Professional Documents
Culture Documents
الرحم ِن َّ ِ ِ ِِ
يم
الرح ْ ب ْس ِم اهلل َّ ْ َ
الْحم ُد لِلَّ ِو نَ ْحم ُدهُ ونَستَ ِعينُوُ ونَستَػ ْغ ِفرهُ ونَػعوذُ بِاللَّ ِو ِمن ُشروِر أَنْػ ُف ِسنَا وِمن سيِّئَ ِ
ات أَ ْع َمالِنَا َ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ َُ َ َ ْ َْ
ي لَوُ َوأَ ْش َه ُد أَ ْف ال إِلَوَ إِال اللَّوُ َو ْح َدهُ ال ِ ض َّل لَو ومن ي ْ ِ من يػ ْه ِدهِ اللَّوُ فَال م ِ
ضل ْل فَال َىاد َ ُ ََ ْ ُ ُ َْ َ
يك لَوُ َوأ َّ
َف ُم َح َّم ًدا َع ْب ُدهُ َوَر ُسولُوُ. َش ِر َ
فنتدارس -بإذف اهلل تعالى -الحديث اْلوؿ من "اْلربعين النووية" ؛ وىو ما رواه أمير
وؿ اللَّ ِو -صلى اهلل عليو (س ِم ْعت َر ُس َ المؤمنين عمر بن الخطاب-رضي اهلل عنو -قاؿ َ :
ات ،وإِنَّما لِ ُك ِّل ام ِر ٍئ ما نَػوى ،فَمن َكانَ ْ ِ
اؿ بِالنِّػيَّ ِ
وؿ( :إنَّ َما ْاْلَ ْع َم ُ
ت ى ْج َرتُوُ َْ ْ َ َ َ َ وسلم -يَػ ُق ُ
صيبػها أَو امرأَةٍ
ِ ِ إلَى اللَّ ِو ورسولِ ِو فَ ِهجرتُو إلَى اللَّ ِو ورسولِ ِو ،ومن َكانَ ْ ِ
ت ى ْج َرتُوُ ل ُدنْػيَا يُ ُ َ ْ ْ َ ََ ْ ََ ُ َْ ُ ََ ُ
ِ
اج َر إلَْيو) رواه البخاري ومسلم ،أي في الصحيحين. يَػ ْنك ُح َها فَ ِه ْج َرتُوُ إلَى َما َى َ
ىذا الحديث كما قاؿ الحافظ ابن رجب -رحمو اهلل تعالى : -أحد اْلحاديث التي
يدور الدين عليها ؛
2
فروي عن الشافعي أنو قاؿ ":ىذا الحديث ثلث العلم ،ويدخل في سبعين بابًا من
ُ
الفقو" .
وعن اإلماـ أحمد أنو قاؿ ":أصوؿ اإلسالـ على ثالثة أحاديث :
ِ
ْح َر َاـ بَػيِّ ٌن) ، اؿ بِالنِّػيَّات) ،وحديث ( :ال َ
ْح َال َؿ بَػيِّ ٌن َ ،وال َ حديث عمر ( :إنَّ َما ْاْلَ ْع َم ُ
َح َد ُك ْم يُ ْج َم ُع فِي بَطْ ِن أ ُِّم ِو) ،وحديث ( :من صنع في أمرنا شيئًا (إف خلق أ َ وحديث َّ :
ليس منو فهو رد ) .
إلى غير ذلك من أقواؿ العلماء التي أوردىا الحافظ بن رجب في أوؿ شرحو لألربعين ،
أصل من أصوؿ اْلحاديث الجامعة التي
التي تبين منزلة ىذا الحديث وأىميتو ،وأنو ٌ
يدخل في كثير من اْلبواب الفقهية ؛ بل ىو كما سيأتينا النية بمعنى :اإلخالص ،تدخل
3
في جميع العبادات ،وىي أحد شرطي قبوؿ العبادات كما سيأتي -إف شاء اهلل تعالى-
.
يُخبر النبي -صلى اهلل عليو وسلم -أف اْلعماؿ من أقواؿ وأفعاؿ للجوارح أو أعماؿ
القلوب ال تعتبر إال بالنية َّ ،
وأف نصيب كل إنساف في عملو ما نوى ،وما أراده وما
قصده.
ىاجر إلى اهلل ورسولو ،طلبًا لرضا اهلل -عز وجل ، -والثواب منو ، -
واتباع سنة -النبي صلى اهلل عليو وسلم ، -واستجابةً ْلمر النبي -صلى اهلل عليو
وسلم -؛ فهذا ىجرتو لها شأ ٌف عظيم ،ولها مكانةٌ مهمة ( ،فَ ِه ْج َرتُوُ إلَى اللَّ ِو
َوَر ُسولِ ِو) ،بيَّن بهذه الجملة أف ىذه الهجرة وىذا االنتقاؿ عظيم .
