You are on page 1of 46

‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫اسم الكتاب‪ :‬منبع الفوائض يف مسائل الفرائض‬

‫بيك أبو مسلم‬


‫غن القدير أحمد شعيب ي‬ ‫المؤلف‪ :‬ال ر‬
‫فقي إىل ربه ال ي‬

‫عدد الصفحة‪44 :‬‬

‫سنة الطبع‪ :‬ذو الحجة ‪1444‬‬

‫لالتصال والمالحظات‪:‬‬

‫واتساب‪ 09133482810 :‬اتصال‪08166360981:‬‬

‫إيميل‪،ahmadshuaibbeki@gmail.com :‬‬
‫‪،abumuslim090@gmail.com‬‬

‫‪1|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫الدورة األولى‬

‫بمركز المرشيد لتنفيذ الوصايا‬


‫والمواريث اإلسالمية‬

‫مكان الدورة‪ :‬معهد تعليم العربي‬

‫ذو الحجة ‪1444‬‬

‫‪2|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى‬

‫‪ -1‬مجالس الشيخ عبد الغفار بن إبراهيم بن عبد السالم أونيوردي اإللوري المدني‬

‫النيجيري بمسجد محمد الجامي ألوري‬

‫‪ -2‬مركز المرشد لتنفيذ الوصايا والمواريث اإلسالمية إلورن‬

‫‪ -3‬مؤسسة دار البيان والتبيان اإلسالمية إلورن كوارا نيجيريا‬

‫‪ -4‬مسجد أم تركي إتا عائشة ألونلدي إلورن كوارا‬

‫‪ -5‬جميع المتمسكين بالكتاب والسنة على فهم سلف األمة – عقيدة ومنهجا‪.-‬‬

‫‪3|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫فاتحة الكتاب‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫صينَ لَهُ الدِينَ ُحنَفَا َء َويُ ِقي ُموا ال ا‬


‫ص ََلةَ َويُؤْ تُوا‬ ‫َو َما أ ُ ِم ُروا ِإ اَّل ِل َي ْعبُدُوا ا‬
‫َّللاَ ُم ْخ ِل ِ‬

‫الز َكاةَ ۚ َو َٰذَ ِل َك د ُ‬


‫ِين ْالقَ ِي َم ِة (سورة البينة ‪)٥‬‬ ‫ا‬

‫الز َبي ِْر‪ ،‬قَا َل‪َ :‬حداثَنَا‬


‫َّللا ب ُْن ُّ‬
‫ع ْبدُ ا ِ‬ ‫قال الــبخـــاري (رحمه هللا)‪َ :‬حداثَنَا ْال ُح َم ْي ِد ُّ‬
‫ي َ‬

‫ي‪ ،‬قَا َل‪ :‬أَ ْخ َب َر ِني ُم َح امدُ ب ُْن‬


‫ار ُّ‬
‫ص ِ‬‫س ِعي ٍد ْاْل َ ْن َ‬ ‫س ْف َي ُ‬
‫ان‪ ،‬قَا َل‪َ :‬حداثَنَا َي ْح َيى ب ُْن َ‬ ‫ُ‬

‫ي‪َ ،‬يقُولُ‪َ :‬‬


‫س ِم ْعتُ ُ‬
‫ع َم َر بْنَ‬ ‫ع ْلقَ َمةَ بْنَ َوقا ٍ‬
‫اص اللا ْي ِث ا‬ ‫ي‪ ،‬أَناهُ َ‬
‫س ِم َع َ‬ ‫يم التاي ِْم ُّ‬
‫ِإب َْرا ِه َ‬

‫علَ ْي ِه‬ ‫صلاى ا‬


‫َّللاُ َ‬ ‫سو َل ا ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫علَى ْال ِم ْنبَ ِر‪ ،‬قَال‪َ :‬‬
‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫ع ْنهُ َ‬ ‫ي ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض َ‬
‫ب َر ِ‬ ‫ْالخ ا‬
‫َطا ِ‬

‫َت‬ ‫سلا َم‪ ،‬يَقُولُ‪ِ " :‬إنا َما ْاْل َ ْع َما ُل بِالنِيااتِ‪َ ،‬و ِإنا َما ِل ُك ِل ْام ِر ٍ‬
‫ئ َما ن ََوى‪ ،‬فَ َم ْن َكان ْ‬ ‫َو َ‬

‫صيبُ َها‪ ،‬أَ ْو ِإلَى ْام َرأَةٍ يَ ْن ِك ُح َها فَ ِه ْج َرتُهُ ِإلَى َما هَا َج َر ِإلَ ْي ِه‪".‬‬
‫ِه ْج َرتُهُ ِإلَى دُ ْنيَا يُ ِ‬

‫‪4|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫المقدّمة‬
‫الحمد هللا العليم الوارث الذي جعل العلم ميراث اْلنبياء وجعل العلماء ورثتهم ووفق‬
‫ضا وتعصيبًا‪ ،‬وحجب عنه ‪ -‬بحكمته وعدله ‪َ -‬من شاء‬
‫لقسمته من يشاء من أوليائه فر ً‬
‫ِمن عباده حجبًا حرمانيًا؛ ‪ -‬فلم ينالوٱ منه ح ً‬
‫ظا وَّل نصيبًا ‪ -‬ثم الصَلة والسَلم على‬
‫أفصح خلق هللا لسانًا وأعذبهم كَل ًما وأوفرهم عل ًما وحل ًما القائل " ِإنا َما أَنَا قَا ِس ٌم َوخ ِ‬
‫َاز ٌن‪،‬‬
‫َو ا‬
‫َّللاُ يُ ْع ِطي" ‪ ،‬وآله اْلخيار وصحبه اْلبرار و َمن تبعهم من التابعين اْلنصار‪.‬‬

‫أما بعد‪،‬‬

‫ب ِز ْدنِي ِع ْل ًما (طه‪)١١٤:‬‬ ‫فيقول هللا عز وجل‪َ :‬وقُ ْل َر ِ‬


‫ير‬ ‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ٌ‬ ‫ت َو ا‬ ‫َّللاُ الاذِينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َوالاذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم دَ َر َجا ٍ‬ ‫وقال‪ :‬يَ ْرفَ ِع ا‬
‫(المجادلة‪)١١ :‬‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا‬ ‫طائِفَةٌ ِليَتَفَقا ُهوا فِي الد ِ‬ ‫وقوله‪ :‬فَلَ ْو ََّل نَفَ َر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعلا ُه ْم َيحْ ذَ ُرونَ ( التوبة‪)١٢٢ :‬‬
‫ب (الزمر‪:‬‬ ‫وقوله‪ :‬قُ ْل ه َْل يَ ْست َ ِوي الاذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالاذِينَ ََّل يَ ْعلَ ُمونَ ۗ ِإنا َما يَتَذَ اك ُر أُولُو ْاْل َ ْلبَا ِ‬
‫‪. )٩‬‬
‫ي‪ ،‬قَا َل‪َ :‬حداثَنَا‬ ‫ي ‪ ،‬قَا َل‪َ :‬حداثَنَا ُم َح امدُ ب ُْن َي ِزيدَ ْال َوا ِس ِط ُّ‬ ‫اش ْال َب ْغدَا ِد ُّ‬
‫َحداثَنَا َمحْ ُمودُ ب ُْن ِخدَ ٍ‬
‫اء‬ ‫علَى أَبِي الد ْاردَ ِ‬ ‫ير قَا َل‪ :‬قَد َِم َر ُج ٌل ِمنَ ْال َمدِينَ ِة َ‬ ‫ع ْن قَي ِْس ب ِْن َكثِ ٍ‬ ‫اص ُم ب ُْن َر َج ِ‬
‫اء ب ِْن َحي َْوة َ‪َ ،‬‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫سو ِل ا ِ‬
‫َّللا‬ ‫ع ْن َر ُ‬ ‫ِيث َبلَغَ ِني أَنا َك ت ُ َح ِدثُهُ َ‬ ‫َو ُه َو ِب ِد َم ْشقَ ‪ ،‬فَقَا َل‪َ :‬ما أ َ ْقدَ َم َك َيا أ َ ِخي؟ فَقَا َل‪َ :‬حد ٌ‬
‫ارةٍ؟ قَا َل‪ََّ :‬ل‪.‬‬ ‫ت ِلتِ َج َ‬ ‫ت ِل َحا َجةٍ؟ قَا َل‪ََّ :‬ل قَا َل‪ :‬أ َ َما قَد ِْم َ‬ ‫سلا َم‪ .‬قَا َل‪ :‬أ َ َما ِجئْ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو َل ا ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫ب َهذَا ْال َحدِيثِ؟ قَا َل‪ :‬فَإِنِي َ‬ ‫قَا َل‪َ :‬ما ِجئْتُ إِ اَّل فِي َ‬
‫طلَ ِ‬
‫ط ِريقًا ِإلَى ْال َجنا ِة‪َ ،‬و ِإ ان‬ ‫َّللاُ ِب ِه َ‬‫سلَ َك ا‬ ‫ط ِريقًا َي ْبت َ ِغي فِي ِه ِع ْل ًما؛ َ‬ ‫سلَ َك َ‬‫سلا َم َيقُولُ‪َ " :‬م ْن َ‬ ‫َو َ‬
‫ت‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫ب ْال ِع ْل ِم‪َ ،‬وإِ ان ْالعَا ِل َم لَيَ ْست َ ْغ ِف ُر لَهُ َم ْن فِي ال ا‬ ‫طا ِل ِ‬ ‫ضا ِل َ‬ ‫ض ُع أَجْ نِ َحت َ َها ِر ً‬‫ْال َم ََلئِ َكةَ لَت َ َ‬
‫علَى‬ ‫ض ِل ْالقَ َم ِر َ‬ ‫علَى ْال َعا ِب ِد َكفَ ْ‬ ‫ض ُل ْال َعا ِل ِم َ‬‫اء‪َ ،‬وفَ ْ‬ ‫َان ِفي ْال َم ِ‬ ‫ض‪َ ،‬حتاى ْال ِحيت ُ‬ ‫َو َم ْن ِفي ْاْل َ ْر ِ‬
‫َارا َو ََّل د ِْر َه ًما‪ِ ،‬إنا َما‬ ‫اء‪ِ ،‬إ ان ْاْل َ ْن ِبيَا َء لَ ْم ي َُو ِرثُوا دِين ً‬‫ب‪ِ ،‬إ ان ْالعُلَ َما َء َو َرثَةُ ْاْل َ ْن ِبيَ ِ‬ ‫سائِ ِر ْال َك َوا ِك ِ‬ ‫َ‬
‫َو ارثُوا ْال ِع ْل َم‪ ،‬فَ َم ْن أ َ َخذَ بِ ِه أ َ َخذَ بِ َح ٍظ َوافِ ٍر" ‪ .‬أخرجه الترمذي)‪(2682‬‬
‫‪5|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫قال الــبخـــاري رحمه هللا‪:‬‬


