تفريغ شرح كتاب الصيام من موطأ الإمام مالك الشيخ سليمان الرحيلي

‫‪$‬‬ ‫شرح كتاب الصيام من موطأ اإلمام مالك‬
‫شرح فضقؾة الشقخ سؾقؿان الرحقؾل‬
‫حفظه اهلل تعاىل‬
‫بمسجد سالم بن بخيت ‪ -‬دبي (‪)2017 / 5 / 13-11‬‬
‫الـُّسخة اإللؽرتوك َّقة (‪ )1‬إولك‬
‫الشيخ مل يراجع التفريع‬

‫‪3‬‬ ‫شرح كتاب الصيام مه موطأ اإلمام مالك‬
‫حؿـ الرحقؿ‬
‫الر ٰ‬
‫بسؿ اهلل َّ‬
‫السالم طؾقؽؿ ورحؿة اهلل وبركاتف‪.‬‬

‫َّ‬
‫إن الحؿد هلل كحؿده وكستعقـف وكستغػره‪ ،‬وكعقذ باهلل مـ شرور أكػسـا ومـ سقئات أطؿالـا‪ ،‬مـ يفد اهلل‬
‫أن محؿدا طبده‬ ‫فال مضؾ لف ومـ يضؾؾ فال هادي لف‪ ،‬وأشفد أن ٓ إلف إٓ اهلل وحده ٓ شريؽ لف‪ ،‬وأشفد ّ‬
‫ي َأ ُّي َها ٱ ِذَّلاسُ‬ ‫وو﴾‪َٰٓ َ ﴿ .‬‬ ‫َ َ َ ُ ُ ِذَّل ِذَّل َ َ ُ ُّ ۡس ُ َ‬ ‫َ َٰٓ َ ُّ َ ِذَّل َ َ َ ُ ْ ِذَّل ُ ْ ِذَّل َ َ ِذَّل ُ َ‬
‫ن م ِ‬ ‫وي ِ‬ ‫ورسقلف‪﴿ .‬يأيها ٱ ِ ي ءامنوا ٱ وا ٱ حق اتِهِۦ‬
‫ٓ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ۡس َ َ ۡس َ َ َ َ ِذَّل ۡس ُ َ َ اٗل َ‬ ‫َ َ َ ُ ّ ِذَّل ۡس‬ ‫ِذَّل ُ ْ َ ِذَّل ُ ُ ِذَّل‬
‫ِ اٗل َ ِ َ ا اٗلء‬ ‫ح ٖس ق مِنها ز ها ب مِنه ا ِر ا‬ ‫ِ‬ ‫ٖس‬ ‫ِي‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫ِي‬ ‫ٱ وا ربك ٱ‬
‫ام ُنوا ْ ٱ ِذَّل ُ وا ْ ٱ ِذَّل َ‬ ‫ي َأ ُّي َها ٱ ِذَّل ِ َي َء َ‬ ‫َ ۡس َ ۡس َ َ ِذَّل ِذَّل َ َ َ َ َ ۡس ُ‬
‫ك ۡس َرقِ اٗلبا﴾‪َٰٓ َ ﴿ .‬‬ ‫وغ‬
‫َ ٓ ُ َ‬
‫َ ٱ وا ٱ َ ٱ ِي ت َ ا َءلوو بِهِۦ ٱ رحاا ِو ٱ‬
‫ِذَّل ُ ْ ِذَّل ِذَّل‬
‫َ ُ ُ ْ َ ۡس اٗل َ اٗل ُ ۡس ۡس َ ُ ۡس َ ۡس َ َ ُ ۡس َ َ ۡس ۡس َ ُ ۡس ُ ُ َ ُ ۡس َ َ ُ ِذَّل َ َ َ ُ َ ُ َ َ ۡس َ َ َ‬
‫از ف ۡسو ًزا‬ ‫قولوا قو س ِ ا ص ِح لك غم ك يغ ِر لك ذ وبك ۗۡ مي طٱِعِ رسووۥ ف ف‬
‫َ‬
‫غظِ ً ا﴾‪.‬‬
‫وشر إمقر محدثاهتا‪َّ ،‬‬
‫وكؾ‬ ‫أما بعد‪َّ :‬‬
‫فنن أحس ّـ الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وخقر الفدي هدي محؿد ﷺ‪َّ ،‬‬
‫وكؾ بدطة ضاللة ‪َّ ،‬‬
‫وكؾ ضاللة يف الـار ‪ ،‬ثؿ يا معاشر الػضالء معاشر اإلخقة وإخقات ‪:‬‬ ‫محدثة بدطة‪َّ ،‬‬
‫إكّـل أحؿد اهلل عز وجؾ إلقؽؿ أن يسر لـا هذا الؾؼاء يف بقت مـ بققت اهلل ‪ّ ،‬‬
‫فنن مـ أطظؿ ما ُيتؼرب بف إلك‬
‫طز وجؾ مجؾسا ُيدَ ار فقف العؾؿ بقـ ُمعؾؿ و ُمتعؾؿ‪ ،‬فؿا اكؼؾب ققم خقرا مـ اكؼالهبؿ مـ مجؾس‬ ‫اهلل َّ‬
‫ُ ۡس َ ِذَّل َ ُ ُ ْ‬ ‫َ ۡس َ ِذَّل ُ ِذَّل َ َ َ ْ‬
‫ام ُنوا مِنك ٱ ِ ي توا‬ ‫يتعؾؿقن فقف طؾؿا ويتدارسقن فقف العؾؿ يؼقل اهلل طز وجل‪ ﴿ :‬رفعِ ٱ ٱ ِ ي ء‬
‫ِ‬ ‫ٱلۡسػ ۡس َ َ َر َ‬
‫ورزق العؾؿ ‪ ،‬والـبل ﷺ يؼقل‪« :‬وما اجتؿع ققم يف بقت مـ‬
‫ُ‬ ‫آمـ‬ ‫لؿـ‬ ‫فعة‬ ‫الر‬ ‫جعؾ‬ ‫فاهلل‬ ‫﴾‬ ‫ٖس‬ ‫ِ‬
‫بققت اهلل يتؾقن كتاب اهلل ويتدارسقنه بقـفؿ إٓ حػتفؿ الؿالئؽة وكزلت طؾقفؿ السؽقـة وغشقتفؿ الرحؿة‬
‫وذكرهؿ اهلل فقؿـ طـده»‪- .‬اهلل أكرب‪ -‬أمقر طظام القاحدة مـفا لق ّ‬
‫أن اإلكسان باع الدكقا بؿا فقفا مـ أجؾفا‬
‫لكان بقعف رابحا فؽقػ إذا اجتؿعـ‪ ،‬حػتفؿ الؿالئؽة وأحاصتفؿ الؿالئؽة وكزلت طؾقفؿ السؽقـة ‪ ،‬فقـزل‬
‫اهلل طز وجؾ السؽقـة يف قؾقهبؿ ‪ ،‬وغشقتفؿ الرحؿة مـ كؾ جاكب وذكرهؿ اهلل وأثـك طؾقفؿ يف الؿأل‬
‫ج ِد ٓ ُيرِيدُ إِٓ َأ ْن َي َت َع َّؾ َؿ َخ ْق ًرا َأ ْو‬
‫إطؾك گ فؿا أع ظمفا مـ مـزلة ‪ ،‬والـبل ﷺ يققل‪َ « :‬م ْـ َغدَ ا إِ َلك ا ْل َؿ ْس ِ‬
‫َاما ِح َّج ُت ُف »‪ .‬فالعبد إذا خرج مـ بقتف قاصدا الؿسجد لقتعؾؿ خقرا أو ُيعؾؿف‬ ‫َان َل ُف ك ََل ْجرِ َح ٍّج‬
‫اج ًّم‬ ‫َي ْع َؾ َؿ ُف‪ ،‬ك َ‬
‫حجف‪ ،‬والحج الؿربور لقس لف‬
‫مبتغقا بذلؽ وجف اهلل [فنكف] مقطقد بلن يـؼؾب بلجر الحاج الذي تؿ لف ُّ‬
‫مَـــــــــوِقِــــعُ الــتَّفــــرِيــــــــغِ‬
‫للدُّرُوسِ العِلْمِيَّةِ وَالبُحُوثِ الشَّرِعِيَّةِ‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫الشَّيخ سليمان الرحيلي‬ ‫‪4‬‬
‫جزاء إٓ الجـة‪ ،‬فلسلل اهلل طز وجؾ أن يجؿع لـا هذه الػضائؾ وأن يزيدكا مـ فضؾف سبحاكف وتعالك ‪ ،‬ثؿ‬
‫ّ‬
‫إن هذه الدورة يف شرح كتاب طظقؿ إلمام طظقؿ ‪ ،‬يف شرح كتاب الؿقصل لإلمام مالؽ بـ أكس ‪ ،‬الذي‬
‫كتب اهلل طز وجؾ لف ال َؼبقل طـد أمة محؿد ﷺ‪ ،‬وهذا الؽتاب الذي كان ُيعد أصح كتاب وضعف طالؿ ‪،‬‬
‫قبؾ أن يؽتب البخاري صحقحف ‪ ،‬قد غػؾ طـف طٓب العؾؿ يف هذا الزمان َّ‬
‫وقؾ مـ يدرسف ويتدارسف مـ‬
‫ئ الؽثقر ة التل كتبفا اإلمام مالؽ ‪ $‬يف هذا الؽتاب ‪،‬‬
‫صالب العؾؿ مع ما فقف مـ العؾؿ الغزير والػقا د‬
‫واإلمام مالؽ ‪ $‬سقرتف ططرة مؾقئة بالعرب ولقٓ ضقؼ وقت الدورة لبدأكا بالؽالم طـ هذا اإلمام وطـ‬
‫شقئ مـ سقرتف وصريؼتف ‪ ،$‬لؽـ ّ‬
‫ٕن وقت الدورة محدود فنكّا لـ كتؽؾؿ ع ن اإلمام مالؽ ‪ $‬وٓ‬
‫طـ كتاب الؿقصل بصقرة طامة‪.‬‬
‫وسـشرح إن شاء اهلل طز وجؾ يف ثؿاكقة مجالس‪ ،‬الققم مجؾسان وغدا ثالثة مجالس ويقم السبت‬
‫ثالثة مجالس إن شاء اهلل طز وجؾ كتاب الصقام مـ الؿقصل‪ ،‬وإذا شاء اهلل طز وجؾ أن كزيد مجؾسا ســظر‬
‫مع اإلخقة إذا كان الققت ٓ يؽػل ٕن كـتفل أن كعؼد مجؾسا بعد فجر السبت إن شاء اهلل طز وجؾ إذا‬
‫كان هذا إمر يتقسر ســظر بحسب سقركا إن شاء اهلل طز وجؾ‪.‬‬
‫فكبدأ مستعقـقـ باهلل طز وجؾ يف شرح كتاب الصقام مـ مقصل اإلمام مالؽ فالقتػضؾ آبـ الؼارئ‬
‫وفؼف اهلل يؼرأ لـا‪.‬‬
‫َـــــــــوِقِــــعُ الــتَّفــــرِيــــــــغِ‬
‫الل َقا ِم‬ ‫ِ‬

‫َاب ِّص‬
‫كت ُ‬
‫أن ا لؽتاب مـ ا ل َؽت ِ‬
‫ْب‪ ،‬وهق الجؿع ‪ ،‬ومـف ُسؿقت كتقبة‬ ‫«كتاب الصقام » تؼدم معـا مرارا يف الدروس َّ‬
‫الجـقد كتقبة‪ّ ،‬‬
‫ٕن الجـقد يجتؿعقن فقفا ويـضؿ بعضفؿ إلك بعض ‪ ،‬فؿعـك ققل العؾؿاء كتاب كذا يعـل‬
‫‪ $‬كتاب الصقام ففذا يعـل هذا‬ ‫هذا مقصـ أجؿع لؽ فقف ما يتعؾؼ بؽذا‪ ،‬فعـدما يؼقل اإلمام مالؽ‬
‫مقصـ أجؿع يفه ما يتعؾؼ بالصقام‪.‬‬
‫والصقام يف الؾغة اإلمساك فؿـ أمسؽ يسؿك صائؿا ومـف ققل الؼائؾ‪:‬‬
‫ِطـدَ الؾِ ِ‬
‫ؼاء َو ُأخرى َتع ُؾ ُؽ ال ُؾ ُجؿا‬ ‫َخ ٌقؾ ِصقا ٌم َو َخ ٌقؾ َغ ُقر صائِ َؿ ٍة‬
‫يعـل خقؾ مؿسؽة طـ الصفقؾ وأخرى تصفؾ غقر مؿسؽة طـ الصفقؾ‪.‬‬
‫بإلمساك طـ الؿػطرات مـ صؾقع الػجر إلك‬
‫والصقام يف الشرع‪ :‬هق التؼرب إلك اهلل طز وجؾ ا‬
‫غروب الشؿس‪.‬‬
‫«التؼرب إلك اهلل» ٕن الشلئ ٓ يؽقن طبادة إٓ إذا كان طؾك وجف التؼرب إلى اهلل طز وجؾ‪ ،‬فؾق‬
‫ّ‬
‫أن اإلكسان أمسؽ مـ صؾقع الػجر إلك غروب الشؿس غقر ُمتؼرب إلك اهلل طز وجؾ فنكف لؿ يصؿ شرطا‬
‫وإن أمسؽ لغة وصام لغة‪ ،‬لؽـف مـ جفة الؿعـك الشرطل لؿ يصؿ‪ ،‬فال ُيؼال إكف صائؿ شرطا‪ ،‬يعـل لق َّ‬
‫أن‬
‫إكساكا قال‪« :‬واهلل ٓ أصقم الققم » فلمسؽ مـ الػجر إلك غروب الشؿس طـ الؿػطرات لؽـ ٓ طؾك‬
‫وجف التؼرب إلك اهلل طز وجؾ فنكف ٓ يحـث يف يؿقـف ٕكف لؿ يصؿ الصقام الشرطل‪.‬‬
‫بإلمساك طـ الؿػطرات» الؿػطرات الؿعؾقمة التل تؼررت بإدلة‬
‫«التؼرب إلك اهلل طز وجؾ ا‬
‫الشرطقة‪« ،‬مـ صؾقع الػجر إلك غروب الشؿس» هذا زمان الصقام‪.‬‬
‫بعض أهؾ العؾؿ يزيد يف التعريػ « بـقة» ويؼصد هبذا الـقة التل يسؿقفا الػؼفاء‪ :‬كقة التعققـ‪ٕ ،‬ن‬
‫الـقة طـد العؾؿاء كقطان‪:‬‬
‫إولك‪ :‬كقة التؼرب‪ .‬والتل تسؿك «اإلخالص» وهل التل تؼدمت يف ققلـا‪« :‬التؼرب إلك اهلل»‬
‫الثاكقة‪ :‬كقة تعققـ العؿؾ وتؿققز العؿؾ طـ غقره‪ .‬وسأتتقـا إن شاء اهلل يف مباحث الؽتاب‪.‬‬
‫ؾل َقامِ‪َ ،‬وا ْل ِػ ْرِ فِل َر َم َ َ‬

‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما َجا َا فل ُرؤْ َية ا ْل ِفال َِل‪ ،‬ل ِّص‬
‫قال «ما جاء يف رؤية الفالل» الفالل‪ :‬مـزلة مـ مـازل الؼؿر‪ ،‬وهل آخر مـزلة مـ الشفر الخارج وأول‬
‫مـزلة مـ مـ الشفر الداخؾ‪.‬‬
‫ؾص َقامِ‪َ ،‬وا ْل ِػ ْط ِر » الػ ر يطؾؼ شرطا ويراد بف قطع الصقام‪ ،‬يؼال‪ :‬أفطر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َما َجا َء فل ُر ْؤ َية ا ْل ِفال َِل‪ ،‬ل ِّص‬
‫الصائؿ أي قطع صقمف‪ ،‬كان صائؿا فؼطع الصقم‪ ،‬ويطؾؼ ويراد بف طدم الصقام‪ ،‬فقؼال‪ :‬فالن ُمػطر يعـل‬
‫أكف لؿ يصؿ‪ ،‬فقطؾؼ شرطا هبذا الؿعـك ويطؾؼ شرطا هبذا الؿعـك‪.‬‬
‫«يف رمضان» ورمضان هق الشفر الؿعروف‪ ،‬وقد اختؾػ العؾؿاء يف سبب تسقؿتف برمضان‪.‬‬
‫فؼال بعض أهؾ العؾؿ هق طؾؿ مجرد دال طؾك مسؿك فؼط‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ بؾ هق مـ َر َم ِ‬
‫ض جقف الصائؿ‪َّ ،‬‬
‫أن جقف الصائؿ مـ اإلمساك يرمض‪ ،‬تصقبف‬
‫الحرارة فسؿل رمضان مـ هذا‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ إكؿا سؿل رمضان برمضان ٕكف يحرق الذكقب‪ ،‬فرمضان إلك رمضان كػارة‬
‫لؿا بقـفؿا ما اجتـبت الؽبائر‪ ،‬وشفر رمضان مـ أطظؿ أزمـة الؿغػرة والرحؿة‪.‬‬
‫[هؾ يجق أن ُيؼال رم ان؟ مجرد طـ كؾؿة شفر]‬
‫وقد اختؾػ أهؾ العؾؿ هؾ يجقز أن يؼال «رمضان» أوٓ بد مـ أن يؼال «شفر رمضان » فؼال بعض‬
‫أهؾ العؾؿ‪ :‬يجقز أن يؼال «رمضان» قالقا‪ّ :‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ قال‪« :‬إذا جاا رم ان » وقال‪ ٓ « :‬ؼدمقا‬
‫رم ان بلقم يقم وٓ يقمقـ » وقال‪« :‬مـ صام رم ان إيؿاكا واحتسابا » فؼالقا‪ :‬هذا أوضح دلقؾ وأضفر‬
‫طؾك أكف يجقز لؾؿسؾؿ أن يؼقل «رمضان» وأن يؼقل «شفر رمضان»‪.‬‬
‫وذهب بعض أهؾ العؾؿ ومـفؿ بعض الؿالؽقة وبعض الشافعقة ويـسب لبعض التابعقـ إلك كراهقة‬
‫أن يؼال «رمضان» وقالقا إكؿا يؼال‪« :‬شفر رمضان » كؿا يف الؼرآن‪ ،‬قال بعضفؿ‪َّ :‬‬
‫لعؾ رمضان اسؿ مـ‬
‫أسؿاء اهلل‪ .‬فقؽره أن يطؾؼ طؾك الشفر هؽذا فال بد أن يؼال «شفر رمضان» ورووا يف ذلؽ حديثا لؽ َّـ‬
‫هذا الحديث ضعقػ وٓ يثبت‪ ،‬روي طـ أبل هريرة ﭬ َّ‬
‫أن الرسقل ﷺ قال‪ ٓ« :‬ؼقلقا جاا رم ان‬
‫فنن رم ان مـ أسؿاا اهلل عالك » رواه ابـ طدي يف الؽامؾ وضعػف أهؾ العؾؿ‬
‫وققلقا جاا شفر رم ان َّ‬
‫مـفؿ ابـ حجر وجؿاطات مـ أهؾ العؾؿ‪ ،‬هذا ٓ يصح وٓ يثبت‪.‬‬
‫والراجح هق إول فال ققل بعد ققل رسقل اهلل ﷺ‪.‬‬

‫والؿصـػ ‪ $‬اإلمام مالؽ طؼد هذا [الباب] يف الؽالم طـ رؤية الفالل لؾػطر والصقام‪.‬‬
‫ان‪َ ،‬ف َؼ َال‪َٓ « :‬‬ ‫ؽ طـ كَافِعٍ‪ ،‬طـ طب ِد اهللِ ب ِـ طؿر‪َ ،‬أن رس َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬

‫قل اهلل ﷺ َذك ََر َر َم َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ث َي ْح َقك‪َ ،‬ط ْـ َمال َ ْ‬ ‫َح َّد َ‬
‫قمقا َحتَّك ََر ُوا ا ْل ِف َال َل‪َ ،‬و َٓ ُ ْػ ِ ُروا َحتَّك ََر ْو ُه‪َ ،‬فنِ ْن غ َُّؿ َط َؾ ْقؽ ُْؿ َفا ْقدُ ُروا َل ُف»‪.‬‬ ‫َُل ُ‬
‫هذا الحديث الصحقح‪ ،‬وهق يف الصحقحقـ طـد البخاري ومسؾؿ بلصح إسـاد‪ ،‬مالؽ طـ كافع طـ‬
‫ابـ طؿر ﭭ َّ‬
‫أن رسقل اهلل ﷺ ذكر رمضان فؼال‪ ٓ« :‬تصقمقا حتك تروا الفالل » «ٓ تصقمقا » هنك‬
‫«وٓ ُتػطروا حتك تروه َفنِ ْن ُغ َّؿ َط َؾ ْق ُؽ ْؿ» أي حال‬ ‫الـبل ﷺ طـ صقام شفر رمضان حتك تروا الفالل‬
‫بقـؽؿ وبقـف غقؿ‪.‬‬
‫« َفا ْقدُ روا َلف»‪ .‬ويضبطفا بعض أهؾ العؾؿ بؽسر الدال‪ِ « ،‬‬
‫فاقدروا لف» وهؿا لغتان‪.‬‬ ‫ُ ُ‬
‫[ حرير معـك ققلف ﷺ «فاقدروا لف»]‬
‫وقد اختؾػ العؾؿاء يف معـك فاقدروا لف‪:‬‬
‫فذهب جؿفقر الػؼفاء إلك أن معـك «فاقدروا لف » أي اقدروا لف تؿام العدد مـ شعبان‪ ،‬فلتؿقا شعبان‬
‫« إَِ ْن أغُؿي طؾقؽؿ فاقدروا لف ثالثقـ » رواه‬ ‫ثالثقـ يقما‪ ،‬قالقا وقد فسر ذلؽ رسقل اهلل ﷺ فؼد قال‪:‬‬
‫مسؾؿ‪ .‬وقال ﷺ‪« :‬فنن ُغ ِّصب َل طؾقؽؿ فلكؿؾقا طدة شعبان ثالثقـ يقما » رواه البخاري يف الصحقح‪ .‬وجاء‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬فنن غ ِّصُؿ َل طؾقؽؿ الشفر فعدوا ثالثقـ » قالقا ففذه إحاديث وغقرها تػسر‬‫طـد مسؾؿ َّ‬
‫وأن معـاها أكف إذا حال بقـؽؿ وبقـ رؤية الفالل غقؿ فلكؿؾقا شعبان ثالثقـ‬ ‫هذه الجؿؾة « ِ‬
‫فاقدروا لف »‪َّ ،‬‬
‫يقما‪.‬‬
‫فض ِّصقؼقا‬
‫وخالػفؿ يف ذلؽ الحـابؾة فؼالقا إن معـك «فاقدروا لف » أي إذا حال بقـؽؿ وبقـ الفالل غقؿ َ‬
‫لف ِطدَ ة شعبان‪ ،‬والشفر إما ثالثقن وإما تسع وطشرون‪ ،‬التضقؼؼ أن كجعؾ الشفر تسع وطشريـ‪.‬‬
‫وبعضفؿ قال معـاه‪ :‬قدروا َّ‬
‫أن الفالل خؾػ السحاب‪ ،‬فنذا لؿ تروا لقؾة الثالثقـ مـ شعبان بسبب أن‬
‫هـاك سحابا قدِّص روا أن الفالل مقجقد خؾػ السحاب‪ ،‬وبالتالل ُيصام يقم الثالثقـ‪ ،‬قالقا‪ :‬وابـ طؿر‬
‫ﭭ راوي هذا الحديث قد فسر هذا‪ ،‬فؼد كان ابـ طؿر ﭭ إذا مضك مـ شعبان تسعة وطشرون يقما‬
‫بعث مـ يـظر لف الفالل فنن ُرئِ َل فذاك‪ ،‬وإن لؿ ُير ولؿ يحؾ دون مـظره سحاب وٓ قرت أصبح مػطرا‪،‬‬
‫وإن حال دون مـظره سحاب أو قرت أصبح صائؿا‪ .‬رواه أحؿد وأبق داود وإسـاده صحقح‪ .‬قالقا‪ :‬هذا ابـ‬
‫طؿر ﭭ الذي روى الحديث طـ الـبل ﷺ كان يػعؾ هذا فؽان لقؾة الثالثقـ يبعث مـ يرتاءى ويـظر‪،‬‬
‫فنن رؤي الفالل فذاك وإن لؿ يرى ولؿ يؽـ هـاك سحاب وٓ قرت أصبح مػطرا يقم الثالثقـ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫هـاك سحاب أوقرت يحقل بقـ الرائل وبقـ ورؤية الفالل فنكف يصبح صائؿا‪ ،‬قالقاهذا هق معـاه‪.‬‬
‫والراجح هق ققل الجؿفقر لصحة إحاديث التل ذكركا ولصراحتفا‪ ،‬بؾ كان الـبل ﷺ يػعؾ ذلؽ‪،‬‬
‫فؼد جاء طـ أمـا طائشة ڤ ّ‬
‫أن الـبل ﷺ «كان يتحػظ مـ شعبان مآ يتحػظ مـ غقره ثؿ يلقم لرؤية‬
‫طد ثالثقـ ثؿ صام » رواه أبق داود وصححف إلباين‪ .‬وفعؾ رسقل اهلل ﷺ مؼدم‬
‫رم ان فنن غ ُّؿ طؾقف َّ‬
‫طؾك فعؾ ابـ طؿر ﭭ‪ ،‬وفعؾ ابـ طؿر رضل اهلل طـفؿا اجتفاد‪ ،‬ولق لؿ يرد فعؾ الـبل ﷺ مخالػ لف‬
‫لؼؾـا ٓ حجة فقف‪َّ ،‬‬
‫ٕن ابـ طباس قد خالػف‪ ،‬والؿعؾقم والؿتؼرر طـد أهؾ العؾؿ أكف إذا خالػ صحابل‬
‫صحابقا فنن الحجة يف ققل الصحابل ‪-‬طـد مـ يؼقل بحجقة ققل الصحابل‪ -‬تسؼط‪[.‬إذ] يتعارضان‪،‬‬
‫تح ُؽؿ‪ ،‬وقد جاء طـ ابـ طباس أكف قال‪« :‬طجبت‬
‫ٕن ترجقح أحدهؿا طؾك أخر ترجقح بال ُم َرجح وهق َّ‬
‫لؿـ يتؼدم الشفر وقد قال رسقل اهلل ﷺ إذا رأيتؿ الفالل فلقمقا وإذا رأيتؿقه فلف روا فنن غ َُّؿ طؾقؽؿ‬
‫فلكؿؾقا العدة ثالثقـ » رواه الـسائل وصححف إلباين‪ .‬وأيضا روى اإلمام أحؿد بسـد صحقح َّ‬
‫أن ابـ‬
‫طباس ﭭ كان يـؽر طؾك مـ يتؼدم شفر رمضان‪.‬‬
‫هذا ما يتعؾؼ بالؿعاين‪ ،‬أما ما يتعؾؼ بإحؽام فؼد إتػؼ العؾؿاء طؾك أكف ٓ يؾزم إمة أن ُتػطِر إٓ إذا‬
‫رأت الفالل أو أكؿؾت شعبان ثالثقـ يقما إن لؿ يؽـ هـاك ماكع بقـفؿ وبقـ السؿاء‪ ،‬هذا محؾ إتػاق أكف‬
‫ٓ يؾزم إمة أن تصقم‪ ،‬بؾ ٓ يشرع لفا أن تصقم شفر رمضان إٓ إذا رؤي الفالل أو بنكؿال شعبان‬
‫ثالثقـ يقما إذا لؿ يؽـ هـاك حائؾ بقـفؿ وبقـ رؤية الفالل‪.‬‬
‫واختؾػقا إذا كان هـاك حائؾ‪ ،‬متك يؾزمفؿ؟ هؾ يؾزمفؿ بنكؿال شعبان ثالثقـ يقما وهق مذهب‬
‫الجؿفقر أو بنكؼاص شفر شعبان فقؽقن شعبان تسع وطشريـ يقما وكصقم يقم الثالثقـ وهق مذهب‬
‫الحـابؾة‪ ،‬وقؾـا إن الراجح هق ققل الجؿفقر وهق أكَّا كؽؿؾ شعبان ثالثقـ يقما‪ ،‬كؿا َّ‬
‫أن العؾؿاء قد إتػؼقا‬
‫طؾك أكف ٓ يؾزم أن َيرى الفالل كؾ أحد حتك يجب طؾقف صقم رمضان‪ ،‬بؾ إذا رآه مـ تؼقم بف الحجة كؿا‬
‫«ٓ‬ ‫سقليت ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬لزم الجؿقع أن يصقم‪ ،‬فال يليت إكسان يؼقل‪ ٓ :‬أكا ما رأيت والـبل ﷺ يؼقل‪:‬‬
‫لقمقا رم ان حتك روا الفالل » وأكا ما رأيت‪ .‬إذا رآه مـ تؼقم بف الحجة لزم الجؿقع الصقام وهذا‬
‫بنتػاق العؾؿاء‪،‬كؿا أن العؾؿاء قد إتػؼقا طؾك أكف إذا رأى هالل رمضان اثـان طدٓن فلكثر وجب الصقم‬
‫طؾك جؿقع أهؾ البؾد‪.‬‬
‫[هؾ يؾزم اللقم برؤية شاهد أو ٓ بد مـ شاهدي طدل؟]‬

‫اختؾػقا إذا رآه واحد مـ الـاس طدل ففؾ يؾزم الصقم لرؤيتف؟‬
‫« رااى‬ ‫‪ -‬ذهب الجؿفقر إلك أكف يجب الصقم برؤية مسؾؿ طدل مؽؾػ‪ ،‬قال ابـ طؿر ﭭ‪:‬‬
‫الـاس الفالل فرأيتف فلخبرت رسقل اهلل ﷺ فلام وأمر الـاس بلقامف » رواه أبق داود وابـ حبان‬
‫والحاكؿ وصححف إلباين‪ .‬ففذا حديث صريح يف َّ‬
‫أن الـبل ﷺ صام وأمر الـاس بالصقام برؤية‬
‫ابـ طؿر ﭭ لؾفالل‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب اإلمام مالؽ والشافعل يف ققل إلك أكف ٓ بد مـ شفادة شاهديـ َّ‬
‫وأن شفادة القاحد ٓ‬
‫«فنن غ َُّؿ طؾقؽؿ فلكؿؾقا ثالثقـ فنن شفد‬ ‫تؽػل يف لزوم الصقم‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا لؼقل الـبل ﷺ‬
‫«فنن شفد‬ ‫شاهدان فلقمقا وأف روا » رواه الـسائل وصححف إلباين‪ .‬قالقا والـبل ﷺ قال‪:‬‬
‫شاهدان فلقمقا وأف روا » مػفقم الؿخالػة أكف إذا شفد شاهد ٓ تصقمقا‪ ،‬ولؽـ هذا مرجقح‬
‫َّ‬
‫ٕن الؿـطقق مؼدم طؾك الؿػفقم‪ ،‬وحديث ابـ طؿر ﭭ مـطقق وهذا مػفقم‪ ،‬فقؼدم طؾقف‬
‫الؿـطقق وهق ٓ يـافقف ففذا يدل طؾك أكف إذا شفد شاهدان صؿـا‪ ،‬وحديث ابـ طؿر يدل طؾك أكف‬
‫إذا شفد شاهد صؿـا‪ ،‬وٓ مـافاة بقـفؿا‪.‬‬
‫[هؾ رؤية الشاهد خاصة بالبؾد أو أكفا عؿ جؿقع الؿسؾؿقـ؟]‬
‫هؾ رؤية الشاهد أو الشاهديـ لؾبؾد خاصة أو أهنا تعؿ جؿقع الؿسؾؿقـ؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪:‬‬
‫‪ -‬الجؿفقر طؾك أهنا تعؿ جؿقع الؿسؾؿقـ‪ ،‬وطؾك َّ‬
‫أن الؿطالع متحدة وأكف إذا ثبت يف صرف مـ‬
‫أصراف الؿسؾؿقـ رؤية الفالل فنكف يؾزم مـ طؾؿ بالرؤية يف أي صرف مـ أصراف بؾدان الؿسؾؿقـ‬
‫«ٓ لقمقاحتك روا الفالل » وقد ُرئل الفالل‬ ‫أن يصقم لعؿقم الحديث يف ققل الـبل ﷺ‪:‬‬
‫فقؾزم الجؿقع أن يصقم‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب بعض الؿالؽقة وبعض الشافعقة إلك أكف يؾزم أهؾ بؾده خاصة وٓ يؾزم طؿقم البؾدان‪،‬‬
‫وذلؽ لؿا ثبت يف صحقح مسؾؿ َّ‬
‫أن الفالل رؤي يف زمـ معاوية ﭬ يف الشام لقؾة الجؿعة فصام‬
‫أهؾ الشام‪ ،‬وأما يف الؿديـة َّ‬
‫فنن أهؾ الؿديـة صامقا يقم السبت‪ ،‬يعـل صام أهؾ الشام يقم‬
‫ٕن الفالل ُرئِل‪ ،‬وأهؾ الؿديـة لؿ يروا الفالل فصامقا يقم السبت‪ ،‬وكان ابـ طباس‬
‫الجؿعة َّ‬
‫ﭭ يف الؿديـة فؾؿا طؾؿ بذلؽ وققؾ لف‪ :‬أٓ تؽتػل برؤية معاوية قال‪ .ٓ :‬وهذا إضفر ‪-‬واهلل‬
‫أطؾؿ‪ -‬أكف لؽؾ بؾد رؤيتف ‪ ،‬البؾد الذي يجتؿع تحت إمام واحد لف رؤيتف‪ ،‬ولؽؾ بؾد رؤيتف‪ ،‬وذلؽ‬
‫ٕن هذا هق الذي يتػؼ‬‫لفذا إثر طـ ابـ طباس ﭭ وٓ ُيعؾؿ لف مخالػ مـ الصحابة‪ ،‬وأيضا َّ‬
‫فنن ِطؾؿ إصراف الؿتباطدة برؤية إصراف إخرى كان فقؿا تؼدم مـ الزمان‬
‫مع ققاطد الشريعة َّ‬
‫متعذرا‪ ٓ ،‬يؿؽـ أن يؽقن‪ ،‬والشرع ما جائـا إٓ بؿا كستطقع‪ ٓ ،‬تـظر إلك حال الققم ُيعؾـ الخرب‬
‫يف بؾد فقـتشر يف دقائؼ‪ ،‬يف السابؼ كان الـاس ٓ يعرفقن هذا‪ ،‬والشرع لؿ يؽؾػـا إٓ بؿا كستطقع‪،‬‬
‫كؿا أن الـاضر إلك إوقات يف البؾدان يدرك يؼقـا أن الؿطالع ٓ بد أن تختؾػ فنكؽ تؽقن يف‬
‫بؾدك يف لقؾ ويؽقن بؾد آخر يف الـفار‪ ،‬وكؿا َّ‬
‫أن الـاس يختؾػقن يف أوقات صؾقاهتؿ فؽذلؽ‬
‫يختؾػقن يف أوقات صقامفؿ بحسب بؾداهنؿ فالعربة بالرؤية يف كؾ بؾد فنن لؿ يروا الفالل فنهنؿ‬
‫يؽؿؾقن شعبان ثالثقـ يقما‪.‬‬
‫قل اهللِ َص َّؾك اهللُ َط َؾ ْق ِف َو َس َّؾ َؿ‬ ‫َار‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ ُط َؿ َر َأ َّن َر ُس َ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ دِيـ ٍ‬‫ث يحقك طـ مالِ ٍ‬
‫َح َّد َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫قمقا َحتَّك ََر ُوا ا ْل ِف َال َل‪َ ،‬و َٓ ُ ْػ ِ ُروا َحتَّك ََر ْو ُه‪َ ،‬فنِ ْن غ َُّؿ َط َؾ ْقؽ ُْؿ‬ ‫ون‪َ ،‬ف َال َُل ُ‬ ‫الش ْف ُر ِ ْس ٌع َو ِط ْش ُر َ‬
‫َق َال‪َّ « :‬‬
‫َفا ْقدُ ُروا َل ُف»‬
‫«الشفر تسعة وطشرون »‬ ‫أيضا هذا الحديث متػؼ طؾقف‪ ،‬خرجف الشقخان‪ّ ،‬‬
‫أن رسقل الفف ﷺ قال‪:‬‬
‫سع وطشرون» وهذا طؾك تؼدير‬
‫وهذا طؾك تؼدير «يقما» تسعة وطشرون يقما‪ ،‬وجاء يف بعض الروايات « ٌ‬
‫تسع وشعرون كؼدر «لقؾة»‪ ،‬وأصح أققال العؾؿاء يف معـك هذا‬
‫«لقؾة» تسعة وطشرون كؼدر «يقما»‪ٌ ،‬‬
‫أن القؼقـ َّ‬
‫أن الشفر تسعة وطشرون يقما‪ ،‬فال يـؼص طؾك تسعة وطشريـ يقما‪،‬‬ ‫أن الؿراد بف َّ‬
‫الحديث َّ‬
‫القؼقـ أكف تسع وطشرون يقما أما الثالثقن فؿشؽقك فقف‪ ،‬قد يؽقن الشفر ثالثقـ يقما وقد ٓ يؽقن‪ ،‬أما‬
‫أن يـؼص طـ تسعة وطشريـ يقما ففذا ٓ يؽقن‪ ،‬إذا القؼقـ َّ‬
‫أن الشفر تسعة وطشرون يقما‪ ،‬فؾق أكَّا صؿـا‬
‫ثؿاكقة وطشريـ يقما ثؿ رؤي هالل شقال فنكف يجب طؾقـا أن كؼضل يقما ٕن القؼقـ َّ‬
‫أن الشفر تسعة‬
‫وطشروم يقما ٓ يـؼص طـ ذلؽ‪ ،‬أما الثالثقن فؿشؽقك فقف ففق يقم الشؽ‪ ،‬وسقليت ‪-‬إن شاء اهلل‪-‬‬
‫الؽالم طـ يقم الشؽ‪ ،‬ويدل لفذا التػسقر َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬الشفر هؽذا وهؽذا وهؽذا » يعـل ثالثقن‬
‫ويف الؿرة الثاكقة قال‪« :‬الشفر هؽذا وهؽذا وهؽذا وقبض أصبعا » أي تسعة وطشريـ يقما كؿا جاء يف‬
‫الصحقح‪ ،‬وصح طـ الـبل ﷺ أكف قال‪ « :‬الشفر ثالثقن » ففذا يدل طؾك أن الؿعـك الؿؼصقد مـ ققل‬
‫الـبل ﷺ الشفر تسعة وطشرون َّ‬
‫أن القؼقـ أكف ٓ يـؼص طـ تسعة وطشريـ أما الثالثقن فؿشؽقك فقف‪ ،‬قد‬
‫يؽقن الشفر ثالثقـ يقما وقد يؽقن تسعة وطشرون يقما‪ ،‬فالتصقمقا حتك تروا الفالل وقد تؼدم‪.‬‬
‫أن الػطر مـ رمضان ٓ‬‫« َو َٓ ُت ْػطِ ُروا َحتَّك َت َر ْو ُه »هذا كسقت أن أكبف طؾقف يف الحديث السابؼ وهق َّ‬
‫يؽقن إٓ برؤية هالل شقال أو بنكؿال رمضان ثالثقـ يقما وهذا متػؼ طؾقف بقـ أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫[هؾ يؾزم الػ ر برؤية شاهد أو شاهدي طدل]‬
‫ولؿ يخالػ يف ذلؽ إٓ أبق ثقر فنكف أجاز قبقل شفادة شاهد واحد أما جؿاهقر أهؾ العؾؿ قالقا ٓ بد‬
‫مـ شفادة شاهديـ‪ ،‬وأبق ثقر قال‪ :‬يؽػل شفادة شاهد واحد لؼقل الـبل ﷺ‪« :‬فنن غ َُّؿ طؾقؽؿ فلقمقا‬
‫ثالثقـ يقما » قالقا‪ :‬هذا يف اإلكؿال وهذا محؾ إتػاق‪ ،‬اتػؼ العؾؿاء طؾك ّ‬
‫أن رمضان إذا لؿ ُيرى الفالل‬
‫لقؾة الثالثقـ مـف يجب أن ُيؽؿؾ ثالثقـ يقما َّ‬
‫وأن الرؤية ٓ بد فقفا مـ شفادة شاهديـ لؿا تؼدم يف‬
‫الحديث يف ققل الـبل ﷺ‪« :‬فنن غ َُّؿ طؾقؽؿ فلكؿؾقا ثالثقـ فنن شفد شاهدان فلقمقا وأف روا » كؿا قؾـا‬
‫رواه الـسائل وصححف إلباين‪ .‬والشاهد َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬فنن شفد شاهدان فلقمقا » ووجدكا حديثا‬
‫يدل طؾك أكف يصام بشفادة شاهد واحد‪« .‬وأف روا» يعـل فنن شفد شاهدان فلفطروا‪ ،‬ولؿ كجد حديثا يدل‬
‫طؾك أكف يػطر بشفادة شاهد واحد‪ ،‬إذا ٓ بد مـ شفادة شاهديـ‪ ،‬ففذا ما يتعؾؼ هبذا الحديث‪.‬‬
‫قل اهللِ َص َّؾك اهللُ َط َؾ ْق ِف‬ ‫اس َأ َّن َر ُس َ‬‫الد ِيؾ ِّصل‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ َط َّب ٍ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َث ْق ِر ْب ِـ ز َْي ٍد ِّص‬
‫ث يحقك طـ مالِ ٍ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َو َح َّد َ‬
‫قمقا َحتَّك ََر ُوا ا ْل ِف َال َل‪َ ،‬و َٓ ُ ْػ ِ ُروا َحتَّك ََر ْو ُه‪َ ،‬فنِ ْن غ َُّؿ َط َؾ ْقؽ ُْؿ َف َلك ِْؿ ُؾقا‬ ‫ان َف َؼ َال‪َُ َٓ « :‬ل ُ‬
‫َو َس َّؾ َؿ َذك ََر َر َم َ َ‬
‫ِ‬
‫قـ»‪.‬‬ ‫ا ْل َع َد َد َث َالث َ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َث ْق ِر ْب ِـ َز ْي ٍد الدِّص يؾِل‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ َط َّب ٍ‬
‫اس » وهذا الحديث هبذا اإلسـاد‬ ‫«حدث يحقك َطـ مال ِ ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ِّص‬
‫مـؼطع َّ‬
‫ٕن الديؾل لؿ يدرك ابـ طباس ﭭ‪ ،‬لؽـ جاء هذا الحديث بؿعـاه طـد أبل داود والرتمذي‬
‫والـسائل مـ صريؼ ِسؿاك طـ طؽرمة طـ ابـ طباس ﭭ وصححف إلباين‪ ،‬فالحديث هبذا اإلسـاد‬
‫الذي ذكره اإلمام مالؽ ضعقػ مـ جفة اإلكؼطاع‪ ،‬لؽـ الحديث صحقح مـ جفة أخرى وهق أكف ورد‬
‫بنسـاد صحقح‪ ،‬ولؾعؾؿاء بحث يف سبب إطراض اإلمام مالؽ طـ رواية طؽرمة وذكرها الحافظ ابـ طبد‬
‫الرب فؿـ أحب أن يرجع إلقفا‪.‬‬
‫طـ طبد اهلل ابـ طباس أن رسقل اهلل ﷺ ذكر رمضان فؼال‪ ٓ« :‬تصقمقاحتك تروا الفالل وٓ تػطروا‬
‫حتك تروه فنن غؿ طؾقؽؿ فلكؿؾقا العدد ‪-‬ويف رواية " ِ‬
‫العدَّ ة"‪ -‬ثالثقـ» ففذا يدل طؾك ما قدمـاه مـ أكف إذا‬
‫ُغ َّؿ طؾقـا يف آخر شعبان فنكا كؽؿؾ شعبان ثالثقـ يقما‪ ،‬وإن غؿ طؾقـا يف شفر رمضان فنكَّا كؽؿؾ شفر‬
‫رمضان ثالثقـ يقما‪.‬‬
‫ان بِ َع ِش ٍّجل َف َؾ ْؿ ُي ْػ ِ ْر ُط ْث َؿ ُ‬
‫ان‬ ‫ان ْب ِـ َط َّػ َ‬ ‫ؽ َأ َّك ُف َب َؾ َغ ُف‪َ « ،‬أ َّن ا ْل ِف َال َل ُرئِل فِل ز ََم ِ‬
‫ان ُط ْث َؿ َ‬ ‫َ‬
‫ث يحقك طـ مالِ ٍ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َو َح َّد َ‬
‫ت َّ‬
‫الش ْؿ ُس»‬ ‫حتَّك َأمسك وغَاب ِ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫أن الفالل» والؿؼصقد بالفالل هـا ‪-‬أيفا اإلخقة‪ -‬هالل‬‫هذا مـ بالغات اإلمام مالؽ ‪« $‬أكف بؾغف َّ‬
‫«ب َع ِش ٍل» أي بعد الزوال‪« ،‬العشل» هق ما بعد الزوال‪،‬‬ ‫شقال ُرئل يف زمان طثؿان ابـ طػان ﭬ‬
‫والؿؼصقد هـا أكف يف يقم الثالثقـ مـ رمضان ُرئل الفالل بعد الزوال يف زمـ طثؿان فؾؿ يػطر طثؿان‬
‫ﭬ حتك أمسك يعـل أكؿؾ صقامف وغابت الشؿس‪ ،‬وهذا إثر ضعقػ فنكف بالغ‪.‬‬
‫[إذا ُرئل هالل شقال يف كفار رم ان ماذا ُيػعؾ؟]‬
‫‪ -‬قد ذهب جؿفقر الػؼفاء ومـفؿ الؿذاهب إربعة يف الؿعتؿد إلك َّ‬
‫أن هالل شقال إذا ُرئل يف‬
‫الـفار ففق لؾؾقؾة الؿؼبؾة سقاء رئل قبؾ الزوال أو رئل بعد الزوال‪ ،‬يؼقلقن‪ :‬الفالل العربة يف‬
‫رؤيتف يف الؾقؾ فنذا رؤي يف الـفار ففق لؾؾقؾة التالقة مـ الققم الؿؼبؾ ف ُق ْؽ َؿؾ الصقام وٓ يؼطع‬
‫وجقبا وهذا الذي طؾقف جؿاهقر العؾؿاء ‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب أبق يقسػ وأحؿد يف رواية إلك أكف إذا ُرئل قبؾ الزوال ففق لؾؾقؾة السابؼة ف ُقػطرون وإذا‬
‫ُرئل بعد الزوال ففق لؾؾقؾة الؿؼبؾة‪ ،‬وقالقا َّ‬
‫إن الزوال هق كصػ الـفار فنذا كان قبؾ الزوال ففق‬
‫أقرب لؾؾقؾة السابؼة وإذا كان بعد الزوال ففق أقرب لؾقؾة التالقة وبالتالل قالقا‪ :‬إكَّا كػرق بقـ ما‬
‫قبؾ الزوال وما بعد الزوال‪ ،‬فنن ُرئل قبؾ الزوال أفطركا وكان لؾؾقؾة السابؼة ففذا لقس مـ‬
‫والراجح‬ ‫رمضان وإن ُرئل بعد الزوال أكؿؾـا وكان هذا الققم مـ رمضان ويؽقن لؾؾقؾة الؿؼبؾة‬
‫هق ققل الجؿفقر أكف لق ٌرئل يف الـفار فنكف يؽقن لؾقؾة الؿؼبؾة‪.‬‬
‫ان َو ْحدَ ُه‪َ :‬أ َّك ُف َي ُلق ُم‪َّ َِٕ .‬ك ُف َٓ َيـْ َب ِغل َل ُف َأ ْن‬ ‫قل‪ ،‬فِل ا َّل ِذي َي َرى ِهال ََل َر َم َ َ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُ‬
‫َّاس َيت َِّف ُؿ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان‪َ .‬وم ْـ ر َأى ِهال ََل َش َّق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ْػ ِ َر‪َ ،‬و ُه َق َي ْع َؾ ُؿ َأ َّن ذلِ َ‬
‫قن‬ ‫ال َو ْحدَ ُه‪َ ،‬فنِ َّك ُف َٓ ُي ْػ ُر‪َّ َٕ .‬ن الـ َ‬ ‫ؽ ا ْل َق ْق َم م ْـ َر َم َ َ َ َ‬
‫قل ُأو َل ِ َ‬
‫ؽ‪ ،‬إِ َذا ُض ِف َر َط َؾ ْق ِف ْؿ‪َ :‬قدْ َر َأ ْيـَا ا ْل ِفال ََل‪.‬‬ ‫َط َؾك َأ ْن ُي ْػ ِ َر ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َل ْق َس َم ْل ُمقكك‪َ .‬و َي ُؼ ُ‬
‫قل‪ ،‬فِل ا َّل ِذي َي َرى ِهال ََل َر َم َض َ‬

‫ان َو ْحدَ ُه» مـ رأى هالل رمضان وحده‬ ‫« َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬
‫ٓ يخؾقا مـ حالقـ‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن يؽقن مـػردا طـ الـاس‪ .‬كراطل الغـؿ الذي يؽقن يف الصحراء لقحده أو يؽقن يف‬
‫رأس جبؾ فقؽقن مـػردا طـ الـاس ففذا يصقم وٓ يحتاج إلك قاضل وٓ يحتاج إلك غقر ذلؽ‪ ،‬مادام أكف‬
‫رأى الفالل وهق مـػرد طـ الـاس فنكف يجب طؾقف أن يصقم‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يؽقن مع الـاس ورأى الفالل وحده وشفد بالرؤية‪ ،‬ففذا طـد أهؾ ا لعؾؿ لف ثالث‬
‫صقر‪:‬‬
‫‪ -‬اللقرة إولك‪ :‬أن تؼبؾ شفادتف‪ .‬وقد قؾـا َّ‬
‫أن شفر رمضان يدخؾ برؤية شاهد واحد‪ ،‬وهـا إمر‬
‫ضاهر يجب طؾك الـاس أن يصقمقا وويجب طؾقف أن يصقم مع الـاس‪ ،‬فنذا شفد شاهد و ُقبؾت‬
‫شفادتف وقؾـا إكف تؽػل شفادة واحد لؾصقام‪ ،‬فنكف يجب طؾقف أن يصقم ويجب طؾك الـاس أن‬
‫يصقمقا‪.‬‬
‫‪ -‬اللقرة الثاكقة‪ :‬أن يرى هالل رمضان وحده وتؼبؾ شفادتف إٓ أن الحاكؿ يرى أن شفادة القاحد‬
‫ٓ تؼبؾ‪ ،‬الحاكؿ يعؿؾ بؼقل اإلمام مالؽ وبعض الشافعقة أكف ٓ تؼبؾ شفادة القاحد يف دخقل‬
‫شفر رمضان وٓ بد مـ شفادة شاهديـ فجاءه شخص فشفد وهق طدل مزكك وشفادتف مؼبقلة‬
‫لؽـ لؿ ُيلمر الـاس بالصقام ٕكف لؿ يـضؿ إلقف شاهد آخر‪ ،‬ففـا ٓ يصقم الـاس طؾك هذا الرأي‪.‬‬
‫ما حؽؿ صقامف هق؟ هؾ يصقم أو ٓ يصقم؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪:‬‬
‫‪ o‬والجؿفقر طؾك أكف يصقم لؼقل الـبل ﷺ‪« :‬صقمقا لرؤيتف» وهذا قد رآه ولؼقلف ﷺ‪ٓ« :‬‬
‫لقمقا حتك روا الفالل» وهذا قد رأى الفالل‪.‬‬
‫‪ o‬وذهب بعض الػؼفاء مـ التابعقـ ومـ بعدهؿ وهل رواية طـ اإلمام أحؿد واختارها‬
‫اللق َم يقم‬ ‫شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪ $‬إلك أكف ٓ يصقم قالقا‪ :‬لؼقل الـبل ﷺ‪« :‬‬
‫لقمقن والػ ر يقم ػ رون » رواه الرتمذي وصححف إلباين‪ .‬قالقا فالصقم مـ‬
‫الشعائر العامة التل ٓ يـػرد هبا أحد طـ الـاس‪ ،‬فالصقم يقم صقمـا جؿقعا فؿا دام أكف لؿ‬
‫‪َّ $‬‬
‫أن الفالل إكؿا سؿل‬ ‫يصؿ الـاس فنكف ٓ يصقم وقد ذكر شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‬
‫هالٓ لظفقره واكتشاره فنذا لؿ يؽـ شامال لؾـاس ُبرأيت شاهديـ ‪-‬طؾك هذا الؼقل ٓ‬
‫طؾك ما رجحـاه‪ -‬فنكف ٓ يصقم‪.‬‬
‫‪ -‬اللقرة الثالثة‪ :‬أن ترد شفادتف‪ ،‬سقاء قؾـا ٓ بد مـ شفادة شاهديـ أو شفادة شاهد واحد كؿا‬
‫رجحـا‪ ،‬أن ترد شفادتف ٓ تؼبؾ فال يؼبؾفا الؼاضل وٓ يؼبؾفا الحاكؿ‪.‬‬
‫‪ o‬وهـا كػس الخالف السابؼ فالجؿفقر يرون أكف يصقم ٕكف رأى الفالل وهق متقؼـ مـ‬
‫ور ُّد شفادتف لقس طائدا إلك رؤيتف هق وإكؿا إلك قبقل ققلف‪.‬‬
‫جفة كػسف َ‬
‫‪ o‬وذهب بعض الػؼفاء أكف ٓ يصقم لؿا تؼدم مـ إدلة وكان شقخـا الشقخ ابـ باز ‪$‬‬
‫يػتل بلكف مـ رأى هالل رمضان وحده ٓ يصقم إٓ إذا صام الـاس و ُقبؾ وهل الصقرة‬
‫إولك وإٓ فنكف ٓ يصقم وحده‪.‬‬
‫ان َو ْحدَ ُه‪َ :‬أ َّك ُف َي ُصق ُم‪َّ َِٕ .‬ك ُف َ‬
‫ٓ َيـْ َب ِغل َل ُف َأ ْن ُي ْػطِ َر‪َ ،‬و ُه َق‬ ‫قال اإلمام مالؽ‪« :‬فِل ا َّل ِذي َي َرى ِهال ََل َر َم َض َ‬
‫ان » يؼقل اإلمام مالؽ‪ :‬لق سللـا هذا الرجؾ ما تؼقل يف هذا الققم هؾ هق مـ‬ ‫َي ْع َؾ ُؿ َأ َّن ذل ِ َؽ ا ْل َق ْق َم مِ ْـ َر َم َض َ‬
‫رمضان أو لقس مـ رمضان سقؼقل‪« :‬مـ رمضان » فؽقػ يػطر ! وهق يعتؼد يف كػسف أكف مـ رمضان فنذا‬
‫ٓ بد أن يصقم وقد سؿعتؿ ما قالف الؿخالػقن لفذا الرأي‪.‬‬
‫[حؽؿ مـ رأى هالل شقال وحده]‬
‫ومـ رأى هالل شقال وحده فنكف ٓ ُيػطر‪ ،‬وٓ يػطر الـاس برؤيتف وقد قؾـا باتػاق العؾؿاء أكف ٓ بد‬
‫مـ شفادة شاهديـ‪ ،‬لؽـ بالـسبة لف هق بعقـف هؾ كؼقل إكف ٓيػطر مثؾ الـاس؟ َّ‬
‫ٕن شرط الػطر لؿ يتحؼؼ‬
‫يف حؼف وهق وجقد شاهديـ أو ُيػطر ٕكف يعتؼد يف كػسف َّ‬
‫أن الققم طقد يؼقلقن‪ :‬أكف ما دام أكف رأى هالل‬
‫شقال فنكف يعتؼد أكف الققم طقد وقد هنك الـبل ﷺطـ صقم يقم العقد هـا اختؾػ العؾؿاء‪.‬‬
‫‪ -‬فذهب الؿالؽقة والحـابؾة إلك أكف ٓ يػطر‪ ،‬أوٓ لؿا تؼدم مـ الحديث «اللق َم يقم لقمقن ‪-‬‬
‫ويروى أيضا بالرفع "الصق ُم"‪-‬والػ َر يقم ػ رون ‪-‬ويروى بالرفع أيضا‪ » -‬وأيضا َّ‬
‫ٕن شرط‬
‫الػطر لؿ يتحؼؼ يف حؼف َّ‬
‫ٕن الػطر باتػاق إما برأيت الفالل مـ قبؾ شاهديـ وإما بنكؿال رمضان‬
‫ؽؿؾ رمضان ثالثقـ يقما فال بد مـ إكؿالف‪.‬‬

