عحدمأ ماان هااذه األحااوال محااو َّ‬
‫الط ارع اآلخاار هااو موافااق‬
‫للفطرة‪ ،‬ال ألمَّه يتبأدل معه هعوراً يفقده اآلخرون‪ ،‬حتى لو ترك اخليااأالت التااي‬
‫توحيهأ املسلسالت واألفالم واألغأين وعأت عىل سجيته من تقرير هلذا الواقااع‪،‬‬
‫فإمَّه سيجد ع َّن هذا الشعور متجدّد لديه لدى عررع كثرية يراهأ ويسمعهأ‪.‬‬
‫وإم ا عردمااأ‬
‫وهذا ال يلغي تفأوت توفر هذه األمور مأ بني هااخص وآخاار‪َّ ،‬‬
‫تقرير ع ََّّنأ موجودة بصورة عأمة بني اجلنسني‪ ،‬فإاا ععجب عحااد اجلنسااني بااأآلخر‬
‫ومأل إليه بدرجة عألية‪ ،‬فهل جيوز له مصأرحته هبذا األمر؟‬

‫(م ـن َع ِش ـ َق وكــتْ وعــفّ ومــات‪ ،‬فهــو‬


‫وثبت عن رسول اهلل ‪ ‬عمَّه قأل‪َ :‬‬
‫شهيد)( ‪.)2‬‬
‫ومعنى الك‪ :‬عمَّه إن حصل العشق فعالً من ررع آلخر بغااض النظاار عاان‬
‫فإم اه يف هااذا‬
‫سببه هل كأن بسبب قرابااة عو جااوار عو دارسااة عو عماال عو غااريه‪َّ ،‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬القأموس ‪ ، 52 :1‬واللسأن ‪ ، 742 :1‬وغريمهأ‪.‬‬


‫يف إثبأته سا ّ ه‪ :‬درء‬ ‫)‪ (2‬عفرد احلأفظ السيد عمحد الصديق الغ ري هذا احلديث بكتأب خأ‬
‫الضع عن حديث من عشق فع ّ ‪.‬‬
‫َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪38‬‬
‫املوحع ال هيمنأ تفحيص الك؛ ألمَّه تأج إىل تفصيل وبيأن خأ ّ ليس هنأ حمله‪،‬‬
‫وإمَّ الذي هيمنأ عمَّه لو حصل هذا‪ ،‬فإ َّن احلديث يرهاادمأ ع َّن عليااه عن يكااتم الااك‬
‫ويع ّ ‪ ،‬حتى لو مأت كأُتأً عفيفأً فإمَّه ههيد بذلك‪ ،‬فيأ هل ترى مأ هو َّ‬
‫السبب هلذا‬
‫الكت ن وهذه الع َّفة‪ ،‬و أ َ مأل هبأ درجة الشَّ هأدة؟‬

‫وألم ه عمر خفي ال يمكن ألحد عن يطلع عليه‪ ،‬فهو عمر قلبي‪ ،‬وال يعلاام مااأ‬
‫يف القلوب إال اهلل تعأىل‪ ،‬ففي إبأحة اإلخبأر به لعب بمشأعر النَّأس ب ال يستطيع‬
‫عحد معرفة صدقه عو كذبه‪ ،‬ودخول يف متأهأت ال عول هلااأ ماان آخاار‪ ،‬وأل َّم اه ماان‬
‫بأب س ّد الذريعة؛ إا ع َّن كثرياً من النَّأس سيستغلومه يف حتقيق مااآرهبم وهااهواهتم‬
‫الشَّ خصية‪.‬‬
‫و إاا اتّضح رشعأً وعقالً عدم جواز فتح عالقة بني اجلنسااني باادون عالقااة‬
‫إىل مااأ ساابق ع َّن هااذا احلا ّ‬
‫اب حقيقيااة ال يكااون إال بمعرفااة‬ ‫رشعية‪ ،‬فإمنأ مضااي‬
‫يتصور حمبة إال بعااد معرفااة وإدراك‪ ،‬إا ال ااب‬
‫َّ‬ ‫املحبوب‪ ،‬قأل الغزايل( ‪ « :)1‬إمَّه ال‬
‫اإلمسأن إال مأ يعرفه…»‪.‬‬
‫كل ماان َّ‬
‫الط ارفني‬ ‫تبني حقيقة ٍّ‬
‫فإَّنأ ال ِّ‬
‫وهذه العالقة مه فتحت وتطورت‪َّ ،‬‬
‫لرخر‪ ،‬حتى لو كأمت بينه خطوبة؛ أل َّن َّ‬
‫كل ررع منه يسعى إلظهااأر عفضاال‬
‫الكالم وعحاله ماان الغاازل والغاارام‬ ‫وعمجل مأ عنده لرخر‪ ،‬وال يتكلم إال بألط‬
‫او ر مااأ عليااه ربيعااة كاال ماانه ؛ إا ع ََّّن اأ ال تعاارع إال بألعرشااة‬
‫معه‪ ،‬وهذا ال يصا ِّ‬
‫والرتبيااة‪،‬‬
‫الزَّ وجية التي تشتمل عىل مصأعب حيأتية كثرية من احلمل‪ ،‬والااوالدة‪َّ ،‬‬

‫)‪ (1‬يف إحيأء علوم الدِّين ‪.313 :4‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪39‬‬
‫والصرب عىل هدّة احلأل وحيقه‪ ،‬والشُّ كر عىل فرج اهلل تعأىل‪،‬‬
‫َّ‬ ‫والطبخ‪ ،‬والتنظي ‪،‬‬
‫املختلفة‪ ،‬وصيأمة املااأل وال انَّفس‪ ،‬وغريهااأ‪ ،‬وإدراك‬ ‫وحسن التَّرصع يف املواق‬
‫ري اب وماان‬
‫مثل هذه األمور تأج عههر من الزَّ واج عو سنوات‪ ،‬ف َمن كأن معدمه ِّ‬
‫خري ور ّ تربية حسنة وعنده خلق ودين كأن توفّر هذه اخلصأل لديه عكثاار‪،‬‬
‫عصل ِّ‬
‫وكأمت قأبليته للحيأة مع رشيكه عكرب‪.‬‬

‫و َمن تد َّبر يف قول النبي ‪ ‬للمغرية بن هعبة ‪ ‬حني خطب امرعة‪( :‬ااهب‬
‫فأمظر إليهأ فإمَّه عجدر عن يؤدم بينك )( ‪ )1‬عرع اهلدي النَّبوي يف هااذه املسااألة؛ إا‬
‫فتعرع عليهأ وادرس حأهلأ وامسجأم هخصيتهأ مااع هخصاايتك‬
‫يقل له‪ :‬ااهب َّ‬
‫وكون عالقة من احلب معهأ‪ ،‬حتى إمه يقل ‪ ‬له‪ :‬ااهب فحدثهأ‪ ،‬باال اعتاارب ع َّن‬
‫ِّ‬
‫يتزوج امرعة؛ أل َّن به يتحقق املقصود من ال َقبااول للصااورة‬
‫النظر يكفي ملن عراد عن َّ‬
‫واهليئة اخلأرجية مع األلفة هلأ عو النّفاارة عنهااأ يف هااذه النَّظاارة؛ أل َّن يف احلااديث‪:‬‬
‫(األرواح جنود جمندة‪ ،‬ف تعأرع منهأ ائتل ‪ ،‬ومأ تنأكر منهأ اختل )( ‪.)2‬‬
‫الصحيحة هلنااأء الزَّ وجيااة مااأ قألااه اباان اخلطااأب ‪ ‬الماارعة‬
‫وإمَّ القأعدة َّ‬
‫خأصمت زوجهأ إليه‪ « :‬إمَّ يتعأرش النَّأس بأحلسب واإلسالم»( ‪ ،)3‬يعني‪ :‬ع َّن التزام‬
‫كل من الزَّ وجني حلفظ رشع اآلخر والعمل ب يرهد إليه اإلسالم من الواجبأت‬

‫)‪ (1‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 531 :9‬واملنتقى ‪ ، 170 :1‬واملستدرك ‪ ، 179 :2‬وجأمع الرتمذي‬
‫‪.397 :3‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 2031 :4‬وصحيح البخأري ‪ 1213 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف التأريخ الكبري للبخأري‪.153 :4‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪40‬‬
‫الن اأس بااه العيشااة‬
‫واآلداب الزَّ وجية هو الذي تنتظم به احليأة الزَّ وجية‪ ،‬ويعيش َّ‬
‫اهلنية‪.‬‬
‫التحبب إىل اآلخر بأكثر ممّأ جيده له يف‬ ‫وينبغي لكل من الزَّ وجني عن يتكلّ‬
‫قلبه‪ ،‬فإ َّن التَّطبع يصري ربعأً‪ ،‬ورحم اهلل علية بنت املهدي عخاات هااأرون َّ‬
‫الرهاايد‬
‫حيث قألت‪« :‬حتبّب فإ َّن احلب داعية احلب»( ‪َّ ،)1‬‬
‫فإم اه يف معنااى قولااه ‪( :‬العلاام‬
‫بألتَّعلم واحللم بألتَّحلم)( ‪.)2‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الدر املنثور‪ ، 350 :1‬وفوات الوفيأت‪.125 :3‬‬


‫)‪ (2‬يف املعجم األوسط ‪ ، 118 :3‬والزُّ هد هلنأد ‪ ، 605 :2‬ولفظ‪( :‬العلم بألتَّعلم) يف صحيح‬
‫البخأري ‪ ،37 :1‬ومصنَّ ابن ع هيبة ‪ ، 284 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪41‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫ِ‬
‫اخلطبة وأحكامها‬
‫املعنى االصطالحي للخطبة عاان املعنااى اللغااوي‪ ،‬وهااو رلااب‬ ‫ال خيتل‬
‫يتزوج منهم‪ ،‬واختطبهأ‪ ،‬واالساام‬
‫َّزوج‪ ،‬من خطب املرعة إىل القوم إاا رلب عن َّ‬ ‫الت ُّ‬
‫أ‬
‫اخلطبة فهو خأرب ( ‪.)2 ( )1‬‬
‫ومن أحكام ِ‬
‫اخلطبة‪:‬‬
‫‪ .1‬جيو نز ِلطبة املرأ اخلالية عن مكاح وعدّ ‪.‬‬

‫متزوج ًة فال جتوز خطبتهأ( ‪)3‬؛ لعدم الفأئدة‪.‬‬


‫فإن كأمت املرعة ِّ‬
‫أما معتد الطــالق الرجعــي والبــائن‪ ،‬فــال جيــوز لطبتهــا ال ترصــحيا وال‬
‫تعريضا؛ أل َّن النِّكأح حأل قيأم العدّة قااأئم ماان كا ِّال وجااه؛ لقيااأم بعااض آثااأره‪.‬‬
‫والروابط التي بينهأ وبني زوجهأ تزل بألكلية‪ ،‬فهو عوىل هبأ من غااريه‬
‫فألعالقأت َّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املصبأح املنري ‪ ،173‬ورد املحتأر ‪، 262 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫التازوج عو الوعاد‬ ‫)‪ (2‬جأء يف قأمون األحوال الشخصية األردين الا دة (‪ :)2‬أ‬
‫اخلطبة‪ :‬رلب َّ‬
‫به‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البحر ‪.164 :3‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪42‬‬
‫إن عرا َد‪ ،‬فله مراجعتهأ إن كأن الطَّالق رجعيأً عو العقد عليهأ إاا كااأن بأئن اأً بينومااة‬
‫صغرى‪ ،‬فإاا عجيزت لغريه خطبتهأ‪ ،‬وهي يف العدّة يكون تع ِّديأً عىل حقوقااه‪ ،‬وال‬
‫زوجهأ الظنو َن وتأخذه الغرية واحلمية‪ ،‬فيحصل بني الزَّ وج واخلأرااب‬
‫بُ َّد عن يظ َّن ُ‬
‫من جهة‪ ،‬وبني الزَّ وج واملعتدة من جهة عخرى‪ ،‬مأ ال حتمد عقبأه( ‪.)1‬‬

‫والترصيح‪ :‬كأن يقول رجل خمأربأً هلأ‪ :‬عريد عن َّ‬


‫عتزو َجك‪.‬‬
‫التزوج بأمرعة د ِّينة‪ ،‬وهااو يقصاادهأ‪ ،‬عو‬
‫َّ‬ ‫والتعريض‪ :‬مثل عن يقول هلأ‪ :‬عريد‬
‫عتزوج‪ ،‬ومحو الك َّمم اأ ياادل عااىل‬
‫إمِّك جلميلة عو كإمك لصأحلة‪ ،‬عو من غريض عن َّ‬
‫َّزوج( ‪ )2‬كإين فيك لراغب عو إين عريد عن مجتمع( ‪.)3‬‬
‫إرادة الت ّ‬
‫وأما املعتد لوفا فيجوز لطبتها تعريضا ال ترصــحيا؛ واألصاال يف جااواز‬
‫َاح َعلَ ْي نك ْْ فِ َيام َع َّر ْض ـتن ْْ ِب ـهِ ِم ـ ْن ِلطْ َب ـ ِة النِّ َ ـاءِ َأ ْو‬
‫التَّعريض قوله تعأىل‪َ { :‬وال نجن َ‬
‫ِ‬
‫الرازي( ‪ « :)5‬عراد به املتوىف عنهأ زوجهااأ باادليل ساايأق‬ ‫أَ ْكنَنْتن ْْ ِِف أَمْ نف نك ْْ}( ‪ ،)4‬قأل َّ‬
‫اآلية»‪.‬‬

‫زوج فعالً ( ‪،)6‬‬ ‫وإاا جتز أ‬


‫اخلطبة فمن بأب عوىل ال جيوز العقد الذي هو التَّ ُّ‬

‫الرشعية ‪.7 :1‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪.472 :1‬‬
‫)‪ (3‬ينظار‪ :‬اهلدايااة ‪ ، 342 :4‬والتبياني ‪ ، 36 :3‬واجلااوهرة النارية ‪ ، 97 :2‬ودرر احلكااأم ‪:1‬‬
‫‪.405- 404‬‬
‫)‪ (4‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.235‬‬
‫)‪ (5‬يف مفأتيح الغيب ‪.235 :3‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.269 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪43‬‬
‫ودليله‪ :‬قوله تعأىل‪َ { :‬وال تَ ْع ِز نموا نع ْقدَ َ النِّكَاحِ َحتَّى َي ْبلنغَ الْكِت ن‬
‫َاب أَ َجلَ نه} ووجهه‪:‬‬
‫رب عنه بألعزم؛ ألمَّه سببه‪ ،‬مبألغ ًة يف املنع عنه( ‪.)1‬‬
‫ع َّن املراد ال تعقدوا‪ ،‬وع َّ‬
‫اخلطبة عىل ِلطبة غريه‪:‬‬
‫‪ِ .2‬‬

‫اخلطبة عىل أخطبة غريه بعد رحأ املخطوبة بأخلأرب األول؛ لقوله ‪:‬‬ ‫تكره أ‬

‫الرجل عىل خطبة عخيه)( ‪ ،)2‬فإمَّه َّني بصيغة النَّفي‪ ،‬وهو عبل ا ‪ ،‬فأمااأ إاا‬ ‫أ‬
‫(ال خيطب َّ‬
‫خطب و يركن قلب املرعة إىل خأربهأ األول بقرائن األحوال‪ ،‬فال بأس للغري عن‬
‫خيطب( ‪ ،)3‬لكنَّه لو فعل وخطب عىل خطبة غريه جأز؛ أل َّن هذا َّنااي َّ‬
‫الرش اع لنااوع‬
‫من املروءة‪ ،‬فال يمنع جواز املنهي عنه( ‪.)4‬‬

‫‪.3‬النَّظر إىل املخطوبة وم ها واخللو هبا‪:‬‬

‫زوج امرع ًة فال بأس عن ينظر إليهأ بأنيّة َّ‬


‫الرغبااة يف الاازَّ واج‬ ‫لو عراد رجل عن يت َّ‬
‫منهأ وإن خأعَ يف مظره إليهأ عن يشتهيهأ‪ ،‬ال عن يكون مراده الشااهوة واللااذة؛ أل َّن‬
‫السنة ال قضأء الشَّ هوة‪ ،‬وإمَّ يعتاارب املقصااود ال مااأ يكااون تبع اأً( ‪)5‬؛‬
‫مقصوده إقأمة ُّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر ‪.164 :4‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ 1029 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 1975 :5‬ومسند ع عوامة ‪،261 :3‬‬
‫وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 178‬ودرر احلكأم ‪ ، 177 :2‬والبحر ‪.164 :4 ،108 :6‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬خمترص الطَّحأوي‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪.13 :5‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 155 :10‬والتبيني ‪ ، 18 :6‬وفتح بأب العنأياة ‪ ، 15 :3‬ورد املحتاأر ‪:5‬‬
‫‪.237‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪44‬‬
‫لقوله ‪ ‬للمغرية بن هعبة ‪ ‬حني خطب امرعة‪( :‬عمظرت إليهأ؟ قااأل‪ :‬ال‪ ،‬فقااأل‬
‫‪ :‬عمظر إليهأ‪ ،‬فإمَّه عحاارى عن ُي اؤْ َد َم بياانك )( ‪ ،)1‬عي ياادوم بياانك املحبااة واأللفااة‬
‫واالتفأق‪.‬‬
‫وملأ روى عبو هريرة ‪ ‬قأل‪( :‬كنت عند النبي ‪ ‬فأتااأه رجاال فااأخربه َّعم اه‬
‫تزوج امرعة من األمصأر‪ ،‬فقأل له رسااول اهلل ‪ :‬عمظاارت إليهااأ؟ قااأل‪ :‬ال‪ ،‬قااأل‪:‬‬
‫َّ‬
‫فأاهب فأمظر إليهأ‪ ،‬فإ َّن يف ععني األمصأر هيئأً)( ‪.)2‬‬
‫وهذا احلكم منجر عىل املرعة عيضأً؛ لالهرتاك يف العلَّة‪ ،‬بل هااي عحااق وعوىل‬
‫بألنَّظر منه؛ ألمَّه يمكنه مفأرقتهأ إن يرض هبأ‪ ،‬وهي ال يمكنهأ الك؛ ألن الرجل‬
‫يملك الطالق واملرعة ال ُتلك الطالق( ‪.)3‬‬
‫وال ب أس عن يكون مظره إىل وجههأ وكفيهأ مكشااوفني‪ ،‬وإىل بااأقي جساادهأ‬
‫خيس( ‪« :)4‬وإن كأن عليهأ ثيأب فااال‬
‫الرس ُّ‬ ‫مكسواً بألثيأب َّ‬
‫السأترة الفضفأحة؛ قأل َّ َ‬
‫بأس بتأ ّمل جسدهأ؛ أل َّن َ‬
‫مظره إىل ثيأهبأ ال إىل جسدهأ‪ …،‬وهااذا إاا تكاان ثيأهبااأ‬
‫بحيث تلصق يف جسدهأ وتصفهأ حتى يستبني جسدهأ‪ ،‬فإ ّن كأن كذلك فينبغي له‬
‫يغض برصه عنهأ»‪.‬‬
‫عن َ‬

‫)‪ (1‬يف سنن النَّسأئي ‪ ، 272 :3‬واملجتبى ‪ ، 69 :6‬واملنتقى ‪ ، 170 :1‬ومسند عمحاد ‪246 :4‬‬
‫وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ 1040 :2‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ،84 :7‬وغريمهأ‪.‬‬
‫الرشعية ‪.8 :1‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 237 :5‬ورشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (4‬يف املبسوط ‪.155 :10‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪45‬‬
‫وهذا الكالم رصيح يف فسأد بعض عهل زمأمنأ َّمم ان ُخيرجااون فتيااأهتم ملاان‬
‫متحجبأت ومتز ِّينأت‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يتق َّدم إليه َّن غري‬
‫يمس وجههأ وال كفيهأ وإن عم َن الشَّ هوة؛ ألمَّه حماارم‬
‫وال جيوز للخأرب عن َّ‬
‫عليه الك‪ ،‬وال يوجد عي رضورة وحأجة له( ‪.)1‬‬

‫وال جتوز اخللوة بأملخطوبة إالَّ إاا كأن معهأ حماارم هلااأ‪ :‬كأبيهااأ عو عخيهااأ عو‬
‫ع ّمهأ( ‪)2‬؛ لقوله ‪( : ‬ال خيلون رجاال بااأمرعة وإال ومعه ا او حماارم)( ‪ ،)3‬واخلأرااب‬
‫رجل عجنبي عنهأ‪.‬‬
‫‪.4‬العدول عن ِ‬
‫اخلطبة‪:‬‬
‫أ‬
‫اخلطبة هي الوعد بألزَّ واج يف املستقبل ولو مع قراءة الفأحتة‪ ،‬وهذا الوعد ال‬
‫الرجوع عن املخطوبة‪ ،‬وهلأ عيض اأً العا ُ‬
‫ادول‬ ‫يعترب عقداً رشعيأً‪ ،‬وحينئذ فللخأرب ُّ‬
‫ع َّمن خط َبهأ‪ ،‬ولو بع َد دفع اخلأرب املهر كلّه عو بعضه عو بعد إرسااأل هديااة هلااأ‪،‬‬
‫وقَبوهلأ منه إن كأمت مكلّفة‪.‬‬
‫وِف ه ا العدول يراعى ما ييل‪:‬‬

‫ألم اه يوجااد‬ ‫بالنِّ بة لطريقة االمفصال‪ :‬ع ََّّن ال تأجأن فيااه إىل َّ‬
‫الط االق؛ َّ‬
‫عقد بينه ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ،18 :6‬ورد املحتأر ‪.237 :5‬‬


‫الرشعية ‪.8 :1‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (3‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1094 :3‬وصحيح مسلم ‪ ، 978 :2‬وصحيح ابن حبأن ‪،441 :6‬‬
‫وصحيح ابن خزيمة ‪ ، 137 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪46‬‬
‫بالنِّ بة للمهر املقدَّ م هلا كلّه أو بعضه‪:‬‬

‫إن كأن مأ دفع من املهر موجوداً بعينه يسرتده اخلأرب‪.‬‬

‫و إن هلك املهر عو استهلك‪:‬‬


‫فإن كأن قيميأً‪ :‬عي ممأ ال مثيل له يف األسواق بال تفأوت يعت ا ّد بااه‪ :‬كساايأرة‬
‫مستخدمة قديمة‪ ،‬فإمَّه يعطي قيمته‪.‬‬

‫وإن كأن مثليأً‪ :‬عي ممَّأ له مثيل يف األسوق بال تفااأوت يعت ا ّد بااه( ‪ :)1‬كساايأرة‬
‫حديثة جديدة‪ ،‬عو غريهأ من املصنوعأت من مفس النَّوع‪ ،‬فإمَّه يعطى مثيالً لااه‪ :‬عي‬
‫هيئأً من مفس موعه وصفته وجنسه‪.‬‬

‫بالنِّ بة للهدايا‪:‬‬

‫فإن كأمت موجودة‪ ،‬يسرت ّدهأ؛ أل َّن مأ يرسله اخلأرب من النُّقااود وال ا َّذهب‬
‫واملالبس هدية مق َّيدة برشط جريأن العقد يف املستقبل‪ ،‬واهلدية املق ّيدة تبقااى عااىل‬
‫ملك اخلأرب‪ ،‬له عن يطألب هبأ َمن قبضهأ منه( ‪.)2‬‬

‫و إن هلكت عو استهلكت‪ ،‬فااال رجااوع لااه بعوحااهأ؛ أل َّن كا َّال مااأ يرسااله‬
‫خلأرب إىل بيت املخطوبة َّممأ يتسأرع فيااه الفسااأد‪ ،‬فهااو هديااة مطلقااة لاايس لااه‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ء منهأ( ‪.)3‬‬ ‫الرجوع يف‬
‫ُّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.184 :6‬‬


‫‪ 342- 341‬عن الظهريية‪.‬‬ ‫الض مأت‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬جممع َّ‬
‫الشخصية ‪.9 :1‬‬
‫‪ 342- 341‬عن الظهريية‪ ،‬ورشح األحوال َّ‬ ‫الض مأت‬
‫)‪ (3‬جممع َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪47‬‬
‫ولكنَّه في لو عرسل هلأ اهلدايأ يف مدّة اخلطبة و يعدال عنهأ‪ ،‬وعقااد عليهااأ‪،‬‬
‫ء ممَّأ ععطأهأ من اهلدايأ جرباً؛ َّ‬
‫ألَّن اأ ملكهااأ‪ ،‬وهلااأ‬ ‫وزفت إليه‪ ،‬فال َّق له عخذ‬
‫الترصع فيهأ( ‪.)2 ()1‬‬
‫ّ‬ ‫ح ّق‬
‫‪‬‬

‫‪.342‬‬ ‫الض مأت‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬جممع َّ‬
‫الشخصية األردين عن بعض عحكأم أ‬
‫اخلطبة التي اكرمأهأ يف املواد‬ ‫)‪ (2‬حتدث قأمون األحوال َّ‬
‫اآلتية‪ :‬الا دة (‪ :)3‬ال ينعقد الزَّ واج أ‬
‫بأخلطباة وال بألوعاد وال بقاراءة الفأحتاة وال بقابض عي‬
‫ء عىل حسأب املهر وال ب َقبول اهلدية‪ .‬الا دة (‪ :)4‬ع‪ .‬لكل من اخلأرب واملخطوبة العدول‬
‫عن اخلطبة‪.‬‬
‫ب‪ .‬إاا عدل عحد الطَّرفني عن أ‬
‫اخلطبة عو امتهت بألوفأة فللخأرب عو ورثته احلق يف اسارتداد‬
‫ماأ دفع عىل حسأب املهر من مقد عو عني إن كأن قأئ ً عو قيمته يوم قبضه إن تعاذر رد عيناه عو‬
‫مثله‪.‬‬
‫ج‪ .‬إاا اهرتت املخطوبة ب قبضته عىل حسأب املهر عو ببعضه جهأزاً فلهأ اخليأر بني إعأدة مأ‬
‫قبضته عو تسليم مأ يسأويه كالً عو بعض ًأ من اجلهأز وقات الرشااء إاا كاأن العادول مان قبال‬
‫اخلأرب ويسقط حقهأ يف اخليأر إاا كأن العدول من قبلهأ‪ .‬د‪ .‬يرد م ن عدل عن أ‬
‫اخلطبة اهلادايأ‬ ‫َ‬
‫إن كأم ت قأئمة‪ ،‬وإال فمثلهأ عو قيمتهأ يوم القبض‪ ،‬وال تسرتد اهلادايأ إاا كأمات مماأ تساتهلك‬
‫اخلطباة بألوفاأة عو بسابب عاأرض حاأل دون‬ ‫بطبيعتهأ مأ تكن ععيأَّنأ قأئمة‪.‬ها‪ .‬إاا امتهت أ‬
‫ء من اهلدايأ‪.‬‬ ‫عقد الزَّ واج ال يد ألحد الطَّرفني فيه فال يسرتد‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪48‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪49‬‬

‫الباب األول‬
‫النكاح‬
‫سبق الكالم يف تعريفه وسببه وحكمه وغريهأ‪ ،‬ومكمل هأهنأ بقية مبأحثه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪50‬‬

‫الفصل األول‬
‫أركان الزَّواج ورشوطه‬
‫املبحث األول‬
‫أركان الزَّواج‬
‫أوال‪ :‬ركن الزَّواج‪:‬‬
‫الصيغة وهي ركن عقد ال َّزواج‪ ،‬وهلا طرفان‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪.1‬اإلجياب‪ :‬هو مأ صد َر ّعوالً من عحد العأقدين داالً عااىل إرادتااه يف إمشااأء‬
‫العقد‪.‬‬
‫‪.2‬ال َقبول‪ :‬هو مأ صدر ثأميأً من العأقد اآلخر داالً عىل موافقته ورحااأه ب ا‬
‫عوجبه األول( ‪.)1‬‬
‫فأي من الطَّرفني صدر منه الكالم عوالً يكون إجيأبأً‪ ،‬وكالم الطَّ ارع اآلخاار‬
‫ٌّ‬
‫يكون قبوالً إن وافقه ب عوجبااه‪ ،‬وإال يعتاارب إجيأب اأً جديااداً تااأج إىل قَبااول ماان‬
‫دينااأر‪ ،‬وقألاات‪:‬‬ ‫الطَّرع األول‪ ،‬فلو قأل رجل الماارعة‪ :‬زوجينااي مفسااك بااأل‬
‫زوجتُك مفيس بألفي دينأر‪ ،‬فيكون كالمهأ إجيأبأً جديداً تأج إىل قَبااول منااه بااأن‬
‫يقول‪ :‬قبلت؛ ليت َّم العقد‪.‬‬

‫‪.380‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬مظرية العقد‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪51‬‬
‫ثاميا‪ :‬صيغ االمعقاد‪:‬‬
‫ينعقد الزَّ واج بلفظني يدالن عىل التحقق واللزوم ال عىل الوعد واملسأومة‪،‬‬
‫عرب هب عن املأيض‪ ،‬عو بأحدمهأ عن املأيض واآلخر عن املستقبل( ‪ ،)1‬وعمثل‬
‫ك لو َّ‬
‫زوجت مفيس لك‪ .‬فيقول‪ :‬قَبألْت؛ لداللته عىل‬
‫صيغة املايض؛ كأن تقول‪َّ :‬‬
‫حتقيق وقوع احلدث وثبوته دون املستقبل( ‪.)2‬‬
‫زوج‬ ‫وصيغة األمر( ‪ )3‬مع عمَّه ّ‬
‫يدل عىل االستقبأل‪ :‬كأن يقول رجل آلخر‪ِّ :‬‬
‫زوجت ( ‪.)4‬‬
‫بنتك فالمة البني‪ .‬فيقول والدهأ‪َّ :‬‬

‫‪.56‬‬ ‫‪ ، 49‬والتنوير‬ ‫‪ ، 43‬وامللتقى‬ ‫‪ ، 44‬والكنْز‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املحيط‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البحر ‪.88 :3‬‬
‫ولكان‬
‫َّ‬ ‫كزوجناي‪،‬‬
‫دال عىل املساتقبل وهاو األمار‪ِّ :‬‬ ‫الرواية عمَّه ينعقد الزَّ واج بلفظ ٍّ‬
‫)‪ (3‬ظأهر ِّ‬
‫العل ء اختلفوا‪ :‬هل هو إجيأب عم توكيل؟ ف اكرته من اعتبأره إجيأب ًأ‪ ،‬هو اختيأر قاأيض خاأن‬
‫ورجحاه صاأحب البحار ‪ ، 89 :3‬والرشامباللية ‪،327 :1‬‬
‫يف فتأواه‪ ،‬وصأحب اخلالصاة‪َّ ،‬‬
‫ومشى عليه القأري يف فتح بأب العنأية ‪ ، 5 :2‬وابن عأبادين يف رد املحتاأر ‪،263- 262 :2‬‬
‫وصأحب النَّهر ‪ ، 178- 177 :2‬وجممع األَّنر ‪ ، 318- 317 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫عمأ كومه توكيالً‪ ،‬بأن يكون الطَّرع األول وكَّل الطَّرع الثأين بتزوجيه؛ إا جيوز عن َّ‬
‫يتوىل رريف‬
‫عقد الزَّ واج عحد املتعأقدين ك سيأيت‪ ،‬وهو اختياأر املرغيناأين يف اهلداياة ‪ ، 189 :1‬وصادر‬
‫‪ ، 281‬وصأحب املجمع‪ ،‬واحلصكفي يف الادُّر املختاأر ‪،11 :3‬‬ ‫الرشيعة يف رشح الوقأية‬
‫َّ‬
‫واملوصِّل يف االختيأر ‪ ،110 :3‬وغريهم‪ .‬ويتفرع عاىل هاذا اخلاالع َّعماه ال يشارتط سا ع‬
‫الشأهد لألمر إن كأن للتوكيل‪ .‬ينظر‪ :‬النَّهر ‪ ، 178 :2‬وغريه‪.‬‬
‫َّ‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الفتح ‪ ، 191 :3‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪52‬‬
‫وصيغة املضارع املبدوء هبمز أو مون؛ كأن يقول رجل المرعة‪ :‬عتزوجك‪،‬‬
‫زوجت‪ ،‬وعراد به حتقيق حصول‬ ‫عو متزوجك‪ ،‬عو مزوجك من ابني‪ ،‬فقألت‪َّ :‬‬
‫اخلطبة واملق ِّدمأت‪ ،‬فهذه قرائن عىل إرادةأ احلأل ( ‪.)1‬‬
‫الزَّ واج ال املسأومة؛ بداللة أ‬

‫و صيغة املضارع املبدوء بتاء إذا مل ينو االستقبال؛ كأن يقول رجل المرعة‪:‬‬
‫تزوجيني مفسك‪ ،‬مأويأً احلأل‪ ،‬ومعنى االستقبأل‪ :‬عي االستيعأد‪ :‬عي رلب‬
‫ِّ‬
‫الوعد( ‪.)2‬‬
‫وصيغة االستفهام إن كان املجلس جملس زواج؛ كأن يقول رجل آلخر‪:‬‬
‫تزوجني بنتك البني؟ فقأل‪ :‬زوجتك‪ ،‬إن كأن جملس عقد فزواج‪ ،‬وإن كأن‬
‫هل ِّ‬
‫جملس وعد فوعد‪.‬‬
‫متزوجك‪ ،‬عو جئتك‬
‫ِّ‬ ‫الرجل المرعة‪ :‬عمأ‬
‫وصيغة اسْ الفاعل؛ كقول َّ‬
‫خأربأً‪ ،‬فقألت‪ :‬قبلت( ‪.)3‬‬

‫تدل عىل حت ُّققه ال الوعد به‬ ‫ٍ‬


‫صيغة ُّ‬ ‫وبذلك يتقر َّر‪ :‬ع َّن الزَّ واج ينعقد ِّ‬
‫بكل‬
‫ومرصحة بذلك ( ‪.)4‬‬
‫ِّ‬ ‫واملسأومة فيه؛ وال ب َّد عن تكون واححة‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 264 :2‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ورد املحتأر ‪.265- 264 :2‬‬
‫‪.49- 48‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املحيط‬
‫الرشيعة‪،‬‬
‫الرواية ك رصح يف البحر عن الصريفية واملقد‪ :‬عن فوائد تأج َّ‬
‫)‪ (4‬هذا هو ظأهر ِّ‬
‫وقأله‪ :‬بديع الدِّين وابن عأبدين يف رد املحتأر ‪ ، 265 :2‬بخالع مأ مقل صأحب التأتأرخأمياة‬
‫والدُّر املختأر ‪ 265 :2‬من عمَّه ينعقد‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪53‬‬
‫ثالثا‪ :‬ألفاظ االمعقاد‪:‬‬
‫ال يشَّتط ِف ال َقبول لفظ خمصوص‪ ،‬بل الرشط رضا اآللر هب ـ ا اإلجيــاب‪،‬‬
‫فإاا قأل رجل آلخر‪ :‬زوجت ابنتي فالمة البنك فااالن‪ .‬وقااأل اآلخاار‪ :‬قبلاات‪ ،‬عو‬
‫يصح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رحيت‪ ،‬عو عجزت‪ ،‬عو عرعت‪ ،‬عو مأ صنعته يف حملِّه‪ ،‬فإمَّه‬

‫اإلجياب ِف ال َّزواج فيام ييل‪:‬‬


‫ن‬ ‫ويصح‬
‫بالرص يح ومها‪ :‬التَّزويج‪ ،‬والنِّكاح( ‪)1‬؛ لقوله تعااأىل‪َ { :‬وأَمْكِ نح ـوا ْاألَ َي ـا َمى‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫ِمنْ نك ْْ}[النور‪ ،]32 :‬وقوله تعااأىل ‪َ { :‬ف َل ـ َّام َق ََض ـ َز ْي ـدٌ ِمن َْه ـا َوطَ ـرا َز َّو ْجنَاك ََه ـا}‬
‫[األحزاب‪.]37 :‬‬
‫‪.2‬بالكناية‪ :‬وهي ِف ِّ‬
‫كل لفــظ يــدل عــىل متليــك العــني ِف احلــال( ‪ ،)2‬مثاال‪:‬‬
‫والرص اع‪،‬‬
‫والس الم‪َّ ،‬‬
‫والرش ااء‪َّ ،‬‬
‫والص ادقة‪ ،‬واجلعاال‪ ،‬والبيااع‪ِّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫التَّمليك‪ ،‬واهلبة‪،‬‬
‫والصلح‪ ،‬والعطية‪ ،‬ولكن يشرتط فيهأ داللة احلأل عىل النِّكأح‪ ،‬عو النِّية‬ ‫ُّ‬ ‫والقرض‪،‬‬
‫مع إعالم الشُّ هود( ‪ ،)3‬لقوله تعأىل‪َ { :‬وا ْم َرأَ نم ْة ِمنَة إِ ْن َو َهبَ ْ مَ ْف َ ـ َها لِلنَّبِ ـ ِّي إِ ْن أَ َرا َد‬
‫ني }[األحزاب‪ ، ]50 :‬فهي حالل‬ ‫ون املْن ْة ِمنِ َ‬
‫ك ِم ْن ند ِ‬‫النَّبِي أَ ْن َي ْ تَنْكِ َح َها لَ الِ َصة لَ َ‬
‫ك} فااال‬ ‫للنَّبي ‪ ‬إن عراد عن ينكحهأ؛ إاا وهبت مفسهأ له بغري مهاار‪{ ،‬لَ الِ َص ـة َل ـ َ‬

‫)‪ (1‬اقترص القأمون األردين عىل األلفأظ الرص ة‪ :‬ففي الا دة (‪ :)7‬يكون كال مان اإلجياأب‬
‫وال َقبول بأأللفأظ َّ‬
‫الرص ة‪ :‬كأإلمكأح والتَّزويج وللعأجز عنه بكتأبته عو بإهاأرته املعلوماة‪.‬‬
‫الرص ة‪ ،‬ك يف املنهأج ‪ ، 140 :2‬وعسنى املطألب ‪.199 :3‬‬ ‫والشأفعي عيض ًأ عقترص عىل َّ‬
‫َّ‬
‫الرعأية ‪.8 :2‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬عمدة ِّ‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الفتح ‪ ، 195 :3‬والنَّهر ‪ ، 181 :2‬والدُّر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 269 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪54‬‬
‫ل ألحد من ُعمتك عن يقرب امرعة وهبت مفسهأ له( ‪ ،)1‬فأالختصأ ُ واخللااو‬
‫النبي ‪ ‬بلفظ‪ :‬اهلبة ‪ ،‬وأل ََّّنأ‬ ‫يف سقوط املهر عن النَّبي ‪ ‬هلذه املرعة ال بأختصأ‬
‫الس ابب‬
‫الرقبة‪ ،‬فيكون ماان إرااالق َّ‬ ‫سبب مللك املتعة يف ٍّ‬
‫حمل يقبلهأ بواسطة ملك َّ‬
‫وإرادة املسبب؛ لقوله ‪( :‬ملَّكتُكَهأ ب َم َعك من القرآن)( ‪.)2‬‬

‫الو ْض َع بتمليك العني؛ أل َّن النِّكأح ال ينعقد ب ال يفيد التمليك عص االً‪:‬‬


‫قيَّدَ َ‬
‫كألرهن والوديعة‪ ،‬وال ب يفيد ُتليك املتعااة ال العااني‪ :‬كأإلجااأرة واإلعااأرة عااىل‬
‫َّ‬
‫الصحيح( ‪.)3‬‬
‫َّ‬
‫ألَّنأ لتمليااك العااني بعااد‬ ‫وقيَّدَ باحلال؛ أل َّن النِّ َ‬
‫كأح ال ينعقد بلفظ الوصية؛ َّ‬
‫املوت( ‪.)4‬‬
‫رابعا‪ :‬فهْ معنى النِّكاح والزَّواج‪:‬‬
‫إن ُع أقد النِّكأح برصيح النِّكأح والزَّ واج ملَن ال يفهم كومااه مكأح اأً‪ ،‬ك ا لااو‬
‫زوجت مفيس» بألعربية‪ ،‬وال تعلاام معنأهااأ‪َ ،‬وقَبأ ا َل الاازَّ وج( ‪ ،)5‬فف اي‬
‫ُل ِّقنت امرعة‪َّ « :‬‬
‫ال ِّديأمة‪ :‬يلزم علم كا ٍّال ماان املتعأقاادين بمعنااى الاازَّ واج والنِّكااأح‪ ،‬وإال ال ينعقااد‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تفسري الطَّربي ‪ ، 21 :22‬وتفسري الواحادي‪ ، 870 :2‬وتفساري البغاوي ‪،536 :3‬‬
‫وتفسري القرربي ‪ ، 210 :4‬وروح املعأين ‪ ، 61 :22‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1920 :4‬وسنن النَّسأئي ‪ ،312 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪ ، 6 :2‬ورد املحتأر ‪.268 :2‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪.6 :2‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬الرشمباللية ‪.328 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪55‬‬
‫النِّكأح‪ .‬ويف القضأء‪ :‬فإ َّن العقد ينعقد وإن يعل معنأمهأ؛ أل َّن النِّكأح ال يشاارتط‬
‫صح ته مع اهلزل عىل املفتى به( ‪.)1‬‬
‫فيه القصد بدليل ّ‬
‫ألم اه تااأج إىل‬
‫الرصيح‪ :‬فيلزم العلم بأمه مكااأح قضااأء وديأمااة؛ َّ‬
‫ع ّمأ يف غري َّ‬
‫قرائن األحوال الدَّالة عىل كومه مكأحأً عو النية مع إعالم الشُّ هود ( ‪.)2‬‬

‫لام ا‪ :‬زواج األلرس‪:‬‬


‫إ َّن إهأرة األخرس املعهودة تقوم مقأم العبأرة يف النِّكأح وغريه من‬
‫َّرص فأت‪ ،‬سواء كأن ُ سن الكتأبة عم ال( ‪ ،)3‬هذا إاا ولد عخرس‪ ,‬عو ررع عليه‬
‫الت ُّ‬
‫اخلرس بعد الوالدة ودام م ّد ًة كأن له هبأ إهأر ًة معهودة‪ ،‬ع ّمأ إن يدم اعتقأل لسأمه‬
‫فال يقع مكأحه( ‪.)4‬‬
‫وإن كأن األخرس سن الكتأبة‪ ،‬فتقوم كتأبته يف الزواج مقأم النطق؛ ألمه‬

‫‪ ، 49‬واخلأمياة ‪ ،327 :1‬ويف‬ ‫‪ ، 281‬وامللتقاى‬ ‫)‪ (1‬هذا القول اختأره صأحب الوقأية‬
‫الدُّر ‪ : 17 :3‬وبه يفتى‪ .‬والقول الثأين‪ :‬ال ينعقد ويشرتط علمه اهب إلياه البهنيسا‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫رد املحتأر ‪.17 :3‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪ ، 318 :1‬والدُّر املنتقى ‪ ، 318 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬استحسن ابن اهل م يف الفتح‪ : 491 :3‬إن كأن ُ سن الكتأبة ال تقاع بأإلهاأرة؛ المادفأع‬
‫الَّضاورة با هاو عدل مان اإلهاأرة‪ .‬وعياده ابان عأبادين يف رد املحتاأر ‪ ، 241 :3‬وينظار‪:‬‬
‫َّ‬
‫الرشمباللية ‪.360 :1‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 454 :8‬وجممع األَّنر ‪ ، 384 :1‬ودرر احلكأم ‪ ، 360 :1‬والرشمباللية ‪:1‬‬
‫‪.360‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪56‬‬
‫عأجز عن الكالم قأدر عىل الكتأبة( ‪.)1‬‬

‫سادسا‪ :‬الزَّواج بالكتابة‪:‬‬


‫َّزوج بألكتأبة يكون يف حألة غيبة عحد املتعأقدين‪ ،‬فتكون الكتأبة يف‬
‫إن الت ّ‬
‫حق الغأئب كأخلطأب يف حق احلأرض‪ ،‬عمأ إاا كأمأ حأرضين يف جملس واحد فال‬
‫ِّ‬
‫جيوز بألكتأبة( ‪.)2‬‬
‫معنى عو حك ً‪،‬‬
‫ً‬ ‫الرسول ّ‬
‫احتأد املجلس‬ ‫الرسألة عو إرسأل َّ‬
‫ويشرتط يف بعث ِّ‬
‫صح‬ ‫فلو قألت‪ :‬إ َّن فالمأً كتب إيل خيطبني فأههدوا ّعين قد َّ‬
‫زوجت مفيس منه‪َّ ،‬‬
‫النِّكأح؛ أل َّن الشُّ هود سمعوا كالمهأ بإجيأب العقد‪ ،‬وسمعوا كالم اخلأرب‬
‫بإس عهأ إ ّيأهم( ‪.)3‬‬

‫وال يشرتط عن يكون قَبوهلأ يف جملس وصول ِّ‬


‫الرسألة‪ ،‬فلو بلغَهأ الكتأب‬
‫زوجت مفسهأ منه يف جملس‬
‫تزوج مفسهأ منه يف الك املجلس‪ ،‬وإمِّ َّ‬
‫ِّ‬ ‫وقرعته و‬
‫آخر بني يدي الشُّ هود جأز النِّكأح( ‪ ،)4‬بخالع اخلطأب؛ إا يف اخلطأب لو قألت‪:‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الفتح ‪.491 :3‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البحر‪ ، 89 :3 :‬واهلندية ‪.269 :1‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 16 :5‬والفتح ‪ ،203 :3‬والبحر ‪ ، 89 :3‬والرشمباللية ‪.327 :1‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البحر‪ ، 89 :3 :‬والفتأوى اهلندية ‪ ، 269 :1‬ورد املحتأر ‪ . 513 :4 ،15 :3‬وعمأ مأ‬
‫‪ 45- 44‬من االعرتاض عىل ابن عأبدين‪ ،‬ففيه‬ ‫الشخصية‬
‫اهب إليه عبو زهرة يف األحوال َّ‬
‫مظر؛ َّ‬
‫ألن هذا ليس كالم ابن عأبدين وإمَّ هو املرصح فيه يف املذهب‪ ،‬فقرص عبو زهارة جملاس‬
‫ملأ رصحت به الكتب السأبقة من استمرار‬ ‫تقبل خمأل‬ ‫الكتأب عىل جملس الشهود إن‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪57‬‬
‫قبلت يف جملس آخر جيز؛ أل َّن اخلطأب تالهى فلم يتصل اإلجيأب بأل َقبول يف‬
‫جملس آخر ( ‪.)1‬‬
‫يتخرج مأ كثر السؤال عنه من الزَّ واج بوسأئل االتصأل احلديثة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وعىل هذا‬
‫ف كأن من هذه الوسأئل ُيمكن س ع الصوت بواسطته من اجلأمبني كأهلأت‬
‫وسكأيب وفأيرب وواتس آب وغريهأ‪ ،‬فيعترب فيه املجلس احلقيقي؛ لس ع الطرفني‬
‫والشهود يف حلظة واحدة‪ ،‬وع َّمأ مأ كأن منهأ بألكتأبة كألفأكس واإليميل وتويرت‬
‫املجلس حكميأً‪ ،‬فال يشرتط القبول يف‬
‫ُ‬ ‫وغريهأ‪ ،‬فياأخذ حكم الرسألة‪ ،‬ويكون‬
‫مفس املجلس‪ ،‬وإمّ يف جملس آخر عىل حسب مأ دِّده العرع‪ ،‬واهلل ععلم‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬أحوال العاقدين‪:‬‬


‫إ َّن اإلجيأب وال َقبول ك يصدران من عأقدين بألغني عأقلني‪ ،‬سواء كأمأ‬
‫عصيلني‪ ،‬عم وكيلني‪ ،‬عم وليني‪ ،‬عم عصيل ووكيل‪ ،‬عم عصيل وويل‪ ،‬عم وكيل‬
‫َ‬
‫الوكيل يف بأب‬ ‫فإَّن يكومأن من عأقد واحد يقوم مقأم العأقدين؛ ألن‬
‫وويل‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫حقوق النِّكأح‬ ‫ومعرب عنه؛ أل َّن‬ ‫أ‬
‫العأقد‬ ‫ٍ‬
‫بعأقد‪ ،‬بل هو سفري عن‬ ‫النِّكأح ليس‬
‫ِّ‬
‫والعقد ال ترجع إىل الوكيل‪ ،‬بخالع البيع‪ ،‬فإن احلقوق وهي التسلُّم‬
‫والتسليم ترجع للوكيل ال للموكِّل‪ ،‬فال جيوز عن يتوىل هخص واحد رريف‬
‫عقد البيع‪.‬‬

‫يستمر كذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جملسهأ‬
‫جملس الكتأب؛ وال حري يف الك؛ إا لو وكَّلهأ بتزوجيه مفسهأ فإن َ‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر‪.89 :3 :‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪58‬‬
‫معرباً عن املوكِّل‪ ،‬وله والية عىل الزَّ وجني‪،‬‬
‫وإاا كأن الوكيل يف النكأح ّ‬
‫كأمت عبأرة الوكيل كعبأرة املو ِّكل‪ ،‬فصأر كالم الوكيل ككالم هخصني‪،‬‬
‫فيقوم العقد بأثنني حك ً ‪ ،‬فعن عقبة ابن عأمر ‪( :‬عمَّه ‪ ‬قأل لرجل‪:‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫عن عزوجك فالمة؟ قأل‪ :‬معم‪ ،‬وقأل للمرعة‪ :‬عترحني عن عزوجك‬ ‫عتر‬
‫فزوج عحدمهأ صأحبه) ‪ .‬وعن عبد الرمحن بن عوع ‪:‬‬‫فالمأً‪ ،‬قألت‪ :‬معم‪َّ ،‬‬
‫( ‪)2‬‬

‫(عمَّه قأل ألم حكيم بنت قأرظ‪ :‬عجتعلني عمرك إ ّيل؟ قألت‪ :‬معم‪ ،‬قأل‬
‫تزوجتك‪ :‬فعقده بلفظ واحد) ‪ .‬وله األحوال اآلتية‪:‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫الصغري من‬ ‫إن كأن العأقد وليأً من اجلأمبني‪ :‬كأجلد إاا َّ‬
‫زوج اب َن ابنه َّ‬
‫الصغرية‪.‬‬ ‫أ‬
‫بنت ابنه َّ‬
‫وإن كأن العأقد عصيالً ووليأً‪ :‬كأبن الع ّم إاا َّ‬
‫زوج بنت ع ّمه من مفسه‪.‬‬
‫وإن كأن العأقد وكيالً من اجلأمبني‪ ،‬عو كأن رسوالً من اجلأمبني‪ ،‬كأن‬
‫يوكل رجل وامرعة آخر بتزوجيه ‪.‬‬
‫وإن كأن العأقد وليأً من جأمب‪ ،‬ووكيالً من جأمب آخر‪ ،‬ك لو وكَّل‬
‫رجل آخر بتزوجيه بنته الصغرية‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 232- 231 :1‬ويف تكملة فتح امللهم ‪ 105- 104 :1‬اساتداللة لطيفاة‬
‫عىل جواز النِّكأح بلفظ‪ :‬اهلبة‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 381 :9‬واملستدرك ‪ ، 198 :2‬وموارد الظمآن ‪ ، 308 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح البخأري ‪ 1972 :5‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪59‬‬
‫و إن كأن عصيالً من جأمب‪ ،‬وكيالً من جأمب‪ :‬ك لو وكَّلت امرعة رجالً‬
‫( ‪)1‬‬
‫ليتزو َجهأ من مفسه ‪.‬‬‫َّ‬
‫‪‬‬

‫)‪ (1‬اقترص القاأمون األردين عاىل عن يتاواله العأقادان عو وكيلايه ففاي الاا دة (‪ :)6‬ينعقاد‬
‫الزَّ واج بإجيأب م ن عحد اخلأربني عو وكيله و َقبول من اآلخر عو وكيله يف جملس العقد‪.‬‬
‫الشأفعي عجأز للجد تازويج بنات‬ ‫يتواله ررع واحد إال َّ‬
‫عن َّ‬ ‫والشأفعي إىل عمَّه ال ّ‬
‫َّ‬ ‫واهب زفر‬
‫ابنه بأبن ابنه اآلخر املوىل عليه‪ ،‬ك يف البدائع ‪ ، 231 :1‬ورشح قاأمون األحاوال الشخصاية‬
‫‪.81‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪60‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫رشوط الزَّواج والرشوط‬
‫فيه واألمكحة املَّتتبة عليها‬
‫املطلب األول‪ :‬رشوط الزَّواج‪:‬‬
‫وهي عمواع‪ ،‬فبعضهأ‪ :‬رشوط االمعقأد‪ ،‬وبعضهأ‪ :‬رشوط اجلَّواز والنَّفأا‪،‬‬
‫وبعضهأ‪ :‬رشوط اللزوم‪ ،‬وإليك بيأَّنأ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أوال‪ :‬رشوط االمعقاد‪:‬‬
‫والصبي ا َّل أذي ال‬
‫َّ‬ ‫‪ .1‬أن يكون العاقد عاقال‪ ،‬فال ينعقد مكأح املجنون‬
‫يعقل( ‪.)1‬‬
‫‪.2‬أن يكون اإلجياب وال َقبول ِف جملس واحد‪ ،‬واملقصود بأملجلس هو‬
‫االستمرار يف احلديث عن مفس املوحوع‪ ،‬عمأ لو امقطع الكالم فيه بال عذر‪ ،‬عو‬
‫عجنبي‬
‫ّ‬ ‫ظهر من عحد العأقدين إمهأل األمر؛ بأن قأم عن املجلس عو اهتغل بكالم‬
‫يدل عىل اإلعراض‪ ،‬فإ َّن جملس التعأقد ينتهي‪ ،‬حتى لو قبل العأق ُد اآلخر‬
‫عو فعل ّ‬
‫بعد الك ال ينعقد النِّكأح‪ ،‬ويعترب قَبوله إجيأبأً جديداً تأج إىل قَبول من الطَّرع‬
‫الثأين( ‪.)2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.233 :2‬‬


‫والرشمباللية ‪ ، 236 :1‬والبحر ‪.89 :3‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع‪ُّ ، 232 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪61‬‬
‫ثاميا‪ :‬رشوط َّ‬
‫اجلواز والنَّفاذ‪:‬‬
‫مفأاه عىل إجأزة‬ ‫بي العأقل يتوقَّ‬
‫الص ِّ‬
‫مكأح َّ‬
‫َ‬ ‫‪.1‬أن يكون العاقدن بالغا‪ ،‬فإ َّن‬
‫وليه‪.‬‬

‫الرشع‬
‫‪ .2‬أن تكون املرأ حمال قابال للنِّكاح‪ ،‬وهي املرعة التي عحلهأ َّ‬
‫بألنِّكأح( ‪.)1‬‬
‫حيرض النِّكاح رجلني أو رجل وامرأتني( ‪ ،)2‬ويشرتط يف‬
‫َ‬ ‫‪.3‬الشَّ هاد بون‬
‫الشأهد‪ :‬العقل والبلو واإلسالم‪ ،‬فال ينعقد بحَّضة غري املسلمني يف مكأح‬
‫املسلمني؛ أل َّن غري املسلم ليس من عهل الوالية عىل املسلم؛ قأل تعأىل‪َ { :‬و َل ْن‬
‫( ‪)3‬‬
‫ين َع َىل املْن ْة ِمنِ َ‬
‫ني َسبِيال}[النسأء‪.]141 :‬‬ ‫جي َع َل اَّللَّن لِلْكَافِ ِر َ‬
‫َْ‬
‫عمأ لو كأن الزَّ وج مسل ً واملرعة اميّة‪ ،‬فألنِّكأح ينعقد بشهأدة ال ِّذميني سواء‬
‫كأمأ موافقني هلأ يف امللّة عو خمألفني‪ ،‬وينعقد مكأح الزَّ وجني الكأفرين بشهأدة‬
‫الكأفرين‪ ،‬سواء كأمأ موافقني هل يف امللّة عو خمألفني( ‪.)4‬‬
‫وال يشَّتط ِف الشَّ اهد‪ :‬العدالة والبرص وال كور والنطق وعدم احلدّ ِف‬
‫فيصح بشهأدةأ الفأسقني‪ ،‬واألَعميني‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫الق ف أو الزِّما وعدم األبو أو البنو ‪،‬‬
‫ورجل وامرعتني‪ ،‬وبحضور األخرس إن كأن يسمع‪ ،‬واملحدودين يف القذع وإن‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 256 :2‬والفتأوى اهلندية ‪.267 :1‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ‪ ، 274 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬وُتأم الكالم يف هذه الرشوط يف البدائع ‪ 253 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الفتأوى اهلندية ‪ ، 267 :1‬ورد املحتأر ‪ ، 272 :1‬والبحر ‪ ، 95 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪62‬‬
‫تزوج امرع ًة بشهأدةأ ابنيه‬
‫يتوبأ( ‪ ،)1‬وبحضور َمن ال تُقبل ههأدتُه له عصالً‪ ،‬ك إاا َّ‬
‫منهأ عو من غريهأ‪.‬‬
‫والص َّحة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وجأز الشَّ هأدة هلؤالء؛ أل َّن للنِّكأح حك ن‪ :‬حك ُم االمعقأد‬
‫لكل َمن ملك ال َقبول لنفسه فينعقد‬
‫وحكم اإلظهأر‪ ،‬فحكم االمعقأد يكون ِّ‬
‫النِّكأح بحضوره‪ ،‬وعمأ حكم اإلظهأر‪ :‬وهو عند التَّجأحد‪ ،‬فال يقبل فيه إال‬
‫البنوة عو األُ ّبوة‪ ،‬ك يف سأئر األحكأم( ‪.)2‬‬
‫العدول وعدم احل ّد يف قذع وعدم ّ‬
‫كل من العاقدين كال َم اآللر؛ أل َّن عدم س ع عحدمهأ كالم‬
‫‪.4‬أن ي مع ٌّ‬
‫صأحبه بمنزلة غيبته( ‪.)3‬‬
‫‪.5‬سامع الشَّ اهدين كالم العاقدين معا‪ ،‬فال ينعق ُد بشهأدة مأئمني إاا‬
‫يسمعأ كالم العأقدين‪ ،‬عو بحضور األصمني اللذين ال يسمعأن‪ ،‬عو لو سمعأ‬
‫كالم عحدمهأ دون اآلخر‪ ،‬عو لو سمع عح ُدمهأ كالم عحدمهأ واآلخر كالم‬
‫اآلخر( ‪.)4‬‬
‫‪.6‬أن يفهْ الشَّ اهدان كال َم العاقدين أمَّه مكاح‪ ،‬فلو عقدا بحَّضة هنديني‬
‫جيز ‪.‬‬
‫( ‪)6 ( )5‬‬
‫عو تركيني يفه كالمه‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 95 :3‬ومنحة اخلألق ‪ ، 95 :3‬ورد املحتأر ‪ ،273 :2‬واخلأمية ‪.332 :1‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬اجلوهرة النرية ‪ ، 4 :2‬وكش اإللتبأس ‪.74‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 90- 89 :3‬والفتأوى اهلندية ‪.267 :1‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ،255 :2‬واهلندية ‪ ،268 :1‬والرد ‪ ، 273- 272 :2‬والفتح ‪.204 :3‬‬
‫)‪ (5‬هذا مأ اختأره قأيض خأن يف فتأواه ‪ ، 332 :1‬وجزم به الزَّ يلعي يف التبياني ‪ ،99 :2‬لكان‬
‫‪ ، 43‬تذكر عن يكومأ فأمهني‪.‬‬ ‫‪ ، 47‬والكنز‬ ‫‪ ، 283‬وامللتقى‬ ‫املتون‪ :‬كألوقأية‬
‫الرشوط التي سبق تفصيلهأ عخذ القأمون األردين ك يف املأدة (‪ :)8‬ع‪ .‬يشرتط يف‬
‫)‪ (6‬وهبذه ّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪63‬‬
‫‪.7‬رضا املرأ إذا كام بالغة بكرا كام أو ثيبا‪ ،‬فال يملك الو ُّيل إجبأرهأ‬
‫أ‬
‫لصحة‬
‫َّ‬ ‫رشوط النِّكأح؛‬ ‫الرحأ ليس من‬‫مكأحهأ جأئز؛ أل َّن ِّ‬
‫َ‬ ‫عىل النِّكأح‪ ،‬إال ع َّن‬
‫جل واملرع ُة يف الك سواء‪ ،‬ولكن هلأ عن تر َّد هذا‬‫والر ُ‬
‫النِّكأح مع اإلكراه واهلزل‪َّ ،‬‬
‫النكأح بعد الك‪ ،‬ك ع َّن َّ‬
‫الرجل يملك تطليقهأ( ‪.)1‬‬

‫‪.8‬أن ال خيالف ال َقبول اإلجياب‪ ،‬بأن يوافق ال َقبول كل عجزاء اإلجيأب‪ ،‬فإاا‬
‫قأل رجل آلخر‪ :‬زوجتُك ابنتي عىل عل دينأر‪ ،‬فقأل الزَّ وج‪ :‬قَبألت النِّكأح وال‬
‫عقبل املهر‪ ،‬فإمَّه ال يصح‪.‬‬

‫والرقبة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الكل‪ :‬كألرعس َّ‬ ‫‪.9‬أن يضيفَ النِّكاح إىل كلِّها أو ما َّ‬
‫يعرب به عن‬
‫املرعة خالع( ‪.)2‬‬ ‫والرجل‪ ،‬ويف الظهر والبطن ومص‬
‫بخالع اليد ِّ‬

‫صحة عقد الزَّ واج حضاور هاأهدين رجلاني عو رجال وامارعتني مان املسالمني ا إاا كاأن‬
‫ّ‬
‫الزَّ وجأن مسلمني ا عأقلني بألغني سأمعني اإلجيأب وال َقبول فأمهني املقصود هبا ‪ .‬ب‪ .‬جتاوز‬
‫ههأدة عصول ّ‬
‫كل من اخلأرب واملخطوبة وفرعه عىل العقد‪.‬‬
‫)‪ (1‬وُتأم حتقيق هذا البحث يف رد املحتأر ‪.272 :2‬‬
‫ِّكأح إىل مص املرعة فيه روايتأن‪ ،‬واختل التصحيح فيه ‪:‬‬ ‫عحأع الن ُ‬
‫َ‬ ‫)‪ (2‬فلو‬
‫الصحيح‪ ،‬ك يف فتأوى قأيض خأن والظَّهريية‪ ،‬ويف التنوير ‪ : 56‬هاو‬ ‫‪ .1‬إمَّه ال يقع‪ ،‬وهو َّ‬
‫األصح‪ ،‬وعيده احلصكفي يف الدُّر املختأر ‪،266 :2‬‬
‫‪ .2‬إ مَّه يقع‪ ،‬اختأره يف التَّفأريق وخمتأر الفتأوى‪ ،‬وعجاأزه يف املبساوط‪ .‬ينظار‪ :‬البحار ‪،90 :3‬‬
‫ورد املحتأر ‪ ، 266 :2‬والفتأوى اهلندية ‪ ، 269 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫وعيض ًأ إحأفة النِّكأح إىل الظهر والبطن اختل التَّصحيح فيهأ‪:‬‬
‫والرسخيس‪ ،‬وقأل يف البحر‪ :‬قألوا‪ :‬إمَّه األصح‪.‬‬
‫‪ .1‬إمَّه ال يقع‪ ،‬اكره ركن اإلسالم َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪64‬‬
‫وج وال َّزوج نة معلومني‪ ،‬سواء ٌّ‬
‫كل منه لرخر‪ ،‬عو‬ ‫‪.10‬أن يكون ال َّز ن‬
‫للشُّ هود‪ ،‬ويف حأل وجوده يكفي يف الك اإلهأرة إليه‪ ،‬حتى لو كأمت متنقبة كفى‬
‫وجههأ‪ .‬ويف حأل غيبته يكون بتمييزه عن غريه؛‬ ‫اإلهأرة إليهأ واالحتيأط كش‬
‫جمرداً وعرفه‬
‫لرفع اجلهألة بذكر االسم الذي يتميّز به عن غريه‪ ،‬فلو اكر اسمه ّ‬
‫صح‪ ،‬ولو احتيج ملعرفته لذكر األب واجل ّد فال بُ َّد من اكرهأ ( ‪.)1‬‬
‫الشهود به ّ‬
‫‪.11‬الوالية؛ كأألب واجلد‪ ،‬فال ينعقد إمكأح من ال والية له( ‪.)2‬‬
‫‪ .12‬املهر؛ فال جواز للنِّكأح بدون املهر( ‪.)3‬‬
‫الصغري‬
‫‪.13‬الكفأءة يف إمكأح غري األب واجل ّد من األخ والع ّم َّ‬
‫والصغرية( ‪.)4‬‬
‫َّ‬
‫ثالثا‪ :‬رشائط اللزوم‪ ،‬وهي موعان‪:‬‬
‫والصغري هو األب أو اجلدّ ( ‪.)5‬‬
‫َّ‬ ‫الصغري‬
‫‪.1‬أن يكون الويل ِف إمكاح َّ‬
‫احلر البالغة العاقلة مف ها من غري رضا‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬كفاء ال َّزوج ِف إمكاح املرأ‬
‫األولياء بمهر مثلها( ‪.)6‬‬

‫‪ .2‬إمَّه يقع‪ ،‬قأل احللواين‪ :‬قأل مشأخينأ‪ :‬إمَّه األهبه بمذهب عصحأبنأ‪ .‬ينظار‪ :‬البحار ‪،90 :3‬‬
‫ورد املحتأر ‪ ، 266 :2‬والفتأوى اهلندية ‪ ، 269 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 272 :2‬والفتأوى اهلندية ‪ ، 268 :1‬والفتح ‪ ، 192 :3‬والبحر ‪.95 :3‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.237 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املصدر السأبق ‪.274 :2‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬املصدر مفسه ‪.310 :2‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪.315 :2‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬املصدر السأبق ‪.317 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪65‬‬
‫احلر العاقلة البالغة مف ها من كفء بغري رضا‬
‫‪.3‬كامل مهر املثل ِف إمكاح ّ‬
‫األولياء( ‪.)1‬‬

‫الرضا من ال َّزوجة هبام( ‪.)2‬‬


‫ب وال نعنّة عند عدم ِّ‬ ‫‪.4‬للو ال َّزوج عن عيب ن‬
‫اجل ّ‬
‫‪.5‬عدم متليك الطَّالق من زوجته أو من غريها‪ ،‬أو تعليق الطَّالق برشط‪،‬‬
‫زواله عىل‬ ‫أو اإلضافة إىل وق ؛ ألمَّه بألتمليك جعل النِّكأح بحأل ال يتوق‬
‫اختيأره‪ ،‬وكذا بألتعليق واإلحأفة ( ‪.)4 ()3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬مفس املصدر ‪.322 :2‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املصدر مفسه ‪.322 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.328 :2‬‬
‫)‪ (4‬وهبذا يتبني عمه ليس من رشوط العقد تسجيله يف املحأكم‪ ،‬وإم هو حلفاظ احلقاوق مان‬
‫الضيأع‪ ،‬وعدم تسجيل العقد ينشأ عنه عرضار كثرية بألزوجني عو عحدمهأ‪ ،‬ولذلك مص علياه‬
‫القأمون األردين وغريه‪ ،‬ففي املأدة (‪ :)36‬ع‪ .‬جيب عىل اخلأرب مراجعة القأيض عو مأئبه قبال‬
‫إجراء عقد الزَّ واج‪.‬‬
‫ب‪ .‬يوثق القأيض عو من يأان له عقد الزَّ واج بوثيقة رسمية‪ .‬ج‪ .‬إاا عجاري عقاد الازَّ واج و‬
‫عليهاأ يف قاأمون‬ ‫يُوثّق رسمي ًأ يعأقب كل من العأقد والزَّ وجني ُّ‬
‫والشهود بألعقوبة املنصاو‬
‫العقوبأت وتغرم املحكمة كل وا حد منهم بغرامه مقدارهأ مأئتأ دينأر‪ .‬د‪ .‬يعأقب كال ماأاون‬
‫علايه يف الفقارة‬ ‫الرسامية املعادة لاذلك باألعقوبتني املنصاو‬
‫ال يسجل العقد يف الوثيقة َّ‬
‫السأبقة مع العزل من الوظيفة‪ .‬ها‪ .‬يعني مأاومو توثيق عقاود الازَّ واج وتانظم عع هلام وفاق‬
‫َّ‬
‫تعلي ت يصدرهأ قأيض القضأة‪.‬‬
‫و‪ .‬يمنع إجراء عقد زواج املعتدة من رالق عو فسخ عو وطء بشبهة قبل مم تسعني يوم ًأ عىل‬
‫موجاب العادَّة ولاو كأمات منقضااية ويساتثنى مان الاك العقااد بينهاأ ومان اعتادت منااه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪66‬‬
‫السأبق اكرهأ وهذه الرشوط كأن‬
‫ومأ توفر فيه من عقود الزَّ واج األركأن َّ‬
‫عقداً صحيحأً ترتتب عليه آثأره اآليت رشحهأ من احلقوق والواجبأت كأملهر‬
‫والنَّفقة وغريهأ( ‪.)1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الرشوط ِف الزواج‪:‬‬
‫يمكن أن يكون عقد الزواج منجزا أو مضافا للم تقبل أو مقروما برشط‪.‬‬
‫اة‪ ،‬ك ا إاا قااأل رجاال الم ارعةٍ‪:‬‬
‫بصيغة مطلقا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫فالزواج املنجز‪ :‬وهو مأ صدر‬
‫السأبق اكرهأ‪.‬‬
‫بألرشوط َّ‬
‫تزوجتُك‪ ،‬فقألت‪ :‬قبلت‪ ،‬فهو صحيح ُّ‬
‫َّ‬
‫والزواج املضافن إىل زمن م تقبل‪ ،‬وهو مأ قصد حصوله يف املستقبل‪ ،‬ك ا‬‫ن‬
‫إاا قأل رجل المرعةٍ‪َّ :‬‬
‫تزوجتُك غداً عو بعد ههر ‪ ،‬وه ا النكاح ال ينعقد( ‪.)2‬‬

‫ز‪ .‬يتوىل قنأصل اململكة األردمية اهلأهمية املسلمون يف خأرج اململكاة توثياق عقاود الازَّ واج‬
‫وس ع تقأرير الطالق للرعأيأ األردميني املوجودين خأرج اململكاة وتبليغهاأ وتساجيل هاذه‬
‫الوثأئق يف سجالهتأ اخلأصاة وإرساأل مساخة مان تلاك الوثاأئق اىل دائارة قاأيض القضاأة‪.‬‬
‫ح‪ .‬تشمل كلمة القنصل وزراء اململكة األردمية اهلأهمية املفوحني والقااأئمني باأع ل هاذه‬
‫املفوحيأت ومستشأرهيأ عو من يقوم مقأمهم‪.‬‬
‫)‪ (1‬جأء يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)29‬يكون عقاد الازَّ واج صاحيح ًأ إاا تاوفرت فياه‬
‫عركأمه وسأئر رشوط صحته‪ .‬ويف الا دة (‪ :)32‬إاا وقع العقد صحيح ًأ ترتبت عليه آثأره منذ‬
‫امعقأده‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ، 344 :1‬والرشمباللية ‪ ، 344 :1‬والدر املختاأر‪ ، 53 :3‬ورد املحتاأر‬
‫‪.53 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪67‬‬
‫واج املعلَّق عىل رشط‪ :‬كإن حَّض ابني من سفر فقد زوجتااك لااه‪ ،‬فااإن‬
‫وال َّز ن‬
‫يصح تعليق النِّكــاح َّ‬
‫بالرش ـط‪ ،‬إال إذا كــان تعليقــه عــىل‬ ‫ّ‬ ‫يصح؛ ألمه ال‬
‫ّ‬ ‫الزواج ال‬
‫ِّ‬
‫متحق اق ومسااتمر إىل احلااأل‪ ،‬كااإن خطااب رجاال اماارع ًة ‪،‬‬ ‫رشط ماض كائن‪ :‬عي‬
‫فقألت‪ :‬قبلت إن كنت ُتلك سيأرة‪ ،‬وكأن مألكأً لسيأرة‪ ،‬فيكون الزَّ واج صحيحأً؛‬
‫ري‪ ،‬أو كان تعليقه عــىل رشط َّ‬
‫حتق ـق وجــوده ِف املجلــس‪ ،‬كااأن‬ ‫أل ّن التَّعليق صو ّ‬
‫اح‬
‫تقول‪ :‬تزوجتك إن ريض ع ‪ ،‬فإن كأن عبأه يف املجلس وريض يف املجلااس‪ ،‬صا ّ‬
‫النكأح استحسأمأً؛ لزوال التعليق حقيقة ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫واج املقرو نن برشط‪ ،‬وهو مأ صد َر فيه اإلجيأب غري مق َّي ٍد ب ٍء َّعوالً‪ ،‬ث ّم‬
‫وال َّز ن‬
‫تزوجتك برشط عن ال عدفع لااك‬ ‫رشط ٍ‬
‫زائد عليه‪ ،‬ك إاا قأل رجل المرعة‪َّ :‬‬ ‫ععقب ب ٍ‬

‫تزوجتك‪ ،‬منجزاً يف‬


‫مهراً‪ ،‬فقبلت‪ ،‬ففي هذا املثأل صدر اإلجيأب‪ ،‬وهو قوله‪َّ :‬‬
‫فيصح العقد وجيب مهر املثل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عول األمر‪ ،‬ولكن عتى بعده الرشط وهو عدم املهر‪،‬‬

‫وللرشط املقرون املخالف ملقتَض العقد حاالت‪:‬‬

‫‪.1‬أ ن ال يكون االشَّتاط متعلق بنقص ِف مهر مثلهــا‪ ،‬أو زيــاد عنــه ألمــر‬
‫ـح العقــد ويلغــو الرشــط؛‬
‫مرغوب فيه‪ ،‬كمن رشط يف العقد رالق رضهتااأ‪ ،‬فيصـ ّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 205- 204 :6‬ورد املحتأر‪ ، 54- 53 :3‬ومنحة اخلألق ‪.204- 203 :6‬‬
‫)‪ (2‬وهبذا عخذ القأمون األردين ك يف املأدة (‪ :)9‬ال ينعقد الزَّ واج املضأع إىل املساتقبل‪ ،‬وال‬
‫املعلق عىل رشط غري متح ِّقق‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪68‬‬
‫الرشوط‬
‫لقوله ‪( :‬كل رشط ليس يف كتأب اهلل تعأىل فهو بأرل)( ‪ ،)1‬وليست هذه ُّ‬
‫عحل حرامأً عو َح َّر َم حااالالً)( ‪،)2‬‬
‫فيه‪ ،‬وقأل ‪( :‬املسلمون عىل رشورهم إالّ رشرأً ّ‬
‫كألتزوج هبأ‪ ،‬واملسأفرة هبااأ‪ ،‬ومحااو الااك‪ ،‬فكأماات‬
‫ّ‬ ‫حترم احلالل‪:‬‬
‫وهذه الرشوط ِّ‬
‫مردودة‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يكون فيه اشَّتاط منفعة مباحة هلا أو ألبيها أو ل ي رحْ حمرم مقابل‬
‫وتزوجهااأ ع اىل عل ا ٍ‬ ‫مهر مثلهااأ علف اأً وةساامئة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫مقص ِف مهر مثلها‪ :‬ك إاا كأن ُ‬
‫رضهتااأ‪ ،‬عو عن‬ ‫يتزو َج عليهأ‪ ،‬عو عن ِّ‬
‫يطل ا َق َّ‬ ‫خيرجهأ من بلدهأ‪ ،‬عو عن ال َّ‬
‫َ‬ ‫برشط عن ال‬
‫يكر َمهأ وال يكل َفهأ األع ل الشأقّة‪ ،‬عو عن هيدي هلأ الثيااأب الفااأخرة مااع األل ا ‪،‬‬
‫فإن ّ‬
‫وف بالرشط‪ ،‬فلها املهر امل َّمى؛ ألمه س َّمى مأ َصلُ َح مهراً‪ ،‬وقد ت َّم رحأهأ بااه‪،‬‬
‫وإن مل يف بالرشط‪ ،‬فلها مهر مثلها؛ ألمااه س ا َّمى مااأ هلااأ فيااه مفااع حتااى رحاايت‬

‫)‪ (1‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 94 :10‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 132 :7‬وسنن النسأئي ‪،365 :3‬‬
‫وسنن ابن مأجه ‪ ، 842 :2‬ومسند إسحأق بان راهوياه ‪ ، 429 :2‬واملعجام الصاغري ‪،297‬‬
‫عِّل رسول اهلل‬
‫وغريهأ‪ ،‬وُتأمه يف صحيح البخأري ‪ : 756 :2‬عن عأئشة ريض اهلل عنهأ دخل َّ‬
‫فإن الوالء ملَن ععتق‪ّ ،‬‬
‫ثام قاأم النباي ‪‬‬ ‫‪ ‬فذكرت له‪ ،‬فقأل رسول اهلل ‪( : ‬اهرتي وععتقي‪َّ ،‬‬
‫فأثنى عىل اهلل ب هو عهله‪ ،‬ثم قأل‪ :‬مأ بأل عمأس يشرترون رشور ًأ لايس يف كتاأب‬ ‫من الع‬
‫اهلل‪ ،‬من اهرتط رشر ًأ ليس يف كتأب اهلل فهو بأرل‪ ،‬وإن اهرتط مئاة رشط‪ ،‬ورشط اهلل ّ‬
‫عحاق‬
‫وعوثق)‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف املستدرك ‪ ، 113 :4‬وجأمع الرتمذي‪ ، 634 :3‬وقأل‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وسانن‬
‫البيهقي الكبري ‪ ، 79 :6‬وسنن الدارقطني ‪ ، 27 :3‬ورشح معأين اآلثأر ‪ ، 90 :4‬وغريهأ‪ .‬ولاه‬
‫علفأظ عخرى‪ .‬ينظر‪ :‬كش اخلفأء ‪.273 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪69‬‬
‫فيكم ال مهاار‬
‫ِّ‬ ‫بتنقيص املس َّمى عن مهر املثل‪ ،‬فعند فواته ينعدم رحااأهأ بااأألل ‪،‬‬
‫مثلهأ‪.‬‬
‫‪.3‬أن يكون اشَّتط وصفا مرغوبا فيه عند ال َّزوجة‪ ،‬مقابــل ال َّزيــاد عــىل مهــر‬
‫تزو َج رجل امرع ًة بأز يد من مهر مثلهأ مقأبل البكأرة عو اجل ا ل‪ ،‬ف ـإن‬
‫املثل‪ ،‬ك إاا َّ‬
‫وجدَ ما اشَّتطَه َل ِز َمه ّ‬
‫كل امل َّمى‪ ،‬و إن مل جيد‪ ،‬فال يلزمه إال مهر املثل‪ ،‬وت قط عنه‬
‫تستحق الزِّ يأدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الزياد ؛ ألمَّه مأ عيت هبأ إالَّ يف مقأبلة وص ٍ و يوجد‪ ،‬فال‬
‫تزو َجهااأ عااىل‬
‫‪ .4‬إذا س َّمى هلا مهرا عىل تقدير‪ ،‬وآلر عىل تقدير آلــر‪ ،‬ك ا إاا َّ‬
‫إن َّ‬
‫رل اق‬ ‫عخرجهأ منااه‪ ،‬عو عااىل عل ا‬
‫َ‬ ‫إن عقأ َم هبأ يف هذا البلد وعىل علفني إن‬ ‫عل‬
‫إن كأمت قبيح ًة وعىل علفااني إن‬ ‫رض َهتأ وعىل علفني إن عبقأهأ عىل ا ّمته‪ ،‬عو عىل عل‬
‫َّ‬
‫كأمت مجيل ًة‪ ،‬فإن َّ‬
‫وف بالرشــط فلهــا امل ـ كور أوال؛ أل َّن َّ‬
‫الرش اط األول صااحيح‪،‬‬
‫والثأين فأسد‪ ،‬و إن مل يف بالرشط هلا مهر املثل برشط عن ال يزيد عىل األلفااني وال‬
‫‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫ينقص عن األل‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تفصيل األحكأم املتعلقة بألرشوط املقرومة يف البحر ‪ ، 174- 171 :3‬ورد املحتأر‬
‫الرشعية ‪ ، 138- 135 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 345 :2‬ورشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬عمأ بألنسبة للرشط املقرون يف القأمون األردين ففي املأدة (‪ :)37‬إاا اهرتط حني العقد‬
‫رشط مأفع ألحد الزَّ وجني‪ ،‬و يكن منأفي ًأ ملقأصد الزَّ واج‪ ،‬و يلتزم فيه ب هو حمظاور رشعا ًأ‪،‬‬
‫وسجل يف وثيقة العقد وجبت مراعأته وفق ًأ ملأ يِّل‪:‬ع ‪ -‬إاا اهرترت الزَّ وجة عىل زوجهأ رشر ًأ‬
‫تتحقق هلأ به مصلحة غري حمظورة رشع ًأ وال يمس حق الغري‪ ،‬كأن تشرتط عليه عن ال خيرجهاأ‬
‫من بلدهأ‪ ،‬عو عن ال يتزوج عليهاأ‪ ،‬عو عن يساكنهأ يف بلاد معاني‪ ،‬عو عن ال يمنعهاأ مان العمال‬
‫به الازَّ وج‬ ‫الرشط صحيح ًأ‪ ،‬فإن ي‬
‫خأرج البيت‪ ،‬عو عن تكون عصمت الطَّالق بيدهأ‪ ،‬كأن َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪70‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬األمكحة املَّتتبة عىل ّ‬
‫الرشوط ِف الزَّواج‪:‬‬
‫صحتأهأ‬ ‫ٍ‬
‫برشوط النِّكأح؛ إا هلأ تأثري يف َّ‬ ‫هنأك بعض األمكحة حلكمهأ تعلَّق‬
‫وبطالَّنأ عىل التفصيل اآليت‪:‬‬

‫‪.1‬مكاح املتعة‪ :‬يكون بلفظ اهتمل عىل مأدة متعة‪ :‬كأُتتع وعستمتع( ‪ ،)1‬مثل‬

‫عن يقول‪ :‬ععطيك كذا عىل عن عُتتع منك يوم اأً عو هااهراً عو ساانة ومحااو الااك‪ ،‬عو‬
‫ين نه ْْ لِ نف ـ نر ِ‬
‫وج ِه ْْ‬ ‫عُتتع بك كذا مدة بكذا من املأل‪ ،‬وهو باطل( ‪)2‬؛ لقوله ‪َ { :‬والَّ ِ َ‬

‫فسخ العقد بطلب الزَّ وجة وهلأ مطألبته بسأئر حقوقهأ الزَّ وجية‪ .‬ب ‪ -‬إاا اهرتط الازَّ وج عاىل‬
‫زوجته رشر ًأ تتحقق له به مصلحة غري حمظورة رشع ًأ وال يمس حق الغري‪ ،‬كأن يشرتط عليهاأ‬
‫الرشط صحيح ًأ‬
‫عن ال تعمل خأرج البيت‪ ،‬عو عن تسكن معه يف البلد الذي يعمل هو فيه‪ ،‬كأن َّ‬
‫به الزَّ وجة فسخ النِّكأح بطلب من الزَّ وج وسقط ماهرهأ املؤجاال ومفقاة‬ ‫وملز م ًأ‪ ،‬فإاا ت‬
‫عدهتأ‪ .‬ج ‪ -‬إاا قيد العقد برشط ينأيف مقأصده عو يلتزم فيه ب هو حمظور رشعا ًأ‪ ،‬كاأن يشارتط‬
‫عحد الزَّ وجني عىل اآلخر عن ال يسأكنه عو عن ال يعأرشه معأرشة األزواج عو عن يرشب اخلمار‬
‫الشارط باأرالً والعقد صحيح ًأ‪.‬‬
‫عو عن يقأرع عحد والديه‪ ،‬كاأن َّ‬
‫الا دة (‪ :)38‬ع‪ .‬ينبغي عن تكون عبأرة الرشط واححة مشتملة عىل ترصع يلتزم به املرشوط‬
‫عليه ليرتتب عىل عدم الوفأء به عحكأمه وآثأره‪ .‬ب‪ .‬يستثنى رشط العصمة من اهت ل عبأرتاه‬
‫عىل ترصع يلتزم به الزَّ وج‪ ,‬ويكون بمثأبة التَّفويض بألطالق‪ ،‬وصالحيته مستمرة بعد جملاس‬
‫العقد وتوقعه الزَّ وجة بعب أرهتأ عمأم القأيض ويكون الطالق به بأئن ًأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حأهية هلبي عىل التبيني ‪.115 :2‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 247 :3‬والعنأية ‪.248- 247 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪71‬‬
‫اج ِهْ أَ ْو ما ملَ َك ْ أَيام نُنْ َفإِ َُّنْ غَري ملن ِ‬ ‫ِ‬
‫حرم تعأىل‬
‫ني} ( ‪َّ ،)1‬‬
‫وم َ‬ ‫َْ ن ْ ن ْ ْن َ‬ ‫َحافظنو َن‪ ،‬إِ َّال َع َىل أَ ْز َو ِ ْ َ َ‬
‫اجل ع إال بأحد هيئني‪ :‬النكأح عو ملك اليمني‪ ،‬واملتعة ليست بنكااأح وال بملااك‬
‫عِّل ‪ ‬عمَّه َس أمع اب َن َع ّبأس ‪ ‬يلني يف متعة النِّسااأء‪،‬‬
‫يمني‪ ،‬فيبقى التحريم‪ .‬وعن ّ‬
‫فقأل‪( :‬مهالً يأ ابن عبأس‪ ،‬فإ َّن رسول اهلل ‪َّ ‬نااى عنهااأ يااوم خياارب وعاان حلااوم‬
‫احلمر)( ‪ ،)2‬وعن سربة اجلهني ‪ ،‬قأل ‪( :‬من كأن عنده من هااذه النِّسااأء الاااليت‬
‫يتمتع فليخل سبيلهأ)( ‪ ،)3‬قأل الكأسأين( ‪ « :)4‬إ َّن األُمة بأرسهم امتنعااوا عاان العماال‬
‫بأملتعة مع ظهور احلأجة هلم إىل الك»‪ ،‬وأل َّن مكأح املتعة ال يراد بااه مقأصااد عقااد‬
‫النِّكأح من القرار للولد وتربيته ( ‪.)5‬‬
‫‪.2‬النِّكاح املة َّق ‪ :‬و يكون بلفظ النِّكأح والتَّزويج ومااأ يقااوم مقااأمه مااع‬
‫عتزوجك عرشة عيأم‪ ،‬ومحو الك‪ ،‬وهو باطــل؛ ملااأ ساابق‬
‫التأقيت فيه‪ :‬كأن يقول‪ّ :‬‬
‫اكره يف املتعة؛ لعدم التأبيد فيه ‪ ،‬وهو يف معنى مكأح املتعة‪ ،‬والعربة للمعأين دون‬
‫األلفأظ ( ‪.)6‬‬

‫)‪ (1‬سورة املؤمنون ‪.6 :5‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1028 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 1966 :5 ،1544 :4‬وسنن النَّسأئي‬
‫‪ ، 328 :3‬واملجتبى ‪ ،125 :6‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1023 :2‬وسنن النَّسأئي ‪ ، 328 :3‬وقاأل‪ :‬صاحيح‪ .‬واملجتباى ‪:6‬‬
‫‪ ، 126‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف البدائع ‪.273 :2‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬الفتح ‪ ، 248 :3‬والبحر ‪ ، 115 :3‬وجممع األَّنر ‪ ، 331 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪.250 :3‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪72‬‬
‫والفرق بني مكأح املتعة والنِّكأح املؤقت‪)1 :‬ع َّن مكأح املتعة يكون بمشتقأت‬
‫الرص ة والكنأية‪ .‬و‪)2‬ع َّن مكأح املتعة‬
‫لفظ‪ُ :‬تتع‪ ،‬واملؤقت‪ :‬يكون بألفأظ التَّزويج َّ‬
‫ال يشرتط فيه الشُّ هود‪ ،‬واملؤقَّت يشرتط فيه الشُّ هود‪ .‬و‪)3‬ع َّن مكأح املتعة ال يشرتط‬
‫فيه مدّة معينة‪ ،‬واملؤقَّت يشرتط فيه حتديد املدة( ‪.)1‬‬
‫أ‬
‫العقد عن ُيطلَّقهأ بعد م ا ّدة معيَّنااة‪،‬‬ ‫‪.3‬النِّكاح املرشوط فيه مد ‪ :‬بأن رشط يف‬
‫والرش ـ َط‬
‫ـحيح َّ‬ ‫تزوجتُك عىل عن عرلِّقك بعااد هااهر‪ ،‬فــإ َّن النِّكـ َ‬
‫ـاح صـ ٌ‬ ‫كأن يقول‪َّ :‬‬
‫باطل؛ أل َّن الطَّال َق قأرع للنِّكأح‪ ،‬فأهرتاره بعد ههر لينقطع به النكأح دليل عااىل‬
‫وجود العقد مؤ ّبداً؛ وهلذا لو مىض الشَّ هر يبطل النِّكأح ( ‪.)2‬‬
‫الرص ا ة عو‬ ‫تزوج رجل اماارع ًة بألفااأظ الاازَّ واج َّ‬
‫‪.4‬النِّكاح بن ّية الطالق‪ :‬بأن َّ‬
‫الكنأية و دد مدّة يف العقد‪ ،‬وكأن يف ميَّته عن يط ِّلقهأ بعد وقت كذا‪ ،‬فإ َّن النكــاح‬
‫يكون صحيحا؛ أل َّن التَّوقيت يكون بأللفظ ( ‪ ،)3‬لكن هذه النية هو آثم هبأ ملخألفتااه‬
‫مقأصد النكأح‪ ،‬وملأ فيه من اخلداع‪ ،‬وهذا مأ صل كثرياً عند الزَّ واج بألكتأبيااأت‬
‫يف بالد غري املسلمني بن ّية عخذ اإلقأمة عو غريهأ ث ّم تطليقه ّن‪ ،‬فيأثم هبذا الفعل‪ ،‬بل‬
‫تتيرس ا عمااو ُر الاازَّ واج عو‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة من ال َّديمومة‪ ،‬ث ّم إن‬ ‫يتزوج هبأ بنيّة‬
‫عليه عن َّ‬
‫َّ‬
‫تسأفر معه ُيط ِّل ُقهأ‪ ،‬فال يليق بحأل املسلم اخليأمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حأهية هلبي ‪ ، 115 :2‬واهلداية ‪ ، 248 :3‬والعنأياة ‪ ، 249 :3‬والفاتح ‪،249 :3‬‬
‫وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 115 :2‬والعنأية ‪ ،251 :3‬وجممع األَّنر ‪ ، 331 :1‬والدر املختأر ‪.52 :3‬‬
‫والرشمباللية ‪ ، 334 :1‬والبحر ‪:3‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 116- 115 :2‬وفتح القدير ‪ّ ،249 :3‬‬
‫‪ ، 166‬والدر املختأر ‪ ، 52 :3‬ورد املحتأر ‪ ، 52 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪73‬‬
‫يتزوجهأ عىل عن يقعد معهأ َّنااأراً دون اللياال‪،‬‬
‫‪.5‬مكاح النَّهاريات‪ :‬وهو عن َّ‬
‫الرش اط الزم اأً عليهااأ‪ ،‬وهلااأ عن تطلااب‬
‫فال بوس ب لك‪ ،‬وينبغي عن ال يكون هااذا َّ‬
‫رش َط عن يكون يف النَّهااأر عناادهأ‬
‫رضة غريهأ‪َ ،‬و َ َ‬
‫املبيت عندهأ ليالً‪ :‬عي إاا كأن هلأ ّ‬
‫فألظ اأهر َّعم اه لاايس هلااأ الطَّلااب‪،‬‬
‫رضهتأ‪ ،‬عمأ إن يكاان هلااأ رضة‪َّ ،‬‬
‫ويف الليل عند ّ‬
‫خصوصأً إاا كأمت صنعته يف الليل كأحلأرس( ‪.)1‬‬

‫ازوج‬
‫عرفنأ بحكم زواج املسيأر الذي كثر الكااالم عليااه‪ ،‬وهااو عن يتا َّ‬
‫وهذا ُي ِّ‬
‫وط فأساادة‪،‬‬ ‫الرش ا ُ‬
‫املرعة بال مهر وال مفقة وال سااكنى‪ ،‬فهااو صااحيح‪ ،‬لكاان هااذه ُّ‬
‫والس اكنى؛ ألَّنااأ مقتىض ا عقااد‬ ‫أ‬
‫وللمرعة بعد النِّكأح عن تطأل َبه بمهر املثل والنَّفقة ُّ‬
‫النكأح‪ ،‬إال إاا تسأحمت املرعة بأملطألبة فال تلزم‪ ،‬وهلأ يف عي وقت حتصاايلهأ؛ ألَّنااأ‬
‫حقوقهأ‪ ،‬فال تسقط بإسقأط املرعة‪.‬‬

‫الرجالن ٌّ‬
‫كل موليااة اآلخاار عااىل عن يكااون‬ ‫يزو َج َّ‬
‫‪.6‬زواج الشّ غار‪ :‬وهو عن ِّ‬
‫كل مهراً ملولية اآلخر‪ ،‬سواء كأمت بنتأً عو عختأً عو غريهأ‪ ،‬كااأن يقااول رجاال‬
‫بضع ٍّ‬
‫ِّكاح صحيح‪ ،‬وجيب عىل كــل‬
‫تزوجني بنتك‪ ،‬فإ َّن الن َ‬
‫زوجتُك بنتي عىل عن ِّ‬
‫آلخر‪َّ :‬‬
‫رش َط فيااه عن‬
‫عدخل فيه رشر اأً فأسااداً‪ ،‬حيااث َ َ‬
‫َ‬ ‫منهام مهر املثل( ‪)2‬؛ أل َّن النِّكأح مؤبد‬
‫كل واحدة ماانه مهاار األخاارى‪ ,‬والبضااع ال يصاالح مهااراً‪ :‬كااأخلمر‬
‫يكون بضع ِّ‬

‫)‪ (1‬ينظاار‪ :‬التبيااني ‪ ، 116 :1‬والفااتح ‪ ،249 :3‬والبحاار ‪ ،116 :3‬ورد املحتااأر ‪،53 :3‬‬
‫وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 155 :5‬وفاتح القادير ‪ ، 249 :3‬والتبياني ‪ ، 145 :2‬ودرر احلكاأم ‪:1‬‬
‫‪ ، 342‬والبحر ‪ ، 167 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪74‬‬
‫الرشوط الفأسدة ( ‪ .)1‬قأل ‪( :‬ال هغأر يف اإلسالم)( ‪: )2‬‬
‫واخلنْزير‪ ,‬والنِّكأح ال تبطله ُّ‬
‫الش اغأر‪،‬‬
‫عي ال مك أح خأيل عن املهر‪ ،‬وبإجيأب مهر املثل لكاال ماانه يرتفااع هااذا ّ‬
‫فيزول النَّهي الذي يف احلديث( ‪ ،)3‬ويؤيد هذا مأ روي عن ابن عمر ‪( :‬ع َّن رسول‬
‫يزوجه اآلخر ابنتااه‬
‫الرجل ابنته عىل عن ِّ‬
‫يزوج َّ‬
‫اهلل ‪َّ ‬نى عن الشّ غأر‪ ،‬والشّ غأر عن ِّ‬
‫ليس بينه صداق)( ‪.)4‬‬

‫‪.7‬زواج املــريض مــرض املــوت‪ :‬ف يصااح زواج املااريض ماارض املااوت( ‪،)5‬‬
‫ويكون هلأ مهر املثل من كل املأل( ‪ ،)6‬قأل معأا بن جبل ‪ ‬يف مرحه الااذي مااأت‬
‫فيه‪« :‬زوجوين‪ ،‬إين عكره عن علقى اهلل ‪ ‬عزبأً»( ‪ ،)7‬ووعن مأفع موىل ابن عماار ‪،‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 278 :2‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1035 :2‬وصحيح ابن حبأن ‪،416 :7‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 155 :5‬وفتح القدير ‪ ، 249 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف صحيح البخأري ‪.1966 :5‬‬
‫والشأفعية واحلنأبلة والظَّأهرية عىل صحته‪ .‬ينظر‪ :‬غماز العياون البصاأئر ‪:1‬‬
‫)‪ (5‬اتفق احلنفية َّ‬
‫األرسار ‪ ،307 :4‬واألم ‪ ، 108 :1‬واملغناي ‪ ، 210 :7‬واملحااىل ‪- 152 :9‬‬ ‫‪ ، 246‬وكشا‬
‫الروايأت عن اإلمأم مألك فيه‪ .‬ينظر‪ :‬املدوماة ‪ ، 170 :2‬والرشاح‬
‫‪ ، 156‬وغريهأ‪ .‬واختلفت ِّ‬
‫الكبري ‪ ، 276- 275 :2‬ومواهب اجلليل ‪ ، 481:3‬والتأج واإلكليل ‪.143- 142 :5‬‬
‫(‪ )6‬هذا مأ قأله احلنفية واحلنأبلة‪ .‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 500 :3‬والعنأية ‪ ، 237 :4‬وفتح القدير ‪:4‬‬
‫الشأفعي وابن حزم هلأ املسمى من مهرهأ‪.‬‬‫‪ ، 237‬والفتأوى الكربى ‪ ، 446 :5‬وغريهأ‪ .‬وقأل َّ‬
‫ينظر‪ :‬األم ‪ ، 108 :1‬واملحىل ‪ ، 152 :9‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (7‬يف املحىل ‪.154 :9‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪75‬‬
‫الرمحن بن ع ربيعة بنت عم له يف مرحااه لرتث اه‪ ,‬ف ا ت فورثت اه‪,‬‬
‫قأل‪« :‬تزوج عبد َّ‬
‫والك يف زمن عث ن بن عفأن ‪. »‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ِ‬
‫برشط اخليار‪ :‬فال يثبت يف الزواج خيأر الرشط والعيب والرؤية‪:‬‬ ‫‪.8‬النِّكاح‬
‫الرشط ال يف د النِّكاح ويبطل َّ‬
‫الرشط‪ ،‬فلو قأل‪ :‬تزوجتااك عااىل عين‬ ‫فخيار َّ‬
‫الرشط ع َّن اإلمسأن خيتأر مأ هااو‬
‫صح وال خيأر له؛ أل َّن فأئد َة هذا َّ‬
‫بأخليأر‪ ،‬فقبلت‪َّ ،‬‬
‫الصألح له من األمرين ويمضيه‪ ،‬فكأن عليه عن يبحث قبل إقدامه عىل العقد؛ أل َّن‬
‫َّ‬
‫الفسخ هنأ يرتتّب عليه رضر‪.‬‬
‫تزوج رجاال اماارعة و ياار‬
‫وليار الرؤية ال يف د النِّكاح وال ليار له‪ ،‬فإاا ّ‬
‫عحدمهأ صأحبه قبل التَّزوج‪ ،‬فلي س لواحد منه فسخ العقااد م ادّعيأً ع َّن لااه خيااأر‬
‫صاال‬ ‫الرؤية؛ أل َّن الشَّ أر َع عبأح لكل منه النَّظر إىل صأحبه قباال العقااد‪ ،‬فااإاا‬
‫ُّ‬
‫يرتت اب عااىل الفسااخ‬
‫وألم اه ّ‬
‫كأن التَّقصري من جهة كل منه ‪ ،‬فال يثبت له اخليأر؛ َّ‬
‫رضر ّ‬
‫لكل منه ( ‪.)3‬‬
‫الرشط‪ ،‬إال إذا كان ال َّزوج معيب‬ ‫وليار العيب ال يف د النِّكاح‪ ،‬بل نيبطل َّ‬
‫بااأن يكااون جمبوب اأً‪ :‬وهااو مقطااوع األعضااأء املعلومااة‪ ،‬عو َخ أص ايّأً‪ :‬وهااو َم ْن ازوع‬
‫اخلصيتني ال العضو املعلوم‪ ،‬عو عنِّين اأً‪ :‬وهااو َم ان ال يمكنااه عن يصاال إىل النِّسااأء‬

‫)‪ (1‬يف املحىل ‪ ،154 :9‬واألم ‪.108 :1‬‬


‫(‪ )2‬ج أء يف القأمون األردين املأدة (‪ :)60‬إاا تزوج عحد يف مرض موته ينظر فاإن كاأن املهار‬
‫املسمى مسأوي ًأ ملهر مثل الزوجة تأخذه الزوجة من تركة الزوج وإن كأن زائداً عليه جياري يف‬
‫الزيأدة حكم الوصية‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة ‪.137‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 95- 94 :5‬والبدائع ‪ ،328 :2‬وفتح القدير ‪ ،199 :3‬ورشح األحكأم‬
‫الرشعية ‪.31 :1‬‬ ‫َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪76‬‬
‫عجزاً‪ ،‬عو ال يريدهن‪ ،‬فمتى َوجدت املرعة يف زوجهأ عحد هذه العيااوب‪ ،‬كااأن هلااأ‬
‫اإلقأمة مع ه عو رفع عمرهأ للقأيض؛ ليفرق بينه ‪ .‬وعمأ املرعة‪ ,‬فخلوهااأ عاان العيااب‬
‫ااء ماان العيااوب املوجااودة‬ ‫ليس برشط للزوم النِّكأح‪ ،‬حتى ال يفسخ النِّكأح ب‬
‫فيهأ( ‪)1‬؛ أل َّن الزَّ َ‬
‫وج يملك تطليقهأ بال حأجة إىل عذر‪ ،‬وهي ال ُتلك الااك‪ ،‬فثباات‬
‫اخليأر هلأ دومه؛ إليفأئهأ ح ّقهأ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ،96 :5‬والبدائع ‪.327 :2‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪77‬‬

‫الفصل ال َّثالث‬
‫ِف املحرمات والويل‬
‫املبحث األول‬
‫املحرمات ِف الزَّواج‬
‫الرجأل والنِّسأء كلهأ‬
‫من عظيم منن اهلل ‪ ‬علينأ عمَّه تكن العالقة بني ِّ‬
‫مبنيّة عىل رغبة ّ‬
‫كل منه بأآلخر فحسب‪ ،‬بل استثنى قس ً منهأ وجعل العالقة في‬
‫والرمحة والشفقة والتواصل‪ ،‬ولوال الك الستحألت‬ ‫بينه مرتكزة عىل املو ّدة َّ‬
‫احليأة وامعدم االستقرار فيهأ‪ ،‬فكي يمكن عن تكون عالقة االبن وع ّمه عو عخته عو‬
‫ع ّمته راجعة إىل الشَّ هوة‪.‬‬

‫واألصل يف هذا التحريم‪ :‬قوله ‪َ { :‬وال تَنْكِ نحوا َما مَك ََح آ َباؤن نك ْْ ِم َن‬
‫احشَ ة َو َم ْقتا َو َسا َء َسبِيل‪ .‬نح ِّر َم ْ َعلَيْ نك ْْ أن َّم َهاتن نك ْْ‬ ‫النِّ اءِ إِ َّال ما َقدْ سلَفَ إِمَّ نه كَا َن َف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َات ْاألنلْ ِ َوأن َّم َهاتن نك نْ‬ ‫َات ْاألَ ِخ َو َبن ن‬ ‫َو َبنَاتن نك ْْ َوأَلَ َواتن نك ْْ َو َع َّامتن نك ْْ َولَ االتن نك ْْ َو َبن ن‬
‫الال ِ ِِف‬ ‫ات مِ َ ائِ نك ْْ َو َربَائِبن نك نْ َّ‬ ‫الر َضا َع ِة َوأن َّم َه ن‬ ‫ِ‬
‫الال ِ أَ ْر َض ْعنَ نك ْْ َوأَلَ َواتن نك ْْ م َن َّ‬ ‫َّ‬
‫َاح‬‫الال ِ َدلَ لْتن ْْ ِ ِهب َّن َفإِ ْن َمل ْ تَكنومنوا َدلَ لْتن ْْ ِ ِهب َّن َفال نجن َ‬ ‫ور نك ْْ ِم ْن مِ َ ائِ نك نْ َّ‬ ‫نح نج ِ‬
‫ين ِم ْن أَ ْصالبِ نك ْْ َوأَ ْن َ َْت َم نعوا بَ ْ َ‬
‫ني ْاألنلْ ت ْ ِ‬
‫َني إِ َّال َما َقدْ‬ ‫َعلَيْ نك ْْ َو َحالئِ نل أَبْنَائِ نك نْ الَّ ِ َ‬
‫َسلَفَ إِ َّن اَّللََّ كَا َن َغ نفورا َر ِحيام‪َ .‬واملن ْح َصنَات ِم َن النِّ َ اء‪[‬النسأء‪.]24- 22 :‬‬

