You are on page 1of 44

‫إﺻﺪارﺗﻨﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ )‪(٢٥‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ )‪(٢٥‬‬

‫\’‪Ød;–Ö ‬‬
‫اﻟﺘﻌﺼﺐ‬
‫واﻟﺘﻤﺬﻫﺐ‬
‫لألستاذ الدكتور‬
‫صالح محمد أبو الحاج‬
‫عميد كلية الفقه الحنفي‬
‫بجامعة العلوم اإلسالمية العاملية‬
‫عامن ‪ -‬األردن‬

‫ﻣﺮﻛﺰ أﻧﻮار اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﺪراﺳﺎت‬


‫الفرق بني ‪............‬‬
‫‪....‬التعصب والتمذهب‬
‫الفرق بني‬

‫التعصب والتمذهب‬

‫لألستاذ الدكتور صالح حممد أبو احلاج‬


‫عميد كلية الفقه احلنفي‬

‫بجامعة العلوم اإلسالمية العاملية‬

‫عامن‪ ،‬األردن‬

‫مركز أنوار العلامء للدراسات‬



‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪7‬‬

‫خالصة البحث‪:‬‬
‫يعالج البحث مسألة خلط فيهـا الثريـن‪ ،‬ب بحيـث م يويـب‪،‬ا بـ‬
‫التعصب املذموم ‪،‬التوـذبب املوـد‪،‬ح ا الـديوب ‪،‬وعلـوبح ‪،‬ا‪،‬ـداب‬
‫فالتصلب ا الديو ‪،‬التوسك بأ‪،‬ثامه ‪،‬التبام طريق علامئنا ‪،‬أئوتنا مـو‬
‫السلف بو الطريق السليح مو خالل األخذ باملذابب الفقهية املعتودة‪.‬‬
‫إذ ناقش البحث التعصب لغة ‪،‬اصـطال‪،‬ا ‪،‬اسـتعام يف ا كتـب‬
‫األصولي ‪،‬الفقهاءب فوود أ مروعه إىل امليل العقدي الفاسـد ‪،‬اببـا‬
‫اهلوى ‪،‬عدم قبول احلق ‪،‬اإلعراض عو الدليل اجليل َملو كا أبال له‪.‬‬
‫‪،‬بذه األ‪،‬صاف بعيدة كل البعد عـو أصـحاا املـذابب الفقهيـة‬
‫ا‬ ‫التعصب عىل املتوذبب بي رضا مو اخليال لـي‬
‫ّ‬ ‫السنيةب فدعوى‬
‫هلا الواقع جمالب ‪،‬إهنا صادرة مو فئت ‪:‬‬
‫األ‪،‬ىل‪ :‬بسابلت ا أ‪،‬ثام الـديو ‪،‬م يلبمهـا نفسـها إ بورـابر‬
‫سطحية مو أ‪،‬ثامهـاب ‪،‬ك ّلـام أخـ عح عـو ‪،‬ثـح معلـوم مـو الـديو‬
‫بالرض‪،‬رة ا بعض األ‪،‬اي بركوه ‪،‬أعرضوا عنه بـدعوى أ بـذا مـو‬
‫التعصبب ‪،‬أ الديو يرسب ‪،‬بعضهح ‪،‬صل به األمر إىل أ نـب ‪،‬اـاا‬
‫ّ‬
‫بالرباب ‪،‬أباح ‪،‬أباح‪....‬‬ ‫حمارمهب ‪،‬بلب‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪8‬‬
‫‪،‬الريانية‪ :‬بشددة فيام ‪ّ ،‬قه اليرسب ‪،‬بسابلة فيام ‪ّ ،‬قه التوسكب‬
‫‪،‬سعت سعيها الدؤ‪،‬ا حلول الناس عىل رأهيا ‪،‬قوهلا ‪،‬إ كا خمالفا‬
‫إلمجا األئوةب ‪،‬م يسبق أ قال به أ‪،‬د مو األئوة‪.‬‬

‫* * *‬
9 ‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

Research Summary:
Research addresses the question of the confusion
many people have, so that did not distinguish
between the bad intolerance and good
indoctrinated in religion, and make them one.
Being strong in religion and adherence to its
provisions and the commitment by our scientists
advances from the right path is through the
introduction of jurisprudential doctrines adopted.
The research discussed and termed the language
of intolerance and the uses of the fundamentalists
in books and scholars. It found that this is due to
the tendency of corrupt nodal and a passion and
the right not to accept the evidence and the
reluctance to clear those who have been eligible.
These descriptions are far awy from the owners of
the Sunni doctrine.Because of this the allegation
‫التوذبب‬، ‫الفرق ب التعصب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ 10
of intolerance against Alemtemzhpin is pure
fantasy.It is not in fact have a field, and that it
emanates from two categories:
First: lenient in terms of religion did not require
the same only superficial manifestations of its
provisions, and whenever they had known about
the rule of necessity in some times. and claiming
that this is one of intolerance, and religion is, some
of whom arrived up to the fact that disarming the
veil of female relatives, and wear riba, and
permitted and permitted ....
The second: his ease with his position, and being
soft with the right to adhere to, and sought to
strive to get people to view and saying, although
it`s contrary to the consensus of what scientists.
And it has not been said before.

* * *
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪11‬‬

‫ﱁﱂﱃﱄ‬
‫احلود اهللب ‪،‬الصالة ‪،‬السـالم عـىل رسـول اهلل املصـطفم األمـ ب‬
‫‪،‬عىل آله ‪،‬صحبه أمجع ب ‪،‬مو سار عىل دربه إىل يوم الديو‪.‬‬
‫‪،‬بعد‪:‬‬
‫فإ ّ الثرين مو أبل زماننا خلطـوا بـ كريـن مـو املفـابيح بسـبب‬
‫بقاعسنا ا بع ّلح أ‪،‬ثام ديننا ‪،‬الغب‪ ،‬الفثري الذي نواوهه مو الـداخل‬
‫يفرقـو بـ املسـلح امللتـبم بدينـه‬
‫‪،‬اخلارجب ‪،‬مو ذلك أهنح م يعـود‪،‬ا ق‬
‫السائر عىل طريقة السلف ‪،‬اخللف مـو أبـل السـنة ا األخـذ بأ‪،‬ثـام‬
‫الرش عىل أ‪،‬د مذاببهح الفقهية مـريال مـع ا‪،‬مامـه ‪،‬بقـديره ‪،‬إواللـه‬
‫مقر هلح با وتهاد‪.‬‬
‫لغنه مو املذابب؛ لثوهنا مو أقوال أئوة جمتهديو ٍّ‬
‫‪،‬ب َمو مشم عىل ما ز َّينته لـه نفسـه مـو األ‪،‬ثـام د‪ ،‬أ يبلـ َ‬
‫ا وتهادب أ‪ ،‬يتَّبع أ‪،‬دا مو أبله املعت يوب ُمتع قلقا بروابر مو النصوص‬
‫ب ََر َك مجلة منها الثبار لتعارضها مع ما بو أقوى منها مو قرآ أ‪ ،‬متوابرب‬
‫‪،‬متحامال عـىل ق‬
‫كـل َمـو م يأخـذ بقولـه بالتبـديع ‪،‬التضـليل ‪،‬التثفـن‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪12‬‬
‫نن َي ْم يِشن َو ي‬
‫نّ ّي ًا َع َ‬
‫نَل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪،‬أشبابهاب { َأ َف َم ْن َي ْمِش ُمك ّب ًا َع ََل َو ْج يهه َأ ْهدَ ى َأ َّم ْ‬
‫اط ُم ْست يَقي ٍم} ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫يِص ٍ‬
‫َ‬
‫التعصـب عـىل صـا‪،‬ب السـلوك‬
‫ّ‬ ‫‪،‬إ ّ مو أدبش ما نرى إطـالق‬
‫ـت‬
‫َّـب طـريقهح ‪،‬بب َّم َ‬
‫السـنة َّـو بنث َ‬
‫‪،‬السنة ‪،‬السنة احلسنة مـو أبـل ة‬
‫بالتعصبب ‪،‬تم لو ُس ِئ َل عـو‬
‫ّ‬ ‫ب ملقولته بتضليل َمو خيالفه ‪،‬رميه‬
‫‪َ ،‬ب َع َّص َ‬
‫التعصب لتلعريح ‪،‬أبم بأووبة عايبة غريبـةب يقبلهـا منطـق ‪،‬‬‫ة‬ ‫معنم‬
‫قطعـيب بعـدم َقبـول‬
‫ّ‬ ‫الرنـي إىل‬
‫ق‬ ‫ـب بـو ُ‬
‫نقـل‬ ‫التعص َ‬
‫ّ‬ ‫علحب فإ ُذك َقر بـأ‬
‫اخلالف ا املسائل الفرعيةب ‪،‬إوبار اآلخريو عىل رأيهب ‪،‬بذا يقول به‬
‫أصحاا املذابب الفقهية الذيو بـرميهح بالتعصـبب ‪،‬إنـام بـو قولـك‬
‫‪،‬قول أمريالك َّو ير‪ ،‬إ أنفسهح ‪،‬يريد‪ ،‬محل غنبح عىل قوهلح‪.‬‬
‫نفرق ب التوذبب املود‪،‬ح الـذي‬
‫يتووب علينا أ ق‬
‫‪،‬إيضا‪،‬ا هلذا َّ‬
‫التعصب املذموم الذي بـو سـبيل أبـل‬
‫ة‬ ‫بو سبيل األئوة ‪،‬العلامءب ‪،‬ب‬
‫البد ‪،‬األبواء؛ لنخرج مو بذه الورطة الرلامء بالنور الرباين ‪،‬الطريـق‬
‫َان ميت ًا َف َأحيينَاه وجع ْلنَا َلنه ُُنًّ ًا يم يِشن ِي ي‬
‫نه يل النَّنا ي‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ ُ َ َ َ‬ ‫الرمحاين‪َ { :‬أ َو َم ْن ك َ َ ْ‬
‫اًجٍ يمن َْها} ب فأقول ‪،‬باهلل التوفيق‪:‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ت َل ْي َس ِيخَ ي‬ ‫كَمن م َث ُله يل ال ُّظ ُلَم ي‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬

‫)‪ (1‬امللك‪.22:‬‬
‫)‪ (2‬األنعام‪.122 :‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪13‬‬
‫لتوذبب فقد انتهيت مو حتقيق مبا‪،‬ريـه ‪،‬بنقـيم مسـائلهب ‪،‬ر ّد‬ ‫ُ‬ ‫أما ا‬
‫شبهايف الطاعن فيه ا كتاا «املدخل إىل الفقه اإلسالمي»ب ‪،‬أضـيف‬
‫او َنألّا َأ ْهن َ‬
‫احلق الذي أرشدنا إليه ر ةبنا ‪ ‬ا قوله‪َ { :‬ف ْ‬‫بنا‪ :‬أنه الطريق ّ‬
‫الذك يْر إي ْن ُكنْت ُْم ال َت ْع َل ُم َ‬
‫ّن} ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ِّ‬
‫‪،‬به بشهد سنة رسول اهلل ‪ ‬ا بعليوه ‪،‬إقراره ألبـل ا وتهـاد ا‬
‫مسائل بعدّ ‪ ،‬حتىص ا املدينة ‪،‬خاروهاب نقترص منها عىل طلبـه مـو‬
‫ـ يـا‬ ‫بـح بق‬
‫سيدنا معاذ ‪ ‬ا وتهاد ‪ ،‬بعريه لليووب إذ قال له ‪َ « :‬‬
‫معاذ؟ قال‪ :‬بثتاا اهللب قال‪ :‬فإ م جتد؟ قال‪ :‬بسنَّة رسولهب قال‪ :‬فـإ م‬
‫جتد؟ قال‪ :‬اوتهدُ فيه برأييب فقال رسول اهلل ‪ :‬احلوـدُ هلل الـذي ‪َّ ،‬فـق‬
‫رسول رسولِه بام يرىض به رسوله» ب ‪،‬ا وتهـاد يلحقـه بقليـد ‪،‬اببـا‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫‪،‬متذبب بقول املاتهد كام بو معلوم‪.‬‬
‫‪،‬عليه سار الصحابة ‪ ‬بعد ‪،‬فاة النبي ‪‬؛ إذ انتقلوا إىل األمصارب‬
‫كل منهح متبع ‪،‬مق ّلد ا مرصهب قال العالمة الدق بلوي ‪« :‬انقىض‬
‫(‪)3‬‬
‫‪،‬صار ٌّ‬
‫بفرقوا ا البالد ‪،‬صـار ة‬
‫كـل ‪،‬ا‪،‬ـد مـنهح‬ ‫عرصه الثريح ‪...‬ب ثح إهنح َّ‬
‫مقتدى ا نا‪،‬ية مو النوا‪،‬ي‪ .‬فثريريف الوقائع ‪،‬داريف املسائلب فاستفتوا‬