‫َّللاُ}‪ .‬فَ َبدَأ َ ِب ْال ِع ْل ِم‪َ ،‬وأ َ ان‬ ‫َّللا ت َ َعالَى‪ :‬فَا ْعلَ ْم أَناهُ ََّل ِإلَهَ ِإ اَّل ا‬ ‫اب‪ْ :‬ال ِع ْل ُم قَ ْب َل ْالقَ ْو ِل َو ْال َع َم ِل ِلقَ ْو ِل ا ِ‬ ‫َب ٌ‬
‫ب‬ ‫طلُ ُ‬ ‫ط ِريقًا يَ ْ‬ ‫سلَ َك َ‬ ‫اء‪َ ،‬و ارثُوا ْال ِع ْل َم َم ْن أ َ َخذَهُ أ َ َخذَ ِب َح ٍظ َوافِ ٍر‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫ْالعُلَ َما َء ُه ْم َو َرثَةُ ْاْل َ ْن ِبيَ ِ‬
‫َّللاَ ِم ْن ِع َبا ِد ِه‬ ‫ط ِريقًا ِإلَى ْال َجنا ِة‪َ ،‬وقَا َل َج ال ِذ ْك ُرهُ ‪ِ { :‬إنا َما َي ْخشَى ا‬ ‫َّللاُ لَهُ َ‬ ‫س اه َل ا‬ ‫ِب ِه ِع ْل ًما َ‬
‫{و َما يَ ْع ِقلُ َها ِإ اَّل ْال َعا ِل ُمونَ }‪َ { ،‬وقَالُوا لَ ْو ُكناا نَ ْس َم ُع أ َ ْو نَ ْع ِق ُل َما ُكناا فِي‬ ‫ْالعُلَ َما ُء} َوقَا َل‪َ :‬‬
‫ي‬ ‫ير} َوقَا َل‪{ :‬ه َْل يَ ْست َ ِوي الاذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالاذِينَ ََّل يَ ْعلَ ُمونَ }‪َ .‬وقَا َل النابِ ُّ‬ ‫س ِع ِ‬
‫ب ال ا‬ ‫ص َحا ِ‬‫أَ ْ‬
‫َّللاُ ِب ِه َخي ًْرا يُفَ ِه ْمهُ‪َ ،‬و ِإنا َما ْال ِع ْل ُم ِبالت ا َعلُّ ِم "‪َ .‬وقَا َل أَبُو ذَ ٍر‪:‬‬ ‫سلا َم‪َ " :‬م ْن ي ُِر ِد ا‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫صلاى ا‬ ‫َ‬
‫ظنَ ْنتُ أَنِي أ ُ ْن ِفذُ َك ِل َمةً َ‬
‫س ِم ْعت ُ َها ِمنَ‬ ‫َار ِإلَى قَفَاهُ‪ ،‬ث ُ ام َ‬ ‫علَى َه ِذ ِه‪َ ،‬وأَش َ‬ ‫صا َمةَ َ‬ ‫ص ْم َ‬ ‫ض ْعت ُ ُم ال ا‬ ‫لَ ْو َو َ‬
‫ااس ‪ُ :‬كونُوا َرباا ِن ِيينَ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ي َْل َ ْنفَ ْذت ُ َها‪َ .‬وقَا َل اب ُْن َ‬‫علَ ا‬
‫يزوا َ‬ ‫سلا َم قَ ْب َل أ َ ْن ت ُ ِج ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫النا ِبي ِ َ‬
‫ار ِه‪( .‬كتاب العلم)‬ ‫ار ْال ِع ْل ِم قَ ْب َل ِكبَ ِ‬ ‫صغَ ِ‬ ‫اس ِب ِ‬ ‫ي الاذِي ي َُر ِبي النا َ‬ ‫الرباانِ ُّ‬‫ُحلَ َما َء فُقَ َها َء‪َ ،‬ويُقَا ُل ‪ :‬ا‬
‫ب‪،‬‬ ‫ع ِن اب ِْن ِش َها ٍ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ع ْن يُونُ َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫عفَي ٍْر‪ ،‬قَا َل‪َ :‬حداثَنَا اب ُْن َو ْه ٍ‬ ‫س ِعيدُ ب ُْن ُ‬ ‫وقال‪ :‬رحمه هللا َحداثَنَا َ‬
‫َّللاُ‬ ‫صلاى ا‬ ‫ي َ‬ ‫س ِم ْعتُ النا ِب ا‬ ‫َطيبًا ‪َ -‬يقُولُ‪َ :‬‬ ‫س ِم ْعتُ ُم َعا ِو َيةَ ‪ -‬خ ِ‬ ‫الرحْ َم ِن‪َ :‬‬ ‫ع ْب ِد ا‬ ‫قَا َل‪ :‬قَا َل ُح َم ْيدُ ب ُْن َ‬
‫َّللاُ يُ ْع ِطي‪،‬‬ ‫ِين‪َ ،‬وإِنا َما أَنَا قَا ِس ٌم‪َ ،‬و ا‬ ‫َّللاُ بِ ِه َخي ًْرا يُفَ ِق ْههُ فِي الد ِ‬ ‫سلا َم يَقُولُ‪َ " :‬م ْن ي ُِر ِد ا‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬
‫ي أ َ ْم ُر ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫علَى أ َ ْم ِر ا ِ‬ ‫َولَ ْن ت َزَ ا َل َه ِذ ِه ْاْل ُ امةُ قَا ِئ َمةً َ‬
‫َّللا‬ ‫ض ُّر ُه ْم َم ْن خَالَفَ ُه ْم َحتاى َيأ ِت َ‬ ‫َّللا‪ََّ ،‬ل َي ُ‬
‫)‪".(71‬‬
‫س ِعي ٍد ‪-‬‬ ‫ُّوب‪َ ،‬وقُت َ ْي َبةُ ‪َ -‬ي ْع ِني ابْنَ َ‬ ‫وأخرج مسلم في كتاب الوصية‪ ،‬قال‪َ :‬حداثَنَا َيحْ َيى ب ُْن أَي َ‬
‫ع ْن أ َ ِبي‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ،‬‬ ‫ع ِن ْال َع ََل ِء ‪َ ،‬‬ ‫َواب ُْن ُحجْ ٍر ‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬حداثَنَا ِإ ْس َما ِعي ُل ‪ُ -‬ه َو‪ :‬اب ُْن َج ْعفَ ٍر ‪َ -‬‬
‫ع َملُهُ‬ ‫ع ْنهُ َ‬
‫ط َع َ‬ ‫ان ا ْنقَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫اْل ْن َ‬ ‫سلا َم قَا َل‪ " :‬إِذَا َم َ‬
‫ات ْ ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو َل ا ِ‬ ‫ُه َري َْرة َ ‪ ،‬أ َ ان َر ُ‬
‫عو لَهُ‪".‬‬ ‫ح َي ْد ُ‬ ‫ار َيةٍ‪ ،‬أ َ ْو ِع ْل ٍم يُ ْنتَفَ ُع ِب ِه‪ ،‬أ َ ْو َولَ ٍد َ‬
‫صا ِل ٍ‬ ‫صدَقَ ٍة َج ِ‬ ‫ِإ اَّل ِم ْن ث َ ََلث َ ٍة ؛ ِإ اَّل ِم ْن َ‬
‫وقال سفيان بن عيينة ‪« :‬أرفع الناس عند هللا منزلة من كان بين هللا وبين عباده وهم‬
‫اْلنبياء والعلماء» (تذكرة السامع )‪.‬‬

‫ضا ‪« :‬لم يعط أحد في الدنيا أفضل من النبوة‪ ،‬وما بعد النبوة شيء أفضل من‬ ‫وقال أي ً‬
‫العلم والفقه‪ .‬فقيل عمن هذا فقال عن الفقهاء كلهم» (الفقيه والمتفقه )‪.‬‬
‫سفيان الثاوري ‪ -‬رحمه هللا ‪ :-‬ما أعلَم ع َم ًَل أفض َل ِمن طلب العلم‪ِ ،‬‬
‫وحفظه لمن أراد‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫خيرا؛ (شرح السنة للبغوي ‪ -‬جـ ‪ - 1‬صـ ‪.)279‬‬ ‫هللا تعالى به ً‬
‫‪6|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫وقال الثوري ‪ -‬رحمه هللا ‪ :-‬ليس عم ٌل بعد الفرائض أفضل ِمن طلب العلم؛ (شرح‬
‫السنة للبغوي ‪ -‬جـ ‪ - 1‬صـ ‪.)279‬‬
‫وأصحاب الحديث ُح اراس اْلرض"؛‬
‫ُ‬ ‫وقال ‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬المَلئكةُ ُح اراس السماء‪،‬‬
‫(شرف أصحاب الحديث ‪ -‬للخطيب البغدادي ‪ -‬صـ ‪)44‬‬
‫النجوم في السماء‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ي ‪ -‬رحمه هللا ‪َ :-‬مثَل العُلماء في اْلرض ك َمثَل‬‫مسلم الخ َْوَّلن ُّ‬
‫ٍ‬ ‫قال أبو‬
‫ت عنهم تاهوا؛ (حلية اْلولياء ‪ -‬أبو نعيم اْلصبهاني ‪-‬‬ ‫ت لهم شاهدوا‪ ،‬وإذا غابَ ْ‬ ‫إذا ظ َه َر ْ‬
‫جـ ‪ - 5‬صـ ‪.)120‬‬
‫ضل ما‬ ‫ف ما ر ِغب فيه الراغب‪ ،‬وأف َ‬
‫أشر ُ‬
‫سن الماوردي ‪ -‬رحمه هللا ‪ :-‬ال ِعلم َ‬ ‫قال أبو الح َ‬
‫طلَب و َجدا فيه الطالب‪ ،‬وأنفَع ما كسبه واقتناه الكاسب؛ ْلن َ‬
‫شرفَه ي ِ‬
‫ُثمر على صاح ِبه‪،‬‬
‫وفضله ينمي (يد ُّل) على طال ِبه؛ (أدب الدنيا والدين ‪ -‬للماوردي ‪ -‬صـ ‪.)36‬‬
‫فالنصوص واآلثار في طلب العلم وفضله وبيان الحث فيه كثيرة َّل تُحصى عددَا وَّل‬
‫تُستقصى مددًا‪ْ ،‬لنه خير ما فُنيت فيه اْلنفس واْلعمار وانقضى فيه اليل والنهار‪ ،‬وهو‬
‫عبادة مثمرة النفع‪ ،‬رفيعة الوقع‪،‬‬
‫ومن العلوم الشرعية التى َّل يزهد فيها إَّل اْلغمار‪،‬علم الفرائض الذى تولى قسمته‬
‫ق حقه‪ْ ،‬لن هذا العلم ألصق بالناس حياة ً وموتًا وهو‬
‫هللا عز وجل وأعطى كل ذي ح ٍ‬
‫أجل العلوم مكانًة ووزنا وأشرفها معدنًا‪ ،‬ولقد وددتُ أن أحرر مسائل هذا الفن عندما‬
‫ْلغراض‬
‫ٍ‬ ‫كنت أدرس وأدرس بعض إخوتي الطلبة ‪-‬بمدرسة اْلمام سيبويه إلورن‪-‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -١‬دحر الفكرة الغربية التى قد أصبحت نجوما يُهتدى بها فى حياة بعض المسلمين‪.‬‬
‫‪ -٢‬تخريج المتقنين لعلم التركة إتقانا نظريا وتطبيقيا‪.‬‬
‫‪ - ٣‬تخريج العاملين في ميدان هذا العلم الذين يسدون الثغرة التي أحدثها قلة العاملين‬
‫في هذا الميدان‪.‬‬
‫‪ - ٤‬إحياء بعض التراث اْلسَلمي الذي قد ناله فقدان وهجران من قلة المتأهلين‪.‬‬

‫‪7|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪ -٥‬إثبات عدل ديننا الحنيف في تقسيم المواريث وإدحاض أباطىيل العلمانية‬


‫والمستشرقين الكفرة وبعض المفتونين المغرورين ممن ينتسبون إلى اْلسَلم وكانوا‬
‫الفجرة‪.‬‬
‫‪- ٦‬الجزم في القول بأن حكم اْلسَلم َّل نظير له في غاية العدل واْلنصاف‪.‬‬

‫ف موجز في ذا الميدان‪ ،‬شامل لجل مسائل الفرائض جمعتُها من كتب أهل‬


‫فهذا مصن ٌ‬
‫العلم وجردتها من اْلدلة خوفًا من التطويل وراعيتُ فيها الراجح من اَّلختَلفات في‬
‫بعض المسائل‪ .‬هذا بعدما استعنتُ باهلل واستخرته؛ فأسميته (منبع الفوائض في مسائل‬
‫الفرائض) وسيليه قريبا ‪-‬إن شاء هللا ‪ -‬بحث مستقل ْلدلة كل مسألة في الفن‪.‬‬

‫اللهم اغفرلي ولوالدي ولمشايخي ولمسلمين جميعًا‪ ،‬اللهم تقبل هذا العمل المتواضع‬
‫صا في القول والعمل‪.‬‬ ‫بقبول حسن وارزقني يا ربي إخَل ً‬
‫عتِ َك َما ت ُ َب ِلغُنَا ِب ِه َجنات ََك‪،‬‬ ‫طا َ‬‫يك‪َ ،‬و ِم ْن َ‬ ‫اص َ‬ ‫اللا ُه ام ا ْق ِس ْم لَنَا ِم ْن َخ ْش َيتِ َك َما َي ُحو ُل َب ْينَنَا َو َبيْنَ َم َع ِ‬
‫ارنَا َوقُ اوتِنَا َما‬ ‫ص ِ‬ ‫ت الدُّ ْنيَا‪َ ،‬و َمتِ ْعنَا بِأ َ ْس َما ِعنَا َوأ َ ْب َ‬ ‫صيبَا ِ‬ ‫علَ ْينَا ُم ِ‬
‫ين َما ت ُ َه ِو ُن بِ ِه َ‬ ‫َو ِمنَ اليَ ِق ِ‬
‫عادَانَا‪،‬‬ ‫علَى َم ْن َ‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫ظلَ َمنَا‪َ ،‬وا ْن ُ‬ ‫علَى َم ْن َ‬ ‫ث ِمناا‪َ ،‬واجْ َع ْل ثَأ ْ َرنَا َ‬ ‫أَحْ َي ْيتَنَا‪َ ،‬واجْ َع ْلهُ َ‬
‫الو ِار َ‬
‫علَ ْينَا‬
‫ط َ‬‫س ِل ْ‬
‫صيبَتَنَا فِي دِينِنَا‪َ ،‬وَّلَ تَجْ َع ِل الدُّ ْنيَا أ َ ْكبَ َر ه َِمنَا‪َ ،‬وَّلَ َم ْبلَ َغ ِع ْل ِمنَا‪َ ،‬وَّلَ ت ُ َ‬ ‫َوَّلَ تَجْ َع ْل ُم ِ‬
‫َم ْن َّلَ يَ ْر َح ُمنَا‪.‬‬
‫أخيرا‪ :‬فالكمال هلل ويأبى العصمة إَّل لكتابه فمن وقف على أي خطأ فَل يبخل بالتنبيه‬
‫ً‬
‫والنصيحة فالباب مفتوح وله مني شكر ممنوح‪.‬‬

‫الفقير إلى ربه الغني القدير‬


‫أحمد شعيب بيكي أبو مسلم‬
‫واتساب‪ 09133482810 :‬اتصال‪08166360981:‬‬
‫إيميل‪،ahmadshuaibbeki@gmail.com :‬‬
‫‪،abumuslim090@gmail.com‬‬

‫‪8|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫تــــعريـــف الـــفرائـــض‬
‫الفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة؛ والمفروض المقدر‪.‬‬
‫عا‪ :‬العلم بقسمة المواريث بين مستحقيها‪ ،‬واْلصل فيها الكتاب لقوله‬ ‫وتعريفها شر ً‬
‫َّللاُ فِي أ َ ْو ََّل ِد ُك ْم (النساء‪)١١:‬‬
‫ُوصي ُك ُم ا‬
‫تعالى‪:‬ي ِ‬
‫ْب‪،‬‬ ‫سى ب ُْن إِ ْس َما ِعي َل‪َ ،‬حداثَنَا ُو َهي ٌ‬ ‫وفي السنة‪ :‬حديث أخرجه البخاري قال‪َ :‬حداثَنَا ُمو َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ع ِن النا ِبي ِ َ‬‫ع ْن ُه َما‪َ ،‬‬ ‫ي ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ااس َر ِ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ِْن َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ،‬‬
‫او ٍس‪َ ،‬‬ ‫ط ُ‬‫َحداثَنَا اب ُْن َ‬
‫ض بِأ َ ْه ِل َها‪ ،‬فَ َما بَ ِق َ‬
‫ي فَ ُه َو ِْل َ ْولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر‪".‬‬ ‫سلا َم قَا َل ‪ " :‬أ َ ْل ِحقُوا ْالفَ َرائِ َ‬
‫َو َ‬
‫ض‬ ‫ت ْالفَ َرائِ ُ‬ ‫َّللا‪ ،‬فَ َما ت ََر َك ِ‬
‫ب اِ‬ ‫علَى ِكت َا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫وفي رواية مسلم‪ :‬ا ْق ِس ُموا ْال َما َل َبيْنَ أ َ ْه ِل ْالفَ َرائِ ِ‬
‫فَ ِِل َ ْولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر‪".‬‬

