You are on page 1of 28

‫صيَِّتيْ ِللنَّاسِ َأنْ َيَتَنهَّضُوْا‬

‫ضيٌّ َما حََييْتُ وَِإ َذا مِتُّ فَ َو ِ‬


‫َأَنا نَهْ ِ‬

‫(الشيخ حممد بصري شنسوري)‬

‫الكواكب اللماعة‬
‫يف حتقيق املسمى‬

‫بأهل السنة واجلماعة‬

‫تأليف‬

‫األستاذ أبو الفضل ابن الشيخ عبد الشكور‬

‫السنوري باعيالن‬
‫مقدمة الكاتب‬

‫الرِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫بِس ِم ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ْ‬
‫نحمدك يا من أنزل القرآ َن تذكرة للمؤمنين‪ ،‬ونصلى ونسلم على‬
‫اش ِديْن"‪ ،‬ومن تبعهم‬‫من قال‪َ " :‬علَْيك ْم بِسنَّتِي َوسنَّ ِة الخلَ َف ِاء َّ‬
‫الر ِ‬

‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فقد أرسل إلي األستاذ اللوذعي أبو الفضل بن الشيخ‬
‫ِ‬
‫عبد الشكور السنوري الباعيالني نسخةَ "الكواكب اللماعة في‬
‫تحقيق المسمى بأهل السنة والجماعة"‪ ،‬فرأيتها موافقة للصواب‪،‬‬
‫وزادا قيما لذوى األلباب‪ ،‬فقدمتها إلى مؤتمر نهضة العلماء الثالث‬
‫والعشرين بساال جاوى الوسطى‪ ،‬فاستحسن المؤتمرون تلك‬
‫النسخة‪ ،‬وقابلوها بالشكر والمحمدة‪ ،‬فقرروا لها بإقامة لجنة‬
‫التصحيح‪،‬فع ِقد مجلسها في دينايار جومباع في آخر سنة ألف‬
‫وثلمائة وثالث وثمانين من هجرة سيد المرسلين‪ ،‬الموافق ألواسط‬
‫مايو سنة أربع وستين في القرن التاسع عشر من ميالد ابن مريم‬
‫األبر‪ ،‬حضره و َجهاء النهضة‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ بصري شنسوري‪،‬‬
‫واألستاذ عدالن علي‪ ،‬والشيخ خليل‪ ،‬والشيخ منصور أنوار ‪ -‬وهم‬
‫من أكابر علماء النهضة بجومباع ‪ ،-‬واألستاذ ت َريحان أجهوري‬
‫قدس‪ ،‬والشيخ عبد المجيد من فليمباع سومطرة‪ ،‬واألستاذ رادين‬
‫محمد الكريم ساال‪ ،‬والشيخ محمد الباقر مرزوقي جاكرتا‪ ،‬والفقير‬
‫عبد الجليل حميد قدس – وهما كاتبا اإلدارة العالية للنهضة ‪،-‬‬
‫وغيرهم من من العلماء الكرام والجهابذة الفخام‪ .‬وعلى قرار ذلك‬
‫المجلس أن ِظم هذه النسخة األخيرة‪ ،‬ثم عرضتها لجناب المؤلف‪،‬‬
‫فكانت مصححة تليق أن يعتمدها المسترشدون لدفع شبه أهل‬
‫الفسق الذين بأهل السنة والجماعة يدعون‪ ،‬وكل حزب بما ليهم‬
‫فرحون‪ ،‬وكل يدعى وصال بِلَْي لَى‪ ،‬وليلَى لن ِتقر به عيونا‪ .‬هذا‪،‬‬
‫فنسأل اهلل أن ينفعها النفع العميم‪ ،‬ويجعلها وسيلة لنيل رضاه في‬
‫جنات النعيم‪.‬‬

‫الكاتب‪:‬‬

‫أبو حمدان عبد الجليل حميد قدس‬

‫الكاتب الثانى لإلدارة العالية‬

‫لحزب نهضة العلماء‬

‫‪ .‬منهم األستاذ نور جليل مرتا فورا كليمنتان‪.‬‬


‫الرِح ِ‬
‫يم‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫بِس ِم ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ْ‬
‫اعةِ ‪َ .‬وَوفَّ َقنَا ِالت بَ ِاع‬ ‫هلل الَّ ِذ ْي َج َعلَنَا ِم ْن أ َْه ِل َّ‬
‫الس ْم ِع َوالطَّ َ‬ ‫الحمد ِ‬
‫َْ‬
‫ادة ِه َي‬ ‫اعةِ ‪َ .‬وأَ ْش َهد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اهلل َو ْح َده‪َ .‬ش َه َ‬
‫الج َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫السنَّة َومالَ َزَمة َ‬
‫َن َسي َدنَا م َح َّمدا َع ْبده َوَرس ْوله‬‫اعة‪َ .‬وأَ ْش َهد أ َّ‬ ‫ضَ‬ ‫ضل َزاد َو َخ ْي ر بِ َ‬ ‫أَفْ َ‬
‫السالَم َعلَى َسي ِدنَا م َح َّمد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالَة َو َّ‬ ‫اعه‪َ .‬و َّ‬ ‫ب اهلل َعلَْي نَا ات بَ َ‬ ‫الَّذ ْ‬
‫ي أَ ْو َج َ‬
‫اعة‪ .‬صالَة وسالَما ي ع َّم ِ‬
‫ص َحابَه‬‫ان آلَه َوأَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص بِأَ ْعظَ ِم َش َف َ َ َ َ‬ ‫الم ْخص ْو ِ‬‫َ‬
‫اعه َوأَتْ بَ َ‬
‫اعه‪.‬‬ ‫َوأَ ْشيَ َ‬
‫أَ َّما بَ ْعد‪ ،‬فَيَ ق ْول ال َف ِق ْي ر إِلَى َع ْف ِو َرب ِه الغَف ْوِر أَ ْح َمد أَب ْو ال َف ْ‬
‫ض ِل بْن‬
‫صه اهلل ِم ْن كل ملِ ٍّم َديْج ْوِر ٍّ‬
‫ي ‪ .‬قَ ْد‬ ‫سن ْوِري َخلَّ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الشك ْوِر المق ْيم ب َ‬ ‫َع ْب ِد َّ‬
‫صب ْوا‪َ ،‬وك ُّل فِ ْرقَة تَ َّد ِع ْى‬
‫افْ تَ َر َق الم ْسلِم ْو َن اليَ ْو َم َوتَ َح َّزب وا َوتَ َج َّمع ْوا َوتَ َع َّ‬
‫السنَّ ِة َوأَ َّن غَْي َرَها َعلَى البِ ْد َعةِ‪َ ،‬وك ُّل ِح ْزب بِ َما لَ َديْ ِه ْم‬ ‫أَنَّ َها َعلَى ُّ‬
‫فَ ِرح ْو َن‪َ ،‬وك ُّل فِ ْرقَة بَِرأْيِ ِه ْم متَبَجح ْو َن ‪َ ،‬والنَّاس إِلَْي ِه ْم يَ ْستَ ِم ْي ل ْو َن‪َ ،‬حتَّى‬
‫ساؤل َع ْن َح ِق ْي َق ِة أَ ْه ِل‬ ‫ت َعلَى َكثِْير ِم َن النَّ ِ‬
‫اس‪َ ،‬وكثَر بَ ْي نَ ه ْم التَّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫التَبَ َ‬
‫الو ْس ِم‪ ،‬فَ َح َملَنِ ْي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة والجم َ ِ‬
‫اعة‪َ ،‬و َع َّم ْن يَ ْستَح ُّق أَ ْن ي ْو َس َم ب َه َذا َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬
‫‪ .‬أي ممن دعوا إلى اهلل ورسوله ليحكم بينهم قالوا‪" :‬سمعنا وأطعنا"‪ ،‬ال ممن إذا دعوا‬
‫إلى ذلك قالوا‪" :‬سمعنا وعصينا"‪.‬‬
‫‪ .‬أي وخلق فينا قدرة على اتباع سنة نبيه ‪ ‬وسنة حلفائه من بعده‪.‬‬
‫أي مظلم أي شبيه بالظالم في ضيق النفس به‬ ‫‪.‬‬

‫‪ .‬بالجيم المكسورة المشددة بعدها حاء مهملة أي مفتخرون‪.‬‬


‫الم ْسأَلَ ِة الم ِه َّم ِة‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫النَّظَر إِلَى األ َّم ِة بِعي ِن َّ ِ‬
‫الر ْح َمة‪َ ،‬علَى بَيَان َهذه َ‬ ‫َْ‬
‫الشبَ ِه‬
‫ف ُّ‬ ‫ف َه ِذهِ الواقِع ِة الملِ َّم ِة‪ ،‬إنْ َقاذا لَهم ِمن َعو ِ‬
‫اص ِ‬ ‫وَك ْش ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صنَّ ْفت َه ِذهِ الر َسالَةَ‪َ ،‬و َس َّم ْيت َها‬ ‫ِ‬
‫َوظل َمات البِ َد ِع الم ْدلَ ِه َّمة ‪ ،‬فَ َ‬
‫ِ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫الج َم َ‬ ‫اع ِة فِي ح ِقي َق ِة المس َّمى بِأَ ْه ِل ُّ ِ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫َ‬ ‫ب اللَّ َّم َ ْ َ ْ‬ ‫بِال َك َواكِ ِ‬
‫َواهللَ أَ ْسأَل التَّ ْوفِ ْي َق َوا ِإل َعانَةَ َوال ِه َدايَةَ َوح ْس َن ا ِإلبَانَ ِة‪َ .‬ه َذا أَ َوان‬
‫الم ْعب ْو ِد‪.‬‬ ‫الشروِع فِي الم ْقصو ِد بِ َعو ِن ِ ِ‬
‫الملك َ‬ ‫ُّ ْ ْ َ ْ ْ َ‬

‫م َقد َمة‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أ َّمة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْعلَ ْم أَ َّن الم ْسلم ْي َن ف ْي َع ْهد َرس ْو ِل اهلل َ‬
‫اح َدة لَ ْم يَ ْختَلِف ْوا فِ ْي َع َقائِ ِد ِه ْم َوالَ فِ ْي أَ ْع َمالِ ِه ْم اِ ْختِالَفا ي َؤد ْى إِلَى‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫ك فِي كِتَابِهِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َوالتَّ َع ُّ ِ‬ ‫التَّ َف ُّر ِق َوالتَّ َح ُّز ِ‬
‫صب َك َما َم َدحهم اهلل ب َذل َ ْ‬
‫ال َك ِريْ ِم‪.‬‬