4
صيبػ َها ) :تجارة ،وربح ماؿ ,ونحو ذلك ( ،ي ِ
صيبُػ َها ) :بمعنى يحصلها ِ ِ
ُ ( -ل ُدنْػيَا يُ ُ
ويقصدىا ويطلبها.
اؿ بِالنِّػيَّ ِ
ات ( قولو –صلى اهلل عليو وسلم ( : -إنَّ َما ْاْلَ ْع َم ُ
قاؿ العلماء " إِنَّ َما " تفيد الحصر ،والحصر معناه :إثبات الحكم في المذكور بعد إنما
عما سواه .
،ونفيو َّ
اؿ بِالنِّػيَّ ِ
ات ) يعني :اْلعماؿ التي ال نية فيها ال ثواب فيها . فقولو (:إنَّ َما ْاْلَ ْع َم ُ
فإذًا " ،إِنَّ َما " تفيد الحصر ،وقلنا في ما سبق إف معنى الحصر :
إثبات الحكم بعد كلمة " إِنَّ َما " :فالعمل يثاب ويقبل بالنية .
عما سواه يعني :أف العمل الذي ال نية فيو ال يثاب عليو اإلنساف .
ونفيو َّ
5
مثال :
كما لو قاؿ اإلنساف ً
فقاؿ :إنما في الدار زي ٌد ؛ فهذا معناه :أنو ال يوجد أحد سوى ز ٍ
يد في الدار ،بينما
لو قاؿ :في الدار زيد ؛ ال يفيد الحصر الحتماؿ أف يكوف ىناؾ غير زيد في الدار.
اؿ بِالنِّػيَّ ِ
ات ) أفاد ىذا الحكم ،وأف يعلم فقولو –صلى اهلل عليو وسلم (: -إنَّ َما ْاْلَ ْع َم ُ
كل واحد منا أف أجره على ما عمل ،أو قاؿ ،أو اعتقد إنما يكوف على نيتو ( إنَّ َما
اؿ بِالنِّػيَّ ِ
ات ) . ْاْلَ ْع َم ُ
ضا أعماؿ القلوب
واْلعماؿ -كما سبق -تشمل اْلقواؿ ،وتشمل اْلفعاؿ ،وتشمل أي ً
،كما ذكر أىل العلم .
ضا ( إِنَّ َما ) ،اْلوؿ النبي -صلى اهلل عليو وسلم -يقوؿ العمل يحصل ثوابو ويتم
ىنا أي ً
أجره بالنية ؛ فهذا في اْلعماؿ ،وأما بالنسبة لإلنساف قاؿ -صلى اهلل عليو وسلم: -
(وإِنَّ َما لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ َما نَػ َوى ) .
َ
فمثال
ىنا النبي -صلى اهلل عليو وسلم -حصر اْلجر الحاصل لإلنساف بالذي نواه ً ،
عمال ،على سبيل المثاؿ :قاـ ،ثم ثنى ظهره إلى ىيئة الركوع ،ثم
لو أف إنسانًا عمل ً
رفع ،ثم نزؿ إلى اْلرض ؛ فهذا لم ين ِو الصالة ،ىذا نوى ً
مثال الرياضة.
6
فهنا نقوؿ لو " :ليس لك أجر الصالة " ،فإف قاؿ أنا رفعت وركعت وىذه أفعاؿ
الصالة فقل " :نعم ،وإنما ليس لك إال ما نويت ،وأنت لم تن ِو الصالة" .
اهلل ورسولِ ِو فَ ِه ْجرتُوُ إِلى ِ ِ ثم قاؿ -صلى اهلل عليو وسلم( : -فَمن َكانَ ْ ِ
اهلل َ ت ى ْج َرتُوُ إِلَى َ َ ُ َْ
اج َر إِلَْي ِو ( ٍ ِ ِ ِ ورسولِ ِو ،ومن َكانَ ْ ِ
ت ى ْج َرتُوُ ل ُدنْػيَا يُصيبُػ َها أَو ْام َرأَة يَػ ْنك ُح َها فَ ِه ْج َرتُوُ إِلَى َما َى َ ََ ْ ََ ُ
قاؿ العلماء كما سبق :العمل واحد ،ىجرة وانتقاؿ ،ولكن اختلف بالنية.
وتعظيما
ً تحقيرا ْلمر طلب الدنيا ،
ً اج َر إِلَْي ِو )
إنما قاؿ ( :فَ ِه ْج َرتُوُ إِلَى َما َى َ
-قالو ّ
ْلمر طلب اْلجر والثواب من اهلل –عز وجل– في الصورة اْلولى ،وليس معنى ىذا ذـ
ىذا الفعل ،وإنما فيو أف اإلنساف ال يحصل لو من اْلجر إال ما نوى وما سعى.
