Professional Documents
Culture Documents
الكواكب اللماعة
يف حتقيق املسمى
تأليف
السنوري باعيالن
مقدمة الكاتب
الرِح ِيم
الر ْح َم ِن َّ بِس ِم ِ
اهلل َّ ْ
نحمدك يا من أنزل القرآ َن تذكرة للمؤمنين ،ونصلى ونسلم على
اش ِديْن" ،ومن تبعهممن قالَ " :علَْيك ْم بِسنَّتِي َوسنَّ ِة الخلَ َف ِاء َّ
الر ِ
أما بعد ،فقد أرسل إلي األستاذ اللوذعي أبو الفضل بن الشيخ
ِ
عبد الشكور السنوري الباعيالني نسخةَ "الكواكب اللماعة في
تحقيق المسمى بأهل السنة والجماعة" ،فرأيتها موافقة للصواب،
وزادا قيما لذوى األلباب ،فقدمتها إلى مؤتمر نهضة العلماء الثالث
والعشرين بساال جاوى الوسطى ،فاستحسن المؤتمرون تلك
النسخة ،وقابلوها بالشكر والمحمدة ،فقرروا لها بإقامة لجنة
التصحيح،فع ِقد مجلسها في دينايار جومباع في آخر سنة ألف
وثلمائة وثالث وثمانين من هجرة سيد المرسلين ،الموافق ألواسط
مايو سنة أربع وستين في القرن التاسع عشر من ميالد ابن مريم
األبر ،حضره و َجهاء النهضة ،منهم :الشيخ بصري شنسوري،
واألستاذ عدالن علي ،والشيخ خليل ،والشيخ منصور أنوار -وهم
من أكابر علماء النهضة بجومباع ،-واألستاذ ت َريحان أجهوري
قدس ،والشيخ عبد المجيد من فليمباع سومطرة ،واألستاذ رادين
محمد الكريم ساال ،والشيخ محمد الباقر مرزوقي جاكرتا ،والفقير
عبد الجليل حميد قدس – وهما كاتبا اإلدارة العالية للنهضة ،-
وغيرهم من من العلماء الكرام والجهابذة الفخام .وعلى قرار ذلك
المجلس أن ِظم هذه النسخة األخيرة ،ثم عرضتها لجناب المؤلف،
فكانت مصححة تليق أن يعتمدها المسترشدون لدفع شبه أهل
الفسق الذين بأهل السنة والجماعة يدعون ،وكل حزب بما ليهم
فرحون ،وكل يدعى وصال بِلَْي لَى ،وليلَى لن ِتقر به عيونا .هذا،
فنسأل اهلل أن ينفعها النفع العميم ،ويجعلها وسيلة لنيل رضاه في
جنات النعيم.
الكاتب:
م َقد َمة
صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أ َّمة ِ ِ ِِ ِ ِ
ا ْعلَ ْم أَ َّن الم ْسلم ْي َن ف ْي َع ْهد َرس ْو ِل اهلل َ
اح َدة لَ ْم يَ ْختَلِف ْوا فِ ْي َع َقائِ ِد ِه ْم َوالَ فِ ْي أَ ْع َمالِ ِه ْم اِ ْختِالَفا ي َؤد ْى إِلَى وِ
َ
ك فِي كِتَابِهِ ِ ِ ب َوالتَّ َع ُّ ِ التَّ َف ُّر ِق َوالتَّ َح ُّز ِ
صب َك َما َم َدحهم اهلل ب َذل َ ْ
ال َك ِريْ ِم.
.بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة جمع شبهة ،وهي :األمور الباطلة
المشتبهة بالحق على غير أهل العلم المحققين .وإضافة عواصف إلى الشبه من
إضافة المشبه به إلى المشبه أي من الشبه الشبيهة بالرياح العواصف أي الشديدة
الهبوب بجامع أن كال منهما سبب للهالك
.اسم فاعل من ادلهم وزن اقشعر ،يقال :ادلهم الظالم كثف كما في القاموس.
ض َي اهلل صلَّى اهلل َعلَْي ِه وسلَّم صار أَب و ب ْكر ر ِ ث َّم لَ َّما ت وفي رسول ِ
ََ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ
اهلل َع ْنه َخلِ ْي َفة لَه.
ض َي اهلل َع ْنه اب ر ِ
الخطَّ ِ َ استِ ْخالَف ِم ْنه ع َمر بْن َ ث َّم تَ َولَّى بَ ْع َده بِ ْ
َولَ ْم يَظْ َه ْر فِ ْي ِه ْم ِخالَف إِالَّ َما قَ َّل ِم َّم ْن لَ ْم ي ْعتَبَ ْر بِ ِخالَفِ ِه.
ض َي اهلل َع ْنه ظَ َه َر ا ِإل ْختِالَف الخالَفَة إِلَى عثْما َن ر ِ ت ِ ص َار ْ
َ َ فَ لَ َّما َ
ظه ْورا َّما.
ت إِلَى َعلِ ٍّي َك َّرَم اهلل َو ْج َهه اِ ْشتَ َّد ظه ْورا ،فَ ِح ْي نَئِ ِذ ص َار ْ ث َّم لَ َّما َ
ت طَائَِفة ت أَ ْه َواؤه ْمَ ،و َخ َر َج ْ ش َّعبَ ْ
آراؤه ْمَ ،وتَ َ ف َ تَ َف َّر َق النَّاسَ ،وا ْختَ لَ َ
ال ،فَسم َي َهؤالَِء ف ،ونَاجزوه بِ ِ
القتَ ِ ِ ِ
صب ْوا لَه َرايَةَ الخالَ َ َ ْ
ِمن طَ َ ِ ِ
اعتهَ ،ونَ َ ْ
ك َم ْسلَ َكه ْم َوَرأَ ْى َرأْيَه ْم. ِجَ .ويَ ْب َقى َه َذا ا ِإل ْسم لِ َم ْن َسلَ َ بِ َ
الخ َوار ِ
صب ه ْم لَه َوتَغَالَ ْوا فِ ْي ت طَائَِفة أ ْخ َرى فِ ْي حب ِهَ ،وا ْشتَ َّد تَ َع ُّ َوأَفْ َرطَ ْ
ذَلِك ،فَسم َي َهؤالَِء بِالش ْي َع ِةَ .ويَ ْب َقى َه َذا ا ِإل ْسم لِ َم ْن َكاَن َعلَى
َم ْذ َهبِ ِه ْم إِلَى اليَ ْوِم.
ت كل ِم ْن َهاتَ ْي ِن الطَّائَِفتَ ْي ِن إِلَى فِ َرق أ ْخ َرى. َوافْ تَ َرقَ ْ
اس إِلَى َرأْيِ ِه َوَم ْذ َهبِ ِه .ث َّم لَ ْم تَ َز ْل وكل ِمن تِلْ َ ِ ِ
ك الف َرق يَ ْدعو النَّ َ ْ َ
فِ ْرقَة تَظْ َهر إِثْ َر أ ْخ َرى َحتَّى يَ ْفتَ ِر َق النَّاس إِلَى فِ َرق َكثِْي َرةَ ،وكل يَ ْزعم
الحق .فَ لَ ْم يَ َزال ْوا يَ ْز َداد ْو َن اِ ْختِالَفا َحتَّى إِ َذا لَ ْم يَ ْب َق ِم ْن قَ ْر ِن أَنَّه َعلَى َ
التَّابِعِين إِالَّ ال َقلِيل ظَهر ْ ِ
سه ْم بِأَ ْه ِل َ
الع ْدل ت ف ْرقَة أ ْخ َرى َس ُّم ْوا أَنْ ف َ ْ ََ َْ
َوالتَّ ْو ِح ْي ِدَ ،وه ْم الم ْعتَ ِزلَة.