‫)‪ (1‬النحل‪.43 :‬‬


‫)‪ (2‬ا سنو أيب دا‪،‬د (‪)3103 :3‬ب ‪ ،‬سنو الممذي (‪.)616 :3‬‬
‫)‪ (3‬ا اإلنصاف (ص‪.)23‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪14‬‬
‫فيها فأواا ة‬
‫كل ‪،‬ا‪،‬د ‪،‬سب ما ‪،‬فره أ‪ ،‬استنبطه‪.»...‬‬
‫بثونت نواة املذابب الفقهية مو كبـار الصـحابة ‪ ‬ففـي‬
‫‪،‬بذلك َّ‬
‫املدينة‪ :‬زيد بو ثابت ‪،‬ابو عوـر ‪،‬عائشـة ‪‬ب ‪،‬ا الشـام‪ :‬أبـو الـدرداء‬
‫‪،‬عبادة بـو الصـامت ‪‬ب ‪،‬ا مثـة‪ :‬ابـو عبـاس ‪،‬ابـو الـببن ‪‬ب ‪،‬ا‬
‫يرس ـ اهلل ‪ ‬هلــح بالميــذ ‪،‬فرــوا‬
‫الثوفــة‪ :‬عــيل ‪،‬ابــو مســعود ‪‬؛ إذ َّ‬
‫مسائلهح ‪،‬ضبطوبا ‪،‬نقلوبا َملو بعدبح عـىل بفـا‪،‬يف بيـنهحب قـال ابـ ُو‬
‫‪،‬ـرر‪،‬ا فتيـاه ‪،‬مذاببـه ا‬
‫ورير‪« :‬م يثو أ‪،‬دٌ له أصحاا معر‪،‬فـو ب َّ‬
‫الفقه غن ابو مسعود ‪. »‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪،‬رر‪،‬ا ‪،‬ضبطوا ‪،‬ق َّعـد‪،‬ا ملـا‬


‫‪،‬برز ا أشهر األمصار أئوة جمتهد‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫بوارثوه عو الصحابة ‪،‬التابع ‪ ‬ا بلك األمصـارب فنسـبت مـذابب‬
‫أ‪،‬لئك الصحابة ‪،‬التابع ‪ ‬هلحب ‪ُ ،‬عرفت هبـح؛ لثـوهنح ابتـدعوباب‬
‫‪،‬لثو إلظهاربح ‪،‬نقلهح ‪،‬بدليلهح ‪،‬بفريعهح عليها‪.‬‬
‫الرـو بـأ أئوـة‬
‫ّ‬ ‫قال الدكتور مصطفم اخلو ‪،« :‬لثـو املشـثلة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫املذابب بح ‪،‬اضعوبا!! ‪،‬الواقـع أ أبـا ‪،‬نيفـة ‪ ‬متبـع إلمامـه ابـو‬


‫مسعودب ‪،‬مالك إلماميه ابو عور ‪،‬ابو عبـاس ‪‬ب ‪،‬الشـافعي هلـء ء‪..‬‬
‫‪،‬الصحابة ‪ ‬بح الذي اصطفابح اهلل ‪ ‬لتبلي الرسالة ‪،‬محـل األمانـة‬

‫)‪ (1‬ينرر‪ :‬مقدمة نصب الراية (‪.)305 :1‬‬


‫)‪ (2‬ا بقديوه لثتاا التوذبب (ص‪.)7‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪15‬‬
‫التي بلغها رسول اهلل ‪، ... ‬ما فعله األئوة إنـام بـو حتريـر لقواعـدبح‬
‫‪،‬ألصوهلح ا وتهاديةب ‪،‬التي ختن‪،‬با ‪،‬فق ما فهووه مو الثتاا ‪،‬السنة‬
‫‪،‬أقوال الصحابة ‪،‬اوتهاداعح‪.»...‬‬
‫‪،‬عىل التوذبب بوذابب األئوة األربعة مشت األ ّمة طوال قر‪،‬هنـا‬
‫مفرسا ‪ ،‬حمدق ثا ‪ ،‬أصوليا ‪ ،‬فقيها‬ ‫د‪ ،‬إنثار منثر معتد بهب فال جتد ّ‬
‫‪،‬البي َلعـ ّ‬
‫ـي‬ ‫ـذبب بأ‪،‬ــدباب ‪،‬آخــذ بناصــيتها كالطحــا‪،‬ي َّ‬
‫إ ‪،‬بــو متوـ ٌ‬
‫ني ‪،‬ابو عبد ال ‪،‬القايض عياض ‪،‬ال َبي َهقـي ‪،‬اخلطيـب ال َبغـدادي‬
‫‪،‬ال َعي ّ‬
‫‪،‬العراقي ‪،‬ابو مجاعة ‪،‬ابـو َ‪َ ،‬اـر‬
‫ّ‬ ‫‪،‬ي‬
‫‪،‬ابو عساكر ‪،‬ابو الصالح ‪،‬الن ََّو ّ‬
‫‪،‬السيوطي ‪،‬اجلصاص ‪،‬النسفي ‪،‬ابو العريب ‪،‬ال َبغوي ‪،‬ابو‬
‫‪،‬السخا‪،‬ي ة‬
‫َّ‬
‫‪،‬الرسخ ـ‬
‫جلـوزي ‪،‬ابـو اهلُـامم َّ َ‬
‫‪،‬البرك ـ ‪،‬ابـو ا َ‬
‫كرين ‪،‬ال َبيضـا‪،‬ي َّ‬
‫‪،‬السـبثي‬
‫‪،‬الشـنازي ة‬ ‫‪،‬ي ‪،‬ابو احلاوب ‪،‬إمام احلرم ‪،‬ال َغبايل ق‬
‫‪،‬ال َبب َد ّ‬
‫‪،‬ابو قدامة ‪،‬غن مو أعالم اإلسالم ‪،‬أئوته عىل مدار التاريخ‪.‬‬
‫قــال اليــافعي ‪« :‬النــاظر ا التــاريخ اإلســالمي اــد أ األئوــة‬ ‫(‪)1‬‬

‫مر البما مـو بعـد اسـتقرار املـذابب األربعـة‬


‫‪،‬املصلح ‪،‬القادة عىل ّ‬
‫ـرف ذلـكب‬ ‫ك ّلهح متوذببو فد‪،‬نك كتب التاريخ ‪،‬الماوح ‪،‬السـن بَع ِ‬
‫‪،‬د‪،‬نك كتب الطبقايف جتد فيها بلك املسالك‪.»...‬‬

‫)‪ (1‬ا التوذبب (ص‪.)101‬‬


‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪16‬‬
‫‪،‬خمالف ملا انعقد‬
‫ٌ‬ ‫منثر ملا عليه أئوة الديو قاطبةب‬
‫فاملنثر للتوذبب ٌ‬
‫عليه إمجاعهحب ففي «الفر‪،« : » ،‬ا اإلفصاح ‪ :‬أ اإلمجا انعقد عـىل‬
‫(‪)1‬‬

‫احلق خيرج عنهح»‪.‬‬‫ّ‬ ‫بقليد ّ‬


‫كل مو املذابب األربعة‪، ,‬أ‬
‫املحـرر ُة‬
‫َّ‬ ‫املد‪،‬نـ ُة‬
‫املذابب األربع ُة َّ‬
‫ُ‬ ‫‪،‬قال العالمة الدق بلوي ‪« :‬بذه‬
‫(‪)2‬‬

‫قد اوتوعت األمة أ‪َ ،‬مو يعتد هبا منها عىل وواز بقليدبا إىل يومنا بـذاب‬
‫‪،‬ا ذلك مو املصالم ما خيفم سيام ا بذه األيام التي قرصيف فيهـا‬
‫اهلوح وداب ‪،‬أرشبت النفوس اهلوىب ‪،‬أعاب كل ذي رأي برأيه»‪.‬‬
‫‪،‬قال الفقيه احلطاا ‪« :‬التقليد‪ :‬بو األخذ بقـول الغـن مـو غـن‬ ‫(‪)3‬‬

‫فيـه أبليـة‬ ‫معرفة دليلهب ‪،‬الذي عليه اجلوهور أنه اـب عـىل َمـو لـي‬
‫بعام»‪.‬‬ ‫ا وتهاد أ يق قلدَ أ‪،‬دَ األئوة املاتهديو سواء كا عاملا أ‪ ،‬لي‬
‫‪،‬قال الفقيه عليش ‪،« :‬قد أمجع أبل السنة عـىل ‪،‬وـوا التقليـد‬ ‫(‪)4‬‬

‫فيه أبلية ا وتهاد»‪.‬‬ ‫عىل َمو لي‬


‫‪،‬قال اإلمام اب ُو قدامة ا «الر‪،‬ضة»‪، :‬أما التقليد ا الفـر‪ ،‬فهـو‬
‫احلا ُة فيه اإلمجا ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وائب إمجاعاب فثانت ّ‬

‫)‪.)421 :6( (1‬‬


‫)‪ (2‬ا اإلنصاف (ص‪.)97‬‬
‫)‪ (3‬ا موابب اجلليل (‪.)30 :1‬‬
‫)‪ (4‬ا فتم العيل املالك (‪.)90 :1‬‬
‫)‪ (5‬ينرر‪ :‬رشح الثوكب املنن (ص‪.)621‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪17‬‬
‫مـر‬
‫‪،‬بذا اإلمجا مو األ ّمة عىل التوذبب راوع ألسـباا عديـدة َّ‬
‫ذكر بعضها سابقا؛ إذ أ بذه املذابب قد اكتولت عىل أبح صورة باهود‬
‫كل مذببب فـال يووـد سـبب ‪،‬ويـه يـدعو‬ ‫متوالية مو أئوة ‪،‬علامء ا ق‬
‫لنبذبا ‪،‬الدعوة للتوسك بغنبا‪.‬‬
‫قال العالمة الثوثري ‪« : ‬مذابب بثو هبذا التأسي ب ‪،‬بـذا‬ ‫(‪)1‬‬