ضا أف أمور الدنيا بالنسبة لآلخرة حقيرة ،لذلك قاؿ اهلل -عز وجل- ضا فيو أي ً -وأي ً
َ ﴿ :و ْاآل ِخ َرةُ َخ ْيػ ٌر َوأَبْػ َق ٰى ﴿ )1 (﴾١٧؛ فاآلخرة خير من الدنيا ْلنها دار الخلود ،
والدنيا بالنسبة لآلخرة حقيرة ،حقيرة الشأف
فنسأؿ اهلل -عز وجل -أف يجعل الدار اآلخرة لنا ىي دار خير وقرار وأف يجعلنا من
أىل الجنة وأف ينجينا من النار ؛ ولذلك قاؿ النبي –صلى اهلل عليو وسلم ( الدنيا
ملعونة ملعوف ما فيها إال ذكر اهلل وما واله) ،وفي حديث ( أو عالم ومتعلم ) ،فهنا
بالنسبة لآلخرة كانت كذا منزلة الدنيا ،وال يعني ىذا الحديث أف اإلنساف يشتغل بأمور
اآلخرة ويترؾ أمور الدنيا ،ال ،وإنما ىو كما سبق بالنسبة ْلمور اآلخرة ّ ،أما في الدنيا
متاعا إلى حين ؛ فاإلنساف ال مانع أف ينتفع بما تفضل
فاهلل –عز وجل– جعل لنا فيها ً
اهلل –عز وجل -بو عليو من رزؽ ،ولكن ال ينسى اآلخرة ،وال ينغمس في الدنيا
وملذاتها ،وال يعش في الدنيا كأنو ال يموت أب ًدا " ،كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر
سبيل "
فالمسلم يوازف بين اْلمور ،وينتفع باْلمور التي أحلَّها اهلل لو ،فإف اهلل -عز وجل-
تحرـ ،ينتفع بها اإلنساف ؛ لكن كما سبق
حالال ،لم َّ
أمورا ىي زينة ً ،
جعل في الدنيا ً
يوازف المرء نفسو.
8
حاؿ السلف وحاؿ النبي –صلى اهلل عليو وسلم ( ، -مالي وللدنيا ) ،ىذا زىد ال
مانع منو ،ما ىو تصوؼ !
أما الزىد في الدنيا والتقلل منها :ىو أف يعمل المرء على سنة النبي –صلى اهلل عليو
وسلم – ،وما كاف عليو الصحابة الكراـ ،وما كاف عليو أئمة السنة وعلماء السنة.
أما ىؤالء الذين يشتغلوف بالتصوؼ والزىد ويزعموف ويزعموف ،فإنما أتوا بأمور ىي
مخالفة لهدي النبي –صلى اهلل عليو وسلم -؛ فإنهم أبعد ما يكونوف عن سنة النبي –
صلى اهلل عليو وسلم- .
كما أف ىذا المصطلح (التصوؼ) لم يُعرؼ عن السلف ،إنما كانوا يعرفوف كما سبق
(الزىد) ،وىذا إف شاء اهلل يأتينا في محلو من " اْلربعين النووية " -بإذف اهلل تعالى، -
وإنما ىذه تذكرة عند ىذا الحديث العظيم ْ ،لنو حتى ال يفهم المرء أنو يتقلل من الدنيا
ويتركها مرة ،فيهمل نفسو ،ويهمل أىلو ،ويهمل أبنائو ؛ فهذا خطأ ،ليس المراد من
ىذا الحديث ىذا الفهم الخاطئ ،وإنما كما سبق مقارنةً بين الدنيا واآلخرة .
تحقيرا
ً اج َر إِلَْي ِو) كما سبق ،
فإذا قوؿ النبي –صلى اهلل عليو وسلم( : -فَ ِه ْج َرتُوُ إِلَى َما َى َ
وتقليال لشأف الدنيا.
ً
9
يقوؿ الشيخ العثيمين –رحمو اهلل تعالىُ -مبينًا :ىل قولو -صلى اهلل عليو وسلم( : -
اؿ بِالنِّػيَّات َوإِنَّ َما لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ َما نَػ َوى )
إِنَّ َما اْل ْع َم ُ
اؿ بِالنِّػيَّات ) ؟
( إِنَّ َما اْل ْع َم ُ ( َوإِنَّ َما لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ َما نَػ َوى ) -
" والصواب أف الثانية غير اْلولى " ؛ يعني ( َوإِنَّ َما لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ َما نَػ َوى ) ليست بمعنى (
اؿ بِالنِّػيَّات
اؿ بِالنِّػيَّات ) ،فاْلولى باعتبار المنوي ،وىو العمل ( ،إِنَّ َما اْل ْع َم ُ
إِنَّ َما اْل ْع َم ُ
) باعتبار المنوي ؛ وىي اْلعماؿ .
