You are on page 1of 69

‫متون العقيدة رقم ‪3‬‬ ‫سلسلة تقريب المتون العلمية‬

‫القصيدة اللامياة‬
‫المنسوبة لشيخ اإلسلم‬
‫أبي العبااس أحـمد بن عبد الحليم بن تيـمياة الح اراني‬
‫( ‪ 661‬ـ ‪ 728‬هـ )‬
‫ويليها‬
‫تش ـ ـ ـ ـ ـ ـطي ـ ـ ـر‬
‫"لم ـياة شيـخ اإلس ـلم ابن تي ـمياة"‬
‫ساح المعمري‬
‫لحمد الم ا‬

‫تقدمي‬
‫الش يخ عز ِّالين َرمضَ اين‬
‫اعتـنى بها‬
‫أبو عبد الرحمن اسماعيل بن عمر الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫‪ o‬قال ابن ال ازملكاني (ت‪727‬هـ)‪:‬‬
‫وصفاته جلت عن الحصر‬ ‫ماذا يقول الواصفـ ـ ــون لـ ـ ـ ـ ــه‬
‫هـ ـ ـ ـ ــو بيننا أعـ ـ ـجـوبة الدهر‬ ‫هو حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجـ ـة هلل بـ ـ ـ ـ ـ ـاهـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫أنـ ـ ـ ـوارها أربت على الفجر‬ ‫هو آيـ ـة في الخلق ظاهـ ـ ـ ــرة‬
‫الرد الوافر الصفحة ‪105‬و‪160‬‬
‫‪ o‬وقال ابن القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيم (ت‪751‬ه)‪:‬‬
‫شـيـخ الوجـ ـ ـود العالم ال ارباني‬ ‫فاقـ ـ ـرأ تصانيف اإلمام حقيقـ ـ ـ ـة‬
‫أعني أبا العبااس أحمد ذلــك الـ بحر المحيط بسائر الخلجان‬
‫النونية البيت ‪3653‬ـ ـ‪3654‬‬
‫سيـف والبـ ـ ــرهان‬
‫ورسـ ــولـه بال ا‬ ‫نصـ ـ ـ ــر اإللـ ـه ودينـ ـ ــه وكتـ ــابه‬
‫النونية البيت ‪3683‬‬
‫‪ o‬وقال أبو البركات موسى الحمصي ال ا‬
‫شافعي (ت‪:)861‬‬
‫في كتبه فتجده غاية العجب‬ ‫وانظر عقيدته وافهم عبارته‬
‫الرد الوافر الصفحة ‪277‬‬
‫بالحفظ والفهم والتقان والكتب‬ ‫له التاصانيف دلات في تفرده‬
‫الرد الوافر الصفحة ‪278‬‬

‫‪2‬‬
‫تقدمي الش يخ عز ِّالين َرمضَ اين‪ 1‬ـ حفظه هللا ورعاه ـ‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫امحلد هلل وحده والصالة والسالم عىل َمن ال ِّنب ب َعده‪.‬‬
‫فهذه اجملموعة املباركــــة ِّمن ِّسلسلــة؛ " تقـــريب املتون ال ِّعـلميــــة " لـمعــــ ِّدها‬
‫واملع َتين بِّ ا ا خأ الفا ـــــل؛ طالب العمل النجيب‪ :2‬خأبو عبد الرمحن اسامعيل‬
‫بن معر اجلزائري‪ ،‬جـهد ي َنضاف اىل حلقــات طالب ال ِّعمل‪ ،‬ودرة ثَــ ِّمينة ِّل َمن‬
‫حصي َل عىل أســس َمــ ِّتينة‪ ،‬وقَـــواعــــدَ َراسـ َخــة‪ ،‬و َمــفا ِّهـيـ َم‬ ‫را َم الطلَب والت ِّ‬
‫مؤصــلَــة‪َ ،‬وسبيل وا ِّ ـحـة‪َ ،‬و َفق َمهنج محقق و ِّعمل مدَ قق‪ ،‬ت َسيــر ِّبصـا ِّحبِّ ا‬
‫ِّف َركب خأئة الس ن ِّة ودعا ِّة ال َ ِّق والهدى‪.‬‬
‫خراجـِّها ف صـورة بَ ية خطا‬ ‫حفظه هللا ـ ف ا َ‬ ‫وقد اجــتَ دَ ا خأ الفا ـــــل ـ َ‬
‫ات ِّنسـ َبـ ِّتــها اىل‬
‫سخ ال َ ِّطــيــ ِّة مع اثبــ ِّ‬
‫وت َشكي اال‪َ ،‬حيث اع َتمدَ عىل بعــ ِّض الن ِّ‬
‫ذل امل َ ِّت خأ ِّو النـــظم‪ ،‬وي َــجد‬ ‫ابن عن َمــهنَ ِّجه ف العمل عىل َ‬ ‫صا ِّحـ ِّبـها‪ ،‬وقد خأ َ‬

‫‪ 1‬شيخنا الفاضل ارتبط بالعلم والدعوة وارتبطت به‪ ،‬حىت أصبح فيها وهبا أشهر من نار على علم‪،‬‬
‫شيخ يف اخلطابة والتدريس‪ ،‬وشيخ يف التعليم والرتبية‪ ،‬وشيخ يف األدب واخللق‪ ،‬وشيخ يف املنهج‬
‫واالعتقاد‪ ،‬وشيخ يف ال تفسري وعلومه‪ ،‬واحلديث وفنونه‪ ،‬والفقه أصوله وفروعه‪..‬زاده اهلل علما وعمال‬
‫ودعوة‪ ،‬ورزقنا االنتفاع منه وبه‪ ،‬وإنا م عاشر الطلبة يف حقه ملقصرون‪ ،‬فاألدب األدب رعاكم اهلل مع‬
‫مشاخينا يف القول والفعل‪ ،‬عند حضورهم وحال غياهبم‪ ،‬فذلك من بركة العلم وأثر تعظيم أهله‪.‬‬
‫‪ 2‬هذ ا من حسن ظن الشيخ يب وإال فاهلل يعلم أين ضعيف يف الطلب‪ ،‬ضعيف يف العمل‪ ،‬ضعيف يف‬
‫الدعوة‪..‬واهلل أسأل أن يتجاوز عين وعن كل مقصر‪ ،‬وهذا أقوله بيانا حلقيقة احلال ومعرفة بقدر التفريط‬
‫والتقصري وليس تواضعا أو تورعا‪...‬‬
‫‪3‬‬
‫تون ن َظـمـ اا موافق اا لل َمــنث ِّور‪ِّ ،‬لتَـــــق ِّريب ال َف ِّن وتَدر ِّ‬
‫يب‬ ‫ال َقـــــارئ ِّل َبعض هذ ِّه امل ِّ‬
‫وظه‪.‬‬‫يخ َمعلو ِّمه و َ بطِّ َمحف ِّ‬ ‫الطالب عىل تَرس ِّ‬
‫وهللا ال َكر َمي خأسأخل َأن ين َف َع بِّ َا م ِّعدها َوقَ ِّارَئَ ا و َحا ِّف َظهَا َوش ِّار ََحا وم ِّوز َعهَا‪،‬‬
‫َ‬
‫رشهَا و َأسه ََم ِّف تَع ِّم ِّمي ال َفائد ِّة بِّ َا‪ ،‬انه س بحانه جواد‬ ‫عان عىل ن َ ِّ‬
‫وك َمن َأ َ‬
‫َكرمي‪.‬‬
‫وَبِّه‪.‬‬‫وعىل أ ِِّ َ‬ ‫َوصىل هللا وسمل وابرََ عىل ن َ ِّبينا محمد َ‬

‫َو َك َ‬
‫تب‬
‫هللا عز ِّالين َرمضَ اين‬ ‫َأبو عب ِّد ِّ‬
‫عش ية ا َأحد ‪ 20‬من ذي الجة ‪ 1436‬هـ‬
‫املوا ِّفق لـ ‪ 4‬من خأكتوبر س نة ‪ 2015‬م‬

‫‪4‬‬
5
‫الرِحي ِم‬
‫حم ِن َّ‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫بِس ِم اللَِّ‬
‫ه‬
‫َ‬
‫المقَدِّمة‬
‫ُ‬

‫ان امحلــــــــــد هلل حنمــده ونَستــــــعينه ونستــــــــــغفره‪ ،‬ونعــــــــــوذ ابهلل‬


‫ِّمن ُشور خأنفســنــا و ِّمن سيئات خأعاملنا‪َ ،‬من هيده هللا فال مــضل ِ ‪ ،‬ومــن‬
‫يضلل فال هادي ِ‪.‬‬
‫و خأشهد خأن ال اِ اال هللا وحـــــــــــــــده ال ُشيك ِ‪ ،‬و خأشهد خأن محمدا عبده‬
‫ورســـــــــــوِ‪.‬‬
‫هللا َحــــق ت َقـــــــــــــا ِّت ِّه َو َال تَمـوتن اال َو َأنـــــــــــ‬ ‫{ ََي َأهيَا ِّاَّل َين أ َمنوا اتقوا َ‬
‫ون } [ أل معران ‪.] 102 :‬‬ ‫م ْســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِّلم َ‬
‫{ ََي َأهيَا الناس اتقوا َربُك ِّاَّلي َخلَ َقــــــــــــــــــــــــــــــُك ِّمن نــــ ْفس َوا ِّحـــــدَ ة‬
‫اَّلل ِّاَّلي‬ ‫ـاء َواتــــقوا َ‬ ‫َو َخلَ َق ِّم ْهنـَا َز ْو َ ََجـا َوبَث ِّم ْهن َمـــــــــــــــا ِّر َج ااال َك ِّث اريا َو ِّن َس ا‬
‫اَّلل ََك َن عَلَ ْي َ ُْك َرِّقي ابا } [ النساء ‪.] 11 :‬‬ ‫ون ِّب ِّه َوا َأ ْر َحـــــا َم ان َ‬ ‫تَسـَا َءل َ‬
‫لـح لَ ُْك َأ ْ َمعالَك ْـم َوي َ ْغ ِّف ْر‬
‫اَّلل َوقولـوا قَ ْو اال َس ِّديدا ا ‪ .‬ي ْص ْ‬ ‫{ ََي َأهيَا ِّاَّل َين أ َمنوا اتقوا َ‬
‫اَّلل َو َرسو َِ فَ َق ْد فَ َاز فَ ْو ازا َع ِّظاميا } [ ا خأحزاب ‪– 70 :‬‬ ‫لَ ُْك ذنوبَ ُْك َو َمن ي ِّطع ِّ َ‬
‫‪.] 71‬‬
‫‪6‬‬
‫خأما بعد ‪:‬‬
‫خري الهدي هدي حمــــمد صــــىل هللا عليه‬ ‫هللا‪ ،‬و َ‬ ‫الديث الكم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫فان خأ َ‬
‫صدق‬
‫وسمل‪ ،‬وُش ا خأمور محداثهتا‪ ،‬وك حمدثة بدعــة‪َ ،‬وك بِّد َعــــة َ َال ََل‪ ،‬وك‬
‫الَل ف النار‪.‬‬
‫فهذه َمنظــــــو َمة مختَـــــرصة محــــررة محـــــّبة ف ِّع ِّمل‬
‫الاعــــــ ِّتقــــا ِّد و الســــــــــنــــ ِّة و ِّاالتــبــاعِّ‪َ ،‬مــنسوبـــــة ِّل َعــــــ َ ِّمل ا َأعـــــــــ َالم‬
‫ابن تـيـمــيــــــــــة‪َ ،‬ســـــ َعيــت‬ ‫َوشيــــ ِّخ االســــال ِّم خأحــمدَ ِّبن عب ِّد الســـــال ِّم ِّ‬
‫ل َت ِّيســــــ ِّري َه إا وتَق ِّري ِّبـــــــــــــــهَــــا عَ َىل ََل و َو َجــل‪ ،‬الخــ َواين املســـــ ِّلمــــني‪،‬‬
‫لف ا خأمـــــ ِّة الصاليـــــن‬ ‫املتــــــ ِّبعـــــني غـيـــــر املبت ِّدعـِّـــــني عىل مهنـج ســ ِّ إ‬
‫َ َ َ َ ِّ َ‬ ‫َ َ‬
‫السال ِّفــــــــــــــــني‪َ ،‬رغــبـــــــــ َة ا َأجــــــ ِّر ف ال َاريــن‪ ،‬ودعـــــــــو َة اخـــــوة‬
‫َصاليـــــــــ َن‪ ،‬ون َصيحــــ َة ب َــــ َر َرة َصا ِّدقيــــ َن‪ ،‬وتَـحصيــــــــــ َل َمـــر ــا ِّة َر ِّب‬
‫ال َعامليــــــ َن‪ ،‬والتــــــلذ ِّابلـنَظـــــــ ِّر اىل َوجـهِّـــــ ِّه ف جـــــنــــة الن ِّعيـــــــــــم‪،‬‬
‫ات ا َأ ِّم ِّني‪.‬‬ ‫ول ال َ َ ِّ‬‫رب ِّمن محمد صىل هللا عليه وسمل الرس ِّ‬ ‫والقــــ َ‬
‫‪ ‬و امل َجهود املقل اَّلي ب َ َذلته ِّف ه ِّذه املنظو َمة احملررة فَي َتمثل‬
‫ِّفاميَ ي َ ِِّل‪:‬‬
‫‪ .1‬ــبط نـ ِّـا ال ِّرســا َِّل مبقابل ِّتــه عــىل نسخـــ َتني َخ ِّطي َتـني‪ ،1‬و ِّعـدة نســخ‬
‫روق الض ـ ِّئيةل الواقع ـ ِّة ب َ ـ َني النسـ ِّـخ ح ـ ال أثَ ِّقــل‬ ‫ـات الف ـ ِّ‬ ‫َمطبوعــة دون اثبـ ِّ‬
‫الوايش مبا قَد تكون فائدته قَليةل‪.‬‬

‫‪ 1‬نسخة ضمن مخطوطات جامعة الملك سعود في الرياض‪ ،‬وه ي في ورقة واحدة برقم‪1667‬‬
‫وتاريخ نسخها سنة‪1353‬ه‪.‬‬
‫ونسخة أخرى ضمن مجموعة من المخطوطات التابع ة لجامعة الملك عبد العزيز بجدة‪ ،‬ورقم‬
‫‪7‬‬
‫‪ .2‬تقس مي ِّنا املنظومة اىل فَقرات متباينة‪ ،‬ح ي َسه َل تصور مضـموهِّ ا‬
‫وفَهمه بِّطريقة خأ َ‬
‫يرس‪.‬‬
‫يـب هـذه العقيـدة السـلفي ِّة‬ ‫‪.3‬تشكيل املنظو َم ِّة ت َشـكي اال خأظنـه ًّمـا‪ِّ ،‬لتقر ِّ‬
‫لعامة املسلمني‪.‬‬
‫حقيـق‪ ،‬ومثبتـة‬ ‫مقدمة ممهدة ملو ـوعِّ الرسـاَل‪ ،‬وم ِّوّضـة ملـهنج الت ِّ‬ ‫‪.4‬و ع ِّ‬
‫بعض املسائل املتعلقـة ابملنظومـة‪ ،‬كعـدد‬ ‫الكتاب اىل مؤ ِّلفها‪َ ،‬مع َترير ِّ‬ ‫ِّنس ب َة ِّ‬
‫خأبياهتا وسبب تأخليفها‪...‬‬
‫ثه‪،‬‬ ‫يخ االسالم فهو خأشـهر ِّمـن خأن يعـر َف مبِّـ ِّ ِّ‬ ‫‪.5‬تَ َرَجت ترَج اة موجز اة لش ِّ‬
‫فَ َقد اع َت ََن العلَ َماء قَ ِّدمي اا َو َح ِّديث اا ب َِّذ ِّ َل‪.‬‬

‫و َكــــــــــــــــــــــــت َبه‪:‬‬
‫خأبو عبد الرمحن اسامعيل ابن معر اجلزائري‬
‫صباح يوم االثنني ‪ 2‬جامدى ا خأوىل سنــــــــة (‪ )1435‬ه‬
‫بعني النعجة اجلزائر العامصــة‬
‫حرسها هللا تعاىل من ك سوء وَجيع دَير املسلمني‪.‬‬

‫المجلد ‪.820‬‬

‫‪8‬‬
9
‫صورة المخطوطة الولى ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫صورة المخطوطة الثانية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
12
‫ُ‬‫يـف‬ ‫ِ‬‫ر‬ ‫ع‬ ‫الت‬
‫َّ‬
‫لــفِ‬ ‫َِ‬
‫ِالمؤ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫َّـفِ‬
‫َلـ‬ ‫المؤ‬
‫َ ُ‬ ‫و‬

‫‪13‬‬
14
‫‪ o‬التعريف بالمؤلـــف‪:‬‬
‫َلــــفِ‬
‫للمؤ‬
‫َة ُ‬‫موجَز‬
‫مةُ‬
‫تـرجََ‬
‫* َ‬
‫ََُّّللا ‪:-‬‬
‫ِمُ‬
‫ه‬ ‫َحَ‬
‫‪ -‬ر‬

‫وكنيته ونسبه‪:‬‬ ‫‪ ‬اسمه‬


‫هو االمـام العـــــــالمة ش يخ االسالم خأمحد بن عبد اللمي بن‬
‫عبد السالم ابن تميية الراين مول اا‪ ،‬مث ِّالمشقي منشأخا‪ ،‬الن َم ِّريي ن َس ب اا‪،‬‬
‫النبِل مذهب اا‪ ،‬كنيته خأبو العباس‪ ،‬ويلقب ب َت ِّ‬
‫قي ِّالين‪.‬‬

‫‪ ‬مولده ونشأته وطلبه للعلم‪:‬‬


‫و ِّل ــ رمحه هللا ــ حبران(‪ )1‬يوم االثنني‪ ،‬العاُش من ربيع ا خأول‪،‬‬
‫س نة ‪661‬هـ‪.‬‬
‫وملا بلغ س بع س نوات من معره انتقـل مـع واله و خأهـه اىل دمشـق‬
‫وهــو صــغري‪ ،‬وَكنـوا قــد خرجـوا ِّمـن حــران جــاجرين بســبب َجـور التتــار‪،‬‬
‫وتسلطهم عىل بالد املسلمني‪.‬‬
‫نشأخ ف بيت عمل وفقه ودين‪ ،‬فأخبوه و خأجـداده واخوانـه وكثـري ِّمـن‬
‫خأعاممه َكنوا من العلامء املشاهري ا خأجالء‪.‬‬