‫واحلرمة يف النِّسأء اثنتأن‪ :‬مؤبَّدة‪ ،‬ومؤقتة‪ ،‬وتفصيلهأ يف املطألب اآلتية‪:‬‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪78‬‬
‫املطلب األول‪ :‬احلرمة املة َّبد ‪:‬‬
‫ويكون سبب احلرمة فيهأ موجوداً عىل ال َّدوام‪ ،‬فمتى ثبتت األمومة عو‬
‫زوجية األصل عو الفرع‪ ،‬فال تنفك ‪ ،‬وتنحرص ِف ثالثة أمواع‪:‬‬

‫املحرمات ب بب النَّ ب‪ ،‬وهْ أربع ٌة‪:‬‬


‫أوال‪َّ :‬‬
‫َّ‬
‫‪.1‬أصوله وإن علو‪ :‬كأ ّمه وج ّدته‪ ،‬سواء كأمت من جهة األم عو من جهة‬
‫األب؛ لقوله تعأىل‪ { :‬نح ِّر َم ْ َعلَ ْي نك ْْ أن َّم َهاتن نك ْْ}؛ واألم يف اللغة هي األصل‪،‬‬
‫وحرمة اجلدّات ثأبتة عيضأً بأإلمجأع‪.‬‬

‫‪.2‬فروعه ولو سفلوا‪ :‬كبنته‪ ،‬وبنت بنته‪ ،‬وبنت ابنه‪ ،‬وإن مَزَ لت كل منه ؛‬
‫وحرمت بنأت االبن ثأبتة عيضأً‬
‫لقوله تعأىل‪َ { :‬و َبنَاتن نك ْْ}؛ والبنت يف اللغة‪ :‬الفرع‪ُ ،‬‬
‫بأإلمجأع‪.‬‬

‫‪.3‬فروع أبويه وإن مزلوا؛ كأُخته وبنتهأ‪ ،‬وبنت عخيه‪ ،‬سواء كأمت األخوة‬
‫َات ْاألنلْ ِ }‪.‬‬
‫َات ْاألَ ِخ َو َبن ن‬
‫ألبوين عو ألب عو ألم؛ لقوله ‪َ { :‬وأَلَ َواتن نك ْْ … َو َبن ن‬
‫‪.4‬فروع أجداده وجدّ اته إذا امفصلوا بدرجة واحد ‪ :‬كعمته وع ّمة عصوله‪،‬‬
‫وخألته وخألة عصوله‪ ،‬سواء كأمت القرابة ألبوين عو ألب عو ألم؛ لقوله ‪:‬‬
‫{ َو َع َّامتن نك ْْ َولَ االتنكنْ}‪.‬‬
‫وهذه احلرمة هأملة للمذكر واملؤمَّث فهم فيهأ سواء ‪.‬‬
‫( ‪)1 ( )1‬‬

‫الرشعية ‪ ، 42 :1‬والبدائع ‪.258- 257 :2‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪79‬‬
‫ثاينا‪ :‬املحرمات ب بب املصاهر ‪ ،‬وهْ أربعة‪:‬‬
‫ور نك ْْ ِم ْن‬ ‫‪.1‬فرع زوجته املدلول هبا؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬و َربَائِبن نك نْ َّ‬
‫الال ِ ِِف نح نج ِ‬

‫مِ َ ائِ نك نْ َّ‬


‫الال ِ َدلَ لْتن ْْ ِهبِ َّن َفإِ ْن َمل ْ تَكنومنوا َدلَ لْتن ْْ ِهبِ َّن َفال نجن َ‬
‫َاح َعلَيْ نك ْْ}؛ لثبوت قيد‬

‫الدُّخول وهو خأ ٌّ هبذه احلألة فقط‪ ،‬سواء كأمت يف حجره عو حجر غريه( ‪)2‬؛ أل َّن‬

‫خمرج العأدة؛ إا العأدة ع َّن املرعة إاا َّ‬


‫تزوجت وكأمت هلأ بنت‬ ‫َ‬ ‫اأكر احلجر َخ َر َج‬

‫تأخذهأ معهأ إىل منزل زوجهأ وحينئذ تكون يف حجره‪ ،‬وألمَّه اكتفى يف اإلحالل‬

‫بنفي الدُّخول يف قوله ‪َ { :‬فإِ ْن َمل ْ تَكنومنوا َدلَ لْتن ْْ ِ ِهب َّن َفال نجن َ‬
‫َاح َعلَ ْي نك ْْ}‪.‬‬

‫‪.2‬أصول زوجته‪ :‬كأم زوجته وجدهتأ‪ ،‬سواء دخل بزوجته عم يدخل؛‬


‫ت مِ َ ائِ نك ْْ}‪.‬‬
‫لقوله تعأىل‪َ { :‬وأن َّم َها ن‬

‫‪.3‬ز وجة فروعه وإن سفلوا‪ :‬كزوجة ابنه‪ ،‬وزوجة ابن ابنه؛ لقوله تعأىل‪:‬‬
‫ين ِم ْن َأ ْصالبِ نك ْْ}‪ ،‬واكر األصالب؛ إلسقأط اعتبأر التَّبني‬
‫{ َو َحالئِ نل أَ ْبنَائِ نك نْ الَّ ِ َ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫ال إلحالل حليلة االبن من َّ‬

‫)‪ (1‬مص القأمون األردين عىل املحرمأت بسبب النَّسب يف الا دة (‪ :)24‬رم عىل التأبيد‬
‫الشخص من‪ :‬ع ‪ -‬عصله وإن عال‪.‬ب ‪ -‬فرعه وإن مزل ‪.‬ج ‪ -‬فروع‬
‫بسبب القرابة النَّ سبية تزوج َّ‬
‫عحد األبوين عو كليه وإن مزلوا ‪.‬د ‪ -‬الطَّبقة األوىل من فروع عجداده عو جداته‪.‬‬
‫)‪ (2‬واهب الظَّأهرية إىل َّ‬
‫عن حرمة بنت الزَّ وجة ال تثبت إال إاا كأمت يف حجره‪ .‬ينظر‪ :‬املحىل‬
‫‪.140 :9‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪80‬‬
‫‪.4‬زوجة أصوله وإن علوا‪ :‬كزوجة عبيه وجده؛ لقوله ‪َ { :‬وال تَنْكِ نحوا َما‬
‫مَك ََح آبَاؤن نك ْْ ِم َن النِّ َ اء} ( ‪.)2 ( )1‬‬
‫ويلحق بحرمة املصاهر حرمة َمن زمى بامرأ أو مل َ ـها أو مظـ َـر إىل فرجهــا‬
‫ألم اه‬
‫اس عو مظاار فااال حرمااة ؛ َّ‬
‫الدالل بشهو ( ‪ ،)3‬وهذا إاا ينزل‪ ،‬فلو عمزل مع ما ٍّ‬
‫بأإلمزال تبني عمه غري مفض إىل الوطء؛ أل َّن احلرمة عند ابتااداء املااس بشااهوة كااأن‬
‫حكمهأ موقوفأً إىل عن َّ‬
‫يتبني بأإلمزال‪ ،‬فإن عمزل تثبت وإال ثبتاات‪ ،‬ال ع ََّّن اأ تثباات‬
‫بأملس( ‪.)4‬‬
‫ّ‬
‫ازين هبااأ عااىل‬
‫َّزوج بفروع املزين هبأ وعصوهلأ‪ ،‬وحتاار ُم املا ّ‬
‫فيحرم عىل الزَّ اين الت ُّ‬
‫ازين هب اأ وال‬
‫عصول الزَّ اين وفروعه‪ ،‬وال حترم عىل عصول الزَّ اين وفروعه عصول املا ّ‬
‫فروعهأ‪ ،‬فيجوز البن الزَّ اين عن يتزوج ع ّم مزميااة عبيااه وبنتهااأ‪ ،‬وجيااوز أل الاازَّ اين‬
‫َّزوج بأم املزين هبأ وبنتهأ( ‪)5‬؛ لعموم قوله ‪َ { :‬وال تَنْكِ نحوا َما مَك ََح آبَاؤن نك ْْ ِم َن‬
‫الت ّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪،279 :2‬‬


‫الر جل‬
‫)‪ (2‬وورد يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)25‬رم عىل التَّأبيد بسبب املصأهرة تزوج َّ‬
‫من‪ :‬ع ا زوجة عحد عصوله وإن علوا‪ .‬ب ا زوجة عحد فروعه وإن مزلوا‪.‬ج ا عصاول زوجتاه‬
‫وإن علون‪ .‬د ا فروع زوجته التي دخل هبأ وإن مزلن‪.‬‬
‫الشاأفعي وبعاض احلنأبلاة إىل َّ‬
‫عن‬ ‫)‪ (3‬هذا قول احلنفية واملألكياة وبعاض احلنأبلاة‪ ،‬واهاب َّ‬
‫‪.103‬‬ ‫الشخصية‬
‫اللمس والنَّظر ال رم‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال َّ‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 281 :2‬والعنأية ‪ ، 224 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫الشأفعي إىل َّ‬
‫عن الزِّ مأ ال يوجب حرمة املصأهرة؛ لقوله ‪( :‬ال ُ ِّرم احلرام‬ ‫)‪ (5‬واهب َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪81‬‬
‫ّ‬
‫حتل له ع ّمهااأ وال ابنته اأ)( ‪ ،)1‬وعاان‬ ‫النِّ َ اء}‪ ،‬وقوله ‪َ ( :‬من مظر إىل فرج امرعة‪،‬‬
‫عمران بن حصني ‪ ،‬قأل فيمن فجر بأم امرعته‪« :‬حرمتأ عليه مجيعأً»( ‪.)3 ()2‬‬

‫الرضاع‪:‬‬
‫املحرمات ب بب َّ‬
‫ثالثا‪َّ :‬‬
‫الَّضع( ‪.)4‬‬
‫والرحأع لغة‪ :‬رشب اللبن من الثدي عو ّ‬

‫الرحيع من ثدي اآلدمية يف عأمني( ‪ ،)5‬فيُ َح ِّرم قليل اللاابن‬ ‫مص َّ‬ ‫واصطالحا‪ّ :‬‬
‫ـال ِ أَ ْر َض ـ ْعنَ نك ْْ َوأَ َل ـ َواتن نك ْْ ِم ـ َن‬
‫وكثااريه( ‪)6‬؛ لعمااوم قولااه تعااأىل‪َ { :‬وأن َّم َه ـاتن نك نْ الـ َّ‬

‫احلالل) يف سنن ابن مأجه ‪ ، 649 :1‬واملعجم األوسط ‪ ، 183 :7 ،105 :5‬وسنن البيهقاي‬
‫الكبري ‪ ،168 :7‬وح َّعفه الكنأين يف مصبأح الزّ جأجة ‪ ، 123 :2‬واهليثمي يف جممع الزَّ وائد ‪:4‬‬
‫‪.268‬‬
‫)‪ (1‬يف مصن ابن ع هيبة ‪ ، 481 :3‬وح َّعفه البيهقي يف سننه الكبري ‪.169 :7‬‬
‫)‪ (2‬يف مصنَّ عبد الرزاق ‪ ، 200 :7‬وإسنأده ال بأس به‪ .‬ينظر‪ :‬إعالء السنن ‪.40 :11‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)26‬وطء املرعة غري الزَّ وجة يوجب حرمة املصأهرة‬
‫دون دواعي الوطء‪.‬‬
‫‪ ، 229‬وغريه‪.‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬املصبأح‬
‫‪.65‬‬ ‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر‬
‫متفرقأت؛ ملأ روي عن عأئشة‬ ‫الشأفعي إىل ع َّن املُ ِّ‬
‫حرم هو ةس رحعأت مشبعأت ّ‬ ‫(‪ )6‬واهب َّ‬
‫عن عبأ حذيفة بن عتبة تبناى ساأمل ًأ‪َّ ،‬‬
‫وإن ساهلة بنات ساهيل كأمات حتات ع‬ ‫ريض اهلل عنهأ‪َّ ( :‬‬
‫حذيفة‪ ،‬فجأءت رسول اهلل ‪ ، ‬فقألت‪ :‬يأ رسول اهلل‪ ،‬إمأ كنأ مرى ساأمل ًأ ولاداً‪ ،‬وكاأن يادخل‬
‫عِّل وليس لنأ إال بيت واحد ‪ ،‬ف اا ترى يف هأمه؟ فقاأل رساول اهلل ‪ : ‬عرحاعيه‪ ،‬فأرحاعته‬
‫َّ‬
‫الرحاأعة) يف املساتدرك ‪ 177 :2‬قاأل‬
‫هبن وكا أن بمنْزلاة ولادهأ مان َّ‬
‫ةس رحعأت فحرم ّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪82‬‬
‫الرحااأع مااأ اار ُم ماان‬ ‫ِ‬
‫الر َضا َعة} [النسأء‪ ،]23 :‬وعموم قولااه ‪ ( :‬اار ُم ماان َّ‬ ‫َّ‬
‫ني ملَِ ْن أَ َرا َد أَ ْن‬ ‫ني ك ِ‬
‫َاملَ ْ ِ‬ ‫ات ني ْر ِض ْع َن أَ ْوال َد نه َّن َح ْولَ ْ ِ‬
‫النَّسب)( ‪ ،)1‬وقوله تعأىل‪َ { :‬والْ َوالِدَ ن‬
‫َلن نه َوفِ َص ا لن نه‬ ‫الر َضا َع َة} [البقرة‪ ،]233 :‬وال زيأدة بعد الت م‪ ،‬وقوله تعأىل‪َ { :‬و َ ْ‬ ‫نيت َّْ َّ‬
‫ِ‬

‫عقل مدّة احلماال س اتّة عهااهر؛ لقولااه‬ ‫َثال نثو َن َش ْهرا}[األحقأع‪ ،]15 :‬ومعلوم ع َّن ّ‬
‫تعأىل‪َ { :‬وفِ َصالن نه ِِف َعا َم ْني} [لق ن‪ ،]14 :‬وعن عِّل ‪( :‬ال رحأع بعد فصأل)( ‪.)2‬‬

‫باملص جرى عىل الغألب؛ أل َّن املرا َد وصول اللاابن إىل جوفااه ماان‬
‫والتعبري ّ‬
‫بالرضاع هْ‪:‬‬
‫فمه عو عمفه ( ‪ ،)3‬واملحرمون َّ‬
‫‪.1‬أصوله رضاعا وإن علو‪ :‬وهي األم رحأعأً‪ ،‬واألب رحأعأً ا وهااو َم ان‬
‫َ‬
‫مزل له اللبن بواسطته ا وعم األم‪ ،‬وعب األم‪ ،‬وعم األب‪ ،‬وعب األب وهكذا‪.‬‬
‫‪.2‬فروعه رضاعا وإن مزلوا‪ :‬كأالبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن االباان‪ ،‬وبناات االباان‪،‬‬
‫وابن البنت‪ ،‬وبنت البنت‪ ،‬فيحرم عىل األم رحااأعأً تاازوج عبنأئهااأ وعبنااأء عبنأئهااأ‬
‫رحأعأً‪.‬‬

‫احلأكم‪ :‬هذا حديث صحيح عىل رشط البخأري و خيرجأه‪ ،‬ويف صحيح ابن حبأن ‪،28 :10‬‬
‫واملنتقى ‪ ، 173 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 935 :2‬وصحيح مسلم‪ ، 1072 :2‬ولفظه‪ :‬عن ابان عباأس ‪،‬‬
‫الرحأع مأ رم من النَّساب‪ ،‬هاي بنات‬
‫قأل‪ :‬قأل النبي ‪ ‬يف بنت محزة‪( :‬ال حتل يل‪ ،‬رم من َّ‬
‫الرحأعة)‪ ،‬وصاحيح ابان حباأن ‪ ، 36 :10‬ومساند عي عواماة ‪ ، 115 :3‬وجاأمع‬
‫عخي من َّ‬
‫الرتمذي ‪ ، 452 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ،461 :7‬موقوف ًأ ومرفوع ًأ‪.‬‬
‫الرشمباللية ‪ ، 355 :1‬وجممع األَّنر ‪.375 :1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ُّ :‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪83‬‬
‫الرضاع وإن مزلوا‪ :‬وهم األخوة األهقأء رحااأعأً ا عبنااأء‬
‫‪.3‬فروع أبويه من َّ‬
‫األم واألب رحأعأً ا‪ ،‬واألخوة ألم ا عبنأء األم من غ اري األب ا‪ ،‬واألخااوة ألب ا‬
‫عبنأء األب من غري األم ا‪ ،‬وعبنأء هؤالء األخوة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪.4‬فروع أجداده رضاعا إذا امفصلوا بدرجة واحد ‪ :‬كعمته رحأعأً‪ ،‬وخألته‬
‫رحأعأً‪ ،‬وعمة عبيه‪ ،‬وع ّمة عمه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الرضاع وإن علو‪ :‬كأم زوجته رحأعأً‪ ،‬وعم عم زوجتااه‬
‫‪.5‬أصول زوجته من َّ‬
‫رحأعأً‪ ،‬وعم عب زوجته رحأعأً‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫الرضاع إن دلل هبا وإن مزلن‪ :‬كأبنة زوجتااه رحااأعأً‪،‬‬


‫‪.6‬فروع زوجته من َّ‬
‫وبنت ابن زوجته رحأعأً‪ ،‬وبنت بنت زوجته رحأعأً‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪.7‬زوجات أصوله رضاعا وإن علو‪ :‬كزوجة عبيااه رحااأعأً‪ ،‬وزوجااة ج ا ِّده‬
‫رحأعأً‪ ،‬وهكذا؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬وال تَنْكِ نحوا َما مَك ََح آ َباؤن نك ْْ ِم َن النِّ َ ـاءِ}[النسااأء‪:‬‬
‫‪.]22‬‬
‫‪.8‬زوجات فروعه رضاعا وإن مزلن‪ :‬كزوجة ابنه رحأعأً‪ ،‬وزوجة ابن ابنااه‬
‫رحأعأً‪ ،‬وزوجة ابن بنته رحأعأً‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تكملة فتح امللهم ‪.17 :1‬‬


‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين يف الا دة (‪:)27‬‬
‫الرحأع مأ رم من النسب‪.‬‬
‫ع ‪ -‬رم عىل التأبيد بسبب َّ‬
‫الرحأع املحرم‪ :‬هو مأ كأن يف العأمني األولني وعن يبل ةس رحعأت متفرقأت يارتك‬
‫ب ‪َّ -‬‬
‫الرحأعة يف كل منهأ من تلقأء مفسه دون عن يعود إليهأ قل مقدارهأ عو كثر‪.‬‬
‫الرحيع َّ‬
‫َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪84‬‬
‫بالرضاع هْ‪:‬‬
‫وامل تثنون من التَّحريْ َّ‬
‫بألرحأع كأحلرمااة بألنَّسااب‪ :‬الشااخص َّال اذي‬
‫إن ا َّلذي يكون عليه احلرمة َّ‬
‫رحع فحسب‪ ،‬عمأ عقربأئه مسبأً فال يدخلون يف احلرمااة َّ‬
‫بألرحااأع؛ ولااذلك مجااد‬
‫اختالفأً يف التَّحريم بني َّ‬
‫الرحأع والنَّسب؛ إا بألنَّسب ال يوجد هذا الفصل‪.‬‬

‫واألفراد الَّ ين توجد فيهْ احلرمة ب بب النَّ ب ومل توجد ِف َّ‬


‫الرضاع هْ‪:‬‬
‫الرحااأع لااه‬
‫‪.1‬أ ّم األخ رضاعا‪ ،‬ويشمل ثالث صور‪ :‬ع‪ .‬عن يكون له عخ من َّ‬
‫الرحااأع لااه ع ٌّم‬
‫الرحأع‪ ،‬و يرحع منهأ الك األخ‪ .‬ب‪ .‬عن يكون له عخ من َّ‬
‫عم من َّ‬
‫من النَّسب و يرحع منهأ‪ .‬ج‪ .‬عن يكون له عخ من النَّسب والااك األخ لااه ع ّم ماان‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ .2‬أ ّم األل رضاعا‪ ،‬وفيها الصور الثالثة ال َّ ابقة‪.‬‬

‫للرجل ابن من‬


‫االبن رضاعا‪ ،‬وهلا صور ثالث‪ :‬ع‪.‬عن يكون َّ‬ ‫‪ .3‬أل‬
‫الرحأع ترحع من زوجة هذا األب‪ .‬ب‪ .‬عن‬
‫الرحأع؛ ولذلك االبن عخت من َّ‬
‫َّ‬
‫الرحأع؛ ولذلك االب ُن عخت من النَّسب‪ .‬ج‪ .‬عن يكون له ابن من‬
‫يكون له ابن من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫النَّسب والبنه عخت من َّ‬
‫‪.4‬أل بنته رضاعا‪ ،‬وفيها الصور الثالثة ال َّ ابقة‪.‬‬

‫اهب اجلمهور احلنفية واملألكية وعمحد يف رواية عنه إىل عن قليل الرحأع وكثريه رم وإن كأن‬
‫مصة واحدة‪ ،‬واهب الشأفعية واحلنأبلاة يف القاول الصاحيح عنادهم إىل عن ماأ دون ةاس‬
‫رحعأت ال يؤثر يف التحريم‪ .‬ينظر‪ :‬املوسوعة الكويتية‪.244 :22‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪85‬‬
‫أل االبن رضاعا‪ ،‬وفيها الصور ال َّ ابقة‪.‬‬ ‫‪.5‬بن‬

‫أل البن رضاعا‪ ،‬وفيها الصور ال َّ ابقة‪.‬‬ ‫‪.6‬بن‬


‫الرحأع‬
‫‪.7‬جد ابنه رضاعا‪ ،‬وتشمل ثالث صور‪ :‬ع‪.‬عن يكون له ابن من َّ‬
‫الرحأع له جدة من النَّسب‪.‬‬
‫الرحأع‪ .‬ب‪ .‬عن يكون له ابن من َّ‬
‫واالبن له جدّة من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫ج‪ .‬عن يكون له ابن من النَّسب وله جدة من َّ‬
‫‪.8‬جدّ بنته رضاعا‪ ،‬وهلا الصور الثالثة ال َّ ابقة‪.‬‬

‫الرحااأع ا عي‬
‫‪.9‬أ ّم ع ّمه رضاعا‪ ،‬وفيها ثالث صور‪ :‬ع‪ .‬عن يكون له ع ّم ماان َّ‬
‫عخ ألبيه رحأعأً ا هقيقأً كأن عو ألب عو ألم‪ ،‬والك الع ّم له ع ّم ماان َّ‬
‫الرحااأع‪ .‬ب‪.‬‬
‫الرحأع والع ّم له ع ّم ماان النَّسااب‪.‬ج‪ .‬عن يكااون لااه ع ا ّم ماان‬
‫عن يكون له ع ٌّم من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫النَّسب‪ ،‬وللع ّم ع ّم من َّ‬
‫‪.10‬أ ّم الع ّمة رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة‪.‬‬

‫‪.11‬أ ّم اخلال رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة‪.‬‬

‫‪.12‬أ ّم اخلالة رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة‪.‬‬

‫‪.13‬ع ّمة ابنه رضاعا‪ ،‬وهلا ثالث صور‪ :‬ع‪ .‬عن يكون له ابن رحااأعأً‪ ،‬واالباان‬
‫له ع ّمة رحأعأً‪ .‬ب‪ .‬عن يكون له ابن من َّ‬
‫الرحأع وابنه له ع ّمة من النَّسااب‪ .‬ج‪ .‬عن‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫مسبي والبنه ع ّمة من َّ‬
‫ّ‬ ‫يكون له ابن‬

‫‪.14‬ع ّمة البن رضاعا‪ ،‬وهلا الصور الثالثة ال َّ ابقة‪.‬‬

‫‪.15‬بن ع ّمة ابنه رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة‪.‬‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪86‬‬
‫‪.16‬بن عمة بنته رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة‪.‬‬

‫‪.17‬أ ّم ابن ابنه رضاعا‪ ،‬وهلا ستة صور‪:‬‬

‫الرحأع‪.‬‬
‫الرحأع وله ع ّم من َّ‬
‫الرحأع‪ ،‬ولالبن ابن من َّ‬
‫ع‪ .‬عن يكون ابنه من َّ‬
‫الرحأع وله ع ّم من النَّسب‪.‬‬
‫الرحأع‪ ،‬ولالبن ابن من َّ‬
‫ب‪ .‬عن يكون ابنه من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫الرحأع‪ ،‬ولالبن ابن من النَّسب وله ع ّم من َّ‬
‫ج‪ .‬عن يكون ابنه من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫الرحأع‪ ،‬وله عم من َّ‬
‫د‪ .‬عن يكون ابنه من النَّسب‪ ،‬ولالبن ولد من َّ‬
‫الرحأع‪ ،‬وله عم من النَّسب‪.‬‬
‫ها‪ .‬ان يكون ابنه من النَّسب‪ ،‬ولالبن ولد من َّ‬
‫الرحأع‪.‬‬
‫و‪ .‬عن يكون ابنه من النَّ سب‪ ،‬ولالبن ولد من النَّسب‪ ،‬وله عم من َّ‬
‫ابنه رضاعا‪ ،‬وهلا الصور ال َّ ابقة( ‪.)1‬‬ ‫‪.18‬أم بن‬

‫الرضاع‪:‬‬
‫ومن أحكام َّ‬
‫تتعني األم إلرحأع ولدهأ وجترب عليه يف احلأالت اآلتية‪:‬‬
‫‪َّ .1‬‬
‫إاا كأن األب فقرياً ال جيد مأالً يستأجر بااه ماان تُرحااعه‪ ،‬وال مااأل للولااد‪،‬‬
‫فتجرب عىل اإلرحأع؛ ألجل حفظ حيأة الولد‪.‬‬

‫و إاا وجد مأل عند األب عو الولد و يوجد من ترحعه‪ ،‬فيلزمهأ إرحااأعه؛‬
‫إحيأء لنفسه‪.‬‬

‫‪،62-61‬‬ ‫الرشعية‬
‫‪ ، 61- 59‬واألحوال َّ‬ ‫الرشعية‬
‫)‪ (1‬وُتأم الكالم يف رشح األحكأم َّ‬
‫والدر املختأر ورد املحتأر ‪ ،408- 407 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪87‬‬
‫وإاا كأن الولد ال يقبل ثديأً غري ثدي عمه‪ ،‬فإ َّن األم يلزمهأ إرحأعه؛ حمأفظ ًة‬
‫عىل حيأته‪ ،‬وهذا إاا يمكن اسااتغنأؤه باابعض األرعمااة باادون عن يلحقااه رضر‬
‫صاال للولااد رضر فااال يلزمهااأ‬ ‫بسااب ب غذائااه بتلااك األهاايأء‪ ،‬فااإن عمكاان و‬
‫اإلرحأع ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫وإاا عبت األم عن ترحع ولدهأ يف األحوال التي ال يتعا ّاني عليهااأ إرحااأعه‪،‬‬
‫فعىل األب عن يستأجر مرحع ًة ترحعه عندهأ؛ لتتعهده وتقوم بمصأحله ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫تستحق األم األُجرة عىل إرحأعهأ إن كأماات الزَّ وجي ا ُة غااري قأئما ٍ‬
‫اة؛ ب اأن‬ ‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫امتهأء الع ّدة؛ أل َّن النِّكأح قد زال‬ ‫حصل الطَّالق البأئن سواء كأمت يف ع َّدته عو بعد‬
‫احلق بمطألبته بأألُجرة‪ ،‬قأل تعأىل‪َ { :‬ف ـإ ْن أَ ْر َض ـ ْع َن لَ نك ـ ْْ‬
‫فأُحلقت بأألجأمب‪ ،‬فلهأ ُّ‬
‫تستحق األُجرة عااىل إرحااأعهأ حااأل قيااأم‬ ‫ّ‬ ‫أجو َر نه ّن}[الطالق‪ ،]6 :‬وال‬ ‫َفآت َّ‬
‫نوهن ن‬
‫الرجعااي‪ ،‬ولاايس هلااأ احلا ّاق بأملطألبااة بااأألُجرة؛ أل َّن‬ ‫الزَّ وجية عو يف ع ّدة َّ‬
‫الط االق َّ‬
‫الواجب رزقهأ‪ ،‬وهو واجب عليه لقيأم الزَّ وجيّة‪ ،‬فلو عخذت ُعجر ًة عىل اإلرحأع‬
‫لكأن هلأ رزقأن‪ ،‬مع ع َّن اهلل ‪ ‬عوجب عليه رزقأً واحداً‪ ،‬قأل ‪َ { :‬و َع َىل املَْ ْو نل ـودِ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحوال الرشعية ‪ ، 45 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)166‬تتعا ااني األم إلرحااأع ولا اادهأ وجتاارب عا ااىل‬
‫رب عاااة عو إاا‬
‫الااك إاا يكاان للولااد وال ألبيااه مااأل يسااتأجر بااه مرحعاااة و توجااد مت ّ‬
‫لام جياد األب َم ن ترحعاه غيار عُ ِّماه عو إاا كاأن ال ياقبل غريهأ إلرحأعه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬األحوال الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 46 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يف القا ااأمون األردين يف الا ااا دة (‪ :)167‬إاا عبا اات األم إرحا ااأع ابنها ااأ يف األحا ااوال‬
‫التي ال يتعني عليهأ إرحأعه فعاىل األب عن يستأجر مرحعة ترحعه عندهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪88‬‬
‫لَ نه ِر ْز نق نه َّن َوكِ َو نهت َّن بِاملَْ ْعر ِ‬
‫وف} [البقرة‪ ،]233 :‬بخااالع مااأ إاا عرحااعت ولااد‬ ‫ن‬ ‫ْ ن‬
‫زوجهأ من غريهأ فلهأ األجرة عىل الك؛ ألمَّه عجنبي بألنِّساابة إليهااأ‪ ،‬فهااو كأخااذ‬
‫األجرة عىل إرحأع ولد لغري زوجهأ‪ ،‬وإن كأن الزَّ وج ينفق عليهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪.3‬إ َّن األم ّ‬


‫عحق بإرحأع ولدهأ بعد العدَّة ومق ّدمة عىل األجنبية مأ تطلااب‬
‫زيأدة عىل مأ تطلبه األجنبية؛ أل َّن فيه تقديم غري األم وهذا إرضار هبااأ‪ ،‬ويف حألااة‬
‫عدم رلبهأ زيأدة ال يضأ ّر األب‪.‬‬
‫ربعة؛ بأن رحيت بإرحأعه جمأمأً‪ ،‬عو ّ‬
‫بأقل ممأ تطلبااه‬ ‫عمأ إن وجدت عجنبية مت ّ‬
‫األ ّم‪ ،‬وإن كأمت األم تطل ب عجرة املثل والااذي تطلبااه األجنبيااة دون الااك‪ ،‬فااإ َّن‬
‫الرحيع‪ ،‬وقد عمكن احلصول عليه بدون مش ا ّقة‬
‫عحق؛ أل َّن املقصود غذاء َّ‬
‫األجنب ّية ّ‬
‫عىل األب‪ ،‬فيكون يف تقديم األ ّم عىل األجنبية إرضار بأألب‪ ،‬قأل تعأىل‪{ :‬ال ت َنضا َّر‬
‫َوالِدَ ٌ ِب َو َل ِد َها َوال َم ْو نلو ٌد َل نه ِب َو َل ِدهِ}[البقرة‪ ،]233 :‬لكن ال تضااأ ّر الوالاادة بأخااذ‬
‫الولد منهأ‪ ،‬بل ترحعه عندهأ ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم الرشعية ‪ ، 47- 46 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬جا ااأء يف القا ااأمون األردين يف الا ااا دة (‪ :)168‬ال تسا ااتحق عم الصا ااغري حا ااأل قيا ااأم‬
‫الزوجيااة عو يف عاادة الطااالق الرجعااي عجااارة عاااىل إرحااأع ولاادهأ وتسااتحقهأ يف عاادة‬
‫الطالق البأئن وبعدهأ‪.‬‬
‫الشخصية ‪ ، 48 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 47 :2‬واألحوال َّ‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫عحااق بإرحااأع ولاادهأ ومقدَّ مااة‬
‫ُّ‬ ‫)‪ (4‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)169‬األ ّم‬
‫املكلا بنفقتاه ماأ تطلاب عُجارة عكثار ففاي‬ ‫عىل غريهأ باأجرة املثال املتنأسابة ماع حاأل َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪89‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬احلرمة املة ّقتة‪:‬‬
‫السبب‬
‫وهي مأ كأن سبب احلرمة فيهأ قأبل للزَّ وال‪ ،‬فأحلرمة ثأبتة مأ دام َّ‬
‫فإَّنأ حترم مأ‬ ‫موجوداً‪ ،‬فإن زال زالت احلرمة‪ ،‬وثبت ّ‬
‫احلل‪ :‬كزوجة الغري مثالً‪َّ ،‬‬
‫دامت هذه الزَّ وجية قأئم ًة فإن زالت الزَّ وجية زالت احلرمة بعد امقضأء العدَّة‪،‬‬
‫وثبت احلل‪ ،‬وهي أمواع( ‪:)1‬‬

‫‪.1‬حرمة اجلمع بني املحارم‪:‬‬

‫والقأعدة يف الك‪ :‬أ َّن كل امرأتني أ ّيتنهام نف ِر َض نم َ كَّرا َح نر َم ْ األلرى‬


‫عليه؛ والك بأن تكون إحدامهأ يف عصمته عو تنته عدّهتأ( ‪)2‬؛ لقوله ‪َ { :‬و َأ ْن‬

‫باااألنَّفقة‪ ،‬وتفااارض األجاارة ماان تااأريخ اإلرحااأع إىل‬ ‫يضاااأر َّ‬


‫املكلاا‬ ‫ّ‬ ‫هااذه احلألااة ال‬
‫إك ل الولد سنتني إن يفطم قبل الك‪.‬‬
‫)‪ (1‬جأء يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)28‬رم بصورة مؤقتة مأ يِّل‪:‬ع ‪ -‬زواج املسلم بأمرعة‬
‫غري كتأبية‪ .‬ب ‪ -‬زواج املسلمة بغري املسلم‪ .‬ج ‪ -‬زواج املرتد عن اإلسالم عو املرتدة ولو كاأن‬
‫الطَّرع اآلخر غري مسلم‪ .‬د ‪ -‬زوجة الغري عو معتدته‪ .‬ها ‪ -‬اجلمع ولاو يف العادَّة مان راالق‬
‫رجعي بني امرعتني لو فرحت عي منه اكراً حلرم عليه التَّزوج بأألخرى‪ .‬و ‪ -‬اجلمع بني عكثر‬
‫الرجل امرعة رلقت منه رالق ًأ بأئن ًأ‬
‫من عربع زوجأت عو معتدّ ات من رالق رجعي‪ .‬ز ‪ -‬تزوج َّ‬
‫بينومة كربى إال بعد امقضأء عدهتأ من زوج آخر دخل هبأ دخاوالً حقيقيا ًأ يف زواج صاحيح‪.‬‬
‫ح ‪ -‬الزَّ واج ممن العنهأ إال إاا عكذب مفسه وحتقق القأيض من الك‪.‬‬
‫)‪ (2‬وعدلّة عدم حل الزَّ واج حتى تنتهي العدَّة مذكورة يف إعالء ُّ‬
‫السانن ‪- 66 ،49- 47 :11‬‬
‫عن ابن عبأس ‪ ‬قأل‪( :‬ال يتزوج خأمس ًأ حتى تنقما عادّة التاي رلاق حاأمالً‬
‫‪ ، 68‬ومنهأ‪َّ :‬‬
‫كأمت عو غري حأمل‪ ،‬وكذلك يف األختني)‪ ،‬رواه حممد يف احلجج‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪90‬‬
‫ني ْاألنلْ ت ْ ِ‬
‫َني}‪ ،‬ولقوله ‪( :‬ال تنكح املرعة عىل ع ّمتهأ وال عىل خألتهأ)( ‪،)1‬‬ ‫َ َْت َم نعوا َب ْ َ‬
‫وعن ع هريرة ‪ ‬ع َّن رسول اهلل ‪َّ( :‬نى عن تنكح املرعة عىل ع ّمتهأ‪ ،‬عو الع ّمة‬
‫عىل ابنة عخيهأ‪ ،‬عو املرعة عىل خألتهأ‪ ،‬عو اخلألة عىل بنت عختهأ)( ‪ ،)2‬ويف رواية‬
‫زيأدة‪( :‬فإمَّكم إاا فعلتم الك قطعتم عرحأمكم)( ‪ :)3‬عي يف اجلمع بني اوايت حمرم‬
‫الرحم؛ أل َّن ُّ‬
‫الَّضتني تتنأزعأن وختتلفأن‪ ،‬ال تأتلفأن‪ ،‬هذا‬ ‫النِّكأح سبب لقطيعة َّ‬
‫الرحم‪ ،‬وعمَّه حرام‪ ،‬والنِّكأح‬
‫عمر معلوم بألعرع والعأدة‪ ،‬والك يفم إىل قطع َّ‬
‫سبب‪ ،‬ف يحرم حتى ال يؤدي إليه( ‪.)4‬‬

‫فإاا ق َّدرمأ املرعة ُم َذكَّراً حرمت عليه ع ّمته‪ ،‬ولو ق َّدرمأ الع ّمة ُم َذكَّراً َح ُر َم‬
‫تزوج بنت عخيه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫عليه ّ‬
‫وينشأ عن األصل الذي عرفتَه حرم ُة اجلمع بني الع ّمتني عو اخلألتني؛ ألمَّه‬
‫يتزو َج ٌّ‬
‫كل من‬ ‫إاا فرحت واحدة منه ُم َذكَّراً َح ُر َمت األخرى عليه‪ ،‬والك عن َّ‬
‫لكل منه بنت فتكون ّ‬
‫كل من البنتني ع ّمة لألخرى‪ ،‬وإن‬ ‫الرجلني ع ّم اآلخر فيولد ٍّ‬
‫َّ‬
‫تزوجت كل من امرعتني عب األخرى‪ ،‬فيولد لكل منه بنت‪ ،‬فتكون كل من‬
‫البنتني خألة لألخرى‪.‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1965 :5‬وصحيح مسلم ‪ ، 1029 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف جأمع الرتمذي ‪ 433 :3‬وقأل‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬وسنن ع داود ‪.224 :2‬‬
‫الراية ‪.169 :3‬‬
‫)‪ (3‬يف املعجم الكبري ‪ . 337 :13‬وينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪.262 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪91‬‬
‫ورشط يف القأعدة‪ :‬أ ّيتنهام نف ِر َض ْ نم َ كَّرا َح نر َم عليه األلرى؛ ألمَّه لو جأز‬
‫تز ُّو ُج إحدامهأ عىل تقدير مثل املرعة وبنت زوجهأ عو امرعة ابنهأ‪ ،‬فإمَّه جيوز اجلمع‬
‫بينه ‪ ،‬فلو فُ أر َحت بنت الزَّ وج ُم َذكَّراً بأن كأن ابن الزَّ وج جيز له عن َّ‬
‫يتزوج هبأ؛‬
‫ألَّنأ‬ ‫ألَّنأ زوجة عبيه‪ ،‬ولو فرحت املرعة ُم َذكَّراً جلأز له عن ّ‬
‫يتزوج ببنت الزَّ وج؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫عِّل ‪ ‬وليىل‬
‫ب نت رجل عجنبي‪ ،‬وقد مجع عبد اهلل بن جعفر ‪ ‬بني عم كلثوم ابنة ّ‬
‫عِّل ‪.)1 (‬‬
‫بنت مسعود امرعة ّ‬
‫‪.2‬حرمة اجلمع بني األجنبيات زياد عىل أربع‪:‬‬

‫للرجل عن جيمع يف عصمته من املحلّالت مأ هأء من العدد‪ ،‬بل‬ ‫ال جيوز َّ‬
‫يقترص عىل عربع مسوةٍ يف عصمته‪ ،‬فإن رلَّ َق األربع فال جيوز له عن َّ‬
‫يتزوج امرعة‬
‫يتزوج‬
‫الكل جأز له عن َّ‬‫قبل امقضأء عدهت ّن من رجعي عو بأئن( ‪ ،)2‬فإن امقضت عدّة ّ‬
‫عربع‪ ،‬وإن رلق واحدة جأز له عن يتزوج واحدة‪ ،‬وهكذا؛ لقوله ‪َ { :‬فامْكِ نحوا‬
‫ص عىل العدد يمنع‬ ‫اب لَ نك ْْ ِم َن النِّ َ اءِ َمثْنَى َوثن َ‬
‫الث َو نربَا َع}[النسأء‪ ،]3 :‬والنَّ ّ‬ ‫َما طَ َ‬
‫الزِّ يأدة عليه‪ ،‬واستعملت الواو فيهأ مكأن عو‪ ،‬فهي عىل التخيري بني مكأح االثنني‬
‫والثالث واألربع‪ ،‬كأمَّه قأل‪ :‬مثنى عو ثالث عو ربأع( ‪ ،)3‬وأل َّن غيالن بن سلمة‬
‫الثقفي ‪ ‬عسلم وحتته عرشة مسوة‪ ،‬فقأل له النَّبي ‪( :‬عمسك عربعأً وفأرق‬

‫)‪ (1‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1963 :5‬وينظر‪ :‬إعالء السنن ‪.39 :11‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ .‬ينظر‪ :‬املوسوعة الكويتية‪ ، 225 :36‬وهذا مأ عخذ به القأمون ك سبق‪.‬‬


‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪.266 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪92‬‬
‫سأئرهن)( ‪ ،)1‬وأل َّن قيس بن احلأرث ‪ ‬قأل‪ :‬عسلمت وعندي ث ن مسوة‪ ،‬فأتيت‬
‫النَّبي ‪ ‬فقلت الك له‪ ،‬فقأل‪( :‬اخرت منهن عربعأً)( ‪.)2‬‬

‫‪.3‬عدم الدِّ ين ال َّ اموي‪:‬‬

‫بنبي وال تؤمن‬


‫تقر ٍّ‬
‫يتزو َج غري الكتابية‪ :‬وهي التي ال ّ‬
‫ال جيوز للم لْ أن َّ‬
‫بكتأب ُمنْزَ ل‪ ،‬كألوثنية‪ :‬وهي التي تعبد الصنم‪ ،‬وامل جوسية‪ :‬وهي التي تعبد النأر؛‬
‫َات َحتَّى ني ْة ِم َّن َو َألَ َم ٌة نم ْة ِمنَ ٌة لَ ْ ٌري ِم ْن نم ْ ِ‬
‫رشكَة َولَ ْو‬ ‫رشك ِ‬
‫لقوله ‪َ { :‬وال تَنْكِ نحوا املْن ْ ِ‬

‫أَ ْع َج َبتْ نك ْْ} [البقرة‪ ،]221 :‬وعن احلسن بن حممد بن ّ‬


‫عِّل ‪ ،‬قأل‪( :‬كتب رسول‬
‫اهلل ‪ ‬إىل جموس هجر يدعوهم إىل اإلسالم‪ ،‬ف َمن عسلم قُبل منه احلق‪ ،‬ومن عبى‬
‫كتب عليه اجلزية‪ ،‬وال تؤكل هلم ابيحة‪ ،‬وال تنكح منهم امرعة)( ‪ ،)3‬وأل ّن ازدواج‬
‫السكن واملودة‬
‫الكأفرة واملخألطة معهأ مع قيأم العداوة ال ِّدينية ال صل معه َّ‬
‫ا َّلذي هو قوام مقأصد النِّكأح ( ‪.)4‬‬
‫يتزوج الكتايبّّ ‪ :‬وهي التي تعتقد دينأً س ويأً‪ ،‬وهلأ كتأب‬
‫وجيوز للم لْ أن َّ‬
‫ُمنْزَ ل‪ :‬كصح أ إبراهيم ‪ ‬وهيث ‪ ‬وزبور داود ‪ ‬والتوراة ملوسى ‪‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح ابن حبأن‪ ، 465 :9‬وجأمع الرتمذي ‪ ،435 :3‬واملستدرك ‪210- 209 :2‬‬
‫)‪ (2‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 628 :1‬وسنن سعيد بن منصور ‪ ، 46 :2‬وسنن الدَّ ارقطني‪.270 :3‬‬
‫)‪ (3‬يف مصن عبد الرزاق ‪ ، 326 :10 ،69 :6‬قأل ابن القطأن‪ :‬هذا مرسل ومع إرسأله ففيه‬
‫قيس بن مسلم وهو ابن الربيع وقد اختل فيه‪ ،‬وهو ممن سأء حفظه بألقضأء‪ .‬وقريب مناه يف‬
‫ربقأت ابن سعد‪ .‬ينظر‪ :‬مصب الراية ‪.170 :3‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.270 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪93‬‬
‫ات َو َط َعا نم ا َّل ِ َ‬
‫ين أنوتنوا‬ ‫واإلمجيل لعيسى ‪‬؛ لقوله ‪{ :‬الْ َي ْو َم أن ِح َّل َل نك نْ ال َّط ِّي َب ن‬
‫َات ِم َن‬
‫َات َواملْن ْح َصن ن‬ ‫َات ِم َن املْن ْة ِمن ِ‬‫َاب ِح ٌّل لَ نك ْْ َوطَ َعا نم نك ْْ ِح ٌّل َنهل ْْ َواملْن ْح َصن ن‬
‫الْكِت َ‬
‫وعحل لكم املحصنأت من ا َّلذين‬ ‫َّ‬ ‫َاب ِم ْن َق ْبلِ نك ْْ}[املأئدة‪ :]5 :‬عي‬ ‫ين أنوتنوا الْكِت َ‬‫الَّ ِ َ‬
‫عوتوا الكتأب من قبلكم‪.‬‬

‫تقر بدي ٍن س وي فإمَّه‬


‫وأما الصابئة‪ ،‬قيل‪ :‬إ ََّّنأ من تعبد النُّجوم‪ ،‬فإن كأمت َّ‬
‫جيوز الزَّ واج منهأ‪.‬‬
‫الرجل فال جيوز تزوجيه من م لمة إال إذا كان م لام؛ لقوله ‪َ { :‬وال‬ ‫وأما َّ‬
‫ني َحتَّى ني ْة ِمننوا}[البقرة‪ ،]221 :‬وأل َّن يف إمكأح املؤمنة الكأفر‬ ‫رشكِ َ‬ ‫تننْكِ نحوا املْن ْ ِ‬
‫خوع وقوع املؤمنة يف الكفر؛ أل َّن الزَّ وج يدعوهأ إىل دينه وال نِّسأء يف العأدة يتبعن‬
‫ال ِّرجأل في ُيؤْ ثأروا من األفعأل‪ ،‬ويقلِّدوَّنم يف دينهم( ‪.)1‬‬

‫‪.4‬التَّطليق ثالثا‪:‬‬
‫متفرقا‪ ،‬فال ّ‬
‫حيل له‬ ‫مر واحد أو ّ‬ ‫إن ط َّل َقها ثالثا سواء كان وقو نع الثالث ّ‬
‫َّزوج هبا إال إذا امقض عدّ هتا منه وتزوج بغريه و َدلَ َل هبا هذا الغري دخوالً‬ ‫الت ّ‬
‫ت الفرق ُة بينه بأي سبب كأن سواء كأن بأل َّطالق عو بأملوت‬ ‫وح َصلَ ْ‬
‫حقيقيأً َ‬
‫وامقضت عدّهتأ من هذه الفرقة( ‪)2‬؛ لقوله ‪َ { :‬فإِ ْن طَلَّ َق َها َفال َحتِل لَ نه ِم ْن َب ْعدن َحتَّى‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 271 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫الرجل امرعة رلقت منه‬
‫)‪ (2‬عد القأمون األردين املأدة (‪ )28‬ممأ رم بصورة مؤقتة‪ :‬ز ‪ -‬تزوج َّ‬
‫رالق ًأ بأئن ًأ بينومة كربى إال بعد امقضأء عدهتأ من زوج آخر دخل هب أ دخوالً حقيقيا ًأ يف زواج‬
‫صحيح‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪94‬‬
‫َري نه}( ‪[)1‬البقرة‪ ،]230 :‬وعن عأئشة ريض اهلل عنهأ‪ :‬جأءت امرعة‬ ‫ِ‬
‫تَنْك َح َز ْوجا غ ْ َ‬
‫فأبت رالقي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫رفأعة القرظي النَّبي ‪ ،‬فقألت‪ :‬كنت عند رفأعة فطلقني‬
‫الرمحن بن الزبري إمَّ معه مثل ُهدْبة الثوب‪ ،‬فقأل‪( :‬عتريدين عن‬
‫جت عبد َّ‬
‫فتزو ُ‬
‫َّ‬
‫ترجعي إىل رفأعة‪ ،‬ال حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك)( ‪.)2‬‬
‫‪.5‬تعلّق ّ‬
‫حق غريه بزواج أو عدّ ‪:‬‬
‫يتزو َج امرأ غريه‪ ،‬سواء كان زوجها م لام أو غري‬ ‫الرجل أن ّ‬ ‫حير نم عىل َّ‬
‫َات ِم َن النِّ َ اءِ}[النسأء‪ ،]24 :‬وهن اوات‬ ‫م لْ؛ لقوله ‪َ { :‬واملْن ْح َصن ن‬
‫األزواج( ‪ ،)3‬وحفظ ًأ لألمسأب إاا عأرشهأ الزَّ وجأن فال يعرع ملن الولد‪.‬‬
‫يتزو َج معتد غريه سواء كام معتدّ باحليض أو األشهر أو‬
‫وال جيوز له أن َّ‬
‫احلمل؛ لطالق أو وف ا أو فرقة من مكاح فاسد أو وطء بشبهة‪ ،‬ك َمن ُزفَّت له‬
‫وتبني ع ََّّنأ ليست زوجته؛ لقوله ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫امرعة‪ ،‬وقيل له ‪ :‬هي زوجتك‪ ،‬فدخل هبأ‬
‫َّتبَّ ْص َن بِوَمْ نف ِ ِه َّن ثَالثَ َة نق نروء}[البقرة‪]228 :‬؛ وقوله ‪َ { :‬والَّ ِ ي َن‬ ‫{ َواملْنطَلَّ َق ن‬
‫ات َي َ َ‬
‫َّت َّب ْص َن ِبوَمْ نف ِ ِه َّن َأ ْر َب َع َة َأ ْش نهر َو َع ْرشا}[البقرة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫نيت ََو َّف ْو َن منْ نك ْْ َو َي َ نرو َن َأ ْز َواجا َي َ َ‬
‫الرحم‪ ،‬فمن اجلأئز عن تكون حأمالً‪ ،‬واحلمل‬ ‫‪]234‬؛ وأل َّن بألعدَّة ُّ‬
‫تعرع براءة َّ‬
‫تزوجهأ وعتت بولد فال يدري عهو من األول عو الثأين‬
‫غري معروع‪ ،‬فلو جأز ّ‬
‫فتختلط األمسأب( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)230‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري‪ ، 933 :2‬واللفظ له‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ، 1056 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪.268 :2‬‬
‫)‪ (4‬عد القأمون األردين ممأ رم بصورة مؤقتة يف املأدة (‪ :)28‬د ‪ -‬زوجة الغري عو معتدته‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪95‬‬
‫وج حتى تَلِدَ ‪ ،‬إال إذا‬
‫تزوجها‪ ،‬وال يواقعها ال َّز ن‬
‫و أما احلامل من الزِّما فيجوز ّ‬
‫تزو َجها هو الَّ ي زمى هبا ف يجوز له وقاعها‪ ،‬وال َتب هلا النَّفقة هلا إن‬
‫كان الَّ ي َّ‬
‫تزوج هبا غري الزاين( ‪)1‬؛ لعدم التَّمكّن من الوطء‪ ،‬ففأت االحتبأس‪ ،‬وامتنأع الوطء‬
‫كي ال يسقي مأؤه زر َع غريه‪ ،‬قأل ‪( :‬ال ل المرئ يؤمن بأهلل واليوم اآلخر عن‬
‫يسقي مأؤه زرع غريه) ( ‪.)2‬‬
‫‪.6‬اخلنثى املشكل مطلقا‪:‬‬
‫الرجأل والنِّسأء‪ ,‬عو عري عنه مجيعأً( ‪ ،)3‬فال جيوز‬
‫اخلنثى املشكل‪َ :‬من له آلة ِّ‬
‫زواج اخلنثى املشكل من رجل عو امرعة‪ ،‬وال جيوز عن يتزوج خنثى من خنثى آخر‬
‫حتى يظهر حأل اخلنثى اكر عو عمثى( ‪.)4‬‬
‫‪.7‬حصول اللعان بني ال َّزوجني‪:‬‬
‫الرجل‬ ‫فإمَّه رم ٌّ‬
‫كل منهم عىل اآلخر إاا ت َّم اللعأن بينه حتى يكذب َّ‬
‫مفسه بأَّنأ تز َن( ‪.)5‬‬

‫)‪ (1‬هذا قول ع حنيفة ‪ ‬وحممد ‪ ، ‬وقأل عبو يوس ومألك وعمحد بن حنبل وزفر ‪ :‬ال‬
‫َ‬
‫احلمل حمرتم لذاته ال لصاأحب املاأء‪ .‬ينظار‪:‬‬ ‫تزوج احلبىل من الزِّ مأ بغري الزاين؛ َّ‬
‫ألن هذا‬ ‫جيوز ّ‬
‫الرشعية ‪ ، 53 :1‬والنكت ‪ ، 61‬والبدائع ‪.269 :2‬‬ ‫رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬يف سنن ع داود ‪ ، 248 :2‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 449 :7‬ومصن ابان ع هايبة ‪:4‬‬
‫‪ ، 28‬ومسند عمحد ‪ ، 108 :4‬واملعجم الكبري ‪ ، 26 :5‬وغريهأ‪ ،‬قأل الرتماذي‪ :‬حسان‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫خالصة البدر املنري ‪.239 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 329 :7‬والدر املختأر ‪ ، 727 :6‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 218- 217 :6‬والبحر ‪ ، 82 :3‬والدر املختأر ‪ ، 259 :2‬ورد املحتأر ‪:2‬‬
‫‪.259‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪.588- 587 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪96‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫الوالية ِف الزَّواج‬
‫أوال‪ :‬تعريف الوالية ورشوطها‪:‬‬
‫الوالية لغ ًة‪ :‬النّرصة( ‪ ،)1‬ويف االصطالح‪ّ :‬‬
‫حق تنفي القول عىل الغري ريض أو‬ ‫َ‬
‫مل يرض( ‪.)2‬‬
‫ٍ‬
‫صغري؛‬ ‫ٍ‬
‫ملجنون وال‬ ‫الو ّيل‪ :‬البلوغ والعقل واإلسالم( ‪ ،)3‬فال والية‬
‫ويشَّتط ِف َ‬
‫أل َّن الوالي َة املتعدية فر ُع عن الوالية القأرصة‪ ،‬ف َم ن ال والية له عىل مفسه فأوىل عن‬
‫ال تكون له والية عىل غريه‪ ،‬وأل َّن هذه الوالية مظرية ا عي مصلحة ا‪ ،‬وال مظر يف‬
‫التَّفويض إىل هؤالء؛ لعجز ٍّ‬
‫كل منهم عن حتصيل الك ء يف النِّكأح‪.‬‬
‫وع ّمأ اإلسالم فهو رشط إاا كأن َمن يراد تزوجيه مسل ً‪ ،‬سواء كأن مذكراً عو‬
‫الوالية يف الزَّ واج واملأل عىل غري مسلم مثله؛‬‫مؤمثأً‪ ،‬بخالع غري املسلم فإ َّن له َ‬
‫ين َك َف نروا بَ ْع نض نه ْْ أَ ْولِيَا نء بَ ْعض}(‪ ،)4‬فلو كأن ثالثة عخوة عحدهم‬
‫لقوله ‪َ { :‬والَّ ِ َ‬

‫‪ ، 65‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬


‫‪ ، 58‬وغريمهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 117 :3‬والتنوير‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 55 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬األمفأل‪.73 :‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪97‬‬
‫مسلم واآلخران غري مسلمني وعحدمهأ صغري‪ ،‬فألوالية عىل مفسه ومأله ألخيه‬
‫الصغري مسل ً‪ ،‬فألوالية ألخيه املسلم ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫ُ‬ ‫غري املسلم‪ ،‬ولو كأن‬

‫ثاميا‪ :‬ترتيب الوالية‪:‬‬


‫إذا استوى وليّان ِف القرب؛ كأخوين مثالً‪ٌّ ،‬‬
‫وكل منه مستوع لرشوط‬
‫الوالية‪ ،‬فوُّيام َّ‬
‫توىل ال َّزواج جاز هذا العقد‪ ،‬سواء عجأزه اآلخر عو جيزه‪ ،‬فإن‬
‫السأبق عو وقعأ معأً بطال؛ لعدم‬
‫فألصحة لألسبق‪ ،‬فإن يعلم َّ‬
‫ِّ‬ ‫كل منه‬‫زوجهأ ٌّ‬ ‫َّ‬
‫ا َ‬
‫أل ْولو ّية ( ‪.)3‬‬

‫وزوجت هي مفسهأ من آخر‪،‬‬ ‫زوجهأ عبوهأ وهي بكر بألغة بأمرهأ‪َّ ،‬‬ ‫فلو َّ‬
‫عقرت بملك النِّكأح له عىل‬ ‫ألَّنأ َّ‬ ‫ُ‬
‫فألقول قوهلأ بأمه الزَّ وج؛ َّ‬ ‫فأهي قألت‪ :‬هو األَ َّول‪،‬‬
‫ُّ‬
‫األول‪ ،‬وال ُي ْع َل ُم من‬
‫حجة تأ ّمة عليهأ‪ ،‬وإن قألت‪ :‬ال عدري َّ‬ ‫مفسهأ وإقرارهأ ّ‬
‫غريهأ‪ ،‬فُ ِّر َق بينهأ وبينه ؛ لعدم َع ْولو ّية واحد منه عىل اآلخر‪ ،‬فلو قدَّمنأ واحداً‬
‫زو َجهأ ول ّيأن بأمرهأ‪.‬‬
‫مرجح‪ ،‬ومثل هذا إاا َّ‬
‫الرتجيح بال ِّ‬
‫منه لزم َّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 312 :2‬ورد املحتأر ‪ ،312 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬مص القأمون األردين عىل هذه الرشوط يف املأدة (‪ :)15‬يشرتط يف الويل عن يكاون عاأقالً‬
‫راهداً وعن يكون مسل ً إاا كأمت املخطوبة مسلمة‪.‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين يف املأدة (‪ :)16‬رحأ عحاد األولياأء بأخلأراب يساقط اعارتاض‬
‫اآلخرين إاا كأموا متسأوين يف الدَّر جة‪ ،‬ورحأ الويل األبعد عند غيأب الويل األقارب يساقط‬
‫اعرتاض الويل الغأئب‪ ،‬ورحأء الويل داللة كرحأه رصاحة‪ .‬وُتأم رشح املأدة عند الكالم عن‬
‫الغأئب‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪98‬‬
‫زوجهأ األبعد ال‬
‫وإذا التلف ول َّيان ِف القرب؛ فإمَّه يقدَّ م األقرب‪ ،‬حتى إاا َّ‬
‫ينفذ الزَّ واج مأ يرض الويل القريب رصاح ًة عو داللة‪ ،‬فسكوته ال يعترب إجأزة‬
‫يدل قطعيأً عىل ِّ‬
‫الرحأ؛ إا تمل عن‬ ‫هلذا العقد‪ ،‬ولو كأن حأرضاً جملسه؛ ألمَّه ال ّ‬
‫يكون لعدم املبأالة هبذا العمل الذي صدر من غري والية معتربة‪ ،‬وترتيب األولياء‬
‫ِف القرب كاآل ‪:‬‬

‫‪.1‬العاصب( ‪ )1‬بنف ه( ‪ )2‬عىل ترتيب اإلرث واحلجب؛ ألمَّه برتتيب اإلرث‬


‫وحده ال يقدم االبن عىل األب‪ ،‬بل يقدم األب بأن يأخذ فرحه عوالً‪ ،‬ثم يأخذ‬
‫االبن مأ بقي منه‪ ،‬وعمأ مع ترتيب احلجب ُيق َّدم االبن عىل األب؛ ألمّه جبه‬
‫حجب مقصأن( ‪ ،)3‬والعاصب بنف ه ينحرص ِف أربع جهات‪:‬‬
‫البنوة وتشمل‪ :‬االبن وابن االب ن وإن مزل‪ ،‬فإاا اجتمع ابن املجنومة‬
‫ع‪َّ .‬‬
‫وعبوهأ قُ ِّد َم ابنُهأ‪ ،‬ومثلهأ املجنون‪.‬‬
‫األبوة وتشمل‪ :‬األب واجل ّد الصحيح‪ :‬وهو عبو األب وإن عال‪.‬‬
‫ب‪َّ .‬‬
‫األخوة وتشمل‪ :‬األخ الشقيق‪ ،‬واألخ ألب‪ ،‬وابن األخ الشقيق‪ ،‬وابن‬
‫َّ‬ ‫ج‪.‬‬
‫األخ ألب وإن مزل كل منه ‪.‬‬

‫)‪ (1‬العصبة بنفسه‪ :‬وهو من يتصل بأمليت بال توساط عمثاى‪ .‬ينظار‪ :‬الادر املختاأر ‪،311 :2‬‬
‫وجممع األَّنر ‪ ، 337 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬خرج به العصبة بألغري‪ :‬كألبنت تصري عصبة بأالبن‪ ،‬وكذا العصبة مع الغري‪ :‬كاأألخوات‬
‫مع البنأت ‪ ,‬واملراد خروجه من رتبة التَّقديم‪ ،‬وإال فله والية يف اجلملة‪ .‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪:2‬‬
‫‪ ، 311‬ودرر احلكأم ‪ ، 338 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪ ، 337 :1‬وفتح بأب العنأية ‪.39 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪99‬‬
‫د‪.‬العمومة وتشمل‪ :‬الع ّم الشقيق‪ ،‬والع ّم ألب‪ ،‬وابن العم الشقيق‪ ،‬وابن‬
‫العم ألب وإن مزل كل منه ‪.‬‬

‫الَّتتيب اآل ‪:‬‬


‫والَّتجيح ِف التَّقديْ بينهْ عىل َّ‬

‫األخوة‪ ،‬ث ّم العمومة؛ فأبن ابن‬


‫َّ‬ ‫األبوة‪ ،‬ث ّم‬
‫َّ‬ ‫البنوة‪ ،‬ث ّم‬
‫أ‪.‬اجلهة‪ ،‬فتق َّد ُم جهة َّ‬
‫االبن مق َّدم عىل األب‪.‬‬
‫ب‪.‬الدَّ رجة‪ ،‬فإن ُو أج َد هخصأن من جهة واحدة‪ :‬كأالبن وابن االبن‪،‬‬
‫ترجح األقرب درجة‪ ،‬فيق َّدم االبن عىل ابن االبن؛ ألمَّه عقرب درج ًة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ودرجة واحدةٍ‪ :‬كأخ هقيق‬
‫ٍ‬ ‫جهة واحدةٍ‬
‫ٍ‬ ‫القو ‪ ،‬فإن ُو أج َد هخصأن من‬
‫ج‪َّ .‬‬
‫رجح األَخ الشقيق؛ ألمَّه عقوى من األخ ألب‪ ،‬إا َّ‬
‫األول ينتسب‬ ‫وعخ ألب ُي َّ‬
‫ٍ‬
‫بجهة واحدة‪.‬‬ ‫بجهتني‪ ،‬والثأين‬

‫والقو واحد ‪ :‬كابنني‪ ،‬أو‬


‫َّ‬ ‫اجلهة والدَّ رجة‬ ‫رجح بون كام‬
‫فإن مل يوجد نم ِّ‬
‫الرتجيح‬
‫ألوين شقيقني‪ ،‬أو ألوين ألب استويا ؛ ألمنأ لو قدمنأ عحدمهأ لزم عليه َّ‬
‫مرجح‪.‬‬
‫بال ِّ‬
‫والقوة‪ ،‬فتق ّدم‬
‫َّ‬ ‫‪.2‬األصول غري العصبات ما عدا أب األم مع مراعأة ال َّدرجة‬
‫لقوهتأ؛ إا هي‬
‫األم عىل عم األم و عم األب لقرهبأ‪ ،‬وتق ّدم عم األب عىل عم األم ّ‬
‫منتسبة بألعأصب‪.‬‬

‫والقوة‪ ،‬فتقدم البنت عىل بنت‬


‫َّ‬ ‫‪.3‬الفروع غري العصبات مع مراعأة ال َّدرجة‬
‫االبن‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪100‬‬
‫‪.4‬اجلد غري الصحيح‪ :‬وهو عبو األم‪.‬‬

‫والقوة‪ ،‬فتق َّدم األخت‬


‫َّ‬ ‫‪.5‬األلوات مطلقا واأللو ألم مع مراعأة ال َّدرجة‬
‫الشقيقة عىل األخت ألب واألخت ألم‪ ،‬وتقدم األخت ألب عىل األخت ألم‬
‫واألخ ألم‪.‬‬

‫والقوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪.6‬أوالد األلوات واأللو أل ّم مع مراعأة ال َّدرجة‬

‫والقوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪.7‬العامت واألعامم ألم مع مراعأة ال َّدرجة‬

‫والقوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ .8‬األلوال مع مراعأة ال َّدرجة‬

‫قوة‪.‬‬
‫‪.9‬اخلاالت مع مراعأة ال َّدرجة وال َّ‬
‫والقوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪.10‬بنات األعامم مع مراعأة ال َّدرجة‬
‫‪ .11‬أوالد العامت واألعامم ألم واأللوال واخلاالت وبنات األعامم عىل‬
‫والقوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الَّتتيب مع مراعأت ال َّدرجة‬

‫(السلطأن ويل َمن ال ويل له)( ‪ ،)1‬وال‬


‫‪.12‬الوالية إىل القايض؛ لقوله ‪ُّ :‬‬
‫يشرتط احتأد ال ِّدين يف الوالية العأمة‪ ،‬فللسلطأن عو مأئبه الوالية عىل املسلمني‬

‫ابن ع هيبة ‪ ، 284 :7‬ومسند عمحد ‪ ، 165 :6‬واملنتقى ‪ ، 175 :1‬وصاحيح‬ ‫)‪ (1‬يف مصنَّ‬
‫ابن حبأن ‪ ، 384 :9‬واملستدرك ‪ ، 182 :2‬ومساند ع عواماة ‪ ، 77 :3‬وجاأمع الرتماذي ‪:3‬‬
‫‪ ، 407‬وقأل‪ :‬هذا حديث حسن‪ ،‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪101‬‬
‫وال ّذميني يف املأل ويف الزَّ واج‪ ،‬ولكن ملََّأ كأن ُّ‬
‫السلطأن ال يتوىل مثل هذه العقود‪،‬‬
‫فيتوالهأ القأيض( ‪.)2 ( )1‬‬

‫الويل الغائب والعاضل‪:‬‬


‫ثالثا‪ :‬أحكام ّ‬
‫األول‪ :‬الويل الغائب‪:‬‬
‫غأب الويل القريب يف البلدة؛ بأن كأن خمتفيأً عو خأرجهأ بحيث ال‬
‫َ‬ ‫إاا‬
‫الصغرية‪ ،‬مثل عن يكون هلأ‬
‫ينتظره اخلأرب الك ء‪ ،‬فإمَّه ّق للويل البعيد تزويج َّ‬
‫يزوجهأ؛ أل َّن‬
‫عخ هقيق وعخ ألب؛ وغأب األخ الشقيق‪ ،‬فإمَّه ّق لألخ ألب عن ِّ‬
‫لألبعد بُعد القرابة وقرب التدبري‪ ،‬ولألقرب بُعد التدبري وقرب القرابة‪ ،‬فَنَزال‬
‫َم نْزلة وليني متسأويني‪ ،‬فأ ّهي َع َق َد ّعوالً مف َذ وال يرد‪.‬‬
‫غري ظأ ال سي إاا كأن‬ ‫وتنتقل الوالية إىل البعيد ال إىل القأيض؛ أل َّن الو َّيل ُ‬
‫فإَّنأ تنتقل إىل البعيد( ‪.)3‬‬
‫سفره للحج واجلهأد‪ ،‬فأهبه النَّفقة واحلضأمة‪َّ ،‬‬

‫‪.185‬‬ ‫الرعأية ‪ ، 27 :2‬واخرية العقبى‬


‫‪ ، 294- 293‬وعمدة ِّ‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)14‬الويل يف الزَّ واج هو العصابة بنفساه عاىل الرتتياب‬
‫الراجح من مذهب ع حنيفة‪.‬‬
‫عليه يف القول َّ‬ ‫املنصو‬
‫ويف الا دة (‪ :)185‬للويل املحرم عن ي ضم إليه األمثاى إاا كأمات دون الثالثاني مان عمرهاأ‬
‫وكأمت غري مأمومة عىل مفسهأ مأ يقصد بألضم الكيد واإلرضار هبأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬مص عىل الك القأمون األردين يف املأدة (‪ :)17‬إاا غأب الويل األقرب وكاأن يف امتظاأره‬
‫تفويت ملصلحة املخطوبة امتقل حق الوالية إىل من يليه‪ ،‬فإاا تعذر عخذ رعي من يليه يف احلأل‬
‫عو يوجد امتقل حق الوالية إىل القأيض‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪102‬‬
‫الويل العاضل‪:‬‬
‫الثاين‪ّ :‬‬
‫اخلأرب ال يدفع‬
‫ُ‬ ‫بحق بأن عبدى سببأً مقبوالً‪ :‬كأن كأن‬
‫إن كأن امتنأ ُع الو ّيل ّ‬
‫ٍ‬
‫ألحد يف تزوجيهأ‪.‬‬ ‫مهر مثلهأ ولو كأن كفؤاً‪ ،‬فال َّ‬
‫حق‬

‫حق بأن يبد سببأً مقبوالً يف عدم الزَّ واج‪ :‬كأن كأن‬
‫وإن كأن امتنأ ُعه بغري ّ‬
‫يزوجهأ البعيد عيضأً‪ ،‬بل ا َّلذي ِّ‬
‫يزوجهأ يف‬ ‫اخلأرب كفؤاً ويدفع مهر مثلهأ‪ ،‬فال ِّ‬
‫هذه احلألة هو القأيض‪ ،‬عو مأئبه‪ ،‬سواء كأن التَّزويج‪ ،‬ولو كأن املمتنع هو األب؛‬
‫العأحل ظأ ‪ ،‬فتنتقل الوالية إىل القأيض؛ أل َّن رف َع الظلم إليه( ‪ ،)1‬قأل تعأىل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أل َّن‬
‫{ َفال تَ ْع نضلنو نه َّن أَ ْن َينْكِ ْح َن أَ ْز َو َ‬
‫اج نه َّن}[البقرة‪.]232 :‬‬

‫وإن كأن امتنأ ُع األب من تزوجيهأ للخأرب الك ء ا َّلذي يدفع مهر مثلهأ‬
‫لتعلّق إرادته بتزوجيهأ لك ء آخر‪ ،‬فإن كأن حأرضاً فال يكون ممتنعأً بغري ّ‬
‫حق‪،‬‬
‫فليس ألحد تزوجيهأ؛ أل َّن هفقتَه دليل عىل عمَّه اختأ َر هلأ األمفع‪ ،‬ع ّمأ إاا كأن‬
‫الك ء الذي يريد تزوجيهأ له غأئبأً‪ ،‬وامتنع من تزوجيهأ للحأرض‪ ،‬فهو عأحل؛‬
‫ألمَّه متى حَّض الك ء فال ينتظر غريه خوفأً من فواته ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 108 :5‬والبدائع ‪ ، 248 :2‬واجلوهرة النرية ‪ ، 7 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 136- 135 :3‬ومنحة اخلألق ‪ ، 136 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين املأدة (‪ : )18‬مع مراعأة املأدة (‪ )10‬من هذا القأمون يأان القأيض‬
‫عند الطلب بتزويج البكر التي عُتت اخلأمسة عرشة من عمرهأ من الكفؤ يف حأل عضل الويل‬
‫ااا كأن عضله بال سبب مرشوع‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪103‬‬
‫رابعا‪ :‬أمواع الوالية‪:‬‬
‫األول‪ :‬والية إجبار‪:‬‬
‫والصغرية واملجنون واملجنومة واملعتوه واملعتوهة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الصغري‬ ‫الوالية عىل َّ‬ ‫وهي َ‬
‫يصح بال ويل‪ ،‬أل َّن كالً ممّن ُاكأ َر مأقص العقل عو فأقده‪ ،‬فال َ ْهيتَدي‬ ‫ّ‬ ‫زواجهم ال‬
‫َ‬ ‫فإ َّن‬
‫الالئِي َيئِ ْ ـ َن‬ ‫الصألح له‪ ،‬فجعل الشَّ أر ُع الو َّيل مأظراً ملصأحلهم؛ لقوله ‪َ { :‬و َّ‬ ‫إىل َّ‬
‫الالئِ ـي َمل ْ َحيِ ْض ـ َن}‬ ‫ض ِم ـ ْن مِ َ ـائِ نك ْْ إِ ِن ا ْرت َْب ـتن ْْ َفعِ ـدَّ ن نهت َّن ثَ َ‬
‫الث ـ نة أَ ْش ـ نهر َو َّ‬ ‫حي ِ‬‫ِم َن املَْ ِ‬

‫للصغرية التي حتض عاادة وهااي ثالثااة عهااهر‪،‬‬


‫[الطالق‪]4 :‬؛ إا جعل اهلل تعأىل َّ‬
‫وال تكون عدة إال بعد عقد الزَّ واج‪َّ ،‬‬
‫فدل الك عىل صحة العقد عليهأ من غااري عن‬
‫ألَّنأ يف سن ال يعترب فيهأ إاَّنأ( ‪ ،)1‬وعن عروة ‪( :‬تزوج النَّبي ‪ ‬عأئشة‬
‫تستأان؛ َّ‬
‫وهي ابنة ست سنني وبنى هبأ وهي ابنة تسع ومكثت عنده تسعأً)( ‪.)2‬‬

‫الصغرية ال يمنع عن ال تسلَّم إىل زوجهأ إاا رلبهااأ‪ ،‬مااأ‬


‫وجواز العقد عىل َّ‬
‫تطق الوطء‪ ،‬فال جيرب ول ُّيهأ عىل تسليمهأ له‪ ،‬سواء كأن عبأً عو غااريه حتااى تطيقااه‪،‬‬
‫يفوض إىل القأيض بألنَّظر إليهأ من سمن عو هزال( ‪.)3‬‬
‫والك غري مقدر بألسن‪ ،‬بل َّ‬
‫و أق ام األولياء ِف والية اإلجبار‪:‬‬
‫‪.1‬األصل وإن عال‪ ،‬والفرع وإن مزل إن كان م كرا عاصبا؛ كأألب واجلااد‬
‫واالبن وابن االبن‪:‬‬

‫‪.87‬‬ ‫الشخصية‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال َّ‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1980 :5‬وصحيح ابن حبأن ‪ ، 56 :16‬واملستدرك ‪.11 :4‬‬
‫الرشعية ‪ ،91- 90 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 204 :3‬ورشح األحكأم َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪104‬‬
‫فإن كان ٌّ‬
‫كل منهْ غري معروف قبل العقــد ب ــوء االلتيــار َجمامــة وف ــقا‪،‬‬
‫فيصح زواجه وينف ويلزم ؛ بأن ال يثبت خيأر فسخ هذا العقد عند البلو يف حألة‬
‫ّ‬
‫الصغر‪ ،‬واإلفأقة يف حألة اجلنون والعته‪ ،‬حتى يف حألة عدم الكفأءة ومقصأن مهاار‬ ‫ِّ‬
‫املثل؛ أل َّن األصل والفرع العصبيني َجيأدّان ج ا ّداً بليغ اأً وينظااران مظااراً صااأئبأً ب ا‬
‫عندمهأ من وفور الشَّ فقة يف اختيأر األهاام وتقديمااه عااىل املهاام‪ ،‬السااي ومهااأ‬
‫يعرفأن بسوء االختيأر‪ ،‬بل بحسن النَّظر يف العواقب خلوفه من اللوم يف املستقبل‪،‬‬
‫زو َجأ لغري ك ا ء عو عقا ّال ماان مهاار املثاال ال يكااون إال‬ ‫فهذا كله ّ‬
‫يدل عىل ع ََّّن لو َّ‬
‫لرتجيح املصألح األخرى‪ :‬كحسن اخللق ولطأفة العرشة وكرم الصحبة وتوساايع‬
‫النَّفقة عىل الكفأءة واملهر‪.‬‬
‫وإن كان نيعرفَ ب وء االلتيار‪ ،‬سواء كان آتيا من جهة املجامة أو الف ــق‪،‬‬
‫فيص ّح وينف ويلزم إن كان ال َّزوج كفةا واملهر مهر املثــل؛ أل َّن املصاالح َة ظااأهرة‪،‬‬
‫فإم اه ال‬ ‫بخالع مأ إاا كأن الزَّ وج غري ك ء‪ ،‬عو كفؤاً واملهر َّ‬
‫عقل من مهر املثاال‪َّ ،‬‬
‫يصح؛ ألمَّه يعرع بحسن االختيأر( ‪.)1‬‬

‫فيصح وينف‬
‫ّ‬ ‫غري األصل والفرع امل كّر العاصب‪ :‬كأألم واألخ والقأيض‬
‫‪ .2‬ن‬
‫غري الزم إن كان ال َّزوج كفةا واملهر مهر املثل؛ أل َّن العقد صاادر َّمم ان هااو قااأرص‬
‫الشَّ فقة؛ أل َّن عصل الشَّ فقة موجود‪ ،‬لكنَّهأ قأرصة عند املقأبلة بشفقة األب واجلااد‪،‬‬
‫فيتطرق اخللل إىل املقأصد‪ ،‬فيثبت هل اخليااأر‪ ،‬فلوجااود عصاال ال َّش افقة مفااذمأه يف‬
‫ّ‬
‫احلأل‪ ،‬ول قصورهأ عثبتنأ هل اخليااأر يف املااآل؛ لياازال الَّضاار لااو كااأن فيااه رضر‪،‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 306- 304 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪105‬‬
‫ويضأع اختيأرمهأ إىل مفسه ‪ ،‬إا الشَّ خص ينظر يف هؤون مفسه عكثاار ماان غااريه‪،‬‬
‫فيربع األوليأء عن عهدة اليتأمى ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫الثاين‪ :‬والية مدب «استحباب»‪:‬‬


‫احلر‪ ،‬ولو كأن سفيهأً( ‪ ،)3‬وهلا حالتان‪:‬‬
‫وهي الوالية عىل البأل العأقل ّ‬
‫ٍ‬
‫ألحد من‬ ‫حق‬
‫ويل‪ ،‬وال ّ‬
‫يصح تزوجه وينف الزما بال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬إن كان م كّرا‬
‫عقل منه رشفأً‪ ،‬ودفع هلأ عكثر من‬
‫األقأرب يف االعرتاض عليه‪ ،‬ولو كأمت الزَّ وجة ّ‬

‫‪ ، 293‬ودرر احلكأم ‪ ، 337 :1‬والبدائع ‪ ، 250 :2‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬يف القاأمون األردين يف الاا دة (‪ :)10‬ع ‪ -‬يشاارتط يف عهلياة ال ازَّ واج عن يكاون اخلأرااب‬
‫السنة الثأمنة عرشة من عمره‪ .‬ب ‪ -‬عىل الرغم مماأ ورد‬
‫واملخطوبة عأقلني‪ ،‬وعن يتم كل منه َّ‬
‫خأصاة‬
‫يف الفقرة (ع) من هذه املأدة جيوز للقأيض وبموافقة قأيض القضأة عن يأان يف حاأالت َّ‬
‫بزواج من عكمل اخلأمسة عرشة وفق ًأ لتعلي ت يصدرهأ قأيض القضأة هلذه الغأياة إاا كاأن يف‬
‫زواجه رضورة تقتضيهأ املصلحة‪ ،‬ويكتسب َم ن تزوج وفق الك عهلية التقأيض يف كل مأ لاه‬
‫عالقة بألزَّ واج والفرقة وآثأرمهأ‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)12‬للقأيض عن يأان بزواج من به جنون عو عته او إعأقة عقلية إاا ثبت بتقريار‬
‫وعماه ال يشاكل‬ ‫عن يف زواجه مصلحة له‪ ،‬و َّ‬
‫عن مأ به غري قأبل لالمتقأل إىل مساله‪َّ ،‬‬ ‫ربي رسمي َّ‬
‫خطورة عىل الطَّرع اآلخر وبعد ارالعه عىل حألته تفصيالً والتحقق من رحأه‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)11‬يمنع إجراء العقد عىل امرعة إاا كأن خأربهأ يكربهأ بأكثر من عرشاين عأما ًأ إال‬
‫بعد عن يتحقق القأيض من رحأهأ واختيأرهأ‪.‬‬
‫الرشاع والعقال‪ .‬ينظار‪ :‬رشح األحكاأم‬
‫)‪ (3‬السفيه‪ :‬وهو املبذر ملألاه عاىل خاالع مقتىضا َّ‬
‫ال َّرشعية ‪.81 :1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪106‬‬
‫مهر مثلهأ؛ أل َّن العأ َر ال يلح ُقهم هبذا العمل‪.‬‬

‫‪.2‬إن كام مةمَّثا‪ ،‬وفيه األحكام اآلتية‪:‬‬


‫ترصفت في يصري ح ّقهأ‪ ،‬وهي من عهله؛‬
‫ألَّنأ َّ‬
‫أ‪.‬ينعقد النِّكاح بعبارهتا( ‪)1‬؛ َّ‬
‫الترصع يف املأل‪ ،‬وهلأ اختيأر األزواج‪ ،‬وإمَّ‬
‫ُّ‬ ‫لكوَّنأ عأقل ًة بألغ ًة‪ ،‬وهلذا كأن هلأ‬
‫يطألب الو ّيل بألتزويج كي ال تنتسب إىل الوقأحة؛ ولذا كأن املستحب يف ح ّقهأ‬
‫كل َمن جيوز ترصفُه يف مأله بوالية مفسه جيوز‬
‫تفويض األمر إليه‪ ،‬واألصل‪ :‬ع َّن َّ‬
‫مكأحه عىل مفسه‪ ،‬وكل من ال جيوز ترصفه يف مأله بوالية مفسه ال جيوز مكأحه عىل‬
‫عحق بنفسهأ من وليهأ‪ ،‬والبكر تستأان‬
‫مفسه‪ ،‬فعن ابن عبأس ‪ ‬قأل ‪( :‬األيم ّ‬
‫يف مفسهأ وإاَّنأ ص هتأ)( ‪ ،)2‬وعن ع سلمة ‪ ‬جأءت امرعة إىل رسول اهلل ‪‬‬
‫فقألت‪( :‬إ َّن ع عمكحني رجالً وعمأ كأرهة‪ ،‬فقأل ألبيهأ‪ :‬ال مكح لك‪ ،‬ااهبي‬
‫فأمكحي من هئت)( ‪ ،)3‬وعن عأئشة ريض اهلل عنهأ‪ ،‬قألت‪( :‬كأن يف حجري جأرية‬
‫من األمصأر فزوجتهأ‪ ،‬قألت‪ :‬فدخل عِّل رسول اهلل ‪ ‬يوم عرسهأ فلم يسمع‬

‫( ‪ )1‬وقأل الشأفعي ومألك‪ :‬ال ينعقد النِّكأح بعبأرة النِّسأء عصالً؛ بدليل‪ :‬قوله ‪( : ‬عيا امارعة‬
‫مكحت بغري إان وليهأ فنكأحهأ بأرل) يف املنتقى ‪ ، 175 :1‬وصاحيح ابان حباأن ‪.384 :9‬‬
‫ينظر‪ :‬املدومة ‪ ، 177 :2‬واملنتقى رشح املورأ ‪ ، 270 :3‬والتأج واإلكليل ‪ ، 64- 63 :5‬واألم‬
‫‪.103‬‬ ‫‪ ، 14 :5‬وحتفة املحتأج ‪ ، 238 :7‬والتنبيه‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1037‬وصاحيح ابان حباأن ‪ ، 395 :9‬ومساند ع عواماة ‪،76 :3‬‬
‫وجأمع الرتمذي ‪ ، 416 :3‬سنن الدَّ ارمي ‪.186 :2‬‬
‫(‪ )3‬قأل ابن حجر يف الدِّراية ‪ : 59 :2‬عخرجه سعيد بن منصور‪ ،‬وهذا مرسل جيد‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪107‬‬
‫غنأ ًء وال لعبأً‪ ،‬فقأل‪ :‬يأ عأئشة‪ ،‬هل غنيتم عليهأ‪ ،‬عو ال تغنون عليهأ‪ ،‬ثم قأل‪ :‬إ َّن‬
‫هذا احلي من األمصأر بون الغنأء)( ‪.)1‬‬
‫قأل التهأموي( ‪ « :)2‬وعمأ األحأديث املعأرحة لألحأديث التي اكرمأهأ‬
‫كحديث‪( :‬عي امرعة مكحت بغري إان وليهأ فنكأحهأ بأرل‪ ،‬فنكأحهأ بأرل)( ‪،)3‬‬
‫فأجلواب عنه‪ :‬عمَّه عأم خمصو البعض لألحأد يث التي اكرت يف البأب‪ ،‬فهذا‬
‫الصغرية واألَمة‪ ،‬عو هو حممول عىل مفي الك ل؛ لئال‬
‫احلديث حممول عىل مكأح َّ‬
‫تنسب إىل الوقأحة‪ ،‬ويؤيد ع َّن احلديث ليس عىل ظأهر معنأه فعل عأئشة ريض اهلل‬
‫الرمحن عخيهأ من املنذر بن الزبري‪ ،‬وعبد‬
‫زوجت حفصة بنت عبد َّ‬
‫عنهأ بخالفه‪ ،‬إا َّ‬
‫الر محن غأئب‪ ،‬فل قدم غضب‪ ،‬ثم عجأز الك( ‪.)5 (» )4‬‬
‫َّ‬

‫الصغري ‪ ، 352 :5‬وغريهأ‪.‬‬


‫(‪ )1‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ،185 :13‬واملعجم َّ‬
‫(‪ )2‬يف إعالء السنن ‪.82 :11‬‬
‫(‪ )3‬يف رشح معأين اآلثأر ‪ ، 7 :3‬ومسند عمحد ‪ ، 47 :6‬واملعجم األوساط ‪ ، 268 :1‬ومساند‬
‫الطيأليس ‪ ، 206 :1‬ومسند ع يعىل ‪ ، 191 :8‬وغريهأ‪.‬‬
‫زوجات حفصاة‬ ‫الرمحن بن القأسم عن عبيه‪َّ « :‬‬
‫عن عأئشاة زوج النَّباي ‪َّ ‬‬ ‫(‪ )4‬ولفظه‪ :‬عن عبد َّ‬
‫الرمحن قأل‪ :‬وماثِّل‬
‫الرمحن غأئب بألشأم‪ ،‬فل قدم عبد َّ‬
‫الرمحن املنذر بن الزبري وعبد َّ‬
‫بنت عبد َّ‬
‫يصنع هذا به‪ ،‬ومثِّل يفتأت عليه‪ ،‬فكلمت عأئشة املنذر بن الزبري ‪ ،‬فقأل املنذر‪َّ :‬‬
‫فاإن الاك بياد‬
‫الرمحن‪ :‬مأ كنت ألرد عمراً قضيته‪ ،‬فقرت حفصة ثام املناذر‪ ،‬و يكان‬
‫الرمحن‪ ،‬فقأل عبد َّ‬
‫عبد َّ‬
‫الك رالق ًأ» يف املورأ ‪ ، 555 :2‬ورشح معأين اآلثأر ‪ ، 8 :3‬وغريهأ‪ ،‬قأل ابن حجر يف الدِّراية‬
‫‪ : 60 :2‬إسنأده صحيح‪.‬‬
‫)‪ (5‬جأء يف القأمون األردين يف املأدة (‪ :)19‬ال تشارتط موافقاة الاويل يف زواج املارعة الثياب‬
‫العأقلة املتجأوزة من العمر ث مية عرش عأم ًأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪108‬‬
‫صحة تزوجها ومفاذه الزما إذا مل يكن هلا ويل عاصب؛ ألمَّه ال يلحقه عأر‬
‫ج‪َّ .‬‬
‫بنقصأن املهر وبعدم الكفأءة مثل مأ يلحق العأصب‪.‬‬

‫يصح تزوجيها وينف الزما برشطني‪:‬‬


‫ّ‬ ‫عاصب‬
‫ٌ‬ ‫ويل‬
‫وإن كان هلا ٌّ‬
‫يصح‬
‫ّ‬ ‫حق االعَّتاض إن مل يكن كفةا‪ ،‬فال‬
‫ـ أن يكون ال َّزوج كفةا؛ إذ للويل ّ‬
‫ال َّزواج أصال عىل املفتى به( ‪ ،)1‬وإن ريض بعده؛ أل َّن العقد وقع بأرالً‪ ،‬والبأرل ال‬
‫تلح ُقه اإلجأزة‪ ،‬وإمَّ تلحق َّ‬
‫الصحيح املوقوع‪ .‬عمأ إن ريض قبل العقد بتزوجيها‬
‫كل منه ح ّقه فيسقط‪.‬‬
‫صح؛ أل َّن الكفأءة حقه وقد عسقط ٌّ‬
‫بغري الكفء ّ‬
‫يسكت حتى تلد من زوجهأ؛ لئال يضيع‬ ‫وحق الويل بأالعرتاض مق ّيد ب‬
‫ّ‬
‫الولد بألتَّفريق بني عبويه‪ ،‬فإ َّن بقأءمهأ جمتمعني عىل تربيته عحفظ له بال هبهة‪،‬‬
‫ويلحق هبأ احلبل الظأهر( ‪.)3 ()2‬‬
‫ـ أن يكون املهر مهر املثل؛ إذ له االعَّتاض عىل الزوج إن كأن ّ‬
‫عقل من مهر‬
‫املثل قأئالً له‪ :‬إ ّمأ عن تتم هلأ مهر املثل‪ ،‬وإ ّمأ عن عرفع األمر إىل القأيض؛ ليفسخ‬

‫)‪ (1‬هذه رواية احلسن عن ع حنيفة ‪ ، ‬عفتى هبأ قأيض خأن واختأرهأ ابن اهل م يف الفتح ‪:3‬‬
‫‪ ، 157‬ويف التنوير ‪ ، 297 :2‬ومنح الغفأر ق‪/ 308‬ب والدُّر املختأر ‪ :297 :2‬به يفتى‪ ،‬عمأ يف‬
‫الرواية النِّكأح من غري كفؤ ينعقد لكن للويل االعرتاض إن هأء فسخ وإن هاأء عجاأز‪.‬‬
‫ظأهر ِّ‬
‫‪.290‬‬ ‫ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 297 :2‬ورد املحتأر ‪ ،297 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)23‬يسقط حق فسخ عقد الزَّ واج بسبب عدم كفأءة‬
‫مرت ثالثة عههر عىل علم الويل بألزَّ واج‪.‬‬
‫الرحأ عو َّ‬
‫الزَّ وج إاا محلت الزَّ وجة عو سبق ِّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪109‬‬
‫املهر فبهأ وإال فللو ّيل العصبة األمر الثّأين‪ ،‬وهو رفع األمر‬
‫العقد‪ ،‬فإن ُت َّ َم الزَّ وج َ‬
‫ويعريون‬
‫َّ‬ ‫إىل القأيض؛ ليفسخ العقد؛ أل َّن األوليأء يفتخرون بغالء املهور‪،‬‬
‫بنقصهأ‪ ،‬فأهبه الكفأءة‪ ،‬أما إن ريض الويل العاصب بوقل من مهر املثل فينف‬
‫كل منه ح َّقه فال‬
‫حق الو ّيل واملرعة‪ ،‬وقد عسقط ٌّ‬ ‫الزما؛ أل َّن َ‬
‫املهر يف االبتداء ّ‬
‫الثبوت فقط فال‬ ‫احلق ِف االعَّتاض لألولياء مراعى وق‬
‫اعرتاض عليه‪ ،‬وه ا ّ‬
‫حق هل حألة البقأء( ‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫الويل تزوجيَها‬
‫ّ‬ ‫بكرا أو ثيبا( ‪ ،)2‬بل إذا أراد‬ ‫د‪.‬ال َترب عىل النِّكاح سواء كام‬
‫الرحأ‬
‫فال بدَّ لنفاذ ه ا العقد عليها من استئ اُنا‪ :‬عي رلب اإلان منهأ‪ ،‬وحصول ِّ‬
‫منهأ بذلك‪ ،‬وال بد ِف االستئ ان أن يكون كامال؛ بأن يس ِّمي هلأ الزَّ وج عىل وجه‬
‫زوجهأ بألفعل قبل االستئذان‬
‫تقع هلأ به املعرفة‪ ،‬وال يشرتط تسمية املهر هلأ‪ ،‬وإن َ‬
‫فال ينفذ هذا العقد عليهأ عيضأً‪ ،‬إال إاا رحيت به وعجأزته‪.‬‬
‫بكرا يكون استئ اُنا‪ :‬بالتَّرصيح‪ :‬كرحيت وقبلت‪ ،‬أو الدَّ اللة‪:‬‬ ‫فإن كام‬
‫واملعول عليه فيهأ قرائن األحوال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كألضحك غري مستهزئة‪ ،‬والبكأء بال صوت‪،‬‬
‫أو ال كوت؛ لشدة حيأئهأ‪ ،‬فعن عأئشة ريض اهلل عنهأ قألت‪( :‬قلت‪ :‬يأ رسول‬

‫)‪ (1‬جأء يف القأمون األردين ويف املأدة (‪ :)20‬إان القأيض بألتزويج بموجب املأدة (‪ )18‬من‬
‫هذا القأمون مرشوط بأن ال يقل املهر عن مهر املثل‪.‬‬
‫الصغرية ال جترب عنده‪ ،‬ووالية اإلجبأر‬
‫الشأفعي ‪ ‬جترب البكر دون الثيب‪ ،‬فألثيب َّ‬
‫)‪ (2‬وعند َّ‬
‫لألب واجلد فقط‪ .‬ينظر‪ :‬األم ‪ ، 628 :8‬وحتفة املحتأج ‪ ،248 :8‬وقأل مألك وعمحد يف إجبأر‬
‫‪.85‬‬ ‫الشخصية‬
‫البكر البألغة العأقلة‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪110‬‬
‫اهلل‪ ،‬يستأمر النِّسأء يف عبضأعهن؟ قأل‪ :‬معم‪ ،‬قلت‪ :‬فإ َّن البكر تستأمر فتستحي‬
‫فتسكت‪ ،‬قأل‪ :‬سكأهتأ إاَّنأ)( ‪.)1‬‬
‫ثيبا‪ :‬فيكون رضاها بالتَّرصيح أو الدَّ اللة الواضحة‪ :‬كطلب‬ ‫وإن كام‬
‫مهرهأ‪ ،‬عو مفقتهأ‪ ،‬عو ُتكينهأ من الوطء‪ ،‬فال يكتفي منها ال كوت؛ لقوله ‪( :‬ال‬
‫تنكح األيم حتى تستأمر)( ‪.)2‬‬

‫‪‬‬

‫( ‪ )1‬يف صحيح البخأري ‪.2547 :6‬‬


‫( ‪ )2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 1904 :5‬واملنتقى ‪ ، 177 :1‬وصحيح ابن حبأن ‪.2556 :6‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪111‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫ِف الكفاء واملهر‬
‫املبحث األول‬
‫الكفاء ِف النِّكاح‬
‫أوال‪ :‬تعريفها وأمهيتها‪:‬‬
‫الكفأءة من الك ء‪ ،‬وهو النَّظري‪ ،‬يقأل‪ :‬كأفأه‪ :‬عي سأواه ( ‪.)1‬‬
‫الرجــل للمــرأ ِف النَّ ــب واإلســالم واحلرفــة‬
‫واصطالحا‪ :‬هــي م ــاوا َّ‬
‫والدِّ يامة واملال‪.‬‬
‫وهذه عمثلة للكفأءة بني الرجل واملاارعة‪ ،‬وهااي خمتلفااة عااىل عاارع الزمااأن‬
‫واملكأن‪ ،‬واعتربت يف هذه األهيأء؛ أل َّن الت َ‬
‫َّفأخر يقع هبأ في بني النَّأس‪ ،‬فإن ماادار‬
‫( ‪)2‬‬
‫الكفأءة عىل التعيري‪ ،‬فكل مأ يلحق بألو ّيل عو الزوجة العأر دخل يف الكفأءة‬

‫)‪ (1‬يف املنتقى ‪ ، 194 :1‬واملستدرك ‪ ، 153 :2‬وقاأل احلاأكم‪ :‬حاديث صاحيح عاىل رشط‬
‫الشيخني و خيرجأه‪ ،‬وسنن ع داود ‪ ، 180 :3‬وسنن النَّسأئي‪ ، 217 :4‬واملعجم األوساط‬
‫‪ ، 153 :6‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬قأل املحالوي يف مزهة األرواح ‪ :38‬حمصل مأ قأله ابن عأبدين وقرره هيخي َّ‬
‫العالمة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪112‬‬
‫ُ‬
‫ويشتمل عااىل عغااراض‬ ‫وإم اعتربت بني الزَّ وجني؛ أل َّن النِّكأح يعق ُد للعمر‬
‫والصحبة واأللفة وتأسيس القرابأت‪ ،‬وال ينتظم الك عأدة‬
‫ُّ‬ ‫ومقأصد‪ :‬كأالزدواج‬
‫فيتَّضر األوليأء به‪ ،‬قأل عماار ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫يتعريون بعدم الكفأءة‪،‬‬
‫وألَّنم َّ‬
‫إال بني األكفأء؛ َّ‬
‫«ألمنع ّن فروج اوات األحسأب إالّ من األكفأء»( ‪.)1‬‬

‫الرشيف َة تأبى عن‬


‫الرجل‪ ،‬ال من جأمب املرعة؛ أل َّن َّ‬
‫والكفأءة تعترب من جأمب َّ‬
‫تكون مستفره ًة للخسيس‪ ،‬فال بُ َّد من اعتبأرهأ من جأمبه‪ ،‬بخااالع جأمبهااأ؛ أل َّن‬
‫وج ُم ْستَ ْف أرت فال تغيظه دمأءة املرعة‪.‬‬
‫الزَّ َ‬
‫كل منه ح َّقه سقطت الكفااأءة‪،‬‬‫وحق املرعة‪ ،‬فلو عسقط ٌّ‬
‫حق الو ّيل ّ‬
‫والكفأءة ّ‬
‫أ‬
‫عسقط واحد منه ح َّقه َبق َي اآلخر‪ ،‬وهي معتربة يف ابتداء النِّكأح فال ّ‬
‫يَّض‬ ‫َ‬ ‫ولو‬
‫زواهلأ بعد الك( ‪.)2‬‬

‫ثاميا‪ :‬رشوط الكفاء ‪:‬‬


‫‪ .1‬النَّ ب‪ ،‬وهو ِف العرب‪ ،‬واملعترب أ َّن قريش بعضهْ أكفــاء لــبعض‪ ،‬وال‬
‫يعترب التَّفأحل بينهم‪ ،‬قأل ‪ « :‬إ َّن اهلل اصطفى كنأمة من ولد إس عيل‪ ،‬واصطفى‬

‫الشيخ مسعود النَّأبليس واعتمده هيخي َّ‬


‫العالمة البحراوي بعد عن قرر عبأرة اهل م يف الفاتح‬ ‫َّ‬
‫عن املدار عىل تعيري الويل وعدمه‪ ،‬فإاا عحلق الزَّ وج باألويل عاأراً ال‬
‫املوافقة لكالم ابن عأبدين‪َّ :‬‬
‫يكون كفؤاً وإال يكون كفؤاً‪.‬‬
‫عباد الارزاق ‪ ، 156 ،152 :6‬واآلثاأر ‪:1‬‬ ‫ابن ع هايبة ‪ ، 52 :4‬ومصانَّ‬ ‫)‪ (1‬يف مصنَّ‬
‫‪ ، 222‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ‪ ،322 :3‬والدر املختأر ‪ ، 317 :3‬ورد املحتأر ‪.317 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪113‬‬
‫قريشأً من كنأمة‪ ،‬واصطفى من قريش بني هأهم‪ ،‬واصطفأين من بني هأهم)( ‪.)1‬‬
‫والعرب أكفاء لبعض‪ ،‬وال يكون سأئر العرب عكفأء لقريش؛ قأل ‪( :‬ملأ‬
‫خلق اهلل اخللق اختأر العرب‪ ،‬ثم اختأر من العرب قريشأً‪ ،‬ثم اختأر من قريش‬
‫بني هأهم‪ ،‬ثم اختأرين من بني هأهم‪ ،‬فأمأ خرية من خرية)( ‪ ،)2‬وقأل سل ن‬
‫الفأر‪ « : :‬ثنتأن فضلتمومأ هبأ يأ معرش العرب‪ ،‬ال تنكح مسأؤكم وال‬
‫مؤمكم» ‪.)3‬‬
‫والعر ّ عند الفقهأء‪ :‬هو َمن يعرع اتّصأل مسبه إىل قبيلة من القبأئل( ‪.)4‬‬
‫ألَّنم حيَّعوا عمسأهبم‪ ،‬فال يفتخرون هبأ‬
‫والعجْ لي وا بكفء للعرب؛ َّ‬
‫جلهلهأ عندهم‪ ،‬وإمَّ يفتخرون بأإلسالم واحلرية واحلرفة‪ ،‬وهذا متح ِّقق في َمن‬
‫عسلم جديداً من العجم ال َمن عسلموا قبل مئأت السنوات‪ ،‬فإن هلم من عمسأبأً‬
‫بعضهم‬
‫معروفة‪ ،‬قأل ‪( :‬قريش بعضهم عكفأء لبعض بطن ببطن‪ ،‬والعرب ُ‬
‫بعضهم عكفأء لبعض رجل برجل)( ‪.)5‬‬
‫عكفأء لبعض قبيلة بقبيلة‪ ،‬واملوايل ُ‬

‫)‪ (1‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1782 :4‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬يف املستدرك ‪ ، 97 :4‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 134 :7‬وقأل‪ :‬هذا مرسل حسن‪ ،‬وماوادر‬
‫األصول ‪ ، 332 :1‬وحعفأء العقيِّل ‪ ،388 :4‬والطَّبقاأت الكاربى ‪ ، 20 :1‬وعلال ابان ع‬
‫حأتم ‪ ، 326 :2‬وقأل عبو حأتم‪ :‬حديث منكر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ، 134 :7‬وقأل‪ :‬هذا املحفوظ موقوف ًأ‪.‬‬
‫الرشعية ‪.96 :1‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (5‬قأل البيهقي يف سننه الكربى ‪ : 134 :7‬هذا منقطع بني هجأع وابن جريج حيث يسام‬
‫الرمحن عن عاِّل بان عاروة الدمشاقي عان ابان‬
‫هجأع بعض عصحأبه‪ ،‬ورواه عث ن بن عبد َّ‬
‫جريج عن مأفع عن ابن عمر‪ ،‬وهو حعي ‪ ،‬وروي من وجه آخر عن مأفع وهو عيض ًأ حعي‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪114‬‬
‫ينتسب إىل إحدى قبأئل العرب‪ ،‬قأل ابن عأبدين( ‪:)1‬‬ ‫والعجمي‪ :‬من‬
‫« وعأمة عهل األمصأر والقرى يف زمأمنأ منهم سواء تكلموا بألعربية عو غريهأ‪ ،‬إال‬
‫من كأن له منهم م سب معروع‪ :‬كأملنتسبني إىل عحد اخللفأء األربعة‪ ،‬عو إىل‬
‫األمصأر ومحوهم‪ ،‬لكن العأ أ وإن كأن ععجميأً كفؤ للقرهية وغريهأ؛ أل َّن رشعَ‬
‫العلم فوق رشع النَّسب وغريه»‪.‬‬

‫‪.2‬اإلسالم‪ ،‬وهو ِف العجْ‪ ،‬واملعترب ع َّن من كااأن لااه عب يف اإلسااالم لاايس‬


‫كفؤاً ملَن ال عب له فيه‪ ،‬و َمن كأن له عب وج ّد يف اإلسالم لاايس كفااؤاً ملاان لااه عب‬
‫واحد فيه‪ .‬و َمن كأن له عب وجد يف اإلسالم ك ا ء َمل ان لااه آبااأء فيااه؛ أل َّن عصا َال‬
‫التَّعري بأألب وُتأمه بأجل ّد‪ ،‬فال يشرتط عكثر من الك( ‪.)2‬‬
‫املعجل‪ ،‬والقدر‬
‫‪.3‬املال‪ ،‬وهو ِف العرب والعجْ‪ ،‬واملعترب فيه امتالك املهر َّ‬
‫عىل النَّفقة عليها؛ بأن يكون مألكأً لنفقة ههر إن كأن غري حمرتع‪ ،‬عو يتكسب كا ّال‬
‫يوم مأ يكفيه إن كأن حمرتفأً( ‪.)3‬‬