‫ثالثقـ يقما ففـا لؿ يقجد شاهدان ولؿ ُي َ‬
‫‪ -‬وذهب الحـػقة والشافعقة إلك أكف يػطر سرا ٕكف يعتؼد َّ‬
‫أن الققم طقد‪ ،‬ولؽـ ٓ يظفره حتك ٓ‬
‫يتفؿ‪.‬‬
‫واإلمام مالؽ مـ الػؼفاء الذيـ يعؿؾقن سد الذرائع‪ ،‬ولذلؽ مـ أصقل فؼف اإلمام مالؽ الؽربى‬
‫«سد الذرائع » وهذا مقجقد يف الؿقصل كثقرا يذكر اإلمام مالؽ ‪ $‬مسللة سد الذرائع وهذا طـدكا هـا‪:‬‬
‫قن َط َؾك َأ ْن ُي ْػطِ َر مِـ ُْف ْؿ َم ْـ َل ْق َس َم ْل ُمقكك » يؼقل َّ‬
‫َّاس َيت َِّف ُؿ َ‬ ‫ِ‬
‫ٕن هذا سقؽقن‬ ‫يؼقل اإلمام مالؽ ﷺ‪َّ َٕ « :‬ن الـ َ‬
‫ذريعة ٕن يػطر الػساق‪ ،‬فنذا ُض ِفر طؾقفؿ وققؾ لفؿ لؿاذا تػطرون‪ ،‬قال‪ :‬قد رأيت الفالل‪ .‬فقؽقن هذا‬
‫ذريعة لؾػساق ٕن بػطر أحدهؿ ويزطؿ أكف قد رأى الفالل‪ ،‬فاإلمام مالؽ هبذا أ َّيد الؼقل بلكف ٓ بد مـ‬
‫شفادة شاهديـ وإٓ فؾقس ٕحد أن يػطر سقاء زطؿ أكف رأى الفالل أو لؿ يزطؿ‪ ،‬بؾ القاجب أن يؽؿؾ‬
‫مع الـاس‪.‬‬
‫ؽ‪َ .‬فنِك ََّؿا ُه َق ِهال َُل ال َّؾ ْق َؾ ِة ا َّلتِل َْل ِل‪.‬‬

‫ال ك ََفار ًا‪َ ،‬فالَ ُي ْػ ِ ْر‪َ .‬و ْل ُقت ِّصَؿ ْؿ ِص َقا َم َي ْق ِم ِف ذلِ َ‬
‫َوم ْـ ر َأى ِهال ََل َش َّق ٍ‬
‫َ َ‬
‫كؿا تؼدم وهذا ققل الجؿفقر وهق الؿعتؿد يف الؿذاهب إربعة أكف إذا ُرئل هالل شقال يف الـفار فنن‬
‫الـاس ٓ يػطرون بؾ القاجب طؾقفؿ أن ُيؽؿؾقا صقام الققم‪ ،‬ويؽقن الفالل لؾؾقؾة الؿؼبؾة خالفا ٕبل‬
‫يقسػ واإلمام أحؿد يف رواية‪.‬‬
‫ُّقن َأ َّك ُف ِم ْـ َر َم َ َ‬
‫ان‪َ ،‬ف َجا َا ُه ْؿ‬ ‫َّاس َي ْق َم ا ْل ِػ ْرِ‪َ ،‬و ُه ْؿ َي ُظـ َ‬‫قل‪ :‬إِ َذا َصا َم الـ ُ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُ‬
‫ون ِم ْـ‬ ‫قن‪َ ،‬فنِك َُّف ْؿ ُي ْػ ِ ُر َ‬
‫ؽ َأ َحدٌ َو َثالَ ُث َ‬‫قمقا بِ َق ْقمٍ‪َ ،‬و َأ َّن َي ْق َم ُف ْؿ ذلِ َ‬
‫ي َق ْب َؾ َأ ْن َي ُل ُ‬ ‫ان َقدْ ُر ِؤ َ‬ ‫ت َأ َّن ِهال ََل َر َم َ َ‬ ‫َث ْب ٌ‬
‫س‪.‬‬ ‫الش ْؿ ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ؽ َجا َا ُهؿ ب ْعدَ ز ََو ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َان ذلِ َ‬
‫قد‪ ،‬إِ ْن ك َ‬ ‫قن ا ْل ِع ِ‬ ‫ؽ ا ْل َق ْق ِم َأ َّي َة َسا َط ٍة َجا َا ُه ُؿ ا ْلخَ َب ُر‪َ .‬غ ْق َر َأك َُّف ْؿ َٓ ُي َل ُّؾ َ‬
‫ذلِ َ‬
‫َّاس َي ْق َم ا ْل ِػ ْط ِر» يقم الػطر هـا يحتؿؾ معـققـ‪:‬‬ ‫« َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬
‫قل‪ :‬إِ َذا َصا َم الـ ُ‬
‫‪ -‬الؿعـك إول‪ :‬يقم الػطر يعـل الققم الذي يؿؽـ أن يؽقن يقم الػطر الذي هق الثالثقن مـ‬
‫رمضان‪ ،‬هق يؿؽـ أن يؽقن يقم الثالثقـ يقم الػطر فقؽقن الؿعـك‪ :‬الذي يؿؽـ أن يؽقن يقم‬
‫الػطر أو يؽقن قصده يقم الػطر باطتبار الؿآل ٕكف إذا جاءه الشفقد فنكف يتبقـ َّ‬
‫أن هذا يقم طقد‬
‫الػطر يف الحؼقؼة وإن صامقا يف أولف‪ ،‬صقرة الؿسللة‪ :‬صام أكاس يقم ثالثقـ مـ رمضان َّ‬
‫ٕن‬
‫الفالل لؿ ُير يف الؾقؾة الؿاضقة ثؿ جاءهؿ َثبت‪ ،‬وجاءهؿ ثبت هذه طـد أهؾ العؾؿ لفا صقرتان‪:‬‬
‫‪ o‬اللقرة إولك‪ :‬أن يلتقفؿ ثبت َّ‬
‫أن هالل رمضان رؤي قبؾ صقمفؿ بققم‪ ،‬يعـل يا إخقة‬
‫كحـ يف البؾد تراءيـا هالل رمضان فؾؿ كره لقؾة الثالثقـ‪ ،‬ماذا فعؾـا؟ أكؿؾـا شعبان ثالثقـ‬
‫يقما‪ ،‬وصؿـا بعد ذلؽ وبعدما صؿـا يف آخر يقم وكحـ كصقم يقم الثالثقـ مـ رمضان‬
‫جاءكا شاهد أو شاهدان فلخربوكا أهنؿ قد رأوا هالل رمضان هذا العام قبؾ صقمـا بققم‬
‫يعـل لقؾة الثالثقـ‪ ،‬كحـ ما طؾؿـا‪ ،‬هـا َث َب َت طـدكا َّ‬
‫أن شفر رمضان دخؾ قبؾ أن كصقم‬
‫بققم أي كحـ الققم يف القاحد والثالثقـ‪ ،‬هذه صقرة‪.‬‬
‫‪ o‬اللقرة الثاكقة‪ :‬أن يؽقن الـاس صائؿقـ يقم الثالثقـ مـ رمضان فقلتقفؿ شفقد بلهنؿ رأوا‬
‫هالل شقال البارحة وتؼبؾ شفادهتؿ‪ ،‬ففـا َثبت أن هذا الققم هق يقم العقد‬
‫ان َقدْ ُر ِؤ َي َق ْب َؾ َأ ْن َي ُصق ُمقا بِ َق ْق ٍم » هذه الصقرة إولك التل‬ ‫قال‪َ « :‬ف َجا َء ُه ْؿ َث ْب ٌت َأ َّن ِهال ََل َر َم َض َ‬
‫ون مِ ْـ ذل ِ َؽ ا ْل َق ْق ِم » وهذا محؾ إتػاق وأكف يجب‬
‫قن ‪َ ،‬فنِك َُّف ْؿ ُي ْػطِ ُر َ‬
‫ذكركاها « َو َأ َّن َي ْق َم ُف ْؿ ذل ِ َؽ َأ َحدٌ َو َثالَ ُث َ‬
‫طؾقفؿ أن يػطروا‪ ،‬لؿاذا؟ ٕهنؿ طؾؿقا أكف يقم الػطر‪ ،‬يقم العقد‪ ،‬وصقم يقم العقد حرام والقاجب الػطر‪،‬‬
‫فقجب طؾقفؿ أن يػطروا متك ما بؾغفؿ الخرب‪ ،‬جاءهؿ يف الضحك‪ ،‬جاءهؿ يف الظفر‪ ،‬جاءهؿ يف العصر‪،‬‬
‫جاءهؿ قبؾ الؿغرب بخؿس دقائؼ‪ ،‬يجب طؾقفؿ أن يػطروا ولؽـ الشلن ماذا يػعؾقن يف صالة العقد ٕن‬
‫الققم هق يقم الػطر‪.‬‬
‫[صالة العقد إذا صام الـاس يقم الػ ر]‬

‫‪ -‬هـا اختؾػ العؾؿاء فعـد جؿفقر أهؾ العؾؿ يـتفل وقت صالة العقد بالزوال‪ ،‬فنذا زالت الشؿس‬
‫اكتفت صالة العقد‪ ،‬وطـد الشافعقة يـتفل بالغروب‪ ،‬يعـل هنار يقم العقد إلك الغروب وقت‬
‫لصالة العقد طـد الشافعقة فنذا جاءهؿ الخرب قبؾ الزوال فنهنؿ يصؾقن العقد وهذا مافقف إشؽال‬
‫َّ‬
‫ٕن الققت وقت صالة العقد‪ ،‬لؽـ إذا جاءهؿ الخرب بعد الزوال ماذا يؼقل الجؿفقر؟ يؼقلقن‪ٓ :‬‬
‫يصؾقن َّ‬
‫ٕن هذا لقس وقت صالة العقد أما الشافعقة فعـدهؿ يصؾقن ٕن الققت إلك الؿغرب‪،‬‬
‫صقب إذا قؾـا بؼقل الجؿفقر وهق أهنؿ ٓ يصؾقون صالة العقد يف ذلؽ الققم ففؾ يصؾقن صالة‬
‫العقد يف الققم التالل؟ إذا جاءهؿ الخرب بعد الزوال وقؾـا بؼقل الجؿفقر‪َّ :‬‬
‫إن وقت صالة العقد‬
‫يـتفل بالزوال‪ ،‬ففؾ يصؾقن يف الققم التالل؟ ذهب الؿالؽقة والشافعقة يف وجف إلك أهنؿ ٓ يصؾقن‬
‫العقد يف الققم الثاين‪ ،‬يؼقلقن‪ :‬طبادة لفا محؾ فات محؾفا‪ ،‬يعـل لق أن جؿاطة ما صؾقا العقد كامقا‬
‫أو كذا إلك أن زالت الشؿس ففؾ لفؿ أن يصؾقا العقد يف الققم التالل؟ الجقاب ٓ باإلتػاق‪ .‬قالقا‬
‫إذا هل طبادة لفا محؾ وقد فات محؾفا‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب الجؿفقر إلك أهنؿ يصؾقن العقد يف الققم الثاين وهذا هق الراجح أهنؿ يصؾقن العقد يف‬
‫الققم الثاين‪ ،‬وذلؽ أكف جاء أكف اختؾػ الـاس يف آخر يقم مـ رمضان فؼدم أطرابقان فشفدا طـد‬
‫الـبل ﷺ باهلل َٕ َه َّؾ الفالل أمس طشقة‪ ،‬يعـل رأيا الفالل بإمس طشقة‪ ،‬فلمر رسقل اهلل ﷺ‬
‫الـاس أن يػطروا وأن يغدوا إلك مصالهؿ‪ .‬والغدو هق الذهاب الؿبؽر‪ ،‬إذا يف الققم التالل‪.‬‬
‫والحديث رواه أبق داود وصححف إلباين‪ .‬ويف رواية «أن يخرجقا إلك طقدهؿ مـ الغد » وهذه‬
‫صريحة وقد رواها ابـ ماجف‪ .‬ويف رواية‪« :‬أن ققم رأوا الفالل فل قا رسقل اهلل ﷺ فلمرهؿ أن‬
‫» رواه أحؿد والـسائل وصححف‬ ‫يػ روا بعدما ار ػع الـفار وأن يخرجقا إلك العقد مـ الغد‬
‫إلباين‪ .‬ففذه إحاديث صريحة يف الؿسللة وهق َّ‬
‫أن الـبل ﷺ أمرهؿ بالػطر وأمرهؿ بالخروج‬
‫لؾصالة مـ الغد وهذا هق الراجح يف هذه الؿسللة أهنؿ يصؾقن العقد مـ الغد إذا ُرئل الفالل أو‬
‫جاءهؿ الثبت َّ‬
‫بلن الفالل قد ُرئل مـ البارحة وجاءهؿ الخربقبؾ الزوال أما إذا جاءهؿ بعد الزوال‬
‫فنهنؿ يػطرون ولؽـفؿ ٓ يصؾقن صالة العقد إلك مـ الققم التالل طؾك الراجح مـ أققال أهؾ‬
‫العؾؿ‪.‬‬
‫َم ْـ َأ ْج َؿ َع ِّص‬
‫الل َقا َم َق ْب َؾ ا ْل َػ ْجرِ‬
‫ِ‬
‫قل‪َ َٓ :‬ي ُلق ُم إَِّٓ َم ْـ َأ ْج َؿ َع َق ْب َؾ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ كَافِعٍ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهلل ْب ِـ ُط َؿ َر َأ َّك ُف ك َ‬
‫َان َي ُؼ ُ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫َحدَ َ‬
‫ا ْل َػ ْجرِ‪.‬‬
‫الص َقا َم َق ْب َؾ ا ْل َػ ْج ِر» يعـل مـ ب َّقت كقة الصقام قبؾ الػجر‪.‬‬

‫« َم ْـ َأ ْج َؿ َع ِّص‬
‫وإثر ثابت طـ ابـ طؿر هبذا اإلسـاد الصحقح الذي يف غاية الصحة أكف كان يؼقل‪ ٓ :‬يصقم إٓ مـ‬
‫أجؿع قبؾ الػجر‪ ٓ« .‬يصقم » وهذا طام يشؿؾ كؾ صائؿ‪ ،‬كحـ أن كتؽؾؿ طـ إثر مـ حقث هق أما‬
‫الحؽؿ كتؽؾؿ طـف فقؿا ُيؼرر فِؼفا‪ ٓ« ،‬يصقم» ٓ يصقم الصائؿ مـ رمضان وٓ يصقم مـ يؼضل رمضان‬
‫وٓ يصقم مـ يصقم الـذر وٓ يصقم مـ يتطقع كؾفا تدخؾ يف هذا إثر ٓ يصقم إٓ مـ أجؿع قبؾ‬
‫الػجر يعـل إٓ مـ كقى قبؾ الػجر‪.‬‬
‫وح ْػ َلةَ‪ ،‬ز َْو َج ِل ﷺ‪ِ ،‬م ْث َؾ ذلِ َ‬

‫ؽ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬
‫اب َط ْـ َطائ َش َة َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫َو َحدَ َ‬
‫وهق هبذا اإلسـاد ضعقػ فقف اكؼطاع‪ ،‬لؽـ روى ابـ أبل شقبة والـسائل ذلؽ مقصقٓ طـ حػصة أهنا‬
‫جؿع اللقام قبؾ الػجر » وصححف إلباين‪ .‬إذا هق مقققف طؾك حػصة‪ ،‬لؽـ‬‫قالت‪ ٓ« :‬صقام لؿـ لؿ ي ِ‬
‫ُ‬
‫هذا الؿقققف لف حؽؿ الرفع يؼقـا‪َّ ،‬‬
‫ٕن هذا مؿا ٓ ُيؼال بآجتفاد البتة‪ ٓ ،‬مدخؾ لالجتفاد فقف‪ ،‬فؾف‬
‫حؽؿ الرفع إلك الـبل ﷺ وروي طـ حػصة مرفقطا إلك الـبل ﷺ أكف قال‪« :‬مـ لؿ ي ِ‬
‫جؿع اللقام قبؾ‬ ‫ُ‬
‫الػجر فال صقام لف » رواه أبق داود والرتمذي وصححف إلباين وإطضؿل‪ .‬ويف رواية‪« :‬مـ لؿ ي ِ‬
‫جؿع‬ ‫ُ‬
‫اللقام قبؾ صؾقع الػجر فال يلؿ» هنل‪ ،‬رواه الـسائل وصححف إلباين‪.‬‬
‫والصقم يا أخقة كؿا تعؾؿقن ٓ يخؾقا مـ حالقـ‪:‬‬
‫الحالة إولك ‪ :‬أن يؽقن الصقام فرضا‪ ،‬إما بإصؾ وهق صقام رمضان‪ ،‬وإما بالؼضاء وهق قضاء‬
‫رمضان‪ ،‬وإما بالذكر وهق إلزام اإلكسان كػسف بالصقام‪ ،‬وإما بالؽػارات بإسباب َّ‬
‫فنن الصقم واجب‬
‫طؾك اإلكسان‪.‬‬
‫وقد ذهب جؿاهقر العؾؿاء مـ السؾػ والخؾػ وقد جزم بعض أهؾ العؾؿ باإلجؿاع طؾقف لفذه‬
‫إحاديث التل سؿعـاها‪ ،‬وما روي مـ خالف ففق ضعقػ شاذ حتك َّ‬
‫أن بعض أهؾ العؾؿ حؽاه إتػاقا‬
‫جزما‪ ،‬إلك َّ‬
‫أن الصقم القاجب ٓ يصح إلك بـقة مـ الؾقؾ‪ ،‬فالصقام إذا كان فرضا فنكف ُيشرتط لصحتف‬
‫تبققت الـقة مـ الؾقؾ طـد السؾػ والخؾػ وقد جزم بعض أهؾ العؾؿ باإلجؿاع لفذه إحاديث التل‬
‫سؿعـاها‪ ،‬ثؿ اختؾػ العؾؿاء يف مسللتقـ‪.‬‬
‫[هؾ شرط كقة التعققـ]‬
‫الؿسللة إولك‪ :‬هؾ تشرط كقة التعققـ؟ ما معـك كقة التعققـ؟ أن يـقي اإلكسان صقام رمضان‪ .‬قال‬
‫العؾؿاء إذا لؿ يؽـ لؾصقام القاجب وقت خاص بف فنكف ٓ بد مـ كقة التعققـ‪ ،‬مثال ذلؽ الؼضاء ‪ ،‬الؼضاء‬
‫ما لف يقم خاص يؿؽـ تصقم إحد‪ ،‬يؿؽـ تصقم اإلثـقـ‪ ،‬يؿؽـ تصقم الثالثاء‪ ،‬فال بد مـ كقة التعققـ أن‬
‫يـقي الؼضاء مـ الؾقؾ فال يؽػل أن يـقي الصقام فال بد أن يـقي الؼضاء‪[ ،‬مثال] يريد أن يبدأ صقام‬
‫شفريـ متتابعقـ ٕن طؾقف كػارة فالبد أن يـقي صقام هذه الؽػارة‪ٕ ،‬كف لقس لف وقت معقـ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫لف وقت معقـ وهق صقم رمضان الؿعروف بشفره‪.‬‬
‫‪ -‬ذهب الجؿفقر إلك أكف ٓ بد مـ كقة التعققـ‪ ،‬يعـل أكف ٓ بد مـ كقة الصقام وكقة التعققـ أن يـقي‬
‫صقام رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬والحـػقة واإلمام أحؿد يف رواية قاولق‪ ٓ :‬تشرتط كقة التعققـ‪ ،‬الؿفؿ أن يـقي الصقام‪ ،‬قالقا‪:‬‬
‫لؿاذا؟ قالقا ٕكف متؿحض‪ ،‬الققت متؿحض لصقام رمضان ٓ يحتؿؾ غقره فبؿا أكف متؿحض‬
‫بذاتف فال يحتاج إلك كقة خاصة‪ ،‬وهذا أقرب ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أكف ٓ يحتاج إلك كقة‪ ،‬وإن كان إولك‬
‫باإلكسان أكف ٓ بد مـ كقة التعققـ لعؿقم ققل الـبل ﷺ‪« :‬إكؿا إطؿال بالـقات وإكؿا لؽؾ امرئ ما‬
‫كقى» لؽـ كحـ هـا كؼقل إكف لؿ يـقي غقره لؽـف لؿ يعقـف‪ ،‬والغالب أن الؿسؾؿ إذا لؿ يعقـف إكؿا‬
‫هق مؽتػ بالؿعؾقم‪ ،‬فؾق قؾت ٕي مسؾؿ يف لقؾة رمضان أكا غدا صائؿ هؾ يظـ أكؽ تصقم‬
‫اإلثـقـ والخؿقس‪ ،‬كؾ مسؾؿ يعؾؿ أكف صقام رمضان‪.‬‬
‫[هؾ يحتاج كؾ يقم لـقة]‬
‫الؿسللة الثاكقة‪ :‬هؾ يحتاج كؾ يقم لـقة‪ :‬أو تؽػل الـقة إولك يف أول الشفر؟‬
‫‪ -‬الجؿفقر طؾك أكف ٓ بد لؽؾ يقم مـ كقة‪ ،‬كؾ لقؾة ٓ بد أن تقجد الـقة بعد الؿغرب إلك قبؾ‬
‫الػجر‪ ،‬فنن كقى لققمف التالل قبؾ الؿغرب ثؿ لؿ يـقي بعد ذلؽ لؿ تحصؾ الـقة وإن كقى بعد‬
‫الػجر لؿ تحصؾ الـقة‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب الؿالؽقة إلك أكف تؽػل كقة واحدة يف أول الشفر إٓ إذا كان اإلكسان يؿؽـ أن يصقم‬
‫ويؿؽـ أن ٓ يصقم فال بد مـ كقة‪ ،‬حتك طـد الؿالؽقة‪ ،‬متك هذا؟ إذا سافر‪ ،‬مثال ذهبت لؾعؿرة يف‬
‫رمضان يؿؽـ أكؽ غدا تصقم ويؿؽـ أن تػطر لؽ ذلؽ‪ ،‬فنذا أردت أن تصقم ٓ بد مـ تبققت‬
‫الـقة لفذا الققم‪- ،‬صقب‪ -‬الغد ستبؼك ثالثة أيام يف مؽة الققم إول كقيـا الصقام‪ ،‬يؼقلقن يف الغد‬
‫يجب أن تبقت الـقة‪ ،‬لؿ؟ ٕكف يؿؽـؽ أن تصقم الققم إول وتػطر الققم الثاين فال بد مـ تبققت‬
‫الـقة‪ ،‬إذا يا إخقة إذا كان اإلكسان مخقرا بقـ الصقم والػطر يف رمضان فنكف يجب أن يبقت الـقة‬
‫لؽؾ يقم طـد الجؿقع أما إذا لؿ يؽـ مخقرا مثؾ الؿؼقؿ الصحقح َّ‬
‫فنن الؿالؽقة يؼقلقن‪ :‬تؽػقف الـقة‬
‫إولك ثؿ يحؽؿ بقجقدها وهذا اللحقح الذي يتػؼ مع ققاطد الشريعة أكف تؽػل الـقة إولك يف‬
‫ؾحؼفا قاصع فقؽقن كؿـ كقى يف‬
‫أول الشفر ٕكف لؿا كقى أصبحت مقجقدة ولؿ يـق قطعفا ولؿ َي َ‬
‫أول الصالة ثؿ غػؾ طـ الـقة‪ ،‬أكثركا ‪ ٓ-‬أريد أن أققل كؾـا‪ -‬إذا صؾقـا يدرك الصالة يف أولفا ثؿ‬
‫يـسك حتك أكف يف صالة [يؼقل] اهلل أكرب‪ ،‬الحؿد هلل رب العالؿقـ ‪ ...‬ثؿ يخرج ربؿا يسافر خارج‬
‫البؾد [بػؽره]‪ ،‬ففـا ذهؾ طـ الـقة يف داخؾ الصالة لؽـ هؾ كقى غقرها؟ الجقاب‪ ،ٓ :‬إذا صالتف‬
‫صحقحة فؽذلؽ هاهـا لؿا كقى يف أول الشفر اكعؼدت كقتف فؿا دام أكف لؿ يـق غقرها والشفر‬
‫متصؾ فنن كقتف صحقحة إٓ إذا اكؼطع الصقم فنكف ٓ بد مـ تجديد الـقة‪ ،‬مثال ذلؽ امرأة صامت‬
‫يف أول اشفر ثؿ حاضت يف الققم العاشر ثؿ صفرت فنهنا إذا صفرت فقجب طؾقفا أن تبقت الـقة‬
‫لؾققم التالل ثؿ تستؿر كقتفا واحدة‪.‬‬
‫إكسان يف يقم الخامس طشر مـ رمضان ذهب إلك مؽة وقال‪ :‬أريدأن آخذ بالرخصة وأفطر‪ ،‬ثؿ رجع‬
‫يجب أن ُي َّبقت الـقة ٕكف حصؾ لؾـقة إولك قاصع فؾؿ تبؼك قائؿة‪ ،‬هذا هق الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ‬
‫يف هذا‪.‬‬
‫[ بققت الـقة لؾؿت قع]‬
‫والحالة الثاكقة‪ :‬أن يؽقن الصقم تطقطا وهق طؾك كقطقـ‪:‬‬
‫الـقع إول‪ :‬التطقع الؿطؾؼ‪ ،‬بلن يصقم اإلكسان يقما ففذا قد اختؾػ فقف أهؾ العؾؿ هؾ يشرتط فقف‬
‫تبققت الـقة أوٓ؟‬
‫أن التطقع الؿطؾؼ تصح كقتف مـ الـفار‪ ،‬يعـل يصح بـقة مـ الـفار‪ ،‬لِؿا جاء‬
‫‪ -‬فذهب الجؿفقر إلك َّ‬
‫طـ أمـا طائشة طـد مسؾؿ َّ‬
‫أن الـبل ﷺ‪« :‬كان يدخؾ طؾقفا فقؼقل‪ :‬هؾ طـدكؿ مـ شل‪ ،‬فنذا قالت‬
‫ٓ قال فنين إذا صائؿ » هذا الحديث طـد مسؾؿ‪ .‬فظاهر الحديث َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان مػطرا ٕكف‬
‫يؼقل هؾ طـدكؿ مـ شقئ والؿعؾقم مـ الـبل ﷺ أكف إذا فعؾ شقئا أثبتف‪ ،‬فؾق كان صائؿا َلؿا‬
‫لؿا يػطر لؽـ لؿ يـق الصقم فنذا سلل‪ :‬هؾ طـدكؿ شقئ؟‬
‫قطعف‪ ،‬إذا كان ُمػؽرا أو كان يريد الػطر ّ‬
‫قالقا‪ ٓ :‬واهلل ما طـدكا شقئ‪ ،‬قال‪« :‬قال إين إذا صائؿ»‪.‬‬
‫صبعا الؿخالػقن َّأولقا هذا قاولقا‪ :‬هذا خرب «إين إذا صائؿ » يعـل مـ إصؾ وأكا صائؿ‪ ،‬لؽـ هذا‬
‫تلويؾ ٓ يسـده دلقؾ‪ ،‬بؾ يف رواية طـد البقفؼل وقال بنسـاد صحقح‪« :‬فلصقم إذا» ففذا صريح يف أكف ﷺ‬
‫إكؿا كقى ذلؽ طـدما طؾؿ أكف ٓ يقجد شقئ‪ ،‬ثؿ اختؾػ همٓء‪:‬‬
‫‪ -‬فذهب الحـػقة والشافعقة إلك أكف إكؿا يصح بـقة قبؾ الزوال أما بعد الزوال خالص‪ ،‬لؿاذا؟‬
‫يؼقلقن ٕكف إذا جاء الزوال فؼد ذهب أكثر الـفار فؼد مضك أكثر الـفار فال تصؾح الـقة‪.‬‬
‫أن لف أن يـقي يف أي ساطة ما دام لؿ يسبؼ ذلؽ فِطر‪ ،‬فؾؿ يلكؾ ولؿ يشرب‬
‫‪ -‬وذهب الحـابؾة إلك َّ‬
‫َّ‬
‫وٕن الـفار ٓ يتجزأ يف‬ ‫ولؿ يػعؾ مػطرا حتك ولق بعد الزوال حتك ولق العصر لعؿقم الـصقص‬
‫الصقم فنذا صح يف أولف صح يف آخره فنن الصقم ٓ يتجزأ يف يقمف‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب الؿالؽقة إلك أكف ٓ بد مـ كقة مـ الؾقؾ يف صقام التطقع لعؿقم إحاديث التل ذكركاها‬
‫لؽـ كؿا قال العؾؿاء الخاص يؼضل طؾك العام فالراجح ققل الجؿفقر‪.‬‬
‫الـقع الثاين‪ :‬التطقع الؿعقـ‪ :‬يقم طرفة‪ ،‬يقم طاشقراء‪ ،‬الست مـ شقال‪ ،‬ففـا اختؾػ العؾؿاء‪:‬‬
‫‪ -‬فذهب أكثرهؿ إلك أكف يصح بـقة مـ الـفار‪ٕ ،‬ن الـقة ُتصحح الققم كؾف‪ ،‬قالقا ما طـدكا كصػ يف‬
‫يقم صقام‪ ،‬وما دام أكف صح بالـقة فؼد صام الققم كؾف‪ ،‬فقؽقن صام ستة أيام‪.‬‬
‫‪ -‬وبعض أهؾ العؾؿ يرون أكف ٓ بد مـ كقة مـ الؾقؾ وإٓ فال يصح‪ ،‬وكان شقخـا الشقخ ابـ‬
‫طثقؿققـ يذهب إلك هذا ويؼقل يف الستة مـ شقال مـ كقى مـ الظفر هذا ما صام ستة أيام صام‬
‫خؿسة أيام وكصػ‪ ،‬لؽـ الشقخ كظر إلك الثقاب‪ ،‬والثقاب محؾ خالف سـتؽؾؿ طـ ذلؽ‪ ،‬أما‬
‫الققم فال شؽ أكف قد صام يقمف كؾف بدلقؾ أكف لق شرب ماءا بعد الػجر ثؿ جاءكا يف الضحك وقال‬
‫أريد أن أصقم كؼقل لف ما يصؾح باإلتػاق ٕكف قد أفطر فالققم ٓ يتجزأ يف الصقام فنذا صحت الـقة‬
‫صح صقم الققم كؾف وبالتالل الراجح هـا أكف يف جؿقع صقام التطقع حتك الؿعقـ يصح بـقة مـ‬
‫الـفار بشرط أن ٓ يسبؼ هذه الـقة فطر‪.‬‬
‫[طؾك ما يثاب مـ كقى مـ الـفار؟]‬
‫ثؿ اختؾػ أهؾ العؾؿ طؾك ماذا يثاب مـ كقى مـ الـفار؟ [مثال] أكا قبؾ الظفر ٓ أكؾت وٓ شربت‪،‬‬
‫قؾت لؿاذا ٓ أصقم؟ ثؿ كقيت الصقام يف قؾبل وصؿت إذا أكا صؿت مـ الظفر ففؾ أثاب طؾك الققم كؾف‬
‫أو أثاب مـ وقت الـقة إلك الػطر؟‬
‫‪ -‬بعض أهؾ العؾؿ قال يثاب طؾك الققم كؾف ٕكف قد صام الققم ٓ يقجد صقام كصػ الققم صقام‬
‫ثؾث الققم‪ ،‬وفضؾ اهلل واسع‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض أهؾ العؾؿ وهذا الذي كان يذهب إلقف شقخـا الشقخ ابـ طثقؿققـ رحؿف اهلل أكف إكؿا‬
‫يثاب مـ وقت كقتف ٕن ما قبؾ الـقة لؿ يؽـ طبادة وإكؿا صار طبادة مـ وقت الـقة فال يثاب إٓ‬
‫طؾك ما كقى ولؽـ والذي يظفر واهلل أطؾؿ أكف يثاب طؾك الققم كؾف ٕن صحة الصقم لؾققم كؾف‬
‫لؽـ ٓ شؽ مـ كقى الصقام مـ الػجر أكثر أجرا مؿـ كقى الصقام مـ الظفر ٓ شؽ يف هذا لؽـ‬
‫هذا ٓ يؿـع َّ‬
‫أن مـ كقى مـ الـفار يمجر طؾك الققم كؾف وهذا هق إضفر الؿتػؼ مع ققاطد‬
‫الشريعة فقؿا يظفر واهلل أطؾؿ‪.‬‬
‫َما َجا َا فِل ا ْل ِػ ْرِ‬
‫الػطر هـا بؿعـك‪ :‬قطع الصقام‪ ،‬والؿؼصقد ما جاء يف الػطر مـ جفة وقتف‪ ،‬والسـة يف الػطر لؾصائؿ‬
‫وسط بقـ صرفقـ‪:‬‬
‫ال ر إول‪ :‬فالذيـ يتعجؾقن يف اإلفطار قبؾ تحؼؼ الغروب‪ ،‬وهذا حرام ٓ يجقز بؾ مـ كبائر‬
‫عجؾ يف الػطر قبؾ‬ ‫الذكقب‪ ،‬ولألسػ َّ‬
‫أن بعض صالب العؾؿ قد يؼع يف ذلؽ بحجة تعجقؾ الػطر‪ ،‬ف َق َ‬
‫تحؼؼ الغروب‪ ،‬وقد رأيـا يف وقت مـ إوقات شبابا يؼػقن طـد أبقاب الؿساجد‪ ،‬فنذا رأوا َّ‬
‫أن الشؿس‬
‫قد غابت يف ما يظفر لفؿ يف كظرهؿ أفطروا وقالقا‪ :‬أن الـاس يتلخرون‪ُ ،‬يلخرون خؿس دقائؼ وسبع‬
‫َأ َّم‬ ‫ٕن اهلل طز وجؾ قال‪ُ ﴿ :‬ث َّم َأ ُّم ْاو ِّص‬
‫ٱل َأ َأا ِتإلى ٱ ۡي ِت ﴾ فالقاجب طؾك الؿسؾؿ أن‬ ‫دقائؼ‪ ،‬وهذا ٓ يجقز‪َّ ،‬‬
‫ِت‬ ‫ِت‬
‫يتؿ صقامف إلك الؾقؾ‪ ،‬وإصؾ بؼاء الـفار حتك ُيعؾؿ دخقل الؾقؾ‪ ،‬وقد جاء يف الحديث َّ‬
‫أن الـبل ﷺ رأى‬
‫أققاما معؾؼقـ بعراققبفؿ تسقؾ أشداقفؿ دما –أي أهنؿ مـؽسقن والعقاذ باهلل ‪ -‬معؾؼقن بلرجؾفؿ ومـؽسة‬
‫رؤوسفؿ وأشداقفؿ ‪-‬والعقاذ باهلل‪ -‬تسقؾ دما‪ ،‬وهذا طذاب شديد‪ ،‬فؼال الـبلﷺ‪ :‬مـ همٓء؟ فؼال‬
‫ح َؾ ِة صقمفؿ » رواه الـسائل وابـ خزيؿة وابـ حبان والحاكؿ‬
‫الؿؾؽان‪« :‬همٓا الذيـ يػ رون قبؾ ِ‬
‫والطرباين وصححف الحاكؿ والذهبل وإلباين وإطظؿل وإركموط‪ .‬هذا الحديث الصحقح فقف َّ‬
‫أن‬
‫همٓء الذيـ يعذبقن هذا العذاب الشديد كان سبب طذاهبؿ أهنؿ يػطرون قبؾ تحؾة صقامفؿ‪.‬‬
‫والػطر قبؾ تحؾة الصقم لف صقرتان‪ :‬صقرة تتعؾؼ بالققم وصقرة تتعؾؼ بالشفر‪.‬‬
‫أما اللقرة التل تعؾؼ بالققم‪ :‬ففق أن يػطر اإلكسان قبؾ تحؼؼ الغروب‪ ،‬ففذا أفطر قبؾ تحؾة صقم‬
‫يقمف‪.‬‬
‫أما اللقرة الؿتعؾؼة بالشفر‪ :‬ففؿ الذيـ يػطرون قبؾ تؿام رمضان‪ ،‬قبؾ أن ُيتؿ رمضان‪.‬‬
‫وكؾ همٓء يدخؾقن يف القطقد –والعقاذ باهلل‪ -‬وفعؾفؿ مـ كبائر الذكقب‪ ،‬فقجب الحذر مـ مؽائد‬
‫الشقطان‪ ،‬حتك لطالب العؾؿ‪ ٓ ،‬تػطر إلك مع الـاس طـدما تتحؼؼ الغروب‪.‬‬
‫ال ر الثاين‪ :‬ففؿ الذيـ يمخرون اإلفطار حتك يضربقا يف الؾقؾ وتشتبؽ الـجقم وهذا مخالػ لسـة‬
‫الـبل ﷺ وقد قال الـبلﷺ‪ ٓ « :‬رال أمتل طؾك سـتل ما لؿ ـتظر بػ رها الـجقم » رواه ابـ خزيؿة وابـ‬
‫حبان ومعـك ذلؽ أهنؿا صححاه وصححف إلباين أيضا‪.‬‬
‫والسـة وسط بقـ هاذيـ الطرفقـ‪ ،‬فالسـة تعجقؾ الػطر طـد تحؼؼ الغروب فؿتك ما تحؼؼ الؿسؾؿ‬
‫فنن القفقد يلخرون » وسقليت أحاديث يف هذا‬
‫مـ الغروب طجؾ فطره‪ ،‬قال الـبل ﷺ‪ « :‬طجؾقا الػ ر َّ‬
‫«كان يف‬ ‫الباب‪ ،‬وهذا الحديث رواه ابـ ماجف وصححف إلباين‪[ .‬ومـ إحاديث أيضا َّ‬
‫أن الـبل ﷺ]‬
‫سػر فلمر أحد الؼقم ‪-‬وجاء يف بعض الروايات أكف بالل‪ -‬فؼال الـبل ﷺ لؿا غربت الشؿس‪ :‬يا فالن قؿ‬
‫فاجدح لـا ‪-‬أي أخؾط الؿاء بشقئ مـ دخـ أو كحقه‪ -‬فؼال‪ :‬يا رسقل اهلل لق أمسقت ‪-‬يعـل اكتظر يا‬
‫رسقل اهلل لق أمسقت‪ -‬ويف رواية قال‪ :‬يا رسقل اهلل الشؿس‪ .‬ويف رواية قال‪ :‬يا رسقل اهلل َّ‬
‫إن طؾقؽ‬
‫لـفارا‪ ،‬فؼال الـبل ﷺ‪ :‬اكزل فاجدح لـا فـزل فجدح لفؿ فشرب الـبل ﷺ ثؿ قال‪ :‬إذا رأيتؿ الؾقؾ قد أقبؾ‬
‫مـ هاهـا فؼد أفطر الصائؿ‪ .‬ويف رواية‪ :‬إذا غابت الشؿس مـ هاهـا وجاء الؾقؾ مـ هاهـا فؼد أفطر‬
‫الصائؿ» رواه مسؾؿ‪ .‬فدّ ل هذا طؾك َّ‬
‫أن العربة بتحؼؼ الغروب حتك ولق كان يرى شقئ مـ الضقء‪ ،‬مادام‬
‫أن الشؿس قد غربت وتحؼؼ الغروب فنن الػطر قد حصؾ‪ ،‬ولذلؽ ما يؼقلف بعض العامة‪« :‬ف َّطروكا قبؾ‬
‫الققت» ‪ٕ-‬هنؿ يرون الضقء‪-‬وهذا ٓ طربة بف‪ ،‬العربة بتحؼؼ الغروب فنذا تحؼؼ الغروب حصؾ الػطر‪،‬‬
‫وقد أخربت أمـا طائشة ڤ َّ‬
‫أن الـبلﷺ «كان يعجؾ الػطر ويعجؾ الصالة» رواه مسؾؿ يف الصحقح‪.‬‬
‫فؽان الـبل ﷺ يعجؾ الػطر ويعجؾ الصالة‪ ،‬وقال ابـ طبد الرب كالما جؿقال يف هذا‪ ،‬قال‪« :‬مـ السـة‬
‫تعجقؾ الػطر وتلخقر السحقر والتعجقؾ إكؿا يؽقن بعد آستقؼان بؿغقب الشؿس‪ ،‬وٓ يحؾ ٕحد أن‬
‫خرج مـف إٓ بقؼقـ» ففذه هل‬ ‫يػطر وهق شاك هؾ غابت الشؿس أم ٓ‪َّ ،‬‬
‫ٕن الػرض إذا لزم بقؼقـ لؿ ُي َ‬
‫السـة يف الػطر وهق ما ذكره اإلمام مالؽ يف هذا‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ َق َال‪:‬‬

‫ي َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫از ِم ْب ِـ دِيـ ٍ‬
‫َار‪َ ،‬ط ْـ َس ْف ِؾ ْب ِـ َس ْعد َّ‬
‫الساطد ِّص‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َح ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬‫َحدَ َ‬
‫َّاس بِخَ ْقرٍ‪َ ،‬ما َط َّج ُؾقا ا ْل ِػ ْ َر»‪.‬‬
‫«َٓ َيز َُال الـ ُ‬
‫هذا الحديث الذي حدّ ث بف يحقك طـ مالؽ بنسـاده طـ سفؾ بـ سعد الساطدي َّ‬
‫أن رسقل اهلل ﷺ‬
‫ِ‬
‫َّاس بِ َخ ْق ٍر‪َ ،‬ما َط َّج ُؾقا ا ْلػ ْط َر» هذا الحديث أيضا َّ‬
‫مخرج يف الصحقحقـ رواه البخاري‬ ‫ٓ َي َز ُال الـ ُ‬
‫قال‪َ « :‬‬
‫ومسؾؿ‪.‬‬
‫َّاس بِ َخ ْق ٍر » أي ٓ يزال الـاس طؾك السـة‪ ،‬فنن السـة هل الخقر‪َ « ،‬ما» أي مدة فعؾفؿ‬
‫ٓ َي َز ُال الـ ُ‬‫قال‪َ «:‬‬
‫ذلؽ « َما َط َّج ُؾقا ا ْل ِػ ْط َر» ويف هذا دٓلة –يا إخقة‪ -‬طؾك أكؽ ٓ تزال ترجقا يف إمة الخقر ما أقامقا السـة‪،‬‬
‫َّ‬
‫وأن مـ أراد الخقر بإمة فعؾقف أن ُيحقل السـة ويدطقا إلك السـة ولق يف إفعال‪ ٓ ،‬يؾزم أن يؽقن ذلؽ‬
‫يف اإلطتؼاد فؼط‪ ،‬بؾ حتك يف إفعال‪ ،‬فالخقر والربكة يف إمة مـقصة بنقامة السـة وإحقاء السـة‪ ،‬وقد كص‬
‫فؼفاء الؿذاهب جؿقعا طؾك َّ‬
‫أن تعجقؾ الػطر مستحب‪ ،‬وأن مـ تقؼـ الغروب استُحب لف أن يعجؾ الػطر‬
‫ولق أن يػطر بشقئ مـ ُر َصب أو تؿر أو ماء‪ ،‬السـة إذا ُوجد الرصب أن يػطر اإلكسان طؾك الرصب فنن لؿ‬
‫يجد فعؾك تؿر فنن لؿ يجد فعؾك ماء‪ ،‬ثؿ يصؾل‪ ،‬فالسـة أن يؽقن الػطر قبؾ الصالة‪.‬‬
‫قل اهللِ‬‫ب َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ؿـ ب ِـ حرم َؾ َة ْإَس َؾ ِؿل‪ ،‬طـ س ِع ِ‬
‫قد ْب ِـ ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ْ ِّص َ ْ َ‬ ‫الر ْح ِ ْ َ ْ َ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َط ْبد َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َّاس بِخَ ْقرٍ َما َط َّج ُؾقا ا ْل ِػ ْ َر»‪.‬‬‫ﷺ َق َال‪َ َٓ« :‬يز َُال الـ ُ‬
‫ؿـ َأ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْلخَ َّ ِ‬‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫وحدَ َثـَا َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫اب و ُط ْث َؿ َ‬
‫ان‬ ‫اب‪َ ،‬ط ْـ ُح َؿ ْقد ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫َ‬
‫اللالَةِ‪.‬‬ ‫ان إِ َلك ال َّؾ ْق ِؾ ْإَ ْس َقدِ‪َ ،‬ق ْب َؾ َأ ْن ي ْػ ِ َرا‪ُ .‬ث َّؿ ي ْػ ِ َر ِ‬
‫ان َب ْعدَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قـ يـْ ُظ َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪ ،‬كَاكَا ُي َل ِّصؾ َقان ا ْل َؿ ْغرِ َب‪ ،‬ح َ َ‬
‫ْب َـ َط َّػ َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ؽ فِل َر َم َ َ‬ ‫َوذلِ َ‬
‫وهذا إثر رواه الشافعل والطحاوي والطرباين والبقفؼل‪ .‬وفقف َّ‬

‫أن طؿر بـ الخطاب وطثؿان بـ طػان‬
‫ﭭ كاكا يصؾقان الؿغرب ٕول وقتفا حقـ يـظران إلك الؾقؾ إسقد‪ ،‬ولذلؽ ذهب الؿالؽقة إلك َّ‬
‫أن‬
‫وقت الؿغرب واحد‪ ،‬وهق بعد إذان‪ ،‬لؽـ الصحقح أن وقت الؿغرب فقف سعة‪ ،‬ولؽـف لقس كسائر‬
‫إوقات وهق الذي طؾقف الجؿفقر‪ ،‬لؽـفؿا كاكا ُيعجالن الصالة‪ ،‬وهذه السـة يف الؿغرب‪.‬‬
‫«قبؾ أن يػطرا» ثؿ يػطران بعد الصالة وذلؽ يف رمضان وهذا لف أحد إحتؿالقـ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلحتؿال إول‪ :‬أن ُيػطرا بشقئ يسقر قبؾ الصالة‪ ،‬ثؿ يؽقن فطرهؿا بعد الصالة وهذا مقافؼ لؿا‬
‫جاء طـ الـبل ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحتؿال الثاين‪ :‬أهنؿا كاكا ٓ يػطران أصال إٓ بعد الصالة‪ ،‬وهذا اإلحتؿال مرجقح َّ‬
‫ٕن الـبلﷺ‬
‫كان يػطر قبؾ أن يصؾل‪ ،‬فنن كان الذي وقع مـفؿا ﭭ طؾك اإلحتؿال الثاين وطؾك القجف الثاين‬
‫فنن هذا الػعؾ مرجقح والسـة أن يؽقن الػطر قبؾ الصالة‪.‬‬
‫َما َجا َا فِل ِص َقا ِم ا َّل ِذي ُي ْلبِ ُح ُجـُبك‬

‫ي‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُيقك َُس‪َ ،‬م ْق َلك‬ ‫ؿـ ْب ِـ َم ْع َؿرٍ ْإَك َْل ِ‬‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ار ِّص‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َط ْبد اهلل ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل اهللِ‪ .‬إِكِّصل ُأ ْصبِ ُح ُجـُبك‪،‬‬
‫اب‪َ ،‬و َأكَا َأ ْس َؿ ُع‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ػ َط َؾك ا ْل َب ِ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬و ُه َق َواقِ ٌ‬ ‫َطائِ َش َة ‪َ ،‬أ َّن ر ُجالً َق َال لِرس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الل َقا َم‪َ .‬ف َل ْغت َِس ُؾ‪َ ،‬و َأ ُصق ُم»‪.‬‬
‫الل َقا َم‪َ .‬ف َؼ َال ﷺ‪َ « :‬و َأكَا ُأ ْصبِ ُح ُجـُبك‪َ ،‬و َأكَا ُأ ِريدُ ِّص‬ ‫َو َأكَا ُأ ِريدُ ِّص‬
‫ت ِم ْث َؾـَا‪.‬‬ ‫قل اهللِ‪ .‬إِك َ‬
‫َّؽ َل ْس َ‬ ‫الر ُج ُؾ‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫َف َؼ َال َل ُف َّ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬و َق َال‪َ « :‬واهللِ‪ ،‬إِكِّصل َٕ ْر ُجق َأ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ؽ َما َ َؼ َّد َم ِم ْـ َذ ْكبِ َ‬
‫ؽ‪َ ،‬و َما ََل َّخ َر‪َ .‬ف َغ َ‬
‫ب َر ُس ُ‬ ‫َقدْ َغ َػ َر اهللُ َل َ‬
‫ُقن َأ ْخ َشاك ُْؿ هللِ‪َ .‬و َأ ْط َؾ َؿؽ ُْؿ بِ َؿا َأ َِّؼل »‪.‬‬
‫َأك َ‬
‫« َما َجا َء فِل ِص َقا ِم ا َّل ِذي ُي ْصبِ ُح ُجـُبك» مـ أصبح وطؾقف الجـابة‪ ،‬مـ جؿاع أو احتالم ما حؽؿ صقامف‪.‬‬
‫[ثؿ روى هذا الحديث] هذا الحديث الصحقح رواه مسؾؿ أيضا يف صحقحف‪ ،‬طـ أمـا طائشة ڤ‬
‫قل اهللِ‪ .‬إِكِّصل ُأ ْصبِ ُح ُجـُبك‪َ ،‬و َأكَا‬ ‫اب‪َ ،‬و َأكَا َأ ْس َؿ ُع‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬و ُه َق َواقِ ٌ‬
‫ػ َط َؾك ا ْل َب ِ‬ ‫« َأ َّن ر ُجالً َق َال لِرس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الص َقا َم‪َ .‬ف َل ْغت َِس ُؾ‪،‬‬
‫الص َقا َم » يعـل يسلل ما حؽؿ صقمل‪ ،‬فؼال الـبلﷺ‪َ « :‬و َأكَا ُأ ْصبِ ُح ُجـُبك‪َ ،‬و َأكَا ُأ ِريدُ ِّص‬ ‫ُأ ِريدُ ِّص‬
‫َو َأ ُصقم» يف هذا جقاز ِ‬
‫الجؿاع يف لقؾ رمضان وهق مجؿع طؾقف‪ ،‬أكف يجقز الجؿاع يف لقؾ رمضان كؾف إلك‬ ‫ُ‬
‫صؾقع الػجر‪ ،‬وفقف أن الـبل ﷺ كان يجامع ويلخر الغسؾ‪ ،‬حتك وهق يريد الصقم‪ ،‬فال حرج طؾك الرجؾ‬
‫يف أن يجامع وٓ يغتسؾ فقرا بؾ لف أن يلخر الغسؾ إلك أن يجب طؾقف بقجقب الصالة‪ ،‬والؿستحب لف‬
‫طـد جؿاهقر العؾؿاء إذا أراد أن يلخر الغسؾ أن يتقضل‪ ،‬فنذا أراد أن يـام الؿستحب لف طـد الجؿفقر وهق‬
‫قل اهللِ‪ .‬إِك ََّؽ َل ْس َت‬
‫الر ُج ُؾ‪َ :‬يا َر ُس َ‬‫الصقاب أكف مستحب ولقس بقاجب أن يتقضل‪ ،‬لقخػػ الجـابة « َف َؼ َال َل ُف َّ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬و َق َال‪َ « :‬واهللِ‪ ،‬إِكِّصل َٕ ْر ُجق َأ ْن‬ ‫ب َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َل َؽ َما َت َؼدَّ َم م ْـ َذ ْكبِ َؽ‪َ ،‬و َما َت َل َّخ َر‪َ .‬ف َغض َ‬
‫ِ‬
‫م ْث َؾـَا‪َ .‬قدْ َغ َػ َر ُ‬
‫وأن إصؾ يف فعؾف التشريع‪،‬‬ ‫أن الـبل ﷺ قدوة لؾؿممـقـ‪َّ ،‬‬ ‫ُقن َأ ْخ َشاك ُْؿ هللِ‪َ .‬و َأ ْط َؾ َؿ ُؽ ْؿ بِ َؿا َأ َّت ِؼل » وفقف َّ‬
‫َأك َ‬
‫َّ‬
‫وأن القاجب طؾك إمة لزوم سـتف ﷺ‪ ،‬ولفذا غضب ﷺ لؿا قال لف الرجؾ يا رسقل اهلل إكؽ لست مثؾـا‬
‫قد غػر اهلل لؽ ما تؼدم مـ ذكبؽ وما تلخر‪ ،‬فغضب الـبل ﷺ لؿاذا غضب؟ ٕن القاجب طؾك إمة أن‬
‫تؼتدي بالـبلﷺ ومـ رغب طـ سـة الـبل ﷺفؾقس مـف‪ ،‬كؿا قال ﷺ‪.‬‬
‫ث ْب ِـ ِه َشامٍ‪،‬‬‫ار ِ‬‫ؿـ ْب ِـ ا ْل َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬

‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َط ْبد َربِف ْب ِـ َسعقد‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َب ْؽرِ ْب ِـ َط ْبد َّ‬
‫الر ْح ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل ال َؾ ِف ﷺ ُي ْلبِ ُح ُجـُبك ِم ْـ ِج َؿاعٍ‪َ ،‬غ ْقرِ‬ ‫َط ْـ َطائِ َش َة ُ‬
‫وأ ِّصم َس َؾ َؿ َة ز َْو َج ِل الـَّبِ ِّصل ﷺ َأك َُّف َؿا َقا َلتَا‪ :‬ك َ‬
‫َان َر ُس ُ‬
‫ان‪ُ .‬ث َّؿ َي ُلق ُم‪.‬‬ ‫احتِالَمٍ‪ ،‬فِل َر َم َ َ‬ ‫ْ‬
‫وهذ الحديث أيضا رواه الشقخان رواه البخاري ومسؾؿ طـ طائشة وأم سؾؿة ﭭ زوجل الـبل ﷺ‬
‫احتِالَ ٍم » صبعا هذا فقف –يا إخقة‪َّ -‬‬
‫أن إمر‬ ‫ِ‬ ‫َان رس ُ ِ‬
‫قل ال َؾف ﷺ ُي ْلبِ ُح ُجـُبك م ْـ ِج َؿاعٍ‪َ ،‬غ ْقرِ ْ‬ ‫أهنؿا قالتا‪ « :‬ك َ َ ُ‬
‫ٕن طائشة أخربت وأم سؾؿة ﭭ أخربت وكؾ واحدة مـفؿا تحؽل بؿا طؾِؿت‪،‬‬ ‫يتؽرر مـ الـبل ﷺ َّ‬
‫وهذا يدل طؾك تؽرر إمر مـ الـبل ﷺ‪.‬‬
‫«كان يصبح» أي يدخؾ طؾقف الصبح جـبا مـ غقر احتالم‪.‬‬
‫[هؾ كان الـبل ﷺ يحتؾؿ؟]‬
‫مـ الؿعؾقم أن اإلحتالم –يا إخقة‪ -‬هقاإلكزال مـ الـقم‪ ،‬ومـ هـا قال بعض أهؾ العؾؿ أن هذا يدل‬
‫طؾك َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يحتؾؿ‪ ،‬يؼقلقن لق كان اإلحتالم مؿتـعا طـ الـبل ﷺلؿا كاكت هـاك حاجة لـػقف‪،‬‬
‫أن آحتالم يف حؼ الـبل ﷺ مؿتـع َّ‬
‫ٕن آحتالم مـ‬ ‫ٕكف مـتػل أصال‪ ،‬لؽـ ذهب أكثر أهؾ العؾؿ إلك َّ‬
‫تالطب الشقطان والشقطان ٓ يتالطب بالـبل ﷺ فؼقؾ لفؿ‪ :‬إذا لؿاذا قالتا ﭭ «غقر احتالم»؟ قالقا‪:‬‬
‫أرادتا كػل آحتالم أصال كلهنؿا قالتا‪ :‬وما كان الـبل ﷺ يجـب إٓ مـ جؿاع‪ .‬فؼقلفؿا «غقر احتالم»‬
‫معـاها‪ :‬وما كان يحتؾؿ‪ .‬فؽؾ جـابة الـبل ﷺ طـ جؿاع‪ ،‬وقال بعضفؿ إكؿا هذا لدفع التقهؿ‪ ،‬ربؿا‬
‫أن َّهـاك إكساكا ٓ يعؾؿ فقتقهؿ َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يصبح جـبا مـ احتالم فـػتا ذلؽ لدفع التقهؿ‪.‬‬
‫ث ْب ِـ ِه َشا ٍم َأ َّك ُف َس ِؿ َع َأ َبا َب ْؽرِ ْب َـ‬ ‫ار ِ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ُس َؿل‪َ ،‬م ْق َلك َأبِل َب ْؽرِ ْب ِـ ا ْل َح ِ‬
‫ٍّج‬ ‫ؽ‪َ ،‬مالِ ٌ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ان ْب ِـ ا ْل َح َؽ ِؿ‪َ .‬و ُه َق َأ ِم ُقر ا ْل َؿ ِديـ َِة‪َ .‬ف ُذكِ َر َل ُف َأ َّن َأ َبا ُه َر ْي َر َة‬
‫ْت َأكَا َو َأبِل ِطـْدَ َم ْر َو َ‬ ‫قل‪ُ :‬كـ ُ‬ ‫ث ْب ِـ ِه َشا ٍم َي ُؼ ُ‬‫ار ِ‬‫ا ْل َح ِ‬
‫ؽ ا ْل َق ْق َم‪.‬‬‫قل‪َ :‬م ْـ َأ ْص َب َح ُجـُبك‪َ ،‬أ ْف َ َر ذلِ َ‬ ‫َي ُؼ ُ‬

‫قـ َطائِ َش َة ُ‬
‫وأ ِّصم َس َؾ َؿ َة‪َ .‬ف َؾت َْس َل َلـ َُّف َؿا‬ ‫ِِ‬
‫ؿـ‪َ .‬لت َْذ َه َب َّـ إِ َلك ُأ َّم ِل ا ْل ُؿ ْممـ َ‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ؽ َيا َط ْبدَ َّ‬ ‫ت َط َؾ ْق َ‬ ‫ان‪َ :‬أ ْق َس ْؿ ُ‬‫َف َؼ َال َم ْر َو ُ‬
‫ت َم َع ُف‪َ .‬حتَّك َد َخ ْؾـَا َط َؾك َطائِ َش َة‪َ .‬ف َس َّؾ َؿ َط َؾ ْق َفا‪ُ ،‬ث َّؿ َق َال‪َ :‬يا ُأ َّم‬ ‫الر ْح ِ‬
‫ؿـ‪َ ،‬و َذ َه ْب ُ‬ ‫ب َط ْبدُ َّ‬ ‫ؽ‪َ .‬ف َذ َه َ‬ ‫َط ْـ ذلِ َ‬
‫ؽ ا ْل َق ْق َم‪.‬‬ ‫قل‪َ :‬م ْـ َأ ْص َب َح ُجـُبك َأ ْف َ َر ذلِ َ‬ ‫ان ْب ِـ ا ْل َح َؽ ِؿ‪َ .‬ف ُذكِ َر َل ُف َأ َّن َأ َبا ُه َر ْي َر َة َي ُؼ ُ‬ ‫قـ‪ .‬إِكَّا ُكـَّا ِطـْدَ َم ْر َو َ‬ ‫ِِ‬
‫ا ْل ُؿ ْممـ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َي ْلـ َُع؟‬ ‫َان َر ُس ُ‬
‫َب َط َّؿا ك َ‬ ‫ؿـ‪َ .‬أ َْرغ ُ‬
‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َطائ َش ُة‪َ :‬ل ْق َس ك ََؿا َق َال َأ ُبق ُه َر ْي َر َة‪َ .‬يا َط ْبدَ َّ‬ ‫َقا َل ْ‬
‫ؿـ‪َ ،َٓ :‬واهللِ‪.‬‬
‫الر ْح ِ‬ ‫َق َال َط ْبدُ َّ‬
‫احتِالَمٍ‪ُ ،‬ث َّؿ َي ُلق ُم ذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت طائِ َش ُة‪َ :‬ف َل ْشفدُ ط َؾك رس ِ ِ‬
‫ؽ‬ ‫َان ُي ْلبِ ُح ُجـُبك م ْـ ِج َؿاعٍ‪َ ،‬غ ْقرِ ْ‬
‫قل اهلل ﷺ َأ َّك ُف ك َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َقا َل ْ َ‬
‫ا ْل َق ْق َم‪.‬‬
‫ت َطائِ َش ُة‪.‬‬
‫ت ِم ْث َؾ َما َقا َل ْ‬ ‫َق َال‪ُ :‬ث َّؿ َخ َر ْجـَا‪َ ،‬حتَّك َد َخ ْؾـَا َط َؾك ُأ ِّصم َس َؾ َؿ َة‪َ .‬ف َس َل َل َفا َط ْـ ذلِ َ‬
‫ؽ‪َ .‬ف َؼا َل ْ‬
‫الر ْح ِ‬
‫ؿـ َما َقا َلتَا‪.‬‬ ‫ان ْب َـ ا ْل َح َؽ ِؿ‪َ .‬ف َذك ََر َل ُف َط ْبدُ َّ‬ ‫َق َال‪َ :‬فخَ َر ْجـَا َحتَّك ِج ْـَا َم ْر َو َ‬
‫ؽ َيا َأ َبا ُم َح َّؿ ٍد َلت َْر َك َب َّـ َدا َّبتِل‪َ ،‬فنِك ََّفا بِا ْل َب ِ‬
‫اب‪َ .‬ف ْؾت َْذ َه َب َّـ إِ َلك َأبِل ُه َر ْي َر َة‪َ .‬فنِ َّك ُف‬ ‫ت َط َؾ ْق َ‬ ‫ان‪َ :‬أ ْق َس ْؿ ُ‬ ‫َف َؼ َال َم ْر َو ُ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫قؼ‪َ ،‬ف ْؾتُخْ بِ َر َّك ُف ذلِ َ‬‫بِ َل ْر ِ ِف بِا ْل َع ِؼ ِ‬
‫ؿـ َسا َط ًة‪ُ .‬ث َّؿ َذك ََر َل ُف‬ ‫ث َم َع ُف َط ْبدُ َّ‬ ‫ؿـ‪َ ،‬و َركِ ْب ُ‬
‫ت َم َع ُف‪َ ،‬حتَّك َأ َ ْقـَا َأ َبا ُه َر ْي َر َة‪َ .‬فت ََح َّد َ‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ب َط ْبدُ َّ‬
‫ِ‬
‫َف َرك َ‬
‫ؽ‪ .‬إِك ََّؿا َأ ْخ َب َركِ ِقف ُمخْ بِ ٌر‪.‬‬ ‫ؽ‪َ .‬ف َؼ َال َل ُف َأ ُبق ُه َر ْي َر َة‪ِ َٓ :‬ط ْؾ َؿ لِل بِذلِ َ‬
‫ذلِ َ‬
‫والحديث يف الصحقحقـ أيضا‪ ،‬فقف هذه الؼصة طـ أبل بؽر بـ الحارث بـ هشام أكف قال‪ُ « :‬كـ ُْت َأكَا‬
‫قل‪َ :‬م ْـ َأ ْص َب َح ُجـُبك‪َ ،‬أ ْف َط َر ذل ِ َؽ‬
‫ان ْب ِـ ا ْل َح َؽ ِؿ » وهق أمقر الؿديـة « َف ُذكِ َر َل ُف َأ َّن َأ َبا ُه َر ْي َر َة َي ُؼ ُ‬
‫َو َأبِل ِطـْدَ َم ْر َو َ‬
‫ا ْل َق ْق َم» وهذا مطؾؼ‪ ،‬مـ أصبح جـبا مـ جؿاع أو إحتالم أفطر ذلؽ الققم‪ ،‬هؽذا كان يؼقل أبق هريرة ﭬ‬
‫ؿـ‪َ .‬لت َْذ َه َب َّـ إِ َلك ُأ َّم ِل ا ْل ُؿ ْممِـِق َـ َطائِ َش َة و ُأ ِّصم َس َؾ َؿ َة »‬
‫ان‪َ :‬أ ْق َس ْؿ ُت َط َؾ ْق َؽ َيا َط ْبدَ َّ‬
‫يف أول إمر « َف َؼ َال َم ْر َو ُ‬
‫ويف هذا فائدة طظقؿة –يا إخقة‪ -‬وهق أكف طـد التـازع يف العؾؿ ُيرد إلك مـ ُيظـ أكف أطؾؿ يف الباب و ُيبدأ‬
‫بف‪ ،‬وٓ شؽ َّ‬
‫أن إطؾؿ يف مثؾ هذا أمفات الؿممـقـ‪ ،‬فلبق هريرة ﭬ صحابل جؾقؾ والصحابة كؾفؿ‬
‫لؿا وقع التـازع يف العؾؿ ُرجع إلك إطؾؿ يف هذا الباب وه َّـ أمفات الؿممـقـ « َف َؾت َْس َل َلـ َُّف َؿا‬
‫طدول لؽـ َّ‬
‫ؿـ‪َ ،‬و َذ َه ْب ُت َم َع ُف‪َ .‬حتَّك َد َخ ْؾـَا َط َؾك َطائِ َش َة‪َ .‬ف َس َّؾ َؿ َط َؾ ْق َفا‪ُ ،‬ث َّؿ َق َال‪َ :‬يا ُأ َّم‬ ‫الر ْح ِ‬‫ب َط ْبدُ َّ‬
‫ِ‬
‫َط ْـ ذل َؽ‪َ .‬ف َذ َه َ‬
‫»‬ ‫قل‪َ :‬م ْـ َأ ْص َب َح ُجـُبك َأ ْف َط َر ذل ِ َؽ ا ْل َق ْق َم‬ ‫ان ْب ِـ ا ْل َح َؽ ِؿ‪َ .‬ف ُذكِ َر َل ُف َأ َّن َأ َبا ُه َر ْي َر َة َي ُؼ ُ‬
‫ا ْل ُؿ ْممِـِق َـ‪ .‬إِكَّا ُكـَّا ِطـْدَ َم ْر َو َ‬
‫وكان أبق هريرة ﭬ يرفعف إلك الـبل ﷺ أكف كان يلمر بالػطر‪ ،‬كؿا طـد البخاري يف الصحقح وكان‬
‫» وهذا طـد‬ ‫يؼقل‪ ٓ« :‬ورب الؽعبة ما أكا قؾت مـ أصبح جـبا فال يصقم‪ ،‬محؿد ورب البقت قد قالف‬
‫اإلمام أحؿد بنسـاد صححف الشقخ أحؿد شاكر وإلباين‪ .‬فؽان أبق هريرة ﭬ يرفع ذلؽ إلك الـبل ﷺ‪،‬‬
‫ِ‬
‫َان ﷺ َي ْصـ َُع؟ » وفقف َّ‬
‫أن السـة‬ ‫ب َط َّؿا ك َ‬ ‫ؿـ‪َ .‬أ َت ْر َغ ُ‬
‫« َقا َل ْت َطائ َش ُة‪َ :‬ل ْق َس ك ََؿا َق َال َأ ُبق ُه َر ْي َر َة‪َ .‬يا َط ْبدَ َّ‬
‫ٓ‪َ ،‬واهللِ » وهؽذا كان‬‫ؿـ‪َ :‬‬ ‫الر ْح ِ‬
‫قاضقة طؾك الـزاع فؿـ طؾؿ السـة وجب طؾقف أن يؼػ طـدها‪َ « ،‬ق َال َط ْبدُ َّ‬
‫السؾػ مجؿعقن طؾك هذا ولذلؽ قال الشافعل‪« :‬أجؿع الـاس طؾك َّ‬
‫أن مـ استباكت لف سـة رسقل اهلل‬
‫ﷺ لؿ يؽـ لف أن يدطفا لؼقل أحد مـ الـاس كائـ مـ كان»‬
‫احتِالَمٍ‪- ،‬وجاء يف‬ ‫ِ‬
‫َان ُي ْصبِ ُح ُجـُبك م ْـ ِج َؿاعٍ‪َ ،‬غ ْق ِر ْ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َأ َّك ُف ك َ‬ ‫« َقا َل ْت َطائِ َش ُة‪َ :‬ف َل ْش َفدُ َط َؾك رس ِ‬
‫َ ُ‬
‫رواية طـد مسؾؿ "يف مضان" ‪ُ -‬ث َّؿ َي ُصق ُم ذل ِ َؽ ا ْل َق ْق َم َق َال‪ُ :‬ث َّؿ َخ َر ْجـَا‪َ ،‬حتَّك َد َخ ْؾـَا َط َؾك ُأ ِّصم َس َؾ َؿ َة‪َ .‬ف َس َل َل َفا‬
‫ؿـ َما‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ان ْب َـ ا ْل َح َؽ ِؿ‪َ .‬ف َذك ََر َل ُف َط ْبدُ َّ‬ ‫َط ْـ ذل ِ َؽ‪َ .‬ف َؼا َل ْت مِ ْث َؾ َما َقا َل ْت َطائِ َش ُة‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َخ َر ْجـَا َحتَّك ِج ْئـَا َم ْر َو َ‬
‫ان‪َ :‬أ ْق َس ْؿ ُت َط َؾ ْق َؽ َيا َأ َبا ُم َح َّؿ ٍد َلت َْر َك َب َّـ َدا َّبتِل‪َ ،‬فنِك ََّفا بِا ْل َب ِ‬
‫اب‪َ .‬ف ْؾت َْذ َه َب َّـ إِ َلك َأبِل ُه َر ْي َر َة‪َ .‬فنِ َّك ُف‬ ‫َقا َلتَا‪َ .‬ف َؼ َال َم ْر َو ُ‬
‫قؼ » العؼقؼ‪ :‬القادي الؿقجقد يف الؿديـة مـ جفة الؿقؼات‪ ،‬وهق القادي الؿبارك الذي ُأمر‬ ‫بِ َل ْر ِض ِف بِا ْل َع ِؼ ِ‬
‫الـبل ﷺ بلن يصؾل فقف طـدما أراد الحج‪ ،‬يصؾل هبذا القادي الؿبارك [] ‪ 1‬هذا القادي يؼع طؾقف الؿقؼات‬
‫ويسقؾ إلك داخؾ الؿديـة‪ ،‬وأرض أبل هريرة ﭬ يف الؿؽان الؿسؿك «طروة» أن يف الؿديـة‪ ،‬وكاكت‬
‫فقف مزرطة ٕبل هريرة وكاكت فقفا أمف وكان بارا هبا‪ ،‬أبق هريرة ﭬ يف زمـ الـبل ﷺ كان فؼقرا فؽان‬
‫َيت َبع رسق اهلل ﷺ طؾك ِشبع بطـف يؽػقف ما يشبعف مـ حرصف طؾك الحديث فؾؿا مات الـبل ﷺ جرى‬
‫الؿال يف يده وكاكت طـده أرض ومزرطة يف العؼقؼ‪.‬‬
‫ؿـ‬ ‫ؿـ‪َ ،‬و َركِ ْب ُت َم َع ُف‪َ ،‬حتَّك َأ َت ْقـَا َأ َبا ُه َر ْي َر َة‪َ .‬فت ََحدَّ َ‬
‫ث َم َع ُف َط ْبدُ َّ‬ ‫الر ْح ِ‬
‫ب َط ْبدُ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخبِ َر َّك ُف ذل َؽ‪َ .‬ف َرك َ‬
‫« َف ْؾت ْ‬
‫قف ُم ْخبِ ٌر‬‫ٓ ِط ْؾؿ لِل بِذل ِ َؽ‪ .‬إِكَّؿا َأ ْخبركِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ».‬هؽذا بدون ذكر‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َسا َط ًة‪ُ .‬ث َّؿ َذك ََر َل ُف ذل َؽ‪َ .‬ف َؼ َال َل ُف َأ ُبق ُه َر ْي َر َة‪َ َ :‬‬
‫‪:$‬‬ ‫الؿخرب مـ هق‪ ،‬وقد جاء أكف الػضؾ ابـ العباس ﷺ وجاء أكف أسامة بـ زيد ﷺ قال ابـ خزيؿة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كلمتني غري واضحتني‬
‫قخ‪َ َٓ ،‬أ َّك ُف َو ْه ٌؿ َٓ َغؾِ َط‬ ‫ٍ‬

‫لء صادِ ٍق بار فِل َخب ِ‬
‫» فابـ‬ ‫ره إِ َّٓ َأ َّن ا ْل َخ َبر َمـ ُْس ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍّر‬ ‫« َأ ُبق ُه َر ْي َرة َأ َح َال ا ْل َخ َبر َط َؾك َمؾِ َ‬
‫خزيؿة يؼقل ما أخطل أبق هريرة وٓ مـ روى طـف وهق الػضؾ وأسامة بـ زيد ﭭ وٓ َو ِهؿ ولؽـف كُسخ‬
‫وكان هذا يف أول إمر‪.‬‬
‫ؿـ‪َ ،‬ط ْـ َطائِ َش َة ُ‬

‫وأ ِّصم‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ُس َؿ ٍّجل‪َ ،‬م ْق َلك َأبِل َب ْؽرٍ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َب ْؽرِ ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫حدث يحقك طـ َمالِ ٌ‬
‫احتِالَمٍ‪ُ ،‬ث َّؿ‬ ‫ِ‬ ‫س َؾؿ َة زَوج ِل الـَّبِل ﷺ َأكَّفؿا َقا َلتَا‪ :‬إِن كَان رس ُ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ َل ُق ْلبِ ُح ُجـُبك م ْـ ِج َؿاعٍ‪َ ،‬غ ْقرِ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِّص‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫َي ُلق ُم‪.‬‬
‫لؿا يغتسؾ]‬
‫[مـ أصبح جـبا وصؾع طؾقف الػجر َّ‬
‫لؿا‬
‫هذه إحاديث فقفا مسللة طظقؿة وهل مسللة مـ أصبح جـبا وصؾع طؾقف الػجر وهق جـب َّ‬
‫يغتسؾ‪ ،‬ما حؽؿ صقمف؟‬
‫ذهب جؿاهقر العؾؿاء مـ السؾػ والخؾػ إلك َّ‬
‫أن مـ أصبح جـبا مـ جؿاع أو احتالم ولؿ يغتسؾ‬
‫أن صقمف صحقح‪ ،‬وقد كان أبق هريرة ﭬ يرى أول إمر أكف ٓ يصقم َّ‬
‫وأن صقمف‬ ‫إٓ بعد صؾقع الػجر َّ‬
‫ٓ يصح‪ ،‬ثؿ رجع طـ ذلؽ روى ابـ الؿبارك طـ محؿد بـ طبد الرحؿان َّ‬
‫أن أبا هريرة ﭬ كان يؼقل‪:‬‬
‫» يعـل ترك‬ ‫«مـ احتؾؿ أو واقع أهؾف الػجر ولؿ يغتسؾ فال يصؿ‪ .‬قال محؿد ثؿ سؿعتف كزع طـ ذلؽ‪.‬‬
‫لؿا ُأخرب بؼقل طائشة وأم سؾؿة ﭭ قال‪« :‬هؽذا حدثـل الػضؾ وه َّـ‬
‫ذلؽ‪ ،‬وقد جاء طـد البخاري أكف ّ‬
‫أطؾؿ» وهذا يدل طؾك رجقطف‪ ،‬وقد تؿسؽ هبذا الؼقل بعض التابعقـ‪ ،‬إٓ َّ‬
‫أن ققلفؿ مرجقح ٕن اهلل طز‬
‫وجؾ أباح لؾصائؿ أن يلكؾ ويشرب ويجامع حتك يتبقـ لف الخقط إبقض مـ الخقط إسقد مـ الػجر‪،‬‬
‫فلجاز لف الجؿاع إلك صؾقع الػجر وٓزم ذلؽ أكف قد يدركف الػجر وهق جـب‪َّ ،‬‬
‫ٕن حدّ الجؿاع أن يطؾع‬
‫الػجر‪ ،‬فنذا جامع إلك صؾقع الػجر َّ‬
‫فنن ٓزم ذلؽ أن يطؾع طؾقف الػجر وهق جـب‪،‬وهذه إحاديث لتل‬
‫سؿعـاها صحقحة صريحة يف هذا إمر‪ ،‬كؿا َّ‬
‫أن العؾؿاء احتجقا بحجة تدلؽ طؾك فؼف العؾؿاء‪ ،‬قالقا‪ :‬ما‬
‫حؽؿ صقام مـ احتؾؿ يف هنار رمضان؟ الجقاب‪َّ :‬‬
‫أن صقمف صحقح باإلجؿاع‪ ،‬قالقا فنذا كان الذي وقع‬
‫مـف آحتالم يف الـفار ويغتسؾ يف الـفار يصح صقمف فؿـ باب أولك مـ وقعت مـف الجـابة يف الؾقؾ وإكؿا‬
‫الذي وقع مـف آغتسال يف الـفار‪ ،‬يؼقل أكتؿ تقافؼقكـا طؾك َّ‬
‫أن الذي وقع مـف آحتالم ‪-‬لقس الجؿاع‪-‬‬
‫والغسؾ يف هنار رمضان أن صقمف صحقح‪ ،‬فالزم هذا أن تؼقلقا بؿا قؾـاه‪َّ :‬‬
‫أن مـ احتؾؿ يف الؾقؾ واغتسؾ‬
‫يف الـفار َّ‬
‫أن صقمف صحقح وهذا مـ باب أولك‪ ،‬وهذا أمر صحقح‪.‬‬
‫ؾلائِ ِؿ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ْخ َلة فل ا ْل ُؼ ْب َؾة ل َّ‬
‫ِ‬
‫َما َجا َا فل ُّ‬
‫والؿؼصقد بال ُؼبؾة هـا –يا إخقة‪ -‬ال ُؼبؾة التل قد تثقر الشفقة وهل ال ُؼبؾة بقـ الزوجقـ‪ ،‬فبدأ اإلمام‬
‫مالؽ ‪ $‬بؿا جاء يف الرخصة واإلذن يف ال ُؼبؾة لؾصائؿ‪ ،‬ثؿ أطؼب ذلؽ بؿا جاء يف التشديد يف الؼبؾة‬
‫لؾصائؿ‪ ،‬وسـؿر طؾك ما ذكره اإلمام مالؽ ‪ $‬ثؿ كؼرر إحؽام الؿتعؾؼة هبذا الػصؾ‪.‬‬
‫ار َأ َّن َر ُجالً َق َّب َؾ ْام َر َأ َ ُف َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ ،‬فِل‬ ‫ؽ‪ ،‬طـ زَي ِد ب ِـ َأس َؾؿ‪ ،‬طـ ط َ ِ‬
‫اا ْب ِـ َي َس ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ َ ْ ْ ْ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ت َط َؾك ُأ ِّصم َس َؾ َؿةَ‪ ،‬ز َْوجِ الـَّبِ ِّصل‬ ‫ؽ‪َ .‬فدَ َخ َؾ ْ‬ ‫ؽ َو ْجد ًا َش ِديد ًا‪َ .‬ف َل ْر َس َؾ ْام َر َأ َ ُف َْس َل ُل َل ُف َط ْـ ذلِ َ‬ ‫ان‪َ .‬ف َق َجدَ ِم ْـ ذلِ َ‬
‫َر َم َ َ‬
‫ت‪َ ،‬ف َل ْخ َب َر ْت ز َْو َج َفا‬ ‫قل اهللِ ﷺ ُي َؼ ِّصب ُؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪َ .‬ف َر َج َع ْ‬ ‫ؽ َل َفا‪َ .‬ف َل ْخ َب َر َْفا ُأ ُّم َس َؾ َؿ َة‪َ :‬أ َّن َر ُس َ‬‫ﷺ‪َ .‬ف َذك ََر ْت ذلِ َ‬
‫ح ُّؾ لِرسقلِ ِف ما َشاا‪ُ .‬ثؿ رجع ِ‬
‫ت ْام َر َأ ُ ُف إِ َلك ُأ ِّصم‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪ .‬اهلل ي ِ‬ ‫ؽ َشر ًا‪َ .‬و َق َال‪َ :‬لسـَا ِم ْث َؾ رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذلِ َ‬
‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ؽ‪َ .‬فزَا َد ُه ذل َ ّ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪« :‬ما لِ ِ‬
‫فذ ِه ا ْل َؿ ْر َأةِ؟» َف َل ْخ َب َر ْ ُف ُأ ُّم َس َؾ َؿ َة‪َ .‬ف َؼ َال‪َ « :‬أَٓ‬ ‫قل اهللِ‪َ .‬ف َؼ َال َر ُس ُ‬ ‫َس َؾ َؿ َة‪َ .‬ف َق َجدَ ْت ِطـْدَ َها َر ُس َ‬
‫َ‬
‫َأ ْخ َب ْر ِ َقفا َأكِّصل َأ ْف َع ُؾ ذلِ َ‬
‫ؽ؟»‪.‬‬
‫قل اهللِ‪ .‬ي ِ‬
‫ؽ َشر ًا‪َ .‬و َق َال‪َ :‬لسـَا ِم ْث َؾ رس ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ُّؾ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت إِ َلك ز َْو ِج َفا‪َ ،‬ف َل ْخ َب َر ْ ُف‪َ .‬فزَا َد ُه ذل َ ّ‬
‫ت‪َ :‬قدْ َأ ْخ َب ْر َُفا‪َ ،‬ف َذ َه َب ْ‬
‫َف َؼا َل ْ‬
‫قل اهللِ‪َ ،‬و َق َال‪َ « :‬واهللِ‪ .‬إِكِّصل َٕ ْ َؼاك ُْؿ هللِ‪َ ،‬و َأ ْط َؾ ُؿؽ ُْؿ بِ ُحدُ ودِ ِه»‪.‬‬‫ب َر ُس ُ‬ ‫اهللُ لِ َر ُسقلِ ِف َما َشا َا‪َ .‬ف َغ ِ ِ‬
‫هذا الحديث هبذا اإلسـاد الؿذكقر هـا مرسؾ‪ ،‬لؿ ُيذكر فقف الصحابل ولؽـ رواه‪ :‬طبد الرزاق‬
‫واإلمام أحؿد طـ رجؾ مـ الصحابة‪ ،‬وهبذا يؽقن اإلسـاد صحقحا مقصقٓ‪ ،‬وجفالة الصحابل ٓ تضر‬
‫َّ‬
‫ٕن الصحابة كؾفؿ طدول‪ ،‬فؼقلف‪« :‬طـ رجؾ مـ الصحابة » فؿا دام أكف ثبتت لف الصحبة فؼد ثبتت لف‬
‫فنن هذا ٓ يضر اإلسـاد‪ ،‬فالحديث هبذا مقصقل اإلسـاد‬ ‫العدالة‪ ،‬فؽقكـا لؿ كعرف اسؿف أو طقـف َّ‬
‫ان‪َ .‬ف َق َجدَ » معـك وجد‪ :‬أكف حزن «مِ ْـ ذل ِ َؽ‬
‫صحقحف‪ ،‬وفقف‪َ « :‬أ َّن َر ُجالً َق َّب َؾ ا ْم َر َأ َت ُف َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ ،‬فِل َر َم َض َ‬
‫َو ْجد ًا َش ِديد ًا‪ » .‬أي حزكا شديدا‪ ،‬لؿاذا؟ ٕكف تؼل‪ ،‬فخاف أن يؽقن ارتؽب محذورا‪ ،‬ما وجف الخقف؟‬
‫أن الؿعؾقمة الؿستؼرة طـد الؿممـقـ‪َّ ،‬‬
‫أن الصائؿ يدع شفقتف حال الصقام‪ ،‬والؼبؾة فقفا‬ ‫وجف الخقف‪َّ :‬‬
‫شبفة الشفقة‪ ،‬فحزن حزكا شديدا‪ٕ ،‬كف خاف أن يؽقن قد ارتؽب محذورا « َف َل ْر َس َؾ ا ْم َر َأ َت ُف َت ْس َل ُل َل ُف َط ْـ‬
‫قل اهللِ ﷺ‬ ‫ذل ِ َؽ‪َ .‬فدَ َخ َؾ ْت َط َؾك ُأ ِّصم َس َؾ َؿةَ‪َ ،‬ز ْو ِج الـَّبِل ﷺ‪َ .‬ف َذك ََر ْت ذل ِ َؽ َل َفا‪َ .‬ف َل ْخ َب َر ْت َفا ُأ ُّم َس َؾ َؿ َة‪َ :‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ِّص‬
‫ُي َؼ ِّصب ُؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ » .‬أي يؼبؾ زوجتف وهق صائؿ ﷺ‪ ،‬وهق قدوة الؿممـقـ وأتؼاهؿ هلل وأطؾؿفؿ بحدوده‬
‫أن حزكف لؿ يـؼطع‪ ،‬بؾ زاد وذلؽ لؾعؾة‬ ‫« َف َر َج َع ْت –الؿرأة‪َ ،-‬ف َل ْخ َب َر ْت َز ْو َج َفا ذل ِ َؽ‪َ .‬ف َزا َد ُه ذل ِ َؽ َش ّر ًا‪ » .‬أي ّ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪ .‬اهلل ي ِ‬
‫ح ُّؾ ل ِ َر ُسقل ِ ِف َما َشا َء‪ » .‬واهلل غػر لرسقلف ماتؼدم مـ ذكبف‬ ‫التل ذكرها « َو َق َال‪َ :‬لسـَا مِ ْث َؾ رس ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ا ْم َر َأ ُت ُف إِ َلك ُأ ِّصم َس َؾ َؿ َة‪ » .‬فػل هذه الؿرة وجدت طـدها رسقل اهلل ﷺ‬‫وما تلخر‪ ،‬أما كحـ فال « ُثؿ رجع ِ‬
‫َّ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪« :‬ما ل ِ ِ‬
‫فذ ِه ا ْل َؿ ْر َأةِ؟ ‪-‬ما شلهنا؟‪َ -‬ف َل ْخ َب َر ْت ُف ُأ ُّم َس َؾ َؿ َة‪- .‬بخربها‪َ -‬ف َؼ َال‪َ « :‬أ َ‬
‫ٓ َأ ْخ َب ْرت َ‬
‫قفا –‬ ‫َ‬ ‫« َف َؼ َال َر ُس ُ‬
‫أن فعؾ الـبل ﷺ حجة‬ ‫ويف بعض روايات الؿقصل "أٓ أخربِهتا" بدون القاء‪َ -‬أكِّصل َأ ْف َع ُؾ ذل ِ َؽ؟»‪ .‬ويف هذا َّ‬
‫ولق لؿ يؽـ فعؾ الـبل ﷺ حجة لألمة لؿا قال لفا أفال أخربهتا أين أفعؾ ذلؽ‪ ،‬فؾؿا قال ذلؽ طؾؿـا مـف‬
‫أن فعؾ الـبل ﷺ حجة لألمة « َف َؼا َل ْت‪َ :‬قدْ َأ ْخ َب ْر ُت َفا‪َ ،‬ف َذ َه َب ْت إِ َلك َز ْو ِج َفا‪َ ،‬ف َل ْخ َب َر ْت ُف‪َ .‬ف َزا َد ُه ذل ِ َؽ َش ّر ًا‪– .‬كؿا‬
‫َّ‬
‫قل اهللِ‪َ ،‬و َق َال‪:‬‬
‫ب َر ُس ُ‬ ‫اهلل ل ِ َر ُسقل ِ ِف َما َشا َء‪َ .‬ف َغ ِض ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قؾـا‪ ،‬لؿ يـؼطع حزكف‪َ -‬و َق َال‪َ :‬ل ْسـَا م ْث َؾ َر ُسقل اهلل‪ُ .‬يح ُّؾ ُ‬
‫« َواهللِ‪ .‬إِكِّصل َٕ ْت َؼاك ُْؿ هللِ‪َ ،‬و َأ ْط َؾ ُؿ ُؽ ْؿ بِ ُحدُ ودِ ِه» ‪ ».‬والؿعـك‪ :‬إلزمقا سـتل ومـ رغب طـ سـتل فؾقس مـل‪،‬‬
‫فغضب الـبل ﷺ‪ ،‬فنذا كان الـبل ﷺ غضب يف هذه الحال التل تلول فقفا هذا الصحابل فؽقػ مـ‬
‫أن إمر خطقر‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫أن سـة الـبل ﷺ قشقر‪ ٓ ،‬شؽ َّ‬
‫ُيعرض طـ سـة الرسقل ﷺ مـ غقر تلويؾ‪ ،‬ويرى َّ‬
‫القاجب طؾك الؿممـ أن يحذر مـ هذا الطريؼ الؿظؾؿ َّ‬
‫وأن القاجب طؾك الؿممـ أن يعظؿ سـة الـبل ﷺ‬
‫وأن يحبفا ٕهنا سـة الـبل ﷺ وأن يؾزمفا ٕن الـبل ﷺقال‪« :‬مـ رغب طـ سـتل فؾقس مـل » ويف هذا‬
‫أن ال ُؼبؾة لؾصائؿ جائزة‪.‬‬
‫الحديث َّ‬
‫كحـ كتؽؾؿ طـ فائدة الحديث‪ ،‬ثؿ الحؽؿ سـتؽؾؿ طـف مـ جفة أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫هذا الحديث يدل طؾك أن الؼبؾة لؾصائؿ جائزة ٕمريـ‪:‬‬
‫أقر الرجؾ طؾك هذا ولؿ يـفف ولؿ يرتب طؾقف شقئ‪.‬‬ ‫إمر إول‪َّ :‬‬
‫أن الـبل ﷺ ّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يؼبؾ ّ‬
‫وأن هذا لؿ يؽـ مـ خصائصف ﷺ ففذا‬ ‫إمر الثاين‪ :‬أكف هبذا الحديث ثبت َّ‬
‫ضاهر يف الحديث‪.‬‬
‫ويدل طؾك أكف ٓ فرق يف ذلؽ بقـ الشاب والشقخ الؽبقر‪ ،‬أيـ الدٓلة [طؾك ذلؽ]؟ الدٓلة َّ‬
‫أن الـبل‬
‫ﷺ لؿ يسللفا طـ زوجفا‪ ،‬لؿ يؼؾ لفا‪ :‬هؾ زوجؽ شاب أو شقخ كبقر؟ فؾق كان هـاك تػريؼ لسلل الـبل‬
‫أن رك آستػاصؾ مع ققام آحتؿال ُيـَزَّل مـزلة العؿقم يف الؿؼال ‪ .‬يعـل‬
‫ﷺ‪ ،‬والؼاطدة طـد أهؾ العؾؿ‪َّ :‬‬
‫إذا لؿ يستػصؾ الـبل ﷺ وكان إمر محتؿال ٓختالف إحقال فنكف ُيـ َّزل مـزلة العؿقم يف الؿؼال‪ ،‬فؽلن‬
‫الـبل ﷺ قال لفا‪َ :‬يحؾ لؾزوج أن ُيؼبؾ امرأتف وهق صائؿ سقاء كان شابا أو شقخا‪َّ ،‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ لؿ‬
‫يستػصؾفا‪ ،‬ولق كان هـالؽ فرق ٓستػصؾ الـبل ﷺ‪.‬‬
‫قـ‪َ ،‬أك ََّفا َقا َل ْ‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حل َطـ َمالِ ٌ‬
‫ت‪ :‬إِ ْن ك َ‬
‫َان‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ه َشا ِم ْب ِـ ُط ْر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ َأبِقف‪َ ،‬ط ْـ َطائ َشةَ‪ُ ،‬أ ِّصم ا ْل ُؿ ْممـ َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ث َي َ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫اج ِف َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ُ .‬ث َّؿ َ ْ َح ُ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َل ُق َؼ ِّصب ُؾ َب ْع َض َأز َْو ِ‬
‫َر ُس ُ‬
‫إِ ْن ك َ‬
‫َان‬ ‫هذا الحديث أيضا يف الصحقحقـ طـد البخاري ومسؾؿ‪ .‬طـ أمـا طائشة ڤ أهنا قالت‪« :‬‬
‫قل اهللِ ﷺ َل ُق َؼ ِّصب ُؾ ب ْع َض َأ ْز َو ِ‬
‫اج ِف َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ ».‬ققلفا وهق صائؿ‪ ،‬يشؿؾ جؿقع أحقال الصقام سقاء كان‬ ‫َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫طـ فرض أو كافؾة‪ُ « .‬ث َّؿ َت ْض َح ُؽ‪ ».‬لؿاذا تضحؽ إذا حدّ ثت هبذا الحديث؟‬
‫‪ -‬قال بعض أهؾ العؾؿ‪ ،‬إهنا تضحؽ تعجبا مؿـ ُيحرم ذلؽ مع كقن الـبل ﷺ يػعؾف‪.‬‬
‫ٕن هذا إمر مؿا تستحل الـساء مـ ذكره‪ ،‬وإذا ُذكر‬
‫‪ -‬وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬بؾ تضحؽ حقاءا‪َّ ،‬‬
‫طـد الؿرأة تستحل مـف‪ ،‬فضحؽت حقاءا‪ ،‬والؿعؾقم أن الؿرأة إذا استحت‪ ،‬تصؿت وتـؽسر أو‬
‫تضحؽ‪ ،‬فؼالقا إكؿا ضحؽت حقاءا‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض أهؾ العؾؿ إهنا ضحؽت ٕهنا تذكرت ُحب الـبل ﷺ لفا‪ ،‬فقؼبؾفا حتك وهق صائؿ‬
‫ﷺ‪ ،‬وتؾؽ مزية طظؿك أن ُيحبفا رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬وٓ شؽ أهنا حبقبة رسقل اهلل ﷺ ولؿا ُسئؾ‬
‫الـبل ﷺ‪« :‬مـ أحب الـاس إلقؽ؟ قال‪ :‬طائشة » ويف هذ أكف ٓ طقب طؾك الرجؾ أن يذكرأكف‬
‫ُيحب زوجتف وٓ طقب طؾك الرجؾ أن يذكر اسؿ زوجتف أو اسؿ أمف أو اسؿ أختف طـد الرجال‪ٓ ،‬‬
‫طقب يف هذا‪ ،‬بؾ العقب ما يػعؾف بعض العامة‪ ،‬مـ أكف إذا ذكر الؿرأة كلكف ذكر شقئا قبقحا‪ ،‬ومـ‬
‫أقبح ما سؿعتف أن بعضفؿ يؼقل‪« :‬أمل أكرمؽ اهلل »‪ ،‬أمل أكرمؽ اهلل !!! ُتؽرم السامع طؾك أن‬
‫تؼقل أمؽ!!! أمؽ تاج راسؽ‪ ٓ ،‬طقب يف ذكرها‪ ،‬هذا وهق ما ذكر اسؿفا‪ ،‬والـبل ﷺ ُيؼال لف‬
‫«فؿـ الرجال فقؼقل‪ :‬أبقها »‪ ،‬ما قال أبق بؽر‬ ‫مـ أحب الـاس إلقؽ يؼقل‪ :‬طائشة‪ ،‬ف ُقؼال لف‪:‬‬
‫ﭬ‪ ،‬قال أبقها فلضافف إلقفا‪ ،‬فؽان الـبل ﷺ يحبفا‪.‬‬
‫‪ -‬لؽـ أقرب ما ققؾ يف هذا‪ ،‬أهنا ضحؽت لقػفؿ السامع أهنا صاحبة الؼصة فقتلكد أهنا لؿ تروي مـ‬
‫طؿا وقع لفا‪ ،‬لؽـ لؿ ُترد أن ُتصرح‬
‫باب الخرب طـ غقرها مـ زوجات الـبلﷺ وإكؿا تروي ّ‬
‫حقاءا فضحؽت والؾبقب يػفؿ‪ ،‬فلرادت أن ُتشعر السائؾ بشقئ مـ الحقاء أهنا هل صاحبة الؼصة‬
‫ّ‬
‫وأن الـبل ﷺ كان ُيؼبؾفا لقطؿئـ قؾبف ويتلكد ويعؾؿ أهنا إكؿا تروي طـ واقعة ٓ طـ غقرها‪.‬‬
‫ويف هذا أيضا جقاز الؼؾبة لؾصائؿ‪.‬‬
‫قد ْب ِـ ز َْي ِد ْب ِـ َط ْؿرِو ْب ِـ ُك َػ ْق ٍؾ‪ْ ،‬ام َر َأ َة‬

‫ْت س ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َي ْح َقك ْب ِـ َسعقد َأ َّن َطا َؽ َة َبـ َ َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬‫َحدَ َ‬
‫ِ‬ ‫َت ُ َؼ ِّصب ُؾ َر ْأ َس ُط َؿ َر ْب ِـ ا ْلخَ َّ ِ‬ ‫ُط َؿ َر ْب ِـ ا ْلخَ َّ ِ‬
‫اها‪.‬‬ ‫اب‪َ ،‬و ُه َق َصائ ٌؿ‪َ .‬فالَ َيـ َْف َ‬ ‫اب‪ ،‬كَاك ْ‬
‫وهذا إثر ومـ جفة إسـاده مـؼطع‪ ،‬وقد رواه طبد الرزاق أيضا طـ يحقك بـ سعقد طـ أبل بؽر بـ‬
‫محؿد بـ طؿرو بـ حزم طـ طبد اهلل بـ طبد اهلل ابـ طؿر وهق مـؼطع أيضا‪ ،‬فإثر بجؿقع إسـاده التل‬
‫وقػـا طؾقفا مـؼطع‪ ،‬ففق ضعقػ‪ ،‬وبالـظر بؿا فقف فنكف خارج طـ الؿسللة َّ‬
‫ٕن هذه الؼبؾة قبؾة تؼدير‪ ،‬الؼبؾة‬
‫طؾك الرأس قبؾة تؼدير لقست مـ ال ُؼبؾة التل كتحدث طـفا‪ ،‬فنن قبؾة التؼدير ٓ تدخؾ يف الباب‪ ،‬يجقز‬
‫لؾؿرأة أن تؼبؾ رأس زوجفا تؼديرا لف‪ ،‬ويجقز لؾرجؾ أن يؼبؾ رأس امرأتف تؼديرا لفا‪ ،‬حتك وهق صائؿ‬
‫وإكؿا الؽالم ‪-‬كؿا قؾـا‪ -‬يف الؼبؾة التل قد تثقرالشفقة‪.‬‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل الـَّ ْ رِ‪َ ،‬م ْق َلك ُط َؿ َر ْب ِـ ُط َب ْق ِد اهللِ َأ َّن َطائِ َش َة بِـ َ‬
‫ْت َص ْؾ َح َة َأ ْخ َب َر ْ ُف‪َ :‬أك ََّفا‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ؿـ ْب ِـ َأبِل َب ْؽرٍ‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت ِطـْدَ َطائِ َش َة ز َْوجِ الـَّبِ ِّصل‪َ .‬فدَ َخ َؾ َط َؾ ْق َفا ز َْو ُج َفا ُهـَالِ َ‬
‫ؽ‪َ .‬و ُه َق َط ْبدُ اهلل ْب ُـ َط ْبد َّ‬ ‫كَاك ْ‬
‫ؽ َأ ْن َدْ ك َُق ِم ْـ َأ ْه ِؾ َ‬
‫ؽ‪َ ،‬ف ُت َؼ ِّصب َؾ َفا)؟‬ ‫ت َل ُف َطائِ َش ُة‪َ :‬ما َي ْؿ َـ ُع َ‬
‫يؼ‪َ .‬و ُه َق َصائِ ٌؿ‪َ .‬ف َؼا َل ْ‬ ‫الل ِّصد ِ‬
‫ِّص‬
‫َف َؼ َال‪َ :‬أ ُأ َق ِّصب ُؾ َفا َو َأكَا َصائِ ٌؿ؟‬
‫َف َؼا َل ْ‬
‫ت‪َ :‬ك َع ْؿ‪.‬‬
‫َت ِطـْدَ‬
‫هذا إثر رواه طبد الرزاق أيضا بنسـاد صحقح‪ ،‬وفقف‪َ « :‬أ َّن َطائِ َش َة بِـ َْت َص ْؾ َح َة َأ ْخ َب َر ْت ُف‪َ :‬أك ََّفا كَاك ْ‬
‫َطائِ َش َة َز ْو ِج الـَّبِ ِّصل‪ » .‬أي أخربت طؿر بـ طبقد اهلل أهنا كاكت طـد طائشة زوج الـبل ﷺ‬
‫« َفدَ َخ َؾ َط َؾ ْق َفا‬
‫ِ‬
‫طؿتف‪ ،‬أخت أبقف‪ ،‬فدخؾ طؾقفا وهل طـد أمـا طائشة ڤ‬ ‫َز ْو ُج َفا ُهـَال َؽ‪ٕ ».‬ن طائشة ڤ أم الؿممـقـ ّ‬
‫يؼ‪َ .‬و ُه َق َصائِ ٌؿ‪ » .‬وقد كاكت أمـا طائشة ڤ قد ُأخربت‬
‫الصدِّص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؿـ ْب ِـ َأبِل َب ْؽ ٍر ِّص‬
‫« َو ُه َق َط ْبدُ اهلل ْب ُـ َط ْبد َّ‬
‫أن طبد اهلل بـ طبد الرحؿان ما كان ُيؼبؾ امرأتف وهق صائؿ بؾ ذكر بعض هؾ العؾؿ أكف كان مجتفدا يف‬ ‫َّ‬
‫العبادة فؽان مفؿال لؿا يتعؾؼ بحؼ زوجتف‪ ،‬فؾؿا دخؾ وهق قادم‪َ « ،‬ف َؼا َل ْت َل ُف َطائِ َش ُة‪َ :‬ما َي ْؿـَ ُع َؽ َأ ْن َتدْ ك َُق‬
‫مِ ْـ َأ ْهؾِ َؽ‪- ،‬أي مـ زوجتؽ‪َ -‬ف ُت َؼ ِّصب َؾ َفا)؟» هـا –يا إخقة‪ -‬هذا السمال لؾتعؾقؿ ففل أرادت أن تعؾؿف أن‬
‫وأن مـ السـة أن يتؾطػ الرجؾ مع أهؾف‪ ،‬ولقس هذا إكؽارا طؾقف‪ٕ ،‬ن ترك الصائؿ تؼبقؾ امرأتف‬‫هذا جائز َّ‬
‫فنن هذا لقس مِؿا ُيػعؾ طـد أهؾ‬
‫لقس حراما‪ ،‬ففذا لقس إكؽارا طؾقف وٓ أمرا لف بلن يػعؾ هذا أمامفا‪َّ ،‬‬
‫وأن تؾطػ الزوج مع زوجتف مـ سـة الـبل‬ ‫أن ذلؽ جائز ّ‬
‫الؿروءات أمام الـاس‪ ،‬وإلهنا أردات أن تعؾؿف َّ‬
‫ﷺ‪َ « .‬ف َؼ َال‪َ :‬أ ُأ َق ِّصب ُؾ َفا َو َأكَا َصائِ ٌؿ؟ » طؾك سبقؾ اإلكؽار والتعجب‪ ،‬كقػ أقبؾفا وأكا صائؿ؟ « َف َؼا َل ْت‪َ :‬ك َع ْؿ‪».‬‬
‫قبؾفا وأكت صائؿ‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك جقاز ال ُؼبؾة لؾصائؿ ّ‬
‫وأن الزوج الشاب يجقز لف أن يؼبؾ زوجتف حال‬
‫كقكف صائؿا‪.‬‬
‫هذه دٓٓت أثار وإحاديث‪ ،‬لؽـ سـعقد لؾؿسللة مـ جفة الػؼف –إن شاء اهلل طز وجؾ‪.-‬‬
‫ان فِل ا ْل ُؼ ْب َؾ ِة‬

‫اص‪ ،‬كَاكَا ي َر ِّصخ َل ِ‬
‫ُ‬ ‫وس ْعدَ ْب َـ َأبِل َو َّق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ز َْيد ْب ِـ َأ ْس َؾ َؿ َأ َّن َأ َبا ُه َر ْي َر َة َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ؾلائِ ِؿ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ل َّ‬
‫وهذا إثر أيضا رواه طبد الرزاق وهق هبذا اإلسـاد مـؼطع‪ ،‬لؽـ ثبت ترخقص أبل هريرة يف ال ُؼبؾة‬
‫لؾصائؿ طـد أبل شقبة‪ ،‬وترخقص سعد بـ أبل وقاص طـد ابـ بؽار‪ ،‬ويف هذا ترخقص هذيـ الصحابققـ‬
‫الجؾقؾقـ يف ال ُؼبؾة لؾصائؿ‪ ،‬وقد جاء طـ طؿر بـ الخطاب ﭬ قال‪َ « :‬ه َش ْشت فؼبؾت وأكا صائؿ‪ ،‬فؼؾت‬
‫يا رسقل اهلل‪ :‬صـعت الققم أمرا طظقؿا‪ :‬فؼبؾت وأكا صائؿ‪ ،‬فؼال الـبل ﷺ أرأيت لق تؿضؿضت وأكت‬
‫صائؿ –ما الحؽؿ؟‪ -‬قال‪ :‬قؾت‪ ٓ :‬بلس بف –هذا محؾ إجؿاع بؾ يجب طؾك الصائؿ أن يتؿضؿض طـد‬
‫القضقء‪ -‬قال فؿف » يعـل لؿاذا تؼقل أتقت أمرا طظقؿا؟!‪.‬‬
‫ال ُؼبؾة مثؾ الؿضؿضة ألست تدخؾ الؿاء يف فؿؽ وتتؿضؿض هؾ دخؾ شقئ إلك جقفؽ ؟ ما دخؾ‪،‬‬
‫هؾ ضرك ما أصاب فؿؽ مـ الؿاء‪ ،‬الجقاب‪ ،ٓ :‬فؽذلؽ الؼبؾة‪.‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ ط َّؾؿ طؿر ﭬ بالؼقاس‪ ،‬كان الـبل‬
‫ويف هذا دلقؾ لجؿفقر إصقلققـ طؾك الؼقاس‪َّ ،‬‬
‫ﷺيستطقع أن يؼقل لف‪ ٓ :‬بلس بالـص‪ ،‬لؽـ طؾؿف بالؼقاس طؾك الؿضؿضة‪ ،‬والحديث رواه اإلمام‬
‫أحؿد وأبق داود وصححف إلباين‪َّ .‬‬
‫فدل كؾ هذا طؾك الرخصة يف الؼبؾة لؾصائؿ‪.‬‬
‫ثؿ إن اإلمام مالؽ ﷺ أطؼب ذلؽ بؿا جاء يف التشديد والؿـع يف الؼبؾة لؾصائؿ‪.‬‬
‫ؾلائِ ِؿ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َما َجا َا فل الت َّْشديد فل ا ْل ُؼ ْب َؾة ل َّ‬
‫ِ‬
‫قل اهللِ ﷺ ُي َؼ ِّصب ُؾ‬ ‫ؽ َأ َّك ُف َب َؾ َغ ُف َأ َّن َطائِ َش َة ز َْو َج الـَّبِ ِّصل ﷺ‪ ،‬كَاك ْ‬
‫َت إِ َذا َذك ََر ْت َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ؟‪.‬‬ ‫ؽ لِ َـ ْػ ِس ِف ِم ْـ رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ُ َ ،‬ؼ ُ‬
‫قل‪َ :‬و َأ ُّيؽ ُْؿ َأ ْم َؾ ُ‬
‫وهذا الحديث طـ طائشة ڤ بالغ‪ ،‬ففق ضعقػ‪ ،‬لؽـف رواه الشقخان يف الصحقحقـ بنسـاد صحقح‬
‫مقصقل‪ ،‬لقس تعؾقؼا‪ ،‬بؾ بنسـاد مقصقل‪ ،‬فالحديث مـ جفتف صحقح‪َ « ،‬أ َّن َطائِ َش َة َز ْو َج الـَّبِ ِّصل ﷺ‪ ،‬كَاك ْ‬
‫َت‬
‫قل اهللِ ﷺ ُي َؼ ِّصب ُؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ » يؼبؾ‪ :‬فعؾ مضارع‪ ،‬والػعؾ الؿضارع‪ ،‬يدل طؾك ال َت َؽ ُرر‪،‬‬ ‫إِ َذا َذك ََر ْت َأ َّن َر ُس َ‬
‫أن الـبل ﷺ كان‬ ‫قل اهللِ ﷺ؟‪ ».‬فتؼصد َّ‬ ‫قل‪َ :‬و َأي ُؽؿ َأم َؾ ُؽ لِـَ ْػ ِس ِف مِ ْـ رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُّ ْ ْ‬ ‫وأن هذا يتؽرر مـ الـبل ﷺ « َت ُؼ ُ‬
‫أن ال ُؼبؾة‬
‫يؿؾؽ كػسف فال يتعدى الؼبؾة وهذا ٓ يؼدر طؾقف كثقر مـ الـاس‪ ،‬ويف هذا الحديث دٓلة طؾك َّ‬
‫بذاهتا ٓ تػسد الصقم‪ ،‬وإكؿا الؽالم لؿا لؿا يرتب طؾقفا‪ ،‬فنهنا قد ُتجرئ اإلكسان طؾك ما هق أطظؿ‪ ،‬حتك‬
‫يؼع يف الؿحظقر‪.‬‬
‫ؾلائِ ِؿ َدْ ُطق إِ َلك َخ ْقرٍ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫ؽ‪َ :‬ق َال ه َشا ُم ْب ُـ ُط ْر َو َة‪َ :‬ق َال ُط ْر َو ُة ْب ُـ ال ُّز َب ْقرِ‪َ :‬ل ْؿ َأ َر ا ْل ُؼ ْب َؾ َة ل َّ‬
‫وهذا إثر صحقح‪ ،‬وقد أخرجف الشافعل وسعقد بـ مـصقر أيضا وفقف‪َّ :‬‬
‫أن طروة بـ الزبقر ﭬ كان‬
‫يؽره ال ُؼبؾة لؾصائؿ‪ ،‬وكان يؼقل‪ :‬لؿ أرها تدطقا إلك خقر‪ ،‬وهذا يدل طؾك ما دل طؾقف ما تؼدم‪ ،‬مـ َّ‬
‫أن‬
‫ؾصائِ ِؿ َتدْ ُطق إِ َلك َخ ْق ٍر‪ » .‬أي أهنا قد تجر‬ ‫ِ‬
‫الؼبؾة بذاهتا لقس مػسدة لؾصقم‪ ،‬لؽـ يؼقم « َل ْؿ َأ َر ا ْل ُؼ ْب َؾ َة ل َّ‬
‫اإلكسان إلك ما ورائفا فقؼع يف محظقر‪.‬‬
‫ار َأ َّن َط ْبدَ اهللِ ْب َـ َط َّب ٍ‬