‫‪ .‬بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة جمع شبهة‪ ،‬وهي‪ :‬األمور الباطلة‬
‫المشتبهة بالحق على غير أهل العلم المحققين‪ .‬وإضافة عواصف إلى الشبه من‬
‫إضافة المشبه به إلى المشبه أي من الشبه الشبيهة بالرياح العواصف أي الشديدة‬
‫الهبوب بجامع أن كال منهما سبب للهالك‬
‫‪ .‬اسم فاعل من ادلهم وزن اقشعر‪ ،‬يقال‪ :‬ادلهم الظالم كثف كما في القاموس‪.‬‬
‫ض َي‬ ‫اهلل صلَّى اهلل َعلَْي ِه وسلَّم صار أَب و ب ْكر ر ِ‬ ‫ث َّم لَ َّما ت وفي رسول ِ‬
‫ََ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫اهلل َع ْنه َخلِ ْي َفة لَه‪.‬‬
‫ض َي اهلل َع ْنه‬ ‫اب ر ِ‬
‫الخطَّ ِ َ‬ ‫استِ ْخالَف ِم ْنه ع َمر بْن َ‬ ‫ث َّم تَ َولَّى بَ ْع َده بِ ْ‬
‫َولَ ْم يَظْ َه ْر فِ ْي ِه ْم ِخالَف إِالَّ َما قَ َّل ِم َّم ْن لَ ْم ي ْعتَبَ ْر بِ ِخالَفِ ِه‪.‬‬
‫ض َي اهلل َع ْنه ظَ َه َر ا ِإل ْختِالَف‬ ‫الخالَفَة إِلَى عثْما َن ر ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ص َار ْ‬
‫َ َ‬ ‫فَ لَ َّما َ‬
‫ظه ْورا َّما‪.‬‬
‫ت إِلَى َعلِ ٍّي َك َّرَم اهلل َو ْج َهه اِ ْشتَ َّد ظه ْورا‪ ،‬فَ ِح ْي نَئِ ِذ‬ ‫ص َار ْ‬ ‫ث َّم لَ َّما َ‬
‫ت طَائَِفة‬ ‫ت أَ ْه َواؤه ْم‪َ ،‬و َخ َر َج ْ‬ ‫ش َّعبَ ْ‬
‫آراؤه ْم‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫تَ َف َّر َق النَّاس‪َ ،‬وا ْختَ لَ َ‬
‫ال‪ ،‬فَسم َي َهؤالَِء‬ ‫ف‪ ،‬ونَاجزوه بِ ِ‬
‫القتَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صب ْوا لَه َرايَةَ الخالَ َ َ ْ‬
‫ِمن طَ َ ِ ِ‬
‫اعته‪َ ،‬ونَ َ‬ ‫ْ‬
‫ك َم ْسلَ َكه ْم َوَرأَ ْى َرأْيَه ْم‪.‬‬ ‫ِج‪َ .‬ويَ ْب َقى َه َذا ا ِإل ْسم لِ َم ْن َسلَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫الخ َوار ِ‬
‫صب ه ْم لَه َوتَغَالَ ْوا فِ ْي‬ ‫ت طَائَِفة أ ْخ َرى فِ ْي حب ِه‪َ ،‬وا ْشتَ َّد تَ َع ُّ‬ ‫َوأَفْ َرطَ ْ‬
‫ذَلِك‪ ،‬فَسم َي َهؤالَِء بِالش ْي َع ِة‪َ .‬ويَ ْب َقى َه َذا ا ِإل ْسم لِ َم ْن َكاَن َعلَى‬
‫َم ْذ َهبِ ِه ْم إِلَى اليَ ْوِم‪.‬‬
‫ت كل ِم ْن َهاتَ ْي ِن الطَّائَِفتَ ْي ِن إِلَى فِ َرق أ ْخ َرى‪.‬‬ ‫َوافْ تَ َرقَ ْ‬
‫اس إِلَى َرأْيِ ِه َوَم ْذ َهبِ ِه‪ .‬ث َّم لَ ْم تَ َز ْل‬ ‫وكل ِمن تِلْ َ ِ ِ‬
‫ك الف َرق يَ ْدعو النَّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فِ ْرقَة تَظْ َهر إِثْ َر أ ْخ َرى َحتَّى يَ ْفتَ ِر َق النَّاس إِلَى فِ َرق َكثِْي َرة‪َ ،‬وكل يَ ْزعم‬
‫الحق‪ .‬فَ لَ ْم يَ َزال ْوا يَ ْز َداد ْو َن اِ ْختِالَفا َحتَّى إِ َذا لَ ْم يَ ْب َق ِم ْن قَ ْر ِن‬ ‫أَنَّه َعلَى َ‬
‫التَّابِعِين إِالَّ ال َقلِيل ظَهر ْ ِ‬
‫سه ْم بِأَ ْه ِل َ‬
‫الع ْدل‬ ‫ت ف ْرقَة أ ْخ َرى َس ُّم ْوا أَنْ ف َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َْ‬
‫َوالتَّ ْو ِح ْي ِد‪َ ،‬وه ْم الم ْعتَ ِزلَة‪.‬‬
‫اع ِة" لِلَّ ِذيْ َن الَ َزم ْوا سنَّةَ‬
‫الج َم َ‬
‫َو َ‬ ‫ث اِ ْسم "أَ ْه ِل ُّ‬
‫السنَّ ِة‬ ‫َح َد َ‬ ‫َو ِح ْي نَئِذ‬
‫الصحاب ِة فِي الع َقائِ ِد الدينِيَّةِ‬ ‫اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوطَ ِريْ َقةَ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ‬ ‫النَّبِي َ‬
‫صلَّى‬
‫ال البَ َدنِيَّ ِة َواألَ ْخالَ ِق ال َقلْبِيَّ ِة‪.‬‬ ‫واألَ ْعم ِ‬
‫َ َ‬
‫الع ْقلِيَّ ِة َوالنَّ ْقلِيَّ ِة‬ ‫فَمن ا ْشتَ غَل ِم ْن هم بِِإقَام ِة الحج ِج و َّ ِ‬
‫الدالَئ ِل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اديَّ ِة سم َي بِالمتَ َكل ِم ْي َن أَ ْو أَ ْه ِل ال َكالَِم‪،‬‬ ‫لِ ْلموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫ات الب َدنِيَّ ِة والمعامالَ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫اد ِ‬ ‫َوَم ْن ا ْشتَ غَ َل ِم ْن ه ْم بِعِلْ ِم العِبَ َ‬
‫ك سم َي‬ ‫ات َونَ ْح ِو ذَلِ َ‬ ‫ضي ِة والحكوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالمنَا َك َحات َوال َفتَ َاوى ف ْي األَقْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫بِالف َقهِاء أَو أَ ْه ِل ِ‬
‫الف ْق ِه‪،‬‬ ‫َ ْ‬
‫ص ِح ْي ِح َها ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَم ْن ا ْشتَ غَ َل منْ ه ْم بِ َج ْم ِع األَ َحاديْث النَّبَ ِويَّة َوتَ ْميِْي ِز َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ك سمي بِالمحدثِْين أَو أَ ْه ِل الح ِديْ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫غَْيره َونَ ْحو ذَل َ َ‬
‫ص ِفيَ ِة القل ْو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وَم ْن ا ْشتَ غَل ِم ْن هم باألَ ْعم ِ‬
‫ب َع ِن‬ ‫ال الظَّاه َرة َوتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الص ْوفِيَ ِة أَ ْو أَ ْه ِل‬ ‫الم ْذم ْوَم ِة َوتَ ْحلِيَتِ َها بِ َم َكا ِرِم َها سم َي بِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫األَ ْخالَق َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫التَّص ُّو ِ‬
‫َ‬
‫ط ِمن األَ ِدلَّةِ‬ ‫ال ابن َخلْدو َن فِي م َقدمتِ ِه‪ِ َّ :‬‬
‫إن الف ْقهَ الم ْستَ ْنبَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫قَ َ ْ‬
‫ف َم َدا ِركِ ِه ْم‬ ‫الخالَف ب ين المجت ِه ِدين بِا ْختِالَ ِ‬ ‫الشر ِعيَّ ِة َكث ر فِي ِه ِ‬
‫َْ ْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫ساعا َع ِظ ْيما‪،‬‬ ‫وأَنْظَا ِرِهم خالَفا الَ ب َّد ِمن وق و ِع ِه‪ .‬واتَّ ِ ِ َّ ِ ِ‬
‫س َع ف ْي الملة ات َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وَكا َن لِلْم َقل ِدين أَ ْن ي َقلدوا من َشاءوا‪ ،‬ث َّم لَ َّما انْتَ هى األَمر إِلَى األَئِ َّمةِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ص َر النَّاس َعلَى تَ ْقلِ ْي ِد ِه ْم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األَ ْربَ َعة َوَكان ْوا بِ َم َكان م ْن ح ْس ِن الظَّن اقْ تَ َ‬
‫ِ‬

‫الم َذ ِاهب األَ ْربَ َعة أص ْوال لِلْ ِملَّ ْة‪.‬‬ ‫فَأقِيم ْ ِ ِ‬
‫ت َهذه َ‬ ‫َْ‬
‫اديَّةِ‬‫وم ْعلوم أَ َّن لِهؤالَِء األَئِ َّم ِة األَرب ع ِة حظا أَوفَ ر فِي األموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ‬
‫َْ َ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫اهر لِ َم ْن تَأََّم َل ِسيَره ْم‪.‬‬ ‫ال ال َقلْبِيَّ ِة َكما هو ظَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ث النَّبَ ِويَّ ِة واألَ ْعم ِ‬
‫َ َ‬
‫اديْ ِ‬ ‫واألَح ِ‬
‫َ َ‬
‫الف ْق ِه ألَنَّه َكا َن ه َو األَ َه َّم فِ ْي َزَمانِ ِه ْم‪.‬‬ ‫وإِنَّما َكا َن أَ ْعظَم ا ْشتِغَالِ ِهم بِعِلْ ِم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫اديَّ ِة َواألَ ْد َو ِاء ال َقلْبِيَّ ِة َوإِ ْن‬
‫وأَ َّما البِ َدع واألَ ْهواء فِي األموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ‬
‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ت فِ ْي َزَمانِ ِه ْم لَ ِك ْن لَ ْم يَ ْنتَ ِش ْر فِ ْي األَقْطَا ِر َش َررَها‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْعظ ْم فِ ْي‬ ‫و ِج َد ْ‬
‫الخلْ ِق َش ُّرَها‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫شارا‪،‬‬ ‫ت البِ َدع َواألَ ْه َواء ق َّوة َوانْتِ َ‬ ‫َوبَ ْع َد َهؤالَء األَئِ َّم ِة األَ ْربَ َع ِة ا ْز َد َ‬
‫اد ْ‬
‫ت أَئِ َّمة الديْ ِن ِم ْن أَ ْه ِل‬ ‫ض ِش َرارا‪ ،‬فَ ِح ْي نَئِذ قَ َام ْ‬ ‫ت فِ ْي أَقْطَا ِر األَ ْر ِ‬ ‫َوتَطَايَ َر ْ‬
‫الع َقائِ ِد الَّتِى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ب األَ ْربَ َع ِة لِ َّ‬ ‫الم َذ ِاه ِ‬
‫ال َع َّما َكان ْوا َعلَْيه م َن َ‬ ‫لذب َوالن َ‬ ‫َ‬
‫السلَف َّ ِ‬
‫س ْن‬ ‫الصالح َحتَّى انْ تَ َهى األَ ْمر إِلَى ا ِإل َم َام ْي ِن أَبِي َ‬
‫الح َ‬ ‫َعلَْي َها َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َن‬ ‫المات ِريْدي َرض َي اهلل َع ْن ه َما ‪ ،‬فَ َق َاما أَ ْح َ‬ ‫األَ ْش َع ِري َوأَبي َم ْنص ْور َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫قِيَام لِ َّ‬
‫ال َع َّما َكان ْوا َعلَْيه م ْن س ْي َرة النَّبِي َ‬ ‫ضِ‬ ‫لذب َوالن َ‬
‫ص َحابِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو َسلَّ َم َوطَ ِريْ َقة أَ ْ‬
‫ض َي اهلل َع ْنه‪َ ،‬والثَّانِ ْي َعلَى‬ ‫الشافِعِي ر ِ‬ ‫ب ا ِإل َم ِام َّ‬ ‫فَاألََّول َعلَى َم ْذ َه ِ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ض َي اهلل َع ْنه َك َما َسيَأْتِ ْي‪َ .‬ونَاالَ بِ َذلِ َ‬ ‫ب ا ِإلم ِام أَبِي حنِْي َفةَ ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َم ْذ َه ِ َ‬
‫صارْوا‬ ‫َم َكانا ِم ْن ح ْس ِن الظَّن ِع ْن َد النَّ ِ‬
‫اس فَا ْكتَ َف ْوا بِ َم ْذ َهبَ ْي ِه َما َو َ‬
‫صتَا ِم ْن بَ ْي ِن َسائِ ِر الم ْسلِ ِم ْي َن فِ ْي‬ ‫اع َرة َوَمات ِريْ ِديَّة‪َ ،‬وا ْختَ َّ‬ ‫طَائَِفت ي ِن‪ ،‬أَ َش ِ‬
‫َْ‬
‫اع ِة تَميِي زا لَهما ِمن الم ْعتَ ِزلَةِ‬ ‫ف أَ ْه ِل العِلْ ِم بِاس ِم أَ ْه ِل ُّ ِ‬ ‫عر ِ‬
‫الج َم َ ْ ْ َ َ‬ ‫السنَّة َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َوغَْي ِرِه ْم ِم ْن َسائِ ِر أَ ْه ِل البِ َد ِع َواألَ ْه َو ِاء‪.‬‬
‫اع َرةَ َوالَ‬ ‫ف لَم ي َخالِفوا األَ َش ِ‬ ‫ث وأَ ْهل التَّ ِ‬ ‫ولَ َّما َكا َن أَ ْهل ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ص ُّو ْ‬ ‫َ‬ ‫الحديْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعةِ‬
‫الج َم َ‬ ‫ت َه َذا ا ِإلس ِم‪ ،‬أَ ْعنِي أَ ْهل ُّ ِ‬
‫المات ِريْ ِديَّةَ َد َخل ْوا أَيْضا تَ ْح َ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َك َما َسيَأْتِ ْي‪.‬‬

‫ف فِي‬ ‫اج‪َ :‬والم ْبتَ ِدع َم ْن َخالَ َ‬ ‫الرْملِي فِي َشر ِح ِ‬


‫الم ْن َه ِ‬ ‫ال َّ‬‫صل) قَ َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫ْ ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ِ‬ ‫الْع َقائِ ِد ما علَي ِه أ َْهل ُّ ِ ِ‬
‫السنَّة م َّما َكا َن َعلَْيه النَّبِ ُّي َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اها أَبو‬ ‫َص َحابه َوَم ْن بَ ْع َده ْم‪َ ،‬والْم َراد بِ ِه ْم فِي ْاألَ ْزمنَ ِة الْمتَأَخ َرة َإم َام َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ي وأَبو م ْنصور الْمات ِر ِ‬
‫اعه َما اه ‪.‬‬
‫ي َوأَتْ بَ َ‬ ‫يد ُّ‬ ‫َ‬ ‫س ِن ْاألَ ْش َع ِر ُّ َ َ‬ ‫ْح َ‬‫ال َ‬
‫اب‬‫ص ِل الثَّانِي ِم ْن م َقد َم ِة َش ْر ِح كِتَ ِ‬ ‫ي فِ ْي ال َف ْ‬‫الزبِْي ِد ُّ‬
‫ضى َّ‬ ‫وقال م ْرتَ َ‬
‫اعةِ فَالم َراد‬ ‫الج َم َ‬ ‫اع ِد الع َقائِ ِد ِمن ا ِإلحي ِاء‪ :‬إِذَا أطْلِ َق أَ ْهل ُّ ِ‬ ‫قَ و ِ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اشيَتِ ِه َعلَى َش ْر ِح‬ ‫الخيالِ ُّي فِي ح ِ‬ ‫المات ِريْ ِديَّة‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ال َ َ‬ ‫ب ِه ْم األَ َشاع َرة َو َ‬
‫الم ْشه ْور فِ ْي‬ ‫السنَّ ِة والجم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اعة‪َ .‬ه َذا ه َو َ‬ ‫الع َقائد‪ :‬االَ َشا َعرة ه ْم أَ ْهل ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِديا ِر خراسا َن والعِر ِ‬
‫الش ِام َوأَ ْكثَ ِر األَقْطَا ِر‪َ .‬وف ْي ديَا ِر َما َوَر َ‬
‫اء النَّ ْه ِر‬ ‫اق َو َّ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫اب ا ِإل َم ِام أَبِ ْي َم ْنص ْور اه ‪.‬‬
‫ص َح ِ‬ ‫ِِ‬
‫المات ِريْديَّة أَ ْ‬ ‫ك َعلَي َ‬ ‫يطْلَق ذَلِ َ‬
‫الم ْشه ْور ِم ْن أَ ْه ِل ُّ‬
‫السنَّ ِة فِ ْي‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال الك ْستل ُّي ف ْي َحاشيَته َعلَْيه‪َ :‬‬ ‫َوقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِديا ِر خراسا َن والعِر ِ‬
‫ص َحاب‬ ‫الش ِام َوأَ ْكثَ ِر األَقْطَا ِر ه ْم األَ َشاع َرة أَ ْ‬
‫اق َو َّ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ف أَبَا َعلِ ٍّي الجبَّائِ َّي َوَر َج َع َع ْن‬ ‫س ِن األَ ْش َع ِري‪ ،‬أََّول َم ْن َخالَ َ‬ ‫أَبِ ْي َ‬
‫الح َ‬
‫السنَّةِ أَي طَ ِري ِق النَّبِي صلَّى اهلل َعلَي ِه وسلَّم والجم َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫اعة أَ ْ‬ ‫ْ َ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َم ْذ َهبِه إِلَى ُّ ْ ْ‬
‫المات ِريْ ِديَّة‬ ‫ِ ِ‬ ‫طَ ِريْ َق ِة َّ ِ ِ‬
‫الص َحابَة َرض َي اهلل َع ْن ه ْم‪َ .‬وف ْي ديَا ِر َما َوَر َ‬
‫اء النَّ ْه ِر َ‬
‫ض‬ ‫المات ِريْ ِدي‪َ .‬وبَ ْي َن الطَّائَِفتَ ْي ِن ا ْختِالَف فِ ْي بَ ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َحاب أَبي َم ْنص ْور َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ان الم َقل ِد‪.‬‬ ‫األصو ِل َكمسأَلَ ِة التَ ْك ِوي ِن ومسأَلَ ِة ا ِإلستِثْ نَ ِاء ومسأَلَ ِة إِيم ِ‬
‫ََ ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫اآلخر إِلَى البِ ْد َعةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالم َحقق ْو َن م َن ال َف ِريْ َق ْي ِن الَ يَ ْنسب أَ َحده َما َ َ‬
‫الضالَلَ ِة اه ‪.‬‬
‫َو َّ‬
‫ب‪ :‬إِ ْعلَ ْم أَ َّن‬ ‫الس ْب ِكي فِي َشر ِح َع ِق ْي َدةِ ابْ ِن الح ِ‬
‫اج ِ‬ ‫ال ابْن ُّ‬ ‫َوقَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫احد فِ ْي َما يَ ِجب‬ ‫السنَّ ِة والجماع ِة كلَّهم قَ ْد اتَّ َفقوا علَى معت َقد و ِ‬
‫ْ َ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ْه َل ُّ َ َ َ َ‬
‫ك‬ ‫صلَ ِة لِ َذلِ َ‬
‫ادى المو ِ‬
‫ْ‬
‫ويجوز ويستَ ِحيل وإِ ِن ا ْختَ لَفوا فِي الطُّر ِق والمب ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ََ ْ ََ ْ ْ َ‬
‫اك‪.‬‬‫أَ ْو فِ ْي لَميَّ ِة َما هنَ َ‬
‫ف؛‬‫َوبِالج ْملَ ِة فَ ه ْم بِا ِإل ْستِ ْق َر ِاء ثَالَث طََوائِ َ‬

