You are on page 1of 9

‫حديث (أن تشهد أن ال إله إال هللا)‬

‫ات يَ ْومَ إِ َْذ طَلَ ََع َعلَْي نَا َرجَلَ َش ِديدَ‬


‫اّللِ ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ -‬ذ ََ‬
‫ول ََ‬‫ال بَْي نَ َما ََْننَ ِعْن ََد َرس َِ‬
‫عن عمر رضي هللا عنه قال‪ :‬قَ ََ‬
‫س إِ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اض الثِي َِ ِ‬
‫ل النَِ َِ‬
‫ب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫ّت َجلَ ََ‬ ‫َع َِر َل ي َرى َعلَْي َه أَثَرَ ال َس َف َِر َو َل يَ ْع ِرفهَ منَا أ َ‬
‫َحدَ َح ََ‬ ‫اب َشديدَ َس َو َاد الش َ‬‫بَيَ َِ َ‬
‫ال َرسولَ ََِ‬
‫اّلل ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫ن َع َِن ا ِإل ْسالََِم‪ .‬فَ َق ََ‬
‫َخِ ِْبِ َ‬ ‫خ َذيَِْه َوقَ ََ‬
‫ال ََي ُمَ َمدَ أ ْ‬ ‫ض ََع َك َفْي َِه َعلَى فَ َِ‬ ‫فَأَسنَ ََد رْكب تَ ي َِه إِ ََ ِ‬
‫ل رْكبَ تَ ْي َه َوَو َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ضا َن َوََتجَ‬ ‫صالََة َوت ْؤتِ ََى الَزَكاَة َوتَص ََ‬
‫وم َرَم َ‬ ‫يم ال َ‬ ‫اّلل َوت ِق ََ‬
‫اّلل َوأَ َن ُمَ َم ًدا َرسَولَ ََِ‬ ‫وسلم‪ « -‬ا ِإل ْسالَمَ أَ َْن تَ ْش َه ََد أَ َْن َل إِلََهَ إِلَ ََ‬
‫ال « أَ َْن ت ْؤِم ََن‬ ‫ن َع َِن ا ِإلميَ َِ‬
‫ان‪ .‬قَ ََ‬ ‫َخِ ِْبِ َ‬ ‫ص ِدقهَ‪ .‬قَ ََ‬
‫ال فَأ ْ‬
‫ت‪ .‬قَ ََ ِ‬
‫ال فَ َعجْبَنَا لَهَ يَ ْسأَلهَ َوي َ‬ ‫ص َدقْ ََ‬
‫ال َ‬ ‫ت إِلَْي َِه َسبِي َ‬
‫الً‪ .‬قَ ََ‬ ‫استَطَ ْع ََ‬ ‫الْب ي َ ِ‬
‫ت إِ َن ْ‬‫َْ َ‬
‫ال «‬ ‫ان‪ .‬قَ ََ‬ ‫ال فَأَ ْخِ ِْبِنَ َع َِن ا ِإل ْح َس َِ‬
‫ت‪ .‬قَ ََ‬ ‫ص َدقْ ََ‬ ‫َ‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ّلل ومالَئِ َكتَِِه وكتبَِِه ورسلَِِه والْي وَِم ِ‬
‫اآلخ َِر وت ؤِم َن َِِبلْ َق َد َِر خ ِْيَهِ و َش ِرِ‬ ‫َ‬‫ِِب َِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ال « َما الْ َم ْسئَولَ َعْن َها ِِب َْعلَ ََم ِم ََن‬ ‫اع َِة‪ .‬قَ ََ‬ ‫َخِ ِْبِ َ‬
‫ن َع َِن ال َس َ‬ ‫ال فَأ ْ‬ ‫اك »‪ .‬قَ ََ‬ ‫فَِإ َْن َلْ تَك َْن تَ َراهَ فَِإنَهَ يَََر ََ‬ ‫ك تَ َراهَ‬‫اّللَ َكأَنَ ََ‬
‫أَ َْن تَ ْعب ََد ََ‬
‫َاء يَتَطَ َاولو َن ِ َ‬
‫ف‬ ‫اءَ الش َِ‬ ‫ال « أَ َْن تَلِ ََد األ ََمةَ َربَتَ َها َوأَ َْن تَ َرى ْ‬
‫اْل َفاَة الْعَراَة الْ َعالََة ِرََع َ‬ ‫َع َْن أ ََم َارِِتَا‪ .‬قَ ََ‬ ‫َخِ ِْبِ َ‬
‫ن‬ ‫ال فَأ ْ‬‫ال َسائِ َِل »‪ .‬قَ ََ‬
‫ال « فَِإنََه‬ ‫ل « ََي عَ َم َر أَتَ ْد ِرى َم َِن ال َسائِلَ »‪ .‬ق ْلتَ ََ‬
‫اّلل َوَرسولَ َه أ َْعلَمَ‪ .‬قَ ََ‬ ‫ال ثَ انْطَلَ ََق فَلَبِثْتَ َملِيًّا ثَ قَ َ‬
‫الَ ِ َ‬ ‫الْب ْن يَ َِ‬
‫ان »‪ .‬قَ ََ‬
‫ِج ِِْبيلَ أ َََتك َْم ي َعلِمك َْم ِدينَك َْم »‪.‬رواه مسلم‪.‬‬
‫منزلة احلديث‬
‫• يعتِب هذا اْلديث الشريف أصل من أصول الدين‪،‬فهو يتضمن أركان اإلسالم اخلمسة‪ ،‬وأركان اإلميان الستة‪،‬‬
‫وآداِب ولطائف كثْية‪ ،‬وتسمية اإلميان واإلسالم‬
‫وأركان اإلخالص هلل وحده ل شريك له‪ ،‬والساعة وأشراطها ًَ‬
‫واإلحسان كلها دينًا‪.‬‬