‫الرش ـ ب يــدعو إىل نبــذ‬


‫ـبعام ا َّ‬
‫التــدعيح إذا لقيــت ا آخــر الــبموب متـ ق‬
‫التَّوــذبب هبــا باوتهــاد وديــد يقيوــه مقامهــاب حمــا‪ ،‬بــدعيح إمامتــه‬
‫بالالمذببية بد‪ ،‬أصل يبني عليه غن شهوة الرهـورب فتبقـم املـذابب‬
‫‪،‬بابعوبا ا ‪،‬نةب بامذا ة‬
‫حيل أ يلقـب َمـو عنـده مريـل بـذه اهلـواو‬
‫‪،‬الوسا‪،‬سب أبو جمنو مثشوف األمرب َغلِ َط َمو م يقـده إىل مستشـفم‬
‫املااذيبب أم ُمذبذا ب الفـريق خيتلـف أبـل العقـول ا عـدّ ه مـو‬
‫عقالء املاان ب أ‪ ،‬جمان العقالء»‪.‬‬
‫فتسوثا بديو اهلل ‪، ‬خوفا منه ‪َ ‬أغ َل َق العلام ُء باا التالعب ا‬
‫الديو با وتهاد املطلق لعرسبه ‪،‬إ م يثو ستحالته للوتـأخريو‪ ,‬فلـح‬
‫يقبلوا مو أ‪،‬د بعد األئوة األربعة بـذا النـو مـو ا وتهـادب ‪،‬بـا بـو‬
‫السيوطي مع علو منبلته عندما ا ّدعم ا وتهاد أنثر‪،‬ا عليه‬
‫والل الديو ة‬
‫أشدّ اإلنثار‪.‬‬

‫)‪ (1‬ا مقا به (ص‪.)222‬‬


‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪18‬‬
‫ُ‬
‫اجلالل ذلك قـا َم عليـه‬ ‫قال الفقيه ابو َ‪َ ،‬ار اهليتوي ‪ََّ « :‬ملا ا َّدعم‬
‫معارص‪،‬ه ‪،‬رموه عو قوس ‪،‬ا‪،‬دب ‪،‬كتبوا له سـءا فيـه مسـائل أطلـق‬
‫األصحاا فيها ‪،‬وه ‪،‬طلبوا منه إ كا عنده أدنم مرابب ا وتهادب‬
‫‪،‬بو اوتهاد الفتوىب فليتث َّلح عىل الراوم مو بلك األ‪،‬وه بـدليل عـىل‬
‫قواعد املاتهديو فر َّد السءال مو غن كتابة عليهب ‪،‬اعتذر بأ له اشتغا‬
‫يونعه ا النرر ا ذلك‪.‬‬
‫‪،‬قال الشهاا الرميل ‪ :‬فتأ َّمل صعوب َة بذه املرببة أعنـي اوتهـاد‬
‫الفتوى الذي بو أدنم مرابب ا وتهاد يرهر لك أ مدَّ عيها فضال عـو‬
‫مدّ عي ا وتهاد املطلق ا ‪،‬نة مو أمره ‪،‬فساد فثرهب ‪،‬أنـه َّـو ركـب‬
‫متو عوياءب ‪،‬خبط خبط عشواء‪...‬‬
‫بصو َر مرببة ا وتهاد املطلق اسـتحيا مـو اهلل ‪ ‬أ ينسـ َبها‬
‫‪َ ،‬مو َّ‬
‫أل‪،‬د مو أبل بذه األزمنـة‪ ...‬بـل نقـل ابـو الصـالح ‪ ‬عـو بعـض‬
‫األصولي أنه م يوود بعد عرص الشافعي ‪ ‬جمتهد مستقل‪...‬‬
‫فإذا م يتأبل بء ء األكابر ـ أي كإمام احلـرم ‪،‬الغـبايل ـ ملرببـة‬
‫ا وتهاد املذببيب فثيف يسوغ َملو م يفهح أكرير عباراعح عىل ‪،‬وهها أ‬
‫يدَّ عم ما بو أعىل مو ذلك ‪،‬بو ا وتهاد املطلق؟ سـبحانك بـذا هبتـا‬
‫عريح‪...‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪19‬‬
‫الـرميل ‪ ‬عـو ‪،‬الـده شـيخ اإلسـالم أيب العبـاس‬ ‫‪،‬قال الشو‬
‫الرميل ‪ ‬أنه ‪،‬قف عىل ثامنية عرش سءا فقهية سئل عنهـا اجلـالل مـو‬
‫مسائل اخلالف املنقولةب فأواا عو نحـو شـطربا مـو كـالم قـوم مـو‬
‫الرتجنيَ ال يقندع علينه إال‬
‫َ‬ ‫‪،‬اعتذر عو الباقي بأ‬ ‫املتأخريو كالبرك‬
‫جاه أو فاوق‪. »...‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فتأ ّمل نرريف بء ء األئوة َملو ق‬


‫يروم ا داخل املذبب ‪،‬بو لـي‬
‫مـو‬ ‫بوـو لـي‬
‫أبال لذلكب فإنه إما أ يثو وابال أ‪ ،‬فاسقاب فام بالك َ‬
‫‪،‬يروم بـ املـذابب األربعـة ‪،‬غنبـا كـيفام بـدا لرغباعـا‬
‫ّ‬ ‫أبل النرر‬
‫‪،‬نب‪،‬الته ‪،‬ميو بهب فام بو ‪،‬الهب ‪،‬قد ذكر شيخنا العالمـة عبـد الثـريح‬
‫املــدرس أنــه الموــيم بـ املــذابب األربعــة فســقب نســأل اهلل العفــو‬
‫‪،‬العافية‪.‬‬
‫له رببة ا وتهادب ‪،‬بو‬ ‫‪،‬اة اإلسالم ال َغبايل ‪« :‬فأ ّما َمو لي‬
‫قال ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫كل أبل العرص فإنام يفتي فيام يسأل عنه ناقال عو مذبب صـا‪،‬به‬ ‫‪،‬ثح ّ‬
‫فلو ظهر له ضعف مذببه م اب له أ يمكه»‪.‬‬
‫‪،‬قال احلافظ الذببي ‪،« :‬م يبق اليوم إ بـذه املـذابب األربعـةب‬ ‫(‪)3‬‬

‫ينهض بوعرفتها كام ينبغيب فضال عو أ يثو جمتهدا»‪.‬‬ ‫َّ‬


‫‪،‬قل َمو َ‬

‫)‪ (1‬ينرر‪ :‬فيض القدير (‪.)16-15 :1‬‬


‫)‪ (2‬ا اإل‪،‬ياء (‪.)46 :1‬‬
‫)‪ (3‬ا سن أعالم النبالء (‪.)92 :8‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪20‬‬
‫املءر ُخ ابـ ُو خلـد‪،،« : ،‬قـف التقليـد ا األمصـار عنـد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬قال ّ‬
‫الناس باا اخلـالف‬
‫ُ‬ ‫بء ء األربعةب ‪ُ ،‬د ِر َس املق قلد‪َ ،‬ملو سوابحب َ‬
‫‪،‬سدَّ‬
‫‪،‬طرقه َّملا كرير بشعب ا صطال‪،‬ايف ا العلومب ‪،‬ملا عاق عـو الوصـول‬
‫مو إسناد ذلك إىل غن أبلهب ‪َ ،‬مو يوثـق‬ ‫إىل رببة ا وتهادب ‪،‬ملا خ‬
‫برأيه ‪ ،‬بدينهب فرصـ‪،‬وا بـالعاب ‪،‬اإلعـوازب ‪،‬ر ّد‪،‬ا النـاس إىل بقليـد‬
‫اختص به مو املقلديو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بء ء ّ‬
‫كل َمو‬
‫يبـق إ نقـل‬
‫‪،،‬رر‪،‬ا أ يتدا‪،‬ل بقليدبح ملا فيه مو التالعبب ‪،‬م َ‬
‫كل مق قلد بوذبب َمو ق َّلدَ ه منهح بعد بصحيم األصول‬
‫مذاببهحب ‪،‬عول ّ‬
‫‪،‬ابصال سندبا بالر‪،‬ايـةب حمصـول اليـوم للفقـه غـن بـذاب ‪،‬مـدّ عي‬
‫ا وتهاد هلذا العهد مرد‪ٌ ،‬د منثوص عىل عقبه مهاور بقليدهب ‪،‬قد صار‬
‫أبل اإلسالم اليوم عىل بقليد بء ء األئوة األربعة‪.»...‬‬
‫‪،‬قال العالمة عيل ‪،‬يدر ‪« :‬املتأخر‪ ،‬مو الفقهاء قد أمجعـوا عـىل‬
‫(‪)2‬‬

‫سدق باا ا وتهاد خوفا مو بشتت األ‪،‬ثام؛ ‪،‬أل املذابب املووودة ـ‬


‫‪،‬بي املذابب األربعة ـ قد ‪،‬رد فيهـا مـا فيـه الثفايـة إ أ فريقـا مـو‬
‫املسلو ‪،‬بح الشيعيو م يبل باا ا وتهاد مفتو‪،‬ا عندبح لآل »‪.‬‬

‫)‪ (1‬ا مقدمته (ص‪.)314‬‬


‫)‪ (2‬ا درر احلثام رشح جملة األ‪،‬ثام (‪.)34 :1‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪21‬‬
‫‪ ،‬يتسع املقام إىل أكرير َّـا ذكرنـا فـإ فيـه كفايـة ألبـل الـديوب‬
‫‪،‬ببرصة للوتبرصيو مو كرين ّو يفتو ا زماننا عىل اخـتالف أ‪،‬ـواهلح‬
‫‪،‬أمصاربحب ‪،‬ورأعح العايبة عىل ديو اهلل ‪‬ب مو غن علح ‪ ،‬درايةب‬
‫فال بستغرق أعوص املسائل الفقهية ‪،‬أ‪،‬ثوها أكرير مو ثـوا معـد‪،‬دةب‬
‫‪،‬تم يأيت لك بالعاب العااا ا اجلـوااب { َفإي ََّّنَنا ال َت ْع َمن اََ ِْ ََ ُ‬
‫ناً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وً} ‪.‬‬‫(‪)1‬‬
‫ّب ا َّلتي يل ُّ‬
‫الَدُ ي‬ ‫َو َلك ْن َت ْع َم ا ْل ُق ُل ُ‬
‫قال اليافعي ‪« :‬بعض الناس ا بذه األزما ب َّو م يتف َّقهـوا عـىل‬ ‫(‪)2‬‬

‫مذببب ‪،‬إنام غاية ما عندبح بو ثقافة فقهية أخـذ‪،‬با مـو بنـا ‪،‬بنـاكب‬
‫‪،‬قد يثونو مشهوريو إذا ‪،‬رد عىل أ‪،‬دبح سءال ا مسألة م يقرأبا مو‬
‫ثـح‬
‫أقـل مـو ذلـكب ّ‬‫قبلب ‪،‬ما أكرير املسائل التي م يقرأباب فثَّر دقيقة أ‪َّ ،‬‬
‫قال‪ :‬الذي يرهر يل أ املسألة ‪،‬ثها كذا‪، ...‬العلح عند اهلل‪.‬‬
‫كالبــا ‪،،‬تــم ســامها كــل‬ ‫لقد ببلـت ‪،‬تـم بـدا مـو‬
‫أيو لك بذا؟‬
‫مفلــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قيل هلذا املسث ‪ :‬مو‬
‫ــــــــــــــــــــــا‬ ‫فإذا‬
‫بباهلـ‬
‫قال‪ :‬اوتهديف فإ أصبت فيل أورا ‪،‬إ أخطأيف فيل أوـرب ‪،‬قـد‬
‫قال ‪« :‬إذا ‪،‬ثح احلاكح فاوتهـد ثـح أصـاا لـه أوـرا ب ‪،‬إذا ‪،‬ثـح‬
‫فاوتهد ثح أخطأ فله أور»‪.‬‬

