Professional Documents
Culture Documents
أصلها قوله صلى هللا عليه وسلم لعائشة رضي هللا تعاىل عنها" :أجرك على قدر نصبك"()١رواه مسلم .ومن مث
كان فصل الوتر أفضل من وصله ،لزايدة النية وتكبرية اإلحرام والسالم()٢وصالة النفل قاعداً على النصف من
صالة القائم ،ومضطجعا على النصف من القاعد( ،)٣وإفراد النسكني أفضل من القران(.)٤
األوىل :القصر أفضل من اإلمتام ،إذا كان السفر ثالث مراحل فأكثر(.)٥
الثانية :الضحى أفضلها مثان ،وأكثرها اثنتا عشرة ركعة()٦واألول أفضل ،أتسياً بفعله صلى هللا عليه وسلم.
اس ِمَ ،ع ْن .)1وحدَّثَنَا أَبو ب ْك ِر بن أَِِب َشي بةَ ،حدَّثَنَا ابن علَيَّةَ ،ع ِن اب ِن عو ٍن ،عن إِب ر ِاهيم ،ع ِن ْاْلَسوِد ،عن أُِم الْم ْؤِمنِني( ،ح) وع ِن الْ َق ِ
ََ َْ َ ْ ُ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َْ َ َ َْ َ ُ َ ُْ َ
اخُرِجي إِ ََل التَّ ْنعِي ِم، ِ ِ ني وأَص ُدر بِنُس ٍ ِ ٍ
ك َواحد؟ قَ َال« :انْتَظ ِري ،فَِإ َذا طَ َه ْرت فَ ْ ص ُدر الن ِ ِ
َّاس بنُ ُس َك ْ َ ْ ُ ُ ول هللا ،يَ ْ ُ ُ
أُِم الْمؤِمنِني ،قَالَت :قُ ْلتَ :ي رس َ ِ
ُ َ َُ ْ ُْ َ
ك» ال -نَ َف َقتِ ِ ال َغ ًدا -ولَ ِكنَّها َعلَى قَ ْد ِر نَصبِ ِ
ك أ َْو -قَ َ َ َ َ فَأ َِهلِي ِمْنهُُُ ،ثَّ الْ َقْي نَا ِعْن َد َك َذا َوَك َذا -قَ َ
ال أَظُنُّهُ قَ َ
[اه ختريج احلديث :أخرجه االمام مسلم يف صحيحه،كتاب :احلاج،ابب بيان وجوه اإلحرام،ج/٢ص"٨٧٦رقم]"1٢11:
-والوصل خِلف اْلوَل فيما عدا الثِلث وفيها مكروه للنهي عنه يف خرب " :وال تشبهوا الوتر بصِلة املغرب"
[اه فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين-فصل يف صِلة النفل،ص]1٦1-1٦٠
.)4فذهبت الشافعية إَل أن االفراد والتمتع أفضل من القران ،إذ أن املفرد ،أو املتمتع أييت بكل واحد من النسكني بكمال أفعاله.والقارن
اْلِ َِل ِ
ف ،فَِإ َّن وجا ِم ْن ْ الس َفر (ثََِل َ ِ
احل) فَِإ ْن ََلْ يَْب لُ ْغ َها فَ ِْ ِ صر أَفْ َ ِ ِ ِ
ض ُل ُخ ُر ً
اإل ْْتَ ُام أَفْ َ ث َمَر َ ض ُل م ْن ْاإل ْْتَام َعلَى الْ َم ْش ُهور إ َذا بَلَ َغ) َّ ُ (والْ َق ْ ُ
َ .)٥
صر ِيف ْاْل ََّوِل و ِْ
اإل ْْتَا َم ِيف الث ِ
َّاِن. ِ ِ ِ
َ ب الْ َق ْ َ
ْاإل َم َام أ ََاب َحني َفةَ يُوج ُ
[اه حاشيتا قليوِب وعمرية،ابب صِلة املسافر،ج/1ص]3٠٥
املعهود من
ُ البعض ( )١كما قلَه املتولي( )٢النّه
ُ بعض سورةٍ إن طال
أفضل من ُِ الثالثةُ :قراءةُ سورةٍ قصرية يف الصالة
ملي يف
الر ي
واعتماده ّ
َ للسورةِ الكاملة
البعض املُسا ِوى ّ
ِ أفضل من
ُ فعله صلى هللا عليه وسلم غالبا ،وقيل السورةُ
كشي
ذكره الزر ي
مرةً كذا َ أفضل من فعلها وح َده مخساوعشرين ّ
ُ مرةً يف اجلماعة
الصالة ّ
ارح الرابعةُّ :
()٤
ش ُالنّهاية( )٣و ال ّ
ابن حج ٍر يف التّحفة فقال ( :وال ّ
يصح أل ّن إعادةَ ضع َفه الشي ُخ ُ
اظم و ّ
يوطي و النّ ُ
الس ّاتبعه عليه َّ
يف قواعده و َ
()٥
غري
أفضل من سائر الصلوات َ ُ صحتها ال جتوز ) انتهى )٦(.اخلامسةُ :صالةُ الصبحخالف يف ّ
ٌ وقوع
الصالة لغري ٍ
الصبح مثّ العشاء مثّ الظهر مثّ املغرب
ُ أفضل مثّ
ُ العصر
ُ أقصر من غ ِريها قال ىف التّحفة {
الصبح ُ
َ العص ِر مع أ ّن
الرمحن بن حسن ِ االدلّة} انتهى)٧(.ونظّمها وال ُد ِ
فيما يظهر من ِ
حممد بن عبد ّ
مجال ال ّدين السيّد ّ شيخنا العالمة ُ َ َ َ
فعصرهلا كل الفر ِ
ائض مجعةٌ * املتوىف سنةَ ١٣٥٢ه ِ
عبد الباري األهدال َّ ِ
ٌ وأفضل من ُّ رمحه هللا تعاىل فقال* .