اع ِة" لِلَّ ِذيْ َن الَ َزم ْوا سنَّةَ
الج َم َ
َو َ ث اِ ْسم "أَ ْه ِل ُّ
السنَّ ِة َح َد َ َو ِح ْي نَئِذ
الصحاب ِة فِي الع َقائِ ِد الدينِيَّةِ اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوطَ ِريْ َقةَ
ْ َّ َ َ ْ َ النَّبِي َ
صلَّى
ال البَ َدنِيَّ ِة َواألَ ْخالَ ِق ال َقلْبِيَّ ِة. واألَ ْعم ِ
َ َ
الع ْقلِيَّ ِة َوالنَّ ْقلِيَّ ِة فَمن ا ْشتَ غَل ِم ْن هم بِِإقَام ِة الحج ِج و َّ ِ
الدالَئ ِل َ َ َ ْ َ َ َْ
اديَّ ِة سم َي بِالمتَ َكل ِم ْي َن أَ ْو أَ ْه ِل ال َكالَِم، لِ ْلموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ
ْ
ت ات الب َدنِيَّ ِة والمعامالَ ِ
َ ََ َ
اد ِ َوَم ْن ا ْشتَ غَ َل ِم ْن ه ْم بِعِلْ ِم العِبَ َ
ك سم َي ات َونَ ْح ِو ذَلِ َ ضي ِة والحكوم ِ ِ ِ
َوالمنَا َك َحات َوال َفتَ َاوى ف ْي األَقْ َ َ ْ َ
ِ
بِالف َقهِاء أَو أَ ْه ِل ِ
الف ْق ِه، َ ْ
ص ِح ْي ِح َها ِم ْن ِ ِ ِ ِ
َوَم ْن ا ْشتَ غَ َل منْ ه ْم بِ َج ْم ِع األَ َحاديْث النَّبَ ِويَّة َوتَ ْميِْي ِز َ
ث، ك سمي بِالمحدثِْين أَو أَ ْه ِل الح ِديْ ِ ِِ ِ ِ
َ َ َ ْ غَْيره َونَ ْحو ذَل َ َ
ص ِفيَ ِة القل ْو ِ ِِ وَم ْن ا ْشتَ غَل ِم ْن هم باألَ ْعم ِ
ب َع ِن ال الظَّاه َرة َوتَ ْ َ ْ َ َ
الص ْوفِيَ ِة أَ ْو أَ ْه ِل الم ْذم ْوَم ِة َوتَ ْحلِيَتِ َها بِ َم َكا ِرِم َها سم َي بِ ُّ ِ
األَ ْخالَق َ
ف. التَّص ُّو ِ
َ
ط ِمن األَ ِدلَّةِ ال ابن َخلْدو َن فِي م َقدمتِ ِهِ َّ :
إن الف ْقهَ الم ْستَ ْنبَ َ َ َ ْ ْ قَ َ ْ
ف َم َدا ِركِ ِه ْم الخالَف ب ين المجت ِه ِدين بِا ْختِالَ ِ الشر ِعيَّ ِة َكث ر فِي ِه ِ
َْ ْ َ َْ َ َ ْ َّ ْ
ساعا َع ِظ ْيما، وأَنْظَا ِرِهم خالَفا الَ ب َّد ِمن وق و ِع ِه .واتَّ ِ ِ َّ ِ ِ
س َع ف ْي الملة ات َ ْ ْ َ َ ْ َ
وَكا َن لِلْم َقل ِدين أَ ْن ي َقلدوا من َشاءوا ،ث َّم لَ َّما انْتَ هى األَمر إِلَى األَئِ َّمةِ
ْ َ ْ َْ ْ َْ َ
ص َر النَّاس َعلَى تَ ْقلِ ْي ِد ِه ْم، ِ
األَ ْربَ َعة َوَكان ْوا بِ َم َكان م ْن ح ْس ِن الظَّن اقْ تَ َ
ِ
الم َذ ِاهب األَ ْربَ َعة أص ْوال لِلْ ِملَّ ْة. فَأقِيم ْ ِ ِ
ت َهذه َ َْ
اديَّةِوم ْعلوم أَ َّن لِهؤالَِء األَئِ َّم ِة األَرب ع ِة حظا أَوفَ ر فِي األموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ
َْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ََ ْ
اهر لِ َم ْن تَأََّم َل ِسيَره ْم. ال ال َقلْبِيَّ ِة َكما هو ظَ ِ
َ َ
ث النَّبَ ِويَّ ِة واألَ ْعم ِ
َ َ
اديْ ِ واألَح ِ
َ َ
الف ْق ِه ألَنَّه َكا َن ه َو األَ َه َّم فِ ْي َزَمانِ ِه ْم. وإِنَّما َكا َن أَ ْعظَم ا ْشتِغَالِ ِهم بِعِلْ ِم ِ
ْ َ َ
اديَّ ِة َواألَ ْد َو ِاء ال َقلْبِيَّ ِة َوإِ ْن
وأَ َّما البِ َدع واألَ ْهواء فِي األموِر ا ِإل ْعتِ َق ِ
َ َ ْ ْ َ
ت فِ ْي َزَمانِ ِه ْم لَ ِك ْن لَ ْم يَ ْنتَ ِش ْر فِ ْي األَقْطَا ِر َش َررَهاَ ،ولَ ْم يَ ْعظ ْم فِ ْي و ِج َد ْ
الخلْ ِق َش ُّرَها.
َ
ِ
شارا، ت البِ َدع َواألَ ْه َواء ق َّوة َوانْتِ َ َوبَ ْع َد َهؤالَء األَئِ َّم ِة األَ ْربَ َع ِة ا ْز َد َ
اد ْ
ت أَئِ َّمة الديْ ِن ِم ْن أَ ْه ِل ض ِش َرارا ،فَ ِح ْي نَئِذ قَ َام ْ ت فِ ْي أَقْطَا ِر األَ ْر ِ َوتَطَايَ َر ْ
الع َقائِ ِد الَّتِى ِ ِ ضِ ب األَ ْربَ َع ِة لِ َّ الم َذ ِاه ِ
ال َع َّما َكان ْوا َعلَْيه م َن َ لذب َوالن َ َ
السلَف َّ ِ
س ْن الصالح َحتَّى انْ تَ َهى األَ ْمر إِلَى ا ِإل َم َام ْي ِن أَبِي َ
الح َ َعلَْي َها َّ
ِ ِ ِ
س َن المات ِريْدي َرض َي اهلل َع ْن ه َما ،فَ َق َاما أَ ْح َ األَ ْش َع ِري َوأَبي َم ْنص ْور َ
صلَّى اهلل َعلَْي ِه ِِ ِ ِ قِيَام لِ َّ
ال َع َّما َكان ْوا َعلَْيه م ْن س ْي َرة النَّبِي َ ضِ لذب َوالن َ
ص َحابِ ِه. ِ
َو َسلَّ َم َوطَ ِريْ َقة أَ ْ
ض َي اهلل َع ْنهَ ،والثَّانِ ْي َعلَى الشافِعِي ر ِ ب ا ِإل َم ِام َّ فَاألََّول َعلَى َم ْذ َه ِ
َ
ك ض َي اهلل َع ْنه َك َما َسيَأْتِ ْيَ .ونَاالَ بِ َذلِ َ ب ا ِإلم ِام أَبِي حنِْي َفةَ ر ِ
َ ْ َ َم ْذ َه ِ َ
صارْوا َم َكانا ِم ْن ح ْس ِن الظَّن ِع ْن َد النَّ ِ
اس فَا ْكتَ َف ْوا بِ َم ْذ َهبَ ْي ِه َما َو َ
صتَا ِم ْن بَ ْي ِن َسائِ ِر الم ْسلِ ِم ْي َن فِ ْي اع َرة َوَمات ِريْ ِديَّةَ ،وا ْختَ َّ طَائَِفت ي ِن ،أَ َش ِ
َْ
اع ِة تَميِي زا لَهما ِمن الم ْعتَ ِزلَةِ ف أَ ْه ِل العِلْ ِم بِاس ِم أَ ْه ِل ُّ ِ عر ِ
الج َم َ ْ ْ َ َ السنَّة َو َ ْ ْ
َوغَْي ِرِه ْم ِم ْن َسائِ ِر أَ ْه ِل البِ َد ِع َواألَ ْه َو ِاء.