‫والص االح‪ ،‬وتكــون ِف العــرب والعجــْ‪،‬‬


‫َّ‬ ‫‪.4‬الدِّ يامة‪ :‬وهي التَّقوى والزُّ هد‬
‫واملعترب ع َّن الفأسق ليس كفؤاً لصأحلة بنت صألح‪ ،‬وإن يعلن الزَّ وج فسقه؛ َّ‬
‫ألَّن أ‬

‫بمرة‪ .‬امتهى‪ .‬ويف البأب عحأديث تؤيد هذا املعنى يف مسند البزار ‪ ، 121 :7‬وجممع الزوائد ‪:4‬‬
‫ّ‬
‫‪ ، 275‬والدراية ‪ ، 63 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬يف رد املحتأر ‪.87 :3‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪.341 :1‬‬
‫الرشعية ‪.100 :1‬‬
‫‪ ،296‬ورشح األحكأم َّ‬ ‫‪ ، 296‬ورشح الوقأية‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪115‬‬
‫عري به‪ ،‬وع َّن الفأسق كفؤ لفأسقة بناات فأسااق‪ .‬وع َّن الفأسااق كفااؤ لفأسااقة بناات‬
‫ت ّ‬
‫صألح؛ وليس ألبيهأ حق االعرتاض؛ أل َّن مأ يلحقه من العأر ببنته عكثر من العااأر‬
‫بصهره‪ .‬وع َّن الفأسق كفؤ لصأحلة بناات فأسااق إن رحاايت هااي بااذلك؛ إا لاايس‬
‫ألبيهأ حق االعرتاض؛ ألمَّه مثله‪ ،‬وهااي قااد رحاايت ب اه‪ .‬فألتَّعوياال عااىل صااالح‬
‫الك ّل‪ ،‬و َمن اقترص عىل صالحهأ عو صالح عبيهأ مظاار إىل الغألااب ماان ع َّن صااالح‬
‫الوالد والولد متالزمأن( ‪.)1‬‬
‫‪.5‬احلرفة‪ :‬وهي املهن والصاانأئع‪ ،‬ويكــون ِف العــرب والعجــْ( ‪ ،)2‬واملعتــرب‬
‫دماء احلرفة ورفعتها من جامب ال َّزوج ووالد ال َّزوجة‪ ،‬واملعول عليه ِف حتديد ذلك‬
‫الت ـاجر‪ ،‬وهك ـ ا؛ أل َّن َّ‬
‫الن اأس يتفااأخرون‬ ‫َّ‬ ‫هو العرف‪ ،‬فالكنَّاس ليس كفةا لبن‬
‫برشع احلرع‪ ،‬ويتعريون بدمأءهتأ‪ ،‬وهي وإن عمكن تركهأ يبقااي عأرهااأ‪ ،‬وحينئا ٍ‬
‫اذ‬ ‫َّ‬
‫َّعري( ‪.)3‬‬
‫يكون املدار فيهأ عىل التَّفأخر والت ّ‬
‫ثالثا‪ :‬من أحكام الكفاء ‪:‬‬
‫زوج الو ّيل املرعة برحأهأ و يعلموا بعدم الكفأءة و يشرتروهأ و‬
‫إاا َّ‬
‫ألَّنم يشرتروا الكفأءة و‬
‫خيربهم الزَّ وج هبأ‪ ،‬فليس له خيأر الفسخ وال هلأ؛ َّ‬

‫الرعأية ‪ ،29 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 321 :2‬وعمدة ِّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.321 :2‬‬
‫الرجال كفاؤاً‬
‫)‪ (3‬مص القأمون األردين يف الا دة (‪ :)21‬ع‪ .‬يشرتط يف لزوم الزَّ واج عن يكون َّ‬
‫للمرعة يف التَّدين واملأل‪ ،‬وكفأءة املأل عن يكون الزَّ وج قأدراً عىل املهر املعجل ومفقة الزَّ وجاة‪.‬‬
‫بأملرعة والويل‪ ،‬وتراعى عند العقد‪ ،‬فإاا زالت بعده فال ياؤثر الاك يف‬ ‫ب‪ .‬الكفأءة حق خأ‬
‫الزَّ واج‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪116‬‬
‫الرحأ بعدم الكفأءة من الو ّيل؛ وألمَّه عند عدم االهرتاط‬
‫خيربهم الزَّ وج هبأ‪ ،‬فكأن ِّ‬
‫فكأَّنم راحون به‬
‫َّ‬ ‫يكون التَّقصري حأصالً منهم مجيعأً برتك البحث مع إمكأمه‪،‬‬
‫حق الفسخ‪.‬‬ ‫عىل ّ‬
‫كل حأل‪ ،‬فال يثبت هلم ّ‬
‫زوج الويل املرعة برحأهأ و يعلموا بعدم الكفأءة واهرتروا عن يكون‬
‫وإاا َّ‬
‫كفؤ ًا‪ ،‬ثم َّ‬
‫تبني عمَّه ليس بك ء هلأ‪ ،‬كأن هلم اخليأر؛ ألمَّه بأهرتارهم ثبت عدم‬
‫رحأهم إال إاا كأن كفؤ ًا‪ ،‬فإن ظهر عمَّه غري ك ء ثبت هلم ّ‬
‫حق الفسخ‪.‬‬
‫فزوجوهأ عىل الك‪ ،‬ث ّم ظهر عمَّه غري ك ا ء كااأن‬
‫وج بألكفأءة َّ‬
‫وإاا عخرب الزَّ ُ‬
‫هلم اخليأر( ‪.)2 ()1‬‬

‫‪‬‬

‫الرشعية ‪ ، 103- 102 :1‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 137 :3‬ورشح األحكأم َّ‬
‫مص القأمون األردين يف الا دة (‪ :)22‬ع‪ .‬إاا زوج الويل البكر عو الثيب برحأهأ لرجل ال‬
‫)‪ّ (2‬‬
‫يعل ن كفأءته ثم تبني عمَّه غري كا ء فلايس ألي مانه حاق االعارتاض‪ .‬ب‪ .‬إاا اهارترت‬
‫الكفأءة حني العقد عو عَخرب الزَّ وج عو اصطنع مأ يوهم عمَّه كفؤ ثم تبني عمَّه غاري الاك‪ ،‬فلكال‬
‫من الزَّ وجة والويل حق رلب فسخ الزَّ واج‪ ،‬فإن كأن كفؤاً حني اخلصومة فال ق ألحد منه‬
‫رلب الفسخ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪117‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫املهر‬

‫أوال‪ :‬تعريف املهر وحكمه‪:‬‬


‫املهر لغة‪ :‬صداق املرعة‪ ،‬واجلمع ُم ُهورة( ‪.)1‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو املال الَّ ي جيب بال َّز واج ِف مقابلة منافع البضع بالتَّ مية أو‬
‫بالعقد( ‪ : )2‬عي يثبت يف مقأبل عن تُق ِّدم املرعة منأفعهأ للرجل‪ ،‬ويكون ب اتفقوا عليه‬
‫من التسمية يف العقد‪ ،‬وإن يسموا هيئأً يف العقد يثبت هلأ مهر املثاال‪ ،‬فهااو املهاار‬
‫املس ّمى إن اكر يف العقد‪ ،‬عو مهر املثل إن يذكر يف العقد‪.‬‬

‫احة النِّكااأح‪،‬‬ ‫ّ‬


‫املحل‪ ،‬ال لصا ّ‬ ‫واجب رشعا؛ إلظهأر رشع‬
‫ٌ‬ ‫وحكْ املهر‪ :‬أمَّه‬
‫تزو َجهأ برشط عن ال مهر هلأ؛ بدليل‬ ‫فالعقد يصح وإن مل ي ْ فيه مهر أو مفي؛ بأن َّ‬
‫َاح َع َل ـ ْي نك ْْ ِإ ْن طَلَّ ْق ـتن نْ النِّ َ ـا َء َم ـا َمل ْ متَ َ ـو نه َّن َأ ْو تَ ْف ِر نض ـوا َنهل ـ َّن‬
‫قوله ‪{ :‬الَ نجن َ‬
‫بصحة الطَّالق مع عدم التَّسمية‪ ،‬وال يكون‬
‫ّ‬ ‫َف ِر َ‬
‫يضة}[البقرة‪ ،]236 :‬فحكم‬

‫‪ ، 582‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املصبأح املنري‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬العنأية ‪ ، 316 :3‬رد املحتأر ‪ ،329 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪118‬‬
‫الصحيح‪ ،‬ف ُعلأ َم ع َّن تر َك اكره ال يمن ُع َّ‬
‫صحة النِّكأح( ‪.)1‬‬ ‫الطَّالق إال يف النِّكأح َّ‬
‫متقوما يصــلح أن يكــون مهــرا منقــوال أو غــري منقــول‬
‫وكل ما كان ماال َّ‬
‫والفض اة‪ ،‬والعااروض والعقااأرات كااأألرض‬
‫ّ‬ ‫كألنقود واملجوهرات من ال ا َّذهب‪،‬‬
‫والشقق‪.‬‬

‫يصح تعجيل املهر كلّه أو بعضه وتوجيله كلّه أو بعضه إىل أجــل‪ ،‬سااواء‬
‫و ّ‬
‫األجل قريبأً‪ :‬كعرشة عيأم‪ ،‬عو عرشين يومأً‪ ،‬عو بعيداً‪ :‬كشااهر وساانة عو عكثاار‪،‬‬
‫ُ‬ ‫كأن‬
‫عىل ح ب اتّفاق ال َّزوجني إن كان هناك اتفاق عىل ذلك‪ ،‬فإن مل يكن يتبــع عــرف‬
‫ويؤجلااون‬
‫ّ‬ ‫البلد ال ي وقع فيه العقد؛ أل َّن بعااض الاابالد ّ‬
‫يعج ال عهلهااأ النِّص ا‬
‫معجالً قباال‬
‫البأقي‪ ،‬والبعض الثلثني والثلث وهكذا‪ ،‬فال يلزم دف ُع املهر عو بعضه ّ‬
‫الدُّخول( ‪ ،)2‬فعن عأئشة ريض اهلل عنهأ قألت‪( :‬عمرين رسول اهلل ‪ ‬عن ُعدخل امرعة‬
‫عىل زوجهأ قبل عن يعطيهأ هيئأً) ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 320 :3‬والبحر الرائق ‪ ، 151 :3‬وجممع األَّنر ‪ ، 346 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 108- 17 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (3‬يف سنن ع داود ‪ ، 241 :2‬واملعجم الصغري ‪ ، 83‬ومسند ع يعىل ‪ ، 88 :8‬وتأريخ بغداد‬
‫‪.212 :5‬‬
‫تعجيل املهر وتأجيله املواد اآلتية‪:‬‬ ‫)‪ (4‬ورد يف القأمون األردين بخصو‬
‫املسمى وتأجيله كله عو بعضه عىل عن يؤيد الاك بوثيقاة خطياة‬
‫ّ‬ ‫املأدة ‪ : 45‬جيوز تعجيل املهر‬
‫وإاا يرصح بألتأجيل يعترب املهر معجالً‪.‬‬
‫املأدة ‪ : 46‬إاا عينت مدة للمهر املؤجل فليس للزوجة املطألبة به قبل حلول األجل ولو وقاع‬
‫الطالق‪ ،‬عم أ إاا تويف الزوج فيسقط األجال ويشارتط يف األجال عن إاا كاأن جمهاوالً جهألاة‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪119‬‬
‫ثاميا‪ :‬أمواع املهر‪:‬‬
‫فضة( ‪ )1‬عو مأ يف قيمتهااأ( ‪)2‬؛ لقولااه ‪:‬‬
‫‪.1‬أقل املهر رشعا‪ :‬وهو عرش دراهْ ّ‬
‫ّ‬
‫تستحل به املرعة عرشة‬ ‫عِّل ‪« :‬عقل مأ‬ ‫مهر ّ‬
‫عقل من عرشة دراهم) ‪ ،‬وعن ّ‬
‫( ‪)3‬‬
‫(ال َ‬

‫فأحشة مثل‪ :‬إىل امليرسة عو إىل حني الطلب عو إىل حني الزفأع‪ ،‬فأألجل غري صحيح‪ ،‬ويكون‬
‫املهر معجالً‪ ،‬وإاا يكن األجل معين ًأ اعترب املهار ماؤجالً إىل وقاوع الطاالق عو وفاأة عحاد‬
‫الزوجني‪.‬‬
‫املعجل وتوابعه عو رحيت بتأجيل املهر عو التوابع كله عو‬
‫ّ‬ ‫املأدة ‪ : 47‬إاا تسلمت الزوجة املهر‬
‫حق االمتنأع عن الطأعة وال يمنعهأ الك من املطألبة بحقهاأ‪.‬‬
‫بعضه إىل عجل معني‪ ،‬فليس هلأ ّ‬
‫‪.133‬‬ ‫ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫(‪ )1‬والدرهم يسأوي ‪ 3.5‬غرام‪ ،‬فيكون عقل املهر‪ 35 :‬غرام فضة‪ ،‬لكن التقدير بألفضة يف‬
‫هذا الزمأن بسبب امخفأض سعرهأ غري دقيق‪ ،‬فيقدر بألذهب‪ ،‬وعرشة دراهم تعأدل «دينأر»‬
‫مثقأل اهب‪ ،‬وهو ‪ 5‬غرامأت‪ ،‬فيعترب عقل املهر الك‪.‬‬
‫عقل املهر ربع دينأر‪ .‬وقأل الشأفعي وعمحد‪ :‬مأ جيوز عن يكاون ثمنا ًأ يف البياع‬
‫)‪ (2‬وقأل مألك‪ّ :‬‬
‫جيوز تسميته مهراً‪ .‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫الرشعية ‪.104 :1‬‬
‫)‪ (3‬رواه الدَّ ارقطني عن جأبر ‪ ‬رفعه يف حديث سنده واه؛ َّ‬
‫ألن فيه برشا بان عبياد كاذاب‪،‬‬
‫عِّل ‪ ‬موقوفا ًأ‪ ،‬وقاأل عمحاد ‪ : ‬سامعت‬
‫ارقطني عيض ًأ من وجهني حعيفني عن ّ‬
‫ّ‬ ‫ورواه الدَّ‬
‫الشيخأن يف‬
‫سفيأن بن عيينة يقول‪ :‬عجد هلذا عصالً‪ ،‬يعني العرشة يف املهر‪ ،‬ويع أرحه مأ رواه َّ‬
‫الواهبة رفعه‪( :‬التمس ولو خأُت ًأ من حديد)‪ ،‬قأل القاأري‪ :‬وتنادفع املعأرحاة بحمال األول‬
‫املسجل عرف ًأ‪ ،‬ويؤيِّد األول مأ رواه البيهقاي‬
‫ّ‬ ‫مسمى من املهر آجالً وعأجالً‪ ،‬والثأين‬ ‫عىل ّ‬
‫عقل ّ‬
‫يف سننه الكربى من ررق حعيفة‪ ،‬لكنَّهأ يقوي بعضهأ ببعض عن جأبر ‪ ‬فريتقاي إىل مرتباة‬
‫حسنه ابان حجار وصاأحب رشح‬
‫احلسن‪ ،‬وهو كأع يف احلجة‪ .‬ويف إعالء السنن ‪َّ :95 :11‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪120‬‬
‫ني}[النسااأء‪:‬‬
‫ح َ‬ ‫ني َغ ـري م ـافِ ِ‬ ‫دراهم»( ‪ ،)1‬وقوله ‪{ :‬أَ ْن تَ ْبتَغنوا ِب ـوَم َوالِ نكْ ن ْ ِ ِ‬
‫حمص ـن َ ْ َ ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِّكأح ال يكون إالَّ بمهر‪ ،‬وعمَّه جيااب وإن‬
‫في ( ‪« :)2‬فيه دليل عىل ع َّن الن َ‬ ‫‪ ،]24‬قأل الن ََّس ّ‬
‫القليل ال يصلح مهراً إا احلبااة ال تع ا ّد‬
‫َ‬ ‫يسم‪ ،‬وع َّن غري املأل ال يصلح مهراً‪ ،‬وع َّن‬
‫مأالً عأدة»‪.‬‬

‫وال يقبل من ال َّزوجني ت مية أق ّل من ه ا املقــدار‪ ،‬فااإن س ا َّميأ عقا ّال منهااأ‪،‬‬
‫الرشع‪ ،‬وإن س َّميأ عكثر منهااأ فااال يعأرحااه عحااد؛ إا‬
‫حلق َّ‬
‫كملت العرشة؛ مراعأ ًة ّ‬
‫للزَّ وج عن يس ِّمي لزوجته مأ هأء عىل حسب قدرته واتفأقه ( ‪.)3‬‬

‫‪.2‬املهر امل َّمى‪ ،‬وهو اتفق عليه ِف العقد قليال أو كثريا ما مل يقل عن عرش‬
‫دراهْ؛ إا للزوج عن يس ِّمي لزوج ته مأ هأء عىل حسب مقدرته؛ لقوله ‪َ { :‬وإِ ْن‬
‫استِبْدَ َال َز ْوج َمكَا َن َز ْوج َوآتَيْتن ْْ إِ ْحدَ ا نه َّن قِنْطَارا َفال تَوْلن ن وا ِمنْ نه َشيْئا}‬
‫أَ َر ْدتن نْ ْ‬
‫[النسأء‪.]20 :‬‬

‫‪.3‬مهر املثل‪ ،‬وهو ما يلزم عند عدم الت مية أو ف ادها‪ ،‬ومن حاالهتا‪:‬‬

‫ال سنة‪ .‬ينظر‪ :‬األرسار املرفوعة ‪ ، 369- 368‬وظفر األمأين ‪ ، 174- 172‬وكش اخلفأء ‪:2‬‬
‫السنن‪ ، 100 - 93 :11‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 496- 495‬وفتح بأب العنأية ‪ ،51 :2‬وإعالء ُّ‬
‫)‪ (1‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ، 240 :7‬وسنن الدَّ ارقطني ‪ ، 246 :3‬وحعفأء العقايِّل ‪،41 :2‬‬
‫الراياة ‪،199 :3‬‬
‫ررقاه‪ .‬وينظار‪ :‬مصاب َّ‬ ‫واكره ابن اجلوزي يف التَّحقيق ‪ ، 282 :2‬وح َّع‬
‫والدِّراية ‪.63 :2‬‬
‫)‪ (2‬يف تفسري النَّسفي ‪.219 :1‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 330 :2‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪121‬‬
‫ألَّنأ قد‬
‫أ‪.‬إن مل ي ِّْ مهرا عند العقد‪ ،‬سواء كان املبارش له ال َّزوج أو وليه؛ َّ‬
‫تكرمأً‪ ،‬و ترض فيه بألعوض اليسري‪ ،‬فال يكون‬
‫رحيت بألتَّمليك من غري عوض ّ‬
‫عدم التَّسمية دليالً عىل رحأهأ بألعرشة‪.‬‬

‫تزوجها برشط أن ال مهر هلا؛ أل َّن َ‬


‫املهر‬ ‫املهر أصال؛ بون َّ‬
‫وج َ‬ ‫ب‪.‬إن مفى ال َّز ن‬
‫حق ال َّرشع والويل والزوجة ابتداء‪ ،‬ويف حألة البقأء حق الزوجة فال ُتلك الزوج‬
‫ُّ‬
‫مفي املهر يف العقد‪ ،‬وُتلك اإلبراء عن املهر بعد العقد؛ ألمه حقهأ اخلألص؛ أل َّن‬
‫َّرصع مأ ُتلكه دون مأ ال ُتلكه‪.‬‬ ‫َ‬
‫األصل عن يالقي الت ّ‬
‫متقوم كأخلمر واخلنزير‪.‬‬
‫التَّ مية فاسد بون كام ماال غري ّ‬ ‫ج‪ .‬إن كام‬

‫د‪ .‬إن كام التَّ مية فاسد بون كام جمهولة اجلنس‪ ،‬ك إاا س َّمى سيأرة عو‬
‫رجح لفردٍ منهأ عىل‬ ‫هقة عو بيتأً‪ ،‬فإ َّن كالًّ منهأ بني عفرادهأ اختالفأً كبرياً‪ ،‬وال ُم ِّ‬
‫غريه‪ ،‬وليس البعض عوىل من البعض بأإلرادة‪ ،‬فصأرت اجلهألة فأحشة‪ ،‬فيصأر‬
‫إىل مهر املثل؛ قطعأً للنِّزاع‪.‬‬

‫هـ‪ .‬إن كان عقد ال َّزواج عقد شغار ا ك سبق ا‪.‬‬

‫تزوجها عىل أن يعلِّمها القرآن «تعليم القرآن لإلمهأر»‪ ،‬لكن الفتوى‬


‫و‪.‬إن ّ‬
‫عىل جوازه ( ‪)1‬؛ جلواز عخذ األجرة عىل تعليم القرآن‪.‬‬

‫بأماه ال‬
‫ابن اهلا م يف الاك‪ ،‬لكان اعرتحاه املقاد‪َّ :‬‬
‫)‪ (1‬وافق ابن مجيم يف البحر ‪َ 168 :3‬‬
‫فإَّناأ‬
‫رضورة تلجئ إىل صحة تسميته بل تسمية غريه تغني‪ ,‬بخالع احلأجة إىل تعليم القرآن‪َّ ،‬‬
‫حتققت للتكأسل عن اخلريات يف هذا الزم أن‪ .‬ا‪ .‬ها‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪122‬‬
‫تزوجها عىل أن خيدمها مدّ مع َّينة‪ :‬كسنة وغريهأ؛ أل َّن موحوع‬
‫س‪.‬إن ّ‬
‫الزَّ وجي ة عن تكون هي خأدمة له ال بألعكس‪ ،‬فإمَّه حرام ملأ فيه من قلب وظيفة‬
‫الزوجني وخمألفته ملقتىض العقد ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫وعجأبه ابن عأبدين يف رد املحتأر ‪ : 108 :3‬وفيه َّ‬


‫عن املتأخرين عفتوا بجاواز االساتئجأر عاىل‬
‫التَّعليم للَّضورة ك رصحوا به‪ ,‬وهلذا جيز عاىل ماأ ال رضورة فياه‪ :‬كاألتالوة ومحوها ‪,‬أ ثام‬
‫الَّضورة إمَّ هي علّة ألصل جواز االستئجأر‪ ,‬وال يلزم وجودهأ يف كل فرد من عفراده‪ ,‬وحيث‬
‫صحت تسميته مهراً؛ ألمَّه منفعاة تقأبال بأملاأل كساكنى الادَّ ار‪ ,‬و‬
‫جأز عىل التَّعليم للَّضورة ّ‬
‫السكنى مثالً عن تسمية‬
‫املسمى‪ ,‬إا يلزم عن يقأل مثله يف تسمية ُّ‬
‫ّ‬ ‫يشرتط عحد وجود الَّضورة يف‬
‫السكنى واملأل‪.‬‬ ‫غريهأ تغني عنهأ مع َّ‬
‫عن الزوجة قد تكون حمتأجة إىل التَّعليم دون ُّ‬
‫ألماه خدماة هلاأ‪ ،‬وليسات مان‬
‫يصاح تسامية التَّعلايم؛ َّ‬
‫ّ‬ ‫واعرتض عيض ًأ يف ُّ‬
‫الرشمباللية بأمَّه ال‬
‫لكناه مان‬
‫مشرتك مصأحلهأ‪ :‬عي بخالع رعي غنمهأ وزراعة عرحه ‪,‬أ فإمَّه وإن كأن خدمة هلأ‪َّ ،‬‬
‫املصألح املشرتكة بينه وبينهأ‪.‬‬
‫وعجأب تلميذه الشيخ عبد احلي‪َّ :‬‬
‫بأن الظأهر عدم تسليم كون التَّعليم خدماة هلا ‪,‬أ فلايس كال‬
‫خدمة ال جتوز‪ ,‬وإمَّ يمتنع لو كأمت اخلدمة للرتايل‪ .‬قأل الطَّحطأوي‪ :‬وهو حسن؛ َّ‬
‫ألن معلام‬
‫القرآن ال يعد خأدم ًأ للمتعلم رشع ًأ وال عرف ًأ‪ .‬ا‪ .‬ها‪.‬‬
‫وعيده ابن عأبدين ‪ 108 :3‬بقوله‪ :‬ويؤيده َّعَّنم جيعلاوا اساتئجأر االبان عباأه؛ لرعاي الغانم‬
‫والزِّ راعة خدمة‪ ,‬ولو كأن رعي الغنم خدمة عو رايلة يفعلاه مبيناأ ‪ ‬وموساى ‪ ‬بال هاو‬
‫يسامى خدماة‬
‫حرفة كبأقي احلرع الغري املسرتالة يقصاد هباأ االكتساأب‪ ،‬فكاذا التَّعلايم ال َّ‬
‫بأألوىل‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر تفصيل حأالت مهر املثل‪ :‬الدُّر املختأر ‪ ،331 :2‬وردّ املحتأر ‪ ، 331 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة ‪ : 54‬إاا يسم املهر يف العقد الصحيح عو تزوجهأ عىل عمه‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪123‬‬
‫ويعترب يف حتديد مهر املثل عشري املرأ ‪ :‬كأألخوات والع َّ ت وبنأت‬
‫تزوج امرع ًة و يفرض هلأ صداقأً‬
‫األع م( ‪)1‬؛ أل َّن ابن مسعود ‪ ‬سئل عن رجل َّ‬
‫و يدخل هبأ حتى مأت‪ ،‬فقأل ابن مسعود ‪( :‬هلا مثل صداق م ائها‪ ،‬ال وكس‬
‫وال هطط‪ ،‬وعليهأ العدَّة‪ ،‬وهلأ املرياث)‪ ،‬فقأم معقل بن سنأن األهجعي فقأل‪:‬‬
‫قىض رسول اهلل ‪ ‬يف بروع بنت واهق امرعة منأ مثل ا َّلذي قضيت‪ ،‬ففرح هبأ ابن‬
‫مسعود ‪ .))2 (‬ومسأئهأ هن عقأرب األب؛ ألمَّه عحأع إليهأ‪.‬‬
‫ويشَّتط أن تت اوى املرأتان‪ :‬وهي املقي ة واملقيس عليها وق العقد‪ :‬سنا ‪،‬‬
‫ومجاال‪ ،‬وماال‪ ،‬وبلدا‪ ،‬وعرصا‪ ،‬وصالحا‪ ،‬وعقال‪ ،‬وع َّفة‪ ،‬وبكار ‪ ،‬وثيوبة‪ ،‬وعلام‪،‬‬
‫الرغبأت‬
‫املهر خيتل ُ بأختالع هذه األوصأع؛ الختالع َّ‬‫وأَدبا‪ ،‬وعدم ولد؛ أل َّن َ‬
‫فيهأ( ‪ ,)3‬وأن يكون حال زوج ه ه كوزواج أمثاهلا ِف املال واحل ب وعدمهام؛ أل َّن‬
‫والس ّن مدخل‬
‫هل مدخالً يف غلو املهر ورخصه‪ ،‬وكذا للج ل والعقل والتَّقوى ِّ‬
‫من جهة الزَّ وج عيضأً‪ ،‬فينبغي اعتبأرهأ يف ح ّقه؛ أل َّن الشَّ أب َّ‬
‫يتزوج بأرخص من‬
‫الس ّن‪ ،‬وكذا التَّقي بأرخص من الفأسق( ‪.)4‬‬
‫الطأعن يف ِّ‬

‫ال مهر هلأ عو سمي املهر وكأمت التسمية فأسدة يلزم مهار املثال‪ .‬ينظار‪ :‬الترشايعأت اخلأصاة‬
‫‪.135‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 64 :5‬واهلداية ‪ ،367 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫الرتمذي ‪ ، 450 :3‬وقأل‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وسنن‬
‫)‪ (2‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 409 :9‬وجأمع ِّ‬
‫الدَّ ارمي‪ ، 207 :2‬وسنن النَّسأئي ‪ ، 316 :3‬ومسند عمحد ‪ ، 480 :3‬وعمأيل املحأمِّل ‪.70 :1‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 64 :5‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 368 :3‬والبحر الرائق ‪.268- 267 :3‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪124‬‬
‫فإاا يوجد َمن ي ثلهأ من قوم عبيهأ يف هذه األوصأع كلهأ عو بعضهأ‪،‬‬
‫الرشع‬
‫ينظر إىل امرعة ُتأثلهأ يف هذه األوصأع من قبيلة ُتأثل قبيلة عبيهأ يف َّ‬
‫تزوجت به؛ ألمَّه هو مهر مثلهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫والرفعة‪ ،‬ويفرض هلأ مهرهأ الذي َّ‬
‫ِّ‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت توكّد ّ‬
‫كل املهر‪:‬‬
‫‪.1‬الوطء‪ ،‬سواء كان ِف مكاح صحيح أو فاسد أو بشبهة‪ ،‬والوطء بشبهة‪:‬‬
‫ك إاا ُزفَّت امرعة إىل رجل‪ ،‬وقيل له‪ :‬هي زوجتُك فد ََخ َل هبأ‪َّ ،‬‬
‫وتبني بعد الك ع ََّّنأ‬
‫وجب عليه املهر‪.‬‬
‫َ‬ ‫ففر َق بينه‬
‫غري زوجته‪ِّ ،‬‬
‫كل املهر إالّ إاا‬
‫الصحيح‪ ،‬فال يتأكد لزوم ّ‬
‫الصحيحة ِف النِّكاح َّ‬
‫‪.2‬اخللو َّ‬
‫كأمت اخللوة صحيحة وكأن النِّكأح صحيحأً؛ لتح َّقق تسليم املبدل‪ :‬وهو منأفع‬
‫البضع‪ ،‬وبتسليم املبدل يتأكّد البدل‪ :‬وهو املهر‪.‬‬
‫الصحيحة؛ أل َّن‬
‫‪.3‬موت أحد ال َّزوجني‪ ،‬ولو قبل الدُّخول وقبل اخللوة َّ‬
‫تقرر ويتأ ّكد‪ ،‬فيجب‬
‫للرفع‪ ،‬وال ُء بأمتهأئه ي َّ‬
‫واج ينتهي به حيث يبق قأبالً َّ‬
‫الزَّ َ‬
‫يتقر َر بجميع مواجبه التي يمكن تقريرهأ؛ لوجود مأ يقتم الك‪ ،‬وليس هنأك‬
‫عن َّ‬
‫مأ يمنع منه‪ ،‬وتلك املواجب هي‪ :‬اإلرث‪ ،‬والعدَّة‪ ،‬واملهر‪ ،‬والنَّسب ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر ال َّرائق ‪ ، 187 :3‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة (‪ :)39‬ا ملهر موعأن‪ :‬مهر مسمى‪ ،‬وهو الَّذي يسميه الَّطرفأن‬
‫حني العقد قليالً كأن عو كثرياً‪ ،‬ومهر املثل‪ ،‬وهو مهر مثل الزَّ وجة وعقراَّنأ من عقاأرب عبياااهأ‬
‫وإاا لام يوجد هلأ عمثأل وعقران من قبل عبيهأ فمن مثيالهتأ وعقراَّنأ من عهل بلدهتأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ‪ ، 330 :2‬ورد املحتأر ‪ ،330 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫سمي مهر يف العقد الصحيح لزم عداؤه كأمالً بوفأة‬ ‫)‪ (4‬يف القأمون األردين‪ :‬املأدة ‪ : 48‬إاا ّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪125‬‬
‫ّ‬
‫واحلط ِف املهر‪:‬‬ ‫رابعا‪ :‬الزِّياد‬
‫‪.1‬جيوز ال ِّزياد عىل املهر امل َّمى ِف العقد‪ ،‬و َيلزم ال َّزوج هبا سواء كام من‬
‫املهر لزوجها أو إبرائه منه‪ ،‬ومثأل الزِّ يأدة‪:‬‬
‫جنس املهر أو ال‪ ،‬ولو بعد هبة ال َّزوجة َ‬
‫ومئة دينأر‪ ،‬لقولااه‬ ‫كأن يكون املهر عل دينأر‪ ،‬ويزيد عليه مئة دينأر‪ ،‬فيصبح عل‬
‫يض ِة}[النسأء‪.]24 :‬‬
‫اضيْتن ْْ بِهِ ِم ْن بَ ْع ِد الْ َف ِر َ‬
‫َاح َعلَيْ نك ْْ فِ َيام ت ََر َ‬
‫‪َ { :‬وال نجن َ‬
‫صحة الزِّياد ‪:‬‬
‫ويشَّتط ل ّ‬
‫تصح الزِّ يأدة؛‬
‫ّ‬ ‫يعني الزِّ يأدة‪،‬‬
‫ع‪.‬معرفة قدرها؛ فلو قأل‪ :‬زدتك يف مهرك‪ ،‬و ّ‬
‫للجهألة‪.‬‬
‫ب‪َ .‬قبول ال َّزوجة إن كام مكلَّفة‪ ،‬أو َقبول وليّها إن كام قارص ال ِّزياد ِف‬
‫فيه؛ الهرتاط احتأد جملس اإلجيأب وال َقبول‪.‬‬ ‫املجلس ال ي حصل‬
‫ج‪.‬بقاء ال َّزوجية؛ بأن حصلت الزِّ يأدة وعقد الاازَّ واج بااأق‪ ،‬بااأن يقااع منااه‬
‫رجعي ولك َّن العدَّة تنقض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الطَّالق عصالً عو وقع منه رالق‬
‫كل املهر أو بعضه سواء َقبِل ال َّزوج أو سك ؛ أل َّن‬ ‫‪.2‬جيوز لل َّزوجة أن َّ‬
‫حتط َّ‬
‫اإلسقأط ال تأج فيه إىل ال َقبول‪ ،‬بل ينفرد به املسقط‪ ،‬بخالع الزِّ يأدة‪ ،‬فإمَّه ال ب ا ّد‬
‫من قَبوهلأ يف املجلس‪ ،‬ولك َّن اإلسقأط يرت ّد بر ِّد املسقط عنه كهبة ال َّدين للمدين‪.‬‬
‫صحة ّ‬
‫احلط‪:‬‬ ‫ويشَّتط ل ّ‬
‫تترصع ب هأءت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪.‬أن تكون بالغة؛ ألمَّه هلأ الوالية عىل مأهلأ‪ ،‬فلهأ عن‬

‫عحد الزوجني عو بألطالق بعد اخللوة الصحيحة‪ ،‬عمأ إاا وقع الطاالق قبال الاوطء واخللاوة‬
‫‪.134‬‬ ‫املسمى‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫الصحيحة لزم مص املهر ّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪126‬‬
‫خوفَهااأ‬ ‫ب‪.‬أن تكون راضية خمتار ؛ حتى لو كأماات مكره ا ًة يصا ّ‬
‫اح‪ ،‬فلااو َّ‬
‫تصح هذه اهلبة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بألَّضب حتى وهبت له مهرهأ‬
‫َّ‬
‫اح‬
‫صحتها‪ ،‬فلااو كأماات مريضااة ماارض املااوت ال يصا ّ‬
‫ج‪.‬أن تكون ِف حالة ّ‬
‫ء منه‪ ،‬إال إاا عجأز هذا اإلبراء بقيااة الورثااة؛ أل َّن‬ ‫إبراؤهأ زوجهأ من املهر‪ ،‬وال‬
‫مجي َع التَّرصفأت اإلمشأئية يف مرض املوت وصية‪ ،‬وال تنفذ الوصية لااوارث‪ ،‬ولااو‬
‫كأمت بأقل من الثلث إال إاا عجأزهأ بقية الورثة ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫لام ا‪ :‬اخللو الصحيحة‪:‬‬


‫وهي عن جيتمع الزَّ وجأن يف مكأن آمنني من ارّالع غريمهأ عليه بااال إاَّن ا ‪،‬‬
‫عي( ‪.)3‬‬
‫ربيعي عو رش ّ‬
‫ّ‬ ‫حيس عو‬
‫ّ‬ ‫وعن يكون الزَّ وج بحيث يتمكّن من الوطء بال مأمع‬
‫وموامع اخللو هي‪:‬‬
‫‪.1‬حيس‪ :‬كاملرض‪ ،‬فمتى كأن عحدمهأ مريضأً مرحأً يمنع اجل ع عو يلحقه‬
‫تصح اخللوة‪ ،‬فمثأل مرحهأ‪ :‬كأن يكون بأملرعة رتق‪ :‬وهو التحأم‬
‫ّ‬ ‫به رضر فال‬
‫الفرج‪ ،‬عو قرن‪ :‬وهو عظم يف الفرج‪ ،‬عو عفل‪ :‬وهو غدة يف خأرج الفرج ُتنع‬

‫)‪ (1‬ينظر‪:‬البحر ‪ ، 160 :3‬ومنحة اخلألق ‪ ، 160 :3‬والدر املختأر‪ ،336 :3‬ورد املحتاأر ‪:3‬‬
‫‪.336‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)53‬ع‪ .‬للزَّ وج الزِّ يأدة يف املهر بعد العقد وللمرعة احلاط مناه‬
‫إاا كأم أ كأمِّل عهلية التَّرصع عىل عن يُوثّق الك رسمي ًأ عمأم القأيض‪ ،‬ويلحق بأصل العقد إاا‬
‫َقبل به الطَّرع اآلخر يف جملس الزِّ يأدة عو احلط منه‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ،119 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ، 344- 343 :1‬ورشح األحكأم َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪127‬‬
‫اجل ع‪ ،‬عو هعر داخل الفرج يمنع من اجل ع( ‪ .)1‬ومرض الزوج مأمع؛ ألمَّه ال خيلو‬
‫عن تكرس وفتور عأدة‪.‬‬
‫‪.2‬طبعي‪ :‬كوجود ثالث معه ‪ ،‬سواء كأن الثألث بصرياً عو ععمى‪ ،‬يقظأمأً عو‬
‫مأئ ً‪ ،‬بألغأً عو صبيأً يعقل؛ أل َّن األعمى س‪ ،‬والنأئم يستيقظ عو يتنأوم‪ ،‬عمأ إن‬
‫كأن صغرياً ال يعقل‪ ،‬عو جمنومأً‪ ،‬عو مغمى عليه‪ ،‬فال يمنع ّ‬
‫صحة اخللوة‪.‬‬
‫باحلج فرحأً عو مفالً؛ ملأ يلزمه‬
‫ّ‬ ‫‪.3‬رشعي‪ :‬كاحليض أو النِّفاس أو اإلحرام‬
‫بأجل ع من الشأة والقضأء‪ ،‬أو صوم رمضان مأمع؛ ملأ يلز ُمه بأجل ع من القضأء‬
‫صحة‬
‫ّ‬ ‫َّطوع واملنذور والك َّفأرات والقضأء ال يمنع‬
‫والك َّفأرة‪ ،‬وعمأ صوم الت ّ‬
‫فرحهأ يمنع اخللوة إن حصلت‬
‫ُ‬ ‫اخللوة؛ لعدم وجوب الك َّفأرة بأإلفسأد‪َّ ،‬‬
‫والصال‬
‫اخللوة يف آخر وقت الصالة و يكن َّ‬
‫صل عحدمهأ‪ ،‬والوقت يكفي للصالة‬
‫فحسب‪.‬‬
‫يكن املكأن صأحلأً للخلوة‪ ،‬فال تع ّد خلوة‪ :‬كامل جد؛ ألمَّه جممع‬ ‫وإاا‬
‫النَّأس‪ ،‬فال يأمن الدُّخول عليه سأعة فسأعة‪ ،‬أو سطح ليس يف جوامبه سرت عو‬
‫كأن سرته رقيق ًأ عو قصري ًا‪ ،‬أو بي بأبه مفتوح‪ ،‬أو طريق؛ َّ‬
‫ألَّنأ ممر النَّأس عأدة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ملكأن خأل عو‬ ‫والك يوجب االمقبأض فيمنع الوطء لكن لو عدل هبأ عن الطريق‬
‫كأمأ يف سيأرة عو مركبة مستورة فال يرى َمن يف داخلهأ فأخللوة صحيحة( ‪.)2‬‬

‫حق تكميل املهر «توكيد‬


‫وتوافق اخللو الصحيحة الدلول احلقيقي هي ِّ‬

‫‪.109‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬مزهة األرواح‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الفتح ‪ ،333 :3‬و الدر املختأر ‪ ، 340- 339 :2‬ورد املحتأر ‪.340- 339 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪128‬‬
‫كل املهر» ووجوب العد ‪ ،‬عمأ بقية األحكأم التي اكروهأ فهي إمأ من عحكأم‬ ‫ّ‬
‫العقد عو عحكأم العدَّة فذكر العدَّة يغني عنهأ‪ ،‬قأل ‪َ { :‬و َكيْفَ تَوْلن ن ومَ نه َو َقدْ‬
‫أَ ْف ََض َب ْع نض نك ْْ إِ َىل َب ْعض}( ‪[ )1‬النسأء‪ ،]21 :‬فإمه عوجب مجيع املهر بعد اإلفضأء‪،‬‬
‫وهو اخللوة؛ ألمَّه من الدُّخول يف الفضأء‪ ،‬وقأل ‪َ ( :‬من كش َ ةأر امرعة ومظر‬
‫الصداق دخل عم يدخل)( ‪ ،)2‬وقأل عمر بن اخلطأب ‪ « :‬إاا عغلق‬
‫إليهأ وجب ّ‬
‫بأبأً وعرخى سرتاً فقد وجب هلأ ّ‬
‫الصداق‪ ،‬وعليهأ العدَّة وهلأ املرياث»( ‪.)3‬‬
‫أما اخللو الفاسد فتقوم مقام الدلول احلقيقي ِف وجوب العدَّ احتياطا؛‬
‫حق يف العدَّة‪ ،‬فال يصدَّق الزَّ وجأن يف‬
‫الرشع والولد ٌّ‬ ‫لتوهم الشغل؛ أل َّن ٍّ‬
‫لكل من َّ‬
‫صل وطء( ‪.)4‬‬ ‫مفيهأ بإقرار ّ‬
‫كل منه عمَّه‬

‫)‪ (1‬من سورة النسأء‪.)21( ،‬‬


‫)‪ (2‬يف سنن الدَّ ارقطني ‪ ، 107 :3‬وسانن البيهقاي الكباري ‪ ، 256 :7‬ويف مراسايل ع داود‬
‫الصاداق)‪ ،‬قاأل ابان حجار يف‬
‫امرعة فنظر عاىل عورهتاأ فقاد وجاب ّ‬ ‫‪( : 185‬من كش‬
‫تلخيص احلبري ‪ :311 :2‬رجأله ثقأت‪ ،‬ويف اجلوهر النقاي ‪ : 104 :2‬وهاو ساند عاىل رشط‬
‫الصحيح ليس فيه إال اإلرسأل‪ .‬ك يف إعالء السنن ‪ ، 105 :11‬وقأل هعيب األرماأؤوط يف‬
‫َّ‬
‫الشيخني‪ ،‬ثم اكر ررقا ًأ عان ّ‬
‫عاِّل وعمار‬ ‫‪ : 185‬رجأله ثقأت رجأل َّ‬ ‫تعليقه عىل املراسيل‬
‫وابن عمر ‪ ‬بأسأميد صحيحة موقوفة عليهم بألفأظ قريبة منه‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف سنن الدَّ ارقطني ‪ 107 :3‬وغريه‪.‬‬
‫وقاأيض خاأن‬ ‫الرو اية‪ ،‬وقأل القدوري واختأره التمرتأ‬
‫مص حممد ‪ ‬وهو ظأهر ِّ‬
‫)‪ (4‬هذا ّ‬
‫وجزم به الكأسأين‪ :‬إن كأن املأمع رشعي ًأ جتب‪ ،‬وإن كأن حسي ًأ ال جتب‪ .‬ينظر‪ :‬الدر املختاأر ‪:2‬‬
‫‪.344‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪129‬‬
‫سادسا‪ :‬تنصيف املهر‪:‬‬
‫يتنصف املهر امل َّمى فيهــا فقــط‬
‫من قبل ال َّزوج قبل الدلول َّ‬ ‫كل فرقة أت‬
‫( ‪)2‬‬
‫للمفوحااة‬
‫َّ‬ ‫دون الزِّ يأدة عليه( ‪ ،)1‬فألزيأدة فهي تسقط بألطَّالق‪ ،‬ويسقط مأ فاارض‬
‫فرحه بقضأء القأيض عو برتايض الاازَّ وجني؛ لرصاايح اآليااة‬
‫بعد العقد‪ ،‬سواء كأن ُ‬
‫يتنص ا‬
‫اآلتية يف املفروض‪ ،‬ويكون عىل مأ فرض بألعقااد فحسااب؛ وكااذلك ال َّ‬
‫مهر املثل؛ لرية‪ ،‬وإمَّ جيب يف هذه الفرق املتعة يف مهاار املثاال؛ أل َّن املتعااة بمنزلااة‬
‫املس َّمى( ‪ ،)3‬وه ه الفرق هي‪:‬‬ ‫مص‬

‫الرجل قبل واحد من املؤكدات الثالثة السأبق اكرهأ‪.‬‬


‫أ‪.‬الطالق؛ إاا رلق َّ‬
‫ب‪.‬اإليالء؛ وهو احلل ُ عىل ترك قربأن الزَّ وجة عربعة عههر عو عكثر‪.‬‬
‫مؤك ادة بااأألي ن مقروم ا ًة بشااهأدة الاازَّ وج بااأللعن‬
‫ج‪.‬اللعان؛ وهو ههأدات ّ‬
‫وههأدهتأ بألغضب‪.‬‬

‫وج قباال عن‬


‫د‪.‬ر ّد ال َّزوج عن اإلسالم؛ ا والعيأا بأهلل تعأىل ا ك إاا ارت َّد الاازَّ ُ‬
‫َ‬
‫يدخل بزوجته‪.‬‬

‫هـ‪ .‬إباء ال َّزوج اإلسالم؛ ك إاا كأن الزَّ وجأن كأفرين وعسلمت الزَّ وجة قبل‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪.338 :2‬‬


‫مفوحة‪ :‬وهي التي مكحت بال اكر املهار‪ ،‬عو عاىل عن ال مهار هلاأ‪ ،‬ثام إن تراحايأ عاىل‬
‫( ‪ِّ )2‬‬
‫‪ ، 108‬ورشح الوقأياة‬ ‫مقدار‪ ،‬فلهاأ الاك املفاروض إن ورئهاأ‪ .‬ينظار‪ :‬تصاحيح التنبياه‬
‫‪.301‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 62 :6‬وبدائع الصنأئع ‪ ، 303 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪130‬‬
‫الدُّخول وعبى زوجهأ عن يدخل اإلسالم‪.‬‬

‫و‪ .‬فعل ال َّزوج بوصول ال َّزوجة وفروعها ما يوجب حرمة املصاهر ‪.‬‬
‫س‪.‬املنخَ َّري ؛ وهي التي اختأرت مفسهأ قبل الدُّخول؛ أل َّن الفرقة جأءت من‬
‫أ‬
‫قبَل الزَّ وج؛ أل َّن البينومة مضأفة إىل اإلبأمة ا َّ‬
‫لسأبقة‪ ،‬وهي فعل الزَّ وج ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫سابعا‪ :‬ما ي قط به كل املهر‪:‬‬


‫بغري طالق قبل الدلول وقبل اخللو ت ــقط مجيــع‬ ‫‪.1‬كل فرقة قد حصل‬
‫آتية من قبل ال َّزوجة( ‪)3‬؛ أل َّن الفرق َة بغري رالق تكون فسااخأً للعق اد‪,‬‬ ‫املهر إن كام‬
‫كل املهر؛ أل َّن فسا َ‬
‫اخ العقااد رفعااه ماان‬ ‫وفسخ العقد قبل الدُّخول يوجب سقوط ّ‬
‫األصل وجعله كأن يكن‪ ،‬وه ه الفرق هي‪:‬‬

‫املهر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 303 :2‬وجممع األَّنر ‪ ، 346 :1‬وغريمهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر تفصيل تنصي‬
‫املهار املسامى بوقوعااهأ قبال‬ ‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)45‬الفرقة التي جيب مص‬
‫الدُّ خاول عو اخللوة هاي الفرقة التي جأءت من أق َبل الزَّ وج‪ ،‬ساواء عكأمات رالقا ًأ عم فساخ ًأ‪:‬‬
‫كألفرقة بأإليالء واللعأن والردَّة وإبأء الزَّ وج اإلسالم إاا عسلمت زوجته وبفعله مأ يوجااب‬
‫حرماة املصأهرة‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ،62 :6‬و غريه‪ .‬واكر يف البدائع ‪َّ : 295 :2‬‬
‫عن كال فرقاة عتات مان قبال‬
‫الزَّ وج وكأمت فسخ ًأ ال رالق ًأ قبل الدُّ خول توجب سقوط املهر‪ :‬كألصغري إاا بل عو اهرتى‬
‫منكوحته‪ ،‬لكن يرد عليه عمَّه لو ارتدّ عن اإلسالم قبل الدُّ خول وهي فسخ ال يسقط كل املهار‬
‫عنه بل جيب مصفه‪ ،‬فأحلق عن ال جيعل هلذه املسألة حأبط بل كام بكال فارد عاىل ماأ عفاأده‬
‫الدليل‪ .‬وُتأمه يف رد املحتأر ‪.72 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪131‬‬
‫أ‪.‬ارتدادها؛ فإ َّن ارتدا َد عحد الزَّ وجني فسخ يف احلأل‪.‬‬
‫ب‪ .‬امتناعها عن اإلسالم إذا أسلْ زوجها‪ ،‬وكام غري كتابيــة؛ أل َّن املساال َم‬
‫يتزو َج كتأبية ابتدا ًء فبقأ ًء من بأب عوىل‪.‬‬
‫له عن َّ‬
‫ج‪.‬فعلها بوصوله وفروعه ما يوجب حرمة املصاهر ؛ بأن رأوعت الزَّ وج ا ُة‬
‫قبل الدُّخول عبأ الزَّ وج عو ابنه فزمى هبأ عو ق َّبلَهأ بشهوة‪.‬‬
‫د‪.‬ليار البلوغ؛ بأن اختأرت مفسهأ قبل الدُّخول حقيق ًة عو حك ً‪.‬‬
‫كل املهر قبل الدلول وبعده إذا كان املهر َدينــا؛ أل َّن اإلبااراء‬
‫‪ .2‬اإلبراء عن ِّ‬
‫إسقأط‪ ,‬واإلسقأط ممن هااو ماان عهاال اإل سااقأط يف حماال قأباال للسااقوط يوجااب‬
‫السقوط‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ .3‬ن‬
‫اخللع عىل املهر قبل الدلول وبعده‪ ,‬وسيأيت ُتأمه عند احلديث عن اخللع‪.‬‬
‫‪ .4‬هب نة ّ‬
‫كل املهر قبل القبض عينا كان أو دينا‪ ،‬وبعد القبض إذا كان عينا ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 295 :2‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين سقوط كل املهر يف عربعة مواد‪ :‬الا دة (‪ :)47‬يسقط حق الزَّ وجة‬
‫يف املهر إاا فسخ العقد بطلب من الزَّ وج لعيب عو علَّاة فاي الزَّ وجة قبل الوطء‪ ،‬وللازَّ وج عن‬
‫يرجع عليهأ ب دفع من املهار‪ .‬الا دة (‪ :)48‬يسقط املهر كله إاا جاأءت الفرقاة بسابب مان‬
‫الزَّ وجة كردّهتأ عو بفعلهأ مأ يوجب حرمة املصأهرة وإن قبضت هيئ ًأ من املهار تارده‪ .‬الاا دة‬
‫(‪ :)49‬إاا وقع االفرتاق بطلب من الزَّ وجة بسبب وجود عيب عو علَّة فاي الازَّ وج عو رلاب‬
‫الصاحيحة يساقط‬ ‫الويل التَّفريق بسبب عدم الكفاأءة وكاأن الاك قبل الدُّ خااول واخللااوة َّ‬
‫املهر كله‪.‬الا دة (‪ :)50‬إاا قتلت الزَّ وجة زوجهأ قتالً مأمع ًأ من اإلرث قبل الادُّ خول فلورثاة‬
‫الزَّ وج اسرتداد مأ قبضته من املهر وسقط م أ بقي منه‪ ،‬وإاا كأن القتل بعد الدُّ خول فال تستحق‬
‫هيئ ًأ مان املهر غري املقبوض‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪132‬‬
‫ثامنا‪ :‬املتعة‪:‬‬
‫كل بلد أو قيمتها‪ ،‬وتعترب بحال‬ ‫وهي ك و ٌ كامل ٌة للمرأ عىل ح ب عرف ِّ‬
‫الرجل؛ لقوله ‪َ { :‬ومتِّ نعو نه َّن َع ـ َىل املْن ِ‬
‫وس ـ ِع َق ـدَ نر نه َو َع ـ َىل املْن ْق ـ ِ َِّت َق ـدَ نره}[البقاارة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الغني بقدر حأله وعىل الفقري ّ‬
‫املقل بقدر حأله‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ :]236‬عي عىل‬

‫وال تزيد املتعة عىل مصف مهر املثل إن كان ال َّزوج غنيا‪ ،‬وال تنقص املتعة عن‬
‫املسمى‪ ،‬واملتعة عهاابه‬ ‫مخ ة دراهْ إن كان فقريا؛ ألمنأ عند التَّسمية موجب مص‬
‫ألَّنأ جتب عىل رريق العوض‪ ،‬وعقل عوض ثباات يف‬
‫مهر املثل‪ ،‬و َّ‬ ‫مأ يكون مص‬
‫عرشة‪ ،‬فال ب ّد يف املتعة من مالحظة هذين األمرين( ‪.)1‬‬ ‫النِّكأح مص‬

‫ومن أحكام املتعة‪:‬‬


‫أ‪ .‬واجبة‪ ،‬وهي للمطلقة قبل الدلول وليس هلا مهر م ّمى؛ أل َّن املتع َة‬
‫عن مهر املثل‪.‬‬ ‫خل‬

‫ب‪.‬م تح ّبة‪ ،‬وهي للمطلقة بعد الدلول سواء كان هلا م َّمى أو ال‪.‬‬
‫ج‪.‬غري م تحبة‪ ،‬وهي للمطلقة قبل الدلول‪ ،‬وهلا مهر م ّمى‪ ،‬وك لك‬
‫للمتوف عنها زوجها ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 140 :2‬وفتح القدير ‪ ، 327 :3‬ودرر احلكأم ‪ ، 343 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ، 343 :1‬والبحر الرائق ‪ ،112- 11 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ورد يف القأمون األردين املأدة ‪ : 55‬إاا وقاع الطاالق قبال تسامية املهار وقبال الادخول‬
‫واخللوة الصحيحة فعندئد جتب املتعة‪ ،‬واملتعة تعني حساب العارع والعاأدة بحساب حاأل‬
‫‪.135‬‬ ‫الزوج عىل عن ال تزيد عن مص مهر املثل‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪133‬‬
‫تاسعا‪ :‬قبض الزَّوجة للمهر‪:‬‬
‫احلق ِف قبضه ي كون عىل ح ب ترتيب الوالية عىل املال لصاحب املــال‬
‫إ َّن ّ‬
‫ثْ األب‪ ،‬ثْ ويص األب‪ ،‬ثْ اجلدّ ‪ ،‬ثْ ويص اجلد‪ ،‬ثْ القايض‪ ،‬ثْ ويص القايض‪،‬‬
‫قبضه واحد منهم برئت ا ّمة الزَّ وج منه‪ ،‬فليس للزَّ وجة مطألبتُه به‪ ،‬ولو بعد‬
‫ومتى َ‬
‫وج قد دف َعه ملَن له الوالية رشعأً‪،‬‬
‫قبضه من الزَّ وج؛ أل َّن الزَّ َ‬
‫البلو ‪ ،‬بل تأخذه ممَّن َ‬
‫فيكون هذا الدفع معترباً تربع به ا ّمته‪.‬‬
‫مهرهــا بنف ــها باادون‬
‫ـبض َ‬
‫فللزوجة البالغــة العاقلــة غــري ال َّ ـفيهة أن تقـ َ‬
‫معأرحة هلأ من عحد ولو كأن األب؛ أل َّن والي ا َة عمواهلااأ هلااأ يف هااذه احلألااة‪ ،‬فااإن‬
‫هأءت تو ّلت هي قبض املهر بنفسهأ وإن هأءت و َّكلت َمن ختتأ ُره‪ ،‬فإن كأمت ثيبأً‬
‫لواحد من عوليأئهأ السأبق اكرهم قبض مهرهأ إال بتوكيل رصيح منهأ‪ ،‬وإ ّن‬‫ٍ‬ ‫ليس‬
‫صل منهااأ َّنااي رصيااح عاان‬ ‫كأمت بكراً فلواحد من األوليأء قبض مهرهأ إاا‬
‫قبضه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫عارشا‪ :‬االلتالف ِف أصل التَّ مية وقدر امل مى‪:‬‬


‫‪ .1‬إذا التلف ال َّزوجان ِف أصل ت مية املهر؛ بـون ادعى أحدن مها ت مية قدر‬
‫اآللر التَّ مية بالكلية‪ ،‬وليس للمدَّ عي ب ّينة‪ ،‬ســواء قبــل َّ‬
‫الط ـالق‬ ‫ن‬ ‫وأمكر‬
‫َ‬ ‫معلوم‪،‬‬
‫وقبل الدلول أو قبل الطَّالق وبعد الدلول أو بعد الطَّالق بعد الدلول‪ ،‬فيطألب‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ،20 :5‬وبدائع الصنأئع ‪ ، 244 :2‬ورد املحتأر ‪ ،141 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة (‪ :)52‬ينفذ عىل البكر ولو كأمات كأملاة األهلياة قابض وليهاأ‬
‫ملهرهأ إن كأن عب ًأ عو جداً ألب و تنه الزَّ وج عن الدفع إليه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪134‬‬
‫منكر التَّسمية بأحلل ‪ ،‬فإن مَك ََل ثبت مأ ا ّدعأه اآلخر؛ أل َّن القأعاادة تقااول‪ :‬الب ِّينااة‬
‫عىل من عدعى واليمني عىل من عمكر‪ ،‬و إن َحلَ َ يقىض بمهاار املثاال برشااط‪ :‬عن ال‬
‫وج إن‬
‫يزيد عىل مأ ا ّدعته املرع ُة إن كأمت هي امل ّدعية‪ ،‬وعن ال ينقص ع ا ّ ا ّدعااأه الاازَّ ُ‬
‫كأن هو املدعي هلأ‪.‬‬

‫منكر‬ ‫وإن كان قبل ال طالق بعد الدلول إذا مل ت لْ مف ها للزوج‪ ،‬فيحل‬
‫يقىض ا هلااأ بأملتعااة بألرشااط‬ ‫التسمية‪ ،‬فإن مكل ثبت مأ ادعأه اآلخاار‪ ،‬وإن حل ا‬
‫الغرض عَّنأ مطلّقة قبل الدخول والتسمية تثبت ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫َ‬ ‫السأبق؛ ألن‬

‫‪.2‬االلتالف ِف قدر امل َّمى‪:‬‬

‫إذا التلف ال َّزوجان ِف قدر املهر سواء قبل الطَّالق وقبل الدُّخول‪ ،‬عو قباال‬
‫الطَّالق وبعد الدُّخول‪ ،‬عو قبل الدُّخول وقبل الطَّالق‪ ،‬فإن َه أه َد مهر املثل هلأ؛ بأن‬
‫كأن ك قألت عو عكثر‪ ،‬يقبل ُ‬
‫قوهلأ بيمينهأ مأ يقم الاازَّ وج بيّنااة عااىل دعااواه‪ ،‬وإن‬
‫هه َد مهر املثل له؛ بأن كأن ك ا ّدعى عو ّ‬
‫عقل‪ُ ،‬ي َصدَّق بيمينه مأ تقم عليااه الب ّينااة‪،‬‬
‫لفأن‪ ،‬فااإن حلفااأ عو‬ ‫وإن كأن مهر املثل مشرتكأً بينه ال هأهداً له وال هلأ‪ ،‬ف َّإَّن‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 378 :3‬وفتح القدير ‪ ، 378 :3‬والدر املختأر ‪ ، 361 :2‬ورد املحتأر ‪:2‬‬
‫‪.362‬‬
‫الصحيح عو تزوجهأ عىل‬
‫)‪ (2‬ورد يف القأمون األردين الا دة (‪ :)46‬إاا يسم املهر يف العقد َّ‬
‫عمَّه ال مهر لاهأ عو سامي املهر وكأمت التَّسمية فأسادة عو وقااع خاالع يف تسامية املهاار و‬
‫الصحيحة يلزم مهر املثل عىل عال يتجأوز املقادار‬
‫تثبت التَّسمية‪:‬ع ‪ -‬إاا تم الدُّ خول عو اخللوة َّ‬
‫الذي ادعتاه الزَّ وجة وال يقل عن املقدار الذي ادعأه الزَّ وج‪ .‬ب ‪ -‬إاا يتم الدُّ خول عو اخللوة‬
‫الصحيحة ووقع الطَّالق تستحق املطلقة مص مهر املثل‪.‬‬
‫َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪135‬‬
‫عقأمأ الب ّينة وهتأترت البينتأن‪ ،‬يقىض بمهر املثل‪ ،‬و إن مكل عحدمهأ عن اليمني حكم‬
‫امتنأع اه‬
‫َ‬ ‫عليه ب ا َّدعأه اآلخر‪ ،‬عو من عقأ َم البيِّنة منه قبلت بيِّنتُه وقم له هبأ؛ أل َّن‬
‫عن اليمني إقرار بدعوى صأحبه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫الرس ومهر العالمية « وثيقة العقد»‪:‬‬


‫‪.3‬االلتالف ِف مهر ِّ‬
‫الرس عىل مهر ث ّْ تعاقدا ِف العالمية بــوكثر‪ ،‬ف اإن اتفقااأ عااىل‬
‫أ‪ .‬إن تواضعا ِف ِّ‬
‫الرس‪ ،‬و إن يتفقأ عىل املواحعة‪ ،‬فأملهر املس ّمى يف العقد مأ‬
‫املواحعة‪ ،‬فأملهر مهر ّ‬
‫يربهن الزَّ وج عىل ع َّن الزِّ يأدة سمعة‪.‬‬

‫الرس عىل مهر ثــْ أقـ ّـرا ِف العالميــة بــوكثر‪ ،‬ف اإن اتفقااأ عو‬
‫ب‪.‬أن يتعاقدا ِف ِّ‬
‫ألَّن يف اإلههأد عظهرا‬ ‫عههدا ع َّن الزِّ يأدة سمعة‪ ،‬فأملهر مأ اكر عند العقد يف ِّ‬
‫الرس؛ َّ‬

‫وصححه يف املبسوط واملحيط‪ ,‬وباه جازم يف‬


‫ّ‬ ‫يف الصور الثالث ختريج الكرخي‪،‬‬ ‫)‪ (1‬احلل‬
‫الكنْز يف بأب التحأل ‪.‬‬
‫الر ازي‪ :‬القول هلأ إن كأن مهر مثلهأ ك قألت عو عكثر‪ ,‬وله إن كأن كا قاأل عو عقال‪,‬‬
‫ويف ختريج َّ‬
‫وعقل ممّأ قألت وال ب ّينة حتألفاأ ولازم مهار املثال‪ ،‬وحأصاله‪َّ :‬‬
‫عن‬ ‫وإن كأن بينه عي عكثر ممأ قأل ّ‬
‫قوهل ‪ ,‬عمأ إاا وافق قول عحدمهأ فألقول له‪ ،‬وهاو املاذكور يف اجلا أمع‬ ‫في إاا خأل‬ ‫التَّح أل‬
‫الصغري وقدَّ مه الزَّ يْلَعأ ّي وغريه له تبع ًأ للهداية ‪ 373 :3‬يؤان برتجيحه وصاححه يف النهأياة‪.‬‬
‫وقأل قأيض خأن‪ :‬إمَّه األوىل‪ .‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.361 :2‬‬
‫املسامى فألبيناة عاىل‬
‫ّ‬ ‫الزوجأن يف مقدار املهار‬ ‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 58‬إاا اختل‬
‫الزوجة فإن عجزت كأن القول للزوج بيمينه إال إاا ادّ عى مأ ال يصلح عن يكون مهاراً ملثلهاأ‬
‫عرف ًأ فيحكم بمهر املثل‪ ،‬وكذلك احلكم عند االختالع بني عحد الزوجني وورثاة اآلخار عو‬
‫‪.136‬‬ ‫بني ورثته ‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪136‬‬
‫ع َّن مرادمهأ اهلزل بألزِّ يأدة عىل مهر ِّ ‪,‬‬
‫الرس واهلزل ببعض املس ّمى مأمع من الوجوب‪.‬‬

‫و إن يشهدا‪ ،‬فأملهر مهر العالمية؛ أل َّن تلااك املواحااعة مااأ كأماات الزمااة‪،‬‬
‫وجعل مأ عقدا عليه يف العالمية بمنْزلة الزِّ يأدة يف مهرهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ولو عخذ عهل املرعة هيئأً من الزَّ وج عند تسليمه زوجته‪ ،‬فللزوج عن يسرتده‬
‫قأئ ً عو هألكأً؛ ألمَّه رهوة ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 87 :5‬والبدائع ‪ ، 287 :2‬وفتح القدير ‪ ،330- 329 :3‬وجممع األَّنر‬
‫‪ ، 355 :1‬ورد املحتأر ‪ ، 370 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)56‬عند اختالع الزَّ وجني يف املاهر الَّذي جرى علياه‬
‫العقد ال تسامع الدَّ عوى إاا خألفت وثيقة العقد املعتربة‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ‪ ، 366 :2‬والدُّر املختأر ‪ ،366 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)54‬ال جيوز ألبوي الزَّ وجة عو عحد عقأرهبأ عن يأخذ من‬
‫الزَّ وج مقودا عو عي هائ آخر مقأبل تزوجيهأ عو إُتأم زفأفهأ له‪ ،‬وللزَّ وج اسرتداد مأ عخاذ مناه‬
‫عينا ًأ إن كاأن قأئ ً عو قيمته إن كأن هألك ًأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪137‬‬

‫الفصل اخلامس‬
‫أمواع النِّكاح وحقوق الزَّوجات‬
‫املبحث األول‬
‫النِّكاح الباطل والفاسد واملوقوف‬
‫من املشهور عمَّه ال فرق بني البأرل والفأسد يف النِّكأح‪ ،‬بل كا ّال لفااظ ماانه‬
‫يستخدم بدل اآلخر‪ ،‬وعىل عدم التَّفريق عبأرات عأ ّمة الكتب‪ ،‬وبذلك رصح اباان‬
‫فرق بينه ‪،‬‬ ‫اهدي َّ‬
‫َّ‬ ‫اهلُ م( ‪ )1‬فقأل‪ :‬ال فرق بينه يف النِّكأح‪ ,‬بخالع البيع( ‪ ،)2‬إال ع َّن الزَّ‬
‫وتأبعه ابن مجيم( ‪ ،)3‬ومشى عىل الااك اباان عأباادين( ‪ ،)4‬وال حااري يف الااك؛ إا َّعم اه‬
‫اصطالح‪ ،‬وفيه يرس يف التَّفريق يف بعض املسأئل ك سيتضح هنأ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النِّكاح الباطل‪:‬‬


‫وهو مأ كأن وجوده كعدمه‪ ،‬فال يثبت به النَّسب وال العدَّة‪ ،‬بخالع املهر‬

‫)‪ (1‬يف فتح القدير ‪ ، 243 :3‬وينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 572 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬إا البأرل فيه مأ ال يكون مرشوع ًأ ال بأصاله وال بوصافه‪ ,‬والفأساد ماأ يكاون مرشاوع ًأ‬
‫بأصله دون وصفه‪ .‬ينظر‪ :‬املوسوعة الكويتية ‪.179 :1‬‬
‫)‪ (3‬يف البحر ‪.156 :4‬‬
‫)‪ (4‬يف رد املحتأر ‪.516 ،350 :2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪138‬‬
‫فإمَّه يثبت بألدُّخول( ‪ )1‬بألتفصيل اآليت يف الفأسد‪ ،‬ومثأل البأرل‪:‬‬

‫‪.1‬مكأح املحأرم إن كأن عأملأً بأحلرمة( ‪.)2‬‬


‫‪.2‬مكأح زوجة غريه إن كأن عأملأً بااذلك( ‪)3‬؛ أل َّن دخولااه هب اأ يف هااذه احلأل اة‬
‫يعترب حمض زمأ‪ ،‬والزِّ مأ ال حرمة له‪.‬‬

‫‪.3‬مكأح معتدّة غريه إن كأن عأملأً بذلك( ‪.)4‬‬

‫‪.4‬مكأح غري املسلم وإن كأن اميأً مسلم ًة ‪.‬‬


‫( ‪)6 ( )5‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.350 :2‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.350 :2‬‬
‫الرشعية ‪ ،195 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 350 :2‬ورشح األحكأم َّ‬
‫الرشعية ‪ ، 195 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 350 :2‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.350 :2‬‬
‫)‪ (6‬حتدث القأمون األردين عن النِّكأح البأرل يف املواد اآلتية‪:‬‬
‫الرجل بمن حترم عليه عاىل‬
‫املأدة (‪ :)30‬يكون عقد الزَّ واج بأرالً يف احلأالت التألية‪ :‬ع‪.‬تزوج َّ‬
‫الرجال بزوجاة الغاري عو معتدتاه‪ .‬ج ‪ -‬تازوج‬
‫التأبيد بسبب النَّسب عو املصأهرة‪.‬ب ‪ -‬تزوج َّ‬
‫املسلم بغري كتأبية‪.‬د ‪ -‬تزوج املسلمة بغري املسلم‪.‬ها ‪ -‬يشرتط يف الفقرات (ع‪ ,‬ب‪ ،‬ج) من هاذه‬
‫املأدة ثبوت العلم بألتَّحريم وسببه‪ ،‬وال يعد اجلهل عذراً إاا كاأن ادعاأؤه ال يقبال مان مثال‬
‫مدعيه‪.‬‬
‫املأدة (‪ :)33‬إاا وقع العقد بأرالً سواء تم به دخول عم يتم ال يفيد حك ً عصاالً وال يرتاب‬
‫عثراً من مفقة عو مسب عو عدة عو إرث‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪139‬‬
‫ثاميا‪ :‬النِّكاح الفاسد‪:‬‬
‫وهو النِّكأح ا َّلذي جتتمع فيااه رشائااط اجلااواز والنَّفااأا َّ‬
‫الس اأبق اكرهااأ( ‪،)1‬‬
‫ومثأل الك‪:‬‬

‫‪.1‬اجلمع بني املحأرم‪ :‬كأجلمع بني األختني( ‪.)2‬‬


‫‪.2‬مكأح األخت يف عدة األخت عو غريهأ من املحأرم‪.‬‬
‫‪.3‬النِّكأح بغري ههود( ‪.)3‬‬
‫الرابعة‪.‬‬
‫‪.4‬مكأح اخلأمسة يف عدة َّ‬
‫‪.5‬مكأح األَمة عىل ّ‬
‫احلرة( ‪.)4‬‬
‫السبي؛ ألمَّه ثأبت النَّسب( ‪.)5‬‬
‫‪.6‬مكأح احلأمل من َّ‬
‫املحرمة‪ :‬كأألخت والع ّمة واخلألة‪ ،‬سواء كأماات حرمتهااأ مساابأً عو‬
‫َّ‬ ‫‪.7‬مكأح‬
‫رحأعأً‪ ،‬وهو غري عأ بحرمتهأ( ‪.)6‬‬
‫‪.8‬مكأح زوجة غريه غري عأ بذلك‪.‬‬
‫‪.9‬مكأح معتدة غريه( ‪ )7‬غري عأ بذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 181 :3‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 172 :5‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 46 :9‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البحر ‪ ، 181 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 242 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬العنأية ‪ ، 320 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ،168 :6‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪140‬‬
‫‪.10‬مكأح املكرهة( ‪.)1‬‬

‫‪.11‬مكأح غري الكتأبية‪ :‬كأمللحدة واملجوسية‪.‬‬

‫‪.12‬مكأح مطلّقته ثالثأً قبل عن يتزوجهأ رجل آخر( ‪.)2‬‬


‫‪.13‬مكأح الفضو ّيل( ‪ )3‬امرعة من مفسه عو من غريه إن توىل هو رريف النِّكااأح‪،‬‬
‫ولو رحيت بعد وقوعه قبل إاَّنأ‪ ،‬ولو كأن رحأهأ رص أً يصح( ‪.)4‬‬

‫الرهيدة مفسهأ من رجل غري ك ء ا ك سبق ا( ‪.)5‬‬


‫‪.14‬مكأح املرعة َّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 350 :2‬وغريه‪.‬‬


‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 201- 200 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫ع يف هؤون غاريه باال والياة رشعياة‪ .‬ينظار‪ :‬رشح األحكاأم‬
‫يترص ُ‬
‫)‪ (3‬الفضويل‪ :‬هو الذي ّ‬
‫الرشعية ‪ ، 214 :1‬وغريه‪.‬‬
‫َّ‬
‫الرشعية ‪ 203 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (5‬حتدث القأمون األردين عن العقد الفأسد يف املواد‪ :)31( :‬احلاأالت التألياة يكاون عقاد‬
‫الرجل بأمرعة‬
‫الرحأع‪ .‬ب ‪ -‬تزوج َّ‬ ‫الزَّ واج فيهأ فأسداً‪ :‬ع ‪ -‬تزوج َّ‬
‫الرجل بمن حترم عليه بسبب َّ‬
‫الرجل بأمرعة فوق عرباع زوجاأت‪.‬د ‪ -‬تازوج‬
‫رم عليه اجلمع بينهأ وبني زوجته‪ .‬ج ‪ -‬تزوج َّ‬
‫الرجل بمطلقته ثالث ًأ مأ تنكح زوج ًأ غريه‪.‬ها ‪ -‬الزَّ واج بال هاهود عو بشاهود غاري حاأئزين‬
‫َّ‬
‫لألوصأع املطلوبة رشع ًأ‪.‬و ‪ -‬زواج املتعة والزَّ واج املؤقت‪.‬ز ‪ -‬مع مراعأة عحكأم الفقرة (ج)‬
‫من املأدة (‪ )35‬من هذا القأمون إاا كأن العأقدان عو عحدمهأ غاري حاأئز عاىل رشوط األهلياة‬
‫حني العقد عو مكره ًأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪141‬‬
‫ومن أحكامه‪:‬‬
‫فإم ـه ال يثب ـ لــه حك ـ ٌْ مــن‬
‫أما قبل الدلول وإن لال هبا للو صحيحة َّ‬
‫أحكام النِّكاح؛ أل َّن امله َر مثالً ال جيب بمجرد العقد‪ ،‬وإمَّ جيب بأستيفأء منأفعه( ‪،)1‬‬
‫تقم اخللوة فيه مقأم الدُّخول؛ أل َّن التَّمكن منهااأ يف اخللااوة منت ا رشع اأً‪،‬‬ ‫وإمَّ‬
‫ويفسخ النِّكأح هنأ بأفرتاق األبدان عىل عن ال يعود إليهأ( ‪.)2‬‬
‫وأما بعد الدلول فيَّتتب عليه األحكام اآلتية‪:‬‬
‫الدلول عىل املفتى به( ‪)3‬؛ أل َّن‬ ‫‪.1‬ثبوت النَّ ب‪ ،‬وتعترب مدّ النَّ ب من وق‬
‫حمل حكمااه‪ ،‬وهااو امللااك؛ أل َّن امللا َ‬
‫اك‬ ‫كأح الفأس َد ليس بنكأح حقيق ًة المعدام ّ‬
‫النِّ َ‬
‫يثبت يف املنأفع‪ ،‬ومنأفع البضع ملحقة‪ ،‬ويف النِّكأح الفأسد بعااد ال ادُّخول حلأجااة‬
‫النَّأكح إىل درء احلد وصيأمة مأئه عن الضيأع بثبوت النَّسب ( ‪.)4‬‬

‫الا دة (‪ :)34‬إاا وقع العقد فأسداً و يتم به دخول ال يفيد حك ً عصالً وال يرتب عثاراً‪ ،‬عماأ‬
‫إاا تم به دخول فيلزم به املهر والعدَّة ويثبت به النَّسب وحرماة املصاأهرة وال تلازم باه بقياة‬
‫األحكأم كأإلرث والنَّفقة‪.‬‬
‫الرجل واملرعة يف الازَّ واج الفأساد عاىل قضاأء القاأيض‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)35‬ع‪ .‬يتوق التَّفريق بني َّ‬
‫ب‪ .‬إاا كأن سبب التَّفريق ِّرم املرعة عىل زوجهأ وجبات احليلولاة بيانه مان وقات وجاود‬
‫السن إاا ولادت الزَّ وجاة عو‬
‫موجب التَّفريق‪ .‬ج‪ .‬ال تسمع دعوى فسأد الزَّ واج بسبب صغر ِّ‬
‫كأمت حأمالً عو كأن الطَّرفأن حني إقأمة الدَّ عوى حأئزين عىل رشوط األهلية‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 64 :6‬والبدائع ‪ ، 335 :2‬واجلوهرة ‪ ، 20 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 364- 363 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬هذا قول حممد ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ 335 :2‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪142‬‬
‫‪ .2‬وجوب العدَّ ‪ ،‬وهو حكم الدُّخول يف احلقيقة؛ ويعترب ابتداؤهأ من وقت‬
‫التَّفريق( ‪ )1‬عو املتأركة‪ ،‬وال تتحقااق املتأركااة إال بااألقول؛ بااأن يقااول‪ :‬تأركتااك‪ ،‬عو‬
‫خليت سبيلك‪ ،‬عو خليتهأ‪ ،‬عو تركتهأ‪ ,‬عمأ لو تركهأ بغري القول ومىض ا عااىل الااك‬
‫سنون يكن هلأ عن تتزوج بآخر‪ ،‬ولكل منه فسخ الفأسد بغري حضور اآلخر( ‪.)2‬‬
‫‪.3‬وجوب األقل من امل َّمى ومن مهر املثل‪ ،‬فإن يوجد مس َّمى فمهر املثل‬
‫بألغأً مأ بل ( ‪.)3‬‬
‫‪.4‬سقوط احلدّ ؛ للشبهة( ‪ ،)4‬وهذا ال يعفيه من العقوبة التَّعزير ّية عىل حسااب‬
‫اجلرم( ‪.)5‬‬
‫‪.5‬عدم استحقاقها النَّفقة( ‪.)6‬‬
‫‪.6‬عدم وقوع الطَّالق‪ ،‬ولكنَّه متاركة للنِّكاح؛ أل َّن وقوع الطَّالق يسااتدعي‬
‫ملكأً له عىل املحل‪ ،‬والك صل بألنِّكأح الصحيح( ‪.)7‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اجلوهرة النرية ‪، 21 :2‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ،364 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 56‬إاا وقع االفرتاق بعد الدخول يف العقد الفأسد ينظار فاإن‬
‫املسامى واملثال وإن كاأن املهار يسام عو كأمات‬
‫ّ‬ ‫كأن املهر قد سمي يلزم األقل من املهارين‬
‫التسمية فأسدة يلزم مهر املثل بألغ ًأ مأ بل ‪ ،‬عمأ إاا وقع االفرتاق قبل الدخول فاال يلازم املهار‬
‫‪.136‬‬ ‫عصالً‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 335 :2‬وغريه‪.‬‬
‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 195 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪.36 :5‬‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 36 :5‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪143‬‬
‫‪.7‬عدم اإلحصان باجلامع( ‪)1‬؛ أل َّن اإلحصااأ َن عبااأرة عاان ك ا ل احلااأل‪ ,‬فااإمَّ‬
‫صل بوطء هو معمة‪ ،‬بل َّنأية يف النِّعم اة‪ ,‬والااوطء بألنِّكااأح الفأسااد حاارام‪ ,‬فااال‬
‫يوجب اإلحصأن( ‪.)2‬‬
‫‪ .8‬عدم ثبوت حرمة املصاهر إذا مل يكن فيه م يس أو مظر؛ أل َّن النِّكأح إمِّ‬
‫يقأم مقأم الوطء يف إثبأت حرمة املصأهرة؛ ألمَّه يتوصل به إىل الوطء رشعأً‪ ,‬والك‬
‫ال صل بألعقد الفأسد‪ ,‬فلهذا ال يثبت به احلرمة( ‪.)3‬‬
‫‪.9‬عدم التوارث بينهام( ‪.)4‬‬

‫وإم ا اإلجااأزة تااؤثِّر بألنِّساابة للعقااد‬


‫‪.10‬ال ينقلــب صــحيحا باإلجــاز ؛ َّ‬
‫املوقوع‪ ،‬فيصري مأفذاً هبأ ‪.‬‬
‫( ‪)6 ( )5‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 367 :3‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 46- 45 :151،9 :5‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املصدر السأبق ‪ ، 158 :5‬وغريه‪.‬‬
‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 201 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم الرشعية ‪ 203 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (6‬تكلّم القأمون األردين عن النكأح الفأسد يف ثالث مواد هي‪:‬‬
‫املأدة ‪ : 34‬يكون الزواج فأسداً يف احلأالت التألية‪ )1( :‬إاا كأن الطرفأن عو عحدمهأ غري حاأئز‬
‫عىل رشوط األهلية حني العقد (‪ )2‬إاا عقد الزواج بال ههود (‪ )3‬إاا عقد باأإلكراه (‪ )4‬إاا‬
‫كأن ههود العقد غري حأئزين لألوصأع املطلوباة رشعا ًأ (‪ )5‬إاا عقاد الازواج عاىل إحادى‬
‫املرعتني املمنوع اجلمع بيانه بسابب حرماة النساب عو الرحاأع (‪ )6‬زواج املتعاة والازواج‬
‫‪.139‬‬ ‫املؤقت‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪144‬‬
‫ثالثا‪ :‬النِّكاح املوقوف‪:‬‬
‫وهو النِّكأح الذي جتتمااع فيااه رشوط وقااوع الطااالق الزم اأً التااي س ابق‬
‫اكرهأ‪ ،‬فيكون صحيحأً غري مأفذ‪ ،‬ومثأل الك‪:‬‬
‫الصغرية املميزة عو املعتوه عو املعتوهة عو املجنااون‬
‫الصغري املميز عو َّ‬
‫تزوج َّ‬
‫‪َّ .1‬‬
‫عو املجنومة بدون إان من الو ّيل قبل العقد‪ ،‬فإمَّه يكون موقوفأً عااىل إجااأزة الااو ّيل؛‬
‫الرعي عندمهأ‪ ،‬فإاا رعى ع َّن العقد فيه‬
‫أل َّن الشَّ أر َع عقأمه لينظر يف مصأحله لقصور َّ‬
‫منفعة هل م َّف َذه وإال عبطله‪.‬‬
‫‪ .2‬تزويج الو ّيل البعيد موليته مع وجود الو ّيل القريااب املتااوفرة فيااه رشوط‬
‫األهلية‪ ،‬ك إاا زوجهأ األخ ألب مع وجود األخ الشقيق البأل العأقل‪.‬‬
‫ُ‬
‫الوكيل إن كأن متّه ً يف العقد ك َمن زوج ابنته ملاان و َّكلااه بزواجااه‬ ‫‪.3‬تزويج‬
‫فإَّنأ موقوفة عىل إجأزة املوكّل‪.‬‬
‫من امرعة‪َّ ،‬‬
‫زوه موكِّله من ليىل وقد‬
‫املوكل في وكّله‪ ،‬كمن َّ‬ ‫‪ .4‬تزويج الوكيل إن خأل‬
‫وكَّله من زواجه من هدى‪.‬‬

‫املأدة ‪ : 42‬الز واج الفأسد الذي يقع به دخول ال يفيد حك ً عصالً عماأ إاا وقاع باه دخاول‬
‫فيلزم به املهر والعدة ويثبت النسب وحرمة املصأهرة وال تلزم بقية األحكأم كأإلرث والنفقة‬
‫قبل التفريق عو بعده‪.‬‬
‫يفرق القأيض بينه‬
‫املأدة ‪ : 43‬بقأء الزوجني عىل الزواج البأرل عو الفأسد ممنوع فإاا يفرتقأ ّ‬
‫عند ثبوت الك بأملحأكمة بأسم احلق العأم الرشعي وال تسمع دعوى فساأد الازواج بسابب‬
‫صغر السن إاا ولدت الزوجة عو كأمت حأمالً عو كأن الطرفأن حني إقأماة الادعوى حاأئزين‬
‫‪.132‬‬ ‫عىل رشوط األهلية‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪145‬‬
‫الرهيدة مفسهأ بأقل من مهر مثلهأ‪.‬‬
‫‪.5‬تزويج املرعة َّ‬
‫وج املرع َة بأمَّه ك ء وهو غري ك ء‪.‬‬
‫‪.6‬تغرير الزَّ ُ‬
‫‪.7‬عقود الفضويل إن كأن للعقد ررفأن‪ ،‬واألصل يف هذا ع َّن ّ‬
‫كل عقد صاادر‬
‫من الفضويل وله جميز‪ :‬عي قأبل يقبل اإلجيأب سواء كأن فضوليأً آخر عو وكيالً عو‬
‫عصليأً عو وليأً امعقد موقوفأً عىل اإلجأزة‪ُّ ،‬‬
‫وكل عقد ليس له قأبل يقباال اإلجيااأب‬
‫وقت العقد يقع فأسداً‪ ،‬ك لو قأل الفضويل‪ :‬اهااهدوا عين ز َّوجاات فالمااة لفااالن‬
‫الرجل‪ :‬تزوجت فالمة وهي غأئبة‪ ،‬فأجأبه فضويل‪،‬‬
‫وقبل عنه فضويل آخر‪ .‬عو قأل َّ‬
‫زوجاات‬ ‫وقأل‪ :‬زوجتهأ منااك‪ ،‬فيقااع موقوف اأً؛ أل َّن ركاان الت ّ‬
‫َّرص اع وهااو قولااه‪َّ :‬‬
‫وتزوجت صد َر من عهله‪ ،‬وهو العأقل البأل ‪ ،‬مضأفأً إىل ِّ‬
‫حمل اه‪ ،‬وهااو األمثااى ماان‬ ‫َّ‬
‫رض َر يف امعقأده موقوفأً عىل اإلجأزة؛‬
‫بنأت آدم ‪ ،‬وليست من املحرمأت‪ ،‬وال َّ‬
‫لكومه غري الزم فينعقد موقوفأً‪ ،‬فإن رعى فيه مصلح ًة مفذه( ‪.)1‬‬

‫ومن أحكامه‪:‬‬

‫حكاام ال ادُّخول يف النِّكااأح املوقااوع كأل ادُّخول يف الفأس اد‪ ,‬فيسااقط احل ا ّد‬
‫للشُّ بهة‪ ،‬ويثبت النَّسب‪ ،‬وجيب األقل من املس َّمى ومن مهر املثاال؛ أل َّن الااوطء يف‬
‫غري امللك ال ينفك عن عقوبة عو غرامة‪ ،‬إال عمَّه تلحقه اإلجااأزة‪ ،‬فيصااري صااحيحأً‬
‫بخالع الفأسد( ‪.)2‬‬

‫الرشعية ‪ ، 214- 206 :1‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 21 :5‬ورد املحتأر ‪ ، 350 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪146‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫ِف ح ن املعاملة ووالية الزَّوج‬
‫والق ْ بني الزَّوجات‬
‫أوال‪ :‬ح ن املعاملة للزَّوجة‪:‬‬
‫تكرم رشيعة املرعة ك عكرمهأ اإلسالم؛ إا اعتنى برتبيتهأ صغرية‪ ،‬وبحسن‬
‫معأملت هأ ومالرفتهأ كبرية‪ ،‬فبنى احليأة الزَّ وجية عىل الوفأق وااللتئأم بني‬
‫الزَّ وجني‪ ،‬قأل ‪َ { :‬و ِم ْن آ َياتِهِ أَ ْن لَ لَ َق لَ نك ْْ ِم ْن أَمْ نف ِ نك ْْ أَ ْز َواجا لِتَ ْ نكننوا إِلَيْ َها‬
‫َو َج َع َل بَ ْينَ نك ْْ َم َو َّد َو َر ْ َ‬
‫َة} ( ‪.)1‬‬
‫مر‬
‫الرجل مظرة إعظأم وإكبأر وال تعأمله ب ينتقصه‪ ،‬وقد ّ‬
‫فأملرعة تنظر إىل َّ‬
‫معنأ عدم جواز عن يكون مهر املرعة خدمة الزَّ وج هلأ؛ ملأ يف الك من إاالله‪،‬‬
‫زوجهأ بأسمه‪ ،‬بل عليهأ عن‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫كراهة عن تُنأدي الزَّ وج ُة‬ ‫مص الفقهأ ُء عىل‬
‫وكذلك َّ‬
‫تُ نأديه بكنيته؛ ملأ فيه من تعظيمه( ‪.)2‬‬
‫والرجل ينظر إىل املرعة مظرة إهفأق ورمحة ومودة ورعفة‪ ،‬فيحسن معأملتهأ‬
‫َّ‬

‫)‪ (1‬من سورة الروم‪ ،‬اآلية (‪.)21‬‬


‫‪ ،479‬وغريمهأ‪.‬‬ ‫والسأئل‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ‪ ، 269 :5‬ومفع املفتى َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪147‬‬
‫ارشو نه َّن بِاملَْ ْعر ِ‬
‫ِ‬
‫وف}( ‪ ،)1‬فأملعأرشة‬ ‫ن‬ ‫بنتأً وعختأً وعمأً وزوج ًة؛ قأل اهلل ‪َ { :‬و َع ن‬
‫بأملعروع تشمل مجيع منأحي احليأة‪ ،‬سواء كأمت بمراعأة املشأعر عو بلني القول‬
‫الرشعي من اإلمفأق عليهأ مأكالً ومرشبأً وملبسأً‬
‫والتودد هلأ عو ب ألقيأم بواجبهأ َّ‬
‫وسكن ًة وغريهأ‪.‬‬

‫وهبذه النَّظرة تتوافق احليأة البرشية وتنتظم املصألح بني الزَّ وجني‪ ،‬فهي‬
‫كل منه وحأله‪ ،‬بخالع مظرة غريمأ التي تقوم عىل الن ِّدية‪ّ ،‬‬
‫فكل‬ ‫تلتئم مع ربيعة ّ‬
‫الرجل واملرعة م ّد لرخر‪ ،‬وينأزع صأحبه؛ لتحقيق هخصه‪ ،‬وهذا عىل مأ فيه‬
‫من َّ‬
‫كل منه ‪ ،‬فإ َّن مبنى احليأة فيه عىل الشِّ قأق والنِّزاع‪ ،‬ويرتتب‬
‫من خروج عن فطرة ٍّ‬
‫عليه عرسة هديدة يف املعيشة( ‪.)2‬‬
‫ثاميا‪ :‬والية الزَّوج عىل الزَّوجة‪:‬‬
‫عرضه ورش َفه وم بَه وماله‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪.1‬تشمل والية ال َّزوج عىل ال َّزوجة ما حيفظ‬
‫فتجب طاعته ِف ذلك‪ ،‬وله توديبها توديبا لفيفا عىل ِّ‬
‫كل معصية صدرت منها مل يرد‬
‫ء؛ أل َّن املقصو َد منه الزَّ جر‬ ‫يق َّدر يف التأديب‬ ‫ِف شوُنا حدٌّ مقدَّ ٌر؛ وإمَّ‬
‫وعحوال النَّأس خمتلفة فيه‪ .‬ومثأل الك‪:‬‬

‫عن ترتك الزينة له مع القدرة عليهأ إن عراد الزَّ وج عن تتز َّين له‪.‬‬
‫وعن ال جتيبه إىل الفرات إاا كأمت رأهرة عن احليض والنِّفأس‪.‬‬

‫)‪ (1‬من سورة النسأء‪ ،‬اآلية (‪.)19‬‬


‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 39‬عىل الزوج عن سن معأرشة زوجته وعن يعأملهأ بأملعروع‬
‫‪.131‬‬ ‫وعىل املرعة عن تطيع زوجهأ يف األمور املبأحة‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫‪148‬‬
‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬

‫وعن تكش وجههأ لغري حمرم مع خوع الفتنة‪.‬‬


‫وعن ُتزق ثيأب الزوج‪.‬‬
‫وإن كلمت عجنبيأً إاا خي من الك الفتنة‪.‬‬
‫وعن تعطي من بيته هيئأً من الطعأم بال إامه‪ ،‬حيث كأمت العأدة جتر‬
‫به‪.‬‬
‫وعن تَّضب ول َده ا َّلذي ال ُ‬
‫يعقل عند بكأئه‪.‬‬
‫حق ممأ سيأيت‪.‬‬ ‫وعن خت رج بال إامه من غري وجه ّ‬
‫وعن تيسء األدب معه ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫الصالة وال ُغسل‪.‬‬ ‫وعن ترتك َّ‬


‫( ‪)2‬‬

‫ٍ‬
‫ألحد عليه‪ ،‬وع ّمأ إن تَ َعدَّى َح َّده‬ ‫فإن يتع ّد الزَّ وج حدوده فال سبيل‬
‫بحق ولكن تَ َعدَّى‬ ‫ب خفيفأً‪ ،‬عو رض َهبأ ٍّ‬ ‫الَّض ُ‬
‫رضهبأ بغري َح ٍّق ولو كأن َّ‬‫َ‬ ‫بأن‬
‫صحة الك‪ ،‬عزَّ ره‬ ‫عمرهأ إىل القأيض‪ ،‬وحت َّقق َّ‬ ‫الَّضب ورف َعت املرع ُة َ‬‫َح َّده يف َّ‬
‫ب يعل ُم عمَّه َينْزَ أج ُر به عن ارتكأب مثل مأ فعل ‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫َّرصع يف عمواهلأ؛ فيحق هلأ عن تتوىل‬ ‫‪.2‬ال يدخل يف واليته منعهأ الت ُّ‬
‫إدارة عمواهلأ بنفسهأ عو توكّل من هأءت‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 208 :4‬والدُّر املختأر ‪ ، 77 :4‬ورد املحتأر ‪ ،78 :4‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬هذا مأ اكره الولواجلي وقأيض خأن واعتمده صأحب الكناز ‪ 53 :5‬وامللتقاى ‪612 :1‬‬
‫ألَّنأ معصية‪ .‬والقول الثأين‪ :‬عمَّه ال يعزرهأ عليهأ؛ َّ‬
‫ألن املنفعاة ال تعاود إلياه بال‬ ‫وبه قأل كثري؛ َّ‬
‫الروايأت عن حممد‪ ،‬واعتمده صاأحب التناوير ‪ ، 78 :4‬والغارر ‪. 77 :2‬‬ ‫إليهأ‪ .‬ك يف بعض ِّ‬
‫وينظر‪ :‬حأهية الشلبي ‪ ، 211 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 53 :5‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪149‬‬
‫‪ّ .3‬ق للزَّ وجة اخلروج بال إان زوجهأ‪ ،‬برشط عدم الزِّ ينة والتَّربج‬
‫الرجأل واالست لة؛ لقوله ‪َ { :‬وال‬ ‫وتغيري اهليئة إىل مأ يكون داعية لنظر ِّ‬
‫وىل} ‪ ،‬في يِّل‪:‬‬ ‫أهلأيَّ أة ْاألُ َ‬
‫( ‪)1‬‬ ‫اجل أ‬
‫َرب َج ْ َ‬
‫َرب ْج َن ت َ ُّ‬
‫ت َ َّ‬
‫مرة‪ ،‬ول زيأرة غريمهأ من املحأرم‪ :‬كأألخ‬ ‫كل عسبوع ّ‬ ‫ع‪.‬لزيأرة والدهيأ يف ِّ‬
‫مرة ‪ ،‬وله منعهم عند الزِّ يأرة من القرار‬ ‫كل سنة ّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫واألخت والع ّم واخلأل يف ّ‬
‫واملقأم عندهأ يف بيته‪ ،‬سواء كأن ملكأً له عو مستأجره عو مستعريه؛ أل َّن الفتن َة‬
‫يف املكث ورول الكالم ‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫ب‪.‬للقيأم عىل هؤون عبيهأ عو عمهأ إن كأن مريضأً فأحتأج إليهأ؛ لعدم َمن‬
‫وج عو‬
‫يض الزَّ ُ‬‫أ‬
‫يقوم بشأمه‪ ،‬فيلز ُمهأ الذهأب إليه وتعأهده بقدر احتيأجه‪َ ،‬ر َ‬
‫الشخص مأمور‬
‫َ‬ ‫غري مسلم؛ أل َّن‬
‫يرض‪ ،‬وال فَ ْر َق يف الك بني مأ إاا كأن مسل ً عو َ‬
‫برب الوالدين عىل قدر استطأعته‪ ،‬وقد ورد يف برمهأ آيأت عديدة منهأ‪ :‬قوله ‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المهأ فَال تَ ُق ْل َهلُ َ ُععٍّ َوال تَنْ َه ْر ُ َ‬
‫مهأ َوقُ ْل َهلُ َ‬ ‫مهأ َع ْو ك ُ َ‬ ‫{ أإ َّمأ َيبْلُ َغ َّن عنْ َد َك ا ْلك َ َ‬
‫رب َع َح ُد ُ َ‬
‫أين‬‫مح ُه َ َك َ َربَّيَ أ‬ ‫الر ْمح أَة َوقُ ْل َر ِّب ا ْر َ ْ‬ ‫أ‬ ‫اخ أف ْض َهلُ َ َجن َ‬
‫َأح ال ُّذ ِّل م َن َّ‬ ‫قَ ْوالً َك أري ً‪َ .‬و ْ‬
‫َصغأرياً} ( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬من سورة األحزاب‪ ،‬اآلية (‪.)33‬‬


‫)‪ (2‬وعن ع يوس ‪ :‬تقييد خروجهأ بعدم قدرهتم عىل املجيء إليهأ‪ ،‬فإن كأموا قاأدرين عاىل‬
‫ويشق خروجهأ عىل الازَّ وج فتمناع؛ َّ‬
‫ألن يف‬ ‫ّ‬ ‫يشق عليهم‪،‬‬
‫خروجهم قد ال ّ‬‫َ‬ ‫الك فال خترج‪َّ ،‬‬
‫فإن‬
‫كثرة اخلروج فتح بأب الفتنة خصوص ًأ إاا كأمت هأ ّبة والازَّ وج مان اوي اهليئاأت‪ ،‬بخاالع‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ ينظر إىل َمن لايس يف خروجاه رضر‪ ،‬فيخارج ويُمناع اآلخار‪.‬‬ ‫خروجهم‪ ،‬فإمَّه عيرس‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬فتح القدير ‪.208 :4‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 207 :4‬وفتح القدير ‪ ، 208- 207 :4‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬من سورة اإلرساء‪ ،‬اآليتأن (‪.)24- 23‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫‪150‬‬
‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬

‫حق‪.‬‬
‫ج‪.‬إاا كأن هلأ عند هخص ّ‬
‫حق يف منعهأ؛ أل َّن‬
‫حج الفرض مع وجود حمرم هلأ‪ ،‬فليس له ّ‬
‫د‪.‬ألداء ّ‬
‫ح َّقه ال يق َّدم عىل فرض العني‪.‬‬
‫ها‪ .‬إاا وقعت هلأ مسألة حتتأج إليهأ يف دينهأ‪ ،‬برشط عن ال يكون الزَّ وج‬
‫يسأل عأمل ًأ عنهأ وامتنع عن السؤال‪ ،‬فيحق هلأ اخلروج‪.‬‬
‫َ‬ ‫عأملأً هبأ‪ ،‬عو‬
‫و‪.‬إاا خشيت سقوط البيت عليهأ عو حرقه عو غرقه‪ ،‬فلهأ عن خترج ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الق ْ بني الزَّوجات‪:‬‬


‫الرجل عىل عي‬ ‫َ‬
‫األصل هو وجود امرعة عخرى يف حيأة َّ‬ ‫عثبت البأحثون ع َّن‬
‫الرجل فيهأ عىل امرعة واحدة‬
‫محو وهيئة‪ ،‬حتى عمَّه يعرع مدة تأرخيية استقر َّ‬
‫بصورة جتعلهأ ظأهرة ال تقبل النَّقض‪ ،‬وقأعدة ال يدخلهأ اس تثنأء عو هذوا‪ ،‬فإاا‬
‫مأ جتأوزمأ اإلبأحة التي كأن ي رسهأ كثري من الشُّ عوب القديمة‪ ،‬والعالقة غري‬
‫األخالقية بني األمم الغربية والرشقية‪ ،‬فإمنأ مجد ع َّن التعدد املرشوع كأن سمة ّ‬
‫كل‬
‫رشيعة وعالمة ّ‬
‫كل حضأرة( ‪.)2‬‬

‫وتوافقأً مع هذه الطبيعة اإلم سأمية جأءت َّ‬


‫الرشيعة اإلسالمية من عند خألق‬
‫هذه الفطرة منسجم ًة معهأ‪ ،‬فأبأحت التَّعدد بال رشط عو قيد‪ ،‬ك هو رصيح يف‬

‫الرشاعية لقادري بأهاأ‪ ،284- 280 :1‬ورشح‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 208 :4‬واألحكاأم َّ‬
‫األحكأم الرشعية ‪ ، 285- 279 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪.77- 76‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فلسفة مظأم األرسة يف اإلسالم‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪151‬‬
‫الث َو نر َبا َع‪َ ،‬فإِ ْن ِل ْفتن ْْ‬
‫اب لَ نك ْْ ِم َن النِّ َ اءِ َمثْنَى َوثن َ‬ ‫القرآن الكريم‪َ { :‬فامْكِ نحوا َما طَ َ‬
‫ك أَ ْدمَى أَ َّال تَ نعو نلوا} ( ‪ ،)1‬وليس هذا‬ ‫احدَ أَ ْو َما َملَ َك ْ أَ ْي َاممن نك ْْ َذلِ َ‬
‫أَ َّال تَ ْع ِدلنوا َف َو ِ‬
‫فحسب‪ ،‬بل كأن التَّعدد هو األصل يف الزَّ واج إا بدع اآلية بألتَّعدد { َمثْنَى َوثن َ‬
‫الث‬
‫َو نربَا َع}‪ ،‬ث ّم جعل الواحدة حألة استثنأئية ملَن ال يقدر عىل العدل بني النِّسأء‪ ،‬فقأل‬
‫‪َ { :‬ف ِإ ْن ِل ْفتنْ َأ َّال تَ ْع ِدلنوا َف َو ِ‬
‫احدَ }‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الرجل‪ ،‬و تلبية حلأجة املجتمع من عن يكون‬
‫وعسبأب الك االلتئأم مع حأل َّ‬
‫والرايلة؛ إا من املعلوم ع َّن‬ ‫جمتمعأً رأهراً مقيّأً تقيأً بعيداً عن ّ‬
‫كل عسبأب االمحراع َّ‬
‫املجتمع ا َّلذي ال يسود فيه التَّعدد تكثر فيه اخل ليالت‪ ،‬ويشيع فيه ترويج الزِّ مأ‬
‫والفجور؛ لكثرة مسأئه اخلأليأت عن األزواج‪ ،‬وحتقيقأً لشهوات ومزوات من‬
‫منعوا التَّعدد‪.‬‬

‫وحتقيق حأجة كل امرعة إىل زوج‪ ،‬سواء كأمت بكراً عو مطلّقة عو عرملة؛ أل َّن‬
‫كل امرعة عىل جمتمعهأ عن يوفّر هلأ زوجأً تعيش يف كنفه ويرعأهأ وهيت ّم هبأ‪،‬‬ ‫حق ّ‬‫من ّ‬
‫السكينة يف حيأهتأ‪ { :‬نه َو الَّ ِ ي لَ لَ َق نك ْْ ِم ْن مَ ْفس‬
‫و صل هلأ عوالد منه؛ ليتحقق هلأ َّ‬
‫َّوصل إىل الك إال‬ ‫احدَ َو َج َع َل ِمنْ َها َز ْو َج َها لِيَ ْ ك َنن إِ َليْ َها}( ‪ ،)2‬وال يمكن الت ّ‬
‫َو ِ‬

‫بألتَّعدد‪.‬‬
‫فألبالد التي ال ينترش فيهأ التَّعدد‪ ،‬تكثر فيهأ النِّسأء بال عزواج‪ّ ،‬ممأ يؤدي إىل‬
‫حقوق املرعة؛ إا جتدهأ تقبل بأي زوج يأتيهأ وإن كأن غري صألح هلأ‬ ‫امتقأ‬

‫)‪ (1‬النسأء‪ :‬من اآلية‪.3‬‬


‫)‪ (2‬األعراع‪ :‬من اآلية‪189‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪152‬‬
‫وليس يف مستواهأ؛ خوفأً من عن ال يأتيهأ غريه‪.‬‬