‫)‪ (1‬احلج‪.46 :‬‬


‫)‪ (2‬ا التوذبب (ص‪.)87-86‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪22‬‬
‫‪،‬ق َمـو لـه األبليـةب أمـا َمـو لـي‬
‫‪،‬ما درى املسث أ بذا ا ّ‬
‫موز‪،‬ر غن مأوور ‪،‬لو أصاا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كذلك كصا‪،‬بنا فهو‬
‫قال اخلطايب‪ :‬بذا فيوو كا مو املاتهديوب وامعا آللة ا وتهـادب‬
‫عارفا باألصول بوووه القياسب فأ ّما َمـو م يثـو حمـال لالوتهـادب فهـو‬
‫اف عليه أعرح ِ‬
‫الوزر‪.‬‬ ‫متث ّل ٌ‬
‫ف ‪ُ ،‬ي َ‬
‫عذ ُر باخلطأ ا احلثحب بل ُخي ُ‬
‫أمجع املسلوو عىل أ بذا احلـديث ا ‪،‬ـاكح عـام‬
‫‪،‬قال النَّو‪،‬ي‪ُ :‬‬
‫أبل للحثح‪ ...‬فأما َمو لي بأبل للحثح فال ّ‬
‫حيل له احلثحب فإ ‪،‬ثح‬
‫احلـق أم ؛ أل‬
‫‪،‬افـق ّ‬
‫َ‬ ‫‪،‬ثوـه سـوا ٌء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ينفـذ‬ ‫آثحب ‪،‬‬
‫فال أور لهب بل بو ٌ‬
‫ي‬
‫عـاص ا مجيـع‬ ‫إصابتَه ابفاقية ليست صادرة عـو أصـل رشعـيب فهـو‬
‫أ‪،‬ثامه سواء ‪،‬افق الصواا أم ب ‪،‬بي مرد‪،‬دةٌب ‪ُ ،‬يع َذ ُر ا يشء مو‬
‫ذلك‪.»...‬‬
‫له أبلية النرـر‬ ‫‪،‬هبذا يتب َّ ُ أنه ُبدَّ للوفتي ‪،‬طالب العلح َّو لي‬
‫السـنة املعتـ ةب بوعنـم التـبام أقـوال‬
‫يتوذبب بأ‪،‬د مـذابب أبـل ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫خيرج عنها ا استفتائه ‪،‬دراسته ‪،‬بع ّلوه ‪،‬بعليوه ‪،‬علوه‪.‬‬ ‫مذبب مع‬
‫التعصـب املـذببي ا العصـور‬
‫ّ‬ ‫‪،‬إ ما أشـيع ا بـذا العرصـ مـو‬
‫‪،‬متسـثهح هبـاب فـإ فيـه‬
‫السابقة بسبب متذببهح بوذابب أئوة اإلسالم ّ‬
‫جمازفة ‪،‬مبالغة عريوةب كا ‪،‬راءبا أصابع خف ّية بسعم إىل حتقيق مـررا‬
‫خاصة مو نرش فثر بتبناهب ‪،‬بدم ألركا بنيا بذه األمة ‪،‬بي‬
‫‪،‬أبداف ّ‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪23‬‬
‫املذابب الفقهية؛ إذ بووودبا يوثـو ألصـحاا األبـواء ‪،‬املصـالم‬
‫حتقيق غاياعح‪.‬‬
‫ُبدّ قبل متريـر‬ ‫منيع ا ‪،‬وه ق‬
‫كل متالعب أ ّفاك؛ ‪،‬لذا كا‬ ‫فهي سدٌّ ٌ‬
‫خم َّططاعح مو رضا بـذه املـذابب بـالتهح املتنوعـة ‪،‬مـو بينهـا عوـة‬
‫التعصب؛ ستبا‪،‬ة خمالفتها ‪،‬انتهاك ‪،‬رمتها‪.‬‬
‫ّ‬
‫العوـيل التطبيقـي لالسـالمب‬
‫َّ‬ ‫اجلانب‬
‫َ‬ ‫‪،‬بوضيم ذلك أ ّ الفق َه ُي َو قري ُل‬
‫فهو اإلسال ُم ‪،‬قيقة ا ‪،‬ياة الناسب ‪،‬بو قانو ُ ُينَ قر ُح عالق َة اإلنسا مـع‬
‫خالقه ‪، ‬أبله ‪،‬ونانـه ‪،‬جمتوعـه ‪،،‬اكوـه ‪،‬غنبـاب فـالتبام الفـرد‬
‫‪،‬املاتوع إمجا بوذبب مع اعـل الصـورة ‪،‬اضـحة ا معرفـة ّ‬
‫كـل‬
‫إنسا ما له مو احلقوق ‪،‬ما عليه مو الواوبايفب ‪،‬يغلق الباا عىل بوى‬
‫مو التالعب ‪،‬أكل ‪،‬قوق اآلخريوب فالفرد ‪،‬املاتوع املتوـذبب‬ ‫النف‬
‫‪،‬منرصف عو اجلـدال ‪،‬املـراء‬
‫ٌ‬ ‫متديو ‪،‬مشتغل بالعول ‪،‬الدعوة هلل ‪‬ب‬
‫‪،‬التالعب بأ‪،‬ثام الديو‪.‬‬
‫‪،‬سـيطرعح‬
‫َ‬ ‫‪،‬يـاعح‬
‫َ‬ ‫يرس مطلقا أعداء اهلل ‪‬ب فـإ ّ‬
‫ّ‬ ‫األمر‬
‫ُ‬ ‫‪،‬بذا‬
‫علينا قائو ٌة عىل فساد جمتوعابنـا ‪،‬انغامسـها ا الشـهوايفب ‪،‬كريـرة الفـتو‬
‫‪،‬النباعايف ب أفرادباب ‪ ،‬سبيل هلح لذلك إ بإضعاف متسثنا بـديننا‬
‫مو خالل السعي لتحريفه ‪،‬إعطاء صورة بشعة عنـه بتوثـ َمـو لـي‬
‫أبال للتث ةلح فيه ‪،‬املاادلة‪.‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪24‬‬
‫فتتح َّقـ ُ‬
‫ـق الغايــة مــو بشــتيت النــاس ا التــبام األ‪،‬ثــام لثريــرة‬
‫‪،‬اة ‪ ،‬بربا ب ‪،‬إشاعة لبعض مسائلب ‪،‬محل‬
‫ّ‬ ‫املتالعب فيه مو غن‬
‫املسلو عليهاب ‪،‬ببديع ‪،‬بضليل ‪،‬بثفن ّ‬
‫كل َمو يقول هبـاب ‪،‬إشـغال‬
‫الناس بسفاسف األمور‪.‬‬
‫‪،‬بذه الوسيل ُة بي التي اببعتهـا بريطانيـا عنـد ‪،‬ثوهـا ملرصـ فلـح‬
‫بســتطع مسـ ّ‬
‫ـك زمــام األمــورب ‪،‬إشــاعة أفثاربــا ‪،‬آرائهــا ا املاتوــع‬
‫‪،‬و َّرأة القـائو عليـه عـىل‬
‫‪،‬رفت منابج األزبرب َ‬
‫املرصيب إ بعد أ َّ‬
‫رص َح به كر‪،‬مر ا مذكرابهب فقال‪:‬‬
‫الديو باعتبار أهنح جمتهد‪ ،‬ب ‪،‬بذا ما َ َّ‬
‫املخربـة‬
‫‪،‬واء سيل ا ناليب ‪،‬مبرش‪،‬بح يـدخلو بأفثـاربح ‪،‬آرائهـح ق‬
‫املستوردة ا املاتوع املرصي بعد أ أواز‪،‬با عىل األزبر ‪،‬علامئه باسح‬
‫ا وتهاد ‪،‬حتت امتيازابه‪...‬‬
‫‪،‬ع َّل َق عىل ذلك الدكتور البوطي ب فقال‪« :‬هبذا أدخل قاسح أمـ‬
‫(‪)1‬‬

‫أفثاره عو املرأة ‪،‬احلاااب ‪،‬هبذا بس ّلل ا ناليـب نفسـه إىل األزبـر ا‬


‫أشخاص كرينيو مـو ريليـه ‪،‬أبباعـه ‪،‬بطانتـهب ‪،‬هبـذا نسـخت أ‪،‬ثـام‬
‫‪،‬منابج إسالمية عريوة بأ‪،‬ثام ‪،‬منابج أ‪،‬ر‪،‬بية سخيفة‪.‬‬
‫بـح ّ‬
‫كـل‬ ‫إ ّ شيئا مو ذلك م ّ‬
‫يتح باسح الدعوة إىل نبذ الـديوب ‪،‬إنّـام ّ‬
‫فتم بابه دخـل‬
‫ذلك باسح الدعوة إىل ا وتهاد… إ ا وتها َد الذي إذا َ‬

‫)‪ (1‬ا حمارضايف ا الفقه املقار (ص‪.)8‬‬


‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪25‬‬
‫فيه مع الرول الوا‪،‬د الصالم عرش‪ ،‬مو الروال املفسديوب ودير ببابه‬
‫ـم أ يووــدَ مريـ ٌ‬
‫ـال متفــق عليــه عنــد‬ ‫أ يرـ َّـل مقفــال يفــتم‪، .‬إذا َصـ َّ‬
‫املسلو كلهـح لقاعـدة سـدّ الـذرائعب فأوـدر بـه أ يثـو بـو بـذا‬
‫املريال…»‪.‬‬
‫‪،‬ما ‪،‬صل ا مرص شا َ ‪،‬ذا َ ا البالدب فثريـر املاتهـد‪ ،‬اجلـددب‬
‫ـب‪ ...‬ز‪،‬را ‪،‬هبتانـاب‬
‫متعص ٌ‬
‫ق‬ ‫‪،‬صار ة‬
‫كل ملتبم متوسك بدينـه يرمـم بأنـه‬
‫‪،‬دفع بذه الفرية فيام ييل‪:‬‬
‫التاوـع ‪،‬التثتـلب ‪،‬منـه العصـابة‬ ‫ّ‬ ‫ب لغـة معنـاه‪:‬‬
‫التعص َ‬
‫ة‬ ‫أوالً‪ :‬إ ّ‬
‫نن‬
‫َْ َوُ َْح ُ‬ ‫‪،‬العصبة‪ :‬أي اجلامعـةب ‪،‬ا التنبيـل‪َ { :‬قنا ُلّا َلنني ْن َأ َك َلن ُه ِّ‬
‫النذ ُ‬
‫احلـقب ‪،‬قـد‬
‫ّ‬ ‫التاوع ‪،‬التقويـة ‪،‬النرصـ عـىل‬
‫ّ‬ ‫ُع َْ َبة} ب ‪،‬قد يثو ذلك‬ ‫(‪)1‬‬

‫يثو عىل الباطلب ‪،‬شائع استخدامه فيهام ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫التاوــع‬
‫ة‬ ‫التعصــب للوــذابب بوعنــم‬
‫ة‬ ‫ـرج ا‬
‫‪،‬بــذلك فإنــه ‪،‬ـ َ‬
‫التاوـع ‪،‬النرصـة عـىل‬
‫ّ‬ ‫احلـقب ‪ ،‬اـوز إذا كـا بوعنـم‬
‫‪،‬النرصة عىل ّ‬
‫احلق ‪،‬الباطل معا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الباطل أ‪ ،‬عىل ّ‬

‫)‪ (1‬يوسف‪.14 :‬‬


‫)‪ (2‬ينرر‪ :‬اللسا (‪)502 :1‬ب ‪ ،‬كشف األرسار (‪.)238 :3‬‬
‫)‪ (3‬ينرر‪ :‬التوذبب (ص‪.)139‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪26‬‬
‫ب اصطال‪،‬ا‪ :‬بو عد ُم َقبول ق‬
‫احلق ‪،‬الصـواا عنـد‬ ‫التعص َ‬
‫ّ‬ ‫ثاُي ًا‪ :‬إ‬
‫ب‪ :‬بو عدم َقبول‬
‫التعص ُ‬
‫ظهور الدليلب قال شيخ اإلسالم التفتازاين ‪ّ « :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫احلق عند ظهور الدليل بناء عىل ميل إىل وانب»‪.‬‬