‫الظاهرة والباطنة‪،‬‬
‫َ‬ ‫• قال القاضي عياض رمحه هللا‪ :‬هذا حديث عظيم قد اشتمل على مجيع وظائف األعمال‬
‫وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه‪ ،‬ومتشعبة منه‪.‬‬

‫• قال ابن رجب‪ :‬هو حديث عظيم الشأن جدًّا‪ ،‬يشتمل على شرح الدين كله؛ وهلذا قال النيب صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪(( :‬هذا جِبيل أَتكم يعلمكم دينكم))‪ ،‬بعد أن شرح درجة اإلسالم‪ ،‬ودرجة اإلميان‪ ،‬ودرجة اإلحسان‪،‬‬
‫فجعل ذلك كله دينًا‬

‫• قال القرطيب ‪ -‬رمحه هللا ‪ :-‬فيصلح يف هذا اْلديث أن يقال فيه‪ :‬إنه أم السنة؛ ملا تضمنه من مجل علم‬
‫السنة‪ ،‬كما مسيت الفاَتة‪ :‬أم القرآن؛ ملا تضمنته من مجل معاين القرآن‬
‫غريب احلديث‬
‫املفردات شرح‬ ‫املفردات‬
‫مجعَأمارة‪َ،‬وهيَالعالمة‬ ‫أمارِتا‬
‫اململوكة‬ ‫األمة‬
‫َ‬
‫مجعَعائل‪َ،‬وهوَالفقْي‪َ،‬منَعال؛َأي‪ :‬افتقر‬ ‫العالة‬
‫مجعَراع‬ ‫رعاء‬
‫الضأنَواملاعز‪َ،‬والواحدةَشاة‬ ‫الشاء‬
‫وقتًاَغْيَقصْي‬ ‫مليًّا‬
‫شرح احلديث‬
‫• ))إذ طلع علينا))؛ أي‪ :‬ظهر لنا‬
‫• ((رجلَ)) هو جِبيل ‪ -‬عليه السالم‬
‫• ((شديد بياض الثياب‪ ،‬شديد سواد الشعر))؛ أي‪ :‬شعر اللحية‪.‬‬
‫• ((ل يرى عليه أثر السفر))؛ أي‪ :‬عالمة سفر أو هيئة سفر من غِبةَ أو شعوثة‪.‬‬
‫• ))فأسند))؛ أي‪ :‬ألصق‬
‫• ((ركبتيه إل ركبتيه))؛ أي‪ :‬وضع الَرجل ركبتيه متصلتني بركبيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫جالسا على هيئة املتعلم‪.‬‬
‫ي نفسه ً‬
‫• ))ووضع كفيه على فخذيه))؛ أي‪ :‬فخ َذ َْ‬
‫• ))وقال‪ :‬ي ُممد‪ ،‬أخِبين عن اإلسالم))؛ أي‪ :‬عن حقيقته‪.‬‬
‫• قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جميبًا له‪(( :‬اإلسالم أن تشهد))؛ أي‪ :‬تعلم وتصدق وتسلم‬