‫عمأ إاا تقدم هبأ الس ّن قليالً‪ ،‬فال جتد َمن يتزوجهأ إال ممن قرب عجله‬
‫وحأمت منيته‪ ،‬عالوة عىل َمن رلق ت عو مأت عنهأ زوجهأ‪ ،‬فإمَّه ال سبيل هلأ يف‬
‫الزَّ واج يف الغألب‪.‬‬

‫عمأ َمن تزوجت بمن مأل حيأهتأ بألضنك؛ لسوء خلقه ودمأءة ترصفأته‪،‬‬
‫ألَّنأ إاا تركته ف َمن يتزوج امرعة مطلقة‪ ،‬وهذا مزر يسري‬
‫فليس هلأ إال عن حتتمله؛ َّ‬
‫من الظلم واجلور الذي وقع عىل املرعة بسبب االبتعأد عن التَّعدد‪.‬‬

‫ومن األمور التي جيب العدل فيها‪:‬‬


‫حق املرعة ويمنع‬
‫فظ ّ‬ ‫وجدت األحكأم الفقه ّية التي تنظِّم هذا التَّعدد ب‬
‫ويتجسد هذا التَّنظيم يف تسأوي مجيع الزَّ وجأت يف احلقوق‬ ‫َّ‬ ‫الرجل من ظلمهأ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫لقوله تعأىل‪َ { :‬ف ِإ ْن ِل ْفتنْ َأ َّال تَ ْع ِدلنوا َف َو ِ‬
‫احدَ }( ‪ ،)1‬فإمَّه عمر بألعدل املمكن بني‬ ‫ْ‬
‫الزَّ وجأت‪ ،‬وإال فليتزوج واحدة َمن ال يستطيع العدل بينهن‪ ،‬وقوله تعأىل‪َ { :‬و َل ْن‬
‫ني النِّ َ اءِ َولَ ْو َح َر ْصتن ْْ}‪ :‬عي يف املحبة { َفال متَ ِيلنوا ك َّنل‬
‫تَ ْ تَطِي نعوا َأ ْن تَ ْع ِدلنوا َب ْ َ‬
‫املَْيْ ِل}( ‪ :)2‬عي يف القسم( ‪ ،)3‬قوله ‪( :‬من كأن له امرعتأن ف ل إىل إحدامهأ جأء يوم‬
‫القيأمة وه ّقه مأئل)( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬من سورة النسأء‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬


‫)‪ (2‬النسأء‪ :‬من اآلية‪.129‬‬
‫والرشمباللية ‪ ،355 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البحر ‪ُّ ، 234 :2‬‬
‫)‪ (4‬يف سنن النَّسأئي ‪ ، 280 :5‬واملجتبى‪ ، 63 :7‬ومسند الطيأليس ‪ ، 322 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪153‬‬
‫ومن ه ه احلقوق‪:‬‬

‫أ‪.‬النَّفقة‪ ،‬وتشمل املأكل وامللبس واملسكن‪ ،‬فيجب عليه عدم اجلور عليهن‬
‫فيهأ( ‪.)1‬‬
‫ب‪.‬البيتوتة‪ ،‬في اوي بني النِّ اء ِف املبي ؛ لتأمس ٌّ‬
‫كل منه ّن به وتندفع عنهأ‬
‫الوحشة‪ ،‬فال فرق بينه ّن‪ ،‬بل ّ‬
‫الكل سواء‪ ،‬فتستوي فيه البكر والثيب واجلديدة‬
‫والصحيحة واملريضة واحلأئض والنّفسأء وجمنومة‬
‫َّ‬ ‫والقديمة( ‪ )2‬واملسلمة والكتأبية‪،‬‬
‫ال خيأع الزَّ وج منهأ بأن كأمت ال تَّضب وال تؤاي‪ ،‬وصغرية يمكن ورؤهأ‬
‫وغري الك( ‪ ،)3‬وكذلك إن كأن الزَّ وج جمبوبأً عو خصيأً عو عنينأً عو مريضأً‪ ،‬حتى إاا‬
‫َّحول إىل بيت األخرى امتقل إليه‪ ،‬وإن‬
‫مرض يف بيت إحداه ّن‪ ،‬فإن عمكنه الت ّ‬
‫يقدر‪ ،‬فبعد هفأئه يلزمه اإلقأمة عند األخرى بقدر مأ عقأم مريضأً عند ّ‬
‫رضهتأ( ‪،)4‬‬
‫ء من الك؛ لعموم آية‬ ‫فال يقبل عذر الزَّ وج يف عدم العدل بينهن إاا اعتذر ب‬
‫العدل بني النِّسأء‪ ،‬وأل َّن القسم من حقوقهن فال بد فيه من العدل‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 398 :2‬وهنأ بحث‪ :‬عمَّه جيب التَّسوية بينهن يف النَّفقة عىل القاول َّ‬
‫باأن‬
‫ألماه قاد تكاون إحاداهن‬
‫النَّفقة تعترب بحأله‪ ،‬عمأ إن اعتربت النَّفقة بحأهل ‪ ،‬فال جتب التَّسوية؛ َّ‬
‫فقرية واألخرى غنية‪ ،‬وسيأيت ُتأم الكالم فيه يف النَّفقة‪.‬‬
‫الشأفعي ‪ : ‬يقيم عند البكر اجلديدة سبع ًأ وعند الثيب اجلديدة ثالث ًأ‪ ،‬وال تساب‬
‫)‪ (2‬وقأل َّ‬
‫عليه الك‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬النَّهر الفأئق ‪ ، 293 :2‬والدُّر املختأر ‪ ،400 :2‬ورد املحتأر ‪ ،400 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 399 :2‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪154‬‬
‫ومأ ورد من قوله صل‪( :‬للبكر سبع‪ ،‬وللثيب ثالث‪ ،‬ثم درت)( ‪ ،)1‬وقوله‬
‫تزوج ثيبأً عقأم عندهأ ثالثأً‪،‬‬
‫تزوج بكراً عقأم عندهأ سبعأً‪ ،‬وإاا ّ‬
‫السنة إاا ّ‬
‫‪( :‬من ُّ‬
‫مل عىل التَّفضيل بألبداءة بأجلديدة دون الزِّ يأدة‪ ،‬فوجب تقديم‬ ‫( ‪)2‬‬
‫ثم قسم)‬
‫ال َّدليل القطعي؛ وأل َّن احل ديث ال يدل عىل مفي التَّسوية‪ ،‬بل عىل اختيأر الدور‬
‫بألسبع والثالث‪ ،‬مجعأً بينه وبني غريه( ‪ ،)3‬وأل َّن اجت ع الزَّ وجأت عنده سبب‬
‫لوجوب التَّسوية بينهن‪ ،‬فال يكون سببأً لتفضيل بعضهن عىل بعض‪ ،‬ولو جأز‬
‫تفضيل البعض لكأمت القديمة عوىل؛ ملأ وق َع هلأ من الكرس والوحشة‪ ،‬وإدخأل‬
‫الَّضة عليهأ( ‪.)4‬‬
‫الغيظ والغرية بسبب إدخأل ّ‬
‫منهن؛ فيستطيع منذ البدء عو‬
‫ّ‬ ‫ولل َّزوج تقدير الزَّمن املناسب لإلقامة عند ّ‬
‫كل‬
‫وج مقدا َر‬ ‫في بعد عن يقدر يومأً عو يومني عو ثالثة عو غريهأ( ‪ ،)5‬ومتى َّ َ‬
‫عني الزَّ ُ‬
‫وجب السري عىل مقتضأه‪ ،‬فليس له عن يقيم عند إحداهن عكثر من الدور‬
‫َ‬ ‫الدور‬
‫‪ ،‬فليس له عن يرصفَه لغريهأ إال‬ ‫حق ّ‬
‫كل منه ّن بزمن خمصو‬ ‫ا َّلذي ع ّينه؛ لتعلق ّ‬

‫)‪ (1‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1083 :2‬واملستدرك ‪ ، 19 :4‬وسنن الدَّ ارمي ‪ ، 194 :2‬واملورأ ‪:2‬‬
‫الشأفعي ‪ ، 261‬ورشح معأين اآلثأر‪ ، 28 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 530‬ومسند َّ‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 2000 :5‬وصحيح مسالم ‪ ، 1084 :2‬ورشح معاأين اآلثاأر ‪:3‬‬
‫‪ ، 28‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 400 :2‬وغريه‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 223- 222 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (5‬هذا ظأهر املذهب‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يبل مدة اإليالء‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يزيد عن ع سبوع‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يزياد‬
‫عن عربعة عيأم‪ ،‬وُتأمه يف رد املحتأر ‪ ، 399- 398 :2‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪155‬‬
‫احلق‪.‬‬
‫ألَّنأ صأحبة ّ‬
‫بإاَّنأ؛ َّ‬
‫و التَّ وية ِف املبي تكون ِف الليل ال النَّهار؛ إا ع َّن اإلقأمة فيه جتب يف اجلملة‬
‫بال تقدير( ‪ ،)1‬فلو مكث عند واحدة عكثر النَّهأر كفأه عن يمكث عند الثأمية ولو ّ‬
‫عقل‬
‫منه‪ ،‬بخالفه يف الليل‪ ،‬فلو جأء إحدامهأ بعد الغروب ثم جأء الثأمية يف الليلة الثأمية‬
‫بعد العشأء فقد ترك القسم‪ ،‬وعليه عن ال جيأمع املرعة يف غري موبتهأ‪ ،‬وال يدخل‬
‫بينهن ُنارا( ‪ ،)2‬قأل‬
‫ّ‬ ‫بألليل عىل من ال قسم هلأ‪ ،‬أما إذا كان عمله ِف الليل فيق ْ‬
‫‪َ { :‬و َج َعلْنَا اللَّيْ َل لِبَاسا} ( ‪ ،)3‬و{أَ َمل ْ َي َر ْوا أَمَّا َج َعلْنَا اللَّيْ َل لِيَ ْ نكننوا فِيهِ} (‪.)4‬‬

‫الرجوع يف‬
‫حيق إلحدى النِّ اء أن تَّتك موبتها أللرى؛ ولكن لو رلبت ُّ‬
‫و ّ‬
‫ء واجب وقته فال يسقط فلهأ‬ ‫يكن ل‬ ‫املستقبل فلهأ الك؛ أل َّن اإلسقأط‬
‫الرجوع‪ ،‬والك حلديث النَّبي ‪( :‬ملّأ كربت سودة بنت زمعة جعلت يومهأ من‬
‫ُّ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬لعأئشة‪ ،‬قألت‪ :‬يأ رسول اهلل‪ ،‬قد جعلت يومي منك لعأئشة‪ ،‬فكأن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬يقسم لعأئشة يومني يومهأ ويوم سودة)( ‪)5‬؛ ألمَّه ح ّقهأ فلهأ عن تعطيه‬
‫ملن هأءت( ‪.)6‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 398 :2‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬النَّهر الفأئق ‪ ، 294 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬النبأ‪.10:‬‬
‫)‪ (4‬النمل‪ :‬من اآلية‪.86‬‬
‫)‪ (5‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1085 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬النَّهر الفأئق ‪ ، 296 :2‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪156‬‬
‫والق ْ ِف املبي يكون حال احلرض ال ال َّ فر؛ فله أن ي افر ب َمن شاء‬
‫بينهن‪ ،‬تطمين ًأ لقلوهبن‪ ،‬وبعد عوده ال يكون عليه‬
‫ّ‬ ‫منهن‪ ،‬وي تحب( ‪ )1‬القرعة‬
‫ّ‬
‫السفر‬
‫اإلقأمة عند بأقيه ّن بقدر مأ سأفر مع إحداه ّن؛ فروي‪( :‬عمَّه ‪ ‬كأن إاا عراد َّ‬
‫خرج هبأ)( ‪ ،)2‬إا عمَّه ‪ ‬تكن التَّسوية‬ ‫َ‬ ‫عقرع بني مسأئه وع ّيته ّن خرجت قرعتُهأ‬
‫السفر‪ ،‬وإمَّ كأن يفضله تفضيالً؛ لقوله ‪{ :‬ت ْنر ِجي َم ْن تَشَ ا نء‬ ‫واجبة عليه يف َّ‬
‫السفر إال بحمله ّن‬ ‫ك َم ْن تَشَ ا نء}( ‪ ،)3‬وألمَّه ال يتيرس له القسم يف َّ‬ ‫ِمنْ نه َّن َوت ْنة ِوي إِلَيْ َ‬
‫السفر وبأألخرى يف‬
‫معه‪ ،‬ويف إلزامه الك مأ ال خيفى‪ ،‬وألمَّه قد يثق بإحدامهأ يف َّ‬
‫احلَّض‪ ،‬والبقأء يف املَنْزل؛ حلفظ األمتعة عو خلوع الفتنة‪ ،‬عو يمنع من سفر‬
‫فتعني َمن خيأع‬
‫ّ‬ ‫والسفر تلزمه اخلفة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫إحدامهأ كثرة سمنهأ وعدم مشأرهأ‪،‬‬
‫السفر خلروج قرعتهأ إلزام بألَّضر الشَّ ديد( ‪.)4‬‬
‫صحبتهأ يف َّ‬
‫قضاء‪ ،‬فإ َّن القايض نيلزمه ِف امل تقبل‬ ‫املرأ زوجها باملبي‬ ‫و إن طالب‬
‫وُّيدر ما مَض‪ ،‬وإن أثْ ال َّزوج ل لك؛ أل َّن القسم َة تكون فيه بعد الطلب‪ ،‬وأل َّن‬
‫املبيت ال يزيد عن النَّفقة وهي تسقط بأملم‪ ،‬فإن امتثل فبهأ‪ ،‬وإن عأد بعد مأ َّنأه‬
‫القأيض عزَّ ره وعوجعه ع قوبة بحسب حأله وعمره بألعدل؛ ألمَّه عسأء األدب‬
‫املرة األوىل‪ ،‬وإاا‬
‫وارتكب مأ هو حمرم‪ ،‬وهو اجلور فيعزّ ر يف الك‪ ،‬وال يعزَّ ر يف ّ‬
‫بأختالع النَّأس‪ ،‬ولكن ال‬ ‫عزَّ ر فتعزيره يكون ب يليق به؛ أل َّن الت َ‬
‫َّعزير خيتل‬

‫الشأفعي ‪ :‬هي واجبة‬


‫)‪ (1‬وقأل َّ‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 916 :2‬وصحيح مسلم ‪ ، 2130 :4‬واملنتقى ‪ ، 180 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬من سورة األحزاب‪ ،‬اآلية (‪.)51‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 401 :2‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪157‬‬
‫يكون هنأ بأحلبس؛ أل َّن القسم ُّ‬
‫للصحبة واملؤامسة‪ ،‬وال هك عمَّه يف مدّة احلبس‬
‫يفوهتأ الك( ‪.)1‬‬

‫ومن األمور التي ال جيب العدل فيها‪:‬‬


‫َّ‬
‫ويتمث ال‬ ‫إمم مأ يعفى من العدل فيه بينهن فهو مأ كأن خأرجأً عاان قدرتااه‪،‬‬
‫الك في يِّل‪:‬‬

‫السيطرة عليه‪.‬‬
‫ع‪.‬امليل القلبي (احلب)‪ ،‬فهو عمر قلبي ال يملك اإلمسأن َّ‬
‫ب‪.‬اجل ع؛ ألمَّه يبتنى عىل النَّ شأط‪ ،‬فهو عمر داخِّل ال يتحكم به صأحبه‪ ،‬وإمَّ‬

‫يستحب عن ُيسوي بينهن يف مجيع االستمتأعأت من الوطء والقبلة( ‪)2‬؛ لقوله ‪:‬‬

‫(اللهم إ َّن هذا قسمي في عملك‪ ،‬فال تلمني في ُتلك ومأ ال عملك)( ‪ ،)3‬فيكون‬

‫العدل يف هذا خأرجأً من العدل املطلوب يف اآلية؛ لعدم التَّمكّن من العدل فيه‪،‬‬

‫واهلل ‪ ‬ال خيأربنأ ب ليس يف مقدورمأ( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ‪ ، 400 :2‬ورد املحتأر ‪ ،400 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬النَّهر الفأئق ‪ ، 297 :2‬والدُّر املختأر ‪ ، 398 :2‬ورد املحتأر ‪ ،398 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف املستدرك ‪ ، 204 :2‬قاأل احلاأكم‪ :‬هاذا حاديث صاحيح عاىل رشط مسالم‪ ،‬وسانن‬
‫الدَّ ارمي ‪ ، 193 :2‬وسنن ع داود ‪ ، 242 :2‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 298 :7‬وغريهم‪.‬‬
‫)‪ (4‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)13‬ع‪ .‬جيب عىل القأيض قبل إجراء عقد زواج املتزوج‬
‫التَّحقق ممأ يِّل‪ . 1 :‬قدرة الزَّ وج املألية عىل املهر والنَّفقة‪ . 2 .‬قدرة الزَّ وج عىل اإلمفأق عىل مان‬
‫جتب عليه مفقته‪ . 3 .‬إفهأم املخطوبة َّ‬
‫بأن خأربهأ متازوج باأخرى‪ .‬ب‪ .‬عاىل املحكماة تبليا‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪158‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫النَّفقة‬
‫املطلب األول‪ :‬مفقة الزَّوجة‪:‬‬
‫النَّفقة اسم من مفقت الدَّ راهم مفق ًأ مفدت‪ ،‬ومجعهأ مفأق‪ ،‬ومفق ال َّ ء مفق ًأ عيض ًأ فني‪،‬‬
‫وعمفقته عفنيته(‪.)1‬‬
‫واصطالحا‪ :‬وهي ال َّطعأموالكسوة ّ‬
‫والسكنى ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫عمأ عجرة الدَّ واء وعجرة الطبيب إاا مرحت الزَّ وجة َّ‬
‫فإن الزوج ال جيرب عليهأ قضأ ًء(‪)3‬؛‬
‫ألمَّه يراد إلصالح اجلسد فال يلزمه ك ال يلزم املستأجر ع رة الدار املستأجرة‪ ،‬وإ َّم جيب يف‬

‫الزَّ وجة األوىل عو الزَّ وجأت إن كأن للزَّ وج عكثر من زوجة بعقد الزَّ واج بعاد إجرائاه والاك‬
‫الرشعية‪.‬‬
‫وفق قأمون عصول املحأك ت َّ‬
‫ويف الا دة (‪ :)79‬عىل من له عكثر من زوجة عن يعدل بيانهن يف املعأملاة‪ :‬كأملبيات والنَّفقاة‪.‬‬
‫السكنى يف النَّفقة‪.‬‬
‫وسيأيت الكالم عن ّ‬
‫‪.618‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املصبأح املنري‬
‫)‪ (2‬ينظار‪:‬فتح القادير ‪ ، 412 :4‬ودرر احلكاأم ‪ ، 412 :1‬والبحار الرائاق ‪ ، 188 :4‬والادر‬
‫املختأر ‪.644 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬اجلوهرة ‪ ، 84 :2‬والدر املختأر ‪ ، 575 :3‬ورد املحتأر ‪ ، 580 ،575 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪159‬‬
‫مأهلأ(‪ ،)1‬بخالع الوالدين واألوالد ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫وعمأ عجرة القأبلة «والدهتأ يف املستشفى»‪ ،‬فهي عىل َمن استأجرهأ من الزَّ وجة عو الزَّ وج‪،‬‬
‫فإن جأءت بغري استئجأر فلقأئل عن يقول‪ :‬عليه؛ ألمَّه مئومة اجل ع‪ ،‬ولقأئل عن يقول‪ :‬عليهأ‬
‫كأجرة الطبيب(‪ ،)4‬ومقتضأه‪ :‬عمَّه قيأس او وجهني‪ ،‬قأل ابن عأبدين‪ :‬ويظهر يل ترجيح ع ََّّنأ عىل‬
‫الزوج؛ َّ‬
‫ألن مفع القأبلة معظمه يعود إىل الولد‪ ،‬فيكون عىل عبيه ‪.‬‬
‫( ‪)6 ( )5‬‬

‫الشاأفعية واملألكياة واحلنأبلاة‪ .‬ينظار‪ :‬رشح قاأمون‬


‫)‪ (1‬وهذا مأ اهب إليه مجهور الفقهأء من َّ‬
‫‪.218‬‬ ‫الشخصية‬
‫األحوال َّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 612 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين املأدة ‪ )1 :170‬األوالد الذين جتب مفقتهم عىل عبيهم يلزم بنفقة‬
‫عالجهم‪ )2 .‬إاا كأن األب معرساً ال يقدر عاىل عجارة الطبياب عو العاالج عو مفقاة التعلايم‬
‫وكأمت األم مورسة قأدرة عىل الك تلزم هبأ عىل عن تكون دين ًأ عىل األب ترجع هبأ عليه حاني‬
‫اليسأر وكذلك إاا كأن األب غأئب ًأ يتعذر حتصيلهأ منه‪ )3 .‬إاا كأن األب واألم معرسين فعاىل‬
‫من جتب عليه النفقة عند عدم األب مفقة املعأجلاة عو التعلايم عاىل عن تكاون دينا ًأ عاىل األب‬
‫‪ . 168‬وسايأيت هاذا عناد‬ ‫يرجع املنفق هبأ عليه حني اليسأر‪ .‬ينظار‪ :‬الترشايعأت اخلأصاة‬
‫ترتيب األقأرب يف النفقة‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 387 :4‬والبحر الرائق ‪ ، 192 :4‬والدر املختأر ‪.580- 579 :3‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 580 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (6‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)70‬عجرة القأبلة والطبيب الذي يستحَّض ألجال الاوالدة‬
‫عند احلأجة إليه وثمن العالج وعجور املستشفى والنَّفقأت التاي تستاالزمهأ الاوالدة عو التاي‬
‫تنشأ بسببهأ يلزم هبأ الزَّ وج بألقدر املعروع حسب حأله سواء عكأمت الزَّ وجياة قأئماه عو غاري‬
‫قأئمة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪160‬‬
‫وحك نْ النفقة‪ :‬أ َُّنا واجب ٌة؛ لقوله تعأىل‪{ :‬لِ نين ِْف ْق نذو َس َعة ِم ْن َس َعتِهِ} ( ‪ ،)1‬وقوله‬
‫تعأىل‪َ { :‬و َع َىل املَْ ْولنودِ لَ نه ِر ْز نق نه َّن َوكِ ْ َو ن نهت َّن بِاملَْ ْع نروف} ( ‪ ،)2‬وقوله ‪( :‬وهل َّن عليكم‬
‫رزقه ّن وكسوهت ّن بأملعروع)( ‪ ،)3‬وقوله ‪( :‬ابدع بنفسك فتصدَّق عليهأ‪ ،‬فإن‬
‫فضل ء فألهلك‪ ،‬فإن فضل ء فلذي قرابتك)( ‪ ،)4‬قأل الزَّ ْيلَعأ ُّي( ‪« :)5‬عمجعت‬
‫األُ ّمة عىل ع َّن النَّفقة والكسوة واجبتأن للزَّ وجة عىل زوجهأ»‪ ،‬وأل َّن النَّفق َة وجبَت‬
‫تفرغه‬
‫حلق هخص كأمت مفقتُه عليه؛ لعدم ُّ‬ ‫جزا ًء االحتبأس‪ ،‬ف َمن كأن حمبوسأً ِّ‬
‫الصدقأت واملفتي واملقأتلة‬ ‫أ‬
‫حلأجة مفسه‪ ،‬وعصل هذا‪ :‬القأيض والوايل والعأمل يف َّ‬
‫والويص‪ ،‬فإ َّن مفق َة هؤالء واجبة هلم يف مأل َمن هم حمبوسون حل ّقه ‪.‬‬
‫( ‪)7 ( )6‬‬

‫ومن حاالت وجوب النفقة الزوجة وعدمها‪:‬‬


‫إليه‬ ‫الصحيح‪ ،‬سواء نز َّف‬
‫‪َ.1‬تب النَّفقة عىل ال َّزوج لزوجته من حني العقد َّ‬
‫ألُنا تكون جزاء االحتباس‪ ،‬وال‬
‫حق؛ َّ‬
‫أو مل تنزَف إذا مل متتنع عن ال َّزفاف إليه بغري ّ‬

‫)‪ (1‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)7‬‬


‫)‪ (2‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)233‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 890 :2‬وصحيح ابان خزيماة ‪ ، 251 :4‬وصاحيح ابان حباأن ‪:4‬‬
‫‪.312‬‬
‫)‪ (4‬يف صحيح مسلم ‪ ، 692 :2‬وصحيح ابن حبأن ‪ ، 128 :8‬ومسند ع عوامة ‪.490 :3‬‬
‫)‪ (5‬يف تبيني احلقأئق ‪.51 :3‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 181 :5‬والتبيني ‪ ، 51 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (7‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)59‬ع‪ .‬مفقاة كال إمساأن يف مألاه إال الزَّ وجاة فنفقتهاأ عاىل‬
‫زوجهأ لو كأمت موصية‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪161‬‬
‫االحتبأس‬
‫َ‬ ‫جتب النَّفقة للزَّ وجة عىل زوجهأ يف النِّكأح الفأسد والوطء بشبهة؛ أل َّن‬
‫املوجب للنَّفقة ال يكون إال به( ‪.)1‬‬
‫بحق‪ ،‬فال يسقط ح ُّقهأ‬
‫ّ‬ ‫وإن طالب ال َّزوج زوجته باالمتقال إىل بيته وامتنع‬
‫يف النَّفقة‪ ،‬ك لو امتنعت ليهيء هلأ منزالً خأليأً عن عقأربه‪ ،‬عو لعدم إعطأئهأ‬
‫معجل مهرهأ؛ أل َّن هلأ ّ‬
‫احلق يف هذا الطلب‪ ،‬فليس املأمع من جهتهأ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإن متتنع عن االمتقال بغري حقّّ‪ ،‬ك إاا عبت النقلة إال إاا رلَّ َق ّ‬
‫رض َهتأ مثالً‪،‬‬
‫حق هلأ يف رلبهأ‪ ،‬فتكون مأهزة ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬
‫سقطت مفقتهأ؛ ألمَّه ال ّ‬
‫ال َّزوجة عن‬ ‫معجل مهرها‪ ،‬فإن أب‬
‫حيق لل َّزوج ال َّ فر بزوجته(‪ )4‬بعد أداء ّ‬
‫‪ّ .2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدُّر املختأر ‪ ، 644 :2‬ورد املحتأر ‪ ،644 :2‬وغريمهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 645 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)60‬جتب النَّفقة للزَّ وجة ولو مع اختالع الادِّين مان حاني‬
‫الصحياح ولو كأمت مقيمة يف بيت عهلهأ‪ ،‬وإاا رألبهأ الزَّ وج بألنقلة إىل بيات الزَّ وجياة‬
‫العقد َّ‬
‫فأمتنعت بغري حق هارعي فال مفقة هلأ‪ ،‬وهلأ حق االمتنأع عند عدم دفع الزَّ وج مهرهأ املعجل‬
‫عو عدم هتيئته مسكنأ رشعي ًأ هلأ‪.‬‬
‫الرواية‪ ،‬واختأره ظهاري الادِّين املَ ْرغيناأين‪ ،‬ويف التَّجنايس‪ :‬الفتاوى‬
‫)‪ (4‬هذا القول هو ظأهر ِّ‬
‫عليه‪ ،‬وبه عفتى صأحب ملتقى البحأر‪ ،‬واختأره صأحب التَّنوير‪ ، 360 :2‬واهرترأ عن يكون‬
‫الزَّ وج مأموم ًأ‪.‬‬
‫السفر هبأ مطلق ًأ دون رحأهأ؛ َّ‬
‫ألن الغريب يمتهن‪ ،‬وبه عفتى عباو اللياث‪،‬‬ ‫القول الثأين‪ :‬ليس له َّ‬
‫الصافأر‪ ،‬ويف املختاأر‪ ، 144 :1‬والغارر‪،347 :1‬‬
‫وحممد بن سالمة‪ ،‬واختاأره عباو القأسام ّ‬
‫وامللتقى ‪ : 54‬عليه الفتوى‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪162‬‬
‫ألَّنأ مأهزة بذلك( ‪.)1‬‬
‫ال َّ فر مع زوجها سقط مفقتها؛ َّ‬
‫‪َ.3‬تب مفقة الزوجة ِف مرضها وإن كان يمنع من مبارشهتا‪ ،‬سواء قبل‬
‫الزفاف أو بعده‪ ،‬أل َّن االحتبأس قأئم‪ ،‬فإمَّه يستأمس هبأ ويمسهأ وحتفظ البيت‪،‬‬
‫واملأمع عأرض فأهبه احليض‪ ،‬إال عن ُتتنع من االمتقأل من بيت عهلهأ إىل بيت‬
‫حق‪ ،‬عو كأن املرض قبل الزفأع و تستطع االمتقأل عصالً‪ ،‬فتسقط‬
‫زوجهأ بغري ّ‬
‫مفقتهأ؛ لعدم تسليم مفسهأ عصالً وال حقيقة وال حك ً ( ‪.)2‬‬
‫‪َ. 4‬تب مفقة الزوجة عند حبس الزوج أو حبس املرأ ‪ ،‬إال إاا كأن احلأبس‬
‫هلأ غري زوجهأ ف تسقط النَّفقة‪ ،‬وإن كأن حبسهأ ظل ً‪ ،‬عو لعدم قدرهتأ عىل عداء‬
‫ال َّدين؛ أل َّن فوات االحتبأس لزوجهأ من جهتهأ( ‪.)3‬‬
‫‪.5‬جتب مفقة املحرتفة «العأملة» ب يشغلهأ خأرج البيت َّنأراً وتعود إىل‬
‫ألُنا غري لارجة عن طاعته‪ ،‬وإن منعهأ‬
‫منزل زوجهأ ليالً إن كأن برحأ الزوج؛ َّ‬

‫القول الثألث‪ :‬تفويض األمر فيه إىل املفتي‪ ،‬واختأره صاأحب البزَّ ازياة‪ ،‬وابان عأبادين يف رد‬
‫املحتأر‪ . 361- 360 :2‬ينظر‪ :‬املحيط ‪ ، 281‬والبنأية‪.257- 256 :4‬‬
‫الرشعية‬
‫)‪ (1‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)72‬هييئ الزَّ وج املسكن املحتوي عىل اللوازم َّ‬
‫حسب ح أله وفاي حمال إقأمته عو عملاه‪ ،‬وعاىل الزَّ وجاة بعاد قابض مهرهاأ املؤجال متأبعاة‬
‫زوجهأ ومسأكنته فيه وعليهأ االمتقأل إىل عي جهة عرادهأ ولو خأرج اململكة برشاط عن يكاون‬
‫مؤمن ًأ عليهأ وعن ال يكون يف وثيقة العقد رشط يقتم غري الاك‪ ،‬فاأاا امتنعات عان الطأعاة‬
‫يسقط حقهأ يف النَّفقة‪.‬‬
‫)‪ (2‬وُتأم هذا البحث يف رد املحتأر ‪ ، 646 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 20 :4‬والتبيني ‪ ،53 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪163‬‬
‫ألُنا لارجة عن طاعته بغري‬
‫الزوج من اخلروج و ُتتثل عمره تسقط مفقتهأ؛ َّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫حق( ‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫‪.6‬مفقة النَّاشز ‪:‬‬
‫والرتفّع عن‬ ‫النأهزة لغ ًة‪ :‬من مرشت‪ :‬عي عبغضته‪ ،‬وقيل‪ :‬هو عصيأن الزَّ وج َّ‬
‫مطأوعته ومتأبعته‪ ،‬فإ َّن النشوز هو االرتفأع عيضأً؛ قأل ‪َ { :‬و أإ َاا قأ َيل امْشُ زُ وا‬
‫فَأمْشُ زُ وا} ( ‪،)3‬وقأل‪َ { :‬وامْظُ ْر أإ َىل ا ْلعأظَأ أم َكيْ َ مُن أْشزُ َهأ} ‪.‬‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬

‫واصطالح ًأ‪ :‬هي اخلأرجة من بيت زوجهأ بغري إامه املأمع ُة مفسهأ منه بغري‬
‫حق( ‪.)6‬‬
‫ّ‬
‫خترج من بيته ولكن منعته من االستمتأع هبأ‪ ،‬فال تكون مأهزة‬ ‫عمأ إاا‬
‫أهر ع َّن الزَّ وج يقدر عىل حتصيل املقصود‬
‫مشوزاً موجبأً لسقوط النَّفقة؛ أل َّن الظَّ َ‬
‫منهأ( ‪.)7‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البحر الرائق ‪ ،195 :4‬وجممع األَّنر ‪ ، 489 :1‬والدُّر املختأر ‪ ،577 :3‬واألحكأم‬
‫الرشعية ‪ ، 237 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫الرشعية لقدري ‪ ، 237 :1‬ورشح األحكأم َّ‬ ‫َّ‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)61‬ع‪ .‬تستحق الزَّ وجة التي تعمل خأرج البيت النَّفقة‬
‫برشرني‪ . 1:‬عن يكون العمل مرشوع ًأ‪ . 2 .‬عن يوافق الزَّ وج عىل العمل رصاحة عو داللة‪ .‬ب‪.‬‬
‫الرجوع عن موافقته عىل عمل زوجته إال بسابب مشاروع ودون عن يلحق هبأ‬ ‫ال جيوز للزَّ وج ُّ‬
‫رضراً‪.‬‬
‫)‪ (3‬املجأدلة‪ :‬من اآلية‪.11‬‬
‫)‪ (4‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.259‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة ‪ ، 50‬واملغرب ‪ ،464‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪ ، 52 :3‬وتنوير األبصأر ‪ ،646 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪ ، 52 :3‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪164‬‬
‫وحكم النأهز‪ :‬سقوط مفقتهأ مدّة مشوزهأ‪ ،‬وكذلك مفقتُهأ املتجمعة عىل‬
‫الزَّ وج غري املستدامة بإان الزَّ وج عو القأيض‪ ،‬فإاا عأدت استحقت النَّفقة‪ ،‬سواء‬
‫كأن عودهأ إىل بيته وهو مقيم عو مسأفر؛ لزوال املأمع‪ ،‬وهو النشوز‪.‬‬
‫وتسقط مفقة َمن منعت زوجهأ من الدُّخول عليهأ يف بيتهأ اململوك هلأ‪ ،‬إن‬
‫تكن سألته النّقلة منه؛ لنشوزهأ إا هي خأرجة عن بيته حك ً ‪ ،‬وإن كأمت سألته‬
‫حولني إىل منزلك عو استأجر يل منزالً ‪،‬‬
‫النّقلة منه‪ ،‬فيجب هلأ النَّفقة‪ ،‬كأن تقول له‪ّ :‬‬
‫ألَّنأ حم ّقة يف‬
‫ومضت امل ّدة الكأفية بحسب العرع للبحث عن منزل ليستأجره؛ َّ‬
‫احلق يف منعه من دخوله بيتهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫هذا الطلب‪ ،‬فإاا جيبهأ فلهأ ّ‬
‫ومن أحكام النَّفقة‪:‬‬
‫‪.1‬تعترب النَّفقة بحال ال َّزوجني من الي ار واإلع ار( ‪ ،)3‬فإن كأن الزَّ وج هو‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪ ، 52 :3‬والدُّر املختأر ‪ ، 647 :2‬ورد املحتأر ‪ ، 647 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)62‬إاا مشزت الزَّ وجة فال مفقة هلأ مأ تكن حأمالً فتكاون‬
‫النَّفقة للحمل‪ ،‬والنأهز‪ :‬هي التي ترتك بيت الزَّ وجية بال مساو رشعي عو ُتناع الازَّ وج مان‬
‫الادخول إىل بيتهاأ قبال رلبهاااأ النقاالة إ ىل بياات آخاار ويعتاارب مان املساوغأت املرشااوعة‬
‫لاخروجهأ من املساكن إياذاء الازَّ وج لاهأ عو إسأءة املعأرشة عو عادم عمأمتهاأ عاىل مفساهأ عو‬
‫مأهلأ‪.‬‬
‫اخلصأع‪ ،‬وبه يفتى‪ ،‬ك يف اهلداية ‪ ، 39 :2‬ودرر احلكأم‪ ، 413 :1‬ورشح مال‬
‫َّ‬ ‫)‪ (3‬وهو قول‬
‫‪ ، 132‬وفتح بأب العنأياة‪ ، 192 :2‬والادُّر املختاأر‪ ، 645 :1‬واختاأره صاأحب‬ ‫مسكني‬
‫‪،65‬‬ ‫والكناز‬
‫ْ‬ ‫‪، 82‬‬ ‫‪ ،375‬وصاأحب الكتاأب‬ ‫الرشيعة‬
‫الوقأية وهأرحهأ صدر َّ‬
‫‪.73‬‬ ‫وامللتقى‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪165‬‬
‫املتوس اطة‪ ،‬وإن كااأن‬
‫ّ‬ ‫املورس والزَّ وجة معرسة( ‪ ،)1‬فهو قأدر عىل عن يدفع هلااأ النَّفقااة‬
‫الزَّ وج هو املعرس والزَّ وجة هي املورسة‪ ،‬فإمَّه يطألب ب ا يف وسااعه اآلن‪ ،‬ويكااون‬
‫واملتوسط دينأً عليه إىل امليرسة‪ ،‬فلو كأماات مفقااة الاازَّ وج‬
‫ّ‬ ‫الفرق بني مفقة املعرس‬
‫املعرس عىل زوجته مئة دينأر ههري ًأ‪ ،‬ومفقة الزَّ وجة املورسة مئتي دينأر ههري ًأ‪ ،‬فإ َّن‬
‫الزوج يطألب بأملتوسط بينه ‪ ،‬وهو مئة وةسون دينأر ههريأً‪ ،‬فيدفع مئااة دينااأر‬
‫ههريأً‪ ،‬وهي قدرته‪ ،‬وتبقى اخلمسون دينأر دينأً يف ا ّمته إىل امليرسااة‪ ،‬وعااىل الااك‬
‫يقأس؛ أل َّن اآلية اعتربت حأل الزَّ وج؛ قأل تعأىل‪{ :‬لِ نين ِْف ْق نذو َس َعة ِم ْن َس َعتِهِ َو َم ـ ْن‬
‫نق ِد َر َع َليْهِ ِر ْز نق نه َف ْلينن ِْف ْق ِِم َّا آتَا نه اَّللَّن ال ني َك ِّلفن اَّللَّن مَ ْف ا إِ َّال َما آتَا َها َس ـيَ ْج َع نل اَّللَّن بَ ْع ـدَ‬
‫نع ْرس ني ْرسا} ( ‪.)2‬‬
‫واحلديث اعترب حأل الزَّ وجة؛ فعن عأئشة ريض اهلل عنهأ‪ ،‬قألاات‪( :‬دخلاات‬
‫هند بنت عتبة امرعة ع سفيأن عىل رسول اهلل ‪ ،‬فقألاات‪ :‬يااأ رسااول اهلل‪ ،‬إ َّن عبااأ‬
‫سفيأن رجل هحيح ال يعطيني من النَّفقة مأ يكفيني ويكفي بني إال مأ عخذت من‬

‫الرواية‪ ،‬ويف التحفاة ‪ ، 160 :2‬والبادائع‪:4‬‬


‫والثأين‪ :‬يعترب حأله‪ :‬وهو قول الكرخي‪ ،‬وظأهر ِّ‬
‫‪ ، 129‬واملنهاأج ورشحاه مغناي‬ ‫الشاأفعي‪ ،‬كا يف التَّنبياه‬
‫الصحيح‪ .‬وبه قاأل َّ‬
‫‪ : 24‬وهو َّ‬
‫املحتأج ‪.426 :3‬‬
‫)‪ (1‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)64‬تفرض مفقة الزَّ وجة بحسب حأل الزَّ وج يرساً وعرساً‪،‬‬
‫وجتوز زيأدهتأ ومقصاهأ تبع ًأ حلألته‪ ،‬عىل عن ال تقل عن احلد األدماى مان القااوت والكسااوة‬
‫والسكن والتطبيب‪ ،‬وتلزم النَّفقة إمأ برتايض الزَّ وجني عىل قادر معني عو بحكاام القااأيض‪،‬‬
‫وتسقط مفقة املدة التي سبقت الرتايض عو الطلب من القأيض‪.‬‬
‫)‪ (2‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)7‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪166‬‬
‫عِّل يف الك من جنأح؟ فقأل رسول اهلل ‪ :‬خذي من مألااه‬
‫مأله بغري علمه‪ ،‬فهل ّ‬
‫بأملعروع مأ يكفيك ويكفي بنيك)( ‪.)1‬‬
‫فيجمع بينه بأعتبأر حأهل ؛ أل َّن النَّفقة جتب بطريااق الكفأيااة‪ ،‬والفقاارية ال‬
‫تفتقر إىل كفأية املورسات‪ ،‬فال معنااى للزِّ يااأدة عااىل كفأيتهااأ مظااراً حلااأل الاازَّ وج‪.‬‬
‫بأإلمفأق بقدر وسعه إن كأن فقرياً وهي املورسة؛ لاائال يلاازم‬ ‫وال زَّ وج بذلك يكل‬
‫ب ليس يف الوسع‪ ،‬ويكون البأقي دين اأً يف ا ّمتااه؛ عم االً بألاادليلني‪ ،‬وال‬ ‫التَّكلي‬
‫يؤديه مع العجز‪.‬‬

‫‪ .2‬تةمر ال َّزوجة باالستدامة عند امتناع ال َّزوج أو إع اره عــن النَّفقــة‪ :‬ف اإن‬
‫قرص يف النَّفقة الواجبااة عليااه‪ ،‬فااإ َّن القااأيض‬
‫اهتكت الزَّ وج ُة وا ّدعت ع َّن الزَّ وج م ِّ‬
‫يتحرى صحة دعواهأ‪ ،‬فإن ثبت لااه الااك‪ ،‬فااإ َّن القااأيض يااأمر الاازَّ وج بإعطأئهااأ‬
‫مفقتهأ‪ ،‬فإن كأن مورساً عجرب عىل الك‪ ،‬ولو بأحلبس؛ ألمَّه متعنت يف عدم ال ا َّدفع‪،‬‬
‫وإن كأن امتنأعه بسبب اإلعسأر‪ ،‬فال بسه؛ ألمَّه ال فأئدة فيه‪.‬‬
‫يفرق بينه بسبب عجاازه عاان النَّفقااة فااال‬ ‫و إن رلبت املرع ُة من القأيض عن ِّ‬
‫رس‬‫جييبهأ إىل هذا الطلب‪ ،‬بل يفرض هلأ النَّفقة؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬وإِ ْن كَا َن نذ و نع ْ َ‬
‫كل معرس‪ ،‬وقوله تعأىل‪{ :‬ال ني َكلِّفن اَّللن مَ ْف ا إِالَّ‬ ‫ِ‬
‫رس } ( ‪ ،)2‬فيدخل حتته ّ‬‫َفنَظ َر ٌ إِ َىل َم ْي َ َ‬
‫َما آتَا َها َس َي ْج َع نل اَّللن َب ْعدَ نع ْرس ني ْرسا} ( ‪ ،)3‬ف َمن ال يقدر عىل النَّفقة ال يكل‬

‫)‪ (1‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1338 :1‬واملنتقى ‪ ، 256 :1‬وصحيح البخأري ‪.769 :2‬‬
‫)‪ (2‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)280‬‬
‫)‪ (3‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)7‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪167‬‬
‫بأإلمفأق‪ ،‬فال جيب عليه اإلمفأق يف هذه احلألة‪.‬‬
‫ويأمر القأيض الزوجة بأن تستدي َن مأ فرحه هلأ عىل الزَّ وج؛ ليؤخذ منه إاا‬
‫عيرس( ‪ ،)1‬وتصري دينأً عىل الزَّ وج بخالع مأ إاا استدامت بال عمر القأيض‪ ،‬حيث‬
‫َ‬
‫تطألب الزَّ وجة ثم ترجع عىل الزَّ وج‪ ،‬وال حتيل عليااه الغااريم بااال رحااأه؛ لعاادم‬
‫واليتهأ عليه( ‪.)2‬‬

‫الشأفعي‪ :‬إن ععرس فإن صربت صأرت دين ًأ عليه‪ ،‬وإال فلهأ الفسخ عىل األظهر‪،‬‬
‫( ‪ )1‬وعند َّ‬
‫واألصح عن ال فسخ بمنع مورس حَّض عو غأب‪ ،‬ولو حَّض وغأب مألاه‪ ،‬فاإن كاأن بمساأفة‬
‫القرص فلهأ الفسخ وإال فال‪ ،‬وياؤمر بأإلحضاأر‪ .‬ينظار‪ :‬املنهاأج‪ ، 442 :3‬وحأهايتأ قلياو‬
‫وعمرية‪ ، 82 :4‬وفتوح أت الوهأب‪ ، 224 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫وعند مألك ‪ :‬إاا عجز الزَّ وج عن النَّفقة احلأرضة عو املستقبلة ملان يرياد سافراً دون املأحاية;‬
‫والكسوة كذلك بأن ادعى العجز عن الك سواء عثبته عم ال‪َّ ،‬‬
‫فإن لزوجته اختياأر املقاأم معاه‬
‫عىل الك وهلأ القيأم بألفسخ‪ ،‬وإاا اختأرته فال خيلو‪ :‬إماأ عن يثبات عرساه عو ال‪ ،‬فاإن يثبات‬
‫عرسه عمره بألنَّفقة والكسوة عو الطَّالق‪ ،‬فإن رلَّق فال كالم‪ ،‬وإن يطلِّق َّ‬
‫فإن احلأكم يتلوم له‪،‬‬
‫ِّ‬
‫يطلاق‬ ‫وإن ثبت عرسه فال يأمره بنفقة وال كسوة؛ ألمَّه ال فأئدة فيه بل يأمره باألطَّالق‪ ،‬فاإن‬
‫تلوم احلأكم له بأالجتهأد عىل عحد القولني‪ .‬ومراده بألفسخ هنأ الطالق؛ عي وللزَّ وجة الفسخ‬
‫لنكأح زوجهأ عليهأ بطلقة رجعية إن عجز عن مفقة حاأرضة‪ ،‬ومثلهاأ املساتقبلة‪ ،‬ال إن عجاز‬
‫‪- 150‬‬ ‫عن مفقة مأحية؛ لصريورهتأ دين ًأ ينظر فيهأ كساأئر الاديون‪ .‬ينظار‪ :‬خمترصا خليال‬
‫‪ ، 197- 196 :4‬ومواهب اجلليال ‪،196- 195 :4‬‬ ‫‪ ، 151‬ورشح خمترص خليل للخر‬
‫والتأج واإلكليل ‪ ، 565- 562 :5‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)66‬إاا عجاز الازَّ وج عان اإلمفاأق عاىل زوجتاه ورلبات‬
‫الزَّ وجة مفقة لاهأ كم هبأ القأيض من يوم الطلب عىل عن تكون دين ًأ يف امته وياأان للزَّ وجاة‬
‫عن تنفق من مأهلأ عو عن تساتدين عىل حسأب الزَّ وج‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪168‬‬
‫رب عىل إدامتهأ مفقتَهأ ّ‬
‫كل اي رحم حمرم( ‪ )1‬عىل ترتيب النَّفقة ا ك سيأيت‬ ‫وجي ُ‬
‫رب عىل الك‪ ،‬فإن يكن فأألب‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فااإاا امتنااع‬
‫ا‪ ،‬فإاا كأن هلأ ابن مورس عج َ‬
‫حبسه القأيض حتى يمتثل ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬
‫َمن جتب عليه النَّفقة لوال وجود الزَّ وج عن اإلدامة َ‬
‫الَّضورة يف التَّفريااق؛ أل َّن‬ ‫قأل صدر الرشيعة( ‪« :)4‬وعصحأبُنأ ‪ ‬ملَّأ هأهدوا َّ‬
‫يقرح اهأ‪ ،‬أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وغ َن اى‬ ‫ُ‬ ‫يتيرس بأالستدامة‪ ،‬والظَّ ُ‬
‫أهر ع ََّّنأ ال جت ُد َمن‬ ‫دف َع احلأجة الدَّائمة ال َّ ُ‬
‫ينصب القااأيض مأئب اأً هااأفأعأ َّي املا أ‬
‫اذهب‬ ‫َ‬ ‫متوهم‪ ،‬استحسنوا عن‬ ‫الزَّ وجأ يف أ‬
‫املأل عمر َّ‬
‫يفر ُق بينَه » ‪.‬‬
‫( ‪)1 ( )5‬‬
‫ِّ‬

‫( ‪ )1‬وهو من ال ل منأكحته عاىل التأبياد مثال‪ :‬األخاوة واألخاوات وعوالدمهاأ واألعا م‬


‫الرحأعة‪ ،‬ومعلوم‬
‫والع ت واألخوال واخلأالت‪ ،‬وال بد عن تكون املحرمية بجهة القرابة ال َّ‬
‫َّ‬
‫عن بني األع م وبني األخوال ليسوا من القرابة املحرمة للنكأح‪ ،‬فال خاالع عنادمأ يف عادم‬
‫ثبوت النَّفقاة هلاذه القراباة‪ ،‬ينظار‪ :‬جمماع األَّنار‪ ، 500 :1‬وحتريار النقاول يف مفقاة الفاروع‬
‫‪.381‬‬ ‫واألصول البن عأبدين‪ ، 256 :1‬ورشح الوقأية‬
‫الرشعية ‪ ،248- 245 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 657- 656 :2‬ورشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)67‬إ اا حكم للزَّ وجة بنفقة عىل الزَّ وج وتعذر حتصيلهأ مناه‬
‫الرجاوع هباأ عاىل‬
‫يلزم بألنَّفقة من جتاب عليه مفقتهأ لو فرحت غري اات زوج ويكون له حق ُّ‬
‫الزَّ وج‪.‬‬
‫‪.376‬‬ ‫)‪ (4‬يف رشح الوقأية‬
‫َ‬
‫مفاذ قضاأؤه‪ ،‬وإن‬ ‫وفار َق بيانه‬
‫الشهود‪ ،‬فأن كأن القأيض هأفعي ًأ َّ‬
‫ثبت العجزُ بشهأدة ُّ‬
‫( ‪ )5‬إاا َ‬
‫كأن حنفي ًأ ال ينبغي له عن يقم بخالع مذهبه‪ ،‬إال عن يكون جمتهداً ووقع اجتهأده عىل الك‪،‬‬
‫فإن قىض خمألف ًأ لرعيه من غري اجتهأد‪ ،‬فعن ع حنيفة يف جاواز قضاأئه رواتياأن‪ ،‬ولكان ياأمر‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪169‬‬

‫الرعأياة‬
‫هأفعي املذهب ليقم بينه يف هذه احلأدثة إاا يرتش اآلمر واملأمور‪ .‬ينظر‪ :‬عمدة ِّ‬
‫ّ‬
‫‪.174 :2‬‬
‫)‪ (1‬تكلم القأمون األردين عن التَّفريق لعدم اإلمفأق يف املواد اآلتية‪:‬‬
‫الا دة (‪ :)115‬إاا امتنع الزَّ وج عن اإلمفأق عىل زوجتاه بعد احلكم عليه بنفقتهأ‪ ،‬وكاأن لااه‬
‫مأل يمكن تنفيذ حكم النفقة فيه‪ ،‬مفذ احلكم عليه بألنَّفقة يف مألاه‪ ،‬وإن يكن للزَّ وج احلاأرض‬
‫مأل يمكن تنفيذ حكم النَّفقة فيه ورلبت الزَّ وجة التَّفريق‪ ،‬فإن ادعاى َّعماه ماورس وعرص عاىل‬
‫عدم اإلمفأق رلق عليه القأيض يف احلأل‪ ،‬وإاا ادعى العجز واإلعسأر‪ ،‬فإن يثبته رلق علياه‬
‫حأالً وإن عثبته عمهله مدة ال تقل عن ههر وال تزياد علاى ثالثة عههر لادفع النَّفقاة املحكاوم‬
‫هبأ من تأريخ رفع دعوى التَّفريق وتقديم كفيال بنفقتهأ املستقبلية‪ ،‬فإن يفعل رلق عليه بعاد‬
‫الك‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)116‬إاا ادعت الزوجة عجز الزوج وإعسأره عن اإلمفأق عليهأ بعد احلكام علياه‬
‫بنفقتهأ وتعذر حتصيلهأ ورلبت التَّفريق فإن ثبت الك عو ادعى اليسأر و يثبته عماهل ماده ال‬
‫تقل عن ههر وال تزيد عىل ثالثة عههر لدفع النفقة املحكوم هبأ من تأريخ رفع دعوى التفريق‬
‫بادفع مفقاة‬ ‫وتقديام كفيال بنفقتهأ املستقبلية‪ ،‬فإن يفعل رلق عليه وإاا عثبت اليسأر يكلا‬
‫ستة عههر ممأ تراكم هلأ عليه وتقديم كفيل بنفقتهأ املستقبلية فإن يفعل رلق عليه القاأيض يف‬
‫احلأل‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)117‬إاا كأن الزوج غأئب ًأ وكأن له مأل يمكان تنفياذ حكام النفقاة فياه مفاذ حكام‬
‫النَّفقة يف مأله وإن يكن له مأل يمكن تنفيذ حكم النَّفقة فيه ورلبات الزوجاة التَّفرياق‪ :‬ع‪.‬إن‬
‫كأن معلوم حمل اإلقأمة ويمكن وصول الرسأئل إليه ععذر القأيض إليه ورضب له عجالً فاإن‬
‫َّض لإلمفاأق عليهاأ رلاق علياه القاأيض بعاد‬ ‫يرسل مأ تنفق منه الزوجة عىل مفسهأ عو‬
‫األجل‪.‬ب‪ .‬إن كأن جمهول حمل اإلقأمة عو ال يسهل وصاول الرساأئل إلياه وعثبتات املدعياة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪170‬‬
‫وج مقي ً وليس يف‬
‫‪ .3‬جيرب عىل إعطائها كفيال بنفقتها ِف غيبته‪ :‬ف دام الزَّ ُ‬
‫حق للزَّ وجة يف مطألبته بألكفيل إلمكأن مطألبة الزَّ وج‬
‫السفر إىل بلد آخر‪ ،‬فال ّ‬
‫ميّته َّ‬
‫السفر‪ ،‬وعلمت املرع ُة بذلك عو خأفت‬
‫وج عىل َّ‬
‫هبأ عند استحقأقهأ‪ ،‬فإن َعزَ َم الزَّ ُ‬
‫وج عىل عن يأيت هلأ بشخص يضمن هلأ النَّفقة‬
‫رب الزَّ ُ‬
‫غيبته فطلبت من القأيض عن جي َ‬
‫وج سواء كأمت ههراً عو عكثر‪.‬‬
‫يف املدّة التي يمكن عن يغي َبهأ الزَّ ُ‬
‫فإ َّن القأيض جييب رلبهأ‪ ،‬وجيربه عىل إعطأئهأ كفاايالً يضاامن مفقتهااأ تلااك‬
‫املدة عىل املفتى به( ‪)1‬؛ أل َّن فيه االستيثأق بأحلقوق‪ ،‬خصوصأً النَّفقة التي عليهأ حيأة‬

‫دعواهأ رلق عليه القأيض بال إعذار وال رضب عجاال‪.‬ج‪ .‬ترساي عحكاأم هاذه املاأدة عاىل‬
‫املسجون الذي يعرس بألنَّفقة‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)118‬ع‪ .‬تطليق القأيض لعدم اإلمفأق يقع رجعي ًأ إاا كاأن بعاد الادُّ خول ماأ يكان‬
‫مكمالً للثالث عو قبل الدخول عمأ إاا كأن قبال الادخول فيقاع بأئنا ًأ‪ .‬ب‪ .‬إاا كاأن الطاالق‬
‫رجعي ًأ فللزوج مراجعة زوجته عثنأء العدة و كم بصاحة الرجعاة إاا عرجعهاأ خاالل العادة‬
‫ودفع مفقة ثالثة عههر ممأ تراكم هلأ عليه من مفقتهأ وقدم كفيالً بنفقتهأ املساتقبلية فاإاا يادفع‬
‫النفقة عو يقدم كفيالً فال تصح الرجعة‪ .‬ج‪ .‬استيفأء الزَّ وجة النَّفقة وفق عحكأم املأدة (‪)321‬‬
‫من هذا القأمون ال يمنعهأ مان إقأماة الادَّ عوى بطلاب التَّفرياق وفاق عحكاأم املاواد (‪)115‬‬
‫و(‪ )116‬و(‪ )117‬من هذا القأمون‪.‬‬
‫‪ ، ‬وبه يفتى‪ ،‬ك يف البحر والدُّر املختأر ‪ ، 650 :2‬ويف الفاتح ‪:4‬‬ ‫)‪ (1‬هذا قول ع يوس‬
‫‪ : 403‬وعليه الفتوى‪ ،‬ومشى عليه يف رد املحتأر ‪ ، 650 :2‬وقأل عبو حنيفاة ‪ :‬ال جييبهاأ إىل‬
‫ألن النَّفق َة التي تريد عخذ كفيل هباأ ليسات واجباة علياه اآلن؛ إا‬
‫رلبهأ‪ ،‬فال جيربه عىل الك؛ َّ‬
‫الوقت الذي تستحق فيه جييء‪ ،‬ومن املحتمل سقورهأ بألنشوز عو بأملوت فال جيارب‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫الرشعية ‪.251 :1‬‬
‫رشح األحكأم َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪171‬‬
‫ألَّن اأ‬
‫األمفس‪ ،‬وهي وإن كأمت حمتملة للسقوط‪ ،‬إال عمَّه ال رضر يف عخذ الكفياال؛ َّ‬
‫ء( ‪.)1‬‬ ‫إن سقطت فال يطألب ب‬

‫ومن أحكام تقدير النفقة‪:‬‬


‫‪.1‬تفرض النَّفقة أصنافا أو مقودا مقومة هبــا‪ :‬ف اإاا فرحااهأ القااأيض مقااوداً‬
‫مقومة بأسعأر األصنأع عىل حسب غالئهأ ورخصهأ واختالع الك من بلااد إىل‬
‫ّ‬
‫قومه‪ ،‬فإ َّن النَّفقة تزاد وتنقص عىل‬
‫بلد‪ ،‬فإن زادت األسعأر عو مقصت عىل مأ ّ‬

‫)‪ (1‬تكلم القأمون األردين عن التفريق للغيأب واهلجر يف املواد اآلتية‪:‬‬


‫الا دة (‪ :)119‬إاا عثبتت الزَّ وجة غيأب زوجهأ عنهأ سنة فأكثر‪ ،‬وكأن معلاوم حمال اإلقأماة‪،‬‬
‫جأز لزوجته عن تطلب من القأيض فسخ عقد زواجه إاا تَّضرت من غيأبه عنهأ‪ ،‬ولاو كاأن‬
‫له مأل تستطيع اإلمفأق منه‪.‬‬
‫الرسأئل إىل الغأئب رضب له الق أيض عجالً وععذر إليه بأن‬
‫الا دة (‪ :)120‬إاا عمكن وصول َّ‬
‫َّض لإلقأمة معهأ عو ينقلهأ إليه عو يطلقهأ‪ ،‬فإاا امقىض األجل و يفعل و يبد عذراً مقباوالً‬
‫َّفرق القأيض بينه بفسخ عقد زواجه بعد حتليفهأ اليمني‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)121‬إاا كأن الزَّ وج غأئب ًأ يف مكأن معلوم وال يمكن وصول َّ‬
‫الرسأئل إلياه عو كاأن‬
‫فارق‬
‫جمهول حمل اإلقأمة وعثبتت الزَّ وجاة دعواهاأ بألبيناة وحلفات اليماني وفاق الادَّ عوى‪َّ ،‬‬
‫القأيض بينه بفسخ عقد زواجه بال إعذار ورضب عجل‪ ،‬ويف حأل عجزهأ عن اإلثبأت عو‬
‫مكوهلأ عن اليمني ترد الدَّ عوى‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)122‬إاا عثبتت الزَّ وجة هجر زوجهأ هلأ وامتنأعه عن قربأَّنأ يف بيت الزَّ وجياة مادة‬
‫سنة فأكثر‪ ،‬ورلبت فسخ عقد زواجهأ منه عمهله القأيض مدة ال تقل عن ههر ليفيء إليهاأ عو‬
‫يطلقهأ فإن يفعل و يبد عذراً مقبوالً فرق القأيض بينه بفسخ عقد زواجه ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪172‬‬
‫السعر ‪.‬‬
‫تغري ِّ‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫حسب ّ‬
‫وَترب ال َّزوجة عىل هتيئة الطعام ديامة ال قضاء وال تول أجر عىل ذلك‪ ،‬فال‬
‫َيلزم الزَّ وجة هتيئة الطعأم لنفسهأ وزوجهأ وعوالدهااأ قضااأ ًء‪ ،‬باال عااىل الاازَّ وج عن‬
‫يأتيهأ بألطعأم مهيئأً إن كأمت ممن ختدم عو كأن هبأ ع ّل اة‪ ،‬عمااأ إن كأماات مماان ختاادم‬
‫مفسهأ وتقدر عىل الك فال جيب عىل الزَّ وج عن يأتيهأ بطعأم مهيأ( ‪ ،)3‬وال جيااوز هلااأ‬
‫عخذ عجرة من زوجهأ إن بأرشت الك؛ لوجوبه عليهأ ديأمااة ولااو رشيفااة( ‪)4‬؛ وأل َّن‬
‫فأرمة ريض اهلل عنهأ وهي سيدة مسأء العأملني كأمت ختدم زوجهأ علي اأً ‪ ،‬فقااد‬
‫جأء يف احلديث عن عِّل ‪( :‬ع َّن فأرمة ريض اهلل عنهأ اهتكت إىل النبي ‪ ‬يدهأ‬
‫من العجني والرحى‪ ،‬قأل‪ :‬فقدم عىل النبي ‪ ‬سبي‪ ،‬فأتته تسأله خأدمأً‪ ،‬فلم جتده‪،‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ‪ ، 651 :2‬ورد املحتأر ‪ ، 652- 651 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 71‬ال تسمع دعوى الزيأدة عو النقص يف النفقة املفروحة قبال‬
‫مم ستّة عههر عىل فرحهأ مأ حتدث روارئ استثنأئية كأرتفأع األسعأر‪.‬‬
‫ويف املأدة ‪ : 73‬إاا امتنع الزوج احلأرض عن اإلمفأق عىل زوجته ورلبت الزوجة النفقة يقادر‬
‫القأيض مفقتهأ من يوم الطلب وياأمر بادفعهأ سالف ًأ لألياأم التاي يعينهاأ‪ .‬ينظار‪ :‬الترشايعأت‬
‫‪.140‬‬ ‫‪ .140‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬ ‫اخلأصة‬
‫الرسخيسا ‪ : ‬ال جتارب‪ ،‬ولكان إاا تطابخ ال‬
‫)‪ (3‬هذا التفصيل اكره عبو الليث ‪ ،‬وقأل َّ‬
‫الصحيح‪ ،‬قأل ابن عأبدين يف رد املحتأر ‪ :648 :2‬ومقتىض مأ صاححه‬
‫يعطيهأ اإلدام‪ ،‬وهو َّ‬
‫الرسخيس عمَّه ال يلزمه سوى اخلبز‪ ،‬تأمل‪ ,‬لكن رعيت صأحب النَّهر قأل بعد قولاه‪ :‬ال يعطيهاأ‬
‫َّ‬
‫اإلدام‪ :‬عي إدام هو رعأم ال مطلق ًأ‪ ،‬ك ال خيفى‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 24 :4‬والبحر الرائق ‪ ،199 :4‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪173‬‬
‫فجأءمأ ‪ …،‬فقأل‪ :‬عال عدلك عىل مأ هو خري لك ا ماان خااأدم‪ :‬تساابحأمه ثالث اأً‬
‫وثالثني وحتمدامه ثالثأً وثالثني وتكربامه ثالثأً وثالثني) ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫الس اوق وهيأتااه لااه‪ ،‬جااأز هلااأ عخااذ‬ ‫زوجهأ ممن يبيع الطعااأم يف ُّ‬ ‫ع َّمأ إاا كأن ُ‬
‫عجرته؛ ألمَّه ال يلزمهأ قضأ ًء وال ديأم ًة( ‪.)3‬‬
‫للصيف بمراعا عــرف البلــد‪:‬‬ ‫‪.2‬يفرض عىل ال َّزوج ك و للشِّ تاء وك و َّ‬
‫الص اي ؛‬ ‫فحيث تأج الشَّ خص إىل ثيأب يف الشِّ تأء ختأل مأ تأج إليه منهأ يف َّ‬
‫كل فصل ب ينأسبُه من الثيااأب‪ ،‬ويعتاارب‬ ‫فيفرض عىل الزَّ وج عن يكسو الزَّ وجة يف ِّ‬
‫كل جهة هلأ ثيأب خمصوصة هبيئة معلومة عندهم‪،‬‬ ‫ُع ْرعُ البلد بألنِّسبة للكسوة؛ إا ّ‬
‫فيجب عىل الزَّ وج عن يأيت زوجته بألكسوة التااي تنأسااب عاارع البلااد املقاايم بااه‬
‫الزَّ وجأن( ‪.)4‬‬
‫و إن اهتكت الزَّ وجة ورفعت عمرهااأ إىل القااأيض وا ّدعاات َّعم اه ال يكسااوهأ‬
‫فرض الكسااوة‪ ،‬فااإن هااأء ق ا َّدرهأ ثيأب اأً وعماار الاازَّ َ‬
‫وج‬ ‫وحت َّق َق عند القأيض الك‪َ ،‬‬
‫قوم هذه الثيأب بدراهم وعمااره بإعطأئهااأ إيأهااأ لتشاارتي‬ ‫بإحضأرهأ هلأ‪ ،‬وإن هأء َّ‬
‫هبأ( ‪.)5‬‬

‫)‪ (1‬يف مصنَّ ابن ع هيبة ‪ ، 44 :6‬واللفظ له بأختصأر‪ ،‬وصحيح مسلم ‪.2091 :4‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 66‬مفقة الزوجة تشمل الطعأم والكسوة والساكنى والتطبياب‬
‫بألقدر املعروع وخدمة الزوجة التي يكون ألمثأهلأ خدم‪ ،‬ويلزم الزوج بدفع النفقة إىل‬
‫زوجته إاا امتنع عن اإلمفأق عليهأ عو ثبت تقصريه‪ .‬ينظر ‪ :‬الترشيعأت اخلأصة ‪.138‬‬
‫الرشعية ‪ ، 253 :1‬وغريه‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 388 :4‬والدُّر املختأر ‪ ، 649 :2‬ورد املحتأر ‪ ،649 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 649 :2‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪174‬‬
‫وعىل الزَّ وج عيضأً جتهيز زوجته وتكفينهأ وإن كأماات الزَّ وجااة غنيااة‪ ،‬وهااو‬
‫واجب عليه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪ .3‬تقدر ال ّ كنى َّ‬


‫الرشعية عىل ح ب حال ال ـ َّزوجني والعــرف‪ ،‬فيختل ا‬
‫السكنى كغريهأ من النَّفقأت عىل حسب حأل الزَّ وجني‪ ،‬فيكفي يف املعرسين‬
‫حأل ّ‬
‫غرفة مع مرافقهأ‪ :‬كأملطبخ واحل م عىل املفتااى بااه( ‪ ،)3‬ويف املتوسااطني وامليس اورين‬
‫يلزم ه ّقة مشتملة عىل غرع ومرافق عىل حسب حأهل مع مراعأة العرع يف الك‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬العقود الدّرية ‪ ، 298 :2‬ورد املحتاأر ‪ ،718 :6‬ويف املوساوعة الفقهياة الكويتياة‬
‫‪ : 243 :13‬وعىل الزّ وج تكفني زوجته عند احلنفية عاىل قاول مفتاى باه‪ ،‬واملألكياة يف قاول‪،‬‬
‫والشأفعية يف األصح؛ ألن مفقة الزوجة واجبة عىل زوجهأ يف حأل حيأهتأ‪ ،‬فكذلك التكفاني‪.‬‬
‫وعمأ عند املأل كية واحلنأبلة وحممد من احلنفية‪ ،‬فال يلزم الزوج كفن امرعته وال مؤماة جتهيزهاأ؛‬
‫ألن النفقة والكسوة وجبأ يف حألة الزواج وقد امقطع بأملوت فأهبهت األجنبية‪.‬‬
‫)‪ (2‬وجأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)71‬عىل الزَّ وج مفقأت جتهياز زوجتاه وتكفينهاأ بعاد‬
‫موهتأ‪.‬‬
‫واحاد‪ ،‬وهاذا عقارب ماأ‬ ‫ويعرفومه بأمَّه اسم ملساق‬
‫)‪ (3‬اكر الفقهأء عمَّه جيب للزَّ وجة بيت‪ِّ ،‬‬
‫يكون للغرفة يف زمأمنأ؛ إال َّ‬
‫عن زيأدة املرافق له مص عليه كثري منهم‪ :‬كأملوصِّل يف االختياأر‪:3‬‬
‫‪ ، 239‬والعيني يف رمز احلقأئق‪ ، 232 :1‬واحلصاكفي يف الادر املختاأر ‪ ، 663 :2‬وبيناوا َّ‬
‫عن‬
‫ومطبخ‪ ،‬وقأل ابان مجايم يف البحار الرائاق ‪ :211 :4‬ينبغاي‬ ‫املقصود بأملرافق‪ :‬لزوم كني‬
‫اإلفتأء به‪.‬‬
‫واكر ابن عأبدين يف رد املحتأر ‪َّ : 663 :2‬‬
‫عن من كأمت من اوات اإلعسأر يكفيهأ بيات ولاو‬
‫مع عمحأئهأ ورضهتأ كأكثر األعراب وعهل القرى وفقراء املدن الَّذين يساكنون يف األحاوات‬
‫ث َسـ َكنْت ْنْ ِمـ ْن‬
‫نوه َّن ِمـ ْن َح ْيـ ن‬ ‫ِ‬
‫عن املسكن يعترب بقدر حاأهل ‪ ,‬ولقولاه ‪{ :‬أَ ْسـكن ن‬
‫والربوع‪ ,‬ملأ َّ‬
‫نو ْج ِدك ْنْ}[الطالق‪ :‬من اآلية‪.]6‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪175‬‬
‫ث َس َكنْتن ْْ ِم ـ ْن نو ْج ـ ِد نك ْْ‬
‫وعدم حلوق العأر بذلك( ‪ ،)1‬قأل ‪{ :‬أَ ْسكِننو نه َّن ِم ْن َح ْي ن‬
‫َوال ت َنضارو نه َّن لِت َنضيِّ نقوا َع َليْ ِه َّن} ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫)‪َّ (1‬بني الفقهأء عمَّه ال بُدَّ يف امليرسين من إسكأن الزَّ وجة يف دار‪ ،‬ويريدون هبأ‪ :‬مأ تشتمل عاىل‬
‫بيوت (غرع) ومطبخ وخالء‪ ،‬وهذا عهبه مأ يكون يف بنأء زمأمنأ بألش ّقة‪ ،‬وعقال ماأ يكفاي يف‬
‫متوسط احلأل مأ سبقه اكره يف املعرسين من الغرفة ومرافقهأ‪ ،‬هذا عىل اعتباأر َّعماه يكفاي يف‬
‫عن هذا عىل خالع مأ عليه الفتوى واالعات د‪ ،‬عاىل َّ‬
‫عن املعاول‬ ‫املعرسين الغرفة‪ ،‬وقد علمت َّ‬
‫خأصة هو عرع الزَّ مأن واملكأن بحيث ال يلحاق الزَّ وجاة العاأر‬
‫عليه يف هذا هو عمر السكنى ّ‬
‫من مكأن وكيفية السكنى‪ ،‬ك بحث الك ابن عأبدين يف رد املحتأر ‪ ، 663 :2‬ثم قأل‪ :‬وهاذا‬
‫موافق ملأ قدمنأه عن امللتقط من قوله‪ :‬اعتبأراً يف السكنى باأملعروع؛ إا ال هاك َّ‬
‫عن املعاروع‬
‫خيتل بأخت الع الزَّ مأن واملكأن‪ ,‬فعىل املفتي عن ينظر إىل حأل عهل زمأمه وبلده‪ ,‬إا بدون الاك‬
‫وه َّن لأتُ َضيِّ ُقوا َ‬
‫عَلايْ أه َّن}[الطاالق‪ :‬مان‬ ‫ال حتصل املعأرشة بأملعروع‪ ،‬وقد قأل ‪َ { :‬وال تُ َض ُّأر ُ‬
‫اآلية‪.]6‬‬
‫مأ سيأيت في بعد‪َّ ،‬‬
‫عن الدار يف عبا أرات الفقهاأء عقارب ماأ‬ ‫وتفسري الدَّ ار هنأ بألش ّقة ال خيأل‬
‫تكون إىل الع رة املشتملة عىل عدّة هقق؛ إا ب َّينوا َّ‬
‫عن الدار اسم ملأ يشتمل عىل بيوت ومناأزل‬
‫ومطبخ‪،‬‬ ‫عن املَنْزل‪ :‬اسم ملأ يشتمل عىل بيوت وصحن مسق‬
‫وصحن غري مسق ‪ ،‬واكروا َّ‬
‫فكأن املَنْزل هو األهبه بألش ّقة يف بنأء زمأمنأ‪ ،‬فإرالق الدار هنأ قصد باه املَ ْنازل عاىل احلقيقاة‬
‫ولذلك كأن املراد منه الش ّقة هنأ‪ ،‬وسيأيت في بعاد َّعماه ال ياراد مناه ال شاقة بال العا رة عو ماأ‬
‫هأهبهأ‪ ،‬وهذا من بأب الرتادع واإلمأبة يف اللغة‪ ،‬وهو كثري‪ ،‬واهلل ععلم‪ .‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪:14‬‬
‫‪ ، 137‬واللسأن ‪.1443 :2‬‬
‫)‪ (2‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)6‬‬
‫الرشاعية‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)72‬هييئ الزَّ وج املساكن املحتاوي عاىل اللاوازم َّ‬
‫حسب حأله وفاي حمال إقأمته عو عملاه‪ ،‬وعاىل الزَّ وجاة بعاد قابض مهرهاأ املؤجال متأبعاة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪176‬‬
‫وليس للزَّ وج عن يرش َك مع زوجته َ‬
‫غريهأ من عقأربه عو زوجأته يف السكنى؛‬
‫فإَّنأ ال تأمن عىل متأعهأ‪ ،‬ويمنعهااأ الااك ماان ُتااأم املعااأرشة مااع‬
‫تتَّضر به‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ألَّنأ‬
‫َّ‬
‫ألَّنأ رحيت بإسقأط ح ّقهأ‪.‬‬
‫زوجهأ‪ ،‬إالّ عن ختتأ َر الك؛ َّ‬
‫الصغري غري املميز‪ ،‬فله عن يسكنه معهأ وإن ترض؛ أل َّن املعأرشة‬
‫عمأ ولده َّ‬
‫ال تتعطّل بوجوده‪ ،‬ك ع َّن له إسكأن َمن تأجه خلدمته من غري رحأهأ‪.‬‬
‫الص اغري‬
‫عمأ الزَّ وجة فال تستطيع إسكأن عحد معهأ من عقأرهبأ‪ ،‬ولااو ولاادهأ َّ‬
‫البيت له‪ ،‬فال جيرب عااىل سااكنى عحااد فيااه ال تلزمااه سااكنأه‬
‫َ‬ ‫إال برحأ الزَّ وج؛ أل َّن‬
‫رشعأً‪ ،‬فإاا ريض كأن الك؛ ألمَّه عسقط ح ّقأً له‪ ،‬فال يعأرض ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫زوجهأ ومسأكنته فيه وعليهأ االمتقأل إىل عي جهة عرادهأ ولو خأرج اململكة برشاط عن يكاون‬
‫مؤمن ًأ عليهأ وعن ال يكون يف وثيقة العقد رشط يقتم غري الاك‪ ،‬فاأاا امتنعات عان الطأعاة‬
‫يسقط حقهأ يف النَّفقة‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 397 :4‬والبحر الرائق ‪ ، 211- 210 :4‬وفتح القادير ‪ ، 397 :4‬والادُّر‬
‫املختأر ‪ ، 662 :2‬ورد املحتأر ‪ ، 662 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)74‬ليس للزَّ وج عن يُساكن عهلاه وعقأرباه معاه دون رحاأ‬
‫زوجته يف املسكن الاذي هيأه هلأ‪ ،‬ويساتثنى مان الاك عبناأؤه غاري الباألغني‪ ،‬وبنأتاه وعبااواه‬
‫الفقاريان إاا لام يمكنه اإلمفأق عليه استقالالً وتعني وجودمهاأ عناااده‪ ،‬والااك بشاارط‬
‫عادم إرضارهم بألزَّ وجة‪ ،‬وعن ال ول وجودهم يف املسكن دون املعأرشة الزَّ وجياة‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)75‬ليس للزَّ وج عن يُسكن ماع زوجتاه زوجاة عخارى لاه يف مساكن واحاد بغاري‬
‫رحأهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪177‬‬
‫ترضر ال َّزوجة به‪ ،‬ب اأن يَّضااهبأ‬
‫ولل َّزوج أن خيتار مكان ال ّ كنى برشط عدم ّ‬
‫حترى القأيض الك منعه من التع ا ّدي عليهااأ‪ ،‬وإن يكاان يف‬
‫الزوج ويؤاهيأ‪ ،‬فإن ّ‬
‫جوارهأ َمن يوثق به عو كأموا يميلون إىل الزَّ وج‪ ،‬عمره بإسكأَّنأ بني جريان صأحلني‬
‫يمنعومه من إيذائهأ‪.‬‬

‫تَّضرهأ َمن وجود من يؤاهيأ يف ال َّدار عو الع رة‪ ،‬بأن كأمت يف‬
‫وإن كأن ّ‬
‫ه ّقة عو جهة منهأ‪ ،‬وغريهأ يسكن يف ه ّقة عخرى عو جهااة عخاارى منهااأ‪َّ ،‬‬
‫فإَّن اأ ال‬
‫السأكن عمحأؤهأ عو رضائرهأ‪.‬‬
‫جتأب لطلبهأ‪ ،‬سواء كأن الك َّ‬
‫الس اكأن وكااأن‬
‫وإن كأن تَّضرهأ من سكنهأ يف مسكن موحش خااأيل ماان ُّ‬
‫الرجل خيرج ليالً لسبب من األسبأب‪ ،‬بأن خيأع عىل عقلهااأ‪ ،‬و يكاان هلااأ ولااد‬
‫َّ‬
‫تستأمس به فإن القأيض عن ينقلَهأ إىل مكأن ال تستوحش فيه( ‪ ،)1‬وكا ُّال الااك يشااري‬
‫ث َس َكنْتن ْْ ِم ْن نو ْج ِد نك ْْ َوال ت َنضارو نه َّن لِتن َضيِّ نقوا‬
‫إليه قوله تعأىل‪{ :‬أَ ْسكِننو نه َّن ِم ْن َحيْ ن‬
‫َع َل ْي ِه َّن} ( ‪.)2‬‬

‫وينبغي عن يكون هذا خمتلفأً بأختالع النَّأس فإ َّن بعض النِّسأء تستوحش يف‬
‫البيتوتة يف البيت ولو صغرياً بني جريان إاا كأن زوجهأ له زوجة ُعخرى عو عكثاار‪،‬‬

‫الا دة (‪ :)76‬ليس للزَّ وجة عن تُسكن معهاأ عوالدهاأ مان زوج آخاار عو عقأرهباأ دون رحااأ‬
‫زوجهأ إاا كأن املسكن مهيئا ًأ من قبله‪ ،‬عمأ إاا كأن املسكن لاهأ فلهاأ عن تُسااكن فياه عوالدهاأ‬
‫وعبوهيأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬وتفصيل الك يف رد املحتأر ‪ ، 664 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)6‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪178‬‬
‫رضهتأ ينبغي عن يؤمر بأملؤمسااة وال سااي‬
‫فإاا كأن خيشى عىل عقلهأ إاا كأمت ليلة ّ‬
‫إاا كأمت صغرية‪ ،‬فإ َّن كثرياً من ِّ‬
‫الرجأل ال يمكنه عن يبيت وحده فكي ا النِّسااأء‪،‬‬
‫الرشع( ‪.)1‬‬
‫وال رضار يف َّ‬
‫‪َ.4‬تب مفقة زوجة وأوالد الغائب ِف مالــه‪ :‬ف األزَّ وج الغأئااب‪ :‬هااو َم ان ال‬
‫يسهل إحضأره ومراجعته‪ ،‬ولو كأن خمتفيأً يف البلد ا َّلذي فيه الزَّ وجااة‪ ،‬ف اأن كااأن‬
‫يفرض هلأ النَّفقة فيه ويأمرهااأ بأألخااذ‬
‫َ‬ ‫املأل موجوداً يف منزل الزَّ وج‪ ،‬فإ َّن القأيض‬
‫منه عىل حسب الفرض الذي ق َّدره إن َعلأ َم بألنِّكأح بينه ؛ ألمَّه إيفأء ِّ‬
‫حلق الزَّ وجة‪.‬‬

‫غري موجود يف منزل الزَّ وج؛ بااأن كااأن مودع اأً عنااد غااريه عو‬
‫وإن كأن املأل َ‬
‫مضأربة مع غريه‪ ،‬عو دينأً‪ ،‬فإ َّن القااأيض يفاارض هلااأ النَّفقااة يف الااك املااأل ويااأمر‬
‫(امل ودع عو املضأرب عو املدين) بإعطأئهأ النَّفقة منه ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫و يشَّتط قبل ت ليْ مفقة زوجة الغائب هلا أمران‪:‬‬

‫ع‪ .‬عن يأخذ القأيض كفاايالً ماان الزَّ وجااة لل ا ل الااذي تأخااذه؛ أل َّن يف عخااذ‬
‫تستحق ا َّلذي عخذته‬
‫ّ‬ ‫الكفيل مصلحة للغأئب‪ ،‬فإمَّه إاا تب َّني بعد الك ع َّن املرع َة ال‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬منحة اخلألق ‪.212 :4‬‬


‫)‪ (2‬ينظاار‪ :‬اهلدايااة ‪ ، 210 :4‬والعنأيااة ‪ ، 210 :4‬وباادائع الصاانأئع ‪ ، 37 :4‬ورشح الوقأيااة‬
‫‪ ، 378- 377‬والدر املختأر ‪ ، 666 :2‬ورد املحتأر ‪ ، 666 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)69‬يفرض القأيض من حني الطلب مفقة لزوجة الغأئب عو‬
‫املفقاود يف مألاه عو عاىل مديناه عو عاىل مودعاه عو مان يف حكمها إاا كاأموا مقارين بأملااأل‬
‫والزَّ وجياة عو منكريان هل عو ألحادمهأ بعاد إثباأت مواقاع اإلمكاأر وبعاد حتليفهاأ يف مجياع‬
‫الرشعية املنصو عليهأ يف املأدة (‪ )68‬من هذا القأمون‪.‬‬
‫احلأالت اليمني َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪179‬‬
‫احلق يف عن يأخذه من املرعة عو من الكفيل‪.‬‬
‫عىل سب يل النَّفقة‪ ،‬يكون للغأئب ّ‬
‫زوجهأ الغأئب يعط هلأ النَّفقة‬
‫َ‬ ‫املرعة عىل ثالثة عهيأء‪ :‬ع َّن‬ ‫ب‪ .‬عن لِّ‬
‫حق‪ ،‬وع َّن َ‬
‫زوجهأ الغأئب‬ ‫قبل سفره‪ ،‬وع ََّّنأ تكن مأهز ًة خأرجة عن رأعته بغري ّ‬
‫يط ِّل َقهأ قبل سفره وامقضت عدّهت أ؛ إا فيه مظر للغأئب؛ ألمَّه من اجلأئز عن يكون‬
‫ء من الك حأصالً‪ ،‬والكفيل ال يعلم به‪ ،‬فتمتنع املرعة عن اليمني‪ ،‬فال يقم‬
‫ء من مأله ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫هلأ بأخذ‬
‫صل يف عثنأء تلك‬ ‫وج لزوجته مفق َة م ّدة مستقبلة و‬
‫‪ .5‬إن ععطى الزَّ ُ‬
‫ء منهأ‪.‬‬ ‫امل ّدة مأ يسقط النَّفقة فقد استح ّقتهأ‪ ،‬فال ّ‬
‫حق له يف اسرتداد‬
‫عجل هلأ مفقة سنة مثالً‪،‬‬ ‫َ‬
‫حصل يف عثنأء امل ّدة مأ يسقطهأ‪ ،‬ك إاا َّ‬ ‫وعمأ إاا‬
‫ومأتت الزَّ وجة بعد مم عربعة عههر‪ ،‬عو مأت الزَّ وج بعد مم هذا الزَّ من‪،‬‬
‫حق يف اسرتداد ء منهأ‪ ،‬عو من‬ ‫عو ر َّلقهأ يف عثنأء امل ّدة‪ ،‬فليس له وال لورثته ّ‬
‫ألَّنأ صلة‪،‬‬
‫املعجلة مفقتهأ و يطرع مأ يسقطهأ؛ َّ‬
‫ورثتهأ ‪ ،‬ك لو مضت امل ّدة ّ‬ ‫( ‪)3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الادر املختاأر ‪ ، 667- 666 :2‬ورد املحتاأر ‪ ، 667- 666 :2‬ورشح األحكاأم‬
‫الرشعية ‪ ، 265- 264 :1‬وغريهأ‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)68‬إاا تغ َّيب الزَّ وج وترك زوجته بال مفقة عو سأفر إىل حمل‬
‫قريب عو بعيد عو فقد كم القاأيض بنفقتهاأ مان ياوم الطلاب بناأ ًء عاىل البيناة التاي تقيمهاأ‬
‫عن زوجااهأ يارتك لااهأ مفقااة‬ ‫الازَّ وجة علاى قيأم الزَّ وجية بينه بعد عن لفهأ اليمني عاىل َّ‬
‫وعَّنأ ليست مأهزاً وال علم هلأ َّ‬
‫بأَّنأ مطلقة امقضت عدهتأ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألَّنأ عوض عا تساتحق‬
‫والشأفعي ‪ :‬حتتسب مفقة مأ مىض ‪ ،‬ويسرتد مأ بقي؛ َّ‬
‫)‪ (3‬وقأل حممد َّ‬
‫عليه بأالحتبأس‪ .‬ينظر‪ :‬مغني املحتأج ‪ ، 435 :3‬وحتفة املحتأج ‪ ، 321 :8‬وَّنأية املحتاأج ‪:7‬‬
‫‪ ، 377‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 201‬ورشح الوقأية‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫‪180‬‬
‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬

‫الصالت بعد املوت؛ المتهأء حكمهأ‬‫وقد اتّصل هبأ القبض‪ ،‬وال رجوع يف ِّ‬
‫ك يف اهلبة‪ ،‬وألَّنأ لو هلكت من غري استهالك ال يسرتد هيئأً منهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مفقة األقارب‪:‬‬


‫أوال‪ :‬مفقة األبناء‪:‬‬
‫‪.1‬أن يكون غنيّا ؛ بأن يكون لديه مأل من النُّقود عو العروض عو العقأر‪ ،‬فال‬
‫َتب له النَّفقة‪ ،‬سواء كأن صغرياً عم كبرياً‪ ،‬عمثى عم اكراً؛ أل َّن مفقته إمَّ وجبت عىل‬
‫عبيه للحأجة‪ ،‬وبغنأه امدفعت حأجته‪ ،‬فال جتب‪.‬‬
‫‪.2‬أن يكون فقريا‪ ،‬فإن كأن صغرياً سواء كأن اكراً عو عمثى جتب له النَّفقة؛‬
‫عوجب تعأىل‬
‫َ‬ ‫لقوله تعأىل‪َ { :‬و َع َىل املَْ ْولنودِ لَ نه ِر ْز نق نه َّن َوكِ ْ َو ن نهت َّن ِباملَْ ْع نروف} ( ‪ ،)3‬حيث‬
‫عىل األب رزق الوالد‪ ،‬فإاا وجبت مفقة غريه بسببه‪ ،‬فوجوب مفقة مفسه عوىل‪.‬‬
‫وإن كأن كبرياً؛ بأن يكون قأدراً عىل الكسب وإن يبل ‪ ،‬فإن كأن مذكّراً‪ ،‬و‬
‫فإَّنأ جتب النَّفقة له‪ ،‬ك إاا كأن مريضأً مرحأً مزمنأً‪،‬‬
‫به عأهة ُتنعه من الكسب‪َّ ،‬‬
‫عو به هلل عو عمى‪ ،‬ويلحق به من كأن من رلبة العلم وال يمكنه التَّكسب( ‪ ،)4‬عو‬

‫‪.377- 376‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 205 :4‬والعنأية ‪ ،205 :4‬ورشح الوقأية‬
‫معجلة بألتعجيل وإاا حدثت وفأة عو راالق‬
‫)‪ (2‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 72‬النفقة تكون ّ‬
‫‪.140‬‬ ‫بعد استيفأء الزوجة هلأ فال جيوز اسرتدادهأ‪ .‬ينظر‪ :‬التَّرشيعأت اخلأصة‬
‫)‪ (3‬سورة البقرة‪ :‬من اآلية‪.233‬‬
‫)‪ (4‬يف القأمون األردين يف الا دة (‪ :)190‬يلزم األب املورس بنفقة تعليم عوالده يف‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪181‬‬
‫من عبنأء األرشاع وال يستأجره النَّأس‪.‬‬
‫وإن كأن مؤمَّثأً‪ ،‬فلهأ ا لنَّفقة إىل عن تتزوج‪ ،‬وليس له عن يؤجرهأ يف عمل وال‬
‫خدمة وإن كأن هلأ قدرة( ‪ ،)1‬وإن كأمت ُمكت أَسبة بألفعل‪ ،‬فتجب مفقتُهأ من كسبهأ‬
‫وجب إُتأم مفقتهأ عىل والدهأ ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬
‫إن ّ‬
‫وىف بحأجتهأ‪ ،‬وإن ي‬

‫ثاميا‪ :‬أحوال األب ِف النَّفقة‪:‬‬


‫‪.1‬أن يكون غن ّيا‪ ،‬فإمَّه ال يشأ ركه عحد يف النَّفقة عىل عوالده كأألم وغريهأ‪.‬‬

‫وإن ينفع عىل عوالده وكأمت له عموال ظااأهرة‪ ،‬فااإ َّن القااأيض يبيااع منهااأ‬
‫بمقدار النَّفقة زمنأً‪ ،‬وينفق عليهم‪ ،‬وهكذا كلَّ جتدّدت احلأجة؛ ألمَّه امتنع عن عمر‬
‫واجب عليه‪ ،‬فيقوم القأيض مقأمه‪.‬‬

‫وإن يكن عموال ظأهرة؛ فإ َّن القااأيض يسااتعمل معااه مااأ يااراه مؤ ّدي اأً إىل‬
‫امتثأله‪ ،‬حتى لو علم ع َّن مثلَه ال يمتثل إالّ بأحلبس كأن له الك‪ ،‬ولااو ع ََّّن ام م َُّص اوا‬

‫األول األسااأ‪ :‬وإىل‬ ‫مجياع املراحال التعليمياة با يف الاك السانة التمهيدياة قبال الصا‬
‫عن ينأل الولد عول ههأدة جأمعية عىل عن يكون الولد اا عهلية للتعلم‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 217 :4‬وغريه‪.‬‬
‫‪،380- 379‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تفصيل عحكأم االبن يف فتح القادير ‪ ، 218- 217 :4‬والوقأياة‬
‫ورشح الوقأية ‪ ، 380- 379‬ورد املحتأر ‪ ،627 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)187‬إاا يكاان للولااد مااأل فنفقتااه عااىل عبيااه ال‬
‫يشااأركه فيهااأ عحااد مااأ يكاان األب فقاارياً عااأجزاً عاان النفقااة والكسااب آلفااة بدميااة عو‬
‫عقلية‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪182‬‬
‫ألَّنم استثنوا دياان النَّفقااة‬
‫عىل عمَّه ال بس والد وإن عال يف دين ولده وإن سفل؛ َّ‬
‫من هذه القأعدة؛ إا يف االمتنأع عن اإلمفأق تعريض ال نَّفس إىل التل ‪ ،‬وهذا غااري‬
‫جأئز خصوصأً بألنِّسبة إىل األب‪.‬‬
‫‪.2‬أن يكون فقريا‪ ،‬فإن كأن قأدراً عىل الكسب‪ ،‬وررق الكسب ميرسااة و‬
‫ينفق‪ ،‬استعمل معه القأيض مأ يراه رادعأً له عن االمتنااأع‪ ،‬ولااو بااأحلبس؛ أل َّن يف‬
‫الن أ‬
‫َّفقة حيأة النُّفوس‪.‬‬
‫ميرسة عو كسبه ال يفي بألنَّفقة‪ ،‬فإ َّن القأيض يأمر‬
‫وإن تكن ررق الكسب ّ‬
‫َمن يليه يف وجوب اإلمفأق عليهم‪ ،‬وهي األم‪ ،‬وهكااذا عااىل ترتيااب األقااأرب يف‬
‫النَّفقة ا ك سيأيت ا‪.‬‬
‫وإن كأن عأجز ًا عن الكسب‪ ،‬ك إاا كأن به مرض يمنعه عنه عو به هلل عو‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ ينتقل وجوب النَّفقة إىل من‬ ‫عمى‪ ،‬سقطت عنه النَّفقة؛ إلحلأقه بأألموات‪،‬‬
‫جتب عليه عند عدمه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫الرش عية ‪:2‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 36- 35 :4‬والدر املختأر ‪ ، 624- 614 :3‬ورشح األحكأم َّ‬
‫‪.86- 84‬‬
‫)‪ (2‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)188‬إاا كااأن األب غأئباا ًأ ويتعااذر حتصاايل النفقااة‬
‫للولاد منااه‪ ،‬عو كاأن األب فقاارياً قاأدراً عااىل الكساب لكاان كسابه ال يزيااد عاىل كفأيتااه‪ ،‬عو‬
‫بنفقااة الولااد مان جتااب عليااه النفقااة عنااد عاادم األب وتكااون‬ ‫كاأن ال جي اد كسااب ًأ‪ ،‬يكل ا‬
‫هذه النفقة دين ًأ للمنفق عىل األب يرجع هبأ عليه متى حَّض عو عيرس‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪183‬‬
‫ثالثا‪ :‬ترتيب األقارب ِف النَّفقة‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬إن كان مجيع املوجــودين مــو ين‪ ،‬عو كااأن األب عو االباان‬
‫قأدرين عىل الكسب( ‪)1‬؛ ألمَّه يكفي فيه الك‪ ،‬ففيها األق ام اآلتية‪:‬‬

‫‪.1‬أن يكوموا فروعا فقط‪ ،‬املعترب فيهْ القــرب واجلزئيــة‪ :‬عي القاارب بعااد‬
‫اجلزئية دون املرياث‪ ,‬ففي ولدين ملسلم فقري ولااو عحاادمهأ مرصاااميأً عو عمثااى جتااب‬
‫مفقته عليه سوية؛ للتَّسأوي يف القرب واجلزئية وإن اختلفااأ يف اإلرث‪ ،‬ويف اباان‬
‫وابن ابن عىل االبن فقط ؛ لقربه‪ ،‬ويف بنت وابن ابن عىل البنت فقط؛ لقرهبأ‪.‬‬

‫‪.2‬أن يكوموا فروعا وحوايش (عي من ليس من عمود النَّسب‪ :‬عي ال عص الً‬
‫وال فرعأً)‪ ،‬املعترب فيه القرب واجلزئية دون اإلرث‪ ,‬ففي بنت وعخت هااقيقة عااىل‬
‫البنت فقط؛ لتقديم اجلزئية وإن ورثتأ‪ ،‬ويف اباان مرصاااين وعخ مساالم عااىل االباان‬
‫االبن بألقرب واجلزئية‪ ،‬وإن كأن الااوارث هااو األخ‪ ،‬ويف ولااد‬ ‫فقط؛ الختصأ‬
‫بنت وعخ هقيق عىل ولد البنت وإن يرث؛ الختصأصه بأجلزئية‪ ،‬وإن اسااتويأ يف‬
‫القرب إلدالء كل منه بواسطة‪.‬‬

‫)‪ (1‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)197‬ع ‪ -‬جيااب عااىل الولااد املااورس اكااراً كااأن عو‬
‫عمثى كبرياً كاأن عو صغرياً مفقاة والدياه الفقريين ولو كأمأ قأدرين عىل الكسب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إاا كااأن الولااد فقاارياً لكنااه قااأدر عااىل الكسااب يلاازم بنفقااة والديااه الفقااريين ‪ ،‬وإاا‬
‫كاااأن كساابه ال يزيااد عااىل حأجتااه وحأجااة زوجتااه وعوالده فيلاازم بضاام والديااه إليااه‬
‫وإرعأمه مع عأئلته‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪184‬‬
‫املعترب فيه األقرب جزئية‪ ،‬فإن مل يوجد اعترب‬
‫ن‬ ‫‪.3‬أن يكوموا فروعا وأصوال‪،‬‬
‫الَّتجيح‪ ,‬فإن مل يوجد اعترب اإلرث‪ ,‬ففي عب وابن جتب عىل االباان وإن اسااتويأ يف‬
‫َّ‬
‫لرتجحه بحديث‪ « :‬عمت ومألك ألبيك»( ‪ )1‬ومثله األم‪ ،‬حتااى قااألوا‪:‬‬
‫قرب اجلزئية؛ ّ‬
‫وال يشأرك الولد يف مفقة عبويه عحد‪ .‬ويف ج ّد وابن ابن عىل قدر املرياث عسداس اأً؛‬
‫للتَّسأوي يف القرب واإلرث وعدم املرجح من وجه آخر‪ ،‬وعب وابن ابن عو بنت‬
‫بنت عىل األب؛ ألمَّه عقرب يف اجلزئية‪ ،‬حتى قألوا‪ :‬ال يشأرك األب يف مفقااة ولااده‬
‫عحد‪.‬‬

‫‪.4‬أن يكوموا فروعا وأصوال وحوايش‪ ،‬وهو كالثالث؛ لسااقوط احلااوا‬


‫لرتجحهم بألقرب واجلزئية‪ ,‬فكأمَّه يوجد سوى الفروع واألصول‪ ,‬وهااو‬
‫بألفروع ّ‬
‫القسم الثألث بعينه‪.‬‬

‫‪.5‬أن يكوموا أصوال فقط‪ ،‬فله حاالن‪:‬‬


‫لنصهم عمَّه ال يشأرك األب يف‬
‫أ‪ .‬أن يكون معهْ األب‪ ،‬فالنَّفقة عليه فقط؛ ّ‬
‫مفقة ولده عحد‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن ال يكون معهْ األب‪ ،‬وهلأ وجهأن‪:‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 142 :2‬واملنتقى ‪ ، 249 :1‬وسنن ع داود‪ ، 289 :3‬وسنن ابان‬
‫مأجه‪ ، 769 :2‬قأل ابن القطأن عن حديث ابن مأجه‪ :‬إسنأده صحيح‪ ،‬وقأل املنذري‪ :‬رجألاه‬
‫الشاأفعي‪ ، 202 :1‬واألحأدياث املختاأرة ‪:8‬‬
‫ثقأت‪ ،‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 480 :7‬ومسند َّ‬
‫الراية ‪ ، 339- 337 :3‬وخالصة البدر املنري‪ ، 203 :2‬وتلخيص‬
‫‪ ، 79‬وغريهأ‪ .‬وينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫احلبري‪.189 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪185‬‬
‫ـ أن يكون بعضهْ وارثا وبعضهْ غري وارث‪ ،‬فإ َّن املعترب األقرب جزئيــة‪،‬‬
‫فإن ت اووا ِف القرب فريجح الوارث‪ ،‬ففي عم وجد ألم عىل األم؛ لقرهبأ‪ ،‬ويف ج ّد‬
‫ألم وجد ألب جتب عىل اجلد ألب فقط؛ اعتبأراً لإلرث‪.‬‬
‫ـ أن يكون كلهْ وارثني‪ ،‬فعىل قدر استحقاقهْ من اإلرث‪ ،‬ففااي عم وج ا ّد‬
‫ألب جتب عليه عثالثأً‪.‬‬

‫‪.6‬أن يكوموا أصوال وحوايش‪ ،‬فلها حاالن‪:‬‬


‫أ‪ .‬أن يكــون أحــد الصــنفني غــري وارث‪ ،‬فــإ َّن املعتــرب األصــول؛ ترجيح اأً‬
‫للجزئية‪ ،‬وال مشأر كة يف اإلرث حتى يعترب‪ ،‬فيقدم األصل سواء كأن هو الوارث‬
‫اآلخر‪ ،‬ففي جد ألب وعخ هقيق فعىل اجلد؛ الختصأصه‬ ‫عو كأن الوارث الصن‬
‫بأجلزئية وهو الوارث‪ ،‬ويف جد ألم وعم فعىل اجلااد؛ للجزئيااة وإن كااأن الااوارث‬
‫الع ّم‪.‬‬

‫ب‪.‬أن يكون كل من األصول واحلوايش وارثا‪ ،‬فإ َّن املعترب اإلرث‪ ،‬ففااي عم‬
‫وعخ عصبي عىل األم الثلث وعىل العصبة الثلثأن‪.‬‬

‫‪ .7‬أن يكوموا حوايش‪ ،‬املعترب فيه أهلية اإلرث بعد كومه ذا رحْ حمرم‪ ،‬ففي‬
‫خأل وابن عم عىل اخلأل؛ ألمَّه رحم حمرم عهل لإلرث عنااد عاادم اباان العاام‪ ،‬ويف‬
‫بأم اه وارث‬
‫ارجح الع ا ّم َّ‬
‫الرحم واملحرميااة‪ ،‬وتا ّ‬
‫خأل وعم عىل العم؛ الستوائه يف َّ‬
‫حقيقة‪.‬‬

‫احلالة الثامية‪ :‬إن كان منهْ معرس ومو ‪ ،‬فلها ثالثة تق يامت‪:‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪186‬‬
‫‪ .1‬أن يكون املعرس حيرز ّ‬
‫كل املرياث‪ ،‬فإمَّه جيعل كاملعــدوم‪ ،‬وَتعــل النَّفقــة‬
‫عىل الورثــة عــىل قــدر اســتحقاقهْ‪ ،‬ففااي عم معرس اة وألمااه عخااوات متفرقااأت‬
‫مااورسات فألنَّفقااة عااىل اخلألااة ألب وعم؛ أل َّن األم حتاارز كاال املاارياث‪ ،‬فتجعاال‬
‫كأملعدومة‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يكون املعرس ال حيرز ّ‬


‫كل املرياث‪ ،‬فإ َّن النَّفقة عليــه وعــىل مــن يــرث‬
‫معه‪ ،‬فيعترب املعرس؛ إلظهار قدر ما جيب عىل املو ين‪ ،‬ثْ جيعل كل النَّفقــة عــىل‬
‫املو ين عىل اعتبار ذلك‪ ،‬ففي صغري له عم وعخت هقيقة مورستااأن ولااه عخاات‬
‫ء عااىل‬ ‫ألب وعخت ألم معرستأن‪ ،‬فألنَّفقة عىل األم والشااقيقة عااىل عربعااة وال‬
‫غريمهأ‪ ،‬ولو جعل من ال جتب عليه النَّفقة كأملعدوم عص االً كأماات عةأس اأً‪ :‬ثالثااة‬
‫عةأس عىل الشقيقة واخلمسأن عىل األم اعتبأراً بأملرياث‪.‬‬