فالنبي –صلى اهلل عليو وسلم -يقوؿ :اْلعماؿ قد تكوف متشابهة في الصورة ولكنها
كل منهم
مثال :رجالف ٌ
مختلفة في الحقيقة وفي اْلجر عند اهلل -عز وجل -؛ ولذلك ً
يتصدؽ بماؿ ،في الظاىر الصورة واحدة ؛ لكن واحد نوى وجو اهلل -عز وجل-
مخلصا هلل -عز وجل ، -وواحد نوى رياءً وسمعةً ؛ فنقوؿ ىنا ( :إِنَّ َما
ً وطلب اْلجر
اؿ بِالنِّػيَّات ) ،فهذا الذي أخلص لو اْلجر ،وذاؾ الذي لم يخلص ليس لو من
اْل ْع َم ُ
اْلجر شيء ،بل يعذب لسوء نيتو.
10
ويدؿ لهذا ما فرعو عليو النبي –صلى اهلل عليو وسلم -في قولو ( :فَمن َكانَ ْ ِ
ت ى ْج َرتُوُ َْ ّ
اهلل َوَر ُسولِ ِو ) وعلى ىذا يبقى الكالـ وال تكرار فيو" ،انتهى
اهلل ورسولِ ِو فَ ِه ْجرتُوُ إِلى ِ
َ
ِ
إِلَى َ َ ُ
النيػ ػ ػػة :بمعنى اإلخالص ،وإرادة الثواب من اهلل – عز وجل ، -تطلق بمعنى اإلخالص
وإرادة الثواب واْلجر من اهلل – عز وجل ، -وىذه التي يذكرىا أىل العقيدة والمؤلفات
في العقيدة وفي السنة.
فاْلوؿ اإلخالص يدؿ عليو ىذا الحديث ( إنّما اْلعماؿ بالنيات ) .
للمرائين
كما جاء في الحديث عن النبي – صلى اهلل عليو وسلم -أنّو قاؿ ( :يُقاؿ ُ
يوـ القيامة انظروا للذين عملتم العمل ْلجلهم فاطلبوا منهم الثواب واْلجر ) ،ومعلوـ
أنّهم ال يملكوف لغيرىم شيئًا وىذا من باب التّوبيخ واإلنكار على حالهم وبياف سوء
ئ للقرآف ،ومنفق مالو
عاقبتهم ،وجاء في الحديث ( :أ ّف أوؿ ثالثة تسعَّر بهم النّار قار ٌ
فأما القارئ للقرآف يقوؿ قرأت
في سبيل اهلل ،ومجاىد ،كلهم يُقاؿ لهم فيم فعلتم ىذا ّ
القرآف فيك يا رب فيقوؿ اهلل كذبت وتقوؿ المالئكة كذبت بل قرأت القرآف ليُقاؿ
قارئ خذوه إلى النّار ) ؛ ْلنّو قرأ ْلجل مدح الناس وطلبًا للسمعة والرياء والفخر وأف
يحصل لو شكر وثناء النّاس .
12
وأما الثاني ( :أنفق مالو فيقوؿ اهلل لو فيم أنفقت ؟ فيقوؿ :أنفقت فيك يا رب فيقوؿ ّ
اهلل كذبت ،وتقوؿ المالئكة كذبت ،بل أنفقت ليقاؿ ُم ِنفق وكريم ُ ،خذوه إلى النّار) ،
فيؤمر بو إلى النّار.
ويُقاؿ للثالث ( :فيم قاتلت ؟ فيقوؿ :قاتلت فيك يا رب ،فيقوؿ اهلل كذبت ،وتقوؿ
ومقاتل وقد قيل – يعني في الدنيا أثنى عليك
المالئكة كذبت ،بل قاتلت ليُقاؿ شجاع ُ
الناس – خذوه إلى النار ) .
فهذه النية ىي أحد شرطي قَػبُوؿ العمل وىي التي يذكرىا كما سبق أصحاب كتب
العقيدة ،وىي كما ذكر بن رجب :تمييز المقصود بالعمل اهلل أـ الناس.
ولذلك جاء في الحديث القدسي عن النبي – صلى اهلل عليو وسلم – فيما يرويو عن
عي غيري تركتو وشركو )
ربو ( أنا أغنى الشركاء عن الشرؾ ،من عمل عمال أشرؾ فيو َم َ
؛ فالنبي – صلى اهلل عليو وسلم – يروي عن اهلل – عز وجل – ىذا الحديث القدسي
غني أف يعمل العبد
كما سبق معنا أ ّف الحديث القدسي لفظو ومعناه من اهلل ؛ فاهلل ٌّ
العمل لو هلل ولغيره ،فإ ّف اهلل ال يقبل ىذا العمل.
-
-فإف قاؿ :أردت أف أصوـ االثنين والخميس لما فيهما من اْلجر ،نقوؿ :
عملك في الظاىر بالنسبة لنا وقع على صياـ التطوع .