ك ِّ
للكل. فصبح عشاء مثّ ظهر و مغرب * كذا رتَّبوا فاح َف ْ
ظ َه َديْ تُ َ لي * ُ ِ
ٌ فالعصر للغري اي َخ ِّ
.)1أن السورة القصرية أوَل من بعض سورة طويلة اى إن كان أطول كما يُؤخذ من الشرح الصغري وىف أصل الروضة أوَل من قدرها
من طويلة
.)٢املتَ َوِل( 4٧٨ - 4٢٦ه = 1٠٨٦ - 1٠3٥م) عبد الرمحن بن مأمون النيسابورى ،أبو سعد ،املعروف ابملتول :فقيه مناظر،
ُ
عاَل ابْلصول .ولد بنيسابور ،وتعلم مبرو .وتوَل التدريس ابملدرسة النظامية ،ببغداد ،وتويف فيها .له (تتمة اإلابنة ،للفوراِن -خ) كبري
يف فقه الشافعيةَ ،ل يكمله ،وكتاب يف (الفرائض) خمتصر ،وكتاب يف (أصول الدين) خمتصر (. )٢
اه ( ابن حجر اليتمي ،حتفة احملتاج يف شرح املنهاج وحواشي الشرواِن والعبادي)٢/٢33 ،
عند اَّلل صِلةُ الصبح يوم اجلمعة يف َجاعة) ْلن يوم اجلمعة أفضل أَيم اْلسبوع والصبح أفضل اْلمس على ما
ات َ .)٧أفضل الصلو ِ
ُ
اقتضاه هذا احلديث ونص عليه الشافعي لكن اْلصح عند أصحابه أن أفضل الصلوات العصر إذ هي الوسطى على املعمول به الذي
صح به احلديث من غري معارض ُث الصبح ُث العشاء ُث املغرب ُث الظهر على اْلوجه للحديث اآليت وأفضل اجلماعات َجاعة اجلمعة
ُث الصبح ُث العشاء.
السادسة :ركعة الوتر اذا اقتصر عليها افضل من ركعيت الفجر على اجلديد ،بل من التهجد يف الليل ،ان كثرت
ركعاته ذكره يف املطلب ( )١السابعة :ختفيف ركعيت الفجر أفضل من تطويلها ( )٢لثامنة :صالة العيد افضل مع
كوهنا أشق واكثر عمال ألن صالة العيد فرض كفاية علي قول خبالف الكسوف( )٣التاسعة :اجلمع بني املضمضة
واالستنشاق بثالث غرفات ،افضل من الفصل بست غرفات ،لورود التصريح أبفضلية الثالث يف الرواية البخاري
( ،)٤وإمنا فضل اجلمع لصحة أحاديثه علي أحاديث الفصل لعدم صحة أحاديثه ،قاله يف التحفة( )٤يتمضمض من
الغرفة األوىل ثالاث ،مث يستنشق من الثانية ثالاث أفضل منه أي من الفصل ( بست غرفات ابلكيفيتني
()٥
السابقتني ،خالفا للرافعي حيث قال :إن الفصل بست أفضل مطلقا
.)1قوله :وأفضل الرواتب الوتر وركعتا الفجر ،وأيهما أفضل؟ قوالن :القدمي :أن ركعَت الفجر أفضل لقوله -عليه الصِلة والسِلم:-
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم -على شئ من النوافل أشد ً
تعاهدا منه على صلَّى َّ
"ركعتا الفجر خري من الدنيا وما فيها" وقول عائشةَ :ل يكن النيب َ -
ركعَت الفجر
واجلديد اْلصح :أن الوتر أفضل لقوله -عليه الصِلة والسِلم" :-من َل يوتر فليس منا" ،وْلن الوتر خمتلف يف وجوبه ،وال خِلف يف
أن ركعَت الفجر سنة ،وقيل :مها سواء .انتهى كِلمه.
( .)٢و) ركعتان قبل (صبح) ،ويسن ختفيفهما .وقراءة الكافرون واإلخِلص فيهماْ ،لرب مسلم وغريه ،وورد أيضا فيهما اَل نشرح لك و
اَل تر كيف ،وأن من دوام علي قراءهتما فيهما زالت عنه علة البواسري
.)٥يتمضمض من الغرفة اْلوَل ثِلًث ُ ،ث يستنشق من الثانية ثِلًث أفضل منه أي من الفصل ( بست غرفات ابلكيفيتني
السابقتني ،خِلفا للرافعي حيث قال :إن الفصل بست أفضل مطلقا .
( .)1قوله :واْلفضل التصدق بكله) أي بكل املتطوع ُبا ،وذلك ْلنه أقرب للتقوى ،وأبعد عن حظ النفس .وسن أن َيمع بني اْلكل
والتصدق واالهداء ،وال َيوز أن يبيع من اْلضحية شيئا ،سواء كانت مندوبة أو واجبة( .قوله :إال لقما) أي فإنه ال يتصدق ُبا ،بل
يسن له أكلها .واجلمع ليس بقيد ،بل يكفي يف حصول الفضيلة أكل لقمة واحدة.
-واالفضل :التصدق بكله إال لقما يتربك ِبكلها ،وأن تكون من الكبد ،وأن ال أيكل فوق ثِلث ،والتصدق جبلدها.
(قوله :وأن تكون من الكبد) أي واْلفضل أن تكون اللقمات من كبد اْلضحية ،ملوافقته -صلى هللا عليه وسلم .-
وحكمة ذلك:
التفاؤل بدخول اجلنة ،فإَّنم أول ما يفطرون بزائدة كبد احلوت الذي عليه قرار اْلرض ،وهي القطعة املعلقة يف الكبد إشارة إَل البقاء
اْلبدي ،واليأس من العود إَل الدنيا وكدرها.