‫‪ .3‬أن يكون املعرس أبا زمنا فإمَّه يعترب كاملعدوم‪ ،‬ففي صااغري لااه عب معرس ا‬
‫زمن وألبيه ثالثة عخوة متفرقني مورسين فنفقته عىل الع ّم الشقيق فقط؛ ألمَّه جعل‬
‫األب كأملعدوم‪ ،‬لكومه رز مجيع املرياث‪ ،‬فيكون الوارث لالبن هو العم الشااقيق‬
‫فقط فيختص بألنَّفقة ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫)‪ (1‬هذا البحث خالصة مأ ح ّققه ابن عأبدين يف حترير النقول يف مفقة األصول والفاروع ‪:1‬‬
‫الرشعية ‪ ،90- 89 :2‬ورشح‬
‫‪ ، 268- 256‬ورد ا ملحتأر ‪ ، 280- 278 :2‬وينظر‪ :‬األحكأم َّ‬
‫الرشعية ‪ ،90- 86 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)198‬جتااب مفقااة الصااغأر الفقااراء وكاال كبااري‬
‫فقااري عااأجز عاان الكسااب بآفااة بدميااة عو عقليااة عااىل ماان ياارثهم ماان عقااأرهبم املااورسين‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪187‬‬
‫و إن عقأم املدعي الب ّينة عىل اليسأر وعقأم املدعى عليه عااىل اإلعسااأر كأماات‬
‫بينة اليسأر عوىل‪ ،‬إا األصل هو العرسة‪ ،‬واليسأر عأرض‪ ،‬والبينة إلثبااأت خااالع‬
‫وألَّنأ تشهد بألوجود واألخرى بألنفي‪ ،‬فألبينة املثبتااة عوىل ماان النأفيااة؛‬
‫الظأهر‪َّ ،‬‬
‫وأل َّن معهأ زيأدة علم( ‪.)1‬‬
‫و إن عقأم املدعي الب ّينة عىل اليسأر وعقأم املدعى عليه عىل اإلعسأر احلأدث‪،‬‬
‫كأمت بينة اإلعسأر عوىل؛ أل َّن األصل هنأ اليسأر‪ ،‬واإلعسأر عأرض‪ ،‬فتقاادم بينااة‬
‫اإلعسأر؛ إلثبأهتأ خالع الظااأهر‪ ,‬وألن معهااأ عل ا ً بااأمر حااأدث‪ ،‬وهااو حاادوث‬
‫اهأب املأل‪ ،‬وبيأن سبب اإلعسأر غااري الزم ‪،‬باال يكفااي قااوهلم‪َّ :‬إم اه ععرس ا بعااد‬
‫الك ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫بحسااب حصصااهم اإلرثيااة وإاا كااأن الااوارث معرساااً تفاارض النفقااة عااىل ماان يليااه يف‬
‫اإلرث ويرجع هبأ عىل الوارث إاا عيرس‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)200‬تفرض مفقة األقأرب اعتبأراً من تأريخ الطلب‪.‬‬
‫ويف الااا دة (‪ :)201‬إاا كااأن ماان فرحاات عليااه النفقااة ماان األصااول عو الفااروع عو‬
‫األقاااأرب غأئبااا ًأ عو حضااار امل حأكمااة وتغيااب قباال اإلجأبااة عاان موحااوع الااادعوى‬
‫رألاب النفقاة اليميان عىل عمه يستوع النفقة سلف ًأ‪.‬‬ ‫لا‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الكنْز ‪ ، 180 :4‬وتبيني احلقأئق ‪ ، 202 :5 ،180 :4‬واهلداية ‪ ، 278 :9‬والعنأية ‪:9‬‬
‫‪ ، 278‬وفتح القدير ‪ ، 278 :9‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 389 :5‬ورد املحتأر ‪ ،389 :3‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف القااأمون األردين يف الا ااا دة (‪ :)199‬عنا ااد االخااتالع يف اليسا ااأر واإلعسا ااأر يف‬
‫دعااأوى النفقااأت تاارجح بيناااة اليسااأر إال فاااي حألااة إدعااأء اإلعسااأر الطااأرئ فاارتجح‬
‫بينة مدعيه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪188‬‬
‫املطلب الثَّالث‪ :‬مفقة املعتد ‪:‬‬
‫‪.1‬ال مفقة للمعتدّ مطلقا‪ ،‬سواء كأماات املاارعة حااأمالً عو غااري حأماال؛ أل َّن‬
‫الرشع‪ ،‬فإ َّن الرتبّص عبأدة منهأ؛ وأل َّن النَّفق ا َة‬
‫حلق َّ‬
‫حلق الزَّ وج‪ ،‬بل ِّ‬
‫احتبأسهأ ليس ّ‬
‫َ‬
‫جتب هيئأً فشيئأً‪ ،‬وال ملك له بعد املوت‪ ،‬فال يمكن إجيأهبأ يف ملك الورثة‪ ،‬هكااذا‬
‫املتوىف غألبأً يرتك هيئأً فرتث منه زوجته‪ ،‬فتنفق عىل مفسهأ َّمم اأ‬
‫َّ‬ ‫قأل الفقهأء؛ وأل َّن‬
‫ورثته ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫الفرقة مــن قِبل ـه‪ ،‬سااواء كأماات الفرقااة‬ ‫‪َ.2‬تب النفقة عىل الزوج إن كام‬
‫معصية عو غري معصية؛ أل َّن النَّفق َة جزاء االحتبأس‪ ،‬وهي حمبوسااة يف حا ِّاق حكاام‬
‫مقصودٍ من الزَّ واج‪ ،‬وهو الولد؛ إا العدّة واجبة لصيأمته‪ ،‬فتجب النَّفقة‪ ،‬ومن ه ه‬
‫الفرق‪:‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الط االق رجعي اأً عو بأئن اأً‬
‫جل زوجتَه‪ ،‬سواء كااأن َّ‬
‫الر ُ‬
‫الطالق‪ ،‬ك إاا رلَّ َق َّ‬
‫بينومة صغرى عو كربى؛ بدليل‪ :‬ع َّن عبأ إسحأق‪ ،‬قأل كناات مااع األسااود باان يزيااد‬

‫‪ ، 379‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 379‬ورشح الوقأية‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 215- 214 :4‬والوقأية‬


‫)‪ (2‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)154‬ع ‪ -‬لاايس للماارعة التااي تااويف عنهااأ زوجهااأ‬
‫مفقة عدة سواء عكأمت حأمال ً عم غري حأمل‪.‬‬
‫الشأفعي‪ :‬ال جيب ملعتدة الباأئن مفقاة‪ ،‬كا يف املنهاأج ‪ ، 440 :3‬وحتفاة املحتاأج ‪:8‬‬
‫)‪ (3‬عند َّ‬
‫‪ ، 334‬وَّنأية املحتأج ‪ ، 211 :7‬وغريهأ؛ حلديث فأرمة بنت قيس ‪َّ ‬عماه رلَّقهاأ زوجهاأ يف‬
‫عهد النَّبي ‪ ‬وكأن عمفق عليهأ مفقة دون‪ ،‬فل َّ رعت الك قألت‪ :‬واهلل ألعلمن رساول اهلل ‪،‬‬
‫فإن كأن يل مفقة عخذت الذي يصلحني‪ ،‬وإن تكن يل مفقة آخذ منه هيئ ًأ‪ ،‬قألات‪ :‬فاذكرت‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪189‬‬
‫جألساأً يف املسجد األعظم ومعنأ الشَّ عبي فحدَّث الشَّ عبي بحااديث فأرمااة‪(( :‬ع َّن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬جيعل هلأ سكنى وال مفقة‪ ،‬فأخذ األسود َك َّفأً من حىص ا فحصاابه‪،‬‬
‫ِّث بمثل هذا‪ ،‬قأل عمر ‪ :‬ال مرت ُك كتأب اهلل ‪ ‬وسنة مبيه ‪‬‬
‫ثم قأل‪ :‬ويلك حتد ُ‬
‫لقول امرعة ال مدري حفظت عم مساايت‪ ،‬هلااأ السااكنى والنفقااة‪ ،‬قااأل اهلل ‪{ :‬الَ‬
‫ن ُْت ِر نجو نه َّن ِم ْن نب ني ِ‬
‫وهت َّن} ‪.‬‬
‫))( ‪)2 ( )1‬‬

‫واملالعنة؛ أل َّن هذه الفرقة عتت من قبله‪ ،‬وإن كأن هلأ دخل فيهأ‪َّ ،‬‬
‫لكن اه هااو‬
‫السبب؛ حلصول القذع منه ّعوالً‪ ،‬فهي مضطّ ّرة للدفأع عن رشفهأ وعرحهأ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الرجل لزوجته‪ :‬واهلل ال عقربك عربعة‬
‫و املبامة باإليالء مع عدم فيئه‪ ،‬فإاا قأل َّ‬
‫عههر‪ ،‬ومضت هذه املدّة و يقرهبأ فيهأ بأمت منه‪.‬‬
‫السبب يف هااذه الفرقااة‪ ،‬وإن كااأن هلااأ دخاال فيهااأ‬ ‫واملبامة ن‬
‫باخللع؛ ألمَّه هو َّ‬
‫بأل َقبول؛ إا لو تقبل يقع الطَّالق‪ ،‬وهذا إاا يكاان يف اخللااع بااراءة ماان مفقااة‬
‫ألَّنأ تسقط لرحأهأ بذلك‪.‬‬
‫العدة؛ َّ‬

‫الك لرسول اهلل ‪ ، ‬فقأل‪( :‬ال مفقة لك وال سكنى) يف صحيح مسالم ‪ ، 1114 :2‬واللفاظ‬
‫له‪ ،‬والسنن الكربى للنَّسأئي‪ ، 394 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬الطالق‪.2 :‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1118 :2‬ومساند ع عواماة‪ ، 183 :3‬وسانن البيهقاي الكاربى‪:7‬‬
‫‪.475‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪190‬‬
‫و املبامة بإباء ال َّزوج عن اإلسالم‪ ،‬ك ا إاا امتنااع الاازَّ وج عاان اإلسااالم بعااد‬
‫وجي اة إن‬
‫السبب يف هذه الفرقة؛ إا لو عساالم بقياات الزَّ ّ‬
‫إسالم الزَّ وجة؛ ألمَّه هو َّ‬
‫تكن حمرمأً‪.‬‬
‫واملبامة بر ّدته‪ ،‬ك إاا خرج الزَّ وج عن اإلسالم ا والعيأا بأهلل تعأىل ا‪.‬‬

‫و املبامة بفعل ال َّزوج بوصوهلا أو فروعها مــا يوجــب حرم ـة املصــاهر ؛ أل َّن‬
‫سببهأ معصية الزَّ وج‪.‬‬

‫‪َ.3‬تب النفقة عىل الزوج إن كان سبب الفرقــة مــن جهــة املــرأ مــن غــري‬
‫بحق‪ ،‬فال تسقط مفقتُهأ ك إاا حبساات مفسااهأ عنااه؛‬
‫مفسهأ ٍّ‬
‫حبست َ‬
‫ألَّنأ َ‬
‫معصية؛ َّ‬
‫ألَّنأ حم ّقة يف هذا املنع‪،‬‬
‫معجل صداقهأ‪ ،‬فإ َّن النفق َة ال تسقط عيضأً؛ َّ‬
‫لعدم استيفأئهأ َّ‬
‫ومن ه ه الفرق‪:‬‬

‫املكلّفة مف ها لرجــل واشــَّتط كفاءتــه هلــا‪ ،‬عو عخربهااأ َّ‬


‫بأم اه‬ ‫زوج‬
‫إن َّ‬
‫تبني عمَّه غري ك ء‪ ،‬وفسخت العقد‪ ،‬وجبت العدّة‪.‬‬
‫ك ء‪ ،‬ثم َّ‬
‫تزوج امرأ ٌ رجال فوجدته عنينا‪ ،‬وفسخت العقد‪ ،‬وجبت الع َّدة ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫وإن َّ‬
‫الفرقة من قبل املرأ ب بب معصية؛‬ ‫‪.4‬ت قط النفقة عن الزوج إن كام‬

‫‪،378‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر تفصيل عحكأم املعتدة التي جتب هلاأ النَّفقاة‪ :‬اهلداياة ‪ ، 216 :4‬والوقأياة‬
‫‪ ،378‬وغريمهأ‪.‬‬ ‫ورشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)151‬جتااب عااىل الاازوج مفقااة معتدتااه ماان رااالق‬
‫عو فسخ مع مراعأة عحكأم الفصل الثأين من البأب الثأين من هذا القأمون‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪191‬‬
‫ألَّنأ صأرت حأبس ًة مفسهأ بغري ٍّ‬
‫حق‪ ،‬فصأرت ك إاا كأمت مأهز ًة فتسقط مفقتهااأ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وال تعود مفقتهأ يف العدَّة وإن زال سبب الفرقة ( ‪ ،)1‬و من ه ه الفرق‪:‬‬

‫ارتداد ال َّزوجة عن اإلسالم ا والعيأا بأهلل تعأىل ا‪.‬‬

‫و إبائها عن اإلسالم في لو عسلم زوجهأ وهي وثنية عو جموسية‪.‬‬

‫بوصول زوجها أو فروعه ما يوجب حرمــة املصــاهر ‪ ،‬وكام ـ‬ ‫و إن فعل‬


‫اطرة( ‪ ،)2‬عمااأ إن كااأن‬
‫ألَّن اأ مضا ّ‬
‫طائعة ِف ذلك؛ ألمَّه إاا كأمت مكرهة فااال تسااقط؛ َّ‬
‫ُتكينهأ بعد الطالق الثَّالث فيجب هلأ النَّفقة؛ أل َّن الفرقة تثبت بألطلقأت الااثالث‬
‫فإَّن اأ حتاابس وال مفقااة‬
‫وال عثاار فيهااأ للتمكااني‪ ،‬بخااالع املرتاادة بعااد الااثالث َّ‬
‫للمحبوسة( ‪.)3‬‬
‫فإَّنأ جتب بااأي فرقااة كأماات؛ أل َّن القاارار يف البياات مسا ّ‬
‫اتحق‬ ‫أما ال كنى‪َّ ،‬‬
‫عليها‪ ،‬فال ي قط ذلك بمعصيتها(‪.)4‬‬

‫العدّ باقية‪.‬‬ ‫‪.6‬جيرب القايض الزوج عىل مفقة العدَّ إن كام‬


‫غري مقم ا هبااأ وال ماارتا ٍ‬
‫ض‬ ‫وعمأ إن كأمت العدَّة منقضية‪ ،‬فإن كأمت النَّفق ُة َ‬
‫عليهأ‪ ،‬فال حق هلأ يف الطلب؛ أل َّن النَّفقة ال تصري دينأً إال بألقضااأء عو ِّ‬
‫الرحااأ‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 216 :4‬وغريه‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 215 :4‬والكفأية ‪ ، 215 :4‬وفاتح القادير ‪ ، 215 :4‬والعنأياة ‪،215 :4‬‬
‫‪ ، 379‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الوقأية‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ ، 216 :4‬وفتح القدير ‪ ، 216 :4‬والعنأية ‪ ، 216 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬العنأية ‪ ، 215 :4‬والكفأية ‪ ، 215 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪192‬‬
‫والسبب املوجب هلأ وهااو الع ادَّة قااد امتهااى‪ ،‬فااال جتااأب إىل‬
‫صل واحد منه ‪َّ ،‬‬
‫رلبهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪‬‬

‫الرشاعية ‪- 455 :2‬‬


‫الرشاعية لقادري بأهاأ ‪ ، 456 :1‬ورشح األحكاأم َّ‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬األحكأم َّ‬
‫‪.456‬‬
‫)‪ (2‬يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)152‬ع ‪ -‬مفقااة العاادة كألنفقااة الزوجيااة و كاام هبااأ‬
‫من تاأريخ وجاوب العادة إاا يكان للمطلقاة مفقاة زوجياة مفروحاة فاإاا كاأن هلاأ مفقاة‬
‫فإَّنااأ ُتتااد إىل امتهااأء العاادة عااىل عن ال تزيااد ماادة العاادة عااىل ساانة‪ .‬ب ال تساامع دعااوى‬
‫مفقة العدة بعد مرور سنة عىل تبلي الزوجة الطالق‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪193‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪194‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪195‬‬

‫الباب الثاين‬
‫الطَّالق‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪196‬‬

‫املبحث األول‬
‫متهيد ِف تعريف الطالق وصفته وحماسنه‪:‬‬
‫الطالق لغة‪ :‬هو رف ُع القيد مطلق اأً‪ ،‬سااواء كااأن حساايأً عو معنوي اأً‪ .‬فيقااأل‪:‬‬
‫األسري من قيااده يف رفااع القيااد احليساا‪،‬‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫البعري من عقأله‪ .‬ويقأل‪َ :‬عرْلَ ْق ُ‬
‫َ‬ ‫رَلَ ْق ُ‬
‫ت‬
‫ت و َعرْلَ ْق ُ‬
‫ت املرعة يف رفع الطَّالق‪ ،‬وهو قيد معنوي( ‪.)1‬‬ ‫ويقأل‪ :‬رَلَ َقت ورَلُ ْق ُ‬

‫( ‪ ،)2‬عو‬ ‫واصطالحا‪ :‬هو رفع قيد النِّكأح يف احلأل عو يف املآل بلفظ خمصو‬
‫رفع القيد الثأبت بألنِّكأح رشعأً( ‪.)3‬‬
‫ومعنى يف احلأل‪ :‬عي وقت رالقهأ‪ ،‬وهذا يف الطَّالق البأئن؛ ألمَّه ال ب ا ّد لااه‬
‫إلرجأع زوجته من عقد ومهر جديدي ن مع رحأهأ‪ ،‬وهذا يف البينومااة الصااغرى‪،‬‬
‫تتزوج بغريه‪.‬‬
‫عمأ الكربى فيشرتط عن ّ‬
‫الرجعي؛ ألمَّه جيوز‬ ‫ومعنى يف املآل‪ :‬عي عند امتهأء العدَّة‪ ،‬وهذا يف َّ‬
‫الطالق َّ‬
‫للزَّ وج مراجعتهأ يف العدَّة بال رحأهأ إن عراد‪.‬‬

‫‪ ، 376‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 293‬واملصبأح‬ ‫‪ ، 52- 51‬واملغرب‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ‪ ، 415- 414 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬كنز الدقأئق ‪ ، 188 :2‬وملتقى األبحر ‪ ، 380 :1‬والغرر ‪ ، 359 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪197‬‬
‫‪ :‬وهو مأ اهتمل عىل علفأظ الطَّالق َّ‬
‫الرصيح يف مأدة‬ ‫ومعنى بلفظ خمصو‬
‫(ط ل ق)‪ ،‬وسأئر الكنأيأت عىل مأ سيأيت تفصيله( ‪.)1‬‬
‫واألصل ِف الطَّالق احلظر عىل األصح( ‪)2‬؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬و ِم ْن آ َياتِهِ أَ ْن لَ لَ ـ َق‬
‫َة} ( ‪ ،)3‬ففي الطَّ الق‬ ‫لَ نك ْْ ِم ْن أَمْ نف ِ نك ْْ أَ ْز َواجا لِتَ ْ نكننوا إِلَ ْي َها َو َج َع َل َب ْينَ نك ْْ َم َو َّد َو َر ْ َ‬
‫قطع هلذه املودة والرمحة بينه ‪ ،‬وقوله تعأىل‪َ { :‬فإِ ْن َك ِر ْهتن نمو نه َّن َف َع َ ـى أَ ْن تَك َْر نه ـوا‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الص ارب إاا رعوا‬ ‫للرجااأل عااىل َّ‬ ‫جي َع َل اَّللن فيه لَ ْريا كَثريا} ( ‪ ،)4‬ففي هااذا حااث ِّ‬
‫َش ْيئا َو َ ْ‬
‫منه ّن مأ يكرهون‪ ،‬و يرهدهم سبحأمه إىل ال َّطالق( ‪ ،)5‬فماان بااأب عوىل اإلحسااأن‬
‫إليهم إن يروا مأ يكرهون‪ ،‬والطَّالق ليس ماان اإلحسااأن‪ ،‬وقولااه ‪( :‬عبغااض‬
‫الرجااأل‬ ‫احلالل إىل اهلل تعأىل الطالق)( ‪ ،)6‬وقوله ‪( :‬إ َّن اهلل ال ب ّ‬
‫كل اواق من ِّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 415- 414 :2‬ورد املحتأر ‪ ، 415- 414 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ك ح َّقق الك ابن اهل م يف فتح القادير ‪ ، 465 :3‬وعياده ابان عأبادين يف رد املحتاأر ‪:2‬‬
‫‪.416‬‬
‫)‪ (3‬من سورة الروم‪ ،‬اآلية (‪.)21‬‬
‫)‪ (4‬النسأء‪ :‬من اآلية‪.19‬‬
‫‪.278‬‬ ‫الشخصية‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال َّ‬
‫)‪ (6‬يف سنن ع داود ‪ ، 255 :2‬وسنن ابن مأجاه ‪ ، 650 :1‬ومساند عباد اهلل بان عمار ‪،24‬‬
‫واملجروحني ‪ ، 64 :2‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ،، 322 :7‬وابن ع هايبة ‪ .187 :4‬وقاأل ابان‬
‫حجر يف فتح البأري ‪ّ : 356 :9‬‬
‫ععل بأإلرسأل‪ .‬وقأل ابن عدي يف الكأمل ‪ 461 :6‬بعد اكار‬
‫احلديث‪ :‬قأل لنأ عبو داود‪ :‬فهذه سنة تفرد هبأ عهل الكوفة‪ .‬ويف املستدرك ‪ ،214 :2‬وسنن ع‬
‫داود ‪ 254 :2‬بلفظ‪( :‬مأ عحل اهلل هيئ ًأ عبغض إليه من الطَّالق)‪ ،‬وقأل احلأكم‪ :‬وهذا حاديث‬
‫صحيح اإلسنأد خيرجاأه‪ .‬ولاه هاأهد عناد الادَّ ارقطني ‪ 35 :4‬والبيهقاي ‪ 361 :7‬وعباد‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪198‬‬
‫وال كل اواقة من النِّسأء)( ‪ ،)1‬وبلفظ‪( :‬إ َّن اهلل ال ب ال َّذواقني وال ال ا َّذواقأت)( ‪،)2‬‬
‫أل َّن فيه من كفران النِّعمة وإيذاء عهلهأ وعوالده منهأ بااال حأجااة وال ساابب‪ ،‬قااأل‬
‫تعأىل‪َ { :‬فإِ ْن أَطَ ْعنَ نك ْْ َفال تَ ْبغنوا َعلَ ْي ِه َّن َس ِبيال}( ‪ ،)3‬ويف الطَّالق من غري ساابب بغااي‬
‫وعدوان فكأن حمظوراً‪.‬‬

‫مص يف ع َّن الطالق مبأح‪ ،‬وغأية مأ فيه عمَّه مبغوض إليااه تعااأىل و‬ ‫ُ‬
‫احلديث ٌّ‬ ‫و‬
‫َّب عىل املكروه‪ ,‬ودلياال مفااي الكراهااة‪ :‬قولااه تعااأىل‪َ { :‬ال نج َن ـ َ‬
‫اح‬ ‫يرتتِّ ب عليه مأ رت َ‬
‫َعلَيْ نك ْْ إِ ْن طَلَّ ْقتن نْ النِّ َ ا َء} ‪.‬‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬

‫الرزاق ‪ 390 :6‬عن معأا ‪ ‬مرفوع ًأ بلفظ‪( :‬يأ معأا‪ ،‬مأ خلق اهلل هيئ ًأ عحب إليه من العتأق‪،‬‬
‫ابان‬ ‫وال خلق اهلل هيئ ًأ عىل وجه األرض عبغض إليه من الطالق… الخ)‪ ،‬وروي يف مصنَّ‬
‫فإماه‬
‫تزوجوا احلسان‪ ،‬يعناي ابناه َّ‬
‫عِّل ‪ ‬عمَّه قأل‪« :‬يأ عهل العراق‪ ،‬ال ِّ‬
‫ع هيبة ‪ 187 :4‬عن ّ‬
‫اخلفاأء‬ ‫مطالق‪ .‬فقأل له رجل‪ :‬واهلل لنُزوجنَّه ف ريض عمسكه ومأ كره رلَّق» ‪ .‬ينظار‪ :‬كشا‬
‫‪.29- 28 :1‬‬
‫)‪ (1‬يف مصن ابن ع هيبة ‪.187 :4‬‬
‫)‪ (2‬يف تفسري الطربي ‪ ، 539 :2‬ومسند البزار ‪ ، 70 :8‬واملعجم األوسط ‪ ، 24 :8‬والفردوس‬
‫‪ ، 51 :2‬وعلل ع حأتم ‪ ، 427 :1‬قأل اهليثمي يف جممع الزوائد ‪ : 335 :4‬عحد عسأميد البزار‬
‫اخلفاأء‬ ‫فيه عمران القطأن وثّقه عمحد وابن ح ّبأن وحعفه يى بن سعيد وغريه‪ ،‬وينظر‪ :‬كشا‬
‫‪.292 :1‬‬
‫)‪ (3‬من سورة النسأء‪ :‬من اآلية‪.34‬‬
‫)‪ (4‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)236‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 456 :3‬ورد املحتأر ‪ ،416 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪199‬‬
‫وال ُينأيف كون مبغوحأً قوله ‪َ { :‬فطَلِّ نقو نه َّن لِعِدَّ ِ ِهت ّن} ( ‪ ،)1‬وتطليق رسول‬
‫الصحأبة ‪ ،‬فإ َّن عمر ‪ ‬رلَّ َق ع ّم عأصم‪،‬‬
‫اهلل ‪ ‬حفصة ثم مراجعتهأ( ‪ ،)2‬ورالق َّ‬
‫وابن عوع رلَّق ُتأرض‪ ،‬واملغرية بن هعبة رلَّق عربع مسوة؛ ألمّه حممول عىل‬
‫الطَّالق حلأجة( ‪ )3‬وسبب‪ :‬ككرب‪ ،‬عو ريبة‪ ،‬عو دمأمة َخلق‪ ،‬عو تنأفر ربأع بينه ‪ ،‬عو‬
‫إرادة تأديب‪ ،‬عو عدم قدرة عىل القيأم بحقوق النِّكأح‪ ،‬ومحو الك( ‪.)4‬‬

‫ويعَّتي الطَّ الق األحكام التَّكليفية املعروفة‪:‬‬


‫‪.1‬اإلباحة‪ :‬إن كأن حأجااة وساابب ا ك ا ساابق ا‪ ،‬وكااأن يلقااى إليااه عاادم‬
‫اهتهأئهأ بحيث يعجز عو يتَّضر بإكراهه مفسه عىل مجأعهأ( ‪.)5‬‬

‫‪.2‬االستحباب‪ :‬إن كأمت ا ملرعة مؤاية له عو لغريه بقوهلأ عو بفعلهأ عو تأركااة‬


‫فرحأً من فرائض اهلل تعأىل‪ ،‬فال إث م عليه بمعأرشة املرعة التي ال تصااِّل وإن كأماات‬
‫مكروهة تنزهيأً( ‪.)6‬‬

‫)‪ (1‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬


‫)‪ (2‬لكنَّه ‪ ‬راجعهأ‪ ،‬ك يف صاحيح ابان حباأن ‪ ، 100 :10‬واملساتدرك ‪ ، 215 :2‬وسانن‬
‫الدَّ ارمي ‪ ، 214 :2‬وسنن ع داود ‪ ، 285 :2‬وسنن النَّسأئي ‪ ، 403 :3‬وسنن ابن مأجاه ‪:1‬‬
‫‪ ، 650‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 456 :3‬ورد املحتأر ‪ ،416 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 292 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 365 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 416 :2‬ورد املحتاأر ‪ ،416 :2‬وهبجاة املشاتأق ألحكاأم الطاالق‬
‫‪.2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪200‬‬
‫‪.3‬الكراهة‪ :‬إن كأن ال يشتهيهأ وقأدراً عىل الزَّ واج من غريهأ مع اسااتبقأئهأ‬
‫ورحيت بإقأمتهأ يف عصمته بال وطء عو بال قسم‪ ،‬ك كأن فعل ‪ ‬مع سودة بنت‬
‫زمعة ريض اهلل عنهأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪.4‬الوجوب‪ :‬إن فأت اإلمسأك بااأملعروع‪ ،‬ك ا لااو كااأن الاازَّ وج خصاايأً عو‬
‫جمبوبأً عو عنينأً( ‪.)3‬‬
‫‪.5‬احلرمة‪ :‬إن كأن الطَّالق بدعيأً‪ :‬كألطَّالق يف احلاايض‪ ،‬عو يف الطُّهاار َّال اذي‬
‫جأمعهأ عو رلقهأ فيه‪ ،‬والطَّالق ثالثأً بكلمة واحدة( ‪.)4‬‬

‫من حماسن ترشيع الطالق‪:‬‬


‫ازوج اماارعة ال‬
‫‪.1‬التَّخلص به من املكاره؛ إا لو فرض عمَّه يرشع وعن َمن تا َّ‬
‫يبأح له تطليقهأ عصالً‪ ،‬وحصل من عحدمهأ مأ ُين ِّفر اآلخر‪ ،‬ولاايس هنااأك رريقااة‬
‫للفرقة إال املوت‪ ،‬لرب يرتكب عسبأبه ليتخلّص من صأحبه‪.‬‬

‫‪.2‬رشعه ثالثا؛ أل َّن النَّفس كذوبة ر ّب يظهر هلأ عدم احلأجة إىل الزَّ وجة‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬يف املستدرك ‪ ، 203 :2‬وصححه‪ ،‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 74 :7‬وغريهأ‪َّ :‬‬
‫(عن سودة بنت‬
‫زمعة ملأ عسنت َوفَ أر َقت عن يفأرقهأ رسول اهلل ‪ ‬فقألت له‪ :‬يومي لعأئشة‪ ،‬فقبل الاك رساول‬
‫اهلل ‪ ‬منهأ)‪ ،‬وينظر‪ :‬تفسري القرربي ‪ ، 404 :5‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 365 :3‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 416 :2‬ورد املحتاأر ‪ ،416 :2‬وهبجاة املشاتأق ألحكاأم الطاالق‬
‫‪.2‬‬
‫‪.2‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ،416 :2‬وهبجة املشتأق ألحكأم الطالق‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪201‬‬
‫صل النَّدم‪ ،‬فرشع ثالثأً؛ ليجرب مفسه عوالً وثأميأً‪.‬‬

‫ألَّنن جيزعن غألبأً فيتااأثّرن بأقاال مااؤثّر‪،‬‬


‫الرجال دون النِّ اء؛ َّ‬
‫‪.3‬جعله بيد ِّ‬
‫فيقدمن عليه كثرياً‪ ،‬بخالع ِّ‬
‫الرجأل( ‪.)1‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الطالق البدعي وال ني‪:‬‬


‫‪.1‬الطَّالق ال ني ِف الوق والعدد‪:‬‬

‫ع‪.‬يف الطَّالق األحسن‪ ،‬عي بألنِّسبة لغريه من الطَّالق‪ ،‬ال ع َّن الطَّالق يف مفسه‬
‫عحسن عو حسن‪ ،‬كتطليقهأ واحدة يف رهر ال مجأع فيه وترك زوجته حتااى ُتم ا‬
‫وعقل رضراً بأملرعة‪.‬‬
‫عدّهتأ؛ ألمَّه عبعد من النَّدم ّ‬

‫ب‪.‬يف الطَّالق احلسن‪ ،‬وله صور‪:‬‬

‫ا تطليق زوجته املدخول هبأ ثالثأً يف ثالثااة عرهااأر ال مجااأع فيهااأ إن كأماات‬
‫مدخوالً هبأ؛ لقوله ‪َ { :‬فطَلِّ نقو نه َّن لِعِدَّ ِ ِهت َّن} ( ‪ ،)2‬وحلديث ابن عماار ‪َّ ‬عم اه َّ‬
‫رل اق‬
‫امرعة له وهي حأئض تطليقة واحدة‪ ،‬فأمره رسول اهلل ‪ ‬عن يراجعهأ ثم يمسااكهأ‬
‫حتى تطهر ثم حتيض عنده حيضة عخرى ثم يمهلهأ حتى تطهر من حيضتهأ‪ ،‬فااإن‬
‫عراد عن يطلّقهأ فليطلِّقه أ حني تطهر من قبل عن جيأمعهأ‪ ،‬فتلك العدَّة التي عماار اهلل‬
‫عن يطلق هلأ النِّسأء)( ‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح القدير ‪ ، 466- 465 :3‬ورد املحتأر ‪ ،416 :2‬وجممع األَّنر ‪.380 :1‬‬
‫)‪ (2‬الطالق‪ :‬من اآلية‪.1‬‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1093 :2‬واللفظ له‪ ،‬وصحيح البخأري ‪ ، 2011 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪202‬‬
‫فلو قأل للموروءة من اوات احليض‪ :‬عمت رألق ثالثأً ُّ‬
‫للسنة وال مية له وقع‬
‫‪ ،‬فااأملعنى َّ‬
‫الط االق املخااتص‬ ‫عند كل رهر رلقة واحدة؛ أل َّن الااالم لالختصااأ‬
‫السني عدداً ووقتأً‪ ،‬فوجب جعل‬
‫والسنة مطلق فيرصع إىل الكأمل‪ ،‬وهو ّ‬
‫بألسنة‪ُّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫مفرقأً عىل األرهأر؛ لتقع واحدة يف كل رهر‪.‬‬
‫الثالث ّ‬
‫عمأ يف غري املوروءة وإن كأمت حأئضأً وقعت يف احلأل رلقة‪ ,‬ثم ال يقع عليهأ‬
‫تزوجهأ ثأميأً تقع رلقة ثأمية‪ ،‬وإن تزوجهأ ثألثأً تقااع‬
‫ء مأ يتزوجهأ ثأميأً‪ ،‬فإن ّ‬
‫رلقة ثألثة‪.‬‬

‫وعمأ إن موى الوقوع تقع الثَّالث َّ‬


‫السأعة صحت ميته؛ ألمأ إمَّ عرفنااأ وقااوع‬
‫بألسنة‪ ،‬فكأن حمتمل كالمه‪ ،‬فينتظمه عند النية دون الطَّالق‪.‬‬
‫الثَّالث ُّ‬
‫ا تطليق زوجته غري املدخول هبااأ رلقااة واحاادة ولااو يف حاايض؛ أل َّن غااري‬
‫الرغبة فيهأ بأحليض؛ أل َّن اإلمسأن هديد َّ‬
‫الرغبة يف امرعة ينل‬ ‫املدخول هبأ ال تقل َّ‬
‫منهأ‪ ،‬فال يكون إقدامه عىل رالقهأ إال حلأجة‪ ،‬بخالع املدخول هبااأ‪ ،‬فااإ َّن َّ‬
‫الرغبااة‬
‫فيهأ ّ‬
‫تقل بأحليض‪ ،‬فلم يوجد دليل احلأجة إىل رالقهأ‪.‬‬

‫والصغرية واحلأمل عند كاال هااهر واحاادة( ‪)1‬؛ أل َّن األهااهر‬


‫َّ‬ ‫ا تطليق اآليسة‬
‫غرة الشَّ هر حتى يفصل بني كل تطليقتني‬
‫قأئمة مقأم احليض‪ ،‬وينبغي عن يطلقهأ يف ّ‬
‫بشهر‪ ،‬وجيوز رالقه ّن عقيب اجل ع؛ أل َّن الكراهة يف اوات احليض لتوهم احلباال‬
‫وهو مفقود هنأ‪.‬‬

‫للسانة إال واحادة; َّ‬


‫ألن مادّة محلهاأ‬ ‫الشيخني وعند حممد وزفر‪ :‬ال تطلق احلأمل ُّ‬
‫)‪ (1‬هذا عند َّ‬
‫رهر واحد فال يصلح للتفريق كألطهر املمتد‪ .‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪.382 :1‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪203‬‬
‫‪.2‬الطالق البدعي( ‪ :)1‬أي لالف ال نّة ِف الوق والعدد‪:‬‬
‫ا تطليق زوجته ثالثأً‪ ,‬عو ثنتني بكلمة واحدة‪ ،‬مثل عن يقول‪ :‬عمت رألق ثالثأً‬
‫عو ثنتني‪ ،‬وهو حرام حرمة غليظة‪ ،‬وكأن عأصيأً‪ ،‬لكن إاا فعل بأمت منه‪.‬‬

‫ا تطليق زوجته يف رهر واحد و يراجعهأ فيه( ‪ )2‬إن كأمت مدخوالً هبأ؛ َّ‬
‫ألَّنأ‬
‫إن تكن مدخوالً هبأ فطلَّقهأ ثأميأً يف رهر ال يقااع؛ َّ‬
‫ألَّن اأ ال تبقااى حم االً للطااالق‬
‫لعدم العدَّة عليهأ‪.‬‬

‫ا تطليق زوجته واحدة يف رهر جأمعهأ فيه‪.‬‬

‫ا تطليااق زوجتااه يف احلاايض إن كااأن ماادخوالً هبااأ‪ ،‬وجتااب مراجعتهااأ يف‬


‫األصح( ‪ ،)3‬فإاا رهرت ثم حأحت‪ ,‬ثم رهرت‪ ،‬رلّقهأ إن هأء وإن هااأء عمسااكهأ؛‬
‫عمالً بحقيقة األمر ورفعأً للمعصية بألقدر املمكن برفع عثرهأ وهو العدَّة؛ حلديث‬
‫السأبق( ‪.)4‬‬
‫ابن عمر ‪َّ ‬‬

‫والشأفعية إىل وقوع َّ‬


‫الطاالق البادعي‪ ،‬وترتاب‬ ‫)‪ (1‬اهب مجهور الفقهأء من احلنفية واملألكية َّ‬
‫آثأره عليه‪ ،‬واهب اإلمأمية وبعض املعتزلة وابن حزم واب ن تيمية وابن القيم إىل عدم وقوعه‪.‬‬
‫‪ ، 308‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الرشعية‬
‫ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬هذا عند ع حنيفة ‪ ، ‬عمأ عندمهأ فيكره‪ .‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪.382 :1‬‬
‫الرجعااة واجبااة‪.‬‬ ‫)‪ (3‬وقيل‪:‬تسااتحب ك ا يف القاادوري؛ َّ‬
‫ألن النِّكااأح مناادوب‪ ،‬وال تكااون َّ‬
‫ينظر‪:‬جممع األَّنر‪.383 :1‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬تفصيل الكالم يف عقسأم الطَّالق جممع األَّنر ‪.385- 381 :1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪204‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬وقوع الطَّالق الثالث ثالثا( ‪:)1‬‬
‫إ َّن األمة املحمدية اتفقت وعمجعت عىل وقوع رالق ماان قااأل‪ :‬عماات رااألق‬
‫ثالثأً بأمَّه يقع ثالثأً وتبيني منه زوجته بينومة كربى‪ ،‬فال حتل له من بعد حتى تنكح‬
‫زوجأً غريه‪ ،‬وكأن هذا احلكم يف عهد املصطفى ‪ ‬و َّ‬
‫الصحأبة ومن جااأء بعاادهم‪،‬‬
‫فيه عحااد ماان عهاال اخلااالع‪ ،‬فهااو مااذهب املألكيااة( ‪ ،)2‬والشااأفعية( ‪،)3‬‬ ‫فلم خيأل‬
‫اأهره هااأهد لااه‪ ،‬وك اذا‬
‫رصيح القرآن وظا َ‬
‫َ‬ ‫أهري( ‪)5‬؛ أل َّن‬
‫ّ‬ ‫واحلنفية( ‪ ،)4‬وابن حزم الظَّ‬
‫الصحأبة والتَّأبعني والعقل واللغااة‪ ،‬حتااى قااأل اباان‬
‫السنة النَّ بوية واإلمجأع وآثأر َّ‬
‫ُّ‬
‫اهلُ م( ‪« :)6‬لو حكم حأكم بأ َّن الثالث بفم واحااد واحاادة ينفااذ حكمااه؛ َّ‬
‫ألم اه ال‬
‫يسو االجتهأد فيه فهو خالع ال اختالع»‪.‬‬

‫الشغب والتَّشويش‪ ،‬واختلط فيهأ احلأبل بألنأبل‪ ،‬حتى ظن العأ ّمة‬


‫)‪ (1‬هذه املسألة ملأ كثر فيهأ َّ‬
‫مستقل سميته‪ :‬مئة دليل ودليل عاىل‬ ‫اخلأصة اخلطأ فيهأ صواب ًأ‪ ،‬فإين عفردهتأ بتصني‬
‫َّ‬ ‫وبعض‬
‫وقوع الطالق الثالث بلفظ واحد ثالث ًأ بألدليل‪ ،‬استقصيت فيهأ الرباهني َّ‬
‫السأرعة عىل احلاق‬
‫يف هذه املسألة‪ ،‬وكنت اخترصت هذه النبذة منه يف كتأ املدخل إىل دراسة الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫وعحببت إعأدة اكرهأ هنأ للمتبرصين واملسرتهدين‪ ،‬ومان عراد االستفأحاة فلريجاع إىل‬
‫الكتأب املذكور‪ ،‬فإمَّه فريد يف بأبه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ك يف املنتقاى ‪ ، 5- 3 :4‬واحلنأبلاة كا يف املغناي ‪ ، 282 :7‬ودقاأئق عويل ‪،81- 80 :3‬‬
‫وكشأع القنأع ‪ 242- 241 :5‬و مطألب عويل النهى ‪.335- 334 :5‬‬
‫)‪ (3‬ك يف مغني املحتأج ‪ ، 504- 503 :4‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ك يف التبيني ‪ ، 191- 190 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (5‬ك يف املحىل ‪.400- 384 :9‬‬
‫)‪ (6‬يف فتح القدير ‪.470 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪205‬‬
‫عأم اة تشاامل وقااوع‬ ‫الط االق ّ‬ ‫والدَّ ليل من القرآن‪ :‬هو اآليااأت الااواردة يف َّ‬
‫الطَّالق سواء كأمت جمموعأً عو متفرق اأً‪ ،‬دون تفريااق‪ ،‬منهااأ‪َ { :‬ولِلْمطَلَّ َق ـا ِ‬
‫ت َم َت ـا ٌع‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫وف َح ّقا َع َىل ا ْنملت َِّقني} ( ‪.)1‬‬
‫ِبا َْمل ْعر ِ‬
‫ن‬
‫ومعنى { َو َم ْن َيتَ َعدَّ نحدن و َد اَّللَِّ}‪ :‬ع َّن املُ ِّ‬
‫طل اق قااد اادث لااه ماادم فااال يمكنااه‬
‫تداركه لوقوع البينومة‪ ،‬فلو كأمت الثالث تقع يقع رالقه هذا إال رجعي اأً فااال‬
‫يندم( ‪.)2‬‬
‫انص عااىل وقااوع الطَّلقااأت‬
‫وأما من ال نة‪ :‬وردت فيهأ عحأديااث عدياادة تا ّ‬
‫الثالث ثالثأً يف عهد الرسول ‪ ،‬منهأ‪:‬‬

‫حديث لعأن عويمر العجالين مع امرعته‪ ،‬ويف آخره عمَّه قأل‪( :‬كذبت عليهااأ‬
‫يأ رسول اهلل إن عمسكتهأ‪ ،‬فطلقها ثالثا قبل عن يأمره رسول اهلل ‪ ‬ثم قااأل‪ :‬وعمااأ‬
‫مع النأس عند رسول اهلل ‪.)3 ()‬‬

‫وحديث احلسن بن عِّل ‪ ،‬عن سويد قأل‪« :‬كأمت عأئشااة بناات الفضاال‬
‫عِّل‪ ،‬فل بويع بأخلالفة هنأته‪ ،‬فقأل احلسن‪ :‬عتظهرين الش تة بقتل‬
‫عند احلسن ابن ّ‬
‫عمري املؤمنني‪ ،‬عمت رألق ثالثأً‪ ،‬ومتعهأ بعرشة آالل ‪ ،‬ثم قااأل‪ :‬لااوال عين ساامعت‬
‫دث عاان جاادي ‪ ‬ا َّعم اه قااأل‪ :‬إاا رلااق‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬جدي ا عو سمعت ع‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.241:‬‬
‫‪ ، 30‬وغريه‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬لزوم رالق الثالث‬
‫)‪ (3‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1129 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 2014 :5‬واملنتقى ‪ ، 183 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪206‬‬
‫الرجل امرعته ثالثأً عند األقراء عو رلقهأ ثالثأً مبهمة حتل له حتى تاانكح زوج اأً‬
‫َّ‬
‫غريه لراجعتهأ»( ‪ .)1‬قأل ابن رجب‪ :‬إسنأده صحيح‪.‬‬
‫وأما اإلمجاع‪ ،‬فقد مقله ابن العر وابن التني وعبااو الوليااد البااأجي وحممااد‬
‫اخلَّض الشنقيطي( ‪ ،)2‬وغريهم‪.‬‬

‫الش ـوكاين والصــنعاين‬


‫ولالف ابن تيمية وت بعه تلمي ه ابن القيْ وحلق هبْ َّ‬
‫وكثري من املعارصين‪ ،‬وقالوا‪ :‬بوقوعه واحدا؛ حمتجني بأ َّن هااذا اخلااالع وقااع يف‬
‫ٌ‬
‫الصحأبة والتَّأبعني ومن بعدهم‪ ،‬لكنَّه ال يثبت هذا القول عن عحد يعتااد بااه‬
‫عرص َّ‬
‫قبلهم عىل من يمحص ويدقق‪ ،‬وقااد حقااق هااذا الكااوثري( ‪ ،)3‬وال ادكتور هأهاام‬
‫مجيل( ‪ ، )4‬وقأل احلأفظ ابن رجب احلنبِّل يف «بيأن مشكل األحأديث الااواردة يف ع َّن‬
‫الت اأبعني‬
‫الصحأبة وال من َّ‬
‫الطالق الثالث واحدة»‪ :‬اعلم عمَّه يثبت عن عحد من َّ‬
‫ء رصيااح يف‬ ‫املعتد بقوهلم يف الفتأوى يف احلالل واحلاارام‬ ‫السل‬
‫وال من عئمة َّ‬
‫ع َّن الطَّالق الثَّالث بعد الدُّخول سب واحدة إاا سبق بلفظ واحد( ‪.)5‬‬
‫يح‬
‫َرس ٌ‬ ‫الق َم َّرت ِ‬
‫َان َف ِإ ْم َ ا ٌك بِ َم ْع نروف أَ ْو ت ْ ِ‬ ‫واحتجوا بقوله تعاىل‪{ :‬الطَّ ن‬
‫للرجل ‪ :‬سبح مرتني‪ .‬عو سبح ثالث‬ ‫بِإِ ْح َ ان}‪ :‬عي مرة بعد مرة‪ ،‬ك إاا قيل َّ‬

‫)‪ (1‬يف سنن الدَّ ارقطني ‪ ، 30 :4‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ،336 :7‬وغريمهأ‪.‬‬
‫‪ ، 6‬وغريمهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املنتقى أل الوليد البأجي ‪ ، 4 :4‬ولزوم الطَّالق‬
‫‪.63- 62‬‬ ‫)‪ (3‬يف اإلهفأق يف عحكأم الطَّالق‬
‫)‪ (4‬يف فقه سعيد بن املسيَّب ‪.319 :3‬‬
‫)‪ (5‬عن السري احلثيث إىل الطَّالق الثَّالث للحأفظ مجأل الدِّين بان عباد اهلاأدي احلنابِّل مان‬
‫‪.34‬‬ ‫حمفوظأت الظأهرية بدمشق برقم (‪ 99‬جمأميع) عن اإلهفأق‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪207‬‬
‫مرات‪ .‬عو مئة مرة‪ .‬فال بد عن يقول‪ :‬سبحأن اهلل‪ ،‬سبحأن اهلل‪ .‬حتى يستويف العدد‪.‬‬

‫املفرس اين املعتااربين عااىل مااأ محلوهااأ عليااه‪ ،‬باال قااأل‬


‫ملهأ عحد من ِّ‬ ‫واآلية‬
‫وزي( ‪ )4‬واب ُن عطيّة( ‪ )5‬وغريهم‪ :‬إ ََّّن اأ لبيــان‬
‫والرازي( ‪ )3‬واب ُن اجل ّ‬
‫الطربي( ‪ )1‬والكلبي( ‪َّ )2‬‬
‫سنّة الطَّالق‪ ،‬وهو أن يوقع ِف كل قرء طلقة‪ ،‬أو َّأُنا لبيان الطَّالق الَّ ي يملك معه‬
‫الرجعة‪.‬‬
‫َّ‬
‫واحتجوا أيضا بام روي عن طاووس عن ابن عباس ‪ ‬قال‪« :‬كان الطَّالق‬
‫عىل عهد رسول اَّلل ‪ ‬وأيب بكر وســنتني مــن لالفــة عمــر ‪ :‬طــالق ال ـثَّالث‬
‫واحد ‪ ,‬فقال عمر بن اخلطاب ‪ :‬إ َّن الناس قد استعجلوا ِف أمر كان هلْ فيه أمــا ‪,‬‬
‫فلو أمضينا ه عليهْ؟ فومضاه عليهْ »‪.‬‬
‫وأجيب عنه بوجوبة عديد ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫الرجل كان إذا طلــق امــرأ‬


‫أ َّن َّ‬ ‫األول‪ :‬ألرجه أبو داود بلفظ‪« :‬أما علم‬
‫ثالثا قبل أن يدلل هبا جعلوها واحد ‪ » ...‬احلديث‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬دعوى ش وذ رواية طاوس ‪.‬‬

‫يج وغريه‪ :‬يشبه أن‬ ‫لاصة‪ ،‬فقال ابن‬


‫ّ‬ ‫الثالث‪ :‬دعوى أمَّه ورد ِف صور‬

‫)‪ (1‬يف تفسريه ‪.456 :2‬‬


‫)‪ (2‬يف تفسريه ‪.82 :1‬‬
‫)‪ (3‬يف التفسري الكبري ‪.385 :3‬‬
‫)‪ (4‬يف زاد املسري ‪.263 :1‬‬
‫)‪ (5‬يف املحرر الوجيز ‪.306 :1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪208‬‬
‫يكون ورد ِف تكرير اللفظ‪ ،‬كون يقول‪ :‬أم طالق أم طالق أم طالق‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬توويل قوله‪ :‬واحد وهو أ َّن معنى قوله كو َّن الثَّالث واحد أ َّن النَّاس‬
‫َّ‬
‫ِف زمن النَّبي ‪ ‬كاموا يطلقون واحد فلام كان زمن عمر ‪ ‬كاموا يطلقون ثالثا‪.‬‬

‫اخلامس‪َ :‬ل قوله‪ :‬ثالثا عىل أ َّن املراد هبا لفظ‪ :‬ألبتة‪.‬‬

‫وِف اجلملة فال ي وقع ِف ه ه امل ولة مظري ما وقع ِف م ــولة املتعــة ســواء‪،‬‬
‫تفعل ِف عهد النَّبي ‪ ‬وأيب بكر وصدر من لالفة‬ ‫أعني قول جابر ‪َّ :‬أُنا كام‬
‫عمر‪ ،‬قال ثْ ُناما عمر عنها فامتهينا‪.‬‬

‫فألراجح يف املوحعني حتريم املتعة وإيقأع الثالث لإلمجااأع َّال اذي امعقااد يف‬
‫َّ‬
‫عهد عمر ‪ ‬عىل الك‪ ،‬وال فااظ عن عحااداً يف عهااد عماار ‪ ‬خألفااه يف واحاادة‬
‫دل إمجأعهم عىل وجود مأسخ‪ ،‬وإن كأن َخ أف َي عن بعضهم قباال الااك‪،‬‬‫منه ‪ ،‬وقد ّ‬
‫بعااد هااذا اإلمجااأع منأبااذ لااه‬ ‫حتى ظهر جلماايعهم يف عهااد عماار ‪ ، ‬فأملخااأل‬
‫واجلمهور عىل عدم اعتبأر من عحدث االختالع بعد االتفأق( ‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح البأري ‪.365- 363 :9‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪209‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫رشوط الطَّالق‬
‫املطلب األول‪ِ :‬من يقع الطَّالق (رشوط املط ِّلق)‪:‬‬
‫بي ولو كــان مراهقــا ؛ أل َّن عهليااة الت ّ‬
‫َّرص اع‬ ‫الص ِّ‬
‫‪.1‬البلوغ؛ فال يقع طالق َّ‬
‫( ‪)1‬‬

‫بي هبذا الوص ا ؛ أل َّن املاارا َد بألعقاال املعتاادل منااه‪،‬‬


‫للص ّ‬
‫بألعقل املميز‪ ،‬وال عقل َّ‬
‫صح إسالمه‪ ،‬لكنَّه ليس بمعتدل قباال البلااو ‪،‬‬
‫بألعقل حتى ّ‬ ‫والصبي وإن اتص‬
‫َّ‬
‫مَّضة له؛ وأل َّن املدا َر عىل البلو ؛ المضبأره َّ‬
‫فتعل اق بااه‬ ‫فال يعترب في يرتتّب عليه ّ‬
‫(إم ا الطااالق َمل ان عخااذ‬
‫الصبي عىل زوجته؛ لقوله ‪َّ :‬‬
‫َّ‬ ‫احلكم‪ ،‬وال يقع رالق ع‬
‫بألسأق)( ‪ :)2‬عي للزَّ وج‪ ،‬وهي كنأية لطيفة( ‪.)3‬‬

‫والشأفعي وعمحد يف رواية إىل عدم وقوع رالق‬


‫)‪ (1‬اهب مجهور الفقهأء‪ :‬كأ حنيفة ومألك َّ‬
‫الصبي املميز‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال ‪ ، 330‬وغريه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫)‪ (2‬يف سنن ابن مأجه ‪ ، 362 :1‬وسانن الادَّ ارقطني ‪ ، 37 :4‬واملعجام الكباري ‪،300 :11‬‬
‫والكأمل ‪ ، 11 :6‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 370 :7‬وقاأل البيهقاي وابان حجار يف تلخايص‬
‫احلبري ‪ ، 216 :3‬واهليثمي يف جمماع الزَّ وائاد ‪ ، 334 :4‬والكناأين يف مصابأح الزجأجاة ‪:2‬‬
‫الراية ‪،165 :4‬‬
‫‪ : 131‬حعي ‪ .‬وينظر‪ :‬كش اخلفأء ‪ ، 248 :1‬والدِّراية ‪ ، 199 :2‬ومصب َّ‬
‫وخالصة البدر املنري ‪228 :2‬‬
‫الرشعية ‪ ، 299 :1‬والدر املختأر ‪ ، 426 :2‬وغريهأ‪.‬‬‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪210‬‬
‫‪.2‬العقل؛ فال يقع طــالق املجنــون واملعتــوه؛ أل َّن عهلي ا َة الت ّ‬
‫َّرص اع بألعقاال‬
‫املميز‪ ،‬وال عقل له( ‪.)1‬‬
‫ألَّن عدي االختيأر يف التَّكلّم‪ ،‬ورشط‬
‫وال يقع طالق النَّائْ واملغمى عليه؛ َّ‬
‫الترصع االختيأر منه( ‪.)2‬‬
‫ّ‬ ‫صحة‬
‫ّ‬
‫خص هاايئأً‬
‫الش ا ُ‬
‫وال يقع طالق ال َّ كران( ‪ )4 ()3‬ب بب معصية‪ ،‬ك ا إاا تنااأول َّ‬
‫حمرمأً رأئعأً خمتأراً سواء كأن ةراً‪ ،‬عو مبيذاً‪ ،‬عو حشيشأً‪ ،‬عو عفيومأً‪ ،‬فسكر‪َّ ،‬‬
‫ورل اق‬
‫زوجتَه‪ ،‬وق َع عليهأ الطَّالق؛ ألمَّه خمأرب رشعأً بقوله ‪َ { :‬يا َأ َُّيا الَّ ِ َ‬
‫ين آ َم نن ـوا ال‬
‫الصال َ َوأَمْتن ْْ نسكَا َرى}( ‪ ،)5‬والسكران هو َم ن يزول عقله فال يميز األهاايأء‬
‫تَ ْق َربنوا َّ‬
‫الس ء من األرض‪ ،‬وال الطُّول من‬
‫الرجل من املرعة‪ ،‬وال َّ‬
‫عن بعضهأ بأن ال يعرع َّ‬
‫العرض( ‪.)6‬‬

‫وإن كأن السكر بغري معصية‪ :‬ك َمن رشب دوا ًء مسكراً ت َّ‬
‫َعني فيه الشِّ فأء‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 426 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تنوير األبصأر ورد املحتأر ‪ ، 426 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫والشأفعي يف عحد قولياه وعباو حنيفاة وصاأحبيه وعمحاد يف‬
‫)‪ (3‬اهب مجهور الفقهأء‪ :‬ك لك َّ‬
‫‪ ، 334‬وغريهأ‪.‬‬ ‫السكران‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫رواية إىل وقوع رالق َّ‬
‫السكران ال يقع؛ ألمَّه ال قصد له كألناأئم‪ ،‬وهاذا‬ ‫)‪ (4‬واختأر الطَّحأوي والكرخي‪َّ :‬‬
‫عن رالق َّ‬
‫َّ‬
‫ألن رشط صحة التَّرصع العقل‪ ,‬وقد زال فصأر كزواله بألبنج وغاريه مان املبأحاأت‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫التبيني ‪ ، 196 :2‬واهلداية ‪ ، 489 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (5‬من سورة النسأء‪ ،‬اآلية (‪.)43‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬حأهية التبيني ‪ ، 194 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪211‬‬
‫غص بلقمة وخأع املوت و جيد مااأ‬
‫الطبيب العدل املأهر‪ ،‬عو احطر بأن َّ‬ ‫بوص‬
‫يسيغهأ إال اخلمر‪ ،‬عو ُعكره عىل تعأري مأ يسكر فتعأرأه‪ ،‬فسكر ورلَّق زوجته فال‬
‫يقع( ‪.)1‬‬
‫‪ .3‬أن يعي ما يصدر عنه؛ فال يقع طالق الغضبان واملدهوش واملختل العقل‬
‫أ‬
‫بغلبة اخلل أل‬ ‫بكرب أو مرض أو مصيبة فاجئته؛ واملُ َع َّو ُل عليه يف حأهلم‪ :‬إمأر ُة احلكم‬
‫يف األقوال واألفعأل اخلأرجة عاان عأدتااه وإن كااأن يعل ُمهااأ ويري ا ُدهأ؛ أل َّن هااذه‬
‫راك صااحيح ك ا ال تعتاارب ماان‬ ‫حصوهلأ عن إد ٍ‬
‫أ‬ ‫املعرفة واإلرادة غري معتربة؛ لعدم‬
‫بي العأقل‪ ،‬فال يلزم فيهم عن يكون بحأل ال يعلم مأ يقااول‪ ،‬باال يكتفااي فيااه‬
‫الص ّ‬
‫َّ‬
‫الس اكران( ‪)2‬؛ وأل َّن عهلي ا َة‬
‫بغلبة اهلذيأن واختالط اجل ّد بأهلزل‪ ،‬ك هو املفتى بااه يف َّ‬
‫غري موجود عناادهم( ‪ ،)3‬وتفصاايل حااأالت الغضااب‬
‫َّرصع بألعقل املم ّيز‪ ،‬وهو ُ‬
‫الت ّ‬
‫والدهشة عىل الصور اآلتية‪:‬‬
‫ع‪.‬عن ال يعرع مأ يقول‪ ،‬بحيث عخربه َمن حوله بأمه رلق زوجتااه‪ ،‬فااال يقااع‬
‫رالقه‪.‬‬
‫ب‪ .‬عن يعرع مأ يقول‪ ،‬ولكن ال يريد مأ يقول‪ ،‬وخترج ترصفأته عن املعتااأد‬
‫من رضب عو هتم عو غريهأ‪ ،‬فال يقع رالقه‪.‬‬

‫الرش عية ‪ ، 198- 197 :1‬والتبيني ‪ ، 196 :2‬ورد املحتأر ‪.240 :3‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬هذا خالصة مأ حققه ابن عأبدين فيهم يف رد املحتأر ‪.427- 426 :2‬‬
‫السكران وال املدهوت وال املكره‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)86‬ع‪ .‬ال يقع رالق َّ‬
‫وال املعتوه وال املغمى عليه وال النأئم‪ .‬ب‪ .‬املدهوت ‪ :‬هو الَّذي غلب اخللل يف عقواله وعفعأله‬
‫متيجة غضب عو غريه بحيث خترجه عن عأدته‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪212‬‬
‫ترصفأته ع ان املعتااأد‬
‫ج‪.‬عن يعرع مأ يقول‪ ،‬ويريد مأ يقول‪ ،‬ولكن خرجت ّ‬
‫فال يقع رالقه‪.‬‬
‫د‪.‬عن يعرع مأ يقول‪ ،‬ويريد مأ يقول‪ ،‬و خترج ترصفأته عاان املعتااأد‪ ،‬فيقااع‬
‫رالق‪.‬‬

‫فيقع الطَّالق من ال َّزوج البالغ العاقل بمجرد العقد الصحيح‪ ،‬أما النِّكاح‬
‫الفاسد فال يلحقه طالق‪ ،‬فلو فرض ع َّن رجالً َّ‬
‫تزوج امرع ًة بعقد فأسد ثم عوقع‬
‫عليهأ رالقأً‪ ،‬فال يلحق هذا الطَّالق الزَّ وجة‪ ،‬فله عن جيدّد العقد عليهأ‪ ،‬وال ينقص‬
‫الق ا َّلذي عوقعه ثالثأً جأز له عن يعقد‬
‫من عدد الطَّلقأت هيئأً‪ ،‬حتى لو كأن الطَّ ُ‬
‫تتزوج بغريه؛ ألمَّه غري واقع( ‪.)1‬‬
‫عليهأ قبل عن َّ‬
‫وبناء عىل الرشوط ال ابقة يقع طالقه ما ييل‪:‬‬

‫أ‪.‬سفيها( ‪)2‬؛ وهو َم ن لديه خ ّفة تبعثه عىل العمل يف مأله بخالع مقتىض‬
‫العقل( ‪.)3‬‬
‫ب‪.‬مريضا؛ وهو َمن يزل عقله بأملرض‪ ،‬حتى إاا امتفى بأن مشأ عن تأثري‬
‫املرض اختالل يف العقل‪ ،‬فال يقع الطَّالق( ‪.)4‬‬

‫الرش عية ‪ ، 293 :1‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫‪ ، 347‬وغريهأ‪.‬‬ ‫السفيه عند مجهور الفقهأء‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫)‪ (2‬يقع رالق َّ‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 432 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬حأهية الطحطأوي ‪ ، 190 :2‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪213‬‬
‫ج‪.‬مكرها( ‪)1‬؛ واإلكراه املعترب‪ :‬عن يصري خأئفأً عىل مفسه من جهة املك أره يف‬
‫ال ربع ًأ إال بذلك‪ ،‬وفي عكره به؛‬
‫إيقأع مأ هدده به عأجالً؛ ألمَّه ال يصري ملجأ حممو ً‬
‫بأن يكون متلف ًأ‪ ،‬عو مزمن ًأ‪ ،‬عو متلفأً عضواً‪ ،‬عو موجبأً ع ينعدم ِّ‬
‫الرحأ بأعتبأره‪،‬‬
‫وفي عكره عليه‪ :‬عن يكون املكره ممتنع ًأ منه قبل اإلكراه إمأ حلقه‪ ,‬عو حلق آدمي آخر‪،‬‬
‫وإرالقهأ‪ :‬كقوله ‪:‬‬ ‫الرشع( ‪ ،)2‬ويقع رالق املكره؛ لعموم النُّصو‬
‫عو حلق َّ‬
‫{ َفطَلِّ نقو نه َّن لِعِدَّ ِهتِ َّن}( ‪ ،)3‬فإمَّه يقتم رشعية هذا التَّرصع من غري ختصيص‬
‫وتقييد‪ ،‬وأل َّن حذيفة بن الي ن ‪ ‬قأل‪ :‬مأ منعني عن عههد بدر ًا إال ّعين خرجت عمأ‬
‫وع حسيل قأل‪ :‬فأخذمأ كفأر قريش‪ ،‬قألوا‪ :‬إمَّكم تريدون حممداً فقلنأ‪ :‬مأ مريده‪،‬‬
‫مأ مريد إال املدينة‪ ،‬فأخذوا منّأ عهد اهلل وميثأقه لننرصف ّن إىل املدينة‪ ،‬وال مقأتل‬
‫معه‪ ،‬فأتينأ رسول اهلل ‪ ‬فأخربمأه اخلرب فقأل‪( :‬امرصفأ‪ ،‬مفي هلم بعهدهم‪،‬‬
‫فبني ع َّن اليمنيَ روع ًأ وكره ًأ سواء‪ ،‬ف ُعلأ َم عن ال تأثري‬
‫ومستعني اهلل عليهم)( ‪ِّ ،)4‬‬
‫بمجرد اللفظ عن اختيأر‪ ،‬وعن صفوان بن عمران‬
‫ّ‬ ‫لإلكراه يف مفي احلكم املتعلّق‬
‫الطأئى ‪( :‬ع َّن رجالً كأن مأئ ً مع امرعته فقأمت فأخذت سكين ًأ فجلست عىل‬

‫عن اإلكراه بحق يقع به الطَّالق كاإكر اه القاأيض‪ ،‬وعماأ اإلكاراه‬


‫)‪ (1‬ال خالع بني الفقهأء يف َّ‬
‫والشأفعية واحلنأبلة إىل عادم وقاوع رالقاه‪ .‬ينظار‪ :‬رشح األحكاأم‬
‫بغري حق‪ ،‬فذهب املألكية َّ‬
‫‪.371‬‬ ‫الرشعية‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 40 :24‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬الطالق‪ :‬من اآلية‪.1‬‬
‫ابان ع هايبة ‪،363 :7‬‬ ‫)‪ (4‬يف صحيح مسالم ‪ 1414 :3‬واملساتدرك ‪ 427 :3‬ومصانَّ‬
‫ومسند البزَّ ار ‪ ، 228 :7‬ورشح معأين اآلثأر ‪ ، 97 :3‬ومسند عمحد ‪ ، 395 :5‬واملعجم الكباري‬
‫‪ 162 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪214‬‬
‫السكني عىل حلقه‪ ،‬وقألت‪ :‬لتطلقني ثالثأً البتة وإال ابحتك‪،‬‬
‫صدره‪ ،‬ووحعت ِّ‬
‫فنأهدهأ اهلل‪ ،‬فأبت عليه‪ ،‬فطلقهأ ثالث ًأ‪ ،‬فذكر الك لرسول اهلل ‪ ‬فقأل‪ :‬ال‬
‫قيلولة يف الطَّالق)( ‪ ،)1‬عي ال إقألة( ‪.)2‬‬
‫عمأ حديث‪ُ ( :‬رفع عن ُعمتي اخلطأ والنِّسيأن ومأ استكرهوا عليه)( ‪ )3‬فإمَّه ال‬
‫مفس مأ استكرهوا عليه؛ لوجوده حقيقة‪ ،‬فال بُد من تقدير احلكم‪،‬‬
‫يصح عن منفي َ‬
‫ُّ‬
‫ألَّن كأملشرتك‪،‬‬
‫وهو موعأن‪ :‬دميوي‪ ،‬وعخروي‪ .‬فال يتنأوهل اللفظ الواحد؛ َّ‬
‫وحكم اآلخرة مراد بأإلمجأع‪ ،‬فأمتفى اآلخر عن يكون مراداً‪ .‬فإاا ر َّلق رجل‬

‫)‪ (1‬يف سنن سعيد بن منصور ‪ ، 314 :1‬وغريه‪ ،‬وينظر‪ :‬الدِّراية ‪ ، 69 :2‬وتلخيص احلبري ‪:3‬‬
‫الراياة ‪ ، 222 :3‬وغريهاأ‪ .‬وقاأل القاأري يف فاتح باأب‬ ‫‪ ، 217‬والتحقيق ‪ ، 294 :2‬ومصب َّ‬
‫العنأية ‪ : 89 :2‬مأ اكار مان النّكاأرة يف احلاديث ترتفاع بحاديث حذيفاة ‪ ‬حاني حلّفها‬
‫املرشكون‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪ ، 89 :2‬وغريه‪.‬‬
‫السيوري‪ :‬ال يوجد هبذا اللفظ‪ ،‬وعقرب مأ وجد مأ رواه ابن عدي ‪ 150 :2‬عن ع‬ ‫)‪ (3‬قأل ُّ‬
‫بكرة بلفظ‪( :‬رفع اهلل عن هذه األمة ثالث ًأ اخلطأ والنِّسيأن واألمر يكرهاون علياه) وعادّه ابان‬
‫عدي من منكرات جعفر ابن جرس‪ .‬وعخرج ابن مأجه‪ 659 :1‬والبيهقي يف السنن الكبري ‪:6‬‬
‫(إن اهلل وحع عن عمتاي اخلطاأ والنِّسايأن وماأ اساتكرهوا‬ ‫‪ 84‬عن ابن عبأس ‪ ‬يرفعه قأل‪َّ :‬‬
‫عليه)‪ ،‬وقأل اهليثمي يف جممع الزَّ وائد ‪ : 250 :6‬رواه الطرباين يف األوسط ‪ 161 :8‬وفيه ابان‬
‫هليعة وحديثه حسن وفيه حع ‪ .‬ورواه ابن مأجاه ‪ 659 :1‬وابان حباأن يف صاحيحه ‪:16‬‬
‫‪ 202‬واحلأكم يف املستدرك ‪ 216 :2‬والبيهقاي يف السانن الكباري ‪ 356 :7‬والادَّ ارقطني ‪:4‬‬
‫‪ 170‬والطَّحأوي يف رشح معأين اآلثأر ‪ 95 :3‬والطرباين يف الكبري ‪ 133 :11‬والصيداوي يف‬
‫مسند الشيوخ ‪ 362 :1‬والعقيِّل ‪ 145 :4‬واخلطيب يف تأريخ بغداد ‪ 377 :7‬عن ابن عبأس‬
‫(إن اهلل جتااأوز … ‪ ،) .‬وقااأل احلااأكم‪ :‬صااحيح عااىل رشط الشاايخني‪ ،‬و‬ ‫‪ ‬يرفعااه بلفااظ‪َّ :‬‬
‫خيرجأه‪...‬وينظر‪ :‬تلخيص احلبري ‪ ، 281 :1‬وخالصة البدر املنري ‪.154 :1‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪215‬‬
‫زوجتَه مكرهأً ثبت احلكم الدُّميوي‪ ،‬وهو الوقوع‪ ،‬وامتفى احلكم األخروي‪ ،‬وهو‬
‫يصح عن مري َد رفع احلكمني عن املكره؛ أل َّن‬
‫ّ‬ ‫العقأب الرتفأعه بأإلكراه‪ ،‬وال‬
‫املشرت َك ال يستعمل يف معنييه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫د‪.‬هازال( ‪)3‬؛ وهو َمن ال يريد بأللفظ وداللته املعنى احلقيقي وال املجأزي‪ ،‬بل‬
‫يريد به غريمهأ‪ ،‬وهو مأ ال تصح إرادته منه‪ .‬وح ُّد اهلزل اجلدّ‪ :‬وهو عن ُيراد بأللفظ‬
‫عحدمهأ( ‪ .)4‬ويقع الطَّالق وإن كأن هأزالً؛ لقوله ‪( :‬ثالث جده ّن ج ّد وهزهل ّن‬
‫جدّ‪ :‬النِّكأح‪ ،‬والطَّالق‪َّ ،‬‬
‫والرجعة) ‪.‬‬
‫( ‪)6 ( )5‬‬

‫)‪ (1‬ومن عراد التَّوسع يف الوقوع عىل وجوه ر د ظأهر هذا احلديث والتَّوسع يف عدلة راالق‬
‫املكره‪ ،‬فلرياجع بدائع الصنأئع ‪ 182 :7‬والتبيني ‪ ، 195 :2‬واهلداية ‪.490- 489 :3‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة ‪ : 91‬إاا رلق الزوج زوجته لدى القأيض رأئع ًأ خمتأراً‪ ،‬وهو‬
‫يف حألة معتربة رشع ًأ‪ ،‬عو عقر بألطالق‪ ،‬وهو بتلك احلألة‪ ،‬فاال تسامع مناه الادعوى بخاالع‬
‫الك‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة ‪.144‬‬
‫)‪ (3‬اهب مجهور الفقهأء من الشأفعية واملألكية واحلنأبلة واحلنفية إىل وقوع راالق الالعاب‬
‫و اهلأزل‪ .‬ينظر‪ :‬رشح األحوال الشخصية ‪ ، 339‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 423 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (5‬يف املستدرك ‪ 216 :2‬عن ع هريرة ‪ ، ‬وقأل احلأكم‪ :‬حديث صحيح اإلسنأد‪ ،‬واملنتقى‬
‫‪ ، 178 :1‬وجأمع الرتمذي ‪ 490 :3‬وقأل‪ :‬حسن غريب‪ ،‬وسنن البيهقاي الكباري ‪،340 :7‬‬
‫وسنن ع داود ‪ ، 259 :2‬وسنن ابن مأجه ‪ ، 658 :1‬وسانن ساعيد بان منصاور ‪،415 :1‬‬
‫الرجعة‪ ،‬فأفأد عبو بكر املعاأفري‬
‫ورشح معأين اآلثأر ‪ ، 98 :3‬عمأ مأ يذكر من لفظ العتأق بدل َّ‬
‫ورودهأ ولكنهأ تصح‪ .‬وحع هذا احلديث ابن القطأن وتبعه ابن اجلوزي يف التحقياق ‪:2‬‬
‫‪ . 294‬ينظر‪ :‬خالصة البدر املنري ‪ 220 :2‬وحتفة املحتأج‪ 398 :2‬وكش اخلفأء ‪.389 :1‬‬
‫)‪ (6‬جأء يف القأمون األردين املأدة ‪ : 134‬إاا رلق الزوج زوجته تعسف ًأ كأن رلقهأ لغري سبب‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪216‬‬
‫هـ‪.‬خمطئا (ساهيا)؛ وهو ا َّلذي يريد عن يتكلَّ َم بغري الطَّالق‪ ،‬فيجري عىل‬
‫لسأمه الطَّالق‪ ،‬بأن عراد عن يقول سبحأن اهلل‪ ،‬فتل ّفظ بألطَّالق‪ ،‬فإمَّه يقع؛ ألمَّه‬
‫رصيح ال تأج إىل الن ّية( ‪ ،)1‬لكنَّه يف القضأء فقط( ‪.)2‬‬
‫الرشط املعلَّق عليه الطَّالق‪ ،‬فإاا حل‬
‫يتصور إال يف فعل َّ‬
‫َّ‬ ‫و‪.‬ماسيا؛ وال‬
‫رجل بطالق زوجته عن ال يكلّم فالمأً‪ ،‬وكلَّ َمه مأسيأً‪ ،‬وقع الطَّالق يف القضأء( ‪.)3‬‬
‫ز‪.‬ألرسا؛ يقع رالق األخرس بإهأرته املعهودة الدَّالة عىل قصده الطَّالق؛‬
‫ألَّنأ صأرت مفهوم ًة‪ ،‬فكأمت كألعبأرة يف الدَّاللة استحسأمأً( ‪ ،)4‬واستحسن‬ ‫َّ‬
‫املتأخرون( ‪ :)5‬عمَّه يشرتط عن تعترب إهأرة األخرس إن يكن كأتب ًأ‪.‬‬
‫ح‪.‬كتابة؛ بأن يكتب الغأئب إىل زوجته‪ ،‬وتكون الرسألة مص َّدر ًة ومعنوم ًة‬
‫الرسألة‪ ،‬ويف هذه احلألة يقع الطَّالق مو ى عو ينو‪ ،‬فلو قأل‪ :‬عقصد‬
‫عىل جهة ِّ‬
‫الطَّالق‪ ،‬وإمَّ قصدت جتربة القلم ُيصدَّق قضأء؛ أل َّن اإلرسأل إليهأ دليل عىل‬
‫قصده الطَّالق‪.‬‬

‫معقول ورلبت من القأيض التعويض حكم هلأ عىل مطلقهأ بتعويض ال يقل عان مفقاة سانة‬
‫وال يزيد عىل مفقة ثالث سنوات ويراعى يف فرحهأ حأل الزوج عرساً ويرساً ويدفع مجلة إاا‬
‫كأن الزوج مورساً وعقسأر ًأ إاا كأن معرساً‪ ،‬وال يؤثر الك عىل حقوقهاأ الزوجياة األخارى‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬اجلريدة الرسمية القأمون املعدل رقم (‪ )82‬لسنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬درر احلكأم وغرر األحكأم ‪ ، 360 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ورد املحتأر ‪ ، 425 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 425 :2‬وغريه‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ،300 :1‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪ ،89 :2‬ورشح األحكأم َّ‬
‫الرشمباللية ‪ ،360 :1‬و رد املحتأر ‪.425 :2‬‬
‫)‪ (5‬يف فتح القدير ‪ ،491 :3‬و ُّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪217‬‬
‫الصحيفة واحلأئط‬
‫وإن كأمت الكتأبة مستبينة غري مرسومة كمن يكتب عىل َّ‬
‫والرمل عىل وجه يمكن فهمه وقراءته‪ ،‬فإ َّن الطَّالق يقع إن مواه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫َّ‬
‫ط‪.‬املريض مرض املوت؛ فطالق املريض صحيح مطلق ‪,‬أً سواء عكأن مرحه‬
‫مرض موت عم مرحأ عأديأً ‪ ,‬مأ دا م ال عثر له يف القوى العقلية‪ ,‬فإن عثر فيهأ دخل يف‬
‫بأب اجلنون والعته وغري الك ممأ تقدم‪ ،‬فإن رلقهأ يف مرحه‪ ,‬ثم مأت وهي‬
‫يف عدهتأ‪ ,‬فإمَّه يع ّد فأراً من إرثهأ حك ً ‪ ،‬وترث منه رغم وقوع الطَّالق( ‪ ،)3‬وتفصيل‬
‫عحكأمه‪:‬‬

‫مرض الغال ب فيه موت املريض‪ ،‬ويعجزه‬


‫فاملريض مرض املوت‪َ :‬من أصابه ن‬
‫بعد أن كان قادرا عليها إن كان رجال‪ ،‬وإن كان‬ ‫عن القيام بمصاحله لارج البي‬
‫امرأ يعجزها عن القيام بمصاحلها دالل البي (‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 100 :3‬واجلوهرة النرية ‪ ، 39 :2‬ومنحاة اخلاألق ‪ ، 352 :3‬ورد‬
‫الرشعية ‪ ، 301- 300 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫املحتأر ‪ ، 230 :3‬ورشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)83‬ع‪ .‬يقع الطَّالق باأللفظ عو الكتأباة وللعاأجز عانه‬
‫بإهأرته املعلومة‪.‬‬
‫)‪ (3‬اتفق الفقهأء عىل صحة رالق املريض مرض املوت‪ ،‬وقيد احلنفية الك با إاا تطلاب‬
‫الشأفعية وقاألوا بعادم إرث البأئناة‪,‬‬ ‫الطَّالق البأئ ‪,‬ن فإاا رلبت هذا الطالق فال ترث‪ .‬وخأل‬
‫عمأ املعتدة من رالق رجعي فرتث بأالتفأق‪ .‬ينظر‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ‪.19 :29‬‬
‫)‪ (4‬ويف رد املحتأر ‪ 520 :2‬حتقيق َّ‬
‫بأن املعول عليه يف املرض هو غلبة اهلالك دون العجز‪،‬‬
‫فمن علم عن به مرح ًأ مهلك ًأ غألب ًأ وهو يزداد إىل املوت‪ ،‬فهو املعترب‪ ،‬وإن يعلام َّعماه مهلاك‬
‫يعترب العجز عن اخلروج للمصألح‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪218‬‬
‫عو ليقتله ظأ ‪.‬‬ ‫ويلحق َمن قُ ِّد َم ليقتل من قصأ‬

‫واملفلوج ما دام يزداد ما هبْ من العلَّة فحكمهْ كاملريض‪،‬‬


‫ن‬ ‫واملقعدن وامل ن‬
‫لول‬
‫صل فيهااأ ازديااأد وال تغا ّاري يف عحااواهلم‪،‬‬ ‫فإن قَدمت العلَّة بأن تطأولت سنة و‬
‫الصحيح‪ ،‬عمااأ لااو مااأت حألااة‬
‫كترصفأت َّ‬
‫ّ‬ ‫السنة يف الطَّالق وغريه‬
‫فترصفأهتم بعد َّ‬
‫ّ‬
‫االزديأد ا لواقع قبل التَّطأول ملدة سنة عو بعد التَّطأول فهو مريض( ‪.)1‬‬

‫ورشوط استحقاق ال َّزوجة اإلرث ِف طالق مرض املوت‪:‬‬


‫يوقع الطَّ َ‬
‫الق طائعا‪ ،‬فلو كأن مكرهأً‪ ،‬ال ترث؛ ألمَّه مضطر يف إيقأعااه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أ‪.‬أن‬
‫فليس له قصد سيئ حتى تر َّد عليه‪.‬‬
‫ب‪.‬أن يكون بغري رضا ال َّزوجــة‪ ،‬فلااو رلباات منااه الطا َ‬
‫االق البااأئ َن خمتااأر ًة‬
‫ألَّنأ رحيت بإسقأط ح ّقهأ‪.‬‬
‫فأوقعه‪ ،‬ال ترث؛ َّ‬
‫ت ِف ه ا املرض‪ ،‬عو وهو عىل تلااك احلألااة‪ ،‬سااواء كااأن بااذلك‬
‫ج‪.‬أن يمو َ‬
‫السبب‪ ،‬عو بغريه؛ بأن قتل يف مرحه( ‪ ، )2‬فإن برئ الزَّ وج عو زالت عنه تلك احلألااة‪،‬‬
‫َّ‬
‫ثم مأت بعلّة عو حأدثة عخرى‪ ،‬وهي يف العدَّة‪ ،‬فال ترثه( ‪.)3‬‬

‫يموت املريض واملرأ ِف العدَّ ‪ ،‬فلو مأت بعد امقضأئهأ‪ ،‬ال ترث؛ أل َّن‬
‫َ‬ ‫د‪.‬أن‬

‫الرشعية ‪ ، 377 :1‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 521 :2‬واألحكأم َّ‬
‫السابب ال تارث‪ .‬ينظار‪ :‬األم ‪ ، 273 :5‬والتَّنبيااه‬
‫الشاأفعي إاا مااأت بغاري الاك َّ‬
‫)‪ (2‬وعناد َّ‬
‫‪ ، 116‬وَّنأية املحتأج ‪ ، 426 :6‬ومغني املحتأج ‪ ، 284 :3‬وحأهيتأ قلياو وعمارية ‪:3‬‬
‫‪ ،325‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 341‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الرشيعة‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الوقأية ورشحهأ لصدر َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪219‬‬
‫سبب اإلرث يمكن اعتبأره يف العدَّة ال بعدهأ؛ أل َّن الزَّ وجي َة سبب إرثهأ يف مرض‬
‫موته‪ ،‬والزَّ وج قَ َص َد إبطأله‪ ،‬فريد عليه قصده بتأخري عمله إىل زمأن امقض اأء الع ادّة‬
‫دفعأً للَّضر عنهأ‪ ،‬وقد عمكن‪ ،‬إا النِّكأح يف العدَّة يبقى يف حا ِّاق بعااض األحكااأم‪،‬‬
‫حق إرثهأ منه‪.‬‬
‫فجأز عن يبقى يف ِّ‬

‫الطَّالق‪ ،‬فإن كأمت َ‬


‫غري مستح ّقة ك ا‬ ‫هـ‪.‬أن تكون م تح ّقة للمرياث وق‬
‫إاا كأمت رقيقة عو كتأب ّية‪ ،‬ثُ ّم عتقت عو عسلمت قبل موته‪ ،‬ال ترث؛ لعاادم قصااده‬
‫احلرمأن من اإلرث؛ إا هو غري ثأبت يف هذه احلألة؛ لوجود املأمع منه‪.‬‬

‫املوت‪ ،‬فلو وجدت األهليااة‬ ‫اإلبامة إىل وق‬ ‫تمر أهليتنها من وق‬
‫و‪.‬أن ت َ‬
‫عند اإلبأمة واملوت‪ ،‬ولكنَّهأ امقطعت عثنأء الزَّ من الفأصاال بياانه ‪ ،‬ال تاارث‪ ،‬فااإاا‬
‫تستحق املاارياث؛‬
‫ّ‬ ‫عبأَّنأ وهي مسلمة فأرتدّت وعسلمت ومأت وهي يف العدَّة‪ ،‬فال‬
‫سقط ح ُّقهأ‪ ،‬فال يعود بأإلسالم؛ إا َّ‬
‫السأقط ال يعود‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ألَّنأ بر َّدهتأ‬
‫َّ‬
‫حق إرث املرعة ملطلقهأ‪ ،‬عمأ يف حق املطلِّق‪ ،‬فإمَّه ال يرثهأ وإن مااأت يف‬
‫هذا يف ّ‬
‫عسقط ح َّقه هبذا الطَّالق البأئن؛ ألمَّه يزيل عحكأم النِّكأح‪ ،‬فعاان عااث ن‬
‫َ‬ ‫عدّهتأ؛ ألمَّه‬
‫بن عفأن ‪ « :‬عمَّه و َّرث ُتأرض بنت األصاابع اماارعة عبااد الاارمحن باان عااوع»( ‪،)1‬‬
‫الصحأبة ‪ ‬من غري مكري فكأن إمجأعأً‪.‬‬
‫عبأَّنأ يف مرحه بمحَّض من َّ‬
‫وكأن قد َ‬

‫الشأفعي ‪،294‬‬
‫عبد الرزاق ‪ ، 62 :7‬وسنن سعيد بن منصور ‪ ، 66 :2‬ومسند َّ‬ ‫)‪ (1‬يف مصن‬
‫وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 362 :7‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪220‬‬
‫(حمل الطَّالق)‪:‬‬
‫املطلب الثاين‪َ :‬من يقع عليها الطَّالق ّ‬
‫‪.1‬املرأ األجنب ّية إذا علَّق َّ‬
‫الط ـالق عليهــا عــىل ســبب امللــك( ‪)1‬؛ كقولااه‪ :‬إن‬
‫تزوجتك فأمت رألق‪ ،‬فإ َّن الطَّالق يقع ّ‬
‫بتزوجهااأ‪ ،‬عمااأ إاا علقااه عااىل غااري ساابب‬ ‫ّ‬
‫فتزوجهأ وكلّمت فالمأً فال يقع ( ‪.)2‬‬
‫امللك‪ ،‬كإاا كلمت فالمأً فأمت رألق‪ّ ،‬‬
‫فإَّنأ تكون حمالً للطَّالق‪.‬‬
‫‪.2‬زوجته‪َّ ،‬‬
‫اإَّن حم االً َّ‬
‫للط االق‪ ،‬وإن‬ ‫‪.3‬معتدّ ته من طالق رجعي أو بينومــة صــغرى‪ ،‬فا َّ‬
‫الط االق َّال اذي‬
‫للط االق؛ أل َّن َّ‬
‫كأمت من رالق بأئن بينومة كربى‪ ،‬فال تكون حم االً َّ‬
‫َّزوج قد امتهى‪.‬‬
‫يملكه هبذا الت ّ‬
‫واملعتدة لفرقة تكون الفرقة رالق اأً وهااي تاانقص عاادد َّ‬
‫الط االق‪ :‬كألفرقااة‬
‫أ‬
‫الرجل‪.‬‬‫فإَّنأ تكون حمالً للطَّالق؛ أل َّن الفرقة آتية من قبل َّ‬
‫واجلب؛ َّ‬
‫ّ‬ ‫بأإليالء وال ُعنّة‬

‫وإن كأمت الفرقة فسخأً‪ ،‬وهي ال تنقص عدد الطَّالق تكون حم االً للطااالق‬
‫مأ تكن مؤ ّبدة‪ ،‬ك إاا عبت الزَّ وجة غري الكتأبية اإلسااالم بعااد إسااالم زوجهااأ‪،‬‬
‫فإَّنأ حمالً للطَّالق مأ دامت يف العدَّة‪ ،‬وكذلك إاا ارت ّد عحد الاازَّ وجني‪ ،‬وإن كأماات‬
‫َّ‬

‫الشأفعية واحلنأبلة إىل عمَّه ال يقع الطَّالق املعلق عىل سبب امللك‪ ،‬واهب املألكياة‬
‫)‪ (1‬واهب َّ‬
‫إىل عمَّه إن خص يف صيغة الطَّالق امرعة بعينهأ عو مسأء بلد عو قبيلة عو صنف ًأ من النِّساأء صاح‪،‬‬
‫ووقع الطَّالق إن تزوجهأ‪ ،‬وإن عمم فقأل‪ :‬كل امرعة عتزوجهأ فهاي راألق يصاح التعلياق‪،‬‬
‫‪،355-353‬‬ ‫وال يقع الطَّالق؛ َّ‬
‫ألن فيه سد بأب النِّكأح عليه‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬بدائع الصنأئع ‪ ، 138 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪221‬‬
‫حرم تهأ مؤ ّبدة؛ ك إاا عرحت احلرمة بتقبيل ابن الزَّ وج بشهوة مثالً‪ ،‬فال يلحقهااأ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يف اعتبأره ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫الطَّالق؛ ألمه ال فأئدة‬
‫ويملك الزوج عىل امرأته ثالث طلقات متفرقــات إن مــدلوال هبــا‪ ،‬وإن ‪،‬‬
‫فإن رلَّقهأ ثالثأً‪ ،‬فإمَّه يقع عليهأ‪ ،‬سواء كأمت ال اثَّالث جمتمعااأت بكلمااة واحاادة‪،‬‬
‫كقوله‪ :‬عمت رألق ثالثأً‪ ،‬عو ّ‬
‫متفرقأت بكل ت متعدّدة‪ ،‬كقوله‪ :‬عمت رااألق واحاادة‬
‫وواحدة وواحدة‪ ،‬عو عمت رألق عمت رألق عمت رألق‪ ،‬عو عمت رألق رألق رألق؛‬
‫أل َّن عليهأ العدَّة عقب الطَّالق‪ ،‬فتكون حمالً للطَّالق الثَّأين والثَّألااث‪ ،‬وإن يكاان‬
‫مدخوالً هبأ وقااع الطلقااة األوىل فقااط عنااد تفريااق الطااالق؛ َّ‬
‫ألَّن اأ ال ع ادّة هلااأ‪،‬‬
‫ألَّن اأ‬
‫فل بمجرد قوله هلأ‪ :‬عمت رألق بأمت منه بال ع َّدة‪ ،‬فال تكون حمالً لطالق ثأن؛ َّ‬
‫ليست زوجته وال معت ّدته؛ وأل َّن وقوع الطَّالق بألعدد‪.‬‬

‫فألقأعدة هي‪ :‬أ َّن الطَّالق متى قرن بعدد كان الوقوع بالعدد؛ أل َّن املوقع هو‬
‫العدد‪ ،‬فإاا رصح بذكر العدد كأن هو العأمل دون الوص ‪ ،‬حتى لااو مااأت عحااد‬
‫الزَّ وجني قبل الع ّد لغأ الطَّالق‪ ،‬فألوقوع بقوله‪ :‬ثالثأً‪ ،‬ال بقوله‪ :‬عمت رألق ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫حمل َّ‬
‫للطاالق‪ .‬ينظار‪:‬‬ ‫عن املعتدة من رالق رجعي ّ‬
‫الشأفعية واملألكية واحلنأبلة إىل َّ‬
‫)‪ (1‬واهب َّ‬
‫‪ ، 357- 356‬وغريه‪.‬‬ ‫رشح قأمون األحوال‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)81‬ال يقع الطَّالق عىل الزَّ وجة إال إاا كأمات يف زواج‬
‫صحيح وغري معتدة‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ، 198 ،89 :6‬واهلداية ‪ ، 41 :4‬والبحر الرائق ‪.303 :3‬‬
‫)‪ (4‬ورد يف القأمون األردين الا دة (‪ :)82‬يملك الزَّ وج عىل زوجته ثالث رلقأت متفرقأت‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪222‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫صيغ الطالق وأق امه‬
‫املطلب األول‪ :‬صيغ الطَّالق‪:‬‬
‫الرصحية‪:‬‬
‫الصيغ َّ‬
‫األول‪ِّ :‬‬
‫وهو مأ ظهر املراد منه ظهوراً بيِّنأً حتى صأر مكشوع املراد بحيث يسبق إىل‬
‫فهم السأمع بمجرد الس ع حقيقة كأن عو جمأزاً‪ ،‬فال تأج إىل النِّية‪ ،‬وتتضمن مأ‬
‫يِّل‪:‬‬
‫‪.1‬األلفاظ املشتملة عىل حروف الطَّالق‪ ،‬وهي‪ :‬رألق‪ ،‬ومطلقة‪ ،‬ورلقتك‪،‬‬
‫ورالق؛ أل َّن هذه األلفأظ يراد هبأ ال َّطالق‪ ،‬وتستعمل فيه ال يف غريه فكأمت‬
‫الق َم َّرت ِ‬
‫َان َفإِ ْم َ ا ٌك‬ ‫رص ة‪ ،‬ويقع الطَّالق هبأ واحدة رجعيّة؛ لقوله تعأىل‪{ :‬الطَّ ن‬
‫الرجعة بعد الطَّالق الرصيح‪ ،‬وقأل‬ ‫يح ِب ِإ ْح َ ان} ( ‪ ،)1‬فأثبت تعأىل َّ‬ ‫ِب َم ْع نروف َأ ْو ت ْ ِ‬
‫َرس ٌ‬
‫‪َ { :‬وبن نعولَتن نه َّن أَ َحق بِ َر ِّد ِه ّن} ( ‪ ،)2‬وإمَّ يكون هو عوىل إاا كأن النِّكأح بأقيأً‪َّ ،‬‬
‫فدل‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.229‬‬


‫)‪ (2‬البقرة‪ :‬من اآلية‪.228‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪223‬‬
‫عىل بقأء النِّكأح‪ ،‬وتسميته بعالً عيضأً يدل عليه( ‪.)1‬‬
‫‪.2‬األلفاظ التي غلب استعامهلا عرفا ِف الطَّالق بحيث ال تستعمل إال فيه‬
‫بأي لغة من اللُّغأت‪ ،‬حتى إاا تعأرع قوم إرالق لفظ‪( :‬احلرام) عىل الطَّالق‬
‫وصأروا ال يستعملومه عند إحأفته إىل املرعة إال يف الطَّالق‪ ،‬وقأل واحد منهم‬
‫عموه؛ أل َّن العرعَ قأض‬ ‫عِّل حرام‪ ،‬وق َع الطَّالق‪ ،‬ولو قأل‪:‬‬
‫لزوجته‪ :‬عمت َّ‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪.3‬ما يقوم مقامه‪ :‬عي من الكتأبة املستبينة‪ ،‬عو اإلهأرة املفهومة‪ ،‬عو اإلهأرة‬
‫إىل العدد بأألصأبع مصحوبة بلفظ رالق ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫وال نبدَّ لوقوع الطَّالق من إضافة اللفظ إىل املرأ املراد تطليقها‪ ،‬ولو اإلحأفة‬
‫معنو ية‪ ،‬ك لو قأل‪ :‬امرعيت رألق‪ ،‬عو زينب بنت فالن رألق‪ ،‬وزوجته كذلك‪ ،‬عو‬
‫قرر مسأئل الطَّالق‬
‫عهأر إليهأ هبذه رألق‪ ،‬عو خأربهأ بقوله‪ :‬عمت رألق‪ ،‬فلو َّ‬
‫بحَّضهتأ عو كتب مأقالً من كتأب‪ :‬امرعيت رألق‪ ،‬مع التَّل ّفظ عو حكى يمني غريه‪،‬‬
‫يقع عصالً مأ يقصد زوجته( ‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪ ، 197 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫الرشعية ‪ ، 310 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 2:429‬واألحكأم َّ‬
‫الرصيح عند احلنفية واملألكية وعمحد يف رواية‪ :‬هو لفظ الطَّالق وحده ومأ اهتق منه ممأ ال‬
‫)‪َّ (3‬‬
‫الشأفعية‪ :‬ماأ ال تمال ظاأهره غاري‬ ‫يستعمل عرف ًأ إال يف حل رابطة الزَّ وجية‪َّ .‬‬
‫والرصيح عند َّ‬
‫الطَّالق‪ ،‬وعلفأظ الرصيح عندهم ثالثة‪ :‬الطَّالق والفراق والرساح ومأ ترصاع مانهن‪ ،‬وهاو‬
‫‪ ، 381‬وغريه‪.‬‬ ‫رواية عن عمحد‪ ،‬وبه قأل ابن حزم‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫الشخصية ورشحهأ ‪ ، 310- 309‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪224‬‬
‫الثاين‪ :‬الكناية‪:‬‬
‫وهي مأ كأن مسترت املراد فيحتأج فيه إىل النِّ ّية( ‪ ،)1‬عو هي األلفأظ التي‬
‫توحع للطَّالق وحتتمله وغريه‪ ،‬وهذه ال يقع الطَّالق هبأ إال بنية عو داللة احلأل‪.‬‬

‫عىل‬ ‫ويقوم مقام صيغة الكناية‪ :‬الكتأبة املستبينة غري املرسومة‪ ،‬فتتوق‬
‫الن ّية ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫وأق ام ألفاظ الكناية‪:‬‬

‫يصلح جوابا وال يصلح ردا وال شتام‪:‬‬


‫ن‬ ‫‪.1‬ما‬

‫اعتدي‪ :‬فهو عمر بأحلسأب‪ ،‬فيحتمل عن يراد به اعتداد معم اهلل تعأىل‪ ،‬عو مأ‬
‫والسب‪ :‬عي للمرعة‪،‬‬
‫الرد َّ‬
‫عمعم اهلل به عليهأ‪ ،‬عو االعتداد من النِّكأح‪ ،‬فال تمل َّ‬
‫وإمَّ يصلح جوابأً لسؤاهلأ ومعأين عخر‪.‬‬

‫واستربئي َر ِ َ‬
‫َك‪ :‬فيحتمل االسترباء؛ ليطلقهأ عو بعدمأ رلَّقهأ‪ ،‬فال تمل‬
‫والسب‪.‬‬
‫الرد َّ‬
‫َّ‬
‫واحد ‪ :‬فيحتمل عن يكون معتأً ملصدر حمذوع‪ :‬عي عمت رألق رلقة‬ ‫وأم‬
‫واحدة‪ ،‬و تمل عن يكون معتأً للمرعة‪ :‬عي عمت واحدة عند قومك‪ ،‬عو عندي؛‬

‫الشلبي ‪ ، 197 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حأهية َّ‬
‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 310 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫الرصا ة دون احلأجاة إىل مياة‪،‬‬
‫الطاالق بأأللفاأظ َّ‬ ‫)‪ (3‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)84‬يقع َّ‬
‫وبأأللفأظ الكنأئية ‪ -‬وهي التي حتتمل معنى الطَّالق وغريه ‪ -‬بألنية‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪225‬‬
‫والسب‪.‬‬
‫الرد َّ‬
‫ء من األهيأء‪ ،‬فال تمل َّ‬ ‫لعدم مظريهأ يف‬

‫وهذه الثَّالثة يكون هبأ الطَّالق رجعيأً‪ ،‬فال يقع إال رلقة واحدة رجعية‪ ،‬ولو‬
‫موى اإلبأمة عو عكثر من واحدة‪.‬‬

‫والسب‪.‬‬ ‫وفارقتك؛ ألمَّه تمل املفأرقة بألطَّالق عو غريه‪ ،‬فال تمل َّ‬
‫الرد َّ‬
‫وأمرك بيدك؛ ألمَّه تمل عمَّه عراد به األمر بأليد يف حق الطَّالق فيكون‬
‫تفويضأً له إليهأ‪ ،‬و تمل عمَّه عراد به األمر بأليد يف حق ترصع آخر‪ ،‬فال تمل‬
‫والسب‪.‬‬
‫الرد َّ‬
‫َّ‬
‫والسب‪.‬‬
‫الرد َّ‬
‫الرق عو رق النِّكأح‪ ،‬فال حتتمل َّ‬
‫حر ‪ :‬عي عن حقيقة ِّ‬
‫ّ‬ ‫وأم‬
‫والتاري‪ :‬فهي حتتمل اختأري مفسك بألفرق يف النِّكأح عو اختأري مفسك‬
‫والسب‪.‬‬
‫الرد َّ‬
‫يف عمر آخر‪ ،‬فال حتتمل َّ‬
‫تمل التَّرسيح بألطَّالق عو غريه‪ ،‬فال حتتمل َّ‬
‫الرد‬ ‫و حتك؛ ألمَّه‬
‫والسب( ‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫يصلح جوابا أو شتام وال يصلح ر ّدا‪:‬‬
‫ن‬ ‫‪.2‬ما‬
‫بائن‪ :‬تمل وجوه البينومة عن وصلة النِّكأح وعن املعأيص وعن اخلريات‪،‬‬
‫عو بأئن منّي مسبأً؛ أل َّن الب ينومة ح ّد االتصأل واالتصأل متنوع( ‪ ،)2‬فيصلح سبأً‬
‫وهت ً‪ :‬عي للمرعة‪ ،‬وجوابأً لسؤاهلأ الطالق( ‪ ،)3‬وال يصلح رداً‪.‬‬

‫‪ ، 331‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ، 368 :2‬والتبيني ‪ ،216 :2‬ورشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 216 :2‬وغريه‪.‬‬
‫‪ ، 331‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬منتهى النّقأية‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪226‬‬
‫وبتَّة‪ :‬من البت بمعنى القطع‪ ،‬إمأ عن قيد النِّكأح عو حسن اخللق( ‪ ،)1‬فيصلح‬
‫جوابأً عو سبأً‪.‬‬
‫الرجأل‪،‬‬
‫وبَتَلة ‪ :‬من البتل‪ ،‬وهو االمقطأع‪ ،‬وبه سميت مريم؛ المقطأعهأ عن ِّ‬
‫وفأرمة الزَّ هراء؛ المقطأعهأ عن مسأء زمأَّنأ فضالً ودينأً وحسبأً( ‪ ،)2‬فيصلح جوابأً‬
‫عو سبأً‪.‬‬

‫ولليَّة‪ :‬عي خألية إمأ عن النِّكأح عو عن اخلري( ‪ ،)3‬فيصلح جوابأً عو سبأً‪.‬‬

‫وبر ّية‪ :‬عي منفصلة إمأ عن قيد النِّكأح عو حسن اخللق‪ ،‬فيصلح جوابأً عو‬
‫سبأً( ‪.)4‬‬
‫ورام‪ :‬وهو املمنوع‪ ،‬فيحتمل مأ تمله البتة( ‪ ،)5‬فيصلح جوابأً عو سبأً( ‪.)6‬‬
‫يصلح جوابا ور ّدا وال يصلح س ّبا وشتام‪:‬‬‫ن‬ ‫‪.3‬ما‬
‫أنلرجــي‪ ،‬تماال جواب اأً عو ر ّداً‪ ،‬جواب اأً‪ :‬عي لسااؤاهلأ َّ‬
‫الط االق بااأن يريااد‬
‫عخرجي؛ ألين رلقتك( ‪ ،)7‬ورداً‪ :‬عي لسؤال املرعة الطَّالق بااأن يريااد تبعياادهأ عاان‬
‫مفسه‪ ،‬وال يصلح سبأً‪.‬‬

‫الشلبي ‪ ، 217 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حأهية َّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 465 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 324 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 464 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 216 :2‬وغريه‪.‬‬
‫‪ ، 331‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 87‬ورشح الوقأية‬ ‫)‪ (6‬ينظر‪ :‬النّقأية‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪ ، 108 :2‬وغريه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪227‬‬
‫واذهبي‪ ،‬تمل اجلواب عو الر ّد‪.‬‬

‫وقومي‪ ،‬تمل اجلواب عو الر ّد‪.‬‬


‫ألَّن ام كااأموا إاا عرساالوا النااوق‬
‫وحبلك عىل غاربك؛ ينبئ عاان التَّخليااة؛ َّ‬
‫يضعون ح بلهأ‪ :‬عي مقودهأ عىل غأرهبأ‪ ،‬وخيلون سبيلهأ‪ ،‬فهو كأخللية‪ ،‬والغااأرب‪:‬‬
‫مأ بني العنق والسنأم‪ :‬عي ااهبي حيث هئت‪.‬‬

‫ألين رلقتك عو سريي بسرية عهلك‪.‬‬


‫واحلقي بوهلك؛ ّ‬

‫و وهبتك ألهلك؛ ألين رلقتك‪.‬‬

‫وتقنَّعي‪ُ ،‬ت َّمري‪ ،‬استَّتي؛ ألمَّك بأنت مني بألطَّالق‪ ،‬عو تمل سرت العورة‪.‬‬

‫وأنغريب‪ :‬عي ابعدي عني؛ ّ‬


‫ألين رلقتك عو لزيأرة عهلك‪.‬‬
‫ألين قد رلقتك‪ ،‬عو األزواج من النِّسأء؛ ألمَّه لفظ مشرتك‬
‫وابتغي األزواج؛ ّ‬
‫الرجأل والنِّسأء( ‪.)1‬‬
‫بني ِّ‬
‫وِف ه ه األلفاظ يقع واحد بائنة إن مواها أو مــوى الثنتــني‪ ،‬ويقــع ثــالث‬
‫طلقات إن مواه( ‪)2‬؛ ألمَّه عتى بأإلبأمة بلفظ صألح هلأ كخلية مثالً‪ ،‬وهااو ماان عهلهااأ‪،‬‬
‫فيتعجل عثرهأ( ‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫فوجب عن َ‬
‫يعمل به‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واملحل قأبل هلأ‪ ،‬والوالي ُة ثأبتة عليهأ‪،‬‬
‫ُّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 216 :2‬ودرر احلكأم ‪ ، 368 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫‪ ، 331- 330‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫عن كنأيأت الطَّالق تنقسم إىل قسمني‪ :‬كنأيأت ظأهرة مثل‪ :‬بتة‪،‬‬
‫)‪ (3‬واهب املألكية إىل َّ‬
‫وخلية‪ ،‬وهذه يقع هبأ الثالث وإن موى هبأ واحدة‪ .‬وكنأيأت خفية مثل‪ :‬إاهبي‪ ،‬وامرصيف‪،‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪228‬‬
‫وحاالت وقوع طالق الكناية‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فحينئذّأ‬ ‫الرضا‪ :‬وهي عن ال يكون حألة غضب وال مذاكرة للطَّالق‪،‬‬
‫أ‪.‬حالة ِّ‬
‫الطَّالق يف األقسأم الثالثة عىل النِّية‪.‬‬ ‫يتوق‬
‫ب‪ .‬حالة الغضب‪ :‬يقع الطَّالق في ال تمل الا َّارد وال َّ‬
‫الس اب وإن ينااو‪،‬‬
‫في يصلح رداً ومأ يصلح سبأً عىل النِّية‪ ،‬فإمَّه يقع به الطَّالق‪.‬‬ ‫ويتوق‬
‫ج‪ .‬حالة م اكر الطَّالق‪ :‬فيقع الطَّالق في يصلح سبأً ومأ ال تمل الا َّارد‪،‬‬
‫تمل الرد فقط عىل النية ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬
‫الطَّالق في‬ ‫والسب وإن ينو‪ ،‬ويتوق‬
‫َّ‬