اع َرةَ َوالَ ف لَم ي َخالِفوا األَ َش ِ ث وأَ ْهل التَّ ِ ولَ َّما َكا َن أَ ْهل ِ ِ
ْ ص ُّو ْ َ الحديْ َ َ َ
اعةِ
الج َم َ ت َه َذا ا ِإلس ِم ،أَ ْعنِي أَ ْهل ُّ ِ
المات ِريْ ِديَّةَ َد َخل ْوا أَيْضا تَ ْح َ
السنَّة َو َ ْ َ ْ َ
َك َما َسيَأْتِ ْي.
.منسوب إلى سببك ،بضم السين وسكون الباء .وهي قرية بمصر .ينسب إليها اإلمام
تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي صاحب تكملة المجموع شرح المهذب،
وولده تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب صاحب جمع الجوامع.
الس ْمعِيَّة ،أَ ْعنِي اديْ ِه ْم األَ ِدلَّة َّ ث ،وم ْعتَمد مب ِ
الحديْ َ َ َ َ
األولَى :أَ ْهل ِ ِ
َ ْ
السنَّةَ َوا ِإل ْج َم َ
اع؛ اب َو ُّ ِ
الكتَ َ
الف ْك ِريَِّةَ ،وه ْم األَ ْش َع ِريَّة اعةِ ِ الثَّانِية :أَ ْهل النَّظَ ِر ِ
الع ْقلي َوالصنَ َ َ َ
الحنَ ِفيَّ ِة أَب ْو
يَ ،و َش ْيخ َ س ِن األَ ْش َع ِر ُّ ِ
الحنَفيَّةَ .و َش ْيخ األَ ْش َع ِريَّة أَب ْو َ
الح َ
و ِ
َ َ
الع ْقلِيَّ ِة فِ ْي كل َمطْلَب المبَاد ِئ َ
ِ ِ ِ
يَ ،وه ْم متَّفق ْو َن ف ْي َ المات ِريْ ِد ُّ
َم ْنص ْور َ
اد ِئ َّ ِ ِ ِ السمع َعلَي ِه ،وفِي المب ِ
الع ْقل َج َو َازه الس ْمعيَّة ف ْي َما ي ْد ِرك َ ََ يَتَ َوقَّف َّ ْ ْ َ
ب المطَالِ ِ ِ ِ ِ
الس ْمعيَّة ف ْي غَْي ِره َماَ ،واتَّ َفق ْوا ف ْي َجم ْي ِع َ
ط؛ والع ْقلِيَّ ِة و َّ ِ ِ ِ
َ فَ َق ْ َ َ
اديَّةِ إِالَّ فِ ْي َم ْسأَلَ ِة التَّ ْك ِويْ ِن َوَم ْسأَلَ ِة التَّ ْقلِ ْي ِد؛
ا ِإل ْعتِ َق ِ
ادي ِهم مب ِ ِ ف ،وهم ُّ ِ ِ ِ ِ
ادئ الص ْوفيَّةَ ،وَمبَ ْ ْ َ َ الثَّالثَة :أ َْهل الو ْج َدان َوالْ َك ْش َ ْ
ف َوا ِإلل َْه ِام فِ ْي الن َهايَ ِة اه . ث فِي البِ َداي ِة وال َك ْش ِ
َ َ لحديْ ْ
أ َْه ِل النَّظَ ِر وا ِ ِ
َ َ
ض َي اهلل َن كال ِمن ا ِإلمام ْي ِن أَبِي الحس ِن وأَبِي منْصور ر ِ َولْي ْعلَ ْم أ َّ
ْ ََ َ َ ْ َ َ ََ
َعنْ ه َما َو َج َزاه َما َع ِن ا ِإل ْسالَِم َخ ْي را لَ ْم ي ْب ِد َعا ِم ْن ِعنْ ِد ِه َما َرأْيا َولَ ْم
ت اضالَ ِن َع َّما َكانَ ْ ف منَ ِ السلَ ِب َّ ان لِ َم ْذ َه ِ ي ْشتَ َّقا م ْذ َهبا ،إِنَّما هما م َقرر ِ
َ َ َ َ َ َ
ص َرِةام بِن ْ ِ
صلَّى اهلل َعلَْيه َو َسلَّ َم ،فَأَ َحده َما قَ َ
ِ
ص َحاب َرس ْو ِل اهلل َ
ِ
َعلَْيه أَ ْ
ص ص َرةِ نص ْو ِ ام بِن ْ ِ
ت َعلَْيه؛ َوالثَّاني قَ َ
الشافِعِي وما َدلَّ ْ ِ
ََ ب َّ ص َم ْذ َه ِ نص ْو ِ
ت َعلَْي ِه. ب أَبِي َحنِْي َفةَ َوَما َدلَّ ْ َم ْذ َه ِ
ت َحتَّى انْ َقطَع ْوا َوَولَّْوا الضالَالَ ِ َونَاظََر كل ِم ْن ه َما َذ ِو ْى البِ َد ِع َو َّ
الح ِق ْي ِقي الَّ ِذ ْي تَ َق َّد َم ْ ِ ِ م ْن ه ِزِمين .و َه َذا فِي ِ ِ
ت صل الج َهاد َ الحق ْي َقة ه َو أَ ْ ْ َ َ َْ َ
ساب إِلَْي ِه َما إِنَّ َما ه َو بِا ْعتِبَا ِر أَ َّن كال ِم ْن ه َما َع َق َد ِ ِ ِ
ا ِإل َش َارة إلَْيه ،فَا ِإلنْت َ
ام الح َج َج َوالبَ َر ِاه ْي َن َعلَْي ِه، ك َوأَقَ َ
سَ ف نِطَاقاَ ،وتَ َم َّ السلَ َِعلَى طَ ِريْ ِق َّ
س َّمى أَ ْش َع ِريا أَ ْو ك و َّ ِ ك الم ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
الدالَئ ِل ي َ سال َ ص َار الم ْقتَدى به ف ْي تلْ َ َ َ فَ َ
َمات ِريْ ِديا.