‫الـــحقوق المــــتعلّقة بالـــتركــة‬

‫الحقوق المتعلقة بالتركة خمسة باَّلستقراء‬


‫‪ - ١‬مؤنة التجهيز ‪ -٢‬الحقوق المتعلقة بعين التركة كالدين الذي به رهن وهي مقدمة‬
‫على المؤن عند اْلئمة الثَلثة ما عدا أحمد‪.‬‬
‫‪- ٣‬الحقوق المتعلقة بذمة الميت كالديون المرسلة سواء كانت هلل أم لِلدمي‪.‬‬
‫ث َوالثُّلُ ُ‬
‫ث‬ ‫‪- ٤‬ثم تنفيذ الوصية لغير وارث ؛ بالثلث فأقل لقوله (صلى هللا عليه وسلم) الثُّلُ ُ‬
‫ير ‪ -‬أ َ ْو ‪َ :‬ك ِث ٌ‬
‫ير‪.‬‬ ‫َك ِب ٌ‬
‫‪- ٥‬ثم قسمة التركة وإعطاء باْلرث للمستحقين‪.‬‬

‫‪9|Page‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫شــروط اإلرث‪ ،‬أركانه‪ ،‬أسبـــابـــه وموانـــعـــه‬

‫• الشروط‪ :‬جمع شرط‪ ،‬وهو في اللغة إلزام الشيء وإلتزامه في البيع‪.‬‬


‫‪ -‬واصطَل ًحا ‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم وَّل يلزم من وجوده وجود وَّل عدم لذاته‬
‫وأما شروط اْلرث فثَلثة إذا اختل واحد منها فَل توارث‬
‫ث حقيقة أو حك ًما‪.‬‬
‫‪- ١‬تحقق موت ال ُم َو ِر ِ‬
‫‪- ٢‬حياة الوارث بعد موت ال ُم َو ِرث ولو لحظة حقيقة أو حك ًما‪.‬‬
‫‪- ٣‬العلم بمقتضي اْلرث‪.‬‬

‫• األركــان‪ :‬جمع ركن‪ ،‬وركن الشيئ جانبه الذي يسكن إليه‪.‬‬


‫‪ -‬واصطَل ًحا‪ :‬جزء الماهية‪.‬‬
‫ضا‪ :‬ال ُم َو ِرث‪ ،‬الوارث والموروث‪.‬‬
‫‪ -‬أركان اْلرث ثَلثة أي ً‬

‫• األسباب‪ :‬جمع سبب‪ ،‬وهو كل شيئ يُتواصل به إلى غيره‪.‬‬


‫‪ -‬واصطَلحا‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اْلرث المجمع عليها ثَلثة‪ :‬النكاء ‪،‬والنسب والوَّلء‪ ،‬وقد زاد بعض‬
‫أهل العلم غير ما ذُكر‪ ،‬يُوجد في المطوَّلت والفتاوى‪.‬‬

‫• الموانع‪ :‬جمع مانع وهو الحاجز بين الشيئين‪.‬‬


‫‪ -‬واصطَل ًحا‪ :‬هو ما يلزم من وجوده العدم وَّل يلزم من عدمه وجود وَّل عدم‬
‫لذاته‬
‫‪ -‬وموانع اْلرث‪ :‬الرق والقتل والكفر‪ ،‬وزاد بعضهم على المذكور‪.‬‬

‫‪10 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫الوارثون إجماعًا‬
‫عشر رجَل بالتفصيل‪ :‬اَّلبن‪ ،‬وابن اَّلبن ‪-‬وإن سفل‪-‬‬
‫َ‬ ‫وَّل يرث من الرجال إَّل خمسةَ‬
‫واْلب والجد الصحيح ‪-‬وإن عَل‪ -‬واْلخ الشقيق واْلخ ْلب وأبناؤهما واْلخ ْلم‪ .‬وَّل‬
‫ضا‪ -‬والعم الشقيق والعم ْلب وأبناؤهما الزوج ومولى النعمة‪.‬‬
‫يرث أبناؤه فر ً‬

‫وترث من النساء عشرة أشخاص على سبيل التفصيل‪ :‬البنت وبنت اَّلبن ‪-‬مهما نزلت‪-‬‬
‫واْلم والجدة من جهة اْلب ‪ -‬أم اْلب وأم الجد‪ -‬ومن جهة اْلم ‪ -‬أم اْلم‪ -‬واْلخت‬
‫الشيقيقة واْلخت واْلخت ْلم ‪ -‬وليس ْلبناء اْلخوات وبناتهن ح ً‬
‫ظا وَّل نصيبًا من‬
‫الفروض‪ -‬والزوجة وموَّلة النعمة‪.‬‬

‫أنواع اإلرث‬
‫ينقسم اْلرث إلى ثَلثة أنواع‪ :‬وهي الفرض و التعصيب‪ ،‬و بقرابة الرحم‪.‬‬
‫‪1-‬فأما اْلول‪ :‬فهو استحقاق سهم معين مقدر شرعا ً بالكتاب أو بالسنة أو باْلجماع‪.‬‬
‫‪2-‬وأما الثاني ‪ :‬فهو استحقاق ما أبقته الفرائض‪ ،‬أو أخذ جميع التركة عند عدم وجود‬
‫أصحاب الفرض‪.‬‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫صلاى ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ع ْن ُه َما‪َ ،‬‬
‫ع ِن النا ِبي ِ َ‬ ‫ي ا‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ااس َر ِ‬ ‫عب ٍ‬
‫ويقدم اْلول على الثاني‪ ،‬لحديث اب ِْن َ‬
‫ي فَ ُه َو ِْل َ ْولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر "‪ .‬هذا اللفظ‬ ‫سلا َم قَا َل ‪ " :‬أ َ ْل ِحقُوا ْالفَ َرائِ َ‬
‫ض بِأ َ ْه ِل َها‪ ،‬فَ َما بَ ِق َ‬ ‫َو َ‬
‫للبخاري‬
‫‪3-‬وأما اْلخير‪ :‬فهو استحقاق عند عدم العصبات وذوي الفرائض‪ ،‬دون الزوجين‪.‬‬

‫أقســــام الورثـــــة‬
‫‪1 -‬قسم يرث بالفرض فقط وهم سبعة ‪ :‬اْلم وولداها‪ ،‬والجدتان‪ ،‬والزوجان‪.‬‬
‫‪2 -‬قسم يرث بالتعصيب فقط ‪ :‬وهم ورثة من الذكور عدا اْلب والجد‪ ،‬والمعتق‪.‬‬

‫‪11 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪ 3 -‬قسم يرث مرة بالفرض‪ ،‬ومرة بالتعصيب‪ ،‬وقد يجمع بينهما ‪ :‬وهما اثنان‪ :‬اْلب‬
‫والجد عند عدم اَّلب فكل منهما يرث السدس بالفرض مع الفرع الوارث ويرث‬
‫بالتعصيب إذا خَل عنه‪ ،‬ويجمع بين الفرض والتعصيب إذا كان معه أنثى من الفروع‪،‬‬
‫وبقي أكثر من السدس‪ ،‬فيأخذه تعصيبا ً‪.‬‬
‫‪4 -‬وقسم يرث مرة بالفرض‪ ،‬ومرة بالتعصيب وَّل يجمع بينهما ‪ :‬وهم أربعة ‪ :‬البنت‪،‬‬
‫وبنت اَّلبن‪ ،‬واْلخت الشقيقة‪ ،‬واْلخت ْلب‪.‬‬
‫فإن انفردت كل واحدة عمن يعصبها ورثت بالفرض‪ ،‬وإن كان معها من يعصبها فترث‬
‫بالتعصيب‪.‬‬

‫أصــحاب الفــروض‬
‫هم الذين لهم سهام مقدرة في الكتاب أو السنة أو اْلجماع؛ وهم وارثات من النساء سوى‬
‫المعتقة ‪ ،‬ومن الوارثين أربعة هم اْلب والجد واْلخ ْلم والزوج‪.‬‬

‫الفـــروض المـــقدرة‬

‫الفرض المقدرة في اللغة‪ :‬الجزم والقطع‪.‬‬


‫عا لوارث مخصوص َّل يزيد إَّل بالرد وَّل ينقص‬
‫وفي اَّلصطَلح‪ :‬نصيب مقدرة شر ً‬
‫إَّل بالعول‪.‬‬
‫والفروض المذكورة في القرآن العظيم ستة فروض وهي ‪ ½( :‬النصف ‪ ¼ ،‬الربع‪،‬‬
‫⅛ الثمن ) فهذا النوع اْلول لتداخل بعضه في البعض‪.‬‬
‫(⅔ الثلثان‪ ⅓ ،‬الثلث‪ ⅙ ،‬السدس‪ )،‬وهذا النوع الثاني لتداخل مقامته في اآلخر‪.‬‬

‫‪12 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫المستحقون (للنصف ½)‬

‫يستحق النصف خمسة أفرد اْلول‪ :‬البنت ‪ :‬ترث النصف يشرطين‪ :‬وحدتها وعدم وجود‬
‫أخيها المعصب وهو اَّلبن‪.‬‬
‫والثاني بنت اَّلبن فهي تستحقه بثَلثة شروط‪ :‬عدم وجود الفرع الوارث‪ -‬اَّلبن والبنت‬
‫‪ -‬وأن تكون واحدة وعدم وجود معصبها وهو ابن اَّلبن‬
‫ضا‬
‫والثالث‪ :‬اْلخت الشقيقة وهي ترثه بثَلثة شروط أي ً‬
‫عدم وجود اْلصل ‪ -‬اْلب والجد‪ -‬والفرع (البنت واَّلبن وفروعه ذكورا وإناثا)‬
‫الوارثَين ثم وحدتها وعدم وجود أخيها الذي يعصبها‬
‫والرابع؛ اْلخت ْلب‪ :‬فشروط إرثها للنصف أربعة ‪ :‬الثَلثة المقدامة في حق اْلخت‬
‫الشقيقة‪ -‬ومعصبها هو اْلخ ْلب‪ -‬والشرط اْلخير‪ :‬عدم وجود اْلخت الشقيقة‬
‫الخامس‪ :‬الزوج‪ :‬وهو يستحق النصف من إرث زوجته الميتة بعدم وجود ول ٍد لزوجته‬
‫وَّل ولد َّلبن‪.‬‬

‫الربع )¼( والثمن )⅛(‬

‫الربع فرض للزوج إن كان لزوجته ولد أو ولد ابن منه أو من غيره كما هي ترثه إن‬
‫لم يكن له ولد وارث وَّل ولد ابن؛ فإن كان له ولد أو ولد ابن فللزوجة أو الزوجات‬
‫الثمن‪.‬‬

‫الثلثان )⅔(‬

‫يستحق الثلثين أربعة من النساء وهن صاحبات النصف ‪ :‬بنات الصلب وبنات اَّلبن‬
‫واْلخوات الشقيقات واْلخوات ْلب‪ -‬إذا كن اثنتين فصاعدا‪ .‬فإن اجتمعت بنات الصلب‬
‫ْ‬
‫واستكملت بنات الصلب الثلثين فَل شيء لبنات اَّلبن المنفردات‬ ‫وبنات اَّلبن في مسألة‬

‫‪13 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫وكذلك في شأن اْلخوات؛ إذا حازت اْلخوات ْلب وأم الثلثين فَل شيئ ْلخوات ْلب‪:‬‬
‫مع مراعاة شروطهن كما جرت في النصف عدا شرط الوحدة‪.‬‬

‫الثلث )⅓(‬

‫الثلث فرض اْلم وأوَّلد اْلم فترث اْلم من تركة ولدها‬


‫الثلث بشرطين ‪ :‬هما عدم وجود الفرع وعدم اَّلثنين من اْلخوة فصاعدا ولو اختلفوا‬
‫في الجنس ‪ -‬وأما أوَّلد اْلم ‪ -‬إخوة اْلم وأخوات ْلم‪ -‬فميراثهم للثلث بشرطين‪ :‬عدم‬
‫وجود الفرع واْلصل الوارثَين والثاني‪ :‬كونهم اثنين فصاعدا ‪َّ -‬ل فرق بين ذكورهم‬
‫وإناثهن في اْلرث‪.‬‬

‫السدس )⅙(‬
‫السدس فرض سبعة أشخاص‪ :‬اْلول‪ :‬اْلب وهو يأخذه بوجود الفرع وفروع اَّلبن‬
‫الثاني ‪:‬الجد وهو مثل اْلب في حظه ‪-‬عند فقده‪-‬‬
‫الثالث‪ :‬اْلم وذلك إذا لم تتوافر فيها شروطها للثلث وحينئذ تنزل إلى السدس‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الجدات فهن يرثن السدس بالسوية قال إبراهيم النخعي "كانوا يورثون من‬
‫الجدات ثَلثًا اثنتين من قبل اْلب وواحدة من قبل اْلم " والشرط في إرثهن عدم اْلم‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬بنت اَّلبن وذلك إذا‬
‫تمام الثلثين وإن كثرت بنات‬
‫َ‬ ‫النصف فميراث بنت اَّلبن السدس‬
‫َ‬ ‫حازت البنت الصلب‬
‫ب كما مر بنا في‬ ‫ذكر معص ٌ‬
‫اَّلبن لم يزدن على ذلك السدس شيئا إن لم يكن معهن ٌ‬
‫النصف‪،‬‬
‫َ‬ ‫النصف السادس اْلخت ْلب فإنها ترث السدس إذا حازت اْلخت الشقيقة‬
‫وإن تضافر اْلخوات ْلب لم يزددن ذلك على السدس شيئا‬
‫راجع شروطهن في النصف بما ذكرناه في الثلثين‪.‬‬

‫‪14 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫واآلخير‪ :‬أخ ْلم‪ /‬أخت ْلم وقد قلنا فيما مضى أنه َّل فرق بين ذكورهم وإناثهم في‬
‫اْلرث ْلنهم يرثون بالكَللة فقط ولذلك أول شرطهم عدم الفرع واْلصل مطلقا ‪-‬‬
‫والفرع يتضمن البنت واَّلبن وفروع اَّلبن واْلصل أعني به اْلب والجد ‪ -‬وبوجود‬
‫المذكورة َّل يرث أوَّلد اْلم‪ ،‬البتة‪.‬‬

‫العــصـــبـــة‬
‫العصبة لغة مأخوذة من العصب‪ ،‬وأصله من الشد والقوة ومنه عصب الحيوان ْلنه‬
‫معينة على القوة والمدافعة‪.‬‬
‫اصطَل ًحا‪ :‬عرفه صاحب الرحبية بأنه من إذا انفرد حاز جميع المال ‪ ،‬وإذا كان مع‬
‫صاحب فرض أخذ ما بقي بعد الفرض‪.‬‬
‫فكل من أحرز كل المال‪##‬‬
‫من القرابات أو الموالي‬
‫أو كان ما يفضل بعد الفرض له‪##‬‬
‫فهو أخو العصوبة المفضله‪.‬‬