( اه اعانة الطالبني على حل الفاظ فتح املعني ص 3٧٩ :ج )٢ :
النيب -صلى هللا عليه وسلمَ -ح َّج َراكِبًا،° احلج راكباً أفضل أو ماشياً؟ فيه قوالن :أحدمها :أن الركوب أفضل؛ ملا ُرِو َ
ي أن َّ .)٢أن َّ
تعاَل. ٍ
وإنفاق يف سبيل هللا َ حتمل زَيدة ٍ
مؤنة، وأيضاً ففيه ُّ
°عن عائشة رضي هللا عنها« :أن النيب صلى هللا عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرمحن ،فأعمرها من التنعيم ،ومحلها على قتب»
وقال عمر رضي هللا عنه« :شدوا الرحال يف احلج فإنه أحد اجلهادين» عن َثامة بن عبد هللا بن أنس ،قال« :حج أنس على رحل وَل
يكن شحيحا» وحدث« :أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته»
.)3قال يف القدمي :الوقوف راكباً أفضل؛ أتسياً °برسول هللا -صلى هللا عليه وسلم ،-وليكون أقوى على الدعاء ،وقال يف اْلم:
الراكب والنازل سواء" .املراد ابلنازل :النازل الواقف قائماً على قدميه ،ال اجلالس ،فاعلم ذلك.
احلا ِر ِ اس عن أُِم الْ َف ْ ِ ِ َّض ِر عن عم ٍري موََل عب ِد َِّ ٍِ °حدَّثَنَا عب ُد َِّ
اختَ لَ ُفوا
َن ََن ًسا ْث أ َّ ض ِل بْنت َْ اَّلل بْ ِن الْ َعبَّ ِ َ ْ اَّلل بْ ُن َم ْسلَ َمةَ َع ْن َمالك َع ْن أَِِب الن ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َْ َ
ِ ت إِلَْي ِه بَِق َد ِح لَ َ ٍ ضهم لَيس بِ ِ صائِ ٌم َوقَ َ اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َق َ ِ ِ
فَب َوُه َو َواق ٌ صائ ٍم فَأ َْر َس ْل ُ
ال بَ ْع ُ ُ ْ ْ َ َ ض ُه ْم ُه َو َ
ال بَ ْع ُ صلَّى َّ
َّيب َ عْن َد َها يَ ْوَم َعَرفَةَ ِيف َ
ص ْوم النِ ِ
ِِ
َعلَى بَع ِريه فَ َش ِربَهُ
(اه صحيح ِباري رقم)1٥٥1:
ص َعلَْي ِهور الَّ ِذي نَ َّ اح أَعوذُ ِابَ ََّّللِ ِمن الشَّيطَا ِن َّ ِ ِ ِ ِ َّع ُّو َذ َم ْش ُروعٌ ِيف أ ََّوِل َرْك َع ٍة فَيَ ُق ُ
الرجي ِم َه َذا ُه َو الْ َم ْش ُه ُ ْ ْ ول بَ ْع َد ُد َعاء اال ْست ْفتَ ِ ُ .)٥أ َّ
َن الت َ
ِِ ان َّ ِ ِ الس ِمي ِع الْعلِي ِم ِمن الشَّيطَ ِ
ول أَعُوذُ ِابَ ََّّللِ َّ ور َوفِ ِيه َو ْجهٌ أَنَّهُ يُ ْستَ َح ُّ الشَّافِعِ ُّي َوقَطَ َع بِِه ْ
الرجي ِم َوبِه َجَزَم الْبَ نْ َدنيج ُّي َو َح َكاهُ َ ْ ْ ب أَ ْن يَ ُق َ اجلُ ْم ُه ُ
ال الشَّافِعِ ُّي ِيف ْاْلُِم وأَصحاب نَا َُيصل التَّع ُّوذُ بِ ُك ِل ما ا ْشتَمل علَى ِاالستِعا َذةِ ِابَ ََّّللِ ِمن الشَّيطَ ِ
ان لَ ِك َّن أَفْ َ َّ ِ ِ
ضلَهُ أَعُوذُ ْ ْ َْ َ ََ َ َ َُْ ْ ُُ َ يب قَ َالرافع ُّي َوُه َو َغ ِر ٌ
الرِجي ِم. ِابَ ََّّللِ ِمن الشَّيطَ ِ
ان َّ ْ ْ
(اه كتاب جمموع شرح املهذب ص 3٢3:ج)3:
9
.)٦ما ختتص به املساجد الثِلثة دون غريها :واملقصود ُبا املسجد احلرام ،ومسجد رسول (صلى هللا عليه وسلم) واملسجد اْلقصى.
- 1جواز شد الرحال إليها ِبِلف بقية املساجد ،فِل َيوز أن تشد الرحال إليها ،جاء يف الصحيح «ال تشد الرحال إال إَل ثِلثة
مساجد :املسجد احلرام ،ومسجد الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ،واملسجد اْلقصى» .
- ٢مضاعفة أجر الصِلة فيها ،وإن تفاوتت فيما بينها يف مقدار هذا اْلجر ،جاء يف الصحيح أن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)
قال« :صِلة يف مسجدي هذا أفضل من ألف صِلة فيما سواه عن املساجد إال املسجد احلرام ،وصِلة يف املسجد احلرام أفضل من
مائة ألف صِلة يف هذا» ،وجاء يف حديث آخر« :والصِلة يف بيت املقدس ِبمسمائة صِلة».