‫ّ‬
‫الدليل يثو‬‫َ‬ ‫ظهور‬
‫َ‬ ‫‪،‬مو املعلوم عند العلامء املعتوديو قاطبة أ‬
‫للعاميب ‪،‬إنّام َملو كا له أبلية النرـرب إذ أنـه نـو اوتهـادب ّ‬
‫‪،‬كـل كتـب‬
‫يتحص ُل ذلـك‬
‫َّ‬ ‫األصول بذكر الرش‪،‬ط التي اب بو ّفربا ا املاتهدب فال‬
‫ألي أ‪،‬دب قال العالمة عيل ‪،‬يـدر ‪« :‬إ للواتهـد رش‪،‬طـا ‪،‬صـفايف‬
‫(‪)2‬‬

‫مع ّينة ا كتب أصول الفقه‪ ,‬فال يقال للعام‪ :‬جمتهد ما م يثـو ‪،‬ـائبا عـىل‬
‫بلك الصفايف»‪.‬‬
‫لذلك ابفق األئو ُة عىل عدم وواز برك املفتي قـول إمامـه ملخالفتـه‬
‫لرابر دليل ما م يثو بذه املفتي مو أبل النرر‪.‬‬
‫‪،‬قال احلافظ أبو زرعة العراقي ‪ « :‬يسوغ عندي ملـو بـو مـو‬
‫أبل الفهح ‪،‬معرفة صحيم احلديث مو سـقيوهب ‪،‬الـتوثةو مـو علوـي‬
‫األصول ‪،‬العربيةب ‪،‬معرفة خالف السلف ‪،‬مأخذبحب إذا ‪،‬وـد ‪،‬ـديريا‬
‫صحيحا عىل خالف قول مق ّلده‪ :‬أ يمك احلديث ‪،‬يعول بقول‬

‫)‪ (1‬ا التلويم (‪.)92 :2‬‬


‫)‪ (2‬ا درر احلثام (‪.)34 :1‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪27‬‬
‫إمامه» ب ‪،‬سيأيت زيادة بفصيل ‪،‬حتقيق بذا فيام بعد‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫التوسك بوذبب ‪،‬األخذ باويـع مسـائله َّـو م يبلـ‬


‫ّ‬ ‫‪،‬عليه فإ ّ‬
‫احلـق‬
‫ّ‬ ‫د‪،‬ح ‪،‬منقب ٌة لفاعلهب ‪،‬بـو‬
‫ٌ‬ ‫أبلية النررب لي بوذموم مطلقاب بل‬
‫ُ‬
‫فحول العلامء السـابق ذكربـاب أ ّمـا َمـو‬ ‫الرصيمب كام د َّلت عليه عبارايف‬
‫احلق‬
‫فيحل له أخذ ما رآه راوحاب ‪،‬إ م يقبل ّ‬ ‫بل َ أبلية النرر ا الدليلب ّ‬
‫متعصبا إ كانت عادبه ذلك غن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يسوم‬
‫مع ظهور الدليل لديه ّ‬
‫‪،‬نستهشد عىل ذلك بثالم اللثنوي ا ابـو اهلُـامم ‪،‬بـو مـو أبـل‬
‫التعصـب ا بعـض‬
‫ة‬ ‫النرر ‪،‬ا وتهـادب إذ قـال فيـه ‪ُ « :‬ينثـر ‪،‬وـود‬‫(‪)2‬‬

‫املسائل ‪،‬الصالبة ا بعض الدَّ ئل مو ابو اهلُاممب كام َخيفـم عـىل َمـو‬
‫طالع بحث سءر الثلبب ‪،‬غنهب ‪،‬إنصافه ا كريـن مـو املواضـعب فإنَّـ ُه‬
‫قوة‬‫يروم ما ‪،‬افق األ‪،‬اديثب ‪،‬إ خالفت اجلوهورب ‪،‬يسن إىل ّ‬ ‫كرينا ما ّ‬
‫اخلالفب ‪،‬إىل ما بو املنصور‪.‬‬
‫املتعصـب ‪،‬الصـلب الـذي يـء قدي مـء ّداه‬
‫ق‬ ‫‪،‬بذا يصحم إطالق‬
‫عليهب فإ َّ َ‬
‫مريل بذا اللفظ إنّام يطلق عىل َمو كانت عادبـه ذلـكب ‪،‬خيفـي‬
‫أمر َق َّل َمـو‬
‫فالتعصب أ‪،‬يانا ٌ‬
‫ة‬ ‫احلق فيام بنالكب ‪،‬إ‬
‫احلق كرينا مع ظهور ّ‬
‫ّ‬
‫َّعصب أ‪،‬يانا َأ َّن ُه ُمتعصـب‬
‫خيل عنهب ‪ ،‬يطلق عىل َمو َيسلك َمسلك الت ّ‬

‫)‪ (1‬ينرر‪ :‬أثر احلديث الرشيف (ص‪.)54-53‬‬


‫)‪ (2‬ا إبراز الغي (ص‪.)31‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪28‬‬
‫أ‪ُ ،‬متعسفب ‪،‬بذا كام أ ّ ُمنث ََر احلديث يطلق ا ُعرف املحـدق ث عـىل‬
‫َمو َر َ‪،‬ى ُمنثراب إ عىل َمو كا غالب ر‪،‬ايابه منثرا‪.»...‬‬
‫َّو‪،‬ي ا العالمة ابـو ا ُملنـذر ‪،‬بـو َّـو بلـ‬
‫‪،‬أيضا بثالم اإلمام الن ق‬
‫التعصب ألخذه بام ‪،‬افـق الـدليلب فقـال ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫أبلية النرر؛ إذ ‪،‬صفه بعدم‬
‫«بذا كالم ابو ا ُملنذر الذي َش ّك ا إبقانه ‪،‬حتقيقه ‪،‬كريرة اطالعه عـىل‬
‫بعصبه‪.»...‬‬
‫السنة ‪،‬معرفته بالد ئل الصحيحة ‪،‬عدم ة‬
‫ُ‬
‫ب‪ :‬بو املتث ُ املعاندُ ‪،‬إ كا عاقال عاملا بقـبم مـا‬
‫املتعص َ‬
‫ق‬ ‫ثالث ًا‪ :‬إ ّ‬
‫احلـق مـع‬
‫ّ‬ ‫يعتقده مو البد ب أ‪ ،‬صا‪،‬ب عقيدة منحرفة متنعه مـو قبـول‬
‫ظهور الدليل‪.‬‬
‫قال األصويل عالء الديو البخاري ‪« : ‬رأيت ا بعض احلوايش‬
‫(‪)2‬‬

‫ب َمو يثو عقيدبه مانعة مو َقبول ق‬


‫احلق عند ظهور الدليل»‪.‬‬ ‫املتعص َ‬
‫ق‬ ‫أ‬
‫صدر الرشيعة ‪« : ‬اعلـح أ البدعـ َة ختلـو مـو‬
‫ُ‬ ‫‪،‬قال املح قق ُق‬
‫(‪)3‬‬

‫بعصب‪، ,‬إ ّما سفه; ألنه إ كا ‪،‬افر العقل عاملا بقبم ما‬
‫أ‪،‬د األمريو إ ّما ّ‬
‫املتعصـب‪، ,‬إ م يثـو ‪،‬افـر‬
‫ّ‬ ‫‪،‬يثابره فهـو‬
‫ُ‬ ‫احلق‬
‫يعتقده‪، ,‬مع ذلك يعاند ّ‬

‫)‪ (1‬ا املاوو (‪.)65 :2‬‬


‫)‪ (2‬ا كشف األرسار (‪.)238 :3‬‬
‫)‪ (3‬ا التوضيم (‪.)92 :2‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪29‬‬
‫العقل كا سفيها إذ السفه خ ّفـة‪، ,‬اضـطراا حيولـه عـىل فعـل خمـالف‬
‫للعقل لق ّلة التأ ّمل»‪.‬‬
‫املتعصب منحرفا ا عقيدبهب مـو أصـحاا البـد ب‬ ‫ق‬ ‫‪،‬بذلك يثو‬
‫احلـق ‪،‬التبامـه مـع ظهـور‬
‫ّ‬ ‫‪،‬بذا ا نحراف العقدي مانع له مـو َقبـول‬
‫األدلة الدامغة عليه‪.‬‬
‫احلقب ‪،‬ليسوا مو أبـل‬ ‫‪،‬املتوذببو بوذابب أبل السنةب بح أبل ّ‬
‫َّـب طـريقهحب‬ ‫البد ‪،‬ا نحرافايف العقديةب كام سبقب بـل ّ‬
‫كـل َمـو َي َتنَث ُ‬
‫املغـن لرشـ اهلل ‪‬ب‬
‫قُ‬ ‫املنحـرف‬
‫ُ‬ ‫‪،‬يسلك خالف مسـلثهح بـو املبتـد ُ‬
‫بالتعصـبب ‪،‬ينطبـق علـيهح املريـل‬
‫ّ‬ ‫‪،‬بء ء بح الذيو يرمو املتوذبب‬
‫للوتعصـب‬
‫ّ‬ ‫التعريـف السـابق‬
‫َ‬ ‫القائل‪« :‬رمتني بدائها ‪،‬انسلت»ب مع أ‬
‫ـب ‪،‬قيقـة مـو أبـل‬
‫املتعص ُ‬
‫ق‬ ‫كل الوضوح ا بيا ‪،‬قيقة َمو بـو‬‫‪،‬اضم َّ‬
‫البي ‪،‬ا نحراف‪.‬‬
‫التعصـب ‪،‬التصـ ةلب‬
‫ة‬ ‫عاب فـإ‬
‫َ‬ ‫قال اإلمام اللثنوي ‪،« : ‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪،‬يصح عو الطلب ‪،‬يرمي ا ‪،‬فـرة الثـرا ‪،‬التعـب ‪،‬هيـدي إىل‬


‫ّ‬ ‫يعوي‬
‫أ‪،‬دية العطبب ‪ُ ،‬يدىل ا بئر ذايف َرشر ‪،‬هلب‪.»...‬‬

‫)‪ (1‬ا بنبيه أرباا اخل ة (ص‪.)430-423‬‬


‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪30‬‬
‫ب بو السفيه املااا ملذابب أبل السنةب املنـتقص‬
‫املتعص َ‬
‫ق‬ ‫ًاِع ًا‪ :‬إ‬
‫منها ‪،‬الطاعو ‪،‬الالمب فيهاب املتحامل عليهاب قـال خامتـة املحققـ ابـو‬
‫التعصب؟ قـال‪ :‬الصـالبة‬
‫ّ‬ ‫فخر اإلسالم ََّملا ُس ِئ َل عو‬
‫عابديو ‪« : ‬قال ُ‬ ‫(‪)1‬‬

‫َ‬
‫يعول بام بـو مذببـه‬ ‫‪،‬التعصب اوز‪، ,‬الصالبة‪ :‬أ‬
‫ّ‬ ‫ا املذبب ‪،‬اوبة‪,‬‬
‫ـب‪ :‬السـفابة ‪،‬اجلفـاء ا صـا‪،‬ب املـذبب‬‫‪،‬التعص ُ‬
‫ّ‬ ‫‪،‬يراه ‪ّ ،‬قا ‪،‬صوابا‪,‬‬
‫اآلخر ‪،‬ما يروع إىل نقصه ‪ ،‬اوز ذلكب فإ أئوـ َة املسـلو كـانوا ا‬
‫احلقب ‪،‬بح عىل الصواا»‪.‬‬
‫طلب ّ‬
‫التوسـ َ‬
‫ـك‬ ‫ّ‬ ‫ـنص غايــة ا النصــاعة ‪،‬الوضــوح ا بيــا أ‬
‫‪،‬بــذا الـ ّ‬
‫‪،‬التص ّلب ‪،‬التوذبب بوذبب ‪،‬اعتقاد أنه صواا ّ‬
‫‪،،‬ق أمر مراء ‪،‬‬
‫شقاق فيهب ‪،‬بو ّا يودح به املرء ‪،‬بربفع دروتهب ‪،‬بعلو مثانتهب بخالف‬
‫َمو يلوب ‪،‬يغوب بوذابب أبل السنة ‪،‬أئوتها ‪ ،‬يرىض بثالمهحب ‪ُ ،‬يثرير‬
‫ب املمدي ا اهلا‪،‬ية‪.‬‬
‫املتعص ُ‬
‫ق‬ ‫الطعو فيهاب فإنه بو‬
‫نـص علامؤنـا ‪،‬غـنبح مـو‬
‫قال العالمة ابو فـر‪،‬خ ‪،« : ‬قـد َّ‬
‫(‪)2‬‬