‫‪ .‬منسوب إلى سببك‪ ،‬بضم السين وسكون الباء‪ .‬وهي قرية بمصر‪ .‬ينسب إليها اإلمام‬
‫تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي صاحب تكملة المجموع شرح المهذب‪،‬‬
‫وولده تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب صاحب جمع الجوامع‪.‬‬
‫الس ْمعِيَّة‪ ،‬أَ ْعنِي‬ ‫اديْ ِه ْم األَ ِدلَّة َّ‬ ‫ث‪ ،‬وم ْعتَمد مب ِ‬
‫الحديْ َ َ َ َ‬
‫األولَى‪ :‬أَ ْهل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫السنَّةَ َوا ِإل ْج َم َ‬
‫اع؛‬ ‫اب َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫الكتَ َ‬
‫الف ْك ِريَِّة‪َ ،‬وه ْم األَ ْش َع ِريَّة‬ ‫اعةِ ِ‬ ‫الثَّانِية‪ :‬أَ ْهل النَّظَ ِر ِ‬
‫الع ْقلي َوالصنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحنَ ِفيَّ ِة أَب ْو‬
‫ي‪َ ،‬و َش ْيخ َ‬ ‫س ِن األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحنَفيَّة‪َ .‬و َش ْيخ األَ ْش َع ِريَّة أَب ْو َ‬
‫الح َ‬
‫و ِ‬
‫َ َ‬
‫الع ْقلِيَّ ِة فِ ْي كل َمطْلَب‬ ‫المبَاد ِئ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‪َ ،‬وه ْم متَّفق ْو َن ف ْي َ‬ ‫المات ِريْ ِد ُّ‬
‫َم ْنص ْور َ‬
‫اد ِئ َّ ِ ِ ِ‬ ‫السمع َعلَي ِه‪ ،‬وفِي المب ِ‬
‫الع ْقل َج َو َازه‬ ‫الس ْمعيَّة ف ْي َما ي ْد ِرك َ‬ ‫ََ‬ ‫يَتَ َوقَّف َّ ْ ْ َ‬
‫ب‬ ‫المطَالِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْمعيَّة ف ْي غَْي ِره َما‪َ ،‬واتَّ َفق ْوا ف ْي َجم ْي ِع َ‬
‫ط؛ والع ْقلِيَّ ِة و َّ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫فَ َق ْ َ َ‬
‫اديَّةِ إِالَّ فِ ْي َم ْسأَلَ ِة التَّ ْك ِويْ ِن َوَم ْسأَلَ ِة التَّ ْقلِ ْي ِد؛‬
‫ا ِإل ْعتِ َق ِ‬
‫ادي ِهم مب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬وهم ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادئ‬ ‫الص ْوفيَّة‪َ ،‬وَمبَ ْ ْ َ َ‬ ‫الثَّالثَة‪ :‬أ َْهل الو ْج َدان َوالْ َك ْش َ ْ‬
‫ف َوا ِإلل َْه ِام فِ ْي الن َهايَ ِة اه ‪.‬‬ ‫ث فِي البِ َداي ِة وال َك ْش ِ‬
‫َ َ‬ ‫لحديْ ْ‬
‫أ َْه ِل النَّظَ ِر وا ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫ض َي اهلل‬ ‫َن كال ِمن ا ِإلمام ْي ِن أَبِي الحس ِن وأَبِي منْصور ر ِ‬ ‫َولْي ْعلَ ْم أ َّ‬
‫ْ ََ َ َ ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫َعنْ ه َما َو َج َزاه َما َع ِن ا ِإل ْسالَِم َخ ْي را لَ ْم ي ْب ِد َعا ِم ْن ِعنْ ِد ِه َما َرأْيا َولَ ْم‬
‫ت‬ ‫اضالَ ِن َع َّما َكانَ ْ‬ ‫ف منَ ِ‬ ‫السلَ ِ‬‫ب َّ‬ ‫ان لِ َم ْذ َه ِ‬ ‫ي ْشتَ َّقا م ْذ َهبا‪ ،‬إِنَّما هما م َقرر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص َرِة‬‫ام بِن ْ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َسلَّ َم ‪ ،‬فَأَ َحده َما قَ َ‬
‫ِ‬
‫ص َحاب َرس ْو ِل اهلل َ‬
‫ِ‬
‫َعلَْيه أَ ْ‬
‫ص‬ ‫ص َرةِ نص ْو ِ‬ ‫ام بِن ْ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْيه؛ َوالثَّاني قَ َ‬
‫الشافِعِي وما َدلَّ ْ ِ‬
‫ََ‬ ‫ب َّ‬ ‫ص َم ْذ َه ِ‬ ‫نص ْو ِ‬
‫ت َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫ب أَبِي َحنِْي َفةَ َوَما َدلَّ ْ‬ ‫َم ْذ َه ِ‬
‫ت َحتَّى انْ َقطَع ْوا َوَولَّْوا‬ ‫الضالَالَ ِ‬ ‫َونَاظََر كل ِم ْن ه َما َذ ِو ْى البِ َد ِع َو َّ‬
‫الح ِق ْي ِقي الَّ ِذ ْي تَ َق َّد َم ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م ْن ه ِزِمين‪ .‬و َه َذا فِي ِ ِ‬
‫ت‬ ‫صل الج َهاد َ‬ ‫الحق ْي َقة ه َو أَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ساب إِلَْي ِه َما إِنَّ َما ه َو بِا ْعتِبَا ِر أَ َّن كال ِم ْن ه َما َع َق َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ِإل َش َارة إلَْيه‪ ،‬فَا ِإلنْت َ‬
‫ام الح َج َج َوالبَ َر ِاه ْي َن َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫ك َوأَقَ َ‬
‫سَ‬ ‫ف نِطَاقا‪َ ،‬وتَ َم َّ‬ ‫السلَ ِ‬‫َعلَى طَ ِريْ ِق َّ‬
‫س َّمى أَ ْش َع ِريا أَ ْو‬ ‫ك و َّ ِ‬ ‫ك الم ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫الدالَئ ِل ي َ‬ ‫سال َ‬ ‫ص َار الم ْقتَدى به ف ْي تلْ َ َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َمات ِريْ ِديا‪.‬‬
‫السالَِم‪ :‬أَ َّن َع ِقيْ َد األَ ْش َع ِري أَ ْج َم َع َعلَْي َها‬‫َوذَ َك َر العِ ُّز ابْن َع ْب ِد َّ‬
‫ك ِم ْن‬ ‫الحنَابِلَ ِة‪َ ،‬وَوافَ َقه َعلَى ذَلِ َ‬
‫ضالَء َ‬ ‫الحنَ ِفيَّة َوف َ‬ ‫الشافِعِيَّة و ِ ِ‬
‫المالكيَّة َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ب‪َ ،‬و َش ْيخ‬ ‫اج ِ‬‫ص ِرهِ َش ْيخ المالِ ِكيَّ ِة فِي َزمانِ ِه أَب و َعم ِرو بْن الح ِ‬ ‫أَ ْه ِل َع ْ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫الس ْب ِك ُّي ِف ْي َما‬ ‫ي َوأَقَ َّره َعلَى ذَلِ َ‬
‫ك التَّ ِق ُّي ُّ‬ ‫ص ْي ِر ُّ‬ ‫ِِ‬
‫الحنَفيَّة َج َمال الديْ ِن الح َ‬ ‫َ‬
‫نَ َقلَه َع ْنه َولَده التَّاج‪.‬‬
‫السنَّةِ‬
‫صه‪ :‬أَ ْهل ُّ‬ ‫اهلل المي ْوِرقِي المتَ َقدِم ِذ ْكره َما نَ ُّ‬ ‫وفِي َكالَِم َع ْب ِد ِ‬
‫َ ْ‬
‫الشافِعِيَّ ِة وأَ ْكثَ ِر الحنَ ِفيَّ ِة بِلِ ِ‬
‫المالِ ِكيَّ ِة َو َّ‬ ‫ِ‬
‫س ِن األَ ْش َع ِري‬ ‫سان أَبِي َ‬
‫الح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َن َ‬
‫س ِن أَ َّو َل‬ ‫ال‪َ :‬ولَ ْم يَك ْن أَب ْو َ‬
‫الح َ‬ ‫اضل ْو َن َوبِح َّجتِ ِه يَ ْحتَ ُّج ْو َن‪ ،‬ث َّم قَ َ‬
‫ي نَ ِ‬
‫ص َرِة‬ ‫ِ‬
‫السنَّ ِة‪ ،‬إِنَّ َما َج َرى َعلَى َسنَ ِن غَْي ِره أَ ْو َعلَى ن ْ‬ ‫ان أَ ْه ِل ُّ‬ ‫متَ َكلم بِلِس ِ‬
‫َ‬
‫ع َم َقالَة‬ ‫ب ح َّجة َوبَيَانا‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْبتَ ِد ْ‬ ‫الم ْذ َه َ‬
‫اد َ‬ ‫َم ْذ َهب َم ْعرْوف‪ ،‬فَ َز َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أَ ْه ِل‬ ‫ا ْختَ َر َع َها َوالَ َم ْذ َهبا انْ َف َر َد به َع ْن غَْي ِره‪ .‬أَالَ تَ َرى أَ َّن َم ْذ َه َ‬
‫الم ِديْنَ ِة ي َقال‬‫ب أَ ْه ِل َ‬ ‫ب إِلَى َمالِك‪َ .‬وَم ْن َكا َن َعلَى َم ْذ َه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫المديْنَة نس َ‬ ‫َ‬
‫لَه‪َ :‬مالِ ِكي‪َ .‬وَمالِك إِنَّ َما َج َرى َعلَى َسنَ ِن َم ْن َكا َن قَ ْب لَه‪َ ،‬وَكا َن َكثِْي َر‬
‫ك‬ ‫ي إِلَْي ِه‪َ .‬ك َذلِ َ‬ ‫ب بَيَانا َوبَ ْسطا ع ِز َ‬ ‫الم ْذ َه َ‬
‫اد َ‬ ‫ا ِإلت بَ ِاع لَه ْم إِالَّ أَنَّه لَ َّما َز َ‬
‫ف أَ ْكثَر ِم ْن‬ ‫السلَ ِ‬
‫ب َّ‬ ‫ي‪ ،‬الَ فَ ْر َق‪ ،‬لَْيس لَه فِي َم ْذ َه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س ِن األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫أَب ْو َ‬
‫الح َ‬
‫المالِ ِكيَّ ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بس ِط ِه و َشرِح ِه وتَعالِي ِق ِه فِي ن ْ ِِ‬
‫ص َرته‪ ،‬ث َّم َع َّد َد َخلْقا م ْن أَئ َّمة َ‬ ‫َْ َ ْ َ َ ْ ْ‬
‫ب األَ ْش َع ِري َوي بَدع ْو َن َم ْن َخالََفه اه ‪.‬‬ ‫اضل ْو َن َع ْن َم ْذ َه ِ‬ ‫َكان وا ي نَ ِ‬
‫ْ‬
‫اس بِاألَ ْش َع ِري إِ ْذ الَ‬ ‫ص النَّ ِ‬ ‫المالِ ِكيَّة أَ َخ ُّ‬
‫الس ْبك ُّي‪َ :‬‬
‫ال التَّاج ُّ ِ‬ ‫قَ َ‬
‫ف َجنَح ْوا إِ َّما إِلَى‬ ‫ي‪َ ،‬ونَ ْح َفظ ِم ْن غَْي ِرِه ْم طََوائِ َ‬ ‫نَ ْح َفظ َمالِ ِكيا غَْي َر أَ ْش َع ِر ٍّ‬
‫ا ْعتِزال أَو إِلَى تَ ْشبِيه وإِ ْن َكا َن من جنَح إِلَى َه َذي ِن ِمن ر َع ِاع ِ‬
‫الف َر ِق ‪.‬‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اس الحنَ ِف َّي ي ْعرف بَِق ِ‬ ‫وذَ َكر ابن َع ِ ِ‬
‫اضى‬ ‫َ‬ ‫العبَّ ِ َ‬ ‫ساك َر ف ْي التَّْبيِْي ِن‪ :‬أَبَا َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫اب أَبِي َحنِْي َفةَ َوِم َن المتَ َقد ِم ْي َن‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َفه بِأَنَّه م ْن أَئِ َّمة أَ ْ‬ ‫الع ْس َك ِر َوَو َ‬
‫َ‬
‫فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِم‪َ .‬و َح َكى َع ْنه ج ْملَة ِم ْن َكالَِم ِه‪ ،‬فَ ِم ْن قَ ْولِ ِه‪َ :‬و َج ْدت‬
‫س ِن األَ ْش َع ِري كتبا َكثِْي َرة فِ ْي َه َذا ال َفن‪ ،‬يَ ْعنِي أص ْو َل الديْ ِن‪،‬‬ ‫ألَبِي َ‬
‫الح َ‬
‫َو ِه َي قَ ِريْبَة ِم ْن ِمائَتَ ْي كِتَاب‪ .‬والم ْو َجز ال َكبِْي ر يَأْتِي َعلَى َع َّامةِ َما فِ ْي‬
‫ب الم ْعتَ ِزلَ ِة‪ ،‬فَِإنَّه‬ ‫ص ِح ْي ِح َم ْذ َه ِ‬ ‫ِ‬
‫ي كِتَابا َكثِْي را لتَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ف األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫صنَّ َ‬‫كتبِه‪َ .‬وقَ ْد َ‬
‫ضالَلَتَ ه ْم فَبَا َن َع َّما ا ْعتَ َق َده ِم ْن‬ ‫َكا َن يَ ْعتَ ِقد َم ْذ َهبَ ه ْم ث َّم بَيَّ َن اهلل َ‬
‫ف لِلْم ْعتَ ِزلَ ِة‪َ .‬وقَ ْد أَ َخ َذ َع َّامة‬ ‫صنَّ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف كتَابا نَاقضا ل َما َ‬
‫م ْذ َهبِ ِهم‪ ،‬وصنَّ َ ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪ .‬بكسر الفاء جمع فرقة بكسرها‪ .‬والرعاع بفتح الراء األحداث الطغام‪ ،‬كذا في‬
‫القاموس‪ .‬والطغام بفتح الطاء الدنئ الذى يخدم بطنه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اب َّ ِ ِ‬
‫ف‬ ‫س ِن‪َ .‬و َ‬
‫صنَّ َ‬ ‫الح َ‬‫استَ َق َّر َعلَْيه َم ْذ َهب أَبِي َ‬ ‫الشافعي بِ َما ْ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ي اه ‪.‬‬ ‫ب إِلَْي ِه األَ َش َع ِر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫صحاب َّ ِ ِ‬
‫الشافعي كتبا َكث ْي َرة َعلَى َوفْ ِق َما ذَ َه َ‬ ‫أَ ْ َ‬
‫الوالِ َد يَق ْول‪َ :‬ما‬ ‫ام َ‬ ‫الس ْب ِك ُّي‪َ :‬س ِم ْعت َّ‬
‫الش ْي َخ ا ِإل َم َ‬ ‫ال التَّاج ُّ‬ ‫قَ َ‬
‫ي الَ ي َخالِفه إِالَّ فِ ْي‬ ‫ض َّمنَه َع ِق ْي َدة الطَّ َحا ِوي ه َو َما يَ ْعتَ ِقده األَ ْش َع ِر ُّ‬
‫تَ َ‬
‫ص َر َسنَةَ‬ ‫سائِ َل اه ‪ .‬ق لْت ‪َ :‬وَكانَ ْ‬
‫ت َوفَاة الطَّ َحا ِوي بِ ِم ْ‬ ‫ِ‬
‫ثَالَث َم َ‬
‫المات ِريْ ِدي اه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س ِن األَ ْش َع ِري َوأَب ْي َم ْنص ْور َ‬ ‫الح َ‬
‫ِ‬
‫فَ ه َو م َعاصر ألَبِي َ‬
‫ي َسنَةَ‬ ‫المات ِريْ ِد ُّ‬
‫َوَوفَاة َ‬ ‫ت َوفَاة األَ ْش َع ِري َسنَةَ‬
‫أَق ْول‪َ :‬وَكانَ ْ‬
‫َواهلل أَ ْعلَم‪.‬‬
‫اع َرة الَ‬ ‫السب ِك ُّي‪ :‬وأَنَا أَ ْعلَم أَ َّن المالِ ِكيَّةَ كلَّهم أَ َش ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال التَّاج ُّ ْ‬ ‫ث َّم قَ َ‬
‫اع َرة الَ أَ ْستَثْنِ ْي إِالَّ َم ْن لَ ِح َق ِمنْ ه ْم‬
‫الشافِعِيَّةَ غَالِب هم أَ َش ِ‬
‫ْ‬ ‫أَ ْستَثْنِ ْي أَ َحدا‪َ ،‬و َّ‬
‫بِتج ِسيم أَو ا ْعتِزال ِم َّمن الَ ي عبأ اهلل بِ ِه‪ ،‬والحن ِفيَّةَ أَ ْكثَرهم أَ َش ِ‬
‫اع َرة‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َْ ْ ْ َ‬
‫أَ ْعنِي يَ ْعتَ ِقد ْو َن َع ِق ْي َدةَ األَ ْش َع ِري الَ يَ ْخرج ِمنْ ه ْم إِالَّ َم ْن لَ ِح َق ِمنْ ه ْم‬
‫اع َرة الَ يَ ْخرج ِم ْن ه ْم‬ ‫ضالَِء مت َقد ِمي ِهم أَ َش ِ‬ ‫الحنَابِلَةَ أَ ْكثَر ف َ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫بِالم ْعتَ ِزلَة‪َ ،‬و َ‬
‫الفرقَ ِة ِمن الحنَابِلَةِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إِالَّ َم ْن لَح َق م ْن ه ْم بِأَ ْه ِل التَّ ْجس ْي ِم‪َ ،‬وه ْم ف ْي َهذه ْ َ َ‬
‫أَ ْكثَر ِم ْن غَْي ِرِه ْم‪.‬‬