فإذًا الفقهاء يُطلقوف النية بهذا المعنى ،أف يُميِّز بين العبادات بعضها من بعض ىذا
معنى ،وأف يُميِّز بين العبادة والعادة.
نص العلماء على أف قراءة القرآف واْلذكار واْلحاديث ال تحتاج إلى نية ؛ ومرادىم
وقد ّ
ىنا :ال تحتاج إلى تمييز العبادة عن العادة.
ليس المراد أنو ال تحتاج إلى نية اإلخالص ال ،وإنما مرادىم أنو ال تحتاج تمييز العبادة
عن العادة ؛ ْلف القرآف ال يُشابو كالـ البشر.
15
نوعٌ يُطلب فيو النية :كما سبق معنا من العبادات ؛ في الصالة والصياـ ونحو ذلك.
ونوعٌ ال تُشترط فيو النية لكنو ال يؤجر إال إذا نوى :وىي اْلعماؿ الدنيوية المحضة ،
صالحا َّ
وتعدى ً عمال
التي ىي من باب العادات ،إال إف العلماء بينوا أف العبد إذا عمل ً
نفعو فإنو يؤجر ،وإف لم ين ِوي تعدي ىذا النفع .
فمثال :لو أف إنسانًا نوى في زرعو لألرض الصدقة على الفقراء والمساكين وأف يستغني
ً
مثال فأكلت من ىذا الزرع فإنو يؤجر عليو ؛
بما أغناه اهلل -عز وجل ، -فجاءت الطير ً
ضا إلى إف ىذا العمل المتعدي نفعو ال تُشترط النية في العمل
لذلك نبو العلماء أي ً
المػُتعدى.
-1إخالص العمل إلى اهلل ومتابعة سنة النبي -صلى اهلل عليو وسلم - .
ضا اإلسالـ :فالكافر ولو نوى الخير ال يحصل لو ،وجاء في الحديث ( أف
-2وأي ً
خيرا فإف اهلل -عز وجل -يجازيو في الدنيا )
الكافر لو نوى ً
صغيرا ال يعقل ،وإنما يُميز بين اْلمور
مميزا :يعني ليس ً
-3وأف يكوف صاحب النية ً
،قالوا :سبع سنين.
16
فرض ،أـ نافلة ىل ىو عبادة ،أـ ال.
ضا العلم بالمنوي :ىل ىو ٌ
-4وأي ً
ضا نبهوا على أف وقت النية يكوف مقارنًا للعمل ،أو قبلو بيسير .
كما أي ً
أمر مهم
ضا بالنية وىو ٌ
ومن اْلمور التي نبَّو عليها العلماء مما يتعلق أي ً
العزـ واإلرادة ؛ والعزـ واإلرادة محلهما القلب. -
مثال لما
النية شرط والتلفظ بها بدعة ،فما يفعلو بعض الناس ً -
يريد عندما يريد أف يُصلي الظهر يرفع يديو ويقوؿ :نويت أف أُصلي فريضة
حاضرا كذا كذا كذا فيجلس يعني وقتًا قبل أف يدخل مع اإلماـ قبل أف
ً الظهر
يُكبر ،فنرى بعض الناس يرفعوف أيديهم ويجلسوف وقتًا ،فال شك إف ىذا اْلمر
بدعةٌ ،قد نص العلماء على أنو من البدع.
17
وابن تيمية -رحمو اهلل تعالى -في الفتاوى المصرية ،الفتاوى الكبرى لو كالـ جميل
مثال قاـ ليحضر الطعاـ ، ٍ
إنساف ً في ىذا يقوؿ " :المتلفظ بالنية في العبادة حالو كحاؿ
فقاؿ :أنا قمت اْلف ْلحضر الطعاـ فذىب وأحضر الطعاـ ،ثم حمل الملعقة أو اْلداة
التي يأكل بها أو يأكل بأصبعو يعني بيده فقاؿ :أنا أرفع اللقمة اْلف ْلكلها ،قاؿ :
الناس كلها ستقوؿ :إنو مجنوف سفيو ال يُحسن التصرؼ ْلنو ليس بحاجة أف يُصرح
بهذه النية ؛ ْلف قيامك إلى مكاف الطعاـ ىو عزـ وإرادة وىذه ىي النية ،ورفعك الطعاـ
إلى فمك ىو عزـ وإرادة وىذه ىي النية ،لست بحاجة إلى أف تتلفظ بألفاظ النية ،كذا
ذىابك إلى الوضوء ،ووقوفك إلى الصالة ىذا عزـ وإرادة وىي النية لست بحاجة إلى
أف تقوؿ نويت أف أتوضأ ،نويت أف أُصلي ،نويت أف أصوـ.