‫هي مدينة بني الرها والرقّة مشاال ساوريا‪ ،‬قيال إ ّا ا ن سابت إا هااران أااي إباراهيم علياه الساال ‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫كاناات مرك اما ماان مراكاام ال قافااة اليونانيّ اة‪ ،‬ومقا ّارا للديانااة الصااابايّة‪ ،‬وهااي ارن مدينااة يف تركيااا‪.‬‬
‫او( ( املوصاال مةتبااة العلااو واحلةاام ) ‪ ،235/2‬ومعج ــم م ــا‬ ‫ينظاار معج ــم البل ــدان للحما ّ‬
‫للبةر( ( بريوت عامل الةتاب ) ‪ ،435 /1‬والتراث‬ ‫ّ‬ ‫استعجم من أسماء البلد والمواضع‬
‫اليوناني فـي الحاـارة اإلسـلمي ة ص‪ 70‬عان باعـ النهاـة اإلسـلمي ة ابـن تيمي ـة السـلفي‬
‫هراس ( بريوت دار الةتب العلميّة ) ص‪.25‬‬ ‫حملمد اليل ّ‬
‫‪15‬‬
‫مســع مــن ش ـ يو ِّع ـدة‪ ،‬بلغ ـوا خأزيــد مــن املئتــني كــام ذكــر ذل‬
‫تلـــــــميذه ابن عبد الهـــــــــــادي ـ رمحه هللا ـ(‪.)2‬‬
‫َكن خأوهلم‪ :‬زين اليـن خأمحـد بـن عبـد الاّ‪ ،‬مث ابـن خأرس اليرسـ‪ ،‬والكـامل بـن‬
‫عبد‪ ،‬وابن الصريف‪ ،‬وابن عالن‪ ،‬وغريمه كثري‪.‬‬
‫وف هذه البيئة العلمية الصالة َكنـت نشـأخة هـذا العـام اجلليـل اَّلي‬
‫بد خأ بطلب العمل عىل واله وعلامء بالده خأوال‪ ،‬تعمل الـط والسـاب‪ ،‬وحفـ‬
‫القرأن وهو صـغري‪ ،‬ودرس الـديث والفقـه وا خأصـول والتفسـري‪ ،‬خأقبـل عـىل‬
‫الفقه فّبع فيـه‪ ،‬وقـر خأ ف العربيـة‪ ،‬وف كتـاب سـيبويه حـ فهمـه واسـ تدرَ‬
‫عليه‪ ،‬وبرع ف النحو‪ ،‬و خأقبل عىل التفسري اقبا اال لكيـ اا حـ حـاز فيـه قصـب‬
‫وغري ذل من العلوم‪.‬‬ ‫الس بق‪ ،‬و خأحُك خأصو َل الفقه‪َ ،‬‬
‫و َكن حيضـر املـدارس واحملافـل ف صـغره؛ فيـت م‪ ،‬وينـاظر‪ ،‬ويف ِّحـم‬
‫ال ِّكبار‪ ،‬ويأخيت مبا يتحري منه خأعيان البدل ف العمل‪ ،‬ح قيل انه خأفـ وهـو ف‬
‫السابعة عرشة من معره‪ ،‬وُشع ف امجلع والتأخليف من ذل الوقت‪.‬‬
‫وَكن واله من كبار النابةل‪ ،‬ومـن خأئـتم‪ ،‬فلمـا مـات تـوىل التـدريس‬
‫بعده وِ احدى وعرشون س نة‪.‬‬
‫وعرف ابَّلَكء والفطنة وقوة الف والنجابة منذ صغره‪ ،‬مث توسع ف‬
‫دراسة العلوم وتبحر فهيا‪ ،‬واجمتعت فيه صفات اجملتد وُشوط الاجتاد‬
‫منذ ش بابه‪ ،‬فمل ي َلبث خأن صار اما اما ي َعرتف ِ اجلهابذة ابلعمل والفضل‬
‫واالمامة‪ ،‬قبل بلوغ الثالثني من معره‪ ،‬و خأعرتف ِ بذل الاين والقايص‬
‫والقريب والبعيد وعلامء عرصه‪.‬‬

‫مؤسسة الرسالة ) ‪.281 /4‬‬


‫ّ‬ ‫( بريوت‬ ‫(‪ ) 2‬ذكر ذلك يف كتابه طبقات علماء الحدي‬
‫‪16‬‬
‫ولقد تبحر ش يخ االسالم ف علوم كثرية مهنا؛ عمل العقيدة‪ ،‬والتفسري‪،‬‬
‫والديث وعلوجام‪ ،‬والفقه و خأصوِ‪ ،‬وقد ذكر تلميذ ش يخ االسالم ابن عبد‬
‫الهادي ــ رمحه اَّلل ــ الكما للهب ــ رمحه اَّلل ــ ف سعة علوم ش يخ‬
‫االسالم فقال‪ ( :‬قال اَّلهب‪ :‬وقر خأ وحصل وبرع ف الديث والفقه‪ ،‬وتأخهل‬
‫للتدريس والفتوى‪ ،‬وهو ابن س بع عرشة س نة‪ ،‬وتقدم ف عمل التفسري‬
‫وا خأصول‪ ،‬وَجيع علوم االسالم خأصولها وفروعها‪ ...‬اىل خأن قال‪ :‬وهو خأعظم‬
‫ِّمن خأن يصفه لكمي خأو ي ِّنبه عىل شأخوه قَلمي‪ ،‬فان ِّسريته وعلو َمه ِّ‬
‫ومعارفَه‬
‫و ِّمحنَه وتنق َالته َتمتل خأن ترصع ف جمدلت َني‪ .)..‬العقود الرية ص‪.25-23‬‬

‫من شيوخه‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫حىك الّبزايل‪ ":‬خأن ش يو َخه خأكث ِّمن مائة ش يخ"‪ ،‬وقال تلميذه ابن عبد‬
‫كث ِّمن مائيت ش يخ"‪ ،‬و ِّمهنم؛ مشس ِّالين عبد‬ ‫الهادي‪":‬وبلغ عدد ش يو ِّخه خأ َ‬
‫وكذل َأ ِّمني الين عبد الصمد بن َع َسا ِّكر‬ ‫قدس‪ِّ ،‬‬ ‫الرمحن بن قدامة امل َ ِّ‬
‫ِّال َمش ِّقي‪ ،‬ومشس ِّالين بن ب َ َدران امل َر َدا ِّوي وغريمه كثري‪.‬‬

‫‪ ‬من تلميذه‪:‬‬
‫و خأما تالميذه فَكث‪ِّ ،‬من خأبرزمه‪ :‬االمام ابـن القـمي‪ ،‬والـاف اَّلهـب‪،‬‬
‫والاف ابن كثري (صاحب التفسري )‪ ،‬والاف ا ِّل ِّمزي‪ ،‬وابن عبـد الهـادي‪،‬‬
‫وابن الزملاكين‪ ،‬وابن س ِّيد النـاس ال َيعمـري‪ ،‬وعَـ َمل اليـن الـّبزايل‪ ،‬وصـالح‬
‫ِّالين الكتب‪ ،‬وغريمه ـ علهيم َجيع اا رمحة هللا ـ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬عص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‪:‬‬
‫لقد عاش ابن تميية ـ رمحه هللا ـ ف عرص َكثت فيه البدع والضالالت‪،‬‬
‫ترش اجلهل‬ ‫وسادت كثري ِّمن املذاهب الباطةل‪ ،‬واس تف َحلت الش بات وان َ‬
‫والتعصب والتقليد ا خأمعى‪ ،‬وغزيت بالد املسلمني ِّمن قبل التتار‬
‫والصليبيني‪.‬‬
‫و َند صورة عرص ِّه جلية واّضة ِّمن خالل مؤلفاته اليت بني خأيدينا؛ خأنه‬
‫جل خأمور املسلمني و خأخط ِّرها‪ ،‬وسا َمه ف ِّعالَجا بقل ِّمه ولسا ِّنه وي ِّده‪،‬‬‫اه بأخ ِّ‬
‫فاملتأخ ِّمل ف مؤلفات الش يخ جيد الصورة التالية لعرصه‪:‬‬
‫الرشكيات خاصة حول القبور واملشاهد واملزارات املزعومة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬كثة البدع و ِّ‬
‫والاعتقادات الباطةل ف ا خأحياء واملوىت‪ ،‬و خأهم ينفعون ويرضون ويدعون‬
‫من دون هللا‪.‬‬
‫(‪ )2‬انتشار الفلسفات وااللاد واجلدل‪.‬‬
‫(‪ )3‬همينة التصوف‪ ،‬والطرق الصوفية الضاَل عىل العامة من الناس‪ ،‬و ِّمن َمث‬
‫ان ِّتشار املذاهب واأراء الباطنية‪.‬‬
‫رش ِّمه لل ِّبدع والرشكيات وتثبيطهم‬ ‫(‪ )4‬توغل الروافض ف خأمو ِّر املسلمني‪ ،‬ون ِّ‬
‫للناس عن اجلها ِّد‪ ،‬ومساعدهتم للتتار خأعداء املسلمني‪.‬‬
‫خريا نالح تَ َقوي خأهل الس نة وامجلاعة ابلش يخ وحفزه لعزائهم‪ ،‬مما‬ ‫و خأ ا‬
‫َكن ِ ا خأثر امحليد عىل املسلمني اىل اليوم ف التصدي للبدع واملنكرات‪،‬‬
‫وا خأمر ابملعروف والهنيي عن املنكر‪ ،‬والنصح خأئة املسلمني وعامتم‪.‬‬
‫لقد وقف ابن تمييــــــــــــــــــــــــــــــــة ـ رمحه هللا ـ ف عرصه ازاء‬
‫هذه الاحنرافات َموقفاا مشهوداا‪ ،‬أ امرا وانه ايا‪ ،‬وانَاا‪ ،‬وم ِّبيناا‪ ،‬ح خأصلح‬

‫‪18‬‬
‫هللا عىل يديه الكثري ِّمن خأو اع املسلمني‪ ،‬ونرص به الس نة و خأهل اها ‪ ،‬فرمحه‬
‫هللا رمحة واسعة‪.‬‬

‫‪ ‬من خص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاله‪:‬‬
‫ان ش يخَ االسالم ابن تميية ـ رمحه هللا ـ من النفر القليل اَّلين َكنت حياهتم‬
‫لكها هلل‪ ،‬واَّلين دعوا اىل هللا عىل بصرية‪ ،‬شاهد اا هلل س بحانه وتعاىل خأنه ال‬
‫اِ اال هو‪ ،‬قائ اا ابلقسط‪ ،‬فقد كتب و خألف عرشات اجملدلات بل مئات‬
‫اجملدلات ف هذين املعنيني‪:‬‬
‫ــــ اثبات وحدانية هللا سـ بحانه وتعـاىل وتـذير ا خأمـة مـن الرشـَ‬
‫اَّلي تفىش فهيا بعد صدر االسالم‪ ،‬ح تفرد ف ذل بأخمور م يس َبق الهيا‪،‬‬
‫بل م جيرؤ علهيا خأحـد ِّمـن معارصيـه‪ ،‬و ِّمـن ذل تكسـريه ل خأاـار الـيت َكن‬
‫الناس يزوروها‪ ،‬ويتّبكون بـا‪ ،‬ويقبلوهـا‪ ،‬وي َنـذرون لهـا النـذور‪ ،‬ويلطخوهـا‬
‫بأخطيب العطور‪ ،‬ويطلبون عندها قضاء حاجاهتم‪ ،‬ويعتقـدون خأن َمـن تعـر‬
‫نفسه أفة ِّمن اأفات‪ ،‬و ِّمن هـذه ا خأاـار‬ ‫لها ِّبسوء بقول خأو فعل‪ ،‬خأصابته ف ِّ‬
‫خصــرة كبــرية َكنــت مبِّحـراب مســجد ِّمـن مســاجد دمشــق‪َ ،‬كن للنـاس فهيــا‬
‫اعتقاد‪ ،‬وقد اس تفا بني الناس خأنـه حـط علهيـا ر خأس السـني ـ ر هللا‬
‫عنه ـ فانشقت ِ‪ ...‬فلما بلغ ذل الش يخ‪ ،‬ذهب الهيا ورضبا بنعه‪ ،‬وقال ـ‬
‫ســاخر اا ـ‪" :‬ان خأصــاب خأحــد اا مهنــا يشء‪ ،‬خأصــابنا حنــن قــبه"‪ ،‬فتقــدم الهيــا‬
‫فكرسوه و خأحرقوه(‪.)1‬‬
‫الفارون‪ ،‬وحفروا علهيا‪ ،‬فاذا يه ر خأس معود كبري‪َ ،‬‬

‫(‪ )1‬قد كتب الشيخ إبراهيم الغياينّ ا رمحاه اهلل ا فصاال يف ذلاك بعناوان ( فصال فيماا قاا باه ابان تيميّاة‬
‫وتفا ّارد بااه وذلااك يف تةسااري األحجااار )‪ ،‬وهااو ضاامن كتاااب الكواكــب الــدراري ( خمطااو) ) ونشااره‬
‫اب الاادين اخلطي ا ب يف القاااهرة ساانة ‪1368‬ه ا ا بعن اوان ( ناحي ــة م ــن حي ــاة ش ــيخ اإلس ــلم اب ــن‬
‫حما ّ‬
‫تيمي ة)‪.‬ينظر الجامع لسيرة الشيخ ص ‪.150 -132‬‬
‫‪19‬‬
‫ـــ مث اثبات عدل هللا ف ترشيعاته وقضائه وقدره‪.‬‬
‫ولقد تعر ش يخ االسالم ف سبيل ذل اىل تفني ِّد مزامع‬
‫هل الباطل لكها اليت انترشت‪ ،‬وسادت املسلمني ف عرصه ف القرن السابع‬ ‫خأ ِّ‬
‫الهجري و خأوائل الثامن‪ ،‬فتصدى ابلرد عىل؛‬
‫الفالسفة و خأذانبِّ م‪.‬‬
‫و الرافضة و خأَكذيبم‪.‬‬
‫و الباطنية وخبهثم ونفاقهم‪.‬‬
‫و الصوفية وعقائدمه الفاسدة وترهاهتم‪.‬‬
‫وللمت مني وخلفاَئم وتأخويالهتم الباطةل‪.‬‬
‫وللمقدلين وعبادهتم لش يوخهم وتعصبم‪.‬‬
‫والنصارى و الهلم‪.‬‬
‫والهيود وخبهثم وافسادمه‪.‬‬
‫وكتب ودرس وسافر وارتل وانقش‪.‬‬ ‫ك ذل َ‬ ‫و خألف ف ِّ‬
‫وم يكتف بذا خأيض اا بل جرد س يفه لقتال التتار َفمع امجلوع‬
‫ملالقاهتم‪ ،‬ووحد صفوف املسلمني لربم‪ ،‬وخا املعارَ و َنرصه هللا علهيم‪.‬‬
‫ك هذا عازف عن النيا‪ ،‬م يزتوج وم يكتزن ما اال خأو يبين دار اا‬ ‫وهو ف ِّ‬
‫ويتخذ عقار اا اال ما خأراده من دار اأخرة‪.‬‬
‫وابال افة اىل العمل والفقه ف الين‪ ،‬وا خأم ِّر ابملعروف والهنيي عن‬
‫املنكر‪ ،‬قد وهبه هللا خصــ ااال محيدة ‪ ،‬اش تر با وشهد ِ با الناس ‪ ،‬فاكن‬
‫نفسـه ف الطعـام وا ِّللبـاس وغـريهام‪ ،‬وَكن كثـري‬ ‫خسيا كرمياا يؤثر احملتاجني عىل ِّ‬
‫العبادة و ِّاَّلكر وقراءة القرأن‪ ،‬وَكن ورعاا زاهدا ا ال ياكد ي َمكل شـيئاا ِّمـن متـاع‬
‫هـل زمانـه حـ ف عامـة‬ ‫النيا سوى الرضورَيت‪ ،‬وهذا مشهور عنه ِّعنـد خأ ِّ‬
‫الناس‪ ،‬وَكن متوا اعا ف هيئته ولباسه ومعاملته مع اأخرين‪ ،‬مفا َكن يلـبس‬
‫‪20‬‬
‫الفاخر وال الرديء ِّمن اللباس‪ ،‬وال يت ف خأحد يلقاه‪ ،‬واش تر خأيضا ا ابملهابة‬
‫والقوة ف الق‪ ،‬فاكنت ِ هيبة عظمية عند السالطني والعلامء وعامة الناس‪،‬‬
‫فك َمن رأه خأحبه وهابه واحرتمه‪ ،‬اال َمن س يطر علهيم السـد ِّمـن خأَـاب‬
‫ا خأهواء وحنومه‪ ،‬وَكن معروفا ابلصّب وقوة الاحامتل‪.‬‬
‫وقد تعر الش يخ ـ رمحه هللا ـ حملن كثرية‪ ،‬و نن مرات عديدة‪ ،‬ح‬
‫السجن‪ ،‬وَكن َّلل خأس باب عدة؛‬ ‫مات ف ِّ‬
‫غـري مبـال ملـا يصـيبه ف‬ ‫مهنا‪ :‬صدعه ابلـق اَّلي يعتقـده‪ ،‬وارصاره عليـه َ‬
‫ذل‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬حسد ا خأقران‪.‬‬
‫ولعلها اجمتعت َجيع اا‪ ،‬فاكنت سبب اا ملا حصل للش يخ ِّمن احملنة والـبالء‪ ،‬هـذا‬
‫مع اعرتاف امجليع بعلمه وفضه وعلو منـزلته‪.‬‬
‫والكــــــــالم معـــا حصـــل ِ ِّمـــن احملـــن يطـــول‪ ،‬وقـــد فصـــــــــــــل ذل‬
‫الــــــــــاف ابن كثري ـ رمحه هللا ـ ف‬
‫البداية والهناية‪ ،‬وذكر ا خأحداث ف خأعواجا اليت حدثت فهيا خأو اال بأخول(‪.)1‬‬
‫وقــد لصــها الــاف اَّلهــب ـ رمحــه هللا ـ بقــوِ‪" :‬وقــد امــتحن و خأوذي‬
‫مرات‪ ،‬وح ِّبس بقلعة مرص‪ ،‬والقاهرة‪ ،‬والاسكندرية‪ ،‬وبقلعة دمشق مـرتني‪،‬‬
‫وبا توف"‪.‬‬
‫ولقد صدقت ِّفراسة خأَاب الش يخ فيه‪ ،‬فها هو الشـ يخ خأمحـد بـن مـري‬
‫النبِل يقـول ف رسـاَل وَجهـا اىل تالميـذ الشـ يخ‪" :‬فـال تيأخسـوا مـن قبـول‬
‫القلوب القريبة والبعيدة لالكم ش يخنا‪ ،‬فانه ـ وهلل امحلد ـ مقبول طوع اا وكره اا‪.‬‬