‫اس ُس ِ َؾ َط ِـ ا ْل ُؼ ْب َؾ ِة‬ ‫ؽ‪ ،‬طـ زَي ِد ب ِـ َأس َؾؿ‪ ،‬طـ ط َ ِ‬
‫اا ْب ِـ َي َس ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ َ ْ ْ ْ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َحدَ َ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ؾش ْق ِ ‪َ .‬و َكرِ َه َفا لِ َّ‬
‫ؾش ِّص‬ ‫ؾلائِ ِؿ‪َ .‬ف َل ْر َخ َص فِ َقفا لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ل َّ‬
‫هذال إثر رواه البقفؼل أيضا والطحاوي وإسـاده صحقح‪ ،‬ففذا ثابت طـ ابـ طباس ﭭ‪ ،‬أكف كان‬
‫يرخص يف الؼبؾة لؾصائؿ إذا كان شقخا كبقرا يؿؾؽ كػسف‪ ،‬ويؿـع الشاب مـ ذلؽ‪َّ ،‬‬
‫ٕن الغالب أن الشاب‬
‫ٓ يؿـع كػسف وٓ سقؿا حال الصقام‪.‬‬
‫ؾلائِ ِؿ‪.‬‬ ‫َان يـْفك ط ِـ ا ْل ُؼب َؾ ِة‪ ،‬وا ْلؿب َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫اش َرة‪ ،‬ل َّ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ كَاف ٍع َأ َّن َط ْبدَ اهلل ْب َـ ُط َؿ َر ك َ َ َ َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫وهذا إثر أيضا رواه طبد الرزاق وابـ أبل شقبة وإسـاده يف غاية الصحة‪ ،‬فؽان طبدا هلل بـ طؿر ﭭ‬
‫يـفك طـ الؼؾبة لؾصائؿ مطؾؼا‪ ،‬سقاء كان الصائؿ شقخا أو كان شابا‪ ،‬سقاء كان يؿؾؽ كػسف أو ٓ يؿؾؽ‬
‫كػسف‪ ،‬ففذه أثار دٓٓهتا متـقطة يف الؿسللة‪.‬‬
‫أما إحؽام الػؼفقة فعـدكا هـا مسللتان‪:‬‬
‫الؿسللة إولك‪ :‬هؾ ال ُؼبؾة ُتػطر الصائؿ والؿسللة الثاكقة‪ :‬ما حؽؿ ال ُؼبؾة لؾصائؿ؟ يعـل الؿسللة‬
‫إولك مـ جفة أثر ال ُؼبؾة يف الصقام‪ ،‬هؾ الؼبؾة إذا حصؾت حال الصقام تػطر الصائؿ؟ والؿسللة الثاكقة‬
‫مـ جفة حؽؿفا‪ ،‬هؾ هل جائزة أم محرمة أو سـة ؟ ففـا مسللتان‪:‬‬
‫[هؾ ال ُؼبؾة ُػ ر اللائؿ؟]‬
‫أن الؼبؾة بذاهتا ٓ ت َػطر‬
‫أما الؿسللة إولك فؼد ذهب جؿاهققر الػؼفاء مـ السؾػ والخؾػ إلك َّ‬
‫وسؾِ َؿ مـ اإلكزال فنن صقامف صحقح‪ ،‬وكُسب إلك ابـ مسعقد وقال‬
‫الصائؿ‪ ،‬فؿـ قبؾ امرأتف وهق صائؿ َ‬
‫ـسب الػؼفاء هذا إلك ابـ مسعقد ﭬ وهق ققل سعقد ابـ‬‫أن مـ قبؾ يؼضل »‪ ،‬ي ِ‬
‫بف سعقد بـ الؿسقب‪َّ « :‬‬
‫َ‬
‫الؿسقب‪ ،‬أما ما كُسب إلك ابـ مسعقد ﭬ فؼد ثبت طـف خالفف‪ ،‬وبؼل الرأي لسعقد بـ الؿسقب‪ ،‬وٓ‬
‫شؽ أن الراجح البقـ هق ققل الجؿاهقر‪ :‬هق أن ال ُؼبؾة بذاهتا إذا لؿ يحصؾ معفا إكزال ٓ تػسد الصقام‪.‬‬
‫أن الـبل ﷺ سلل طـ رجؾ َق َبؾ امرأتف وهؿا صائؿان فؼال‪ :‬قد أفطرا‪ » .‬ففذا الحديث‬
‫أما ما رووه‪َّ « :‬‬
‫ضعقػ جدا‪ ،‬رواه ابـ ماجف يف الســ‪ .‬لؽـ إسـاده ضعقػ جدا‪ ،‬كؿا بقـ ذلؽ اإلمام إلباين‬
‫وإحاديث الصحقحة التل سؿعـاها وأثار الصقحقحة ّترد هذا‪ ،‬هذا [يف حالة] إذا قبؾ فؼط‪.‬‬
‫[إذا َق َب َؾ فلكزل]‬
‫إذا قبؾ فلكزل فخرج مـف الؿـل فؼد قال أكثر العؾؿاء إكف ُيػطر‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا ٕن اإلكزال شفقة تػطر‬
‫فنن صقمف يبطؾ ويجب طؾقف الؼضاء‪ ،‬والذي يظفر ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ّ -‬‬
‫أن‬ ‫الصائؿ‪ ،‬فؿتك ما أكزل الصائؿ بػعؾف َّ‬
‫الراجح أكف إذا كان مؿـ يمذن لف يف ال ُؼبؾة كؿا سقليت ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬فؼبؾ مرة‪ ،‬فحصؾ مـف إكزال مـ غقر‬
‫الجقاز‬ ‫قصد فنكف ٓ يػطر‪َّ ،‬‬
‫ٕن مـ فعؾ الؿلذون لف فقف ولؿ يتعد ٓ يضؿـ‪ ،‬الؼاطدة طـد الػؼفاء تؼقل‪:‬‬
‫الشرطل يـايف ال ؿان ‪ ،‬فؿا دام أكف ُأذن لف شرطا يف الػعؾ فنكف يؽقن معذورا فقؿا ترتب طؾك هذا الػعؾ‪،‬‬
‫مادام أكف لؿ يؼصد‪ ،‬أما إذا كرر التؼبقؾ حتك أكزل أو كان مؿا ٓ يمذن لف يف الؼبؾة أصال فلكزل فنكف ُيػطر‪،‬‬
‫وهذا ُيػطر بغقر خالف طـد أهؾ العؾؿ‪ ،‬مادام أكف تعدى فؽرر التؼبقؾ حتك أكزل أو كان مِ َؿـ ٓ يمذن لف‬
‫يف الؼبؾة‪.‬‬
‫ثؿ اختؾػ العؾؿاء الذيـ قالقا إكف يػطر هؾ طؾقف كػارة «الؽػارة الؿغؾظة التل ستليت –إن شاء اهلل‪»-‬‬
‫والجؿفقر طؾك أكف يؼضل فؼط‪ ،‬والؿالؽقة قالقا‪ :‬طؾقف الؼضاء والؽػارة‪ ،‬إذا َق َّبؾ وأكزل فعؾقف الؼضاء‬
‫والؽػارة‪ ،‬واللحقح أكف إذا أوجبـا طؾقف الؼضاء أو قؾـا إن صقمف يبطؾ فنكا كقجب طؾقف الؼضاء فؼط‪،‬‬
‫وأما الؽػارة فؽؿا سقليت لؿ ترد إٓ يف الجؿاع وهـاك فرق بقـ الجؿاع وبقـ اإلكزال والؼقاس ٓ يصح‬
‫لقجقد الػروق‪.‬‬
‫[إذا َق َب َؾ فلمذى]‬
‫إذا ق َّبؾ فلمذى‪ :‬والؿذي هق السائؾ الرققؼ الذي يخرج طـد التػؽر والؿداطبة‪ ،‬ففـا طـد الجؿفقر ٓ‬
‫يػطر ٕكف ٓ دلقؾ طؾك أن الؿذي ُيػطر الصائؿ مع طؿقم البؾقى بف‪َّ ،‬‬
‫فنن البؾقى بف طامة ومع ذلؽ لؿ يرد‬
‫طـ الـبل ﷺ ما يدل طؾك أكف يػطر الصائؿ‪ ،‬ولذلؽ الصقاب يف الؿذي مطؾؼا أكف ٓ يػطر الصائؿ سقاء‬
‫كان طـ قبؾة أو كان طـ تػؽر‪[ ،‬مثال] رجؾ مغرتب طـ أهؾف وهق صائؿ فتذكر أهؾف فلمذى َّ‬
‫فنن صقامف‬
‫صحقح‪ ،‬ولؽـ ٓ يـبغل لإلكسان أن يجاري كػسف يف هذا الباب حالة كقكف صائؿا‪.‬‬
‫أما الؿالؽقة والحـابؾة قالقا‪ :‬إذا َق َّبؾ فلمذى فنكف يػطر وطؾقف الؼضاء وبعض الؿالؽقة قالقا‪ :‬الؼضاء‬
‫هـا مستحب ولقس بقاجب‪ ،‬لؽـ الصقاب أكف ٓ يػطر هبذا ولقس طؾقف قضاء‪.‬‬
‫[ما حؽؿ ال ُؼبؾة لؾلائؿ؟]‬
‫أما الؿسللة الثاكقة‪ :‬وهل حؽؿ ال ُؼبؾة لؾصائؿ فؼد اختؾػ فقفا العؾؿاء‪ ،‬فلباحفا جؿع مـ العؾؿاء‬
‫وفرق بعض العؾؿاء بقـ الشاب والشقخ فلجازوها لؾشقخ دون الشاب‪ ،‬وهذا يف الحؼقؼة‬
‫فؼالقا مباحة‪َّ ،‬‬
‫مذهب أكثر العؾؿاء‪ ،‬ذهب إلقف الحـػقة والشافعقة والحـابؾة وكرهفا بعض أهؾ العؾؿ مطؾؼا‪ ،‬وهنك طـفا‬
‫ابـ طؿر ﭭ كؿا تؼدم معـا مطؾؼا‪ ،‬وجاء طـ مالؽ ﷺ الرتخقص فقفا يف صقام الـػؾ دون الػرض‪،‬‬
‫وجاء طـ مالؽ أيضا رواية بالؿـع مطؾؼا يف الػرض والـػؾ‪ ،‬وذهب ابـ حزم ﷺ إلك أهنا سـة‪ ،‬قال‪« :‬مـ‬
‫ســ الصقام أن يؼبؾ الزوج امرأتف حال كقكف صائؿا ٕن الـبل ﷺ فعؾ ذلؽ»‬
‫والراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬التػصقؾ‪:‬‬
‫‪ -‬فنذا كان اإلكسان يلمـ كػسف فالؼبؾة مباحة سقاء كان شابا أو شقخا وكؼقل إهنا مباحة َّ‬
‫ٕن هذا‬
‫الػعؾ أصال مباح قبؾ الصقام‪ ،‬فػعؾف يف حال الصقام مباح‪.‬‬
‫‪ -‬ومؽروهة تـزيفا إذا كان اإلكسان يخشك أن تؼقده إلك ما هق أطظؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ومحرمة إذا كان اإلكسان يعؾؿ مـ كػسف أكف يتجارى وٓ يؼػ طـد حد‪ ،‬فنذا طؾؿ مـ كػسف أكف ٓ‬
‫يؿؾؽ كػسف فنكف يحرم طؾقف أن يؼبؾ‪ٕ ،‬ن وسقؾة الحرام حرام‪ ،‬فقحرم طؾقف أن ُيؼبؾ إذا كان يعؾؿ‬
‫مـ كػسف أو يغؾب طؾك ضـف أكف ٓ يؿؾؽ كػسف‪.‬‬
‫هذا ما يتعؾؼ بؿسللة الؼؾبة والؼاطدة –يا إخقة‪َّ -‬‬
‫أن السالمة ٓ يعدلفا شقئ ٓ سقؿا أكَّا كعؾؿ وكدرك‬
‫‪1‬‬
‫حرم اهلل طؾقف ولق لؿ يؽـ لف فقف []‬
‫أن الشقطان يحرص طؾك أذية الؿممـ وطؾك أن يققعف يف ما ّ‬
‫كجد الققم أن بعض الرجال تؽقن معف امرأتف وطـده يف الؾقؾ يف رمضان واهلل أباح لف أن يليت أهؾف يف‬
‫الؾقؾ‪ ،‬فال يليت أهؾف فنذا جاء يف الـفار وقع طؾك أهؾف وهق صائؿ وهذا يف الحؼقؼة حتك الشقح العجقز قد‬
‫يققعف الشقطان يف هذا إمر لقحزكف‪ ،‬وذكرت مرة لإلخقة أكف جاءين يف الحج يف درسل يف الؿسجد الـبقي‬
‫رجؾ كبقر يف السـ وكان –مسؽقـ‪ -‬حزيـا جدا وكحـ يف الؿديـة فبعد الدرس أخذين جاكبا وقال يا شقخ‬
‫أكا وقعت يف أمر طظقؿ أكا رجؾ كبقر يف السـ وٓ حاجة لل يف امرأة مـ سـقـ‪ ،‬يف البؾد‪ ،‬البارح يف الؿديـة‬
‫أغقاين الشقطان ووقعت طؾقفا‪ ،‬قؾت لف أكت محرم؟ قال ٓ بس كحـ جئـا لؾحج‪ ،‬قؾت‪ :‬ما طؾقؽ شقئ‬
‫لؿ تحرم‪- ،‬سبحان اهلل‪ -‬الشقطان أراد ان يحزكف‪ ،‬لق لؿ يجد الشقطان مـ الؿممـ سقى أن يحزن قؾبف‬
‫لػعؾ‪ ،‬ذلؽ كعقذ باهلل‪ ،‬إكف طدو مبقـ‪ ،‬فالسالمة ٓ يعدلفا شقئ والبعد طـ أسباب القققع فقؿا مـعـا اهلل‬
‫مـف حال الصقام‪.‬‬
‫ولقست الؼبؾة مطؾقبة وإكؿا هل مباحة فرتكفا إلك الؾقؾ خقر وأولك بالؿممـ‪.‬‬
‫‪ 1‬كلمة واحدة غري مفهومة‬
‫الس َػرِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫الل َقا ِم فل َّ‬
‫َما َجا َا فل ِّص‬
‫وهذه مـ أطظؿ مسائؾ الصقام‪ ،‬ما حؽؿ الصقام يف السػر؟ وما اذي يتعؾؼ هبذا مـ مسائؾ؟‬
‫«سافرة» أي أهنا ُتسػر طـ‬ ‫والسػر يف الؾغة‪ :‬هق الربوز‪ ،‬ولذلؽ يؼال لؾؿرأة التل تؽشػ وجففا‬
‫وجففا و ُتربز وتظفر وجففا لؾرجال‪ ،‬فالسػر هق الربوز‪ ،‬وقالقا سؿل السػر سػرا ٕمريـ‪:‬‬
‫إمر إول‪َّ :‬‬
‫أن اإلكسان َيربُز فقف طـ وصـف‪ ،‬فقخرج طـ وصـف‪.‬‬
‫إمر الثاين‪ :‬أكف ُيربِز أخالق الرجال وكؿا ققؾ‪« :‬إكؿا تعرف صديؼؽ إذا سافرت معف » َّ‬
‫فنن السػر‬
‫يذهب التصـع ويظفر الحؼقؼة‪ ،‬فسؿل السػر سػرا ٕكف ُيربِز أخالق الرجال‪.‬‬
‫وسـؼرأ ما ذكره اإلمام مالؽ ثؿ كعقد إلك مسائؾ السػر مـ الـاحقة الػؼفقة ثؿ كعرضفا بؿا يـاسب‬
‫اإلختصار الذي رأيـاه لفذه الدورة بؿا ٓ يخؾ بالؿؼصقد مـ الػؼف‪.‬‬
‫اب‪َ ،‬ط ْـ ُط َب ْق ِد اهللِ ْب ِـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ ُط ْت َبةَ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ‬

‫ؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫ؽ‪َ ،‬مالِ ٌ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ان‪َ .‬ف َلا َم َحتَّك َب َؾغَ ا ْلؽ َِديدَ ‪ُ .‬ث َّؿ َأ ْف َ َر‪َ ،‬ف َل ْف َ َر‬ ‫اس َأن رس َ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬خ َر َج إِ َلك َم َّؽةَ‪َ ،‬طا َم ا ْل َػتْحِ ‪ ،‬فِل َر َم َ َ‬ ‫َط َّب ٍ َّ َ ُ‬
‫َّاس‪.‬‬
‫الـ ُ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪.‬‬
‫ث‪ِ ،‬م ْـ َأمرِ رس ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ث‪َ ،‬ف ْإَحدَ ِ‬
‫ْ‬
‫ون بِ ْإَحدَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َوكَاكُقا َي ْل ُخ ُذ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬خ َر َج‬ ‫وهذا الحديث رواه الشقخان يف الصحقحقـ‪َ « :‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ َط َّب ٍ‬
‫اس ﭭ؛ َأ َّن َر ُس َ‬
‫ان‪َ .‬ف َصا َم ﷺ َحتَّك َب َؾ َغ ا ْل َؽ ِديدَ ‪ » .‬والؽديد مؽان معروف‬ ‫إِ َلك َم َّؽ َة ‪-‬فؽان مسافرا‪َ -‬طا َم ا ْل َػت ِْح‪ ،‬فِل َر َم َض َ‬
‫قريب مـ مؽة بقـ َط ْس َػان و ُقدَ ْيد‪ ،‬فؾؿا بؾغ الؽديد َأ ْف َط َر‪ ،‬و َأ ْف َط َر الـ ُ‬
‫َّاس‪.‬‬
‫إذا كان الـبل ﷺ صائؿا يف السػر حقالل ثؿاكقة أيام َّ‬
‫ٕن مـ الؿديـة إلك مؽة تسعة أيام تؼريبا يف زمـ‬
‫الـبل ﷺ‪ ،‬فؽان الـبل ﷺ صائؿا يف سػره حقالل ثؿاكقة أيام وكان الـاس صائؿقـ معف يف سػره ﷺ حتك‬
‫بؾغ الؽديد فلفطر لقؽقن أققى لف ولؿـ معف ﷺ‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ‪ ».‬يعـل آخر إمر مـ‬
‫ث‪ ،‬مِ ْـ َأم ِر رس ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ث‪َ ،‬ف ْإَحدَ ِ‬
‫ْ‬
‫ون بِ ْإَحدَ ِ‬
‫ْ‬ ‫قال الزهري‪َ « :‬وكَاكُقا َي ْل ُخ ُذ َ‬
‫رسقل اهلل ﷺ أكف أفطر‪ ،‬ويف هذا إشارة يف أن إفضؾ لؾصائؿ إذا سافر أن يػطر وستليت هذه الؿسللة إن‬
‫شاء اهلل طز وجؾ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ؿـ‪َ ،‬ط ْـ‬‫الر ْح ِ‬ ‫ؿـ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َب ْؽرِ ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ؽ َط ْـ ُس َؿ ٍّجل َم ْق َلك َأبِل َب ْؽرِ ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َّاس فِل َس َػرِ ِه‪َ ،‬طا َم ا ْل َػتْحِ ‪ ،‬بِا ْل ِػ ْرِ‪َ .‬و َق َال‪:‬‬ ‫قل اهللِ ﷺ َأ َّن رس َ ِ ِ‬ ‫اب رس ِ‬
‫السالَ َم َأ َم َر الـ َ‬
‫قل اهلل َط َؾ ْقف َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض َأ ْص َح ِ َ ُ‬ ‫َب ْع ِ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪.‬‬ ‫« َ َؼ َّق ْوا لِ َعدُ ِّصوك ُْؿ»‪َ ،‬و َصا َم َر ُس ُ‬
‫ب َط َؾك َر ْأ ِس ِف ا ْل َؿا َا ِم َـ ا ْل َع َ ِ‬ ‫ت رس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش‪،‬‬ ‫قل اهلل ﷺ بِا ْل َع ْرجِ َي ُل ُّ‬ ‫َق َال َأ ُبق َب ْؽرٍ‪َ :‬ق َال ا َّلذي َح َّد َثـل‪َ :‬ل َؼدْ َر َأ ْي ُ َ ُ‬
‫ت‪.‬‬
‫قـ ُص ْؿ َ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َقدْ َص ُامقا ح َ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪ :‬إِ َّن َصائِ َػ ًة ِم َـ الـ ِ‬ ‫قؾ لِرس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْو م َـ ا ْل َح ِّصر‪ُ .‬ث َّؿ ق َ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫َق َال‪َ :‬ف َؾؿا كَان رس ُ ِ‬
‫قل اهلل بِا ْلؽَديد‪َ ،‬د َطا بِ َؼدَ ٍح َف َشرِ َب‪َ ،‬ف َل ْف َ َر الـ ُ‬
‫َّاس‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫هذا الحديث رواه أيضا أبق داود والإلمام أحؿد وهق صحقح وجفالة الصحابل كؿا تؼدم ٓ تضر‬
‫وقد ققؾ إكف أبق سعقد الخدري الذي حدث هبذه الؼصة وفقفا تػصقؾ ما تؼدم يف الحديث الذي قبؾفا‬
‫السالَ َم َأ َم َر‬ ‫قل اهللِ ﷺ؛» وقد ققؾ أكف أبق سعقد الخدري ﭬ« َأ َّن رس َ ِ ِ‬ ‫اب رس ِ‬
‫قل اهلل َط َؾ ْقف َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض َأ ْص َح ِ َ ُ‬‫« َط ْـ َب ْع ِ‬
‫َّاس فِل َس َػ ِر ِه‪َ ،‬طا َم ا ْل َػت ِْح‪ ،‬بِا ْل ِػ ْط ِر‪ ».‬حقث خرج يف رمضان فؾؿا خرج مـ الؿديـة أمر الـاس بالػطر ولؿ‬ ‫الـ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪– .‬وصام معف الـاس‪َ -‬ق َال َأ ُبق َب ْؽ ٍر‪َ :‬ق َال‬
‫يعزم طؾقفؿ‪َ -‬و َق َال‪َ « :‬ت َؼ َّق ْوا ل ِ َعدُ ِّصوك ُْؿ»‪َ ،‬و َصا َم َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ﷺ بِا ْل َع ْر ِج » العرج‪ :‬قرية طؾك بعد ثالث‬ ‫ا َّل ِذي َحدَّ َثـِل‪- :‬يعـل بعض الصحابة‪َ -‬ل َؼدْ َر َأ ْي ُت َر ُس َ‬
‫مراحؾ طـ الؿديـة يف صريؼ مؽة‪ ،‬يعـل بؿؼايقسـا الققم طؾك بعد حقالل مئة وطشريـ كقؾقمرت مـ‬
‫أن الصائؿ إذا تربد‬ ‫ب َط َؾك َر ْأ ِس ِف ا ْل َؿا َء مِ َـ ا ْل َع َط ِ‬
‫ش » وفقف َّ‬ ‫الؿديـة‪ ،‬فؾؿا بؾغ الـبل ﷺ هذه الؼرية كان « َي ُص ُّ‬
‫ٓ يضر ذلؽ صقمف‪ ،‬فؽقن اإلكسان يلخذ ماء بارد ويرشف طؾك وجفف أو يضعف فقق رأسف أو غقر ذلؽ ٓ‬
‫يضر صقمف‪ ،‬ومـ هـا أيضا كعؾؿ أن كقن اإلكسان يجؾس تحت الؿؽقػ يف رمضان ويتربد حال الصقم‬
‫أن هذا ما يضر الصقم ولقس مطؾقبا يف الصقم أن يعذب اإلكسان كػسف وإكؿا الؿطؾقب أن‬ ‫بالؿؽقػ َّ‬
‫يتؼرب إلك اهلل باإلمساك طـ الؿػطرات‪ ،‬فؽان الـبل ﷺ يصب طؾك رأسف ماء مـ العطش « َأ ْو مِ َـ ا ْل َح ِّصر»‬
‫قل اهللِ ﷺ‪ :‬إِ َّن‬ ‫فؽان رسقل اهلل ﷺ مـ الحر إشتد ططشف ﷺ فؽان يصب طؾك رأسف الؿاء « ُثؿ قِ َقؾ لِرس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫َّاس َقدْ َصا ُمقا ِحق َـ ُص ْؿ َت » يعـل أكت أمرت الـاس أن يػطروا لؽـؽ لؿ تػطر فبؼل بعض‬ ‫َصائِ َػ ًة مِ َـ الـ ِ‬
‫يد‪- ،‬كؿا قؾـا‪ ،‬قرب مؽة‪َ -‬د َطا بِ َؼدَ حٍ َف َش ِر َب‪- ،‬أمام‬ ‫قل اهللِ بِا ْل َؽ ِد ِ‬
‫َان َر ُس ُ‬
‫الـاس صائؿقـ معؽ « َف َؾ َّؿا ك َ‬
‫الـاس حتك يعؾؿ الـاس أكف أفطر‪َ -‬ف َل ْف َط َر الـ ُ‬

‫َّاس ‪ ».‬والشاهد مـف َّ‬
‫أن الـبل ﷺ صام يف سػره وصام معف‬
‫بعض الصحابة وأرشدهؿ يف أول إمر إلك الػطر ولؿ َي ِ‬
‫عزم طؾقفؿ‪ ،‬بؾ حتك يف شدة الحر كان الـبل ﷺ‬
‫ولؿا بؾغ الؽديد أفطر ففـا الـبل ﷺ يف هذه الؼصة بقـ‬

‫صائؿا‪ ،‬لؽـ لؿ يبؾغ إمر مـف مشؼة شديدة ﷺ‪ّ ،‬‬
‫لـا أمقرا ‪:‬‬
‫إمر إول‪ :‬أكف يجقز لإلكسان أن يصقم وهق مسافر وٓ يؾزمف الػطر‪.‬‬
‫إمرالثاين‪َّ :‬‬
‫أن اإلكسان إذا كان صائؿا يف السػر ثؿ بدى لف أن يػطر جاز لف ذلؽ ولقس صحقحا ما‬
‫يؼقلف بعض أهؾ العؾؿ –كؿا سقليت إن شاء اهلل‪ -‬أن مـ بدأ الققم صائؿا لقس لف أن يػطر بسبب السػر‪،‬‬
‫ففذا الـبل ﷺ كان صائؿا ثؿ أفطر وسـعقد إن شاء اهلل إلك إحؽام‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ‪،‬‬

‫ؽ َأ َّكف َق َال‪ :‬سا َفركَا م َع رس ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َس ب ِـ مالِ ٍ‬
‫يؾ‪َ ،‬ط ْـ َأك ِ ْ َ‬ ‫ؽ ‪َ ،‬ط ْـ ُح َؿ ْق ٍد ال َّ ِق ِ‬
‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫اللائِ ِؿ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللائ ُؿ َط َؾك ا ْل ُؿ ْػ رِ‪َ .‬وَٓ ا ْل ُؿ ْػ ُر َط َؾك َّ‬
‫ب َّ‬ ‫ان‪َ .‬ف َؾ ْؿ َي ِع ِ‬
‫فِل َر َم َ َ‬
‫هذا الحديث أيضا طـد الشقخقـ يف الصحقحقـ وفقف‪ :‬أهنؿ سافروا مع الـبل ﷺ ومـفؿ صائؿ ومـفؿ‬
‫مػطر‪ ،‬فؾؿ َي ِعب الصائؿ طؾك الؿػطر ولؿ يعب الؿػطر طؾك الصائؿ وأقرهؿ رسقل اهلل ﷺ فدل هذا طؾك‬
‫َّ‬
‫أن الؿسافر أمقر كػسف إن شاء صام وٓ طقب طؾقف‪ ،‬وإن شاء أفطر وٓ طقب طؾقف‪.‬‬
‫قل اهللِ‪َ :‬يا‬

‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ِه َشا ِم ب ِـ ُطر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف َأ َّن َحؿ َز َة ب َـ َطؿرٍو ْإَس َؾ ِؿل‪َ ،‬ق َال لِرس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ِ‬ ‫رس َ ِ‬
‫قل اهلل! إِكِّصل َر ُج ٌؾ َأ ُصق ُم‪َ .‬أ َف َل ُصق ُم فل َّ‬
‫الس َػرِ؟‬ ‫َ ُ‬
‫ْت َف َل ْف ِ ْر»‪.‬‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪« :‬إِ ْن ِش َ‬
‫ْت َف ُل ْؿ‪َ .‬وإِ ْن ِش َ‬ ‫َف َؼ َال َل ُف َر ُس ُ‬
‫هذا الحديث أيضا يف الصحقحقـ رواه الشقخان يف الصحقحقـ قال « َمال ِ ٌؽ‪َ ،‬ط ْـ ِه َشا ِم ْب ِـ ُط ْر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ‬
‫قف؛ َأ َّن َح ْؿ َز َة ْب َـ َط ْؿ ٍرو ْإَ ْس َؾ ِؿ َّل» هؽذا يف رواية يحقك‪ ،‬وقال سائر أصحاب مالؽ رواة «الؿقصل» طدى‬ ‫َأبِ ِ‬
‫قل اهللِ‪َ :‬يا‬

‫أن حؿزة بـ طؿرو إسؾؿل‪ ،‬فزادوا "طائشة" « َق َال لِرس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫يحقك‪ :‬طـ هشام طـ أبقف طـ طائشة َّ‬
‫أن اإلكثار مـ الصقم ٓ ُيؿـع مـف الؿسؾؿ وقد أخذ‬ ‫قل اهللِ! إِكِّصل َر ُج ٌؾ َأ ُصق ُم‪ » .‬أي أكثر الصقم‪ ،‬وفقف ّ‬
‫َر ُس َ‬
‫بعض أهؾ العؾؿ مـ هذا ّ‬
‫أن اإلكسان ٓ حرج طؾقف أن يصقم إسبقع كؾف بؿا يف ذلؽ الجؿعة والسبت يف‬
‫الـػؾ وهذا إضفر ‪-‬واهلل أطؾؿ‪.-‬‬
‫الس َػ ِر؟» ففؾ لل أن أصقم وأكا مسافر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫« َأ َف َل ُصق ُم فل َّ‬
‫قل اهللِ ﷺ «إِ ْن ِش ْئ َت َف ُص ْؿ‪َ .‬وإِ ْن ِش ْئ َت َف َل ْفطِ ْر »‪ ».‬فسقى الـبل ﷺ بقـ إمريـ فقدل هذا‬
‫َف َؼ َال َل ُف َر ُس ُ‬
‫الحديث طؾك أن الؿسافر مخقر إن شاء صام وإن شاء أفطر وإمر يرجع إلقف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َػرِ ‪.‬‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ كَافِ ٍع َأ َّن َط ْبدَ اهلل ْب َـ ُط َؿ َر ك َ‬
‫َان َٓ َي ُلق ُم فل َّ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫َحدَ َ‬
‫وهذا إثر الصحقح هبذا اإلسـاد الذي يف غاية الصحة أيضا رواه طبد الرزاق « َأ َّن َط ْبدَ اهللِ ْب َـ ُط َؿ َر‬
‫َان َٓ َي ُلق ُم » يصقم فعؾ مضارع يدل طؾك آستؿرار‪ ،‬ومعـك هذا َّ‬
‫أن طبد اهلل بـ طؿر ﭭ لؿ يؽـ‬ ‫ك َ‬
‫يصقم إذا سافر فنذا سافر فنكف ُيػطر‪.‬‬
‫ان‪َ .‬وك َُسافِ ُر َم َع ُف‪.‬‬

‫َان ُي َسافِ ُر فِل َر َم َ َ‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ ِه َشا ِم ْب ِـ ُط ْر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف َأ َّك ُف ك َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ِ‬
‫َف َق ُلق ُم‪َ ،‬و ُك ْػ ُر ك َْح ُـ‪َ .‬فالَ َي ْل ُم ُركَا بِ ِّص‬
‫الل َقا ِم‪.‬‬
‫هذا إثر صحقح‪ ،‬وفقف أن طروة ﭬ كان يسافر يف رمضان ويسافر معف أهؾف فقصقم هق ويػطر أهؾف‪،‬‬
‫فعـدكا صقام يف السػر وطـدكا فطر يف السػر‪ ،‬قال فال يلمركا بالصقام‪ ،‬ففـا طـدكا مسائؾ متعؾؼة بالصقام يف‬
‫السػر‪.‬‬
‫الؿسللة إولك‪ :‬هؾ يجقز السػر يف رمضان؟ ومتك يحرم السػر يف رمضان؟‬
‫[هؾ يجقز السػر يف رم ان؟]‬
‫يجقز السػر يف رمضان طـد جؿاهقر العؾؿاء مـ السؾػ والخؾػ‪ ،‬وإحاديث التل سؿعـاها تدل‬
‫دٓلة بقـة طؾك هذا‪ ،‬وقال بعض أهؾ العؾؿ ٓ يجقز السػر يف رمضان إٓ أن يصقم‪ ،‬وكُسب هذا الؼقل‬
‫لبعض السؾػ‪ ،‬والسـة قاضقة طؾك الجؿقع‪ .‬وهق أكف يجقز‪.‬‬
‫[متك يحرم اللقم؟]‬
‫يحرم السػر يف رمضان يف حالة واحدة‪ ،‬إذا كان مؼصقد الؿسافر أن يتحقؾ طؾك الصقام‪ ٓ ،‬غرض لف‬
‫يف السػر وٓ مراد لف يف السػر‪ ،‬وإكؿا مراده أن يتحقؾ طؾك الصقام لقػطر‪[ ،‬مثال] رجؾ أراد أن يليت امرأتف‬
‫يف هنار رمضان قالقا لف‪ :‬حرام إٓ أن تؽقن مسافرا‪ ،‬قال‪ :‬كؿ [مسافة] السػر؟ قالقا‪ :‬أن تخرج خؿسة‬
‫وثؿاكقـ كقؾقمرت‪ ،‬قال صقب خؾص شغؾـا السقارة هقا يا فالكة‪ ،‬وركب السقارة يريد أن يؼطع خؿسة‬
‫وثالثقن كقؾقمرت‪ .‬ما غرضف مـ السػر؟ [الجقاب] أن يليت أهؾف يريد أن يتحقؾ طؾك الصقام هذا ٓ يجقز‬
‫لف‪ ،‬هذا السػر حرام وإذا سافر فنكف ٓ يرتخص‪ ،‬فـعامؾف بـؼقض قصده الػاسد فؾقس لف أن يرتخص يف هذا‬
‫السػر‪.‬‬
‫[هؾ لؾؿسؾؿ يلقم يف سػره؟ ]‬
‫الؿسللة الثاكقة‪َّ :‬‬
‫أن الؿسافر لف أن يػطر ولف أن ٓ يػطر باإلجؿاع‪ ،‬أما الػطر فاإلجؿاع فقف يؼقـل‪ ،‬وأما‬
‫الصقم فالذي طؾقف جؿاهقر العؾؿاء بؿا يشبف اإلجؿاع َّ‬
‫أن لف أن يصقم والحؼقؼة أن الخالف هـا ضعقػ‬
‫ٕن السـة قاضقة‪ ،‬ودائؿا الؼاطدة طـد أهؾ العؾؿ‪َّ :‬‬
‫أن الخالف الذي يخالػ صريح السـة كال خالف‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ففذا الخالف وإن كان مقجقدا فنكف كلكف غقر مقجقد وقد قال الـبل ﷺ طـ الػطر يف السػر‪ « :‬هل رخلة‬
‫مـ اهلل فؿـ أخذ بفا فحسـ ومـ أحب أن يلقم فال جـاح طؾقف » رواه مسؾؿ يف الصحقح‪ .‬هل رخصة مـ‬
‫اهلل مـ أخذ هبا فحسـ ومـ أحب أن يصقم فال جـاح طؾقف‪.‬‬
‫وأما ققل الـبل ﷺ‪« :‬لقس مـ البر اللقام يف السػر » وهق يف الصحقحقـ‪ .‬فنن هذا مؼقد بؿا ورد فقف‬
‫الحديث وهق يف حال الؼقم الذيـ يشؼ طؾقفؿ الصقام مشؼة شديدة‪ ،‬وكذلؽ ما جاء َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال يف‬
‫حؼ مـ صامقا يف السػر‪« :‬أوٓئؽ العلاة أوٓئؽ العلاة » رواه مسؾؿ يف الصحقح‪ .‬فنكف يف حؼ مـ‬
‫وهق اللقاب الذي طؾقف السـة الصحقحة‬ ‫يجب طؾقف الػطر لعارض‪ ،‬فالذي طؾقف جؿاهقر أهؾ العؾؿ‬
‫البقـة َّ‬
‫أن الؿسافر لف أن يصقم ولف أن يػطر‪.‬‬
‫[شروط ف ر الؿسافر]‬
‫أيضا مـ مسائؾ هذا الػصؾ‪ :‬ما هل شروط فطر الؿسافر؟‬
‫الشرط إول‪ :‬أن يتحؼؼ أكف مسافر‪ ،‬وقد اختؾػ العؾؿاء متك يؽقن اإلكسان مسافرا و أرجح ما ققؾ‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن مـ خرج مـ بؾده قاصدا مسقرة خؿسة وثؿاكقـ كقؾق مرتا فلكثر أكف مسافر‪ ،‬مـ غقر كظر إلك العرف‪،‬‬
‫ٓ حسب‬ ‫يعـل يا إخقة مـ خرج مـ بؾده قاصدا قطع مسافة خؿسة وثؿاكقـ مرت مـ أصراف البؾد‪،‬‬
‫الخؿسة وثؿاكقـ كقؾق متر مـ بقتف ‪ ،‬وإكؿا تحسب مـ أصراف البؾد إلك مـتفك سػره فنذا كان ما بقـ‬
‫أصراف البؾد إلك مـتفك سػره خؿسة وثؿاكقـ كقؾقمرت فلكثر فنكف مسافر‪ ،‬ولقس الؿؼصقد أكف ٓ يعترب‬
‫مسافرا حتك يؼطع هذه الؿسافة‪ ،ٓ ،‬فبؿجرد أن يػارق طؿران بؾده –وسقليت مسللة الػطر يف داخؾ البؾد‪-‬‬
‫فبؿجرد أن يػارق طؿران بؾده فؼد سافر‪ ،‬حتك ولق كان قريبا مـ البؾد بشرط أن يؽقن قد طزم طؾك قطع‬
‫مسافة خؿسة وثؿاكقـ كقؾقمرت فلكثر‪ ،‬ما الدلقؾ؟ الدلقؾ ققل الـبل ﷺ‪ ٓ« :‬يحؾ ٓمرأة ممـ باهلل والققم‬
‫أخر أن سافر مسقرة يقم ولقؾة إٓ مع ذي محرم ‪ ».‬فسؿك الـبل ﷺ مسقرة الققم والؾقؾة سػرا‪ ،‬ومسقرة‬
‫الققم والؾقؾة بؿؼايسقـا الققم‪ :‬خؿسة وثؿاكقـ يقم تؼريبا‪ ،‬يعـل هل ثؿاكقـ كقؾق تؼريبا يعـل مـ باب‬
‫اإلحتقاط يؼال‪ :‬خؿسة وثؿاكقـ كقؾقمرت‪ ،‬فؿـ خرج هذه الؿسافة ففق مسافر بـص حديث رسقل اهلل ﷺ‬
‫أما مـ كقى قطع مسافة دون الخؿسة والثؿاكقـ كقؾقمرت فالجؿفقر يرون أكف لقس مسافرا‪ ،‬لؽـ الراجح‬
‫يرجع إلك العرف‪ ،‬يعـل لق أكا أخرج مـ دبل إلك مسافة أربقعـ كقؾق وأو خؿسقـ كقؾق هؾ أكا مسافر؟‬
‫يرجع إلك العرف‪ ،‬فنن كان يف طرف أهؾ دبل ّ‬
‫أن الذي يخرج هذه الؿسافة يعترب مسافرا ففق مسافر‪ ،‬أما‬
‫أن هذا لقس سػرا وإكؿا هق مـ أصراف البؾد فؾقس مسافرا‪ِ ،‬‬
‫فؿ َؿا دون خؿسة‬ ‫إذا كان يف طرف الـاس َّ‬
‫وثؿاكقـ كقؾقمرت يرجع فقف طؾك طرف الـاس‪ ،‬وما فقق الخؿسة والثؿاكقـ كقؾقمرت ٓ يرجع فقف إلك طرف‬
‫الـاس بؾ هق سػر‪ ،‬هذا هق أرجح أققال أهؾ العؾؿ ‪ ،‬وٓ يـبغل لإلكسان أن يتساهؾ يف صقمف‪ ،‬فؿـ‬
‫ُط ِّصؿرت ذمتف بقؼقـ فال يجقز لف أن يرتخص إٓ بقؼقـ حقث يتحؼؼ أكف مسافر‪.‬‬
‫الشرط الثاين‪ :‬أن ٓ يؽقن سػره سػر معصقة‪ ،‬فنن كان سػره سػر معصقة فنكف لقس لف أن يرتخص طـد‬
‫الجؿفقر‪ ،‬ما معـك سػر معصقة؟ أن يسافر لقعصل اهلل‪ ،‬ولقس الؿؼصقد أن يعصل اهلل يف السػر‪ ،‬وإكؿا‬
‫الؿؼصقد أن يسافر لقعصل اهلل‪ ،‬سافر مـ بؾده لقشرب الخؿر –والعقاذ باهلل‪ -‬هذا السػر سػر معصقة ٕكف‬
‫وسقؾة إلك معصقة‪ ،‬ففذا لقس لف أن يرتخص طـد جؿاهقر العؾؿاء‪ ،‬وٓ يجقز لف أن يرتخص إٓ أن‬
‫يتقب‪ ،‬فال يؼصر الصالة وٓ يػطر مادام طؾك كقتف مؼقؿ‪ ،‬فنذا تاب جاز لف أن يرتخص‪ ،‬وهذا هق الراجح‬
‫ققل الجؿفقر‪.‬‬
‫والشرط الثالث‪ :‬أن ٓ يتحقؾ بالسػر طؾك الػطر بؿعـك‪ :‬إذا كان لف غرض مـ سػره غقر الػطر َّ‬
‫فنن لف‬
‫أن يرتخص لؽـ إذا لؿ يؽـ لف غرض مـ السػر إٓ أن يػطر فنكف يعامؾ بـؼقض قصده الػاسد فؾقس لف أن‬
‫يرتخص‪.‬‬
‫[أحقال الؿسافر يف رم ان]‬
‫الؿسللة الرابعة‪ :‬ما أحقال الؿسافر يف رمضان؟ يؼقل العؾؿاء لف ثالثة أحقال‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن يدخؾ طؾقف رمضان وهق مسافر‪ ،‬يعـل أكت ذهبت يف آخر شعبان إلك مؽة فدخؾ‬
‫طؾقؽ رمضان وأكت مسافر وهذا لف الػطر باإلجؿاع‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يسافر يف أثـاء رمضان‪ :‬يعـل أن يبدأ سػره يف أثـاء رمضان لؽـف يسافر لقال ففذا أيضا‬
‫لف أن يػطر الققم التالل باإلجؿاع‪[ ،‬مثال] أكا خرجت مـ دبل يف ثالث أيام رمضان بعد الؿغرب‪ ،‬لل أن‬
‫أفطر الققم الرابع باإلجؿاع‪ ،‬وما روي طـ طؾل ﭬ وطـ بعض التابعقـ ققل ضعقػ ٓ يؼدح يف‬
‫اإلجؿاع‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يسافر يف أثـاء هنار رمضان‪ ،‬ففؾ لف أن يػطر يف ذلؽ الققم‪ ،‬إذا سافر يف أثـاء هنار‬
‫رمضان لف أن يػطر الققم الثاين‪ ،‬لؽـ هذا الققم الذي سافر فقف [هـا حصؾ الخالف]‪[ ،‬مثال] أكا ركبت‬
‫سقاريت صبح الققم الثاين مـ رمضان وسافرت‪ ،‬هؾ يجقز لل أن أفطر هذا الققم الققم الثاين‪ ،‬الققم الثالث‬
‫مػروغ مـف‪ ،‬يجقز [اإلفطار]‪ ،‬لؽـ هذا الققم الذي سافرت فقف هؾ لل أن أفطر؟‬
‫‪ -‬جؿفقر الػؼفاء طؾك أكف لقس لف الػطر‪.‬‬

‫‪ -‬وذهب الحـابؾة إلك أن لف أن يػطر وهذا هق الراجح لعؿقم الـصقص‪ ،‬وٕن أبا بصرة الغػاري‬
‫الصحابل «خرج يف رمضان مـ اإلسؽـدرية ُ‬
‫فليت بطعامف فؼقؾ لف‪ :‬لؿ تغب طـا مـازلـا بعد‪ ،‬فؼال‪:‬‬
‫أترغبقن طـ سـة رسقل اهلل ﷺ‪ » .‬رواه أحؿد وأبق داود وصححف إلباين‪ .‬وجف الدٓلة مـ‬
‫الحديث ‪-‬يا إخقة‪َّ -‬‬
‫أن أبا بصرة الغػاري سافر يف الققم فلفطر يف كػس الققم وهق ٓ يزال يرى‬
‫مـازل اإلسؽـدرية وهق يف السػقـة يف البحر‪ ،‬يرى مـازل اإلسؽـدرية لؽـ فارق اإلسؽـدرية‬
‫فلفطر‪ ،‬فؼال‪ :‬أترغبقن طـ سـة الـبل ﷺ فدل ذلؽ طؾك َّ‬
‫أن الػطر يف أثـاء الققم الذي سافر فقف‬
‫ورحؾت لف‬
‫وقع مـ الـبل ﷺ‪ ،‬أيضا ما جاء طـ أكس بـ مالؽ ﭬ أكف أراد سػرا يف رمضان ُ‬
‫رواحؾف ولبس ثقاب السػر يعـل تجفز لؾسػر‪ ،‬الرواحؾ رحؾت ووضع طؾقفا الؿتاع وجفزت‪،‬‬
‫ولبس لباس السػر‪ ،‬كاكقا قديؿا يتخػػقن يف الؾباس يف السػر ‪ ،‬يؾبسقن لباسا خاصا لؾسػر‪ ،‬فدطا‬
‫بطعام وهق ٓ يزال يف البؾد فلكؾ‪ ،‬فؼقؾ لف سـة ؟ قال سـة‪ .‬ثؿ ركب‪ .‬رواه الرتمذي وصححف‬
‫إلباين‪ .‬وجف الدٓلة مـف ‪-‬يا إخقة‪َّ -‬‬
‫أن أكس بـ مالؽ ﭬ أفطر يف كػس الققم الذي سافر فقف بؾ‬
‫قبؾ أن يشرع يف السػر وإكؿا بعد أن تجفز وهتقل أفطر ﭬ وقال إهنا سـة‪.‬‬
‫[هؾ إف ؾ لؾؿسافر الػ ر أم اللقام؟]‬
‫الؿسلل الخامسة‪ :‬ما إفضؾ لؾؿسافر؟ إذا طؾؿـا أن الؿسافر مخقر إن شاء صام وإن شاء أفطر فؿا‬
‫إفضؾ لف؟ العؾؿاء اختؾػقا‪:‬‬
‫مـفؿ مـ قال إفضؾ الصقام ومـفؿ مـ قال إفضؾ الػطر‪.‬‬
‫وتحرير الؿسللة أن يؼال‪:‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ رأى ِزحاما ورأى رجال قد‬
‫‪ -‬إفضؾ لؾؿسافر إن كان يشؼ طؾقف أو يضره أن يػطر‪َّ ،‬‬
‫ُضؾؾ طؾقف‪ ،‬يعـل الرجؾ بؾغت مـف الؿشؼة مبؾغا شديدا‪ ،‬حتك أن الـاس إزدحؿقا طؾقف‪ ،‬كؿا‬
‫يؼقلقن‪« :‬صايح مـ التعب بسبب الصقام » والـاس ٌيظؾؾقن طؾقف فؼال الـبل ﷺ‪« :‬لقس مـ البر‬
‫اللقام يف السػر» والحديث كؿا تؼدم يف الصحقحقـ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا ققي طؾك الصقام ولؿ يشؼ طؾقف الصقام ففذا الذي اختؾػ فقف العؾؿاء‪:‬‬
‫‪ o‬فؼال الجؿفقر‪ ،‬إفضؾ أن يصقم‪ ،‬الحـػقة والؿالؽقة والشافعقة قالقا إفضؾ أن يصقم‪،‬‬
‫قالقا ٕكف مخقر فإفضؾ لف أن يدرك فضقؾة رمضان‪ ،‬يؼقلقن الصقام يف رمضان لقس‬
‫كالصقام يف غقره فالصقام يف رمضان لف فضقؾة‪ ،‬فإفضؾ أن يصقم يف رمضان لقدرك‬
‫فضقؾة الصقم يف رمضان‪ ،‬وقالقا أيضا‪ٕ :‬كف أبرأ لؾذمة‪ ،‬قالقا‪ :‬لق أفطر يؿؽـ أن يـسك أكف‬
‫أفطر وٓ يؼضل ويؿؽـ أن يتقاكك ويلخر‪ ،‬فصقمف أبرأ لؾذمة‪.‬‬
‫‪ o‬وقال بعض الػؼفاء بؾ هق مخقر طؾك حد سقاء ٓ كؼقل إفضؾ كذا وٓ إفضؾ كذا هق‬
‫أمقر كػسف‪ ،‬وأخذوا ببعض أثار الذي ذكرها اإلمام مالؽ وكُسب هذا الؼقل لؾشافعل يف‬
‫ققل لف‪.‬‬
‫‪ o‬وققؾ إفضؾ أن يػطر‪ ،‬وهذا ققل الحـابؾة قالقا َّ‬
‫ٕن الـبل ﷺ قال‪« :‬هل رخلة مـ اهلل‬
‫فحسـ إخذ بالرخصة فدل طؾك َّ‬
‫أن إخذ بالرخصة أفضؾ‪ ،‬أما‬ ‫فؿـ أخذ بفا فحسـ » ّ‬
‫دل هذا طؾك َّ‬
‫أن الػطر‬ ‫يف حال الصقام قال‪«:‬ومـ أحب أن يلقم فال جـاح طؾقف » قالقا إذا َّ‬
‫إن اهلل يحب أن م ك رخلف كؿا يؽره أن م ك معلقتف »‬ ‫َّ‬
‫وٕن الـبل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫أفضؾ‬
‫والبزار وابـ ِحبان وصححف إلباين‪ .‬قالقا‪ :‬فاهلل يحب مـ العبد أن يعػؾ‬
‫رواه أحؿد َّ‬
‫رخصف والػطر رخصة وما يحبف اهلل أفضؾ‪.‬‬
‫[وجقب بقبت كقة الؿسافر لؽؾ لقؾة]‬
‫الؿسللة السادسة‪ :‬وقد تؼدمت معـا‪ ،‬أكف يجب طؾك الؿسافر إذا أراد الصقم أن يبقت [كقة] الصقم‬
‫لؽؾ لقؾة‪[ ،‬وقد] ذكركا هذه الؿسللة‪ ،‬الؿسافر حتك طـد الؿالؽقة الذيـ يؼقلقن تؽػل كقة واحدة يف أول‬
‫الشفر يؼقلقن إذا سافر‪ .ٓ ،‬فػل مدة سػره كؾ يقم يجب أن يصقمف يجب أن يبقت الـقة مـ الؾقؾ‪ .‬لؿاذا؟‬
‫قالقا‪ٕ :‬كف مخقر يؿؽـ أن يصقم ويؿؽـ أن يػطر‪ ،‬فقجب أن يبقت الـقة‪.‬‬
‫[ الؿسافر الذي كقى اللقم وأصبح صائؿا ففؾ لف أن يػ ر ؟]‬
‫الؿسللة السابعة‪ :‬إن إختار الؿسافر الصقم فـقى الصقم وأصبح صائؿا ففؾ لف أن يػطر؟ [مثال] أكا‬
‫فؾؿا جاء الضحك أردت أن أفطر ففؾ‬
‫كقيت أن أصقم وأكا مسافر وكحـ يف رمضان وأمسؽت مـ الػجر‪ّ ،‬‬
‫لل أن أفطر أو أين ما دمت شرطت يف الصقام فقجب طؾل أن أتؿف؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪:‬‬
‫‪ -‬قال الؿالؽقة وبعض الشافعقة‪ :‬لقس لف أن يػطر مادام أكف ابتدأ يقمف صائؿا فنكف يجب أن يتؿ‬
‫صقمف ولقس لف أن يػطر فنن أفطر أثؿ‪ ،‬وطؾقف الؼضاء‪.‬‬
‫‪ -‬وققؾ لف أن يػطر وقال هبذا الشافعقة والحـابؾة‪ ،‬لؿاذا ؟ قالقا ٕن العذر قد قام وهق السػر فقجقز‬
‫لف أن يػطر ‪.‬‬
‫[ متك يحؾ لؾؿسافر أن يبدأ الػ ر ؟]‬
‫الؿسللة الثامـة الؿستػادة مـ هذه إحاديث وأثار‪ :‬متك يحؾ لؾؿسافر أن يبدأ الػطر؟‬
‫‪ -‬أجؿع العؾؿاء طؾك أكف ٓ يجقز لؾؿسؾؿ أن يػطر بؿجرد كقة السػر‪ ،‬يعـل مـ كقى السػر لؽـ لؿ‬
‫يتجفز لؿ يتفقل لؽـ كقى السػر‪ ،‬قال العؾؿاء‪ :‬لقس لف أن يػطر بؿجرد الـقة‪َّ .‬‬
‫ٕن الـقة لقست سػرا‬
‫ٓ شرطا وٓ طرفا وٓ لغة‪.‬‬
‫أن الؿسافر إذا فارق ِطؿران بؾده ولق مـ جفتف لف أن يػطر‪ ،‬يعـل لق فرضـا‬
‫‪ -‬وأجؿع الػؼفاء طؾك َّ‬
‫َّ‬
‫أن البؾد هؽذا مـ جفتف مـ هـا يـتفل البؾد مـ هـا ثؿ يقجد صرف هؽذا لؾبؾد وصرف هؽذا لؾبؾد‬
‫فلكا فارقت العؿران مـ جفتل حتك لق أرى العؿران طؾك يساري أو يؿقـل لؽـ لقس مـ جفتل‪،‬‬
‫َّ‬
‫فنن لل أن أفطر بنجؿاع العؾؿاء‪.‬‬
‫‪ -‬ثؿ اختؾػقا فقؿـ كقى السػر وهتقل لؾسػر وبؼل َّ‬
‫أن يركب‪ ،‬الحؼائب وضعت يف السقارة وكؾ شقئ‬
‫باقل فؼط أن يشغؾ السقارة ويؿشل هؾ لف أن يػطر يف هذه الحال؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‬
‫أن لف أن يػطر‪ ،‬صبعا الجؿفقر ما َت ِرد طـدهؿ هذه الؿسللة‪ ،‬الحـػقة‬
‫والراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪َّ -‬‬
‫والؿالؽقة والشافعقة لؿاذا؟ ٕكف تؼدم طـدكا قبؾ قؾقؾ أن الجؿفقر يرون َّ‬
‫أن مـ أكشل السػر لقس‬
‫لف أن يػطر يف يقمف وإكؿا يػطر الققم التالل‪ ،‬أما الققم الذي سافر فقف لقس لف أن يػطر وبالتالل‬
‫لقس لف أن يػطر ٓ يف بؾده وٓ إذا خرج مـ بؾده ففذه الؿسللة ٓ ترد طـدهؿ‪ ،‬لؽـ ترد طـد مـ‬
‫أجاز لف الػطر وهق مذهب الحـابؾة وهق الذي رجحـاه والراجح أكف يجقز لف أن يػطر لِؿا تؼدم‬
‫مـ حديث أكس ﭬ أكف لؿا جفز رواحؾف ولبس لباس السػر دطا بطعام فلكؾ ثؿ ركب فؼقؾ لف‬
‫سـة قال سـة‪ ،‬يعـل َّ‬
‫أن الـبل ﷺ فعؾ هذا‪ ،‬فتجفز لؾسػر وأفطر وهق يف الؿديـة فؼال أكس ﭬ‪:‬‬
‫سـة‪ .‬فدل ذلؽ طؾك الجقاز‪ ،‬لؽـ إحقط لإلكسان أٓ يبتدأ الػطر حتك يػارق طؿران بؾده فنكف‬
‫وإن هتقل لؾسػر قد يؿـعف ماكع قد يعققعف ماكع قبؾ أن يػارق العؿران كؿ مـ شخص هتقل لؾسػر‬
‫ويؿشل فجاءه خرب فللغك سػره‪ ،‬بعض الـاس يف الؿطار‪ ،‬يؾغل سػره ويرجع‪ ،‬فالن مريض فالن‬
‫دخؾ الؿستشػك فالن كذا‪ ،‬فؼد يعرض العارض الذي يؿـعف مـ السػر فإحقط وإحسـ أٓ‬
‫يػطر حتك يخرج مـ بؾده‪ ،‬لؽـ لق فطر فال حرج طؾقف‪ ،‬هذا الراجح مـ أققال العؾؿاء‪.‬‬
‫هذه الؿسائؾ الؿتعؾؼة بالسػر يف هذه إحاديث وأثار التل ذكرها اإلمام مالؽ ‪.$‬‬
‫ان‬‫َما َي ْػ َع ُؾ َم ْـ َق ِد َم ِم ْـ َس َػرٍ‪َ ،‬أ ْو َأ َرا َد ُه فِل َر َم َ َ‬