‫‪ .‬المتكلم هو السيد مرتضى الزبيدي‬


‫ظ إِ َّما َح ِق ْي َقة أَ ْو َم َجاز‪،‬‬ ‫ك فَا ْعلَ ْم أَ َّن اللَّ ْف َ‬‫ت َذلِ َ‬‫صل) إِ َذا َع َرفْ َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫َوكِالَه َما إِ َّما لغَ ِوي أَ ْو َش ْر ِعي أَ ْو ع ْرفِي‪َ .‬والع ْرف إِ َّما َخاص أَ ْو َعام‪.‬‬
‫ض َع لَه اِبْتِ َداء‪.‬‬ ‫فَالح ِق ْي َقة‪ :‬لَ ْفظ يستَ ْعمل فِ ْيما و ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضع ثَان لِ َعالَقَة‪.‬‬ ‫ض َع لَه بَِو ْ‬ ‫والمج از‪ :‬لَ ْفظ يستَ ْعمل فِ ْيما و ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫اص ِطالَح أَ ْو تَ ْوقِ ْيف‪َ ،‬كاألَ َس ِد‬ ‫ِ‬
‫ض َعه أَ ْهل اللُّغَة بِ ْ‬ ‫ي‪َ :‬ما َو َ‬ ‫َواللُّغَ ِو ُّ‬
‫س‪.‬‬‫ان الم ْفتَ ِر ِ‬ ‫لِلْحي و ِ‬
‫َََ‬
‫ص ِة‪.‬‬ ‫الصالَةِ لِلْعِب َ ِ‬ ‫ض َعه َّ‬ ‫الش ْر ِع ُّي‪َ :‬ما َو َ‬ ‫َو َّ‬
‫الم ْخص ْو َ‬ ‫ادة َ‬ ‫َ‬ ‫الشا ِرع‪َ ،‬ك َّ‬
‫ات األَ ْربَ ِع‬ ‫الدابَِّة لِ َذو ِ‬
‫العام‪َ ،‬ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫َوالع ْرفِ ُّي‪َ :‬ما َو َ‬
‫َ‬ ‫ض َعه أَ ْهل الع ْرف َ‬
‫الخاص‪،‬‬ ‫ض؛ أَ ِو َ‬ ‫ب َعلَى األَ ْر ِ‬ ‫الح َما ِر‪َ ،‬و ِه َي لغَة اِ ْسم لِكل َما َد َّ‬ ‫َك ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ام‪َ :‬ما لَ ْم يَتَ َعيَّ ْن‬ ‫الع ُّ‬
‫الم ْعرْوف عنْ َد النُّ َحاة‪َ .‬والع ْرف َ‬ ‫َكال َفاع ِل ل ِإل ْس ِم َ‬
‫استَ ْع َملَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَاقِله؛ َوالع ْرف َ‬
‫اص‪َ :‬ما تَ َعيَّ َن نَاقله‪َ ،‬وربَّ َما ي َقال ل َما ْ‬ ‫الخ ُّ‬
‫الش ْر ِع لِ َم ْعنى َم ْخص ْوص أَنَّه َش ْر ِعي‪.‬‬ ‫َح َملَة َّ‬
‫ظ يَ ِجب َح ْمله َعلَى‬ ‫ك فَا ْعلَ ْم أَ َّن اللَّ ْف َ‬ ‫ت َذلِ َ‬‫صل)‪ :‬إِ َذا َع َرفْ َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫الوا ِرد فِ ْي م َخاطَبَ ِة َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الشا ِرِع ي ْح َمل َعلَى‬ ‫ع ْرف المتَ َكل ِم به‪ ،‬فَاللَّ ْفظ َ‬
‫الش ْر ِعي ‪َ -‬وإِ ْن َكا َن لَه َم ْعنى ع ْرفِي أ َْو لغَ ِوي أ َْو ه َما ‪ -‬ألَنَّه‬ ‫الم ْعنَى َّ‬ ‫َ‬
‫ع ْرفه‪.‬‬
‫ِ‬
‫صا ِرف‬ ‫ف َع ْنه َ‬ ‫ث َّم إِ َذا لَ ْم يَك ْن لَه َم ْعنى َش ْرعي‪ ،‬أَ ْو َكا َن َو َ‬
‫ص َر َ‬
‫ام‪.‬‬
‫الع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْعنَى الع ْرف ُّي َ‬ ‫الم ْحم ْول َعلَْيه َ‬ ‫فَ َ‬
‫ِ‬
‫صا ِرف‬‫ف َع ْنه َ‬ ‫ث َّم إِ َذا لَ ْم يَك ْن لَه َم ْعنى ع ْرفي َعام‪ ،‬أَ ْو َكا َن َو َ‬
‫ص َر َ‬
‫ي لِتَ َعيُّنِ ِه ِح ْي نَئِذ‪.‬‬
‫الم ْعنَى اللُّغَ ِو ُّ‬ ‫ِ‬
‫الم ْحم ْول َعلَْيه َ‬‫فَ َ‬
‫الخاص ي ْح َمل‬ ‫ف َ‬ ‫ك اللَّ ْفظ الوا ِرد فِي م َخاطَب ِة أَ ْه ِل العر ِ‬ ‫وَك َذلِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي مثال‪" :‬ال َف ِ‬ ‫ف ِع ْن َده ْم‪ .‬فَِإذَا قَ َ‬ ‫علَى المعنى المت عار ِ‬
‫اعل‬ ‫ال النَّ ْح ِو ُّ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ب وال َف ِ‬
‫اع ِل‬ ‫صِ َ‬ ‫الرفْ ِع َوالنَّ ْ‬
‫ب َح ْمل َ‬ ‫الم ْفعول َم ْنص ْوب" َو َج َ‬ ‫َم ْرف ْوع َو َ‬
‫الم ْعرْوفَ ِة فِ ْي النَّ ْح ِو الَ غَْي ر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْفع ْول َعلَى َم َعان ْي َها َ‬
‫َو َ‬

‫السنَّ ِة أطْلِ َق َعلَى َم َعان لغَة‪.‬‬


‫ظ ُّ‬ ‫ت َذلِ َ‬
‫ك أَ َّن لَ ْف َ‬ ‫صل)‪ :‬إِ َذا َع َرفْ َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫الو ْجه‪ ،‬أ َْو ح ُّره‪ ،‬أ َْو‬
‫الضم‪َ :‬‬ ‫س الم ِح ْي ِط‪ُّ :‬‬
‫السنَّة بِ َّ‬ ‫ال‪ :‬فِ ْي كِتَابِ ِه ال َقام ْو ِ‬
‫قَ َ‬
‫ينان‪ ،‬و ِ‬
‫الس ْي َرة‪َ ،‬والطَّبِْي َعة‪َ ،‬وتَ ْمر‬ ‫الصورة‪ ،‬أَ ِو الجب َهة والجبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫دائ َرته‪ ،‬أ ِو ُّ ْ َ‬
‫وأمره‪ ،‬ونَ ْهيه اه ‪َ .‬وفِ ْي َش ْر ِح ا ِإل ْحيَ ِاء‪:‬‬ ‫اهلل‪ :‬ح ْكمه‪ْ ،‬‬ ‫بِالم ِديْنَ ِة‪ ،‬وِمن ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الم ْسل ْوَكة اه ‪َ .‬وأطْلِ َق َش ْرعا َعلَى َم َعان أَيْضا‪ِ ،‬م ْن َها‪:‬‬ ‫السنَّة الطَّ ِريْ َقة َ‬ ‫ُّ‬
‫اعله َوالَ‬ ‫ِسي رة النَّبِي صلَّى اهلل علَي ِه وسلَّم وطَ ِري َقته‪ ،‬وِم ْن ها‪ :‬ما ي ثَاب فَ ِ‬
‫َْ ََ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ي َعاقَب تَا ِركه‪.‬‬
‫اع ِة أطْلِ َق لغَة َعلَى كل َش ْيء م ْجتَ ِمع ثَالَثَة فَأَ ْكثَ َر‪.‬‬ ‫الج َم َ‬
‫ظ َ‬ ‫َوأَ َّن لَ ْف َ‬
‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اعة الظبَاء‪َ ،‬وغَْي ر ذَلِ َ‬ ‫اعة الطَّْي ِر‪َ ،‬و َج َم َ‬ ‫اعة النَّ ِ‬
‫اس‪َ ،‬و َج َم َ‬ ‫ي َقال‪َ :‬ج َم َ‬
‫صالَةِ َ‬ ‫وأطْلِ َق َشرعا َعلَى معان‪ِ ،‬م ْن َها‪ :‬ربط ا ِإلنْ ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫صالَتَه بِ َ‬ ‫سان َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫احد بَايَ َعه‬ ‫بِشروط م ْخصوصة‪ ،‬وِم ْن ها‪ :‬اِجتِماع المسلِ ِمين علَى إِمام و ِ‬
‫ْ َْ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫الشرو ِط الم ْعتَب رةِ َكما فِي ح ِديْ ِ‬ ‫أَ ْهل الحل و ِ‬
‫ث‪َ « :‬م ْن فَ َار َق‬ ‫ََ َ ْ َ‬ ‫الع ْقد بِ ُّ ْ‬
‫َ َ َ‬
‫اهلِيَّة» َرَواه م ْسلِم‪.‬‬
‫ات‪ ،‬فَ ِميتته ِميتة ج ِ‬ ‫الْجم َ ِ‬
‫اعةَ ش ْب را‪ ،‬فَ َم َ َْ َْ َ‬ ‫ََ‬
‫اعةِ‬
‫الج َم َ‬ ‫ظ أَ ْه ِل ُّ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫ك فَا ْعلَ ْم أَ َّن لَْف َ‬ ‫ت ذَلِ َ‬
‫صل)‪ :‬إِذَا َع َرفْ َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫الص ْوفِيَّةَ‬
‫الف َرق األَ ْربَ َعة‪ ،‬أَ ْعنِ ْي‪ :‬الم َحدثِْي َن َو ُّ‬ ‫ضعه َهؤالَِء ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ْفظ ع ْرفي َو َ َ‬
‫اعرةَ والمات ِري ِديَّةَ ِألَنْ ف ِس ِهم لِما أَي َقن وه ِمن أَنَّهم َعلَى ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫السنَّة أَ ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ ْ ْ‬ ‫َواألَ َش َ َ َ ْ‬
‫ص َحابِ ِه‪َ .‬ويَ ْب َقى َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َسلَّ َم َوطَ ِريْ َقة أَ ْ‬
‫ِ‬
‫َعلَى طَ ِريْ َقة النَّبِي َ‬
‫ص َار بِح ْك ِم‬ ‫ِ‬ ‫ا ِإل ْسم إِلَى يَ ْوِمنَا َه َذا لِ َم ْن َكا َن َعلَى َم ْذ َه ِ‬
‫ب َهؤالَء‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف إِالَّ إِلَْي ِه ْم َك َما تَ َق َّد َم‬ ‫الع ْرف َعلَما لَه ْم‪ ،‬بِ َح ْيث إِ َذا أطْل َق لَ ْم يَ ْن َ‬
‫ص ِر ْ‬
‫ال أَيْضا ِف ْي أَ َّو ِل‬ ‫نَ ْقله َع ْن َشا ِر ِح ا ِإل ْحيَ ِاء ِم ْن قَ ْولِ ِه "إِ َذا أطْلِ َق" إلخ‪َ .‬وقَ َ‬
‫السنَّ ِة هم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الف َرق‬ ‫َش ْر ِح الر َسالَة الق ْدسيَّة م َن ا ِإل ْحيَاء‪َ :‬والم َراد بِأَ ْه ِل ُّ ْ‬
‫ت‬‫المات ِريْ ِديَّه اه ‪ .‬فَِإذَا َعلِ ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫األَرب عة‪ :‬المحدث و َن و ُّ ِ‬
‫الص ْوفيَّة َواألَ َشاع َرة َو َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫اع ِة َعلَى غَْي ِر‬ ‫الج َم َ‬ ‫ت أَنَّه الَ يجوز إِطْالَق أَ ْه ِل ُّ ِ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ك َع َرفْ َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫َهؤالَِء ِ‬
‫الف َر ِق األَ ْربَ َع ِة‪.‬‬