‫(‪ )1‬وقد استلّها املنجد من ال بداية والنهاية‪ ،‬ونشرها يف كتابه شيخ اإلسلم ابن تيمي ة؛ سـيرته وأخبـاره‬
‫عنــد المــ رخين (بااريوت دار الةتاااب ا‪:‬ديااد ) ص ‪ .123 -84‬وينظاار أيضااا الجــامع لس ــيرة‬
‫شيخ اإلسلم ص‪.448 -404‬‬
‫‪21‬‬
‫و خأيــن غــاَيت قبــول القلــوب الســلمية ل امتــه‪ ،‬وتتب ـع اهلمــم النافــذة ملباحثــه‬
‫وترجيحاته‪ .‬و وهللا ـ ان شاء هللا ـ ليقيـمن هللا س بحانه لنصــر هـذا الـالكم‬
‫تحسـان َائبـه وغرائبِّـه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ونرشه وتدوينه وتفهمه‪ ،‬واسـ تخراج ِّ‬
‫مقاصـده‪ ،‬واس‬
‫رجا اال مه اىل اأن ف خأصالب أابَئـم‪ ،‬وهـذه يه سـ نة هللا اجلاريـة ف عبـاده‬
‫وبالده‪."..‬‬
‫وقد صدق ـ رمحه هللا ـ وهل حنن اال ِّمن هؤالء اَّلين َذكر‪.‬‬

‫‪ ‬جه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاده‪:‬‬
‫جاهد ش يخ االسالم فارس املعقول واملنقول ف هللا حق َجاده؛‬
‫فقد جاهد ابلس يف وحر املسلمني عىل القتال ابلقول و العمل‪ ،‬فقد‬
‫َكن يصول وجيول بس يفه ف سـاحات الـوغى مـع الفرسـان والشـجعان‪ ،‬فقـد‬
‫وصـدمه عـن ِّدَير‬ ‫َكن ـ رمحه هللا ـ ِّمن خأعظـم احملر ـني عـىل مقـاتةل التتـار‪ِّ ،‬‬
‫املسلمني‪ ،‬وِ ف ذل مواقف مشهودة‪ ،‬ح انه اجمتـع مميـع خأرَكن الوَل‪،‬‬
‫وذكـ َـر هلــم حاجــة املســلمني اىل ال َغ ـوث‪ ،‬وحصــل بســببه ِّ ـم عليــة‪ ،‬وأع ِّل ـن‬
‫اجلهاد‪ ،‬وقَويت العزاّ‪ ،‬اىل خأن َور َد الّب ابنرصاف التتار‪.‬‬
‫وف وقعة شقحب املشهورة(‪ ،)1‬ملا جاء السلطان‪ ،‬القاه الش يخ‪ ،‬وجعـل‬
‫يشجعه ويثبته‪ ،‬فلما ر خأى السلطان كثة التتار قال‪َ :‬ي لال بن الوليـد‪ ،‬فقـال‬
‫ووحـده وحـدَ ه‪،‬‬ ‫ِ الش يخ‪ :‬ال تقل هذا‪ ،‬وقل‪َ :‬ي هللا‪ ،‬واس تغث ابهلل ربـك‪ِّ ،‬‬
‫ت َنرص‪ ،‬وقل‪َ :‬ي مال يوم الين‪ ،‬اَيَ نعبد واَيَ نسـ تعني‪ ،‬مث مـا زال يقبـل‬

‫(‪) 1‬‬
‫ارب دمشااق تبعااد عنهااا قرابااة ‪ 37‬كيلااو م ارتا ‪ ،‬وقعاات فيهااا املعركااة‬
‫ح ب علااى وزن ‪:‬عفاار قريااة قا َ‬
‫َشا َق َ‬
‫املذكورة‪ (.‬ينظر تاج العروس من جواهر القاموس للمبيد( ( بريوت دار الفةر ) ‪.) 124 /2‬‬
‫‪22‬‬
‫ًّرة عىل الليفة‪ ،‬وًّرة عىل السـلطان‪ ،‬هيـدَئام‪ ،‬ويـربط جأخشـهام‪ ،‬حـ جـاء‬
‫نرص هللا والفتح‪.‬‬
‫وَكنت لكمته املشهورة‪" :‬مايصنع خأعدايئ رس؟!! خأان جنيت وبس تاين‬
‫ف صدري‪ ،‬خأن رحت فهيي َمعي ال تفارقين‪ ،‬خأان َحبيس َخلوة‪ ،‬وقَتِل َشهادة‪،‬‬
‫واخر ِّاج ِّمن ب َدلي ِّس ياحة"‪ ،‬وَكن يقول ف ِّ ننه‪" :‬احملبوس َمن ح ِّبس‬
‫سه َهواه"‪.‬‬‫قَ إلبه عن ِّربه‪ ،‬واملأخسور َمن خأ َ َ‬
‫خأما َِّجاده ابلقمل واللسان فانه ــ رمحه هللا ــ وقف خأمام خأعداء‬
‫االسالم ِّمن؛ خأَاب امللل و ِّالنحل وال ِّفرق واملذاهب الباطةل والبدع‪،‬‬
‫َكلطــــود الشــــــــامخ فقد تـصــدى للفالسفة‪ ،‬و الباطنية‪ِّ ،‬من صــــوفية‪،‬‬
‫و اسامعيلية‪ ،‬و ن َصيــــــرية‪ ،‬و روافــــــــض‪ ،‬كام تصــــــــــــدى؛ للمالحدة‪،‬‬
‫و اجلهمية‪ ،‬و املعزتَل‪ ،‬و ا خأشاعرة‪ ،‬وال تزال حبمد هللا ردود الش يخ ِّسالحا‬
‫فعاال د خأعداء هذا الين العظمي عىل ِّمر الوام وذل خأها انام تستند عىل‬
‫كتاب هللا وس نة رسوِ صىل هللا عليه وسمل وهدي السلف الصاحل‪ ،‬مع‬
‫قوة الاس تنباط‪ ،‬وقوة الاس تدالل والاحتجاج الرشعي والعقِل‪ِّ ،‬‬
‫وسعة العمل‬
‫اليت وهبا هللا ِ‪ ،‬و ردود الش يخ وكتبه يه خأقوى سالح بعد كتاب هللا‬
‫وس نة نبيه صىل هللا عليه وسمل للتصدي لهذه ال ِّف َرق الضاَل واملذاهب‬
‫الهدامة اليت راجت‪.‬‬
‫ولقد متيت حياة ش يخ االسالم مبية عظمية ويه؛ اجلهاد ف سبيل‬
‫اَّلل ابلس يف والقمل واللسان‪ ،‬فلقد َكن للش يخ مواقف عظمية ف َجاده؛‬
‫التتار‪ ،‬والرافضة‪ ،‬والصوفية‪ ،‬والباطنية وغريمه‪ ،‬وقد فضَ ح هذه الطوائف‬
‫بقلمه ولسانه و َجاهدمه بيده‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قال البار‪( :‬ما ر خأيت خأحد اا خأثبت جأخش اا منه‪ ،‬وال خأعظم ا‬
‫عناء ف َجاد العدو‬
‫منه‪َ ،‬كن جياهد ف سبيل اَّلل بقلبه ولسانه ويده‪ ،‬وال َياف ف اَّلل لو َمة‬
‫الّ‪ .)...‬ا خأعالم العلية ص‪.43‬‬

‫‪ ‬من ثناء أهل العلم على ابن تيمية‪:‬‬


‫قال الاف املزي ـ رمحه هللا ـ‪" :‬ما ر خأيت مثه‪ ،‬وال ر خأى هو مث َل نفسه‪،‬‬
‫وما ر خأيت خأحد اا خأع َمل بكتاب هللا وس نة ِّ‬
‫رسوِ‪ ،‬وال خأتب َع هلام منه"‪.‬‬
‫وقال ابن الزملاكين ـ رمحه هللا ـ ‪َ" :‬كن اذا س ئل عن فن من العـمل‪ ،‬ظـن‬
‫وحـُك خأن خأحـد اا ال يعـرف مـثه‪،‬‬ ‫غري ذل الفن‪َ َ ،‬‬ ‫الرايئ والسامع خأنه ال ي َعرف َ‬
‫وَكن الفقهاء ِّمن سائر الطوائف اذا جلسوا معه اس تفادوا ف مذاهبم منه مـا‬
‫م يكونوا عرفوه قبل ذل"‪.‬‬
‫وقد خأثَن عليه خلق كثري ِّمن ش يوخه‪ ،‬و ِّمن كبار علامء عصــره‪ ،‬حـ ِّمـن‬
‫شانئيه‪ ،‬و ِّمن خأحسن ذل ما قاِ ابن س يد الناس ف خأجوبته عـن سـؤالات‬
‫ابن خأي َبك ِّالمياطي(‪ ،)1‬فانـه قـال ـ بعـد ثنائـه عـىل املـزي ـ ‪" :‬وهـو اَّلي‬
‫حداين عىل رؤية الش يخ االمام ش يخ االسالم‪ :‬تقي اليـن خأرس العبـاس خأمحـد‬
‫بن عبد اللمي بن تميية‪ ،‬فأخلفيته ممـن خأدرَ ِّمـن العـمل حظـ اا‪ ،‬وَكد يسـ توعب‬
‫السنن واأاثر حفظ اا‪ ،‬ان ت م ف التفسري فهو حامل رايته‪ ،‬خأو خأىت ف الفقه؛‬
‫فهــو مــدرَ غايتــه‪ ،‬خأو ذاكــر ابلــديث؛ فهــو صــاحب علمــه وذو روايتــه‪ ،‬خأو‬
‫ابلنحل وامللل؛ م ير خأوسع من ِّحنلتـه ف ذل‪ ،‬وال خأرفـع مـن درايتـه‪،‬‬ ‫حارض ِّ‬
‫برز ف ك فن عىل خأبناء ِّجنسـه‪ ،‬وم تَـر عـني َم ْـن رأه مـثه‪ ،‬وال ر خأت عينـه‬
‫مثل نفسه‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫‪.221 /2‬‬
‫‪24‬‬
‫َكن يت م ف التفسري؛ فيحرض جملسه اجلم الغفري‪ ،‬ويَـ ِّردون ِّمـن حبـر علمـه‬
‫العذب المنري‪ ،‬ويرتعون من ربيع فضه ف رو ة وغدير‪ ..‬اىل أخر ما ذكر‪.‬‬
‫وقال الاف اَّلهـب ـ رمحـه هللا ـ ف تـذكرة الفـا"‪" :‬وَكن ِّمـن حبـور‬
‫العمل‪ ،‬و ِّمن ا خأذكياء املعدودين‪ ،‬والزهاد ا خأفراد‪ ،‬والشجعان الكبـار‪ ،‬والكرمـاء‬
‫ا خأجواد‪ ،‬خأثَن عليه املوافق واخملالف‪ ،‬وسارت بتصانيفه الركبـان‪ ،‬لعلهـا ثـالث‬
‫مئة جمدل"‪.‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ـ رمحه هللا ـ ‪" :‬ملا اجمتعت اببن تمييـة‪ ،‬ر خأيـت رجـ اال‬
‫ك العلوم بني عينيه‪ ،‬يأخخذ ما يريد‪ ،‬ويدع ما يريد"‪.‬‬

‫‪ ‬م لفات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪:‬‬


‫لقد ترَ الش يخ ل خأمة تر اااث خض اما مثيناا‪ ،‬ال يزال العلامء والباحثون يهنلون منه‬
‫معيناا صافياا ‪ ،‬توفرت لى ا خأمة منه اأن حبمد هللا اجملدلات الكثرية‪ِّ ،‬من‬
‫املؤلفات والرسائل والفتاوى واملسائل وغريها‪ ،‬هذا من املطبوع‪ ،‬وما بقي‬
‫ومكنوزا ف عام اخملطوطات فكثري‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫جمهوال‬
‫فمل يرتَ الش يخ جما اال من جماالت العمل واملعرفة اليت تنفع ا خأمة‪ ،‬وختدم‬
‫االسالم اال كتب فيه و خأسهم مدارة واتقان‪ ،‬وتكل َخصةل قلام توجد اال عند‬
‫العباقرة النوادر ف التارخي‪.‬‬
‫الاطالع‪ ،‬وغزارة‬‫فلقد شهد ِ خأقرانه و خأساتذته وتالميذه وخصومه بسعة ِّ‬
‫العمل‪ ،‬فاذا ت م ف عمل من العلوم خأو فن من الفنون ظن السامع خأنه ال يتقن‬
‫غريه‪ ،‬وذل الحاكمه ِ وتبحره فيه‪ ،‬و خأن املطلع عىل مؤلفاته وانتاجه‪،‬‬
‫والعــارف مبا َكن يعمه ف حياته ِّمن؛ اجلهاد ابليد وا ِّللسان‪ ،‬و ِّ‬
‫اَّلب عن‬
‫ِّالين‪ ،‬والعبادة و ِّاَّلكر‪ ،‬ل َيعجب ك العجب ِّمن بركة وقته‪ ،‬وقوة تمه‬
‫و َج َدله‪ ،‬فس بحان َمن َمنحه تكل املواهب‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫خأما مصنفاته؛ فهيي كثرية جد اا‪ ،‬وقد َجع خأسامءها تلميذه ابن رش يِّق املغررس‬
‫املــاليف ف رســاَل لطيفــة بعن ـوان‪ ( :‬خأســامء مؤلفــات ابــن تمييــة )(‪ )1‬لكنــه م‬
‫يس توعب‪ ،‬وبعض ما ذكره مفقود م يصل الينا اليوم(‪.)2‬‬
‫ولقد زادت مؤلفاته عىل ثالمثائة مؤلف ف خمتلف العلوم‪ ،‬وهذه‬
‫بعض مؤلفاته رمحه هللا‪:‬‬
‫‪ - 1‬بيان موافقة رصحي املعقول لصحيح املنقول (طبع ف ‪ 11‬جمدلا)‪.‬‬
‫‪ - 2‬اثبات املعاد‪.‬‬
‫‪ - 3‬ثبوت النبوات عقال ونقال‪.‬‬
‫‪ - 4‬الرد عىل اللولية واالتادية‪.‬‬
‫‪ - 5‬االس تقامة (ف جمدلين)‪.‬‬
‫‪ - 6‬مجموع فتاوى ابن تميية‪َ :‬جعها عبد الرمحن بن قامس وابنه محمد وتقع ف‬
‫(‪ )37‬جمدلا‪.‬‬
‫‪ - 7‬اصالح الراعي والرعية‪.‬‬
‫‪ - 8‬مهناج الس نة‪.‬‬
‫‪ - 9‬االحتجاج ابلقدر‪.‬‬
‫‪ - 10‬االميان‪.‬‬
‫‪ - 11‬حقيقة الصيام‪.‬‬

‫(‪ )1‬طبع اات ه ااذه الرس ااالة منس ااوبة إا اب اان الق اايّم ا رمح ااه اهلل ا بتحقي ااق ال ادكتور ص ااالل ال اادين املنج ااد‬
‫حمم د بن عباد اهلل بان أمحاد‬‫( بريوت دار الةتاب ا‪:‬ديد )‪ .‬والتحقيق أ ّ ا البن رشيّق أيب عبد اهلل ّ‬
‫املتوىف سنة تسع وأربعني وسبع ماة‪ ( .‬ينظار ققياق ذلاك بالتفصايل يف مق ّد ماة الطبعاة األوا لةتااب‬
‫ا‪:‬امع لسرية شيخ اإلسال من ص ‪.63 -56‬‬
‫يم( ا رمحه اهلل ا يف كتابه ( المقف ى الكبير ) "وأك ر مصانّفاته مس ّاودات مل تبايّ‪ ،،‬وأك ار‬ ‫(‪ )2‬قال املقر ّ‬
‫مااا يو‪:‬ااد منهااا ارن بأيااد( الناااس قلياال ماان ك ااري‪ ،‬ف نّااه أ حاار منهااا شاايري ك ااري وال قا ّاوة إال باااهلل"‪.‬‬
‫وينظر ا‪:‬امع لسرية الشيخ ص ‪.513‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ - 12‬الرساَل التدمرية‪.‬‬
‫‪ - 13‬الرساَل امحلوية‪.‬‬
‫‪ُ - 14‬شح حديث الزنول‪.‬‬
‫‪ - 15‬العبودية‪.‬‬
‫‪ - 16‬املظام املشرتكة‪.‬‬
‫وغريها الكثري والكثري‪ ،‬فلقد ترَ الش يخ ــ رمحه اَّلل ــ ل خأمة ترا ااث خضاما ال‬
‫يزال العلامء والباحثون يهنلون منه‪ ،‬طبع كثري من هذه الرسائل والفتاوى‬
‫واملؤلفات‪ ،‬وبقي جمهو اال خأو مكنوز اا ف عام اخملطوطات كثري‪.‬‬
‫يقـول ابن عبد الهـادي‪ ( :‬وال خأعمل خأحد اا من متقديم ا خأمـة وال‬
‫متأخ ِّخرهيِّ ا َجع مثل ما َجع‪ ،‬وال صنف حنو ما صنف ‪ ،‬وال قريب اا ِّمن ذل )‬
‫العقود الرية ص‪.26‬‬