وأما ما جاء في بعض اْلحاديث أف الملبي يقوؿ " :لبيك اللهم عمرة ،لبيك اللهم
َّ
حجة " ىذه ليست النية ؛ ىذه إنما كما قاؿ العلماء ىذا الدخوؿ في النُسك ،التلبية ؛
اإلحراـ ،نية الدخوؿ في النسك العزـ واإلرادة الذي في قلبو ،وأما قولو لبيك اللهم
عمرة أو لبيك اللهم حجة ؛ فإف ىذا ىي التلبية :وىي اإلحراـ بالنُسك ،وىذا يقع
لكثير من الناس أنو يتلفظ بالنية .
فشيخ اإلسالـ ابن تيمية -رحمو اهلل تعالى -نقل اتفاؽ السلف على عدـ مشروعية
ىذا اْلمر وبين أف ىذا اْلمر بدعة مخال ًفا لهدي النبي -صلى اهلل عليو وسلم ، -
فالنبي -صلى اهلل عليو وسلم -لم يفعلها والصحابة -رضواف اهلل عليهم -لم
18
يفعلوىا وأئمة الدين من بعدىم من التابعين لم يقوموا بها ،فعلينا أف نجتنب ىذا الفعل
المخالف لهدي النبي -صلى اهلل عليو وسلم -وىدي أصحابو الكراـ.
وىنا ننبو على مسألة ذكرىا العلماء تتعلق بالنية وانقطاعها أو انتقالها إلى أمر آخر.
يقوؿ ابن رجب -رحمو اهلل تعالى -وأنا أل ّخص كالمو " :واعلم أف العمل لغير اهلل
ضا ،بحيث ال يراد بو سوى مراءاة المخلوقين لغرض
أقساـ :فتارةً يكوف رياء مح ً
دنيوي ،كحاؿ المنافقين في صالتهم ،كما قاؿ اهلل -عز وجل َ ﴿ : -وإِذَا قَ ُاموا إِلَى
َّاس َوَال يَ ْذ ُك ُرو َف اللَّوَ إَِّال قَلِ ًيال ﴿ )6 (﴾ 142و كذلك سالَى يُػ َراءُو َف الن َ
َّ ِ
الص َالة قَ ُاموا ُك َ
ين َخ َر ُجوا ِم ْن ِديَا ِرِى ْم بَطًَرا َوِرئَاءَ الن ِ
َّاس َّ ِ
وصف اهلل الكفار بالرياء َ ﴿ :وَال تَ ُكونُوا َكالذ َ
( )7
يل اللَّ ِو﴾
ص ُّدو َف َع ْن َسبِ ِ
َويَ ُ
قاؿ الحافظ بن رجب " :وىذا الرياء المحض ،ال يكاد يصدر من مؤمن في فرض
الصالة والصياـ ،وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج و غيرىما من اْلعماؿ
مسلم
الظاىرة أو التي يتعدى نفعها ،فإف اإلخالص فيها عزيز ،وىذا العمل ال يشك ٌ
أنو حابط ،وأف صاحبو يستحق المقت من اهلل -عز وجل -و العقوبة "
يعني :أف الرياء المحض ال يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصالة والصياـ ،وقد
يصدر في بعض اْلعماؿ كالصدقة أو الحج أو الجهاد ،وىنا أذكر نفسي وإخواني
وأخواتي إلى أف الواحد منا عليو أف يحرص على اإلخالص في عملو هلل -عز وجل ، -
مر معنا في قصة المجاىد والمنفق والقارئ للقرآف وفي بعض الروايات وعالم متعلم
كما َّ
،فإف ىذه اْلعماؿ جليلة وعظيمة ولكنهم أحبطوىا بالرياء ،والواحد منا عليو أف
يخاؼ على نفسو من الرياء ،وأف ال يغتر ؛ فإف أبا ىريرة -رضي اهلل عنو -لما َّ
حدث
بهذا الحديث غشي عليو -أغمي عليو -عدة مرات ؛ ْلف الواحد منا ال يدري ،قد
يقدـ يوـ القيامة بأعماؿ أمثاؿ الجباؿ و تأتي بعض اْلعماؿ فتبطلها ،منها الرياء ،
فكاف أبو ىريرة كلما جاء يحدِّث بهذا الحديث أغمي عليو -رضي اهلل عنو -وعن
جميع صحابة رسوؿ اهلل -صلى اهلل عليو وسلم - .
قاؿ ابن رجب " :وتارة يكوف العمل هلل و يشاركو الرياء "
ضا ،
أف يكوف رياء مح ً
أف يكوف العمل هلل و يشاركو الرياء.
20
قاؿ " :فإف شاركو من أصلو " ،يعني في البداية ،من يوـ ما نوى العمل هلل ،نوى
العمل هلل ،و نوى العمل للناس ؛ فإف النصوص الصحيحة تدؿ على بطالنو وحبوطو
ضا.