‫ويقع هبذه األلفأظ إن موى الطَّالق رلقة واحدة بأئنة عند اإلرالق؛ لعدم إرادته عدداً معين ًأ‪.‬‬
‫عن من علفأظ الكنأية قوله‪ :‬عمت خلية‪ ،‬عمت برية‪ ،‬فإن ماوى َّ‬
‫الطاالق هباذه‬ ‫الشأفعية إىل َّ‬
‫واهب َّ‬
‫األلفأظ وقع به رلقة رجعية يف املدخول هبأ مأ تكن مكملة للثالث وبأئنة يف غاري املادخول‬
‫هبأ‪ ،‬ويقع بألفأظ الكنأية رلقة واحدة عند اإلرالق وإن موى باأللفظ وقاوع عكثار مان رلقاة‬
‫وقع به مأ موى‪.‬‬
‫واهب احلنأبلة إىل تقسيم الكنأيأت إىل ثالثة عقسأم هي‪ :‬كنأيأت ظاأهرة‪ :‬وهاي علفاأظ خلياة‬
‫الطاالق الاثَّالث عناد اإلراالق‪ ،‬والكنأياأت اخلفياة‪ :‬مثال‪ :‬اخرجاي‬
‫وبرية وهذه يقع هباأ َّ‬
‫وااهبي‪ ،‬فيقع هبأ مأ مواه‪ ،‬والكنأيأت املختلا فيهاأ‪ :‬مثال احلقاي بأهلاك‪ ،‬وفيهاأ روايتاأن‪:‬‬
‫األوىل‪َّ :‬إَّنأ كألكنأيأت الظأهرة‪ ،‬والثأمية‪ :‬عخذ بحكام الكنأياأت اخلفياة‪ .‬ينظار‪ :‬رشح قاأمون‬
‫‪ ، 392-388‬وغريه‪.‬‬ ‫األحوال‬
‫‪ ، 332- 331‬ودرر احلكأم ‪ ، 368 :2‬والتبيني ‪.217- 216 :2‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫الشأفعية واملألكية إىل عمَّه ال يقع الطَّالق بداللة احلأل‪ ،‬واهب احلنفية واحلنأبلاة إىل‬
‫)‪ (2‬اهب َّ‬
‫عمَّه يقع الطَّالق بألفأظ الكنأياة بداللاة احلاأل كا يقاع بألنِّياة‪ .‬ينظار‪ :‬رشح قاأمون األحاوال‬
‫‪ ، 388‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪229‬‬
‫ســــــــــب جواب فقط‬ ‫رد وجواب‬
‫وجواب‬

‫اعتدي‪ ،‬استربئي‬ ‫اخرجي‪ ،‬وااهبي خلية‪ ،‬برية‬

‫تلزم النية‬ ‫تلزم النية‬ ‫تلزم النية‬ ‫ر‬

‫يقع بال مية‬ ‫تلزم النية‬ ‫تلزم النية‬ ‫غضب‬

‫يقع بال مية‬ ‫يقع بال مية‬ ‫مذاكرة الطالق تلزم النية‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أق ام الطَّالق‪:‬‬


‫األول‪ :‬الطَّالق َّ‬
‫الرجعي‪:‬‬
‫ومن صور وقوع الطالق رجعيا‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن تكون ال َّزوجة مدلوال هبا حقيقة‪ ،‬فإن تكن مدخوالً هبأ عصالً‪ ،‬وقع‬
‫ٍ‬
‫رالق يلحق املرعة قبل الدخول هبأ يكون بأئنأً؛ وأل َّن فأئد َة‬ ‫الطالق بأئنأً؛ أل َّن َّ‬
‫كل‬
‫الرجعي إمَّ تظهر يف العدَّة ‪ ،‬فيجوز للزَّ وج مراجعتهأ فيهأ وإن ترض‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الطَّالق‬
‫واملط َّلقة قبل الدُّخول ال عدّة عليهأ‪ ،‬فال يكون ال َّطالق الواقع عليهأ رجعي ًأ بل‬
‫بأئنأً‪.‬‬

‫وال يقع رجعيا إن كام مدلوال هبا دلوال حكميّا‪ ،‬وهو اخللو ‪ ،‬ف َمن‬
‫تزوج امرع ًة واختىل هبأ فقط وبعد الك عوقع عليهأ رالقأً كأن بأئنأً بألن أ‬
‫ِّسبة لعدم‬ ‫َّ‬
‫الرجعة وإن كأمت عليهأ العدَّة؛ ألَّنأ عدة براءة الرحم فحسب‪ ،‬فال جيوز الرجعة‬
‫َّ‬
‫فيهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪230‬‬
‫غري مقرون بعوض‪ ،‬فلو قُ أر َن به كأن الطَّالق بأئنأً‪ ،‬فإاا‬ ‫ب‪.‬أن يكون الطَّ ن‬
‫الق َ‬
‫قأل رجل لزوجته‪ :‬عمت رألق يف مظري علفي دينأر‪ ،‬فقبلت املرع ُة الك‪ ،‬وق َع‬
‫الق بأئنأً‪ ،‬ولز َمهأ دف ُع املبل إىل الزَّ وج‪ ،‬وإمَّ كأن هذا الطَّالق بأئنأً؛ أل َّن‬
‫الطَّ ُ‬
‫غرض الزَّ وجة من دفع هذا العوض ّ‬
‫حل العصمة‪ ،‬فال يكون للزَّ وج عليهأ سلطة‪،‬‬ ‫َ‬
‫جعي ال يزيل سلطة الزَّ وج عىل‬ ‫وهذا ال يكون إال بألطَّالق البأئن؛ أل َّن الطَّالق َّ‬
‫الر ّ‬
‫الزَّ وجة؛ إا له إرجأعهأ إليه وإن ترض مأ دامت يف العدَّة( ‪.)1‬‬
‫مصا وال إشار ‪ ،‬فإن قُ أر َن‬ ‫ج‪.‬أن يكون الطَّالق َ‬
‫غري مقرون بعدد الثَّالث ال ّ‬
‫بعدد الثَّالث م ََّص ًأ َوقَ َع الطَّالق بأئنأً بينومة كربى‪ ،‬فإاا قأل هلأ‪ :‬عمت رألق ثالثأً‬
‫وقع الثَّالث‪ ،‬ومثله إاا قرمه بعدد ال َّثالث إهأرة‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬عمت رألق هكذا‪،‬‬
‫وعهأر بثالث عصأبع؛ أل َّن اإلهأرة بأألصأبع تفيد العلم بألعدد عرفأً ورشعأً إاا‬
‫اقرتمت بأالسم املبهم‪ ،‬قأل ‪( :‬الشَّ هر هكذا وهكذا وهكذا‪ ،‬ثم عقد إهبأمه يف‬
‫الثَّألثة‪ ،‬فصوموا لرؤيته وعفطروا لرؤيته فإن عغمي عليكم فأقدروا له ثالثني)( ‪.)2‬‬
‫غري منعوت بام ّ‬
‫دل عىل البينومة‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬عمت‬ ‫د‪.‬أن يكون الطَّ ن‬
‫الق َ‬
‫رألق بأئن‪ ،‬عو علبتة‪ ،‬عو رلقة هديدة‪ ،‬عو رويلة‪ ،‬عو عريضة‪ ،‬عو فأحشة‪ ،‬عو خبيثة‪،‬‬
‫عو رلقة هديداً حكمهأ‪ ،‬عو خبيثأً حكمهأ‪ ،‬عو رالق الشَّ يطأن‪ ،‬عو البدعة‪ ،‬فإمَّه َ‬
‫يقع‬

‫)‪ (1‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)91‬كل رالق يقع رجعي ًأ إال املكمال للاثالث‪ ،‬والطاالق‬
‫قبل الدخول ولو بعد اخللوة‪ ،‬والطالق عىل مأل‪ ،‬والطالق الذي مص عاىل عماه باأئن يف هاذا‬
‫القأمون‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 2031 :5‬وصحيح مسلم ‪ ، 759 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪231‬‬
‫طالقا بائنا بال مية ثالث‪ ،‬بأن ينو عدداً‪ ،‬عو موى واحدة عو ثنتني( ‪)1‬؛ ألمَّه َوصفه ب‬
‫تمله لفظه‪.‬‬
‫وإن مل ّ‬
‫يدل النَّع ن عىل البينومة‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬عمت رألق رلق ًة خفيف ًة‪ ،‬عو‬
‫وقع الطَّ ن‬
‫الق رجعيا‪.‬‬ ‫حسن ًة‪ ،‬عو لطيف ًة‪ ،‬عو رلقة خفيفأً حكمهأ‪ ،‬عو حسنأً حكمهأ‪َ ،‬‬
‫غري منعوت بوفعل التَّفضيل الدَّ ّال عىل البينومة‪ ،‬ك إاا‬ ‫هـ‪.‬أن يكون الطَّ ن‬
‫الق َ‬
‫قأل‪ :‬عم ت رألق عسوع الطَّالق‪ ،‬عو عهدّه‪ ،‬عو عخشنه‪ ،‬عو عكربه‪ ،‬عو عغلظه‪ ،‬عو‬
‫وقع الطَّ ن‬
‫الق بائنا بينومة صغرى بال مية الثَّالث ك سبق‪ ،‬وإمَّ‬ ‫ععظمه‪ ،‬عو عفحشه‪َ ،‬‬
‫بأعتبأر عثره‪ ،‬وهو قط ُع‬ ‫لطالق بأئنأً؛ أل َّن الطَّ َ‬
‫الق إمَّ يوص ُ هبذا الوص‬ ‫ُ‬ ‫وق َع ا‬
‫النِّكأح حأالً بألنِّسبة للبأئن‪.‬‬
‫فإن مل ّ‬
‫يدل أفعل التَّفضيل عىل البينومة‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬عماات رااألق عحساان‬
‫وقع الطَّ ن‬
‫الق رجعيّا‪.‬‬ ‫الطَّالق‪ ،‬عو ععذبه‪ ،‬عو عخ ُّفه‪ ،‬عو عفضلُه‪ ،‬عو عمجلُه‪ ،‬عو ععدله‪َ ،‬‬
‫ء وقع بأئنأً بينومااة‬ ‫غري مشبّه بيشء مطلقا‪ ،‬فإن هبّه ب‬ ‫و‪.‬أن يكون الطَّ ن‬
‫الق َ‬
‫صغرى مأ ينو الثَّالث ‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬عمت رألق كأجلبل‪ ،‬عو مثاال اجلباال؛ أل َّن‬
‫ء كااأن املشاابه بااه كاارعس‬ ‫الوص َ ب ل ينبئ عن الزِّ يأدة‪ ،‬وكذلك التَّشبيه بأن‬
‫إبرة‪ ،‬وحبة خردل‪ ،‬وسمسمة؛ القتضأء التَّشبيه الزِّ يأدة ال حمألة( ‪.)2‬‬

‫‪ ، 329‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الرشيعة‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الوقأية ورشحهأ لصدر َّ‬
‫‪ ‬اكار العظام مطلقا ًأ‪ ،‬واهارتط زفار عن‬ ‫)‪ (2‬هذا عند ع حنيفة ‪ ، ‬واهرتط عبو يوس‬
‫يكون عظي ً عند النَّأس‪ ،‬وحممد قيل‪ :‬مع ع حنيفة‪ ،‬وقيل‪ :‬مع ع يوس ‪ .‬ينظار‪ :‬رد املحتاأر‬
‫‪ ، 449 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪232‬‬
‫الرجل لزوجته املدلول هبــا بصــيغة‬
‫واأللفاظ امل توفية هل ه الرشوط قول َّ‬
‫طالق‪ ،‬أو بصيغة اسْ املفعول‪ :‬أم مطلّقة‪ ،‬أو بصــيغة الفعــل‬ ‫اسْ الفاعل‪ :‬أم‬
‫ألَّن اأ‬ ‫أوقع عليها طلقة واحد رجعية وإن مل ين ـو َّ‬
‫الط ـالق؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫املايض‪ :‬طلّقتك‪ ،‬فقد‬
‫علفأظ رص ة‪ ،‬وال يكون الطَّالق هبا بائنا بنيّة ال َّزوج؛ َّ‬
‫ألم اه إاا مااوى اإلبأمااة فقااد‬
‫قصد تنجيز مأ علَّ َقه الشَّ أر ُع بأمقضأء العدَّة؛ ألمَّه قص َد تقديم مأ َّعخره َّ‬
‫الش اأر ُع إىل‬
‫فري ُّد عليه قص ُده إاا موى عكثر من واحدة‪ ،‬فقد مااوى مااأ ال تملااه كالمااه‪،‬‬
‫وقته‪َ ُ ،‬‬
‫اح م ّيتااه؛ أل َّن‬
‫فإم اه تصا ّ‬
‫فتلغو م ّيته( ‪ ،)1‬بخالع مأ إاا موى بألبأئن البينومااة الكااربى‪َّ ،‬‬
‫اللفظ صأحلأً هل ‪ ،‬فتعمل ميّته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫غليظة وخفيفة‪ ،‬فكأن‬ ‫البينوم َة متنوعة إىل‬
‫امرعت اه يف‬
‫َ‬ ‫َّبي ‪ ‬يسأل ابن عمر ‪ ‬هل عراد ثالثأً عم ال حني َّ‬
‫رل ا َق‬ ‫فإ َّن الن ّ‬
‫(رل اق اماارعة لااه وهااي حااأئض تطليق ا ًة‬
‫حأل احليض‪ ،‬فعن مأفع ع َّن ابن عمر ‪َّ :‬‬
‫واحدة‪ ،‬فأمره رسول اهلل ‪ ‬عن يراجعهأ‪ ،‬ثم يمسكهأ حتى تطهر‪ ،‬ثم حتيض عنده‬
‫حيضة عخرى‪ ،‬ثم يمهلهأ حتى تطهر من حيضهأ‪ ،‬فااإن عرا َد عن يطلِّ َقهااأ فليطلقهااأ‬
‫حني تطهر من قبل عن جيأمعهأ‪ ،‬فتلك العدّة التي عمر اهلل عن تطلّق هلأ النِّسأء‪ ،‬وكأن‬
‫عبد اهلل إاا ُسئأ َل عن الك قأل ألحدهم‪ :‬إن كنت رلقتهأ ثالثأً فقد حرمت عليك‬
‫حتى تنكح زوج ًأ غريك)( ‪.)2‬‬

‫الشأفعية واملألكية وعمحد يف رواية‪ :‬يقع به مأ موى؛ ألمَّه لفظ لو قرن به لفظ الاثَّالث‬
‫)‪ (1‬وقأل َّ‬
‫‪،386‬‬ ‫كأن ثالث ًأ‪ ،‬فإاا موى به الثَّالث كأن ثالث ًأ كألكنأيأت‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قاأمون األحاوال‬
‫وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 2041 :5‬وصحيح مسلم ‪ ، 1093 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪233‬‬
‫ولو كأن من حمتمالت اللفظ لسأله ك سأل ركأمااة ‪ ‬حااني عبااأن امرعتااه‪،‬‬
‫فأجأبه بأمَّه يرد به إال واحدة‪ ،‬فروي‪( :‬عمَّه رلق ركأمة امرعته البتة‪ ،‬فااأتى رسااول‬
‫اهلل ‪ ‬فقااأل مااأ عردت؟ قااأل‪ :‬واحاادة‪ ،‬قااأل‪ :‬آهلل‪ ،‬قااأل‪ :‬آهلل‪ ،‬قااأل‪ :‬هااو عااىل مااأ‬
‫عردت)( ‪.)1‬‬

‫عيل الطَّالق أو الطَّ ـالق يلزمنــي‪،‬‬


‫أما إذا أوقعه بصيغة املصدر‪ ،‬كام إذا قال‪َّ :‬‬
‫فإمَّه تقع واحد رجعية وإن مل ينو شيئا‪ ،‬أو موى اإلبامة‪ ،‬أو اثنتني‪ ،‬ولكن لو مــوى‬
‫صح ميّته ووقع الثَّالث‪.‬‬
‫ثالثا َّ‬
‫جنس فيحتمل األدمى وحيتمل ّ‬
‫الكل‪،‬‬ ‫والفرق بني املصدر وغريه‪ :‬أ َّن املصد َر ٌ‬
‫ألَّن ا‬
‫تصح م ّية الثنتني؛ َّ‬
‫ّ‬ ‫فتصح م ّية الثَّالث‪ ،‬وال‬
‫ّ‬ ‫فإاا مواه‪ ،‬فقد موى حمتمل كالمه‪،‬‬
‫ومي اة ال اثَّالث َّإم ا صا ّ‬
‫احت؛‬ ‫عدد حمض‪ ،‬ولفظ اجلنس ال ّ‬
‫يدل عليه فتلغو ميّتااه( ‪ّ ،)2‬‬
‫لكوَّنأ مجيع اجلنس ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫)‪ (1‬يف سنن ع داود ‪ ، 263 :2‬وجأمع الرتمذي ‪ ، 480 :3‬واملستدرك ‪ ، 218 :2‬وصاحيح‬
‫ابن حبأن ‪ ، 97 :10‬واآلحأد واملثأين ‪ ، 323 :3‬ومسند ع يعىل ‪ ، 108 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫الرشيعة يف التَّوحيح ‪ : 306 :1‬لفظ املصدر فرد إمَّ يقع عىل الواحد احلقيقي‪،‬‬
‫( ‪ )2‬قأل صدر َّ‬
‫وهو متيقن عو جمموع األفراد؛ ألمَّه واحد من حيث املجموع‪ ،‬واا حمتمال ال يثبات إال بألنياة‬
‫عىل العدد املحض‪ ،‬ويصح م ّية الثالث ال االثنني؛ ألن الثالث جمموع عفراد الطاالق فيكاون‬
‫ألن االثنني عدد حمض‪ ،‬وال داللا َة السام الفارد عاىل‬
‫واحدا اعتبأري ًأ‪ ،‬وال يصح مية االثنني؛ َّ‬
‫العدد‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 317 :1‬وغريه‪.‬‬
‫‪ ، 322‬ورشح األحكأم َّ‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫الشأفعية‪ :‬الطالق بلفظ املصدر رصيح ال تأج إىل مية‪ ،‬وقأل البعض‬
‫)‪ (4‬وقأل بعض َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪234‬‬
‫ِ‬
‫وأما إن إضاف الطَّالق إىل كلِّها‪ ،‬أو إىل ما َّ ن‬
‫يعرب به عن ّ‬
‫الكل؛ كأمت رااألق‪،‬‬
‫وجه اك‪،‬‬
‫روحك‪ ،‬عو باادمُك‪ ،‬عو جس ا ُدك‪ ،‬عو ُ‬ ‫عو رعسك‪ ،‬عو رقبتك‪ ،‬عو عن ُقك‪ ،‬عو ُ‬
‫كنصفك‪ ،‬عو ثُلُثأك‪ ،‬فإمَّه يقع‪ ،‬وإن عحأفه إىل يا أ‬
‫ادهأ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فرجك‪ ،‬أو إىل جزء شائع‪:‬‬
‫عو ُ‬
‫ارب هب ا عاان‬ ‫عو رجلأهأ‪ ،‬عو الظَّ ْهر‪ ،‬عو البطن‪ ،‬فإمَّه ال يقع عىل األظهر( ‪)1‬؛ َّ‬
‫ألم اه ال يعا َّ ُ‬
‫ّ‬
‫الكل‪ ،‬واملعترب يف هذا البأب هو تعأرع التَّعبري بااه عاان الكاال‪ .‬هااذا إاا ينااو بااه‬
‫ال َّذات جمأزاً‪ ،‬وإن موى وقع‪ ،‬بخالع مأ اهتهر استع له يف الكل‪ ،‬فإمَّه ال تأج إىل‬
‫م ّية‪.‬‬

‫والرجعة‪:‬‬ ‫ومن أحكام الطَّالق َّ‬


‫الرجعي َّ‬
‫وج إذا أرا َد ر ّدها إليه جا َز له‬
‫أ‪.‬الطالق الرجعي ال يزيل امللك‪ ،‬بمعنى أ َّن ال َّز َ‬
‫اك بااأق واحلا ّال‬
‫أو مل تــرض؛ أل َّن امللا َ‬ ‫ذلك بدون عقد ومهــر جديــدين‪ ،‬رضــي‬
‫تزوجهأ بغريه‪ ،‬بدليل‪ :‬ع َّن املرعة تبقى مقيمة يف بيت‬ ‫ُ‬
‫يشرتط لر ّدهأ إليه ّ‬ ‫موجود‪ ،‬فال‬
‫خي ـ نر ْج َن إِال أَ ْن َي ـوْتِ َ‬
‫ني‬ ‫زوجهأ مع الزَّ وج‪ ،‬قأل ‪{ :‬ال ن ُْت ِر نجو نه َّن ِم ْن بن ني ـ ِ‬
‫وهتِ َّن َوال َ ْ‬
‫وإم ا امفاار َد‬
‫احشَ ة نم َب ِّينَة} ( ‪ ،)2‬ويدخل عليهااأ بغااري إاَّنااأ‪ ،‬وال يعلمهااأ بدخولااه‪َّ ،‬‬ ‫بِ َف ِ‬

‫بألرجعة يف العدَّة ال بعدهأ؛ لقوله ‪َ { :‬وبن نع ـولَتن نه َّن أَ َح ـق بِ ـ َر ِّد ِه َّن} ( ‪ :)3‬عي‬
‫وج َّ‬‫الزَّ ُ‬
‫الرجعة وعدم اهرتاط رحأهأ هبأ‪،‬‬ ‫الرجعة‪ ،‬فهذه اآلية ّ‬
‫تدل عىل مرشوعية َّ‬ ‫حق َّ‬
‫هلم ّ‬

‫الشاأفعية وزفار‪:‬‬
‫اآلخر‪ :‬هو كنأية ال يقع إال بألنية‪ .‬وقأل احلنأبلة واملألكية‪ :‬هو رصيح‪ .‬وقاأل َّ‬
‫‪ ، 387-386‬وغريه‪.‬‬ ‫إن موى بأملصدر اثنتأن وقع به رلقتأن‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫‪ ، 322‬وهو األصح يف التبيني ‪.200 :2‬‬ ‫( ‪ )1‬ك يف الوقأية‬
‫)‪ (2‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬
‫)‪ (3‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)228‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪235‬‬
‫واهرترت العدَّة؛ ألمَّه بعد امقضااأئهأ ال يس ا ّمى بع االً‪ ،‬فلاايس لااه حا ّاق‪ ،‬باال هااو‬
‫واألجنبي سواء( ‪.)1‬‬
‫املعتد ما دام ِف العدَّ سواء من رالق رجعي‬ ‫ب‪.‬جيب عىل الزوج مفق‬
‫عو بأئن بينومة صغرى عو كربى‪.‬‬

‫ج‪.‬جيوز للزوج االستمتاع والوقاع ملعتد الرجعي‪ ،‬ويصري ب لك مراجعــا؛‬


‫الرجع َة ك تكون بألقول تكون بألفعل‪.‬‬
‫أل َّن َّ‬
‫فألقول‪ :‬كأن يقول الزَّ وج‪ :‬راجعتُك عو ارجتعتك عو رددتّك إاا كأمت املاارعة‬
‫خمأربة‪ ،‬عو راجعت زوجتي إىل عصمتي إن كأمت غري خمأربة‪.‬‬
‫والفعل‪ :‬يكون ب يوجب حرمة املصأهرة‪ ،‬وهو الوقأع‪ ،‬واللمااس بشااهوة‪،‬‬
‫( ‪ ،)2‬ولااو كااأن الااك اختالس اأً منااه( ‪)3‬؛ لقولااه ‪:‬‬ ‫والنَّظاار إىل املحا ٍّال املخصااو‬

‫)‪ (1‬يف القأمون األردين املأدة ‪ : 93‬الرجعة الصحيحة تكون يف عثنأء العدة بعد الطاالق األول‬
‫‪،145‬‬ ‫والثأين‪ ،‬وعمأ الطالق الثألث فتقع به البينومة الكربى‪ .‬ينظار‪ :‬الترشايعأت اخلأصاة‬
‫وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 344‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫الرجعة إال باألقول‪ .‬ينظار‪ :‬املنهاأج ‪ ، 337 :3‬وحأهايتأ قلياو‬
‫الشأفعي ال تصح َّ‬
‫)‪ (3‬وعند َّ‬
‫الرجعة تصح باألقول‬ ‫وعمرية ‪ ، 4 :4‬وحتفة املحتأج‪ ، 149 :8‬وغريهأ‪ .‬واهب املألكية إىل َّ‬
‫عن َّ‬
‫الرصيح وبألكنأية‪ ،‬وتصح بألفعل مع النية إاا كأن من الزَّ وج‪ ،‬واهب احلنأبلة إىل َّ‬
‫عن الرجعاة‬ ‫َّ‬
‫تصح برصيح القول عنادهم‪ ،‬ويف الكنأياة والفعال وجهاأن‪ .‬ينظار‪ :‬رشح قاأمون األحاوال‬
‫‪ ، 440‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪236‬‬
‫{ َو نب نعولَتن نه َّن أَ َحق بِ َر ِّد ِه َّن} ( ‪ ،)1‬س ّ ه بعالً‪ ،‬وهو الزَّ وج وجعله ّ‬
‫عحق بر ّدهأ‪َّ ،‬‬
‫فدل عااىل‬
‫بقأء النِّكأح؛ ألمَّه ال يقدر عحد عىل ُتلك األجنبية بغري رحأهأ‪ ،‬والر ّد ال ّ‬
‫يدل عااىل‬
‫الزَّ وال‪ ،‬وإمَّ هو عبأرة عن ر ِّدهأ إىل حألتهأ األوىل‪ ،‬سواء كأن بألقول عو الفعل( ‪.)2‬‬
‫جعي؛ لريغب الزَّ وج يف رجعتهأ‪,‬‬
‫الر ّ‬
‫د‪.‬ي تحب التَّز ّين ملطلقة َّ‬
‫هـ‪.‬حيرم عىل الزوج ال َّ فر باملعتد حتى يشهد عىل رجعتهــا؛ لقولااه تعااأىل‪:‬‬
‫الرجعااة مندوبااة‪،‬‬ ‫{ال ن ُْت ِر نجو نه َّن ِم ْن بنين ِ‬
‫وهتِ ّن} ( ‪ ،)3‬فلكومه حرامأً يكن رجعة؛ أل َّن َّ‬
‫السفر‪ ،‬عمأ إاا سااكت كأماات‬
‫رصح بأن ال يراجعهأ يف َّ‬
‫واملسأفرة هبأ حرام‪ ،‬هذا إاا َ َّ‬
‫رجعة داللة ‪.‬‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬

‫و‪.‬يرث كل من الــزوجني إن مــات أحــدمها واملــرأ ِف العــدَّ ‪ ،‬سااواء كااأن‬


‫صحته عو يف حأل م رحه‪ ،‬وسواء كأن بطلبهااأ عو بغااريه‪،‬‬
‫الرجعي يف حأل ّ‬
‫ّ‬ ‫الطَّالق‬
‫بخالع الطَّالق البأئن‪ ،‬فإمّه إاا مااأت عحااد الاازَّ وجني واملاارعة يف الع ادَّة فااال يرثااه‬
‫اآلخر‪ ،‬إال إاا كأن الطَّالق يف حأل مرض الاازَّ وج وقأماات قرينااة عااىل ع َّن غرحااه‬
‫حرمأَّنأ من اإلرث‪.‬‬

‫)‪ (1‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)228‬‬


‫الرشعية ‪ ، 323 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (3‬الطالق‪ :‬من اآلية‪.1‬‬
‫‪ ، 346‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬كش رموز غرر األحكأم ‪ ، 271 :1‬والوقأية‬
‫)‪ (5‬يف القأمون األردين املأدة (‪ :)98‬للزوج حق إرجأع مطلقتاه رجعيا ًأ عثناأء العادة قاوالً عو‬
‫الرجعة عىل رحاأ الزوجاة‪ ،‬وال يلازم هباأ‬
‫َّ‬ ‫فعالً‪ ،‬وهذا احلق ال يسقط بأإلساقأط‪ ،‬وال تتوق‬
‫مهر جديد‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪237‬‬
‫ء من احلقوق املرتتِّبااة‬ ‫جعي ال يؤثِّر عىل‬
‫الر ّ‬ ‫فحأصل مأ سبق‪ :‬ع َّن الطَّ َ‬
‫الق َّ‬
‫وإم ا تااأثريه يف عاادد َّ‬
‫الط االق‪ ،‬فبعااد عن‬ ‫عىل عقد الزَّ واج مأ دامت املرعة يف العدَّة‪َّ ،‬‬
‫وج يملك ثالث رلقأت صأر ال يملك إال اثنتني إن كأن الطَّالق بواحدة‪،‬‬
‫كأن الزَّ ُ‬
‫وإن كأن بأثنتني فال يملك إال واحدة‪.‬‬
‫راجعت زوجتي إن‬
‫ُ‬ ‫تصح الرجعة إالَّ إذا كام منجز ‪ :‬كقول الزَّ وج‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ز‪ .‬ال‬
‫تكن خمأربة‪ ،‬عو راجعتك إن كأمت خمأربة‪ ،‬فلو أضافها إىل زمــن م ــتقبل بااأن‬
‫قأل‪ :‬راجعت زوجتي بعد عرشة عيأم مثالً‪ ،‬أو علَّقها برشط بااأن قااأل‪ :‬إن حصا َال‬
‫الرجعة ( ‪.)1‬‬
‫تصح َّ‬
‫ّ‬ ‫كذا فقد راجعتُك‪ ،‬فال‬
‫الرجعة علْ املرأ هبا‪ ،‬فلو راج َعهااأ قااوالً و يعلمهااأ‬
‫لصحة َّ‬
‫ّ‬ ‫ح‪ .‬ال يشَّتط‬
‫صحت‪ ،‬وال يشَّتط اإلشهاد عليها لصــحتها‪ ،‬باال هااي صااحيحة وإن يشااهد‪،‬‬
‫ّ‬
‫الرجعة قوالً عو فعالً‪ ،‬إال أمَّه يندب للمراجع أ ن يعلْ املرأ هبــا إذا‬
‫سواء حصلت َّ‬
‫راجعها قوال‪ ،‬وأن يشهد شاهدين عدلني عليهــا ولــو بعــد حصــوهلا فعــال؛ لاائال‬
‫صل مزاع‪ ،‬وليتأتى هلأ إثبأهتأ عند إمكأر الزَّ وجة( ‪ ،)2‬قأل تعأىل‪َ { :‬ف ِإ َذا َبلَغ َْن َأ َجلَ نه َّن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفوَ ْم ِ كنو نه َّن بِ َم ْع نروف أَ ْو َف ِ‬
‫يم ـوا‬ ‫ي َعدْ ل م ـنْ نك ْْ َوأَق ن‬ ‫ار نقو نه َّن بِ َم ْع نروف َوأَ ْش ِهدن وا َذ َو ْ‬
‫الشَّ َها َد َ َّللَِّ} ( ‪.)3‬‬

‫الرشعية ‪ ، 325- 324 :1‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫والشاأفعية يف اجلدياد وعمحاد يف رواياة إىل َّ‬
‫عن‬ ‫)‪ (2‬اهب مجهور الفقهأء من احلنفية واملألكياة َّ‬
‫والشأفعي يف القديم وعمحاد يف رواياة إىل‬
‫الرجعة مستحب‪ ،‬واهب عهل الظأهر َّ‬
‫اإلههأد عىل َّ‬
‫‪ ، 445‬وغريه‪.‬‬ ‫الرجعة واجب‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬ ‫َّ‬
‫عن اإلههأد عىل َّ‬
‫)‪ (3‬الطالق‪ :‬من اآلية‪.2‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪238‬‬
‫ط‪.‬ي ندب أن ال يدلل عليها حتى ي توذُنا إن مل يقصد رجعتها ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫تصح الرجعة إال إذا كام ال َّزوجة ِف العدّ ‪ ،‬فإن امقضت الع ادّة فااال‬ ‫ّ‬ ‫ي‪.‬ال‬
‫رجعة وُتلك املرعة عصمتهأ‪ ،‬فإاا عراد ر ّدهأ إليه حينئا ٍ‬
‫اذ فااال بُ ا َّد ماان عقااد ومهاار‬
‫جديدين‪ ،‬ويشرتط رحأهأ( ‪.)3‬‬

‫ك‪ .‬إن وقع مزاع بني ال َّزوجني ِف امتهاء العدَّ ‪ ،‬فأدعت املعتدة امقضااأء عاادهتأ‬
‫بأحليض وادعى الزَّ وج عدم امقضأئهأ وع َّن له حق َّ‬
‫الرجعة‪ ،‬تصاادق املاارعة بيمينهااأ‬
‫وعقل مدة عدة بحيض ستون يوم اأً؛ َّ‬
‫ألَّن اأ‬ ‫وخترج من العدَّة إن كأمت امل ّدة حتتمله‪ّ ،‬‬
‫كل حيضة عرشة عيأم‪ ،‬وإىل رهرين ّ‬
‫كل رهر ةسة عرش‬ ‫حتتأج إىل ثالث حيض ّ‬

‫‪ ، 344‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪ ، 531 :2‬ووقأية الرواية‬


‫)‪ (2‬يف القأمون األردين الاا دة (‪ :)97‬جياب عاىل الازوج عن يساجل رالقاه ورجعتاه عماأم‬
‫القأيض‪ ،‬وإاا رلق زوجته خأرج املحكماة و يساجله فعلياه عن يراجاع املحكماة لتساجيل‬
‫عليهاأ يف قاأمون‬ ‫عن الك يعأقاب بألعقوباة املنصاو‬ ‫الطالق خالل ههر‪ ،‬وكل من ختل‬
‫العقوبأت األردين‪ ،‬وعىل املحكمة عن تقوم بتبلي الطاالق الغيأباي والرجعة للزوجاة خالل‬
‫عسبوع من تسجيله‪.‬‬
‫وجأء يف قأمون العقوبأت األردين املأدة (‪ :)281‬من رلق و يراجع القأيض عو من ينيبه عناه‬
‫خالل ةسة عرش يوم ًأ بطلب تسجيل هذا الطالق‪ ،‬ك يقما باذلك قاأمون حقاوق العأئلاة‬
‫يعأقب بأحلبس مدة ال تزيد عن ههر واحد عو بغرامة ال تزيد عىل ةساة عرشا ديناأر‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫‪ ، 146‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الترشيعأت اخلأصة‬
‫‪ ،345- 344‬ورشح‬ ‫الرشيعة‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪ ، 435 :1‬والوقأية ورشحهأ لصدر َّ‬
‫الرشعية ‪ ، 327- 326 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫األحكأم َّ‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪239‬‬
‫عقل زمن يفصل بني احليضتني‪ ،‬فأملجمو ُع ستّون يومأً( ‪.)1‬‬
‫يومأً؛ ألمَّه ّ‬

‫امرعت اه بعااد‬
‫َ‬ ‫ل‪ .‬ال هتدم الرجعة الطَّلقــات ال َّ ـابقة‪ ،‬باال إاا راج ا َع الاازَّ ُ‬
‫وج‬
‫رلقتني‪ ،‬ثم عوقع عليهأ الثَّألثة‪ ،‬زال ملكه وحلّهااأ لااه إال عن تتاازوج غااريه بنكااأح‬
‫صحيح ويفأرقهأ بعد الوطء يف ال ُقبل بطالق عو موت‪.‬‬

‫فم ان َّ‬
‫رل اق‬ ‫املةج ل من املهر بامقضاء العدَّ ِف الطَّالق َّ‬
‫الرجعــي‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫يتعجل‬
‫م‪َّ .‬‬
‫مؤجالً يف امته من املهر حأالً‪ ،‬فتطألبه‬
‫زوجته رجعيّأً وامقضت عدّهتأ صأر مأ كأن ّ‬
‫به ( ‪.)2‬‬

‫الثَّاين‪ :‬الطَّالق البائن‪:‬‬


‫ومن صور وقوع الطَّالق بائنا‪:‬‬

‫أ‪.‬إن كان لفظ الطَّالق مقروما بعدد الثَّالث‪ ،‬سواء كان ه ا االقــَّتان ّ‬
‫مص ـا‪:‬‬
‫كأمت رألق ثالثأً‪ ،‬أو إشار باألصابع ا ك سبق ا‪ ،‬وقع الطَّالق ثالثأً‪.‬‬
‫طالق أكثر الطَّالق‪ ،‬أو أم طالق مرارا‪ ،‬أو ألف مـ َّـر ؛‬ ‫ب‪.‬إن قال هلا‪ :‬أم‬
‫عكثره ثالثأً فيقع‪ ،‬ومراراً مجع وعقل اجلمع ثالثة‪ ،‬فيقع الثَّالث‪.‬‬
‫أل َّن َ‬
‫بوفعل التَّفضيل‬ ‫ّ‬
‫يدل عىل الشِّ دّ ‪ ،‬سواء كان النَّع‬ ‫ج‪.‬إن كان منعوتا بنع‬

‫ألن ّ‬
‫عقل احليض‬ ‫للحرة تسعة وثالثون يوم ًأ؛ َّ‬ ‫الصأحبأن‪ّ :‬‬
‫عقل زمن ّ‬ ‫)‪ (1‬هذا قول اإلمأم‪ ،‬وقأل َّ‬
‫ولكان اإلماأم ‪‬‬
‫َّ‬ ‫ثالثة عيّأم‪ ،‬وهي حتتأج إىل ثالث حيض بتسعة عيأم ورهرين بثالثني يوما ًأ‪،‬‬
‫الرشعية ‪ ، 329- 328 :1‬وغريه‪.‬‬
‫عخذ بأالحتيأط‪ .‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 331- 330 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪240‬‬
‫أو غريه‪ ،‬ك سبق‪ ،‬فيقع بينومة صغرى إال إاا موى بينومة الكربى فيقع كربى‪.‬‬
‫د‪.‬إن كان نمشَ َّبها بام ّ‬
‫يدل عىل البينومة‪ ،‬ك سبق‪ ،‬فيقع بينومااة صااغرى إال إاا‬
‫موى بينومة الكربى فيقع كربى‪.‬‬

‫ال َّزوج نة غري مدلول هبا دلوال حقيقيا‪ ،‬ك سبق‪.‬‬ ‫هـ‪.‬إن كام‬

‫اي َّإم ا‬
‫الرجعا ّ‬ ‫جعي؛ أل َّن فأئااد َة َّ‬
‫الط االق َّ‬ ‫العدّ ِف الطَّالق َّ‬
‫الر ّ‬ ‫و‪.‬إن امقض‬
‫رجعي اأً بواحاادة عو اثنتااني و‬
‫ّ‬ ‫زوجت اه رالق اأً‬
‫َ‬ ‫تظهر يف العدَّة ال بعدهأ‪ ،‬ف َمن رلَّق‬
‫يراجعهأ حتى امقضت عدّهتأ‪ ،‬بأمت بينومة صغرى ملكت هبأ مفسااهأ‪ ،‬فااال يملااك‬
‫الرجعة عليهأ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ز‪.‬إن كان الطالق ِف مقابل مال‪ ،‬ك سبق ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ح‪ .‬إن وقع بلفظ من ألفاظ الكنايات مأ عدا األلفأظ الثَّالثااة املتقدّمااة‪ ،‬ف اإ َّن‬
‫الق الواقع هبأ يكون رجعيّأً ا ك سبق ا‪ ،‬فيقع بألكنأيأت بينومة صغرى إال إاا‬
‫الطَّ َ‬
‫موى بينومة الكربى فيقع كربى‪.‬‬
‫وج البأل ُ‬
‫ط‪ .‬إن مض مدّ اإليالء ومل يقرب ال َّزوج زوجته‪ ،‬فإاا آىل الزَّ ُ‬

‫عِّل حرام‪ :‬عمَّه يكون مظأهراً مان زوجتاه‬


‫الروايتني فيمن قأل‪ :‬عمت َّ‬
‫)‪ (1‬اهب عمحد يف عرجح ِّ‬
‫الشأفعية إىل عمَّه يقع به مأ موى من َّ‬
‫الطاالق‪ ،‬واهاب املألكياة‪ :‬إىل َّعماه يقاع باه‬ ‫بذلك‪ .‬واهب َّ‬
‫‪ ، 393‬وغريه‪.‬‬ ‫الطَّالق الثالث إاا كأمت غري مدخول هبأ‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫وعِّل احلرام وعمثاأهل ال‬
‫َّ‬ ‫عِّل الطالق‬
‫)‪ (2‬ورد يف القأمون األردين الا دة (‪ :)90‬اليمني بلفظ َّ‬
‫يقع الطالق هب مأ تتضمن صايغة الطاالق خمأرباة الزوجاة عو إحاأفته إليهاأ وبنياة إيقاأع‬
‫الطالق‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪241‬‬
‫وبر يف إيالئه و يفيء إليهأ يف مدّة األههر األربعة التي هي عقل‬ ‫ُ‬
‫العأقل من امرعته َّ‬
‫مدّة بأمت بواحدة( ‪.)1‬‬

‫ومن أحكام الطَّالق البائن بينومة صغرى‪:‬‬

‫أ‪.‬يزيل امللك‪ ،‬فينح ّل قيد النِّكأح‪ ،‬وترتفع عحكأ ُمه‪ ،‬ويزول ملك الاازَّ وج يف‬
‫اي‪ ،‬فألبينوم ا ُة ُّ‬
‫الص اغرى ال‬ ‫احلأل بال امتظأر إىل امقضأء العدّة ك يف الطَّالق َّ‬
‫الرجعا ّ‬
‫تبقي للزَّ وجية عثراً سوى العدَّة‪.‬‬

‫ب‪ .‬جيب عىل املرأ أن حتدّ عىل ال َّزوج سواء كام ـ العــدَّ بــالطَّالق البــائن‬
‫بالوفا برت ك الزِّ ينة ولبس املزعفر واملعصفر( ‪ )2‬واحلنأء والطِّيب والدهن والكحاال‬
‫الَّضورات تبيح املحذورات( ‪)3‬؛ لقولااه ‪( :‬ال ا ّال الماارعة تااؤمن‬
‫إال بعذر؛ أل َّن َّ‬
‫بأهلل واليوم اآلخر عن حت ّد ا عي حتزن ا عىل م ْيت فوق ثالثة عيااأم إالّ عااىل زوجهااأ‬
‫عربعة عههر وعرشاً) ‪ ،‬وعن عم سلمة ريض اهلل عنهأ‪ ،‬قألت‪( :‬دخاال عا َّ‬
‫اِّل رسااول‬ ‫( ‪)4‬‬

‫اهلل ‪ ‬حني تويف عبو سلمة‪ ،‬وقد جعلت عىل عينااي صاارباً‪ ،‬فقااأل‪ :‬مااأ هااذا يااأ عم‬
‫سلمة؟ فقلت‪ :‬إمَّ هو صرب يأ رسول اهلل ليس فيه ر يب‪ ،‬قأل‪ :‬إمَّه يشب الوجه فال‬

‫الشخصية ‪،339- 332 :1‬‬


‫الرشعية ‪ ، 339- 331 :1‬واألحوال َّ‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫‪ ، 346‬وغريهأ‪.‬‬ ‫والوقأية‬
‫)‪ (2‬عي‪ :‬الثَّوب املصبو بألزعفران عو العصفر؛ ألمَّه تفوح مناه رائحاة الطِّياب‪ .‬ينظار‪ :‬فاتح‬
‫القدير ‪ ، 340 :4‬وغريه‪.‬‬
‫‪ ، 395‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 365‬ومنتهى النقأية‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫)‪ (4‬يف صحيح مسلم ‪ ، 1126 :2‬وصحيح البخأري ‪ ، 2043 :5‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪242‬‬
‫جتعليه إال بألليل وتنزعينه بألنَّهأر وال ُتتشطي بألطيب وال بأحلنأء‪ ،‬فإمَّه خضااأب‪،‬‬
‫ء عمتشط يأ رسول اهلل قأل‪ :‬بألسدر تغلفني به رعسك)( ‪.)1‬‬ ‫قألت‪ :‬قلت‪ :‬بأي‬
‫املضاف إىل ال َّزوجني بال كنى قبل الفرقة‪ ،‬ولو‬ ‫ج‪.‬يلزمها أن تعتدَّ ِف البي‬
‫حصل وهي موجود فيه؛ وهلذا لو خرجت لزيأرة عهلهأ ورلَّ َقهأ زوجهااأ كااأن‬
‫عليهأ عن تعود إىل منزهلأ‪ ،‬فتعت َّد فيه؛ لقوله ‪{ :‬ال ن ُْت ِر نجو نه َّن ِم ْن بنين ِ‬
‫وهتِ َّن} ( ‪،)2‬‬
‫والبيت املضأع إليهأ بألسكنى هو ا َّلذي تسااكنه مااع زوجهااأ قباال الفرقااة‪ ،‬فااإن‬
‫اروج معصااية؛ لقولااه ‪{ :‬ال ن ُْت ِر نج ـو نه َّن ِم ـ ْن بن ني ـ ِ‬
‫وهتِ َّن َوال‬ ‫خرجت كأن هااذا اخلا ُ‬
‫ني بِ َف ِ‬
‫احشَ ة نم َب ِّينَة} ( ‪ ،)3‬فعن فريعة بنت مألك ابن ع سفيأن عخت‬ ‫َخي نْر ْج َن إِ َّال أَ ْن َيوْتِ َ‬
‫ع سعيد اخلدري ‪ ‬ملَأ قتل ُ‬
‫زوجهأ جأءت إىل رسول اهلل ‪ ‬واستأامت عن تعت ا َّد‬
‫يف بني خدرة‪ ،‬ال يف بيت زوجهأ‪ ،‬فااأان هلااأ رسااول اهلل ‪َ ‬‬
‫فل ا َّ خرجاات دعأهااأ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فقأل هلأ‪ :‬ععيدي املسألة فأعأدت‪ ،‬فقأل هلأ‪ :‬ال حتااى يبل ا الكتااأب‬
‫عجله)( ‪ :)4‬يعني ال خترجي حتى تنقم ع ّدتك‪.‬‬
‫وال خترج املعتدة للطَّالق عو الوفأة من بيت الزَّ وجية إال عن ينهدم‪ ،‬عو خيشى‬
‫مأل املرعة‪ ،‬عو ال جتد كراء املسكن‪ ،‬فتنتقل معتدّة الوفااأة ألقاارب‬ ‫اَّندامه‪ ،‬عو تل‬

‫)‪ (1‬يف ساانن ع داود ‪ ، 292 :2‬وساانن النَّسااأئي ‪ ، 396 :3‬واملجتبااى ‪ ، 204 :6‬ومعترص ا‬
‫الراية ‪ ، 261 :3‬وغريه‪.‬‬
‫املخترص ‪ ،308 :1‬وينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫)‪ (2‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬
‫)‪ (3‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬
‫)‪ (4‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 128 :10‬واملستدرك ‪ ، 226 :2‬وجأمع الرتمذي ‪ ، 508 :3‬وقأل‬
‫حديث حسن صحيح‪ .‬وسنن ع داود ‪ ، 291 :2‬وغريهأ‪ ،‬وفيهأ لفظ‪ :‬امكثي‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪243‬‬
‫موحع منه‪ ،‬ومعتدة الطَّالق إىل حيااث يشااأء ال ازَّ وج‪ ،‬وال ختاارج معت ادّة َّ‬
‫الط االق‬
‫رجعيأً كأن عو بأئنأً من بيتهأ إال لَّضورة‪ ،‬وملعتدة الوفأة اخلروج لقضأء مصااأحلهأ‬
‫وال تبيت خأرج بيتهأ‪.‬‬
‫وال بُ ّد من سرتةٍ بينه يف الطَّالق البأئن؛ لئال خيااتِّل هبااأ‪ ،‬وإن حااأق املناازل‬
‫عليه عو كأن الزَّ وج فأسقأً‪ ،‬فأألوىل خروجه‪ ،‬وحسن عن تكون بياانه اماارعة ثقااة‬
‫حتول بينه ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫د‪.‬ال يرثان بعضهام إذا مات أحدن مها ِف العدَّ ‪ ،‬ك سبق‪.‬‬

‫احلل‪ ،‬فإ َّن للمطلِّ َق عن َي ُر َّد زوجتَه إليه سواء كأن الك يف الع ادّة‬
‫هـ‪.‬ال يزيل ّ‬
‫بأق مأ يتكأمل العدد‪ ،‬وهو ال اثَّالث‪ ،‬ولكاان‬ ‫احلل األصِّل ٍ‬ ‫عو بعد امقضأئهأ؛ أل َّن َّ‬
‫َّ‬
‫ال بُ ّد من عقد ومهر جديدين ويشاارتط رحااأهأ بااذلك؛ أل َّن امللا َ‬
‫اك قااد زال‪ ،‬وال‬
‫جيوز لغري املُطلِّق الزَّ واج منهأ يف العدَّة خشية اختالط النَّسب( ‪.)3‬‬

‫‪ ، 366‬وعمدة الرعأية ‪ ، 153 :2‬والدر املختأر ‪.321 :2‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)150‬تعتد معتدة الطالق الرجعي والوفأة يف البيت‬
‫املضأع للزوجني بألسكنى قبل الفرقة‪ ،‬وإن رلقت عو مأت عنهأ وهي يف غري مسكنهأ عأدت‬
‫إليه فوراً‪ ،‬وال خترج معتدة الطالق من بيتهأ إال حلأجة‪ ،‬وااا احطر الزوجأن للخروج من‬
‫الزوج بتهيئته يف مكأن إقأمته عو عمله‪ ,‬وعمأ‬ ‫البيت فتنتقل معتدة الطالق إىل مسكن آخر يكل‬
‫معتدة الوفأة فلهأ اخلروج لقضأء مصلحتهأ وال تبيت خأرج بيته ‪,‬أ وإاا احطرت إىل ترك‬
‫املسكن فتنتقل إىل عقرب موحع منه‪.‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)93‬إاا كأن الطالق بأئن ًأ بطلقة واحدة عو بطلقتني فاال‬
‫مأمع من إجراء عقد الزواج بينه برحأ الطرفني عثنأء العدة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪244‬‬
‫ازوج بغااريه‪ ،‬سااواء‬
‫و‪.‬إن عادت املطلق ة بينومة صغرى لزوجهــا قباال عن تتا َّ‬
‫ععأدهأ وهي يف العدَّة عو بعد امقضأئهأ‪ ،‬عأدت إليه ب بقي له من الطَّلقأت ال اثَّالث‬
‫تزوجها بغريه‪ ،‬فتعود إليه ّ‬
‫بحل جديد‪ ،‬فيملااك‬ ‫األول‪ ،‬وإن عأدت له بعد ّ‬
‫يف امللك َّ‬
‫عليهأ ثالث رلقأت‪ ،‬فيكون الزَّ وج قد هدم الطَّلقأت َّ‬
‫السأبقة ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ومن أحكام الطَّالق البائن بينومة كربى‪:‬‬


‫ّ‬
‫واحلل معا‪ ،‬فال جيوز ل ه عن يعق َد عليهأ ولو رحيت إال بعد عن‬ ‫أ‪.‬يزيل امللك‬
‫َّزوج صحيحأً مأفذاً ويطأهأ الك الغري ور ًأ‬
‫غريه‪ ،‬وال بُ ّد عن يكون هذا الت ّ‬
‫يتزو َجهأ ُ‬
‫ّ‬
‫الصحيح ُة ال تكفي حللهأ لألول‪ ،‬وال بُ َّد عن يكون هذا الااوط ُء يف‬
‫حقيقيأً‪ ،‬فأخللو ُة َّ‬
‫املحل املبأح رشعأً‪ ،‬ويشرتط عن يكااون هااذا الااوطء موجب اأً للغساال بااأن يلتقااي‬
‫ِّ‬
‫اخلتأمأن( ‪ ،)3‬ثم بعد الك تقع الفرقة بينااه وبينهااأ‪ ،‬سااواء كااأن بااألطَّالق عو بااأملوت‬
‫وُتم عدّة هذه الفرقة‪.‬‬

‫وال فرق يف هذا احلكم بني مأ إاا كأمت املطلقة ثالثأً مدخوالً هبأ عو غري‬

‫لشأفعي‪ :‬تعود إليه ب بقي له من الطَّلقاأت الاثَّالث يف امللاك األول‪.‬‬


‫)‪ (1‬وقأل حممد وزفر وا َّ‬
‫ابان ع هايبة ‪ ، 113- 112 :4‬وسانن‬ ‫واملسألة خالفية باني الصاحأبة ‪ . ‬ينظار‪ :‬مصانَّ‬
‫البيهقي الكبري ‪ ، 364 :7‬ورجح ابن اهل م يف فتح القدير ‪ 37 :4‬رعي حممد‪.‬‬
‫الشخصية ورشحهأ ‪ ، 341- 339 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫)‪ (3‬درج الفقهأء عىل مسبة القول بعدم اهرتاط وطء الزَّ وج الثَّأين البن املسيَّب‪ ،‬هو منسوب‬
‫إىل سعيد بن جبري وداود الظَّأهري وبرش املرييس عيض ًأ‪ ،‬لكن ابن كثاري يف تفساريه (‪)278 :1‬‬
‫راو حلديث العسيلة‪ ،‬ومقل صأحب القنية عمَّه رجع عن‬‫هكك يف روايته عن ابن املسيَّب؛ ألمَّه ٍ‬
‫هذا القول‪ ،‬وهو مأ عيده الدكتور هأهم مجيل يف كتأبه فقه سعيد بن املُ َس َّيب (‪.)353 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪245‬‬
‫مدخول هبأ( ‪)1‬؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬فإِ ْن َط َّل َق َها َفال َحتِل َل نه ِم ـ ْن بَ ْع ـدن َح َّت ـى َت ـنْكِ َح َز ْوجــا‬
‫الق َم َّر َت ـ ِ‬
‫ان‬ ‫َري نه}( ‪ ،)2‬واملراد الطَّلقة الثَّألثة بدليل قوله تعأىل قبل هذه اآليااة‪َّ { :‬‬
‫الط ـ ن‬ ‫غَْ‬
‫يح بِإِ ْح َ ان} ( ‪ ،)3‬ث ّم الغأي ُة مكااأح الاازَّ وج الثَّ اأين مطلّق اأً‪،‬‬ ‫َفإِ ْم َ ا ٌك بِ َم ْع نروف أَ ْو ت ْ ِ‬
‫َرس ٌ‬
‫الص احيح‪ ،‬ورشط ال ادُّخول ثباات بإهااأرة‬ ‫والزَّ وجية املطلقة إمَّ تثباات بألنِّكااأح َّ‬
‫َّص‪ ،‬وعن عأئشة ريض اهلل تعأىل عنهااأ‪ :‬إ َّن رفأعااة باان سااموعل القرظااي َّ‬
‫رل اق‬ ‫الن ّ‬
‫فبت رالقَهأ َّ‬
‫فتزوجت بعبد الا َّارمحن باان الاازبري فجااأءت‬ ‫امرعتَه ُتيمة بنت وهب َّ‬
‫فتزوجاات‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬فقألت‪( :‬إ ََّّنأ كأمت مع رفأعة فطلَّقهااأ ثااال َ‬
‫ث تطليقااأت َّ‬
‫الرمحن بن الزبري‪ ،‬وإمَّه واهلل ليس معه إال مثاال هااذه اهلُد َْب اة( ‪ ،)4‬وعخااذت‬
‫بعده بعبد َّ‬
‫فتبسم رسول اهلل ‪ ‬حأحكأً‪ ،‬وقأل‪ :‬لعلااك ترياادين عن‬
‫هبُ ْد َبة من جلبأهبأ‪ ،‬قألت‪ّ :‬‬
‫ترجعي إىل رفأعة‪ ،‬ال حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته)( ‪ ،)5‬وعن ابن عمر ‪‬‬
‫فيتزوجهأ آخر فيغلق البااأب‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الرجل يطلِّ ُق امرعتَه ثالثأً‪،‬‬
‫قأل‪ :‬سئل مبي اهلل ‪ ‬عن َّ‬
‫ويرخي السرت‪ ،‬ث ّم يطلِّقهأ قبل عن يدخل هبأ هل ّ‬
‫حتل لألول‪ ،‬قأل‪( :‬ال حتل لألول‬
‫حتى جيأمعهأ)( ‪.)6‬‬

‫)‪ (1‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)94‬الطالق املكمل للثالث يزيل الزوجية يف احلأل‪ ،‬وتقاع‬
‫به البينومة الكربى‪.‬‬
‫)‪ (2‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)230‬‬
‫)‪ (3‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)229‬‬
‫)‪ (4‬اهلُدْ بَة‪ :‬هو ررع الثَّوب الَّذي ينسج‪ ،‬مأخوا أمان هادب العاني‪ ،‬وهاو هاعر اجلفان‪،‬‬
‫عن اَك ََر ُه يشبه اهلدبة يف االسرتخأء وعدم االمتشأر ‪ ،‬ك يف فتح البأري ‪.465 :9‬‬
‫وعرادت َّ‬
‫)‪ (5‬يف صحيح البخأري ‪ ، 2014 :5‬وصحيح مسلم ‪ ، 1056 :2‬واملنتقى ‪ ، 172 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (6‬سبق خترجيه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪246‬‬
‫السأبقة وعادت لزوجها‬ ‫املطلّقة ثالثا بغري زوجها ُّ‬
‫بألرشوط َّ‬ ‫تزوج‬
‫ب‪.‬إن َّ‬
‫فإُنا تعود إليه بحل جديد‪ ،‬فيملك عليها ثالث طلقات( ‪.)1‬‬
‫األول‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫صبي قأرب البلااو ‪ ،‬وجيااأمع مثلااه‪ ،‬وال بااد ماان عن‬
‫ّ‬ ‫ج‪.‬حيلِّل املراهق‪ ،‬وهو‬
‫يتحرك آلته ويشتهي( ‪.)2‬‬

‫د‪.‬يكره النِّكاح برشط التَّحليل‪ ،‬بأن يقااول‪ :‬تزوجتااك عااىل عن عحللااك‪ ،‬عو‬
‫قألت املرعة الك عو وكيلهأ‪ ،‬عمأ لو عحمرا الااك يف قلاابه فااال يكااره عنااد عأمااة‬
‫العل ء ‪.‬‬
‫( ‪)5 ()4 ( )3‬‬

‫هـ‪ .‬ال يرثان بعضهام إذا مات أحدن مها ِف العدَّ ‪ ،‬ك سبق‪.‬‬
‫و‪.‬ت تَّت املرأ عن مطلقها ِف العد ‪ ،‬ك سبق‪.‬‬
‫س‪.‬حتدّ عىل زوجها‪ ،‬ك سبق‪.‬‬

‫الشخصية ‪ ، 345- 341 :1‬وغريه‪.‬‬


‫‪ ، 347– 346‬رشح األحوال َّ‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫الرعأية ‪ ، 117 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 347‬وعمدة ِّ‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫‪ ، 347‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬درر احلكأم ‪ ، 387 :1‬والدُّر املنتقى ‪ ، 439 :1‬والوقأية‬
‫)‪ (4‬إن تزوجهأ بقصد حلهأ و يتجأوز قصده إىل لسأمه و يشارتط يف العقاد ثام دخال هباأ‪،‬‬
‫والشاأفعية ماع عن العقاد مكاروه‪ ،‬وال حتال باه عناد‬
‫فإَّنأ حتل به لزوجهأ األول عند احلنفياة َّ‬
‫َّ‬
‫احلنأبلة‪ ،‬عمأ إاا اهرتط يف العقد رشر ًأ ينأيف مقتضأه مثل‪ :‬عىل عن يطلقهاأ بعاد الادخول هباأ‪،‬‬
‫الشأفعية فال حتال باه للازَّ وج األول‪ ،‬واهاب احلنفياة إىل َّ‬
‫عن‬ ‫َّ‬
‫فإن هذا العقد غري صحيح عند َّ‬
‫‪ ، 437‬وغريه‪.‬‬ ‫العقد صحيح مع الكراهة وحتل لألول‪ .‬ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫)‪ (5‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)95‬ال حتل املطلقة البأئن بينومة كربى ملطلقهاأ حتاى تانكح‬
‫زوج ًأ غريه ويدخل باهأ دخوالً حقيقي ًأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪247‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫تعليق الطَّالق وإضافته وتفويضه‬
‫املطلب األول‪ :‬تعليق الطَّالق وإضافته‪:‬‬
‫التَّعليق هو ُ‬
‫ربط حصول مضمون مجلة بحصول مضمون مجلة عخرى‪ ،‬ك‬
‫إاا قأل‪ :‬إن دخلت دار فالن فأمت رألق فال يقع به الطَّالق إالّ عند حصول‬
‫وج ُي أر ْد وقوع الطَّالق يف احلأل‪ ،‬بل َعلَّ َق وقوعَه‬
‫الرشط؛ أل َّن الزَّ َ‬
‫مدلول مجلة َّ‬
‫عىل ٍء خمصو ‪ ،‬فإاا صل هذا ال َّ ء فال يقع‪.‬‬
‫وإن استحال حصوله مدلول الرشط‪ ،‬ك إاا قأل هلأ‪ :‬إن دخل اجلمل يف سم‬
‫اخليأط فأمت رألق‪ ،‬كأن التَّعليق الغي ًأ‪ ،‬فال يقع الطَّالق ال ِف احلال؛ ألمَّه ليس‬
‫ٍء ال يقع إال عند حصول‬ ‫الطالق املُ َعلَّ َق عىل‬
‫َ‬ ‫منجزاً‪ ،‬وال ِف االستقبال؛ أل َّن‬
‫هذا ال َّ ء‪.‬‬
‫ورشوط صحة التَّعليق‪:‬‬
‫‪.1‬أن تتصل مجلة فعل َّ‬
‫الرشط ومجلة اجلواب‪ ،‬فإن فصل بينه ك إاا قأل‬
‫رجل لزوجته‪ :‬عمت رألق وسكت‪ ،‬وبعد الك قأل هلأ‪ :‬إن كلمت فالمأً‪ ،‬إال عن‬
‫السعأل عو العطأس عو عمسك عحد فمه فلم‬
‫يكون سكوته لعذر‪ ،‬ك إاا عخذه ُّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪248‬‬
‫يقدر عىل اإلتيأن بقوله‪ :‬إن دخلت ال َّدار‪ ،‬وبعد زوال العذر عتى به فوراً ّ‬
‫صح‬
‫التَّعليق‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال يعلقه عىل املشيئة اإلهلية‪ ،‬ك إاا قأل رجل لزوجته‪ :‬عمت رألق إن‬
‫عىل يمني‪ ،‬فقأل‪:‬‬ ‫هأء اهلل‪ ،‬فال يقع الطالق؛ فعن ابن عمر ‪ ‬قأل ‪( :‬من حل‬
‫إن هأء اهلل فال حنث عليه)( ‪ ،)1‬وأل َّن مشيئ َة اهلل تعأىل ال يطّلع عليهأ عحد‪ ،‬فكأن‬
‫إعدامأً للجزاء‪.‬‬
‫صل‬ ‫‪.3‬أن تكون املرأ ن حمال للطَّالق‪ ،‬بأن يكون عقد الزَّ واج قأئ ً‪ ،‬و‬
‫رجعي‪ ،‬عو بأئن بينومة صغرى وكأمت املرع ُة يف‬
‫ّ‬ ‫رالق عصالً‪ ،‬عو حصل رالق‬
‫العدَّة‪.‬‬
‫‪.4‬أن يضيف الطَّالق إىل سبب امللك‪ ،‬وهو التَّزوج‪ ،‬إن مل تكن املرأ حمال‬
‫غري معقود عليها؛ ألمَّه وإن كأن ال يملك إيقأع‬
‫َ‬ ‫التَّعليق بون كام‬ ‫للطَّالق وق‬
‫فيصح التَّعليق‪ ،‬ويلزم‬
‫ّ‬ ‫الطَّالق حأالً إ َّ‬
‫ال عمَّه عحأفه إىل سبب ملكه‪ ،‬وهو التَّزوج‪،‬‬
‫حكمه‪ ،‬فمتى ُو أج َد مدلول فعل َّ‬
‫الرشط وقع الطَّالق‪.‬‬

‫و أحوال أدوات الرشط‪:‬‬


‫ن‬
‫مدلول‬ ‫‪.1‬أن ال تفيد التَّعميْ‪ ،‬إن‪ ،‬وإذا‪ ،‬وإذما‪ ،‬ومتى ومتى ما( ‪ ،)2‬فمتى نو ِجدَ‬

‫السنن‪ ،‬قأل الرتمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬وقاد ُر أو َي موقوفا ًأ‪ ،‬وروى األربعاة‬
‫)‪ (1‬رواه عص حأب ُّ‬
‫الراية ‪ ، 234 :3‬والدِّراية‪:2‬‬
‫إال عبأ داود عن ع هريرة ‪ ‬مثله‪ ،‬ورجأله ثقأت‪ .‬وينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫‪ ، 72‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 338‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪249‬‬
‫اليمني‪ ،‬فإاا ُو أج َد ّ‬
‫مر ًة ثأمي ًة فال يرتتَّب عىل هذا الوجود‬ ‫مر امحل‬ ‫فعل َّ‬
‫الرشط ّ‬
‫الرشط واملرعة يف امللك حقيقة عو حك ً امحلت‬‫دلول فعل َّ‬‫ء‪ ،‬ك إاا ُو أج َد م ُ‬
‫اليمني‪ ،‬ووقع الطَّالق‪ ،‬وإن ُو أجد واملرع ُة لي ست يف امللك ال حقيقة وال حك ً‬
‫امحلت اليمني عيضأً‪ ،‬وال يقع الطَّالق‪.‬‬

‫ملرة‬
‫مرة‪ ،‬بل تبقى ّ‬
‫بأول ّ‬ ‫ّ‬
‫ينحل اليمني ّ‬ ‫‪ .2‬أن تفيد التَّعميْ ككل‪ ،‬وكلام‪ ،‬فال‬
‫ثأمية وثألثة عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫ألَّنأ تدخل عىل األس ء فتفيد‬ ‫أ‪.‬إ َّن كلمة‪ّ :‬‬
‫كل؛ تقتيض عموم األسامء؛ َّ‬
‫فتنحل اليمني يف َح ّقه‬
‫ّ‬ ‫عمومهأ‪ ،‬فإاا وجد اسم واحد فقد وجد املحلوع عليه‪،‬‬
‫كل امرعةٍ ّ‬
‫عتزو ُجهأ فهي‬ ‫حق غريه من األس ء‪ ،‬فإن قأل رجل‪ُّ :‬‬
‫فقط‪ ،‬وتبقى يف ّ‬
‫فتزو َج امرع ًة وق َع عليهأ الطَّالق‪ ،‬وامحلَّت اليمنيُ يف ح ِّقهأ فقط‪ ،‬وبقيت يف‬
‫رألق‪َّ ،‬‬
‫ء‪.‬‬ ‫تزو َجهأ بعد الك‪ ،‬فال يقع‬
‫حق غريهأ‪ ،‬فإاا َّ‬
‫ِّ‬

‫ب‪.‬إ َّن كلمة‪ :‬ك ّلام؛ تقتيض عموم األفعال؛ َّ‬


‫ألَّنأ تدخل عىل األفعأل‪ ،‬فتفيد‬
‫فتنحل اليمني يف ح ّقه‬
‫ّ‬ ‫عمومهأ‪ ،‬فإاا ُو أج َد فعل واحد‪ ،‬فقد ُو أج َد املحلوع عليه‪،‬‬
‫فإُنا تفيد‬
‫حق غريه من األفعأل‪ ،‬فإن دلل عىل غري سبب امللك َّ‬
‫فقط‪ ،‬وتبقى يف ّ‬
‫التكرار‪ ،‬ولكن تكرارها ينتهي بامتهاء الثَّالث‪ ،‬ك إاا قأل رجل لزوجته‪ :‬كلّ‬
‫فإَّنأ هنأ دخلت عىل الزِّ يأرة‪ ،‬وهي ليست سببأً مللك‬
‫زرت عختك فأمت رألق‪َّ ،‬‬
‫الطَّالق‪ ،‬فإن ُو أجدَت الزِّ يأرة ّعو َل ّ‬
‫مرة‪ ،‬واملرعة يف امللك حقيقة عو حك ً وقع‬
‫مر ًة ثأمي ًة بألرشط املتق ّدم وقع رالق ثأن‪ ،‬وإن وجدت ّ‬
‫مرة‬ ‫الطَّالق‪ ،‬وإن وجدت ّ‬
‫تزوجت بغريه‪ ،‬ث ّم عأدت لزوجهأ األول‪ ،‬ووجدت‬
‫ثألثة وقع رالق ثألث‪ ،‬فإاا َّ‬
‫عىل سبب امللك‪ ،‬فتفيد التكرار‪ ،‬وال ينتهي‬ ‫الزِّ يأرة فال يقع الطَّالق‪ ،‬وإن دلل‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪250‬‬
‫فإَّنأ دخلت عىل‬
‫تزوجت امرع ًة فهي رألق‪َّ ،‬‬‫َّ‬ ‫التكرار بال َّثالث‪ ،‬فإاا قأل رجل‪ :‬ك َّل‬
‫َّزوج‪ ،‬وهو سبب ملك الطَّالق‪ ،‬فإن ُو أجد َّ‬
‫تزو ُج عي امرعة كأمت وقع الطَّالق‪،‬‬ ‫الت ّ‬
‫تزوجت‬ ‫تزو َجهأ ثأمي ًأ وقع رالق ثأين‪ ،‬فإن عق َد عليهأ ثألثأً وق َع ثألث‪ ،‬فإاا َّ‬
‫فإن َّ‬
‫أ‬
‫احلألة ال‬ ‫بغريه وعقد عليهأ األول بعد التَّحليل وقع الطَّالق؛ أل َّن اليمنيَ يف هذه‬
‫تنتهي عصالً؛ أل َّن املحلوعَ عليه هو التَّزوج‪ ،‬وهو ال َّنأية له‪ ،‬فك َّل َ ُو أج َد وق َع‬
‫ال َّطالق؛ ألمَّه غري متنأه‪.‬‬
‫وإن علّق الطالق عىل أمرين فيقع الطالق إن وقع األمر الثاين واملرأ ِف‬
‫امللك‪ ،‬ك إاا قأل رجل لزوجته‪ :‬إن دخلت دار فالن ورآك فيهأ فأمت رألق ثالثأً‪،‬‬
‫الق املعلَّق‪،‬‬
‫وقبل حصول الفرقة بينه دخلت دار فالن‪ ،‬ورآهأ فيهأ‪ ،‬وقع الطَّ ُ‬
‫وهو الثَّالث؛ لوجود األمرين‪ ،‬وهي حمل للطَّالق( ‪.)2 ( )1‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬هذا حأصل مأ اكر يف تعليق الطَّالق يف األحوال َّ‬


‫الشخصاية لقادري ورشحاه لألبياأين‬
‫‪266- 346‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)87‬ع‪ .‬ال يقع الطَّالق غري املنجز إا ا قصد به احلمل عىل‬
‫فعل هئ عو تركه‪ .‬ب‪ .‬ال يقع الطَّالق املضأع إىل املستقبل‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)88‬ع‪ .‬تعليق الطالق بألرشط صحيح ورجوع الزوج عنه غري مقبول‪ .‬ب‪ .‬إاا كاأن‬
‫الرشط الذي علق عليه الطالق مستحيالً عقالً عو عأدةً عو مأدر الوقوع عو مشاكوك ًأ يف حتققاه‬
‫عند التلفظ به ك أن الطالق لغواً‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪251‬‬
‫املطلب الثَّاين‪ :‬تفويض الطَّالق للمرأ ‪:‬‬
‫والفرق بني التَّفويض والتَّوكيل‪:‬‬
‫ع‪.‬إن كأمت اإلمأبة للزَّ وجة يف الطَّالق س ّميت تفويضأً‪ ،‬وإن كأمت لغريهأ‬
‫عمر‬ ‫سميت توكيالً؛ أل َّن َ‬
‫غريهأ يكون عأمالً لغريه‪ ،‬وهي عأملة لنفسهأ‪ ،‬وهلذا لو َ‬
‫رجل زوجتَه بإيقأع الطَّالق عىل مفسهأ وعىل َّ‬
‫رضهتأ كأن هذا األمر بألنِّسبة إليهأ‬
‫ولَّضهتأ توكيالً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تفويضأً‪،‬‬

‫يتوىل املوكَّل فيه سواء كأن يف جم لس التَّوكيل عو بعده‪،‬‬ ‫َ‬


‫الوكيل له عن َّ‬ ‫ب‪ .‬إ َّن‬
‫عزل الوكيل يف عي وقت هأء إاا يتعلَّق بألتَّوكيل ّ‬
‫حق الغري‪،‬‬ ‫ويملك املوكِّل َ‬
‫املفوض‬
‫يبأرش ال َّ ء يف املجلس‪ ،‬وال يملك ِّ‬
‫َ‬ ‫املفوض إليه‪ ،‬فإمَّه ال بُ َّد عن‬
‫بخالع ّ‬
‫املفوض إليه‪،‬‬
‫خيص َّ‬ ‫الرجوع عن التَّفويض قبل اجلواب؛ أل َّن الت َ‬
‫َّفويض ُتليك ّ‬ ‫ُّ‬
‫وهذه التَّمليكأت تقتم اجلواب يف املجلس مأ توقت بوقت‪.‬‬

‫وأحوال تفويض املرأ ‪:‬‬


‫مفسك‪ ،‬واألمر باليد؛ بأن يقول هلأ‪:‬‬ ‫َ‬
‫يقول هلأ‪ :‬اختأري َ‬ ‫‪.1‬التخيري؛ بأن‬
‫َعمرك بيدك‪ ،‬ومهأ كنأيأت الطَّالق ا ك سبق ا‪ ،‬وفيه الصور اآلتية‪:‬‬

‫َّفويض مطلقا؛ بأن قأل هلأ‪:‬‬ ‫س التَّفوي ِ‬


‫ض وكان الت ن‬ ‫أ‪.‬أن تكون حارض ِف جمل ِ‬
‫اختأري مفسك عو عمرك بيدك مأويأً الطَّالق‪ ،‬فليس هلا أن توق َعه إال ِف ه ا‬
‫املجلس ولو طال زمنه‪ ،‬ما مل تعرض فيه بالقيام أو غريه‪ ،‬وال يتبدل املجلس‬
‫بجلوس القأئمة‪ ،‬واتكأء القأعدة‪ ،‬وقعود املتكئة‪ ،‬ودعأء األب للشورى‪ ،‬وههود‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪252‬‬
‫دابة عو سيأرة تركبهأ‪ ،‬بخالع سريهأ عو سري سيأرة عو دابة‬ ‫تُشهدهم‪ ،‬ووق‬
‫تركبهأ فإمَّه يتبدل( ‪.)1‬‬
‫معني؛ ك إاا‬
‫ّ‬ ‫بوق‬ ‫ب‪.‬أن تكون حارض ِف جملس التَّفويض وهو مة ّق‬
‫قأل هلأ‪ :‬اختأري مفسك يف ظرع عرشة عيأم مثالً‪ ،‬فال يتق َّيد باملجلس‪ ،‬بل هلا أن‬
‫َّمن ال ي عيّنه مل ينقض‪ ،‬فإن امتهى بطل ليارها؛ ألمَّه ملَّكهأ‬
‫ُتتا َر مف َ ها ما دام الز ن‬
‫‪ ،‬فال يثبت هلأ يف غريه‪.‬‬ ‫هيئأً يف زمن خمصو‬
‫ج‪.‬أن تكون حارض ِف جملس التفويض وفيه ما ّ‬
‫يدل عىل التَّعميْ؛ ك إاا‬
‫عمرك بيدك متى هئت‪ ،‬فال يتقيَّد باملجلس أيضا‪ ،‬بل هلا أن ُتتا َر مف َ ها ِف‬
‫قأل هلأ‪ُ :‬‬
‫أي وق شاءت‪.‬‬
‫ويمكن عن تكون الزوجة غأئبة‪ ،‬فلهأ الصورة السأبقة‪ ،‬ويعترب جملس‬
‫علمهأ‪.‬‬

‫تعليق رصيح الطَّالق عىل مشيئتها؛ بأن يقول هلأ‪ :‬رلِّقي مفسك إن‬
‫‪ .2‬ن‬
‫مفسك‪ ،‬فطلَّقت‬
‫هئت‪ ،‬وهذا من رصيح الطَّالق‪ ،‬فإاا قأل رجل لزوجته‪ :‬رلِّقي َ‬
‫يف الوقت الذي ُتلك فيه الك‪ ،‬فإ َّن الطَّالق يقع رجعيأً سواء موى عو ينو؛ أل َّن‬
‫يح ال تأج فيه إىل الن ّية( ‪.)3 ()2‬‬
‫الرص َ‬
‫َّ‬

‫‪ ، 332‬ورشح الوقأية البن ملك ق‪/ 98‬ب‪ ،‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫‪.274- 267‬‬ ‫الشخصية لقدري بأهأ‬
‫الرشعية واألحوال َّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)85‬ع‪ .‬للزَّ وج عن يوكل غريه بألتطليق‪ ،‬ولاه عن يفاوض‬
‫زوجته بتطليق مفسهأ عىل عن يكون الك بمستند رسمي‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪253‬‬

‫الفصل الثاين‬
‫اخللع واللعان واإليالء والظهار‬
‫واألمراض التي يفرق فيها‬
‫املبحث األول‬
‫اخللع‬
‫حق خلع زوجته‪،‬‬ ‫اتفقت كلمة فقهأء األُمة املعت ّد هبم( ‪ )1‬عىل امتالك َّ‬
‫الرجل ّ‬
‫ومن ث ّم فال بُ ّد من رحأه بذلك‪ ،‬وافرتق اخلُلع عن الطَّالق‪ ،‬بدخول الزَّ وجة فيه‬

‫والشأفعية واحلنأبلة والظَّأهرية‬


‫(‪ )1‬فأهرتاط رحأ الزَّ وج يف اخللع رشط عند احلنفية واملألكية َّ‬
‫الناأس‪،‬‬
‫والشيعة وغريهم‪ ،‬وقد مجعت فيهأ رسألة خأصة؛ لرفع االلتبأس والتَّوهم عند بعض َّ‬
‫ِّ‬
‫وينظار‪ :‬درر احلكااأم ‪ ، 389 :1‬ورد املحتااأر ‪ ، 558 :2‬واملبسااوط ‪ ، 173 :6‬واالختيااأر ‪:3‬‬
‫والتاأج واإلكليال ‪:5‬‬
‫‪ ، 202‬والبنأية ‪ ، 665 :4‬والعنأية ‪ ، 219 :4‬والنَّهار الفاأئق ‪َّ ، 434 :2‬‬
‫‪ ، 111‬ومنهاأج َّ‬
‫الطاألبني‪ ، 263 :3‬ومانهج‬ ‫‪ ، 69‬والتَّنبياه‬ ‫الساألك‬
‫‪ ،280‬وإرهأد َّ‬
‫‪ ، 60- 59‬وكفأية األخيأر ‪،50 :2‬‬ ‫‪ ، 88‬واإلقنأع ‪ ، 97 :2‬واألموار القدسية‬ ‫الطُّالب‬
‫‪ ، 331‬ورشح منتهى اإلرادات ‪ ، 58 :3‬واملحىل‪،511 :9‬‬ ‫واملغني ‪ ، 246 :7‬والقواعد‬
‫ورشائع اإلسالم ‪ ، 40 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪254‬‬
‫الزَّ وج بخلعهأ‪ ،‬ويشهد لذلك‬ ‫بأملوافقة عىل مأ ستدفعه من بدل لكي ير‬
‫اآليأت القرآمية واألحأديث النَّبوية واآلثأر عن الصحأبة ‪.)1 (‬‬

‫وقد وردت علفأظ يف كتب الفقهأء استعملت مكأن لفظ‪ :‬اخللع‪ ،‬ومنهأ‪:‬‬

‫دينأر‪.‬‬ ‫الرجل لزوجته‪ :‬بأرعتُك عىل عل‬


‫املبأرعة؛ وهو عن يقول َّ‬

‫(‪ )1‬يف القأمون األردين الا دة (‪ :)139‬إاا ثبت قبل الدخول عجز الزوج عان دفااع املهاار‬
‫املعجل كلاه عو بعضه فللزوجة عن تطلب من القأيض فسخ الزواج والقأيض يمهااله ههااراً‬
‫فإاا يدفع املهر بعد الك يفسخ الزواج بينه ‪ ،‬عمأ إاا كأن الزَّ وج غأئب ًأ و يعلم له حمل إقأماة‬
‫وال مأل له يمكن حتصيل املهر منه َّ‬
‫فإن العقد يفسخ دون إمهأل‪.‬‬
‫ب) للزوجة قبل الدخول عو اخللوة عن تطلاب إىل القاأيض التفرياق بينهاأ وباني زوجهاأ إاا‬
‫به الازوج مان مفقاأت الازواج‪ ،‬وللازوج‬ ‫استعدت العأدة مأ استلمته من مهرهأ ومأ تكل‬
‫اخليأر بني عخذهأ عين ًأ عو مقداً وإاا امتنع الزوج عن تطليقهأ كم القأيض بفساخ العقاد بعاد‬
‫ح ن إعأدة املهر والنفقأت‪.‬‬
‫ج) للزوجني بعد الدخول عو اخللوة عن يرتاحيأ في بيانه عاىل اخللاع فاإن يرتاحايأ علياه‬
‫وعقأمت الزوجة دعواهأ بطلب اخللع مبينة بإقرار رصيح منهأ عَّنأ تبغض احلياأة ماع زوجهاأ‬
‫وعمه ال سبيل الستمرار احليأة الزوجية بينه وخت شى عن ال تقيم حدود اهلل بسبب هذه البغض‬
‫وافتدت مفسهأ بألتنأزل عن مجيع حقوقهأ الزوجية‪ ،‬وخألعت زوجهاأ وردت علياه الصاداق‬
‫الذي استلمته منه حأولت املحكمة الصلح بني الازوجني فاإن تساتطع عرسالت حكماني‬
‫ملواالة مسأعي الصلح بينه خالل مدة ال تتجأوز ثالثني يوم ًأ فاإن ياتم الصالح حكمات‬
‫‪ ، 154‬واجلريدة الرسمية القاأمون‬ ‫املحكمة بتطليقهأ عليه بأئن ًأ‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫املعدل ر قم (‪ )82‬لسنة ‪2001‬م‪ ،‬وقد بينت خمألفة مأ يف الفقرة ج للرشيعة اإلسالمية يف َّنأية‬
‫الكتأب‪ ،‬وعن اهرتاط رحأ الزوج يف اخللع رشط بأالتفأق‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪255‬‬
‫و فأرقتك؛ كأن يقول رجل لزوجته‪ :‬فأرقتُك عىل كذا‪.‬‬

‫الرجل لزوجته‪ :‬بأينتُك بألفي دينأر( ‪.)1‬‬


‫وبأينتك؛ مثأله‪ :‬قول َّ‬
‫دينأر‪،‬‬ ‫الرجل لزوجته‪ :‬رلَّقتك عىل عل‬
‫والطَّالق عىل مأل؛ وهو عن يقول َّ‬
‫دينأر‪.‬‬ ‫عو رلَّقتك بأل‬

‫اخللع وإن كان ال يتْ إال بإجياب و َقبول‪ ،‬ولكن ليس معاوضة من جامــب‬
‫و َ‬
‫الط االق ب َقبااول املااأل‪،‬‬
‫ألم اه تعليااق َّ‬
‫ـني مــن جامــب ال ـ َّزوج؛ َّ‬
‫ال َّزوجني‪ ،‬بل هو يمـ ٌ‬
‫ومعاوضة من جامب ال َّزوجة؛ أل َّن املرعة ال ُتلك الطَّالق‪ ،‬بل هو ملكه‪ ،‬وقد علقااه‬
‫الرشط‪ ،‬فإاا قأل الزَّ وج لزوجته‪ :‬خألعتك يف مظري كذا‪،‬‬ ‫بألرشط‪ ،‬والطالق تمل َّ‬ ‫َّ‬
‫فكأمَّه قأل هلأ‪ :‬إن قبلت عن تلتزمي يل بدفع هااذا املبل ا فأماات رااألق‪ ،‬فااإن قَبأ َل ات‬
‫فكأَّنأ قألت‪ :‬اهرتيت عصمتي منك هبذا املبل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ تراعى عحكأم اليمني من جأمبااه‪ ،‬وعحكااأم املعأوحااة ماان جأمبهااأ‪،‬‬
‫ومن أحكام كون اخللع يمينا من جامب ال َّزوج‪:‬‬
‫دينااأر‪،‬‬ ‫أوجب ن‬
‫اخللع ابتداء؛ بأن قأل هلأ‪ :‬خألعتُك عىل عل‬ ‫َ‬ ‫وج إذا‬
‫أ‪.‬إ َّن ال َّز َ‬
‫يصح رجو نعه عنه قبل جواب ال َّزوجة؛ ألمَّه تعليق للطالق ب َقبول املأل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فال‬

‫ب‪.‬إن قا َم ال َّزوج من املجلس ال ي أوجب فيه قبل أن َتيــب ال َّزوج ـ نة فــال‬


‫يبطل اإلجياب‪ ،‬ولو كأن معأوح ًة لبطل بقيأمه‪.‬‬
‫وج لنف ه ليا َر َّ‬
‫الرشط‪ ،‬فإاا قأل هلأ‪ :‬خألعتُك يف‬ ‫يصح أن َ‬
‫جيعل ال َّز ن‬ ‫ّ‬ ‫ج‪.‬ال‬

‫‪.150‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬هبجة املشتأق يف عحكأم الطَّالق‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪256‬‬
‫الق يف احلأل‪ ،‬و َل أز َمهااأ املااأل‪،‬‬
‫مظري كذا عىل ّعين بأخليأر ثالثة ع ّيأم‪ ،‬فقبلت‪ ،‬وقع الطَّ ُ‬
‫وليس له بعد الك عن ير َّده؛ أل َّن خيأ َر َّ‬
‫الرشط ال يدخل يف األي ن‪.‬‬

‫د‪.‬لل َّزوج أن يعلِّق اخللع عىل رشط‪ ،‬مثل‪ :‬إاا َّ‬


‫تزوجت عليك عو غبت عنااك‬
‫سنة فقد خألعتُك يف مظري كذا‪.‬‬

‫هـ‪ .‬لل َّزوج أن يضيف اخللع إىل زمن م تقبل‪ :‬كقوله‪ :‬خألعتُك بعد هه ٍر يف‬
‫مظري كذا‪ ،‬فإن قَبألَت بعد حصول مدلول فعل َّ‬
‫الرشط يف األول‪ ،‬وامقضأء الوقاات‬
‫ألم اه‬ ‫صح ال َقبول ووقع الطَّالق البأئن‪ ،‬وليس هلأ عن َ‬
‫تقبل قبله ؛ َّ‬ ‫املعني يف الثأين‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الرش اط والوقاات‪ ،‬فيكااون قَ ُ‬
‫بوهل اأ قباال الااك‬ ‫تطليق معلَّق عىل قَبوهلأ عند وجود َّ‬
‫لغواً( ‪.)1‬‬
‫ومن أحكام كون اخللع معاوضة من جامب ال َّزوجة‪:‬‬

‫من املجلس الَّ ي أوجبته فيه‪ ،‬أو قام‬ ‫لع ابتداء وقام‬ ‫ن‬
‫اخل َ‬ ‫ع‪ .‬إذا أوجب‬
‫ال َّزوج منه قبل َقبوله بطل اإلجياب‪ ،‬فليس له عن يقبل بعد قيأمه عو قيأمهأ من‬
‫املجلس ا َّلذي صد َر فيه اإلجيأب‪ ،‬وال يتوقَّ ُ عىل مأ وراء املجلس بأن كأن الزَّ وج‬
‫غأئبأً‪ ،‬حتى لو بلغَه َوقَبأ َل يصح‪.‬‬
‫يصح هلا ليار َّ‬
‫الرشط ولو أكثر من ثالثة أيام( ‪ ،)2‬فإاا قأل هلأ‪ :‬خألعتُك‬ ‫ّ‬ ‫ب‪.‬‬

‫الشخصاية‬
‫)‪ (1‬هذه املسأئل مذكورة يف الدر املختأر ورد املحتأر ‪ 558 :2‬ورشح األحاوال َّ‬
‫‪.395‬‬
‫)‪ (2‬هذا عند ع حنيفة ‪ ، ‬وعندمهأ رشط اخليأر بأرل‪ ،‬والطَّالق واقاع واملاأل الزم‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫رد املحتأر ‪.559 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪257‬‬
‫صح هذا‬
‫وج َّ‬ ‫يف مظري كذا‪ ،‬فقألت‪ :‬قبلت عىل ّعين بأخليأر ثالثة ع ّيأم‪ ،‬فقبل الزَّ ُ‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ ال يقع الطَّالق فال يلزمهأ املأل‪.‬‬ ‫الرشط‪ ،‬فلهأ يف عثنأء هذه املدّة عن تر ّد‪،‬‬
‫َّ‬
‫دينأر‪،‬‬ ‫يصح هلا تعليقه عىل رشط‪ ،‬فإاا قأل الزَّ وج‪ :‬خألعتك عىل عل‬
‫ّ‬ ‫ج‪.‬ال‬
‫يصح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السفر‪ ،‬فال‬
‫فقألت‪ :‬قبلت إن قدم عخي من َّ‬
‫يصح هلا إضافته إىل زمن م تقبل‪ ،‬فلو قأل الزَّ وج‪ :‬خألعتك عىل كذا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫د‪.‬ال‬
‫فقألت‪ :‬قبلت بعد عسبوع‪ ،‬فال يص ّح ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ومن األحكام املَّتتبة عىل اخللع‪:‬‬

‫‪.1‬يقع طالقا بائنا سواء كان اخللع بامل أو بغري مال‪:‬‬


‫فيكون بأئنأً يف اخللع ب ل؛ كقول رجل المرعته‪ :‬اخلعي مفسااك عااىل عل ا‬
‫دينأر‪ ،‬فتقول‪ :‬قبلت؛ ألن الزوجة إم بذلت املااأل لتملااك عصاامتهأ‪ ،‬واهلل تعااأىل‬
‫صل الغرض الذي رشع ألجلااه‪ ،‬وهااو‬ ‫رشع االفتداء لذلك‪ ،‬ولو كأن رجعيّأً‬
‫الرجعي ال يمنع الزوج من مراجعتهأ مأ دامت يف الع ادّة‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫الطالق‬ ‫فكأكهأ منه؛ ألن‬

‫الشخصاية‬
‫)‪ (1‬هذه املسأئل مذكورة يف الدُّر املختأر ورد املحتأر ‪ 558 :2‬ورشح األحاوال َّ‬
‫‪ 395‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)104‬لكل من الطرفني الرجوع عن إجيأبه يف املخألعاة‬
‫قبل قبول الطرع اآلخر‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)103‬ع‪ .‬يشرتط لصحة اخللع عن يكون الزوج عهالً إليقأع الطالق واملرعة حماالً‬
‫له وعهالً لاللتزام بألعوض وفق عحكأم هذا القاأمون‪ .‬ب‪ .‬إاا بطال العاوض يف اخللاع وقاع‬
‫الطالق رجعي ًأ مأ يكن مكمالً للثالث عو قبل الدخول فيكون بأئن ًأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪258‬‬
‫رحيت عو ترض؛ ولذلك ال حتصل عىل مقصودهأ‪ ،‬فوجااب عن يكااون بأئن اأً( ‪)1‬؛‬
‫ولقوله ‪( :‬اخللع تطليقة بأئنة)( ‪.)2‬‬
‫عمأ يف اخللع بغري مأل‪ :‬كقوله‪ :‬خألعتك‪ ،‬وال يذكر مأالً‪ ،‬فتقااول‪ :‬قبلاات؛ إا‬
‫لفظ اخلُل أع من علفأظ كنأيأت الطالق‪ ،‬ومتى وق َع الطالق بلفظ منهأ كااأن بأئن اأً إال‬
‫األلفأظ الثالثة وهي‪ :‬اعتدي‪ ،‬واستربئي رمحك‪ ،‬وعمت واحدة‪ٌّ ،‬‬
‫فكل منهأ تماال‬
‫الطالق وغريهأ( ‪ ،)3‬وليس هنأ ّ‬
‫حمل تفصيل الك‪.‬‬
‫صح؛‬
‫فوُّيام مواه ّ‬
‫ويكون بائنا بينومة صغرى أو بينومة كربى عىل ح ب م َّيته‪ّ ،‬‬
‫فتصح ميَّته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألمه موى مأ تمله كالمه‬

‫‪ .2‬تنلزم الزوجة بدفع ما اتفق عليه‪:‬‬


‫وإلزام الزوجة باملبلغ املتفق عليه فيه تفصيل بني القضاء والديامة‪:‬‬

‫ففي القضاء‪ :‬ـ عي عمه إاا َرفَ َع األمر إىل القأيض مف َذ مأ اتَّفقأ عليه قهااراً عاان‬
‫املمتنع منه ا تلزم الزوجة بدفع املبلغ املتفق عليه‪ ،‬سواء كان ه ا املبلغن أقـ َّ‬
‫ـل ِم َّـا‬
‫أكثر منه‪ ،‬وسواء كان املت بِّب ِف الفرقة هــو‬ ‫أعطاه هلا من املهر‪ ،‬أو م اويا له‪ ،‬أو َ‬
‫ت‬‫َاح َعلَ ْي ِه َام فِ َيام ا ْفتَدَ ْ‬
‫الزوج‪ ،‬أو الزوجة‪ ،‬أو كال منهام؛ لعموم قوله تعأىل‪َ { :‬فال نجن َ‬

‫‪.147‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الفوائد العلية‬


‫)‪ (2‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ، 316 :7‬وسنن الدارقطني ‪ ، 45 :4‬ومعجم ع يعىل ‪،196 :1‬‬
‫عبد الرزاق ‪ 481 :6‬مرسالً‪ ،‬وله هواهد اكرهاأ الزيلعاي يف مصاب الراياة ‪:3‬‬ ‫ويف مصن‬
‫‪ ، 243‬وابن اجلوزي يف التحقيق ‪ 295 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم الرشعية ‪.392 :1‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪259‬‬
‫بِهِ} ( ‪)1‬؛ وألن كالً منه ريض بذلك‪ ،‬فال َّ‬
‫حق لااه يف االمتنااأع بعااد الرحااأ‪ ،‬ولعاادم‬
‫معرفة حقيقة َمن هو النأهز؛ ألن القضأء ال ينفذ األحكأم إال في ظهر‪ ،‬ويرتك هلل‬
‫مأ بطن( ‪.)2‬‬
‫أما ِف الفتوى والديامة ـ عي في بني الشخص ور ِّبه ـ ففيه تفصيل عىل‬
‫أحوال ثالثة‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون النشوز من جهة الزوج؛ فيكره( ‪ )3‬له أن يول مــن املــرأ عوضــا‬
‫اس ـتِ ْبدَ َال َز ْوج َم َك ـا َن َز ْوج َوآت َْي ـتن ْْ‬
‫قليال كان أو كثريا؛ لقوله تعأىل‪َ { :‬و ِإ ْن َأ َر ْدتن نْ ْ‬
‫إِ ْحدَ ا نه َّن قِنْطَارا َفال تَوْلن ن وا ِمنْ نه َشيْئا أَتَوْلن ن ومَ نه نهبْتَاما َوإِثْام نمبِينا‪َ .‬و َكيْفَ تَوْلن ن َ‬
‫وم ـ نه‬
‫اص عااىل‬ ‫َو َقدْ أَ ْف ََض َب ْع نض نك ْْ إِ َىل َب ْعض َوأَلَ ْ َن ِمنْ نك ْْ ِميثَاقــا َغلِيظــا}( ‪ ،)4‬واآليااة ما ٌّ‬
‫كراهة عخذ العوض‪ ،‬ومع هذا لو عخذ العوض جااأز؛ ألن النهااي ملعنااى يف غااريه‪،‬‬
‫وهو زيأدة اإل أت‪ ،‬فال يعدم مرشوعيته كألب يع وقت النااداء يااوم اجلمعااة جيااوز‬
‫ويكره ( ‪.)5‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.229‬‬


‫‪.333‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬األحوال الشخصية ملحمد عبو زهرة‬
‫)‪ (3‬الكراهة كراهة حتريم املنتهضة سبب ًأ للعقأب‪ ،‬ك يف فتح القدير ‪ 216 :4‬والبحر ‪،83 :4‬‬
‫والرشمباللية ‪.390 :1‬‬
‫)‪ (4‬من سورة النسأء‪ ،‬اآلية (‪.)21‬‬
‫)‪ (5‬والقول بألكراهة هو مأ عليه املتون وعأمة الكتب‪ ،‬ك يف اهلداية ‪ ، 14 :2‬البنأية ‪،661 :4‬‬
‫وفتح بأب العنأية ‪ ، 144 :2‬واالختيأر ‪ ، 201 :3‬ودرر احلكأم ‪ ، 390 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪260‬‬
‫ب‪ .‬أن يكــون مــن جهــة ال َّزوجــة؛ بااأن استعصاات عليااه و ُتتثاال عوامااره‬
‫وعبغضته( ‪ )1‬ورلبت الفرقة‪ ،‬فإمّه يكره للزوج عخذ الزيأدة( ‪ )2‬عىل مأ ععطأهااأ؛ لقااول‬
‫الرسول ‪ ‬يف بعض روايأت حديث ثأبت بن قيس ‪ ‬الذي مشزت زوجته منه‪:‬‬
‫(عمأ الزيأدة فال)( ‪.)3‬‬

‫واستظهر ابن اهل م يف فتح القدير ‪ 216 :4‬وابن مجيم يف البحر الرائق ‪ 83 :4‬وصأحب النهر‬
‫‪ ، 436 :2‬والرشمباليل يف الرشمباللية ‪ 390 :1‬وابن عأبدين يف رد املحتأر ‪ 561- 560 :2‬يف‬
‫احلق بأألخذ يف هذه احلألة حرام قطع ًأ؛ لقوله تعأىل‪{ :‬فَال تَأْ ُخ ُذوا أمنْ ُه َهايْئ ًأ} ‪ ،‬وال يعاأرض‬ ‫عن ّ‬
‫ت بأه} [البقرة‪]229 :‬؛ ألن تلاك إاا كاأن النشاوز‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫َأح عَ لَيْ أه َ في َ افْتَدَ ْ‬
‫بأآلية األخرى‪{ ،‬فَال ُجن َ‬
‫من قبله فقط‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬البنأية ‪.661 :4‬‬
‫)‪ (2‬هذه رواية األصل‪ ،‬وعليهاأ التعويال يف خمترصا القادوري ‪ ، 78‬واملختاأر‪،201 :3‬‬
‫والنقأية ‪ ، 144 :2‬وبداية املبتدي ‪ ، 14 :2‬وامللتقى ‪.66‬‬
‫أ‬
‫عَلايْ أه َ فاي َ‬
‫أح َ‬‫لكن رواية اجلأمع الصغري ‪ : 216‬عمه يطيب له الزيأدة؛ لقوله ‪{ :‬فَال ُجنَ َ‬
‫ت بأ أه} [البقرة‪]229 :‬؛ ألمه إاا جأز عخذ مأ اتّفقأ علياه ولاو ك َُثا َر عناد حصاول النشاوز‬ ‫افْتَدَ ْ‬
‫الكناز ‪،59‬‬ ‫منه ؛ فألن جيوز عند حصوله منهأ وحدهأ مان باأب عوىل‪ ،‬ومشاى عليهاأ يف ْ‬
‫والتنوير ‪.76‬‬
‫ووفق بينه بأن حتمل رواية األصل عىل الكراهة التحريمية ورواية اجلأمع عىل التنزهيية‪ ،‬كا‬
‫يف الدر املختأر ورد املحتأر ‪.561 :2‬‬
‫وقأل ابن اهل م يف فتح القدير ‪ : 218 :4‬وعىل هذا فيظهر كون رواية اجلأمع عوجه‪ .‬معم يكون‬
‫عخذ الزيأدة خالع األوىل‪ ،‬ويكون حممل منعه ‪ ‬ثأبت ًأ من عن يزداد احلمل عىل مأ هاو األوىل‬
‫ورريق القرب إ ىل اهلل سبحأمه‪ ,‬واهلل ععلم‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف مصن عبد الرزاق ‪ ، 502 :6‬وسنن ابن مأجه ‪ ، 663 :1‬ومعجام الطارباين الكباري‬
‫وسنن البيهقي الكبري‪ ، 313 :3‬وسنن الدارقطني ‪ ، 321 ،255 :3‬وإسنأده صحيح‪ ،‬كا يف‬
‫إعالء السنن ‪.255 :11‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪261‬‬
‫ج‪ .‬أن يكون من جهتهام؛ بأن َك أر َه ٌّ‬
‫كل منه صأح َبه وعرا َد مفأرقتَه‪ ،‬فــاحلك نْ‬
‫كام تقدَّ م ِف احلالة الثامية( ‪.)1‬‬
‫والقأعدة في يصلح عوحأً يف اخللع‪ ،‬هي‪ :‬ما جاز أن يكون مهــرا جــاز أن‬
‫يذكر عكسه حيث يقل‪ :‬ومأ ال جيوز عن يكون مهراً‬ ‫يكون بدال ِف اخللع‪ ،‬وإم‬
‫ال جيوز عن يكون بدالً يف اخللع؛ ألن من األهيأء مأ يصلح عن يكون باادالً للخلااع‬
‫كدرهم إىل تسعة دراهم وال يصلح عن يكون مهراً ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫العوض املذكور يف اخلُلع إن كااأن‬


‫َ‬ ‫‪.3‬عدم إسقاط اخللع حقوق غريمها‪ ،‬فإن‬
‫احلق ح َّقه جأز‪ ،‬وإن كااأن ماان حقااوق‬
‫صأحب ِّ‬
‫ُ‬ ‫حق الزوجني وعسقط‬
‫من خألص ِّ‬
‫غريمهأ فال يملكأن إسقأره وجعله بدالً للخلااع وإن اتّفقااأ عليااه‪ ،‬كسااقوط حااق‬
‫احلضأمة وغريهأ‪.‬‬
‫تنفق عىل الولد مدّة معيَّنة معلومة‪ ،‬فااإن‬
‫و إاا اختلعت من زوجهأ برشط عن َ‬
‫اح‪ ،‬وتلاازم بأإلمفااأق عليااه حسااب‬
‫كأمت قأدر ًة عىل الك بااأن كأماات مااورسة صا ّ‬
‫الرشط‪ ،‬وإن كأمت غري قأدرة عىل اإلمفأق عليه بأن كأمت معرسة‪ ،‬ورألبتااه بنفقااة‬
‫ولده عجرب عليهأ؛ ألن النفق َة وإن كأمت من حقوق الولد ولزم األب إن كأن الولد‬
‫فقرياً إال عن األ ّم إاا التزمت هبأ فإن عمكن تنفيذ هذا االلتزام باادون رضر الصااغري‬
‫بصحة هذا االلتزام؛ لعدم الَّضر‪ ،‬وإن يمكاان التنفيااذ‬
‫ّ‬ ‫بأن كأمت مورسة حكمنأ‬