‫‪ ‬وفات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‪:‬‬
‫لقد َكنت وفاتـه عىل اثر مر خألـم به خأَيمـ اا ي َ ِّسيــرة‪ ،‬وعـمره ســبــع وســتون‬
‫َس نة‪ ،‬وذل ف ليةل االثنني العــــرشين من ذي القــــــعدة سنـة مثان وعرشين‬
‫وسبــــــــــــــــع مـــــئة (‪728‬هـ)‪ ،‬وهو مسجون بسجن القلــعة بــدمشـــق‪،‬‬
‫ولقد َكنت جنازته مشهـــــــــــــــودة ومــشهـــــورة م تشهد دمشق مثلها من‬
‫قبل‪ ،‬ح قيل انه م يـــــتخلف عن جــــنــازة الشـيخ اال ثالثة ن َفر تأخخــــروا‬
‫نفسهم ِّمن العامة‪ ،‬ا افة اىل َمن عـجز عن االتيان لعذر وحنوه‪.‬‬ ‫َخش ي اة عىل خأ ِّ‬

‫‪27‬‬
‫ورثــاه خــــــلق ابلشام‪ ،‬ومـــرص‪ ،‬والعـــراق‪ ،‬والـحـجاز‪ ،‬وغريها‪ ،‬نثــــــر اا‬
‫وشعــــــــر اا‪ ،‬فرحـــــم هللا الشـــــــيخ‪ ،‬وَجعنا واَيه ف دار كرامته(‪ )1‬وجزاه‬
‫عن االسالم واملسلمني خري اجلزاء‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ير‪:‬ع يف ترمجة الشيخ إا‬


‫البن عبد اهلاد( ‪.296 -279/4‬‬ ‫طبقات علماء الحدي‬
‫العريب ) ‪.1498 -1496/4‬‬‫ّ‬ ‫وتذكرة الحفاظ للذهيب (دار الفةر‬
‫والبداية والنهاية البن ك ري ( ا‪:‬يمة دار هجر‪ ،‬ققيق الرتكي ) ‪.302 -295/18‬‬
‫والذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن ر‪:‬ب ( بريوت دار املعرفة ) ‪.408 -387/2‬‬
‫و الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنـة للحااف ابان حجار ( اهلناد دااارة املعاارم الع مانيّاة )‬
‫‪.160 -144/1‬‬
‫والوافي بالوفيات للصفد( ( نشر مجعيّة املستشرقني األملانيّة ) ‪.15 /7‬‬
‫و مسالك البصـار فـي ممالـك المصـار ألمحاد بان فضال اهلل العمار( مان ص‪.306 -294‬‬
‫وغريها‪.‬‬
‫‪28‬‬
29
‫لـــفِ ‪:‬‬ ‫ِالمـؤ‬
‫ََّ‬ ‫ُ ب ُ‬‫ِيف‬
‫َّـعر‬
‫‪ o‬الت‬

‫َاه‪:‬‬ ‫ِه َ‬
‫ومعن‬ ‫ُ اسمـ‬
‫‪ ‬بيـان‬

‫ِّمسيت هذه املنظومة بـ‪:‬‬


‫رف الالم‪ ،‬فهيي‬ ‫اخر خأبـياهتا تَنتيي حبـ ِّ‬
‫ــ " المية "‪ :‬بســـــبب قافــيتا خأن خأو َ‬
‫َمنظومة المية ابعتبار خأن حرف الروي ِّفهيا هو؛ الالم‪.‬‬
‫اظم لها ـ عىل الراجـــــ ِّح ـ فــن ِّسبت‬‫ــ " ش يخ االسالم "(‪ :)1‬ابع ِّتبــاره النــ َ‬
‫الي ِّه‪.‬‬

‫(‪ )1‬فائدة‪ :‬معنى لقب"شيخ اإلسلم"‪:‬‬


‫ـ ما المقصود بلقب شيخ اإلسلم إذا أطلق؛‬
‫ذكر العلمة ابن ناصر الدمشقي في الرد الوافر صفحة ‪ 50‬أناها تحتمل وجوها م ن معاني الكلم‪:‬‬
‫منها أناه شيخ شاب في اإلسلم‪ ،‬وانفرد بذلك عم ن ماى م ن التراب‪ ،‬وحصل على الوعد‬
‫س لمة أناه‪":‬م ن شاب شيبة في اإلسلم فهي له نور يوم القيامة"‪.‬ا‪.‬ه‬
‫المبشر بال ا‬
‫صحيح؛ انظر صحيح‬ ‫أقول‪ :‬وهذا عام شامل لكل م ن شاب في اإلسلم فل ي نابط‪ ،‬والحدي‬
‫الجامع برقم(‪.)6183‬‬
‫ومنها ماهو في ع رف العوام‪ :‬أن ه العد ة‪ ،‬ومفزعهم إليه في كل شداة‪.‬ا‪.‬ه‬
‫أقول‪ :‬وهذا نسبته إلى العوام يكفي في تاعيفه‪.‬‬
‫ومنها أن ه شيخ اإلسلم بسلوكه طريقة أهل ه‪ ،‬قد سلم من شر الشباب وجهل ه‪ ،‬فهو على السنة‬
‫في فرض ه ونفله‪.‬ا‪.‬ه‬
‫أقول‪ :‬وهذا فيه جزء م ن معناه فلم يستوعب‪.‬‬
‫ومنها شيخ اإلسلم بالن سبة إلى درجة الولية‪ ،‬و تبرك الناس بحياته فوجوده فيه م الغاية‪.‬ا‪.‬ه‬
‫أقول‪ :‬وهذا فيه م ن الخلل في المعتقد ـ في مسألة التبرك ـ ما ي غني عن ذكره وبيانه‪.‬‬
‫ومنها أ ان معناه المعروف عند الجهابذة الن اق اد المعلوم عند أئم ة اإلسناد‪:‬‬
‫أن مشايخ اإلسلم والئمة العلم هم؛ المت بعون لكتاب اهلل عز وجل‪ ،‬المقتفون لس ن ة الن بي صلاى‬
‫اهلل عليه وسل م‪ ،‬الذين تقد موا بمعرفة؛ أحكام القرآن‪ ،‬ووجوه قرآته‪ ،‬وأسباب نزوله‪ ،‬وناسخه=‬
‫‪30‬‬
‫ومنسوخه‪ ،‬والخذ باآليات المحكمات‪ ،‬واإليمان بالمتشابهات‪ ،‬قد أحكموا م ن لغة العرب ما‬
‫أعانهم على علم ما تقد م‪ ،‬وعلمو الس ن ة نقل وإسنادا‪ ،‬وعمل بما ي جب العمل به اعتمادا وإيمانا‪،‬‬
‫بما يلزم من ذلك اعتقادا واستنباطا لألصول والفروع من الكتاب والسنة‪ ،‬قائمين بما فرض اهلل‬
‫عليهم‪ ،‬متواضعين هلل العظيم الشان‪ ،‬خائفين م ن عثرة الل سان‪ ،‬ل يداعون العصمة‪ ،‬ول يفرحون‬
‫بالتبجيل‪ ،‬عالمين أ ان ال ذي أ وتوا م ن العلم قليل‪.‬‬
‫فمن كان بهذه المنزلة ح كم بأن ه إمامٌ واستح اق أن ي قال له‪ :‬شيخ اإلسلم‪.‬ا‪.‬ه‬
‫أقول‪ :‬وهذا كلم نافع ماتع لكناه غير م ختصر ول جامع ولمانع‪.‬‬
‫ث ام شرع في ذكر بعاهم م ام ن هم بعد طبقة الصحابة بحسب أمصارهم ثم قال‪:‬‬
‫وأوان وطبقةٍ م ن العلم العيان‪ ،‬لكن كل طبقة دون ال تي قبلها فيما‬
‫ٍ‬ ‫جرا في كل عص ٍر‬
‫وهل ام ًّ‬
‫مقال وكل ٍ‬
‫زمان له أئ ام ة ورجال‪..‬اهـ‬ ‫ن علم‪ ،‬والفال للسابق الذي سلف وتقد م‪ ،‬فكل ٍ‬
‫مقام له ٌ‬
‫وذكر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه اهلل ـ في حاشيته على الروض المربع شرح زاد‬
‫المستقنع (‪" )164/1‬والسلف ل يطلقون شيخ اإلسلم إلا على المتابع للكتاب والس ناة مع‬
‫التبح ر في المعقول والمنقول" ‪.‬ا‪.‬هـ‬
‫أقول‪ :‬وهذا كلم جي د‪ ،‬مختصر جامع مانع‪.‬‬
‫ـ أما أول م ن أطلق عليه هذا السم‪ :‬فلم يكن ابن تيمية أول م ن أطلق عليه ول آخر من‬
‫أطلق عليه هذا الل قب‪ ،‬فقد أ طلق على كثيرين م ن قبله ولعلا أول من أطلق عليه هذا الل قب؛ أبو‬
‫بكر الصديق ـ رضي اهلل عنه ـ‪ ،‬و عمر الفاروق ـ رضي اهلل عنه ـ كما ـ ذكره المحب الطبري في‬
‫الرياض النارة بل إسناد وعنه السخاوي في الجواهر والدرر وعنه الكتاني في التراتيب اإلدارية‪،‬‬
‫والسيوطي في تاريخ الخلفاء صفحة ‪ 143‬طبعة دار ابن حزم نقل عن علي رضي اهلل عنه‪ ،‬وقال‬
‫عنه الشيخ بكر أبو زيد؛ لكنه ل يصح‪ ،‬وأطلقه اإلمام الذهبي على الصحابي الجليل عبد اهلل ابن‬
‫عمر كما في السير ‪، 204/3‬ثم اشتهر إطلق هذا الل قب على الراسخين م ن أهل العلم فحسب‬
‫في كل عصر كل بحسب أحواله وأحوال أهل زمانه‪.‬‬
‫ـ ـ وليعلم أناه إذا ذك ر لقب شيخ اإلسلم مطلقاً دون تقييده بعالم بعين ه في تصانيف وكلم‬
‫أهل العلم‪ ،‬فالغالب أ ان المقصود به ابن تيمية ـ رحمه اهلل ـ‪ ،‬وم ن أشهر م ن أطلق عليه شيخ‬
‫اإلسلم من المتأخ رين؛‬
‫ـ ـ السراج البلقيني ت‪.805‬‬
‫ـ ـ الحافظ ابن حجر ت‪.852‬‬
‫ـ ـ زكريا النصاري ت‪.926‬‬
‫واهلل تعالى أعلى وأعلم‪ ،‬وانظر للستزادة في هذا الموضوع؛ معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر‬
‫أبو زيد رحمه اهلل صفحة ‪ 321‬ـ ـ‪.323‬‬
‫‪31‬‬
‫ــ فـائـــــــــدة‪:‬‬

‫خأ ‪/‬ــ هناَ مـنظــــومة خأخرى مشتــهرة تسمى " الميـة " لكهنا ف فن‬
‫أخر ِّ‬
‫وانظمها عام أخر تسمى‪ " :‬المـية ا خأفعال " ف عــــ ِّمل الصـــرف‪ِّ ،‬‬
‫البن‬
‫مــــال ا خأندليس اجلياين ت(‪)672‬هـ‪ ،‬صاحب ا خألفيـة املشــــهورة ف النحو‪.‬‬

‫ب ‪/‬ــ " المـيــة الشـن َفـ َرى " خأو" المـية ال َعـ َرب "‪ ، 1‬والشـنـفـرى لـقـب لــه‬
‫واسـمه؛ معرو بن مال ا خأزدي ت حوايل ‪ 70‬قبل الهجرة‪.‬‬
‫ويه المية مشهــورة اعـتـنـى با الباحـثـون وا خأدابء والشعراء واملـحققون‪،...‬‬
‫قديـمـا وحـديـثـا نـقال ودراسة وُشحا وتقيقا‪ ،‬فهيا تصوير رائع للحياة العربية‬
‫ف العصـــر اجلـاهِل‪ ،‬مبا امـت خأت به من املعاين الراقية والُك السامية‪ ،‬وفهيا‬
‫اختيار ماتع ل خألفا" الرائقة‪.‬‬
‫ج ‪/‬ــ " المية الطــ ْغــ َر ِّايئ " خأو" المـيـة ال َعـ َجم "‪ ، 2‬والط ْغ َر ِّايئ نس بة اىل من‬
‫يكتب الطــغـرى؛ ويه الطرة اليت تكتب خأعىل الكتب فـوق البـسـمـلـة ابلقمل‬
‫الغلي ‪ ،‬وتتضمن نعـــوت امللـك و خألقـابه‪ ،‬ويه لفظـة خأعـجمية‪ ،‬واسـمه مؤيد‬
‫الين السني بن عِل الطغرايئ ا خأصباين ت ‪ 514‬هـ‪ ،‬وقيل‪ 515 :‬هـ‪.‬‬
‫ويه قصيدة عـّب فهيا عـمـا جال ف خاطره‪ ،‬وفا من مشاعره‪ ،‬لـمـا عــ ِّز َل‬
‫نفسـه تَواقَـت اا اىل ما هو خأسـمى منه‪ ،‬بلـفـ فصل ومـعـَن‬ ‫ِّمن َمنصـب يَـرى َ‬
‫جزل‪.‬‬

‫‪ 1‬هذه التسمية مل تةن من وضع قااليها‪ ،‬ولةن هذه التسميات وضعت ِمن قِبل بع‪ ،‬أهل العلم‬
‫والشعراري واألدباري‪ ،‬للتمييم والتفريق بينهما وبني غريمها من الالميات‪ ،‬اصوصا مع ك رة هذه القافية يف‬
‫القصاادا‬

‫‪32‬‬
‫د ‪/‬ــ وهناَ " المية " خأخرى ف العقيــدة‪ ،‬لكهنا غــيـر مـــــش تـــرة مـثل‬
‫الســـــلـفي ت (‪)576‬هـ‪،‬‬ ‫المـــــيـة شــــيخ االســـــالم‪ ،‬وهـي خأبـي طــاهــر ِّ‬
‫ذكــرهـا الــافـــ الـذهـبــي ف "ســيــــر خأعـالم النــــبــــالء" (‪،)36-29/21‬‬
‫وقــال ف أخــــرها بعدما ساقها؛ صدق الناظم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬و خأجاد‪.‬‬

‫هـ ‪/‬ــ وهناَ " الميـة " خأخـرى نظمها خأحد املتأخ ِّخ ِّرين ف ِّاالع ِّتـــــقا ِّد‪ ،‬وهـي‬
‫غري مش تــــرة خأيض اا للشيـخ؛ خأحــمد بن مشــرف ا خأحـــــســايئ املــــــــــاليف‬
‫ــــدمة ابـن خأبـي زيـــــــد القيـــــرواين‬ ‫ت(‪)1285‬هـ ــ صــاحــب " نـــــظـم مـق ِّ‬
‫هل السـنة‬ ‫ف املعتقد " ــ فيـها‪ :‬الــرد عىل خأهـــــ ِّل البــــدعِّ وتقـــرير مــــعتقــ ِّد خأ ِّ‬
‫ِّف حوايل ‪ 110‬بيت‪ ،‬قال ف خامتتا‪:‬‬
‫الق والس ِّلف اأ َوىل عَلَ ِّهيم ِّل َمـن َرا َم النـ َجا َة امل َعــول‬ ‫هل ِّ‬ ‫عقيدة خأ ِّ‬
‫ِّمن ال ِّع ِّمل قَد َال َحي َت ِّوهيَا امل َطول‬ ‫فَدونَ َكهَا تَــحـ ِّوي فَوائِّــدَ َجـمـــــة‬
‫‪...‬‬
‫ويه مــــنظومة بديعــــة رائقـــــة‪َ ،‬حيسن بطالــــ ِّب الاعتقا ِّد السلفي الصحيح‬
‫الاطالع علهيا‪ ،‬وحفظها واسترشاحـها‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وقد طبعت ِِّضن َمجــموع ابمس‪ ":‬خأربـح البـضـاعة ف مـعتــقــد خأهــل السـنــــة‬
‫واجل َـ َمـا َعــــة "‪ ،‬لـعلـي بن سـليـمـان أل يـوســـــف‪ ،‬الطـبـعــة الثـانيـة‪1397‬هـ‬
‫من الصفحة ‪ 75‬اىل الصفحة ‪.80‬‬

‫و ‪/‬ــ وهــــنــاَ " المية " خأخرى مشهــورة بــ " الميــــة ابن الــوردي " ت‬
‫(‪)749‬هـ‪ ،‬فيــها الـحــث والنـصــيــحــــة عىل التــ ِّ‬
‫حـِل بـجــمـلــــة مـن اأداب‬

‫‪33‬‬
‫وا خأخــالق االسالمـيـة عــامـة‪ ،‬وأداب طــــــلـب العلــم خــاصــــة‪ ،‬نــــظـمـها‬
‫بــــديــــع‪ ،‬وقد اش ترت مؤخر اا‪ ،‬اذ ُشَحا الكثيـر من العلمــاء وطـلبــة العمل‪.‬‬

‫ز ‪/‬ــ وهــناَ " المية " خأخــرى نظمها الش يخ العالمــة حــــاف بن خأحــمد‬
‫الـــــمكي ت(‪)1377‬هـ‪ ،‬تـــــسمى؛ "مــــنظــومــة الـالمـية ف النـاســــــــــخ‬
‫صول ال ِّفقــــه‪ ،‬ويه منظومــة بَديعة ان ِّفعة‬ ‫عمل خأ ِّ‬‫واملنسو "‪ ،‬وتَـــــند ِّرج ـمن ِّ‬
‫ف َاببا‪ ،‬ومعلوم مترس الش يخ ف ن َظ ِّم العلوم الرشعيـة بِّش فنوهِّ ا املتنَ ِّوعَة‪،‬‬
‫فَ َه َمنظو َمات ب َــــ ِّدي َعة َرائِّ َقة فَائِّ َقة‪ ،‬ي َسـر هللا تَ َعاىل ِّيل اخر َاج ب َ ِّ‬
‫عضها ل َينتَ ِّف َع بِّ ا‬
‫العمل و َطلَ َب ِّته‪.‬‬
‫هل ِّ‬ ‫ال َاص وال َعام ِّمن خأ ِّ‬
‫ح ‪/‬ــ ومؤخرا وقفت عىل المية طيِّبة للش يخ جـبـران بن سـلـمـان بن جــــابر‬
‫سـحاري سـماها؛ " القـصيدة الالميــــــة ف ا خأخـــــــ َال ِّق واأ ِّ‬
‫داب وا خأحاك ِّم‬
‫ومكنون علو ِّمها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فصح عن َمو وعها‬ ‫الرشعية "‪ ،‬وعنواها م ِّ‬