‫قال الشيخ ابن عثيمين‪ :‬وهو من يرث بَل تقدير‬

‫أقسام العصبة‬
‫تنقسم العصبة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪- ١‬عصبة بالسبب‬
‫‪- ٢‬عصبة بالنسب‬

‫‪15 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫والقسم اْلول مقدم على الثاني ْلن الكَلم عليه أقل‪.‬‬


‫عا سواء‬
‫وأما القسم اْلول وهو العصوبة بالسبب فهو المعتق ويرث من عتيقه إجما ً‬
‫ذكرا أو أنثى‬
‫كان المعتق ً‬
‫كما في حديث عائشة رضي هللا عنها في الصحيحين فَإِنا َما ْال َو ََّل ُء ِل َم ْن أ َ ْعتَقَ "‪.‬‬

‫وأما القسم الثاني وهو العصبة بالنسب وهو على ثَلثة أقسام‪:‬‬
‫اْلول‪ -‬العصبة بالنفس‪ :‬وهو كل ذكر َّل يدخل في نسبته إلى الميت أنثى‪ ،‬أو المجمع‬
‫على إرثهم من الرجال عدا الزوج واْلخ ْلم والمعتق‪ /‬والمعتقة‬

‫أحكــام العــصــبة بالنــفس ثــالثـــة‬

‫عا‪.‬‬
‫‪- ١‬أن من انفرد منهم حاز جميع المال إجما ً‬
‫عا‪.‬‬
‫‪- ٢‬إذا اجتمع مع أصحاب الفروض أخذ ما أبقته الفروض إجما ً‬
‫‪- ٣‬إذا استغرقت الفروض التركة سقط إَّل اَّلبن وابنه عند عدمه ‪-‬مهما نزل‪ -‬واْلب‬
‫وأبوه بعدمه ‪-‬وإن عَل‪ -‬فإنهم َّل يُسقطوت بحا ٍل‪.‬‬

‫جـــهات العصوبة‬

‫فجهات العصوبة خمس على الراجح فقد نظم بعضهم بقوله‪:‬‬

‫*بُنوة أبوة أخوة‪* ##‬‬


‫*عمومة وذو الوَّلء التممة*‬

‫‪16 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪- ١‬فالبنوة يدخل فيها اْلبناء وأبناؤهم وإن نزلوا بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪- ٢‬اْلبوة يدخل فيها اْلب وآباؤه وإن علو بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪- ٣‬اْلخوة يدخل فيها اْلخوة لغير اْلم وأبناؤهم وإن نزلوا بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪- ٤‬العمومة يدخل فيها اْلعمام لغير اْلم وأبناؤهم وإن نزلوا بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪- ٥‬الوَّلء يدخل فيه المعتق وعصبته المتعصبون بأنفسهم‪.‬‬

‫كيفيـة تـوريــث العـصـبات عنــد اجتــماعــهــم‬

‫إذا اجتمع عاصبان فأكثر فلهم أربع حاَّلت‪:‬‬


‫الحالة اْلولى‪ -‬أن تتعدد جهاتهم فحينئذ يُقدم اْلسبق جهةً‪ ،‬فالجهة البنوة تقدم على اْلبوة‬
‫‪ ،‬فيُقدم اَّلبن وأبناؤه على اْلب ‪-‬مثَل‪ -‬في التعصيب كما أن الجهة اْلبوة تقدم على‬
‫الجهة اْلخوة فيُقدم اْلب على جميع اْلخوة وهكذا يقدم اْلخوان على اْلعمام‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ -‬أن تتحد جهاتهم ولكن تختلف درجتهم فيكون التقديم باْلقرب درجةً إلى‬
‫الميت فيقدم اَّلبن على أبنائه‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ -‬أن تتحد جهاتهم ودرجاتهم ويختلفون في القوة فمن كانت قرابته أقوى‬
‫قدم على غيره واْلقوى قرابةً هو من تكون قرابته من جهتين ‪-‬أي جهة اْلب واْلم ‪-‬‬
‫فإذا اجتمع أخ ْلبوين مع أخ ْلب فالمال لِلخ ْلبوين ْلنه أقوى وهكذا إذا اجتمع العم‬
‫الشقيق والعم ْلب فالمال للشقيق‬
‫مشيرا إلى ما سبق‬
‫ً‬ ‫قال الجعبري‬
‫فبالجهة التــقديم ثــم بقربــة‪##‬‬
‫وبعدهما التقديم بالقوة اجعَل‬
‫الحالة اْلخيرة‪ -‬أن يتحدوا في الجهة والدرجة والقوة كابنين فأكثر أو أخوين شقيقين‬
‫فأكثر أو عمين فأكثر فالمال يقسم بينهم بالسوية‪ ،‬بعد أخذ أصحاب الفرض وإن وجدت‪.‬‬

‫‪17 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫العـصـبة بالغــير وهـم أربعـة أصـناف‬


‫‪- ١‬البنت فأكثر مع اَّلبن‪.‬‬
‫‪- ٢‬بنت اَّلبن فأكثر مع ابن اَّلبن الذي في درجتها سوا ًء كان أخاها أو ابن عمها‪.‬‬
‫‪- ٣‬اْلخت الشقيقة فأكثر مع اْلخ الشقيق فأكثر‪.‬‬
‫‪- ٤‬اْلخت ْلب مع اْلخ ْلب‪.‬‬
‫فتبين بهذا أن أربعة من الذكور يعصبون أخواتهم فيمنعونهن الفرض ويتقسموا ما‬
‫ورثوا ( ِللذا َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ ْاْل ُ ْنث َ َيي ِْن) وهم ‪ :‬اَّلبن‪ ،‬وابنه وإن نزل واْلخ ْلب وأم واْلب‬
‫ْلب‪ ،‬وسائر العصبة ينفرد الذكر بالميراث دون اْلناث وهم بنو اْلخوة واْلعمام‬
‫وبنوهم ْلن أخواتهم لسن بذوات الفرض وَّل يرثن منفردات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬العصبة مع الغير هم صنفان‪:‬‬
‫اْلخت الشقيقة فأكثر واْلخت ْلب فأكثر مع البنت فأكثر أو بنت اَّلبن فأكثر فتجعل‬
‫اْلخوات الشقيقات بمنزلة اْلخوة اْلشقاء واْلخوات ْلب بمنزلة اْلخوة ْلب‪.‬‬

‫الحجب‬
‫الحجب لغة‪ :‬المنع‬
‫واصطَل ًحا‪ :‬منع الوارثين من اْلرث كله أو بعضه وقد قيل *"يُحرم على من لم يعرف‬
‫الحجب أن يفتي في الفرائض"* وذلك ْلهميته وعظمه في الفرائض وهو على قسمين‪:‬‬
‫اْلول‪ :‬الحجب بالوصف وهو موانع اْلرث السابقة ويتأتى على جميع الورثة‬
‫والمحجوب بالوصف وجوبه كالعدم‬
‫بشخص آخر وهو على‬
‫ٍ‬ ‫والثاني‪ :‬الحجب بالشخص وهو أن يكون بعض الورثة محجوبًا‬
‫قسمين‪ :‬حجب حرمان وحجب نقصان ‪ ،‬فأما الحجب الحرماني فهو أن يسقط الشخص‬
‫غيره بالكلية ويتأتى على جميع الورثة إَّل ستة وهم اْلبوان والولدان والزوجان ْلنهم‬
‫يدلون إلى الميت بدون واسطة‪.‬‬

‫‪18 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫أما الحجب النقصاني فهو منع الشخص من أوفر حظيه فيمكن دخوله على جميع الورثة‬
‫بَل استثناء‪.‬‬

‫أحـــوال الــورثة أجــمعــيـن‬


‫وحواشي‬
‫َ‬ ‫عا‬ ‫ً‬
‫أصوَّل وفرو ً‬ ‫من أسباب اْلرث ‪ :‬النسب وهو القرابة ؛ والقرابة تشمل‬
‫ومنها ؛ النكاء وهو عقد الزوجية الصحيح‪.‬‬
‫أما اْلصول فتشمل ‪ ،‬اآلباء‪ ،‬واْلمهات ‪ ،‬واْلجداد والجدات وإن علون‪.‬‬
‫وأما الفروع ‪،‬فهم اْلوَّلد وأوَّلد البنين وإن نزلوا‬
‫والحواشي هم اْلخوة وبنوهم وإن نزلوا ‪ ،‬واْلعمام وبنوهم‪.‬‬
‫وك ٌّل من هؤَّلء المذكورين له حاَّلت تختص به ‪ ،‬فإليك بيان أحوالهم كما يلي‪:‬‬
‫أحــــوال اْلصول‬
‫اْلب‪ :‬لِلب ثَلث حاَّلت‪:‬‬
‫ذكورا كانوا أو إناثًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪ )١‬فرض السدس مع وجود الفرع الوارث‬
‫(بـ) فرض السدس والباقي ‪ -‬إن ُوجد‪ -‬مع فروع اْلناث‪.‬‬
‫(جـ) العصبة ‪ :‬وذلك لعدم وجود الفرع مطلقًا‪.‬‬

‫إشعارا» جميع الحواشي والجد يسقطون بوجود اْلب في اْلرث‬


‫ً‬ ‫«‬

‫الجد الصحيح ‪ :‬هو أبو اْلب الذي لم يدخل في نسبته إلى الميت أنثى‪.‬‬
‫عا إَّل أنه يفارقه في‬
‫فاعلم أن الجد يرث كاْلب ‪ -‬عند فقده‪ -‬في أحواله الثَلث إجما ً‬
‫مسألتين (اْلولى) العُمرية أو الغروية وصورتها كاآلتي‪:‬‬
‫هلك عن زوج وأم وأب‪.‬‬
‫‪19 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫وهلك عن زوجة وأم وأب‪.‬‬


‫ً‬
‫كامَل‪.‬‬ ‫فإن لِلم مع اْلب الثلث الباقي في الصورتين وهي مع الجد الثلث‬

‫و(اآلخرة) توريث الجد مع اْلخوة ‪ -‬اْلشقاء وْلب ‪( -‬عند من يرى توريثه معهم)‬
‫وسيأتي بيانها في محلها إن شاء هللا‪.‬‬
‫عا أما اْلشقاء‬
‫(فائدة) الجد يحجب اْلعمام كما يحجب بني اْلخوة واْلخوة ْلم إجما ً‬
‫أوْلب ففيهم الخَلف عند أهل العلم‪.‬‬
‫ضا‪:‬‬
‫اْلم‪ :‬لِلم ثَلث أحوال أي ً‬
‫(‪ )١‬فرض السدس لوجود الفرع الوارث وجمع من اْلخوة‪.‬‬
‫(بـ) فرض الثلث كامَل وذلك لعدم وجود الفرع الوارث وجمع من اْلخوة‪.‬‬
‫(جـ) ثلث الباقي من اْلب في العمرية‪.‬‬

‫اْلم من الثلث إلى السدس اثنان من اْلخوة قال اْلمام الشوكاني‬


‫(فائدة) أقل من يحجب َ‬
‫ضا من اْلختين فصاعدًا كاْلخوين في حجب اْلم‪ .‬انتهى كَلمه‪.‬‬
‫" وأجمعوا أي ً‬

‫السدس بالسنة واْلجماع وَّل يزيد فرضها إَّل بالرد وَّل ينقص‬
‫ُ‬ ‫الجدات‪ :‬ميراث الجداث‬
‫إَّل بالعول‪.‬‬
‫وترث من الجدات‪ .‬ثَلت فقط ‪-‬على الراجح ‪ -‬وهن أم اْلم وأم اْلب وأم الجد ‪،‬وشرط‬
‫إرثهن عدم وجود اْلم فإذا كن في درجة واحدة فالسدس بينهن بالسوية ‪ ،‬وإن اختلفن‬
‫في الدرجة سقطت البعدى بالقربي‪.‬‬

‫‪20 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫أحـــــوال الــــفروع‬
‫اَّلبن‪ :‬له حاَّلن‪:‬‬
‫(‪ )١‬عصبة بالنفس في حالة اَّلنفراد ‪ -‬أخذ جميع المال‪ -‬وإن تعددوا فيقسمون النصيب‬
‫بالسواء‪.‬‬
‫(بـ) ضعف اْلُنثيَين‪ :‬عند اختَلطه بأخته‬
‫أخوات(البنت‪ /‬البنات) "فَ ِللذا َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ ْاْل ُ ْنثَيَي ِْن‪".‬‬

‫*مالحظة* يسقط جميع الحواشي بوجود الفروع الذكور الوارثة (اَّلبن ‪/‬وابن اَّلبن‬
‫مهما نزل)‪.‬‬

‫أبناء اَّلبن‪ :‬إرثهم كأحوال آبائهم إَّل أنهم يرثون بعدمهم‪.‬‬


‫البنت‪ :‬لها ثَلث حاَّلت‪:‬‬
‫(‪ )١‬فرض النصف إدا انفردت وعدم معصب‪.‬‬
‫(بـ) فرض الثلثين عند التعدد‪.‬‬
‫(جـ) عصبة بالغير مع وجود أخيها المعصب‪.‬‬

‫ضا‪:‬‬
‫بنت ‪/‬بنات اَّلبن‪ :‬لها ثَلث حاَّلت أي ً‬
‫(‪ )١‬فرض النصف عند اَّلنفراد مع عدم وجود الفرع الوارث (البنت واَّلبن) وأخ‬
‫معصب‪.‬‬
‫(بـ) فرض الثلثين عند التعدد‪.‬‬
‫(جـ) فرض السدس مع البنت الصلب تكملة للثلثين‪.‬‬

‫‪21 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫مَلحظة‪ :‬إذا استكملت بنات الصلب الثلثين فليس لبنات اَّلبن شيء إَّل إذا كان معها‬
‫أخوها المبارك أو ابن عمها الذي في درجتها كما يعصبها ابن اَّلبن النازل في هذا‬
‫الحال إَّل أنه َّل يكون لها مشؤو ًما‪.‬‬