القاعدة العشرون
يعىن ابملتعدي الذي يعم نفعه صاحبه وغريه ،ومن مث قال األستاذ أبو إسحاق(,)٢
وإمام احلرمني وأبوه((( :)٣للقائم بفرض الكفاية مزية على فرض العني ,ألنه أسقط احلرج عن األمة))(٫)٤
وقال الشافعي(( :طلب العلمأفضل من صالة النافلة))( )٥وأنكر الشيخ عز الدين بن عبد السالم( )٦هذا اإلطالق
،وقال(( :قد يكون القاصر أفضل كاإلميان( ،)٧وقد قدم النيب صلى هللا عليه وسلم التسبيح عقب الصالة على
()٨
الصدقة))
.)1معَن هذه القاعدة ومدلولا :الفعل املتعدي واملتجاوز أثر فاعله إَل نفع غريه فهو أفضل وأعظم أجراً من الفعل املقصور على صاحبه،
واملختص أثره بفاعله ال يتعداه.
.)4قلت :للقائم بفرض الكفاية مزية على القائم بفرض العني من حيث إنه أسقط احلرج عن نفسه وعن املسلمني ،وقد قال إمام
احلرمني يف كتابه ((الغياثي)) :الذي أراه أن القيام بفرض الكفاية أفضل من فرض العني؛ ْلنه لو ترك املتعني ,اختص هو ابإلُث ،ولو
فعله ،اختص بسقوط الفرض ،وفرض الكفاية لو تركه ،أُث اجلميع ،وفرض الكفاية لو فعله ،سقط احلرج عن اجلميع ،وفاعله ساع يف
صيانة اْلمة عن املأُث ،وال يشك يف رجحان من حل ُمل املسلمني أَجعني يف القيام مبهم من مهمات الدين .وهللا أعلم.
.)٥وقال اإلمام الشافعي رمحة هللا عليه( :طلب العلم أفضل من صِلة النافلة) وهو كما قالْ ،لن نفع صِلته ال تتعدى عنه ،ونفع
علمه يتعدى إَل كافة الناس ،وْلن طلب العلم فريضة.
.)٦سلطان العلماء :هو عز الدين عبد العزيز بن عبد السِلم بن أِب القاسم السلمي الدمشقي ٦٦٠ - ٥٧٧ه .
(اه :الشافية:ص)٩
.)٧اإلَيان :يف اللغة :التصديق ابلقلب ،ويف الشرع :هو االعتقاد ابلقلب واإلقرار ابللسان .وقيل :من شهد وعمل وَل يعتقد فهو منافق،
ومن شهد وَل يعمل واعتقد فهو فاسق ،ومن أخل ابلشهادة فهو كافر .
ال َ :ح َّدثَِِن ُُمَ َّم ُد بْ ُن أَِِب اع ُّي َ ،ح َّدثَِِن َح َّسا ُن بْ ُن َع ِطيَّةَ ،قَ َ يد بن مسلٍِم ،حدَّثَنَا ْاْلَوَز ِ ِ ِ ِ
ْ َ الر ْمحَ ِن بْ ُن إبْ َراه َيم َ ،حدَّثَنَا الْ َول ُ ْ ُ ُ ْ َ .)٨حدَّثَنَا َعْب ُد َّ
ومو َن الدثُوِر ِاب ْْلُجوِر ،يصلُّو َن َكما تُ ِ اب ُّ ول َِّ ال :قَ َال أَبُو ذَ ٍر ََ :ي َر ُس َ َعائِ َشةَ ،قَ َال َ :ح َّدثَِِن أَبُو ُهَريْ َرةَ ،قَ َ
صُ صليَ ،ويَ ُ َ َ ُ َُ َص َح ُ بأ ْ اَّلل ،ذَ َه َ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ََ " :ي أ ََاب َذ ٍر ،أََال
صلَّى َّ ول َِّ َّق بِِه .فَ َق َ ِ ٍ
اَّلل َ ال َر ُس ُ صد ُ ال نَتَ َ
س لَنَا َم ٌ ص َّدقُو َن ُبَاَ ،ولَْي َومَ ،وُه ْم فضو ُل أ َْم َوال يَتَ َ صُ َك َما نَ ُ
ال " : اَّللِ .قَ َ
ول َّ ك ؟ " .قَ َال :بَلَى ََي َر ُس َ ِ
َح َذ مبِِثْ ِل َع َمل َ
ك ،إَِّال َم ْن أ ْ ك َم ْن َخلْ َف َ كَ ،وَال يَلْ َح ُق َ ك َكلِم ٍ
ات تُ ْد ِرُك ُبِِ َّن َم ْن َسبَ َق َ أ َُعل ُم َ َ
ِ
نيَ ،وَْحتتِ ُم َها بِِل إِلَهَ إَِّال َّ ِ ِ ِ تُ َكِرب هللا عَّز وج َّل دب ر ُك ِل ٍ
يكاَّللُ َو ْح َدهُ َال َش ِر َ نيَ ،وتُ َسبِ ُحهُ ثََِل ًًث َوثََِلث َ نيَ ،وَْحت َم ُدهُ ثََِل ًًث َوثََِلث َ
ص َِلة ثََِل ًًث َوثََِلث َ
َ ُ َ َ َ َ ُ َُ
ت ِمثْ َل َزبَ ِد الْبَ ْح ِر ". ِ ٍ ِ
ت لَهُ ذُنُوبُهُ َولَ ْو َكانَ ْاحلَ ْم ُدَ ،وُه َو َعلَى ُك ِل َش ْيء قَد ٌير ؛ غُفَر ْ ك َولَهُ ْ لَهُ ،لَهُ الْ ُملْ ُ
}ختريج احلديث:اخرجه اىب داود يف سننه ،كتاب:الصِلة،ابب :التسبيح ابحلصى،رقم,1٥٠4:عن ابو هريرة رضي هللا عنه}
وقال« :خري أعمالكم الصالة( .»)١وسئل :أي األعمال أفضل؟ فقال« :إميان ابهلل مث جهاد يف سبيل هللا مث حج