‫التعصب ‪،‬بصـويب الصـالبة ا املـذببب‬


‫ّ‬ ‫أصحاا املذابب عىل ‪،‬رمة‬
‫‪،‬معنم الصالبة‪ :‬أي الريبايف عىل ما ظهـر للواتهـد مـو الـدليل ‪،‬لـي‬
‫ذلك إ للواتهد نفسه أ‪َ ،‬ملـو بـو مـو أبـل النرـر َّـو أخـذ بقولـهب‬

‫)‪ (1‬ا العقود الدرية(‪.)333 :2‬‬


‫)‪ (2‬ا القول السديد (ص‪.)3‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪31‬‬
‫امليل مع اهلوى ألوـل نرصـة املـذبب ‪،‬معاملـة اإلمـام‬ ‫‪،‬التعصب‪ :‬بو ُ‬ ‫ّ‬
‫اآلخر ‪،‬مق قلديه بام ّ‬
‫حيط عنهح‪.»...‬‬
‫أكرير َمـو يرمـو املتوـذبب‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫بثل والء أ‬ ‫‪،‬الناظر لواقعنا يلو‬
‫األ‪،‬ـق‬
‫ّ‬ ‫بالتعصب بح الذيو يطعنو ا املذابب ‪،‬أئوتها ‪،‬علامئهاب فهـح‬
‫ّ‬
‫هبذا الوصف؛ ملا عندبح مو الث ‪،‬التعايل عو اآلخريو‪.‬‬
‫قال العالمة القراا ‪ ‬مـو أصـناف التثـ يو‪« :‬املتاـادلو ا‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪،‬التعصب بأبم نفسه مو َقبول ما سوعه مـو غـنه‪,‬‬


‫ّ‬ ‫مسائل الديو باهلوى‬
‫‪،‬إ ابضم سبيلهب بل يدعوه ك ه إىل املبالغة ا ببييفـه ‪،‬إظهـار إبطالـهب‬
‫آن َوا ْلغ َّْا‬‫ين َك َف ُروا ال ت َْس َم ُعّا َ يِل َذا ا ْل ُق ْر ي‬ ‫ي‬
‫فهو عىل ‪،‬دّ قوله ‪َ { :‬و َق َال ا َّلذ َ‬
‫ّن} ب {وإي َذا يقي َ َله ات يَّق اَّللََّ َأ َخ َذ ْته ا ْل يعن ََّّ ُُ ِي ْ ي‬
‫ناَ ْث يم َف َح ْسن ُب ُه‬ ‫في ييه َل َع َّلك ُْم َتغْلي ُب َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬

‫َج َهن َُّم َو َلبين َْس ا ْْل ي َها ُد} ب ‪،‬قال ابو مسعود ‪ :‬كفم بالرول إثـام إذا قيـل‬ ‫(‪)3‬‬

‫له‪ :‬ابق اهلل أ يقول‪ :‬عليك بنفسك‪.»...‬‬


‫ب للوـذابب ‪،‬األبـواء‪، ,‬احلقـد‬
‫التعص ُ‬
‫‪،‬قال الفقيه ابو َ‪َ ،‬ار ‪ « :‬ة‬ ‫(‪)4‬‬

‫عىل اخلصوم‪، ,‬النرر إليهح بعـ ا زدراء ‪،‬ا ‪،‬تقـار‪، ,‬ذلـك ّـا هيلـك‬

‫)‪ (1‬ا أنوار ال ‪،‬ق (‪.)246 :4‬‬


‫)‪ (2‬فصلت‪.26:‬‬
‫)‪ (3‬البقرة‪.206:‬‬
‫)‪ (4‬ا الب‪،‬اور عو اقماف الثبائر (‪.)143 :1‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪32‬‬
‫َ‬
‫شتغال بالطعو ا النـاس ‪،‬ذكـر‬ ‫العباد ‪،‬العلامء فضال عو غنبح‪ ,‬فإ ا‬
‫نقائصهح ّا وبل عليهح الطبع‪.‬‬
‫احلق زاد فيه ‪،‬استثرير ‪،،‬ال لـه‬
‫فإذا خيل الشيطا إليه أ ذلك بو ّ‬
‫‪،‬فرح به ظنا منه أنه يسعم ا الديوب ‪،‬ما بو إ سا ا اببـا الشـيطا‬
‫املتعصب له مو الصحابة ‪ ‬أ‪َ ،‬مو بعدبح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫د‪ ،‬اببا‬
‫بعصـب لـه‬
‫‪،‬لو اعتنم بصالح نفسه ‪،‬كا عىل نحـو أخـالق َمـو ّ‬
‫التعصب له بنقص النـاس‬
‫ّ‬ ‫‪،‬ظو أ‬
‫ّ‬ ‫لثا ذلك بو األ‪،‬ىل له ‪،‬األ‪،‬رى به‪,‬‬
‫يتعصـب لنفسـه ‪،‬عفـا‬
‫‪،‬ا‪،‬تقاربح بح ّبه إليه كاذا‪ ,‬فإنه لو كـا ‪َّ ،‬يـا م َّ‬
‫بعصب إلمـام ‪،‬م يرسـ‬ ‫عوو سفه عليه فابباعه أ‪،‬ىل بذلك منه ‪ّ ,‬‬
‫‪،‬كل َمو َّ‬ ‫َّ‬
‫عىل سنبهب فذلك اإلمام بو خصوهب ‪،‬مو مجلة املوبخ له‪.»...‬‬
‫خامس ًا‪ :‬إ ا ختالف ا الفر‪ ،‬م يثو يوما مذ ّمـة ‪ُ ،‬مق َّبحـة عنـد‬
‫العقل ‪،‬اإلنصاف؛ ألنه ورى عليه الصحابة ‪َ ، ‬مو بعدبح مو األئوـة‬
‫‪‬ب ‪،‬إنام اللوم عـىل َمـو ينثـر بـذا ا خـتالف ‪،‬يتب ّمـت لرأيـه ‪،‬اـ‬
‫اآلخريو عليه ‪،‬إ رمابح بأقبم التهح؛ ألنه عـدَّ ا خـتالف ا الفـر‪،‬‬
‫كا ختالف ا العقائد‪.‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪33‬‬
‫املفرســ ابــو العــريب املــالثي ‪،« : ‬احلثوــة ا ذلــك أ‬
‫(‪)1‬‬
‫قــال ّ‬
‫ا ختالف ‪،‬التفرق املنهـي عنـه إنـام بـو املـءدي إىل الفتنـة ‪،‬التعصـب‬
‫‪،‬بشتيت اجلامعةب فأما ا ختالف ا الفر‪ ،‬فهـو مـو حماسـو الرشـيعة‪.‬‬
‫قال النبي ‪« :‬إذا اوتهد احلاكح فأصاا فله أورا ‪، ,‬إذا اوتهد فأخطـأ‬
‫فله أور ‪،‬ا‪،‬د»‪. »...‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪،‬قال العالمة حييم بو سعيد ‪« :‬مـا بـرح املسـتفتو يسـتفتو ب‬


‫َ‬
‫بلـك لتحليلـهب ‪،‬‬ ‫املحـر ُم أ املح قل َـل‬
‫ق‬ ‫ّ‬
‫فيحل بذا ‪،‬حيرم بذاب فال يرى‬
‫يرى املح قل ُل أ ّ املحر َم َب َل َك لتحريوه» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫أقره جموع الفقه اإلسالمي ا د‪،‬ربـه العـارشة املنعقـدة ا‬


‫‪،‬بذا ما ّ‬
‫مثة ‪/24‬صفر‪1408/‬بـب ‪ ،‬ا ‪،‬رد ا قراره‪« :‬ا ختالف الفقهي لي‬
‫نقيصة ‪ ،‬بناقضا ا دينناب ‪ ،‬يوثو أ يثو ب فال يوود أمة فيها نرام‬
‫فيهـا بـذا ا خـتالف الفقهـي‬ ‫برشيعي كامـل بفقهـه ‪،‬اوتهـاده لـي‬
‫ا وتهادي‪...‬‬
‫فأيو النقيصة ا ‪،‬وود بذا ا ختالف الفقهي الـذي أ‪،‬ضـحنا مـا‬
‫فيه مو اخلن ‪،‬الرمحةب ‪،‬أنـه ا الواقـع نعوـة ‪،‬رمحـة مـو اهلل ‪ ‬بعبـاده‬