السالَِم :أَ َّن َع ِقيْ َد األَ ْش َع ِري أَ ْج َم َع َعلَْي َهاَوذَ َك َر العِ ُّز ابْن َع ْب ِد َّ
ك ِم ْن الحنَابِلَ ِةَ ،وَوافَ َقه َعلَى ذَلِ َ
ضالَء َ الحنَ ِفيَّة َوف َ الشافِعِيَّة و ِ ِ
المالكيَّة َو َ َ َ َّ
بَ ،و َش ْيخ اج ِص ِرهِ َش ْيخ المالِ ِكيَّ ِة فِي َزمانِ ِه أَب و َعم ِرو بْن الح ِ أَ ْه ِل َع ْ
َ ْ ْ ْ َ َ
الس ْب ِك ُّي ِف ْي َما ي َوأَقَ َّره َعلَى ذَلِ َ
ك التَّ ِق ُّي ُّ ص ْي ِر ُّ ِِ
الحنَفيَّة َج َمال الديْ ِن الح َ َ
نَ َقلَه َع ْنه َولَده التَّاج.
السنَّةِ
صه :أَ ْهل ُّ اهلل المي ْوِرقِي المتَ َقدِم ِذ ْكره َما نَ ُّ وفِي َكالَِم َع ْب ِد ِ
َ ْ
الشافِعِيَّ ِة وأَ ْكثَ ِر الحنَ ِفيَّ ِة بِلِ ِ
المالِ ِكيَّ ِة َو َّ ِ
س ِن األَ ْش َع ِري سان أَبِي َ
الح َ َ َ َ م َن َ
س ِن أَ َّو َل الَ :ولَ ْم يَك ْن أَب ْو َ
الح َ اضل ْو َن َوبِح َّجتِ ِه يَ ْحتَ ُّج ْو َن ،ث َّم قَ َ
ي نَ ِ
ص َرِة ِ
السنَّ ِة ،إِنَّ َما َج َرى َعلَى َسنَ ِن غَْي ِره أَ ْو َعلَى ن ْ ان أَ ْه ِل ُّ متَ َكلم بِلِس ِ
َ
ع َم َقالَة ب ح َّجة َوبَيَاناَ ،ولَ ْم يَ ْبتَ ِد ْ الم ْذ َه َ
اد َ َم ْذ َهب َم ْعرْوف ،فَ َز َ
ِ ِِ ِ ِ
ب أَ ْه ِل ا ْختَ َر َع َها َوالَ َم ْذ َهبا انْ َف َر َد به َع ْن غَْي ِره .أَالَ تَ َرى أَ َّن َم ْذ َه َ
الم ِديْنَ ِة ي َقالب أَ ْه ِل َ ب إِلَى َمالِكَ .وَم ْن َكا َن َعلَى َم ْذ َه ِ ِ ِ ِ
المديْنَة نس َ َ
لَهَ :مالِ ِكيَ .وَمالِك إِنَّ َما َج َرى َعلَى َسنَ ِن َم ْن َكا َن قَ ْب لَهَ ،وَكا َن َكثِْي َر
ك ي إِلَْي ِهَ .ك َذلِ َ ب بَيَانا َوبَ ْسطا ع ِز َ الم ْذ َه َ
اد َ ا ِإلت بَ ِاع لَه ْم إِالَّ أَنَّه لَ َّما َز َ
ف أَ ْكثَر ِم ْن السلَ ِ
ب َّ ي ،الَ فَ ْر َق ،لَْيس لَه فِي َم ْذ َه ِ
ْ َ س ِن األَ ْش َع ِر ُّ أَب ْو َ
الح َ
المالِ ِكيَّ ِة ِ ِ ِ بس ِط ِه و َشرِح ِه وتَعالِي ِق ِه فِي ن ْ ِِ
ص َرته ،ث َّم َع َّد َد َخلْقا م ْن أَئ َّمة َ َْ َ ْ َ َ ْ ْ
ب األَ ْش َع ِري َوي بَدع ْو َن َم ْن َخالََفه اه . اضل ْو َن َع ْن َم ْذ َه ِ َكان وا ي نَ ِ
ْ
اس بِاألَ ْش َع ِري إِ ْذ الَ ص النَّ ِ المالِ ِكيَّة أَ َخ ُّ
الس ْبك ُّيَ :
ال التَّاج ُّ ِ قَ َ
ف َجنَح ْوا إِ َّما إِلَى يَ ،ونَ ْح َفظ ِم ْن غَْي ِرِه ْم طََوائِ َ نَ ْح َفظ َمالِ ِكيا غَْي َر أَ ْش َع ِر ٍّ
ا ْعتِزال أَو إِلَى تَ ْشبِيه وإِ ْن َكا َن من جنَح إِلَى َه َذي ِن ِمن ر َع ِاع ِ
الف َر ِق . ْ ْ َ َْ َ َ ْ َ َ ْ
اس الحنَ ِف َّي ي ْعرف بَِق ِ وذَ َكر ابن َع ِ ِ
اضى َ العبَّ ِ َ ساك َر ف ْي التَّْبيِْي ِن :أَبَا َ َ َ ْ َ
اب أَبِي َحنِْي َفةَ َوِم َن المتَ َقد ِم ْي َن ص َح ِ ِ ِ
ص َفه بِأَنَّه م ْن أَئِ َّمة أَ ْ الع ْس َك ِر َوَو َ
َ
فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِمَ .و َح َكى َع ْنه ج ْملَة ِم ْن َكالَِم ِه ،فَ ِم ْن قَ ْولِ ِهَ :و َج ْدت
س ِن األَ ْش َع ِري كتبا َكثِْي َرة فِ ْي َه َذا ال َفن ،يَ ْعنِي أص ْو َل الديْ ِن، ألَبِي َ
الح َ
َو ِه َي قَ ِريْبَة ِم ْن ِمائَتَ ْي كِتَاب .والم ْو َجز ال َكبِْي ر يَأْتِي َعلَى َع َّامةِ َما فِ ْي
ب الم ْعتَ ِزلَ ِة ،فَِإنَّه ص ِح ْي ِح َم ْذ َه ِ ِ
ي كِتَابا َكثِْي را لتَ ْ ِ
ف األَ ْش َع ِر ُّ صنَّ َكتبِهَ .وقَ ْد َ
ضالَلَتَ ه ْم فَبَا َن َع َّما ا ْعتَ َق َده ِم ْن َكا َن يَ ْعتَ ِقد َم ْذ َهبَ ه ْم ث َّم بَيَّ َن اهلل َ
ف لِلْم ْعتَ ِزلَ ِةَ .وقَ ْد أَ َخ َذ َع َّامة صنَّ َ ِ ِ
ف كتَابا نَاقضا ل َما َ
م ْذ َهبِ ِهم ،وصنَّ َ ِ
ْ َ َ َ
.بكسر الفاء جمع فرقة بكسرها .والرعاع بفتح الراء األحداث الطغام ،كذا في
القاموس .والطغام بفتح الطاء الدنئ الذى يخدم بطنه.
ِ اب َّ ِ ِ
ف س ِنَ .و َ
صنَّ َ الح َاستَ َق َّر َعلَْيه َم ْذ َهب أَبِي َ الشافعي بِ َما ْ ص َح ِ أَ ْ
ي اه . ب إِلَْي ِه األَ َش َع ِر ُّ ِ صحاب َّ ِ ِ
الشافعي كتبا َكث ْي َرة َعلَى َوفْ ِق َما ذَ َه َ أَ ْ َ
الوالِ َد يَق ْولَ :ما ام َ الس ْب ِك ُّيَ :س ِم ْعت َّ
الش ْي َخ ا ِإل َم َ ال التَّاج ُّ قَ َ
ي الَ ي َخالِفه إِالَّ فِ ْي ض َّمنَه َع ِق ْي َدة الطَّ َحا ِوي ه َو َما يَ ْعتَ ِقده األَ ْش َع ِر ُّ
تَ َ
ص َر َسنَةَ سائِ َل اه .ق لْت َ :وَكانَ ْ
ت َوفَاة الطَّ َحا ِوي بِ ِم ْ ِ
ثَالَث َم َ
المات ِريْ ِدي اه . ِ
س ِن األَ ْش َع ِري َوأَب ْي َم ْنص ْور َ الح َ
ِ
فَ ه َو م َعاصر ألَبِي َ
ي َسنَةَ المات ِريْ ِد ُّ
َوَوفَاة َ ت َوفَاة األَ ْش َع ِري َسنَةَ
أَق ْولَ :وَكانَ ْ
َواهلل أَ ْعلَم.