‫الحواشي‬
‫أحوال اْلخوة ْلبوين (بنو اْلعيان)‬
‫صا أو مختل ً‬
‫طا من الجنسين ‪ ،‬فأما اْلول‬ ‫صا أو إناثًا خل ً‬
‫ذكورا خل ً‬
‫ً‬ ‫أحوالهم ‪ :‬أن يكونوا‬
‫‪ :‬فإن انفرد أحدهم أخذ جميع المال وهكذ إن كثروا ‪ ،‬وإن كان معهم أصحاب فرض‬
‫أخذ ما أبقتْه الفروض‪.‬‬
‫وأما الثاني واْلخير ‪ :‬فالواحدة تأخذ النصف وإن كن اثنتين فصاعدا فلها الثلثان ‪ ،‬وترث‬
‫مع البنات العصبة وهكذا مع أخيها عصبةً بالغير‪.‬‬
‫(فائدة) هناك مسألة تسمى مسألة المشاركة أو الحمارية لمن يرى ذلك على قول‬
‫مرجوح ؛ وصورتها هي ‪ :‬هلك عن زوج وأم وإخوة ْلم وأب وإخوة ْلم‬
‫فالزوج‪ :‬النصف ولِلم السدس ‪ ،‬والثلث المتبقي هو فرض لِلخوة ْلم يشاركهم اْلخوة‬
‫ْلم وأب‬
‫والصحيح عدم تشريكهم بهم وهللا أعلم‪.‬‬

‫ميراث اْلخوة ْلب ( بنو العَلت)‬


‫اْلخوة واْلخوات ْلب عند انفرادهم كاْلخوة اْلشقاء إَّل في مسألة المشركة‬
‫لكن اْلخوة اْلشقاء يحجبون اْلخوة َ ْلب ‪-‬فردًا وجمعًا‪ -‬وإن كانت مع اْلخت الشيقيقة‬
‫السدس نكملة للثلثين ‪ ،‬وإن‬
‫َ‬ ‫ب فإنهن يرثن مع اْلخ اْلخت الشيقيقة‬ ‫ٌ‬
‫أخت‪ /‬أخوات ْل ٍ‬
‫ب إَّل أن يكون معها أخ‬‫استغرقت أخوات شقيقات الثلثين فَل ميراث ْلخت‪ /‬أخوات ْل ٍ‬
‫معصب مبارك ‪ ،‬وَّل يعصبها من كان أنزل منه درجة بخَلف بنات اَّلبن كما قد مر‬
‫بنا في أحوال الفروع‪.‬‬

‫‪22 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫ميراث اْلخوة‪:‬‬
‫ميراث اْلخوة ْلم (بنو اْلخياف)‬
‫يُشترط لتوريث اْلخوة ْلم أن تكون المسألة كَللةً‬
‫والكَللة هي من مات وَّل ولد له وَّل والد‪.‬‬
‫أب‪ ،‬وَّل أوَّلدٌ‪ ،‬وَّل ذرية‪،‬‬
‫قال الشيخ ابن باز (رحمه هللا) َمن َّل ولدَ له وَّل والد‪ ،‬ليس له ٌ‬
‫أعمام‪ ،‬أو عصب ٍة آخرين‪ ،‬فليس له ذرية‪ ،‬وليس له‬ ‫ٍ‬ ‫هذه الكَللة‪ ،‬فيموت عن إخوةٍ‪ ،‬أو‬
‫أب وَّل جدٌّ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫إذًا فاْلخوة ْلم يسقطون بالمذكورين دون غيرهم‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪ -‬أخذ السدس وإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء‬
‫وإذا انفرد ولد اْلم ‪ً -‬‬
‫في الثلث ولو كانو مختلطين‪.‬‬

‫ميراث الزوجين‬

‫يرث الزوج من زوجته نصف تركتها إذا لم يكن لها ولد‪ ،‬ويرث الربع مع الولد‪ ،‬وإن‬
‫كان م ن غيره؛ وترث الزوجة من زوجها ربع تركته إذا لم يكن له ولد‪ ،‬وترث الثمن‬
‫مع الولد‪ ،‬وإن كان من غيرها‪ .‬هذا‪ ،‬وَّل فرق في حجب الولد كَلً من الزوجين عن‬
‫نصيبه اْلعلى بين الولد المباشر وبين ولد الولد مهما نزل‪.‬‬
‫إذا كان للميت زوجتان فما زاد اشتركن في الثُّمن بالسوية مع وجود الولد للزوج‪ ،‬وفي‬
‫الربع بالسوية مع عدم الولد له‪.‬‬
‫يشترط في التوارث بين الزوجين دوام العقد فَل ميراث بينهما في الزواج المؤقت‪،‬‬
‫وكذا يشترط قيام العَلقة الزوجية على العقد الصحيح‪.‬‬

‫‪23 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫الحـــــــســــــاب‬
‫"و َكفَ َٰى بِنَا َحا ِسبِينَ " قال اْلمام البغوي‬
‫الحساب لغة‪ :‬العد واْلحصاء قال هللا تعالى َ‬
‫رحمه هللا قال السدي ‪ :‬محصين ‪ ،‬والحسب معناه ‪ :‬العد‪.‬‬
‫والحساب في اصطَلح الفرضيين‪ :‬تأصيل المسائل وتصحيحها‪.‬‬
‫التـــــــأصــــيل‬
‫كسر‪.‬‬
‫التأصيل ‪ :‬تحصيل أقل عدد تخرج منه سهام المسألة بَل ٍ‬
‫وأصول المسائل الفرضية على ضربي المتفق عليها والمختلف فيها‬
‫اْلصول المتفق عليها وهي اثنان ‪ ،٢‬ثَلثة ‪ ،٣‬أربعة ‪ ،٤‬ستة ‪ ،٧‬ثمانية ‪ ،٨‬اثناعشر‬
‫‪ ،١٢‬أربعة وعشرون ‪.٢٤‬‬
‫اْلصول المختلف فيها ‪ :‬وهي اثنان هما ثمانية عشر ‪ ،١٨‬ستة وثَلثون ‪ ٣٦‬يختصان‬
‫بباب الجد واْلخوة‪.‬‬

‫طـــــريــقــة اســـــتخـــراج أصـــل المـــســـألــــة‬


‫إن معرفة أصل المسألة يختلف باختَلف الورثة الموجودة في المسألة‪ ،‬إما أن يكونوا‬
‫عصبة فقط أويكونوا أصحاب الفروض فقط أو يكونوا مخطلتين من النوعين‪.‬‬
‫والفروض المقدرة ‪،‬إما أن تكون من النوعين المذكورين ‪ً -‬‬
‫قبَل‪ -‬أو من نوع واحد ‪،‬‬
‫وكل نوع له قواعده كما سيأتي‪.‬‬

‫أصـــول المــســائــل للعـــصبــات‬


‫إذا كان الورثة كلهم عصبات فلهم ثَلث أحوال‪:‬‬
‫‪- ١‬إذا كان الوارث واحد فقط فَل حاجة لتأصيل المسألة فالتركة كلها له‪.‬‬
‫‪- ٢‬إذا كان الوارث جمع من العصبة الذكور فأصل المسألة من عدد رؤوسهم‪.‬‬

‫‪24 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪- ٣‬إذا كان الورثة عصبة مخطلتين من جنسي الذكر واْلتثى فأصل المسألة من عدد‬
‫ضا باحتساب الذكر برأسين واْلنثى برأس واحد‪.‬‬
‫رؤوسهم أي ً‬

‫أصول المسائل لذوي الفروض والعصبات معا‬

‫‪- ١‬إذا كان في المسألة صاحب فرض واحد فأصل المسألة من مخرج ذلك الفرض‬
‫ضا َو َردا‪.‬‬
‫ويأخذ التركة كلها فر ً‬
‫‪ - ٢‬إذا كان صاحب فرض واحد مع عصبة أو عدد من العصبات فأصل المسألة من‬
‫مخرج ذلك الفرض والباقي للعصبات‪.‬‬
‫‪- ٣‬إذا كان في المسألة فرضان فأكثر من النوع اْلول ( التصف½‪ ،‬الربع¼‪ ،‬والثمن⅛)‬
‫أو من النوع الثاني (الثلثان ⅔‪ ،‬الثلث⅓‪ ،‬والسدس⅙) سواء مع أصحاب الفروض‬
‫عصبة أم َّل ‪ ،‬فأصل المسألة هو أكبر مقام ‪ -‬ما دامت الفروض من نوع واحد‪-‬‬
‫‪- ٤‬إذا كان في المسألة فرضان من نوعي الفرض‪ :‬فرض فأكثر من النوع اْلول واآلخر‬
‫من النوع الثاني فأصل المسألة يكون حسب القاعدة التالة‪.‬‬
‫ا‪ -‬إذا اجتمع النصف من النوع اْلول مع النوع الثاتي بعضه أو كله فالمسألة من ستة‪.‬‬
‫بـ ‪ -‬إذا اجتمع الربع من النوع اْلول مع النوع الثاتي بعضه أو كله فألمسألة من اثني‬
‫عشر‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬إذا اجتمع الثمن من النوع اْلول مع النوع الثاتي بعضه أو كله فالمسألة من أربع‬
‫وعشرين‪.‬‬

‫النسب األربع‬

‫هي عَلقة بين عددين يُقصد من تحديدها اَّلنتقال من عددين أو أكثر إلى عدد واحد‬
‫يربط بين العددين أو اْلعداد بالطريقة المناسبة للعمل‪.‬‬
‫تحديد العَلقات اْلربع‬

‫‪25 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫المعرفة العَلقة بين عددين‪ :‬يمكن النظر بينهما باعتبار الكلمة الكلية والجزئية‪.‬‬
‫فالعددان َّل يخلو أن يكون أحدهما نفس اآلخر أو جزء منه أو غير‪.‬‬
‫‪- ١‬المتماثالن‪ :‬التماثل هو تساوي العددين في المقدار أي يكون أحد هو نفس العدد‬
‫اآلخر مثل ( ‪٢‬و‪ )٢‬أو (‪٣‬و‪.)٣‬‬
‫‪- ٢‬المتداخَلن ‪ :‬التداخل هو أن يكون أقل العددين جزء من أكبرهما مثل (‪٤‬و‪ )٨‬أو أن‬
‫اكبر العددين يفني أصغرهما ‪ :‬مثل (‪٢‬و‪ )٨‬إن نقص من الثمانية اَّلثنان عدة مرات فإن‬
‫العدد ينتهي إلى اَّلثنين وكذلك (‪٣‬و‪.)٩‬‬
‫‪- ٣‬الموافقان‪ :‬التوافق هو اتفاق نسبة جزئية بين عددين بواسطة عدد ثالث فالعددان‬
‫المتوافقان َّل يكون أحدهما جزء اآلخر فَل يقسم أحدهما على اآلخر إَّل بكسر وَّل يفني‬
‫أحدهما على اآلخر إذ سلط عليه بل يفنيهما عدد آخر يربط بينهما بنسبة جزئية مثل‬
‫(‪٤‬و‪ )٦‬و(‪٦‬و‪ )٩‬فاْلول بينهما التوافق باْلنصاف واآلخر باْلثَلث‪.‬‬
‫‪ - ٤‬المتباينان ‪ :‬التباين هو اختَلف عددين وتغايرهما في النسبة فَل تماثَل وَّل تداخَل‬
‫وَّل توافقا بينهما‪ .‬فالعددان المتباينان ليس أحدهما جزء اْلخر مثل (‪٣‬و‪.)٤‬‬

‫‪26 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫العول‬
‫للعول عدة معان منها ‪ :‬الميل في الحكم إلى الجور يقال ‪ :‬عال يعول عوَّل ‪ :‬جار ومال‬
‫عن الحق‪ ،‬ومنها النقصان‪ :‬عال الميزان ‪،‬ومنها الزيادة ‪ ،‬عالت الفريضة إذا زادت‬
‫وفي اَّلصطَلح ‪ :‬زيادة في السهام ونقص في اْلنصباء أو زيادة الفروض على المال‬
‫قال اْلمام الشوكاني‪ " :‬ولم تحدث مسألة عائلة ( يعني زمن نزول الوحي) وإنما حدث‬
‫العول زمن الصحابة فاختلفوا وليسوا بلومين " لم يخالف من الصحابة إَّل ابن عباس (‬
‫رضي هللا عنه) قال ابن قدامة رحمة هللا عليه في المغني (‪ )٢٧ /٧‬وَّل نعلم اليوم قائَل‬
‫بمذهب ابن عباس (رضي هللا عنه) وَّل نعلم خَلفًا بين فقهاء اْلمصار في القول التي‬
‫تعول والتي َّل تعول‪.‬‬
‫وقد مر بنا أن أصول المسائل المتفق عليها سبعة ومن هذه اْلصول ما يعول وما َّل‬
‫يعول‬
‫أما اْلصول التي تعول فأربعة ‪ .٨ ،٤ ،٣ ،٢‬وأما التي تعول فثَلثة ‪.٢٤ ,١٢, ٦‬‬
‫وترا وشفعًا أي تعول من ‪ ٦‬إلى ‪ ٧‬أو إلى ‪ ٨‬أو ‪ ٩‬أو ‪.١٠‬‬
‫فأصل الستة تعول إلى عشرة ً‬
‫وترا َّل شفعًا أي أنها تعول من ‪ ،١٢‬إلى ‪،١٣‬‬
‫وأصل اثني عشر يعول إلى سبعة عشر ً‬
‫أو إلى ‪ ١٥‬أو إلى ‪ .١٧‬وأصل أربعة وعشرين يعول إلى ‪ ٢٧‬دون غيرها في المسألة‬
‫المنبرية وهي زوجة وأم وأب وبنتين‪.‬‬

‫التصحيح‬

‫إن تأصيل المسائل يراعى فيه الفروض غالبًا أما التصحيح فيراعن فيه عدد الرؤوس‬
‫في صنف واحد من الورثة أو أكثر فإذا انقسمت السهام على عدد الرؤوس من الورثة‬
‫قسمة صحيحة بَل كسر فَل حاجة للتصحيح وإلم تنقسم فَل بد من تصحيح المسألة‬
‫تنقسم التصحيح إلى قسمين‬
‫اْلول‪:‬أن ينقسم كل سهام فيها على أصحابه بَل كسر‬

‫‪27 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫فَل حاجة للتصحيح في ذا القسم‬