‫ط ‪/‬ــ مث وقفت كذل عىل المــية خأخرى رائـقة للش يخ خأنور عبد هللا بن عبد‬
‫الرمحن ال َفض َفري ابمس؛ " المية الـ ِّحلية "‪ ،‬ويه ملخا نظ ِّمي للكتاب النافع‬
‫البــديع اَّلي اش تر وانتَرش بني طــلبة العمل؛ " حـلية طالب العمل "‪ 1‬لفضيةل‬
‫الش يخ بكر خأبو زيد ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬

‫السطور قد شرعت يف تأهيتها للطبع حبلة قشيبة‪ ،‬وكذلك جتشمت شرحها قت‬ ‫وحال كتابيت هلذه ُّ‬
‫‪1‬‬

‫اسم " المفهم من كلم أهل ا لعلم في شرح حلية طالب العلم " يسر اهلل يل إمتامه وطبعه مبنِّه وكرمه ا‬
‫‪34‬‬
‫ي ‪/‬ــ مث وقفت كذل عىل المــية خأخـرى رائــقة‪ ،‬للشــيخ حمـمد حيي بن‬
‫محمد الـمختار الواليت ت(‪)1330‬هـ ابمس؛ " نــظم خأسـمـاء هللا الس َن "‪،‬‬
‫نفيسة بديعة ف اببا خأنصح حبفظها‪.‬‬

‫َ‪/‬ــ " الالمية الوليدة نظم بدايــة العــقـيـدة " عبد هللا بن ناح أل طاجن‪،‬‬
‫وهو نـظم لكـتـاب " البدايـة ف عـمل العـقيدة " لوحيد بن عبد السالم ابيل‪،‬‬
‫طبعت ِضن كتاب " البداَيت ف طلب العمل "‪ ،‬صفحة ‪35‬ـ‪.43‬‬

‫ِسبتها إلى مؤلفها‪:‬‬


‫‪ ‬صحَّة ن‬

‫ما تضمنَتـــــه هذه امل َنظو َمة ِّمن عمل ف الاعتقا ِّد فهو حق‪ ،‬سواء َكن‬
‫العمل خأن‬
‫الب ِّ‬ ‫غريه ‪ ،‬وما دا َم الكــــالم حقـا فــعــــىل طــــــ ِّ‬ ‫لشيـخ االسال ِّم خأو لــ ِّ‬
‫طيبـــــة عىل اخ ِّتصــ ِّارهــا قد َحـــوت ما‬ ‫صيه ‪ ،‬ويه َمــــنظومة ِّ‬ ‫ي َس َعى اىل َت ِّ‬
‫العمل خأن ي َعَن بِّ ا ِّحفظ اا‬
‫طالب ِّ‬‫اتــفق عليه ِّمن َمسـائل الاعتـقــــا ِّد‪ ،‬فـ َحــ ِّري بـ ِّ‬
‫رشاح اا ح ي َنتف َع با حق الانتفاعِّ‪.‬‬ ‫وفَهاما واس ِّت َ‬

‫العمل ِّمن املتأخ ِّخرين ف ثبوهتا لش يخ االسالم ‪:‬‬


‫اختلف خأهل ِّ‬
‫و َ‬

‫‪ o‬مفمن خأثبتا ِ جزم اا خأو نس ب اة؛ ــ ومه اأخكثــ‬


‫‪1‬ــ الش يح خأمحــــد بن عبد هللا املرداوي النبــــِل ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪2‬ــ الش يخ نعامن ا خألوس ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪3‬ــ الش يخ محمد الغنايم ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪4‬ــ الشيـــــخ عـــــبد العـزيز بن انرص الرش يد ـ رمحه هللا ـ ف‬
‫التنبهيات السنية ُشح الواسطية صفحة‪.127‬‬
‫‪5‬ــ الش يخ ابن حسامن ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪6‬ــ الش يخ عـــــبد هللا بن عبد الرمحن اجلبــرين ـ رحـمه هللا ـ‪.‬‬
‫قال ف ُشحه علـهيا‪ :‬وهذه ا خأبيات م تكن مشهــــورة‪ ،‬و خأجـل ذل‬
‫ما خأوردها الش يخ عبـد الرمحن بن القامس ف مجموع الفـــــتــاوى‪ ،‬ولعه م جيزم‬
‫بأخها لشيـخ االسالم‪ ،‬خأو خأها ليســت من الفتــــاوى اليت لها ماكنتا‪ ،‬وال شك‬
‫خأنـها عقيدة لها خأ يتا‪ ،‬ولو كــانت خمترصة‪.‬‬
‫وقد جزم بصحتا عن ش يخ االسـالم الش يخ العام حمـــــــمد الغنايم ‪ -‬رحــمه‬
‫هللا ‪ -‬وطــــبــعها ف رسالتـــــه اليت يه بعنــوان‪ ":‬القول الســــديد ف عقــيــــدة‬
‫التوحــيـد" وطبعت قدميا‪ ،‬وقر خأهتا ميكـن قبل مخس ومخسني س نة خأو حنوها‪.‬‬
‫ور خأيتا خأيضــا مكـتوبة عند خأحد خأجدادان خبط قديـم ف صــفحة واحدة؛ ولكنه‬
‫ذكر قال‪ :‬هذه خأبيات ت َنسب اىل ش يخ االسالم‪.‬‬
‫هارها يدل عىل ماكنـتا‪ ،‬وعىل خأنـها ِّمن نظـــــــمه ـ رحـمــه‬ ‫وال شك خأن اشتـــ َ‬
‫هللا تعاىل ـ‪ ،‬و خأيضا قد ُشَحا بعــض املتأخ ِّخــرين‪ ،‬شـــرحــها امل َرداوي وطــــبع‬
‫ُشحه حمقـَقا‪ ،‬وذل عالمــة عىل شهــرهتا وعىل ماكنتِّ ا‪.‬ا‪.‬هـ ‪.‬‬
‫‪7‬ــ الش يخ عبد الســالم بن برجــس بن انرص أل عبــد الكرمي‬
‫ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪8‬ــ الش يخ عبد هللا العقيل ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪9‬ــ الش يخ محمد خليل الهراس ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪10‬ــ الش يخ صاحل الفوزان الفوزان ـ حفظه هللا ـ‪.‬‬
‫‪11‬ــ الش يخ زيد بن هادي املدخِل ـ حفظه هللا ـ‪.‬‬
‫‪12‬ــ الش يخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه هللا ـ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ــ و ِّمن خأدلتم‪:‬‬
‫‪/1‬ــ خأنه كتــب عىل بعض نسخها اخملطــــــوطة " عقيــــدة ابن تميية "‪.‬‬
‫‪/2‬ــ خأن هذه املنظومة وجدت بني رسائل لش يخ االســــــالم ابن تميية‬
‫ف اخملطوطــــات‪ ،‬يوجد قبلـــها رساَل لش يخ االسالم وبعدها رساَل ِ‪.‬‬
‫‪/3‬ــ خأها توافق جـمةل ما نــــقل واشتـهـر عن ش يخ االســــالم ف بــــاب‬
‫املعتقد‪.‬‬
‫‪/4‬ــ خأها اش ترت ِّنسبتا اليه دون غريه‪.‬‬
‫‪/5‬ــ خأنه عرف عن ش يخ االسالم قدرته العجــيبــــة ف النظم ح عىل‬
‫البدهيــة‪ ،‬كام حدث منه ف تأخليفه ملنظـومته ال َفــائقــــة ف القــدر الـمســــمـاة بـ‬
‫" التائيــة "‪ ،‬والظاهر خأنه ما َكن ينظــم اال عنـد الــــاجة مع عدم االكثار ِّمن‬
‫ذل‪ ،‬رمغ قدرته عليـه ك ذل موافقــ اة للسنــة ف عدم االكثار منه‪.‬‬

‫‪ o‬وممن نفاها عنه؛‬


‫‪1‬ــ الش يخ بكر خأبو زيد ـ رحـمــــه هللا ـ كام ف " املدخــل اىل‬
‫أثــار شــــــيخ االسالم ابن تيـمــــــية " صــفحــة ‪ ،72‬اذ خأوردها ـــــمـــن‬
‫الكتــــب املنحوَل عىل ش يخ االسالم بقوِ‪ ":‬منظومة ف العقائد "‪.‬‬
‫ومما خأفاده؛ خأن انتحال الكتب عليه قليل‪ ،‬وهذا من حفـــــ هللا تعاىل لـعمل‬
‫هذا االمام اهلامم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪2‬ــ والش يخ ابن عثميني ـ رمحه هللا ـ كام ف ُشحـه للسفارينية‬
‫تت البيت ‪ ،102‬صـفحة ‪ 427‬من طبعة دار البـصرية املصـرية و ســـــبـب‬
‫ورود هــــذه الفائــــدة عن الشيـخ ابن عـثـيـمــني بأخنــــها َكنــــت‪ " :‬تـعــقيب اا عىل‬
‫سؤال ِ حول البيت الرابع مهنا " خأي الالميـــــة‪ ،‬فعلمت بعد ذل سبـــــب‬
‫عـــــدم وجــــــود هذه الفــائــدة بعـــــد بـحث عهنا ف طـــــــبـــــعة دار ابن‬
‫اجلوزي‪.‬‬
‫‪3‬ــ الش يخ عزير شـمس الهنــدي‪ ،‬وهو يــعمل عىل فـــهـرسـت‬
‫ملؤلفات ش يخ االسالم‪.‬‬
‫‪4‬ــ الش يخ عبد العزيز النـ ِّمر‪ ،‬وحصل عىل جــــائزة العلميــــة ف‬
‫قصائد خأهل الس نة من القرن الرابع اىل الثامن‪ ،‬وكتب عن الالمية وذكر عدم‬
‫ثبوهتا لش يخ االسالم‪.‬‬
‫‪5‬ــ الش يخ عبــد العزيز بن عبــد اللـــطيف ف كتــابه " رسائل‬
‫ومسائل منسوبة لش يخ االسالم "‪.‬‬

‫ــ و ِّمن خأدلتم‪:‬‬


‫‪/1‬ــ عدم ايراد الش يخ عبد الرمحن بن قاســــــــــم لها ف مــجموع الفتاوى‬
‫وهو من هو ف التحقيق ومعرف ِّة الكم ش يخ االسالم‪.‬‬
‫ــ الــرد؛ وهذا ليـس بالزم‪ ،‬اذ َمهام َكن تـحقيقه ِّ‬
‫وتريه فلـــن ميكنــه‬
‫خأن يورد َجيع مؤلفاته‪ ،‬وما يس تجد من مؤلفــاته ِّتباعا مما هو َمخطــوط َدليـل‬
‫عىل ِّذل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪/2‬ــ وجود بعض العبارات اليسيـــــــرة اليت فهيا خأخطــاء عقديــــة؛ كوصف‬
‫القرأن بـ "القدمي"(‪ )1‬كام ف بعض نسخ الالمية‪.‬‬
‫ــ الـرد؛ ا خأقـرب خأن ذلـك ِّمن غـلط النــسا لـمـخــالفــتـه الوارد ف‬
‫املنظومة ِّمن سالمة الاعتقاد‪.‬‬
‫‪/3‬ــ خأن خأهل العمل اَّلين اعتــنــــوا بــــنـقل مؤلفات ش يخ االســــــالم َكبن‬
‫رش يق‪ ،‬وابن عبد الـــهادي‪ ،‬وابن رجــب‪ ،‬وابن القـيــم‪ ،‬وكذا الـذين اعـتـنوا‬
‫برتَجته م يذكروها‪.‬‬
‫ــ الرد؛ خأما اســتقصاء جـمـيع مؤلفاتـــــه مفستــــحيل كام شهد بـذل‬
‫تالميذ الش يخ ـ رمحهم هللا ـ‪.‬‬
‫‪/4‬ــ خأن ش يخ االســالم قال كام ف جمــــــموع الفتــــــــــاوى (‪ )297/6‬ف‬
‫س ياق ِّرده عىل ا خأشاعرة‪:‬‬
‫وقد خأنشد فهيم املنشد؛‬
‫ق ْبح اا ِّل َم ْن ن َ َب َذ"الق َر َان" َو َرا َءه َوا َذا ْاس تَدَ ل يَقول قَا َل"ا َأخ َْطل "‪.‬اهـ‬
‫دليل عىل خأن انظمها غريه‪.‬‬ ‫فقوِ‪ :‬وقد خأنشد فهيم املنشد؛ إ‬
‫ــ الـرد؛ وهذا لــيس بـالزم بل يـحــتـمل خأن يــكون هو النــــاظـم وم‬
‫يرصح بذل‪ ،‬وهذا كثري ف الكم خأهل العمل‪.‬‬

‫(‪ )1‬لوثبت هذا اللفظ في المنظومة لج زم بسببه عدم ثبوت هذه المنظومة لشيخ اإلسلم‪ ،‬لن‬
‫شيخ اإلسلم؛ ي عد وصف القرآن بذلك في مواطن كثيرة م ن كتبه وم ل فاته م ن بدع أهل الكلم‪،‬‬
‫وي قرر أن أول م ن أحدث ذلك عبد اهلل بن كل ب‪ ،‬وأن ه لم يقل بذلك أحد من السلف‪.‬‬
‫والظاهر أن الصواب في المنظومة ما يوافق ماقـرر فيها م ن معتقد أهل السنة ومجانبة تحريفات‬
‫س اخ"‬
‫س اخ م ا‬ ‫وتأويلت أهل البدع‪ ،‬وأ ان هذا اللفظ م ن تصحيفات بعض الن ا‬
‫س اخ وقد قيل‪" :‬الن ا‬
‫‪ .‬ا ‪.‬ه‪ .‬بمعناه من كلم الشيخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه اهلل ـ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ ‬هذا ما وقـــــفت عـــــليه بتوفيق هللا دون قــصد‬
‫اس تقصـاء كــل خأو غــالب ما ورد ف هــــذه الـمـسأخلــة ــ ولعــل ذل يــكون‬
‫ف طبعات خأخرى ــ مع ترتيبه وهتذيبه‪.‬‬
‫وبعد ذكر ما س بق ميكن خأن يقال‪:‬‬
‫الصواب وهللا خأعمل؛ خأن املطـلع عىل الكم الفريقني ال يــجد ما تطمئــن اليـه‬
‫النفــس ف يشء للقطع بذه املنظومة‪.‬‬
‫وانام عامة َمن ينتقدها لوجود بعض ا خأخطاء اليسيـرة فهيا‪ ،‬وهذه لو وجــــدت‬
‫َف‪ ،‬ففي‬ ‫ال تنفي خأن يكون النظم لش يخ االســــالم خأنــــــه قد يــــكون مما ِّ‬
‫كتـــــب ش يخ االسالم املـقطوع با عــــبارات قــد يــقال خأنـها ليــــست لش يخ‬
‫َف ‪...‬‬ ‫االسالم‪ ،‬وقد تبــني بعد التحقيـق لبعض الكتب خأنه مــام ِّ‬
‫ولهذا بعض العلامء اَّلين نســبوها لش يخ االســالم‪ ،‬جـــــعلوهــا ِّمن خأوائل ما‬
‫صنف ف حياته العلميــــة وهو ال يـزال ف بداية الطلب‪ ،‬و خأان ال خأرى ما مينع‬
‫ِّمن حـــــيث النظر اىل معناها وما تضمنته ِّمن معاين‪ِّ ،‬من نسبتا البن تيـمية‬
‫لفاظها‪ ،‬ابس تثناء بعض العبارات‬ ‫فان هذه املنظـــومة قويــــة ف ن َظمــــها وف خأ ِّ‬
‫اليسرية‪ ،‬ولعل ِّمن خأعظمها وصف القرأن بـ "القديــم" وهذا ال شــــك خأنه ِّمـن‬
‫الطأخ البيِّـــن‪ ،‬ولـعل هــــذا من خأقوى ما احتج به َمن يـــرى عد َم نسبــة ه ِّذه‬
‫الرســـــاَل لشــيخ االســـــالم‪ ،‬وماعدا ذل فليس هناَ يشء ظــــاهر يــدل‬
‫عىل خطأخ ِّبني يقطع به خأن هذه املنظومة ليست لش يخ االسالم‪.‬‬
‫وكذل يس تدلون بعدم ايراد الش يخ عبد الرمحن بن قــــــــاسـم لها ف مجموع‬
‫الفتاوى‪ ،‬وهو من هو ف التحقيق ومعرفة كـــــــــــالم ش يخ االسالم‪.‬‬
‫و ِّمن خأقوى ما احتج به من يرى ِّنس بة هذه املنظومة لش يخ االســالم‪:‬‬
‫خأنه جاء ف بعض النسخ لها ‪ ":‬عقيدة ابن تميية "‬

‫‪40‬‬
‫و خأها جاءت ف طيات رسائل ش يخ االسالم ابن تميية‪...‬‬
‫واَّلي يظهر خأنه ال يقطع بنس بة كــالم لــــعام خأو نـــــفي ِّه عـنه اال بدليل قاطع‪،‬‬
‫وعليه فا خأنسب التــــــوقـف ف نـسـبــة هـذه الرسالـــــة لشيـــــــخ االسالم‪،‬‬
‫وانام تقر خأ هذه املنظومة ِّلام اشـتـملت عـلـيه من فـوائــد علــــمية وموافقة لعقيدة‬
‫خأهل الس نة‪ ،‬ســواء َكنت ِّمن نــظـم ش يخ االســالم خأو من نظم غـيـره‪ ،‬و خأما‬
‫القطع بنفيـــها خأو بنسبتا لشيـــخ االســالم فهذا البــــد ِ من دليـل‪ ،‬فـان هللا‬
‫عـز وجـل حـرم القو َل عىل هللا بغـيـ ِّر عـلـــــم و ِّمن خأعـظ ِّم ا خأمور خأن ينسب‬
‫للرجل ما م يَقه خأو ينفى ِّمن الكمه اَّلي َقاِ خأنه ِّمن قوِ‪.‬‬
‫فلو ِّقيل؛ املنسوبــــة لش يخ االســالم كام ذهــــب اىل هذا بعض العـلمـاء لاكن‬
‫هذا خأوىل و خأحرى ابلتدقيق‪.‬‬
‫وقد روعي فامي س بق بيانه االنصاف ودقـ ِّة النظــــر ف َمــــعـرفــ ِّة ِّ‬
‫وزن‬
‫دون تعـصب خأو َميل‪ ،‬قدر املس تطاع‬ ‫وقدر دليــل كـ ِّل قـوم‪ ،‬مع تر للـحـ ِّق َ‬
‫ِّ‬
‫وهللا ِّ‬
‫املوفق للصواب‪.‬‬