‫• ((أن ل إله إل هللا))؛ أي‪ :‬ل معبود حبقَ إل هللا‪،‬‬

‫ُممدا ((رسول هللا)) بذلك‪.‬‬


‫ُممدا))؛ أي‪ :‬وتشهد أن ً‬
‫• ((وأن ً‬
‫• ((قال))؛ أي‪ :‬الرجل‪(( ,‬صدقت))؛ أي‪ :‬فيما أجبت به‪.‬‬

‫• قال عمر رضي هللا عنه‪(( :‬فعجبنا له))؛ أي‪ :‬منه ((يسأله ويصدقه))‪.‬‬

‫• ((قال))؛ أي‪ :‬الرجل‬

‫• ((فأخِبين عن اإلميان‪ ،‬قال))؛ أي‪ :‬النيب صلى هللا عليه وسلم جميبًا عن ذلك‪(( ,‬أن تؤمن ِبهلل))؛ أي‪ :‬بوجوده‬
‫وربوبيته‪ ،‬وألوهيته وأمسائه وصفاته‪.‬‬

‫• ث ((قال‪ :‬فأخِبين عن اإلحسان)) يعين به اإلخالص‪(( .‬قال))؛ أي‪ :‬النيب صلى هللا عليه وسلم ((أن تعبد هللا كأنك‬
‫تراه))؛ أي‪ :‬إحسان العبادة واإلخالص فيها واخلضوع وفراغ البال حال التلبس هبا‪ ،‬ومراقبة املعبود‪.‬‬

‫• ((قال))؛ أي‪ :‬الرجل ((فأخِبين عن الساعة))؛ أي‪ :‬عن وقت جميئها‪ ،‬ومّت تقوم ‪ .‬أي‪ :‬عالماِتا‪.‬‬
‫أقسام عالمات الساعة‬
‫• قسم مضى‬