‫الثاني‪:‬أن َّل يقبل القسمة إَّل بكسر فبهدا تصحح المسألة من غير أصلها وفقا لما فيها‬
‫من انكسارات‬
‫أنواع اإلنكسارات‬
‫اْلنكسارات على فريق واحد‬
‫أن يكون في المسألة سهم واحد منكسر على فريقه‬
‫سر بشرطين الموافقة والمباينة فإن كان‬
‫كيفية تصحيحه‪ :‬يشترط بين المنكسر والمنك َ‬
‫بينهما موافقة كان جزء السهم من وفق رؤوس الفريق ثم يضرب في أصل المسألة أو‬
‫عولها إن كانت عائلة فالنتيجة منه هو مصح المسألة فيضرب نصيب كل وارث من‬
‫المسألة بجزء سهم فيخرج نصيبه‬
‫ً‬
‫مثَل‪ .‬هلك عن أم وأربعة أعمام ‪ :‬فالمسألة من ثَلثة ْلم الثلث واحد والباقي إثنان ْلعمام‬
‫وهم أربعة َّل ينقسم عليهم ويوافق بالنصف فترد رؤوس إلى نصفها اثنين ونضرب في‬
‫أصل المسألة ثَلثة يبلغ ستة ومنه تصح المسألة ْلن الثلث واحد في اثنين اثنين والباقي‬
‫لِلعمام إثنان باثنان بأربعة فكل واحد واحد‬
‫وإن كان بينهما مباينة يضرب جميع الرؤوس في أصل المسألة أوعولها‪-‬إن كانت‬
‫عائلة ثم يضرب نصيب كل وارث من المسألة بجزء سهم فيخرج نصيبه‬
‫مثَل ‪:‬هلك عن أربع ز وجات وابن فالمسألة من ثمانية للزوجات الثمن واحد والباقي‬
‫ْلبن وسهم الزوجات َّل ينقسم عليهن ويباين فيضرب رؤوسهن في أصل المسألة ثمانية‬
‫تبلغ اثنين وثَلثين ومنه تصح لزوجات الثمن واحد في أربعة بأربع والباقي ْلبن سبعة‬
‫في أربع بثمان وعشرين‬
‫اْلنكسار على فريقين فأكثر‬
‫يتبع ما يلي‬
‫‪ -‬ينظر بين كل رؤوس وسهامها فإن كان بينهما مباينة أثبتنا جميع رؤوس و إن كان‬
‫بينهما موافقة أثبتنا وفقها‬

‫‪28 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪ ١‬ينظر بين ما أثبتنا من الرؤوس فإن كان بينهما مماثلة فاكتف بأحدهما‬
‫مثَل ‪:‬هلك عن أربع زوجات وأربعة أبناء فالمسألة (‪)٨‬‬
‫‪.‬‬
‫‪32=8×4‬‬ ‫‪32 8‬‬
‫‪4=1×4‬‬ ‫‪ 4‬زوجة ‪ 4 1 1/8‬لكل زوجة (‪)1‬‬
‫‪28=7×4‬‬ ‫‪ 28 7‬لكل ابن (‪)7‬‬ ‫‪ 4‬ابن‬

‫وإن كان بينهما مداخلة فاكتف بأكبرهما‬


‫مثَل ‪:‬هلك عن أختين ْلم وثمانية أعمام فالمسألة من (‪)٣‬‬

‫‪24=8×3‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪1‬‬
‫‪8=1×8‬‬ ‫‪ 8 1‬لكل أخت ‪4‬‬ ‫‪ 2‬أخت ‪/3‬‬
‫‪16=2×8‬‬ ‫‪ 16 2‬لكل عم ‪2‬‬ ‫‪ 8‬عم‬

‫وإن كان بينهما موافقة فاضرب وفق أحدهما باْلخر‬


‫مثَل ‪:‬هلك عن أربع زوجات و ستة أبناء فالمسألة من (‪)٨‬‬

‫‪96=8×12‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪12=1×12‬‬ ‫‪ 12‬لكل زوجة ‪3‬‬ ‫‪ 4‬زوجة ‪1 1/8‬‬
‫‪84=7×12‬‬ ‫‪ 84‬لكل ابن ‪14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 6‬ابن‬

‫‪29 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫وإن كان بينهما مباينة فاضرب أحدهما باْلخر و أثبت الحاصل‬


‫مثَل‪ :‬هلك عن زوجتين و ثَلث بنات و خمس أخوات لغير أم فالمسألة من(‪ )١٢‬و‬
‫عالت إلى (‪)١٣‬‬
‫‪390=13×30‬‬ ‫‪390‬‬ ‫‪13 12‬‬
‫‪1‬‬
‫‪90=3×30‬‬ ‫‪ 90‬لكل زوجة ‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 2‬زوجة ‪/4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪60=2×30‬‬ ‫‪ 60‬لكل جدة ‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬جدات ‪/6‬‬
‫‪240=8×30‬‬ ‫‪ 240‬لكل أخت ‪48‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 5‬أخت ش ‪8 2\3‬‬
‫‪٣٠‬‬
‫مَلحظة يضرب (جزء السهم ) وهو المثبت من النسب اْلربع والناتج هو(مصح‬
‫المسألة) و عند القسم يضرب سهم كل وارث من المسألة في جزء السهم‪.‬‬

‫قسمة التركات‬

‫التركات جمع تركة‪:‬وهي كل ما يخلفه الميت من مال أو حق أو اختصاص‪.‬‬


‫والمراد بقسمة التركات‪ :‬توزيعها على مستحقيها بحسب اْلسهم التركية؛ وهي على‬
‫نوعين‪.‬‬
‫اْلول‪:‬ما يمكن قسمته كالدراهم والدنانير والنيرات أو ما يكال ويوزن كاْلرز والذرة‬
‫وأمثالهما‪.‬‬
‫الثاني‪:‬ماَّل يمكن قسمته لكونه غير مستو اْلجزاء كالعقارات والحيوانات‪.‬‬
‫طرق قسمة التركات‪.‬‬
‫هناك طرق لقسمة نوعي التركة‪ ،‬وذلك بعد تقويم التركة في النوع الثاني أو بيعها‬
‫سأكتفي بذكر أربع طرق‪.‬‬

‫‪30 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫اْلول‪ :‬طريق النسبة هو أن تنسب سهم كل وارث من المسألة إليها وتعطيه من التركة‬
‫بمثل تلك النسبة (أصَل أو عوَّل أو جامعة مصحاً)‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬هلك عن زوج وأم وأخت ْلم والتركة‪.٦٠،٠٠٠٠‬‬
‫فالمسألة من ستة ‪:‬للزوج النصف الثَلثة ولِلم الثلث اثنان ولِلخت السدس واحد ونسبة‬
‫سهم الزوج إلى المسألة نصف فأعطيه من التركة نصفًا ( ثَلثين ألف نيرا) ونسبة سهم‬
‫اْلم إلى المسألة ثلث فأعطها ثلث التركة ( عشرين ألف نيرا) ونسبة اْلخت إلى المسألة‬
‫سدس فأعطها سدس التركة (عشرة ألف نيرا )‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن تقسم التركة على المسألة وما نتج عنها يضرب به سهم كل وارث فما نتج‬
‫فهو النصيب‬
‫مثال ذلك كالمسألة السابقة‬
‫فنصيب الزوج ‪٣٠٠٠٠ =٣×١٠٠٠٠=٦÷٦٠٠٠٠ :‬‬
‫ونصيب اْلم ‪٢٠٠٠٠=٢×١٠٠٠٠=٦÷٦٠٠٠٠ :‬‬
‫ونصيب اْلخت ْلم ‪١٠٠٠٠ =١×١٠٠٠٠=٦÷٦٠٠٠٠ :‬‬

‫الثالث‪ :‬أن يضرب سهم الوارث في التركة وما نتج قسم على أصل المسألة وما نتج‬
‫فهو النصيب‬
‫فيكون نصيب الزوج ‪٣٠٠٠٠ =٦÷١٨٠٠٠٠=٦٠٠٠٠×٣ :‬‬
‫اْلم ‪٢٠٠٠٠=٦÷١٢٠٠٠٠ =٦٠٠٠٠×٢ :‬‬
‫اْلخت‪١٠٠٠٠=٦٠٠٠٠÷٦٠٠٠٠×١ :‬‬

‫الرابع ‪ :‬ان تقسم المسألة على أسهم الورثة فما نتج من قسمة المسألة على سهم الوارث‬
‫نتج عن هذه القسمة تقسم على التركة وما نتج فهو نصيبه من التركة‬

‫‪31 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫فنصيب الزوج هكذا ‪٣٠٠٠٠ =٦٠٠٠٠ ×٢=٣÷٦ :‬‬


‫واْلم واْلخت كذلك‪.‬‬

‫الرد‬

‫الرد لغة‪ :‬الرجع واَّلرتداد والرجوع‪.‬‬


‫اصطَلحا ‪ :‬صرف الباقي عن الفروض على ذوي النسبية بقدر فروضهم عند عدم‬
‫العصبة؛ فخرج بنسبية الزوجان فَل يرد عليهما على الراجح والرد ضد العول ‪ .‬أما‬
‫اهل الرد فسبعة ‪ :‬وهو كل من يرث بالفرض فقط دون الزوجين كما ذكرنا‪.‬‬
‫شروط الرد‬
‫ق من التركة‬
‫اْلول أن يبقى بعد أصحاب الفرض با ٍ‬
‫الثاني ‪ :‬اَّل يوجد في المسألة عاصب‬
‫الثالث ‪ :‬وجود صاحب فرص يرد عليه غير زوجين‪.‬‬
‫عمل مسائل‬
‫الرد َّل يخلو أهل الرد من حالين‬
‫‪َّ -١‬ل يكون فيه مع أهل الرد أحد الزوجين‬
‫‪ ٢‬أن يكون فيه مع أهل الرد إحد الزوجين‬
‫ففي القسم اْلول ‪ :‬إن كان المردود عليه واحدا أخد جميع المال فرضا وردا وإن كان‬
‫أكثر من واحد وهم من جنس واحد فأصل مسألتهم من عدد رؤوسهم‬
‫مثاَّل ‪ :‬لو هلك عن بنت فلها المال كله فرضا ورد‬
‫‪ ٢‬هلك عن ست بنات المسألة من سته على عدد رؤوسهن وإن كان المردود عليه أكثر‬
‫من جنس واحد وهم جنسان فأكثر فأصل مسألتهم من ستة ترجع بالرد الى العدد الذي‬

‫‪32 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫ينتهي به فروضها إذا ليس في الفروض كلها ما َّل يوجد في الستة إَّل الربع والثمن‬
‫وهما للزوجان وليست من أقل الرد‬
‫مثاَّل ‪ :‬هلك عن جدة وأخ ْلم فالمسألة من ست للجدة ستة السدس واحد ولِلخ السدس‬
‫واحد وترجع بالرد إلى اثنين فإن كان بدل الجدة أم صار لها الثلث اثنان ولِلخ السدس‬
‫واحدا وترجع بالرد إلى الثَلثة‪.‬‬
‫والقسم الثاني ‪ :‬وهو أن يكون مع أهل الرد أحد الزوجين فنعمل مسألة الزوجية من‬
‫مخرج فرضها ونصححها أن أدت إلى التصحيح ثم إن كان صاحب الرد واحد أخذ‬
‫الباقي بعد فرض الزوجية فرضا وردا ‪ .‬مثل ذلك ‪ :‬هلك عن أم وزوجة فمسألة زوجة‬
‫ضا وردًا‪.‬‬
‫من أربع لزوجة الربع واحد والباقي لِلم فر ً‬

‫وإن كان صاحب الرد اثنين فأكثر من جنس قُسمت بعد فرض الزوجية عليهم فإن‬
‫انقسم صحت في مسألة الرد مما صحت منه مسألة الزوجية وإَّل ضربت في مسألة‬
‫الزوجية أو في وقفها أو تباينها فمابلع فمنه تصح مثل ذلك هلك عن زوجة و خمس‬
‫بنات ‪ ،‬أصل المسألة من ثمانية مخرج فرض الزوجية فلها الثمن واحد وللبنات الباقي‬
‫فرضا وردا َّل ينقسم عليهن ويباينهن فتضرب رؤوسهن خمسة في أصل المسألة ثمانية‬
‫تبلغ أربعين ومنها تصح للزوجة واحد في خمسة بخمسة وللبنات الباقي سبعة في خمسة‬
‫بخمسة وثَلثين ولكل واحدة سبعة ولو كن ستا وبدل زوجة وافق الباقي رؤوسهن بالثلث‬
‫فنضرب‪ ،‬أصل مسالة في وفق رؤوسهن اثنان تبلغ ثمانية للزوج واحده في اثنين باثنين‬
‫للبنات الباقي ثَلثه باثنين بستة لكل واحدة واحد ‪ .‬وإن كان صاحب الرد اثنين فأكثر‬
‫من أجناس فصحح مسألة الرد من أصل السته ثم انقسم الفاضل بعد فرص الزوجية‬
‫عليها فان انقسم صحت المسألتان من أصل واحد وإَّل ضربت مسألة الزوجية في‬
‫مسألة الرد أو وفقها أو تباينها فما بلغ فمنه تصح ‪.‬‬
‫مثال اْلول‪ :‬هلك عن زوجة وأم وأخوان اْلم‬
‫مسالة الزوجية من أربعة للزوجة واحد والباقي ثَلثة لِلهل الرد و مسألتهم أصلها من‬
‫ستة لِلم السدس واحد‪.‬‬