‫قرب ا خأقو ِّال اىل الصو ِّاب وهللا تعاىل خأعمل‪:‬‬


‫فالاصل خأن خأ َ‬ ‫‪‬‬

‫ــ خأن يقال‪ :‬ابلتوق ِّف عن اجلز ِّم بثبوهتا اىل ش ِّ‬
‫يخ االســــالم لعد ِّم‬
‫وجو ِّد دليل قطعي عىل ذل‪.‬‬
‫ابب‬ ‫يخ االسال ِّم ـ وهو ا خأقــــرب ـ خأو نفــــهيَا عنــه‪ِّ ،‬مــن ِّ‬ ‫مع اماكن ِّنسبتا لش ِّ‬
‫ائــن اليت يوفق ل َتحصيـ ِّلها ال َباحث‬ ‫الظــــــن املَبين عىل ا خأدلــــــ ِّة وال َقر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫غلب ِّة‬
‫وتَظهر للناظر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ِها‪:‬‬
‫ُ أبيات‬
‫‪ ‬عدد‬

‫رش (‪ )16‬بيــــت ِّمن الشع ِّر‪.‬‬


‫اش َتملت هذه املنظــــــومة عىل؛ س تة َع َ‬

‫المنظومة‪:‬‬
‫َ‬ ‫بحر‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫هذه املنظومة ِّمن‪" :‬البحر الاكمل"؛‬


‫وو نزه حبسب الائرة العرو ية‪:‬‬
‫متَ َف ْا ِّعل ْن متَ َف ْا ِّعل ْن متَ َف ْا ِّعل ْن‬ ‫متَ َف ْا ِّعل ْن متَ َف ْا ِّعل ْن متَ َف ْا ِّعل ْن‬

‫ِها‪:‬‬ ‫تأِ‬
‫ليف‬ ‫ِكر‬
‫ُ سَببِ َ‬ ‫‪‬ذ‬

‫ببيان عقيدتِّـه‬
‫يخ االسـالم ِّ‬ ‫الظاهر خأنه؛ ور َد سؤال عىل ش ِّ‬
‫و َمذه ِّبه فهيا‪ ،‬فأخجاب نظ اما عىل السائل تيسري اا للح ِّــفــ ِّ وتقريــب اا للفــه ِّم وهذا‬
‫الاح ِّتامل هو ا خأقرب؛‬
‫لقوِ ف املنظــــــومة‪ََ :‬ي َسائِِّل َع ْن َم ْذه َِّب و َع ِّقيدَ ِّيت‪...‬‬
‫ــ ِّ‬
‫ــ ولكوِّنـــــــــــه الغالــ َب ف َتصانيفــــه ف ا ِّالعتــــــقاد؛ كـ "الواسطية"‬
‫و"امحلوية"‪...‬‬
‫ويـحــــتَــــ َمل خأن يــكون شـيــخ االســالم خأور َدهــا ِّمن بــــاب‬
‫يه عادت الشعراء‪.‬‬ ‫التو ِّ ي ِّح و ال َبيان َمك َ‬

‫‪42‬‬
‫نهـــــج ابن‬‫م َ‬‫ِم َ‬
‫َـال‬
‫مع‬‫ِن َ‬
‫‪‬م‬
‫ِية‪:‬‬ ‫ِيـــــة ف‬
‫ِي اللَّم‬ ‫تيم‬
‫َ‬

‫هــذه املنظومة‪:‬‬
‫‪ /1‬ــ منظـــومة مختصـَـــــــرة؛ اذ خأور َدها انظمها ف خأبيــــات معدودات‬
‫ائل الاعتــــ ِّ‬
‫قادات مما ي َعتــقــده خأَاب‬ ‫ات مسـ ِّ‬‫يسريات‪ ،‬دون اخالل مبـــهمــــ ِّ‬
‫الديــ ِّث وا خأثـــ ِّر‪ ،‬مخــالفــ َني فـــــيه خأهــــ َل البدع والضالالت‪.‬‬

‫‪ /2‬ــ منظــــومة محــّبة مـــحــــررة؛ اذ تَـــــــندرج ِّ ــمن املنظومــات‬


‫هل السنــــــة وامجلــاعة‪:‬‬ ‫اليت ع ِّنيــت مبســــــــائل مجـمل الاعتقـــــــاد عند خأ ِّ‬
‫‪1‬ــ ف خأَاب الن ِّب صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫‪2‬ــ وف القرأ ِّن الكرمي‪.‬‬
‫‪3‬ــ وف أَي ِّت الصفات‪.‬‬
‫املؤمنني ربم ف اأخرة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪4‬ــ وف رؤي ِّة‬
‫‪5‬ــ وف خأمـ ِّور املعــا ِّد والقبــ ِّر‪ ،‬والو ِّ واملي ِّان و ِّالرص ِّاط‪ ،‬واجلنة‬
‫والنار‪.‬‬
‫‪6‬ــ وف الـــــ ِّث عىل ِّاتبـاع َمن ســلف ِّمـن خأ ِّ‬
‫هل العــمل ا خأثبــ ِّ‬
‫ات‬
‫ابالتــباع وترَ الاب ِّتداع‪.‬‬ ‫ِّالثقات العدول‪ِّ ،‬ممن َس ِّلمت عقائــدمه واش تروا ِّ‬
‫‪7‬ــ وف التحذي ِّر ِّمن ال ِّبدعة و خأه ِّلها‪.‬‬
‫يب‪،‬‬ ‫ك ذل ؛ ف َس بك َرائق‪ ،‬ون َظم فَائق‪ ،‬مع تَــــ َقــصد التــيــــ ِّ‬
‫سري والتقر ِّ‬
‫دمته‬‫يب‪ ،‬فزاه هللا ك خيــــر‪ ،‬ون َفعــــ ِّين هللا واَي مك مبا َ‬ ‫واالفاد ِّة لل َبعي ِّد والقر ِّ‬
‫يَ َرا َعته و َح َّبته بَ َرا َعته‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ِيــــة‬‫َــــات اللَّم‬‫ِن طَبَع‬
‫‪‬م‬
‫ِـَ‬
‫ها‪:‬‬ ‫ِدمت‬
‫ِي خ َ‬ ‫ِ ف‬‫ِلم‬
‫ِ الع‬ ‫ُ أهل‬
‫هود‬
‫َجُُ‬
‫و‬

‫َذكر ا ََيد بن عبد اللطيف بن ابراهمي القييس ف مقدمة تقــيقه‬


‫لـكتاب‪ :‬الاللئ البية(‪ )1‬خأن؛ هذه القصـــــيدة لــهـا نسخة خطية ف جـامعـة‬
‫املكل سعود برمق (‪ )6/1928‬منسوخة ف س نة (‪)1353‬هـ‪.‬‬

‫وطبعت هذه املنظومة عدة طبعات مهنا‪:‬‬


‫‪1‬ــ خأول طبــــعــة لــــهـا َكن ـمن كتــــاب؛ " جــــالء العينيـــن ف حمامكة‬
‫ا خأمحدين " ف صفحة ‪ 58‬لعالمة العـــراق نعامن ا خألوس ـ رمحـه هللا ـ‪.‬‬
‫‪2‬ــ طبعت ِضن كتــاب " الصحيـــح من النظــــــــــــم الفصـيــح لش يخ‬
‫الاسالم ابن تمييـة " للش يخ عبد الســالم بن برجــس بن انصـــــــر أل عبد‬
‫الكرمي ـ رمحه هللا ـ‪.‬‬
‫‪3‬ــ َطبعة دار املهناج املصـرية سنــــة (‪)1425‬هـ‪ ،‬و مــعها تشطري لالمية‪،‬‬
‫وتتـمــــــــة ِّعلمية علهيا‪.‬‬
‫‪4‬ــ َطب َعة دار اأثـــــــــــار املرصية سنــــة (‪1429‬هـ)‪ِّ ،‬بضَ بط وتَصحيح؛‬
‫عبد هللا بن ملح الوالين‪ ،‬ط ِّبعــــت ف أخر مصنــــــف ف متون العقيدة مع‬
‫العقيدة السفارينية وحائية ابن خأرس داود‪.‬‬

‫(‪ )1‬في الصفحة السابعة ‪.7‬‬


‫‪44‬‬
‫‪5‬ــ َطبعــــــة الش يخ عبد هللا بن مــحــمد الشــــمراين ِِّضن ِّكتــابه املاتــع‪:‬‬
‫ابلريـــــا ‪َ ،‬أ َور َد‬
‫" اجلــامع للمتون العــــلمية "‪،‬عن مــــكـتبــة مــدار الوطــن ِّ‬
‫الالمية ف الصفحة ‪ ،405‬من الطبعة الثانية ِّمنه‪.‬‬

‫ومة‪:‬‬
‫المنظُ َ‬
‫َ‬ ‫َلى‬
‫ِ ع‬
‫األعمال‬
‫َ‬ ‫ِن‬
‫‪‬م‬

‫‪ ‬قا َم ب َعض ا َأفَا ِّ ــل ِّبت َ ِّ‬


‫شطيـــر(‪ )1‬الالمــية وا َ افَة قَــوا ِّعـد وفَوائِّـد‬
‫فرائد عَل َـيـها مهنم‪:‬‬

‫‪1‬ــ خأحـمد بن عـــــباس املساح املعمـــري‪ ،‬ونــــســـخته موجــودة‬


‫ف موقــعه عبـر الشبـكــــة العـنكبـوتيــة‪ ،‬وقــد خأوردتـها ف هــــذه ِّالرساَل بــعد‬
‫املنظومة الالمية‪.‬‬

‫‪2‬ــ والش يخ محمد صاحل العباس الشافعي البحريين ت(‪)1412‬هـ‪،‬‬


‫طبع بتحقيق الس يد محمد رفيق السيين‪ ،‬عن دار البشائر االسالمية الطبعة‬
‫ا خأوىل (‪)1433‬هـ‪ ،‬ـمن سـلسةل " لقاء العــرش ا خأواخـر ابملسجد الرام "‬
‫برمق (‪ ،)179‬اجملموعة (‪ ،)14‬اجملدل الثاين‪.‬‬

‫(‪ )1‬التشطير؛ هو أن يعمد الشاعر إلى أبيات لغيره‪ ،‬فيا ام إلى كل شط ٍر منها شطرا يزيده عليه‬
‫عجزاً لصدر وصدراً لعجز ‪.‬ا‪.‬ه ميزان الذهب في صناعة شعر العرب للعلمة السيد أحمد‬
‫اله اشمي طبعة مكتبة اآلداب صفحة ‪.136‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ ‬وقام بعضهم ابال افة علهيا وتـتـ ِّمـيـ ِّمــها ن َظاما‪:‬‬
‫و ال خأعــمل َمن فعل ذل ِّســـوى؛ املعتين ابلالمية ف َطبعــة دار الـمــهناج‬
‫املصـرية قال ف مقدمــة اعتنائه ابلرساَل(‪:)1‬‬
‫مث خـتـــــمــــت ـ أخر اا ـ بنظ ِّم عرشين بيتــ اا ـ تمتاميا ـ؛ تتضمـن مجم َل‬
‫هل السنــــة ف(مســأخلــة االيـمـان والكفر)؛ ردا عىل تـفريط املرجئة‪،‬‬ ‫صــول خأ ِّ‬
‫خأ ِّ‬
‫ون النــاظ ِّم ـ رحــمه هللا تعاىل ـ م ي َذكر هذه‬ ‫ونقض اا عىل افر ِّاط الوارجِّ؛ لكـــ ِّ‬
‫املسأخَل املهمة ف ن َظمه‪.‬ا‪.‬هـ‬

‫ِ‬
‫ومة‬
‫المنظُ َ‬
‫َ‬ ‫ُوحَــــاتِ‬
‫ِن شُر‬ ‫‪‬م‬
‫ِية‪:‬‬‫اللَّم‬

‫أ‪ -‬ال َمطبُو َعــــة‪:‬‬

‫[‪ ]1‬الــآللىء البَهيَّة شــرح الميَّة شيخِ‬


‫ِ ابنِ تيمية؛‬ ‫اإلسلم‬
‫للشــيخ خأمحد بن عبــــد هللا املــرداوي النبــــِل‪ ،‬كــان حيا س نة ‪ 1236‬هـ‪،‬‬
‫ط ِّبع طبعتني‪:‬‬
‫ـ ا خأوىل‪ :‬بتعـــــليـق الش يخ صـاحل بن فوزان الفــــــوزان‪ ،‬عن‬
‫دار املسمل ‪ ،‬الطبعة ا خأوىل ‪1417‬هـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬في الصفحة الخامسة ‪.5‬‬


‫‪46‬‬
‫ـ والثانية‪ :‬بتــحقـيق وتعليــــــق ا ََيد بن عبــــــد اللـــطيف بــن‬
‫ابراهمي ال ِّقييس‪ ،‬عن دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة ا خأوىل ‪1427‬هـ‪.‬‬

‫[‪ ]2‬شرح اللَّميَّة؛‬


‫ليوســــف بن عبـد هللا الســــام‪ ،‬طــــــبـع عــــــن دار التدمــــــــرية‪ ،‬الطبعــة‬
‫الثــالثة ‪1432‬هـ‪.‬‬

‫َدية في شَرحِ‬
‫َق‬‫ِد الع‬
‫َــوائ‬
‫َة الف‬
‫َجَاز‬‫[‪ ]3‬و‬
‫اللَّمية؛‬
‫تأخليف الش يخ عبد هللا بن محود الفريـح‪ ،‬وهو موجود ف الش بكة العنكبوتية‬
‫ف حوايل ‪ 52‬صفحة‪.‬‬

‫ِ؛‬ ‫ِ شَيخِ اإل‬


‫ِسلَم‬ ‫ِيَّة‬
‫ِشرحِ الَم‬
‫ُ ب‬
‫لمام‬ ‫[‪ِ ]4‬‬
‫اإل َ‬
‫تأخليف محمد بن َســ ِّعيد مـحــضَ ار ال َعدَ ين‪ ،‬طـ ِّبـــــــع َعن ِّ‬
‫دار املقتَبس‪ ،‬الطب َعـة‬
‫اأ َوىل‪1435‬هـ‪.‬‬

‫تيمية‬
‫اإلسلم ابن َ‬ ‫[‪ ]5‬شرح الَم‬
‫ِــيَّة شيخ ِ‬
‫ِ؛‬‫ِيدة‬‫َق‬‫في الع‬
‫تأخليف الش يخ صادق بن مـحمد صاحل البيضاين‪ ،‬ط ِّبع عن َمكــتـبة ا خأصــــاَل‬
‫والرتاث ابالشرتاَ مع دار اللؤلؤة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ِ شَيخِ‬
‫ِــيَّة‬
‫ِي الَم‬
‫ِما ف‬ ‫ِل‬
‫ِ بَ‬ ‫[‪ ]6‬غ‬
‫ُنيًة السَّـائ‬
‫ِل؛‬
‫مسَائ‬
‫ِن َ‬ ‫ِ م‬
‫ِسلَم‬
‫اإل‬
‫للش يخ خأ َ َمحد بن َحيـ َي النج ِّمي ـ َر ِّ َمحه هللا ـ‪ ،‬طــــبع عن دار الـ ِّمـهنَاج ِّبــمرص‪،‬‬
‫الطب َعة اأ َوىل (‪ )1436‬هـ‪.‬‬

‫ِ شَيخِ‬
‫ِــيَّة‬ ‫ِ ب‬
‫ِشَرحِ الَم‬ ‫ية‬ ‫ُ البَـر‬
‫َِّ‬ ‫ِتـحَاف‬‫[‪ ]7‬إ‬
‫ِية؛‬‫تيم‬‫ِ ابنِ َ‬‫ِسلَم‬
‫اإل‬
‫ِّ َأرس معار َوه َبان بن م ِّرشد املودعي‪ ،‬طــبع عن دَار عـمر بن الطاب بِّمرص‬
‫و َمكتبة االمام َالوا ِّدعي ابل َي َمن‪ ،‬الطبعة اأ َوىل (‪ )1434‬هـ‪.‬‬
‫إ‬
‫ِـيَّة شَيـخ‬
‫ِي شـرحِ الَم‬ ‫[‪ ]8‬إفادُ‬
‫ة األُنام‬
‫ِ ف‬
‫ِ؛‬‫ِسلم‬
‫اإل‬
‫خأرس عبد هللا كـمـال بن ثـابت الـمودي العدين‪ ،‬طـبع عن دار اأاثر مبرص‪،‬‬
‫الطبعة ا خأوىل (‪ )1434‬هـ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ب‪ -‬ال َمس ُمو َعـــــة‪:‬‬