‫َان فِل َس َػرٍ فِل َر َم َ َ‬
‫ان‪َ ،‬ف َع ِؾ َؿ َأ َّك ُف‬ ‫َان‪ ،‬إِ َذا ك َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ؽ‪َ ،‬أ َّك ُف َب َؾ َغ ُف َأ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْلخَ َّ ِ‬
‫اب ك َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫اخ ٌؾ ا ْل َؿ ِدي َـ َة ِم ْـ َأ َّو ِل َي ْق ِم ِف‪َ ،‬د َخ َؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪.‬‬
‫د ِ‬
‫َ‬
‫َان فِل َس َػ ٍر‬
‫َان‪ ،‬إِ َذا ك َ‬
‫أن طؿر بـ الخطاب ﭬ ك َ‬
‫هذا إثر مـؼطع‪ ،‬وهق بالغ مـ اإلمام مالؽ‪ ،‬وفقف « َّ‬
‫اخ ٌؾ ا ْل َؿ ِديـَ َة مِ ْـ َأ َّو ِل َي ْقمِ ِف » ماضابط أول الققم؟ [الجقاب] أن يؽقن قبؾ الزوال‪.‬‬
‫ان‪َ ،‬فعؾِؿ َأ َّكف د ِ‬ ‫ِ‬
‫فل َر َم َض َ َ َ ُ َ‬
‫« َد َخ َؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ ».‬وقد استحب جؿاطة مـ العؾؿاء لؿـ كان مسافرا وطؾؿ أكف يدخؾ البؾد يف أول الققم‬
‫أن يصقم‪ ،‬كعؿ لف أن يػطر ٕكف مسافر‪ ،‬ما وصؾ إلك البؾد لؽـ مادام أكف طؾؿ أو غؾب طؾك ضـف أكف‬
‫سقدخؾ الضحك بعد الػجر‪ ،‬قبؾ الزوال يستحب لف أن يصقم وأن يؿسؽ مـ الػجر ٕكف سقدخؾ بؾده‬
‫وإذا دخؾ بؾده اكؼطع طذره‪.‬‬
‫اخ ٌؾ َط َؾك َأ ْه ِؾ ِف ِم ْـ َأ َّو ِل َي ْق ِم ِف‪َ ،‬و َص َؾ َع َل ُف ا ْل َػ ْج ُر َق ْب َؾ‬

‫َان فِل س َػرٍ‪َ ،‬فع ِؾؿ َأ َّكف د ِ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ؽ‪َ :‬م ْـ ك َ‬ ‫َق َال َي ْح َقك ‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫َأ ْن َيدْ ُخ َؾ‪َ .‬د َخ َؾ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪.‬‬
‫«دخؾ وهق صائؿ » هذا ضاهره َّ‬

‫أن اإلمام مالؽ ﷺ يرى أكف يجب ذلؽ طؾقف‪ ،‬لؽـ وجدكا قريـة تدل‬
‫طؾك أكف يرى طدم القجقب‪ ،‬هذه الؼريـة أكف قال بعد ذلؽ‪« :‬يف الرجؾ يؼدم مـ سػر وهق مػطر وامرأتف‬
‫مػطرة َأ َّن ل ِ َز ْو ِج َفا َأ ْن ُي ِصق َب َفا‪ ،‬إِ ذا َشا َء‪ » .‬ولؿ يػصؾ يف أول الـفار أو يف آخر الـفار فدَّ ل ذلؽ طؾك أن‬
‫صقامف لقس مـ باب الوجقب وإكؿا مـ باب آستحباب‪.‬‬
‫ان‪َ ،‬ف َ َؾ َع َل ُف ا ْل َػ ْج ُر‪َ ،‬و ُه َق بِ َل ْر ِ ِف‪َ ،‬ق ْب َؾ َأ ْن َيخْ ُر َج‪.‬‬

‫ؽ‪َ :‬وإِ َذا َأ َرا َد َأ ْن َيخْ ُر َج فِل َر َم َ َ‬
‫َق َال َي ْح َقك ‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫َفنِ َّك ُف َي ُلق ُم ذلِ َ‬
‫ؽ ا ْل َق ْق َم‪.‬‬
‫وهذه الؿسللة تؼدمت معـا‪ ،‬وقؾـا إن مـ أراد أن يسافر يف أثـاء هنار رمضان‪ ،‬أي أكف كان يف أول يقمف‬
‫صائؿا ثؿ سافر يف أثـاء الققم أكف يجب طؾقف أن ُيتؿ صقمف طـد الجؿفقر‪ ،‬الحـػقة والؿالؽقة والشافعقة‪،‬‬
‫يؼقلقن واجب طؾقف أن يتؿ صقمف ولقس طؾقف أن يػطر‪َّ ،‬‬
‫وأن الحـابؾة يؼقلقن لف أن يػطر وقؾـا أن هذا هق‬
‫الراجح‪َّ ،‬‬
‫أن لف أن يػطر لدٓلة السـة طؾك هذا وٓ يقجد دلقؾ طؾك أكف يؿـع مـ الػطر‪.‬‬
‫قـ َص ُف َر ْت ِم ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫الر ُج ِؾ َي ْؼدَ ُم م ْـ َس َػرٍ ‪َ ،‬و ُه َق ُم ْػ ٌر‪َ ،‬و ْام َر َأ ُ ُف ُم ْػ َرةٌ‪ ،‬ح َ‬‫ؽ‪ ،‬فل َّ‬
‫َق َال يحقك ‪َ ،‬ق َال مالِ ٌ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ان‪َ :‬أ َّن لِز َْو ِج َفا َأ ْن ُي ِلق َب َفا‪ ،‬إِ ْن َشا َا‪.‬‬
‫ِحق َ تِ َفا فِل َر َم َ َ‬
‫[مـ أف ر لعذر ثؿ زال طذره يف أثـاا الققم هؾ يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة الققم ؟]‬
‫يعـل يؼقل مالؽ ﷺ َّ‬
‫إن الرجؾ إذا كان مػطرا بسبب السػر فدخؾ بؾده يف هنار رمضان فنكف مػطر‪،‬‬
‫َّ‬
‫ٕن مـ أكؾ أول الـفار يلكؾ آخره‪ ،‬فنذا وجد امرأتف كاكت مػطرة ٕهنا كاكت يف أول الـفار حائظا‬
‫فطفرت واغتسؾت مـ الحقظ فنهنا أيضا مػطرة ٕهنا أكؾت يف أول الـفار قال‪ :‬قال اإلمام مالؽ ﷺ‪ :‬لف‬
‫أن يجامع امرأتف‪ ،‬لف أن يليت أهؾف‪ ،‬ويؾغز هبا بعض العؾؿاء‪ ،‬يؼقلقن رجؾ مؼقؿ يف رمضان يجقز لف أن يطل‬
‫امرأتف يف هنار رمضان وهل مؼقؿة‪ .‬هذه هل الؿسللة‪ :‬قدم مـ سػر فقصؾ البؾد ففق مؼقؿ لؽـف كان‬
‫مػطرا‪ ،‬وهل مؼقؿة ولؽـفا كاكت حائضة لؽـفا صفرت‪ ،‬وهذه الؿسللة تعرف طـد الػؼفاء بؿسللة مـ‬
‫يجقز لف الػطر لعذر ثؿ زال طذره يف أثـاء الققم هؾ يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة الققم أو لف أن يبؼك مػطرا؟‬
‫يعـل مسافر دخؾ طؾقف الققم مـ رمضان فلفطر لؽـ وصؾ إلك مديـتف طـد الظفر زال طذره أو مازال؟‬
‫[الجقاب] زال طذره ٕكف أصبح مؼقؿا‪ ،‬هؾ يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة الققم وٓ يجقز لف أن يلكؾ أو‬
‫يشرب أو يجامع مع أكف قد أكؾ أول الققم أو ٓ يجب طؾقف ويجقز لف أن يلكؾ ويشرب؟اختؾػ العؾؿاء‬
‫يف ذلؽ‪:‬‬
‫‪ -‬ققؾ أكف مـ أفطر أول الـفار لعذر ثؿ زال طذره وجب طؾقف اإلمساك بؼقة الققم وقال هبذا الحـػقة‬
‫والحـابؾة يف ققل‪ ،‬قالقا يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة يقمف‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا ٕكف معـك لق وجد مـف قبؾ‬
‫الػجر لقجب طؾقف أن يصقم فؽذلؽ إذا وجد بعد الػجر‪ ،‬ما معـك هذا يا إخقة‪ ،‬اإلقامة يف البؾد‬
‫لق وجدت مـ اإلكسان قبؾ الػجر لق وصؾت مـ سػرك إلك مديـتؽ قبؾ الػجر بخؿس دقائؼ‬
‫هؾ يجقز لؽ أن تػطر ذلؽ الققم؟ ما يجقز باإلجؿاع‪ ،‬قالقا‪ :‬فؽذلؽ إذا وجد مـف بعد الػجر‬
‫يجب طؾقف أن يؿسؽ‪.‬‬
‫‪ -‬وققؾ ٓ يؾزمف اإلمساك بؼقة الققم بؾ هق مػطر وقال هبذا الجؿفقر قالقا‪ٕ :‬ن الققم ٓ يتجزأ ما‬
‫فقف يف الصقام كصػ يقم وربع يقم إما أن يصقم الققم كؾف أو يػطر الققم كؾف وقد أفطر يف أول‬
‫الققم ففق مػطر فال يؾزمف أن يؿسؽ بؼقة يقمف‪ ،‬وقد جاء طـ طبد اهلل بـ مسعقد ﭬ‪« :‬مـ أكؾ‬
‫أول الـفار فالقلكؾ يف آخره » رواه ابـ أبل شقبة يف الؿصـػ‪ .‬وهذا الراجح لؽـ كـبف إلك أكف ٓ‬
‫يـبغل لف أن يظفر الػطر‪ ،‬كعؿ يجقز لف أن يلكؾ ويشرب ويجامع امرأتف إن كان ٓ يؾزمفا الصقم‬
‫كؿا قؾـا كاكت حائض يف أول الـفار ثؿ صفرت واغتسؾت‪ ،‬لؽـ ٓ ُيظفر فطره أمام الـاس‪ٓ ،‬‬
‫يذهب إلك الؿطعؿ ويطؾب إكؾ ويلكؾ أمام الـاس وذلؽ لعؾتقـ‪:‬‬
‫العؾة إولك‪ :‬فحتك ٓ يتفؿ ٕكف لق مر إكسان ورآك يف هنار رمضان بعد العصر بعد الظفر وأكت‬
‫واضع الطبؼ أمامؽ وجالس تاكؾ ماذا سقؼقل؟ ‪-‬اهلل الؿستعان‪ -‬فالن ومسقي كػسف شقخ ويلكؾ يف‬
‫رمضان‪ ،‬يتفؿ‪ ،‬ودفع التفؿة طـ الـػس مشروع‪ ،‬الـبلﷺ لؿا كان معتؽػا وجاءتف أمـا صػقة ڤ تحدثف‬
‫مر صحابقان فلسرطا قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫فؾؿا أرادت أن تعقد إلك بقتفا قام الـبل ﷺ َيؼؾ ُبفا فؾؿا كان طـد باب الؿسجد َّ‬
‫«طؾك رسؾؽؿا إهنا صػقة‪ ».‬لؿاذا؟ ٕهنؿا رأيا الـبل ﷺ يف آخر الؾقؾ ومعف امرأة‪ ،‬ما يدرون مـ هل فؼال‬
‫طؾك رسؾؽؿ إهنا صػقة فؽاكت هذه قاطدة‪َّ :‬‬
‫أن اإلكسان يـػل طـ كػسف التفؿة‪.‬‬
‫العؾة الثاكقة‪ :‬حتك ٓ ُي ِ‬
‫جرأ الػساق‪ ،‬فنن الػساق إذا رأوه يػطر يف الـفار فنهنؿ يجرؤون طؾك الػطر‬
‫وسد الذريعة مطؾقب‪ ،‬أما يف بقتف فؾف أن يلكؾ ولف أن يشرب ولف أن يليت جؿقع الؿػطرات‪ ،‬أما أن يجامع‬
‫امرأتف وهل صائؿة ففذا حرام ومـؽر حتك لق كان مػطرا هق يف أول الـفار لؽـفا كاكت صائؿة هل يف أول‬
‫الـفار فنكف ٓ يجقز لف أن يجامعفا وإكؿا يجامعفا إذا قدم وهل مػطرة لؾسبب الذي ذكركاه‪.‬‬
‫َك َّػ َار ُة َم ْـ َأ ْف َ َر فِل َر َم َ َ‬

‫ان‬
‫الؽػارة مـ ال َؽ ْػ ِر‪ ،‬وال َؽ ْػ ُر هق َ‬

‫الستْر‪َّ ،‬‬
‫ٕن الؽػارة زاجرة جابرة‪ ،‬زاجرة طـ الػعؾ قبؾ وققطف‪ ،‬جابرة‬
‫لؾػعؾ بعد وققطف‪ ،‬فؾؿا كاكت الؽ ّػارة يراد مـفا سرت الذكب وإذهاب أثره سؿقت كػارة‪.‬‬
‫«مـ أفطر يف رمضان» وهذا العـقان يشؿؾ مـ أفطر بلكؾ أو شرب أو جؿاع‪ ،‬وسـػصؾ الؿسائؾ –إن‬
‫شاء اهلل‪ -‬وكبقـ الرواجح بحقل اهلل طـد الػراغ مـ ذكر ما ذكره اإلمام مالؽ ﷺ‪.‬‬
‫ؿـ ْب ِـ َط ْق ٍ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّن‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫اب‪َ ،‬ط ْـ ُح َؿ ْقد ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َأ ْن ُي َؽ ِّصػ َر‪ ،‬بِ ِعت ِْؼ َر َق َب ٍة‪َ ،‬أ ْو ِص َقا ِم َش ْف َر ْي ِـ ُم َتتَابِ َع ْق ِـ‪َ ،‬أ ْو إِ ْص َعا ِم‬ ‫َر ُجالً َأ ْف َ َر فِل َر َم َ َ‬
‫ان‪َ .‬ف َل َم َر ُه َر ُس ُ‬
‫ِّصقـ ِم ْسؽِقـك‪.‬‬
‫ست َ‬
‫ِ‬
‫َف َؼ َال‪َ َٓ :‬أ ِجدُ ‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺ بِ َع َر ِق َْؿرٍ‬ ‫َف ُل ِ َل َر ُس ُ‬
‫هذا‪َ ،‬فت ََل َّد ْق بِ ِف»‪.‬‬
‫َف َؼ َال‪ُ « :‬خ ْذ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َحتَّك َبدَ ْت َأ ْك َقا ُب ُف‪ُ .‬ث َّؿ َق َال‪:‬‬
‫ؽ َر ُس ُ‬ ‫قل اهللِ! ما َأ ِجدُ َأحد ًا َأحقج ِمـِّصل‪َ .‬ف َ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َف َؼ َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫« ُك ْؾ ُف»‪.‬‬
‫هذا الحديث رواه مسؾؿ بؾػظ «أفطر يف رمضان» وبالتخققر كؿا هاهـا‪ ،‬وبؼقة الحديث مقافؼ لؿا يف‬
‫أن رجال أفطر يف رمضان » ويف هذه الرواية ُأصؾؼ الػطر ولؿ‬
‫الصحقحقـ‪ ،‬ففذا الحديث الصحقح فقف « ّ‬
‫ُيحدد كقطف فؽان شامال لؽؾ فطر يف رمضان‪ ،‬وسقليت الؽالم طـ هذا –إن شاء اهلل طز وجؾ‪َ « -‬ف َل َم َر ُه‬
‫قل اهللِ ﷺ َأ ْن ُي َؽ ِّصػ َر‪ ،‬بِ ِعت ِْؼ َر َق َب ٍة‪َ ،‬أ ْو ِص َقا ِم َش ْف َر ْي ِـ ُم َتتَابِ َع ْق ِـ‪َ ،‬أ ْو إِ ْص َعا ِم ِستِّصق َـ مِ ْسؽِقـك‪ ».‬هؽذا بؾػظ «أو»‬
‫َر ُس ُ‬
‫وهذا يدل طؾك التخققر بقـ هذه الخصال وأكف مخقر‪ ،‬إن شاء أطتؼ رقبة وإن شاء صام شفريـ متتابعقـ‬
‫أن الرتتقب أولك مـ التخققر‪.‬‬ ‫وإن شاء أصعؿ ستقـ مسؽقـا‪ ،‬وسقليت الؽالم –إن شاء اهلل‪ -‬وبقان َّ‬
‫ٓ َأ ِجدُ ‪ » .‬أي ٓ أجد كؾ هذا‪َ « .‬ف ُلتِل رس ُ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ بِ َع َر ِق َت ْؿ ٍر » ُضبط بػتح الراء ُ‬
‫وضبط‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ف َال‪َ :‬‬
‫َ» َق‬
‫أن إفصح الػتح‪« ،‬ب َع َرق تؿر» وهق مِ ْؽتَؾ كبقر يسع ستقـ‬ ‫كص بعض أهؾ العؾؿ طؾك َّ‬
‫بنسؽان الراء‪ ،‬وقد َّ‬
‫فليت هبذا الؿؽتؾ وفقف ستقن صاطا‪.‬‬ ‫صاطا‪ُ ،‬‬
‫هذا‪َ ،‬فت ََصدَّ ْق بِ ِف»‪ .‬أي ك ِّصػر بف‪ ،‬أصعؿ بف ستقـا مسؽقـا‪.‬‬‫َف َؼ َال الـبل ﷺ‪ُ « :‬خ ْذ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َحتَّك َبدَ ْت َأ ْك َقا ُب ُف‪ » .‬سبب‬ ‫ح َؽ َر ُس ُ‬‫قل اهللِ! ما َأ ِجدُ َأحد ًا َأحقج مِـِّصل‪َ .‬ف َض ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫« َف َؼ َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫فؾؿا رأى التؿر َص ِؿع يف أن‬ ‫مؿا فعؾ‪ ،‬مضطرب الحال‪ّ ،‬‬ ‫أن هذا الرجؾ جاء فزطا خائػا َّ‬ ‫ضحؽ الـبل ﷺ‪َّ :‬‬
‫وض ِ‬ ‫ح َؽ رس ُ ِ‬ ‫يحصؾ طؾقف‪ ،‬وقال‪« :‬ما َأ ِجدُ َأحد ًا َأحقج مِـِّصل‪َ . .‬ف َض ِ‬
‫حؽ‬ ‫قل اهلل ﷺ َحتَّك َبدَ ْت َأ ْك َقا ُب ُف » َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الـبل ﷺ تبسؿ ولقس قفؼفة « ُث َّؿ َق َال‪ُ :‬ك ْؾ ُف» وسقليت الؽالم طـ هذا إن شاء اهلل طز وجؾ‪.‬‬
‫ب َأ َّك ُف َق َال‪َ :‬جا َا‬

‫قد ْب ِـ ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬‫اا ب ِـ طب ِد اهللِ ا ْلخُ راساكِل‪ ،‬طـ س ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ِّص َ ْ َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالؽ‪َ ،‬ط ْـ َط َ ْ َ ْ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ؽ ْإَ ْب َعدُ ‪.‬‬‫قل‪َ :‬ه َؾ َ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َي ْ رِ ُب ك َْح َر ُه‪َ ،‬و َيـْتِ ُ‬
‫ػ َش َع َر ُه ‪َ ،‬و َي ُؼ ُ‬ ‫َأ ْطرابِل إِ َلك رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ٌّ‬
‫ؽ »؟‬ ‫قل اهللِ‪َ « :‬و َما ذلِ َ‬
‫َف َؼ َال َل ُف َر ُس ُ‬
‫ت َأ ْه ِؾل‪َ ،‬و َأكَا َصائِ ٌؿ فِل َر َم َ َ‬

‫ان‪.‬‬ ‫َف َؼ َال‪َ :‬أ َص ْب ُ‬
‫قع َأ ْن ُ ْعتِ َؼ َر َق َبةً؟»‬‫ِ‬ ‫َف َؼ َال َلف رس ُ ِ‬
‫قل اهلل‪َ « :‬ه ْؾ َْس َت ُ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫َف َؼ َال‪.َٓ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قع َأ ْن ُْفد َ‬
‫ي َبدَ َكةً؟»‬ ‫َق َال‪َ « :‬ف َف ْؾ َْس َت ُ‬
‫َق َال‪.َٓ :‬‬
‫قل اهللِ ﷺ بِ َع َر ِق َْؿرٍ‪َ .‬ف َؼ َال‪ُ « :‬خ ْذ َ‬
‫هذا‪َ ،‬فت ََل َّد ْق بِ ِف»‪.‬‬ ‫اج ِؾ ْس»‪َ .‬ف ُل ِ َل َر ُس ُ‬ ‫َق َال‪َ « :‬ف ْ‬
‫َف َؼ َال‪َ :‬ما َأ َحدٌ َأ ْح َق َج ِمـِّصل‪.‬‬
‫َان َما َأ َص ْب َ‬
‫ت)»‪.‬‬ ‫َف َؼ َال‪ُ « :‬ك ْؾ ُف‪َ ،‬و ُص ْؿ َي ْقمك َمؽ َ‬
‫هذا الحديث ضعقػ هبذا اإلسـاد وفقف طدة طؾؾ‪:‬‬

‫إولك‪ :‬أكف مرسؾ‪ ،‬وهق مـ مراسقؾ سعقد بـ الؿسقب‪.‬‬
‫ب يضبطف بعض أهؾ العؾؿ هؽذا‪ ،‬ويقضبطف أهؾ العؾؿ « ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬
‫ب» وبعض أهؾ‬ ‫وسعقد بـ ا ْل ُؿ َس ِّصق ِ‬
‫العؾؿ يـػر مـ أن يؼقل « ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬
‫ب » ويـؼؾقن طـ سعقد أكف قال‪«:‬مـ َسقبـل سقبف اهلل» يعـل مـ قال‪:‬‬
‫ب» سقبف اهلل‪ ،‬ويؿقؾقن إلك الؽسر « ا ْل ُؿ َس ِّصلب»‪ ،‬ففق مـ مراسقؾ سعقد بـ الؿسقِب‪ ،‬والؿراسقؾ‬
‫«ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬
‫طـد الؿحؼؼقـ مـ أهؾ العؾؿ يف حد الضعقػ‪.‬‬

‫فنن ما رواه الثؼات َّ‬
‫أن الـبل ﷺ أمره بعد إمر بعتؼ الرقبة‬ ‫أن يف متـف مخالػة لؿا رواه الثؼات‪ّ ،‬‬
‫الثاكقة‪َّ :‬‬
‫أن يصقم شفريـ متتابعقـ‪ ،‬وهـا قال‪« :‬هؾ تستطقع أن هتدي بدكة؟ »‪ ،‬وهذا مخالػ لرواية الثؼات‪ ،‬فؾق‬
‫كان الحديث مقصقٓ لؽان شاذا‪ ،‬والشاذ ضعقػ‪ٕ ،‬ن الثؼة قد روى ما يخالػ رواية الثؼات‪.‬‬
‫الثالثة‪َّ :‬‬
‫أن سعقدا ‪ $‬قد أكؽر بعض رواية ططاء يف هذا الحديث‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ َي ْض ِر ُب ك َْح َر ُه‪َ ،‬و َيـْتِ ُ‬
‫ػ َشعره»‬ ‫ففذا الحديث ضعقػ‪ ،‬وفقف‪َ « :‬أ َّكف َق َال‪َ :‬جاء َأ ْطرابِل إِ َلك رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ٌّ‬ ‫ُ‬
‫بنسؽان العقـ وضبطفا بعضفؿ بػتح العقـ « َش َع َره» ويؼقل «هؾؽ إبعد» يعـل كػسف‪َ « ،‬ف َؼ َال َل ُف َر ُس ُ‬
‫قل‬
‫قل اهللِ‪:‬‬ ‫اهللِ‪َ « :‬و َما ذل ِ َؽ »؟ َف َؼ َال‪َ :‬أ َص ْب ُت َأ ْهؾِل‪- ،‬أي أصبت أهؾل ‪َ -‬و َأكَا َصائِ ٌؿ فِل َر َم َض َ‬
‫ان‪َ .‬ف َؼ َال َل ُف َر ُس ُ‬
‫قع َأ ْن ُت ْف ِد َي َبدَ َكةً؟ » وهذا‬ ‫ِ‬ ‫قع َأ ْن ُت ْعتِ َؼ َر َق َبةً؟» َف َؼ َال‪َ :‬‬
‫ٓ‪– .‬ففذا طؾك الرتتقب‪َ -‬ق َال‪َ « :‬ف َف ْؾ َت ْستَط ُ‬
‫ِ‬
‫« َه ْؾ َت ْستَط ُ‬
‫ما لؿ يرد يف بؼقة الروايات الصحقحة‪ ،‬وقد روى هذه الجؿؾة البخاري أيضا يف «التاريخ الؽبقر» ولقس يف‬
‫الصحقح‪ ،‬طـ لقث طـ ططاء ومجاهد طـ أبل هريرة رفعف إلك رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬قال البخاري «وٓ ُيتابع»‬
‫اجؾِ ْس»‪.‬‬ ‫ٓ‪َ .‬ق َال‪َ « :‬ف ْ‬
‫ففذه الجؿؾة ضعقػة لشذوذها وخالػتفا لألحاديث والروايات الصحقحة‪َ -‬ق َال‪َ :‬‬
‫قل اهللِ ﷺ بِ َع َر ِق َت ْؿ ٍر ‪– .‬كؿا تؼدم‪َ -‬ف َؼ َال‪ُ « :‬خ ْذ َ‬
‫هذا‪َ ،‬فت ََصدَّ ْق بِ ِف»‪– .‬أي ك ِّصػر بف‪َ -‬ف َؼ َال‪َ :‬ما َأ َحدٌ‬ ‫َف ُلتِل َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫َأ ْح َق َج مِـِّصل‪َ .‬ف َؼ َال‪ُ « :‬ك ْؾ ُف‪َ ،‬و ُص ْؿ َي ْقمك َم َؽ َ‬
‫ان َما َأ َص ْب َت)»‪».‬‬
‫ؽ ا ْل َع َر ِق ِم َـ الت َّْؿرِ؟‬
‫ب‪ :‬ك َْؿ فِل ذلِ َ‬‫ت َس ِعقدَ ْب َـ ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬ ‫ؽ‪َ :‬ق َال َط َا ٌا‪َ :‬ف َس َل ْل ُ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫ِ‬
‫يـ‪.‬‬‫َف َؼ َال‪َ :‬ما َب ْق َـ َخ ْؿ َس َة َط َش َر َصاطك إِ َلك ط ْشرِ َ‬
‫ب‪- :‬وهق راوي الحديث كؿا قؾـا والحديث مرسؾ‪-‬‬ ‫« َق َال َمال ِ ٌؽ‪َ :‬ق َال َط َطا ٌء‪َ :‬ف َس َل ْل ُت َس ِعقدَ ْب َـ ا ْل ُؿ َس ِّصق ِ‬
‫كَؿ فِل ذل ِ َؽ ا ْلعر ِق مِـ التَّؿ ِر؟ َف َؼ َال‪ :‬ما بقـ َخؿس َة َط َشر صاطك إِ َلك ِط ْش ِريـ‪ِ » .‬‬
‫فالؿؽتؾ يسع ستقـ صاطا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫لؽـ يؼال‪ :‬كان فقف ما بقـ خؿسة طشر إلك طشريـ وسقليت يف الؽالم يف إحؽام إن شاء اهلل‪.‬‬
‫ان بِنِ َصا َب ِة‬ ‫قن‪َ :‬لقس ط َؾك مـ َأ ْف َر يقمك ِمـ َق َ ِ‬

‫اا َر َم َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫قال َيح َقك قال َمالِؽ‪َ ،‬س ِؿ ْع ُ‬
‫ت َأ ْه َؾ ا ْلع ْؾ ِؿ َي ُؼق ُل َ ْ َ َ َ ْ‬
‫ؽ‪ ،‬ا ْل َؽ َّػار ُة ا َّلتِل ُْذكَر طـ رس ِ ِ‬
‫اب َأ ْه َؾ ُف ك ََفار ًا فِل َر َم َ َ‬
‫ان‪َ .‬وإِك ََّؿا‬ ‫ِ‬
‫قل اهلل ﷺ فل َم ْـ َأ َص َ‬ ‫ُ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْه ِؾ ِف ك ََفار ًا َأ ْو َغ ْقرِ ذلِ َ‬
‫َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا ذلِ َ‬
‫ؽ ا ْل َق ْق ِم‪.‬‬
‫ت فِ ِقف إِ َل َّل‪.‬‬
‫ب َما َس ِؿ ْع ُ‬
‫هذا َأ َح ُّ‬‫ؽ‪َ :‬و َ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫ذكر اإلمام مالؽ ﷺ هذه الؿسللة فقؿـ جامع امرأتف وهل صائؿة مـ قضاء أو هق صائؿ مـ قضاء‬
‫ولقس يف رمضان وإكؿا يف قضاء رمضان‪ ،‬أكف لقس طؾقف الؽػارة‪َّ ،‬‬
‫ٕن الؽػارة إكؿا تعؾؼت بالزمـ وهق‬
‫حرمة رمضان‪ ،‬والؼضاء لقس يف هذه الحرمة وإن كان واجبا‪ ،‬فالذي أدركف اإلمام مالؽ طـ أهؾ العؾؿ‬
‫أهنؿ يؼقلقن لقس طؾقف كػارة وإكؿا طؾقف قضاء ذلؽ الققم فؼط بدون أن يضقػ إلقف يقما آخر كؿا سقليت‬
‫إن شاء اهلل طز وجؾ‪.‬‬
‫هذا َأحب ما س ِؿع ُت فِ ِ‬
‫قف إِ َل َّل‪ » .‬وهذا يا إخقة مـ طبارات اإلمام مالؽ التل تتؽرر يف‬ ‫ِ‬
‫« َق َال َمال ٌؽ‪َ :‬و َ َ ُّ َ َ ْ‬
‫قف إِ َلل‪ » .‬فنذا وجدت هذه الجؿؾة فاطؾؿ ّ‬
‫أن اإلمام مالؽا أكف سؿع‬ ‫الؿقصل‪ ،‬يؼقل‪َ « :‬أحب ما س ِؿع ُت فِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ُّ َ َ ْ‬
‫َأحب ما س ِؿع ُت فِ ِ‬
‫قف‬ ‫اختالفا يف الؿسللة وسؿع كالما لؾعؾؿاء فقف خالف‪ ،‬ولؽـف يختار ما يؼقل‪«:‬هذا‬
‫َ ُّ َ َ ْ‬
‫أن اإلمام مالؽا ﷺ يؼقل‪« :‬وهذا أحب ما سؿعت وهق إمر الؿجتؿع طؾقف» ولعؾف‬ ‫إِ َلل‪ ».‬وأحقاكا ستجد ّ‬
‫َّ‬
‫سلتقـا قريبا إن شاء اهلل‪ .‬صقب‪ ،‬كحـ قؾـا إذا قال‪َ « :‬أحب ما س ِؿع ُت فِ ِ‬
‫قف إِ َلل‪ » .‬يعـل ّ‬
‫أن اإلمام مالؽا قد‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ َ َ ْ‬
‫سؿع مسللة يف الؿسللة خالفا فؽقػ يؼقل «وهق إمر الؿجتؿع طؾقف»‪ ،‬لقس مؼصقده يف الؿقصل كؾف‬
‫«وهق إمر الؿجتؿع طؾقف» إجؿاع العؾؿاء‪ ،‬وإكؿا مؼصقده إمر الؿجتؿع طؾقف يف الؿديـة‪ ،‬فنذا قال‬
‫ب َما َس ِؿ ْع ُت » يعـل هذا الذي أختاره مـ خالف العؾؿاء‪ .‬وإذا ط َّؼب ذلؽ‬
‫اإلمام مالؽ ﷺ «هذا َأ َح ُّ‬
‫بؼقلف‪« :‬وهق إمر الؿجتؿع طؾقف» فنكف يعـل أكف الؿجتؿع طؾقف يف الؿديـة‪َّ ،‬‬
‫وأن فؼفاء الؿديـة مجتؿعقن‬
‫طؾك هذا الؼقل‪.‬‬
‫أن اإلمام مالؽ ‪ $‬وهق اإلمام الذي ُتضرب إلقف أكباد‬
‫وهـا مؾؿح أشار إلقف بعض أهؾ العؾؿ‪ ،‬وهق ّ‬
‫ويرد ويحقؾ إلك أهؾ العؾؿ‪َّ ،‬‬
‫وأن مـ إدب لطالب‬ ‫اإلبؾ كان ٓ يلكػ أن يؼقل‪ :‬سؿعت أهؾ العؾؿ‪ّ ،‬‬
‫العؾؿ أن ٓ يـسب إلك كػسف وإكؿا يـسب إلك العؾؿاء‪ ،‬ويؼقل سؿعت العؾؿاء سؿعت شقخـا سؿعت‬
‫أشقاخـا يؼقلقن كذا‪ ،‬وٓ شؽ َّ‬
‫أن العؾؿ شجرة ٓ تـؿقا إٓ مع التقاضع‪ ،‬فالعؾؿ الـافع ٓ يؿؽـ أن يؽقن‬
‫وح ُس َـ ُخ ُؾؼف مع خؾؼ اهلل‪ ،‬وهذا‬

‫إلك مع متقاضع‪ ،‬كؾؿا تعؾؿ اإلكسان طؾؿا كافعا كؾؿا رق قؾبف لعبادة اهلل‪َ ،‬‬
‫مقزان يـبغل لطالب العؾؿ أن َي ِزن بف سقره يف صؾب العؾؿ‪ ،‬فنذا رأى أكف كؾؿا تعؾؿ كؾؿا زاد إيؿاكف ووجد‬
‫رقة يف قؾبف ووجد تقاضعا لعباد اهلل فالقعؾؿ أكف طؾك الطريؼ ولقثبت ولقستؿر‪ ،‬وإن وجد غقر ذلؽ‬
‫فالقراجع كػسف ولقعالج كػسف ولقخرج كػسف مـ الخؾؾ الذي يف الطريؼ ولقصقب الطريؼ‪.‬‬
‫ففـا طـدكا مسائؾ‪:‬‬
‫[مـ أف ر طؿدا مـ غقر طذر هؾ طؾقف ق اا ؟]‬
‫الؿسللة إولك‪ :‬يف مـ أفطر يف رمضان بؿػطر مـ الؿػطرات طؿدا مـ غقر طذر‪ ،‬هؾ طؾقف قضاء؟‬
‫مـ شرب طامدا‪ ،‬أو أكؾ طامدا أو جامع طامدا‪ ،‬هؾ طؾقف قضاء؟‬
‫َأ‬ ‫َأ ‪ٞ‬ة‬
‫أن طؾقف الؼضاء‪ ،‬قالقا‪ٕ :‬ن اهلل طز وجؾ قال يف الؿعذور‪ِ ﴿ :‬ت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما‬
‫ذهب جؿاهقر العؾؿاء إلك ّ‬
‫َأ‬ ‫ُث َأ‬
‫غره الشقطان‬
‫﴾‪ ،‬وإذا وجب الؼضاء طؾك الؿعذور فؿـ باب أولك أن يجب طؾك الؿغرور الذي َّ‬
‫»‬ ‫«مـ ذرطف الؼقئ فؾقس طؾقف ق اا‪ ،‬ومـ استؼاا طؿدا فؾقؼ ل‬ ‫َّ‬
‫وٕن الـبل ﷺ قال‪:‬‬ ‫وأفطر طؿدا‪،‬‬
‫وسقلتقـا –إن شاء اهلل‪ -‬والحديث رواه أبق داود ومـ قبؾف أحؿد وابـ ماجف وصححف إلباين‪ .‬وأيضا َّ‬
‫ٕن‬
‫الـبل ﷺ قال لؾؿجامع يف رمضان الذي كتحدث طـف أن‪« :‬صؿ يقما واستغػر اهلل » رواه أبق داود وابـ‬
‫خزيؿة‪ .‬ويف رواية قال‪« :‬إقض يقما مؽاكف» رواه البقفؼل‪ .‬ويف رواية قال‪« :‬أمره أن يلقم يقما مؽاكف» رواه‬
‫ابـ خزيؿة وأحؿد‪ .‬ويف مرسؾ سعقد معـا هـا‪« ،‬وصؿ يقما مؽان ما أصبت » قال الحافظ ابـ حجر ‪$‬‬
‫وسائر طؾؿاء الؿسؾؿقـ‪« :‬وبؿجؿقع هذه الطرق تعرف َّ‬
‫أن لفذه الزيادة أصال‪ » .‬يعـل زيادة أكف أمره بلن‬
‫يصقم يقما مؽان الققم الذي أفطر فقف‪ ،‬وصححف إلباين بؿجؿقع صرقف وشقاهده‪ .‬ووجف الدٓلة ضاهر‬
‫–يا إخقة‪ -‬وهق َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال لف‪« :‬صؿ يقما مؽاكف» ولؿ يستػصؾ مـف‪ ،‬لؿ يؼؾ لف هؾ كـت طامدا‪ ،‬هؾ‬
‫كـت كاسقا فدل ذلؽ طؾك ّ‬
‫أن العامد الذي تعؿد الػطر بالجؿاع يجب طؾقف الؼضاء وإذا وجب الؼضاء‬
‫بتعؿد الجؿاع‪ ،‬فؿـ باب أولك أن يجب بتعؿد ما دوكف‪.‬‬
‫[وذهب] الظاهرية ووافؼفؿ بعض أهؾ العؾؿ‪ ،‬ذهبقا إلك أكف ٓ يجب طؾقف الؼضاء‪ ،‬قالقا ٕكف لق‬
‫«مـ أفطر يقما مـ رمضان مـ غقر‬ ‫قضك ما أغـك ذلؽ طـف شقئا واستدلقا بؿا ُروي َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪:‬‬
‫طذر وٓ مرض –ويف رواية مـ غقر رخصة مـ اهلل‪ -‬لؿ يؼضف صقام الدهر وإن صامف » وهذا الحديث‬
‫رواه أبق داود والرتمذي وابـ ماجف والـسائل يف الؽربى وطبد الرزاق وأحؿد‪ .‬فؼالقا‪ :‬هذا الحديث يدل‬
‫طؾك أكف ٓ يؼضل ٕكف ٓ يغـل طـف شقئا‪ ،‬وأجقب طـ هذا بلن الحديث ضعقػ‪ ،‬ضعػف جؿاطة مـ أهؾ‬
‫العؾؿ‪ ،‬فؿؿـ ضعػف‪ :‬ابـ خزيؿة والؿـذري والبغقي وابـ حجر وإلباين وإركموط‪ .‬فالحديث ضعقػ‬
‫والضعقػ ٓ تؼقم بف حجة‪ ،‬كؿا يجاب بلن الحديث لؿ يتعرض لؾؼضاء وإكؿا الذي فقف َّ‬
‫أن ذكبف طظقؿ‬
‫حتك لق أكف صام مؽاكف الدهر كؾف لؿا أجزئ طـف ولقس فقف أكف ٓ يؼضل ولقس فقف دٓلة طؾك أكف ٓ‬
‫يؼضل‪ .‬يتػرع طـ ذلؽ ما أردكاه وهق مـ أفطر يف رمضان بالجؿاع طامدا ففؾ يجب طؾقف الؼضاء؟ كػفؿ‬
‫مؿا تؼدم َّ‬
‫أن طؾقف الؼضاء وهق ضاهر الرجحان الذي دلت طؾقف إدلة‪.‬‬
‫وذهب الظاهرية إلك أكف ٓ قضاء طؾقف‪.‬‬
‫وذهب الشافعل يف ققل إلك أكف ٓ قضاء طؾقف مـ جفة أخرى وهل أكف لؿ يرد أن الـبل ﷺ أمر‬
‫الؿجامع بالؼضاء‪ ،‬لؽـ إن الروايات الصحقحة جاء فقفا أمر الؿجامع بالؼضاء فنهنا بؿجؿقطفا تؽـ‬
‫صحقحة ثابتة‪ ،‬هذه الؿسللة إولك‪.‬‬
‫[ما الذي يقجب الؽػارة مـ الؿػ رات يف رم ان؟]‬
‫الؿسللة الثاكقة‪ :‬وهل ذات أهؿقة وذات شلن ما الذي يقجب الؽػارة مـ الؿػطرات يف رمضان؟‬
‫طؾؿـا ّ‬
‫أن اإلفطار يف رمضان يقجب الؼضاء‪ ،‬لؽـ ما هق الؿػطر الذي يقجب مع الؼضاء كػارة‪ ،‬اختؾػ‬
‫العؾؿاء يف ذلؽ‪:‬‬
‫فذهب الحـػقة والؿالؽقة إلك َّ‬
‫أن إكؾ والشرب والجؿاع طؿدا يف رمضان تقجب الؽػارة الؿغؾظة‬
‫وزاد الؿالؽقة اإلكزال مـ غقر إيالج‪ ،‬مـ غقر جؿاع‪ ،‬أن يـزل بػعؾ مـ أفعالف‪ ،‬مـ غقر جؿاع ّ‬
‫فنن اإلكزال‬
‫طـدهؿ مـ غقر إيالج يقجب الؽػارة‪ ،‬صقب ما دلقؾؽؿ؟ قالقا ما جاء يف الحديث‪ّ :‬‬
‫أن رجال أفطر يف‬
‫رمضان كؿا سؿعـا يف الحديث الذي رواه مالؽ يف أول إحاديث‪َّ ،‬‬
‫أن رجال أفطر يف رمضان فؾؿ يخص‬
‫مػطرا مـ مػطر‪ ،‬فقشؿؾ كؾ مـ أفطر يف رمضان‪ ،‬وقالقا أيضا َّ‬
‫ٕن مـ أفطر متعؿدا فلكؾ وشرب قد‬
‫اكتفؽ حرمة الققم فؽان كالؿجامع يف ذلؽ‪ ،‬يعـل يؼقلقن يف هذا القجف كؼقس مـ تعؿد الػطر بإكؾ‬
‫والشرب طؾك مـ تعؿد الػطر بالجؿاع‪ ،‬صقب ما هل العؾة الجامعة‪ٕ ،‬ن كؾ ققاس ٓ بد لف مـ طؾة‬
‫أن العؾة الجامعة [هل] اكتفاك حرمة الققم‪ ،‬فؽؿا َّ‬
‫أن الؿجامع قد اكتفؽ حرمة الققم فؽذا‬ ‫جامعة‪ ،‬قالقا َّ‬
‫مـ تعؿد إكؾ أوالشرب قد اكتفؽ حرمة الققم‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة والحـابؾة إلك ّ‬
‫أن الؽػارة ٓ تجب بإكؾ والشرب وإكؿا بالجؿاع‪ ،‬واختؾػت‬
‫الرواية طـ اإلمام أحؿد يف تعؿد اإلكزال بغقر إيالج‪ ،‬هؾ يقجب الؽػارة أو ٓ يقجب الؽػارة؟ واستدلقا‬
‫« َّ‬
‫أن‬ ‫أن الرجؾ قد أفطر بالجؿاع فب ّقـ ّ‬
‫أن مؼصقد الراوي بؼقلف‪:‬‬ ‫الؿ َػ َسرة فقفا‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫بلن الروايات الصحقحة ُ‬
‫الرجؾ أفطر» أكف قد أفطر بالجؿاع‪ ،‬فبطؾ استدٓلفؿ بنصالق الحديث‪َّ ،‬‬
‫ٕن الرواية الؿػسرة تؼضل طؾك‬
‫إن الؼقاس غقر صحقح‪َّ ،‬‬
‫ٕن‬ ‫أن الرجؾ أفطر بالجؿاع‪ ،‬وأما الؼقاس فؼالقا‪َّ :‬‬
‫الرواية الؿطؾؼة‪ ،‬فدل طؾك ّ‬
‫العؾة غقر صحقحة فؾقست العؾة يف وجقب الؽػارة يف الجؿاع [هل] إكتفاك حرمة الققم‪ ،‬ما الدلقؾ طؾك‬
‫هذ؟ الدلقؾ َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬مـ استؼاا طؿدا فؾقؼ ل » ولؿ يقجب طؾقف كػارة مع أكف اكتفؽ حرمة‬
‫الققم‪ ،‬فؾؿا استؼاء وصؾب الؼقئ ‪-‬كؿا سقلتقـا‪ -‬قد اكتفؽ حرمة الققم ولؿ يقجب طؾقف الـبل ﷺ الؽػارة‬
‫فدل ذلؽ طؾك َّ‬
‫أن العؾة لقست اكتفاك حرمة الققم‪ ،‬وإكؿا اكتفاك حرمة الققم‬ ‫وإكؿا أوجب طؾقف الؼضاء ّ‬
‫بالجؿاع خاصة فال يصح الؼقاس‪ ،‬أيضا قالقا‪ :‬إصؾ براءة الذمة فال يجقز الـؼؾ طـ إصؾ إلك بدلقؾ‬
‫وٓ دلقؾ‪ ،‬وهذا هق الراجح أكف ٓ يقجب الؽ ّػارة الؿغؾظة إلك الجؿاع يف هنار رمضان‪ ،‬أما الجؿاع يف غقر‬
‫هنار رمضان فال يقجب بالؽػارة‪ ،‬ولق كان يف صقام واجب‪ ،‬وإكؾ والشرب طؿدا يف رمضان ٓ يقجب‬
‫الؽػارة وإكؿا يقجب الؼضاء طؾك اللحقح‪.‬‬
‫[مـ جامع يف كفار رم ان كاسقا؟]‬
‫أن مـ تعؿد الجؿاع يف هنار رمضان يجب طؾقف الؽػارة الؿغؾظة‪َّ ،‬‬
‫ٕن الحؽؿة‬ ‫الؿسللة الثالثة‪ :‬طؾؿـا َّ‬
‫تؼتضل هذا‪ ،‬فقف قاطدة طـد أهؾ العؾؿ ‪-‬يا إخقة‪ -‬يؼقلقن‪ :‬كؾؿا طظؿ داطقة الفقى إلك أمر‪ ،‬غؾظ فقف‬
‫فؾؿا كاكت الشفقة قد تدطقا إلك الجؿاع يف هنار رمضان ُغؾظ بالؽػارة فنذا أراد أن يجامع تذكر‬
‫الشرع‪ّ .‬‬
‫–صقب‪ -‬مـ جامع يف هنار‬ ‫الؽ ّػارة وأكف سقؾزمف كذا وكذا فسقجزره هذا طـ اإلقدام طؾك هذا الذكب‬
‫رمضان كاسقا؟ ما الذي يجب طؾقف‪ ،‬كسل أكف صائؿ يف هنار رمضان فجامع حال كقكف كاسقا‪ ،‬هـا اختؾػ‬
‫العؾؿاء‪:‬‬
‫فذهب الحـػقة والشافعقة واإلمام أحؿد يف رواية أكف ٓ شقئ طؾقف‪ ٓ ،‬قضاء وٓ كػارة‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا‪:‬‬
‫ٕن اهلل طز وجؾ قال يف دطاء الؿممـقـ الؿبارك يف آخر سقرة البؼرة‪َ ﴿ :‬أرَّمب َأن َأ ُث َأ و ۡي َأ ٓا إن َّم َأن ٓا َأ ۡي‬ ‫َّ‬
‫ِت‬ ‫ِت‬ ‫ِت‬
‫َأ ۡي َأ ۡي َأ‬
‫«قد‬ ‫﴾‪ .‬قال اهلل‪« :‬كعؿ»‪ ،‬كؿا أخرب بذلؽ الـبل ﷺ كؿا يف صحقح مسؾؿ‪ ،‬ويف رواية قال اهلل‪:‬‬
‫فعؾت» ومعـك ذلؽ ّ‬
‫أن اهلل ٓ يماخذ الؿممـقـ حال الـسقان‪ ،‬وهذا كاسل فال يماخذه اهلل‪.‬‬
‫وذهب الؿالؽقة إلك َّ‬
‫أن طؾقف الؼضاء دون الؽػارة‪ ،‬قالقا‪ٕ :‬ن الؽػارة مـ أجؾ اإلثؿ والـاسل ٓ إثؿ‬
‫طؾقف فال يحتاج إلك كػارة‪ ،‬وأما الؼضاء فألن حؼقؼة الصقم قد ذهبت فؿا دام أكف جامع فؼد ذهبت حؼقؼة‬
‫الصقم‪ ،‬كقػ؟ يؼقلقن ألقس الصقم اإلمساك طـ إكؾ والشرب والشفقة يف وقت الصقم؟ كؼقل‪ :‬بؾك‪.‬‬
‫يؼقلقن‪ :‬هذ لؿ يؿسؽ طـ الشفقة‪ .‬فذهبت حؼقؼة الصقم‪ ،‬فقجب طؾقف الؼضاء‪.‬‬
‫وذهب الحـابؾة يف الؿذهب إلك َّ‬
‫أن طؾقف الؼضاء والؽػارة‪ ،‬طؾقف أن يؼضل وطؾقف الؽػارة وإن كان‬
‫كاسقا؟ لؿاذا يا معاشر الحـابؾة؟ لؿاذا تغؾظقن طؾقف وهق كاسل؟ قالقا‪َّ :‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ لؿ يستػصؾ‪ ،‬هذا‬
‫الذي جاء وقال إكف وا َق َع أهؾف‪ ،‬لؿ يؼؾ لف الـبل ﷺ هؾ كـت كاسقا أو طامدا؟ وتؼدمت معـا الؼاطدة‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫ترك آستػصال يف مؼام اإلحتؿال يـزل مـزلة العؿقم يف الؿؼال‪ .‬قالقا‪ :‬فؾؿا كان إمر محتؿال ّ‬
‫أن هذا‬
‫الرجؾ قد جامع طامدا أو جامع كاسقا ولؿ يستػصؾف الـبل ﷺ طؾؿـا طؿقم ذلؽ‪ ،‬ومـ وجف آخر قالقا‪:‬‬
‫ٕن الـسقان هـا كادر‪ ،‬يؿؽـ أن يـسك يف إكؾ يؿؽـ أن يـسك يف الشرب لؽـ أن يـسك يف الجؿاع أمر‬
‫كادر وبعقد‪ ،‬وبالتالل قالقا‪ :‬كؾزمف بالؼضاء والؽػارة‪ ،‬وأكا أمقؾ إلك الؼقل إول وهق أكف لقس طؾقف شقئ‪،‬‬
‫لؽـ إحقط أن يؼ ل‪.‬‬
‫جامعة؟]‬
‫الؿ َ‬
‫[محؽؿ الؿرأة ُ‬
‫الؿجا َمعة‬
‫الؿجا َمعة؟ ٓ تخؾقا الؿرأة ُ‬
‫الؿجامع فؿا حؽؿ الؿرأة ُ‬
‫والؿسللة الرابعة هـا‪ :‬إذا طرفـا حؽؿ ُ‬
‫مـ حالقـ‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن ٓ تؽقن مؽرهة بؾ تؽقن مطاوطة لف‪ ،‬وهـا يػسد صقمفا بنجؿاع العؾؿاء ٕهنا يف‬
‫هذه الحال متعؿدة‪ ،‬وأما الؽػارة فؼد اختؾػ العؾؿاء فقفا‪:‬‬
‫أن طؾقفا الؽػارة ٕن سبب الؽػارة قد ُوجد مـفا‪ ،‬وهق فعؾ الجؿاع طؿدا‬
‫يف هنار رمضان‪.‬‬
‫الشافعل يف ققل واإلمام أحؿد يف رواية إلك أكف ٓ كػارة طؾقفا‪ ،‬طؾقفا الؼضاء فؼط‪ ،‬صقب‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬وذهب‬
‫لؿاذا؟ قالقا ٕن الـبل ﷺ يف هذه الؼصة لؿ يلمر الؿرأة بشقئ ولؿ يؼؾ لؾرجؾ‪ :‬قؾ لؿرأتؽ أن‬
‫تؽ ّػر‪ ،‬فدل هذا طؾك أهنا ٓ تؽ ّػر‪.‬‬
‫َّ‬
‫وٕن‬ ‫‪ -‬والراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪َّ -‬‬
‫أن طؾقفا الؽػارة‪ٕ ،‬ن الجؿاع الؿقجب لؾؽػارة قد وجد مـفا‪،‬‬
‫ب طؾقفا الحدّ مع ّ‬
‫أن الحدّ ُيدرأ بالشبفة فؿـ باب‬ ‫لق َج َ‬
‫الؿرأة ‪-‬والعقاذ باهلل‪ -‬لق صاوطت يف الزكا َ‬
‫أولك طؾقفا الؽػارة‪ ،‬وأما كقن الـبل ﷺ لؿ يلمره بلن يلمرها بالؽػارة فؼد أجقب طـف بلجقبة‬
‫مـفا‪:‬‬
‫‪ o‬أكف قد ُطؾؿ بجقابف لؾرجؾ ما يجب طؾك الؿرأة‪ ،‬وحذف ما يعؾؿ جائز‪ ،‬فقؼقلقن هـا ُطؾؿ‬
‫حؽؿ الؿرأة بجقاب الـبل ﷺ لؾرجؾ فقؽػل هذا‪.‬‬
‫‪ o‬وقال بعض أهؾ العؾؿ َّ‬
‫ٕن حؽؿ الـبل ﷺ كان مبـقا طؾك إقرار الرجؾ‪ ،‬واإلقرار حجة‬
‫قاصرة ٓ يتعدى إلك غقر الؿؼر‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن تؽقن [الؿرأة] مؽرهة طؾك الجؿاع‪ ،‬بلمر ُتفدد بف تخاف مـف‪ ،‬كلن يفددها بضرب ٓ‬
‫تطقؼف أو يفددها بالطالق‪ ،‬وهل يتخاف الطالق‪ ،‬أو كحق ذلؽ‪ ،‬وهـا اختؾػ العؾؿاء يف وجقب الؼضاء‬
‫طؾقفا‪:‬‬
‫أن طؾقفا الؼضاء لقجقد الؿػطر وهق الجؿاع‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب الشافعقة إلك َّ‬
‫أن اإلكراه إذا كان بؿجرد وطقد بالؾسان فعؾقفا الؼضاء‪ ،‬أما إذا كان باإللجاء‪،‬‬
‫ضرهبا أو ربطفا أو كحق ذلؽ فؾقس طؾقفا الؼضاء‪ ،‬وققل الشافعقة ققل وجقف يتػؼ مع ققاطد‬
‫َأ ُث َأ ِّص ُث َّم ُث َأ ۡي ً َّم ُث ۡي َأ َأ َأ َأ َأ َأ َأ َأ ۡي َأ َأ َأ ۡي َأ َأ ۡي َأ ۡي‬
‫َأ َأ ﴾‪ ،‬فنن كاكت الؿرأة‬ ‫ع يه‬ ‫ٱ‬ ‫الشريعة‪ِ ﴿ ،‬ت ٱ ف ِتإ‬
‫مؾجلة حتك ذهبت استطاطتفا فال شقئ طقؾفا‪ ،‬أما إذا كاكت لفا اختقار ولؽـ ُوجد اإلكراه فال إثؿ‬
‫طؾقفا ولؽـ طؾقفا الؼضاء‪ .‬وأما الؽػارة‪:‬‬
‫‪ o‬فذهب الجؿفقر إلك أكف ٓ كػارة طؾقفا مادام أهنا مؽرهة‪.‬‬
‫‪ o‬وذهب الؿالؽقة إلك َّ‬
‫أن طؾقفا الؽػارة إلك أهنا تجب طؾك الرجؾ الذي أكرهفا‪ ،‬فؿـ وصل‬
‫امرأتف مؽرها لفا يف هنار رمضان فنكف تجب طؾقف كػارتان كػارة لػعؾف وكػارو إلكراهف‬
‫لفا‪ ،‬فتؾزمف كػارتان وإقرب ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أهنا ٓ تؾزمفا الؽػارة‪.‬‬
‫[هؾ الؽػارة طؾك سبقؾ التر قب؟ أو طؾك سبقؾ التخققر؟]‬
‫والؿسللة الخامسة‪ :‬هؾ الؽػارة طؾك سبقؾ الرتتقب؟ أو طؾك سبقؾ التخققر؟‬
‫طـد الؿالؽقة وأحؿد يف رواية [أهنا] طؾك سبقؾ التخققر‪ ،‬ففق مخقر بقـ أن يعتؼ رقبة أو يصقم شفريـ‬
‫متتابعقـ أو يطعؿ ستقـ مسؽقـا‪ ،‬والدلقؾ الحديث إول الذي ذكره اإلمام مالؽ وفقف التخققر بـ"أو" ‪.‬‬
‫وذهب الجؿفقر إلك أن الؽػارة طؾك سبقؾ الرتتقب‪ :‬طتؼ رقبة فنن طجز طـفا يصقم شفريـ متتابعقـ‬
‫فنن طجز طـ ذلؽ يطعؿ ستقـ مسؽقـ وهذا هق الراجح‪ٕ ،‬ن الروايات الصحقحة الؿػصؾة الؿ َّػ َسرة فقفا‬
‫الرتتقب‪.‬‬
‫[لق كػر باإلصعام‪ ،‬هؾ يجقز لف أن يع ل الؽػارة ٕهؾ بقتف إن كان فؼقرا؟]‬
‫والؿسللة السادسة‪ :‬لق كػر باإلصعام‪ ،‬هؾ يعطل الؽػارة ٕهؾ بقتف؟ هؾ يعطل الؽػارة لزوجتف‬
‫وأوٓده إن كان فؼقرا وكاكقا فؼراء أو ٓ يجقز هذا؟ اختؾػ أهؾ العؾؿ يف هذا‪:‬‬
‫فؼال الشافعقة يف وجف طـدهؿ يجقز صرف كػارة الجؿاع خاصة إلك زوجة الؿؽػر وأوٓده إذا كاكقا‬
‫أن لف أن يعطل الؽػارة‬ ‫فنن الـبل ﷺ أططاه ِ‬
‫الؿؽتؾ فدل ذلؽ طؾك َّ‬ ‫فؼراء‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا لفذا الحديث‪َّ :‬‬
‫ٕهؾف وأوٓده‪.‬‬
‫وذهب الجؿاهقر وهق الؿعتؿد طـد الؿذاهب إربعة إلك َّ‬
‫أن الؽػارة ٓ تصرف لألهؾ وإوٓد‪.‬‬
‫وهذا هق الراجح ‪ ،‬أما هذا‬ ‫وقد وقع اإلجؿاع طؾك ذلؽ يف غقر كػارة الجؿاع فتؼاس طؾك هذا‪،‬‬
‫الحديث الذي معـا فلمر الـبل ﷺ لف بنصعام أهؾف لقس طؾك سبقؾ الؽػارة وإكؿا مـ باب تؼديؿ إهؿ يف‬
‫اإلكػاق‪َّ ،‬‬
‫ٕن أهؾف أفؼر مـ يف الؿديـة طؾك خربه‪ ،‬فؼدّ م الـبل ﷺ إهؿ وهق حاجة أهؾف‪ ،‬ويف هذا دلقؾ‬
‫طؾك أمر فؼفل وهق َّ‬
‫أن اإلصعام ٓ يجب إٓ إذا كان اإلكسان يجد ما يزيد طـ حاجة أهؾف‪ ،‬فؾق كان طـد‬
‫اإلكسان صعام‪ ،‬لؽـ هذا الطعام ٕهؾف‪ ،‬فنكف ٓ يجب طؾقف أن يخرج الؽػارة‪.‬‬
‫[مـ طجز طـ لدية الؽػاره‪ ،‬هؾ سؼط طـف؟]‬
‫صقب‪ ،‬طـدكا مسللة وهل‪ :‬لق طجز طـ جؿقع الخصال‪ ،‬قؾـا لف‪ :‬أطتؼ رقبة‪ ،‬قال‪ :‬ما أستطقع ما طـدي‪،‬‬
‫قؾـا‪ :‬صؿ شفريـ متتابعقـ‪ ،‬قال‪ :‬ما أستطقع أن أصقم شفريـ متتابعقـ‪ ،‬صقب‪ ،‬أصعؿ ستقـ مسؽقـا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ما أجد‪ ،‬فعجز طـ جؿقع الخصال‪ ،‬فؿا الذي يرتتب طـ ذلؽ؟‬
‫ذهب الحـابؾة والشافعل يف ققل إلك أهنا تسؼط طـف‪ ،‬ما دام أكف طجز طـفا سؼطت طـف‪ ،‬والديؾ َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫الـبل ﷺ لؿ يلمر الرجؾ أن ُيؽ ّػر بعدما قال لف أصعؿف أهؾؽ‪ ،‬قال لف أصعؿف أهؾؽ وسؽت‪ ،‬فؿا أمره أن‬
‫يؽ ّػر‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك َّ‬
‫أن العاجز طـ خصال الؽػارة تسؼط طـف الخصال وٓ يطالب بشقئ‪.‬‬
‫وذهب جؿفقر الػؼفاء إلك أهنا ٓ تسؼط طـف بؾ تبؼك َد ْيـًا يف ذمتف‪ ،‬فؿتك ما استطاع وجب طؾقف ذلؽ‪،‬‬
‫لؿاذا يا جؿفقر؟ قالقا‪َّ :‬‬
‫ٕن هذا هق إصؾ‪ ،‬إصؾ أكف مـ صقلب بشقئ فعجز طـف يبؼك َد ْيـًا يف ذمتف‪،‬‬
‫قالقا‪ :‬ويف الحديث ما يدل طؾك هذا‪ ،‬كقػ؟ قالقا‪ :‬ألؿ يؼؾ الرجؾ يف أول الحديث ٓ أستطقع‪ٓ ،‬‬
‫أستطقع‪ ٓ ،‬أستطقع‪ ،‬فؼال لف الـبل ﷺ‪« :‬اجؾس»‪ ،‬هـا لؿ يستطع فؾق كاكت الؽػارة تسؼط إذا طجز طـ‬
‫لؿا طجز‬
‫جؿقع الخصال لسؼطت طـف‪ ،‬لؽـ لؿا جاء التؿر ماذا قال الـبل ﷺ؟ قال‪ :‬خذه فتصدق بف‪ ،‬إذا ّ‬
‫لؿا جاء التؿر ما قال لف الـبل ﷺ تصدق‪ ،‬فؾؿا قال‬
‫لؿ تسؼط طـف الخصال‪ٕ ،‬هنا لق كاكت سؼطت [فنكف] ّ‬
‫لف الـبل ﷺ تصدق طؾؿـا َّ‬
‫أن مـ طجز خصال الؽػارة تبؼك يف ذمتف إلك أن يجد‪ ،‬فنذا وجد فنكف يجب‬
‫طؾقف أن يؽ ّػر‪ ،‬وهذا هق الراجح فقؿا يظفر لل ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أهنا ٓ تسؼط بؾ تبؼك يف ذمتف‪.‬‬
‫[ما الحؽؿ إذا ؽرر الجؿاع ؟]‬
‫ب طؾقف الؼضاء والؽػارة‪ ،‬صقب إذا‬
‫تبؼك مسللة ما الحؽؿ إذا تؽرر الجؿاع؟ طرفـا أكف إذا جامع َو َج َ‬
‫تؽرر الجؿاع‪ ،‬يؼقل لؽ العؾؿاء هذا لف أحقال ولقس حآ واحدا‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن يجامع يف يقم واحد أكثر مـ مرة‪ ،‬فنن كان لؿ يؽ ّػر قبؾ الجؿاع الثاين فعؾقف كػارة‬
‫واحدة بآتػاق‪[ .‬مثال رجؾ] أغقاه إبؾقس فجامع امرأتف بعد الػجر مـ هنار رمضان ثؿ لؿ يؽػر فجامع‬
‫بعد الظفر يف يقم واحد‪ ،‬اتػؼ العؾؿاء طؾك َّ‬
‫أن طؾقف كػارة واحدة وٓ يؽػر كػارتقـ‪.‬‬
‫أما إن جامع ثؿ كػر ثؿ جامع يف كػس الققم‪ ،‬صقرهتا‪ :‬رجؾ جامع امرأتف بعد الػجر مـ هنار رمضان‬
‫فؾؿا جامع امرأتف كان طـده رقبة فؼال‪ :‬أكت حر‪ ،‬فؽ ّػر بعتؼ الرقبة‪ ،‬فجامع مرة أخرى بعد الظفر بعد أن‬
‫ّ‬
‫ك ّػر ففـا اختؾػ العؾؿاء‪:‬‬
‫‪ -‬فؼال الجؿفقر‪ :‬طؾقف كػارة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬وقال الحـابؾة يؽػر مرة ثاكقة‪.‬‬
‫‪ -‬والراجح ققل الجؿفقر‪َّ ،‬‬
‫ٕن الحرمة لؾققم قد اكتفؽت فال يؾزمف أن يؽػر مرة ثاكقة‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يجامع يف يقم ثؿ يؽرر الجؿاع يف يقم آخر‪ ،‬ففـا إن كان ك ّػر طـ الققم إول قبؾ أن‬
‫يجامع يف الققم الثاين فنن طؾقف كػارة جديدة باتػاق العؾؿاء‪[ ،‬مثال] رجؾ جامع يف الققم الثاين مـ رمضان‬
‫وأطتؼ رقبة ثؿ يف الققم الخامس مـ رمضان جامع يجب طؾقف أن يؽػر باتػاق الػؼفاء مرة ثاكقة‪.‬‬
‫أما إن كان لؿ يؽػر ففـا‪:‬‬
‫‪ -‬يؼقل الحـػقة‪ :‬تتداخؾ الؽػارات وطؾقف كػارة واحدة‪ ،‬لؿاذا يا معاشر الحـػقة؟ قالقا‪ٕ :‬ن‬
‫الحرمة لؾشفر واحدة فعؾقف كػارة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬وطـد الجؿفقر تؾزمف كػارة لؽؾ يقم جامع فقف‪َّ ،‬‬
‫ٕن كؾ يقم لف حرمة وهذا ضاهر جدا فالققم يبدأ‬
‫بالػجر ويـتفل بغروب الشؿس ثؿ يليت يقم جديد يف الصقام فجقب طؾقف أن يؽػر لؽؾ يقم‪.‬‬
‫[مؼدار اإلصعام يف كػارة اللقام‪].‬‬