‫• قسم ل يزال يتجدد‬

‫متاما‪ ،‬وهي األشراط الكبْية العظمى؛ كنزول عيسى ابن مرمي عليه‬
‫• قسم ل أييت إل قرب الساعة ً‬
‫السالم‪ ،‬والدجال‪ ،‬وأيجوج ومأجوج‪ ،‬وطلوع الشمس من مغرهبا‪.‬‬
‫عالمات الساعة‬
‫• ((قال))؛ أي‪ :‬الرجل‪(( ,‬فأخِبين عن أمارِتا))‪.‬‬
‫األمة من‬ ‫ِ‬
‫األمة ربتها))‪ ،‬قيل‪ :‬املراد أن يستويل املسلمون على بالد الكفار‪ ،‬فيكثر التسري‪ ،‬فيكون ولد َ‬
‫• ((أن تَل ََد َ‬
‫سيدها مبنزلة سيدها؛ لشرفه ِببيه‪ ،‬وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة استيالء املسلمني على املشركني‪،‬‬
‫وكثرة الفتوح والتسري‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬أن تفسد أحوال الناس حّت يبيع السادة أمهات أولدهم‪ ،‬ويكثر تردادهن‬
‫يف أيدي املشرتين‪ ،‬فرمبا اشرتاها ولدها ول يشعر بذلك‪ ،‬فعلى هذا الذي يكون من أشراط الساعة غلبةَ اجلهل‬
‫بتحرمي بيعهن‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬أن يكثر العقوق يف األولد‪ ،‬فيعامل الولد أمه معاملة السيد أ ََمتَه من اإلهانة‬
‫والسب‪.‬‬
‫• ((وأن ترى اْلفاة)) مجع حاف‪ ،‬وهو َمن ل نعل له‪(( ،‬العراة)) مجع عار‪ ،‬وهو َمن ل شيء على جسده‪ ،‬واملراد‬
‫الفقراء‪ ،‬والعائل الفقْي‪،‬‬
‫هنا‪ :‬من ليس عليه ثياب أشراف الناس‪(( ،‬العالة)) قال النووي رمحه هللا‪ :‬أما العالة فهم َ‬
‫العيلة الفقر‪.‬‬
‫وَ‬
‫• ((رعاء الشاء)) مجع راع‪ ،‬واملراد األعراب وأصحاب البوادي‪.‬‬
‫• ((يتطاولون يف البنيان)) قال النووي رمحه هللا‪ :‬إن أهل البادية وأشباههم من أهل اْلاجة والفاقة تبسط هلم‬
‫الدنيا حّت يتباهون يف البنيان؛ اه ‪ ،‬وتكثر أمواهلم وت نصرف مهمهم إل تشييد البنيان وزخرفته‪ ،‬حّت إهنم‬
‫يتباهون ويتفاخرون به‪ ،‬فيقول الواحد منهم لصاحبه‪ :‬بنياين أطول من بنيانك‪ ،‬ويقول اآلخر‪ :‬بنياين أحسن‬
‫كِبا‬
‫من بنيانك‪ ،‬يقولون ذلك عجبًا و ً‬
‫• قال عمر رضي هللا عنه‪(( :‬ث انطلق))؛ أي‪ :‬ذهب الرجل السائل ((فلبثتَ))؛ أي‪ :‬مكثت ل أدري من‬
‫طويال‪ ،‬وهو ثالثة أيم‪ ،‬كما يف رواية الرتمذي والنسائي وابن ماجه وغْيمها‪.‬‬
‫الرجل ((مليًّا))؛ أي‪ :‬زمنًا ً‬

‫• ((ث قال))؛ أي‪ :‬النيب صلى هللا عليه وسلم ((ي عمر‪ ،‬أتدري))؛ أي‪ :‬أتعرف ((من السائل؟ قلت‪ :‬هللا‬
‫ورسوله أعلم))‪.‬‬

‫• ((قال))؛ أي‪ :‬النيب صلى هللا عليه وسلم ((فإنه جِبيل أَتكم يعلمكم دينكم))؛ أي‪ :‬يبني لكم أمر دينكم‬
‫بسؤاله‪.‬‬
‫الفوائد من احلديث‬
‫‪ .1‬استحباب التجمل للقادم على العلماء وأهل الفضل‪.‬‬

‫على القادم أن يستأذن اجملتمعني ويسلم عليهم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .3‬ينبغي للسائل أن يتحلى ِبلشجاعة األدبية‪.‬‬

‫اضعا‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب على املسؤول أن يكون متو ً‬
‫‪ .5‬إذا جهل املسؤول شيئًا‪ ،‬فال عيب عليه أن يقول‪ :‬ل أدري‪.‬‬

‫‪ .6‬أن املالئكة قد تتمثل بصورة إنسان‪.‬‬

‫‪ .7‬ينبغي ملن حضر جملس العال إذا علم ِبهل اجمللس حاجة إل مسألة ل يسألون عنها أن يسأل هو عنها‪.‬‬

‫‪ .8‬رفق العال ِبلسائل‪ ،‬وأن يدنيه منه ليتمكن من سؤاله‪ ،‬وأن السائل ينبغي أن يرفق يف سؤاله قدر اْلاجة‪.‬‬

You might also like