‫‪33 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫ولِلخوين ْلم الثلث اثنان‪ .‬ومجموع سهامهم ثَلثة فترجع مسألة بالرد إلى ثَلثه والباقي‬
‫بعد الزوجه منقسم على مسألتهم لِلم واحد ولِلخوين ْلم اثنان كل واحد واحد‬
‫المثال الثاني ‪ :‬هلك عن زوج‪ ،‬وبنت وبنت ابن ‪.‬‬
‫مسألة الزوجية من أربعة للزوج واحد والباقي ثَلثة ْلهل الرد ومسألتهم أصلها من‬
‫ستة للبنت النصف ثَلثة ولبنت َّلبن السدس واحد ومجموع سهامهم أربعة ترجع‬
‫المسألة بالرد إلى ثَلثة وبين سهامهم في الزوجية وأصل مسألة الرد تباين فتضرب‬
‫أصل مسألة الرد في الزوجية تبلغ ستة عشر ثم يضرب أصل مسالة الرد (‪)٤‬في سهم‬
‫الزوج (‪ ) ١‬في الزوجية للبنت من مسألة الرد ثَلثه مضروبة في سهامهم من مسأله‬
‫الزوجية ثَلثة بسبعة ولبنت َّلبن كذلك‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين رحمه هللا وقع في عبارة بعض الفرضين أن الفاضل بعد فرض‬
‫الزوجية َّل يمكن ان يكون موافقا لمسألة الرد إذا كان اهل الرد من أجناس بل إما‬
‫منقسم أو متباين وكان هذا ما لم تحتج مسألة الرد لتصحيح فإن احتاجت لتصحيح فقد‬
‫يكون بينهما موافقا كما في مسألة هلك عن زوجة وجدة و‪ ٣‬إخوةْلم توريث الجد مع‬
‫اإلخوة‪.‬‬

‫الجد الوارث هو من ليس بينه وبين الميت أنثى كأبي اْلب ؛ ميراثه كميراث اْلب إَّل‬
‫في مسألتي العمرية‪ -‬كما سبق‪ -‬وميراث الجد مع اْلخوة على القول المرجوح قال شيخ‬
‫ص َحا َب ِة‬ ‫ور ال ا‬ ‫اْلسَلم ابن تيمية في مجموع الفتاوى (مـ ‪ ٣١‬ص‪" )٢٤٣- ٢٤٢‬فَ ُج ْم ُه ُ‬
‫عش ََر ِم ْن‬ ‫ض َعةَ َ‬‫ع ْن ِب ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ب ِْ‬
‫اْل ْخ َوة َ َو ُه َو َم ْر ِو ٌّ‬ ‫ب يَحْ ُج ُ‬ ‫ق فِي أ َ ان ْال َجدا َك ْاْل َ ِ‬ ‫لصدِي ِ‬ ‫ُم َوافِقُونَ لَ ِ‬
‫َارهُ أَبُو‬ ‫اخت َ‬ ‫شافِ ِعي ِ َوأَحْ َمد‪ْ .‬‬ ‫ب ال ا‬ ‫َب أَبِي َحنِيفَةَ َوأ َ َحدُ ْال َوجْ َهي ِْن فِي َم ْذ َه ِ‬ ‫ص َحابَ ِة َو َم ْذه ُ‬ ‫ال ا‬
‫ْل ْخ َوةِ‬ ‫ع ْن أَحْ َمد‪َ .‬وأ َ اما ْال ُم َو ِرثُونَ ِل ْ ِ‬ ‫ض ُه ْم ِر َوا َيةً َ‬
‫ص َحا ِب ِه َو َح َكاهُ َب ْع ُ‬ ‫ي ِم ْن أ َ ْ‬ ‫ص ْال َب ْر َم ِك ُّ‬ ‫َح ْف ٍ‬
‫ب َكانَ‬ ‫َطا ِ‬ ‫ع َم ُر ب ُْن ْالخ ا‬ ‫ع ِلي ٍ َواب ِْن َم ْسعُو ٍد َوزَ ْيدٌ َو ِل ُك ِل َو ِ‬
‫اح ٍد قَ ْو ٌل ا ْنفَ َردَ بِ ِه‪َ .‬و ُ‬ ‫َم َع ْال َج ِد فَ ُه ْم َ‬
‫غي ِْر َهذَا‬ ‫ق؛ ِْلَدِلا ِة ُمت َ َع ِددَةٍ ذَ َك ْرنَاهَا ِفي َ‬ ‫ب قَ ْو ُل ِ‬
‫الصدِي ِ‬ ‫اب ِب ََل َر ْي ٍ‬
‫ص َو ُ‬ ‫ُمت ََو ِقفًا ِفي أ َ ْم ِر ِه‪َ .‬وال ا‬
‫ض ِع" قال الشيخ ابن عثمين في التسهيل (ص‪" )٢٩‬وعلى هذا القول الراجح َّل‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫يرث اْلخوة معه شيئا بكل حال فيكون حكمه كحكم اْلب إَّل في العمرية"‬
‫أما على القول المرجوح فإن الجد يحجب اْلخوة ْلم فقط دون اْلشقاء وْلب ‪ ،‬وعليه‬
‫المحاكم الشرعية عندنا‪.‬‬

‫‪34 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫ولتقسيم بين الجد واْلخوة وضعان‬


‫الوضع اْلول ‪ :‬أَّل يوجد مع الجد واْلخوة أصحاب الفرض فيكون للجد في تي الحالة‬
‫الخيار بين المقاسمة وثلث جميع المال فأيهما أحظ كان أخذه به‪ .‬ومعنى المقاسمة هو‬
‫جعل الجد كاْلخ فيعامل معاملته‪.‬‬

‫والضابط في هذا الوضع كما يأتي‬


‫ا ‪ -‬إذا كان اْلخوة أكثر من مثليه فالثلث أوفر للجد‬
‫بـ ‪ -‬إذا كان اْلخوة مثليه استوى له اْلمران‬
‫جـ ‪ -‬إذا كان اْلخوة دون مثليه فالمقاسمة أحظ له‬

‫الوضع الثاني ‪ :‬أن يوجد مع الجد واْلخوة أصحاب الفروض‪ ،‬وأصحاب الفروض‬
‫الذين يتصور اجتماعهم مع الجد واْلخوة في هذه الحالة هم ستة ‪ :‬اْلم‪ ،‬الجدة‪ ،‬البنت ‪،‬‬
‫بنت اَّلبن الزوج الزوجة‬
‫ففي هذه الحالة فيأخذ الجد أفضل الحصص الثَلثة؛ المقاسمة وسدس المال وثلث الباقي‬
‫‪.‬‬
‫*تنبيه*‪ :‬يرعى اَّل ينقص نصيب الجد عن السدي بحال فلو لم يبق بعد أصحاب الفرض‬
‫سا ويُحرم اْلخوة‬‫شيء أو بقي السدس أو ما دونه فيعطى الجد سد ً‬
‫وإليك القواعد في ضبط ما أحظ للجد في الحالة‪.‬‬
‫القاعدة اْلولى‪ :‬إن بقي من السهام أكثر من النصف فَل حظ للجد في السدس إَّل‬
‫‪ -١‬ثلث الباقي ‪ :‬وذلك إذا كان اْلخوة أكثر من مثليه‬
‫بـ ‪ .‬المقاسمة ‪ :‬إذا كان اْلخوة أقل من مثليه‬
‫جـ‪ .‬استواء اْلمرين‪ :‬إذا كان اْلخوة مثليه‪.‬‬
‫النصف فقط فأوفر للجد ح ً‬
‫ظا ما يأتي‬ ‫ُ‬ ‫القاعدة الثانية‪ :‬إذا بقي من السهام‬
‫ا‪ -‬المقاسمة‪ :‬إن كان اْلخوة أقل من مثليه‬

‫‪35 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫بـ ‪ .‬ثلث الباقي‪ :‬إن كان اْلخوة أكثر من مثليه‬


‫جـ ‪ .‬استواء اْلمور الثَلثة‪ :‬إن كان اْلخوة مثليه‬
‫القاعدة الثالة ‪ :‬إن بقي من السهام أقل من النصف فَل حظ للجد في ثلث الباقي إَّل‬
‫ا‪ -‬السدس ‪ :‬إذا كان الباقي أقل من الربع وكان اْلخوة مثليه فأكثر‬
‫بـ ‪ .‬المقاسمة أم السدس‪ :‬إذا كان الباقي ربع فاكثر وكان اْلخوة مثليه‪.‬‬

‫مسألة األكدرية‬

‫َّل يفرض لِلخت مع الجد في مسألة إَّل في اْلكدرية؛ وصورتها‪ .‬زوج وأم وأخت‬
‫شقيقة أو ْلب وجد‪ .‬للزوج النصف ثَلثة ولِلم الثلث اثنان ولِل‪٨‬ت النصف ثَلثة وللجد‬
‫السدس واحد فيضم الجد ما حسب له إَّل ما حسب لِلخت ويقسمان" ِللذا َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ‬
‫ْاْل ُ ْنث َ َيي ِْن "‪ ،‬أصلها من ستة وتعول إلى تسعة وتصح من سبعة وعشرين للزوج تسعة‬
‫ولِلم ستة ولِلخت أربعة وللجد ثمانية ‪.‬‬
‫وسميت باْلكدرية ْلنها خالفت قواعد الجد مع اْلخوة وكدرتها من ثَلث جهات ‪ ،‬بيانها‬
‫ما يأتي‬
‫ا‪ -‬بنا ًء على قواعد باب الحد مع اْلخوة َّل يوجد في المسألة عول فقد عالت اْلكدرية‬
‫بـ‪ .‬معلوم أنه إذا لم يبق إَّل السدس أن يحجب الجدُ اْلخوة َ أما اْلكدرية َّل تسقط اْلخت‬
‫جـ ‪ .‬أنه َّل يفرض لِلخت في مسائل الباب إَّل في ( المعادة) أما في اْلكدرية فقد فرض‬
‫لها‪.‬‬

‫‪36 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫مسألة ال ُمعادةذ‬

‫أن يعد اْلخوة اْلشقاء أو ْلب على الجد عند اجتماعهم في مسألة واحدة فيحسب جميع‬
‫اْلخوة عند تحديد نصيبه وبعد إعطاء الجد نصيبه‪،‬نحكم على اْلخوة كما لم يكن الجد‬
‫معهم فيحجب اْلشقاء إخوة اْلب ‪ ،‬وتأخذ الشقيقة فرضها إن لم يكن معها معصب‪.‬‬
‫ميراث الحمل‬
‫الحمل لغة ‪ -‬بفتح الحاء‪ -‬يطلق على ما في بطن اْلنثي من اْلوَّلد في جميع‬
‫الحيوان‪ ,‬وعلي ثمر الشجرة وهو عليها‪ ،‬والمراد به هنا ولد اآلدمية المتوفى عنه في‬
‫بطنها و هو يرث أو يحجب في جميع التقادير أو بعضها‪.‬‬

‫قسمة التركة قبل وضع الحمل‬

‫إذا رضي الورثة بتأجيل القسمة إلى وضع الحمل‪ ,‬كان التأجيل أولى خروجا من‬
‫الخَلف و احتياطا لنصيب الحمل‪ :‬أما إذا طلبوا القسمة قبل الوضع‪ ،‬فلهم ذلك ْلن الحق‬
‫لهم ‪ ,‬وحينئذ يجب العمل باْلحوط‪.‬‬

‫شروط إرث الحمل‬

‫المورث‪ ,‬و لو نطفة ْلن من شروط‬


‫ِ‬ ‫أ‪ .‬تحقيق وجوده في الرحم حين موت‬
‫المورث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اْلرث تحقيق حياة الوارث بعد موت‬
‫ب‪ .‬أن يولد حياا حياة مستقرة‪ ,‬فهذا يدل على أنه كان موجودا في الرحم قبل موت‬
‫المورث‪.‬‬

‫تقادير الحمل‬
‫للحمل ستة تقادير ْلنه أن يولد ميتا و لهذا َّل يرث أو يولد حيا حياة مستقرة و حينئذ‬
‫إما أن يكون ذكرا فقط أو أنثى فقط أو ذكرين أو انثيين أو ذكرا و أنثى أو كونه اكثر‬
‫من اثنين فنادر‪ ،‬و النادر َّل حكم له‪ ،‬فَل يحتاج إلى تقدير‪.‬‬

‫‪37 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫أحوال الوارث مع الحمل و ما يعامل به‬


‫للوارث مع الحمل ثَلث حاَّلت‪:‬‬
‫أَّل يختلف نصيبه في جميع التقادير‪ ،‬و هذا يعطى نصيبه كامَل ْلن الحمل َّل‬ ‫أ‪.‬‬
‫يؤثر‪.‬‬
‫أن يسقط في بعض التقادير‪ ،‬و هذا َّل يعطى شيئا حتى يوضع الحمل َّلحتمال‬ ‫ب‪.‬‬
‫أن يولد ما يسقطه‪.‬‬
‫أن ينقص في بعض التقادير وَّل يسقط‪ ،‬و هذا يعطى اْلقل َّلحتمال أن يولد‬ ‫ت‪.‬‬
‫من ينقصه‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫إذا كان الحمل محجوبا ‪-‬غير وارث‪ -‬فهنا ال أثر لوجوده‪ ،‬بل تقسم التركة بين الورثة‬
‫الموجودين ‪ ،‬أما إدا كان وارثا ‪ ،‬فالعمل على ما ذكرنا أعاله‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪:‬‬


‫‪30 30\6‬‬ ‫ذكران‬ ‫ذكر ‪30 30 6‬‬ ‫‪30 30 3 6‬‬ ‫ميت‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 20‬أم حامل ‪ 5 1 1\2‬أم حامل ‪1 1/6‬‬ ‫أم حامل ‪2 2 1/3‬‬
‫‪20‬‬ ‫ع‬ ‫حمل ع‬ ‫ع ‪20‬‬ ‫حمل ع‬ ‫ــ‬ ‫حمل‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ األم‬ ‫‪ 10‬أخ األم ‪5 1 1/6‬‬ ‫‪1 1 1/6‬‬ ‫أخ األم‬
‫ذكر و أنثي‬
‫‪30 30\5‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪30 30\6‬‬ ‫اثنتان‬ ‫‪30 30\6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم حامل ‪1\6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم حامل ‪1\6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم حامل ‪1\6‬‬
‫‪18 3‬‬ ‫حمل ‪1\2‬‬ ‫ع ‪20‬‬ ‫حمل ‪2\3‬‬ ‫ع ‪20‬‬ ‫ع‬ ‫حمل‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ األم ‪1\6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ األم ‪1\6‬‬ ‫‪5 1‬‬ ‫أخ األم ‪1\6‬‬

‫‪38 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪30 = 5*6 = 5 – 6 – 6 – 6 – 6 – 3‬‬