‫)‪ (1‬ا أ‪،‬ثام القرآ (‪.)382 :1‬‬


‫)‪ (2‬ا صحيم البخاري (‪.)2676 :6‬‬
‫)‪ (3‬ا وامع بيا العلح (‪.)1057‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪34‬‬
‫املءمن ب ‪،‬بو ا الوقت ذابه ثر‪،‬ة برشيعية عرومب ‪،‬مبيـة وـديرة بـأ‬
‫بتبابم هبا األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪،‬لثو املضـلل مـو األوانـب الـذي يسـتغلو ضـعف الريقافـة‬
‫اإلسالمية لدى بعض الشباا املسلحب ‪ ،‬سيام الذي يدرسو لدهيح ا‬
‫فيصور‪ ،‬هلح اختالف املذابب بذا كام لو كا اختالفا عقائديا‬
‫ّ‬ ‫اخلارجب‬
‫يدل عىل بناقض الرشـيعة د‪ ،‬أ ينتبهـوا‬‫ليو‪،‬وا إليهح ظلام ‪،‬ز‪،‬را بأنه ّ‬
‫إىل الفرق ب النوع ‪،‬شتا بينهام!‪...‬‬
‫‪،‬أ ّما بلك الفئة األخرى التـي بـدعو إىل نبـذ املـذاببب ‪،‬بريـد أ‬
‫الناس عىل ٍّ‬
‫خط وديد هلاب ‪،‬بطعو ا املذابب الفقهية القائوةب ‪،‬ا‬ ‫حتول َ‬
‫أئوتها أ‪ ،‬بعضهحب ففي بياننا اآلنف عو املذابب الفقهية ‪،‬مبايا ‪،‬وودبا‬
‫‪،‬أئوتها ما يووب علهيح أ يثفوا عو بذا األسـلوا الـذي ينتهاونـه‬
‫‪،‬يفرقو كلوتهح ا ‪،‬قت نحـو‬
‫‪،‬يضللو به الناسب ‪،‬يشقو صفوفهح ق‬
‫أ‪،‬وج ما نثو إىل مجع الثلوة ا مواوهة التحديايف اخلطرة مـو أعـداء‬
‫املفرقة التي ‪،‬اوة إليها»‪.‬‬
‫اإلسالم بد مو بذه الدعوة ّ‬
‫السن عىل بذه املذابب الفقهيـة رغـح اختالفهـا‬
‫َ‬ ‫‪،‬هبذا يرهر أ‬
‫منقصة فيهب ‪،‬إنّام املنقصة عىل يمك طريقها ‪،‬يـذ ّمهاب ‪،‬يطعـو ا أئوتهـاب‬
‫يقيح مذببا وديدا عىل بواهب ‪،‬حيول الناس عليـهب ‪،‬إ فهـح‬
‫َ‬ ‫‪،‬يسعم أ‬
‫متعصبو مبتدعو ضالو ‪.‬‬
‫ّ‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪35‬‬
‫بصوير العالقة ب أصحاا بذه املذابب بأهنـا قائوـة‬ ‫َ‬ ‫وادو ًا‪ :‬إ‬
‫بعصب ٍّ‬
‫كل منهح ملا ذبب إليهب ‪،‬حتامله عىل غنهب غن صحيم البتةب‬ ‫عىل ّ‬
‫مجابن علامء ‪،‬عا ّمة بذه املـذابب ُيثنـو لبعضـهح الـبعض ّ‬
‫كـل‬ ‫َ‬ ‫بل إ ّ‬
‫ا‪،‬مام ‪،‬بقدير ‪،‬بوقن كام بشهد به كتبهح ‪،،‬ياعح ‪،‬برامجهح‪.‬‬
‫‪،‬م يقف األمر عنـد بـذا فحسـبب بـل إننـا ناـد أ كبـار علـامء‬
‫املذابب كانوا يء قلفو كتبا ا إنصاف أئوة املذابب األخـرىب ‪،‬إنـباهلح‬
‫املنبلة الرفيعة التي يستحقوهنا ‪،‬ر ّد كالم بعض أببا بذه املذابب َّو‬
‫يو ّيب‪ ،‬الشامل مو اليو ‪،‬الغث مو السو ‪.‬‬
‫فها بو الفقيه ابو ‪،‬ار اهليتوي الشافعي يء قل ُ‬
‫ف «اخلنايف احلسـا‬
‫‪،‬السـيوطي الشـافعي يءلـف «ببيـيض‬ ‫ا مناقب أيب ‪،‬نيفـة الـنعام »ب ُ‬
‫الصحيفة ا مناقب أيب ‪،‬نيفة»ب ‪،‬ابو عبد اهلادي احلنبيل يء قلـف «بنـوير‬
‫الصحيفة ا مناقب أيب ‪،‬نيفة»ب ‪،‬اب ُو عبد ال املالثي يء قلـف «ا نتقـاء‬
‫ا فضل األئوة الريالثة الفقهاء»ب ‪،‬الشعراين الشافعي يء قلف «امليبا » ا‬
‫إنصاف ّ‬
‫كل مو األئوة األربعة ‪،‬أصحاهبح ‪،‬بثذا‪.‬‬
‫بتعصب أصحاا بذه املذابب عىل‬ ‫ة‬
‫‪،‬كل بذا يضحض بذه الفرية ق‬
‫ّ‬
‫‪،‬كـل بـذه التـرليف الرائقـة ا ثنـاء‬ ‫يتعصـبو‬
‫بعضهح البعضب فثيف َّ‬
‫بعضهح عىل بعض مووودةب ‪،‬بعبارة التقدير ‪،‬ا ‪،‬مام مشحونة؟!!‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪36‬‬
‫واِع ًا‪ :‬إ املناقشايف العلويـة الـدائرة بـ أربـاا بـذه املـذابب‬
‫السنية بقوم عىل اإلنصاف ‪،‬ا عتدالب ‪،‬ا‪،‬تااج ق‬
‫كل منهح بأدلـة بقـوي‬
‫مذبب د‪ ،‬غوب أ‪ ،‬ملبب بل مع ا ‪،‬مام ‪،‬اإلكبار للوخالف إ فيام ّ‬
‫شذ‬
‫مو بعض كتب الرد‪،‬د لبعض أببا بذه املذابب عىل بعض كأيب عبد اهلل‬
‫اجلروــاين ‪،‬أيب منصــور البغــدادي ‪،‬القفــال الشــايش ‪،‬ابــو اجلــويني‬
‫‪،‬الثردري ‪،‬القاري ‪،‬غنبح ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪،‬مع ذلك لو ُغ َّض البرص ‪ُ ،‬أمهل ما كـا فيهـا خاروـا عـو دائـرة‬
‫اإلنصاف ‪،‬داخال ا باا ا عتسافب فإ ّ هلذه الثتب الدروة العالية ا‬
‫بفتيم مدارك املتعلحب ‪،‬بوسـيع فهـح املتفقـهب ‪،‬صـقل عقليتـه العلويـةب‬
‫باإلضافة إىل إ‪،‬ثام بنيـا بـذه املـذاببب ‪،‬كريـرة ا سـتد ل ملسـائلها‬
‫‪،‬التأييد هلاب ‪،‬رفع مهح أصحاهبا ا الدفا عنها ‪،‬الثفاح د‪،‬هنا َّا يـءدي‬
‫إىل استوراربا ‪،‬نووبا؛ ‪،‬لو بذه املام‪،‬ثايف ‪،‬املشادايف ب أرباا بذه‬
‫املذابب لثانت أثرا بعد ع ‪.‬‬
‫قال الدكتور مصطفم اخلو ‪« :‬اخلالف ا الفر‪ ،‬بعد ا بفاق عىل‬
‫(‪)2‬‬

‫األصلب فام بو إ اختالف ا الطريق املوصل إىل احلقيقةب ا احلقيقـة‬


‫نفسهاب ‪،‬قد يثو ا بـذا اخلـالف بوسـعة عـىل السـائريو ‪،‬رفـق هبـح‬

‫)‪ (1‬ينرر‪ :‬مقدمة الغرة املنيقة (ص‪.)7-6‬‬


‫)‪ (2‬ا أثر ا ختالف ( ص‪.)8‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪37‬‬
‫يوت إىل ا نشقاق مو قريـب ‪ ،‬مـو بعيـد‪.‬‬ ‫‪،‬رمحةب ‪،‬ودير به أ‬
‫‪،‬بذا بو شأ املذابب الفقهية‪.‬‬
‫‪،‬لئو رأينا ا بعض البلدا ‪،‬ا بعض العصور أ املذببيـ َة كانـت‬
‫التفرق ب املسلو ب فلنعتقد أ بـذا راوـع إىل سـوء‬
‫عامال مو عوامل ّ‬
‫فهح بء ء ‪،‬وهلهح باحلقيقةب إىل ‪،‬وود املذابب نفسـهاب ‪،‬مـا شـأ‬
‫بء ء إ كشأ إنسا ‪،‬وـد ا السـوق سـثينا ببـا ؛ لتثـو مربفقـا‬
‫الرش مـا‬
‫للناسب فاشماباب فقتل هبا نفسهب ‪،‬كرينا ما يستعول اإلنسا ا ّ‬
‫كا موضوعا ا أصله ستعامله ا اخلن‪.»...‬‬
‫التعصب بتقـديح قـول‬
‫ّ‬ ‫ثامن ًا‪ :‬إ ما ق‬
‫يصوره أعداء بذه املذابب مو‬
‫ّ‬
‫شـك ا أفضـلية‬ ‫صحيحا قطعا؛ ألنه‬ ‫إمام املذبب عىل احلديثب لي‬
‫ظو غن بذا خيف عليهب ‪،‬لثـو املسـألة‬
‫‪،‬أ‪،‬لية ‪،‬ديث رسول ‪‬ب ‪َ ،‬مو ّ‬
‫خمتلفة اختالفا كامال‪.‬‬
‫ذلك بأ إمام املذبب اوتهـد ا اسـتخراج احلثـح الرشـعي مـو‬
‫نصوص القرآ ‪،‬السنة النبوية ‪،‬آثار الصحابة ‪ ‬بعـد اجلوـع ‪،‬التنقـيم‬
‫‪،‬عرضها عىل األصولب ‪،‬م خيالف احلديث إ لدليل أقوى منه مـو آيـة‬
‫أ‪، ،‬ديث آخر؛ حلصول نسخ أ‪ ،‬بأ‪،‬يل أ‪ ،‬ختصيص أ‪ ،‬ما شاهبه‪.‬‬
‫التعصـب إ باهـل أ‪ ،‬بـوى عنـد العقـالء‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬يعدّ مريل بذا مو‬
‫‪،‬العلامء؛ أل استخراوهح األ‪،‬ثام الرشع ّية مو نصوص إمامهح مو‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪38‬‬
‫نصوص الشار ؛ أل إما َمهح قام بور‪،‬لة استخالص الفر‪ ،‬املنضـبطة‬
‫غن‪.‬‬ ‫مو نصوص الرش‬
‫‪،‬مو َث َّح ق َّعد هلح القواعد املحثوة ‪،‬األصول الدقيقة التي يوثـنهح‬
‫منها استنباط األ‪،‬ثـام الرشـعيةب بـدل أ يبـدأ‪،‬ا مـو وديـد بـإخراج‬
‫القواعد مو القرآ ‪،‬السنة؛ ألخذ األ‪،‬ثام منها؛ إذ أهنح بـذلك يبـذلو‬
‫وهدا ا أمر ب ََّح ‪،‬انتهم فال طائل مو إضاعة العور فيه إ التقعاس عـو‬
‫إيفاء ‪،‬اوايف الناس ا املسائل الفرعيةب ‪،‬إيقاف نوو ‪،‬شووخ ‪،‬ازدبـار‬
‫بذا الرصح الفقهي العريحب كام سيأيت‪.‬‬
‫تاوننع ًا‪ :‬إ ‪،‬ــامل لــواء بــذه الــدعوة ينبــذ‪ ،‬املــذابب ‪،‬كأهنــا‬
‫مأخوذة مو بوى األنف ب ‪،‬يدّ عو أهنح يريد‪ ،‬أ يروعوا إىل الثتاا‬
‫‪،‬السنةب ‪،‬كأ بذه املذابب مستقاة مو غنمهاب قال الدكتور عـيل نـايف‬
‫ي‬
‫بـدعوة وديـدة إىل األخـذ‬ ‫البقاعي ‪،« :‬يطالعنا بعض أبل بذا العرص‬ ‫(‪)1‬‬

‫مو الثتاا ‪،‬السنة كام بو مذبب السلفب ‪،‬بل بنيت املذابب األربعـة‬
‫عىل غن الثتاا ‪،‬السنة! أ‪ ،‬خرج أ‪،‬د األئوة األربعة أبو ‪،‬نيفة ‪،‬مالـك‬
‫‪،‬الشافعي ‪،‬أمحد عو أ يثو مو سلف بذه األمة! أما كـانوا مجيعـا ا‬
‫خن القر‪ ،‬التي زكابا رسول اهلل ‪ ‬؟ فإ م يثونوا مو السـلف فوـو‬
‫السلف إذ ؟‬

‫)‪ (1‬ا ا وتهاد ا علح احلديث (ص‪.)569-567‬‬


‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪39‬‬
‫صـف مضـاد للسـنة أ‪ ،‬للسـلف جتـ ٍّو‬
‫ٍّ‬ ‫إ ‪،‬ضع األئوة األربعـة ا‬
‫عليهحب ‪،‬بو مرفوض؛ أل مذاب َبهح قد ُبنيت بنـاء حمثـام عـىل الثتـاا‬
‫‪،‬ق يراد هبا باطـل؛ أل‬
‫‪،‬السنة…‪، .‬أخشم أ بثو بذه الدعوى دعوة ّ‬
‫بذه املذابب األربعة قد ب َّينت لنا كيفية األخـذ مـو الثتـاا ‪،‬السـنة ا‬
‫كتبها األصولية ‪،‬الفقهيةب بينام أصـحاا بـذه الـدعوة رفعـوا شـعارا م‬
‫يضعوا حتته أي منهجب ‪،‬ا ّدعوا ا وتهاد ‪،‬ألبموا الناس بابّباعهح»‪.‬‬
‫التعصـب ا الـتهاح عـىل مـذابب‬
‫ّ‬ ‫بعصب أعرـح مـو بـذا‬
‫ّ‬ ‫فأي‬
‫اإلسالم ‪،‬نبذباب ‪،‬الروو إىل بوى األنف ب ‪،‬ختـبط العقـول املتنثبـت‬
‫َك َه َذا ُ ُْبتَان َعظييم} »‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عو طريق الرصاط املستقيحب { ُو ْب َحاُ َ‬
‫قال العالمة البرقاين ‪« : ‬ملريل بـذا أربـأ بنف ـ ‪،‬بـك أ نـتهح‬ ‫(‪)2‬‬