تبعا حلجة اإلسالم الغزال( )٣يف اإلحياء :أن أفضل الطاعات على قدر
مربور » .وهذه كلها قاصرة ،مث اختار ً
()٢
قال فيما حيكيه عن ربه« :وما تقرب إلَّ املتقربون مبثل أداء ما افرتضت عليهم( »)٦رواه البخاري( .)٧قال إمام
احلرمني( :)٨قال األئمة :خص هللا نبيه -صلى هللا عليه وسلم -إبجياب أشياء لتعظيم ثوابه( ،)٩فإن ثواب
الفرض يزيد على ثواب املندوابت بسبعني درجة .ومتسكوا مبا رواه سلمان الفارسي رضي هللا تعاىل عنه( : )١٠أن
تقرب فيه خبصلة من خصال اخلري كان كمن أدى
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال يف شهر رمضان« :من َّ
(».)١١
فريضة فيما سواه ،ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعني فريضة فيما سواه
صلَّى ول َِّاجلَ ْع ِدَ ،ع ْن ثَ ْوَاب َن ،قَ َال :قَ َال َر ُس ُ
صوٍرَ ،ع ْن َس ِاَل بْ ِن أَِِب ْ ِ ٍ ِ
اَّلل َ يعَ ،ع ْن ُس ْفيَا َنَ ،ع ْن َمنْ ُ َ .)1حدَّثَنَا َعل ُّي بْ ُن ُُمَ َّمد قَ َالَ :حدَّثَنَا َوك ٌ
وء إَِّال ُم ْؤِم ٌن».ظ علَى الْوض ِ ِ َن َخ ْ َري أ َْع َمالِ ُك ُم َّ ِ ِ
الص َِل َةَ ،وَال ُُيَاف ُ َ ُ ُ صواَ ،و ْاعلَ ُموا أ َّ
يمواَ ،ولَ ْن ُْحت ُ هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َمْ :
«استَق ُ
(ختريج احلديث :أخرجه ابن ماجه يف سننه ،كتاب :الطهارة وسننها ،ابب :احملافظة على الوضوء ،رقم ،٢٧٧ :عن ثوابن رضي هللا عنه)
.)3حجة اإلسِلم :هو اإلمام أبو حامد ُممد بن ُممد بن ُممد الغزال الطوسي ٥٠٥ - 4٥٠ھ .
.)٥الفرض هو ما طلب الشارع فعله طلباً جازماً ،ويثاب فاعله ويعاقب اتركه .والنفل هو املندوب الذي طلب الشارع فعله طلباً غري
جازم ،ويثاب فاعله ،وال يعاقب اتركه .والفرائض هي اْلساس واْلهم يف الدين ،لذلك كان ثواُبا أفضل من النوافل.
( .)٦وما تقرب إل عبدي بشيء أحب إل من) أداء (ما افَتضت) به (عليه) عيناً كان أو كفاية كالصِلة وأداء احلقوق إَل أرابُبا وبر
الوالدين وَنو ذلك من اْلمور الواجبات.
(إھ ابحلذف .كتاب دليل الفاحلني لطرق رَيض الصاحلني ،ابب يف اجملاهدة ،ص.)31٠ :
يك بْ ُن َعْب ِد هللاِ بْ ِن أَِِب ََّنِ ٍرَ ،ع ْن َعطَ ٍاءَ ،ع ْن أَِِب ٍ ِ
َح َّدثَِِن ُُمَ َّم ُد بْ ُن عُثْ َما َنَ :حدَّثَنَا َخال ُد بْ ُن خمَْلَدَ :حدَّثَنَا ُسلَْي َما ُن بْ ُن بَِِل ٍلَ :ح َّدثَِِن َش ِر ُ
ب إِ َ ِ ب ،وما تَ َقَّرب إِ َ ِ ِ ٍ ِ ِ ول هللاِ ﷺ :إِ َّن هللاَ قَ َ
تضُ ل ِمَّا افَََْت ْ
َح َّ َّل َعْبدي ب َش ْيء أ َ َ َّ «م ْن َع َادى ِل َوليًّا فَ َق ْد آ َذنْتُهُ ِاب ْحلَْر َ َ الَ : ال َر ُس ُ
ال :قَ َ ُهَريْ َرَة قَ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ علَي ِه ،وما ي ز ُال عب ِدي ي ت َقَّرب إِ ََّ ِ
شصَرهُ الَّذي يُْبصُر بِهَ ،ويَ َدهُ الََِّت يَْبط ُ ت َسَْ َعهُ الَّذي يَ ْس َم ُع بِهَ ،وبَ َ ل ِابلن ََّواف ِل َح ََّّت أُحبَّهُ ،فَِإذَا أ ْ
َحبَ ْب تُهُ ُكنْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ََ ُ
اعلُه تَرُّد ِدي عن نَ ْف ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
س الْ ُم ْؤم ِن؛ يَكَْرهُ َْ ت َع ْن َش ْيء أَ ََن فَ ُ َ ُبَاَ ،وِر ْجلَهُ الََِّت َيَْشي ُبَاَ ،وإِ ْن َسأَلَِِن َْل ُْعطيَ نَّهَُ ،ولَئ ِن ْ
استَ َعا َذِِن َْلُعي َذنَّهَُ ،وَما تَ َرَّد ْد ُ
ت َوأَ ََن أَ ْكَرهُ َم َساءَتَهُ» .
الْ َم ْو َ
(ختريج احلديث :أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :الرقاق ،ابب :التواضع ،رقم ،٦٥٠٢ :عن أِب هريرة رضي هللا عنه).