‫ان لِ َم ْن الَ‬‫الزم ِ‬ ‫(مسأَلَة)‪ :‬إِ َذا قِيل‪َ :‬هل يجوز أَ ْن ي َق َ ِ‬


‫ال ف ْي َه َذا َّ َ‬ ‫َْ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ب األَ ْربَ َع ِة‪َ ،‬ويَ ْزعم أَنَّه م ْجتَ ِهد أَنَّه ِم ْن أَ ْه ِل‬
‫الم َذ ِاه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي َقلد َواحدا م َن َ‬
‫اع ِة ؟‪.‬‬
‫الج َم َ‬ ‫ُّ ِ‬
‫السنَّة َو َ‬
‫ث َوالَ ِم َن ُّ‬
‫الص ْوفِيَّ ِة‬ ‫أ ِج ْيب‪ :‬الَ يجوز‪ِ ،‬ألَنَّه لَْيس ِمن أَ ْه ِل الح ِديْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫اعرةِ والَ ِمن المات ِريْ ِديَِّة‪ .‬أَ َّما َكونه لَْيس ِمن أَ ْه ِل الح ِديْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوالَ م َن األَ َش َ َ َ َ‬
‫اهر‪ِ ،‬ألَ َّن َهؤالَِء النَّابِ ِذيْ َن‬ ‫الصوفِيَّ ِة فَظَ ِ‬ ‫فَلِما سيأْتِي‪ .‬وأَ َّما َكونه لَي ِ‬
‫س م َن ُّ ْ‬ ‫َ ََ ْ َ ْ ْ َ‬
‫س ِم َن‬ ‫اس إِنْ َكارا لِ ُّ ِ ِ‬
‫لص ْوفيَّة‪َ .‬وأَ َّما َك ْونه لَْي َ‬ ‫ب األَ ْربَ َع ِة ِم ْن أَ َشد النَّ ِ‬ ‫لِلْ َم َذ ِاه ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ي‬‫س ِن األَ ْش َع ِر َّ‬ ‫المات ِريِديَّة فَل َما تَ َق َّد َم م ْن أَ َّن أَبَا َ‬
‫الح َ‬ ‫األَ َشاع َرة َوالَ م َن َ‬
‫المات ِريْ ِديَّةَ‬
‫الشافعي‪َ ،‬وأَ َّن أَبَا َم ْنص ْور َ‬
‫ب َّ ِ ِ‬ ‫ص َم ْذ َه ِ‬ ‫ص َرةِ نص ْو ِ‬ ‫ام بِن ْ‬
‫إِنَّ َما قَ َ‬
‫المالِ ِكيَّةَ كلَّه ْم‬ ‫ص م ْذ َه ِ ِ ِ‬
‫ب أَب ْي َحن ْي َفةَ‪َ ،‬وأَ َّن َ‬ ‫ص َرة نص ْو ِ َ‬
‫إِنَّما قَام بِن ِ‬
‫َ َ ْ‬
‫اع َرة‬ ‫ضالَء الحنابِلَ ِة‪ ،‬وأَ َّن الم َذ ِاهب األَرب عةَ كلَّهم أَ َش ِ‬ ‫اع َرة‪َ ،‬وَك َذا ف َ‬‫أَ َش ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬ ‫ََ‬
‫َوَمات ِريْ ِديَّة إِالَّ َم ْن لَ ِح َق ِم ْن ه ْم بِتَ ْج ِس ْيم أَ ِو ا ْعتِ َز ِال‪ ،‬فَيَ لْ َزم ِم ْن َع َدِم‬
‫ب األَ ْربَ َع ِة َع َدم َك ْونِ ِه أَ ْش َع ِريا أَ ْو َمات ِريْ ِديا‪ ،‬فَيَ لْ َزم‬‫الم َذ ِاه ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫تَ َقيُّده ألَ َحد َ‬
‫الف َر ِق األَ ْربَ ِع َع َدم َك ْونِ ِه ِم ْن أَ ْه ِل ُّ‬
‫السنَّةِ‬ ‫ِمن َع َدِم َكونِ ِه ِمن َه ِذهِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ف‪.‬‬‫والجماع ِة لِما تَ َق َّدم ِمن أَ َّن ه َذا ا ِإلسم م ْختص بِ ِهم فِي العر ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬

‫ث ِم ْن أَ ْه ِل‬ ‫ال قَائِلو َن‪ :‬إِنَّكم اِ ْعتَب رتم أَ ْهل الح ِديْ ِ‬
‫ْ َْ ْ َ َ‬ ‫( َم ْسألة)‪ :‬إِذَا قَ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫اع ِة‪ ،‬ونَحن أَ ْهل ِ ِ ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫ب األَ ْربَ َعةَ‬‫الم َذاه َ‬ ‫الحديْث ألَنَّا نَ ْنبذ َ‬ ‫َ‬ ‫الج َم َ َ ْ‬ ‫السنَّة َو َ‬
‫ف الَ تَ ْعتَبِرْونَنَا ِم ْن أَ ْه ِل‬‫ث النَّبَ ِويَّ ِة فَ َك ْي َ‬ ‫آن واألَح ِ‬
‫اديْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َونَ ْرجع إِلَى الق ْر َ َ‬
‫ِ‬

‫اع ِة ؟‪.‬‬
‫الج َم َ‬ ‫ُّ ِ‬
‫السنَّة َو َ‬
‫اظ الَّتِ ْى‬‫ث ِمن األَلْ َف ِ‬ ‫ث والمحد ِ‬ ‫ظ أَ ْه ِل ِ ِ‬ ‫الج َواب‪ :‬أَ َّن لَ ْف َ‬
‫َ‬ ‫الحديْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫ضع ْوه اِ ْسما‬ ‫اصطَلَ َح َعلَْي َها الم َحدث ْو َن لِ َم ْعنى َم ْخص ْوص‪َ ،‬وه َو أَنَّه ْم َو َ‬ ‫ْ‬
‫لشرْو ِط الم ْعتَبَ َرْة ِع ْن َده ْم‪ ،‬فَيَ ِجب َح ْمل َه َذا اللَّ ْف ِظ‬ ‫لِ َم ْن َكا َن َج ِامعا لِ ُّ‬
‫الس ْب ِكي‬‫ال ابْن ُّ‬ ‫ِع ْن َد ا ِإلطْالَ ِق َعلَى َما ه َو المتَ َع َارف ِع ْن َده ْم فَ َق ْد قَ َ‬
‫ف األَ َسانِْي َد‬ ‫فِ ْي كِتَابِ ِه "معِ ْي ِد الن َع ِم َومبِْي ِد الن َق ِم"‪ :‬الم َحدث َم ْن َع َر َ‬
‫ك ج ْملَة‬ ‫ظ َم َع ذَلِ َ‬ ‫العالِ َي َوالنَّا ِز َل‪َ ،‬و َح ِف َ‬
‫ال َو َ‬ ‫والعِلَل وأَ ْسماء الر َج ِ‬
‫َ َ َ ََ‬
‫ب الستَّةَ َوم ْسنَ َد ا ِإل َم ِام أَ ْح َم َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْستَ ْكثَ َرة م َن المت ْون‪َ ،‬و َسم َع الكت َ‬
‫ف ج ْزء ِم َن‬ ‫ض َّم إِلَى َه َذا ال َق ْد ِر أَلْ َ‬ ‫َوسنَ َن البَ ْي َه ِقي َوم ْع َج َم الطَّْب َرانِي‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫ك أَقَ َّل َد َر َجاتِِه‪ .‬فَِإذَا َس ِم َع َما ذَ َك ْرنَاه َو َد َار‬ ‫الح ِديْثِيَّ ِة َكا َن ذَلِ َ‬
‫األَ ْج َزاء َ‬
‫ات َواألَ َسانِْي ِد ع َّد‬ ‫الشي و ِخ وَكتَب الطبا َق وتَ َكلَّم فِي العِلَ ِل والوفَي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َعلَى ُّ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء اه ‪.‬‬ ‫اء َما َش َ‬ ‫ف ْي أَ َّول َد َر َجات الم َحدث ْي َن‪ ،‬ث َّم يَ ِزيْد اهلل تَ َعالَى َم ْن َش َ‬
‫الدرِر‪ :‬والم ْقتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َخا ِو ُّ ِ‬
‫الس َم ِاع الَ‬ ‫صر َعلَى َّ‬ ‫الج َواه ِر َو ُّ َ َ‬ ‫ي ف ْي َ‬ ‫ال َّ‬ ‫قَ َ‬
‫الس َم ِاع الَ ي ْؤ َخذ‬ ‫ص َر َعلَى َّ‬ ‫يس َّمى محدثا‪ .‬وي روى َعن مالِك أَ َّن الم ْقتَ ِ‬
‫َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعنْه العل ْوم اه ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َوبِ َذلِ َ‬
‫ب األَ ْربَ َعةَ اليَ ْو َم َوأَقْ بَ َل َعلَى‬ ‫الم َذاه َ‬ ‫ت أَ َّن َم ْن نَبَ َذ َ‬ ‫ك َع َرفْ َ‬
‫الم ْذك ْوَرةِ لَ ْم يَك ْن ِم ْن أَ ْه ِل‬ ‫لشرْوط َ‬
‫ث ولَم يكن ج ِامعا لِ ُّ ِ‬
‫الحديْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫الج َم َ‬ ‫ث بِالم ْعنَى العرفِي فَ لَم يكن ِمن أَ ْه ِل ُّ ِ‬ ‫الح ِديْ ِ‬
‫السنَّة َو َ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْي ر أَ ْهال لِ ْعلْم بِم َج َّرِد إِقْ بَالِ ِه َعلَْي ِه َوا ْشتِغَالِ ِه بِ ِه َحتَّى‬
‫وا ِإلنْسان الَ ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ْي ر فَ ِق ْي ها‬
‫ت ملَ َكة لَه َكما أَ َّن ا ِإلنْساَن الَ ي ِ‬ ‫ط بِأَ ْكثَ ِر م ِِ ِ‬ ‫أَ َحا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َار ْ َ‬‫سائله َو َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫ص َار الف ْقه أَ ِو الن ْ‬
‫َّحو‬ ‫أَ ْو نَ ْح ِويا بِم َج َّرد ا ْشتغَاله بِالف ْقه أَ ِو النَّ ْح ِو إِالَّ إِذَا َ‬
‫اس َمه أَ ْو الَ ِعلْ َم لَه‬
‫ث إِالَّ ْ‬‫ملَ َكة لَه‪ ،‬والَ ِسيَّما من لَْيس لَه ِعلْم بِالح ِديْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ت ِم ْن كت ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ث وج َد َها م ْنشورة فِي بطو ِن الكت ِ َِّ‬
‫ب التى لَْي َ‬
‫ِ‬
‫إِالَّ بِأَ َحاديْ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ‬
‫س ِم ْن أَ ْه ِل‬ ‫ت و ِِ‬
‫الج َرائد فَ لَْي َ‬
‫ِ‬
‫الم َجالَّ َ َ‬
‫ِ‬
‫ص َف َحات َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الحديْث أَ ْو في َ‬ ‫َ‬
‫ث فِ ْي َش ْيء‪.‬‬ ‫الح ِديْ ِ‬
‫َ‬

‫السنَّةِ‬‫الص ْوفِيَّةَ ِم ْن أَ ْه ِل ُّ‬ ‫ف تَع ُّد ْو َن ُّ‬ ‫( َم ْسأَلة)‪ :‬إِذَا قِ ْي َل َك ْي َ‬