‫صقب‪ ،‬إذا قؾـا يؽ ّػر باإلصعام فؽؿ ُيخرج؟ اختؾػ فؼفائـا يف هذا‪:‬‬
‫فذهب الحـػقة إلك أكف يطعؿ لؽؾ مسؽقـ كصػ صاع مـ قؿح أو يطعؿ صاطا مـ غقر الؼؿح‬
‫الؿؽتؾ يسع ستقـ صاطا‪ ،‬لؽؾ مسؽقـ صاع‪ ،‬إٓ‬‫كالتؿر‪[ ،‬وذلؽ] لؽؾ مسؽقـ‪ ،‬وأخذوا بلن العرق هذا ِ‬
‫ََ‬
‫«والعرق ستقن صاطا »‪ ،‬وأجقب طـ هذا بلكف‬ ‫إذا كان مـ قؿح‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا‪ٕ :‬كف جاء طـد أبل داود‬
‫أن العرق مـ حقث هق يسع ستقـ صاطا‪ ،‬لؽـ لقس فقف َّ‬
‫أن الذي يف العرق يبؾغ‬ ‫ضعقػ‪ ،‬أو أن الؿؼصقد ّ‬
‫ستقـ صاطا‪ ،‬قالقا أيضا‪ :‬أكف جاء طـد ابـ ماجف‪ّ « :‬‬
‫أن التؽػقر بصاع مـ تؿر فؿـ لؿ يجد فبـصػ صاع مـ‬
‫بر»‪ ،‬لؽـ أجقب طـ هذا بلكف ضعقػ‪ ،‬لؿ يثبت طـ الـبل ﷺ‪.‬‬
‫وذهب الحـابؾة إلك أكف ُيخرج مدا مـ بر أو كصػ صاع مـ غقره‪ ،‬يعـل ربع صاع مـ الرب أو كصػ‬
‫صاع مـ غقره‪ ،‬لؿا رواه أحؿد َّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬فنن ُمدَ ْي شعقر مؽان مد بر » وقد راجعت الؿسـد ولؿ‬
‫أقػ طؾقف يف الؿسـد‪ ،‬ولؽـ السـد الذي ذكروه يف كتبفؿ ضعقػ‪ ،‬هؿ يؼقلقن رواه اإلمام أحؿد وذكروا‬
‫اإلسـاد‪ ،‬بحثت طـ هذا يف الؿسـد ما وجدتف لؽـ السـد الذي ذكروه ضعقػ فقؽقن هذا الحديث‬
‫ضعقػ‪.‬‬
‫وذهب الؿالؽقة والشافعقة إلك أكف يخرج لؽؾ مسؽقـ ربع صاع‪ ،‬مـ تؿر أو قؿح أو بر‪ ،‬مـ أي‬
‫صـػ‪ ،‬لؿا ورد طـد أبل داود‪« :‬العرق ِزكبقؾ يلخذ خؿسة طشر صاطا » وقد صحح إلباين هذا‪ .‬وسقليت‬
‫‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬مسللة التتابع يف صقام شفريـ متتابعقـ سقليت ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬ما الذي يؼطعفا وما الذي ٓ‬
‫يؼطعفا‪.‬‬
‫[ما الذي يؾزم الذي أف ر يف ق اا رم ان؟]‬
‫بؼل ما أشار إلقف اإلمام مالؽ ‪ $‬وهق ما الذي يؾزم الذي أفطر يف قضاء رمضان؟ لقس يف رمضان‬
‫وإكؿا يف قضاء رمضان‪.‬‬
‫وقد إتػؼ الػؼفاء طؾك َّ‬
‫أن مـ شرع يف صقام يقم قضاء وجب طؾقف أن ُيتؿ ذلؽ الققم‪ ،‬صبعا الدخقل‬
‫يف الؼضاء باإلختقار تصقم غدا أو ما تصقم غدا هذا يعقد ٓختقارك لؽـ إذا شرطت يف الؼضاء وجب‬
‫طؾقؽ أن تتؿف وٓ يجقز لؽ أن ُتػطر إٓ مـ طذر شرطل‪ ،‬فنن أفطر فنكف يؾزمف الؼضاء باتػاق العؾؿاء‪،‬‬
‫لؽـ كؿ يؼضل؟ [مثال] أكا طؾل يقم واحد أفطرتف مـ رمضان يجب طؾل أن أقضل يقما واحدا‪ ،‬صقب‬
‫شرطت يف الؼضاء فلفطرت ما الذي يجب طؾل؟ الجؿفقر يؼقلقن يجب طؾل يقم واحد الذي هق‬
‫إصؾ‪ ،‬ما يف شقئ جديد‪ ،‬يجب طؾل أن أقضل هذا الققم‪.‬‬
‫وذهب بعض الؿالؽقة إلك أكف يؼضل يقمقـ‪ ،‬كقػ يؼضل يقمقـ؟ يؼقلقن‪ :‬إول بلصؾ الؼضاء‬
‫الذي مـ رمضان‪ ،‬والثاين ٕكف أفطر يف الؼضاء الذي يجب أن يتؿف فقجب طؾقف أن يؼضقف‪ ،‬فلصبح يجب‬
‫طؾقف أن يصقم يقمقـ‪ ،‬صقب‪ ،‬لق فرضـا أكف شرع يف الؼضاء فلفطر تصبح ثالثة أيام‪ ،‬لؽـ هذا مرجقح ٓ‬
‫دلقؾ طؾقف ٓ مـ أثر وٓ مـ صحقح كظر‪.‬‬
‫فاللحقح يجب طؾقف قضاء يقم واحد وهق إصؾ‪.‬‬
‫[إذا جامع يف الؼ اا‪ ،‬ففؾ طؾقف كػارة ؟]‬
‫صقب إذا جامع يف الؼضاء‪ ،‬وهق صائؿ يف الؼضاء فجامع امرأتف‪ ،‬ففؾ طؾقف كػارة؟‬
‫جؿاهقر العؾؿاء طؾك أكف ٓ كػارة طؾقف‪ٕ ،‬ن الؽػارة إكؿا جاءت يف رمضان لحرمة الزمان‪.‬‬
‫وذهب َقتادة إلك َّ‬
‫أن طؾقف الؽػارة لؽـ هذا الؼقل ضعقػ ٓ ُيعقل طؾقف وٓ ُيؾتػت إلقف‪ ،‬فنكؿا طؾقف أن‬
‫يؼضل فؼط‪ ،‬أما الؽػارة فال شقئ طؾقف‪ ،‬صبعا طؾقف أن يستغػراهلل‪ ،‬مع الؼضاء وأن يتقب إلك اهلل سبحاكف‬
‫وتعالك‪.‬‬
‫اللائِ ِؿ‬ ‫ِ‬

‫ح َج َام ُة َّ‬
‫الح ْج ِؿ وهق الؿص‪ ،‬يؼال َح َج َؿ الصبل الثدي أي مص ثدي أمف‪،‬‬
‫الحجامة يا إخقة أصؾفا مـ َ‬
‫والحجامة هل الؿداواة بنخراج الدم مـ الجؾد‪ ،‬اكتبفقا‪ ،‬هذه حجامة‪ ،‬إذا كان الدم يخرج مـ ِ‬
‫الجؾد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تحدث جروح أو شؼقق يف الجؾد ويؿص الدم الػاسد ففذه حجامة‪ ،‬أما إذا كان مـ ِ‬
‫العرق ففذا فصد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يسؿك فصدا‪ ،‬والؽالم هـا طـ الحجامة الذي هق إخراج الدم مـ الجؾد‪ُ ،‬يخرج الدم الػاسد مـ الجؾد‬
‫بلن ُيشؼ الجؾد بجروح سطحقة ثؿ ُيؿص هذا الدم بآلة أو كحقها‪.‬‬
‫ففؾ لؾصائؿ أن يحتجؿ؟ وإذا احتجؿ الصائؿ فؿا الذي يرتتب طؾقف؟ ففذا الذي طؼد اإلمام مالؽ‬
‫هذا الػصؾ لف‪.‬‬
‫َج ُؿ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪َ .‬ق َال‪ُ :‬ث َّؿ ََر َك ذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ؽ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ كَافِعٍ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهلل ْب ِـ ُط َؿ َر َأ َّك ُف ك َ‬
‫َان َي ْحت ِ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َج ْؿ‪َ ،‬حتَّك ُي ْػ ِ َر‪.‬‬
‫َان إِ َذا َصا َم‪َ ،‬ل ْؿ َي ْحت ِ‬
‫َب ْعدُ ‪َ .‬فؽ َ‬
‫هذا الحديث واضح الصحة بلصح إسـاد ّ‬
‫أن ابـ طؿر ﭭ كان يحتجؿ وهق صائؿ ثؿ ترك ذلؽ‬
‫بعد‪ ،‬لؿاذا ترك ذلؽ بعد؟ هؾ َّ‬
‫ٕن الحجامة أصبحت تضعػف؟ أو ٕكف طؾؿ أن الصائؿ مـفل طـ‬
‫الحجامة؟ إمر محتؿؾ‪ ،‬فؽان إذا صام لؿ يحتجؿ حتك يػطر‪.‬‬
‫ان‬ ‫اص و َط ْبدَ اهللِ ْب َـ ُط َؿ َر‪ ،‬كَاكَا َي ْحت ِ‬

‫َج َؿ ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬
‫اب َأ َّن َس ْعدَ ْب َـ َأبِل َو َّق ٍ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ان‪.‬‬‫َو ُه َؿا َصائِ َؿ ِ‬
‫وهذا إثر رواه طبد الرزاق أيضا وهق ضعقػ ٓكؼطاطف‪ ،‬فػل إسـاده إكؼطاع‪.‬‬
‫َج ُؿ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪ُ ،‬ث َّؿ َٓ ُي ْػ ِ ُر‪َ .‬و َما‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ ِه َشا ِم ْب ِـ ُط ْر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف َأ َّك ُف ك َ‬
‫َان َي ْحت ِ‬ ‫َحدَ َ‬
‫احت ََج َؿ َق ُّط‪ ،‬إَِّٓ َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪.‬‬
‫َر َأ ْي ُت ُف ْ‬
‫وهذا إثر رواه طبد الرزاق وإسـاده صحقح‪ ،‬وطروة بـ الزبقر ﭬ كان مـ الؿؽثريـ لؾصقام‬
‫ولذلؽ كاكت حجامتف تؽقن وهق صائؿ‪ ،‬فؽان يحتجؿ ثؿ ٓ يػطر‪ ،‬فدل هذا طؾك أكف كان يرى ّ‬
‫أن‬
‫الحجامة ٓ تػطر الصائؿ‪.‬‬
‫ػ‪َ .‬و َل ْقَٓ ذلِ َ‬

‫ؽ َل ْؿ ُ ؽ َْر ْه‪.‬‬ ‫ح َج َام ُف‪ ،‬إَِّٓ َخ ْش َق ًة َأ ْن َي ْ ُع َ‬ ‫ؽ‪ ُ َٓ :‬ؽْره لِؾلائِ ِؿ ا ْل ِ‬
‫َ ُ َّ‬ ‫َقال َيح َقك قال َق َال َمالِ ٌ‬
‫ؽ‬‫اا لِذلِ َ‬ ‫ان‪ُ .‬ثؿ س ِؾؿ ِمـ َأ ْن ي ْػ ِر‪َ .‬لؿ َأر ط َؾق ِف َشق ك‪ .‬و َلؿ آمره بِا ْل َؼ َ ِ‬
‫احت ََج َؿ فل َر َم َ َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ ُ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َو َل ْق َأ َّن َر ُجالً ْ‬
‫احت ََج َؿ َو َس ِؾ َؿ ِم ْـ‬ ‫حجام َة إِكَّؿا ُ ؽْره لِ ِ ِ ِ‬
‫ؾلائ ِؿ ل َؿ ْق ِع ال َّت ْغرِيرِ بِ ِّص‬
‫الل َقا ِم‪َ .‬ف َؿ ِـ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫احت ََج َؿ فقف‪َّ َٕ .‬ن ا ْل َ َ َ َ ُ َّ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َق ْق ِم ا َّلذي ْ‬
‫َأ ْن ُي ْػ ِ َر‪َ ،‬حتَّك ُي ْؿ ِس َل‪َ .‬فالَ َأ َرى َط َؾ ْق ِف َش ْق ك‪َ .‬و َل ْق َس َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا ذلِ َ‬
‫ؽ ا ْل َق ْق ِم‪.‬‬
‫يعـل يؼقل اإلمام مالؽ إكؿا كره مـ كره مـ السؾػ وما جاء يف أثار الحجامة لؾصائؿ إكؿا كان‬
‫ٕن الحجامة ُتضعػ الصائؿ‪ ،‬فنن سؾؿ هذا فال كراهة‪.‬‬
‫ذلؽ َّ‬
‫[هؾ الحجامة ُمػ رة ؟]‬
‫ومسللة الحجامة لؾصائؿ قد اختؾػ فقفا العؾؿاء اختالفا طريضا‪ ،‬وهذه الؿسللة مـ أصعب الؿسائؾ‬
‫يف قضايا الصقم‪ .‬هؾ الحجامة ُتػطر الصائؿ؟‬
‫جؿفقر العؾؿاء الحـػقة والؿالؽقة والشافعقة إلك َّ‬
‫أن الحجامة ٓ تػسدا الصقم ولؽـفا مؽروهة‬
‫لؾصائؿ‪ ،‬لؿاذا هل مؽروه؟ قالقا‪ٕ :‬هنا قد تضعػف‪ ،‬فؼالقا‪ :‬إحب إلقـا أن ٓ يحتجؿ وهق صائؿ‪ ،‬فنن‬
‫إحتجؿ وهق صائؿ لؿ يبطؾ صقمف واستدلقا بلدلة‪:‬‬
‫إول‪ :‬ما ثبت يف الصحقحقـ‪َّ :‬‬
‫أن الـبل ﷺ احتجؿ وهق صائؿ‪ ،‬ولؿ ُيـؼؾ طـف أكف أفطر ﷺ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ما جاء طـ أكس ﭬ‪« :‬أكف ُسئؾ فؼقؾ أكـتؿ تؽرهقن الحجامة لؾصائؿ‪- ،‬أكـتؿ يعـل يا معاشر‬
‫الصحابة يف زمـ الـبل ﷺ‪ -‬قال‪ ،ٓ :‬إٓ مـ أجؾ الضعػ»‪ ،‬وزاد بعض الرواة‪« :‬أكف ُسئؾ أكـتؿ تؽرهقن‬
‫الحجامة لؾصائؿ طؾك طفد الـبل ﷺ فؼال‪ » ٓ :‬وإثر طـد البخاري يف الصحقح‪ .‬فؼالقا‪ :‬فدل ذلؽ طؾك‬
‫أن الصحابة يف زمـ الـبل ﷺ لؿ يؽقكقا يؽرهقن الحجامة لؾصائؿ إٓ مـ أجؾ َّ‬
‫أن الحجامة تضعػ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فنذا سؾؿ مـ الضعػ فال حرج‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أثار الصحقحة طـ بعض الصحابة [أهنؿ] كاكقا يحتجؿقن حالة كقهنؿ صائؿقـ‪.‬‬
‫أن الحجامة تػطر الصائؿ‪َّ ،‬‬
‫وأن مـ احتجؿ‬ ‫وذهب الحـابؾة يف الؿذهب ووافؼفؿ بعض الشافعقة إلك ّ‬
‫«أف ر الحاجؿ والؿحجقم‪ » .‬والحديث رواه‬ ‫أفطر واستدلقا بالحديث الؿشفقر مـ ققل الـبل ﷺ‪:‬‬
‫أحؿد وأبق داود وابـ ماجف والـسائل يف الؽربى وصححف البخاري وأحؿد والـقوي وابـ الؼقؿ‬
‫وإلباين‪ .‬فالحديث صحقح ففـا طـدكا تعارض أمران فعؾ الـبل ﷺ حقث احتجؿ وهق صائؿ وققلف‬
‫ﷺ‪« :‬أفطر الحاجؿ والؿحجقم » فؼال الحـابؾة‪ :‬كرجح حديث‪« :‬أفطر الحاجؿ والؿحجقم‪، » .‬صقب‪،‬‬
‫كقػ؟ قالقا‪ٕ :‬ن «أفطر الحاجؿ والؿحجقم » كاقؾ طـ إصؾ‪ ،‬والـاقؾ طـ إصؾ مؼدم طؾك الؿثبت‬
‫الؿبؼل طؾك إصؾ‪ ،‬يؼقلقن لـا‪ :‬ما هق إصؾ؟ هؾ إصؾ هق براءة الذمة أو إصؾ الػطر؟ كؼقل‪:‬‬
‫ُ‬
‫«أفطر الحاجؿ‬ ‫إصؾ براءة الذمة‪ .‬يؼقلقن‪ :‬إذا إصؾ يف الحجامة أهنا ٓ تػطر‪ ،‬جقد‪ ،‬جاءكا حديث‪:‬‬
‫والؿحجقم» كؼؾـا مـ إصؾ‪ ،‬وحديث َّ‬
‫أن الـبل ﷺ احتجؿ وهقصائؿ مبؼل طؾك إصؾ‪ ،‬والـاقؾ طـ‬
‫إصؾ مؼدم‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا ٕن فقف زيادة طؾؿ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪--------‬‬
‫كعقد إلك لؿسللة التل تققػـا يف أثـاء بحثفا طـد إذان أٓ وهل مسللة الحجامة حقث بقـا ّ‬
‫أن جؿفقر‬
‫أن الحجامة ٓ تػطر الصائؿ‪ّ ،‬‬
‫وأن مـ احتجؿ وهق صائؿ‬ ‫الػؼفاء مـ الحـػقة والؿالؽقة والشافعقة يرون ّ‬
‫فصقمف صحقح‪ ،‬لؽـ إحب إلقفؿ أن ٓ يحتجؿ الصائؿ‪ ،‬وذكركا أدلتفؿ وذكركا ّ‬
‫أن مذهب الحـابؾة‬
‫أن الحجامة ُتػطر الصائؿ واستدلقا بؼقل الـبل ﷺ‪« :‬أفطر الحاجؿ‬
‫ووافؼفؿ بعض الشافعقة طؾك ّ‬
‫والؿحجقم» قالقا‪ :‬هذا كص صريح مـ الـبل ﷺ يف ّ‬
‫أن الؿحتجؿ ُيػطر بالحجامة وكذلؽ الحاجؿ‪،‬‬
‫ورجحقا هذا الحديث طؾك فعؾ الـبل ﷺ مـ كقكف احتجؿ وهق صائؿ‪ ،‬قالقا‪ٕ :‬ن الػعؾ مقافؼ لألصؾ‬
‫وهق براءة الذمة‪ ،‬وأفطر الحاجؿ والؿحجقم كاقؾ طـ إصؾ محدث لحؽؿ جديد غقر إصؾ‪ ،‬والـاقؾ‬
‫الؿبؼل طؾك إصؾ فقؼدم طؾقف‪ ،‬لؽـ لؾجؿفقر أن يؼؾبقا طؾقفؿ هذا وأن يؼقل‬
‫طـ إصؾ أققى مـ ُ‬
‫إن إصؾ يف الحجامة أهنا مػطرة ّ‬
‫وأن فعؾ الـبل ﷺ كاقؾ طـ إصؾ فقؼدم‪ ،‬والدلقؾ طؾك‬ ‫الجؿفقر‪ّ :‬‬
‫ذلؽ ما جاء طـد الـسائل وابـ خزيؿة « ّ‬
‫رخص يف الحجامة لؾصائؿ»‪ ،‬وكؾؿة «رخص» تدل‬
‫طؾك الؿـع قبؾ‪ ،‬يعـل ّ‬
‫أن الذي كان يف الحجامة [هق] مـع الحجامة لؾصائؿ‪ ،‬ثؿ ّ‬
‫رخص الـبل ﷺ يف‬
‫الحجامة فالرتخقص ٓ يؽقن إٓ بعد مـع‪ ،‬فإصؾ الؿـع‪ ،‬ثؿ ُرخص‪ ،‬وفعؾ الـبل ﷺ كاقؾ طـ إصؾ‬
‫مقافؼ لؾرتخقص فقؽقن آخر إمريـ‪ ،‬ويدل لذلؽ أيضا دلقؾ خاص‪ ،‬وهق ما رواه الداراقطـل طـ أكس‬
‫أن جعػر بـ أبل صالب ﭬ احتجؿ وهق صائؿ فؿر بف‬
‫ﭬ أكف قال‪ « :‬أول ما كُرهت الحجامة لؾلائؿ ّ‬
‫الـبل ﷺ فؼال‪ :‬أف ر هاذان ‪-‬يعـل الحاجؿ والؿحجقم‪ -‬ثؿ رخص الـبل ﷺ بعد يف الحجامة لؾلائؿ »‬
‫‪ 1‬توقف الشيخ ألنه حان وقت األذان‪.‬‬
‫قال الداراقطـل بعد أن رواه‪ ٓ« :‬أطؾؿ لف ط ّؾة‪ ،‬رواتف كؾفؿ ثؼات»‪ ،‬فالجؿفقر يؼقلقن‪ّ :‬‬
‫إن آخر إمريـ‬
‫طـ رسقل اهلل ﷺ هق اإلذن يف الحجامة لؾصائؿ‪ ،‬والؿـع هق الؿتؼدم‪« ،‬أفطر الحاجؿ والؿحجقم» هذا‬
‫يف أول إمر ثؿ ّ‬
‫رخص الـبل ﷺ يف الحجامة لؾصائؿ‪.‬‬
‫أن ِطؾة التػطقر لؿ تتحرر لؾؼائؾقـ بالتػطقر‪.‬‬
‫ومؿا يضعػ الؼقل مـ أن الحجامة ُتػطر الصائؿ‪ّ :‬‬
‫فؼال بعضفؿ‪ :‬طؾة تػطقر الؿحتجؿ بالحجامة لؾصائؿ الضعػ‪ ،‬فؼالقا‪ّ :‬‬
‫إن الحجامة تضعػف ولذلؽ‬
‫أن هـاك أمقرا كثقرة ُتضعػ الصائؿ ومع ذلؽ ٓ ُيػطر إذا فعؾفا‪،‬‬
‫يػطر‪ ،‬لؽـ هذه العؾة طؾقؾة‪ٕ ،‬كّا كجد ّ‬
‫لق ّ‬
‫أن إكساكا جرى طؾك رجؾقف‪ ،‬يجري طشرة كقؾقمرتات‪ ،‬أٓ يضعػف هذا أكثر مـ الحجامة؟ [بؾك]‬
‫يضعػف‪ ،‬ومع ذلؽ باإلجؿاع ٓ يػطر هبذا‪ ،‬فؾقست العؾة الضعػ‪ ،‬وإٓ كاكت هـاك أمقر أولك مـ‬
‫الحجامة‪ ،‬أٓ ترون ّ‬
‫أن الخ ّباز يخبز الخبز يف هنار رمضان ويؼػ أمام الـار يف شدة الحر وهذا يضعػف ومع‬
‫إن الخباز إذا خبز يف هنار رمضان ُيػطر ٕكف يضعػ‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك ّ‬
‫أن هذه العؾة‬ ‫ذلؽ ٓ يؼقل أحد‪ّ :‬‬
‫لقست صحقحة‪ ،‬وإكؿا كُرهت الحجامة لؾصائؿ ٕهنا ُتضعػف ٓ ٕهنا ُتػطره‪ ،‬فنهنا مؽروهة لقست ُمػطرة‬
‫«أهنؿ كاكقا يؽرهقن الحجامة مـ أجؾ الضعػ »‪ .‬ففذا يدل طؾك ّ‬
‫أن‬ ‫كؿا ثبتت طـ أكس كؿا قؾـا‪:‬‬
‫الضعػ يؼتضل كراهقة الحجامة لؽـف ٓ يؼتضل أهنا ُمػطرة‪ ،‬هب سؾؿـا لؽؿ ّ‬
‫أن طؾة تػطقر الؿحتجؿ أكّف‬
‫يضعػ‪ ،‬صقب‪ ،‬الحاجؿ ٓ يضعػ بالحجامة‪ ،‬والـبل ﷺ قال‪« :‬أفطر الحاجؿ والؿحجقم»‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬إن ط ّؾة تػطقر الحاجؿ أكف ربؿا مص الدم فقصؾ إلك جقفف‪ ،‬قؾـا‪ :‬ما هق‬
‫الحجام –وهق الؿاهر يف الحجامة‪ -‬يؿتص الدّ م حتك يصؾ إلك جقفف أو الغالب‬
‫ّ‬ ‫الغالب؟ هؾ الغالب ّ‬
‫أن‬
‫أن الغالب ما يصؾ إلك جقفف‪[ ،‬الجقاب] ّ‬
‫أن الغالب أكف ما يصؾ إلك جقفف‪ ،‬ففذه العؾة أيضا لقست‬ ‫ّ‬
‫سؾقؿة‪.‬‬
‫وقد جاء طـ اإلمام أحؿد رواية أكف يؼقل‪ّ :‬‬
‫أن الؿسللة تعبدية ما طرفـا طؾتفا‪.‬‬
‫أن الحجامة ٓ ُتػطر الصائؿ‪ ،‬ولؽـ كؿـعفا قبؾ القققع‬
‫ولذلؽ الذي يظفر لل يف مقضقع الحجامة‪ّ ،‬‬
‫–يا إخقة‪ -‬لق‬ ‫خروجا مـ هذا الخالف الؼقي‪ ،‬أما مـ احتجؿ فنكّا ٓ كُػطره وٓ كؾزمف بالؼضاء‪ ،‬يعـل‬
‫جاءكا شخص وقال أكا صائؿ‪ ،‬أريد أن أحتجؿ قؾـا لف ِّص‬
‫أخر الحجامة إلك الؾقؾ كؿا كان ابـ طؿر ﭭ‬
‫يػعؾ يف آخر أمره‪ ٓ ،‬تحتجؿ يف الـفار وأكت صائؿ‪ ،‬لؽـ جاءكا إكسان وقال‪ :‬يا شقخ اكا أن أتقت مـ‬
‫طـد الحجام‪ ،‬تحجؿت‪ ،‬فنكّا كؼقل ّ‬
‫إن صقمؽ صحقح‪ ،‬هذا أرجح أققال أهؾ العؾؿ يف الؿسللة بعد أن‬
‫وقػت كثقرا معفا وبحثتفا صقيال طدة مرات وراجعت كالم أهؾ العؾؿ فقفا وطرضتفا طؾك الؼقاطد‪ٕ ،‬ن‬
‫أن إدلة والؼقاطد تؼتضل الؼقل‪ّ :‬‬
‫إن الحجامة ٓ تػطر‬ ‫الخالف فقفا ققي‪ ،‬فتبقـ لل ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ّ -‬‬
‫الصائؿ‪ ،‬لؽـ يؿـع مـفا قبؾ القققع خروجا مـ هذا الخالف الؼقي‪.‬‬
‫[سحب الدم مـ اإلكسان لؾتبرع أو التحؾقؾ هؾ ُيػ ر اللائؿ؟]‬
‫ترتب طؾك مسللة الحجامة وطؾك طؾة الحجامة طـد الؼائؾقـ بالتػطقر هبا الخالف يف مسائؾ أخرى‬
‫مـفا مسللة تحؾقؾ أو سحب الدم مـ اإلكسان‪ ،‬إكسان تربع بالدم يف هنار رمضان ففؾ يػطر؟‬
‫‪ -‬مـ قال إن الحجامة تػطر الصائؿ والعؾة الضعػ‪ ،‬قال‪ :‬كعؿ يػطر إذا تربع بالدم‪ ،‬ما هل العؾة‬
‫التل اقتضت أن يؾحؼ التربع بالدم بالحجامة؟ قالقا‪ :‬إخراج د ٍم ُيضعػ صاحبف‪ ،‬فقؾحؼ‬
‫بالحجامة لفذه العؾة‪.‬‬
‫‪ -‬ومـ قال‪ّ :‬‬
‫إن العؾة تعبدية‪ ،‬يرى أكّفا ٓ تـتؼؾ إلك غقر الحجامة وبالتالل‪ :‬التربع ٓ ُيػطر الصائؿ‬
‫ٕن الع ّؾة تعبدية‪.‬‬
‫إن الحجامة تػطر الصائؿ ّ‬
‫حتك لق قالقا ّ‬
‫‪ -‬أما التحؾقؾ القسقرأو إخراج الدم القسقر باإلتػاق ٓ ُيػطر الصائؿ‪ ،‬فلخذ شقئ قؾقؾ مـ أجؾ‬
‫ٕن ط ّؾة التػطقر بالحجامة لقس فقف وهق الضعػ‪ ،‬لؽـ طؾك‬
‫التحؾقؾ ٓ يػطر الصائؿ باإلتػاق‪ّ ،‬‬
‫ما رجحـاه كحـ فال إشؽال‪ ،‬كؾ إخراج لؾدم ٓ ُيػطر الصائؿ‪ ،‬سقاء كان بالحجامة أو بالػصد أو‬
‫بالتربع‪ ،‬لؽـ إولك أن ٓ يػعؾ اإلكسان‪ ،‬ولق جاءكا شخص وقال‪ :‬أكا سلتربع بالدم قؾـا اكظر فنن‬
‫كان الؿسللة ضرورية فتربع يف الـفار وٓ حرج‪ ،‬يعـل [مثال] جاري أخل ابـ طؿل سقجري‬
‫طؿقؾة أن وقالقا‪ ٓ :‬بد مـ التربع‪[ ،‬قؾـا لف] تربع وٓ حرج‪ ،‬صقمؽ صحقح‪ ،‬لؽـ إن كان إمر‬
‫واسعا فلخر ذلؽ إلك الؾقؾ‪ ،‬ومـ جاءكا وقد تربع فنكّا كؼقل لف َّ‬
‫إن صقمؽ صحقح وٓ يؾزمؽ‬
‫الؼضاء‪ ،‬هذا أرجح أققال أهؾ العؾؿ يف الؿسللة‪.‬‬
‫قرا َا‬ ‫ِص َقا ُم َي ْق ِم َط ُ‬

‫اش َ‬
‫وهق الراجح ‪ٕ ،‬كف ثبت‬ ‫قرا َء » هق الققم العاشر مـ محرم طـد جؿفقر العؾؿاء‪،‬‬ ‫« ِص َقا ُم َي ْق ِم َط ُ‬
‫اش َ‬
‫بإحاديث َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يصقم العاشر إٓ أن مات‪ ،‬ويف آخر مرة مرة بعد أن صام يف محرم يقم‬
‫ٕصقمـ التاسع » يعـل مع العاشر‪ ،‬فؿات الـبل ﷺ يف ربقع [ إول]‬
‫َّ‬ ‫العاشر قال‪ « :‬إلن طشت إلك قابؾ‬
‫« ّ‬
‫إن القفقد‬ ‫بعد أن قالفا‪ ،‬قالفا الـبل ﷺ بعد أن صام يقم طاشقراء يف محرم‪ ،‬الققم العاشر‪ ،‬فؼقؾ لف‪:‬‬
‫تصقمف‪ ،‬فؼال‪ :‬إلن طشت إلك قابؾ ٕصقم ّـ التاسع »‪ ،‬يعـل مع العاشر‪ ،‬فؿات الـبل ﷺ بعد شفريـ‬
‫تؼريبا مـ هذا‪ ،‬يف شفر ربقع إول‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك َّ‬
‫أن طاشقراء هق الققم العاشر‪ ،‬الـبل ﷺ صام العاشر‬
‫إلك أن مات‪ ،‬وإحاديث يف هذا كثقرة جدا‪ ،‬ولذلؽ الؼقل بلكف الققم التاسع مرجقح والراجح أكف الققم‬
‫العاشر‪.‬‬
‫َان َي ْق ُم‬
‫ت‪ :‬ك َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ ِه َشا ِم ْب ِـ ُط ْر َوةَ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف‪َ ،‬ط ْـ َطائِ َشةَ‪ ،‬ز َْوجِ الـَّبِ ِّصل ﷺ َأك ََّفا َقا َل ْ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل اهللِ‬ ‫قل اهللِ ﷺ يلقمف فِل ا ْلج ِ‬
‫اه ِؾ َّق ِة‪َ .‬ف َؾ َّؿا َق ِد َم َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬ ‫اه ِؾ َّق ِة‪َ .‬وك َ‬
‫َان َر ُس ُ‬ ‫اشقراا يقمك َلقمف ُقري ٌش فِل ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َْ‬ ‫َط ُ َ َ َ ْ‬
‫قرا َا‪َ .‬ف َؿ ْـ َشا َا‬ ‫اش َ‬ ‫َان ُه َق ا ْل َػرِي َ ُة‪َ .‬و ُ رِ َك َي ْق ُم َط ُ‬ ‫ام ِف‪َ .‬ف َؾ َّؿا ُفرِ َ َر َم َ ُ‬
‫ان‪ ،‬ك َ‬ ‫ﷺ ا ْلؿ ِدي َـةَ‪ ،‬صامف‪ ،‬و َأمر بِ ِلق ِ‬
‫َ َ ُ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫َص َام ُف‪َ ،‬و َم ْـ َشا َا ََر َك ُف‪.‬‬
‫خرجف الشقخان يف الصحقحقـ‪َ « :‬أك ََّفا َقا َل ْت‪ :‬ك َ‬

‫َان َي ْق ُم‬ ‫هذا الحديث طـ أمـا طائشة ڤ متػؼ طؾقف‪ّ ،‬‬
‫اهؾِ َّق ِة‪ » .‬فصقام يقم طاشقراء كان معروفا قبؾ اإلسالم‪ ،‬طرفف الـبل‬ ‫اشقراء يقمك َتصقمف ُقري ٌش فِل ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُُ َْ‬ ‫َط ُ َ َ َ ْ‬
‫ﷺ وهق يف مؽة حقث كان ققمف يصقمقن يقم طاشقراء‪ّ ،‬‬
‫ولعؾ هذا قد وصؾ إلقفؿ مـ صريؼ القفقد‪ ،‬فنن‬
‫القفقد كاكقا يصقمقكف‪ ،‬فؾعؾ قريشا أخذوا هذا طـ القفقد‪ ،‬الؿؼصقد أكف كان ُيصام قبؾ اإلسالم‪ ،‬فؽان‬
‫كػار قريش يف الجاهؾقة كاكقا يصقمقن يقم طاشقراء‪ ،‬فؾؿا قدم الـبل ﷺ الؿديـة وجد القفقد يصقمقكف‬
‫كجك اهلل بـل إسرائقؾ مـ طدوهؿ فصامف مقسك فـحـ‬
‫فسللفؿ طـ هذا فؼالقا‪ :‬هذا «يقم صالح‪ ،‬هذا يقم ّ‬
‫»‪ .‬فصامف وأمر بصقامف‪ ،‬ويف رواية طـد‬ ‫«كحـ أحؼ بؿقسك مـؽؿ‬ ‫كصقمف» فؼال الـبل ﷺ‪:‬‬
‫الشقخقـ‪«:‬كحـ أولك بؿقسك مـؽؿ »‪ ،‬وهـا مؾؿح ٓ بد مـ التـبف إلقف –يا إخقة‪ -‬وهق َّ‬
‫أن الـبل ﷺ ما‬
‫أن اهلل كجك فقف مقسك وققمف‪ ،‬وإكؿا صامف ّ‬
‫ٕن مقسك طؾقف السالم صامف‪،‬‬ ‫صام يقم طاشقراء لؾؿـاسبة ّ‬
‫ففق اقتداء وتلسل بـبل‪ ،‬فؾقس ٕحد أن يحتج طؾك الصقام يف الؿـاسبات هبذا ويؼقل الـبل ﷺ صام يقم‬
‫ٕن اهلل كجك مقسك وبـل إسرائقؾ فـحـ كصقم يقم الفجرة كحـ كصقم يقم الؿقلد‪ ،‬كؼقل َّ‬
‫ٕن‬ ‫طاشقراء‪َّ ،‬‬
‫لسقا بؿقسك طؾقف السالم‪ ،‬واقتداءا هبدي كبل‬ ‫الـبل ﷺ ب ّقـ أكف إكؿا صامف ٕكف أولك بؿقسك‪ ،‬فصامف‬
‫طؾقف السالم‪ ،‬وإٓ فؼد قال الـبل ﷺ‪« :‬مـ طؿؾ طؿال لقس طؾقف أمركا ففق رد » مردود طؾك صاحبف‪،‬‬
‫أن الـبل ﷺ ِ‬
‫قدم الؿديـة فقجد القفقد يصقمقن فسللفؿ فصامف ﷺ وأمر بصقامف‪ ،‬فلصبح صقمف‬ ‫الشاهد َّ‬
‫فرضا طـد جؿفقر أهؾ العؾؿ قبؾ أن يػرض شفر رمضان‪ ،‬قالقا َّ‬
‫ٕن الـبل ﷺ صامف وأمر بصقامف‪،‬‬
‫وإصؾ يف إمر القجقب خالػ يف ذلؽ بعض الػؼفاء وقالقا‪ :‬ما كان واجبا قط‪ ،‬لؽـ الجؿفقر‬
‫إن صقمف كان واجبا‪ ،‬فؾؿا ُفرض صقم رمضان كان هق الػريضة‪ ،‬يعـل كان صقام رمضان هق‬
‫يؼقلقن َّ‬
‫الػريضة و ُترك يقم طاشقراء‪ ،‬ما معـك ترك يقم طاشقراء؟ معـاه أكف ُترك فرض صقامف وأصبح صقامف‬
‫مستحبا‪ ،‬وقد أجؿع العؾؿاء طؾك ّ‬
‫أن صقام طاشقراء لقس فرضا بعد فرض صقم رمضان‪ ،‬فبعد فرض‬
‫صقم رمضان أجؿع العؾؿاء طؾك أكف لقس فرضا وإكؿا اختؾػقا قبؾ فرض رمضان هؾ كان مػروضا أو‬
‫كان مستحبا؟ والجؿفقر طؾك أكف كان مػروضا‪ ،‬أما بعد فرض رمضان فؼد أجؿع العؾؿاء طؾك َّ‬
‫أن صقام‬
‫أن صقمف ُترك‪ ،‬لؽـ الصقاب ّ‬
‫أن‬ ‫طاشقراء لقس فرضا‪ ،‬و ُترك يقم طاشقراء‪ ،‬بعض أهؾ العؾؿ ففؿ مـ هذا ّ‬
‫الذي ُترك َّ‬
‫أن كقكف مػروضا وأصبح مستحبا‪ ،‬ويدل لذلؽ‪ « :‬فؿـ شاا صامف ومـ شاا ركف » ففذا يدل‬
‫طؾك أكف لؿ ُيرتك صقامف بالؽؾقة‪ ،‬وإكؿا الذي ترك وجقب صقمف‪ ،‬وهذه الجؿؾة مـ ققل الـبل ﷺ‬
‫«مـ شاا فؾقلؿ ومـ شاا‬ ‫ولقست مـ ققل أمـا طائشة ڤ فؼد روى الشقخان قال رسقل اهلل ﷺ‪:‬‬
‫فؾقػ ر‪ ».‬قال العؾؿاء هذه الجؿؾة تدل طؾك َّ‬
‫أن صقامف أفضؾ مـ ترك صقامف‪ ،‬كقػ؟ والـبل ﷺ قال‪:‬‬
‫لؿا قدَّ م الـبل ﷺ الصقام أشعر َّ‬
‫بلن الصقام‬ ‫سقى بقـفؿا‪ ،‬قالقا‪ّ .ٓ :‬‬
‫«مـ شاا صامف ومـ شاا ركف » فؽلكف ّ‬
‫أفضؾ‪« ،‬فؿـ شاء صامف » فؼدّ م الصقام «ومـ شاء تركف » قالقا‪ :‬ففذا ُمشعر باستحباب الصقم‪ ،‬وٓ شؽ‬
‫َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يعتـل بصقام يقم طاشقراء‪ ،‬يؼقل ابـ طباس ﭭ‪« :‬ما رأيت الـبل ﷺ يتحرى صقام‬
‫فضؾف طؾك غقره إٓ هذا الققم يقم طاشقراء‪ » .‬متػؼ طؾقف‪ .‬بؾ ب ّقـ الـبل ﷺ فضؾف فؼال‪« :‬صقام يقم‬
‫يقم َّ‬
‫طاشقراا أحتسب طؾك اهلل أن يؽػر السـة التل قبؾفا » رواه مسؾؿ‪ .‬وجاء َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يصقمف إلك أن‬
‫مات حتك صامف يف آخر محرم طاشف‪ ،‬ففذا يدل طؾك استؿرار استحابف َّ‬
‫وأن استحبابف لؿ يـؼطع‪ ،‬لؽـ ما‬
‫الذي ُيصام؟ قالقا‪َّ :‬‬
‫إن مراتب صقمف ثالثة‪:‬‬
‫الؿر بة إولك‪ :‬أن يصقم اإلكسان التاسع والعاشر وهذا أفضؾ الؿراتب‪.‬‬
‫الؿر بة الثاكقة‪ :‬أن يصقم العاشر والحادي طشر وهذه الؿرتبة الثاكقة‪.‬‬
‫الؿر بة الثالثة‪ :‬أن يصقم العاشر‪.‬‬
‫أن قال‪« :‬صقمقا يقم طاشقراا وخالػقا القفقد‪ ،‬صقمقا قبؾف يقما أو بعده يقما »‬ ‫وقد جاء َّ‬
‫وروي مقققفا بنسـاد صحقح‪.‬‬
‫رواه أحؿد وابـ خزيؿة لؽـ ضعػ إسـاده إلباين‪ُ .‬‬
‫ففذه الؿراتب الثالثة أولفا أن يصقم التاسع والعاشر‪ ،‬وهذه أفضؾفا‪ ،‬لؿاذا كاكت أفضؾفا؟ َّ‬
‫ٕن الـبل‬
‫ٕصقمـ التاسع » يعـل مع العاشر‪ ،‬ثؿ أن يصقم العاشر والحادي طشر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ﷺ قال‪« :‬إلن طشت إلك قابؾ‬
‫لؿاذا؟ حتك يخالػ القفقد‪ّ ،‬‬
‫فنن القفقد يصقمقن العاشر فؼط‪ ،‬فنذا أضاف الحادي طشر فؼد خالػ‬
‫القفقد‪.‬‬
‫[هؾ يجقز صقام يقم طاشقراا وحده؟]‬
‫ثؿ أن يصقم طاشقراء وحده‪ ،‬هؾ يجقز لإلكسان أن يصقم يقوم طاشقراء وحده؟ الجقاب كعؿ‪ .‬هؾ‬
‫يجقز لإلكسان الققم يف هذا الزمان أن يصقم طاشقراء فؼط؟ الجقاب كعؿ‪ .‬صقب ما الدلقؾ؟ الدلقؾ ّ‬
‫أن‬
‫الـبل ﷺ كان يصقم العاشر إلك أن مات فؿا كان الـبل ﷺ لقؿقت طؾك صقم ُح ِّصرم‪ .‬يعـل لق قؾـا َّ‬
‫أن‬
‫صقم الققم العاشر فؼط حرام‪ ،‬معـك هذا َّ‬
‫أن الـبل ﷺقد مات طؾك صقم قد ُحرم‪ ،‬وما كان الـبل ﷺ قد‬
‫مات طؾك صقم قد ُحرم‪ ،‬ولؽـ أرشد الـبل ﷺ إلك إفضؾ وهق أن ُيضاف إلك الققم العاشر التاسع‪.‬‬
‫[هؾ يجقز صقام التاسع والعاشر والحادي طشر؟]‬
‫صقب‪ ،‬هؾ لإلكسان أن يصقم الققم التاسع والعاشر والحادي طشر؟ كؼقل أما أكّفا طاشقراء فؾؿ يثبت‬
‫بذلؽ دلقؾ‪ ،‬وإن كان بعض أهؾ العؾؿ قالقا َّ‬
‫أن هذه أفضؾ الؿراتب‪ ،‬أن يصقم التاسع والعاشر والحادي‬
‫«صقمقا يقما قبؾف ويقما بعده » وهذا‬ ‫طشر‪ ،‬لؽـ كؼقل لؿ كجد دلقال‪ ،‬وأما ما ُيروى ّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪:‬‬
‫جاء يف الؿسـد ففق ضعقػ ٓ تؼقم بف حجة‪ ،‬لؽـ كقن اإلكسان يصقمفا فال حرج َّ‬
‫ٕن اإلكثار مـ الصقام‬
‫يف محرم مستحب فقؽقن يصقم الققم التاسع والعاشر طؾك أهنا طاشقراء‪ ،‬ويصقم الحادي طشر طؾك أكف‬
‫مـ محرم واإلكثار مـ الصقام يف محرم مستحب‪.‬‬
‫ويؿؽـ أن يصام التاسع والعاشر والحادي طشر طؾك أكّفا مـ طاشقراء يف حال الشؽ يف الشفر‪ ،‬يف‬
‫حال الشؽ يف دخقل شفر محرم يؿؽـ أن يصقم اإلكسان التاسع والعاشر والحادي طشر إحتقاصا‬
‫لقصقب طاشقراء‪.‬‬
‫ؿـ ْب ِـ َط ْق ٍ َأ َّك ُف َس ِؿ َع ُم َع ِ‬
‫او َي َة ْب َـ َأبِل‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‪َ ،‬ط ْـ ُح َؿ ْقد ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫قل‪َ :‬يا َأ ْه َؾ ا ْل َؿ ِديـ َِة‪َ ،‬أ ْي َـ ُط َؾ َؿاؤُ ك ُْؿ؟ َس ِؿ ْع ُ‬‫قرا َا‪َ ،‬طا َم َح َّج‪َ ،‬و ُه َق َط َؾك ا ْل ِؿـْ َبرِ‪َ ،‬ي ُؼ ُ‬ ‫اش َ‬‫ان‪َ ،‬ي ْق َم َط ُ‬ ‫ُس ْػ َق َ‬
‫َب َط َؾ ْقؽ ُْؿ ِص َق ُام ُف‪َ .‬و َأكَا َصائِ ٌؿ‪َ .‬ف َؿ ْـ َشا َا َف ْؾ َق ُل ْؿ‪،‬‬ ‫قرا َا‪َ .‬و َل ْؿ ُي ْؽت ْ‬ ‫اش َ‬ ‫قل لِ َ‬
‫فذا ا ْل َق ْق ِم‪َ « :‬‬
‫هذا َي ْق ُم َط ُ‬ ‫اهللِ ﷺ‪َ ،‬ي ُؼ ُ‬
‫َو َم ْـ َشا َا َف ْؾ ُق ْػ ِ ْر»‪.‬‬
‫أن معاوية ﭬ قال طؾك الؿـرب‬ ‫وهذا الحديث أيضا يف الصحقحقـ طـد البخاري ومسؾؿ‪ ،‬وفقف ّ‬
‫اؤك ُْؿ؟ َس ِؿ ْع ُت‬
‫بحضرة طؾؿاء الؿديـة‪ ،‬بحضرة الصحابة رضقان اهلل طؾقفؿ‪َ « ،‬يا َأ ْه َؾ ا ْل َؿ ِديـ َِة‪َ ،‬أ ْي َـ ُط َؾ َؿ ُ‬
‫َب َط َؾ ْق ُؽ ْؿ ِص َقا ُم ُه » هبذا احتج مـ قال َّ‬
‫إن‬ ‫قرا َء‪َ .‬و َل ْؿ ُي ْؽت ْ‬ ‫فذا ا ْل َق ْق ِم‪َ « :‬‬
‫هذا َي ْق ُم َط ُ‬
‫اش َ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬ي ُؼ ُ‬
‫قل ل ِ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫خػ استحبابف‪ ،‬وهذا قال بف الشافعقة لؽـ‬
‫طاشقراء لؿ يػرض أصال وإكؿا كان مستحبا مـ أول إمر ثؿ ّ‬
‫ٕن هذا قالف الـبل ﷺ بعد أن ُفرض رمضان‪.‬‬ ‫ٓ دٓلة يف هذا ّ‬
‫َب َط َؾ ْق ُؽ ْؿ ِص َقا ُم ُف َو َأكَا َصائِ ٌؿ‪َ .‬ف َؿ ْـ َشا َء َف ْؾ َق ُص ْؿ‪َ ،‬و َم ْـ َشا َء َف ْؾ ُق ْػطِ ْر » وهذا يدل طؾك استحباب‬
‫« َو َل ْؿ ُي ْؽت ْ‬
‫وأن صقامف لؿ يرتك بالؽؾقة‪ ،‬كقػ طرفـا أكف يستحب أن يصام مع أن الـبل ﷺ قال‪َ « :‬ف َؿ ْـ َشا َء‬ ‫صقامف َّ‬
‫فدل‬‫بلن الـبل ﷺ قال‪« :‬وأكا صائؿ َف َؿ ْـ َشا َء َف ْؾ َق ُص ْؿ‪َ ،‬و َم ْـ َشا َء َف ْؾ ُق ْػطِ ْر » ّ‬
‫َف ْؾ َق ُص ْؿ‪َ ،‬و َم ْـ َشا َء َف ْؾ ُق ْػطِ ْر» طرفـا ّ‬
‫هذا طؾك ّ‬
‫أن صقامف أفضؾ مـ ترك صقامف ودٓلة هذا الحديث ققية ٕكف كؿا قؾـا قالف معاوية ﭬ طؾك‬
‫أن الؿستؼر طـد الصحابة َّ‬
‫أن‬ ‫الؿـرب وبحضرة الصحابة ولؿ يـؽر طؾقف أحد مـ الصحابة‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك ّ‬
‫مـ شاء صام ومـ شاؤ أفطر‪.‬‬
‫ث ْب ِـ ِه َشا ٍم‪َ :‬أ َّن غَد ًا َي ْق ُم‬