‫الشخصية ‪.390 :1‬‬


‫)‪ (1‬هذه احلألة عق عىل اكرهأ إال يف رشح األحوال َّ‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البنأية ‪.669 :4‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)105‬كل مأ صح التزامه رشع ًأ صلح عن يكون عوح ًأ‬
‫يف اخللع‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪262‬‬
‫إال بَّضر يلحق الصغري علغينأ هذا االلتزام بألنسبة للولد‪ ،‬وإن كأن بأقي اأً بألنساابة‬
‫تسقط عاان األ ّم‪ ،‬باال تكااون دين ا ًأ لااه يف ا ّمتهااأ‬
‫ُ‬ ‫هلأ؛ ولذا قألوا‪ :‬إمه جيرب عليهأ وال‬
‫يأخذهأ منهأ إاا عيرست ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪.4‬ت قط حقوق الزواج باخللع املَّتتّبة عىل عقد الزواج‪ ،‬فلو مل تكن مَّتتّبــة‬
‫اآلخر مبلغ ا ًأ معلوم ا ًأ فااال يسااقط‪ ،‬وأن‬
‫َ‬ ‫عقرض عح ُد الزوجني‬
‫عليه ال ت قط‪ ،‬فإاا َ‬
‫تكون ثابتة وق حصول اخللع‪ ،‬وبنأء عليه فال تسقط مفقة العدّة والسكنى التااي‬
‫تعقب اخللع؛ ألَّنأ وإن كأمت مرتتّبة عىل النكأح الذي حصل اخللع بواسااطته‪ ،‬إ َّ‬
‫ال‬
‫عَّنأ ليست ثأبتة وواجبة وقت اخللع؛ إا هي ال تثبت وال جتب إالَّ يف العدّة‪ ،‬وهااي‬
‫ال تكون إال بعد اخللع‪ ،‬فيكون للزوجة مطألبتُه هب ( ‪.)3‬‬
‫الزوج عىل سقوره يف اخللع بأن قأل هلأ‪ :‬خألعتُ اك عااىل مفقااة‬
‫ُ‬ ‫مص‬
‫عمأ لو َّ‬
‫جِّل يف النفقة‪ ،‬عمأ يف السكنى فيشاارتط فيااه عاادم‬
‫العدّة والسكنى‪ ،‬سقطتأ‪ ،‬وهذا ّ‬
‫إخراج املرعة من البيت يف وقت العدة؛ ألن سكنأهأ يف غري بيت الطااالق معصااية‪،‬‬
‫فيكون الك بإبرائااه عاان عجاارة السااكنى إن كأماات سااأكنة يف بياات مسااتأجر عو‬
‫ملكهأ ‪.‬‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬

‫‪ ، 151‬والفوائد العلية‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم الرشعية ‪ ، 409- 408 :1‬وهبجة املشتأق‬
‫‪.151‬‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة ‪ :110‬ب‪ .‬إاا كأمت األم املخألعة معرسة وقت املخألعة عو‬
‫ععرست في بعد جيرب األب عىل مفقة الولد وتكون دين ًأ له عىل األم‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.152 :3‬‬
‫الشالبي ‪،273- 272 :2‬‬‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬التبيني ‪ ، 273- 272 :2‬وفتح القدير ‪ ، 77 :4‬وحأهية َّ‬
‫والدر املختأر ورد املحتأر‪ ،567- 566 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (5‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)109‬مفقة العدة ال تسقط إال إاا مص عليهأ رصاحة يف‬
‫اخللع‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪263‬‬
‫ومن ه ه احلقوق ما ييل‪:‬‬
‫التزوج عىل مهر معلوم‬
‫ّ‬ ‫مةجال‪ ،‬فإاا حصل‬
‫معجال أم ّ‬
‫أ‪.‬املهر( ‪ )1‬سواء كان ّ‬
‫و تقبض الزوجة منه هيئأً عو قبضت جزءاً منه‪ ،‬ث ّم حصل اخللع عىل التفصيل‬
‫وسقط عنه ُّ‬
‫كل املهر عو بعضه‪ ،‬فليس هلأ عن‬ ‫َ‬ ‫القأدم َل أز َمهأ دف ُع هذا العوض‪،‬‬
‫زوجهأ به‪.‬‬
‫تطألب َ‬
‫ب‪.‬النفقة املاضية( ‪ )2‬؛ ألَّنأ واجبة قبل اخللع بفرض القأيض عو بألرتايض‪،‬‬
‫الزوج يف اإلمفأق عىل‬
‫ُ‬ ‫فكأن اخللع إسقأرأً بعد الوجوب ‪ ،‬مثأل الك‪ :‬إاا َّ َ‬
‫قرص‬ ‫( ‪)3‬‬

‫زوجته فرفعت عمرهأ للقأيض‪ ،‬وفرض هلأ مبلغأً معلومأً يف ِّ‬


‫كل ههر‪ ،‬فليس هلأ عن‬
‫تطألب هبأ سواء كأن املفروض كسو ًة عو غريهأ( ‪.)4‬‬
‫وفرض هلأ‬
‫َ‬ ‫الزوج يف اإلمفأق عىل زوجته‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قرص‬
‫املعجلة ‪ ،‬فإاا َّ َ‬
‫( ‪)5‬‬
‫ّ‬ ‫ج‪.‬النفقة‬
‫الزوج مفق َة سنة‪ ،‬ثم خألعهأ عىل‬
‫ُ‬ ‫فعج َل هلأ‬
‫كل ههر مثالً مبلغأً معلومأً‪َّ ،‬‬
‫القأيض َّ‬
‫عجله من النفقة‪ ،‬فليس له عن يسرت ّد‬ ‫َ‬
‫سقط مأ ّ‬ ‫التفصيل اآليت قبل مم هذا الزمن‪،‬‬
‫هيئأً منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪:‬البنأية ‪.681 :4‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬البنأية ‪ ،681 :4‬ورد املحتأر ‪.565 :2‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬البدائع ‪.152 :2‬‬
‫فيحق للادائن‬
‫‪ : 152‬عن النفقة املستدامة بأمر القأيض ال تسقط‪ّ ،‬‬ ‫)‪ (4‬لكن يف هبجة املشتأق‬
‫مطألبة عهي هأء‪.‬‬
‫‪ ،67‬وجممع األَّنر ‪.764 :1‬‬ ‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬امللتقى‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪264‬‬
‫التزوج و يسم مهراً يف العقد‪ ،‬ث ّم حصل اخللع عىل‬
‫ُّ‬ ‫د‪.‬املتعة( ‪)1‬؛ إاا حصل‬
‫التفصيل اآليت سقطت املتعة التي تستح ّقهأ املرعة‪ ،‬فليس هلأ عن تطألبه هبأ ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الرشمباللية ‪ ، 392 :1‬والدر املختأر‪.565 :2‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.566- 565 :2‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين املأدة الا دة (‪ :)107‬إاا يسم املتخألعأن هيئ ًأ وقت اخللع برئ‬
‫كال منه مان حقاوق اآلخار املتعلقة بأملهر والنفقة الزوجية‪.‬‬
‫ويف املأدة ‪ : 107‬إاا رصح املتخألعأن بنفي البدل كأمت املخألعة يف حكام الطاالق املحاض‬
‫‪.148‬‬ ‫ووقعت هبأ رلقة رجعية‪ .‬ينظر‪ :‬الترشيعأت اخلأصة‬
‫والظأهر عن اعتبأره رالق ًأ رجعي ًأ هو مذهب الشأفعي وعحد القولني يف مذهب مألك وإحدى‬
‫‪.227‬‬ ‫الروايتني عن عمحد‪ .‬ينظر‪ :‬التوحيح رشح قأمون األحوال‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪265‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫اللعان‬
‫السب( ‪.)1‬‬
‫ُّ‬ ‫اللعان لغة‪ :‬مصدر العن‪ ،‬وهو الطر ُد عو اإلبعأ ُد عو‬

‫واصطالحا‪ :‬هو ههأدات مؤكّدات بأألي ن مقرومة بأللعن‪ ،‬قأئمة مقأ َم ح ا ّد‬
‫حق املرعة( ‪.)2‬‬
‫الرجل‪ ،‬ومقأم ح ّد الزِّ مأ يف ّ‬
‫حق َّ‬
‫القذع يف ّ‬
‫ِ‬ ‫وسبب مرشوعيته‪ :‬ملََّأ مَزَ َل قوله تعأىل‪َ { :‬و َّال ـ ِ َ‬
‫ين َي ْر نم ـو َن املْن ْح َص ـنَات نث ـ َّْ َمل ْ‬
‫ك نه نْ‬ ‫ني َجلْدَ َوال تَ ْقبَلنوا َنهل ْْ َش َها َد أَبَدا َوأنولَئِ َ‬
‫اجلِدن و نه ْْ ثَ َاممِ َ‬
‫َيوْتنوا بِوَ ْربَ َع ِة نش َهدَ ا َء َف ْ‬
‫الصحأبة من مضموَّنأ فنزلت آية اللعأن‪.‬‬ ‫اس نقو َن} ( ‪ ،)3‬تأ بعض َّ‬ ‫الْ َف ِ‬

‫قأل عبد اهلل بن مسعود ‪( :‬بين كنّأ يف امل سجد ليلة اجلمعة إا دخل علينااأ‬
‫الر َ‬
‫جل جي ُد مع امرعته رجالً‪ ،‬فإن قتلااه‬ ‫رجل عمصأري‪ ،‬فقأل‪ :‬يأ رسول اهلل‪ ،‬عرعيتم َّ‬
‫قتلتموه‪ ،‬وإن تكلَّم جلدُتوه‪ ،‬وإن سكت سكت عااىل غيظااه‪ ،‬ثاام قااأل‪ :‬اللهاام‬
‫اج نه ْْ َو َمل ْ َيك ْنن َنهل ْْ نش َهدَ ا نء إِ َّال أَمْ نف ن نه ْْ‬ ‫افتح‪ ،‬فَنَزَ ل قوله تعأىل‪َ { :‬والَّ ِ َ‬
‫ين َي ْر نمو َن أَ ْز َو َ‬

‫‪ ، 425‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 554‬واملغرب‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املصبأح املنري‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬كنز الدقأئق ‪ ، 14 :2‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬من سورة النور‪.4:‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪266‬‬
‫ام نة أَ َّن لَ ْعنَ َ اَّللَِّ َعلَيهِ‬ ‫ني‪َ .‬و َْ ِ‬ ‫الصادِقِ َ‬
‫َفشَ َها َد ن أَ َح ِد ِه ْْ أَ ْر َب نع َش َها َدات بِاَّللَِّ إِمَّ نه ملَِ َن َّ‬
‫ْ‬ ‫اخل َ‬
‫اب أَ ْن تَشْ َهدَ أَ ْربَ َع َش ـ َها َدات بِ ـاَّللَِّ إِ َّم ـ نه ملَِ ـ َن‬
‫ني‪َ .‬و َيدْ َرأن َعنْ َها الْ َع َ َ‬ ‫إِ ْن َكا َن ِم َن الْكَاذِبِ َ‬
‫الصادِقِ َ‬
‫ني} ( ‪.)2 ().)1‬‬ ‫ب اَّللَِّ َعلَ ْي َها إِ ْن كَا َن ِم َن َّ‬ ‫َض َ‬‫ام َ َة أَ َّن غ َ‬‫اخل ِ‬
‫ني‪َ .‬و َْ‬ ‫الْكَاذِبِ َ‬
‫الرجل عمأم القأيض عربع مرات‪ :‬عههد بأهلل ّعين ملَأن‬ ‫وكيفية اللعان‪ :‬عن يقول َّ‬
‫اِّل إن كناات ماان‬
‫الصأدقني في رميتهأ به من الزِّ مأ‪ ،‬وقأل يف اخلأمسااة‪ :‬لعنااة اهلل عا َّ‬
‫َّ‬
‫الكأابني‪.‬‬
‫وعن تقول بعد الك عربع مرات عيضأً‪ :‬عهه ُد بأهلل إمَّه ملأن الكأابني في رمااأين‬
‫وإم ا‬
‫الص اأدقني( ‪َّ ،)3‬‬
‫اِّل إن ك اأن ماان َّ‬
‫به من الزِّ مأ‪ ،‬وقألت يف اخلأمسة‪ :‬غضب اهلل عا َّ‬
‫ألَّنأ تتجااأرس بااأللعن عااىل مفسااهأ كأابااة؛ أل َّن النِّسااأء‬
‫خص الغضب يف جأمبهأ؛ َّ‬
‫تستعملن اللعن كثرياً‪ ،‬فأختري الغضب لتتقي وال تقدم عليه( ‪.)4‬‬

‫ورشوط اللعان‪:‬‬
‫ع‪ .‬عن يكومأ عأقلني‪.‬‬
‫ب‪ .‬عن يكومأ بألغني‪.‬‬

‫ج‪ .‬عن يكومأ مسلمني‪.‬‬

‫)‪ (1‬من سورة النور اآليأت (‪.)9- 6‬‬


‫)‪ (2‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ،112 :10‬وسنن البيهقي الكبري ‪ ، 405 :7‬ورشح معأين اآلثأر ‪:3‬‬
‫‪ ، 99‬ومسند عمحد ‪ ، 421 :1‬ومسند ع يعىل ‪ ، 95 :9‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 357‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬جممع األَّنر ‪ ، 458 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪267‬‬
‫يصح من األخرسني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫د‪ .‬عن يكومأ مأرقني‪ ،‬فال‬

‫ها‪ .‬عن يكومأ غري حمدودين يف قذع؛ ألمَّه ليس من عهل اللعأن؛ لعدم عهليااة‬
‫الشَّ هأدة‪.‬‬

‫و‪ .‬عن ال يقيم الزَّ وج البينة عىل صحة مأ قأله‪.‬‬

‫ز‪ .‬عن تنكر املرعة وجود الزِّ مأ منهأ‪.‬‬

‫ح‪ .‬عن تكون املرع ُة عفيفة؛ بأن يسمع عليهأ زمأ يف حيأهتااأ و ت اتَّهم بااه‪ ،‬و‬
‫تورأ بشبهة‪ ،‬وال بنكأح فأسد‪.‬‬

‫مصأً يف الزِّ مأ‪.‬‬


‫ط‪.‬عن يكون القذعُ ّ‬
‫ي‪ .‬عن يكون حأصالً يف دار اإلسالم‪.‬‬
‫ك‪ .‬عن تكون الزَّ وجية قأئمة‪ ،‬بعن يكون عقد النِّكأح صحيحأً‪ ،‬فال لعأن مع‬
‫املبأمة‪ ،‬وال مع املعقود عليهأ عقداً فأسداً‪.‬‬

‫الرشوط وتالعن الزَّ وج والزَّ وج اة عمااأم القااأيض حك ا َم‬


‫فإن اجتمعت هذه ُّ‬
‫بينه بألتفريق وقطع مسب الولد عن عبيه‪ ،‬وعحلقه بأمه‪ ،‬وإن يتالعنأ عو تتااوفر‬
‫مفسه قبل اللعأن‬
‫الزوج َ‬
‫ُ‬ ‫فيه عهلية اللعأن‪ ،‬فال ينتفي مسب الولد‪ ،‬وكذا إاا ك َّذ َب‬
‫عو بعده‪ ،‬وبعد التفريق يلزمه الول ُد و ّد ح َّد القذع( ‪.)1‬‬
‫ويشرتط يف اللعأن رشوط الشهأدة ابتداء وامتهأء‪ ،‬حتى لو قَ َذع غريهأ بعد‬

‫‪ ، 357‬والتبيااني ‪،18- 17 :3‬‬ ‫)‪ (1‬ينظاار‪ :‬رشح األحكااأم الرشااعية ‪ : 1‬ورشح الوقأيااة‬
‫‪ ، 278‬وغريهأ‪.‬‬ ‫والبنأية ‪ ،735 :4‬واملحيط‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪268‬‬
‫فح َّد هبذا القذع‪ ،‬عو زماات املاارعة بعااد الااتالعن فح ادّت‪ ،‬فإمااه ا ّال لااه‬
‫التالعن ُ‬
‫مكأحهأ؛ ألن بقأء عهلية اللعأن رشط؛ لبقأء حكمه( ‪.)1‬‬

‫ومن أحكام اللعان‪:‬‬


‫أ‪ .‬يتوقف التفريق بينهام عىل حكــْ القــايض‪ ،‬فــإذا مل ني َف ـ ِّرق القــايض بي ـنهام‬
‫فالزوجية قائمة‪ ،‬حتى إاا مأت عح ُدمهأ قبل التفريق ورثه اآلخر‪ ،‬ولكاان ال جيااوز‬
‫هل االستمتأع والوقااأع؛ فعاان اباان عماار ‪( :‬املتالعنااأن إاا تفرقااأ ال جيتمعااأن‬
‫عبداً)( ‪.)2‬‬

‫ب‪.‬ينقطع م ب الولد عن أبيه ويلحق بأ ّمه‪ ،‬وحيكْ بكومه أجنبيا ِف النفقة‪،‬‬


‫فال جتب بينه مفقة اآلبأء عىل األبنأء‪ ،‬وبااألعكس‪ .‬واإلرث‪ ،‬فااال تااوارث بياانه ‪،‬‬
‫بمعنى عن قراب َة األبوة ُ‬
‫غري معتربة يف اإلرث‪ ،‬وال حيكْ بكون االبن غري أجنبــي ِف‬
‫الشهاد ‪ ،‬فال تقبل ههأدة املالعن وعصوله َمل ان مفااأه بأللعااأن‪ ،‬وال هااهأدة املنفااي‬
‫يعطي اآلخا َار هاايئأً‬
‫َ‬ ‫وفروعه ملَن مفأه وال ألصوله‪ ،‬والزكا ‪ ،‬فال جيوز ألحدمهأ عن‬
‫حق لفقري عجنبي‪ ،‬والقصاص‪ ،‬فلو‬
‫من زكأة عمواله؛ الحت ل عمه ابنه عو عبوه‪ ،‬وهي ّ‬
‫قتلَه املالعن عمداً ال يقتل فيه‪ ،‬ك لو قتل ُ‬
‫األب ابنه‪ ،‬واملحرمية‪ ،‬فلو عرا َد املالع ُن‬
‫يزو َج بنتَه ملَن مفأه عو البنه‪ ،‬فال جيوز؛ ألمه تمل عن يكون ابنه‪ ،‬وااللتحاق‬
‫عن ِّ‬

‫‪ ، 358‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬


‫)‪ (2‬يف مسند ع حنيفة ‪ . 155 :1‬ويف سنن الدَّ ارقطني ‪ ، 276 :3‬وسانن البيهقاي الكباري ‪:7‬‬
‫يفرق بينه ثم ال‬
‫السنة يف املتالعنني عن ّ‬
‫‪ ، 40‬وعصله يف سنن ع داود ‪ 274 :2‬بلفظ‪( :‬مضت ُّ‬
‫جيتمعأن)‪ .‬ينظر‪ :‬تلخيص احلبري ‪.222 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪269‬‬
‫يصح؛ الحت ل عن يك ِّذ َب النأيف َ‬
‫مفسه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالغري‪ ،‬فلو ا ّدعأه بغري املالعن ال‬

‫التفريق بأللعأن رالق بأئن؛‬


‫َ‬ ‫ج‪.‬إن ال َّزوج ّي َة تنقطع بطلقة بائنة صغرى؛ أل َّن‬
‫الزوج عقدم عىل القذع املوجب للعأن الذي مشأ عنه التَّفريق‪ ،‬فكااأ ّن الاازَّ َ‬
‫وج‬ ‫َ‬ ‫ألن‬
‫مأب عنه القأيض يف التَّفريق‪.‬‬
‫َ‬ ‫هو الذي رلَّق‪ ،‬وإمّ‬

‫‪‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪270‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫اإليالء‬

‫اإليالء لغة‪ :‬احللف( ‪.)1‬‬


‫واصطالحا‪ :‬منع النَّفس عن قربان املنكوحة أربعة أشهر فصاعدا منعا‬
‫الزوجة( ‪ )3‬مدَّ اإلي الء ـ‬ ‫ِ‬ ‫يمنع وط َء‬ ‫ن‬ ‫مةكدا بيشء يلزمه‪ ،‬وهو يشق عليه( ‪ ،)2‬أو ِحلْفٌ‬
‫عقل من‬ ‫وهي عربعة عههر للحرة‪ ،‬وههران لألمة ا‪ ،‬فال إيالء لو حل َ عىل َّ‬
‫ين ني ْةلنو َن ِم ْن مِ َ ائِ ِه ْْ ت ََرب نص أَ ْر َب َع ِة أَ ْش نهر َفإِ ْن َفا نءوا َفإِ َّن اَّللََّ‬
‫مدته( ‪ ،)4‬قأل ‪{ :‬لِلَّ ِ َ‬
‫َغ نفو ٌر َر ِحي ٌْ} ( ‪.)5‬‬

‫‪ ، 61‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تبيني احلقأئق ‪ ، 261 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫( ‪ )3‬ولو مآالً‪ :‬كقوله ألجنبية‪ :‬إن تزوجتك فواهلل ال عقربك؛ ألن املعترب وقت تنجيز اإلياالء‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪.545 :2‬‬
‫‪ ، 348‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الوقأية ورشحهأ لصدر الرشيعة‬
‫)‪ (5‬البقرة‪.226 :‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪271‬‬
‫ومن أحكام اإليالء( ‪:)1‬‬

‫أ‪.‬يقع طلقة بائنة إن ّبر‪ ،‬والكفار ن واجلزا نء إن َحنِث( ‪.)2‬‬


‫ب‪.‬إن َآل من املطلقة البائنة مل يكن موليا لعدم بقاء الزوجية؛ إا ال َّ‬
‫حق هلأ يف‬
‫الوطء‪ ،‬فلم يكن مأمعأً حقهأ؛ بخالع الرجعية‪ ،‬وإن َآل من املطلقة الرجعية كأن‬
‫موليأً؛ لبقأء الزوجية‪ ،‬فإن امقضت عدهتأ قبل امقضأء مدة اإليالء يسقط اإليالء؛‬
‫لفوات املحليَّة( ‪.)3‬‬
‫رتقهأ‪ ،‬عو‬ ‫بأحدمهأ‪ ،‬عو صغ أرمهأ‪ ،‬عو أ‬
‫أ‬ ‫ض‬‫ج‪.‬إن َعج َز عن الفيء بالوطءِ؛ ملر ٍ‬
‫ت ُم َّدتُ ُه‬‫مض ْ‬ ‫ففية نه قولن نه‪ :‬فِئْ ن إليها‪ ،‬فال ُ‬
‫تطلق بعده لو َ‬ ‫أ‬
‫عربعة عهه ٍر بينه ‪ ،‬ن‬ ‫ملسريةأ‬

‫صح قبل مدَّ تِه ن‬


‫ففية نه بوطئه( ‪.)4‬‬ ‫وهو عأجز‪ ،‬فإن َّ‬
‫وأحوال احللف لإليالء‪:‬‬
‫إن كان حلفه باَّلل تعاىل َتب الكفار إن حنث وي قط اإليالء‪ ،‬وتقع طلقة‬

‫الزوج عىل مأ يفيد ترك ورئ زوجته‬ ‫)‪ (1‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)123‬ع‪ .‬إاا حل‬
‫مدة عربعة عههر فأكثر عو دون حتديد مدة واستمر عىل يمينه حتى مضات عربعاة عهاهر رلاق‬
‫عليه القأيض رلقة رجعية بطلبهأ‪ .‬ب‪ .‬إاا استعد الزوج للفيء قبل التطليق عجله القأيض مدة‬
‫ال تزيد عن ههر فإن يفئ رلق عليه رلقة رجعياة ماأ تكان مكملاة للاثالث‪ .‬ج‪ .‬يشارتط‬
‫لصحة الرجعة يف التطليق لإليالء عن تكون بألفيء فعالً عثنأء العدة إال عن يوجد عاذر فتصاح‬
‫بألقول‪.‬‬
‫‪ ، 348‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫( ‪ )3‬ينظر‪ :‬اللبأب ‪ ، 61 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 350‬والكنز ‪ ، 267- 266 :2‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪272‬‬
‫بائنة إن قرهبا‪ ،‬فإن يكون مةبدا‪ ،‬كمن قأل لزوجته‪ :‬واهللُ ال عقربُك‪ ،‬فإن مل يقرهبا‬
‫عربعة عههر تبني بواحدة‪ ،‬فإن عقد عليهأ من جديد و يقرهبأ عربع َة عهه ٍر تبني‬
‫مرة عخرى و يقرهبأ عربعة عهه ٍر تبنيُ ثألثأً‪ ،‬يف احلل أ املؤ َّبد‬
‫ثأميأً‪ ،‬فإن عقد عليهأ ّ‬
‫َّ‬
‫ينحل‬ ‫يقر ْهبأ‪ ،‬فلم‬ ‫ثالث تطليقات من غري قربان بقي ِ‬
‫احل ْلف؛ ألمَّه‬ ‫ن‬ ‫وقع‬
‫إذا َ‬
‫َ‬
‫جتب الك ّفأرة؛‬
‫مكحهأ بعد الزَّ وجأ الثَّأين‪ ،‬وقرهبأ ُ‬
‫يبق اإليالء‪ ،‬فلو َ‬ ‫َ‬ ‫اليمنيُ ‪ ،‬لكن‬
‫يبق اإليالء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يقر ْهبأ ال تبنيُ بأإليالء؛ ألمه‬ ‫أ‬
‫لبقأء اليمني‪ ،‬ولو‬
‫َ‬
‫وإن يكون مةقتا‪ ،‬كمن قأل لزوجته‪ :‬واهلل ال عقربُك عربع َة عههر‪ ،‬فإن مل‬
‫وسقط احللفن ‪ ،‬حتى لو عقد من جديد بعد امتهأء‬ ‫َ‬ ‫يقرهبا ِف املد بام بواحد ‪،‬‬
‫مدة اإليالء‪ ،‬و يقرهبأ ال تبني‪.‬‬
‫د‪.‬إن كان حلفه تعليقا‪ ،‬جيب اجلزاء إن حنث وي قط اإليالء‪ ،‬وتقع طلقة‬
‫بائنة إن قرهبا‪ ،‬فإن يكون مةبدا‪ ،‬إن كان اجلزاء غري الطالق‪ ،‬كمن قال لزوجته‪ :‬إن‬
‫حج‪ ،‬عو صوم‪ ،‬عو صدقة‪ ،‬عو محوه ممأ يشق‪ ،‬بخالع فَ َّ‬
‫عِّل صالة‬ ‫فعيل ّ‬
‫َّ‬ ‫قربتك‬
‫فعِّل مئة ركعة( ‪ ،)1‬فحكمه حكم‬
‫ّ‬ ‫ركعتني‪ ،‬فليس بمول؛ لعدم مشقته ‪ ،‬بخالع‬
‫بأهلل‪ ،‬فيبقى احلل ‪ .‬وإن كان اجلزاء طالقا كمن قال لزوجته‪ :‬إن‬ ‫املؤبد يف احلل‬
‫قربتك فوم ِ طالق ‪ ،‬فحكمه كألسأبق إال عمه ال يبقى احلل ؛ ألن تنجيزَ الطالق‬
‫ُيبْطأ ُل التَّعليق؛ ألن اإليالء بمنزلة تعليق الطالق بمم الزمأن كأمه قأل‪ :‬كل‬
‫مىض عربعة عههر فأمت رألق‪ ،‬فال يبقى بعد استيفأء هذا امللك؛ ألن صحته‬
‫بأعتبأر هذا امللك‪.‬‬

‫( ‪ )1‬ينظر‪ :‬الدر املختأر ‪.548 :2‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪273‬‬
‫وإن يكون مةقتا‪ ،‬ففي صوريت اجلزاء إن كأن رالقأً عو غريه‪ ،‬فإمه جيب‬
‫اجلزاء إن فأء قبل امتهأء الوقت املحدد‪ ،‬وإن ي ء وقع رلقة بأئنة( ‪ ،)1‬ك سبق‪.‬‬
‫ومكث يومأً‪ ،‬ثم قأل‪ :‬واهللُ ال عقربُك‬ ‫َ‬ ‫فلو قأل‪ :‬واهللُ ال عقربُك ههرين‪،‬‬
‫األو أل كأن حل ُف ُه عىل‬ ‫الشَّ هرين بعد الشَّ هري أن ا َّ‬
‫ألولني‪ ،‬يكن موليأً؛ أل َّن يف اليو أم َّ‬
‫أ‬
‫عربعة عهه ٍر إالَّ يومأً واحداً‪.‬‬ ‫ههرين‪ ،‬ويف اليو أم الثَّأين كأن حل ُف ُه عىل‬
‫ولو قأل‪ :‬واهلل ال عقربُك سن ًة إالَّ يومأً؛ فإمه ال يكون موليأً؛ ألمَّه يمكن له‬
‫السنة؛ ألمه استثنى يومأً منكراً( ‪.)2‬‬
‫قربأَّنأ يف عي يوم من عيأم َّ‬
‫عدخل الكوفة‪ ،‬وامرعتُه هبأ؛ فإمه ال يكون موليأً؛ ألمَّه‬
‫ُ‬ ‫ولو قأل‪ :‬واهلل ال‬
‫يمكن عن خترج له زوجته من الكوفة فيقرهبأ( ‪.)3‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ، 349- 348‬والتبيني ‪ ، 165- 261‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬


‫( ‪ )2‬ينظر‪ :‬رمز احلقأئق ‪ ،202 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ،349‬وجممااع األَّناار ‪ ، 446- 445 :1‬رد املحتااأر ‪،554 :2‬‬ ‫( ‪ )3‬ينظاار‪ :‬رشح الوقأيااة‬
‫وتبيني احلقأئق ‪ ،265- 264 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪274‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫الظِّهار‬
‫الظهار لغة‪ :‬مقيض البطأمة( ‪.)1‬‬

‫عرب به عنهأ‪ ،‬عو جزء هأئع منهأ‬ ‫أ‬


‫واصطالحا‪ :‬وهو تشبي ُه زوجته‪ ،‬عو مأ ِّ َ‬
‫عِّل كظه أر ُعمي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مظره إليه من ععضأء حمأرمه مسبأً‪ ،‬عو رحأعأً‪ :‬كأَمْت َّ‬ ‫بعضو ر ُم ُ‬
‫أ‬
‫كفرجهأ‪،‬‬ ‫أ‬
‫كفخذهأ‪ ،‬عو‬ ‫رعسك‪ ،‬ومحوه‪ ،‬عو مص ُفك كظه أر ع ِّمي‪ ،‬عو كبطنأهأ‪ ،‬عو‬ ‫عو ُ‬
‫عو كظه أر عختي‪ ،‬عو ع َّمتي مسب ًأ عو رحأع ًأ( ‪.)2‬‬
‫أ‬
‫حمأرمه‬ ‫وهذه علفأظ الظهأر رص أً؛ أل ّن فيهأ تشبيه زوجته بعضو من ععضأء‬
‫أ‬
‫ينو هيئأً‪ ،‬فال يكون رالقأً‪ ،‬عو‬ ‫غريه‪ ،‬سواء موى الظهأر‪ ،‬عو‬ ‫ُ‬
‫حتتمل َ‬ ‫ليست‪ ،‬وال‬
‫إيالء( ‪.)3‬‬
‫أ‬
‫ويكون الظِّهأر كنأية بحيث تأج إىل الن ّية‪ :‬كأمت َّ‬
‫عِّل مثل ع ِّمي‪ ،‬عو كأ ِّمي‪،‬‬
‫أ‬
‫ينو‬ ‫الق بأمَت‪ ،‬وإن‬‫صحت ميَّتُه‪ ،‬وإن م ََوى الطَّ َ‬
‫فإمه إن موى الكرامة عو الظِّهأر َّ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الصحأح‪.732 :2‬‬


‫‪ ، 353‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫الرعأية ‪ ، 131 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫‪ ، 353‬وعمدة ِّ‬ ‫( ‪ )3‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪275‬‬
‫ء قد‬ ‫ء بأل‬ ‫هيئأً َلغَأ؛ ألمه كالم تمل وجوهأً‪ :‬ألن مثل للتشبيه‪ ،‬وتشبيه ال‬
‫رب والكرامة يكن مظأهراً؛‬
‫يكون من وجه وقد يكون من وجوه‪ ،‬فإاا موى به ال ّ‬
‫رب والكرامة كأمي‪ ،‬وإن موى‬
‫ألن مأ مواه حمتمل‪ ،‬ومعنأه عمت عندي يف استحقأق ال ّ‬
‫الظهأر فظهأر؛ ألمه َهبَّههأ بجميع األم‪ ،‬ولو َهبَّههأ بظهر األم كأن ظهأراً‪ ،‬فإاا‬
‫ء( ‪.)1‬‬ ‫َه َّبههأ بجميع األم كأن عوىل‪ ،‬وإن يكن له مية فليس الك ب‬

‫صح مأ موى من رالق‪ ،‬عو ظهأر؛ ألمه إاا اكر مع‬


‫عِّل حرام كأ ِّمي‪َّ ،‬‬ ‫أ‬
‫و عمت َّ‬
‫تمل معنى الكرامة‪ ،‬فتعني التحريم‪ ،‬وهو تمل حتريم‬ ‫التشبيه التحريم‬
‫الظهأر و تمل حتريم الطالق‪ ،‬فريجع إىل ميته فإن يكن له م ّية يكون ظهأراً؛ ألن‬
‫عِّل‬ ‫أ‬
‫حرع التشبيه خيتص بألظهأر فمطلق التحريم مل عليه ‪ ،‬بخالع عمت َّ‬
‫( ‪)2‬‬

‫حرام كظه أر ع ِّمي ظهأر؛ فإن هذا اللفظ ال يثبت به إال الظهأر‪ ،‬فلو موى الطالق عو‬
‫اإليالء‪ ،‬عو قأل‪ :‬عمو به هيئأً‪ ،‬يكون ظهأراً( ‪.)3‬‬

‫ومن أحكام الظِّهار( ‪:)4‬‬

‫أ‪.‬حيرم الظهار وطةها‪ ،‬ودواعيه حتَّى نيك ِّف َر‪ ،‬فإن َورأئ قبل التَّكفري‪،‬‬

‫( ‪ )1‬ينظر‪ :‬املبسوط ‪ ،228 :6‬وغريه‪.‬‬


‫( ‪ )2‬ينظر‪ :‬البدائع ‪ ، 232 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫( ‪ )3‬ينظر‪ :‬العنأية ‪ ، 249 :4‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)124‬إاا ظأهر الزوج من زوجته و يكفار عان يماني‬
‫الظهأر ورلبت الزوجة التفريق لعدم تكفريه عن يميناه عماذره القاأيض باألتكفري عناه خاالل‬
‫عربعة عههر من تأريخ تبلغه اإلمذار فإن امتنع لغري عذر حكم القاأيض باألتطليق علياه رلقاة‬
‫رجعية مأ تكن مكملة للثالث‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪276‬‬
‫أ‬
‫للوطء احلرام‪ ،‬وال يطأهأ ثأمية‬ ‫آخر‬
‫ء ُ‬ ‫استغفر‪ ،‬وك َّف َر للظِّهأر فقط‪ ،‬وال ُ‬
‫جيب‬
‫حتى يك ِّفر‪.‬‬
‫ب‪.‬إن عزم املظاهر عىل وطئ زوجته َتب فيه الكفار ‪ ،‬وهو معنى العود‪،‬‬
‫اه نرو َن ِم ْن مِ َ ائِ ِه ْْ ثن َّْ َي نعو ندو َن ملَا َقالنوا َفت َْح ِر نير َر َقبَة ِم ْن‬
‫ين يظَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يف قوله تعأىل‪َ { :‬واَلَّ َ ن‬
‫َق ْب ِل َأ ْن َيت ََام َّسا}‪ ،‬فإمّ ه إن ريض عن تكون حمرمة‪ ،‬و يعزم عىل ورئهأ ال جتب‬
‫الكفأرة‪ ،‬ولو عزم ثم ترك العزم ال جيب عيضأً‪ ،‬فعلم عن الكفأرة ال جتب بمجرد‬
‫الظهأر( ‪.)1‬‬
‫ج‪ .‬إن ظاهر من م ائه جيب لكل منهن كفار عىل حد ‪ ،‬كمن قأل لنسأئه‪:‬‬
‫عِّل كظه أر ع ِّمي‪.‬‬
‫عمتُ َّن َّ‬
‫وكفار الظهار‪:‬‬
‫َتب عىل الَّتتيب التايل‪:‬‬
‫والصغري‪،‬‬‫َّ‬ ‫‪.1‬عتق رقبة‪ ،‬وجأ َز فيهأ املسل ُم والكأفر( ‪ ،)2‬وال َّذكر‪ ،‬واألُمثى‪،‬‬
‫اه نرو َن ِم ْن مِ َ ائِ ِه ْْ ثن َّْ َي نعو ندو َن َملِا َقالنوا‬
‫ين يظَ ِ‬ ‫ِ‬
‫والكبري‪ ،‬وغريهأ؛ قأل ‪َ { :‬والَّ َ ن‬
‫َفت َْح ِر نير َر َقبَة ِم ْن َقبْ ِل أَ ْن َيت ََام َّسا} ( ‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬فتح بأب العنأية ‪ ، 150 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫( ‪ )2‬وعند الشأفعي ‪ ‬املسلم فقط‪ .‬ينظار‪ :‬املنهاأج ‪ ، 360 :3‬واملحاِّل عاىل املنهاأج‪،22 :4‬‬
‫وَّنأية املحتأج ‪ ، 92 :7‬وغريهأ‪ .‬فال مل املقيد يف كفأرة القتل عىل املطلاق يف كفاأرة الظهاأر‬
‫عند األحنأع‪ ،‬وهو من موع مأ احتدّ فيه احلكم واختلفت فيه احل أدثة‪ .‬ينظار‪ :‬جترياد التجرياد‬
‫‪ ، 28‬والفصول يف األصول ‪ ، 310 :1‬والبحار املحايط ‪ ، 30 :5‬ورشح الكوكاب املناري‬
‫‪ ، 421‬وحأهية العطأر‪.81 :2‬‬
‫)‪ (3‬من سورة القصص‪3:‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪277‬‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وال مخ ٌة نُنِي صو نمها‪،‬‬
‫ن‬ ‫‪.2‬صيا نم شهري ِن والء ليس فيهام‬
‫وهي‪ :‬يوم الفطر ويوم النحر وعيأم الترشيق‪.‬‬
‫بغريه‪ ،‬عو ورأئهأ يف الشَّ هرين ليالً عمداً‪ ،‬عو يومأً سهواً‪،‬‬
‫عفطر بعذر‪ ،‬عو أ‬
‫ولو َ‬
‫جيب عن يكو َن مقدَّمأً عىل املسي أ‬
‫س خأليأً عنه‪،‬‬ ‫الصوم؛ ألن الصوم ُ‬‫فإمه يستأم َ َّ‬
‫جب رعأيته؛‬‫س ممكن‪ ،‬فت ُ‬ ‫فألتَّق ُّد ُم عىل املسيس قد فأت‪ ،‬لك َّن ُخلُ َّو ُه عن املسي أ‬
‫لفوات الت تأبع‪ ،‬وهو قأدر عىل التتأبع عأدة‪ ،‬بخالع املرعة إاا عفطرت يف كفأرة‬
‫القتل بعذر احليض فإَّنأ ال تستأم ؛ ألَّنأ معذورة عأدة ال جتد ههرين متتأبعني‬
‫ني ِم ْن َق ْب ِل َأ ْن‬
‫جيدْ َف ِص َيا نم َش ْه َر ْي ِن نمتَتَابِ َع ْ ِ‬
‫ال حتيض فيه ( ‪ ،)1‬قأل تعأىل‪َ { :‬ف َم ْن َمل ْ َ ِ‬
‫َيت ََام َّسا} ( ‪.)2‬‬
‫‪.3‬إطعام ستِّني م كينا كال قدر صدقة ِ‬
‫الفطر ‪ ،‬أو قيمتها( ‪ ،)3‬وإن غدَّ اهْ‬ ‫َ‬
‫قل ما أكلوا أجزأه؛ ألن املعترب دفع‬ ‫أ‬
‫الغداء والعشأء وإن َّ‬ ‫وعشَّ اهْ وأشب َعهْ يف‬
‫مرتني( ‪ ،)4‬وإن ورئ خالل‬ ‫كل يوم ّ‬ ‫حأجة اليوم‪ ،‬والعأدة حدوث احلأجة يف ّ‬
‫اإلرعأم ال يستأم ؛ ألن النص يف اإل رعأم مطلق غري مقيد ب قبل املسيس‬
‫ِّني ِم ْ كِينا} ( ‪.)5‬‬
‫فيجري عىل إرالقه‪ ،‬قأل تعأىل‪َ { :‬ف َم ْن َمل ْ َي ْ تَطِ ْع َفإِطْ َعا نم ِست َ‬

‫( ‪ )1‬ينظر‪ :‬البنأية ‪ ، 715 :4‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬املجأدلة‪.4:‬‬
‫‪ ، 120‬وا ملنهأج ورشحه املحتاأج‬ ‫الشأفعي ال جيوز إخراج القيمة‪ .‬ينظر‪ :‬التنبيه‬
‫( ‪ )3‬وعند َّ‬
‫‪ ، 362 :3‬وغريهأ‪.‬‬
‫احلقأئق ‪ ، 221 :1‬وغريهأ‪.‬‬ ‫( ‪ )4‬ينظر‪ :‬كش‬
‫)‪ (5‬املجأدلة‪.4:‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪278‬‬
‫فلو ععطى مص صأع بُ ّر ملسكني واحد ههرين جأز‪ ،‬عمأ لو ععطأه إيأه يف‬
‫ال عن هذا اليوم ( ‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد قد َر الشَّ هري أن فإمه ال جيو ُز إ َّ‬ ‫يو ٍم‬

‫‪‬‬

‫‪ ، 356- 355‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪279‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫التَّفريق بني الزوجني بالقضاء‬
‫املطلب األول‪ :‬األمراض التي جيب فيها التفريق‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العِنِّني‪:‬‬
‫لغة‪ :‬ال ُعنَّة صفة العأنِّني‪ :‬وهو ا َّلذي ال يقدر عىل إتيأن املرعة( ‪.)1‬‬
‫واصطالحا‪ :‬وهو الذي ال يصل إىل النِّسأء مع وجااود اآللااة‪ ،‬عو يصاال إىل‬
‫الثَّيب دون األبكأر( ‪.)2‬‬

‫وحكمه‪:‬‬

‫أجلَه احلاك نْ بعد طلبها ســنة َّ‬


‫قمري ـة‪،‬‬ ‫أقر العِنِّني أمَّه مل ْ‬
‫يصل إيل زوجته َّ‬ ‫أ‪.‬إن َّ‬
‫أ‬
‫ومرحهأ َّال اذي‬ ‫مرح أه‬
‫حيضهأ من حمن السنة‪ ،‬بخالع مدَّة أ‬ ‫ويعد رمضأ ُن وعيأم أ‬
‫َّ‬
‫فر َق القأيض‬ ‫ْ‬
‫يصل فيهأ َّ‬ ‫السنة‪ ،‬فإن‬
‫ال يستطيع معه الوطء‪ ،‬فإمَّه ال يعد من حمن َّ‬
‫ت املرع ُة التَّفريق؛ فعن عمر بن اخلطأب ‪ « :‬إ َّن امرعة عتتااه فأخربتااه‬ ‫بينه إن رلبَ أ‬

‫‪ ، 330‬وغريهأ‪.‬‬ ‫‪ ، 47‬واملغرب‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬


‫‪ ، 62‬وفتح بأب العنأية ‪ ، 192 :2‬وغريهأ‪.‬‬ ‫( ‪ )2‬ينظر‪ :‬الكنْز‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪280‬‬
‫ع َّن زوجهأ ال يصل إليهأ فأجله حوالً‪ ،‬فل امقىض حااول و يصاال إليهااأ خريهااأ‬
‫ففرق بينه عمر ‪ ‬وجعلهأ تطليقة بأئنة»( ‪.)1‬‬
‫فأختأرت مفسهأ‪َّ ،‬‬
‫العنااني‪ ،‬وإن‬ ‫العنني وزوجته بوصوله إليهأ وكأمت ثيّبأً حلِّ ا‬ ‫و إن اختل‬
‫الرجل؛ أل َّن الثِّيأب َة وإن ثبتت‬
‫َّ‬ ‫كأمت بكراً‪ ،‬فإ َّن النِّسأء تنظر‪ ،‬فإاا قُلْ َن‪ :‬ث ّيب‪ُ ،‬حلِّ‬
‫الرجاال إىل امل ارعة الحاات ل زوال‬
‫بقول النِّسأء ليس ماان رضورة ثبوهتااأ وصااول َّ‬
‫ء آخر فيحل ‪ ،‬فإن َح َل َ بطل ح ُقهااأ يف التَّفريااق‪ ،‬وإن مكاال العنااني‬ ‫بكأرهتأ ب‬
‫يؤجل سنّة‪ ،‬وكذلك إن قألت النسأء‪ :‬بكر فإمَّه يؤجل سنة‪.‬‬
‫عن احلل ‪ ،‬فإمه ّ‬
‫وبعد تأجيله َسن ًة إن اختلفأ يف الوصول إليهأ‪ ،‬فإن كأمت ثيبأً ُحلِّ ‪ ،‬وبطا َال‬
‫بطل سأبقأً‪ ،‬وإن مكل فإ َّن املرعة ختري‪ ،‬وعمأ إن قألاات‬
‫ح ُقهأ يف التَّفريق بحلفه حيث َ‬
‫النِّسأء‪ :‬بكر‪ ،‬فإ َّن املرعة ختري ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫الراية ‪ ، 254 :3‬ويف سنن البيهقاي الكباري ‪ 226 :7‬كا يف‬


‫( ‪ )1‬رواه يف اآلثأر‪ ،‬ك يف مصب َّ‬
‫‪.475‬‬ ‫رشح قأمون األحوال‬
‫‪ ، 360- 359‬وجممع األَّنر ‪ ، 463 :1‬وغريهأ‪.‬‬ ‫( ‪ )2‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)130‬إاا راجعت الزوجاة القاأيض ورلبات التفرياق‬
‫لوجود عيب يف الزوج ينظر‪ :‬ف إن كاأن العياب غاري قأبال للازوال كام باألتفريق بيانه يف‬
‫احلأل‪ ،‬وإن كأن قأبالً للزوال كألعنة يمهل الزوج سنة من يوم تسليمهأ مفسهأ له عو مان وقات‬
‫برء الزوج إن كأن مريض ًأ‪ ،‬وإاا مرض عحد الزوجني عثنأء األجل مدة قليلاة كأمات عو كثارية‬
‫بصورة ُتنع من الدخول عو غأبت الزوجة فأملدة التي ُتر عىل هذا الوجه ال حتساب مان مادة‬
‫األجل‪ ،‬لكن غيبة الزوج وعيأم احليض حتسب‪ ،‬فإاا يزل العيب يف هذه املادة وكاأن الازوج‬
‫غري راض بألطالق والزوجة مرصة عىل رلبهأ كام القاأيض باألتفريق‪ ،‬فاإاا ادعاى يف بادء‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪281‬‬
‫ب‪ .‬يعترب تفريق القأيض بسبب ال ُعنّة رلقة بأئنة؛ لتملك املرعة مفسهأ‪.‬‬

‫كل امله أر إن خال هبأ‪.‬‬


‫ج‪.‬تستحق زوجة العنني ّ‬
‫ُّ‬

‫د‪ .‬جيب الع َّدة عىل زوجة العنني بعد التَّفريق‪.‬‬


‫اخليص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثاميا‪:‬‬
‫سل ُعمثيأه وبقي َاك َُره( ‪.)1‬‬
‫وهو ا َّلذي َّ‬

‫وحكمه‪ :‬حكم العأنِّني يف التَّأجيل( ‪.)2‬‬


‫ثالثا‪ :‬املجبوب‪:‬‬
‫وهو مقطوع ال َّذكَر‪ ،‬واجلب القطع( ‪.)3‬‬

‫يف ا ِّر َق حااأالً بياانه يف احلااأل بطلااب املاارعة؛ َّ‬


‫ألم اه ال فأئ اد َة يف‬ ‫وحكمه‪ :‬عمَّه ُ‬
‫الورئ منه متوقَّع‪.‬‬ ‫اخليص‪ ،‬فإ َّن‬ ‫أ‬
‫بخالع‬ ‫تأجيلأه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬

‫وهذا األمراض الثالثة جيب هب أ التفريق عند ع حنيفة وع يوس ‪ ،‬وعنااد‬


‫‪ ،‬فأملرع ُة بأخليأر‪ ،‬وإن‬ ‫حم َّم ٍد عحأع هلأ‪ :‬إن كأن بألزَّ وج جنون‪ ،‬عو ُجذام‪ ،‬عو بر‬

‫املرافعة عو يف ختأمهأ الوصول إليهأ ينظر‪ :‬فإاا كأمت الزوجاة ثيبا ًأ فاألقول قاول الازوج ماع‬
‫اليمني وإن كأمت بكراً فألقول قوهلأ بيمينهأ‪.‬‬
‫‪ ، 47‬وفتح بأب العنأية ‪ ، 165 :2‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬
‫‪ ، 360‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الوقأية‬
‫‪ ، 47‬وفتح بأب العنأية ‪ ، 165 :2‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪282‬‬
‫مفس أه بألطَّالق ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬ ‫الَّضر عن أ‬
‫كأمت بأملرعةأ ال؛ ألمَّه يمك ُن للزَّ وجأ دف ُع َّ‬

‫‪ ، 360‬وغريه‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الوقأية ورشحهأ لصدر الرشيعة‬


‫‪،‬‬ ‫واجلاذام‪ ،‬والارب‬ ‫أ‬
‫العياوب اخلمساة‪ ،‬وهاي‪ :‬اجلناون‪ُ ،‬‬ ‫)‪ (2‬وعند الشاأفعي ‪ ‬يتخاري يف‬
‫وال َق ْرن‪ِّ ،‬‬
‫والرتق‪ .‬ينظر‪ :‬األم ‪ ، 277 :8‬والغرر البهية ‪ ، 161 :4‬واملحِّل عىل املنهأج ‪،262 :3‬‬
‫حق التفريق يثبت للزوجني مع ًأ‪.‬‬
‫وغريهأ‪ .‬واهب املألكية والشأفعية واحلنأبلة وغريهم إىل عن ّ‬
‫‪ ، 475‬وغريه‪.‬‬ ‫ينظر‪ :‬رشح قأمون األحوال‬
‫وجأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)128‬للمرعة السأملة من كل عيب ول دون الدخول هباأ‬
‫عن ترا جع القأيض وتطلب التفريق بينهأ وبني زوجهأ إاا علمت عن فيه علاة حتاول دون بنأئاه‬
‫هبأ‪ :‬كأجلب والعنة واخلصأ وال يسمع رلب املرعة التي فيهأ عيب من العيوب التي حتول دون‬
‫الدخول هبأ كألرتق والقرن‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)129‬الزوجة التي تعلم قبل عقد الزواج بعيب زوجهأ املأمع من الادخول هباأ‬
‫بألعيب رصاحة عو داللة بعد العقد يسقط حقهأ يف التفريق ماأ عادا العناة َّ‬
‫فاإن‬ ‫عو التي تر‬
‫العلم هبأ قبل عقد الزواج ال يسقط حقهأ ولو سلمت مفسهأ‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)131‬إاا ظهر للزوجة قبل الدخول عو بعده َّ‬
‫عن الزوج مبتىل بعلة عو مارض ال‬
‫عو السال عو الزهاري عو اإليادز عو رارعت‬ ‫يمكن اإلقأمة معه بال حارر‪ :‬كأجلذام عو الرب‬
‫ماثل هذه العلال واألمراض فلهأ عن تراجع القأيض وتطلب التفريق والقأيض بعد االستعأمة‬
‫ينظر فإن كأن يغلب عىل الظن تعاذر الشافأء كام بفساخ عقاد‬ ‫بأهال اخلربة واالختصأ‬
‫الزواج بينه فاي احلأل وإن كأن يغلاب عا ىل الظان حصاول الشافأء عو زوال العلاة يؤجال‬
‫التفريق سنة واحدة فإاا تزل يف هذه املدة و يرض الزوج بألطالق وعرصت الزوجاة عاىل‬
‫رلبهأ كم القأيض بألتفريق عيض ًأ‪ ،‬عمأ وجود عيب كألعمى والعارج يف الازَّ وج فاال يوجاب‬
‫التفريق‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪283‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التفريق بالغيبة والشقاق‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زوجة الغائب واملفقود‪:‬‬
‫واملفقود الرجل خيرج أيف َوجه فيفقد فَ َال يعرع َم ْو أحعه َو َال يستبني عمره َعو‬
‫يأرسه ا ْل َعدو فَ َال يستبني َموته( ‪.)1‬‬
‫ال يفرق بني املفقود وبني زوجته إال بموت عقران الزَّ وج ثم تعت ّد امرعته عدَّة‬
‫الوفأة من وقت احلكم بموته( ‪)2‬؛ أل َّن مأ تقع احلأجة إىل معرفته فطريقااه يف َّ‬
‫الرش اع‬

‫ويف الا دة (‪ :)132‬للزوج حق رلب فسخ عقد الزواج إاا وجد يف زوجته عيب ًأ جنسي ًأ مأمع ًأ‬
‫من الوصول إليهأ‪ :‬كألرتق والقرن‪ ،‬عو مرح ًأ منفاراً بحياث ال يمكان املقاأم معهاأ علياه باال‬
‫رضر‪ ،‬و يكاان الاازوج قااد علاام بااه قباال العقااد عو ريض بااه بعااده رصاحااة عو حاامن ًأ‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)133‬العلل الطأرئة عىل الزوجة بعاد الادخول ال تسامع فيهاأ دعاوى رلاب‬
‫الفسخ من الزوج‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)134‬يثبت العيب املاأمع مان الادخول بتقريار مان الطبياب املخاتص مؤياد‬
‫بشهأدته‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)135‬إاا جن الزوج بعد عقد الزَّ واج ورلبت الزَّ وجة من القأيض التَّفريق‪ ،‬فإن‬
‫كأن هنأك تقرير ربي َّ‬
‫بأن هذا اجلنون ال يزول َّفرق القأيض بينه بأحلأل‪ ،‬وإاا كأن من املمكن‬
‫زواله يؤجل التَّفرياق ملدة سنة فإاا تزل اجلنة يف هذه املدة وعرصت الزَّ وجة عىل رلبهأ كم‬
‫القأيض بألتَّافريق‪.‬‬
‫ويف الا دة (‪ :)137‬إاا جدد الطرفأن العقد بعد التَّفريق بسبب العياب عو َّ‬
‫العلاة فلايس ألي‬
‫منه رلب التَّفريق للسبب مفسه‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬خمترص اختالع العل ء للطحأوي‪.329 :2‬‬
‫الشأفعية والظَّأهرية والزَّ يدية َّ‬
‫بأن الزَّ وجة تبقى عىل امة املفقود حتى يتيقن‬ ‫(‪ )2‬وهذا رعي َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪284‬‬
‫الرشعية عااىل‬
‫الرجوع إىل عمثأله‪ ،‬وبقأؤه بعد موت مجيع عقرامه مأدر‪ ,‬وبنأء األحكأم َّ‬
‫ُّ‬
‫الرسخيساا‪ ،‬فقااأل( ‪« :)2‬األليااق بطريااق الفقااه عن ال‬ ‫الظَّأهر دون النَّأدر( ‪َّ .)1‬‬
‫ورجحه َّ َ‬
‫ء؛ أل َّن مصب املقأدير َّ‬
‫بألرعي ال يكون وال مص في اه‪ ,‬ولك ان مقااول‪ :‬إاا‬ ‫يقدر ب‬
‫يبق عحد من عقرامه كم بموته اعتبااأراً حلألااه بحااأل مظااأئره»‪ ،‬قااأل ‪ ‬يف اماارعة‬
‫عِّل ‪ ‬قأل‪« :‬هي اماارعة ابتلياات‬
‫املفقود ‪( :‬إ ََّّنأ امرعته حتى يأتيهأ البيأن) ‪ ،‬وعن ّ‬
‫( ‪)3‬‬

‫موته‪ ،‬وقدر بعضهم الك بموت عقرامه‪ .‬واهب املألكياة واحلنأبلاة واإلمأمياة إىل َّ‬
‫عن التَّقادير‬
‫بأربع سنوات ثم تعتد عدّة الوفأة‪ .‬ينظر‪ :‬املدومة ‪ ، 31- 30 :2‬واملنتقى رشح املورأ ‪- 90 :4‬‬
‫‪ ، 91‬والتأج واإلكليل ‪ ، 501- 495 :5‬و مواهب اجلليل ‪ ، 156 :4‬ورشح ميأرة ‪- 267 :1‬‬
‫‪ ، 149 :4‬والفواكه الدواين ‪ ، 42 :4‬والرشح الكبري ‪ ، 479 :2‬وحأهية‬ ‫‪ ، 268‬ورشح اخلر‬
‫‪ ، 69‬ومنح اجلليل ‪:4‬‬ ‫الدسوقي ‪ ، 479 :2‬والرشح الصغري ‪ ، 693 :2‬وحأهية الصأوي‬
‫‪ ، 321- 318‬واألم ‪ ، 255 :5‬وعسنى املطألب ‪ ، 400 :3‬واملحِّل ‪ ، 52 :4‬وحأهيتأ قلياو‬
‫‪ ، 178‬واملغني ‪،107- 105 :8‬‬ ‫وعمرية ‪ ، 52 :4‬وحأهية اجلمل ‪ ، 457 :4‬واملستصفى‬
‫‪ ، 327‬واإلمصاأع ‪ ، 337- 335 :6‬وكشاأع‬ ‫والفروع ‪ ، 35 :5‬والقواعد البن رجاب‬
‫القنأع ‪ ، 424 :5 465 :4‬واملحىل ‪ ، 316 :9‬ورشائع اإلسالم ‪ ، 28 :3‬والبحار الزَّ خاأر ‪:4‬‬
‫‪ ، 36- 35‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املبسوط‪ ، 38- 34 :11‬وبدائع الصنأئع ‪ ، 198 :6‬واهلداية ‪.386- 384 :4‬‬
‫)‪ (2‬يف املبسوط ‪.36 :11‬‬
‫)‪ (3‬عخرجه الدَّ ارقطني يف سننه عن سوار بن مصعب ثنأ حمماد بان رشحبيال اهلماداين عان‬
‫بمحماد‬ ‫الراية‪ : 386- 385 :4‬وهو حديث حعي‬
‫املغرية بن هعبة‪ ،‬قأل الزَّ يلعي يف مصب َّ‬
‫بن رشحبيل‪ .‬قأل ابن ع ح أتم عن عبيه‪َّ :‬إماه ياروي عان املغارية مناأكري عبأريال‪ .‬وقاأل ابان‬
‫القطأن‪ :‬وسوار بن مصعب عههر يف املرتوكني منه‪ .‬وينظر‪ :‬فتح القدير ‪.146 :6‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪285‬‬
‫فلتصرب حتى يستبني موت عو رالق»( ‪ ،)1‬وقأل ابن جريج‪« :‬بلغني ع َّن ابن مسعود‬
‫‪ ‬وافق عليأً ‪ ‬عىل ع ََّّنأ تنتظر عبداً»( ‪.)2‬‬
‫وع ّيد ابن اهلُ م( ‪ )3‬مذهب احلنفيااة بقولااه‪« :‬احلأصاال ع َّن املسااألة خمتلفااة بااني‬
‫اِّل ‪ ‬إىل ع ََّّن اأ امرعتااه حتااى‬
‫الصحأبة ‪ ،‬فذهب عمر ‪ ‬إىل مأ تقدم‪ ،‬واهب عا ّ‬ ‫َّ‬
‫مرجح اأً ال مثبت اأً‬
‫يصاالح ّ‬ ‫الض اعي‬
‫الرتجاايح واحلااديث َّ‬
‫يأتيهأ البيأن‪ ,‬والشَّ أن يف َّ‬
‫مرجح آخر»‪ ،‬وأل َّن النِّكااأح عاارع‬
‫بأألصأل ة‪ ,‬ومأ اكر من موافقته ابن مسعود ‪ّ ‬‬
‫ثبوته والغيبة ال توجب الفرقة واملوت يف حيز االحت ل‪ ،‬فال يزال النِّكأح بألشَّ ك‪،‬‬
‫فألنِّكأح معلوم بيقني فال يزال إال بيقني( ‪ ،)4‬واستصحأبأً للحأل‪ ،‬فإ َّن النِّكااأح حااق‬
‫حي يف إبقأء ح ّقه ( ‪ ،)5‬وقأل النَّخعي‪« :‬قااد ساامعنأ ع َّن امرعتااه تاارتبص‬
‫املفقود وهو ّ‬
‫عربع سنني‪ ,‬وليس الك ب ء‪ ،‬هي امرعة ابتليت فلتصرب»( ‪ ،)6‬وهااو قااول ع قالبااة‬
‫وجأبر بن يزيد والشَّ عبي( ‪.)7‬‬

‫ابان ع هايبة ‪ ، 90 :7‬وسانن البيهقاي الكاربى ‪ ، 446 :7 ،158 :6‬وقاأل‬ ‫)‪ (1‬يف مصنَّ‬
‫ماأ خي ألفاه وهاو منقطاع‪ .‬وينظار‪:‬‬ ‫عِّل مشهور وروي عنه من وجه حاعي‬
‫البيهقي‪ :‬هو عن ّ‬
‫تلخيص احلبري ‪.327 :3‬‬
‫)‪ (2‬يف مصنَّ عبد الرزاق ‪ ، 90 :7‬وينظر‪ :‬فتح القدير ‪.147 :6‬‬
‫)‪ (3‬يف فتح القدير ‪.147 :6‬‬
‫)‪ (4‬البحر الرائق ‪.178 :5‬‬
‫للرسخيس ‪.35- 34 :11‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬املبسوط َّ‬
‫للرسخيس ‪ . 35 :11‬وينظر‪ :‬مصنَّ عبد الرزاق ‪.91 :7‬‬
‫)‪ (6‬املبسوط َّ‬
‫الراية ‪ ، 386 :4‬وفتح القدير ‪.147 :6‬‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪286‬‬
‫لكن املفتى به عند املتأخرين هو قأل مألك‪ ،‬وهو احلكاام بموتااه بعااد عربااع‬
‫سنني‪ ،‬قأل ابن عأبدين( ‪« :)1‬يفتى بقول مألك إَّنأ تعتد عدة الوفأة بعد مم ا عربااع‬
‫تنتظر عرب ا َع‬ ‫فإَّنأ‬ ‫فقدت زوجهأ فلم أ‬ ‫سنني»‪ ،‬عن عمر ‪« :‬ع ّي امرعةٍ‬
‫ُ‬ ‫تدر عين هو‪ّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عب اأس‬ ‫حتل»( ‪ ،)2‬وروي مثله عن عث َن واب أن ّ‬‫سنني‪ ،‬ث َّم تعت ُّد عربع َة عهه ٍر وعرش ث ّم ّ‬
‫أ‬
‫فأمرهااأ عن‬ ‫‪ ،)3 (‬وروي «إ َّن رجالً عخذته اجل ّن ففق َد يف عهد َ‬
‫عمر ‪ ‬فأتته امرعتُ ا ُه َ‬
‫تزوجت» ‪.‬‬
‫ص عربع سنني‪ ،‬ث َّم عمرهأ عن تعت ّد فإاا امقضت عدّهتأ ّ‬
‫( ‪)5 ( )4‬‬
‫ترتبَّ َ‬

‫(‪ )1‬يف رد املحتأر‪ ، 509 :3‬وينظر‪ :‬الدر املنتقى‪ ، 713 :1‬وجأمع الرموز‪.217 :2‬‬
‫(‪ )2‬يف املورأ‪،575 :2‬‬
‫(‪ )3‬يف مصن ابن ع هيبة ‪.512 :3‬‬
‫(‪ )4‬يف مصن عبد الرزاق‪.86 :7‬‬
‫)‪ (5‬تكلااام القاااأمون األردين عااان التَّفرياااق للغياااأب واهل جااار يف املاااواد اآلتياااة‪:‬‬
‫الا دة (‪ :)119‬إاا عثبتت الزَّ وجة غيأب زوجهأ عنهأ سنة فأكثر‪ ،‬وكأن معلاوم حمال اإلقأماة‪،‬‬
‫جأز لزوجته عن تطلب من القأيض فسخ عقد زواجه إاا تَّضرت من غيأبه عنهأ‪ ،‬ولاو كاأن‬
‫له مأل تستطيع اإلمفأق منه‪.‬‬
‫الرسأئل إىل الغأئب رضب له القأيض عجالً وععذر إليه بأن‬
‫الا دة (‪ :)120‬إاا عمكن وصول َّ‬
‫َّض لإلقأمة معهأ عو ينقلهأ إليه عو يطلقهأ‪ ،‬فإاا امقىض األجل و يفعل و يبد عذراً مقباوالً‬
‫َّفرق القأيض بينه بفسخ عقد زواجه بعد حتليفهأ اليمني‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)121‬إاا كأن الزَّ وج غأئب ًأ يف مكأن معلوم وال يمكن وصول ا َّلرسأئل إلياه عو كاأن‬
‫فارق‬
‫جمهول حمل اإلقأمة وعثبتت الزَّ وجاة دعواهاأ بألبيناة وحلفات اليماني وفاق الادَّ عوى‪َّ ،‬‬
‫القأيض بينه بفسخ عقد زواجه بال إعذار ورضب عجل‪ ،‬ويف حأل عجزهأ عن اإلثبأت عو‬
‫مكوهلأ عن اليمني ترد الدَّ عوى‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪287‬‬
‫والشقاق(‪:)1‬‬
‫ثاميا‪ :‬النِّزاع ِّ‬

‫الا دة (‪ :)122‬إاا عثبتت الزَّ وجة هجر زوجهأ هلأ وامتنأعه عن قربأَّنأ يف بيت الزَّ وجياة مادة‬
‫سنة فأكثر‪ ،‬ورلبت فسخ عقد زواجهأ منه عمهله القأيض مدة ال تقل عن ههر ليفيء إليهاأ عو‬
‫يطلقهأ فإن يفعل و يبد عذراً مقبوالً فرق القأيض بينه بفسخ عقد زواجه ‪.‬‬
‫وتكلم عن التَّفريق للفقد‪:‬‬
‫يف الا دة (‪ :)143‬لزوجة ا ملفقود الذي ال تعرع حيأته من ممأته الطلاب مان القاأيض فساخ‬
‫عقد زواجه ؛ لتَّضرهأ من بعده عنهأ‪ ،‬ولو ترك هلأ مأالً تنفق عىل مفساهأ مناه‪ ،‬فاإاا تعارع‬
‫حيأته من ممأته بعد البحث والتَّحري عنه ففي حألة األمن وعدم الكوارث يؤجل األمر عرباع‬
‫سنوات من تأريخ فقده‪ ،‬فإاا يمكن عخذ خرب عان الازَّ وج املفقاود وعرصت الزَّ وجاة عاىل‬
‫رلبهأ يفسخ عقد زواجه ‪ ،‬عمأ إاا فقد يف حأل يغلب عىل الظن هالكه فيهأ كفقاده يف معركاة‬
‫عو إثر غأرة جوية عو زلزال عو مأ هأبه الك فللقأيض فسخ عقد زواجها بعاد مما مادة ال‬
‫تقل عن سنة من تأريخ فقده بعد البحث والتَّحري عنه‪.‬‬
‫وتكلم عن التَّفريق للحبس‪:‬‬
‫ِف الـامد (‪ :)125‬لزوجة املحبوس املحكوم عليه َّنأئي ًأ بعقوباة مقيادة للحرياة مادة ثاالث‬
‫سنوات فأكثر عن تطلب إىل القأيض بعد مم سنة من تأريخ حبسه وتقييد حريته فساخ عقاد‬
‫زواجهأ منه ولو كأن له مأل تستطيع اإلمفاأق منه فإاا عفارج عنه قبال صادور حكام الفساخ‬
‫يرد الطلب‪.‬‬
‫)‪ (1‬تكلم القأمون األردين عن التَّفريق للشقاق والنزاع ِف املواد اآلتية‪:‬‬
‫والشقأق إاا ادعى رضر حلاق باه‬
‫الـامد (‪ :)126‬ألي من الزَّ وجني عن يطلب التَّفريق للنزاع ِّ‬
‫من الطَّرع اآلخر يتعذر معه استمرار احليأة الزَّ وجية‪ ،‬سواء كأن الَّضر حسي ًأ بأإليذاء بألفعل‬
‫عو بألقول عو معنوي ًأ‪ ،‬ويعترب رضراً معنويا ًأ عي ترصاع عو سالوك مشاني عو خمال باأألخالق‬
‫احلميدة يلحق بألطَّرع اآلخر إساأءة عدبياة وكاذلك إرصار َّ‬
‫الطارع اآلخار عاىل اإلخاالل‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪288‬‬

‫بألواجبأت واحلقوق الزَّ وجية املشأر اليهأ يف الفصل الثألث من البأب الثألث من هذا القأمون‬
‫بحيث‪:‬‬
‫ع ‪ -‬إاا كأن رلب التَّفريق من الزَّ وجة وحتقاق القاأيض مان صاحة ادعأئهاأ باذلت املحكماة‬
‫جهدهأ يف اإلصالح بينه فإاا يمكن اإلصالح عمذر القأيض الزَّ وج بأن يصلح حأله معهاأ‬
‫وعجل الدعوى مدة ال تقل عن ههر فإاا يتم اإلصالح بيانه عحاأل األمار إىل احلكماني‪.‬‬
‫َّ‬
‫والشاقأق باذلت املحكماة جهادهأ يف‬
‫ب ‪ -‬إاا كأن املدعي هو الزَّ وج وعثبت وجاود النازاع ِّ‬
‫عجل القأيض الادعوى مادة ال تقال عان هاهر عماالً‬
‫اإلصالح بينه فإاا يمكن اإلصالح َّ‬
‫بأملصأحلة وبعد امتهأء األجل وااا يتم الصلح وعرص الزوج عىل دعواه عحأل القأيض األمر‬
‫إىل حكمني‪.‬‬
‫ج ‪ -‬يشرتط يف احلكمني عن يكومأ رجلني عدلني قأدرين عىل اإلصالح وعن يكون عحدمهأ من‬
‫عهل الزَّ وجة واآلخر من عهل الزَّ وج إن عمكن وإن يتيرس الك حكم القاأيض رجلاني مان‬
‫اوي اخلربة والعدالة والقدرة عىل اإلصالح‪.‬‬
‫د ‪ -‬يبحث احلك ن عسبأب اخلالع والنزاع باني الازوجني معها عو ماع عي هاخص يارى‬
‫احلك ن فأئدة يف بحثهأ معه وعليه عن يدومأ حتقيقأهت بمحَّض يوقع علياه فاإاا رعياأ إمكاأن‬
‫التوفيق واإلصالح عىل رريقاة مرحاية عقراهاأ ودوما أ الاك يف حمَّضا يقادم إىل املحكماة‪.‬‬
‫ه ‪ -‬إاا عجز احلك ن عن اإلصالح وظهر هل َّ‬
‫عن اإلسأءة مجيعهأ مان الزوجاة قاررا التَّفرياق‬
‫بينه عىل العوض الذي يريأمه عىل عن ال يزيد عىل املهر وتوابعه‪ ،‬وإاا كأمت اإلسأءة كلهأ من‬
‫الزوج قررا التَّفريق بينه بطلقة بأئنة عاىل َّ‬
‫عن للزوجاة عن تُطألباه بغاري املقباوض مان مهرهاأ‬
‫وتوابعه ومفقة‪.‬‬
‫و ‪ -‬إاا ظهر للحكمني َّ‬
‫عن اإلسأءة من الزَّ وجني قررا التَّفريق بينه عىل قسم مان املهار بنسابة‬
‫إسأءة كل منه لرخر‪ ،‬وإن جهل احلأل و يتمكنأ من تقدير مسبة اإلسأءة قررا التَّفريق بينه‬
‫عااىل العااوض الااذي يريأمااه ماان عهياا برشااط ان ال يزيااد عااىل مقاادار املهاار وتوابعااه‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪289‬‬
‫الشقأق بني الزَّ وجني واهااتد اخلصااأم ورفااع األماار إىل احلااأكم‪ ،‬فلااه عن يعا ّاني‬
‫إاا وقع ِّ‬
‫عدلني‪ ،‬وجيعله حكمني‪ ،‬واألوىل عن يكون عحدمهأ من عهل الزَّ وج واآلخر من عهل الزَّ وجااة‬
‫يتيرس هل اإلصااالح فلاايس‬ ‫ليستمعأ هكوامهأ وينظرا بينه ‪ ،‬ويسعيأ يف إصالح عمرمهأ‪ ،‬وإن ّ‬
‫هل التَّفريق بينه بأخللع‪ ،‬إال عن يكومأ وكيلني ماان قباال الاازَّ وجني بااذلك(‪)1‬؛ لقولااه ‪َ { :‬و أإ ْن‬

‫ز ‪ -‬إاا حكم عىل الزَّ وجة بأي عوض وكأمت رألبة التَّفريق فعليهأ عن تاؤمن دفعاه قبال قارار‬
‫احلكمني بألتَّفريق مأ يرض الزوج بتأجيله‪ ،‬ويف حاأل موافقاة الازوج عاىل التأجيال يقارر‬
‫احلك ن التفريق عىل البدل و كم القأيض بذلك‪ ،‬عمأ إن كأن الزوج هو رألب التفريق وقارر‬
‫احلك ن عن تدفع الزوجة عوح ًأ فيحكم القاأيض باألتفريق والعاوض وفاق قارار احلكماني‪.‬‬
‫احلك ن حكّم القأيض غريمهأ عو حم إليه ثألث ًأ مرجح ًأ ويف احلألاة األخارية‬ ‫ح ‪ -‬إاا اختل‬
‫يؤخذ بقرار األكثرية‪.‬‬
‫ط ‪ -‬عىل احلكمني رفع التقرير إىل القأيض بألنتيجة التي توصال إليهأ وعىل القاأيض عن كام‬
‫بمقتضأه إاا كأن موافق ًأ ألحكأم هذه املأدة‪.‬‬
‫الا دة (‪ :)127‬ع‪ .‬مع مراعأة الفقارة (ع) مان املاأدة (‪ )126‬مان هاذا القاأمون يثبات النازاع‬
‫الشهأدة بألتسأمع املبني عاىل‬
‫والشقأق والَّضر بشهأدة رجلني عو رجل وامرعتني‪ ،‬ويكفي فيه َّ‬
‫والشقأق يتضمن الطالق‬
‫الشهرة يف مطأق حيأة الزَّ وجني‪ .‬ب‪ .‬احلكم الصأدر بألتَّفريق للنزاع ِّ‬
‫البأئن‪.‬‬
‫الرشعية ‪ ، 285- 284 :1‬وغريه‪ .‬وهذا هو قول احلنأبلة‪ ،‬واهب املألكية‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬األحكأم َّ‬
‫عن واجب احلكمني اإلصالح عوالً‪ ,‬فإن عجزا عنه لتحكم ِّ‬
‫الشقأق كاأن هلا التَّفرياق باني‬ ‫إىل َّ‬
‫الشاأفعية‬
‫الزَّ وجني دون توكيل‪ ,‬ووجب عىل القأيض إمضأء حكمه هبذا التَّفريق ‪ ...‬واهاب َّ‬
‫الشقأق بني الزَّ وجني بعث القأيض حك ً مان عهلاه وحكا ً مان عهلها ‪,‬أ ومهاأ‬
‫إىل عمَّه إن اهتد ِّ‬
‫وكيالن هل يف األظهر‪ ,‬ويف قول‪ :‬مهأ حأك ن موليأن من احلأكم‪ ....‬ينظار‪ :‬املوساوعة الفقهياة‬
‫الكويتية ‪ ، 55 :27‬وغريه‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪290‬‬
‫أخ ْف ُت ْم أه َق َأق َب ْي أن أه َ َفأ ْب َع ُثوا َح َك ً أم ْن َع ْه أل أه َو َح َك ً أم ْن َع ْه أل َهأ أإ ْن ُي أريدَا أإ ْصالح ًأ ُي َو ِّف أق ا َُّ‬
‫هلل َب ْيان َُه َ أإ َّن‬
‫َأن عَ ألي ً َخ أبري ًا} (‪.)1‬‬ ‫هلل ك َ‬ ‫ا ََّ‬

‫‪‬‬

‫)‪ (1‬من سورة النسأء‪ ،‬اآلية (‪.)35‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪291‬‬

‫الفصل ال َّثالث‬
‫العدَّ وثبوت ال َّن ب واحلضامة‬
‫املبحث األول‬
‫العدَّ‬
‫العد لغة‪ :‬مأخوا من ال َع ِّد واحلسأب‪ ،‬واجلمع أعدد( ‪.)1‬‬

‫واصطالحا‪ :‬تربّص يلزم املرعة عند زوال النِّكأح عو هبهته‪.‬‬


‫الفرقة بني املرأ وبــني زوجهــا بعــد الــدلول هبــا‬ ‫وَتب العد إن حصل‬
‫الفرق نة بينهام بعد اخللو ‪،‬‬ ‫حقيقة‪ ،‬سواء كأن النِّكأح صحيحأً عم فأسداً‪ ،‬عو حصل‬
‫ولو فأسدة إاا كأن العقد صحيحأً ( ‪ ،)2‬عو إن حصل بعد عقد ال َّزواج فاسدا ودلــل‬
‫هبا‪ ،‬وترك أحد ال َّزوجني اآللر‪ ،‬عو فرق القأيض بينه وجبت العدَّة‪ ،‬عو حصــل‬
‫الفرق نة بعد الوطء بشبهة‪ ،‬ك إاا ُزفَّت امرعة لرجل و تكن زوجته‪ ،‬وجبت العدَّة‪،‬‬
‫فإَّنأ جتب الع ّدة مطلقأً سواء كأمت قبل الدُّخول عو‬
‫الفرقة بالوفا ‪َّ ،‬‬ ‫عو حصل‬

‫‪ ، 396‬وغريه‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬املصبأح املنري‬


‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة (‪ : )145‬ج‪ .‬إاا وقع الطالق عو الفسخ بعد العقد الصحيح‬
‫فال تلزم العدة إال بألدخول عو اخللوة الصحيحة‪ ،‬وعمأ إا ا وقع بعد العقاد الفأساد فاال تلازم‬
‫العدة إال بألدخول‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪292‬‬
‫بعده؛ أل َّن حكمتَهأ يف الوفأة إظهأر احلزن عىل الزَّ وج( ‪.)1‬‬

‫العد ثالث‪:‬‬
‫وأمواع َّ‬
‫خأصة بذوات احليض إن تكن حأمالً وماادخوالً‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬العدّ ن باحليض‪ ،‬وهي‬
‫رتبَّ ْص ا َن‬ ‫هبأ‪ ،‬وال تنقم ع ّدهتأ إال بثالث حيض كوامل؛ قأل تعأىل‪َ { :‬واملُْطَلَّ َق ا ُ‬
‫أت َي َ َ‬
‫ٍ ( ‪)3 ( )2‬‬
‫أب َأمْ ُف أس أه َّن ثَالثَ َة قُ ُروء} ‪.‬‬
‫خأص اة بغااري اوات احلاايض‪ ،‬سااواء كااأن بساابب‬ ‫ّ‬ ‫‪.2‬العدّ باألشهر‪ :‬وهي‬
‫الصغر عو الكرب‪ ،‬فألع ّد ُة تنقم بثالثة عههر كأملة؛ قأل ‪َ { :‬والالئِي َيئِ ْ َن ِم َن‬ ‫ِّ‬
‫ض ِم ْن مِ َ ائِ نك ْْ ِإ ِن ا ْرتَ ْبتن ْْ َفعِدَّ ن نهت َّن َثال َث نة َأ ْش ـ نهر َوالالئِ ـي َمل ْ َحيِ ْض ـ َن} (‪ :)4‬عي‬ ‫ا َْمل ِ‬
‫حي ِ‬
‫غرة الشَّ هر تعترب الشُّ هور بأألهلة‪ ،‬ولااو مقااص عاادد‬
‫مثله ّن‪ ،‬فإاا وجبت العدّة يف ّ‬
‫عيأم بعضهأ عن ثالثني يومأً‪ ،‬وإا ا وجبت يف خالله تعترب العدّة بأأليااأم‪ ،‬وتنقم ا‬
‫بمم تسعني يومأً‪.‬‬

‫الرشعية ‪ ، 429- 427 :1‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)228‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)147‬عدة غري احلأمل ألي سبب غري الوفأة‪ :‬ع ‪ -‬ثالث‬
‫حيضأت كوامل لذوات احليض‪ .‬ب ‪ -‬ثالثة ع ههر ملان تار احلايض عصاالً عو بلغات سان‬
‫اإليأس فإاا جأء عيأ منه احليض قبل امقضأئهأ استأمفتأ العدة بثالث حيضأت كوامال‪ .‬ج ‪-‬‬
‫ممتدة الطهر وهي من رعت احليض مرة عو مرتني ثم امقطع حيضهأ ترتبص تسعة عهاهر تتماة‬
‫للسنة‪.‬‬
‫)‪ (4‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)4‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪293‬‬
‫‪.3‬عدّ احلامل؛ فإن ك أمت املرعة حأمالً امقضت عدّهتأ بوحااع مجيااع محلهااأ‪،‬‬
‫فلو فُ أر َض ع ََّّنأ كأمت حأمالً بأثنني فال تنقم عدّهتأ بوحع عحدمهأ‪ ،‬ولكاان ال بُ ا َّد‬
‫كل خلقه عو بعضه؛ ألمَّ ه يف هذه احلألة ولد‪ ،‬فإن يسااتبن‬ ‫احلمل ظأهر ًا َّ‬
‫ُ‬ ‫عن يكون‬
‫والت‬
‫ن‬ ‫من خلقه ء بأن كأن علق ًة عو مضغ ًة فال تنقم به العدَّة؛ لقولااه ‪َ { :‬وأن‬
‫َ ِ‬
‫ال أَ َجلن نه َّن أَ ْن َي َض ْع َن َ ْ‬
‫َلَ نهن} ( ‪ )1‬سواء رأل الزَّ من عو قرص‪ ،‬سواء كأمت الفرقة‬ ‫ْاألَ ْ َ‬
‫بأملوت عو الطَّالق عو الفسخ‪ ،‬فعاان ساايدمأ عماار باان اخلطااأب ‪ « :‬إن وحااعت‬
‫( ‪)3‬‬
‫تتزوج»( ‪.)2‬‬ ‫وزوجهأ عىل رسيره امقضت عدّهتأ ّ‬
‫وحل هلأ عن َّ‬
‫عمأ املطلّقة قبل الدُّخول عو اخللوة ماان مكااأح صااحيح‪ ،‬وكااذا الفرقااة بعااد‬
‫فإَّنأ ال جتااب عليهااأ الع ادَّة؛ لقولااه ‪ { :‬نث ـ َّْ‬ ‫الصحيحة من مكأح فأسد‪َّ ،‬‬ ‫اخللوة َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َط َّل ْقتن نمو نه َّن م ْن َق ْب ِل َأ ْن متَ َ و نه َّن َف َام َل نك ْْ َع َل ْي ِه َّن م ْن عدَّ تَ ْعتَد َ َ‬
‫وُنا} ( ‪.)4‬‬

‫‪.4‬عد الوفا ؛ ف إن مات ال َّزوج أثناء ال َّزواج وكام املرأ غري حامــل‪ ،‬فــال‬
‫تنقيض عدّ هتا إالّ بميض أربعة أشهر وعرش أيــام؛ لقولااه ‪َ { :‬و َّال ـ ِ َ‬
‫ين نيت ََو َّف ـ ْو َن‬

‫)‪ (1‬من سورة الطالق‪ ،‬اآلية (‪.)4‬‬


‫الر اية‬
‫)‪ (2‬يف مورأ مألك ‪ ، 589 :2‬ومصنَّ عبد الرزاق ‪ ، 472 :6‬وغريمهأ‪ ،‬وينظر‪ :‬مصب َّ‬
‫‪ ، 256 :3‬والدِّراية ‪.78 :2‬‬
‫)‪ (3‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)148‬عدة احلأمل من كل فرقة تنقم بوحع محلهأ او‬
‫إسقأره مستبني اخللقة كلهاأ عو بعضاهأ‪ ،‬وإن يكان مساتبني اخللقاة تعأمال وفقا ًأ ألحكاأم‬
‫املأدتني ‪ 146‬و‪ 147‬من هذا القأمون‪.‬‬
‫)‪ (4‬من سورة األحزاب‪ ،‬اآلية (‪.)49‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪294‬‬
‫َّت َّب ْص َن بِوَمْ نف ِ ِه َّن أَ ْر َب َع َة أَ ْش نهر َو َع ْرشا} ( ‪ ،)1‬سواء كأم ات‬ ‫ِ‬
‫منْ نك ْْ َو َي َ نرو َن أَ ْز َواجا َي َ َ‬
‫ال هبأ عو غري ماادخول‬‫متزوج ًة بمسلم عو مدخو ً‬ ‫صغرية عو كبرية‪ ،‬مسلم ًة عو كتأبي ًة ِّ‬
‫عىل وفأة الزَّ وج( ‪.)2‬‬ ‫ألَّنأ إلظهأر احلزن واألس‬
‫هبأ؛ َّ‬
‫و إن مات ال َّزوج أثناء العدَّ فإن كان الطَّالق رجعيا‪ ،‬ســواء كــان ِف حالــة‬
‫ايض ثااالث حاايض إن كأماات ماان اوات‬ ‫الصحة أو املرض‪ ،‬بأن ِّ‬
‫تويف قباال عن حتا َ‬ ‫ِّ‬
‫ألَّنأ حينئذ زوجتااه وتاارث‬
‫فإَّنأ تنهدم عدَّ الطالق ويلزمها عدَّ الوفا ؛ َّ‬
‫احليض‪َّ ،‬‬
‫منه‪ ،‬عمأ إاا كأمت منقضية تكن زوجته فال جيب عليهأ بموتااه ء وال ترثااه( ‪،)3‬‬
‫َّت َّب ْص َن بِوَمْ نف ِ ِه َّن َأ ْر َب َع ـ َة َأ ْش ـ نهر‬ ‫ِ‬ ‫قأل ‪َ { :‬والَّ ِ َ‬
‫ين نيت ََو َّف ْو َن منْ نك ْْ َو َي َ نرو َن أَ ْز َواجا َي َ َ‬
‫َو َع ْرشا} ( ‪ ،)4‬فتعتد عدّة الوفأة‪.‬‬
‫الق بائنا‪ ،‬فإن كان وقوع الطَّالق ِف حــال املــرض مــع وجــود‬
‫وإن كان الطَّ ن‬
‫وج يف عثنااأء‬
‫الرشوط التي يعترب هبا ال َّزوج هاربا من إرثها‪ ،‬ك ساابق‪ ،‬ومااأت الاازَّ ُ‬
‫عدّهتأ حتى ورثته‪ ،‬فإُنا تنتقل عدهتا‪ ،‬فتعتدّ بوبعد األجلني من عــد الوفــا وعــد‬
‫الطَّالق ‪ ،‬فينظر إىل عروهل وتعتد به‪ ،‬فإن كأماات ماان اوات احلاايض فااال تنقم ا‬
‫عدّهتأ إالّ إاا حأحت ثالث حيض يف ظرع عربعة عههر وعرشة عيااأم‪ ،‬فااإن‬
‫حصلت احليض الثالث يف هذا الزَّ من فبهأ‪ ،‬وإن حصلت يف ٍّ‬
‫عقل منه فااال بُ ا َّد م ان‬

‫)‪ (1‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)234‬‬


‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)146‬عدة املتوىف عنهأ زوجهاأ يف زواج صاحيح عادا‬
‫احلأمل سواء عدخل هبأ عم يدخل عربعة عههر وعرشة عيأم‪.‬‬
‫‪ ، 362‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 605 :1‬ورشح الوقأية‬
‫)‪ (4‬من سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)234‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪295‬‬
‫تكميله‪ ،‬وإن حصلت حيضتأن فيه فااال بُ ا َّد ماان حيضااة ثألثااة بعااده؛ أل َّن الع ادَّة‬
‫بأحليض يف هذه احلألة عرول من عدّة الوفأة‪ ،‬وتأريخ الع ادَّة بااأحليض يعتاارب ماان‬
‫وقت الطَّالق‪.‬‬

‫وإن كان وقوع الطَّالق ِف حال ِّ‬


‫الص ّحة أو ِف حال املرض إن مل يكن هاربــا‪،‬‬
‫فإَّنأ ال تنهدم العدَّ التي وجبت بعد الطَّالق‪ ،‬بل تت ّمهأ عااىل‬
‫ومأت يف عثنأء العدَّة‪َّ ،‬‬
‫حسب حأهلأ وتنتهي ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫و تبتدأ العدَّ بعد الطَّالق ِف النِّكاح َّ‬


‫الصحيح‪ ،‬وبعد تفريق احلاكْ أو املتارك ة‬
‫ِف النِّكاح الفاسد‪ ،‬وبعد املوت فورا‪ ،‬وتنقم العدَّة ولو تعلم املرعة بألطَّالق‪ ،‬عو‬
‫املوت‪ ،‬حتى لو بلغَهأ الطَّالق عو مااوت زوجهااأ بعااد مم ا الع ا ّدتني فقااد َّ‬
‫حل ات‬
‫عقر الزَّ وج بطالقهأ منذ زمأن مأض و تقم عليه بيّنة‪ ،‬فألعدَّة تعتاارب‬
‫لألزواج‪ ،‬ولو َّ‬
‫من وقت اإلقرار ال من الوقت املسند إليه‪ ،‬وللمرعة النَّفقة إن كذبته‪ ،‬وال مفقة هلااأ‬
‫إن صدّقته‪ ،‬وكأن الزَّ م ن املسند إليه الطالق قد استغرق مدّة العدة‪ ،‬فإن يستغرق‬
‫َجتأ ُ‬
‫ب ملأ بقي ‪.‬‬
‫( ‪)4 ( )3‬‬

‫‪ ، 362‬وغريهأ‪.‬‬ ‫الرشعية ‪ ، 444- 429 :1‬ورشح الوقأية‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (2‬جأء يف القأمون األردين املأدة ‪ : 149‬املطلقة رجعي ًأ إاا تويف عنهاأ زوجهاأ خاالل عادهتأ‬
‫امتقلت من عدة الطالق إىل عدة الوفأة‪.‬‬
‫الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 444 :1‬وغريه‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫)‪ (4‬جأء يف القأمون األردين الا دة (‪ :)145‬ع‪ .‬العدة مدة تربص تلازم املارعة إثار الفرقاة مان‬
‫فسخ عو رالق عو وفأة عو وطء بشبهة‪ .‬ب‪ .‬تبتدئ العدة منذ وقوع الفرقة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪296‬‬

‫املبحث ال َّثاين‬
‫ثبوت النَّ ب‬
‫تبنى م ائل النَّ ب عىل أصلني مةس ني‪:‬‬
‫‪.1‬ع َّن النَّسب ممأ تأط يف إثبأته فيحتأل له‪ ،‬ولو بتأويل واستخراج صورة‬
‫مأدرة‪.‬‬
‫‪ .2‬ع َّن الولد للفرات وللعأهر احلجر( ‪.)1‬‬
‫َ نل ـ نه َوفِ َص ـالن نه ثَ ن‬
‫الث ـو َن‬ ‫وأقل مدّ احلمل ستّة أشهر؛ بدليل قولااه ‪َ { :‬و َ ْ‬
‫َش ْهرا} ( ‪ ،)2‬مع قوله يف آيااة عخاارى‪َ { :‬وفِ َص ـالن نه ِِف َع ـا َم ْني} ( ‪ ،)3‬فااإاا ررحنااأ م ادّة‬
‫الفصأل التي هي عأمأن من مدّة احلمل والفصأل التي هي ثالثون ههر ًا‪ ،‬بَ أق َي ستّة‬
‫عههر‪ ،‬وهي مدّة احلمل‪.‬‬
‫و أكثر مد احلمل سنتان ؛ فعن عأئشااة ريض اهلل عنهااأ‪( :‬مااأ تزيااد املاارعة يف‬
‫وظل املغزل مثل للقلَّة؛‬
‫السنتني قدر مأ يتحول ظل عمود املغزل)( ‪ّ ،)4‬‬
‫احلمل عىل َّ‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬عمدة ا ِّلرعأية ‪ ، 155 :1‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬من سورة األحقأع‪ ،‬آية‪.15‬‬
‫)‪ (3‬من سورة لق ن‪ ،‬آية ‪.14‬‬
‫)‪ (4‬يف سنن البيهقي الكبري ‪ ، 443 :7‬وسنن الدَّ ارقطني ‪ ، 322 :3‬وهتذيب األس ء ‪.135 :3‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪297‬‬
‫ألمَّه يف حألة ال َّدوران عرسع زواالً ماان سااأئر الظااالل( ‪ ،)1‬وهااذا راجااع للمعلومااة‬
‫الطيبية يف زمأَّن م‪ ،‬حيث بنت عليهأ السيدة عأئشة ريض اهلل عنهأ وعئمااة املااذهب‬
‫احلنفي‪ ،‬وبتغري املعلومة الطبية يعد هذا الزمأً؛ ألمه ليس من الفقه‪ ،‬بل يعترب مااأ‬
‫يقرره الطّب يف زمأمنأ يف اع تبأر عكثر مدة احلمل‪ ،‬واهلل ععلم‪.‬‬
‫ّ‬
‫الصحيح‪:‬‬
‫وثبوت النَّ ب بعد ال َّزواج َّ‬
‫إن ولدت ل تّة أشهر فوكثر من حني العقد‪ ،‬فإ َّن م ــبه يثب ـ مــن ال ـ َّزوج‪،‬‬
‫سواء ا ّدعااأه عو ال‪ ،‬وسااواء دخاال بألزَّ وجااة عو ياادخل‪ ،‬وسااواء وجااد الاازَّ وج‬
‫والزَّ وجة يف بلد واحد عو يف بلدين‪ ،‬ولو بعدت املسأفة بينه ؛ والك أل َّن الفاارات‬
‫لتكون اجلنني‪ ،‬فعن عأئشة ريض اهلل عنه اأ‪ ،‬قألاات‪( :‬كااأن‬
‫موجود يف املدّة الكأفية ّ‬
‫ع َّن اباان ولياادة زمعااة ّ‬
‫من اي‬ ‫عهد إىل عخيه سعد بن ع وقااأ‬ ‫عتبة بن ع وقأ‬
‫فأقبضه‪ ،‬قألت‪ :‬ف َل َّ كأن عأم الفتح عخذه سعد بن ع وقأ ‪ ،‬وقأل ابن عخي قااد‬
‫َع أه َد إ َّيل فيه‪ ،‬فقأم عبد بن زمعة‪ ،‬فقااأل‪ :‬عخااي واباان ولياادة ع ُولأ ا َد عااىل فراهااه‬
‫فتسأوقأ إىل النبي ‪ ‬فقأل سعد‪ :‬يأ رسول اهلل‪ ،‬ابن عخي كأن قد عهد إ َّيل فيه‪ ،‬فقأل‬
‫عبد بن زمعة‪ :‬عخي وابن وليدة ع ‪ُ ،‬ولأ َد عىل فراهه‪ ،‬فقأل رسول اهلل ‪ ‬هو لك يأ‬
‫عبد بن زمعة‪ ،‬ثم قأل النبي ‪ :‬ا لولد للفرات وللعأهر احلجر‪ ،‬ثاام قااأل لسااودة‬
‫بنت زمعة زوج النَّبي ‪ ‬احتجبي منه ملََّأ رعى من ه بهه بعتبة ف رآهااأ حتااى لقااي‬
‫اهلل)( ‪.)2‬‬

‫الرشعية ‪ ، 4- 3 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫الشخصية لقدري ‪ ، 4 :2‬ورشح األحكأم َّ‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬األحوال َّ‬
‫)‪ (2‬يف صحيح البخأري ‪ ، 724 :2‬واللفظ له‪ ،‬وصحيح مسلم ‪ ،1080 :2‬وغريمهأ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪298‬‬
‫ألقل من ستّة أشهر من حني العقد‪ ،‬فال يثب م ــبه؛ أل َّن زم ا َن‬
‫وإن ولدت ّ‬
‫بأم اه ماان‬
‫يرص اح َّ‬
‫ّ‬ ‫الفرات يبل ّ‬
‫عقل مدّة احلمل‪ ،‬إال إاا ادعى الزَّ وج بأمَّه ابنااه و‬
‫َ‬
‫احلمل قد حصل يف فرات آخر‪ ،‬سواء كأن‬ ‫الزِّ مأ يثبت مسبه‪ ،‬فيحمل إقراره عىل ع َّن‬
‫بعقد صحيح عو وطء بشبهة؛ مراعأ ًة ملصلحة الولد‪ ،‬وتصحيحأً لكالم العأقل مااأ‬
‫عمكن ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫ومن حاالت عدم صحة مفي الولد‪:‬‬


‫‪ .1‬إن مفاه بعد ميض وق الوالد ‪ ،‬أو التَّهنئة‪ ،‬أو وق رشاء لوازمها كاملهد‬
‫علمه بو َّن زوجته ولدت إن كان غائبــا؛ إا جيااوز للاازَّ وج مفااي‬ ‫ومحوه( ‪ ،)3‬أو وق‬
‫مسب مأ ولدته زوجته بعد ستة عههر من العقد بأللعأن يف تلك األوقأت‪ ،‬و اارم‬
‫َ‬
‫تدخل عىل قوم زوجهأ َمن ليس منهم؛ للوعيد املرتتِّب عىل الااك‬ ‫عىل الزَّ وجة عن‬
‫يف قوله ‪( :‬ع ّي امرعة عدخلت عىل قوم زوجهأ َمن ليس منهم فليست ماان اهلل يف‬

‫‪ ، 367‬والتبيااني ‪،39 :3‬‬ ‫)‪ (1‬ينظاار‪ :‬رشح األحكااأم الرشااعية ‪ ، 5- 4 :2‬ورشح الوقأيااة‬
‫وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)158‬ع ‪ -‬الولااد لصااأحب الفاارات إن مىضاا‬
‫عىل عقد الزواج الصحيح عقل مدة احلمل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يثبات مسا ب املولااود يف العقاد الفأسااد عو الاوطء بشاابهة إاا ولاد ألقاال مادة احلماال‬
‫من تأريخ الدخول عو الوطء بشبهة‪.‬‬
‫ويف الاا دة (‪ :)159‬يثباات مساب املولااود ألبيااه إاا جاأءت بااه الزوجااة خاالل ساانة ماان‬
‫تأريخ الفراق بطالق عو فسخ عو وفأة‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬رد املحتأر ‪ ، 591 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪299‬‬
‫ء‪ ،‬ولن يدخلهأ اهلل جنّته‪ ،‬وع ّي رجل َج َحد ولده وهو ينظر إليه‪ ،‬احتجااب اهلل‬
‫منه يوم القيأمة‪ ،‬وفضحه عىل رؤوس األولني واآلخرين)( ‪.)1‬‬
‫‪ .2‬إن مفاه بعد اإلقرار به رصاحة أو داللة؛ ألمَّه إن سكت حتى مضت هااذه‬
‫ألم اه‬
‫اح هااذا النَّفااي؛ َّ‬
‫عقر به رصاحة ث ّم مفأه‪ ،‬فال يصا ّ‬
‫السأبقة ث ّم مفأه‪ ،‬عو ّ‬
‫األوقأت َّ‬
‫صح النَّفي يكون سأعيأً يف مقض مأ ت ا َّم‬ ‫ُو أج َد منه االعرتاع رصاحة عو داللة‪ ،‬فإاا َّ‬
‫من جهته‪ ،‬فسعيه مردود عليه‪.‬‬
‫وثبوت النَّ ب ِف النِّكاح الفاسد والوطء بشبهة‪:‬‬
‫‪.1‬إن ولدت املرعة بعد ستة عههر من الدُّخول من عقد فأسااد يثباات مسااب‬
‫الولد؛ أل َّن الفرات إمَّ يثبت من حني الدُّخول هبأ ووقأعهأ يف حما ّال احلاارث‪ ،‬وال‬
‫يثبت مسبه إن ولدته لستة عههر ماان حااني العقااد إن يمااض سااتة هااهور عااىل‬
‫يرصح بأمَّه من الزِّ مأ يثبت مسبه منه‪ ،‬و مل عىل ع َّن املاارع َة‬
‫ّ‬ ‫الدُّخول إال إاا ا ّدعأه و‬
‫محلت منه بعقد سأبق عو وطء بشبهة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن فرق بينه القأيض عو تفأرقأ من عمفسه ‪ ،‬ثم جأءت ٍ‬
‫بولد يثبت مس ابُه‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫إاا جأءت به ّ‬
‫ألقل من سنتني من حني التَّفريق‪ ،‬وإن جااأءت بااه ألكثاار ماانه فااال‬
‫يثبت مسبه؛ لتح ّقق حصول احلمل بعد التَّفريق‪ ،‬فال يمكن ثبوت مسبه من الزَّ وج‬
‫إالّ إاا ا ّدعأه غري قأئل عمَّه من الزِّ مأ‪.‬‬

‫)‪ (1‬يف صحيح ابن حبأن ‪ ، 418 :9‬واملستدرك ‪ ، 220 :2‬وقأل احلأكم‪ :‬حديث صحيح عىل‬
‫رشط احلأكم و خيرجأه‪ ،‬وسنن الدَّ ارمي ‪ ،204 :2‬وسنن البيهقي الكربى‪ ، 403 :7‬ومسند‬
‫الشأفعي ‪ ، 258‬وسنن النَّسأئي ‪ ، 378 :3‬واملجتبى ‪ ، 179 :6‬وغريهأ‪.‬‬
‫َّ‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪300‬‬
‫ألم اه ال‬ ‫‪ .3‬إن عراد الزَّ و ُج مفي الولد ا َّلذي مُ أس َ‬
‫ب إليه‪ ،‬فااال يتااأتى لااه مفيااه؛ َّ‬
‫ينتفي إال بأللعأن‪ ،‬وهو غري ممكن؛ أل َّن العق َد فأسد‪.‬‬

‫و ثبوت م ب لولد املطلَّقة واملتوف عنها زوجها‪ ،‬وهلا حالتان‪:‬‬


‫‪ .1‬إن مل تقر بامقضاء العدَّ ‪ ،‬فإن كان الطَّ ن‬
‫الق رجعيّا‪ ،‬فإ َّن م ب الولد يثب ـ‬
‫ألقل من سنتني من وق الطَّالق أو لتاممها أو ألكثر‪ ،‬و مل عىل عمَّه‬
‫سواء ولدت ّ‬
‫جعي ال يزيل امللك وال احلا ّال‪ ،‬فهااي زوجااة لااه‬
‫الر َّ‬ ‫المسهأ يف العدَّة؛ أل َّن الطَّ َ‬
‫الق َّ‬
‫تقر بمضيهأ؛ أل َّن هااذا‬
‫ّ‬ ‫رات قأئم مأ دامت العدَّة بأقية‪ ،‬وهي بأقية مأ‬
‫حك ً‪ ،‬والف ُ‬
‫الش اأرع ببقااأء‬
‫وج الول ا َد العاان؛ حلكاام َّ‬
‫عمر ال يعلم إال من جهتهأ‪ ،‬فإن مفى الاازَّ ُ‬
‫الزَّ وجية‪.‬‬
‫وإن كان الطَّالق بائنا‪ ،‬أو توِف عنها زوجها‪ ،‬فإن ولدت ألقــل مــن ســنتني‬
‫م به من ال َّزوج؛ ألمَّه تمل عن يكون موجوداً يف رحاام ّعم اه قباال َّ‬
‫الط االق‪.‬‬ ‫يثب‬
‫الطَّ الق فال يثب م به منه؛ َّ‬
‫ألَّنأ جأءت‬ ‫وإن ولدت لتامم سنتني أو أكثر من وق‬
‫َّ‬
‫املتوىف عنهأ‬ ‫به بعد زوال الفرات‪ ،‬إال إاا ا ّدعأه و يقل إمَّه من الزِّ مأ‪ ،‬وخيتل حكم‬
‫زوجهأ عن الطَّالق البأئن بأ َّن ا َّلذي يدّعي مسب الولد ا َّلذي جأءت به هم الورثة‪،‬‬
‫حق النَّأس كأفة‪ ،‬فيطألبه مدين‬
‫ثبت مسبُه من امليت يف ّ‬
‫فإن كأموا من عهل الشَّ هأدة َ‬
‫امليت بح ّقه وخيأصمه ويرجع عىل كفيلااه ومحااو الااك‪ ،‬وإن يكومااوا ماان عهاال‬
‫املقرين فيزامحهم يف املرياث( ‪.)1‬‬
‫حق ِّ‬ ‫الشَّ هأدة يثبت مسبه يف ّ‬