اع َرة الَ السب ِك ُّي :وأَنَا أَ ْعلَم أَ َّن المالِ ِكيَّةَ كلَّهم أَ َش ِ
ْ َ َ ال التَّاج ُّ ْ ث َّم قَ َ
اع َرة الَ أَ ْستَثْنِ ْي إِالَّ َم ْن لَ ِح َق ِمنْ ه ْم
الشافِعِيَّةَ غَالِب هم أَ َش ِ
ْ أَ ْستَثْنِ ْي أَ َحداَ ،و َّ
بِتج ِسيم أَو ا ْعتِزال ِم َّمن الَ ي عبأ اهلل بِ ِه ،والحن ِفيَّةَ أَ ْكثَرهم أَ َش ِ
اع َرة ْ َ ََ ْ َ َْ َْ ْ ْ َ
أَ ْعنِي يَ ْعتَ ِقد ْو َن َع ِق ْي َدةَ األَ ْش َع ِري الَ يَ ْخرج ِمنْ ه ْم إِالَّ َم ْن لَ ِح َق ِمنْ ه ْم
اع َرة الَ يَ ْخرج ِم ْن ه ْم ضالَِء مت َقد ِمي ِهم أَ َش ِ الحنَابِلَةَ أَ ْكثَر ف َ ِ
َ ْ ْ بِالم ْعتَ ِزلَةَ ،و َ
الفرقَ ِة ِمن الحنَابِلَةِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
إِالَّ َم ْن لَح َق م ْن ه ْم بِأَ ْه ِل التَّ ْجس ْي ِمَ ،وه ْم ف ْي َهذه ْ َ َ
أَ ْكثَر ِم ْن غَْي ِرِه ْم.
ث ِم ْن أَ ْه ِل ال قَائِلو َن :إِنَّكم اِ ْعتَب رتم أَ ْهل الح ِديْ ِ
ْ َْ ْ َ َ ( َم ْسألة) :إِذَا قَ َ ْ
ِ اع ِة ،ونَحن أَ ْهل ِ ِ ِ ُّ ِ
ب األَ ْربَ َعةَالم َذاه َ الحديْث ألَنَّا نَ ْنبذ َ َ الج َم َ َ ْ السنَّة َو َ
ف الَ تَ ْعتَبِرْونَنَا ِم ْن أَ ْه ِلث النَّبَ ِويَّ ِة فَ َك ْي َ آن واألَح ِ
اديْ ِ ِ
َونَ ْرجع إِلَى الق ْر َ َ
ِ
اع ِة ؟.
الج َم َ ُّ ِ
السنَّة َو َ
اظ الَّتِ ْىث ِمن األَلْ َف ِ ث والمحد ِ ظ أَ ْه ِل ِ ِ الج َواب :أَ َّن لَ ْف َ
َ الحديْ َ َ َ فَ َ
ضع ْوه اِ ْسما اصطَلَ َح َعلَْي َها الم َحدث ْو َن لِ َم ْعنى َم ْخص ْوصَ ،وه َو أَنَّه ْم َو َ ْ
لشرْو ِط الم ْعتَبَ َرْة ِع ْن َده ْم ،فَيَ ِجب َح ْمل َه َذا اللَّ ْف ِظ لِ َم ْن َكا َن َج ِامعا لِ ُّ
الس ْب ِكيال ابْن ُّ ِع ْن َد ا ِإلطْالَ ِق َعلَى َما ه َو المتَ َع َارف ِع ْن َده ْم فَ َق ْد قَ َ
ف األَ َسانِْي َد فِ ْي كِتَابِ ِه "معِ ْي ِد الن َع ِم َومبِْي ِد الن َق ِم" :الم َحدث َم ْن َع َر َ
ك ج ْملَة ظ َم َع ذَلِ َ العالِ َي َوالنَّا ِز َلَ ،و َح ِف َ
ال َو َ والعِلَل وأَ ْسماء الر َج ِ
َ َ َ ََ
ب الستَّةَ َوم ْسنَ َد ا ِإل َم ِام أَ ْح َم َد ِ ِ ِ
م ْستَ ْكثَ َرة م َن المت ْونَ ،و َسم َع الكت َ
ف ج ْزء ِم َن ض َّم إِلَى َه َذا ال َق ْد ِر أَلْ َ َوسنَ َن البَ ْي َه ِقي َوم ْع َج َم الطَّْب َرانِيَ ،و َ
ِ
ك أَقَ َّل َد َر َجاتِِه .فَِإذَا َس ِم َع َما ذَ َك ْرنَاه َو َد َار الح ِديْثِيَّ ِة َكا َن ذَلِ َ
األَ ْج َزاء َ
ات َواألَ َسانِْي ِد ع َّد الشي و ِخ وَكتَب الطبا َق وتَ َكلَّم فِي العِلَ ِل والوفَي ِ
َ َ َ َعلَى ُّ ْ َ َ َ َ َ ْ
ِ ِ ِ ِ
اء اه . اء َما َش َ ف ْي أَ َّول َد َر َجات الم َحدث ْي َن ،ث َّم يَ ِزيْد اهلل تَ َعالَى َم ْن َش َ
الدرِر :والم ْقتَ ِ ِ الس َخا ِو ُّ ِ
الس َم ِاع الَ صر َعلَى َّ الج َواه ِر َو ُّ َ َ ي ف ْي َ ال َّ قَ َ
الس َم ِاع الَ ي ْؤ َخذ ص َر َعلَى َّ يس َّمى محدثا .وي روى َعن مالِك أَ َّن الم ْقتَ ِ
َ َْ ْ َ َ َ
َعنْه العل ْوم اه .
ِ َوبِ َذلِ َ
ب األَ ْربَ َعةَ اليَ ْو َم َوأَقْ بَ َل َعلَى الم َذاه َ ت أَ َّن َم ْن نَبَ َذ َ ك َع َرفْ َ
الم ْذك ْوَرةِ لَ ْم يَك ْن ِم ْن أَ ْه ِل لشرْوط َ
ث ولَم يكن ج ِامعا لِ ُّ ِ
الحديْ َ ْ َ ْ َ
ِ ِ
َ
اع ِة.