.)٧اإلمام البخاري :هو أبو عبد هللا ُممد بن اَساعيل بن إبراهيم بن املغرية بن بَ ْرِد ْزبَة اجلعفي البخاريُ ،ولِ َد يوم اجلمعة الثالث عشر
من شهر شوال سنة ( 1٩4ھ ) يف مدينة ِباري ،وطلب العلم صغريا سنة ( ٢٠٥ھ ) ،وقد حفظ تصانيف بعض اْلئمة وهو صغري،
وَسع من شيوخ بلدهُ ،ث رحل مع أمه وأخيه إَل احلجاز حاجاً سنة ( ٢1٠ھ ) ،وأقام يف املدينة املنورة ،فألف كتابه (التاريخ الكبري)،
وهو جماور قرب الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وزاد على هذا الكتاب مرتني يف آخر حياته.
.)٨إمام احلرامني/اإلمام :ضياء الدين أبو املعال عبد امللك بن عبد هللا بن يوسف اجلويِن 4٧٨ - 41٩ھ .
.)٩قال اإلمام :هنا قال بعض علمائنا الفريضة يزيد ثواُبا على ثواب النافلة أي املماثلة لا بسبعني درجة (وهي الضحى والوتر
واْلضحية) ْلرب «ثِلث هن علي فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى» رواه البيهقي وضعفه ويؤخذ منه أن الواجب عليه
أقل الضحى ال أكثره وقياسه يف الوتر كذلك.
( .)1٠عن سلمان) أبو عبد هللا بن اإلسِلم الفارسي ،أسلم مقدم النيب صلى هللا عليه وسلم املدينة وشهد اْلندق ،قال احلسن :كان
سلمان أمريا على ثِلثني ألفا َيطب ُبم يف عباءة يفَتش نصفها ويلبس نصفها ،وكان أيكل من سعف يده .قال النيب صلى هللا عليه
وسلم« :سلمان منا أهل البيت» .تويف يف خِلفة عثمان ،وقال أبو عبيد :سنة 3٦عن ثِلَثائة وَخسني سنة.
بَ ،ع ْن يد بْ ِن الْمسيِ ِ ي ،ثنا يوسف بن ِزَي ٍد ،ثنا َمهَّام بن َُيَي ،عن علِ ِي ب ِن زي ِد ب ِن ج ْدعا َن ،عن سعِ ِ .)11ثنا علِي بن حج ٍر َّ ِ
َُ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َْ ْ ُ َ َ ْ َ الس ْعد ُّ ُ ُ ُ ْ ُ َ َ ُّ ْ ُ ُ ْ
َّاس قَ ْد أَظَلَّ ُك ْم َش ْهٌر َع ِظ ٌيمَ ،ش ْهٌر ُمبَ َارٌك، آخ ِر يَ ْوٍم ِم ْن َش ْعبَا َن فَ َق َ
ال« :أَيُّ َها الن ُ
اَّللِ صلَّى هللا علَي ِه وسلَّم ِيف ِ
ول َّ َ ُ َ ْ َ َ َ َسلْ َما َن قَ َالَ :خطَبَ نَا َر ُس ُ
اْلَِْريَ ،كا َن َك َم ْن أ ََّدى فَ ِر َصلَ ٍة ِم َن ْ يضةً ،وقِيام لَيلِ ِه تَطَُّوعا ،من تَ َقَّر ِ ِ ِ ف َشه ٍر ،جعل َّ ِ َش ْهر فِ ِيه لَْي لَةٌ َخ ْري ِمن أَلْ ِ
يضةً ب فيه ِبَ ْ ً َْ َ اَّللُ صيَ َامهُ فَ ِر َ َ َ َ ْ ْ ََ َ ٌ ْ ٌ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اساةَ ،و َش ْهٌراجلَنَّةَُ ،و َش ْهُر الْ ُم َو َ
الص ْربُ ثَ َوابُهُ ْ
الص ْربَ ،و َّ
يما س َواهَُ ،وُه َو َش ْه ُر َّ يضةً ف َ ني فَ ِر َ يما س َواهَُ ،وَم ْن أ ََّدى فيه فَ ِر َ
يضةً َكا َن َك َم ْن أ ََّدى َسْبع َ فَ
َج ِرهِ ي زداد فِ ِيه ِرْز ُق الْم ْؤِم ِن ،من فَطَّر فِ ِيه صائِما َكا َن مغْ ِفرةً لِ ُذنُوبِِه و ِعتْق رقَبتِ ِه ِمن النَّا ِر ،وَكا َن لَه ِمثْل أَج ِرهِ ِمن َغ ِري أَ ْن ي ْن تَ ِق ِ
ص م ْن أ ْ َ ُ ُ ْ ْ ْ َ َ َ َ ََ َ َ َ َ ً َْ َ ُ َْ َ ُ
َش ْيءٌ».