‫اعةِ وقَ ْد قِيل إِنَّهم أَ َخذوا علومهم ِمن ب و ِذيَّةِ ال ِه ْن ِد وفَالَ ِس َفةِ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ ْ ْ ْ‬ ‫الج َم َ َ ْ َ ْ‬ ‫َو َ‬
‫اسق ْو َن َك َما فِ ْي‬ ‫ان فَ هم إِ ْن لَم يكون وا َكافِ ِرين فَِإنَّهم مبتَ ِدعو َن فَ ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫الي ونَ ِ‬
‫ْ‬
‫ي َع ِن‬ ‫الزبِْي ِد ُّ‬
‫لد ْكت ْور َزكِي مبَ َارك‪َ ،‬وَك َما نَ َقلَه َّ‬ ‫األَ ْخالَ ِق لِلْغَ َزالِي لِ ُّ‬
‫الما ِزِري فِ ْي م َقد َم ِة َش ْر ِح ا ِإل ْحيَ ِاء‪.‬‬ ‫َ‬
‫اضلِ ِه ْم فَِإ َّن‬
‫أ ِج ْيب‪ :‬حا َشا وَكالَّ بل هم ِمن ِخيا ِر المسلِ ِم ْين وأَفَ ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ ْ َ‬
‫ص‪.‬‬ ‫الص ْوفِي أَنَّه َعالِم َع ِامل بِعِلْ ِم ِه َعلَى َو ْج ِه ا ِإل ْخالَ ِ‬ ‫َح ِق ْي َقة ُّ‬
‫الش ْي ِخ الْجنَ ْي ِد‬‫يق َّ‬ ‫َن طَ ِر َ‬‫الج َو ِام ِع‪َ :‬وأ َّ‬ ‫ال ابن ُّ ِ ِ‬
‫الس ْبكي ف ْي َج ْم ِع َ‬ ‫َوقَ َ ْ‬
‫ص ْحبِ ِه طَ ِريق م َق َّوم اه ‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫الم َحل ُّي فِ ْي َش ْرِحه‪ :‬فَِإنَّه َخال َع ْن الْبِ َد ِع‪َ ،‬دائِر َعلَى‬ ‫ال َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫س‪ .‬وِمن َك َال ِم ِه‪ :‬الطَّ ِريق إلَى ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َوالتَّ ْف ِو ِ‬ ‫َّسلِ ِ‬
‫اهلل‬ ‫يض َوالتَّبَ ري م ْن النَّ ْف ِ َ ْ‬ ‫الت ْ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫تَعالَى مسدود َعلَى َخل ِْق ِه َّإال َعلَى الْم ْقتَ ِفين آثَار رس ِ ِ‬
‫ول اهلل َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬
‫الص ْوفِيَّ ِة‪ :‬ث َّم ا ْعلَ ْم يَا‬
‫ات ُّ‬ ‫الش ْعرانِي فِي م َقدم ِة طَب َق ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َوقَا َل القطْب َّ َ‬
‫ف ِعبَ َارة َع ْن ِعلْم اِنْ َق َد َح فِ ْي‬ ‫ك اهلل ‪ -‬أَ َّن ِعلْم التَّص ُّو ِ‬
‫َ َ‬ ‫أَ ِخي ‪َ -‬رِح َم َ‬
‫السنَّ ِة‪ ،‬فَك ُّل َم ْن َعلِ َم‬ ‫ت بِا َلع َم ِل بِالْ ِكتَ ِ‬ ‫ق لو ِ ِ ِ ِ‬
‫اب َو ُّ‬ ‫ب األَ ْوليَاء ح ْي َن ْ‬
‫استَ نَ َار ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ك عل ْوم‪َ ،‬وآ َداب‪َ ،‬وأَ ْس َرار‪َ ،‬و َح َقائِق تَ ْع ِجز‬ ‫ح لَه ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫بِ ِه َما انْ َق َد َ‬
‫الش ِريْ َع ِة ِم َن األَ ْح َك ِام ِح ْي َن‬ ‫األَلْسن َع ْن َها‪ ،‬نَ ِظ ْي ر َما انْ َق َد َح لِعلَ َم ِاء َّ‬
‫الع ْب ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُّوف إِنَّ َما ه َو زبْ َدة َع َم ِل َ‬ ‫َع ِمل ْوا بِ َما َعلم ْوه م َن أَ ْح َكام َها‪ .‬فَالتَّ َ‬
‫س‪َ ،‬ك َما أَ َّن‬ ‫الش ِريْ َع ِة إِذَا َخالَ َع َمله ِم َن العِلَ ِل َوحظ ْو ِظ النَّ ْف ِ‬ ‫بِأَ ْح َك ِام َّ‬
‫ف ِعلْما‬ ‫ان زب َدة ِعلْ ِم النَّح ِو‪ .‬فَمن جعل ِعلْم التَّص ُّو ِ‬
‫ْ َ ْ ََ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫الم َعانِ ْي َوالبَ يَ ْ‬ ‫علْ َم َ‬
‫ِ‬
‫ص َد َق‪َ ،‬ك َما أَ َّن‬ ‫مستَ ِقال ص َد َق‪ ،‬ومن جعلَه ِمن َعي ِن أَح َك ِام َّ ِ‬
‫الش ِريْ َعة َ‬ ‫ََ ْ ََ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َد َق‪َ ،‬وَم ْن َج َعلَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َعاني َوالبَ يَان علْما م ْستَقال فَ َق ْد َ‬ ‫َم ْن َج َع َل علْ َم َ‬
‫ص َد َق‪ ،‬لَ ِكنَّه الَ ي ْش ِرف َعلَى ذَ ْو ِق أَ َّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ج ْملَة علْ ِم النَّ ْح ِو فَ َق ْد َ‬
‫الش ِريْ َع ِة‪ ،‬الَ َم ْن تَبَ َّحر فِ ْي ِعلْ ِم َّ‬
‫الش ِريْ َع ِة َحتَّى‬ ‫ع ِم ْن َع ْي ِن َّ‬ ‫ف تَ َف َّر َ‬‫ص ُّو َ‬
‫التَّ َ‬
‫بَلَ َغ إِلَى الغَايَ ِة اه ‪.‬‬
‫صلح لِلتَّص ُّد ِر فِي طَ ِريْ ِق ِ‬
‫اهلل َع َّز‬ ‫َوقَ ْد أَ ْج َم َع ال َق ْوم َعلَى أَنَّه الَ يَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الش ِريْ َع ِة‪َ ،‬و َعلِ َم َم ْنط ْوقَ َها َوَم ْفه ْوَم َها‪،‬‬
‫َو َج َّل إِالَّ َم ْن تَبَ َّح َر فِ ْي ِعلْ ِم َّ‬
‫ب َحتَّى‬ ‫العر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص َها َو َع َّام َها‪َ ،‬ونَاس َخ َها َوَم ْنس ْو َخ َها‪َ ،‬وتَبَ َّح َر ف ْي لغَة َ َ‬ ‫َو َخ َّ‬
‫صوف فَ ِق ْيه َوَال‬ ‫ك‪ .‬فَك ُّل متَ َ‬ ‫استِ َع َاراتِ َها‪َ ،‬وغَْي َر ذَلِ َ‬
‫ف َم َج َازاتِ َها َو ْ‬ ‫َع َر َ‬
‫س اه ‪.‬‬ ‫َع ْك َ‬
‫السنَّ ِة اه ‪.‬‬‫اب َو ُّ‬ ‫الكتَ ِ‬ ‫ال الجنَ يد‪ :‬م ْذ َهب نَا َه َذا م َقيَّد بِأصو ِل ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ث الَ ي ْقتَ َدى بِهِ‬ ‫الح ِديْ َ‬ ‫ِ‬
‫ب َ‬ ‫ال أَيْضا‪َ :‬م ْن لَ ْم يَ ْح َفظ الق ْرآ َن َولَ ْم يَ ْكت ْ‬ ‫َوقَ َ‬
‫السنَّ ِة اه ‪.‬‬
‫اب َو ُّ‬ ‫فِي َه َذا األَ ْم ِر‪ِ ،‬ألَ َّن ِعلْ َمنَا م َقيَّد بِالْ ِكتَ ِ‬
‫ْ‬

‫‪ .‬أي ما قاله القطب الشعراني أيضا‪.‬‬


‫السالَِم ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشعرانِ ُّي‪ :‬وَكا َن َّ ِ‬
‫ض َي‬ ‫الش ْيخ ع ُّز الديْ ِن بْن َع ْبد َّ َ‬ ‫َ‬ ‫قال َّ ْ َ‬ ‫َو َ‬
‫اذلِي‬ ‫الش ِ‬
‫س ِن َّ‬ ‫الش ْي ِخ أَبِي َ‬
‫الح َ‬ ‫اع ِه َعلَى َّ‬ ‫اهلل ع ْنه ي قول ‪ -‬ب ع َد اجتِم ِ‬
‫َْ ْ َ‬ ‫َ َْ‬
‫الص ْوفِيَّ ِة قَ َعد ْوا َعلَى‬ ‫الدلِْي ِل َعلَى أَ َّن طَائَِفةَ ُّ‬ ‫َوتَ ْسلِ ْي ِم ِه لِلْ َق ْوِم‪ِ :‬م ْن أَ ْعظَ ِم َّ‬
‫الخ َوا ِر ِق‪،‬‬
‫ات‪َ ،‬و َ‬ ‫اس الديْ ِن ما ي َقع َعلَى أَيْ ِديْ ِهم ِمن ال َكرام ِ‬ ‫أَ ْعظَ ِم أَ َس ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ك َم ْسلَ َكه ْم َك َما ه َو‬ ‫ط لَِف ِق ْيه‪ ،‬إِالَّ إِ ْن َسلَ َ‬ ‫ك قَ ُّ‬‫َوَال يَ َقع َش ْيء ِم ْن ذَلِ َ‬
‫ك ي ْن ِكر َعلَى‬ ‫ض َي اهلل َع ْنه قَ ْب َل ذَلِ َ‬ ‫الش ْيخ ِع ُّز الديْ ِن ر ِ‬
‫َ‬ ‫اهد‪َ .‬وَكا َن َّ‬ ‫شَ‬ ‫مَ‬
‫السنَّ ِة‪ .‬فَ لَ َّما ذَا َق‬ ‫اب َو ُّ‬ ‫ال َق ْوِم‪َ ،‬ويَق ْول‪َ :‬هل لَنَا طَ ِريْق غَْي ر الكِتَ ِ‬
‫ْ‬
‫ص َار يَ ْم َدحه ْم كلَّ‬ ‫م َذاقَ هم‪ ،‬وقَطَع ِسلْ ِسلَةَ الح ِديْ ِد بِ َكراسةِ ِ‬
‫الوَرق َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ادقِ ْي َن ِم َن ُّ‬
‫الص ْوفِيَّ ِة‪.‬‬ ‫الص ِ‬‫ف َوفِ ْي َّ‬ ‫اهي ِة التَّص ُّو ِ‬
‫ِ ِ‬
‫الم ْد ِح اه ‪َ .‬ه َذا ف ْي َم َ َ‬ ‫َ‬
‫سبوا إِلَْي ِه ْم َولَْيسوا ِم ْن هم فَالَ َكالَ َم فِ ْي ِه ْم‪ ،‬فَِإنَّه ْم‬ ‫َوأَ َّما َم ْن انْتَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َوالَ يَف ْو َن بِشرْو ِط ِه‪َ .‬و َّ‬
‫الع َدم‪،‬‬‫الش ْرط يَلْ َزم م ْن َع َدمه َ‬ ‫ص ُّو َ‬‫يَ َّدع ْو َن التَّ َ‬
‫الصوفِيَّ ِة بِح ْك ِم َهؤالَِء الم ْنتَ ِسبِين ال َك ِ‬
‫اذبِْي َن‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫فَ َم ْن َح َك َم َعلَى َجم ْي ِع ُّ ْ‬
‫ى تِ ْمثَ َ‬ ‫فَ َق ْد أَ ْخطَأَ‪ ،‬إِ ْذ ح َكم علَى َّ ِ‬
‫ال‬ ‫الش ْيء بِح ْك ِم غَْي ِره‪َ ،‬وَكا َن َك َم ْن َرأَ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ص َهال" م ِش ْي را إِلَى‬ ‫ص َهال‪ ،‬فَ َه َذا َ‬ ‫ال‪َ " :‬ه َذا فَ َرس‪َ ،‬وك ُّل فَ َرس َ‬ ‫فرس فَ َق َ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫سطَة يَ ْستَ ْعمل َها الم ْنكرْو َن ليَ ْستَ ْد ِرج ْوا بِ َها ق ل ْو َ‬ ‫َومثْل َه َذا َس ْف َ‬
‫العاد ْو َن بَ ْل َم ْن َح َك َم أَ َّن َهؤالَِء المنْتَ ِسبِْي َن ه ْم ِم َن‬ ‫األَغْ َما ِر َوه ْم َ‬
‫اال ْس ِم فَ َق ْد أَ ْخطَأَ أَيْضا إِ ْذ َح َك َم َعلَى الكل بِح ْك ِم‬ ‫الصوفِيَّ ِة بِعموِم ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ ْ‬
‫ساحا ي َحرك فَ َّكه األَ ْعلَى َوه َو َحيَ َوان‪،‬‬ ‫ض وَكاَ َن َكمن رأ ِ‬ ‫البَ ْع ِ‬
‫َى ت ْم َ‬‫َْ َ ْ‬
‫ال‪ :‬ك ُّل َحيَ َوان ي َحرك فَ َّكه األَ ْعلَى‪.‬‬ ‫فَ َق َ‬
‫ِ‬
‫ساد َه َذا‬ ‫الع ْق ِل فَ َ‬‫َوالَ يَ ْخ َفى َعلَى كل َم ْن لَه أَ ْدنَى م ْس َكة م َن َ‬
‫ال‪ :‬إِ َّن َه َذا َم ْجن ْون‪َ ،‬وه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القيَ ِ‬
‫سانا َم ْجن ْونا‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫اس‪ ،‬فَ َم ْن َرأَ ْى إنْ َ‬
‫إِنْسان‪ ،‬فَك ُّل إِنْس ِ‬
‫الم ْجن ْون‪.‬‬ ‫ك أَنَّه ه َو َ‬ ‫ان َم ْجن ْون‪ .‬فَالَ َش َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اع َده التَّ ْوفِ ْيق‪َ ،‬ولَ ِك ْن‬ ‫وه َذا ال َق ْدر َكاف فِي الجو ِ ِ‬
‫اب ل َم ْن َس َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ََ‬
‫الم ْخذ ْول الَ يَ ْن َفعه التَ ْح ِق ْيق‪ ،‬بَ ْل يَق ْول‪ :‬إِنَّه تَ ْم ِويْه َوتَ ْز ِويْق‪.‬‬
‫َ‬
‫( َم ْسأَلَة)‪ :‬إِذَا قِ ْي َل‪َ :‬ما تَق ْول فِ ْي َهؤالَِء الَّ ِذيْ َن نَبَذ ْوا اليَ ْو َم‬
‫ب األَ ْربَ َعةَ‪َ ،‬وَز َعم ْوا أَنَّه ْم م ْجتَ ِهد ْو َن اِ ْجتِ َهادا مطْلَقا فِ ْي‬ ‫ِ‬
‫الم َذاه َ‬‫َ‬
‫سكوا فِي ِدينِ ِهم إِالَّ بِالقر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الم ِ‬
‫آن‬ ‫ْ‬ ‫سائ ِل الديْنيَّة‪َ ،‬وأَنَّه ْم لَ ْم يَتَ َم َّ ْ ْ ْ ْ‬ ‫ََ‬
‫ث النَّبَ ِويَّ ِة‪.‬‬ ‫واألَح ِ‬
‫اديْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ضطَ ِرب أَقْ َواله ْم‬ ‫ب‪ :‬إِنَّه ْم قَ ْوم َحيَ َارى فِ ْي أَ ْمر ِديْنِ ِه ْم تَ ْ‬ ‫ِ‬
‫أج ْي َ‬
‫سب ه ْم َج ِم ْي عا َوق ل ْوب ه ْم‬ ‫ِ‬
‫َوتَ َزلْ َز َل أَقْ َدامه ْم‪ ،‬الَ يَ ْستَق ُّرْو َن َعلَى َش ْيء‪ ،‬تَ ْح َ‬
‫اد َولَْيس ْوا ِم ْن أَ ْهلِ ِه‪ ،‬ي ْن ِكرْو َن التَّ ْقلِ ْي َد َوه ْم‬ ‫َشتَّى‪ ،‬يَ َّدع ْو َن ا ِإل ْجتِ َه َ‬
‫َمغْل ْول ْو َن بِغلهِ ‪ ،‬يَأْبَ ْو َن تَ ْقلِ ْي َد األَئِ َّمةِ الم ْجتَ ِه ِديْ َن المتَ َقد ِم ْي َن َوي َقلد ْو َن‬
‫الضال ْي َن‪ ،‬ي َحرم ْو َن التَّ ْقلِ ْي َد َوه ْم م َقلد ْو َن‪َ ،‬وي ْو ِجب ْو َن ا ِإل ْجتِ َه َ‬
‫اد‬ ‫أَ َكابَِره ْم َّ‬
‫اآلراء‪،‬‬‫ت بِ ِه ْم َ‬ ‫ت بِ ِه ْم األَ ْه َواء‪َ ،‬وتَ َ‬
‫شتَّتَ ْ‬ ‫َوه ْم الَ يَ ْستَ ِط ْي ع ْو َن‪ ،‬قَ ْوم لَعِبَ ْ‬
‫ات‪ ،‬فَ َرأَ ْوا‬ ‫الشب َه ِ‬‫ت بِ ْه ْم ظل َمات ُّ‬ ‫الش َه َوات‪َ ،‬وأَ َحاطَ ْ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َّ‬ ‫َوغَلَبَ ْ‬
‫ب األَ ْربَ َع ِة ِح َجابا بَ ْي نَ ه ْم َوبَ ْي َن َش َه َواتِ ِه ْم‪َ ،‬و ِس ْت را‬ ‫الم َذ ِاه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّ َقيُّ َد بأَ َحد َ‬
‫ك إِلَى‬ ‫صال بِ َذلِ َ‬‫ك َرفَض ْو َها بِالْكليَّ ِة تَ َو ُّ‬ ‫َمنِْي عا ِم ْن أَ ْه َوائِ ِه ْم فَ لَ َّما َرأَ ْوا ذَلِ َ‬