الج َم َ ث بِالم ْعنَى العرفِي فَ لَم يكن ِمن أَ ْه ِل ُّ ِ الح ِديْ ِ
السنَّة َو َ ْ َ ْ ْ ْ َ َ
ص ْي ر أَ ْهال لِ ْعلْم بِم َج َّرِد إِقْ بَالِ ِه َعلَْي ِه َوا ْشتِغَالِ ِه بِ ِه َحتَّى
وا ِإلنْسان الَ ي ِ
َ َ َ
ص ْي ر فَ ِق ْي ها
ت ملَ َكة لَه َكما أَ َّن ا ِإلنْساَن الَ ي ِ ط بِأَ ْكثَ ِر م ِِ ِ أَ َحا َ
َ َ َ ص َار ْ َسائله َو َ ََ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
ص َار الف ْقه أَ ِو الن ْ
َّحو أَ ْو نَ ْح ِويا بِم َج َّرد ا ْشتغَاله بِالف ْقه أَ ِو النَّ ْح ِو إِالَّ إِذَا َ
اس َمه أَ ْو الَ ِعلْ َم لَه
ث إِالَّ ْملَ َكة لَه ،والَ ِسيَّما من لَْيس لَه ِعلْم بِالح ِديْ ِ
َ َ َْ َ َ َ
بت ِم ْن كت ِ س ْ ث وج َد َها م ْنشورة فِي بطو ِن الكت ِ َِّ
ب التى لَْي َ
ِ
إِالَّ بِأَ َحاديْ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ
س ِم ْن أَ ْه ِل ت و ِِ
الج َرائد فَ لَْي َ
ِ
الم َجالَّ َ َ
ِ
ص َف َحات َ
ِ ِ ِ
الحديْث أَ ْو في َ َ
ث فِ ْي َش ْيء. الح ِديْ ِ
َ
.أي بغل التقليد .وإضافة غل للتقليد من إضافة المشبه به للمشبه بمعنى أن التقليد
ال ينفك عنهم كما ال ينفك الغل عن المغلول.
الدنِيَّ ِة ،و َعمدوا إِلَى ما الَ ي َد لَهم ِمن ا ِإلجتِه ِ ِ
ادَ ،وه ْم َ َ ْ ْ َْ نَ ْي ِل أَغْ َراض ِه ْم َّ َ َ ْ
فِ ْي َوادَ ،وه َو فِ ْي َواد َ
آخ َر.
ب َما يَ ْشتَ ه ْو َن، ف لِطَلَ ِ نَ َعم َهؤالَِء م ْجتَ ِهدو َن فِي حل ِربْ َق ِة التَّ ْكلِ ْي ِ
ْ ْ َ ْ
ال العِلْ ِم الف ْك ِر ،ونَ ْب لغ الغَايَةَ فِي َكم ِ وقَالوا :نَحن أَحرار العقو ِل و ِ
ْ َ َ ْ َ َ ْ ْ َْ
َوق َّوةِ النَّظَ ِر.
الوطَ ِر الَّ ِذي ات وقَ ِ نَ َع ْم إِنَّه ْم أَ ْح َرار العق ْو ِل فِ ْي ات بَ ِاع َّ
ضاء َ الش َه َو ِ َ َ
اجب ِ ض ِ ِ ِ اح ِة بَ ْع ِ ضى بِ ِهم إِلَى ْ ِ
ات، الو َض الم َح َّرَماتَ ،وتَ ْرك بَ ْع ِ َ استبَ َ ْ أَفْ َ
ال البَ َهائِ ِم ات اِ ْستِ ْر َس َ
الش َهو ِ ِ
استَ ْر َسل ْوا ف ْي َّ َ ات ،فَ ْ ض المنْدوب ِ
َوتَ ْح ِريْ ِم بَ ْع ِ َ ْ َ
احيُّ ْو َن ،فَأَ ْشبَه ال :إِنَّهم إِب ِ ات إِ ْن لَ ْم يَلِ ْق بِ ِه ْم أَ ْن ي َق َ صب ِ ِ ِ
ْ َ ف ْي الم ْخ َ
ال :إِنَّه ْم َح َ
ش ِويُّ ْو َن. األَ ْس َم ِاء بِ ِه ْم أَ ْن ي َق َ
ش ِويَّة فَ ِه َي طَائَِفة َرِذيْ لَة الس ْبك ُّيَ :وأَ َّما َ
الح َ الشيخ تَِق ُّي الدي ِن ُّ ِ
ْ ال َّ ْ قَ َ
ج َّهال ي ْنتَ ِسب و َن إِلَى أَحم َد ،وأَحمد مب َّرأ ِم ْن هم .وسبب نِسبتِ ِهم إِلَيهِ
َْ ْ ْ ْ َ ََ َْ َ َْ َ َ ْ
ت َع ْنه ض َي اهلل َع ْنه َون ِقلَ ْ الم ْحنَةِ ر ِ
َ
ت فِي ِ ِ
ام ف ْي َدفْ ِع الم ْعتَ ِزلَة َوثَبَ َ ْ
أَنَّه قَ ِ
َ
ِ
السيءَ اد َّ َكلِ َمات َما فَ ِه َم َها َهؤالَء الج َّهال فَا ْعتَ َقد ْوا َه َذا ا ِإل ْعتِ َق َ
ِ
ص َمه اهلل تَ َعالَى. ص َار المتَأَخر م ْن ه ْم يَ ْتبَع المتَ َقد َم إِالَّ َم ْن َع َ َو َ
اظر، وما َزالوا ِمن ِحين نَب غوا مست َذلين لَيس لَهم رأْس والَ من ي ن ِ
ََ ْ ْ ْ َ َ ْ َْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ
ض أَتْ بَ ِاع الد َو ِل َوإِنَّ َما فِ ْي كل َوقْت لَه ْم ثَ َوَرات َويَتَ َعلَّق ْو َن بِبَ ْع ِ
.اسم فاعل أخصب من الخصب بكسر الخاء وسكون الصاد ،وهو كثرة العشب
ورفاعة الغيش.
.أي ببعض األمراء التابعين لبعض الدول العلية
ت َعاقِبَته إِلَى س ْوء ف اهلل َش َّره ْم َوَما تَ َعلَّق ْوا بِأَ َحد إِالَّ َوَكانَ ْ َويَك ُّ
الشافِعِيَّ ِة َوغَْي ِرِه ْم َوالَ ِسيَّ َما ِم ْن اعة شذ ْود ِم َن َّ ِ
اد َج َم َ سد ْوا ا ْعتِ َق َ َوأَفْ َ
ِ ِ ِ
ب َعلَْي َها َم ْن ت عق ْوله ْم أَ ْو غَلَ َ ص ْ ض الم َحدث ْي َن بَِزَمانَه الَّذيْ َن نَ َق َ بَ ْع ِ
ضل الم َحدثِْي َن ث َولَ ْقد َكا َن أَفْ َ ضلَّهم فَا ْعتَ َقدوا أَنَّهم ي قولو َن بِالح ِديْ ِ
َ ْ َْْْ أَ َ ْ
ساكِر يَ ْمتَنِع ِم ْن تَ ْح ِديْثِ ِه ْم َوالَ ي َمكن ه ْم يَ ْحضرْو َن بد َم ْش َق ابْن َع َ
ِِ
الش ِه ْي ِد َوَكان ْوا م ْستَ َذل ْي َن غَايَةَ ك فِ ْي أَيَّاِم ن ْوِر الديْ ِن َّ بِ َم ْجلِ ِس ِه َوَكا َن ذَلِ َ
الذلَّ ِة.