‫ار ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬أ َّك ُف َب َؾ َغ ُف َأ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْلخَ َّ ِ‬
‫اب‪َ ،‬أ ْر َس َؾ إِ َلك ا ْل َح ِ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قمقا‪.‬‬ ‫ؽ َأ ْن َي ُل ُ‬ ‫قرا َا‪َ .‬ف ُل ْؿ َو ْأ ُم ْر َأ ْه َؾ َ‬ ‫َط ُ‬
‫اش َ‬
‫وهذا إثر كؿا تؼدم مرارا بالغ يرويف مالؽ بالغا‪ ،‬ففق ضعقػ ولؽـ روى طبد الرزاق بنسـاده‬
‫اشقراء َأن َت َس َحر لتُصبِ َح‬ ‫اب‪َ ،‬أرس َؾ إِ َلك َطبد الرحؿان بـ ا ْلح ِ ِ‬
‫ارث َلق َؾ َة َط َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الؿتصؾ‪َ « :‬أ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْل َخ َّط ِ ْ َ‬
‫َصائِ َؿا‪ ،‬فلصبح طبد الرحؿان صائؿا» اكتبفقا‪ ،‬يف ما رواه مالؽ بالغا‪َ « :‬أ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْل َخ َّط ِ‬
‫اب‪َ ،‬أ ْر َس َؾ –إلك‬
‫أن طؿر بـ الخطاب أرسؾ‬ ‫ث ْب ِـ ِه َشا ٍم » أما ما رواه طبد الرزاق بنسـاده الؿتصؾ ففق‪ّ « :‬‬ ‫ار ِ‬ ‫مـ‪ -‬إِ َلك ا ْل َح ِ‬
‫إلك طبد الرحؿان بـ الحارث‪ ».‬قال ابـ طبد الرب‪« :‬هذا أصح طـدي مـ بالغ مالؽ‪ ».‬يعـل َّ‬
‫أن إصح أن‬
‫طؿر ﭬ أرسؾ إلك طبد الرحؿان بـ الحارث ولقس إلك الحارث‪ ،‬والؿؼصقد مـف بقان بؼاء الحث طؾك‬
‫صقام يقم طاشقراء بعد وفاة الـبل ﷺ ففذا طؿر الخؾقػة الراشد ﭬ ُيرسؾ إلك طبد الرحؿـ بـ‬
‫الحارث أن تسحر وهذا يف لقؾة طاشقراء‪ ،‬لتصبح صائؿا‪ .‬وطبد الرحؿان يؿتثؾ ويػعؾ ويصبح صائؿا‬
‫يقم طاشقراء‪ ،‬أيضا فقف دٓلة –يا إخقة‪ -‬طؾك ما قرركاه مـ أكف يجقز أن ُيصام يقم طاشقراء بؿػرده َّ‬
‫ٕن‬
‫طؿر ﭬ أرسؾ إلقف لقؾة طاشقراء أن تسحر لتصبح صائؿا ولؿ يسللف هؾ صام يقم التاسع ولؿ يلمره أن‬
‫يصقم العاشر فدل ذلؽ طؾك بؼاء جقاز صقام طاشقراء يف الققم العاشر‪.‬‬
‫ِص َقا ُم َي ْق ِم ا ْل ِػ ْرِ‪َ ،‬و ْإَ ْ َحك‪َ ،‬و َّ‬

‫الد ْهرِ‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ ُم َح َّؿ ِد ْب ِـ َي ْح َقك ْب ِـ َح َّب َ‬
‫ان‪َ ،‬ط ِـ ْإَ ْط َرجِ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّن َر ُس َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ك ََفك َط ْـ ِص َقا ِم َي ْق َم ْق ِـ‪َ :‬ي ْق ِم ا ْل ِػ ْرِ‪َ ،‬و َي ْق ِم ْإَ ْ َحك‪.‬‬
‫يعـل حؽؿ صقام يقم طقد الػطر ويقم طقد إضحك وصقام الدهر‪ ،‬والدهر هق العؿر كؾف‪.‬‬
‫والحديث يف الصحقحقـ َّ‬
‫أن الـبل ﷺ هنك طـ صقام يقم طقد الػطر وطـ صقام يقم طقد إضحك‪،‬‬
‫وقد اتػؼ العؾؿاء طؾك حرمة صقام يقم طقد الػطر ويقم طقد إضحك هذا محؾ إتػاق بقـ العؾؿاء‪ ،‬أكّف‬
‫حرام وٓ يجقز‪.‬‬
‫الد ْهرِ‪ .‬إِ َذا َأ ْف َ َر ْإَ َّيا َم ا َّلتِل ك ََفك‬

‫قن‪َ َٓ :‬ب ْل َس بِ ِل َقا ِم َّ‬
‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬أ َّك ُف َس ِؿ َع َأ ْه َؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َي ُؼق ُل َ‬‫َحدَ َ‬
‫ب َما َس ِؿ ْع ُ‬ ‫قؿا َب َؾ َغـَا َوذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ت إِ َل َّل‬ ‫ؽ َأ َح ُّ‬ ‫قل اهلل ﷺ َط ْـ ص َقام َفا‪َ .‬وه َل َأ َّيا ُم مـًك‪َ ،‬و َي ْق ُم ْإَ ْ َحك‪َ ،‬وا ْلػ ْرِ‪ ،‬ف َ‬ ‫َ ُ‬
‫ؽ‪.‬‬‫فِل ذلِ َ‬
‫ٓ َب ْل َس بِ ِص َقا ِم الدَّ ْه ِر‪ » .‬و صقام الدهر كؿا قؾـا هق‬ ‫قال مالؽ ‪َ « ،$‬أ َّك ُف َس ِؿ َع َأ ْه َؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫قن‪َ :‬‬
‫صقام العؿر‪ ،‬أن يسرد الصقم فال يػطر‪ ،‬وقد قال الـبل ﷺ‪ ٓ « :‬صام مـ صام الدهر » رواه البخاري‪ .‬قال‬
‫العؾؿاء ققل الـبل ﷺ‪ ٓ« :‬صام مـ صام الدهر »‪ ،‬إما دطاء طؾقف وهذا يؼتضل التحريؿ‪ ،‬وإما خرب طـ‬
‫وسئؾ الـبل ﷺ طـ صقام الدهر فؼال‪:‬‬ ‫الحؽؿ الشرطل وهق َّ‬
‫أن الذي صام الدهر كلكف لؿ يصؿ شرطا‪ُ ،‬‬
‫«ٓ صام وٓ أفطر» رواه مسؾؿ‪ .‬ومعـاه‪ ٓ« :‬صام مـ صام الدهر وٓ أفطر» قال بعض أهؾ العؾؿ معـاه‬
‫«ٓ صام » َّ‬
‫ٕن صقمف غقر معترب‬ ‫الدطاء طؾقف‪ .‬وقال بعض أهؾ العؾؿ بؾ هق الخرب الشرطل طـ القاقع‬
‫شرطا «وٓ أفطر » ٕكف أمسؽ‪ ،‬فالذي صام الدهر ٓ حصؾ لف الصقم شرطا‪ ،‬ولؽـف يف كػس الققت ما‬
‫أفطر‪ ،‬حرم كػسف مـ إكؾ والشرب وما أباحف اهلل طز وجؾ لف‪ .‬ولؿا قال أحد الصحابة لؿا سللقا طـ‬
‫طبادة الـبل ﷺ ُ‬
‫فلخربوا هبا فؽلهنؿ تؼالقها قال أحد الصحابة‪ :‬فلما أكا فلصقم وٓ ُأفطر فؼال الـبل ﷺ‪:‬‬
‫«أما أكا فلصقم وأفطر ومـ رغب طـ سـتل فؾقس مـل‪ ».‬فؾؿ يرض الـبل ﷺ بلن يصقم الدهر وققؾ‬
‫لؾرسقل ﷺ رجؾ يصقم الدهر فؼال‪« :‬وددت أكف لؿ يطعؿ الدهر‪ » .‬يعـل وددت َّ‬
‫أن اهلل يحرمف الطعام‬
‫وهذا الحديث رواه الـسائل وصححف إلباين‪ .‬كؾ هذا يدل طؾك حرمة صقام الدهر‪.‬‬
‫وصقام الدهر لف طـد أهؾ العؾؿ صقرتان‪:‬‬
‫اللقرة إولك‪ :‬أن يسرد الصقم فال ُيػطر أصال وهذا حرام باتػاق العؾؿاء‪ ،‬أن يسرد الصقم فال يػطر‬
‫أصال‪ ،‬ففذا حرام باتػاق العؾؿاء‪.‬‬
‫اللقرة الثاكقة‪ :‬أن يػطر يقم طقد الػطر ويقم طقد إضحك وأيام مـك الثالثة ففذه خؿسة أيام يػطرها‬
‫ويصقم ما بؼل مـ إيام‪ ،‬وهـا ذهب اإلمام مالؽ والشافعل وأحؿد رحؿ اهلل الجؿقع إلك أكف مـ أفطر‬
‫هذه إيام الخؿسة فؼد خرج طـ صقام الدهر الذي ذمف الـبل ﷺ فال يؽقن قد فعؾ حراما‪ ،‬وقالقا‪ :‬إكف ٓ‬
‫يجب أن ُيػطر مـ السـة إٓ خؿسة أيام وهل هذه الخؿسة‪ ،‬يقم طقد الػطر ويقم طقد إضحك والثالثة‬
‫أيام التل هل أيام مـك‪ ،‬صقب طرفـا أكف خرج طـ صقام الدهر ففؾ يستحب لف أن ُيسرد الصقم؟ذهب‬
‫الؿالؽقة والشافعقة إلك استحباب سرد الصقم بشرصقـ‪ ،‬يؼقلقن يستحب لؾؿسؾؿ أن يسرد الصقم وأن ٓ‬
‫يػطر إٓ هذه إيام الخؿسة هذا أفضؾ لف بشرصقـ ما هؿا؟‬
‫الشرط إول‪ :‬أن ٓ يتضرر بذلؽ‪ .‬الشرط الثاين‪ :‬أن ٓ يرتك واجبا بسبب ذلؽ‪.‬‬
‫أن سرد الصقم هؽذا خالف إولك َّ‬
‫وأن إولك بالؿممـ أن ٓ يسرد الصقم كؿا ذكروا‪،‬‬ ‫والراجح َّ‬
‫لؿا‬ ‫فنما صقم يقما ويػطر يقما وهذا صقام داود وٓ أفضؾ مـ هذا كؿا قال الـبل ﷺ‪َّ ،‬‬
‫فنن الـبل ﷺ ّ‬
‫أرشد طبد اهلل بـ طؿرو ﭭ إلك صقام يقم وإفطار يقم قال طبد اهلل‪« :‬إين أصقؼ أف ؾ مـ هذا » فؼال‬
‫الـبل ﷺ «ٓ أف ؾ مـ ذلؽ » رواه البخاري يف الصحقح‪ .‬وهذا كص‪ ٓ ،‬أفضؾ مـ ذلؽ فنما أن يصقم‬
‫يقما ويػطر يقما‪ ،‬وإما أن يسرد الصقم ويسرد الػطر فقصقم أياما متتابعات ثؿ يػطر أياما متتابعات كؿا‬
‫هق فعؾ الـبل ﷺ َّ‬
‫فنن الـبل ﷺ كان يسرد الصقم ثؿ يسرد الػطر‪ ،‬فؿا كان يسرد الصقم يف طامف‪ ،‬وإكؿا‬
‫يسرد أياما متتابعات‪ ،‬ثؿ يػطر ثؿ يسرد الػطر أياما متتابعات وهؽذا وٓ أفضؾ مـ هذا‪ ،‬وٓ شؽ َّ‬
‫أن سرد‬
‫الصقام بحقث يصقم معظؿ السـة يخالػ الحؽؿة مـ الصقم‪ ،‬لؿاذا يا إخقة؟ ٕن الصقام ُشرع لحؽؿة‬
‫ومـ حؽؿ الصقام‪ :‬أن يشعر اإلكسان برتك إكؾ والشرب والجؿاع يف هنار رمضان تؼربا إلك اهلل سبحاكف‬
‫وتعالك‪ ،‬صقب يا إخقة‪ ،‬لق َّ‬
‫أن اإلكسان أصبح يسرد الصقم صقال السـة إٓ إيام الخؿسة سقتعقد أكف يف‬
‫الـفار يؽقن صائؿا‪َّ ،‬‬
‫ٕن هذا هق الطبقعل طـده أكف صائؿ فنذا جاء رمضان وصام هؾ تغقر طؾقف شقئ؟ ما‬
‫تغقر طؾقف شقئ ففذا يـايف الحؽؿة مـ الصقام‪ ،‬ولذلؽ إكؿؾ َّ‬
‫أن اإلكسان ُيػطر ويصقم فال ُيخؾل طامف‬
‫مـ الصقام وٓ ُيخؾل طامف مـ الػطر‪.‬‬
‫بعض أهؾ العؾؿ ردوا طؾك الجؿفقر الذيـ قالقا‪ :‬إذا أفطر خؿسة أيام فنكف ما صام الدهر‪ ،‬قالقا‪ّ :‬‬
‫إن‬
‫ٕن كؾ الصحابة يعؾؿقن ّ‬
‫أن يقم‬ ‫تحريؿ صقام هذه إيام معؾقم فال يدخؾ يف السمال طـ صقام الدهر‪َّ ،‬‬
‫العقد يحرم صقمف يقم طقد إضحك يحرم صقمف إيام الثالثة يف مـك يحرم صقمفا‪ ،‬فنذا سللقا الـبل‬
‫ﷺ طـ صقام ف ُقعؾؿ بداهة أهنؿ ٓ يريدون هذه إيام الخؿسة ٕهنا محرمة‪ ،‬إذا سللقا طـ صقام الدهر‬
‫فقؿا زاد طـ هذه إيام الخؿسة فؼال الـبل ﷺ‪ ٓ« :‬صام مـ صام الدهر » فؼالقا‪ :‬يحرم طؾك اإلكسان أن‬
‫يسرد الصقم ولق أفطر هذه إيام الخؿسة‪ ،‬لؽـ الؼقم بالتحريؿ بعد أن أفطر بعض إيام ققل صعب‪،‬‬
‫لؽـ كؼقل‪ :‬إكف خالف إولك‪ ،‬وإولك بالؿسؾؿ كؿا قؾـا إما أن يصقم ويػطر يقما وإما أن يسرد الصقم‬
‫ويسرد الػطر كؿا كُؼؾ ذلؽ طـ الـبل ﷺ كؿا سقلتقـا إن شاء اهلل طز وجؾ‪.‬‬
‫الل َقا ِم‪.‬‬ ‫الـَّفل ط ِـ ا ْل ِقص ِ ِ‬

‫ال فل ِّص‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫الص َقا ِم» القصال يف الصقام لف صقرتان‪:‬‬ ‫«الـَّفل َط ِـ ا ْل ِقص ِ ِ‬
‫ال فل ِّص‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اللقرة إولك‪ :‬أن يصؾ صقام يقم بصقام يقم آخر فقصقم يقمقـ ٓ يتخؾؾفؿا فطر‪ ،‬فقصؾ صقام يقم‬
‫بصقام يقم آخر ٓ يػطر بقـفؿا‪.‬‬
‫اللقرة الثاكقة‪ :‬أن يمخر اإلفطار طـ الؿغرب لؽـف ُيػطر قبؾ فجر الققم الثاين‪ ،‬أن يمخر اإلفطار طـ‬
‫الؿغرب فال يػطر طـد الؿغرب ولؽـف ٓ يصؾ صقم الققم بالققم التالل وإكؿا يػطر قبؾ الػجر‪ ،‬يعـل‬
‫يؿؽـ أكف ما يػطر طـد الؿغرب فقػطر بعد العشاء هذا وصال‪ ،‬ما يػطر بعد العشاء وإكؿا يػطر يف آخر‬
‫الؾقؾ قبؾ الػجر هذا وصال ولؽؾ صقرة حؽؿ‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ ك ََفك َط ِـ ا ْل ِق َص ِ‬
‫ال‪.‬‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ كَافِعٍ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ ُط َؿ َر َأ َّن َر ُس َ‬
‫َحدَ َ‬
‫َّؽ ُق ِ‬ ‫َف َؼا ُلقا‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫اص ُؾ؟‬ ‫قل اهلل! َفنِك َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ت ك ََف ْق َتِؽ ُْؿ‪ .‬إِكِّصل ُأ ْص َع ُؿ‪َ ،‬و ُأ ْس َؼك»‬
‫َف َؼ َال‪« :‬إِكِّصل َل ْس ُ‬
‫متػؼ طؾقف رواه الشقخان بخاري ومسؾؿ‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺ ك ََفك َط ِـ ا ْل ِق َص ِ‬
‫ال» والـفل‬ ‫« َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ كَافِعٍ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ ُط َؿ َر ‪-‬يف أصح إسـاد‪َ -‬أ َّن َر ُس َ‬
‫يؼتضل التحريؿ وهذا يشؿؾ يف ضاهره الصقرتقـ الؿذكقرتقـ‪.‬‬
‫قل اهللِ! َفنِك ََّؽ ُتق ِ‬
‫اص ُؾ؟ » يعـل لؿاذا تـفاكا وأكت تقاصؾ « َف َؼ َال‪ :‬إِكِّصل َل ْس ُت ك ََف ْق َئتِ ُؽ ْؿ‪- .‬‬ ‫« َف َؼا ُلقا‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫َ‬
‫إين لست مثؾؽؿ يف هذا‪ -‬إِكِّصل ُأ ْص َع ُؿ‪َ ،‬و ُأ ْس َؼك » وٓ شؽ أكف لقس الؿؼصقد أكف ُيطعؿ الطعام وهق صائؿ‬
‫و ُيسؼك الشراب وهق صائؿ‪ٕ ،‬كف لق كان ذلؽ كذلؽ لؿا كان صائؿا‪ ،‬وٓ شؽ َّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يصقم‬
‫وكان يصب طؾك رأسف الؿاء أحقاكا إذا كان صائؿا‪ ،‬ولؽ ّـ الؿؼصقد َّ‬
‫أن اهلل جعؾ لف مـ الؼقة ما يساوي‬
‫ققة الطعام والشراب‪ ،‬فؾقس مثؾـا يضعػـا القصال‪ ،‬وإكؿا جعؾ اهلل لف هذا ﷺ‪.‬‬
‫ث َيح َقك َطـ َمالِؽ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل الزِّص كَادِ‪َ ،‬ط ِـ ْإَ ْط َرجِ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّن ﷺ َق َال‪« :‬إِ َّياك ُْؿ َوا ْل ِق َص َال‪.‬‬ ‫َحدَ َ‬
‫إِ َّياك ُْؿ َوا ْل ِق َص َال»‪.‬‬
‫قل اهللِ!‬
‫اص ُؾ؟ َيا َر ُس َ‬ ‫َّؽ ُق ِ‬
‫َقا ُلقا‪َ :‬فنِك َ َ‬
‫قت ُي ْ ِع ُؿـِل َر ِّصبل‪َ ،‬و َي ْس ِؼقـِل»‪.‬‬
‫ت ك ََف ْق َتِؽ ُْؿ‪ .‬إِكِّصل َأبِ ُ‬‫َف َؼ َال‪« :‬إِكِّصل َل ْس ُ‬
‫وهذا أيضا طـد البخاري ومسؾؿ‪ ،‬قال الـبل ﷺ «إِ َّياك ُْؿ َوا ْل ِق َص َال‪ .‬إِ َّياك ُْؿ َوا ْل ِق َص َال »‪ .‬ومعـك «إياكؿ»‬
‫أحذركؿ القصال وأهناكؿ طـف‪.‬‬
‫قل اهللِ! َف َؼ َال‪« :‬إِكِّصل َل ْس ُت ك ََف ْق َئتِ ُؽ ْؿ‪ .‬إِكِّصل َأبِ ُ‬
‫قت ُي ْط ِع ُؿـِل َر ِّصبل‪َ ،‬و َي ْس ِؼقـِل»‪».‬‬ ‫« َقا ُلقا‪َ :‬فنِك ََّؽ ُتق ِ‬
‫اص ُؾ؟ َيا َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫وحؽؿ القصال أكف إذا كان القصال بقصؾ يقمقـ مـ غقر فطر بقـفؿا فنكف طـد جؿاهقر العؾؿاء مـ السػ‬
‫والخؾػ مـفل طـف‪ ،‬ثؿ اختؾػقا هؾ الـفل لؾتحريؿ أو لؾؽراهة‪ ،‬يعـل ذهب جؿاهقر العؾؿاء مـ السؾػ‬
‫والخؾػ أكف مـفل طـ القصال لؽ َّـ هذا الـفل ما الذي يػقده؟ هؾ يػقد التحريؿ أو يػقد الؽراهة؟ فذهب‬
‫الجؿفقر إلك أكف لؾؽراهة‪ ،‬قالقا‪ :‬والقصال بلن يصؾ يقمقـ ببعضفؿا مـ غقر فطر بقـفؿا مؽروه‪ ،‬لؿاذا يا‬
‫جؿفقر؟ وإصؾ يف الـفل التحريؿ‪ ،‬لؿاذا تؼقلقن لؾؽراهة؟ قالقا‪ :‬طـدكا صارف يصرف الـفل طـ‬
‫الؽراهة‪ ،‬ما هق هذا الصارف؟ قالقا َّ‬
‫أن الـفل هـا لؿصؾحة الؿؽؾػ‪ ،‬أي لؾرفؼ بف‪ ،‬واستدلقا بؿا رواه‬
‫الشقخان مـ حديث طائشة ڤ قالت‪ « :‬كفك رسقل اهلل ﷺ طـ القصال رحؿة لفؿ » فؼالقا‪ :‬هذا مـ‬
‫باب الرحؿة ومـ باب الرفؼ مـ أجؾ مصؾحة الؿؽؾػقـ وهذا ٓ يؼتضل التحريؿ‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة يف إصح وبعض الػؼفاء إلك أكف يحرم هذا القصال وهذا الراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أكف‬
‫يحرم طؾك الؿسؾؿ أن يصؾ صقم يقمقـ بعضفؿا وذلؽ لألحاديث الصحقحة يف الـفل والـفل يؼتصل‬
‫التحريؿ‪.‬‬
‫أما إن كان القصال بؿعـك تلخقر الػطقر طـ الؿغرب غقر أكف يػطر قبؾ دخقل الققم التالل ففذا قد‬
‫اختؾػ فقف أهؾ العؾؿ فذهب الجؿفقر إلك كراهتف لؾـفل طـ القصال وهق يشؿؾ هذا‪ ،‬والـفل طـدكا‬
‫‪-‬أطـل طـد الجؿفقر‪ -‬لؾؽراهة وذهب اإلمام أحؿد وإسحاق وبعض أهؾ العؾؿ إلك أكف مباح لقس‬
‫ٓ قاصؾقا‬ ‫مؽروها‪ ،‬مباح‪ ،‬يجقز لإلكسان أن يقاصؾ بشرط أن ُيػطر قبؾ الػجر َّ‬
‫ٕن الـبل ﷺ قال‪« :‬‬
‫فليؽؿ أراد ن يقاصؾ فؾققاصؾ إلك السحر » رواه البخاري يف الصحقح‪ .‬قالقا فالـبل ﷺ جعؾ لـا أن‬
‫كقاصؾ إلك السحر إذا يجقز وٓ كراهة‪.‬‬

‫وإضفر ‪-‬واهلل أطؾؿ‪َّ -‬‬
‫أن أقؾ ما يؼال فقف إكف خالف إولك‪ ،‬تلخقر الػطر طـ الؿغرب إلك العشاء أو‬
‫كصػ الؾقؾ أو قرب الػجر خالف إولك‪ ،‬لؿاذا؟ أوٓ َّ‬
‫ٕن الـبل ﷺ يف هذا الحديث الذي استدلقا بف‬
‫قال‪ ٓ« :‬تقاصؾق فـفك طـ القصال » ثؿ قال «فليؽؿ أراد أن يقاصؾ فالققاصؾ حتك السحر » فبدأ الـبل‬
‫»‪ ،‬فدل ذلؽ طؾك َّ‬
‫أن‬ ‫ﷺ أوٓ بالـفل ثؿ خػػ فؼال‪« :‬أيؽؿ أراد أن يقاصؾ فالققاصؾ حتك السحر‬
‫إصؾ فقف أكف مـفل طـف لؽـف لقس حراما ولحديث‪ ٓ« :‬يزال الـاس بخقر ما طجؾقا الػ ر» كؿا تؼدم معـا‬
‫إذا الخقرية يف تعجقؾ الػطر أو القصال؟ [الجقاب]‪ :‬يف تعجقؾ الػطر‪ .‬ومادام َّ‬
‫أن الخقرية يف تعجقؾ‬
‫الػطر فتعجقؾ الػطر أولك والقصال خالف إولك‪ ،‬وكعـل بالقصال بشرط أن يػطر قبؾ الػجر‪ ،‬خالف‬
‫َّ‬
‫وٕن الغالب مـ فعؾ الـبل ﷺ أكف كان يػطر طـد الؿغرب فقؽقن القصال إلك ما بعد الؿغرب‬ ‫إولك‬
‫مـ العشاء أو إلك كصػ الؾقؾ أو إلك السحر يؽقن خالف إولك‪َّ ،‬‬
‫وأن إولك بالؿممـ أن يعجؾ الػطر‬
‫وأن ٓ يمخره حتك يضرب يف الؾقؾ‪ ،‬ففذا الراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أكف خالف إولك ّ‬
‫وأن إولك بالؿسؾؿ‬
‫أن ٓ يقاصؾ بحقث يستؿر يف الصقم بعد دخقل الؾقؾ هذا ما يظفر واهلل أطؾؿ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َقا ُم ا َّلذي َي ْؼت ُُؾ َخ َ ًل‪َ ،‬أ ْو َي َت َظ َ‬
‫اه ُر‪.‬‬
‫يعـل الصقام الذي ُيشرتط فقف التتابع كؽػارة قتؾ الخطل وكػارة الظفار وكػارة مـ جامع يف هنار‬
‫رمضان‪ ،‬ما الذي يؼطع التتابع فقف؟ وما الذي ٓ يؼطع التتابع؟ هذا مؼصقد اإلمام مالؽ ‪ ،$‬ولذلؽ‬
‫قال‪ِ « :‬ص َقا ُم ا َّل ِذي َي ْؼت ُُؾ َخ َط ًل » فالذي يؼتؾ مممـا ً‬
‫خطل َّ‬
‫فنن طؾقف مع الدية الؽػارة‪ ،‬وهذه الؽػارة ذكر أهؾ‬
‫فنن الؽػارة تزيؾف بحقل اهلل وققتف‪،‬‬ ‫أن الؼتؾ يقرث يف الـػس شقئا فنذا ك ّػر اإلكسان ّ‬
‫أن حؽؿتفا‪ّ :‬‬ ‫العؾؿ ّ‬
‫َأ َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ َّم‬
‫وقد قال اهلل طز وجؾ يف الؼتؾ الخطل بعد أن ذكر تحرير الرقبة‪َ ﴿ :‬أ ٱ ۡي َأ ِت ۡي ِتل َأ ُثا ۡي َأ ۡي ِت ُث ِتا َأ ۡي ِتن‬
‫ٱ﴾‪.‬‬ ‫َأ ۡي َأب ٗة ِّص َأ َّم‬
‫ِت‬ ‫ِت‬
‫طؾل كظفر أمل‪ ،‬فؼال اهلل طز وجؾ يف كػارة‬ ‫اه ُر » أي ُيظاهر مـ امرأتف‪ ،‬فقؼقل لفا‪ :‬أكت ّ‬ ‫« َأ ْو َي َت َظ َ‬
‫َأ َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ َّم‬
‫الظفار بعد أن ذكر تحرير الرقبة‪َ ﴿ :‬أ ٱ ۡي َأ ِت ۡي ِتل َأ ُثا ۡي َأ ۡي ِت ُث ِتا َأ ۡي ِتن﴾‪ .‬وتؼدم معـا يف كػارة الجؿاع‬
‫يف هنار رمضان ‪-‬طؾك ما رجحـا أكّفا خاصة بالجؿاع‪ّ -‬‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬صؿ شفريـ متتابعقـ » ففذا‬
‫الصقام الذي يشرتط فقف التتابع يحدث فقف أحقاكا ما يؼطعف فؿا الشلء الذي إذا وقع فقف قطع التتابع‬
‫ووجب طؾك طؾك الصائؿ أن يبدأ مـ جديد؟ وما الشقئ الذي إذا وقع فقف وأفطر الصائؿ يف أثـائف بسببف ٓ‬
‫يؼطع التتابع بؾ يبـل طؾقف؟‬
‫ب َط َؾ ْق ِف ِص َقا ُم َش ْف َر ْي ِـ ُم َتتَابِ َع ْق ِـ‪ ،‬فِل َقت ِْؾ‬ ‫قل‪َ :‬أحسـ ما س ِؿع ُ ِ‬

‫ت فل َم ْـ َو َج َ‬ ‫ت َمالؽك َي ُؼ ُ ْ َ ُ َ َ ْ‬
‫َق َال يحقك‪ ،‬س ِؿع ُ ِ‬
‫َ ْ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َط َؾك ِّص‬
‫الل َقامِ‪،‬‬ ‫اهرٍ‪َ ،‬ف َع َر َ َل ُف َم َر ٌ َيغْؾ ُب ُف‪َ ،‬و َي ْؼ َ ُع َط َؾ ْقف ص َق َام ُف َأ َّك ُف إِ ْن َص َّح م ْـ َم َر ف َو َق ِق َ‬
‫َخ َنٍ َأ ْو َ َظ ُ‬
‫ام ِف‪.‬‬
‫ؽ‪ .‬وهق يبـِل ط َؾك ما َقدْ م َ ك ِمـ ِصق ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َف َؾ ْق َس َل ُف َأ ْن ُي َم ِّصخ َر ذل َ َ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫ت بقـ َضفري ِصق ِ‬
‫ام َفا‪َ ،‬أك ََّفا إِ َذا‬ ‫الل َقا ُم فِل َقت ِْؾ الـَّ ْػ ِ‬ ‫ؽ ا ْل َؿ ْر َأ ُة ا َّلتِل َي ِ‬‫َوكَذلِ َ‬
‫س إِ َذا َحا َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ب َط َؾ ْق َفا ِّص‬ ‫ج ُ‬
‫ب َط َؾ ْق ِف ِص َقا ُم َش ْف َر ْي ِـ ُم َتتَابِ َع ْق ِـ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ت‪َ .‬و َل ْق َس َٕ َحد َو َج َ‬ ‫الل َقا َم‪َ .‬و ِه َل َ ْبـِل َط َؾك َما َقدْ َص َام ْ‬ ‫َص ُف َر ْت‪َُ َٓ ،‬م ِّصخ ُر ِّص‬
‫َاب اهللِ‪َ ،‬أ ْن ُي ْػ ِ َر إَِّٓ ِم ْـ ِط َّؾ ٍة‪َ ،‬م َر ٍ ‪َ ،‬أ ْو َح ْق َ ٍة‪َ .‬و َل ْق َس َل ُف َأ ْن ُي َسافِ َر َف ُق ْػ ِ َر‪.‬‬ ‫فِل كِت ِ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫ت فِل ذلِ َ‬ ‫هذا َأ ْح َس ُـ َما َس ِؿ ْع ُ‬ ‫ؽ‪َ :‬و َ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫هذا الؽالم معـاه‪ :‬أكف مـ شرع يف الصقام القاجب طؾقف مـ كػارة قتؾ الخطل أو الظفار أو الجؿاع يف‬
‫هنار رمضان وجب طؾقف أن يصقمف متتابعا وٓ يجقز لف أن يؼطعف إٓ مـ طذر شرطل يجقز لؾؿسؾؿ أن‬
‫يؼطع بف صقام رمضان‪ ،‬أو يجب طؾقف أن يؼطعف‪ ،‬كالحقض [مثال] يجب طؾك الؿرأة أن تؼطع الصقام‪ ،‬أو‬
‫جقازا‪ ،‬مثؾ السػر والؿرض‪ ،‬فقجقز لإلكسان أن يػطر يف هنار رمضان‪ ،‬فنن قطع الصقام ولق يف آخر يقم‬
‫مـ الشفريـ ففـا ُيـظر فنن كان فطره لعذر كلن مرض يف آخر يقم‪[ ،‬مثال وهق] يصقم شفريـ متتابعقـ‪،‬‬
‫آخر يقم مـ الشفريـ مرض فلفطر أو حصؾ لف سػر فسافر فلفطر‪ ،‬أو حاضت الؿرأة ولق يف آخر يقم‪ّ ،‬‬
‫فنن‬
‫هذا ٓ يؼطع التتابع‪ ،‬بؾ إذا زال العذر وجب طؾقف أن يبادر فقرا فقصقم ما بؼل‪ ،‬إن بؼل طؾقف يقم واحد‬
‫بؿجرد أن يزول العذر وجب طؾقف أن يصقم هذا الققم‪ ،‬بؼل طؾقف شفر بؿجرد أن يزول العذر وجب طؾقف‬
‫أن يؽؿؾ صقمف‪ ،‬أما إن كان فطره بغقر طذر أو أفطر لعذر ثؿ بعد زوال العذر لؿ يصؿ فقرا‪ ،‬يعـل مرض‬
‫فلفطر ثؿ شػل فبؼل يقما أو يقمقـ بعد الشػاء لؿ يصؿ‪ ،‬ففـا يؾزمف أن يبدأ الصقام مـ جديد‪ ،‬ويقـؼطع‬
‫تتابعف ولق كان هذا يف آخر يقم مـ الشفريـ‪ ،‬فنن صقامف يـؼطع ويجب طؾقف أن يبدأ مـ جديد‪ .‬هذا معـك‬
‫الؽالم‪ ،‬وأققل مـ جفة إحؽام‪:‬‬
‫قد إتػؼ الػؼفاء طؾك ّ‬
‫أن مـ وجب طؾقف صقام شفريـ متتابعقـ فلفطر مـ غقر طذر يف أي وقت ولق يف‬
‫آخر يقمقـ مـ الشفريـ ّ‬
‫أن صقامف يـؼطع وأكف يجب طؾقف أن يبدأ مـ جديد‪.‬‬
‫أما إذا كان إفطاره لعذر فنن كان العذر ٓ خقرة لؾؿسؾؿ فقف بؾ ٓ بد أن يػطر وهذا شقئ واحد ُيؾحؼ‬
‫أن امرأة قتؾت ً‬
‫خطل ووجب طؾقفا أن تصقم شفريـ‬ ‫بف شقئ آخر‪ ،‬هذا الشقئ القاحد هق الحقض فؾق ّ‬
‫متتابعقـ ٕهنا لؿ تجد رقبة فصامت فجاءها الحقض‪ ،‬هؾ الحقض بقد الؿرأة؟ [الجقاب] لقس بقدها‬
‫وإكؿا هق أمر قد كُتب طؾقفا‪ ،‬ففـا قد إتػؼ العؾؿاء طؾك أكف ٓ يؼطع التتابع‪ ،‬وأهنا تؽؿؾ صقامفا بعد‬
‫صفرها مـ حقضفا‪ ،‬والـػاس ُيؾحؼ بالحقض طـد جؿاهقر العؾؿاء‪ ،‬فؾق ّ‬
‫أن امرأة شرطت يف صقام شفريـ‬
‫متتابعقـ فقلدت فنكف ٓ خقرة لفا يف هذا‪ ،‬ففذا ٓ يؼطع التتابع فؿتك ما صفرت مـ الـػاس ُتؽؿؾ صقامفا‬
‫وتبـل طؾك ما مضك وٓ تبدأ مـ جديد‪.‬‬
‫[هؾ الػ ر بسبب العذر ال ارئ يؼ ع تابع صقام الؽػارة؟]‬
‫أما العذر الطارئ الذي لإلكسان فقف خقار إما يف وققطف وإما يف الصقام‪ ،‬يعـل العذر الطارئ قد ٓ‬
‫يؽقن لإلكسان خقار يف وققطف‪ ،‬لؽـ لف الخقار يف أن يصقم أو ٓ يصقم‪ ،‬مثال ذلؽ‪ :‬الؿرض‪ ،‬فؾقس لل‬
‫وٓ لؽ الخقار أن كختار أن يلتقـا الؿرض أو ٓ‪ ،‬لؽـ مـ جفة الصقام لـا خقار حال الؿرض‪ ،‬أن كصقم أو‬
‫ٓ كصقم‪.‬‬
‫[أما العذر الطارئ الذي] لإلكسان خقار يف وققطف ويف الصقام‪ ،‬مثؾ السػر لـا الخقار يف أن كسافر أو ٓ‬
‫كسافر ولـا الخقار إذا سافركا أن كصقم أو أن كػطر‪ ،‬فنذا كان الػطر لعذر لإلكسان خقار يف الصقام فقف‬
‫كالؿرض‪ ،‬فؼد ذهب الجؿفقر إلك ّ‬
‫أن الػطر بسببف ٓ يؼطع التتابع فؿـ مرض أفطر وٓ يـؼطع تتابع‬
‫صقامف‪ ،‬بؾ متك ما شػل يؽؿؾ صقامف‪ّ ،‬‬
‫ٕن اهلل كػك الحرج طـ الؿريض‪ ،‬فال حرج طؾقف‪ ،‬وأباح لف أن‬
‫يػطر يف رمضان‪.‬‬
‫وذهب الحـػقة إلك أكف ٓ إثؿ طؾقف لؽ ّـ صقامف يـؼطع وإذا شػل فنكف يجب أن يبدأ مـ جديد‪.‬‬
‫والراجح هق ققل الجؿفقر ّ‬
‫أن الؿرض ٓ يؼطع تتابع الصقام‪.‬‬
‫وإن كان لعذر لإلكسان خقار يف فعؾف أصال كالسػر ففذا اختؾػ فقف أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫فذهب الحـابؾة والشافعقة يف وجف إلك أكف ٓ يؼطع التتابع قالقا‪ٕ :‬كف طذر ُطذر بف اإلكسان يف صقام‬
‫رمضان وهق آكد مـ غقره‪ ،‬ولؿ ُيؿـع اإلكسان مـف يف رمضان‪ ،‬يعـل يؼقلقن كؿا تؼدم معـا‪ :‬اتػؼ العؾؿاء‬
‫إٓ شذوذا طؾك أكف يجقز لؾؿسؾؿ أن يسافر يف هنار رمضان أو يسافر يف رمضان‪ ،‬فؾؿ ُيؿـع الؿسؾؿ أن‬
‫يسافر يف رمضان مع ّ‬
‫أن صقم رمضان واجب طؾقف‪ ،‬وإذا سافر جاز لف الػطر‪ ،‬قالقا‪ :‬وكذلؽ يف صقام‬
‫الؽػارات ٓ يؿـع اإلكسان مـ أن يسافر فقف‪ ،‬وإذا سافر جاز لف الػطر ومادام أكف يجقز لف الػطر فالؼاطدة‬
‫التل ذكركاها‪ :‬الجقاز الشرطل يـايف الضؿان‪ .‬فؿادام ّ‬
‫أن الشرع أجاز لف فنكف ٓ ُيرتب طؾقف شقئ‪ ،‬وبالتالل‬
‫ٓ يـؼطع تتابع صقامف بسػره‪.‬‬

‫أن السػر يؼطع التتابع فنذا سافر وهق يصقم شفريـ متتابعقـ فلفطر ّ‬
‫فنن صقامف‬ ‫وذهب الجؿفقر إلك ّ‬
‫يـؼطع تتابعف‪ ،‬ويجب طؾقف إذا طاد أن يبدأمـ جديد‪ ،‬أما إذا سافر ولؿ ُيػطر ففذا ضاهر ّ‬
‫فنن صقامف لؿ‬
‫يـؼطع‪ ،‬فقتحرر لـا مـ هذا ّ‬
‫أن اإلكسان إذا كان يصقم شفريـ متتابعقـ يف كػارة فلفطر لعذر ُيعذر بف‬
‫اإلكسان يف صقام رمضان ّ‬
‫أن هذا ٓ يؼطع تتابع صقامف بؾ متك ما زال العذر بـك طؾك ما تؼدم‪ ،‬أما إذا كان‬
‫قد أفطر مـ غقر طذر ّ‬
‫فنن تتابع صقامف يـؼطع وطؾقف أن يبدأ مـ جديد‪.‬‬
‫ام ِف‬‫يض فِل ِصق ِ‬