‫ويه كثرية ومتنوعة ؛ من حيث الاختصـار والطول‪ ،‬ومن حيـــــث مهنجية‬


‫ثال ال ال َ ِّ‬
‫رص‪:‬‬ ‫يــــــــــل ا ِّمل ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الرشح وأسلوب العر ‪ ،‬ومهنا عىل َس ِّب‬
‫[‪ُ ]1‬شح الش يخ سلطان العيـد ف (‪ )8‬خأُشطة‪.‬‬
‫[‪ُ ]2‬شح الش يخ عبد الكرمي الضيــر ف (‪ )3‬خأُشطة‪.‬‬
‫[‪ُ ]3‬شح الش يخ معر بن سعــود العيــد ف (‪ُ )12‬شيط اا‪.‬‬
‫[‪ُ ]4‬شح الش يخ عبد هللا اجلــّبين ف ُشيط (‪.)1‬‬
‫[‪ُ ]5‬شح الش يخ مسري مريابيع اجلزائري ف (‪ )3‬خأُشطة‪.‬‬
‫[‪ُ ]6‬شح الش يخ عبد الرزاق البـدر ف (‪ )6‬خأُشطة‪.‬‬
‫[‪ُ ]7‬شح الش يخ زيد بن محمد املدخِل ف ُشيطني (‪.)2‬‬
‫[‪ُ ]8‬شح الش يخ عِل بن عبد العزيز الش بل ف (‪ )4‬خأُشطة‪.‬‬
‫[‪ُ ]9‬شح الش يخ خأمحد بن معـر ابزمول ف ُشيط‪.‬‬
‫[‪ُ ]10‬شح الش يخ بدر البدر ف ُشيط واحد‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهو مطبوع‪.‬‬


‫(‪ )2‬وقد طبع م خراً عن دار الميراث النبوي باسم‪ " :‬تيسير الرب الرحيم شـرح لميـة اإلمـام أحمـد‬
‫بن عبد الحليم" الطبعة الولى ‪.1433‬‬
‫‪49‬‬
‫تنبيه ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫صـني‬
‫تخص َ‬‫عدد ا خأُشطة املسجةل قد يتغري حبسب ترصف بعـض االخـوة امل ِّ‬
‫ف الصوتيات ِّب َت ِّقسيـ ِّمها ابعتبارات معينة فلْيتنبه‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪:‬‬
‫لقاء صوتي اا مسج اال ِّمن ِّق َبل ‪:‬‬
‫وقد أل ِّق َي هذا املت ا ا‬
‫‪ -‬ا خأ ِّ طه ال َفهد ا ِّلليب‪.‬‬
‫‪ -‬وا خأ سلامين الش ِّوهييي‪.‬‬

‫‪50‬‬
51
‫القصيدة اللامياة‬
‫المنسوبة لشيخ اإلسلم‬
‫أبي العبااس أحـمد بن عبد الحليم بن تيمياة الح اراني‬

‫( ‪ 661‬ـ ‪ 728‬هـ )‬

‫عدد البيات‪16 :‬‬

‫البحر‪ :‬الكامل‬

‫‪52‬‬
53
‫الرِحي ِم‬
‫حم ِن َّ‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫بِس ِم اللَِّ‬
‫ه‬
‫َ‬

‫يـ ـ ــا سـ ـ ــائلي عـ ـ ــن مـ ـ ــذهبي وعقيـ ـ ــدتي [‪ ]1‬رزق اله ـ ـ ـ ــدى م ـ ـ ـ ــن للهداي ـ ـ ـ ــة يسـ ـ ـ ـ ـأل‬

‫(‪)1‬‬
‫اسـ ـ ـ ــمع كـ ـ ـ ــلم محقـ ـ ـ ـ ٍـق ف ـ ـ ـ ـي قـولـ ـ ـ ـ ـه [‪ ]2‬ل ين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثني عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ول يـتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ادل‬

‫ب [‪ ]3‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ــوداة القربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى بهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا أتـو اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬


‫صـ ـ ــحابة كلهـ ـ ــم ل ـ ـ ـي مـ ـ ــذه ٌ‬
‫حـ ـ ــب ال ا‬

‫(‪)2‬‬
‫ولكلهـ ـ ـ ـ ـ ــم ق ـ ـ ـ ـ ـ ــد ٌر ع ـ ـ ـ ـ ـ ـل وفا ـ ـ ـ ـ ـ ـائ ٌل [‪ ]4‬لكنام ـ ـ ـ ـا الصـ ـ ـ ــديق مـ ـ ـ ــنهم أفا ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫(‪ )1‬يج ــب إش ــباع "اله ــاء" ف ــي كلم ــة "عن ــه" ليس ــتقيم ال ــوزن‪ ،‬ول ــذلك يكتبه ــا بع ــض النس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخ‬
‫"عنهو" لينتبه القارئ‪.‬‬
‫ع "‪.‬‬
‫در وفالٌ ساط ٌ‬
‫(‪ )2‬جاء الشطر الول من البيت في بعض النسخ المطبوعة‪" :‬ولكل هم ق ٌ‬
‫‪54‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وأقـ ـ ـول فـ ـ ـي الق ـ ــرآن م ـ ــا ج ـ ــاءت بـ ـ ــه [‪ ]5‬آياتـ ـ ـ ـ ـ ــه فـ ْهـ ـ ـ ـ ــو الك ـ ـ ـ ـ ـريم الـ ـ ـ ـ ـ ـمنزل‬

‫(‪)2‬‬
‫وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـول ق ـ ـ ـ ـ ـ ـال اهلل ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ال جلل ـ ـ ـ ـ ـ ـه [‪ ]6‬والمصـ ـ ـطفى الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي ول أت ـ ـ ـأ اول‬

‫وجمي ـ ـ ـ ــع آيـ ـ ـ ـ ـات الص ـ ـ ـ ــفات أمرهـ ـ ـ ـ ــا [‪ ]7‬حق ـ ـ ـ ـ ـ ـاً كمـ ـ ـ ـ ـ ـا نـقـ ـ ـ ـ ـ ــل الط ـ ـ ـ ـ ــراز ال اول‬

‫وأرد عه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدتها إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى نـ اقاله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا [‪ ]8‬وأصـ ـ ـ ـ ـونها عـ ـ ـ ـ ــن ك ـ ـ ـ ــل مـ ـ ـ ـ ـا يـتخيا ـ ـ ـ ــل‬

‫(‪)3‬‬
‫قبحـ ـ ـ ـ ـ ـاً لم ـ ـ ـ ـ ــن نـب ـ ـ ـ ـ ــذ القـ ـ ـ ـ ـ ـران وراءه [‪ ]9‬وإذا استـ ـ ـ ـ ـد ال يـ ـ ـ ـقول قال الخطل‬

‫(‪ )1‬في النسختين الخط يتين‪" :‬فـ ْه و الق د يم الم نـ زل "‪ ،‬ولعـل مـا أثبتـه هـو القـرب للصـواب؛ فـإن‬
‫إثب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات لفظ "القـديم" مخـالف لمـا قـرره شـيخ اإلسـلم ـ رحمـه اهلل ـ واشـتهر عنـه فـي أكثـر مـن‬
‫موضع من رسائله وفتاويه‪ ،‬وسبق بيان ذلك عند الكلم عن الم لاف‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا البيت سقط من كتاب "الصحيح من النظ م الفصيح لشيخ السلم ابن تيمية" للشيخ‬
‫عبد السلم بن برجس بن ناصر ال عبد الكريم ـ رحمه اهلل ـ‪ ،‬وكذا هو ليس في "جلء العينين"‪.‬‬
‫صراني ‪ :‬غياث بن غوث التاـ غْل بي ت (‪ 90‬هـ ) ‪ ،‬وشيخ اإلسـلم هنـا يشـن ع علـى‬
‫(‪ )3‬هو الشاعر النا ْ‬
‫م ن ترك الستدلل بـ "القرآن الكريم" ويستدل بالبيت المنسوب لألخطل‪:‬‬

‫إن الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم لفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اد وإنام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا جع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل اللسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اد دلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلً‬
‫وانظر بيان ذلك مفصل في‪ :‬مجموع الفتاوى (‪ 296/6‬ـ ‪.) 297‬‬
‫‪55‬‬
‫سم ـ ـ ـ ــاء بغيـ ـ ـ ــر كي ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ف ين ـ ـ ـ ـزل‬ ‫و الم من ـ ـ ـ ـ ـون ي ـ ـ ـ ـ ــرون حقـ ـ ـ ـ ـ ـاً رباـهـ ـ ـ ـ ــم [‪ ]10‬وإل ـ ـ ـ ـى ال ا‬

‫وأق ـ ـ ــر بـالميـ ـ ـ ــزان و الح ـ ـ ــوض الاـ ـ ـ ـذي [‪ ]11‬أرج ـ ـ ـ ـ ـ ــو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـأني من ـ ـ ـ ـ ـ ـه ري ـ ـ ـ ـ ـ ـاً أنه ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وكـ ـ ـ ـذا الص ـ ـ ــراط يم ـ ـ ــد فـ ـ ـ ـوق جهـ ـ ـ ـن ٍام [‪ ]12‬فمس ـ ـ ـ ـ ـلا ٌم ن ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـاج(‪ )1‬وآخ ـ ـ ـ ـ ــر مهم ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫ش ـ ـ ـ ــقي بحكم ـ ـ ـ ـ ٍـة [‪ ]13‬وك ـ ـ ـذا التاقـ ـ ــي إل ـ ـ ـى الجنـ ـ ــان سـ ـ ــيدخل‬
‫والناـ ـ ـ ــار يص ـ ـ ـ ــلها ال ا‬

‫ـل يقارنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه هنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك ويسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأل‬ ‫ولكـ ـ ـ ـ ــل حـ ـ ـ ـ ــي عاق ـ ـ ـ ـ ـ ٍـل ف ـ ـ ـ ـ ـي قب ـ ـ ـ ـ ــره [‪]14‬‬
‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬

‫اج "‪.‬‬
‫(‪ )1‬وفي بعض النسخ المطبوعة‪" :‬فموح ٌد ن ٍ‬
‫‪56‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫شـ ـ ـ ـ ـ ـافعي و مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ٍ‬
‫ك [‪ ]15‬وأبـي حـ ـ ـنيـفـة ثـ ام أحـ ـ ـ ـ ـ ـمد يـ ـ ـ ـ ـنـ ـقـل‬ ‫هذا اعتقـ ـ ـ ـاد ال ا‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـإن اتاـبعـ ـ ـ ـ ـ ـت سـ ـ ـ ـ ـ ـبيلهم فموفاـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌق [‪ ]16‬وإن ابتـ ـ ـ ــدعت فم ـ ـ ـ ـا علي ـ ـ ـ ـك مع ـ ـ ـ ـ اـول‬

‫(‪ )1‬جاء في إحدى الطابعات بعد هذا البيت‪:‬‬


‫ـك ولل ا‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافعي "در" و "رْم" لبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن حنبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫فـنعم ـ ـ ـ ـ ـانـهم "ق ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ان" و "ط ْع ـ ـ ـ ـ ـ ٌق " لمالـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ْ‬
‫وهذا البيت يرم ز لوفيات الئ ام ة الربعة بحساب " الج مل "‪:‬‬
‫"قان" = ‪151( = 50+ 1 + 100‬هـ)‬
‫"طعق" = ‪179(=100+70+9‬هـ)‬
‫"در" =‪204( =200+4‬هـ)‬
‫"رم"=‪240( = 40+ 200‬هـ)‬
‫وهي وفيات الئ ام ة الربعة‪ :‬أبي حنيفة‪ ،‬و مالك‪ ،‬و الشافعي‪ ،‬و أحمد‪ ،‬على التاوالي‪.‬‬
‫ومن تأ ام ل هذا البيت يجد أنه م قحم على "اللامية" بما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ "اللامية" م ن بحر "الكامل" والبيت المذكور من بحر "الطاويل"‪.‬‬
‫‪2‬ـ آخر القافية من "اللامية"؛ لم مامومة‪ ،‬وآخر القافية م ن هذا البيت؛ لمٌ مكسورة‪.‬‬
‫‪3‬ـ لم ي ذكر هذا البيت؛ العلامة أحمد المـرداوي فـي شـرح اللميـة "الالـى البيهيـة" علـى‬
‫أنــه من"اللميــة" بــل ذكــره مستشــهداً بــه ـ "ص‪ " 152‬ط ‪ /‬دار المســلم بتعليــق الشــيخ صــالح بــن‬
‫فوزان الفوزان‪ ،‬وصفحة ‪ 183‬طبعة دار ابن حزم بتعليق إياد بن عبد اللطيف بـن إبـراهيم القيسـي ـ ـ‬
‫ونسبه لـ "بعض الفالء"‪.‬‬

‫‪57‬‬
58
‫تش ـ ـ ـ ـ ـ ـطي ـ ـ ـر‬
‫"لم ـياة شيـخ اإلس ـلم ابن تي ـمياة"‬

‫ساح المعمري‬
‫لحمد الم ا‬

‫‪59‬‬
60
‫يـ ـ ـ ــا سـ ـ ـ ــائلي عـ ـ ـ ــن مـ ـ ـ ــذهبي وعقيـ ـ ـ ــدتي [‪ ]1‬هـ ـ ـ ـذا الجـ ـ ـ ــواب لمـ ـ ـ ـن لح ـ ـ ــق يقبـ ـ ـ ــل‬

‫ـل رباـ ـ ــك التاوفي ـ ـ ــق يـ ـ ـ ـا هـ ـ ـ ـذا فـقـ ـ ـ ـ ْد [‪ ]2‬رزق الهـ ـ ـ ــدى مـ ـ ـ ــن للهدايـ ـ ـ ــة يس ـ ـ ـ ـأل‬
‫سـ ـ ـ ـ ْ‬

‫اسـ ـ ـ ـ ــمع كـ ـ ـ ـ ــلم محقـ ـ ـ ـ ـ ٍـق فـ ـ ـ ـ ــي قـولـ ـ ـ ـ ـ ـه [‪ ]3‬ولم ـ ـ ـذهب ال ا‬


‫سـ ـ ــلف الك ـ ـ ـرام ي صـ ـ ــل‬

‫عـ ـ ـ ــرف الهـ ـ ـ ـ ــدى ثـ ـ ـ ـ ـ ام استـقـ ـ ـ ـ ــام وإناـ ـ ـ ــه [‪ ]4‬ل ين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثني عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ول يـتبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ادل‬

‫ب [‪ ]5‬وأكـ ـ ـ ـف ع ام ـ ـ ـ ـا ق ـ ـ ـ ـد ج ـ ـ ـ ـرى وأبجـ ـ ـ ــل‬


‫ص ـ ـ ــحابة كله ـ ـ ــم لـ ـ ـ ـي م ـ ـ ــذه ٌ‬
‫ح ـ ـ ــب ال ا‬

‫وبحـ ـ ـ ـ ـ ـبهم أرجـ ـ ـ ـ ـ ــو مصـ ـ ـ ـ ـ ـاحبتي لهـ ـ ـ ـ ـ ـم [‪ ]6‬ومـ ـ ـوداة الق ـ ـ ـرب ـى به ـ ـا أت ـ ـ ـو اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫ولكله ـ ـ ـ ـ ـ ــم قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ٌر عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل وفاـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائ ٌل [‪ ]7‬وإذا س ـ ـ ـ ــئلت فـ ـ ـ ـ ــأهل بـ ـ ـ ـ ـد ٍر أكم ـ ـ ـ ــل‬

‫وأجلهـ ـ ـ ـ ـ ْـم خلف ـ ـ ـ ـ ــاء مبع ـ ـ ـ ـ ـوث اله ـ ـ ـ ـ ـدى [‪ ]8‬لكنامـ ـ ـ ـ ــا الصـ ـ ـ ـ ــديق مـ ـ ـ ـ ــنهم أفا ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وأق ـ ـ ـول ف ـ ـ ـي القـ ـ ــرآن مـ ـ ــا جـ ـ ــاءت ب ـ ـ ــه [‪ ]9‬أخ ـ ـب ـ ــاره في اهلل حـ ـ ـ ـ ـق تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْقبـ ـ ـ ــل‬

‫‪61‬‬
‫ليس ـ ـ ـ ـ ـ ـت بمحدث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍة (‪ )1‬ول مخلوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـة [‪ ]10‬آيات ـ ـ ـ ـ ـ ــه فـ ْهـ ـ ـ ـ ـ ــو الك ـ ـ ـ ـ ـ ـريم الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمنزل‬

‫وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال اهلل ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ال جلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه [‪ ]11‬ق ـ ـ ـ ـ ـال ال ارسـ ـ ـ ـ ــول وص ـ ـ ـ ـ ـحبه وأعـ ـ ـ ـ ــول‬

‫أن ـ ـ ـ ـ ـا ل أجـ ـ ـ ـ ـ ـاوز مـ ـ ـ ـ ـ ـا يـقـ ـ ـ ـ ـ ـول إلهنـ ـ ـ ـ ـ ــا [‪ ]12‬والمصـ ـ ـ ـ ـ ـطفى الهـ ـ ـ ـ ـادي ول أت ـ ـ ـ ـ ـ ـأ اول‬