أي ً
ثم قاؿ في صحيح مسلم عن أبي ىريرة عن النبي -صلى اهلل عليو وسلم -يقوؿ اهلل
تبارؾ وتعالى ( :أنا أغنى الشركاء عن الشرؾ من عمل عمال أشرؾ فيو معي غيري تركتو
و شريكو ( .
ثم قاؿ ابن رجب -رحمو اهلل تعالى " : -وال نعرؼ عن السلف في ىذا خالفًا ،وإف
كاف فيو خالفًا عند بعض المتأخرين " ،يعني أف الصحابة -رضواف اهلل عليهم -وأئمة
التابعين يروف أف العمل الذي ابتدأ صاحبو فيو النية هلل وللناس أنو يبطل ابتداءً .
فهذا ىنا ينبو ابن رجب -رحمو اهلل تعالى -على أف اْلجر قد ينقص في حالة أف
أمرا غير الرياء ،الرياء
مثال ً
يطلب العبد بعملو وجو اهلل –عز وجل ، -و ينوي مع ذلك ً
يبطلو من أصلو كما سبق ،لكن لو كاف يعمل ْلجل أو جاىد ْلجل غنيمة ،أو يعمل
21
ضا مع طلبو شيء من أجل الدنيا كأجر الخدمة فإنو يقوؿ ابن
شيء هلل – عز وجل -أي ً
رجب " :ينقص من أجره وال يبطل "
فينبغي أف نفرؽ بين ىذا و وبين ىذا ،ثم قاؿ ابن رجب -رحمو اهلل تعالى " : -وأما
إف كاف أصل العمل هلل ثم طرأت عليو نية الرياء " ،وىذا كثير ما يقع لبعض الناس و
يسأؿ فيقوؿ :أنا نويت العمل هلل ولكن أثناء العمل جاءني خاطر أو جاءني أمر و نويت
شيء من ثناء الناس ثم رجعت ونويت العمل هلل .
-فهنا ابن رجب سيُبيِّن حكم من ابتدأ عملو بإخالص هلل -عز وجل ، -ثم طرأ
عليو شيء من الرياء أو السمعة .
22
كغنيمة أو أجرة خدمة فإنو
ينقص من أجره وال يبطل.
ثم اآلف يقوؿ " :فأما إذا عمل عمال هلل خالصا ثم ألقى اهلل لو الثناء الحسن في قلوب
المؤمنين بذلك ففرح -بفضل اهلل ورحمتو -واستبشر بذلك لم يضره ذلك" .
ثم يعني إنساف عمل العمل هلل – عز وجل ، -ثم سمع ثناء الناس ومدحهم لو ،
فاستبشر وفرح -بفضل اهلل ورحمتو -وأف ىذا من توفيق اهلل لو فهذا ال يضره –بإذف
اهلل تعالى- .
ضا بيَّن ابن قيم الجوزية حكم العمل الذي تخالطو ىذه النية ،فقاؿ:
وأي ً
" فإف كاف نية الرياء الطارئة على العمل خواطر ودفعها فإنو ػ إف شاء اهلل ػ ال يضره
ذلك ،وإف كانت ىذه النية ىو نوى العمل هلل ثم طرا عليو الرياء ،وإف كانت ىذه النية
مستمرة وأثرت عليو نُ ِظر ،فإف كاف العمل أولو يرتبط بآخره بطل العمل ،مثل الصالة ،
ومثل الصياـ ؛ فإنهما ال يتجزءاف البد النية فيو من أولو الى آخرة"
23
فاشتغل بهذه النية ؛ بطلت الصالة .
ْ -لف الصالة ال تتجزأ ،وْلنو استمر في نية الرياء ،وعدـ االخالص هلل ػ عز وجل ػ
قاؿ " :وأما إف كاف العمل يتجزأ ؛ قاؿ :مثل الحج ،كأف يخرج من بلده للحج وطرأ
عليو أنو يمدحو الناس ،ويثنوا عليو ،ويقولوف عنو الحاج الفالني ونحو ذلك ،ثم ىذا
ناصح من وجوب االخالص ،واف الرياء يبطل العمل ،
واعظ أو ٍ الرجل سمع كالما من ٍ
ً
و كذا ،فجدد النية ،فجدد النية.
خالصا هلل
ً فهذا ىنا الحج أعمالو منفصلة ،فيمكن أف يجدد النية و أف ينوي نية الحج
-عز وجل -ويستمر في عملو ؛ فهذه بعض اْلحكاـ المتعلقة بالنية إذا خالطها شيءٌ
من الرياء ،وىذا محلو كما سبق أف اإلنساف يكوف قد نوى في أوؿ أمره النية هلل -عز
وجل -ثم طرأ عليو الرياء .