صلَّى هللاُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َعلَى الشَّْر ِط الَّ ِذي ذَ َكْرََن َّيب َ ص ِر ِم َن ال ُْم ْسنَ ِد َع ِن النِ ِ الصي ِام «الْمختَ ِ
صُر م َن ال ُْم ْختَ َ ُْ َ
ِ
ابَ :
ِ
(ختريج احلديث :أخرجه ابن خزَية يف صحيحه ،كتَ ُ
َخبَا ِر ب ِم ْن بَ ْع َِن ِيف الْ َقلْ ِ َخبَا ِر إَِّال َما نَ ْذ ُكُر أ َّ ِِ بِنَ ْق ِل الْع ْد ِل ع ِن الْع ْد ِل موص ًوال إِلَي ِه صلَّى هللا علَي ِه وسلَّمِ ،من َغ ِري قَطْ ٍع ِيف ِْ ِ
ض ْاْل ْ اإل ْسنَادَ ،وَال َجْرٍح ِيف ََنقلي ْاْل ْ َ َ َ َْ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ ْ
ِ ِ ِ ِ
اْلََِرب ،فَإِ ََّن َال نَ ْستَح ُّل الت َّْم ِويهَ َعلَى طَلَبَة الْعلْ ِم بِذ ْك ِر ِ ِ ٍ ِ ِِ َشيء ،إِ َّما لِ َش ٍ
ك ْ ب م ْن ذَل َ َن ِيف الْ َقلْ ِ ك ِيف ََسَ ِاع َرا ٍو م ْن فَ ْوقه َخ ًَربا أ َْو َرا ٍو َال نَ ْع ِرفُهُ بِ َع َدالَةَ ،وَال َجْرٍح فَنُبَِ َ
ني أ َّ ٌْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لص َواب» ،ابب :فضائل شهر رمضان إن صح اْلرب ،رقم ،1٨٨٧ :عن اَّللُ ال ُْم َوف ُق ل َّ
ض َم ْن يَ ْس َمعُهُ ،فَ َّ ني علَّتَهُ فَيَ غْ ََتَّ به بَ ْع ُ يح َال نُبَ َصح ٍ َخ ٍَرب غَ ِْري َ
سلمان رضي هللا عنه).
15
فقابل النفل فيه ابلفرض يف غريه ،وقابل الفرض فيه بسبعني فرضا يف غريه ،فأشعر هذا بطريق الفحوى ،أ ّن
الفرض يزيد على النفل سبعني درجة انتهى.
قال التاج السبكي :وهذا اصل مطّرد ال سبيل اىل نقضه بشيئ من الصور (. )١
ويستثىن من هذه القاعدة صور ،وبعضها فيه نظر لبعض العلماء :
ونظر فيه السبكي " :أبنّه مل يفضل مندوب واجبا ،بل اإلبراء مشتمل على اإلنظار" ( )٣انتهى.
.)٢فائدة :الفرض أفضل من النفل بسبعني درجة إال يف مسائل ،اْلوَل :إبراء املعسر مندوب ،وهو أفضل من إنظاره الواجب .الثانية :ابتداء السِلم أفضل
.من جوابه .الثالثة :قبل الوقت مندوب أفضل من الوضوء بعد دخول الوقت وهو فرض
) اه .املِل على القاري ،مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح .ج ٥:ص( 1٩٥4:
.)3قال التاج السبكي :أو يقال :إن االبراء ُمصل ملقصود اإلنظار وزَيدة من غري اشتماله عليه قال :وهذا على تقدير تسليم أن اإلبراء أفضل وغاية ما
صدقُ ْوا َخ ْريٌلَّ ُكم)) [البقرة ،]٢٨٠ :أي وأن تصدقوا على املعسر إببراء ما عليه من الدين فتَتكوا رؤوس أموالكم له خري لكم وال
استدلوا بقول تعاَل (( َوأَ ْن تَ َ
يقال كيف جاز هذا احلذف لوجود الدليل عليه وهو أنه قد جرى ذكر املعسرين وذكر رأس املال فعلم أن التصدق راجع إليها
).ختريج احلديث :أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب :املساقاة ،ابب :فضل إنظار املعسر ،رقم ،٢٩1٧:عن حذيفة رضي هللا عنه(
16
الثاين :ابتداء السالم ،فإنه سنة والرد واجب( ،)١واالبتداء أفضل لقوله صلي هللا عليه و سلم وخريمها الذي يبدأ
ابلسالم »( .)٢وقرر هذا االستثناء الشيخ ابن حجر يف التحفة يف ابب األذان( ،)٣لكن خالف ذلك يف ابب النفل
فقال :وزعم أن املندوب قد يفضله كإبراء معسر( )٤وإنظاره وابتداء السالم ،ورده مردود أبن سبب الفضل يف
هذين اشتمال املندوب على مصلحة الواجب وزايدة ،إذ ابإلبراء زال اإلمهال وابالبتداء حصل األمن أكثر مما يف
اجلواب .اه واعرتضه ابن قاسم ،ورده أبو قشري(.)٥
-معِن سنة كفاية ؛ سقوط الطلب بفعل الغري لا ،ال حصول الثواب ملن َل يفعل.
صا ِر ِي أ َّ اب ،عن عطَ ِاء ب ِن ي ِز َ ِ كَ ،ع ِن ابْ ِن ِش َه ٍ َخ ََربََن َمالِ ٌ ِ
ول
َن َر ُس َ وب ْاْلَنْ َيد اللَّْيث ِيَ ،ع ْن أَِِب أَيُّ َ َْ َ ْ َ ف :أ ْوس َ
َ - ٦٠٧٧ .)٢حدَّثَنَا َعْب ُد هللا بْ ُن يُ ُ
لس َِلِم». ض َه َذاَ ،و َخ ْريُُمهَا الَّ ِذي يَْب َدأُ ِاب َّ
ض َه َذا َويُ ْع ِر ُ
ِ ٍ ِ ِ
َخاهُ فَ ْو َق ثََِلث لَيَال ،يَلْتَقيَان فَيُ ْع ِر ُ
هللاِ ﷺ قَ َالِ ِ َ :
«ال َُي ُّل لَر ُج ٍل أَ ْن يَ ْه ُجَر أ َ
(اه صحيح البخاري ،ابب الجرة وقول رسول هللا ال ُيل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثِلث ج ٨ص )٢1
صا ِر ِي اب ،عن عطَ ِاء ب ِن ي ِز َ ِ ك َ ،ع ِن ابْ ِن ِش َه ٍ ْت َعلَى مالِ ٍ
يد اللَّْيث ِي َ ،ع ْن أَِِب أَيُّ َ
وب ْاْلَنْ َ َْ َ ْ َ َ ال :قَ َرأ َُ )٢٥٦٠( - ٢٥ -حدَّثَنَا َُْي ََي بْ ُن َُْي ََي قَ َ
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ صلَّى هللاُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ َن رس َ ِ
ض َه َذاَ ،ويُ ْع ِر ُ
ض َه َذا َو َخ ْريُُمهَا َخاهُ فَ ْو َق ثََِلث لَيَال يَلْتَقيَان فَيُ ْع ِر ُ
الَ « :ال َُي ُّل ل ُم ْسل ٍم أَ ْن يَ ْه ُجَر أ َ ول هللا َ أ َّ َ ُ
الَّ ِذي يَْب َدأُ ِاب َّ
لس َِلِم ».