‫جامعة‬
‫أم حامل ‪5‬‬
‫أخ اْلم ‪5‬‬
‫موقوف ‪20‬‬

‫صفة العمل في مسائل الحمل‬


‫يتبع في مسائل الحمل ما يأتي ‪:‬‬
‫‪-1‬يجعل لكل تقدير مسألة و تصحيح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬يوجد القاسم المشترك اْلصغر للمسائل كلها بطريق النسب اْلربع و دلك هو‬
‫الجامعة للمسائل‬
‫‪-3‬تقسم الجامعة على المسائل كلها‪ ،‬و ما يخرج على كل مسألة فهو جزء سهمها‬
‫‪ -4‬يضرب نصيب كل وارث من كل مسألة في جزء سهمها‬
‫‪-5‬يقارن بين نصيب كل وارث من كل مسألة و يعطى اْلنقص منها‬
‫‪ -6‬و من َّل يختلف نصيبه يعطى كامَل من إحدى المسائل ويوقف الباقي ألى وضع‬
‫الحمل ‪.‬‬
‫طبق هذا‪.........‬هلك عن زوجة و عم شقيق‪.‬‬

‫ميراث الخنثى المشكل‬


‫الخنثى‪ :‬هو من ُجهل حاله فَل يُعلم أذكر أم أنثى وينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫القسم اْلول خنثى غير مشكل‬
‫‪39 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫وهو من وجدت فيه عَلمات تميز ذكورته أم أنوتته وحكمه أن يلحق بجنس ما تميز‬
‫له ذكورة ً أو أنوثةً‬
‫‪:‬القسم الثانى‬
‫خنثى مشكل ؛وهو من تعمل عنده آلتا الذكر واْلنثى من غير عَلمات تميز ذكورته‬
‫وأنوثته وهو محل البحث هنا‬
‫ويمكن أن يوجد الخنثى المشكل في أربع جهات الورثة ؛جهة البنوة وجهة اْلخوة‬
‫وجهة العمومةوجهة الوَّل وَّل يمكن في ما دون المذكورة‪.‬‬
‫طريقة توريث الخنثى؛ يعامل الخنثى ومن معه من الورثة باْلضر من ذكورته أو‬
‫أنوثته فيعطوا اْلقل ويوقف الباقي كما مر في الحمل‬
‫نحل مسألتي الذكورية واْلنوثة ثم نحدد العَلقة بين أصل المسألتين بالنسب اْلربع كما‬
‫ذكرنا في ميراث الحمل‪.‬إذا صفة الحمل في مسألة الخنثى كما ضربنا في الحمل تماما‪.‬‬
‫طبق هذا؛هلك عن أم وأب وبنت وولد خنثى‬

‫المفقود‬
‫وهو من انقطع خبره فلم يعلم له حياة وَّل موت وله حاَّلن‪:‬إحداهما أن ينقطع خبر على‬
‫ظاهره السَلمة والنجاة‪،‬كمن فقد سفر تجارة آمن و النحو‪.‬‬ ‫وجه‬
‫الثانية‪:‬أن ينقطع خبره على وجه ظاهره الهَلك والموت كمن فقد في حالت سيارة أو‬
‫سقوط طائرة وما إلى ذلك‪.‬ويرجع في كلتا الحالتين اجتهاد القاضي أو الحاكم في تقدير‬
‫مدة اْلنتظار وإن كان ْلهل العلم حدودا في تحديد المدة‬
‫توريث المفقود ‪ :‬إذا مات مورث المفقود قبل الحكم الموت أو في مدة التربص‪:‬فإنه‬
‫يعمل له مسألتان‬

‫‪40 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫اْلولى‪ :‬باعتبار أنه حي والثانية‪ :‬باعتبار أنه ميت ويعمل جامعة للمسألتين ثم يعامل‬
‫جميع الورثة باْلقل حيث تظهر حالة المفقود أو يحكم القاضي فمن يسقط بالمفقود َّل‬
‫يعطي شيئا َّلحتمال أن يكون المفقود حيا فيسقط به‪،‬ومن يحجبه المفقود ‪-‬حجب‬
‫النقصان يعطي اْلقل كما ذكرنا في مسألة الحمل والخنثى أما من َّل يوثر المفقود عليه‬
‫فيعطي نصيبه كامَل ْلن نصيبه َّل يتغير بوجود المفقود وعدمه‬

‫المورث المفقود‬
‫ّ‬ ‫حكم الموقوف من تركة‬
‫‪ -١‬أن يتضح أنه حي فيعطى ما وقف له‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن يتضح أنه مات قبل موت مورثه فيرد ما وقف له على من يستحقه من ورثة‬
‫مورثه‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن يتضح أنه مات بعد موت مورثه فيكون الموقوف له حكم ماله فهو لورثته اْلحياء‬
‫حيث موته أو بعد حكم القاضي بموته‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن يتضح أمر فيكون حكم الموقوف له كحكمه في الحالة الثالثة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا بان المفقود حيا بعد الحكم بموته رجع فيما يستحقه على من في يده‪.‬‬
‫المناسخات‬
‫اْلصل أن تقسم تركة الميت بعد وفاته على ورثته اْلحياء ولكن قد تتأخر قسمة التركة‬
‫فيموت وارث أو أكثر وربما يطول الزمن فيموت ورثة الميت اْلول كلهم في هذه‬
‫المدة‪ ،‬فإن الكَلم في هذه الحالة يعرف بالمناسخات‪.‬‬
‫محل المناسخة‪ :‬فهو معرفة نصيب الميت الثاني من تركة الميت اْلول فَل يدخل فيها‬
‫المال الخاص بالميت الثاني فإنه يوزع بين ورثته على القاعدة العامة‪.‬‬
‫أحوال المناسخات‬
‫الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون الميت الثاني فمن بعده هم بقية ورثة اْلول ويرثون كما يرثون‪.‬‬
‫مثَل‪ :‬توفي رجل عن سبعة أبناء فتعاقبوا موتًا ولم يبق منهم إَّل ثَلثة فيختصر أصل‬
‫المسألة إلى ثَلثة من عدد رؤوسهم‪.‬‬
‫‪41 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون ورثة كل ميت َّل يرثون إَّل منه أو أن يكون جميع اْلموات من‬
‫ورثة الميت اْلول في هذه الحالة نصحح مسألة الميت اْلول‪ ،‬ونعرف سهم كل وارث‬
‫منها‪ ،‬ثم نصحح مسألة من مات بعده ونقسم سهامه من المسألة اْلولى على مسألته فإما‬
‫أن تنقسم‪ ،‬أو تباين‪ ،‬أو توافق كما مر بنا في الحالة اْلخيرة من مسألة الرد‪.‬‬
‫مثال‪ :‬هلك عن ابن وبنت ثم مات اَّلبن عن ابنين وماتت البنت عن ابن وبنت‬

‫تباين الجامعة‬ ‫تماثل‬


‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــــــــ‬ ‫ت ــ‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــــــــ‬ ‫ت‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪3‬‬ ‫ابن ‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫ابن ‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون ورثة الميت الثاني فمن بعده هم بقية ورثة الميت اْلول لكن‬
‫اختلف إرثهم أو ورث معهم غيرهم‪ ،‬وفي هذه الحالة في جميع صورها؛ نصحح مسألة‬
‫الميت اْلول ونعرف سهم كل وارث منها ثم نصحح مسألة الميت الثاني ونقسم سهامه‬
‫اْلولى عليها‪ :‬كما قد فعلنا في الحالة الثانية‪.‬‬
‫ولكن يفرق بين حالتي الثانية واْل خيرة بأن في الثانية َّل بد فيها أن تكون لكل ميت‬
‫مسألة مستقلة مثَل‪:‬‬
‫توفي عن زوجة وبنتين وابن ابن ثم إحدى بنتين عن أم (زوجة) وأخت شقيقة (بنت)‬
‫وابن اْلخ ش (ابن ابن) ثم توفي البنت الثانية عن أم وابن اْلخ الشقيقة و زوج‪.‬‬

‫‪42 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪36‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫زوجة ‪3 1\8‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ت‬ ‫‪8‬‬ ‫بنت‬
‫ت‬ ‫‪32‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بنت‬
‫‪19‬‬ ‫ابن ابن ع ‪5‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم ‪1\3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم ‪1\3‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج ‪1\2‬‬ ‫أخت ش ‪3 1\2‬‬
‫‪6‬‬ ‫ابن اْلخ ش ع ‪1‬‬ ‫ابن اْلخ ش ع ‪1‬‬

‫‪١٧=٨+٩‬‬ ‫زوجة(أم) ‪٩=٣×٣‬‬


‫‪٨=٢×٤‬‬
‫بنت (أخت ش) ‪٣٦=١٢+٢٤ ٢٤=٨×٣‬‬
‫‪١٢=٣×٤‬‬
‫ابن ابن(ابن اْلخ الشقيق) ‪١٩=٤+١٥ ١٥=٥×٣‬‬
‫‪٤=١×٤‬‬

‫ميراث ذوي األرحام‬


‫كل قريب َّل يرث بالفرض وَّل بالتعصيب وهم إما أن يكونوا أصوَّل أو فروعا أو‬
‫حواشي‬

‫‪43 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫توريث ذوي األرحام‬


‫َّل يرث ذوي اْلرحام إَّل عند عدم وجود أحد من أصحاب الفروض أو أحد من‬
‫العصبات كيفية توريثهم‪.‬‬
‫لذوي اْلرحام طريقتان معمول بهما ‪:‬‬
‫‪ -١‬طريقة أهل القرابة وهذا في مذهب أبي حنيفة وهي توريث ذوي الرحم اْلقرب إلى‬
‫الميت في الجهة ثم الدرجة ثم القوة بحسب ترتيب جهاة العصبة بنوة أبوة أخوة عمومة‬
‫فمتى كان في الجهة اْلولى وارث من ذوي اْلرحام َّل يرث أحد من الجهة التي بعدها‬
‫قياسا على اْلرث بالتعصيب‬
‫‪ -٢‬طريقة أهل التنزيل ‪ :‬تنزيل كل واحد من أهل الرحم منزلة من يدلي به فيقسم المال‬
‫المدلى بهم فما صار لكل واحد أخذه‬
‫ذوو اْلرحام من اْلصول‪ :‬أبو اْلم أبو أم اْلب ومن أدلى بهم ‪ .‬ذوي اْلرحام من‬
‫الفروع أوَّلد أبنات وأوَّلد بنات اْلبن مهما نزلو ذوو اْلرحام من الحواشي بنات اْلخ‬
‫الشفيق بنات اْلخ ْلب و أوَّلد ْلخ ْلم و أوَّلد اْلخت الشقيقة أوَّلد اْلخت ْلب وأوَّلد‬
‫ٱْلخت ْلم وبنات العم الشقيق وبنات العم ْلب وبنات العم ْلخت والعمات مطلقا اْلفوال‬
‫مطلق الخاَّلت مطلقا‪.‬‬

‫الفوائد‪:‬‬
‫ميراث الهدمى والحرقى والغرقى ونحوهم من المتوارثين ولم يعلم السابق من الَلحق‬
‫فَل توارث بنهم يعتبرون كأنهم أجانب‬
‫(ب) ولد الزنا‬
‫ولد اللعان هو الذي حكم بنفي نسبه من أبيه بعد المَلعنة بين الزوجين وكذالك ولد الزنا‬
‫فهما َّل يرثان من جهة اْلبوة ْلنقطاع نسبهما من اْلب ولكن يرثان من جهة اْلم فقط‬

‫‪44 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫(ج) اللقيط هو الطفل المنبوذ الذي َّل يعلم له نسب فإن ترك ماَّل فليت المال إن انتظم‬
‫إَّل أن يتزوج فماله لزوجته وأوَّلده حصرا‬
‫هذا آخر ما يسر هللا جمعه وذلك صبيحة اَّلثنين ‪ ٢٢‬ذو الحجة ‪١٤٤٤‬هـ الموافق ‪١٠‬‬
‫يوليو ‪٢٠٢٣‬مـ‬
‫أسأل هللا الرحمان العليم أن يبارك فيه وينفع به‪.‬‬

‫أهم المراجع والمصادر‬


‫‪.١‬القرآن ‪ :‬برواية حفص عن عاصم‬
‫‪ .٢‬صحيح البخاري (كتاب الفرائض)لْلمام محمد بن إسماعيل البخاري‬
‫‪ .٣‬تسهيل الفرائض‪ :‬الشيخ محمد ابن العثيمين‬
‫‪ .٤‬تلخيص فقه الفرائض‪ :‬الشيخ محمد ابن العثيمين‬
‫‪ .٥‬المغني في الفرائض ‪ :‬الشيخ نعمان عبدالكريم الوتر‬
‫‪ .٦‬فصول في علم الفرائض‪ :‬الدكتور فاضل بن نورالدين اْلمام‬
‫‪ .٧‬المخلص الحثيث في علم المواريث ‪ :‬ماجد بن منصور بن إسماعيل الشنديد‬
‫‪ .٨‬علم الفرائض‪ :‬سلسلة شيكة بينونة‬
‫‪ .٩‬اللمعة في علم الفرائض‪ :‬الشيخ نعمان عبدالكريم الوتر‬
‫‪ .١٠‬مذكرة في علم الفرائض‪ :‬الشيخ علي عبدالعزيز الراجحي‬
‫‪ .١١‬الفرائض‪ :‬تركة إثراء المتون‬
‫‪ .١٢‬مجموع الفتاوى ابن تيمية (م ‪ )٣١‬شيخ اْلسَلم أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية‬
‫‪ .١٣‬التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية‪ :‬الشيخ صالح الفوزان‬
‫‪ .١٤‬الفوائد الجلية في المبحاث الفرضية‪ :‬الشيخ ابن باز‬
‫‪45 | P a g e‬‬
‫منبع الفوائض في مسائل الفرائض‬

‫‪ .١٥‬الفرائض‪ :‬الشيخ عبد الكريم الَلحم‬


‫‪ .١٦‬الفوائض في تسهيل مسائل الفرائض‪ :‬الشيخ فائز بن احمد الغامدي‬
‫‪ .١٧‬علم الفرائض والمواريث‪ :‬المهندس مولود مخلص الراوي‬
‫‪ .١٨‬مختصر الوسيط في الفرائض‪ :‬الشيخ علي ناشب‬
‫‪ .١٩‬جامع العلوم والحكم‪ :‬الحافظ ابن رجب الحنبلي‬
‫‪ .٢٠‬فتح القدير‪ :‬اْلمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني‬
‫‪ .٢١‬تيسير الكريم الرحمان‪:‬العَلمة عبد الرحمان بن ناصر السعدي‪.‬‬

‫‪46 | P a g e‬‬

You might also like