‫)‪ (1‬جاأء يف القاأمون األردين يف الاا دة (‪ :)160‬يثبات مساب ا ملولاود ألبياه باأإلقرار ولااو‬
‫يف مارض املااوت بألرشااوط التأليااة‪ :‬ع‪.‬عن يكااون املقار لااه حي ا ًأ جمهااول النسااب‪ .‬ب‪ .‬عن ال‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪301‬‬
‫املدّ بني الطَّالق أو الوفــا أو اإلقــرار‬ ‫أقرت بامقضاء عدَّ هتا‪ ،‬وكام‬
‫‪.2‬إن َّ‬
‫ستني يوما‪ ،‬فإن كان رجعيّا‪ ،‬و ولدته ألقل من‬ ‫بامقضائها حتتمل صدقها بون كام‬
‫وألقل من سنتني من حني الطَّالق ثب‬
‫ّ‬ ‫ستة أشهر من حني اإللبار بامقضاء عدّ هتا‬
‫م به؛ للتَّي ّقن بوجود احلمل يف الزَّ من ا َّلذي عخربت عنه بأمَّه آخاار ع ادّهتأ‪ ،‬فيظهاار‬
‫كذهبأ ويبطل إقرارهأ‪.‬‬

‫و إن كان الطَّالق بائنا أو كام الفرقة لوفا ‪ ،‬فإن ولدته ألقل من سنتني من‬
‫وألقل من ستّة أشهر من وق ِ اإلقــرار يثب ـ م ــبه؛‬
‫ّ‬ ‫حني إبامتها أو وفا زوجها‬
‫لظهور كذهبأ ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫‪‬‬

‫يكذباه ظااأهر احلاأل‪ .‬ج‪.‬عن يكااون املقار بألغ ا ًأ عااأقالً‪ .‬د‪.‬عن يكاون فااأرق السان بااني املقاار‬
‫واملقر له تمل صحة اإلقرار‪.‬ها‪ .‬عن يصدق املقر له البأل العأقل املقر‪.‬‬
‫والرشمباللية ‪ ، 408 :1‬وجممع األَّنر ‪.477 :1‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬ودرر احلكأم ‪ُّ ، 160 :2‬‬
‫(‪ )2‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)157‬ج ‪-‬ال تساامع عنااد اإلمكااأر دعااوى‬
‫النساب لولااد زوجاة ثباات عاادم التالقاي بينهااأ وباني زوجهااأ ماان حاني العقااد وال لولااد‬
‫زوجة عتت به بعاد سانة مان غيباة الازوج عنهاأ ماأ يثبات بألوساأئل العلمياة القطعياة َّ‬
‫عن‬
‫الولد له‪ .‬د ‪-‬ال تسامع عنااد اإلمكاأر دعااوى النسااب لولاد املطلقااة إاا عتاات باه ألكثاار ماان‬
‫سنة مان تاأريخ الطاالق وال لولاد املتاوىف عنهاأ زوجهاأ إاا عتات باه ألكثار مان سانة مان‬
‫تأريخ الوفأة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪302‬‬

‫املبحث ال َّثالث‬
‫احلضامة‬
‫احلضامة لغة‪ :‬تربية الولد( ‪.)1‬‬

‫واصطالحا‪ :‬تربيّة الولد ِم َّن له ح ّقها‪.‬‬


‫ورشوط احلاضنة‪:‬‬
‫تكفل غريهأ‪.‬‬ ‫‪.1‬أن تكون بالغة؛ أل َّن القأرص َة حمتأجة إىل َمن يكفلهأ فكي‬
‫‪.2‬أن تكون عاقلة؛ أل َّن املجنوم َة ال حتفظ الولد‪ ،‬بل خيشى عليه منهأ اهلالك‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون أمينة عىل املحضون وتربيتــه؛ بحيااث ال يضاايع الولااد عناادهأ‬
‫بسبب اهتغأهلأ عنه بأخلروج إىل مالهي الفسوق‪ ،‬بأن تكااون مغنيااة عو مأئحااة‪ ،‬عو‬
‫متهتكة هتتكأً يرتتب عليه حيأع الولد‪ ،‬عو غري مأمومة بأن خترج كل وقاات وتاارتك‬
‫الولد هأئعأً( ‪.)2‬‬
‫‪ .4‬أن تكون قادر عىل لدمته‪ ،‬فلااو كااأن هبااأ ماارض يعجزهااأ عاان القيااأم‬
‫بمصأحله تكن عهالً للحضأمة‪.‬‬

‫‪ ، 45‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رلبة الطلبة‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬اإلبأمة عن عخذ األجرة عىل احلضأمة البن عأبدين ‪ ، 242 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪303‬‬
‫‪ .5‬أن ال تكون مرتدّ ؛ عي خأرجة عن دياان اإلسااالم بعااد عن اعتنقتااه؛ أل َّن‬
‫جزاءهأ احلبس حتى تسلم‪ ،‬و َمن كأمت حألتهأ هكذا فال تقدر عىل خدمة الولااد‪،‬‬
‫بخالع اختالع ال ِّدين فإمَّه ال يؤثِّر عىل ِّ‬
‫حق احلضأمة‪ ،‬فإاا كأن املحضون مساال ً ‪،‬‬
‫واحلأحنة غري مسلمة ع ّمأً كأمت عو غريهأ من بقيّة احلأحنأت‪ ،‬فلهااأ عن حتض انَه إىل‬
‫عن يعقل عو خيشى عليه عن يأل َ دينأً َ‬
‫غري دياان اإلسااالم بساابب معأرشتااه لتلااك‬
‫احلأحنة‪ ،‬وال فرق بني عن تكون معتنقة دين اأً س ا ويأً عو غااري س ا وي؛ أل َّن مبنااى‬
‫احلضأمة عىل الشَّ فقة الطبيعية‪ ،‬وهي ال ختلت بأختالع ال ِّدين( ‪.)1‬‬
‫متزوجة بغري رحْ حمرم للمحضون؛ أل َّن األجن َّ‬
‫بي ينظر إليااه‬ ‫‪.6‬أن ال تكون ّ‬
‫هزراً‪ ،‬ويبطن له الكراهة ويضمر ُّ‬
‫السوء أل ّمه؛ ألمَّه يظ ا ّن ع ََّّن اأ تطعمااه ماان مألااه‪،‬‬
‫ور ّب اهت ّد بني ع ّمه وزوجهأ اخلالع‪ ،‬ويرتتب عىل الك مااأ ال حتمااد عقبااأه‪ ،‬فااإاا‬
‫للص اغري سااقط ح ّقهااأ يف‬
‫تزوجت احلأحنة ع ّم ًأ كأمت عو غريهأ باازوج غااري حماارم َّ‬
‫ّ‬
‫احلضأمة سواء دخل هبأ الزَّ وج عم ال‪ ،‬ومتى سااقط ح ّقهااأ امتقاال إىل َم ان يليهااأ يف‬
‫االستحقأق من احلأحنأت‪ ،‬فإن توجد مستح ّقة عهل للحضأمة‪ ،‬فلااو ِّيل َّ‬
‫الص اغري‬
‫حق احلضأمة التي سقط ح ّقهأ ّ‬
‫بتزوجهأ بغااري حماارم‬ ‫عخذه( ‪ ،)2‬ومتى َ‬
‫زال املأمع يعود ّ‬
‫حق احلضأمة( ‪.)3‬‬ ‫للصغري؛ أل َّن املأم َع قد َ‬
‫زال فيعود املمنوع‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫َّ‬

‫‪ ، 373‬واإلبأمة عن عخذ األجرة ‪ ، 242 :1‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬


‫)‪ (2‬ج أء يف القأمون األردين يف املأدة (‪ :)171‬ب ‪-‬مع مراعأة مأ جأء يف الفقارة (ع) مان هاذه‬
‫املأدة يشرتط يف مستحق احلضأمة إاا كأن مان النساأء عن ال تكاون متزوجاة بغاري حمارم مان‬
‫الصغري‪.‬‬
‫)‪ (3‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)174‬يعااود حااق احلضااأمة إاا زال ساابب‬
‫سقوره‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪304‬‬
‫‪.7‬أن ال مت كَه احلاضن نة ِف بي َمن يبغضه ويكرهه؛ أل َّن إمسأكَهأ إ ّيأه عنده‬
‫يرتتّب عليه رضر الولد وحيأعه‪ ،‬واملقصود ماان احلضااأمة حفااظ الولااد والقيااأم‬
‫بخدمته ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫وترتيب أح ِّقية احلضامة‪:‬‬


‫ألَّنأ عكثر النَّأس حنأم اأً عليااه‪ ،‬وعهااف ُقهم بااه‪ ،‬فتصاارب عااىل‬
‫أ‪.‬األم النَّ بية؛ َّ‬
‫وترس ا‬
‫ّ‬ ‫خدمته صرباً ال يتأتى من غريهأ؛ ولذا تراهأ تسهر لسهره‪ ،‬وجتزع ملرحااه‪،‬‬
‫َّأس عليهأ؛ ولذلك قىض ا رسااول‬
‫فطر اهللُ الن َ‬
‫بصحته‪ ،‬والك بمقتىض الفطرة التي َ‬
‫ّ‬
‫اهلل ‪ ‬بأحلضأمة لأل ّم حين جأءت امرعة إليه‪ ،‬وقألت له‪( :‬يأ رسااول اهلل‪ ،‬إ َّن ابنااي‬
‫هذا كأن بطني له وعأء‪ ،‬وحجري له حواء‪ ،‬وثااديي لااه سااقأء‪ ،‬وإن عبااأه رلَّقنااي‪،‬‬
‫تتزوجي)( ‪.)3‬‬
‫َّ‬ ‫عحق به مأ‬
‫وعراد عن ينزعه منِّي‪ ،‬فقأل هلأ رسول اهلل ‪ :‬عمت ّ‬

‫ب‪.‬اجلدات‪ ،‬و ُه ّن ُع ُّم األُ ّم ث ّم ُع ّم األب؛ أل َّن األ َّم ملَّأ كأمت َعوىل من األب‬

‫‪ ، 373‬وغرر األحكأم ‪:1‬‬ ‫الرشعية ‪ ، 68- 65 :2‬ورشح الوقأية‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم َّ‬
‫‪ ، 411‬وفتح بأب العنأية ‪ ، 184 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جااأء يف القا ااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)171‬ع ‪ -‬يشا اارتط يف مسااتحق احلضا ااأمة عن‬
‫يكون بألغ ًأ عاأقال سالي ً مان األماراض املعدياة اخلطارية عمينا أ عاىل املحضاون قاأدراً عاىل‬
‫تربيتاه وصاايأمته دين ا ًأ‪ ،‬وخلق ا ًأ وصااحة وعن ال يضايع املحضااون عنااده المشااغأله عنااه وعن‬
‫ال يسكنه يف بيت مبغضيه عو من يؤايه وعن ال يكون مرتداً‪.‬‬
‫)‪ (3‬يف سنن البيهقي الكباري ‪ ، 4 :8‬وسانن الادارقطني ‪ ، 304 :3‬وسانن ع داود ‪،283 :2‬‬
‫‪ ، 78‬قاأل احلاأكم‪ :‬صاحيح اإلسانأد‪ .‬ينظار‪:‬‬ ‫ومسند عمحد ‪ ،182 :2‬ومكأرم األخاالق‬
‫خالصة البدر املنري ‪.257 :2‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪305‬‬
‫كأمت ع ّمهأ عوىل من ع ّمه‪.‬‬

‫ألَّن ا ّن بنااأت األبااوين‪،‬‬


‫ج‪.‬األلوات‪ ،‬وه ا َّن عوىل ماان اخلااأالت والع ا ّ ت؛ َّ‬
‫ألَّن قد‬
‫وعولئك بنأت اجل ّد عو اجلدّات‪ ،‬وتق َّد َم األخت الشَّ قيقة عىل األخت أل ّم؛ َّ‬
‫وترجحت الشَّ قيقة بقرابتهأ من جهااة األب‪ ،‬فااإن توجااد‬
‫َّ‬ ‫اهرتكأ يف األخوة أل ّم‬
‫هقيقة عهل للحضأمة امتقل حق احلضأمة لألخت أل ّم‪ ،‬فإن توجااد عخاات أل ّم عو‬
‫وجدت ولكن تكن عهالً للحضأمة ينتقل احلق إىل األخت ألب‪.‬‬
‫األل أل ّم‪.‬‬ ‫األل الشَّ قيقة‪ ،‬ث ّْ إيل بن‬ ‫د‪.‬بن‬

‫الص ـغري‪ ،‬الشــقيقة أوال‪ ،‬ث ـ ّْ أل ّم‪ ،‬ث ـ ّْ ألب‪ ،‬قااأل ‪( :‬اخلألااة‬
‫هـــ‪.‬لاالت َّ‬
‫والدة)( ‪.)1‬‬
‫األل ألب‪.‬‬ ‫و‪.‬بن‬

‫عامت الصغري‪ ،‬الشَّ قيقة أوال‪ ،‬ثْ أل ّم‪ ،‬ثْ ألب‪.‬‬


‫ز‪ّ .‬‬
‫ح‪.‬لالة األ ّم ألبوين‪ ،‬ث ّْ أل ّم‪ ،‬ثْ ألب‪.‬‬

‫ط‪.‬لالة األب ألبوين‪ ،‬ثْ ألم‪ ،‬ثْ ألب‪.‬‬


‫عامت األ ّمهات ألبوين‪ ،‬ثْ ألم‪ ،‬ثْ ألب‪.‬‬
‫ي‪ّ .‬‬
‫ك‪.‬عامت اآلباء ألبوين‪ ،‬ثْ ألم‪ ،‬ثْ ألب‪.‬‬
‫حق احلضأمة يف درجة‪ ،‬فأألحق عورعه ّن‪ ،‬ث ّم‬‫وإاا اجتمع عدد َّممن له ّ‬
‫فألرعي للقأيض ‪.‬‬
‫كل جهة‪َّ ،‬‬‫عكربه ّن‪ ،‬فإن استوين يف األحقيّة من ِّ‬

‫)‪ (1‬يف رشح معأين اآلثأر ‪ ، 400 :4‬ومسند عمحد ‪ ، 98 :1‬واملعجم الكبري ‪.243 :17‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪306‬‬
‫ل‪.‬إن فقدت املحار نم من النِّ اء أو وجدت ومل تكن أهال للحضامة‪ ،‬تنتقل‬
‫للعصبات بَّتتيب اإلرث‪ ،‬فيقدم األب‪ ،‬ثم اجلد‪ ،‬ثم األخ الشَّ قيق‪ ،‬ثم األخ ألب‪،‬‬
‫ثم بنو األخ الشَّ قيق‪ ،‬ثم بنو األخ ألب‪ ،‬ثم الع ّم الشَّ قيق‪ ،‬ثم الع ّم ألب‪ ،‬فإاا‬
‫تسأوى املستح ُّقون للحضأمة يف درجة واحدة‪ ،‬يق ّدم عصلحهم‪ ،‬ثم عورعهم‪ ،‬ثم‬
‫بي ال ِّذمي عخوان‬
‫للص ِّ‬ ‫عكربهم سنّأً‪ ،‬ويشرتط يف العصبة ّ‬
‫احتأد ال ِّدين‪ ،‬فإاا كأن َّ‬
‫عحدمهأ مسلم‪ ،‬واآلخر امي‪ُ ،‬ي َسلَّ ُم لل ِّذ ّ‬
‫مي ال للمسلم‪.‬‬
‫م‪ .‬إن مل يوجد أحدٌ من العصبات املتقدِّ مني امتقل حق احلضامة إىل غريهْ‬
‫من األقارب عىل الَّتتيب اآل ‪ ،‬فيق َّد ُم اجل ُّد أل ّم‪ ،‬ث ّم األخ أل ّم‪ ،‬ث ّم ابنه‪ ،‬ث ّم الع ّم‬
‫أل ّم‪ ،‬ث ّم اخلأل الشقيق‪ ،‬ث ّم ألب‪ ،‬ث ّم ألم‪.‬‬
‫وإن كأن القريب رمحأً غااري حماارم‪ :‬كأبنااأء األخااوال واخلااأالت يف حضااأمة‬
‫اإلمأث‪ ،‬فااال حا ّاق لبنااأت األع ا م ومحااوهن يف حضااأمة املااذكّرين‪ ،‬وإاا يكاان‬
‫مفوض لرعي القأيض إن هأء سلَّ َم األمثى الباان ع ِّمهااأ‬
‫للصغري رحم حمرم‪ ،‬فأمره َّ‬
‫َّ‬
‫إاا رآه عهالً لذلك‪ ،‬وإن هأء سلَّ َمهأ ألمينة يثق هبااأ‪ ،‬ويعتقااد ع ََّّن اأ حتفظهااأ وتقااوم‬
‫بشؤوَّنأ خري قيأم‪ ،‬ويسلِّم املذكّر لبنت ع ّمه إن وثق هبأ‪ ،‬وإال فليسلمه ألمني يثااق‬
‫به ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫)‪ (1‬ينظار‪ :‬رشح الوقأيااة ‪ ، 373‬وجمماع األَّناار ‪ ، 482 :1‬واهلداياة ‪ ، 38 :2‬والبنأيااة ‪:4‬‬
‫‪ ،846‬واإلصالح ق‪/ 63‬ب‪ ،‬وملتقى األبحر ‪ ، 73‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)170‬األم النساابية عحااق بحضااأمة ولاادهأ‬
‫وتربيتاه حاأل قيااأم الزوجياة وبعااد الفرقاة ثام بعااد األم ينتقال احلااق ألمهاأ ثاام ألم األب‬
‫ثم لألب ثام للمحكماة عن تقارر بناأء عاىل ماأ لادهيأ مان قارائن لصاألح رعأياة املحضاون‬
‫إسنأد احلضأمة ألحد األقأرب األكثر عهلية‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪307‬‬
‫واإلجبار عىل احلضامة‪:‬‬

‫إاا امتنعت احلأحن ُة عن احلضأمة فال جتاارب عليهااأ إال إاا تع ّيناات هلااأ بااأن‬
‫يوجد للطفل حأحنة غريهأ من املحأرم‪ ،‬عو وجدت من دوَّنأ وامتنعت‪ ،‬فحينئا ٍ‬
‫اذ‬
‫عجنبي( ‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫جترب إاا يكن هلأ زوج‬

‫وأل األجر عىل احلضامة‪:‬‬


‫الرضاعة والنَّفقة بام فيها ال كنى للحاضنة‪ ،‬وكلّهأ‬
‫أجر احلضامة غري أجر َّ‬
‫ء إالَّ عن‬ ‫تلزم عبأ الصغري إن يكن له مأل‪ ،‬فإن كأن له مأل فال يلزم عبأه منهأ‬
‫ربع‪.‬‬
‫يت َّ‬
‫متزوجة‬
‫ّ‬ ‫احلاضنة غري األم َتب هلا األجر مطلقا سواء كأمت‬ ‫وإن كام‬
‫بأ الصغري عو معت ّدة له عو ال‪.‬‬

‫متزوجة بوبيه وال معتدّ له فلها‬


‫ّ‬ ‫احلاضنة أ ّما للصغري ومل تكن‬ ‫و إن كام‬
‫األجر ؛ ألَّنأ قأمت بخدمة ولده وهذه األجرة غري عجرة الرحأع‪ ،‬وغري مفقة‬
‫تستحق‬
‫ّ‬ ‫رجعي فال‬
‫ّ‬ ‫متزوجة بأبيه عو معتدّة له عن رالق‬
‫العدّة‪ ،‬بخالع إاا كأمت ّ‬
‫عجر ًة عىل احلضأمة؛ لقيأم الزوج ّية حقيق ًة عو حك ً ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬األحوال الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 10 :2‬وغريهأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحوال الشخصية ‪ ، 10 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫بنفقااة‬ ‫)‪ (3‬جااأء يف القااأمون األردين يف الااا دة (‪ :)178‬ع ‪ -‬عجااارة احلضااأمة عااىل املكل ا‬
‫املحضون وتقدر باأجرة مثال احلأحانة عاىل عن ال تزياد عاىل قادرة املنفاق و كام هباأ مان‬
‫تأريخ الطلب وتستمر اىل إُتأم املحضون سن الثأمية عرشة من عمره‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪308‬‬
‫ومدّ احلضامة‪:‬‬
‫سن التمييز‪ ،‬وهو سبع سنني عىل‬‫أ‪.‬إن كان م كرا يبقى عند احلاضنة إىل ّ‬
‫املفتى به( ‪)1‬؛ ألمه يستغني عن خدمة النسأء‪ ،‬ودخل دور ًا جديد ًا تأج فيه إىل‬
‫اإلعداد ب هو مطألب به يف املستقبل‪ ،‬فيسلَّ ُم إىل َمن هو عقد ُر عىل القيأم به‪.‬‬
‫مةمّثا تبقى عند احلاضنة إىل بلوغ حد الشهو عىل املعتمد( ‪،)2‬‬ ‫ب‪.‬إن كام‬
‫وهو تسع سنني؛ لتدريبهأ عىل األمور املنْزلية التي هي مطألبة هبأ يف املستقبل‪ ،‬فإن‬
‫البنت بعده أ حتتأج إىل معرفة آداب النسأء من اخلبز والطبخ والغزل وغسل‬
‫الثيأب‪ ،‬واملرعة عىل الك عقدر‪ ،‬وبعدهأ حتتأج إىل التحصني واحلفظ واألب فيه‬
‫عقدر( ‪.)3‬‬
‫كل منه إىل األب حتى إاا يطلبه جيرب عىل الااك؛ ّ‬
‫لتعل اق‬ ‫ٍ‬
‫وحينئذ يسلَّم ٌّ‬
‫حق الصغري به؛ إا املذك َُّر بعد بلوغه س ّن التمييز تأج إىل تعلّم مأ ينفعه‪ ،‬واألمثااى‬
‫ّ‬
‫األب عقد َر عىل الك‪ ،‬هااذا‬
‫هك عن َ‬
‫بعد بلوغهأ ح ّد الشهوة حتتأج إىل الصيأمة‪ ،‬وال ّ‬

‫بنفقتاه ما أ يكاان‬ ‫ب ‪ -‬تستحق احلأحانة عجارة مساكن حلضاأمة املحضاون عاىل املكلا‬
‫لاهأ عو للصغري مسكن يمكنهأ عن حتضنه فيه‪.‬‬
‫ج ‪-‬ال تستحق األم عجرة للحضأمة حأل قيأم الزوجية عو يف عدة الطالق الرجعي‪.‬‬
‫‪ ، 374‬وغارر‬ ‫)‪ (1‬هذا التقدير هاو قاول اخلصاأع وعلياه الفتاوى كا يف رشح الوقأياة‬
‫‪ ، 131‬والدر املنتقى ‪ ،482 :1‬وغريهأ‪ .‬وقدره عبو‬ ‫األحكأم ‪ ، 411 :1‬ورشح مال مسكني‬
‫‪ ، 374‬وغريهأ‪.‬‬ ‫بكر الرازي بتسع سنني‪ .‬ينظر‪ :‬منتقى النقأية‬
‫‪ ، 374‬وهو املعتمد‪.‬‬ ‫)‪ (2‬هذا قول حممد‪ ،‬وبه يفتى ك يف املواهب ق‪/ 156‬ع‪ ،‬ويف الوقأية‬
‫وظأهر املذهب حتى حتيض‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬درر احلكأم ‪ ، 412 :1‬وغريهأ‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪309‬‬
‫األب موجوداً‪ ،‬وإالَّ فيعطى الول ُد لألقرب فااأألقرب ماان العصاابأت عااىل‬
‫إاا كأن ُ‬
‫الرتتيب السأبق‪ ،‬فإن يوجد عحد من العصبأت يسلَّ ُم الولااد إىل بااأقي األقااأرب‬
‫السأبق اكرهم‪ ،‬فإاا يوجد عحد من األقأرب وقد امتهاات ماادة احلضااأمة‪ ،‬ينظاار‬
‫القأيض فإن رعى إبقأءه عند احلأحنة عمفع له تركه عناادهأ‪ ،‬وإالَّ س الَّمه َمل ان ياارى‬
‫مف َعه يف وجوده عنده ‪.‬‬
‫( ‪)2 ( )1‬‬

‫وال َّ فر بالولد ِف مدّ احلضامة‪:‬‬


‫ع‪.‬يمنع األب من إخراج الولد من بلد ع ّمه بال رحااأهأ مااأ دام يف حضااأمتهأ‪،‬‬
‫فإن عخذ املطلِّق ولده منهأ لتزوجهأ بأجنبي وعدم وجااود َم ان ينتق ال إليهااأ حا ّاق‬
‫حق ع ّمه‪ ،‬عو َمن يقوم مقأمه يف احلضأمة‪.‬‬
‫احلضأمة جأ َز له عن يسأفر به إىل عن يعو َد ّ‬
‫تسأفر بألولد احلأحنة له من بلد عبيه قباال امقضااأء‬
‫َ‬ ‫ب‪.‬ليس لأل ّم املطلّقة عن‬
‫العدّة مطلقأً‪ ،‬وال جيوز هلأ بعد امقضأئهأ عن تسأفر به من غري إان عبيه من مرص ا إىل‬
‫مرص بينه تفأوت‪ ،‬وال من قرية إىل مرص كذلك‪ ،‬وال من قرية إىل قرية بعياادة إالّ‬

‫‪ ، 374‬ودرر احلكااأم ‪ ، 441 :1‬واملواهااب ق‪/156‬ع‪ ،‬ورشح‬ ‫)‪ (1‬ينظاار‪ :‬رشح الوقأيااة‬
‫األحكأم الرشعية ‪ ، 78- 77 :2‬واألحوال الشخصية لقدري بأهأ ‪ ، 78 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جاااأء يف القاااأمون األردين يف الاااا دة (‪ :)173‬ع ‪ -‬تساااتمر حضاااأمة األم إىل إُتاااأم‬
‫املحضون ةس عرشة سنة من عمره‪ ،‬ولغري األم إىل إُتأم املحضون عرش سنوات‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يعطاى حاق اال ختياأر للمحضااون بعاد بلاو السان املحااددة يف الفقارة (ع) مان هااذه‬
‫املأدة يف البقأء يف يد األم احلأحنة حتى بلو املحضون سن الرهد‪.‬‬
‫ج‪ُ -‬تتاد حضاأمة النسااأء إاا كاأن املحضااون مريضا ًأ مرح ا ًأ ال يساتغني بسااببه عان رعأيااة‬
‫النسأء مأ تقتض مصلحته خالع الك‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪310‬‬
‫إاا كأن مأ تنتقل إليه ورنأً هلأ‪ ،‬وقد عقد عليهأ فيه‪ ،‬فإن كأن كذلك فلهااأ االمتقااأل‬
‫بألولد من غري رحأ عبيه ولو كأن بعيداً عن ّ‬
‫حمل إقأمته‪ ،‬فإن كأن ورنهااأ و يعقااد‬
‫عليهأ فيه عو عقد عليهأ فيه و يكن ورنهأ‪ ،‬فليس هلأ عن تسأفر إليااه بألولااد بغااري‬
‫إان عبيه إالّ إاا كأن قريبأً من ّ‬
‫حمل إقأمته بحيث يمكنه مطألعة ولااده والرجااوع إىل‬
‫َمنْزله قبل الليل‪ ،‬وع ّمأ االمتقأل بألولد من مرص إىل قرية فال ُتكن منه األ ّم بغري إان‬
‫الزوج‪ ،‬ولو كأمت القرية قريب ًة مأ تكن ورنهأ وقد عقد عليهأ ثمة؛ ملااأ فيااه ماان‬
‫اإلرضار بأألب؛ لعجزه عن مطألعة ولده( ‪.)1‬‬

‫ج‪ .‬إن غري األم من احلأحنأت ال تقدر بأي حأل عىل مقاال الولااد ماان حما ّال‬
‫حضأمته إال بإان عبيه ‪.‬‬
‫( ‪)3 ( )2‬‬

‫‪ ، 374‬واللبأب ‪ ، 104 :3‬وغريهأ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬رشح الوقأية‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬رشح األحكأم الرشعية ‪ ، 80- 78 :2‬وغريهأ‪.‬‬
‫)‪ (3‬جااأء يف القااأمون األردين يف املاااأدة (‪ :)181‬ع ‪ -‬لكاال ماان األم واألب واجلااد ألب‬
‫عنااد عاادم األب احلااق يف رؤيااة املحضااون واسااتزارته واصااطحأبه ماارة يف األساابوع‬
‫واالتصااأل بااه عاارب وسااأئل االتصااأل احلديثااة املتااوفرة عناادمأ يكااون يف يااد عحاادمهأ عو‬
‫غريمهأ ممان لاه حاق احلضاأمة و لألجاداد واجلادات حاق رؤياة املحضاون مارة يف الشاهر‬
‫والك كله إاا كأن حمل إقأمة رريف الدعوى واملحضون داخل اململكة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إاا كااأن حماال إقأمااة الااويل احلأحاان واملحضااون خااأرج اململكااة فللمحكمااة حتديااد‬
‫عو تعااديل مكااأن وزمااأن وكيفيااة رؤيااة املحضااون واسااتزارته واصااطحأبه ماارة يف الساانة‬
‫قاق مصالحته‬ ‫عىل األقل ثم دد الك كلاه ماع مراعاأة سان املحضاون و ظروفاه و با‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪311‬‬

‫ومصاالحة رااريف الاادعوى عااىل عن ال يمنااع احلكاام الصااأدر يف هااذه الاادعوى صااأحب‬
‫احلق يف رؤية املحضون واستزارته واصطحأبه من الك يف حمل إقأمة املحضون ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إاا كااأن حماال إقأمااة املحضااون داخاال اململكااة وحماال إقأمااة صااأحب حااق الرؤيااة‬
‫واالسااتزارة واالصااطحأب خأرجهااأ فللمحكمااة عنااد حضااوره إىل اململكااة حتديااد عو‬
‫تعاديل مكااأن وزماأن وكيفيااة رؤياة املحضااون واساتزارته واصااطحأبه املادة التااي تراهااأ‬
‫منأساابة مراعيااة ساان املحضااون و ظروفااه و ب ا تااراه حمقق ا ًأ ملصاالحته ومصاالحة رااريف‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫عليهااأ يف الفقاارتني (ب) و (ج) ماان هااذه ا ملااأدة للمحكمااة‬ ‫د ‪ -‬يف األحااوال املنصااو‬
‫االان بمبياات املحضااون عنااد صااأحب احلااق يف الرؤيااة املاادة التااي تراهااأ منأساابة‬
‫وبألضوابط املذكورة‪.‬‬
‫ها ‪ -‬لطألااب الرؤيااة واالسااتزارة واالصااطحأب واالتصااأل بأملحضااون االتفااأق مااع‬
‫احلأحاان عااىل حتديااد زمااأن الااك ومكأمااه وكيفيتااه فااإاا يتفقااأ يعاارض القااأيض عااىل‬
‫الطاارفني عو الطاار ع احلااأرض ماانه ً زمأماا ًأ ومكأماا ًأ وكيفيااة لااذلك ويسااتمع ألقااواهل عو‬
‫ثام ادد الاك كلاه مراعيا ًأ سان املحضاون و ظروفاه و با‬ ‫احلأرض منه هبذا اخلصو‬
‫يراه حمقق ًأ ملصلحته ومصلحة رريف الدعوى‪.‬‬
‫و‪ -‬يتضاامن حكاام الرؤيااة واالسااتزارة واالصااطحأب إلاازام املحكااوم لااه بإعااأدة‬
‫املحضون إىل حأحانه بعاد امتهاأء املادة املقاررة وعاىل املحكماة بناأء عاىل رلاب احلأحان‬
‫منع سفر املحضون ح م ًأ حلقه‪.‬‬
‫ز ‪ -‬يلازم رألاب الرؤياة بادفع ماأ تقادره املحكماة مان مفقاأت لتنفياذ الرؤياة عناد رلااب‬
‫احلأحن ويستثنى من الك مفقأت احضأر املحضون إىل اململكة‪.‬‬
‫ويف املااأدة (‪ :)175‬ال يااؤثر ساافر الااو يل عو احلأحاانة بأملحضااون إىل بلااد داخاال اململكااة‬
‫عااىل حقااه يف إمسااأك املحضااون مااأ يكاااان هلااذا الساافر تااأثري عااىل رجحااأن مصاالحة‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪312‬‬

‫املحضااون ‪ ،‬فاااإن ثباات تااأثري الساافر عااىل مصاالحة املحضااون يمنااع ساافره وتنتقاال‬
‫حضأمته مؤقت ًأ إىل من يليه من عصحأب حق احلضأمة‪.‬‬
‫والا دة (‪ :)176‬إاا كاأن املحضاون مال اجلنساية األردمياة فلايس حلأحانته اإلقأماة باه‬
‫خااأرج اململكااة عو الساافر بااه خااأرج اململكااة لغأيااة اإلقأمااة إال بموافقااة الااويل وبعااد‬
‫التحقق من تأمني مصلحة امل حضون‪.‬‬
‫والااا دة (‪ :)177‬ع ‪ -‬إاا كااأن الساافر بأملحضااون خااأرج اململكااة لغأيااة مرشااوعة مؤقتااة‬
‫و يوافااق الااويل عااىل ساافره فللقااأيض عن يااأان للحأحاان بألساافر بأملحضااون بعااد عن‬
‫يتحقاق مان تااأمني مصالحته وبيااأن مادة الزياأرة وعخااذ الضا مأت الكأفيااة لعودتاه بعااد‬
‫امتهاأء الزيااأرة عااىل عن تتضاامن تقااديم كفألااة يساتعد فيهااأ الكفياال بااأحلبس حتااى إاعااأن‬
‫احلأحن بعودة املحضون مع منااع سفر الكفيل حتى عودة املحضون إىل اململكة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إاا رغاااب األب احلأحااان يف اإلقأماااة بأملحضاااون خاااأرج اململكاااة وامتنعااات‬
‫مسااتحقة احلضااأمة عنهااأ عوسااقط حقهااأ فيهااأ ألي ساابب فلااألب الساافر بأملحضااون‬
‫واإلقأماة باه وفاق عحكاأم الفقارة (ب) مان املاأدة (‪ )181‬مان هاذا القاأمون وبعاد تقااديم‬
‫الض مأت التي توافق عليهأ املحكمة‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪313‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلبأمة عن عخذ األجرة عىل احلضأمة ملحمد عمني بن عأبدين (‪1252‬ها)‪ .‬دار إحياأء الارتاث‬
‫العر ‪ .‬بريوت‪ .‬مطبوعة حمن رسأئل ابن عأبدين ‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلتقأن واإلحكأم يف رشح حتفة احلكاأم (رشح مياأرة) ملحماد بان عمحاد مياأرة الفاأ‪ .:‬دار‬
‫املعرفة‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلحأد واملثأين ألمحد بن عمرو الضحأك الشيبأين (ت‪287‬ها)‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬بأسم فيصل اجلوايرة‪.‬‬
‫ط‪1411 .1‬ها‪ .‬دار الراية‪ .‬الريأض‪.‬‬
‫‪ .4‬األح أديث املختأرة ملحمد بن عبد الواحد املقد‪643-567(:‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عبد امللك عبد اهلل‪.‬‬
‫مكتبة النهضة احلديثة‪ .‬مكة املكرمة‪ .‬ط‪1410 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .5‬عحكأم األحوال الشخصية لعبد الوهأب خالع‪.‬‬
‫‪ .6‬عحكأم اخللع يف الرشيعة اإلسالمية للدكتور تقي الدين اهلاليل‪،‬املكتب اإلساالمي‪ ،‬باريوت‪،‬‬
‫ط‪1390 2‬ها‪.‬‬
‫(ت‪370‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪ .7‬عحكأم القرآن ألمحد بن عِّل الرازي اجلصأ‬
‫‪ .8‬األحوال الشخصية ملحمد عبو زهرة‪ ،‬دار الفكر العر ‪.‬‬
‫‪ .9‬األحوال الشخصية ملحمد قدري بأهاأ‪ .‬مكتباة النهضاة‪،‬بريوت‪،‬بغداد‪ .‬ماع رشح األحكاأم‬
‫الرشعية‪.‬‬
‫‪ .10‬إحيأء علوم الدين ملحمد بن حممد الغزايل (ت‪505‬ها)‪ .‬دار إحيأء الكتب العربية‪ .‬القأهرة‪.‬‬
‫‪ .11‬عدب االخااتالع يف مسااأئل العلاام والاادين ملحمااد عوامااة‪.‬دار البشااأئر‪ .‬بااريوت‪.‬ط‪.2‬‬
‫‪1418‬ها‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪314‬‬
‫‪ .12‬األدب املفرد ملحمد بن إس عيل البخأري (ت‪256‬ها)‪.‬ت‪ :‬حممد فاؤاد عباد الباأقي‪ .‬دار‬
‫البشأئر اإلسالمية‪ .‬بريوت‪1409 .‬ها‪ .‬ط‪.3‬‬
‫‪ .13‬إرهأد السأري لرشح صحيح البخأري ألمحد بن حمماد القساطالين‪ ،‬دار الكتاأب العار ‪،‬‬
‫بريوت‪1323 ،‬ها‪.‬‬
‫‪ .14‬إرهأد السألك إىل عرشع املنأسك يف فقه اإلماأم مألاك ‪ .‬لعباد الارمحن بان عساكر‪ .‬ط‪.3‬‬
‫‪1364‬ها‪.‬‬
‫‪ .15‬إرهأد الفحول إىل حتقيق احلق من علام األصاول ملحماد الشاوكأين (ت‪1250‬هاا)‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ .16‬عسنى املطألب رشح روض الطألب إلس عيل بن ا ملقري اليمني‪ .‬دار الكتأب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .17‬اإلهفأق يف عحكأم الطالق ملحمد زاهاد الكاوثري‪ .‬املكتباة األزهرياة للارتاث‪ .‬القاأهرة‪.‬‬
‫‪1415‬ها‪.‬‬
‫‪ .18‬عصول األحكأم وررق االستنبأط يف الترشيع اإلسالمي للادكتور محاد الكبييسا‪ .‬مكتاب‬
‫بريوت‪ ،‬رشاع الرهيد‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .19‬إعالء السنن لظفر عمحد العث ين التهأموي (ت‪1394‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حأزم القاأيض‪ .‬دار الكتاب‬
‫العلمية ‪ .‬ط‪1997 .1‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬األعالم خلري الدين الزَّ ركِّل‪ .‬بدون دار ربع‪ .‬وتأريخ ربع‪.‬‬
‫‪ .21‬اإلقنأع يف حل علفأظ ع هجأع ملحمد بن عمحد اخلطيب الرشبيني(ت‪977‬ها)‪ .‬مصطفى‬
‫البأ احللبي‪ .‬الطبعة األخرية‪1359 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .22‬اإلقنأع ملوسى بن عمحد بن موسى املقد‪ :‬احلجأزي (ت‪960‬ها)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .23‬األم ملحمد بن إدريس الشأفعي (ت‪204‬ها)‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت ط‪1393 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .24‬عمأيل املحأمِّل للحسني بن إس عيل الضبي املحأمِّل (ت‪330‬ها)‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬إبراهيم القييس‪.‬‬
‫املكتبة اإلسالمية‪ .‬ع ن‪ .1412 .‬ط‪.1‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪315‬‬
‫‪ .25‬اإلمصأع يف معرفة الراجح من اخلالع أل احلسن بن سلي ن املرداوي (ت‪885‬ها)‪ ،‬دار‬
‫إحيأء الرتاث العر ‪.‬‬
‫‪ .26‬األموار القدسية يف األحوال الشخصية لعبد الكاريم املادرس‪ .‬مطبعاة اجلاأحظ‪ .‬بغاداد‪.‬‬
‫‪1410‬ها‪.‬‬
‫ومي (ت‪940‬ها)‪ .‬من خمطورأت مكتبة‬
‫الر ّ‬
‫‪ .27‬اإليضأح ألمحد بن سلي ن بن ك ل بأهأ ُّ‬
‫األوقأع العأمة ببغداد برقم (‪.)10642‬‬
‫‪ .28‬االختيأر لتعليل املختأر لعبد اهلل بن حممود املوصاِّل (ت‪683‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬زهاري عاث ن‪ .‬دار‬
‫األرقم‪.‬‬
‫‪ .29‬االيضاأح والبياأن الظهاوري للادكتور حمماد حماروس عاىل التساهي ل الَّضاوري ملسااأئل‬
‫القدوري ملحمد عأهق إهلي الربين‪ .‬بغداد‪1420 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .30‬البحر الرائق رشح َكنْز الدقأئق إلبراهيم بن حمماد ابان مجايم(ت‪970‬هاا)‪ .‬دار املعرفاة‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .31‬البحر الزخأر اجلأمع ملذاهب علا ء األمصاأر ألمحاد املرتىضا(ت‪840‬هاا)‪،‬دار الكتاأب‬
‫اإلسالمي‬
‫(ت‪794‬ها)‪ .‬دار الكتبي‪.‬‬ ‫‪ .32‬البحر املحيط يف عصول الفقه ملحمد بن هبأدر الزرك‬
‫‪ .33‬بدائع الصنأئع يف ترتيب الرشائع أل بكر بن مسعود الكأسأين(ت‪587‬ها)‪ .‬دار الكتاأب‬
‫العر ‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1402 .2.‬ها‪ .‬وعيض ًأ ربعة دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .34‬بداية املبتدي مع رشحه اهلداية لعِّل بن ع بكر املرغينأين(ت‪593‬ها)‪ .‬مطبعاة مصاطفى‬
‫البأ ‪.‬‬
‫‪ .35‬بساتأن العااأرفني أل الليااث السامرقندي (ت‪375‬هااا)‪ .‬مطبعااة الباأ احللب اي‪ .‬مرصاا‪.‬‬
‫‪1307‬ها‪.‬‬
‫‪ .36‬البنأية يف رشح اهلداية لبدر الدين حممود بن عمحاد ال َعيْ أناي(ت‪855‬هاا)‪ .‬دار الفكار‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪1980‬ما‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪316‬‬
‫‪ .37‬هبجة املشتأق ألحكأم الطالق لعبد الرمحن املحالوي‪ .‬املطبعة العأمرة الرشقية‪.‬مرص‪.‬ط‪.1‬‬
‫‪1314‬‬
‫العبدري املَ َّواق (‪897‬هاا)‪ .‬دار الكتاب‬ ‫‪ .38‬التأج واإلكليل ملخترص خليل ملحمد بن يوس‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ .39‬تأريخ بغداد ألمحد بن عِّل اخلطيب (ت‪463‬ها)‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .40‬تبيني احلقأئق رشح َكنْز الدقأئق لعث ن الزيلعي‪ .‬فخر الدين‪.‬املطبعة األمريية بمرصا‪ .‬ط‪.1.‬‬
‫‪.1313‬‬
‫‪ .41‬التجريد لنفع العبيد وهو حأهية البجريمي عىل رشح منهج الطالب لسلي ن بان حمماد بان‬
‫البجريمي‪ .‬دار الفكر العر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمر‬
‫‪ .42‬حترير النقول يف مفقة الفروع واألصول ملحمد عمني بان عأبادين (‪1252‬هاا)‪ .‬دار إحياأء‬
‫الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪ .‬مطبوعة حمن رسأئل ابن عأبدين ‪.‬‬
‫‪ .43‬التحرير والتنوير ملحمد الطأهر ابن عأهور‪ ،‬ربعة مرص‪.‬‬
‫‪ .44‬حتفاة األحاواي رشح سانن الرتماذي ملحماد املباأركفوري (ت‪1353‬هاا)‪ .‬دار الكتااب‬
‫العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .45‬حتفة املحتأج برشح املنهأج ألمحد ابن حجر اهليتمي(ت‪974‬ها)‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪.‬‬
‫‪ .46‬التحقيق يف عحأديث اخلالع لعباد الارمحن بان عاِّل اجلاوزي (ت‪597‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬مساعد‬
‫السعدين‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1415 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .47‬ختري ج عحأديث إحيأء علوم الدينللعراقي وابان السابكي والزبيادي‪ .‬اساتخراج‪ :‬حمماود‬
‫احلداد‪ .‬دار العأصمة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1418 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .48‬الرتغيب والرتهيب لعبد العظيم املنذري (ت‪656‬هاا)‪ .‬ت‪ .‬إباراهيم هامس الادين‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪1417 .‬ها‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪ .49‬التسهيل لعلوم التنزيل ملحمد بن عمحد بن جزيء الكلبي ‪793- 741‬ها‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .50‬الترشيعأت اخلأصة بأملحأكم الرشعية للمحأمي راتب الظأهر‪1420 .‬ها‪ .‬ع ن‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪317‬‬
‫‪ .51‬تصااحيح القاادوري لقأساام باان قطلوبغااأ (ت‪879‬هااا)‪ .‬ماان خمطورااأت دار صاادام‬
‫للمخطورأت‪.‬‬
‫‪ .52‬تفسري آيأت األحكأم ملحمد عِّل السأيس‪ ،‬مطبعة حممد عِّل صبيح‪.‬‬
‫الدمشقي ت‪774‬ها‪ ،‬دار املفيد‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪ .53‬تفسري ابن كثري إلس عيل بن كثري القر‬
‫‪ .54‬تفسري الطربي ملحمد بن جرير الطربي (ت‪310‬ها)‪ .‬دار الفكر‪ .‬بريوت‪1405 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .55‬تفسري القرربي ملحمد بن عمحد القرربي (ت‪671‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عمحاد الاربدوين‪ .‬دار الشاعب‪.‬‬
‫القأهرة‪.‬ط‪1372 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .56‬تفسري النسفي لعبد اهلل بن عمحد بن حممود النسفي (ت‪701‬ها)‪.‬‬
‫‪ .57‬تقريرات عوض وإبراهيم البأجوري عىل اإلقنأع يف حل علفأظ ع هجأع‪ .‬مصطفى الباأ‬
‫احللبي‪ .‬الطبعة األخرية‪1359 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .58‬تكملة فتح امللهم برشاح صاحيح اإلماأم مسالم ملحماد تقاي العث ين‪.‬مكتباة دار العلاوم‬
‫‪.‬ط‪1422 .1‬ها‪.‬‬ ‫كرات‬
‫الرافأعأي الكبري ألمحاد بان عاِّل ابان حجار ال َع ْسا َقالين‬
‫‪ .59‬تلخيص احلبري يف ختريج عحأديث َّ‬
‫(‪852- 773‬ها)‪ .‬ت‪ :‬السيد عبد اهلل هأهم‪1384 .‬ها‪ .‬املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ .60‬التنبياه إلبااراهيم الشاريازي (ت‪476‬هااا)‪ .‬مطبعاة مصااطفى احللباي‪ .‬الطبعااة األخاارية‪.‬‬
‫‪1370‬ها‪.‬‬
‫‪ .61‬تنظيم األرسة وتنظيم النسل ملحمد عبو زهرة‪ .‬دار الفكر العر ‪.‬‬
‫الغَزَّ ي (ت‪1004‬ها)‪.‬‬ ‫‪ .62‬تنوير األبصأر وجأمع البحأر ملحمد بن عبد اهلل اخلطيب الت ُُّم ْرتأ‬
‫مطبعة الرتقي بحأرة الكفأرة‪1332 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .63‬تنوير احلوالك رشح مورأ مألك جلالل الدين السيوري (ت‪911‬ها)‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .64‬هتذيب األس ء واللغأت ملحيي الدين يى بن رشع الن ََّو أو ّي (ت‪676‬ها)‪ .‬املطبعة املنريية‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪318‬‬
‫املزي (‪742- 654‬ها) ‪ .‬حتقيق ‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪ .65‬هتذيب الك ل يف عس ء الرجأل أل احلجأج يوس‬
‫بشأر عواد‪ .‬مؤسسة الرسألة ‪ .‬ط‪1992 .1‬م‪.‬‬
‫‪ .66‬التوحيح رشح التنقيح لصدر الرشيعة عبيد اهلل بان مساعود املحباو (ت‪747‬هاا)‪ .‬دار‬
‫الكتب العربية الكربى‪1327 .‬ها‪ .‬وعيض ًأ‪ :‬املطبعة اخلريية‪ .‬مرص‪ .‬ط‪1324 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .67‬الثقأت ملحماد بان حباأن البساتي (ت‪354‬هاا) حتقياق السايد رشع الادين‪ ،‬دار الفكار‪،‬‬
‫‪1395‬ها‪.‬‬
‫‪ .68‬جأمع الرتمذي ملحمد بن عيسى (‪279‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عمحد هأكر‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .69‬اجلأمع الصغري ملحمد بن احلسن الشيبأين (ت‪189‬ها)‪ .‬عأ الكتب‪ .‬ط‪1406 .1.‬ها‪.‬‬
‫‪ .70‬اجلأمع ملعمر بن راهد األزدي (ت‪151‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حبيب األعظماي‪ .‬املكتاب اإلساالمي‪.‬‬
‫بريوت‪1402 .‬ها‪ .‬ط‪.2‬‬
‫‪ .71‬اجلرح والتعديل لعبد الارمحن بان ع حاأتم التميماي (ت‪327‬هاا)‪ ،‬دار إحياأء الارتاث‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1372 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .72‬اجلريدة الرسمية للقأمون املؤقت رقم (‪ )82‬لسنة ‪2001‬م قأمون معادل لقاأمون األحاوال‬
‫الشخصية العدد ‪.5998‬‬
‫احلادَّ ادأ ّي (ت‪800‬هاا)‪.‬‬
‫‪ .73‬اجلوهرة النرية رشح خمترص القدوري أل بكر بن عِّل بن حمماد َ‬
‫املطبعة اخلريية‪ .‬ط‪1322 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .74‬حأهية اجلمل عىل رشح املنهج لسلي ن اجلمل‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .75‬حأهية الدسوقي عىل الرشح الكبري ملحمد بن عمحد بن عرفة الدساوقي (‪1230‬هاا)‪ .‬دار‬
‫إحيأء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ .76‬حأهية الرشمباليل عىل درر احلكأم حلسن الرشامباليل(ت‪1069‬هاا)‪ .‬الرشاكة الصاحفية‬
‫العث مية‪1310 .‬ها‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪319‬‬
‫‪ .77‬حأهية الشلبي عىل تبيني احلقأئق ألمحد الشلبي احلنفاي‪ .‬املطبعاة األمريياة بمرصا‪ .‬ط‪.1.‬‬
‫‪1313‬ها‪.‬‬
‫‪ .78‬حأهااية الصااأوي عااىل الرشااح الصااغري ألمحااد باان حممااد اخللااويت الشااهري بألصااأوي‬
‫(ت‪1241‬ها)‪ .‬دار املعأرع‪ .‬مرص‪.‬‬
‫ح َطا أأو ّي احلنفاي (ت‪1231‬هاا)‪.‬‬
‫حطَأوي عىل الدر املختأر ألمحد بن حممد الطَّ ْ‬
‫‪ .79‬حأهية الطَّ ْ‬
‫دار املعرفة ‪ .‬بريوت‪1975 .‬ما‪.‬‬
‫‪ .80‬حأهية العطأر عىل رشح املحِّل عىل مجاع اجلواماع حلسان بان حمماد العطاأر‪ .‬دار الكتاب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ .81‬حأهيتأ قليو وعمرية عىل رشح املحِّل عىل املنهأج لشهأب الدين القلياو وعمارية‪ .‬دار‬
‫إحيأء الكتب العربية‪.‬‬
‫أفعي (ت‪808‬هاا)‪ .‬املكتباة‬
‫الشا ّ‬
‫مريي املرصاي َّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .82‬حيأة احليوان الكربى ملحمد بن عيسى الدَّ‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫للرافأ أعاي ‪ :‬لعمار بان عاِّل بان املُلَ ِّقان‬
‫‪ .83‬خالصة البدر املنري يف ختريج كتاأب الرشاح الكباري َّ‬
‫(ت‪804‬ها)‪ .‬ت‪ :‬محدي السلفي‪ .‬ط‪ . 1410 .1‬مكتبة الرهد‪ .‬الريأض‪.‬‬
‫‪ .84‬الدر املختأر رشح تنوير األبصأر ملحمد بن عِّل بن حممد احلصكفي احلنفي (ت‪1088‬ها)‪.‬‬
‫ربعة دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .85‬در املنتقى يف رشح امللتقى لعالء الدين حممد بن عِّل احلَ ْصكَفي (‪1088‬هاا)‪ .‬دار الطبأعاة‬
‫العأمرة ‪. 1316 .‬هبأمش جممع األَّنر ‪.‬‬
‫‪ .86‬الاادراري املضااية رشح الاادرر البهيااة يف املسااأئل الفقهيااة ملحمااد باان عااِّل الشااوكأين‬
‫(ت‪1250‬ها)‪ ،‬مكتب الرتاث اإلسالمي‪.‬‬
‫جر ال َع ْس َقالين (‪852- 773‬ها)‪ .‬دار‬
‫‪ .87‬الدراية يف ختريج عحأديث اهلداية ألمحد بن عِّل ابن َح َ‬
‫املعرفة ‪ .‬بريوت‪ .‬بدون تأريخ ربع‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪320‬‬
‫‪ .88‬درر احلكأم رشح غرر األحكأم ملحمد بن فرا ُموز‪،‬مال خرسو(ت‪885‬ها)‪ .‬در ساعأدت‪.‬‬
‫‪1308‬ها‪.‬‬
‫‪ .89‬دقأئق عويل النهى لرشح املنتهى املعروع برشح منتهاى اإلرادات ملنصاور بان ياومس بان‬
‫إدريس البهويت (ت‪1051‬ها)‪ ،‬عأ الكتب‪.‬‬
‫‪ .90‬اخر املتأهلني رشح منهل الواردين البن عأبدين (‪1252‬ها)‪ .‬دمشق‪ .‬ط‪1990 .1‬م‪.‬‬
‫جلبي‪.‬مطباع فاتح الكااريم الواقاع يف بناادار‬ ‫‪ .91‬اخارية العقباى عااىل رشح الوقأياة ليوس ا‬
‫ملبيء‪.1303.‬‬
‫‪ .92‬ردّ املحتأر عىل الدر املختأر ملحمد عمني بن عمر ابان عأبادين (ت‪1252‬هاا)‪ .‬ربعاة دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .93‬رساألة اباان ع زيااد القااريا ين لعباد اهلل باان ع زيااد القااريواين (ت‪ .)389‬ط‪ . 3.‬مرصاا‪.‬‬
‫‪1323‬ها‪.‬‬
‫‪ .94‬رمز احلقأئق رشح كنْز الدقأئق لبدر الدين حممود بن عمحد ال َعيْنأي(‪855- 762‬ها)‪ .‬مطبعاة‬
‫وادي النيل‪ .‬مرص‪1299 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .95‬روح املعأين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثأين ملحمود األلاو‪( :‬ت‪1270‬هاا)‪ .‬دار‬
‫إحيأء الرتاث‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .96‬زاد املسري يف علام التفساري لعباد الارمحن بان عاِّل ابان اجلاوزي (ت‪597‬هاا)‪ .‬املكتاب‬
‫اإلسالمي‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1404 .3‬ها‪.‬‬
‫‪ .97‬الزهد هلنأد بن الرسي الكويف‪ .‬ت‪ :‬عبد الرمحن الفريوائي‪ .‬دار اخللفأء للكتأب اإلساالمي‪.‬‬
‫الكويت‪ .‬ط‪1406 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .98‬سبأئك الذهب يف معرفة قبأئل وعمسأب وت أريخ العرب لشهأب الادين ع العباأس عمحاد ‪.‬‬
‫مكتبة بسأم ‪ .‬املوصل‪.‬‬
‫‪ .99‬السنة لعمر بن ع عأصام الضاحأك الشايبأين (ت‪287‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬حمماد ماأرص األلباأين‪.‬‬
‫املكتب اإلسالمي‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1400 .1‬ها‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪321‬‬
‫‪ .100‬سنن ع داود لسلي ن بن عهعث السجستأين (ت‪275‬ها) ‪.‬ت‪ :‬حمماد حمياي الادين عباد‬
‫احلميد‪ .‬دار الفكر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .101‬سنن ابن مأجه ملحمد بن يزيد بن مأجاه القزويناي (ت‪273‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬حمماد فاؤاد عباد‬
‫البأقي‪ .‬دار الفكر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .102‬سنن البَيْ َه أقي الكبري ألمحد بن احلسني بن عِّل البَيْ َه أقي(ت‪458‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حممد عبد القاأدر‬
‫عطأ‪1414 .‬ها‪ .‬مكتبة دار البأز‪ .‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ .103‬سنن الرتمذي ‪ :‬مل حمد بن عيسى الرتمذي (ت‪279‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عمحاد هاأكر وآخارون‪ .‬دار‬
‫إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .104‬سنن الدَّ َار ُقطْنأي لعِّل بن عمر الدَّ َار ُقطْنأي (ت‪385‬ها)‪ .‬ت‪ :‬السايد عباد اهلل هأهام‪ .‬دار‬
‫املعرفة‪ .‬بريوت‪1386 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .105‬سنن الدارمي لعبد اهلل بن عبد الرمحن ع حممد الادارمي (ت‪255‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬فاواز عمحاد‬
‫وخألد العلمي‪ .‬ط‪1407 .1‬ها‪ .‬دار الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫أئي الكربى ألمحد بن هعيب الن ََّسأئأي (ت‪303‬ها)‪ .‬ت‪ :‬د‪.‬عبد الغفأر البنداوي‬
‫‪ .106‬سنن الن ََّس ّ‬
‫وسيد كرسوي حسن ‪.‬ط‪1411 .1‬ها‪ .‬دار الكتب العلمية ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .107‬سنن سعيد بن منصور لسعيد بن منصور (ت‪ .)227‬ت‪ :‬د ‪.‬سعد عل محيد‪ .‬دار العصيمي‪.‬‬
‫الريأض‪ .‬ط‪1414 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .108‬سري ععالم النبالء لشمس الدين الذهبي(ت‪748‬ها)‪ ،‬حتقيق‪ :‬جمموعة من العل ء‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسألة‪ ،‬ط‪1422 ،11‬ها‪.‬‬
‫‪ .109‬رشائع اإلسالم يف مسأئ ل احلالل واحلرام جلعفر بن احلسان احلاِّل‪ .‬مؤسساة مطبوعاأيت‬
‫إس عليأن‪.‬‬
‫‪ .110‬رشح األحكأم الرشعية ملحمد زيد األبيأين بك‪ ،‬مرص‪1342 ،‬ها‪.‬‬
‫‪ .111‬رشح الزرقأين عىل مورأ مألك ملحمد الزرقأين‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪1398 ،‬ها‪.‬‬
‫‪ .112‬الرشح الكبري ألمحد بن حممد الدردير (‪1201‬ها)‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪322‬‬
‫‪ .113‬رشح الكوكب املنري ملحمد ابن النجأر احلنبِّل (ت‪972‬ها)‪ .‬مطبعة السنة املحمدية‪.‬‬
‫‪ .114‬رشح النيل وهفأء العليل ملحمد بن يوس َعرَّ َف ِّي َش (ت‪1332‬ها)‪ ،‬مكتبة اإلرهأد بجدة‪.‬‬
‫أين (ت بعاد‪806 :‬هاا)‪ .‬ماان‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ .115‬رشح الوقأياة ملحماد بان عباد اللطيا ابان ملاك الك ْر َما ّ‬
‫خمطورأت وزارة األوقأع العراقية برقم (‪.)962‬‬
‫‪ .116‬رشح الوقأية لصدر الرشيعة عبيد اهلل بن مسعود (ت‪747‬هاا) ت‪ :‬د‪ .‬صاالح حمماد عباو‬
‫احلأج‪ .‬رسألة دكتوراه مقدمة إىل كلية العلوم اإلسالمية‪ .‬جأمعة بغداد‪2002 .‬م‪.‬‬
‫‪ .117‬رشح حدود ابن عرفة ملحمد بن قأسم الرصأع املألكي (ت‪894‬ها)‪ .‬املكتبة العلمية‪.‬‬
‫‪ .118‬رشح قأمون األحوال الشخصية للدكتور حممود الرسرأوي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1417 ،1‬ها‪.‬‬
‫(‪1101‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫ملحمد بن عبد اهلل اخلر‬ ‫‪ .119‬رشح خمترص خليل للخر‬
‫‪ .120‬رشح معأين اآلثأر ألمحد بن حمماد بان ساالمة الطَّ َ‬
‫حاأوي (‪321- 229‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬حمماد‬
‫زهري النجأر‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1399 .1.‬ها‪.‬‬
‫كنا از الا اادقأئق ملعا ااني الا اادين اهلا ااروي املعا ااروع بما ااال‬
‫‪ .121‬رشح ما ااال مسا ااكني عا ااىل ْ‬
‫مسكني(ت‪954‬ها)‪ .‬املطبعة اخلريية‪ .‬مرص‪1324 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .122‬الرشمباللية وهي حأهية الرشمباليل عىل درر احلكأم حلسان الرشامباليل(ت‪1069‬هاا)‪.‬‬
‫الرشكة الصحفية العث مية‪1310 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .123‬هعب اإلي ن ألمحد بن احلسان البيهقاي(ت‪458‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬حمماد بسايوين زغلاول‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1410 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .124‬هفأء العليل يف الرد عىل من عمكر وقوع الطلقأت الثالث املجموعة بمرة عو بمرات بدون‬
‫رجعة بينه ملال حممد بن عبد اهلل ع عبيدي‪ .‬مكتبة مال صألح العبيدي‪ .‬السلي مية‪.‬‬
‫‪ .125‬صحيح ابن حبَّأن برتتيب ابن بلبأن ملحماد بان أح َّباأن التميماي(‪354‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬هاعيب‬
‫األرمأؤوط‪ .‬مؤسسة الرسألة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1414 .2.‬ها‪.‬‬
‫‪ .126‬صحيح ابن خزيمة ملحمد بن إساحأق بان خزيماة السالمي (ت‪311‬هاا)‪.‬ت‪ :‬د‪.‬حمماد‬
‫مصطفى األعظمي‪1390 .‬ها‪ .‬املكتب اإلسالمي‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪323‬‬
‫خا أأر ّي (ت‪256‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬د‪.‬مصاطفى‬
‫‪ .127‬صحيح البخأري ملحمد بن إس عيل اجلعفي البُ َ‬
‫البغأ‪ .‬ط‪1407 3‬ها‪ .‬دار ابن كثري والي مة ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫أبوري (ت‪261‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حممد فؤاد عبد‬
‫ّ‬ ‫‪ .128‬صحيح مسلم ملسلم بن احلجأج ال ُق َش ْري ّي النَّيْ َس‬
‫البأقي‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .129‬صفوة البيأن ملعأين القرآن حلسنني حممد خملوع‪ ،‬ربعة الكويت‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ .130‬حعفأء العقيِّل ألمحد بن عمر العقايِّل (ت‪322‬هاا)‪ ،‬حتقياق‪ :‬عباد املعطاي قعلجاي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1404 ،1‬ها‬
‫‪ .131‬الطبقأت الكربى ملحمد بن سعد بن منيع (ت‪230‬ها)‪ ،‬حتقيق‪ :‬زيأد حممود منصور‪ ،‬مكتبة‬
‫العلوم واحلكم‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط‪1408 ،2‬ها‪.‬‬
‫‪ .132‬رلبة الطلبة لعمر بن حممد النسفي(ت‪537‬هاا)‪.‬ت‪ :‬حمماد حسان الشاأفعي‪.‬دار الكتاب‬
‫العلمية‪.‬بريوت‪ .‬ط‪1418 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .133‬علل ابن ع حأتم لعبد الرمحن بن حممد الرازي (ت ‪327‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حمب الدين اخلطياب‪.‬‬
‫دار املعرفة بريوت‪1405 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .134‬العلل املتنأهية لعبد الرمحن بن عِّل اجلوزي (ت‪597‬هاا)‪.‬ت‪:‬خليل املايس‪.‬دار الكتاب‬
‫العلمية‪.‬بريوت‪.‬ط‪1403 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .135‬عمدة الرعأية حأهاية رشح الوقأياة للكناوي(ت‪1304‬هاا)‪ .‬املطباع املجتباأئي‪ .‬دهاِّل‪.‬‬
‫‪1340‬ها ‪.‬‬
‫‪ .136‬عمدة القأري رشح صحيح البخأري لبدر الدين حممد بن عمحد العيناي (ت‪855‬هاا)‪ .‬دار‬
‫إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .137‬العنأية عىل اهلداية ألكمل الدين حممد بن حممد الرومي البَأبَ ْريت(ت‪786‬ها)‪ .‬هبأمش فتح‬
‫القدير للعأجز الفقري ‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .138‬عني العلم وزين احللام لعاِّل القاأري (‪1014‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬عباد اجلليال عطاأ‪ .‬دار الانع ن‬
‫للعلوم‪ .‬مطبوع جزء منه بأسم هؤون األرسة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪324‬‬
‫‪ .139‬غرر األحكأم ملحمد بن فرا ُموز‪،‬مال خرسو(ت‪885‬ها)‪ .‬در سعأدت‪1308 .‬ها‪ .‬مع درر‬
‫احلكأم‬
‫‪ .140‬الغرر البهية يف رشح البهجة الوردية ليحيى بن زكرياأ األمصاأري(ت‪926‬هاا)‪ .‬املطبعاة‬
‫اليمنية‪.‬‬
‫‪ .141‬غمز عيون البصأئر عىل األهبأه والنظأئر ألمحد بان حمماد احلماوي (ت‪1098‬هاا)‪ .‬دار‬
‫الطبأعة العأمرة‪ .‬مرص‪1290 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .142‬الفتأوى اإلسالمية من دار اإلفتأء املرصية ‪ .‬وزارة األوقأع املرصية‪ .‬القأهرة‪1400 .‬ها‪.‬‬
‫اخلاا َو أار ّ‬
‫زمي‬ ‫الكاا ْردَري َ‬
‫الب ازَّ از َ‬
‫‪ .143‬الفتااأوي البزازيااة ملحمااد باان حممااد باان هااهأب‪ .‬اباان َ‬
‫احلَنَفي(ت‪ .)827‬الطبعة األمريية ببوالق مرص‪1310 .‬ها‪ .‬هبأمش الفتأوي اهلندية ‪.‬‬
‫َفي األمدريتي(ت‪786‬ها)‪ .‬مان خمطوراأت وزارة‬
‫حلن ّ‬
‫‪ .144‬الفتأوى التأتأرخأمية لعأ بن عالء ا َ‬
‫األوقأع العراقية برقم (‪.)4181‬‬
‫‪ .145‬الفتأوى الفقهية الكربى ألمحد بن حممد ابن حجر اهليتمي (‪974‬ها)‪ .‬املكتبة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .146‬الفتأوي اهلندية للشيخ مظأم الدين الربهأمفوري وحممد حسني اجلومفاوري والشايخ عاِّل‬
‫عكرب احلسيني والشيخ حأمد بن ع احلأمد اجلومفوري وغريهم ‪ .‬املطبعة األمريية ببوالق‪.‬‬
‫‪1310‬ها‪.‬‬
‫حلسن بن منصور بن حممود األُوزْ َجن أْد ّي (ت‪592‬ها)‪ .‬الطبعة األمريية‬
‫‪ .147‬فتأوى قأيض خأن َ‬
‫ببوالق‪ .‬مرص‪1310 .‬ها‪ .‬هبأمش الفتأوي اهلندية ‪.‬‬
‫جر ال َع ْس َق أ‬
‫الين (ت‪852‬ها)‪ .‬ت‪:‬‬ ‫‪ .148‬فتح البأري رشح صحيح البُ َ‬
‫خأري ألمحد بن عِّل ابن َح َ‬
‫حممد فؤاد عبد البأقي وحمب الدين اخلطيب‪1379 .‬ها‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .149‬فتح القدير للعأجز الفقري عىل اهلداية ملحمد بن عبد الواحد ابن اهل م (ت‪861‬هاا)‪ .‬دار‬
‫إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪ .‬وعيض ًأ‪ :‬ربعة دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .150‬فتح بأب العنأية برشح النقأية لعِّل بان سالطأن حمماد القاأري (‪1014- 930‬هاا)‪ .‬ت‪:‬‬
‫حممد مزار وهيثم مزار‪ .‬دار األرقم‪ .‬ط‪1418 .1‬ها‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪325‬‬
‫‪ .151‬فتوحأت الوهأب بتوحيح رشح منهج الطالب وهاو حأهاية اجلمال عاىل رشح املانهج‬
‫لسلي ن اجلمل‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .152‬الفردوس بمأثور اخلطأب لشريويه بن ههرزاد الاديلمي (ت‪509‬هاا)‪ ،‬ت‪ :‬الساعيد بان‬
‫بسيوين‪ ،‬د ار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .153‬الفروع ملحمد بن مفلح املقد‪( :‬ت‪763‬ها)‪ .‬عأ الكتب‪.‬‬
‫(ت‪370‬ها)‪ .‬الطبعة الثأمية لوزارة‬ ‫‪ .154‬الفصول يف األصول ألمحد بن عِّل الرازي اجلصأ‬
‫األوقأع الكويتية‪.‬‬
‫‪ .155‬الفقه اإلسالمي وعدلته للدكتور‪ :‬وهبه الزحيِّل‪ .‬دار الفكر‪ .‬ط‪.4‬‬
‫‪ .156‬فقه السنة لسيد سأبق‪ ،‬دار الكتأب العر ‪ ،‬ط‪1409 ،8‬ها‪.‬‬
‫‪ .157‬فقه سعيد بن املسيب للدكتور هأهم مجيل‪ .‬وزارة األو قأع العراقية‪1974 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .158‬فلسفة مظأم األرسة يف اإلسالم للدكتور عمحد الكبييسا‪ .‬مطبعاة احلاوادث‪ .‬بغاداد‪ .‬ط‪.2‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ .159‬الفوائد العلية عىل األحكأم الرشعية يف األحوال الشخصية ليوس ب ن حممود احلأج عمحد‪،‬‬
‫مكتبة عرفة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .160‬الفواكه الدواين عىل رسألة ابان ع زياد القاريواين ألمحاد بان غنايم النفاراوي املاألكي‬
‫(‪1125‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .161‬فيض القدير رشح اجلأمع الصغري لعبد الرؤوع املنأوي‪.‬املكتبة التجأرية‬
‫الكربى‪.‬مرص‪1356.‬ها ط‪.1‬‬
‫‪ .162‬القأموس املحيط والقأبوس الوسيط اجلأمع ملأ اهب من كالم العارب ها ريط لطاأهر‬
‫حممد بن يعقوب الفريوزآبأدي (ت‪817‬ها)‪ .‬مؤسسة الرسألة‪ .‬ط‪1407 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .163‬القالئد من فرائد الفوائد للدكتور مصطفى السبأعي‪ .‬املكتب اإلسالمي‪ .‬ط‪1408 .4‬ها‪.‬‬
‫‪ .164‬القواعد لعبد الرمحن بن عمحد املعروع بأبن رجب احلنبِّل (ت‪795‬ها)‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪326‬‬
‫‪ .165‬الكأمل يف حعفأء الرجأل عبد اهلل بن عدي عبو عمحاد اجلُ ْرجاأين (‪365- 277‬هاا)‪ .‬ت‪:‬‬
‫يى خمتأر غزاوي‪ .‬ط‪1409 .3‬ها‪ .‬دار الفكر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .166‬كشأع القنأع عن متن اإلقنأع ملنصاور بان ياومس البهاويت (ت‪1051‬هاا)‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ .167‬الكشأع عن حقأئق غوامض التنزيل ملحمود بن عمار الزخمرشاي ‪ ، 538- 467‬حتقياق‪:‬‬
‫حممد عبد السالم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1415 ،1‬ها‪.‬‬
‫األرس ار رشح عصول البزدوي لعبد العزيز بن عمحاد البخاأري (ت‪730‬هاا)‪ .‬دار‬ ‫‪ .168‬كش‬
‫الكتأب اإلسالمي‪.‬‬
‫اخلفأء ومزيل اإللبأس ع اهتهر من األحأديث إلسا عيل بان حمماد العجلاوين‬ ‫‪ .169‬كش‬
‫(ت‪1162‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عمحد القالت‪ .‬مؤسسة الرسألة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1405 .4.‬ها‪.‬‬
‫‪ .170‬كش رموز غرر األحكأم وتنوير درر احلكأم للعأ عبد احلليم‪ .‬در سعأدت‪1311 .‬م‪.‬‬
‫‪ .171‬كفأية األخيأر يف حل غأية االختصأر أل بكر احلصني (ت‪829‬ها) ‪ .‬ط‪1356 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .172‬الكفأية عىل اهلداية جلالل الدين اخلوارزمي الكرالين‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .173‬الكليأت أل البقأء عيوب بن موساى الكفاوي (ت‪1094‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬د‪.‬عادمأن دروياش‬
‫رصي‪ .‬مؤسسة دار املعأرع‪ .‬ط‪1993 .2‬م‪.‬‬ ‫وحممد املأ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الش ُمن ِِّّي احلنفي‪( .‬ت‪872‬ها)‪ .‬مان خمطوراأت‬
‫‪ .174‬ك ل الدراية برشح النقأية ألمحد بن حممد ُّ‬
‫وزارة األوقأع العراقية برقم (‪.)10603‬‬
‫‪ .175‬كنز الدقأئق لعبد اهلل بان عمحاد الن ََّسا أفي(ت‪701‬هاا)‪ .‬رباع بأملطبعاة احلميدياة املرصاية‬
‫‪1328‬ها‪.‬‬
‫‪ .176‬الكنى ملحمد بن إس عيل البخأري (ت‪256‬ها)‪ .‬ت‪ :‬هأهم الندوي‪ .‬دار الفكر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .177‬اللبااأب يف رشح الكتااأب لعبااد الغنااي الغنيمااي الدمشااقي امليااداين احلنفااي(‪- 1222‬‬
‫‪1298‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪327‬‬
‫‪ .178‬لزوم رالق الثالث دفعه ب ال ي ستطيع العاأ دفعاه ملحماد اخلَّضا بان سايدي عباد اهلل‬
‫الشنقيطي‪ .‬املطبعة الورنية‪ .‬مرص‪.‬‬
‫‪ .179‬لسأن العرب ملحمد األفريقي املرصي ابن منظور(ت‪711‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عبد اهلل الكبري وحممد‬
‫حسب اهلل وهأهم الشأايل‪ .‬دار املعأرع ‪.‬‬
‫‪ .180‬لسأن امليزان البن حجر العسقالين (ت‪852‬ها)‪ ،‬مؤسسة األعلمي للمطبوعأت‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪1406 ،3‬ها‪.‬‬
‫املستحسنة بجمع خطب السنة لعبد احلي اللكنوي (ت‪1304‬ها) ‪ .‬ت‪ :‬الدكتور‬ ‫‪ .181‬اللطأئ‬
‫صالح عبو احلأج‪ .‬دار النفأئس‪ .‬ع ن‪ .‬ط‪2002 .1‬م‪.‬‬
‫‪ .182‬املبسوط ملحمد بن ع سهل الرسخيس‪1406 ..‬ها‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .183‬متن القدوري ألمحد القادوري (ت‪428‬هاا)‪ .‬مطبعاة مصاطفى احللباي‪ .‬مرصا‪ .‬ط‪.3.‬‬
‫‪1377‬ها‬
‫‪ .184‬املجتبى من السنن ألمحد بن هعيب عبو عبد اهلل النسأئي(‪.)303- 215‬ت‪ :‬عباد الفتاأح‬
‫عبو غدة‪ .‬مكتب املطبوعأت اإلسالمية ‪ .‬حلب‪ .‬ط‪.1406 .2‬‬
‫‪ .185‬املجروحني ملحمد بن حبأن (ت‪354‬ها)‪ ،‬ت‪ :‬حممد إبراهيم‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬حلب‪.‬‬
‫محن أ‬
‫بن حممد (ت ‪1078‬ها)‪.‬‬ ‫الر أ‬ ‫أ‬
‫الرومي عبد َّ‬
‫‪ .186‬جممع األَّنر رشح ملتقى األبحر لشيخأ زاده ُّ‬
‫دار الطبأعة العأمرة‪.1316 .‬‬
‫‪ .187‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد لعِّل بن ع بكر اهليثمي (ت‪807‬ها)‪1407 .‬ها‪ .‬دار الريأن‬
‫للرتاث ودار الكتأب العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .188‬جممع الض مأت لعأمم بن حممد البغدادي‪ .‬دار الكتأب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .189‬امل حرر الوجيز لعبد احلق بن بن غألب بن عطية ت‪546‬ها‪ ،‬ت‪ :‬عبد السالم عبد الشاأيف‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬ط‪1413 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .190‬املحِّل عىل املنهأج جلالل الدين املحِّل‪ .‬دار إحيأء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ .191‬املُ َ‬
‫ح َّىل لعِّل بن عمحد بن سعيد بن حزم الظأهري (ت‪456‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪328‬‬
‫‪ .192‬املحااايط الربهاااأين كتااااأب النكاااأح إىل النفقااااة ملحماااود باااان عمحاااد‪ .‬برهااااأن‬
‫الدين(‪ 616‬ها)‪.‬ت‪:‬مفلح عبد الواحد اهليتي‪ .‬إرشاع‪:‬ع‪.‬د‪.‬عبد امللاك الساعدي‪ .‬رساألة‬
‫دكتوراه‪ .‬جأمعة بغداد‪1419 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .193‬املختاأر لعبااد اهلل املوصااِّل (ت‪683‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬زهااري عااث ن‪ .‬دار األرقام‪ .‬مطبااوع مااع‬
‫االختيأر‪.‬‬
‫‪ .194‬خمترص اخلرقي احلنبِّل مع مغني ابن قدامة‪ ،‬دار إحيأء الرتاث العر ‪.‬‬
‫‪ .195‬خمترص الطحأوي ألمحد بن حمماد بان ساالمة الطحاأوي (ت‪321‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬عباو الوفاأء‬
‫األفغأين‪ .‬دار الكتأب العر ‪1370 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .196‬خمترص خليل يف فقه اإلمأم مألك خلليل بن إسحأق بن موسى املألكي‪ .‬مطبعاة مصاطفى‬
‫البأ ‪ .‬مرص‪1341 .‬ها‪.‬‬
‫حنون‪- 160( .‬‬
‫بسا ْ‬
‫‪ .197‬املدومة الكربى لعبد السالم بن سعيد بن حبياب التناوخي‪ .‬امللقاب َ‬
‫‪240‬ها)‪ .‬دار صأدر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .198‬مدى سلطأن اإلرادة يف الطالق يف رشيعة الس ء وقأمون األرض خالل عربعة آالع سانه‬
‫للدكتور مصطفى إبراهيم الزملي‪ ،‬مطبعة العأين‪ ،‬بغداد‪1404 ،‬ها‪.‬‬
‫‪ .199‬مراسيل ع داود لسلي ن بن عهعث السجستأين (ت‪275‬ها)‪ .‬ت‪ :‬هاعيب األرماأؤوط‪.‬‬
‫مؤسسة الرسألة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1408 .1.‬ها‪.‬‬
‫‪ .200‬املراسيل لعبد الرمحن ابن ع حأتم الرازي (ت‪327‬ها)‪ .‬ت‪ :‬هكر اهلل قوجأين‪ .‬مؤسساة‬
‫الرسألة‪ .‬بريوت‪1397 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .201‬املستدرك عليألصحيحني ملحمد بن عباد اهلل احلاأكم (ت‪405‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬مصاطفى عباد‬
‫القأدر ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1411 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .202‬املستصفى أل حأمد حممد بن حممد الغزايل (ت‪505‬ها) ‪ .‬دار العلوم احلديثة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .203‬املستطرع يف كل فن مساتظرع لشاهأب الادين اإلبشايهي(‪850‬هاا)‪.‬منشورات مكتباة‬
‫احليأة‪ .‬بريوت‪1993.‬م‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪329‬‬
‫‪ .204‬مسلم الثبوت ملحب اهلل بان عباد الشاكور (ت‪1119‬هاا)‪ .‬املطبعاة احلساينية املرصاية‪.‬‬
‫‪1326‬ها‪.‬‬
‫‪ .205‬مسند ع حنيفة أل معيم عمحاد بان عباد اهلل األصابهأين (ت‪430‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬مظار حمماد‬
‫الفأريأ ‪ .‬مكتبة الكوثر‪ .‬الريأض‪ .‬ط‪1415 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .206‬مسند ع داود الطيأليس لسلي ن بن داود (ت‪204‬ها)‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .207‬مسند ع عوامة ليعقوب بن إسحأق االسفرائيني‪.‬ع عوامة(ت‪216‬هاا)‪.‬ت‪ :‬عيمان بان‬
‫عأرع‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪.1.‬‬
‫‪ .208‬مسند ع يعىل ألمحد بن عِّل ع يعىل املوصِّل (ت‪307‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حسني سليم عساد‪ .‬دار‬
‫املأمون للرتاث‪ .‬دم شق‪ .‬ط‪1404 .1.‬ها‪.‬‬
‫‪ .209‬مسند عمحد بن حنبل ألمحد بن حنبل (ت‪241‬ها)‪ .‬مؤسسة قرربة‪ .‬مرص‪.‬‬
‫‪ .210‬مسند إسحأق بن راهويه إلسحأق بن إبراهيم احلنظِّل (ت‪238‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عبد الغفور عبد‬
‫احلق‪ .‬مكتبة اإلي ن‪ .‬املدينة املنورة‪ .‬ط‪1995 .1‬م‪.‬‬
‫‪ .211‬مسند ابن اجلعد أل احلسن عِّل بن اجلعد اجلوهري (ت‪230‬ها)‪ .‬ت‪ :‬عأمر عمحد حيدر‪.‬‬
‫مؤسسة مأدر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .212‬مسند ال َبزَّ ار (البحر الزخأر)‪ :‬أل بكر عمحد بن عمرو ال َبزَّ ار(ت‪292‬هاا)‪.‬ت‪ :‬د‪.‬حمفاوظ‬
‫الرمحن‪ .‬ط‪1409 .1‬ها‪ .‬مؤسسة علوم القرآن‪ .‬مكتبة العلوم واحلكم‪ .‬بريوت ‪ .‬املدينة‪.‬‬
‫‪ .213‬مسند احلأرث للحأرث بن ع عسأمة (ت‪282‬ها)‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬حسني البأكري‪ .‬مركز خدماة‬
‫السنة‪ .‬املدينة املنورة‪1413 .‬ها‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪ .214‬مسند احلميدي لعبد اهلل بن الزبري احلميدي (ت‪219‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حبيب الرمحن األعظماي‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية ودار املتنبي‪ .‬بريوت والقأهرة‪.‬‬
‫‪ .215‬مسند الربيع للربيع بن حبياب بان عمار األزدي‪ .‬ت‪ :‬حمماد بان إدرياس‪ .‬وعأهاور بان‬
‫يوس ‪ .‬دار احلكمة‪ .‬مكتبة اإلستقأمة‪ .‬بريوت‪ .‬عُ ن‪ .‬ط‪1415 .1‬ها‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪330‬‬
‫‪ .216‬مسند الرويأين ملحمد بن هأرون الرويأين (ت‪ .)307‬ت‪ :‬عيمن عاِّل عباو يا ين‪ .‬مؤسساة‬
‫قرربة‪ .‬القأهرة‪ .‬ط‪1416 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .217‬مسند الشأفعي ملحماد بان إدرياس الشاأفعي (‪204- 150‬هاا)‪ .‬دار الكتاب العلمياة ‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .218‬مسند الشأميني أل القأسم سلي ن بن عمحد الطَّ َ َ‬
‫رباين (ت‪360‬ها)‪.‬ت‪ :‬محادي السالفي‪.‬‬
‫مؤسسة الرسألة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1405 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .219‬مسند الشهأب أل عبد اهلل حممد بن سالمة ال ُق َضأعي(ت‪454‬ها)‪ .‬ت‪ :‬محدي السالفي‪.‬‬
‫ط‪1407 .2‬ها‪ .‬مؤسسة الرسألة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .220‬املسند املستخرج عىل صحيح مسلم أل معيم حممد بن عبد اهلل األصهأين (ت‪430‬هاا)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد حسن الشأفعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .221‬مسند عبد اهلل بن عمر ملحمد بن إبراهيم الطرسو‪( :‬ت‪273‬ها)‪ ،‬ت‪ :‬عمحاد راتاب‪ ،‬دار‬
‫النفأئس‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1393 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .222‬مسند عبد بن محيد لعبد بن حيمد بن مرص الكيس (ت‪249‬ها)‪ .‬ت‪ :‬صبحي الساأمرائي‪.‬‬
‫مكتبة السنة‪ .‬القأهرة‪1408 .‬ها‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪ .223‬مصبأح الزجأجة ألمحاد بان ع بكار الكناأين(ت‪840‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬حمماد الكشانأوي‪ .‬دار‬
‫العربية‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1403 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .224‬املصبأح املنري يف غريب الرشح الكبري ‪ :‬ألمحاد بان عاِّل الفياومي (ت‪770‬هاا)‪ .‬املطبعاة‬
‫األمريية‪ .‬ط‪1909 .2.‬م‪.‬‬
‫لعبد الرزاق بن مهأم الصنعأين (‪211- 126‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪.‬‬ ‫‪ .225‬املصن‬
‫ط‪ . 2.‬املكتب اإلسالمي‪ .‬بريوت‪1403 .‬ها‪.‬‬
‫يف األحأديث واآلثأر لعبد اهلل بن حممد بن ع َهيْبَ َة (‪235- 159‬ها) ت‪ :‬كا ل‬ ‫‪ .226‬املصن‬
‫احلوت‪ .‬ط‪ . 1.‬مكتبة الرهد‪ .‬الريأض‪1409 .‬ها‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪331‬‬
‫‪ .227‬مطألاب عويل النهااى يف رشح غأيااة املنتهااى ملص اطفى الرحيبااأين ت‪1243‬هااا‪ ،‬املكتااب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .228‬معترص املخترص ليوس بن موسى احلنفي‪ .‬عأ الكتب‪ .‬مكتبة املتنبي‪ .‬بريوت‪ .‬القأهرة‪.‬‬
‫‪ .229‬املعجم األوسط لسلي ن بن عمحد الطرباين(ت‪360‬ها)‪ .‬ت‪ :‬راأرق بان عاوض اهلل‪ .‬دار‬
‫احلرمني‪ .‬القأهرة‪1415 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .230‬معجم الشيوخ ملحمد الصيداوي (ت‪402‬ها)‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬عمر تادمري‪ .‬مؤسساة الرساألة‪.‬‬
‫بريوت‪1405 .‬ها‪ .‬ط‪.1‬‬
‫رب أ‬
‫اين (ت‪360‬هاا)‪.‬ت‪ :‬عمار هاكور حمماود‪ .‬ط‪.1‬‬ ‫‪ .231‬املعجم الصغري لسلي ن بن عمحد الطَّ َ َ‬
‫‪1405‬ها املكتب اإلسالمي‪ .‬دار ع ر‪ .‬بريوت‪ .‬ع ن‪.‬‬
‫رباين (ت‪360‬هااا)‪.‬ت‪ :‬محاادي‬ ‫‪ .232‬املعجاام الكبااري أل القأساام ساالي ن باان عمحااد َّ‬
‫الطاا َ َ‬
‫السلفي‪.‬ط‪1404 .2‬ها مكتبة العلوم واحلكم ‪.‬املوصل‪.‬‬
‫‪ .233‬املعجم الوسيط للدكتور إبرهيم عميس والدكتور عبد احللايم متنرصا وعطياة الصاواحلي‬
‫وحممد خل ‪ .‬دار إحيأء الرتاث العر ‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .234‬معجم لغة الفقهأء للدكتور حممد رواس قلعاه جاي‪ .‬والادكتور حأماد صاأدق‪ .‬مؤسساة‬
‫الرسألة‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1408 .2‬ها‪.‬‬
‫‪ .235‬املغرب يف ترتيب املعرب لنأرص بن عبد السيد املُطَ ِّر أز ّى (‪616‬ها)‪ .‬دار الكتأب العر ‪.‬‬
‫‪ .236‬مغني املحتأج إىل معرفة معأين علفأظ املنهأج ملحمد اخلطيب الرشابيني(ت‪977‬هاا)‪ .‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ .237‬املغني يف الضعفأء لشمس الدين الذهبي (ت‪748‬ها)‪ ،‬حتقيق مور الدين عرت‪.‬‬
‫‪ .238‬املغني ملوفق الدي ن عبد اهلل بن عمحد املعروع بأبن قدامة (ت‪ 620‬ها)‪ ،‬دار إحيأء الارتاث‬
‫العر ‪.‬‬
‫‪ .239‬مفأتيح الغيب (التفسري الكبري) لفخر الدين حممد بن عمر الرازي (‪606- 544‬هاا)‪ .‬دار‬
‫الغد العر ‪ ،‬القأهرة‪ ،‬ط‪1412 ،1‬ها‪.‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪332‬‬
‫‪ .240‬املقأدير الرشعية وعمهيتهأ يف تطبيق الرشيعة اإلسالمية ملنري محود الكبييس ‪ .‬رسألة مأجستري‬
‫مقدمة إىل جأمعة بغداد‪1414 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .241‬مقأالت الكوثري ملحمد زاهد الكوثري(ت‪1378‬ها)‪.‬املكتبة األزهرية للارتاث‪ .‬مرصا‪.‬‬
‫‪1414‬ها‪.‬‬
‫‪ .242‬ملتقى األبحر إلبراهيم بن حممد احللبي (ت‪956‬ها)‪ .‬مطبعة عِّل بك‪1291 .‬ها‪.‬‬
‫البااأجي األمدليس ا (‪474‬ه اا)‪ .‬دار الكتااأب‬ ‫‪ .243‬املنتقاى رشح املورااأ لساالي ن باان خل ا‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .244‬منح اجلليل رشح خمترص خليل لعبد اهلل‪ .‬الشيخ عليش (ت‪1299‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫الغازَّ ي احلَنَفاي‬
‫َ‬ ‫‪ .245‬منح الغ َّفأر يف رشح تنوير األبصأر ملحمد بن عبد اهلل اخلطيب الت ُُّم ْرتأ‬
‫(ت‪1004‬ها)‪ .‬من خمطورأت وزارة األوقأع العراقية برقم (‪.)4099‬‬
‫‪ .246‬منحة اخلألق عىل البحر الرائق ملحمد بن عمني بن عأبدين(ت‪1252‬ها)‪ .‬ط‪ . 2‬دار املعرفة‪.‬‬
‫‪ .247‬منهأج الطألبني وعمدة املفتني ليحيى النووي (ت‪676‬ها) مطبوع مع مغني املحتأج‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ .248‬منهج الطالب ليحيى بن زكريأ األمصأري(ت‪926‬ها)‪ .‬مصطفى البأ احللباي‪ .‬الطبعاة‬
‫األخرية‪1359 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .249‬منهل الواردين ملحمد الربكِّل (ت‪981‬ها)‪ .‬ماع رشحاه اخار املتاأهلني‪ .‬دمشاق‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ .250‬منتهى النقأية عىل رشح الوقأية لصدر الرشيعة للادكتور صاالح حمماد عباو احلاأج‪ .‬حتات‬
‫الطبع‪.‬‬
‫‪ .251‬موارد الظمآن لعِّل بن ع بكر اهليثمي (ت‪435‬ها)‪ ،‬ت‪ :‬حممد عبد الارزاق‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .252‬مواهب اجلليل رشح خمترص خليل ملحمد بن حممد بن عباد الارمحن املعاروع بأحلطاأب‬
‫(ت‪954‬ها)‪ .‬دار الفكر‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1398 .2‬ها‪.‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪333‬‬
‫‪ .253‬املوسوعة الفقهية الكويتية جل عة من العل ء‪ .‬تصدرهأ وزارة األوقأع الكويتية‪.‬‬
‫‪ .254‬مورأ مألك ملألك بن عمس األصبحي (‪179- 93‬ها)‪ .‬ت‪ :‬حممد فؤاد عباد الباأقي ز دار‬
‫إحيأء الرتاث العر ‪ .‬مرص‪.‬‬
‫‪ .255‬ميزان األصول يف متأئج العقول يف عصول الفقه ملحمد بن عمحد السمرقندي (ت‪539‬ها)‪.‬‬
‫ت‪ :‬د‪ .‬عبد امللك السعدي‪ .‬ربأعة وزارة األوقأع العراقية‪ .‬ط‪1407 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .256‬ميزان االعتدال يف مقد الرجأل ملحمد بن عمحد الذهبي(ت‪748‬هاا)‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬عباد الفتاأح‬
‫عبو سنة‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1416 .1.‬ها‪.‬‬
‫‪ .257‬مدوة الفحص الطبي قبل الزواج من منظور ربي ورشعي برعأية مجيعة العفاأع اخلريياة‪:‬‬
‫حترير فأروق بدران وعأدل بدارمه‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .258‬مزهة األرواح في يتعلق بألنكأح ملحمد عبد الرمحن املحالوي‪ .‬املطبعة العاأمرة الرشاقية‪.‬‬
‫مرص‪ .‬ط‪1314 .1‬ها‪.‬‬
‫الزَّ يْلَ أعاي (ت‪762‬هاا)‪.‬‬ ‫‪ .259‬مصب الراية يف ختاريج عحأدياث اهلداياة لعباد اهلل بان يوسا‬
‫ت‪:‬حممد يوس البنوري‪ .‬دار احلديث‪ .‬مرص‪1357 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .260‬مظرية العقد قواعده العأمة ومصطلحأته لعيسوي عمحد عيسوي‪ .‬مرص‪.‬‬
‫‪ .261‬مفع املفتي والسأئل بجمع متفرقأت املساأئل لعباد احلاي اللكناوي (ت‪1304‬هاا)‪ .‬ت‪:‬‬
‫صالح حممد عبو احلأج‪ .‬دار ابن حزم‪ .‬بريوت‪2001 .‬ها‪.‬‬
‫‪ .262‬النقأية لصدر الرشيعة عبيد اهلل بن مسعود (ت‪747‬ها)‪ .‬مطبع دهِّل‪1286 .‬ها‪.‬‬
‫‪َّ .263‬نأية املحتأج إىل رشح علفأظ املنهأج ملحمد بان عمحاد الارمِّل املرصاي الشاهري بألشاأفعي‬
‫الصغري (ت‪1004‬ها)‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .264‬النهر الفأئق رشح كنْز الدقأئق لعمر بن مجيم (ت‪1005‬هاا)‪ ،‬ت‪ :‬عمحاد عازو عنأياة‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1422 ،1‬ها‪.‬‬
‫‪ .265‬موادر األصول مل حمد بن عِّل احلكيم الرتمذي‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬عباد الارمحن عمارية‪ .‬دار اجليال‪.‬‬
‫بريوت‪1922 .‬م‪ .‬ط‪.1‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪334‬‬
‫‪ .266‬اهلداية رشح بداية املبتدي لعِّل بن ع بكر املرغينأين(ت‪593‬ها)‪ .‬مطبعة مصطفى البأ ‪.‬‬
‫‪ .267‬الوجيز يف تفسري الكتأب العزيز لعِّل بن عمحد الواحدي (ت‪468‬ها)‪ .‬ت‪ :‬صفوان عدمأن‪.‬‬
‫دار القلم‪ .‬الد ار الشأمية‪ .‬دمشق‪ .‬بريوت‪ .‬ط‪1415 .1‬ها‪.‬‬
‫‪ .268‬وقأية الرواية يف مسأئل اهلداية لربهأن الرشيعة‪ .‬ت‪ :‬د‪ .‬صالح عبو احلأج‪ .‬حتت الطبع‬

‫‪‬‬
‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪335‬‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫املقدمة‪7 ........................................................................ :‬‬

‫الفصل التمهدي‪ :‬مقدِّ مات الزَّواج‪11..............................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف الزَّواج وحكمه ‪11..........................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف الزَّواج‪11................................................. :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حكْ الزَّواج‪13................................................... :‬‬

‫والَّتغيب فيه ‪16..................................‬‬ ‫ّ‬


‫احلث عىل الزَّواج َّ‬ ‫املبحث الثأين‪:‬‬

‫املبحث الثألث‪ :‬كيفية التيار الزَّوج والزَّوجة ‪24....................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬صفات الزَّوجة‪24................................................ :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬صفات الزَّوج‪32.................................................. :‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬العالقة بني الزوجني قبل الزَّواج ‪35.................................‬‬

‫املبحث اخلامس‪ِ :‬‬


‫اخلطبة وأحكامها ‪41.............................................‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪336‬‬
‫ومن أحكام ِ‬
‫اخلطبة‪41........................................................... :‬‬

‫‪ .1‬جيو نز ِلطبة املرأ اخلالية عن مكاح وعدّ ‪41..................................... .‬‬

‫‪.‬اخلطبة عىل ِلطبة غريه‪43..................................................... :‬‬


‫‪ِ 2‬‬

‫‪.3‬النَّظر إىل املخطوبة وم ها واخللو هبا‪43....................................... :‬‬

‫‪.4‬العدول عن ِ‬
‫اخلطبة‪45......................................................... :‬‬

‫الباب األول‪ :‬النكاح ‪49...........................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أركان الزَّواج ورشوطه ‪50................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬أركان الزَّواج ‪50.............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬ركن الزَّواج‪50............................................................ :‬‬

‫ثاميا‪ :‬صيغ االمعقاد‪51........................................................... :‬‬

‫ثا لثا‪ :‬ألفاظ االمعقاد‪53.........................................................................................:‬‬

‫رابعا‪ :‬فهْ معنى النِّكاح والزَّواج‪54.............................................. :‬‬

‫لام ا‪ :‬زواج األلرس‪55....................................................... :‬‬

‫سادسا‪ :‬الزَّواج بالكتابة‪56....................................................................................:‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪337‬‬
‫سابعا‪ :‬أحوال العاقدين‪57....................................................................................:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬رشوط الزَّواج والرشوط فيه واألمكحة املَّتتبة عليها‪60.........................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬رشوط الزَّواج‪60................................................. :‬‬

‫أوال‪ :‬رشوط االمعقاد‪60......................................................... :‬‬

‫ثاميا‪ :‬رشوط َّ‬


‫اجلواز والنَّفاذ‪61.................................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬رشائط اللزوم‪ ،‬وهي موعان‪64.............................................. :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الرشوط ِف الزواج‪66.............................................. :‬‬

‫الفصل الثَّالث‪ِ :‬ف املحرمات والويل ‪77.............................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املحرمات ِف الزَّواج‪77.............................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬احلرمة املةبَّد ‪78.................................................. :‬‬

‫املحرمات ب بب النَّ ب‪ ،‬وهْ أربع ٌة‪78..................................... :‬‬


‫أ َّوال‪َّ :‬‬

‫ثاينا‪ :‬املحرمات ب بب املصاهر ‪ ،‬وهْ أربعة‪79................................... :‬‬

‫الرضاع‪81................................................ :‬‬
‫املحرمات ب بب َّ‬
‫َّ‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪338‬‬
‫لرضاع‪84......................................................................... :‬‬
‫تثنون من التَّحريْ با َّ‬ ‫امل‬

‫املطلب الثاين‪ :‬احلرمة املة ّقتة‪89................................................... :‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الوالية ِف الزَّواج ‪96................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوالية ورشوطها‪96................................................ :‬‬

‫ثاميا‪ :‬ترتيب الوالية‪97........................................................... :‬‬

‫الويل الغائب والعاضل‪101 ......................................... :‬‬


‫ثالثا‪ :‬أحكام ّ‬

‫األول‪ :‬الويل الغائب‪101 ........................................................ :‬‬

‫الويل العاضل‪102 ........................................................ :‬‬


‫الثاين‪ّ :‬‬

‫رابعا‪ :‬أمواع الوالية‪103 ......................................................... :‬‬

‫األول‪ :‬والية إجبار‪103 ......................................................... :‬‬

‫الثاين‪ :‬والية مدب «استحباب»‪105 .............................................. :‬‬

‫الفصل الرابع‪ِ :‬ف الكفاء واملهر ‪111 ..............................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الكفاء ِف النِّكاح ‪111 .............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريفها وأمهيتها‪111 ...................................................... :‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪339‬‬
‫ثاميا‪ :‬رشوط الكفاء ‪112 ........................................................ :‬‬

‫ثالثا‪ :‬من أحكام الكفاء ‪115 .................................................... :‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف املهر وحكمه‪117 .................................................. :‬‬

‫ثاميا‪ :‬أمواع املهر‪119 ............................................................ :‬‬

‫ثالثا‪ :‬حاالت توكّد ّ‬


‫كل املهر‪124 ................................................. :‬‬

‫رابعا‪ :‬الزِّياد واحل ّ‬


‫ط ِف املهر‪125 ................................................. :‬‬

‫لام ا‪ :‬اخللو الصحيحة‪126 ................................................... :‬‬

‫سادسا‪ :‬تنصيف املهر‪129 ....................................................... :‬‬

‫ثامنا‪ :‬املتعة‪132 ................................................................. :‬‬

‫تاسعا‪ :‬قبض الزَّوجة للمهر‪133 ................................................. :‬‬

‫عارشا‪ :‬االلتالف ِف أصل التَّ مية وقدر امل مى‪133 ............................. :‬‬

‫الفصل اخلامس‪ :‬أمواع النِّكاح وحقوق الزَّوجات ‪137...............................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬أوال‪ :‬النِّكاح الباطل‪137 .......................................... :‬‬

‫ثاميا‪ :‬النِّكاح الفاسد‪139 ........................................................ :‬‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪340‬‬
‫ثالثا‪ :‬النِّكاح املوقوف‪144 ....................................................... :‬‬

‫املبحث الثاين‪ِ :‬ف ح ن املعاملة ووالية الزَّوج والق ْ بني الزَّوجات ‪146 ............‬‬

‫ثاميا‪ :‬والية الزَّوج عىل الزَّوجة‪147 ............................................... :‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الق ْ بني الزَّوجات‪150 ......................................... :‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬النَّفقة ‪158 .......................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفقة الزَّوجة‪158 ................................................. :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مفقة األقارب‪180 .................................................:‬‬

‫أوال‪ :‬مفقة األبناء‪180 ........................................................... :‬‬

‫ثاميا‪ :‬أحوال األب ِف النَّفقة‪181 ................................................. :‬‬

‫ثالثا‪ :‬ترتيب األقارب ِف النَّفقة‪183 .............................................. :‬‬

‫املطلب الثَّالث‪ :‬مفقة املعتد ‪188 ................................................. :‬‬

‫الباب الثاين‪ :‬الطَّالق ‪195 .........................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬متهيد ِف تعريف الطالق وصفته وحماسنه‪196 ....................... :‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الطالق البدعي وال ني‪201 ....................................... :‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪341‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬وقوع الطَّالق الثالث ثالثا‪204 .................................... :‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬رشوط الطَّالق ‪209 ................................................‬‬

‫املطلب األول‪ِ :‬من يقع الطَّالق (رشوط املطلِّق)‪209 .............................. :‬‬

‫(حمل الطَّالق)‪220 ........................... :‬‬


‫املطلب الثاين‪َ :‬من يقع عليها الطَّالق ّ‬

‫املبحث الثالث‪ :‬صيغ الطالق وأق امه ‪222 ........................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬صيغ الطَّالق‪222 ................................................ :‬‬

‫الرصحية‪222 ..................................................... :‬‬


‫الصيغ َّ‬
‫األول‪ِّ :‬‬

‫الثاين‪ :‬الكناية‪224 .............................................................. :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أق ام الطَّالق‪229 ................................................ :‬‬

‫األول‪ :‬الطَّالق َّ‬


‫الرجعي‪229 ..................................................... :‬‬

‫الثَّاين‪ :‬الطَّالق البائن‪239 ........................................................ :‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬تعليق الطَّالق وإضافته وتفويضه ‪247................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعليق الطَّالق وإضافته‪247 ....................................... :‬‬

‫املطلب الثَّاين‪ :‬تفويض الطَّالق للمرأ ‪251 ........................................ :‬‬


‫املنهأج الوجيز يف فقه الزواج والطالق‬ ‫ااااا ااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا‬ ‫‪342‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬اخللع واللعان واإليالء والظهار واألمراض التي يفرق فيها‪253 ........‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اخللع ‪253 ........................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬اللعنان ‪265.....................................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اإليالء ‪270 ......................................................‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬الظِّهار ‪274 .......................................................‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬التَّفريق بني الزوجني بالقضاء ‪279 ................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬األمراض التي جيب فيها التفريق‪279 .............................. :‬‬

‫أوال‪ :‬العِنِّني‪279 ................................................................ :‬‬

‫اخليص‪281 ............................................................... :‬‬


‫ّ‬ ‫ثاميا‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬املجبوب‪281 ............................................................. :‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التفريق بالغيبة والشقاق‪283 ....................................... :‬‬

‫أوال‪ :‬زوجة الغائب واملفقود‪283 ................................................ :‬‬

‫ثاميا‪ :‬النِّزاع والشِّ قاق ‪287 ...................................................... :‬‬


‫()‬

‫الفصل الثَّالث‪ :‬العدَّ وثبوت النَّ ب واحلضامة ‪291 ................................‬‬


‫لألستأا الدكتور صالح عبو احلأج اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ‪343‬‬
‫املبحث األول‪ :‬العدَّ ‪291 ........................................................‬‬

‫املبحث الثَّاين‪ :‬ثبوت النَّ ب ‪296 .................................................‬‬

‫املبحث الثَّالث‪ :‬احلضامة ‪302 .....................................................‬‬

‫املراجع‪313 .................................................................... :‬‬

You might also like