(اه صحيح مسلم ،ابب حترمي الجر فوق ثِلث بِل عذر شرعي ج ٨ص )٩
ص ِر ُ
ح بوجوُبما. ( .)3و اإلقامة سنة) .على الكفاية كابتداء السِلم إذ َل يثبت ما يُ َ
اه ابحلذف (انظر حتفة احملتاج ،ج 1ص )٢٠٩
17
ص َّدقُوا َخ ْريٌ
{وأَ ْن تَ َ
.)4قوله -صلى هللا عليه وسلم " :-من أنظر معسر فله كل يوم مثله صدقة واإلنظار هو اإلمهال قال :هللا تعاَلَ :
لَ ُك ْم إِ ْن ُكْن تُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن) ندب هللا سبحانه وتعاَل ُبذه اآلية إَل الصدقة عن املعسر وجعل ذلك خريا من إنظاره كذا قاله َجهور الناس
واإلبراء من الدين من أفضل الصدقات عليه فإن قيل كيف خري بني واجب و مندوب ؟
فاجلواب :أن املندوب قد يفضل الواجب كالصدقة ِبلف دينار تطوعا فإَّنا أفضل من درهم من الزكاة وكذلك ابتداء السِلم أفضل من
رده واالبتداء سنة والرد يكون واجبًا.
الثالث-األذان فإنه سنة على األصح وهو أفضل من اإلمامة وهي فرض كفاية او عني وانزع يف ذلك الرفعي
الرابع-الوضوء قبل الوقت سنة وهو أفضل منه يف الوقت صرح ()١
وظاهر كالم ابن حجر يف التحفة رد منا زعته
به القمول( )٢يف اجلواهر وامنا جيب الوضوء بعد دخول الوقت .وهللا اعلم
( .)1واإلمامة افضل منه) أي من اْلذان (يف اْلصح) ْلَّنا للقيام حبقوقها أشق منه (قلت :اْلصح انه افضل منها وهللا اعلم) ْلنه
إلعِلمه ابلوقت اكثر نفعا منها والثالث مها سواء يف الفضيلة
*اجلماعة :قال رمحه هللا( :واإلمامة افضل منه يف اْلصح قلت اْلصح انه أفضل منها وهللا أعلم) ظاهره أن اْلذان أفضل من اإلمامة
مطلقا أفضل من اإلمامة مطلقا واعتمده يف (املغِن) و قرره يف (النهاية) .واعتمد ابن حجر يف التحفة انه افضل إذا كانت معه اإلقامة
()1
وعبارته( :قلت اْلصح انه) مع اإلقامة ال وحده كما اعتماده(...أفضل وهللا أعلم)
.)٢وهو اإلمام الفقيه جنم الدين امحد بن ُممد ابن اِب احلرم القرشي املخزمي القمول من اهل قموله بصعيد مصر ،ولد سنة٦4٥
واحلكم واحلسبة ابلقاهرة ،كان إماما يف الفقه عارفا ابالصول والعربية صاحلا سليم الصدر كثري الذكر والتِلوة ،له البحر احمليط يف شرح
الوسيط للغزال ،وحتفة الطالب يف شرح كافية ابن احلاجب ،وتكملة مفاتيح العلوم للفخر الرازي ،وجواهر البحر يف ختليص البحر
احمليط ستة اجزاء ،وشرح اَساء هللا احلسَن ،وغاية اماِن الطالب شرح كافية ابن احلاجب وغري ذلك ،وتويف ابلقاهرة ودفن
ابلقرافة سنة ٧٢٧ه
َ ،( .)1و ِْ َ َ
ِ الص ِد ِيق لِ ِْْلمام ِة علَى أ ِ
الصحابةَ احتَ ُّجوا بِتَ ْق ِد ِمي ِ اَّلل علَي ِه وسلَّم -وخلَ َفائِِه َّ ِ ِ ِ ِِ
َحقيَّتِ ِه ِاب ْْلَِِلفَِة َوََلْ يَ ُقولُوا بِ َذل َ
ك ِيف ََ َ َ َن َّ َ َ ْ ين َعلَْي َها َوِْل َّ
الراشد َ صلَّى َُّ َ ْ َ َ َ َ ُ َص ِح) ل ُم َواظَبَته َ -
اإلمامةُ أَفْ َ ِ
ض ُل مْنهُ ِيف ْاْل َ
اإلقَام ِة َال وح َده َكما اعتم َده ِخ َِلفًا لِمن ََنز ِ ٍ ِ
ع ف ِيه (أَفْ َ
ض ُل َواَ ََّّللُ أ َْعلَ ُم) (اه حتفة احملتاج يف شرح املنهاج وحواشي الشرواِن والعبادي ص 4٧3:ج)1: َ ْ ََ بَِِلل َوغَ ِْريه (قُ ْلت ْاْل َ
َص ُّح أَنَّهُ) َم َع ِْ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ
19
مراجع
-السبكي ،اتج الدين ،األشباه والنظائر للسبكي -كتاب دليل الفاحلني لطرق رايض الصاحلني
-املال على القاري ،مرقاة املفاتيح -القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة
شرح مشكاة املصابيح
-كتاب موسوعة القواعد الفقهية.
-الدرة الزهية.