‫(‪ )1‬إذا تأمل المنصف البيت الذي قبله علم أن المقصود كالم هللا الذي هو القرآن الكريم وبالضبط آياته‪ ،‬وليس‬
‫جنس كالم هللا‪ ،‬وأنه جاء في مقام الرد على أهل البدع والضالل الذين يرون أنه مخلوق محدث‪ ،‬فإيراد الناظم هذا‬
‫ال نفي إنما يقع على قولهم الباطل المشتهر بين الناس أوال‪ ،‬والوارد في موضوع المنظومة ثانيا‪ ،‬فينصرف المعنى‬
‫المقصود إليه أصالة‪ ،‬وليس على المعنى الدقيق الصحيح الذي يطلقه ويقصده أهل السنة‪ ،‬وعليه فاعلم ـ رعاني هللا‬
‫وإياك ـ أن شيخ اإلسالم ابن تيمية يقول‪" :‬هللا يتكلم بمشيئته وقدرته‪ ،‬وكالمه هو حديث‪ ،‬وهو أحسن الحديث‪،‬‬
‫وليس بمخلوق باتفاقهم‪ ،‬ويسمى حديثًا وحادثًا‪ ،‬وهل يسمى محدثًا ؟ على قولين لهم‪ .‬ومن كان من عادته أنه ال‬
‫يطلق لفظ المحدث إال على المخلوق المنفصل كما كان هذا االصطالح هو المشهور عند المتناظرين الذين‬
‫هللا وكانوا ال يعرفون للمحدث معنى إال المخلوق المنفصل فعلى‬ ‫تناظروا في القرآن في محنة اإلمام أحمد رحمه ه‬
‫هذا االصطالح ال يجوز عند أهل السنة أن يقال‪ :‬القرآن محدث‪ ،‬بل من قال ‪:‬إنه محدث‪ ،‬فقد قال‪ :‬إنه مخلوق‪.‬‬
‫ولهذا أنكر اإلمام أحمد هذا اإلطالق على داود لما كتب إليه أنه تكلم بذلك‪ ،‬فظن الذين يتكلمون بهذا االصطالح أنه‬
‫هللا غير‬ ‫أراد هذا فأنكره أئمة السنة‪ .‬وداود نفسه لم يكن هذا قصده‪ ،‬بل هو وأئمة أصحابه متفقون على أن كالم ه‬
‫مخلوق‪ ،‬وإنما كان مقصوده أنه قائم بنفسه‪ ،‬وهو قول غير واحد من أئمة السلف‪ ،‬وهو قول البخاري وغيره‪.‬‬
‫والنزاع في ذلك بين أهل السنة لفظي‪ ،‬فإنهم متفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل‪ ،‬ومتفقون على أن كالم ه‬
‫هللا قائم‬
‫بذاته‪ ،‬وكان أئمة السنة كأحمد وأمثاله‪ ،‬والبخاري وأمثاله‪ ،‬وداود وأمثاله‪ ،‬وابن المبارك وأمثاله‪ ،‬وابن خزيمة‬
‫هللا يتكلم بمشيئته وقدرته‪ ،‬ولم يقل أحد منهم‪:‬‬ ‫وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي شيبة وغيرهم‪ ،‬متفقين على أن ه‬
‫إن القرآن قديم‪ ،‬وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن ُكالب" ‪.‬اهـ ‪ .‬مجموع الفتاوى (‪532/5‬ـ‪ ،)533‬وقال‬
‫كذلك رحمه هللا‪" :‬إن أردت بقولك‪ :‬محدث‪ ،‬أنه مخلوق منفصل عن هللا ـ كما يقول الجهمية والمعتزلة والنجارية‬
‫ـ ‪ ،‬فهذا باطل ال نقوله‪ ،‬وإن أردت بقولك‪ :‬إنه كالم تكلم هللا به بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه‪ ،‬وإن كان قد تكلم‬
‫بغيره قبل ذلك مع أنه لم يزل متكلما إذا شاء فإنا نقول بذلك‪ .‬وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو قول السلف‬
‫وأهل الحديث" ‪.‬اهـ‪ .‬مجموع الفتاوى (‪ ،)161/6‬فبهذا يظهر جليا‪ ،‬أن مقصود الناظم إنما هو نفي المعنى األول‬
‫الباطل‪.‬‬
‫ويقول الشيخ ابن عثيمين كما في فتاوى نور على الدرب (‪" :)202/1‬من قال إن القرآن محدث‪ ،‬فليس بمبتدع‬
‫وليس بضال‪ ،‬بل قد قال هللا تعالى‪َ ( :‬ما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن ِذ ْك ٍر ِم ْن َربِّ ِه ْم ُمحْ َد ٍ‬
‫ث إِ اال ا ْستَ َمعُوهُ َوهُ ْم يَ ْل َعبُونَ ) األنبياء ‪ ،2‬نعم‬
‫لو كان المخاطب ال يفهم من كلمة ُمح َدث إال أنه مخلوق‪ ،‬فهنا ال نخاطبه بذلك‪ ،‬وال نقول‪ :‬إنه محدث؛ خشية أن‬
‫يتوهم ما ليس بجائز"‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ث)‬ ‫د‬ ‫حْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِّ‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ك‬
‫َ َ ِ ِْ ِ ِ ٍ ِ َ ِْ ُ َ ٍ‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬‫(‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫هللا‬ ‫قال‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬‫‪494‬‬ ‫(‬ ‫اللفظية‬ ‫المناهي‬ ‫معجم‬ ‫في‬ ‫ويقول الشيخ بكر أبو زيد‬
‫األنبياء‪ ،2 :‬أي إن هللا تعالى تكلم بالقرآن بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه‪ ،‬وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك‪ ،‬ولم‬ ‫ا‬
‫يزل سبحانه متكلما ً إذا شاء‪ ،‬فالقرآن محدث بهذا المعنى‪ ،‬أما تسمية المبتدعة له محدثاً بمعنى مخلوق فهذا باطل‪،‬‬
‫ال يقول به إال الجهمية والمعتزلة‪ ،‬فهذا اإلطالق بهذا االعتبار ال يجوز"‪ .‬اهـ‪ .‬وهللا تعالى أعلى وأعلم‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫وجمي ـ ـ ـ ـ ــع آي ـ ـ ـ ـ ــات الص ـ ـ ـ ـ ــفات أمرهـ ـ ـ ـ ـ ــا [‪ ]13‬م ـ ـ ـن غيـ ـ ــر تكييـ ـ ـ ٍ‬
‫ـف ولسـ ـ ــت أعط ـ ـ ـل‬

‫وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول ظاهره ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد إلهن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا [‪ ]14‬حقـ ـ ـ ـ ـ ـاً كمـ ـ ـ ـ ــا نـق ـ ـ ـ ـ ــل الطـ ـ ـ ـ ــراز ال اول‬

‫[‪ ]15‬ف ـ ـ ـ ـ ـهم أئـ ـ ـ ـ امت ـنـا الـكـ ـ ـرام الـ ـك ـ ـ امـ ـل‬ ‫وأرد ع ـ ـ ـهدت ـ ـ ـها إلى ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ اق ـ ـ ـ ـ ـ ـالـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬

‫وأجلهـ ـ ـ ـ ـ ـا ع ـ ـ ـ ـ ـ ـن أن تماث ـ ـ ـ ـ ـ ـل وصـ ـ ـ ـ ـ ــفنا [‪ ]16‬وأصـ ـ ـ ــونها ع ـ ـ ـ ــن كـ ـ ـ ــل مـ ـ ـ ــا يـتخياـ ـ ـ ــل‬

‫قبحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً لم ـ ـ ـ ـ ـ ــن نـب ـ ـ ـ ـ ـ ــذ القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـران وراءه [‪ ]17‬وجـ ـ ـ ـرى وراء سـ ـ ـ ـراب مـ ـ ـ ـن ل يعق ـ ـ ــل‬

‫وعل ـ ـ ـى النصـ ـ ــوص العقـ ـ ــل ق ـ ـ ـ ادم ويحـ ـ ــه [‪ ]18‬وإذا استـ ـ ـ ـ ـد ال يـق ـ ـ ـول ق ـ ـ ـال الخطـ ـ ــل‬

‫و الم من ـ ـ ـ ـ ـ ـون ي ـ ـ ـ ـ ـ ــرون حقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً رباـهـ ـ ـ ـ ـ ــم [‪ ]19‬يـ ـ ـ ـ ـ ـوم القيامـ ـ ـ ـ ـ ـة بـ ـ ـ ـ ـ ـالعيون ويجـ ـ ـ ـ ـ ــزل‬

‫سمـ ـ ـ ــاء بغي ـ ـ ــر كيـ ـ ـ ـ ٍ‬


‫ف ينـ ـ ـ ـزل‬ ‫ويج ـ ـ ـ ـيء ي ـ ـ ـ ـوم الفصـ ـ ـ ــل ج ـ ـ ـ ـ ال جللـ ـ ـ ــه [‪ ]20‬وإل ـ ـ ــى ال ا‬

‫وأق ـ ـ ـ ــر بـالميـ ـ ـ ـ ــزان و الح ـ ـ ـ ــوض الاـ ـ ـ ــذي [‪ ]21‬يسـ ـ ــقي ال ارسـ ـ ــول ب ـ ـ ـه التاقـ ـ ـ اـي ويبـ ـ ــذل‬

‫‪63‬‬
‫ويـ ـ ـ ـ ـ ــذاد عنـ ـ ـ ـ ـ ــه الم ْحدث ـ ـ ـ ـ ـ ــون وإنان ـ ـ ـ ـ ـ ـي [‪ ]22‬أرجـ ـ ـ ـ ـ ــو ب ـأني م ـ ـ ـنه ري ـ ـاً أنـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وكـ ـ ـ ــذا الصـ ـ ـ ــراط يمـ ـ ـ ــد فـ ـ ـ ــوق جه ـ ـ ـ ـن ٍام [‪ ]23‬والك ْتـ ـ ــب تنشـ ـ ــر قبـ ـ ــل ذاك وتحمـ ـ ــل‬

‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم النـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوار فيمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنـهم [‪ ]24‬فمس ـ ـ ـ ـ ـ ـلا ٌم ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬


‫ـاج وآخ ـ ـ ـ ـ ـ ــر مهم ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫وتـق ا‬

‫شـ ـ ـ ـ ــقي بحكمـ ـ ـ ـ ـ ٍـة [‪ ]25‬وفـ ـق القا ـ ـ ـاء وحـ ـ ـكم رب ـ ـك أعدل‬
‫والناـ ـ ـ ـ ــار يصـ ـ ـ ـ ــلها ال ا‬

‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـل الخليقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة يس ـ ـ ـ ـ ـ ــروا لمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــآله ْم [‪ ]26‬وك ـ ــذا التاق ـ ــي إلـ ـ ـى الجن ـ ــان س ـ ــيدخل‬

‫وض يجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ولك ـ ـ ـ ـ ــل ح ـ ـ ـ ـ ــي عاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـل فـ ـ ـ ـ ـ ـي قبـ ـ ـ ـ ـ ــره [‪ ]27‬ر ٌ‬
‫وح وريحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ٌن ور ٌ‬

‫ـل يقارن ـ ـ ـ ـ ـ ــه هن ـ ـ ـ ـ ـ ــاك ويس ـ ـ ـ ـ ـ ــأل‬ ‫أو حف ـ ـ ـ ــرةٌ فيهـ ـ ـ ـ ـا العـ ـ ـ ـ ـذاب كـ ـ ـ ـ ـذا لـ ـ ـ ـ ـه [‪]28‬‬
‫ع مـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬

‫شـ ـ ـ ـ ـ ـافعي و مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ٍ‬


‫ك [‪ ]29‬واللايـ ـ ـ ـ ـ والثا ـ ـ ـ ــوري وهـ ـ ـ ـ ـو المث ـ ـ ـ ــل‬ ‫ه ـ ـذا اعتقـ ـ ـ ـ ـ ـاد ال ا‬

‫سـ ـ ـ ـ ــابقين جم ـ ـ ـ ـ ـيعه ْم [‪ ]30‬وأبـ ـ ـي ح ـنيـفـ ـ ـة ثـ ـ ـ ام أح ـ ـ ـ ـ ـمد يـ ـ ـ ـ ـنـ ـق ـ ــل‬


‫وهـ ـ ـ ـ ـو اعتق ـ ـ ـ ـ ـاد ال ا‬

‫‪64‬‬
‫ت عـ ـليـه ولـو رم ـ ـاك ال ـ ـ ـع اذل‬
‫[‪ ]31‬فـ ـ ـ ـ ـ ـاثب ْ‬ ‫فإن اتاـ ـ ـ ـبعـ ـ ـت سـ ـ ـ ـبيـ ـ ـلـ ـهـ ـم ف ـ ـم ـ ـوفاـ ـ ٌق‬

‫ب أهلـ ـ ــه [‪ ]32‬وإن ابت ـ ـ ــدعت فمـ ـ ـ ـا عليـ ـ ـ ـك معـ ـ ـ ـ اـول‬


‫اص ـ ـ ـح ْ‬
‫والْ ـ ـ ـزْم طريـ ـ ــق العلـ ـ ــم و ْ‬

‫‪65‬‬
‫ال َا ِّتـــــمـَــــــــــــــــــة‬

‫اعــــــمل خأهيا العــــبد املسمل ـ رمحين هللا واَيَ ـ خأن دعــــو َة شيــخ‬
‫االســــالم م تــكن اال دعـــــو َة جتــديــد(‪ )1‬ملــــــعام الكـتــاب والسنــة ف واقــع‬
‫بك جماالهتا ومضاميهنا ف؛ العــــقــــائـد وا خأحكــــام اليت غشيتــا حجب‬ ‫ا خأمة‪ِّ ،‬‬
‫البدع وا خأهواء والعادات والتقاليد‪...‬‬
‫نوف خأعــدائــه املـخـــــذوليــن‪ ،‬مـِّن خأهــــل‬ ‫ظهر هللا تعاىل دعوتَــه ر َمغ خأ ِّ‬ ‫فأخ َ‬
‫ا خأهواء ف حياته وبعد وفاته‪:‬‬
‫ـ خأما ف حياته؛ ف ام امتحن وابت ِِّل َزا َده هللا تَ َعاىل ِّعزا وشـرف اا ومــزن اَل‬
‫عند الناس‪.‬‬
‫نقض الزمان بعد وفا ِّته زاد محبـــــوه‪ ،‬وتالميذه‬ ‫ـ خأما بعد وفاته؛ ف ام ا َ‬
‫و خأنصاره و خأتباعه‪ ،‬لهنجه وسبيه املوافــق للرشيعة الغراء‪.‬‬
‫ــ قال االمام الشوَكين ت‪1250‬هـ‪:‬‬
‫املعارف العلميــــــة‪ ،‬ويفوق‬ ‫ك عــام يتبحر ف ِّ‬ ‫هذه قــــاعدة مطردة ف ِّ‬
‫ون‪،‬‬ ‫رصه وي َدين ِّابلكتــ ِّاب والسنــــة‪ ،‬فانـه البد خأن ي َــــستن ِّك َره امل َقرص َ‬
‫خأهـ َل عـــ ِّ‬
‫وي َقع ِ َمعهــــم ِّمحنَة بعدَ حمنة‪ ،‬مث يكون خأمـره ا خأ َعىل وقوِ ا خأوىل‪ ،‬ويصري ِ‬
‫الزل لســان ِّصدق ف اأ ِّخرين ويَكون لعلمه ح ال يكون ِّ‬
‫لغريه‪.‬‬ ‫بتــكل الز ِّ‬
‫قداره وارتَفعـت ا خألسن‬ ‫عرف الناس ِّم َ‬ ‫وهكذا حال هذا االمــام فانه بعدَ مو ِّته َ‬
‫ه اال َمن ال يعتد به‪ ،‬وطارت مـصنفاته واش تَ ــ َرت ع َقائِّده ا‪.‬هـ(‪)2‬‬ ‫ابلثناء علي ِّ‬
‫(‪ )1‬فصدق من قال فيه‪:‬‬
‫ي جري ا‪.‬ه‬ ‫مجد د للد ين حي‬ ‫ذا شيخ السلم بطول ال اد هر‬
‫(‪ )2‬البدر الطالع بمحاسن القرن السابع (‪ ،)65/1‬طبعة دار الكتاب اإلسلمي القاهرة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ــ وقال االمام خأمحد بن طرخان امللاكوي ت‪703‬هـ‪:‬‬
‫صاحب ِّبدعــة و َمن ي َنتَ ِّصـــر َِ ـ لو َظهـرواـ البــد ِّمن مخـو ِّدمه‬
‫ِّ‬ ‫ك‬
‫الشـي خأمـ ِّرمه‪ ،‬وهـذا الشيـخ تـقي ِّالين ابن تَــيـميــة كـلمـا تــــقدمت خأَيمه‬ ‫وتَ ِّ‬
‫َابه(‪)1‬‬‫تَظهَر َكرا َمته ويَكث م ِّحبوه و خأ َ‬

‫فأخسأخل َ‬
‫هللا تَعاىل؛‬
‫يخ االســال ِّم ف هللا تعاىل‪.‬‬ ‫حمب ش ِّ‬ ‫خأن َجي َعلين واَي مك ِّمن ِّ‬
‫مل ب ِّه‬‫و خأن يَرزقنا ِّاتباع َسبيه وهَ جـه ف فَـــهم ِّال ِّين حــقا‪ ،‬والعــ ِّ‬
‫وهارا سـرا وَجـارا‪ ،‬فانــه ف ذل مــتبع لــ ِّ‬
‫هنج الن ِّب‬ ‫صدق اا‪ ،‬والعو ِّة الي ِّه لي اال ا‬
‫حني ِّمن الص َحاب ِّة والتا ِّب َ‬
‫عني‪.‬‬ ‫مني‪ ،‬والس ِّلف الصا ِّل َ‬ ‫الا ِّت ا خأ ِّ‬
‫وامحلد ِّهلل خأو اال وأخر اا‪ ،‬ظاهر اا وابطن اا‪.‬‬

‫﴿ َر ِّب َأ ِّوز ِّعين َأن َأشكــــ َر ِّنع َم َت َك ال ِّيت َأن َعمــــــ َت عَ َِل َوعَ َ ٰىل َوا ِّلــــدَ ي َو َأن‬
‫َأ َمع َل َصا ِّل احا تَر َ اه َو َأد ِّخل ِّين ِّب َر َمح ِّت َك ِّف ِّع َبا ِّدََ الصا ِّل ِّح َني ﴾(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الرد الوافر الصفحة ‪.134‬‬


‫ام ل ‪ ،‬اآلية‪.]19 :‬‬
‫(‪[ )2‬س ورة الن ْ‬
‫‪67‬‬
68
‫فهرس المحتويات‬

‫َّفحَة‬
‫الص‬ ‫َات‬
‫ُوع‬
‫الموض‬
‫َ‬
‫الصَّفحَة‬ ‫َوضُوعَات‬
‫الم‬

‫‪6‬ـ‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪14‬ـ‪24‬‬ ‫التاعريف بالم لف‬
‫‪28‬‬
‫‪15‬ـ‪41‬‬
‫‪26‬‬ ‫التاعاعريف بالم لاف‬
‫‪43‬ـ‪48‬‬ ‫المنظومة اللامياة‬
‫‪30‬ـ‪50‬‬ ‫التاعريف بالم لاف‬
‫‪50‬ـ‪54‬‬ ‫ت ـ ـ ـ ــشطير اللامياة‬
‫‪52‬ـ‪57‬‬ ‫المنظومة اللامياة‬
‫‪ 56‬ـ‪57‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪59‬ـ‪64‬‬ ‫ت ـ ـ ـ ــشطير اللامياة‬

‫‪66‬ـ‪67‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪69‬‬

You might also like