وأختم كالمي ىا ىنا بمسألة الهجرة من كالـ الشيخ ابن العثيمين -رحمو اهلل تعالى-
يقوؿ :
"ومن فوائد الحديث أف الهجرة من اْلعماؿ الصالحة ْ ،لنها يقصد بها اهلل ورسولو ،
وكل ٍ
عمل يُقصد بو اهلل ورسولو ؛ فإنو من اْلعماؿ الصالحة ْلنك قصدت التقرب إلى
اهلل ،والتقرب الى اهلل ىو العبادة" .
والغريب أف بعضهم يهاجر من بلد اإلسالـ الى بلد الكفر ،وإذا ىاجر أىل اإلصالح
من بلد اإلسالـ
-وربما تنحدر البالد أكثر بسبب قلة أىل اإلصالح وكثرة أىل الفساد والفسق ،لكن
إذا بقي ودعا اهلل بأف يصلح الحاؿ فسوؼ يصلح غيره ،وغيره يصلح غيره ،حتى
يكوف ىؤالء على أيديهم صالح البلد ،وإذا صلح عامة الناس فإف الغالب من بيده
الحكم سيصلح ،ولو عن طريق الضغط ،ولكن الذي يفسد ىذا لألسف الصالحوف
ويتفرقوف ،وتختلف كلمتهم من أجل
يتحزبوف ّ ،
أنفسهم ،فتجد ىؤالء الصالحين ّ
ٍ
مسالة من مسائل الدين التي يغتفر فيها الخالؼ. الخالؼ في
25
تماما ،فربما يتعادوف
ىذا ىو الواقع ،ال سيما في البالد التي لم يثبت فيها اإلسالـ ً
ويتباغضوف ويتناحروف من أجل مسألة رفع اليدين في الصالة ،وأقرأ عليكم يقوؿ الشيخ
العثيمين :قصةً ،وقعت لي شخصيًا في منى " :في يوـ من اْلياـ ،أتى لي مدير
التوعية بطائفتين من أفريقيا ،تكفر إحداىما اْلخرى ،على ماذا ؟ قاؿ :إحداىما تقوؿ
السنة في القياـ أف يضع المصلي يديو على صدره ،واالخرى تقوؿ السنة أف يطلق
اليدين ،وىذه المسألة فرعية ،سهلة ،ليست من اْلصوؿ ،قالوا :ال ،النبي يقوؿ :
( من رغب عن سنتي فليس مني ) ،قاؿ :وىذا كفر ،تبرأ منو الرسوؿ ػ صلى اهلل عليو
وسلم ػ ،فبناءً على ىذا الفهم الفاسد كفرت إحداىما االخرى "
قاؿ الشيخ " :فالمهم أف بعض أىل الصالح في البالد التي ليست مما قوي فيها
ضا ،ولو أنهم اتفقوا ،وإذا اختلفوا اتسعت صدورىم
اإلسالـ ،يبدع ويفسق بعضهم بع ً
لما يسوغ فيو االختالؼ ،وكانوا ي ًدا واحدة لصلحت اْلمة ،ولكن إذا رأت اْلمة أف
صفحا
أىل الصالح واالستقامة بينهم ىذا الخالؼ في مسائل الفقو والدين ،فستضرب ً
وعما عندىم من خير وىدى ،بل يمكن أف يحدث ركوس ونكوس ،وىذا ما
عنهم َّ ،
خير وىدى ،
حدث والعياذ باهلل ،فترى الشاب يدخل في االستقامة على أف الدين ُ
وانشراح صدر ،وقلب مطمئن ،ثم يرى ما يرى من المستقيمين من خالؼ ٍ
حاد
وشحناء وبغضاء فيترؾ االستقامة ْلنو ما وجد ما يطلبو.
26
والحاصل أف الهجرة من بالد الكفر ليست كالهجرة من بالد الفسق ،فيقاؿ لإلنساف :
مصلحا ،بل قد يقاؿ أف الهجرة في حقك حر ٌاـ" ،
ً اصبر واحتسب و ال سيما إف كنت
انتهى.
ومراد الشيخ العثيمين -رحمو اهلل تعالى -واضح ،أف أىل السنة يعملوف بالسنة ،وإذا
وقع خالؼ في مسألة يسوغ فيها االجتهاد ،ويكوف المجتهد فيها معذور ،ال ينبغي أف
يب ّدع بعضهم بعضا ،وال أف َّ
يتعدى أو يكفر بعضهم بعضا ،وىذا الكالـ الذي قالو
الشيخ العثيمين -رحمو اهلل تعالى -قرره شيخ اإلسالـ ابن تيمية في بعض رسائلو ،
وقاؿ :إف الذي يبدع الناس ويضللهم ،في مسائل االجتهاد ،ىذا من فعل أىل
االىواء والبدع الذين ذمهم اهلل -عز وجل -وفي ىذا القدر كفاية من شرح اْلربعين
النووية ،و-إف شاء اهلل في اللقاء القادـ -ندخل فيما يتعلق بالحديث الثاني ،حديث
جبريل الطويل.
27