‫‪ .‬أي بغل التقليد‪ .‬وإضافة غل للتقليد من إضافة المشبه به للمشبه بمعنى أن التقليد‬
‫ال ينفك عنهم كما ال ينفك الغل عن المغلول‪.‬‬
‫الدنِيَّ ِة‪ ،‬و َعمدوا إِلَى ما الَ ي َد لَهم ِمن ا ِإلجتِه ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‪َ ،‬وه ْم‬ ‫َ َ ْ ْ َْ‬ ‫نَ ْي ِل أَغْ َراض ِه ْم َّ َ َ ْ‬
‫فِ ْي َواد‪َ ،‬وه َو فِ ْي َواد َ‬
‫آخ َر‪.‬‬
‫ب َما يَ ْشتَ ه ْو َن‪،‬‬ ‫ف لِطَلَ ِ‬ ‫نَ َعم َهؤالَِء م ْجتَ ِهدو َن فِي حل ِربْ َق ِة التَّ ْكلِ ْي ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ال العِلْ ِم‬ ‫الف ْك ِر‪ ،‬ونَ ْب لغ الغَايَةَ فِي َكم ِ‬ ‫وقَالوا‪ :‬نَحن أَحرار العقو ِل و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ َْ‬
‫َوق َّوةِ النَّظَ ِر‪.‬‬
‫الوطَ ِر الَّ ِذي‬ ‫ات وقَ ِ‬ ‫نَ َع ْم إِنَّه ْم أَ ْح َرار العق ْو ِل فِ ْي ات بَ ِاع َّ‬
‫ضاء َ‬ ‫الش َه َو ِ َ َ‬
‫اجب ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِة بَ ْع ِ‬ ‫ضى بِ ِهم إِلَى ْ ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫الو َ‬‫ض الم َح َّرَمات‪َ ،‬وتَ ْرك بَ ْع ِ َ‬ ‫استبَ َ‬ ‫ْ‬ ‫أَفْ َ‬
‫ال البَ َهائِ ِم‬ ‫ات اِ ْستِ ْر َس َ‬
‫الش َهو ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْر َسل ْوا ف ْي َّ َ‬ ‫ات‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ض المنْدوب ِ‬
‫َوتَ ْح ِريْ ِم بَ ْع ِ َ ْ َ‬
‫احيُّ ْو َن‪ ،‬فَأَ ْشبَه‬ ‫ال‪ :‬إِنَّهم إِب ِ‬ ‫ات إِ ْن لَ ْم يَلِ ْق بِ ِه ْم أَ ْن ي َق َ‬ ‫صب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ف ْي الم ْخ َ‬
‫ال‪ :‬إِنَّه ْم َح َ‬
‫ش ِويُّ ْو َن‪.‬‬ ‫األَ ْس َم ِاء بِ ِه ْم أَ ْن ي َق َ‬
‫ش ِويَّة فَ ِه َي طَائَِفة َرِذيْ لَة‬ ‫الس ْبك ُّي‪َ :‬وأَ َّما َ‬
‫الح َ‬ ‫الشيخ تَِق ُّي الدي ِن ُّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ال َّ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ج َّهال ي ْنتَ ِسب و َن إِلَى أَحم َد‪ ،‬وأَحمد مب َّرأ ِم ْن هم‪ .‬وسبب نِسبتِ ِهم إِلَيهِ‬
‫َْ ْ ْ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َْ َ َْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ت َع ْنه‬ ‫ض َي اهلل َع ْنه َون ِقلَ ْ‬ ‫الم ْحنَةِ ر ِ‬
‫َ‬
‫ت فِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ام ف ْي َدفْ ِع الم ْعتَ ِزلَة َوثَبَ َ ْ‬
‫أَنَّه قَ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫السيءَ‬ ‫اد َّ‬ ‫َكلِ َمات َما فَ ِه َم َها َهؤالَء الج َّهال فَا ْعتَ َقد ْوا َه َذا ا ِإل ْعتِ َق َ‬
‫ِ‬
‫ص َمه اهلل تَ َعالَى‪.‬‬ ‫ص َار المتَأَخر م ْن ه ْم يَ ْتبَع المتَ َقد َم إِالَّ َم ْن َع َ‬ ‫َو َ‬
‫اظر‪،‬‬ ‫وما َزالوا ِمن ِحين نَب غوا مست َذلين لَيس لَهم رأْس والَ من ي ن ِ‬
‫ََ ْ ْ ْ َ َ ْ َْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ض أَتْ بَ ِاع الد َو ِل‬ ‫َوإِنَّ َما فِ ْي كل َوقْت لَه ْم ثَ َوَرات َويَتَ َعلَّق ْو َن بِبَ ْع ِ‬