السابِ َع ِة َرجل لَه ذَ َكاء َواطالَع -يَ ْعنِ ْي المائَ ِة َّ آخ ِر ِ ث َّم جاء فِي ِ
ََ ْ
ابْ َن تَ ْي ِميَّةَ َ -ولَ ْم يَ ِج ْد َش ْيخا يَ ْه ِديْ ِهَ ،وه َو َعلَى َم ْذ َهبِ ِه ْمَ ،وه َو َجس ْور
الس َارتِ ِه يَلْتَ ِزم َها ،فَ َق َ ِ ِ ِِ ِ
متَ َجرد لتَ ْق ِريْ ِر َم ْذ َهبهَ ،ويَجد أم ْورا بَع ْي َدة فَب َج َ
ِ
الالرب س ْب َحانَه َوتَ َعالَىَ ،وأَ َّن اهللَ تَ َعالَى َما َز َ ات َّ ث بِ َذ ِ بِِقي ِام الحو ِاد ِ
َ ََ
ضى َك َما ه َو فِ ْي َما َسيَأْتِ ْى. س بِم َحال فِ ْي َما َم َ ِ
سلْس َل لَْي َ فَاعالَ ،وأَ َّن التَّ َ
ص ْرو َش َّق العصا و َش َّوش َع َقائِ َد المسلِ ِم ْين وأَغْرى ب ْي نَ هم .ولَم ي ْقتَ ِ
ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ
الس َف َر لِ ِزيَ َارةِ قَ ْب ِر
ال :إِ َّن َّ الع َقائِ ِد فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِم َحتَّى تَ َع َّدىَ ،وقَ َ َعلَى َ
ف بِطَالَ ِق ث الَ يَ َقعَ ،وإِ َّن َم ْن َحلَ َ صيَةَ ،وإِ َّن الطَّالَ َق الثَّالَ َ النَّبِي م ْع ِ
َ
ث الَ يَ َقع َعلَْي ِه الطَّالَقَ .واتَّ َف َق العلَ َماء َعلَى َح ْب ِس ِه ْام َرأَتِ ِه َو َحنِ َ
ِ ِ ِِ َّ
سَ ،وأَ ْن الح ْب ِالسلْطَان َوَمنَ َعه م َن الكتَابَة ف ْي َ سه ُّ س الط ِويْ َل ،فَ َحبَ َ الح ْب ََ
س. الح ْب ِ الَ ي ْدخل بِ َدواة ،وم َ ِ
ات ف ْي َ َ َ َ ََ
سائِلَهَ ،وي لْ ِقى ِ ِ ث ِمن أَ ِ ِ
ص َحابه َم ْن يش ْيع َع َقائ َدهَ ،وي َعلم َم َ ث َّم َح َد َ ْ ْ
كَ ،حتَّى َوقَ ْفت الض َرر بِ َذلِ َ
اس ِسراَ ،ويَ ْكتمه َج ْهرا ،فَ َع َّم َّ ك إلَى النَّ ِ َذلِ َ
ف بَ ْيت يَ ْذكر فِ ْي َها َع َقائِ َده آال ِص ْي َدة نَ ْح ِو ِستَّ ِة َان َعلَى قَ ِ الزم ِ ِ
ف ْي َه َذا َّ َ
الحنَابِلَ ِة َ -ر َّد ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َو َع َقائ َد غَْي ِره َ -وه َي قَص ْي َدة البْ ِن َزف ْيلَ ،رجل م َن َ
السنَّ ِةَ ،و َج َعلَه ْم َج ْه ِمية تَ َارة َوك َّفارا فِ ْي َها َعلَى األَ ْش َع ِري َوغَْي ِرهِ ِم ْن أَئِ َّم ِة ُّ
ث ،فَ َو َج ْدت َه ِذ ِه أ ْخرى ،وي ْزعم بِج ْهلِ ِه أَ َّن َع َقائِ َده َع َقائِد أَ ْه ِل الح ِديْ ِ
َ َ َ ََ
صنِْي فا فِ ْي ِعلْ ِم ال َكالَِم الَّ ِذ ْي نَ َهى العلَ َماء ِم َن النَّظَ ِر فِ ْي ِه لَْو صيَ َدةَ تَ ْال َق ِ
ك، ادة َعلَى ذَلِ َ ع بِ َهاَ .وِزيَ َ ِ
الع َقائِ ِد البَاطلَ ِة َوبَ َر َ ِ
َكا َن َحقا َوف ْي تَ ْق ِريْ ِر َ
الع َو ِام َعلَى تَ ْك ِف ْي ِر كل َم ْن ِس َواه َو ِس َوى طَائَِفتِ ِه. ِ
َوه َي َح ْمل َ
ص ْي َدةَ .واألََّول ض َّمنَه َه ِذهِ ال َق ِ فَ َه ِذهِ ثَالَث أم ْور ِه َي َم َج ِامع َما تَ َ
ثَ :ح َرام ،ألَ َّن النَّ ْه َي َع ْن ِعلْ ِم ال َكالَِم إِ ْن َكا َن نَ ْه َي تَنْ ِزيْه ِمن الثَّالَ ِ
َ
الرد َعلَى الم ْبتَ ِد َع ِة فِ ْي ِه ،فَ ه َو نَ ْهي تَ ْح ِريْم فِ ْي َما اجة إِلَى َّ الح َف ْي َما تَ ْدعو َ
ِ
اطلَ .والثَّانِي :العلَ َماء ف فِيما هو ب ِ ِ
اجة إِلَْيه فَ َك ْي َ ْ َ َ َ الح َالَ تَ ْدع ْو َ
م ْختَلِفو َن فِي التَ ْك ِفي ِر بِ ِه ولَم ي ْنتَ ِه إِلَى َه َذا الحد .أَ َّما مع َه ِذهِ المبالَغَةِ
َ ََ َ ْ َ َْ ْ ْ
ف فِ ْي ِه نَظَرَ .وأَ َّما الثَّالِث :فَ نَ ْحن نَ ْعلَم بِال َقطْ ِع أَ َّن الخالَ ِ فَ ِفي ب َق ِاء ِ
َ
الحنَ ِفيَّةَ َوم َوافِ ِق ْي ِه ْم ِم َن الشافِعِيَّةَ و ِ ِ
المالكيَّةَ َو َ َ َ ثَّ ، ف الثَّالَ َ َهؤالَِء الطََوائِ َ
الحنَابِلَ ِة م ْسلِم ْو َن َولَْيس ْوا بِ َكافِ ِريْ َن .فَال َق ْول بِأَ َّن َج ِم ْي َعه ْم ك َّفار َو َح ْمل َ
اهلل (( :إِذَا ال رسول ِ
ف الَ يَك ْون ك ْفرا َوقَ ْد قَ َ َ ْ كَ .ك ْي َ اس َعلَى ذَلِ َ النَّ ِ
ال المسلِم ِألَ ِخ ِيه يا َكافِر فَ َق ْد ب ِ
ت الضرْوَرة أَ ْو َجبَ ْ َحده َما)) َو َّ اء بِه أ َ ََ َ ْ قَ َ
ِ ِ
ضى أَنَّه يَب ْوء بِ ِها أَ َحده َما الح ِديْث اقْ تَ َ ض َم ْن َك َّف َره ْم م ْسلمَ ،و َ بِأَ َّن بَ ْع َ
اء بِ َها اِنْتَ َهى َما قَالَه التَّ ِق ُّي ُّ
الس ْب ِك ُّي َونَ َقلَه َّ ِ ِ
فَ يَك ْون ال َقائل ه َو الذي بَ َ
َع ْنه َشا ِرح ا ِإل ْحيَ ِاء.