‫مسلام بالثفر أ‪ ،‬البدعة ‪،‬اهلوى ملارد أنه خالفنا ا رأي إسالمي نرريب‬
‫فإ المامي بالثفر ‪،‬البدعة مـو أشـنع األمـورب ‪،‬لقـد قـرر علامؤنـا أ‬
‫الثلو َة إذا ا‪،‬تولت الثفر مو بسعة ‪،‬بسع ‪،‬وهاب ثح ا‪،‬تولت اإليام‬
‫مو ‪،‬وه ‪،‬ا‪،‬د ُمحلت عىل أ‪،‬سو املحاملب ‪،‬بو اإليام ب ‪،‬بذا موضـو‬
‫مفر‪،‬غ منهب ‪،‬مو التدليل عليه‪.‬‬

‫)‪ (1‬النور‪.16 :‬‬


‫)‪ (2‬ا منابل العرفا (‪.)28-27 :2‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪40‬‬
‫لثو يفت ا عضدنا غفلة كريـن مـو إخواننـا املسـلو عـو بـذا‬
‫األدا اإلسالمي العريح الذي حيفظ الو‪،‬ـدة ‪،‬حيوـي األخـوة ‪،‬يرهـر‬
‫اإلسالم بصوربه احلسنة ‪،،‬وهه اجلويل مو السـام‪،‬ة ‪،‬اليرسـ ‪،‬ابسـاعه‬
‫لثافة ا ختالفايف الفثرية ‪،‬املناز املذببية ‪،‬املصالم البرشية ما دامـت‬
‫معتصوة بالثتاا ‪،‬السنة عىل ‪،‬وه مو الوووه الصحيحة التي حيتولهـا‬
‫احلثـح عـىل فـرد أ‪،‬‬
‫َ‬ ‫النرر السديد ‪،‬التأ‪،‬يل الرشيد‪، ...‬أقرر ‪،‬أكـرر أ‬
‫مجاعة بالبدعة ‪،‬اهلوى اوز أ يثو مبنيا عىل غن بدعة أ‪ ،‬بوى»‪.‬‬

‫* * *‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪41‬‬

‫اْلراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراز الغي الواقع ا شفاء العي لالمام اللثنـوي (يف‪1304‬بــ)ب يف‪:‬‬
‫صالح أبو احلاج‪ .‬دار الرازي‪2001 .‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أثر احلديث الرشيف ا اختالف اإلئوة الفقهاء ‪ ‬ملحوـد عوامـة‪ .‬دار‬
‫البشائر اإلسالمية بن‪،‬يف‪ .‬ط‪1418 .4‬بـ‪.‬‬
‫‪ .3‬ا وتهاد ا علح احلديث ‪،‬أثره ا الفقه اإلسالمي للدكتور عيل نـايف‬
‫بقاعي‪ .‬دار البشائر اإلسالمية‪ .‬ط‪1419 .1‬بـ‪.‬‬
‫‪ .4‬أ‪،‬ثــام القــرآ لرفــر أمحــد التهــانوي (يف‪1394‬بـــ)ب إدارة القــرآ‬
‫‪،‬العلوم اإلسالميةب باكستا ب ط‪1‬ب ‪1407‬بـ‪.‬‬
‫‪ .5‬إ‪،‬ياء علوم الديو ملحود بـو حموـد الغـبايل (يف‪505‬بــ)‪ .‬دار إ‪،‬يـاء‬
‫الثتب العربية‪ .‬القابرة‪.‬‬
‫‪ .6‬ا نصاف لعـيل بـو سـليام املـردا‪،‬ي (‪885-817‬بــ)‪ .‬دار إ‪،‬يـاء‬
‫الماث العريب‪ .‬بن‪،‬يف‪.‬‬
‫القراا (يف‪1285‬بـ)ب‬ ‫‪ .7‬أنوار ال ‪،‬ق ا أنوا الفر‪،‬ق ألمحد بو إدري‬
‫عام الثتب‪.‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪42‬‬
‫‪ .8‬التلويم عـىل التوضـيم ملسـعود بـو عوـر التفتـازاينب سـعد الـديوب‬
‫(يف‪792‬بـ)‪ .‬مطبعة صبيم بورص‪.‬‬
‫‪ .9‬التوذبب لعبد الفتاح بو صالم اليافعيب مءسسـة الرسـالة نـارش‪ ،‬ب‬
‫ط‪1‬ب ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬بنبيه أرباا اخل ة لالمام اللثنوي (يف‪1304‬بـ)‪ .‬مطبع أنـوار حموـد‪.‬‬
‫لثنو‪1301 .‬بـ ضوو كتاا بذكرة الراشد للوءلف‪.‬‬
‫‪ .11‬التوضيم عىل التنقيم لصدر الرشيعة عبيد اهلل بو مسعود (‪747‬بــ) ‪.‬‬
‫املطبعة اخلنية‪ .‬مرص‪ .‬ط‪1324 .1‬بـ‪.‬‬
‫‪ .12‬وامع بيا العلـح ليوسـف بـو عبـد الـ (يف‪463‬بــ)‪ .‬دار الثتـب‬
‫العلوية‪ .‬بن‪،‬يف‪1398.‬بـ‪.‬‬
‫‪ .13‬درر احلثام رشح غرر األ‪،‬ثام ملحود بو فرا ُمـوز بـو عـيلب املعـر‪،‬ف‬
‫بوــال خرســ‪ ،‬احلنفــيب (يف‪885‬بـــ)ب الرشــكة الصــحفية العريامنيــةب‬
‫ُ‬
‫‪1310‬بـ‪.‬‬
‫‪ .14‬درر احلثام رشح جملة األ‪،‬ثامب لعيل ‪،‬يدرب بعريـب املحـامي فهوـي‬
‫احلسينيب دار عام الثتب الرياضب طبعة خاصةب ‪1423‬بـ ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬الب‪،‬اور عو اقماف الثبائر ألمحد بو عـيل بـو ‪،‬اـر املثـي اهليتوـي‬
‫(يف‪974‬بـ)‪ .‬دار الفثر‪.‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪43‬‬
‫‪ .16‬سنو أيب دا‪،‬د لسليام بو أشعث الساسـتاين (‪275-202‬بــ) ‪.‬يف‪:‬‬
‫حمود حميي الديو عبد احلويدب دار الفثرب بن‪،‬يف‪.‬‬
‫‪ .17‬سنو الممذي ‪ :‬ملحود بو عيسم الممذي (‪279-209‬بـ)ب يف‪ :‬أمحد‬
‫شاكر ‪،‬آخر‪ ،‬ب دار إ‪،‬ياء الماث العريبب بن‪،‬يف‪.‬‬
‫الديو الذببي(يف‪748‬بـ)ب حتقيق‪ :‬جمووعـة‬ ‫‪ .18‬سن أعالم النبالء لشو‬
‫مو العلامءب مءسسة الرسالةب ط‪11‬ب ‪1422‬بـ‪.‬‬
‫‪ .19‬رشح الثوكب املنن ملحود ابو الناـار احلنـبيل (يف‪972‬بــ)‪ .‬مطبعـة‬
‫السنة املحودية‪.‬‬
‫‪ .20‬صحيم البخاري ملحود بو إسامعيل اجلعفي ال ُب َخ ِ‬
‫ـار ّي (يف‪256‬بــ)‪.‬‬
‫يف‪ :‬د‪.‬مصطفم البغا‪ .‬ط‪1407 .3‬بـ‪ .‬دار ابو كرين ‪،‬الياممة ‪ .‬بن‪،‬يف‪.‬‬
‫‪ .21‬الغرة املنيفة ا حتقيق بعض مسائل اإلمـام أيب ‪،‬نيفـة لعوـر الغبنـوي‬
‫(يف‪773‬بـ)‪ .‬يف‪ :‬حمود زابـد الثـوثري‪ .‬املثتبـة األزبريـة للـماث‪.‬‬
‫مرص‪1419 .‬بـ‪.‬‬
‫‪ .22‬فتم العيل املالك ا الفتوى عىل مذبب مالك ملحود بو أمحدب املشـهور‬
‫بعليش (يف‪1299‬بـ)ب دار املعرفة‪.‬‬
‫‪ .23‬فيض القـدير رشح اجلـامع الصـغن لعبـد الـرؤ‪،‬ف املنـا‪،‬ي‪ .‬املثتبـة‬
‫التاارية الث ى‪ .‬مرص‪1356 .‬بـ‪ .‬ط‪.1‬‬
‫الفرق ب التعصب ‪،‬التوذبب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪44‬‬
‫‪ .24‬القول املسدد ا الذا عو مسند اإلمام أمحـد بـو ‪،‬اـر العسـقالين‬
‫(يف‪852‬بـ)‪ .‬مثتبة ابو بيوية‪ .‬ط‪1401 .1‬بـ‪.‬‬
‫‪ .25‬كشف األرسار رشح أصول الببد‪،‬ي لعبد العبيب بـو أمحـد البخـاري‬
‫(يف‪730‬بـ)‪ .‬دار الثتاا اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .26‬كشف األرسار رشح الصـنف عـىل املنـار للنسـفي (يف‪710‬بــ)‪ .‬دار‬
‫الثتب العلوية‪ .‬بن‪،‬يف‪ .‬ط‪1986 .1‬م‪.‬‬
‫بو ‪،‬ار العسقالين (يف‪852‬بــ)ب مءسسـة األعلوـي‬ ‫‪ .27‬لسا امليبا‬
‫للوطبوعايفب بن‪،‬يفب ط‪3‬ب ‪1406‬بـ‪.‬‬
‫‪ .28‬املاوو رشح املهذا ليحيم بو رشف النو‪،‬ي(‪676-631‬بـ)ب يف‪:‬‬
‫حموود مطر‪،‬يب بن‪،‬يفب دار الفثرب ط‪1417‬ب‪1‬بـ‪.‬‬
‫‪ .29‬حمارضايف ا الفقه املقار للدكتور حمود سـعيد رمضـا البـوطي‪ .‬دار‬
‫الفثر املعارصب بن‪،‬يف‪ .‬دار الفثرب دمشق‪ .‬ط‪1420 .2‬بـ‪.‬‬
‫‪ .30‬مقا يف الثوثري للعالمة حمود زابد بو احلسـو الثـوثري (‪-1296‬‬
‫‪1371‬بـ)‪ .‬املثتبة األزبرية للماث‪1994 .‬م‪.‬‬
‫‪ .31‬مقدمة نصب الراية ملحود زابد بو احلسـو الثـوثري (يف‪1371‬بــ)‬
‫دار الريريا‪ .‬دمشق‪ .‬ط‪1997 .1‬مب ضوو مقدمايف الثوثري‪.‬‬
‫لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪45‬‬
‫‪ .32‬منابل العرفا ا علوم القرآ ملحود عبد العريح البرقاين‪ .‬دار الفثر‪.‬‬
‫بن‪،‬يف‪ .‬ط‪1996 .1‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬موابب اجلليل رشح خمترص خليل ملحود بـو حموـد بـو عبـد الـرمحو‬
‫املعر‪،‬ف باحلطاا (يف‪954‬بـ)‪ .‬دار الفثر‪ .‬بن‪،‬يف‪ .‬ط‪1398 .2‬بـ‪.‬‬

‫* * *‬

You might also like