‫‪ .‬اسم فاعل أخصب من الخصب بكسر الخاء وسكون الصاد‪ ،‬وهو كثرة العشب‬
‫ورفاعة الغيش‪.‬‬
‫‪ .‬أي ببعض األمراء التابعين لبعض الدول العلية‬
‫ت َعاقِبَته إِلَى س ْوء‬ ‫ف اهلل َش َّره ْم َوَما تَ َعلَّق ْوا بِأَ َحد إِالَّ َوَكانَ ْ‬ ‫َويَك ُّ‬
‫الشافِعِيَّ ِة َوغَْي ِرِه ْم َوالَ ِسيَّ َما ِم ْن‬ ‫اعة شذ ْود ِم َن َّ‬ ‫ِ‬
‫اد َج َم َ‬ ‫سد ْوا ا ْعتِ َق َ‬ ‫َوأَفْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَْي َها َم ْن‬ ‫ت عق ْوله ْم أَ ْو غَلَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ض الم َحدث ْي َن بَِزَمانَه الَّذيْ َن نَ َق َ‬ ‫بَ ْع ِ‬
‫ضل الم َحدثِْي َن‬ ‫ث َولَ ْقد َكا َن أَفْ َ‬ ‫ضلَّهم فَا ْعتَ َقدوا أَنَّهم ي قولو َن بِالح ِديْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َْْْ‬ ‫أَ َ ْ‬
‫ساكِر يَ ْمتَنِع ِم ْن تَ ْح ِديْثِ ِه ْم َوالَ ي َمكن ه ْم يَ ْحضرْو َن‬ ‫بد َم ْش َق ابْن َع َ‬
‫ِِ‬
‫الش ِه ْي ِد َوَكان ْوا م ْستَ َذل ْي َن غَايَةَ‬ ‫ك فِ ْي أَيَّاِم ن ْوِر الديْ ِن َّ‬ ‫بِ َم ْجلِ ِس ِه َوَكا َن ذَلِ َ‬
‫الذلَّ ِة‪.‬‬
‫السابِ َع ِة َرجل لَه ذَ َكاء َواطالَع ‪ -‬يَ ْعنِ ْي‬ ‫المائَ ِة َّ‬ ‫آخ ِر ِ‬ ‫ث َّم جاء فِي ِ‬
‫ََ ْ‬
‫ابْ َن تَ ْي ِميَّةَ ‪َ -‬ولَ ْم يَ ِج ْد َش ْيخا يَ ْه ِديْ ِه‪َ ،‬وه َو َعلَى َم ْذ َهبِ ِه ْم‪َ ،‬وه َو َجس ْور‬
‫ال‬‫س َارتِ ِه يَلْتَ ِزم َها‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫متَ َجرد لتَ ْق ِريْ ِر َم ْذ َهبه‪َ ،‬ويَجد أم ْورا بَع ْي َدة فَب َج َ‬
‫ِ‬
‫ال‬‫الرب س ْب َحانَه َوتَ َعالَى‪َ ،‬وأَ َّن اهللَ تَ َعالَى َما َز َ‬ ‫ات َّ‬ ‫ث بِ َذ ِ‬ ‫بِِقي ِام الحو ِاد ِ‬
‫َ ََ‬
‫ضى َك َما ه َو فِ ْي َما َسيَأْتِ ْى‪.‬‬ ‫س بِم َحال فِ ْي َما َم َ‬ ‫ِ‬
‫سلْس َل لَْي َ‬ ‫فَاعال‪َ ،‬وأَ َّن التَّ َ‬
‫ص ْر‬‫و َش َّق العصا و َش َّوش َع َقائِ َد المسلِ ِم ْين وأَغْرى ب ْي نَ هم‪ .‬ولَم ي ْقتَ ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الس َف َر لِ ِزيَ َارةِ قَ ْب ِر‬
‫ال‪ :‬إِ َّن َّ‬ ‫الع َقائِ ِد فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِم َحتَّى تَ َع َّدى‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َعلَى َ‬
‫ف بِطَالَ ِق‬ ‫ث الَ يَ َقع‪َ ،‬وإِ َّن َم ْن َحلَ َ‬ ‫صيَة‪َ ،‬وإِ َّن الطَّالَ َق الثَّالَ َ‬ ‫النَّبِي ‪ ‬م ْع ِ‬
‫َ‬
‫ث الَ يَ َقع َعلَْي ِه الطَّالَق‪َ .‬واتَّ َف َق العلَ َماء َعلَى َح ْب ِس ِه‬ ‫ْام َرأَتِ ِه َو َحنِ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫َّ‬
‫س‪َ ،‬وأَ ْن‬ ‫الح ْب ِ‬‫السلْطَان َوَمنَ َعه م َن الكتَابَة ف ْي َ‬ ‫سه ُّ‬ ‫س الط ِويْ َل‪ ،‬فَ َحبَ َ‬ ‫الح ْب َ‬‫َ‬
‫س‪.‬‬ ‫الح ْب ِ‬ ‫الَ ي ْدخل بِ َدواة‪ ،‬وم َ ِ‬
‫ات ف ْي َ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫سائِلَه‪َ ،‬وي لْ ِقى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِمن أَ ِ ِ‬
‫ص َحابه َم ْن يش ْيع َع َقائ َده‪َ ،‬وي َعلم َم َ‬ ‫ث َّم َح َد َ ْ ْ‬
‫ك‪َ ،‬حتَّى َوقَ ْفت‬ ‫الض َرر بِ َذلِ َ‬
‫اس ِسرا‪َ ،‬ويَ ْكتمه َج ْهرا‪ ،‬فَ َع َّم َّ‬ ‫ك إلَى النَّ ِ‬ ‫َذلِ َ‬
‫ف بَ ْيت يَ ْذكر فِ ْي َها َع َقائِ َده‬ ‫آال ِ‬‫ص ْي َدة نَ ْح ِو ِستَّ ِة َ‬‫ان َعلَى قَ ِ‬ ‫الزم ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ْي َه َذا َّ َ‬
‫الحنَابِلَ ِة ‪َ -‬ر َّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َع َقائ َد غَْي ِره ‪َ -‬وه َي قَص ْي َدة البْ ِن َزف ْيل‪َ ،‬رجل م َن َ‬
‫السنَّ ِة‪َ ،‬و َج َعلَه ْم َج ْه ِمية تَ َارة َوك َّفارا‬ ‫فِ ْي َها َعلَى األَ ْش َع ِري َوغَْي ِرهِ ِم ْن أَئِ َّم ِة ُّ‬
‫ث‪ ،‬فَ َو َج ْدت َه ِذ ِه‬ ‫أ ْخرى‪ ،‬وي ْزعم بِج ْهلِ ِه أَ َّن َع َقائِ َده َع َقائِد أَ ْه ِل الح ِديْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫صنِْي فا فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِم الَّ ِذ ْي نَ َهى العلَ َماء ِم َن النَّظَ ِر فِ ْي ِه لَْو‬ ‫صيَ َدةَ تَ ْ‬‫ال َق ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ادة َعلَى ذَلِ َ‬ ‫ع بِ َها‪َ .‬وِزيَ َ‬ ‫ِ‬
‫الع َقائِ ِد البَاطلَ ِة َوبَ َر َ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن َحقا َوف ْي تَ ْق ِريْ ِر َ‬
‫الع َو ِام َعلَى تَ ْك ِف ْي ِر كل َم ْن ِس َواه َو ِس َوى طَائَِفتِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوه َي َح ْمل َ‬
‫ص ْي َدة‪َ .‬واألََّول‬ ‫ض َّمنَه َه ِذهِ ال َق ِ‬ ‫فَ َه ِذهِ ثَالَث أم ْور ِه َي َم َج ِامع َما تَ َ‬
‫ث‪َ :‬ح َرام‪ ،‬ألَ َّن النَّ ْه َي َع ْن ِعلْ ِم ال َكالَِم إِ ْن َكا َن نَ ْه َي تَنْ ِزيْه‬ ‫ِمن الثَّالَ ِ‬
‫َ‬
‫الرد َعلَى الم ْبتَ ِد َع ِة فِ ْي ِه‪ ،‬فَ ه َو نَ ْهي تَ ْح ِريْم فِ ْي َما‬ ‫اجة إِلَى َّ‬ ‫الح َ‬‫ف ْي َما تَ ْدعو َ‬
‫ِ‬
‫اطل‪َ .‬والثَّانِي‪ :‬العلَ َماء‬ ‫ف فِيما هو ب ِ‬ ‫ِ‬
‫اجة إِلَْيه فَ َك ْي َ ْ َ َ َ‬ ‫الح َ‬‫الَ تَ ْدع ْو َ‬
‫م ْختَلِفو َن فِي التَ ْك ِفي ِر بِ ِه ولَم ي ْنتَ ِه إِلَى َه َذا الحد‪ .‬أَ َّما مع َه ِذهِ المبالَغَةِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ف فِ ْي ِه نَظَر‪َ .‬وأَ َّما الثَّالِث‪ :‬فَ نَ ْحن نَ ْعلَم بِال َقطْ ِع أَ َّن‬ ‫الخالَ ِ‬ ‫فَ ِفي ب َق ِاء ِ‬
‫َ‬
‫الحنَ ِفيَّةَ َوم َوافِ ِق ْي ِه ْم ِم َن‬ ‫الشافِعِيَّةَ و ِ ِ‬
‫المالكيَّةَ َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫ث‪َّ ،‬‬ ‫ف الثَّالَ َ‬ ‫َهؤالَِء الطََوائِ َ‬
‫الحنَابِلَ ِة م ْسلِم ْو َن َولَْيس ْوا بِ َكافِ ِريْ َن‪ .‬فَال َق ْول بِأَ َّن َج ِم ْي َعه ْم ك َّفار َو َح ْمل‬ ‫َ‬
‫اهلل ‪(( :‬إِذَا‬ ‫ال رسول ِ‬
‫ف الَ يَك ْون ك ْفرا َوقَ ْد قَ َ َ ْ‬ ‫ك‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫اس َعلَى ذَلِ َ‬ ‫النَّ ِ‬
‫ال المسلِم ِألَ ِخ ِيه يا َكافِر فَ َق ْد ب ِ‬
‫ت‬ ‫الضرْوَرة أَ ْو َجبَ ْ‬ ‫َحده َما)) َو َّ‬ ‫اء بِه أ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى أَنَّه يَب ْوء بِ ِها أَ َحده َما‬ ‫الح ِديْث اقْ تَ َ‬ ‫ض َم ْن َك َّف َره ْم م ْسلم‪َ ،‬و َ‬ ‫بِأَ َّن بَ ْع َ‬
‫اء بِ َها اِنْتَ َهى َما قَالَه التَّ ِق ُّي ُّ‬
‫الس ْب ِك ُّي َونَ َقلَه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ يَك ْون ال َقائل ه َو الذي بَ َ‬
‫َع ْنه َشا ِرح ا ِإل ْحيَ ِاء‪.‬‬
‫َولَ ْم يَ َز ْل َم ْذ َهب أَ ْح َم َد بْ ِن تَ ْي ِميَّةَ يَ ْنتَ ِحله النَّاس َويَ ِزيْد ْو َن َعلَْي ِه‪،‬‬
‫ساعا َحتَّى ظَ َه َر فِ ْي‬ ‫ِ‬
‫الده ْوِر َوالسن ْي َن يَ ْز َداد أَتْ بَاعا َوات َ‬ ‫َولَ ْم يَ َز ْل بِ َم َمر ُّ‬
‫الح َجا ِز َرجل ي َق َ‬ ‫شر فِي بِالَ ِد نَج ِد ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ال لَه‪َ " :‬ع ْبد‬ ‫ْ‬ ‫أَثْنَاء ال َق ْرن الثَّان َي َع َ َ ْ‬
‫ب ابْ ِن‬ ‫الو َّهابِيَّة‪َ .‬كا َن َعلَى َم ْذ َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫سب الف ْرقَة َ‬ ‫الو َّهاب" ‪َ ،‬وإلَْيه ت ْن َ‬
‫ش َرة َك َما ذَ َك َره َج ِم ْي ْل أَفَ ْن ِدي‬ ‫اطلَة َم َج ِامع َها َع َ‬ ‫اده أمورا ب ِ‬
‫تَ ْيميَّةَ َوَز َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫الو ْج ِه َواليَ ِد‬ ‫الصادق‪ ،‬األََّول‪ :‬إِثْبَات َ‬
‫ي فِي ال َف ْج ِر َّ ِ ِ‬
‫الزَها ِو ُّ ْ‬ ‫ص ْدقِي َّ‬ ‫ِ‬
‫و ِ ِ‬
‫صعد‪ ،‬الثَّانِي‪:‬‬ ‫الج َه ِة للْبَا ِرى س ْب َحانَه َوتَ َعالَى َو ْجعله ِج ْسما يَ ْن ِزل َويَ ْ‬ ‫َ‬
‫الرج ْوِع إِلَْي ِه فِ ْي األم ْوِر الديْنِيَّ ِة يَ ْعنِى‬ ‫الع ْق ِل َو َع َدِم ُّ‬ ‫تَ ْقديْم النَّ ْق ِل َعلَى َ‬
‫ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫القيَ ِ‬ ‫الرابِع‪ :‬نَ ْفي ِ‬ ‫اديَّةَ‪ ،‬الثَّالِث‪ :‬نَ ْفي ا ِإل ْج َم ِاع َوإِنْ َكاره‪َّ .‬‬ ‫ا ِإل ْعتِ َق ِ‬
‫الخ ِامس‪َ :‬ع َدم َج َوا ِز التَّ ْقلِ ْي ِد لِلْم ْجتَ ِه ِديْ َن ِم ْن أَئِ َّم ِة الديْ ِن َوتَ ْك ِف ْي ر َم ْن‬ ‫َ‬
‫ادس‪ :‬تَ ْك ِف ْي ره ْم لِكل َم ْن َخالََفه ْم ِم َن الم ْسلِ ِم ْي َن‪,‬‬ ‫الس ِ‬
‫قَ لَّ َده ْم‪َّ .‬‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫الرس ْو ِل َ‬ ‫اهلل تَ َعالَى بِ َّ‬‫السابِع‪ :‬النَّ ْهي َع ِن التَّ و ُّس ِل إِلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الصالِ ِحين‪ .‬الثَّ ِامن‪ :‬تَح ِريم ِزيارةِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْ ْ ََ‬ ‫َو َسلَّ َم أَ ْو بغَْي ِره م َن األَنْبيَاء َواألَ ْوليَاء َو َّ ْ َ‬
‫ف بِغَْي ِر ِ‬ ‫اسع‪ :‬تَ ْك ِف ْي ر َم ْن َحلَ َ‬ ‫الصالِ ِحين‪ .‬التَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو َع ُّده‬ ‫ق ب ْوِر األَنْبيَاء َو َّ ْ َ‬
‫اهلل أَ ْو ذَبَ َح ِع ْن َد َم َراقِ ِد األَنْبِيَ ِاء‬
‫اشر‪ :‬تَ ْك ِف ْي ر من نَ َذر لِغَْي ِر ِ‬
‫َْ َ‬
‫م ْش ِركا‪ .‬الع ِ‬
‫َ‬
‫الصالِ ِح ْي َن‪.‬‬
‫َو َّ‬
‫الزائِغَ ِة م َح َّمد بْن سع ْود‬ ‫اع َد م َح َّمدا َه َذا َعلَى إِظْ َها ِر َع ِق ْي َدتِِه َّ‬ ‫َو َس َ‬
‫السع ْو ِديُّ ْو َن بَ ْع َده‪َ ،‬وه ْم الَّ ِذيْ َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَِمي ر ُّ ِ ِ‬
‫ب المل ْوك ُّ‬ ‫الد َرعية‪َ ،‬وإِلَْيه نس َ‬ ‫ْ‬
‫ك يَظْ َهر‬ ‫الح َج َاز اليَ ْو َم‪َ ،‬وه ْم َعلَى َم ْذ َهبِ ِه‪ .‬ث َّم لَ ْم يَ َز ْل بَ ْع َد ذَلِ َ‬ ‫ملَكوا ِ‬
‫َ ْ‬

‫‪ .‬ذكر المؤلف نفسه في "الدر الفريد في شرح جوهرة التوحيد" ما نصه‪ :‬ثم ظهر‬
‫ببالد نجد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري رجل يقال له‪" :‬محمد بن عبد‬
‫الوهاب" وإليه تنسب الفرقة الوهابية‪ ،‬كان على مذهب ابن تيمية إلخ‪.‬‬
‫اس إِلَْيهِ َويَ ِزيْد ْو َن َعلَْي ِه أم ْورا ِه َي‬ ‫ِر َجال يَ ْنصرْو َن َم ْذ َهبَه َويَ ْدع ْو َن النَّ َ‬
‫ك‬‫ت َش َرَرة ِم ْن َذلِ َ‬ ‫استَطَ َار ْ‬
‫اعة َحتَّى ْ‬
‫السنَّ ِة والجم َ ِ‬
‫ب أَ ْه ِل ُّ َ َ َ‬ ‫م َخالَِفة لِ َم َذ ِاه ِ‬
‫ب إِلَى بِالَ ِد إِنْد ْونِْي ِسيَا ‪.‬‬ ‫الم ْذ َه ِ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ث أَن انْ تَ َ ِ‬
‫ش َر ف ْي َها َوالَ يَ َزال أَ ْهله ي َخاصم ْو َن العلَ َماءَ‬ ‫فَ لَ ْم يَلْبَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫السلَ َ‬ ‫اء‪َ ،‬ويَسبُّ ْو َن َّ‬ ‫الس َف َه َ‬
‫ام‪َ ،‬وي غْرْو َن ُّ‬ ‫الك َر َام‪َ ،‬ويَ ْستَم ْي ل ْو َن الطَّغَ َ‬
‫ك فِ ْي الق َرى َوالبِالَ ِد َحتَّى يَع َّم َّ‬
‫الض َرر‬ ‫اء‪َ .‬وَال يَ َزال ْو َن يَ ْف َعل ْو َن ذَلِ َ‬ ‫َوالعلَ َم َ‬
‫ضلِ ِل اهلل فَ َما لَه ِم ْن َهاد‪َ .‬وفِ ْي َه َذا ال َق ْد ِر كِ َفايَة‪َ .‬واهلل‬ ‫ساد‪َ .‬وَم ْن ي ْ‬ ‫َوال َف َ‬
‫َولِ ُّي التَّ ْوفِ ْي ِق َوال ِه َدايَ ِة‪.‬‬
‫الجالَلَةِ فِ ْي يَ ْوِم ا ِإلثْنَ ْي ِن المبَ َار ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الر َسالَة بِ َع ْون الم ْن َف ِرد بِ َ‬ ‫تَ َّم ْ‬
‫ِم َن ال ِه ْج َرةِ النَّبَ ِويَّ ِة‪َ .‬علَى‬ ‫ادى الثَّانِيَ ِة َسنَةَ‬ ‫ش َر ج َم َ‬ ‫ي َع َ‬ ‫ِ‬
‫َحاد َ‬
‫السالَِم‪ .‬غَ َف َر اهلل لِم َؤل ِف َها َولَِوالِ َديْ ِه َولِ َج ِم ْي ِع‬
‫الصالَةِ َو َّ‬ ‫ضل َّ‬ ‫احبِ َها أَفْ َ‬ ‫صِ‬
‫َ‬
‫المسلِ ِمين ِ‬
‫آم ْي َن‪.‬‬ ‫ْ َْ‬

‫م) أوقد تلك‬ ‫‪ .‬وحينئذ نهض المسلمون بانعقاد (شركة اإلسالم من سنة‬
‫الشرارة المستعمرون إلطفاء ثوارت المسلمن‪ ،‬لعلمهم بأن مسلمي إندونيسيا على‬
‫مذهب أهل السنة والجماعة‪ ،‬ليتفرق المسلمون بظهور ذلك المذهب‪ ،‬فأسست‬
‫ميالدية‪.‬‬ ‫نوفيمبر سنة‬ ‫لذلك المذهب جمعية يقال لها "محمدية" في‬
‫وهذا أول تفريق واختالف بين المسلمين في إندونيسيا بعد أن اتفقوا وائتلفوا على‬
‫مذهب أهل السنة والجماعة منذ أمد بعيد اه الكاتب‪.‬‬

You might also like