َولَ ْم يَ َز ْل َم ْذ َهب أَ ْح َم َد بْ ِن تَ ْي ِميَّةَ يَ ْنتَ ِحله النَّاس َويَ ِزيْد ْو َن َعلَْي ِه،
ساعا َحتَّى ظَ َه َر فِ ْي ِ
الده ْوِر َوالسن ْي َن يَ ْز َداد أَتْ بَاعا َوات َ َولَ ْم يَ َز ْل بِ َم َمر ُّ
الح َجا ِز َرجل ي َق َ شر فِي بِالَ ِد نَج ِد ِ ِ ِ ِ
ال لَهَ " :ع ْبد ْ أَثْنَاء ال َق ْرن الثَّان َي َع َ َ ْ
ب ابْ ِن الو َّهابِيَّةَ .كا َن َعلَى َم ْذ َه ِ ِ ِ ِ َ ِ
سب الف ْرقَة َ الو َّهاب" َ ،وإلَْيه ت ْن َ
ش َرة َك َما ذَ َك َره َج ِم ْي ْل أَفَ ْن ِدي اطلَة َم َج ِامع َها َع َ اده أمورا ب ِ
تَ ْيميَّةَ َوَز َ ْ َ
ِ
الو ْج ِه َواليَ ِد الصادق ،األََّول :إِثْبَات َ
ي فِي ال َف ْج ِر َّ ِ ِ
الزَها ِو ُّ ْ ص ْدقِي َّ ِ
و ِ ِ
صعد ،الثَّانِي: الج َه ِة للْبَا ِرى س ْب َحانَه َوتَ َعالَى َو ْجعله ِج ْسما يَ ْن ِزل َويَ ْ َ
الرج ْوِع إِلَْي ِه فِ ْي األم ْوِر الديْنِيَّ ِة يَ ْعنِى الع ْق ِل َو َع َدِم ُّ تَ ْقديْم النَّ ْق ِل َعلَى َ
ِ
اس. القيَ ِ الرابِع :نَ ْفي ِ اديَّةَ ،الثَّالِث :نَ ْفي ا ِإل ْج َم ِاع َوإِنْ َكارهَّ . ا ِإل ْعتِ َق ِ
الخ ِامسَ :ع َدم َج َوا ِز التَّ ْقلِ ْي ِد لِلْم ْجتَ ِه ِديْ َن ِم ْن أَئِ َّم ِة الديْ ِن َوتَ ْك ِف ْي ر َم ْن َ
ادس :تَ ْك ِف ْي ره ْم لِكل َم ْن َخالََفه ْم ِم َن الم ْسلِ ِم ْي َن, الس ِ
قَ لَّ َده ْمَّ .
صلَّى اهلل َعلَْي ِه الرس ْو ِل َ اهلل تَ َعالَى بِ َّالسابِع :النَّ ْهي َع ِن التَّ و ُّس ِل إِلَى ِ
َ َّ
الصالِ ِحين .الثَّ ِامن :تَح ِريم ِزيارةِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ْ ْ ََ َو َسلَّ َم أَ ْو بغَْي ِره م َن األَنْبيَاء َواألَ ْوليَاء َو َّ ْ َ
ف بِغَْي ِر ِ اسع :تَ ْك ِف ْي ر َم ْن َحلَ َ الصالِ ِحين .التَّ ِ ِ ِ
اهلل َو َع ُّده ق ب ْوِر األَنْبيَاء َو َّ ْ َ
اهلل أَ ْو ذَبَ َح ِع ْن َد َم َراقِ ِد األَنْبِيَ ِاء
اشر :تَ ْك ِف ْي ر من نَ َذر لِغَْي ِر ِ
َْ َ
م ْش ِركا .الع ِ
َ
الصالِ ِح ْي َن.
َو َّ
الزائِغَ ِة م َح َّمد بْن سع ْود اع َد م َح َّمدا َه َذا َعلَى إِظْ َها ِر َع ِق ْي َدتِِه َّ َو َس َ
السع ْو ِديُّ ْو َن بَ ْع َدهَ ،وه ْم الَّ ِذيْ َن ِ ِ أَِمي ر ُّ ِ ِ
ب المل ْوك ُّ الد َرعيةَ ،وإِلَْيه نس َ ْ
ك يَظْ َهر الح َج َاز اليَ ْو َمَ ،وه ْم َعلَى َم ْذ َهبِ ِه .ث َّم لَ ْم يَ َز ْل بَ ْع َد ذَلِ َ ملَكوا ِ
َ ْ
.ذكر المؤلف نفسه في "الدر الفريد في شرح جوهرة التوحيد" ما نصه :ثم ظهر
ببالد نجد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري رجل يقال له" :محمد بن عبد
الوهاب" وإليه تنسب الفرقة الوهابية ،كان على مذهب ابن تيمية إلخ.
اس إِلَْيهِ َويَ ِزيْد ْو َن َعلَْي ِه أم ْورا ِه َي ِر َجال يَ ْنصرْو َن َم ْذ َهبَه َويَ ْدع ْو َن النَّ َ
كت َش َرَرة ِم ْن َذلِ َ استَطَ َار ْ
اعة َحتَّى ْ
السنَّ ِة والجم َ ِ
ب أَ ْه ِل ُّ َ َ َ م َخالَِفة لِ َم َذ ِاه ِ
ب إِلَى بِالَ ِد إِنْد ْونِْي ِسيَا . الم ْذ َه َِ
ِ ث أَن انْ تَ َ ِ
ش َر ف ْي َها َوالَ يَ َزال أَ ْهله ي َخاصم ْو َن العلَ َماءَ فَ لَ ْم يَلْبَ ْ
ِ ِ
فالسلَ َ اءَ ،ويَسبُّ ْو َن َّ الس َف َه َ
امَ ،وي غْرْو َن ُّ الك َر َامَ ،ويَ ْستَم ْي ل ْو َن الطَّغَ َ
ك فِ ْي الق َرى َوالبِالَ ِد َحتَّى يَع َّم َّ
الض َرر اءَ .وَال يَ َزال ْو َن يَ ْف َعل ْو َن ذَلِ َ َوالعلَ َم َ
ضلِ ِل اهلل فَ َما لَه ِم ْن َهادَ .وفِ ْي َه َذا ال َق ْد ِر كِ َفايَةَ .واهلل سادَ .وَم ْن ي ْ َوال َف َ
َولِ ُّي التَّ ْوفِ ْي ِق َوال ِه َدايَ ِة.
الجالَلَةِ فِ ْي يَ ْوِم ا ِإلثْنَ ْي ِن المبَ َار ِك ِ ِ
ت الر َسالَة بِ َع ْون الم ْن َف ِرد بِ َ تَ َّم ْ
ِم َن ال ِه ْج َرةِ النَّبَ ِويَّ ِةَ .علَى ادى الثَّانِيَ ِة َسنَةَ ش َر ج َم َ ي َع َ ِ
َحاد َ
السالَِم .غَ َف َر اهلل لِم َؤل ِف َها َولَِوالِ َديْ ِه َولِ َج ِم ْي ِع
الصالَةِ َو َّ ضل َّ احبِ َها أَفْ َ صِ
َ
المسلِ ِمين ِ
آم ْي َن. ْ َْ
م) أوقد تلك .وحينئذ نهض المسلمون بانعقاد (شركة اإلسالم من سنة
الشرارة المستعمرون إلطفاء ثوارت المسلمن ،لعلمهم بأن مسلمي إندونيسيا على
مذهب أهل السنة والجماعة ،ليتفرق المسلمون بظهور ذلك المذهب ،فأسست
ميالدية. نوفيمبر سنة لذلك المذهب جمعية يقال لها "محمدية" في
وهذا أول تفريق واختالف بين المسلمين في إندونيسيا بعد أن اتفقوا وائتلفوا على
مذهب أهل السنة والجماعة منذ أمد بعيد اه الكاتب.