‫َ‬ ‫َما َي ْػ َع ُؾ ا ْل َؿرِ ُ‬
‫يض إِ َذا َأ َصا َب ُف ا ْل َؿ َر ُ‬‫ت ِم ْـ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َأ َّن ا ْل َؿرِ َ‬ ‫قل‪ْ :‬إَ ْم ُر ا َّل ِذي َس ِؿ ْع ُ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ :‬س ِؿ ْع ُ‬
‫اشت ََّد َط َؾ ْق ِف‬
‫يض إِ َذا ْ‬ ‫ؽ ا ْل َؿرِ ُ‬ ‫ؽ‪َ ،‬فنِ َّن َل ُف َأ ْن ُي ْػ ِ َر‪َ .‬وكَذلِ َ‬ ‫الل َقا ُم َم َع ُف‪َ ،‬و ُيت ِْع ُب ُف‪َ ،‬و َي ْب ُؾغُ ِم ْـ ُف ذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي َي ُش ُّؼ َط َؾ ْقف ِّص‬
‫ِ‬
‫ؽ ِمـْ ُف‪َ ،‬ص َّؾك َو ُه َق‬ ‫ؽ َما َٓ َ ْب ُؾغُ ِص َػ ُت ُف‪َ .‬فنِ َذا َب َؾغَ ذلِ َ‬ ‫ؽ ِم َـ ا ْل َع ْب ِد‪َ ،‬و ِم ْـ ذلِ َ‬ ‫اللالَةِ‪َ ،‬و َب َؾغَ ِمـْ ُف بِ ُع ْذ ِر ذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْلؼ َقا ُم فل َّ‬
‫يـ اهللِ ُي ْس ٌر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َجال ٌس‪َ .‬ود ُ‬
‫ِ‬
‫يض‪َ .‬ق َال اهللُ فِل كِتَابِ ِف‪:‬‬ ‫الل َقا ِم ِم َـ ا ْل َؿرِ ِ‬ ‫الس َػرِ‪َ .‬و ُه َق َأ ْق َقى َط َؾك ِّص‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َو َقدْ َأ ْر َخ َص ل ْؾ ُؿ َسافرِ‪ ،‬فل ا ْلػ ْرِ فل َّ‬
‫ِ‬
‫َأ ُث َأ‬ ‫َأ َأ َأ َأ ُث َّم ً َأ َأ‬
‫ض ۡي َأع ٰىى َأ ف ٖر ِت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾ [البؼرة] َف َل ْر َخ َص اهللُ لِ ْؾ ُؿ َسافِرِ‪ ،‬فِل ا ْل ِػ ْرِ فِل‬
‫َأ َأ ‪ٞ‬ة‬
‫ن ِت نك ِت‬ ‫﴿‬
‫يض‪.‬‬ ‫الل َقا ِم ِم َـ ا ْل َؿرِ ِ‬ ‫الس َػرِ‪َ .‬و ُه َق َأ ْق َقى َط َؾك ِّص‬ ‫َّ‬
‫ت إِ َل َّل‪َ .‬و ُه َق ْإَ ْم ُر ا ْل ُؿ ْجت ََؿ ُع َط َؾ ْق ِف‪.‬‬
‫ب َما َس ِؿ ْع ُ‬
‫فذا َأ َح ُّ‬
‫َف َ‬
‫يعـل الؿؼصقد إذا مرض اإلكسان فؿا الذي يجب طؾقف يف حال الصقام‪.‬‬
‫وقبؾ أن كشرح هذا الؽالم هـاك مسللة قد تخطر يف الذهـ يف ما يتعؾؼ بصقام الشفريـ الؿتتابعقـ‪ ،‬لق‬
‫ّ‬
‫أن اإلكسان كسل فلفطر‪ ،‬كسل أن يصقم شفريـ متتابعقـ فلصبح كاويا الػطر وشرب وبعد ما شرب‬
‫وجؾس وهق كاوي الػطر تذكر أكف يصقم شفريـ متتابعقـ‪ ،‬صبعا هق قطعا قد أفطر هذا الققم‪ٕ ،‬كف أصبح‬
‫بلن فطره يؼطع التتابع‪ ،‬هق يعؾؿ ّ‬
‫أن طؾقف أن يصقم شفريـ‬ ‫كاويا الػطر وشرب فلفطر‪ ،‬أو كان جاهال ّ‬
‫متتابعقـ لؽـ يجفؾ ّ‬
‫أن الػطر يؼطع التتابع‪ ،‬ففؾ يـؼطع تتابع صقامف؟‬
‫جؿفقر الػؼفاء بؿا فقفؿ إئؿة إربعة طؾك أن صقامف يـؼطع‪ ،‬كعؿ ٓ إثؿ طؾقف‪ٕ ،‬كف كاسل أو مخطئ‬
‫إذا كان جاهال لؽ ّـ صقامف يـؼطع فقـؼطع التتابع‪.‬‬
‫وذهب بعض الػؼفاء إلك أكف ٓ يـؼطع تتابع الصقام ٕكف معذور وهذا أقرب طـدي ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬وإن‬
‫فنن الصقام يف الؽػارات حؼ هلل‬ ‫كان هذا خالف ققل الجؿاهقر لؽـ هذا الذي يتػؼ مع قاطدة الشريعة‪ّ ،‬‬
‫َأ َّم َأ َأ ُث َأ ۡي َأ ٓا‬
‫ِتإن‬ ‫و ِت‬ ‫طز وجؾ‪ ،‬وحؼ اهلل مبـل طؾك الؿسامحة وقد قال اهلل يف دطاء الؿممـقـ الؿبارك‪﴿ :‬ربن‬
‫َّم َأ ٓا َأ ۡي َأ ۡي َأ ۡي َأ‬
‫﴾‪ .‬قال اهلل‪ :‬كعؿ‪ .‬فاهلل ٓ يماخذ العبد إذا أخطل أو كسل‪ ،‬وهذا مخطئ أو كاسل يف حؼ مـ‬ ‫ِت ن‬
‫حؼقق الفا لقس مـ حؼقق العباد‪ ،‬فؼاطدة الشريعة تؼتضل أكف ٓ ُيرتب طؾقف شقئ فال يـؼطع تتابع صقامف‬
‫بؾ يبـل طؾك ما مضك‪.‬‬
‫هـا يتؽؾؿ اإلمام مالؽ ‪ $‬طـ الؿريض إذا مرض يف رمضان أو كان يصقم صقما واجبا ماذا يػعؾ‬
‫أن لف أن يػطر لؽـ اِلحظ ماذا قال‪ْ « :‬إَ ْم ُر ا َّل ِذي َس ِؿ ْع ُت مِ ْـ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ » ‪-‬سبحان‬
‫وقد قرر اإلمام ‪ّ $‬‬
‫اهلل‪ -‬إمام ُيرجع إلقف ويؼقل‪ :‬الذي سؿعت مـ أهؾ العؾؿ‪ ،‬فقجب أن كربل أكػسـا طؾك تعظقؿ العؾؿاء‪،‬‬
‫التعظقؿ الشرطل وطؾك الرجقع إلقفؿ وأن كققـ أكّا بحاجة إلك طؾؿائـا مفؿا بؾغـا يف العؾؿ‪ ،‬وأن ٓ يلكػ‬
‫القاحد مـّا أن يؼقل سؿعت مـ شقخل سؿعت مـ طؾؿائـا سؿعت مـ شققخـا‪ ،‬اإلمام مالؽ وهق هذا‬
‫اإلمام الؽبقر الجؾقؾ الذي ُأتػؼ طؾك فضؾف وطظقؿ قدره يف إمة يؼقل‪ْ « :‬إَ ْم ُر ا َّل ِذي َس ِؿ ْع ُت مِ ْـ َأ ْه ِؾ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِع ْؾ ِؿ؛ َأ َّن ا ْل َؿ ِر َ‬
‫يض إِ َذا َأ َصا َب ُف ا ْل َؿ َر ُض ا َّلذي َي ُش ُّؼ َط َؾ ْقف ِّص‬
‫الص َقا ُم َم َع ُف » فالؿرض كقطان‪:‬‬
‫الـقع إول‪ :‬مرض ٓ يشؼ طؾك اإلكسان بؾ هق مرض خػقػ‪ ،‬وهذا طـد جؿاهقر العؾؿاء ٓ يؾتػت‬
‫إلقف‪ ،‬وقد حؽاه بعضفؿ إجؿاطا‪ّ ،‬‬
‫ٕن الخالف فقف شاذ‪ ،‬يعـل إكسان ُجرح أصبعف‪ ،‬هق مريض لؽ ّـ هذا‬
‫الؿرض خػقػ ٓ ُيعجزه طـ أمقره‪ ،‬إكسان طـده حؿة خػقػة‪ ،‬طـده أدكك صداع يف رأسف‪ ،‬هذا طـد‬
‫جؿاهقر العؾؿاء هذا لقس طذرا فال ُيػطر بف‪ ،‬قالقا‪ّ :‬‬
‫ٕن هذا الؿرض يؽاد يؽقن مالزما لإلكسان‪ ،‬فؿـ‬
‫الذي يخؾق مـ شقئ مـ الصداع مـ شقئ مـ إلؿ؟ ٓ يؽاد يخؾقا اإلكسان طـ هذا‪ ،‬فؾق كان هذا طذرا‬
‫لؾػطر لؿا كاد أن يصقم إكسان‪ ،‬بؾ يؽقن اإلكسان مػطرا صقال حقاتف ٕكف ٓ يؽاد يسؾؿ مـ هذه‬
‫إن هذه إمراض كاكت مقجقدة يف زمـ الـبل ﷺ ومع ذلؽ كان الـاس يصقمقن‪.‬‬ ‫إمراض‪ ،‬وقالقا‪ّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َقا ُم»‪ .‬وهذا الـقع الثاين‪.‬‬ ‫ولذلؽ قال اإلمام مالؽ هـا‪« :‬ا َّلذي َي ُش ُّؼ َط َؾ ْقف ِّص‬
‫الـقع الثاين‪ :‬وهق إذا كان الؿرض يشؼ طؾك الؿريض « َو ُيت ِْع ُب ُف‪َ ،‬و َي ْب ُؾ ُغ مِـْ ُف ذل ِ َؽ‪ - ،‬يعـل ذلؽ الؿبؾغ‬
‫أكف يتعبف ويشؼ طؾقف ‪َ -‬فنِ َّن َل ُف َأ ْن ُي ْػطِ َر‪ ».‬وهذا محؾ إتػاق بقـ أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫الصالَةِ » هذه مسللة تابعة لقست مـ الصقام‪ ،‬لؽـ طادة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫« َوكَذل ِ َؽ ا ْل َؿ ِر ُ‬
‫يض إِ َذا ْاشتَدَّ َط َؾ ْقف ا ْلؼ َقا ُم فل َّ‬
‫أن اإلكسان كان بف مرض يشؼ معف طؾقف أن يؼقم يف‬‫العؾؿاء إذا ذكروا مسللة يذكرون معفا ما يشبففا‪ ،‬فؾق ّ‬
‫الصالة‪ ،‬وهذا الؿرض إما مثال طـده آٓم يف ضفره فقشؼ طؾقف أن يؼقم‪ ،‬أو مثال معف ِسؿـ فقؽقن سؿقـا‬
‫فنن لف أن يصؾل قاطدا يف الػرض‪ّ ،‬‬
‫ٕن الـػؾ‬ ‫فنذا وقػ يؽقن طؾقف ضغط هؾك طضامف فقشؼ طؾقف الؼقام‪ّ ،‬‬
‫واسع أصال‪ ،‬يجقز لإلكسان أن يصؾل قاطدا ولق مـ غقر طذر‪ ،‬لؽـ الؽالم يف الػرض فنكف يف هذه الحال‬
‫يجقز لف أن يصؾل قاطدا‪.‬‬
‫ٓ َت ْب ُؾ ُغ ِص َػ ُت ُف‪َ .‬فنِ َذا َب َؾ َغ ذل ِ َؽ مِـْ ُف‪،‬‬
‫« َو َب َؾ َغ مِـْ ُف بِ ُع ْذ ِر ذل ِ َؽ مِ َـ ا ْل َع ْب ِد‪- ،‬يعـل أن يشؼ طؾقف‪َ -‬ومِ ْـ ذل ِ َؽ َما َ‬
‫إن اإلمام مالؽ ‪ $‬احتج بحجة قد يتعجب مـفا بعض صالب‬ ‫َص َّؾك َو ُه َق َجال ِ ٌس‪َ .‬ودِي ُـ اهللِ ُي ْس ٌر‪ » .‬ثؿ ّ‬
‫لؾؿسافرفِل ا ْل ِػ ْط ِر‬
‫‪-‬‬ ‫ص ل ِ ْؾ ُؿ َسافِ ِر‪- ،‬يعـل قد أرخص الفض‬
‫العؾؿ‪ ،‬اكظروا ماذا قال اإلمام مالؽ‪َ « ،‬و َقدْ َأ ْر َخ َ‬
‫أن اإلكسان إذا كان مسافرا يستطقع الصقام أكثر‬ ‫يض‪ – .‬يعـل ّ‬ ‫الص َقا ِم مِ َـ ا ْل َؿ ِر ِ‬
‫الس َػ ِر‪َ .‬و ُه َق َأ ْق َقى َط َؾك ِّص‬
‫فل َّ‬
‫ِ‬
‫َأ َأ َأ َأ ُث َّم ً َأ َأ‬
‫ض ۡي َأع ٰىى‬ ‫ن ِت نك ِت‬ ‫اهلل فِل كِتَابِ ِف‪﴿ :‬‬
‫مـ الؿريض ومع ذلؽ أباح اهلل لؾؿسافر أن يػطر‪َ -‬ق َال ُ‬
‫َأ ُث َأ‬ ‫َأ َأ ‪ٞ‬ة‬
‫َأ ف ٖر ِت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾ [البؼرة]» صقب‪ ،‬اهلل طز وجؾ ذكر الؿريض‪ ،‬لؿاذا طدل اإلمام مالؽ طـ هذا‬
‫فؼال‪ :‬قد أرخص لؾؿسافر يف الػطر يف السػر وهق أققى طؾك الصقام مـ الؿريض؟ لؿاذا لؿ يؼؾ‪ :‬قد‬
‫أرخص اهلل لؾؿريض؟ قال العؾؿاء‪ :‬هذا لقبقـ َّأن العذر بالؿرض أولك مـ العذر بالسػر‪ .‬فقؽقن اإلمام‬
‫مالؽ ‪ $‬إحتج بحجتقـ‪:‬‬
‫َأ ُث َأ‬ ‫َأ َأ ‪ٞ‬ة‬ ‫َأ َأ ُث َّم ً َأ َأ‬ ‫‪ -‬الحجة إولك‪ :‬الـص‪َ ﴿ ،‬أ َأ‬
‫ض ۡي َأع ٰىى َأ ف ٖر ِت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾‪.‬‬ ‫ن ِت نك ِت‬
‫‪ -‬الحجة الثاكقة‪ :‬ققاس إولك‪ ،‬فقؼاس الؿريض طؾك الؿسافر ققاس أولقي‪ّ ،‬‬
‫ٕن الؿرض يضعػ‬
‫اإلكسان أكثر مـ السػر‪.‬‬
‫ب َما‬ ‫فذا َأ َح ُّ‬‫يض‪َ .‬ف َ‬ ‫الص َقا ِم مِ َـ ا ْل َؿ ِر ِ‬
‫الس َػ ِر‪َ .‬و ُه َق َأ ْق َقى َط َؾك ِّص‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫« َف َلر َخص ِ‬
‫اهلل ل ْؾ ُؿ َساف ِر‪ ،‬فل ا ْلػ ْط ِر فل َّ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ب َما َس ِؿ ْع ُت إِ َل َّل‪» .‬‬ ‫َس ِؿ ْع ُت إِ َلل‪ » .‬قؾـا سابؼا يا إخقة وهذه مـ طبارات اإلمام مالؽ التل تؽثر « َ‬
‫هذا َأ َح ُّ‬ ‫َّ‬
‫أن هذا يدل طؾك أن اإلمام مالؽ ‪ $‬قد سؿع يف الؿسللة خالفا بقـ العؾؿاء وكالما مختؾػا وأكف يختار‬
‫مـ كالمفؿ هذا‪َ « .‬و ُه َق ْإَ ْم ُر ا ْل ُؿ ْجت ََؿ ُع َط َؾ ْق ِف‪ ».‬يعـل إمر الؿجتؿع طؾقف يف الؿديـة كؿا بقـّا البارحة‪ ،‬يعـل‬
‫وأحب إلل مـ كالمفؿ هذا ويذكره‪ ،‬وهق إمر‬
‫ّ‬ ‫يؼقل العؾؿاء يف البؾدان وقد سؿعـا مـفؿ كالما مختؾػا‬
‫الؿجتؿع طؾقف يف الؿديـة أي ّ‬
‫أن ما اخرتتف هق إمر الذي اجتؿع طؾقف فؼفاء الؿديـة‪ ،‬وتؼدم يف كالمل يا‬
‫أن الؿرض طذر يبقح الػطر باتػاق العؾؿاء‪ّ ،‬‬
‫وأن الؿرض طؾك درجتقـ يف الجؿؾة‪:‬‬ ‫إخقة ّ‬
‫‪ -‬الدرجة إولك‪ :‬مرض معتاد ٓ يمثر يف حقاة اإلكسان وهذا طـد جؿاهقر العؾؿاء لقس طذرا بؾ‬
‫يجب طؾك اإلكسان أن يصقم معف‪.‬‬
‫‪ -‬الدرجة الثاكقة‪ :‬مرض يشؼ طؾك اإلكسان ففذا يجقز لإلكسان أن يػطر معف أو بف أو بف أو بسببف‬
‫لؽـ هـا مسللة مفؿة ذكرها أهؾ العؾؿ‪ ،‬كقػ يعرف اإلكسان ّ‬
‫أن هذا الؿرض يشؼ فقػطر بسببف؟‬
‫ويؼرب ما أصابف هؾ هق قريب مـفا‬
‫‪ -‬بعض أهؾ العؾؿ قال‪ :‬يـظر إلك إمراض الؽربى الؿعروفة ِّص‬
‫أو ٓ؟ فنن كان قريبا مـفا ففق شاق وإن لؿ يؽـ قريبا مـفا ففذا غقر شاق وهذا يف الحؼقؼة صعب‬
‫طؾك الـاس‪ ،‬وٓ تليت الشريعة بف‪.‬‬

‫‪ -‬وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬الؿرجع إلك العرف‪ ،‬فؿا كان يف طرف الـاس أكف مرض يشؼ طؾك‬
‫اإلكسان فنكف يػطر بسببف وماكان يف طرف الـاس أهنؿ ٓ يعدوكف مرضا ي ِ‬
‫تعب اإلكسان فنكف ٓ ُيػطر‬ ‫ُ‬
‫بسببف‪ ،‬ولؽـ هذا أيضا محؾ كظر ٕكف ٓ يـضبط‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬الؿؽؾػ فؼقف كػسف‪ ،‬فؽؾ إكسان يعرف الؿرض الذي يشؼ طؾقف والؿرض‬
‫الذي ٓ يشؼ طؾقف‪ ،‬وهذا أقرب إققال وأطدلفا ّ‬
‫ٕن الـاس يتػاوتقن‪ ،‬هـاك إكسان إذا أصابف‬
‫الؿرض ٓ يشؼ طؾقف وآخر إذا أصابف كػس الؿرض يشؼ طؾقف‪ ،‬بعض الـاس إذا أصابف الزكام‬
‫يتعب تعبا شديدا وبعض الـاس إذا أصابف زكام كلكف ما أصابف شقئ‪ ،‬فالذي يشؼ طؾقف ففق يف حؼف‬
‫طذر والذي ٓ يشؼ طؾقف فؾقس طذرا يف حؼف‪ ،‬قال العؾؿاء والعربة بالحؼائؼ ٓ بإوهام‪ ٓ ،‬بد أن‬
‫يتحؼؼ أكف مريض‪ّ ،‬‬
‫وأن هذا الؿرض يشؼ طؾقف أما إوهام ٓ طربة هبا‪ ،‬إوهام مثؾ أوهام‬
‫إصػال بالؿرض إذا أرادوا أن يذهبقا لؾؿدرسة‪ ،‬إذا استقؼض يريد أن يذهب إلك الؿدرسة وما‬
‫يريد ذاك الققم رأسف يعقره وبطـف تعقره ورجؾف تعقره هذه أوهام‪ ،‬والعربة بالحؼائؼ‪ ،‬والؿؽؾػ‬
‫أن الؿرض يشؼ طؾقف ّ‬
‫فنن لف أن يرتخص‬ ‫يتعامؾ مع اهلل سبحاكف وتعالك‪ ،‬فنذا تحؼؼ يف حؼف ّ‬
‫والؿريض يف هذه الحال لف ثالث حآت‪:‬‬
‫‪ o‬الحالة إولك‪ :‬أن يشؼ طؾقف الصقام مـ غقر ضرر طؾقف وٓ خقف طؾك كػسف وٓ طؾك‬
‫طضق مـ أطضائف إذا صام‪ ،‬لؽـ الصقام شؼ طؾقف‪ ،‬لؽـ ٓ ُيخاف طؾقف الضرر وٓ يخاف‬
‫طؾقف أن تتؾػ كػسف أن يؿقت أو يتؾػ طضق مـ أطضائف‪ ،‬ويف هذه الحال يجقز لف الػطر‬
‫وإفضؾ يف حؼف إيسر لف‪ ،‬هؾ إفضؾ أن يصقم أو إفضؾ أن يػطر كؼقل لف إيسر‬
‫لؽ‪ ،‬فنن كان إيسر لؽ أن تصقم فصؿ فإفضؾ أن تصقم وإذا كان إيسر أن تػطر‬
‫فإفضؾ أن تػطر‪.‬‬
‫‪ o‬الحالة الثاكقة‪ :‬أن يضره الصقام أو يخاف طؾك كػسف أو طؾك طضق مـ أطضائف لق صام‪،‬‬
‫ففـا يجب طؾقف أن يػطر‪ ،‬ويحرم طؾقف أن يصقم‪[ ،‬مثال] مريض الؽؾك قال الطبقب‪ :‬يف‬
‫الصقام خطر طؾقؽ شديد‪ ،‬فنكف يجب طؾقف أن ُيػطر لؼقل الـبل ﷺ‪ ٓ« :‬ضرر وٓ ضرار »‬
‫فقحرم طؾك اإلكسان أن يضر بـػسف‪ ،‬صقب إذا أفطر الؿريض ما الذي يجب طؾقف؟‬
‫الؿريض [يف هذه الحالة كقطقـ]‪:‬‬

‫الـقع إول‪ :‬أن يؽقن مريضا مرضا يرجك برؤه ويرجك شػاءه ففـا يجب طؾقف أن يؼضل إذا شػل‪،‬‬
‫مريض قال إصباء سقشػك إن شاء اهلل‪ ،‬لؽـ يحتاج سـة يحتاج سـتقـ يحتاج ثالث سـقـ‪ ،‬فنكف يـتظر‬
‫حتك يشػك وإذا شػل فنكف يؼضل‪.‬‬
‫الـقع الثاين‪ :‬مريض ٓ يرجك برؤه مقموس مـ شػاءه بحسب طؾؿ إصباء‪ ،‬ففـا يؽقن كالؽبقر‪،‬‬
‫وسقليت إن شاء اهلل حؽؿ الؽبقر‪ ،‬وحؽؿف هـا أن كؼقل باختصار‪ :‬أكف يطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ ،‬ولق ُفرض‬
‫أكف َأصعؿ ثؿ شاء اهلل فشػل فالراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ أكف ٓ يؾزمف شقئ يف ما مضك‪ٕ .‬كف فعؾ ما‬
‫وجب طؾقف فربأت ذمتف‪.‬‬
‫‪ o‬الحالة الثالثة‪ :‬هل أن يخشك زيادة الؿرض بالصقم‪ ،‬ففـا ٓ يؽقن الؿرض يف ذاتف شاقا‬
‫طؾقف‪ ،‬ولؽـ الؿشؼة تليت مـ كقكف يخاف إن صام أن يزداد الؿرض‪ ،‬و ُأصقر لؽؿ هذا‪:‬‬
‫إكسان معف حؿك وهذه الحؿك لقست شديدة بؾ خػقػة ففل بذاهتا لقست شاقة لؽـ‬
‫فذهب‬ ‫يخشك إن صام أن تشتد طؾقف الحؿك بسبب الصقام‪ ،‬ففـا اختؾػ العؾؿاء‪.‬‬
‫الجؿفقر إلك أكّف لقس لف أن ُيػطر بسبب الخقف مـ زيادة الؿرض‪ ،‬يعـل يؼقلقن إذا كان‬
‫مرضف خػقػا ولؽـف يخشك أكف إن صام يزداد مرضف فؾقس لف أن يػطر‪ ،‬ومعـك كالمفؿ يا‬
‫إخقة أكف يصبح صائؿا فنذا إزداد طؾقف الؿرض واشتد فنن لف أن ُيػطر‪ ،‬لؽـ أن ُيػطر‬
‫ابتداءا ٕكف يخاف زيادة الؿرض‪ .ٓ ،‬وذهب بعض الػؼفاء إلك ّ‬
‫أن لف أن يػطر ٕن‬
‫الخقف مـ زيادة الؿرض مشؼة‪ ،‬والؿشؼة تجؾب التقسقر‪ .‬والراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أكّف إذا‬
‫غؾب طؾك ضـف أكف إن صام إزداد طؾقف الؿرض ّ‬
‫فنن لف أن يػطر‪ ،‬إكسان يعرف بحؽؿ العادة‬
‫السابؼة أكف إذا صام يزداد طؾقف الؿرض‪ ،‬أو بخرب صبقب قال لف الطبقب‪ :‬طـدك مبادئ‬
‫مرض إذا صؿت سقشتد طؾقؽ ّ‬
‫فنن لف أن يػطر‪ ،‬أما إذا لؿ يغؾب طؾك ضـف لؽـف يخاف فنكف‬
‫يصقم فنذا اشتد طؾقف الؿرض فنكف ُيػطر‪.‬‬
‫ت‪.‬‬‫الـ َّْذر فِل اللقامِ‪ ،‬واللقا ِم ط ِـ ا ْلؿق ِ‬

‫َ ِّص‬ ‫ِّص َ َ ِّص َ َ‬ ‫ُ‬
‫ب َأ َّك ُف ُس ِ َؾ َط ْـ َر ُج ٍؾ ك ََذ َر ِص َقا َم َش ْفرٍ‪َ .‬ه ْؾ َل ُف َأ ْن‬ ‫ؽ َأ َّكف ب َؾ َغف طـ س ِع ِ‬
‫قد ْب ِـ ا ْل ُؿ َس َّق ِ‬ ‫ِ‬
‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ ُ َ ُ َ ْ َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َي َت َ َّق َع؟‬
‫َف َؼ َال َس ِعقدٌ ‪ :‬لِ َق ْبدَ ْأ بِالـ َّْذ ِر َق ْب َؾ َأ ْن َي َت َ َّق َع‪.‬‬
‫يعـل مـ كذر أن يصقم هؾ لف أن يتطقع قبؾ أن يصقم كذره؟ وهؾ يصقم أحد طـ أحد؟ هذا مؼصقد‬
‫هذا الػصؾ‪.‬‬
‫وهذا إثر مـؼطع ضعقػ فؾق صح فنكف لقس فقف حجة‪ٕ ،‬ن سعقد بـ الؿسقب مـ التابعقـ وأققال‬
‫التابعقـ لقست حجة‪ ،‬ولؽـ يستلكس بف العؾؿاء‪ ،‬ففذا أثر طـ تابعل‪ ،‬وهق ضعقػ ٕكف مـؼطف ولق صح‬
‫فنكف لقس فقف حجة‪.‬‬
‫ار ِم ْث ُؾ ذلِ َ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫ؽ‪َ :‬و َب َؾغَـِل َط ْـ ُس َؾ ْق َؿ َ‬
‫ان ْب ِـ َي َس ٍ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫«بؾغـل مثؾ ذلؽ » وهذا أيضا مـؼطع ضعقػ‪ ،‬والؿسللة هـا‪ّ ،‬‬
‫أن مـ كذر صقام شفر مثال‪ ،‬هؾ لف أن‬
‫يتطقع قبؾ أن يصقم كذره‪ ،‬مـ الؿعؾقم يا إخقة ّ‬
‫أن الـذر هق إلزام اإلكسان كػسف أمرا طؾك وجف الؼربة‪ ،‬فنن‬
‫كان لؾتؼرب لؿخؾقق ففق شرك باهلل والعقاذ باهلل‪ ،‬وإن كان لؾتؼرب إلك اهلل فال خقر يف الدخقل فقف‪،‬‬
‫ٓسقؿا كذر الؿجازاة‪ ،‬كذر الؿؼابؾة‪[ ،‬كلن يؼقل] إن شػك اهلل مريضل هلل طؾل أن أصقم شفرا‪ ،‬الدخقل‬
‫فقف ٓ خقر فقف‪ ،‬وقد جاء طـ ابـ طؿر ﭭ قال‪ « :‬كفك الـبل ﷺ طـ الـذر وقال إكف ٓ يرد شق ا وإكؿا‬
‫ُيستخرج بف مـ البخقؾ » متػؼ طؾقف‪ .‬لؽـ إذا كذر اإلكسان صاطة فنكف يجب طؾقف أن يػل هبا‪ ،‬مـ كذر أن‬
‫يطقع اهلل فؾقطعف‪ ،‬صقب كذر اإلكسان أن يصقم شفرا‪ ،‬هلل طؾل أن أصقم شفرا‪ ،‬إن كذا أو كذا أو كذا‪ ،‬ففؾ‬
‫لف أن يتطقع قبؾ أن يصقم كذره‪ ،‬مـ كذر صقام شفر أو كحقه مـ إيام ٓ يخؾقا مـ حالقـ‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن يـذر صقام شفر معقـ‪ ،‬هلل طؾل أن أصقم شفر ذي الؼعدة‪ ،‬هلل طؾل أن أصقم شفر‬
‫ربقع إول‪ ،‬وهـا لف أن يتطقع قبؾ أن يليت هذا الشفر باتػاق العؾؿاء‪ ،‬أكا قؾت الققم هلل طؾل أن أصقم شفر‬
‫ربقع إول أو ربقع الثاين أو جؿادى إولك‪ ،‬يجقز لل أن أتطقع غدا أو بعد غد إلك أن يليت الشفر باتػاق‬
‫العؾؿاء‪ّ ،‬‬
‫ٕن هذا الـذر ٓ يؾزم آدائف حتك يليت مقطده يليت الشفر‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يؽقن مطؾؼا‪ ،‬هلل طؾل أن أصقم شفرا‪ ،‬ففؾ لف أن يتطقع؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‬
‫بعد إتػاقفؿ طؾك ّ‬
‫أن آشتغال بالقاجب أفضؾ مـ التطقع‪ ،‬أن يصقم الـذر أفضؾ مـ أن يتطقع لؽـ هؾ‬
‫لف أن يتطقع قبؾ أن يصقم كذره؟‬
‫‪ -‬فذهب الجؿفقر إلك ّ‬
‫أن لف أن يتطقع ويصح تطقطف‪.‬‬
‫‪ -‬وذهب الحـابؾة إلك أكف لقس لف أن يتطقع‪ ،‬قالقا‪ّ :‬‬
‫ٕن ذمتف مشغقلة بالقاجب ففق كؿـ دخؾ طؾقف‬
‫شفر رمضان لقس لف أن يتطقع فؽذلؽ هاهـا‪.‬‬
‫‪ -‬ولؽـ الراجح هق ققل التطقع ّ‬
‫أن لف أن يتطقع وإن كان اشتغالف بالـذر أولك مـ التطقع‪.‬‬
‫ات َو َط َؾ ْق ِف ك َْذ ٌر ِم ْـ َر َق َب ٍة ُي ْعتِ ُؼ َفا‪َ ،‬أ ْو ِص َقامٍ‪َ ،‬أ ْو َصدَ َق ٍة‪َ ،‬أ ْو َبدَ ك ٍَة‪َ ،‬ف َل ْو َصك‬‫قل‪َ :‬م ْـ َم َ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َق َال‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُ‬
‫اللدَ َق َة ‪َ ،‬وا ْل َبدَ َك َة فِل ُث ُؾثِ ِف‪َ .‬و ُه َق ُي َب َّدى َط َؾك َما ِس َقا ُه ِم َـ ا ْل َق َص َايا إَِّٓ َما ك َ‬
‫َان‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ؽ َطـْ ُف م ْـ َمالف‪َ .‬فنِ َّن َّ‬ ‫بِ َل ْن ُي َق َّفك ذلِ َ‬
‫ب‪َ .‬وإِك ََّؿا ُي ْج َع ُؾ‬ ‫اج ٍ‬‫ور َو َغ ْقرِ َها‪ ،‬ك ََف ْق َِة َما َي َت َ َّق ُع بِ ِف ِم َّؿا َل ْق َس بِ َق ِ‬ ‫ب َط َؾ ْق ِف ِم َـ الـ ُُّذ ِ‬ ‫اج ُ‬ ‫ؽ َأ َّك ُف َل ْق َس ا ْل َق ِ‬‫ِم ْث َؾ ُف‪َ .‬وذلِ َ‬
‫ؽ ِم َـ ْإُ ُم ِ‬
‫قر‬ ‫س َمالِ ِف َٕ َّخ َر ا ْل ُؿت ََق َّفك ِم ْث َؾ ذلِ َ‬ ‫ؽ َل ُف فِل َر ْأ ِ‬
‫س َمالِ ِف‪َّ َِٕ .‬ك ُف َل ْق َجا َز ذلِ َ‬
‫ون َر ْأ ِ‬ ‫ذلِ َ ِ ِ ِ‬
‫ؽ فل ُث ُؾثف َخ َّ‬
‫اص ًة‪ُ .‬د َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ا ْلق ِ ِ ِ‬
‫اج َبة َط َؾ ْقف‪َ ،‬حتَّك إِ َذا َح َ َر ْ ُف ا ْل َق َفاةُ‪َ ،‬و َص َار ا ْل َؿ ُال ل َق َر َثتف‪َ ،‬س َّؿك م ْث َؾ هذه ْإَ ْش َقاا ا َّلتل َل ْؿ َيؽ ُْـ َي َت َؼا َ َ‬
‫اها‬ ‫َ‬
‫ُح َ‬ ‫َان ِطـْدَ مق ِ ِف سؿاها‪ ،‬وطسك َأ ْن ِ‬ ‫هذ ِه ْإَ ْش َقا َا‪َ .‬حتَّك إِ َذا ك َ‬
‫ؽ جائِز ًا َلف‪َ ،‬أ َّخر ِ‬ ‫ِمـْف م َت َؼا ٍ ‪َ .‬ف َؾق ك َ ِ‬
‫قط‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َان ذل َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ؽ َل ُف‪.‬‬ ‫بِ َج ِؿق ِع َمالِ ِف‪َ .‬ف َؾ ْق َس ذلِ َ‬
‫ات َو َط َؾ ْق ِف ك َْذ ٌر مِ ْـ َر َق َب ٍة ُي ْعتِ ُؼ َفا‪َ ،‬أ ْو ِص َقامٍ‪َ ،‬أ ْو َصدَ َق ٍة‪َ ،‬أ ْو َبدَ ك ٍَة‪،‬‬‫هـا يؼقل اإلمام مالؽ ‪َ « :$‬م ْـ َم َ‬
‫الصدَ َق َة ‪َ ،‬وا ْل َبدَ َك َة فِل ُث ُؾثِ ِف‪ٓ » .‬حظقا يا إخقة ذكر اإلمام مالؽ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َل ْو َصك بِ َل ْن ُي َق َّفك ذل َؽ َطـْ ُف م ْـ َمالف‪َ .‬فنِ َّن َّ‬
‫الرقبة وهذه مال‪ ،‬الصقام وهذا طؿؾ‪ ،‬أو صدقة وهذا مال أو بدكة وهذا مال‪ ،‬قال‪َ « :‬إِ َّن َّ‬
‫الصدَ َق َة ‪َ ،‬وا ْل َبدَ َك َة‬
‫–وكذلؽ الرقبة‪ -‬فِل ُث ُؾثِ ِف‪ ».‬أي أهنا إكؿا ُتخرج مـ الثؾث الذي يجقز أن يقصل بف ٓ مـ رأس مالف وهذا‬
‫سـعقد إلقف إن شاء اهلل لؽـ هذا رأي اإلمام مالؽ‪.‬‬
‫« َو ُه َق ُي َبدَّ ى ‪-‬يعـل ُيؼدم‪َ -‬ط َؾك َما ِس َقا ُه مِ َـ ا ْل َق َصا َيا » أي القصايا التل لقست واجبة يعـل لق ّ‬
‫أن مقتا‬
‫أوصك ببدكة وأوصك لجاره بشقئ فنن القصقة تؽقن بثؾث مالف‪ ،‬بؿاذا كبدأ؟ كبدأ بالبدكة لؿاذا؟ ٕهنا‬
‫واجبة طؾقف‪ ،‬فنن استغرقت الثؾث سؼطت القصقة لؾجار وإن بؼل شقئ ُيعطك الجار مـ هذا الشقئ‪ ،‬هذا‬
‫معـك كالم اإلمام مالؽ‪.‬‬
‫َان مِ ْث َؾ ُف‪ ».‬يعـل إٓ ماكان واجبا مثؾف وأوصك بف كؿا لق كان َد ْيـا لجاره طؾقف‪ ،‬فنكف واجب‪.‬‬ ‫ٓ َما ك َ‬ ‫«إِ َّ‬
‫ب‪ ».‬وٓ شؽ ّ‬
‫أن‬ ‫اج ٍ‬ ‫ور َو َغ ْق ِر َها‪ ،‬ك ََف ْق َئ ِة ما ي َت َط َّق ُع بِ ِف مِؿا َل ْق َس بِ َق ِ‬
‫ب َط َؾ ْق ِف مِ َـ الـ ُُّذ ِ‬ ‫« َوذل ِ َؽ َأ َّكف َل ْق َس ا ْل َق ِ‬
‫اج ُ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫القاجب ُمؼدم طؾك الـػؾ‪ ،‬ثؿ طؾؾ اإلمام مالؽ لؿاذا أكف قال مـ ثؾث مالف فؼال‪َ « :‬وإِك ََّؿا ُي ْج َع ُؾ ذل ِ َؽ فِل‬
‫س َمال ِ ِف َٕ َّخ َر ا ْل ُؿت ََق َّفك مِ ْث َؾ ذل ِ َؽ مِ َـ ْإُ ُم ِ‬
‫قر‬ ‫س َمال ِ ِف‪َّ َِٕ .‬ك ُف َل ْق َج َاز ذل ِ َؽ َل ُف فِل َر ْأ ِ‬‫ون َر ْأ ِ‬‫اص ًة‪ُ .‬د َ‬ ‫ِِ‬
‫ُث ُؾثف َخ َّ‬
‫اج َب ِة َط َؾ ْق ِف» يعـل لق كان ُيخرج ما يجب طؾقف مـ مالف كؾف لتفاون وما كان يمديفا وهق حل بؾ يلخرها‬ ‫ا ْل َق ِ‬
‫إلك أن يؿقت‪ ،‬فسدا لؾذريعة كؼقل إهنا ٓ تمدى إٓ مـ ثؾث الؿال‪َ « .‬حتَّك إِ َذا َح َض َر ْت ُف ا ْل َق َفاةُ‪َ ،‬و َص َار‬
‫هذ ِه ْإَ ْشق ِ‬
‫اء » فؼال‪[ :‬مثال] أوصل بنخراج رقبة واجبة طؾل أوصل بنخراج بدكة‬ ‫ا ْلؿ ُال لِقر َثتِ ِف‪ ،‬سؿك مِ ْث َؾ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫واجبة طؾل وأكا كذرت كذا وأوصل بنخراجف‪ ،‬حتك ُيخرج مـ مالف طـدما يؽقن طـد القرثة ولقس مـ‬
‫مالف وهق حل‪ ،‬يتؿتع مـ مالف وٓ يخرج القاجبات طؾقف ويجعؾ ذلؽ طؾك القرثة مـ مالف إذا مات‬
‫فقمخذ مـ حؼ القرثة‪.‬‬
‫َان ِطـْدَ‬
‫هذ ِه ْإَ ْش َقا َء‪َ .‬حتَّك إِ َذا ك َ‬
‫َان ذل ِ َؽ جائِز ًا َلف‪َ ،‬أ َّخر ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫اها مِـْ ُف ُم َت َؼ ٍ‬
‫اض‪َ .‬ف َؾ ْق ك َ‬ ‫اض َ‬ ‫«ا َّلتِل َل ْؿ َي ُؽ ْـ َي َت َؼ َ‬
‫قط بِ َج ِؿق ِع َمال ِ ِف‪َ .‬ف َؾ ْق َس ذل ِ َؽ َل ُف‪ » .‬وقؾت لؽؿ سابؼا إن اإلمام مالؽا ‪ $‬مـ‬ ‫ح َ‬‫اها‪ ،‬و َطسك َأ ْن ُت ِ‬
‫َم ْقتف َس َّؿ َ َ َ‬
‫ِِ‬
‫أكثر العؾؿاء إطؿآ لسد الذرائع وهق هـا يؼقل بجعؾفا يف ثؾث الؿال سدا لؾذريعة‪ ،‬لؽـ ٓحظقا ّ‬
‫أن كؾ‬
‫هذا الؽالم الذي ذكركاه لقس يف الصقام‪ ،‬لؽـ ذكره اإلمام تبعا ثؿ بالـسبة لؾصقام يليت يف إثر الذي يؾقف‪.‬‬
‫َان ُي ْس َل ُل‪َ :‬ه ْؾ َي ُلق ُم َأ َحدٌ َط ْـ َأ َح ٍد‪َ ،‬أ ْو ُي َل ِّصؾل‬ ‫ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ؽ َأ َّك ُف َب َؾ َغ ُف َأ َّن َط ْبدَ اهلل ْب َـ ُط َؿ َر ك َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َأ َحدٌ َط ْـ َأ َح ٍد؟‪.‬‬
‫قل‪َ َٓ :‬ي ُلق ُم َأ َحدٌ َط ْـ َأ َح ٍد‪َ ،‬وَٓ ُي َل ِّصؾل َأ َحدٌ َط ْـ َأ َح ٍد‪.‬‬
‫َف َق ُؼ ُ‬
‫هذا مؼطقع هـا‪ ،‬لؽـ جاء مقصقٓ بنسـاد صحقح طـ ابـ طؿر ﭭ‪ ،‬وقد أجؿع العؾؿاء طؾك أكف ٓ‬
‫ُيصؾل أحد طـ أحد ٓ طـ حل وٓ طـ مقت‪ ،‬فال يصؾل أحد طـ أحد حل وٓ يصؾل أحد طـ أحد‬
‫مقت‪ ،‬لق ّ‬
‫أن اإلكسان كان أبقه يف آخرحقاتف يف الؿستشػك وترك الصالة فؿات وطؾقف فروض يقم فنكف ٓ‬
‫يتخرج أن‬
‫خرج بعض الػؼفاء تخريجا طجقبا يف هذه الؿسللة وقالقا ّ‬
‫يصؾل طؾقف بنجؿاع العؾؿاء‪ ،‬لؽـ ّ‬
‫يؽقن طؾقف أن يخرج طـ كؾ صالة ُمدا مـ صعام‪ ،‬وهذا يف الحؼقؼة ٓ ُيؾتػت إلقف‪ ،‬لؽـ أذكره لؽؿ مـ‬
‫باب أن تعرفقا‪ ،‬وإٓ فؼد أجؿع العؾؿاء أكف ٓ يصؾل أحد طـ أحد كؿا ّ‬
‫أن العؾؿاء أجؿعقا طؾك أكف ٓ‬
‫يصؾل أحد طـ أحد حل‪ ،‬لق جاءكا إكسان وقال أبل كبقر يف السـ وٓ يستطقع أن يصقم وأكا أريد أين بعد‬
‫رمضان أقضل طـف أصقم طـف أصقم طـف قضاءا [قؾـا لف] لؿاذا؟ قال‪ّ :‬‬
‫ٕن الـبل ﷺ قال‪« :‬مـ مات وطؾقف‬
‫صقم صام طـف ولقف » فلكا أققس هذا طؾك هذا‪ .‬كؼقل لف‪ ،ٓ :‬هذا فاسد بنجؿاع العؾؿاء ٓ يصقم أحد طـ‬
‫أحد حل‪ ،‬أما مـ مات وطؾقف صقام واجب بـذر أو قضاء فنكف ٓ يخؾقا مـ ثالثة أحقال‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن يؽقن معذورا طذرا ٓ يرجك زوالف فؿات‪ ،‬يعـل إكسان والعقاذ باهلل يف آخر مراحؾ‬
‫السرصان ُأدخؾ الؿستشػك يف رمضان وما صام قال إصباء قالقا‪ :‬ما يرجك شػائف‪ ،‬بعد رمضان بشفر أو‬
‫شفريـ مات ففـا ُيطعؿ طـف طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ّ ،‬‬
‫ٕن هذا هق القاجب يف حؼف‪ ،‬فالؿريض مرضا ٓ يرجك‬
‫ُبرؤه ٓ يرجك مـف الصقام وإكؿا ُيطؾب مـف اإلصعام وسقليت يف الؽبقر هؾ هذا وجب أو غقر واجب لؽـ‬
‫الراجح أكف واجب‪ ،‬إذا اكتبفقا لفذا يا إخقة ٕكف بعض الـاس‪ ،‬حتك بعض الؿػتقـ يغػؾ طـ هذه الؼضقة‪.‬‬
‫إذا كان اإلكسان مريضا فؿات وطؾقف صقم لؿ يصؿف ولؽ ّـ طذره كان مرضا ٓ يرجك برؤه ففذا ٓ ُيصام‬
‫طـف‪ ،‬وإكؿا ُيطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ّ ،‬‬
‫ٕن هذا هق القاجب إصؾل يف حؼف‪ ،‬لق فرضـا أكف لؿ يؿت وبؼل‬
‫حقا‪ ،‬ما الذي كػعؾف‪ُ ،‬يطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ ،‬فؽذلؽ إذا مات‪ ،‬يؼقل قائؾ مـؽؿ‪ :‬صقب يا شقخ هذا‬
‫استؿر طذره إلك أن مات كؼقل ‪ ،ٓ :‬هذا اكؼؾب الحؽؿ يف حؼف إلك اإلصعام ولقس لؾصقام فـحـ هـا ٓ‬
‫كـظر إلك أكف استؿر مريضا إلك أن مات ٕكف وجب طؾقـا أن كُطعؿ طـف طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ ،‬وهقحل فنذا‬
‫مات اكتؼؾ هذا إلك القرثة ويؽقن مـ مالف‪.‬‬

‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يؽقن معذورا طذرا يرجك زوالف‪ :‬واستؿر طذره إلك الؿقت‪ ،‬مريض ولؽـ يرجك‬
‫أن ُيشػك فلفطر يف رمضان واستؿر ُطذره استؿر طذره ثالث أشفر بعد رمضان وهق مريض ثؿ مات‪،‬‬
‫فؿات وطؾقف صقام لؽـ طذره استؿر‪ ،‬هؾ استطاع الؼضاء؟ الجقاب‪ ،ٓ :‬وهـا طـد جؿاهقر العؾؿاء‪ٓ ،‬‬
‫ُيطؾب مـ أولقائف شقئ‪ ٓ ،‬إصعام وٓ قضاء‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا‪ٕ :‬كف لؿ يؾزم إصؾ لقجقد العذر فال يؾزم‬
‫الػرع‪ ،‬مـ إصؾ طـدكا؟ إصؾ الؿقت لؿ يؾزمف إداء ٕكف كان معذورا يف رمضان ولؿ يؾزمف الؼضاء‬
‫ٕكف كان معذورا إلك أن مات‪ ،‬فؿادام أكف لؿ يؾزم إصؾ فنكف ٓ يؾزم الػرع وٓ ُيطؾب مـ الػرع‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن ٓ يؽقن تلخقره لعذر بؾ كان يستطقع الؼضاء ولؽـ ّ‬
‫أخر فؿات‪ ،‬ففؾ يصقم طـف‬
‫ولقف أو ٓ يصقم؟ اختؾػ طؾؿاؤكا وفؼفاؤكا يف هذا‪.‬‬
‫َأ َأعى﴾‪ .‬فال يـػعف‬ ‫فذهب الجؿفقر إلك أكف ٓ يصام طـف لؼقل اهلل طز وجؾ‪َ ﴿ :‬أ َأ ن َّمٱ ۡي َأ ٱ ۡي َأٰى إ َّم َأ‬
‫ِت ِت ِت ِت‬ ‫ُ‬
‫صقم غقره طـف‪.‬‬
‫الشافعل يف ققل اختاره بعض الشافعقة كالبقفؼل الـقوي والحـابؾة يف ققل وبعض السؾػ‬
‫ُ‬ ‫وذهب‬
‫إلك أكف ُيصام طـف يف الؼضاء والـذر استحبابا‪ُ ،‬يستحب ٕولقائف أن يصقمقا طـف يف الذر والؼضاء‪ ،‬لؼقل‬
‫الـبل ﷺ‪ « :‬مـ مات وطؾقف صقام صام طـف ولقف » متػؼ طؾقف‪ .‬وطـ ابـ طباس ﭬ قال‪ « :‬جاا رجؾ إلك‬
‫إن أمل ما ت وطؾقفا صقم شفر أفلق قف طـفا؟ قال‪ :‬كعؿ فديـ اهلل أحؼ أن‬‫الـبل ﷺ فؼال يا رسقل اهلل ّ‬
‫إن أمل ماتت وطؾقفا صقم شفر‪ ،‬ولؿ‬ ‫ُيؼ ك» متػؼ طؾقف‪ .‬اِلحظقا هـا يا إخقة ّ‬
‫أن الرجؾ قال يا رسقل اهلل ّ‬
‫يؼؾ قضاءا وٓ كذرا‪ ،‬لؽـ لؿا لؿا قال‪« :‬وطؾقفا» يعـل أكف واجب‪ ،‬فؼال‪« :‬كعؿ فدَ يـ اهلل أحؼ أن ُيؼضك‪» .‬‬
‫ففذا الحديث كالحديث إول يدل طؾك أكف يؼضك طـف الصقام القاجب سقاء كان كذرا أو قضاءا مـ‬
‫وجفقـ‪.‬‬
‫أن الرجؾ قال ّ‬
‫إن أمل ماتت وطؾقفا صقم شفر‪ .‬هؾ سللف الـبل ﷺ لؿاذا؟ هؾ هق كذر‬ ‫القجف إول‪ّ :‬‬
‫أن رك آستػلال يف مؼام آحتؿال يـزل مـزلة العؿقم يف الؿؼام ‪.‬‬
‫أو قضاء؟ ما سللف‪ .‬وقد تؼدم معـا‪ّ :‬‬
‫فؽقن الـبل ﷺ لؿ يسللف دل ذلؽ طؾك إستقاء إمر سقاء كان طـ قضاء أو طـ كذر هذا القجف إول‪.‬‬
‫القجف الثاين‪ّ :‬‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬فديـ اهلل أحؼ أن يؼ ك » والؼضاء َديـ والـذر َديـ ففذا يشؿؾ‬
‫إن أمل ما ت‬
‫أن امرأة أ ت الـبل ﷺ فؼالت‪ّ :‬‬
‫« ّ‬ ‫إمريـ‪ ،‬ويف رواية طـ ابـ طباس ﭭ‪ :‬طـد مسؾؿ‪.‬‬
‫وطؾقفا صقم كذر أفلصقم طـفا؟ قال رسقل اهلل ﷺ‪ :‬أرأيت لق كان طؾك أمؽ ديـ فؼ قتف أكان يمدي‬
‫ذلؽ طـفا؟ قالت‪ :‬كعؿ‪ .‬قال فلقمل طـ أمؽ » فدل هذا طؾك أكف ُيصام طـ الؿقت إذا مات وطؾقف صقم‬
‫واجب سقاء كان ذلؽ قضاءا أو كان ذلؽ كذرا‪.‬‬
‫صقب‪ ،‬العؾؿاء قالقا إكف ُيستحب مع ّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪ :‬فصقمل طـ أمؽ‪« ،‬فصقمل» هذا أمر وإصؾ‬
‫ّ‬
‫أن إمر يؼتضل القجقب‪ ،‬ما الذي صرف إمر مـ القجقب إلك آستحباب قالقا الذي صرف إمر‬
‫مـ القجقب إلك آستحاب ّ‬
‫أن الـبل ﷺ شبف بالدَ ْيـ وقد أجؿع العؾؿاء أكف ٓ يجب طؾك القارث أن‬
‫يسدد ديـ مقرثف مـ مالف هق‪ ،‬يعـل مـ مال القارث‪ ،‬فؾق ّ‬
‫أن شخصا مات وطؾقف ديـ ولؿ يرتك مآ فنكف‬
‫ٓ يجب طؾك القرثة أن ُيسددوا ديـف لؽـ ُيستحب لفؿ‪ ،‬قالقا‪ :‬فؽذلؽ هـا‪ٕ ،‬ن الـبل ﷺ شبفف بالديـ‪.‬‬
‫وفرق بعض أهؾ العؾؿ بقـ الؼضاء والـذر وهذا طـد الحـابؾة‪ ،‬فؼالقا‪ :‬يصقم القلل طـ الؿقت إذا‬
‫ّ‬
‫مات وطؾقف صقم كذر أما يف الؼضاء فال يصقم طـف‪.‬‬
‫والراجح ما ذكركاه مـ أكف ُيستحب لؾقلل أن يصقم طـف‪ ،‬سقاء كان صقمف قضاءا أو كان كذرا‪.‬‬
‫ان‪ ،‬وا ْل َؽ َّػار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َما َجا َا فل َق َ اا َر َم َ َ َ‬
‫ات َي ْق ٍم فِل َر َم َ َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫اب َأ ْف َ َر َذ َ‬‫ؽ َط ْـ ز َْي ِد ْب ِـ َأ ْس َؾ َؿ‪َ ،‬ط ْـ َأ ِخ ِقف َأ َّن ُط َؿ َر ْب َـ ا ْلخَ َّ ِ‬
‫الشؿس‪َ .‬فجااه رج ٌؾ‪َ ،‬ف َؼ َال‪ :‬يا َأ ِمقر ا ْلؿ ْم ِمـِقـ‪ ،‬ا َّص َؾع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َُ َ ُ‬ ‫فل َي ْق ٍم ِذي َغ ْق ٍؿ‪َ .‬و َر َأى َأ َّك ُف َقدْ َأ ْم َسك‪َ ،‬وغَا َبت َّ ْ ُ‬
‫َّ‬
‫الش ْؿ ُس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َق َال ُط َؿ ُر‪ :‬ا ْلخَ ْ ُ‬
‫ب َيس ٌقر‪َ .‬و َقد ْ‬
‫اجت ََفدْ كَا‪.‬‬
‫يعـل ما جاء يف قضاء رمضان لؿـ أفطر يف رمضان يف بعض الصقر التل ستليت تحت هذا الػصؾ‬
‫والؽػارات وهذه إن شاء اهلل ستليت يف أثـاء الؽالم‪.‬‬
‫وإثر باإلسـاد الؿذكقر هـا مـؼطع‪ّ ،‬‬
‫ٕن خالد بـ إسؾؿ الذي هق أخق زيد بـ أسؾؿ لؿ يدرك طؿر‬
‫ﭬ‪ ،‬لؽـ جاء يف بعض روايات الؿقصل طـ زيد بـ أسؾؿ طـ أبقف ولقس طـ أخقف‪ ،‬وهبذا يؽقن مقصقٓ‬
‫صحقحا‪ ،‬فػل هذا إثر ّ‬
‫أن الصحابة والؿسؾؿقـ يف زمـ طؿر ﭬ كاكقا يف يقم مـ أيام رمضان فاشتدّ‬
‫أن الشؿس قد غربت ُ‬
‫فلخرجت لفؿ صحائػ و ُأخرج لفؿ أواين‬ ‫الغقؿ وأضؾؿت إرض فاجتفدوا فظـقا ّ‬
‫أن الشؿس قد صؾعت فؼال‬ ‫فلخرب طؿر ﭬ ّ‬ ‫فقفا شراب فلفطروا فؾؿا أفطروا إكؼشع الغقؿ طـ الشؿس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َيس ٌقر‪َ .‬و َقد ْ‬
‫اجت ََفدْ كَا‪ ».‬يعـل قد إجتفدكا فال إثؿ طؾقـا فالخطل مرفقع طـ الؿجتفد‬ ‫طؿر الخطب‪ « :‬ا ْل َخ ْط ُ‬
‫فال إثؿ طؾقف إذا أخطل‪.‬‬
‫ب َي ِس ٌقر» اختؾػ العؾؿاء معـك ققل طؿر ﭬ الخطب يسقر‪.‬‬
‫«ا ْل َخ ْط ُ‬
‫فؼال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬ما قالف اإلمام مالؽ هـا والذي سقؼرأه إخ بعد قؾقؾ‪ :‬معـك ّ‬
‫أن الخطب‬
‫يسقر‪ّ :‬‬
‫أن الؼضاء يسقر خػقػ الؿموكة‪ ،‬هق قضاء يقم فإمر سفؾ فقؽقن الؿعـك‪ :‬قال طؿر ﭬ إمر‬
‫يسقر كؼضل يقما‪ ،‬فالؼضاء سفؾ وقد روى طبد الرزاق هذا إثر هـا بنسـاد صحقح ويف آخره قال طؿر‬
‫اجت ََفدْ كَا َك ْؼ ِضل َي ْق ًما » كؼضل يقما مؽاكف‪ ،‬ففذا أحد تػسقرات العؾؿاء لجؿؾة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َيس ٌقر‪َ ،‬و َقد ْ‬
‫ﭬ‪ « :‬ا ْل َخ ْط ُ‬
‫طؿر ﭬ هـا‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ ،‬بؾ معـك ققل طؿر الخطب يسقر‪ّ :‬‬
‫أن إمر يسر وٓ شقئ طؾك مـ أخطل طـ‬
‫إجتفاد فؾقس طؾقـا شقئ‪ ،‬إجتفدكا وإمر يسقر ٓ إثؿ وٓ مماخذة طؾك الؿجتفد وٓ قضاء طؾقـا‪ ،‬وقد‬
‫روى طبد الرزاق بنسـاد صحقح ّ‬
‫أن الـاس قالقا لعؿر ﭬ‪ :‬كؼضل هذا الققم؟ طؾك سبقؾ اإلستػفام فؼال‬
‫طؿر ﭬ‪« :‬ولؿ؟ يعـل‪ :‬ولؿ كؼضل؟ فقاهلل ما تجاكػـا إلثؿ » كلكف يؼقل ما الذي فعؾـاه حتك كؼضل كحـ‬
‫اجتفدكا وأفطركا طـ اجتفاد‪ ،‬وقد وقعت مثؾ هذه الؼصة يف زمـ الـبل ﷺ فعـ أسؿاء ڤ قالت‪:‬‬
‫» إلك هـا إكتفك ققل أسؿاء رضل اهلل ڤ‬ ‫«أفطركا طؾك طفد الـبل ﷺ يقم غقؿ ثؿ صؾعت الشؿس‬
‫والحديث طـد البخاري‪ .‬فؼقؾ لفشام ُ‬
‫فلمروا بالؼضاء؟ قال «بدٌ مـ الؼضاء » واختؾػ العؾؿاء يف تػسقر‬
‫«بدٌ مـ الؼضاء»‬
‫قال بعض أهؾ العؾؿ معـاه‪ ٓ :‬بد مـ الؼضاء‪ ،‬كؿا يؼقل بعض الـاس الققم إذا قؾت لف هؾ كذا يؼقل‬
‫صبقعل هذا أمر مػروغ مـف‪ ،‬فؼال بعض أهؾ العؾؿ معـك «بدٌ مـ الؼضاء » يعـل أكف ٓ بد مـ الؼضاء هذا‬
‫أمر مػروغ مـف‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬إكؿا قال هذا طؾك سبقؾ اإلستػفام اإلكؽاري‪ ،‬يعـل وكلكف يؼقل وهؾ ٓ بد‬
‫مـ الؼضاء؟ وجاء طـ هشام يف رواية أخرى أكف قال‪ ٓ :‬أدري أقضقا أم ٓ‪ .‬فدل ذلؽ طؾك ّ‬
‫أن ققلف إول‬
‫إذا حؿؾـاه طؾك أكف ٓ بد مـ الؼضاء أكف لؿ يلخذه طـ سؿاع وإكؿا هق إجتفاد مـف‪ ،‬ولذلؽ قال ٓ أدري‬
‫أقضقا أم ٓ‪ .‬فاختؾػ العؾؿاء هـا هؾ طؾك مـ أفطر طـ إجتفاد ثؿ تبقـ أكف قد أفطر قبؾ الغروب هؾ‬
‫طؾقف الؼضاء؟‬
‫فذهب جؿفقر العؾؿاء ومـفؿ إئؿة إربعة إلك أكف ُيؿسؽ بؼقة يقمف وجقبا ويؼضل يقما مؽاكف‬
‫واحتجقا بؼقل هشام‪ ،‬بدٌ مـ الؼضاء‪ .‬وبؿا جاء طـ طؿر ﭬ أكف قال كؼضل يقما مؽاكف‪.‬‬
‫وذهب بعض الػؼفاء ومـفؿ اإلمام أحؿد يف رواية وداود الظاهري إلك أكف ُيؿسؽ بؼقة يقمف وٓ‬
‫يؼضل وهذا إقرب ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أكف يؿسؽ بؼقة يقمف وٓ يؼضل‪ّ ،‬‬
‫ٕن أسؿاء رضل اهلل طـفا ﭭ‬
‫ذكرت الؼصة ولؿ تذكر أهنؿ أمروا بالؼضاء وٓ شؽ أهنؿ لق أمروا بالؼضاء لـُؼؾ ذلؽ إلقـا ولؿا سؽتت‬
‫أسؿاء ڤ طـ كؼؾ هذا‪ ،‬وٕكف جاء طـ طؿر ﭬ ما يدل طؾك أكف لؿ يؼضل فـرجع إلك إصقل‬
‫َّم َأ ٓا َأ ۡي َأ ۡي َأ ۡي َأ‬ ‫َأ َّم َأ َأ ُث َأ ۡي َأ ٓا‬
‫﴾‪ .‬وقال كعؿ‪،‬‬ ‫ِتإن ِت ن‬ ‫و ِت‬ ‫الشرطقة واهلل طز وجؾ يف دطاء الؿممـقـ الؿبارك‪﴿ :‬ربن‬
‫فجعؾ لألمة أن ٓ يماخذها بالخطل‪.‬‬
‫لؽـ لق قضك احتقاصا لؽان أحسـ يعـل ما يجب طؾقف ولق لؿ يؼضل فنكف ٓ يلثؿ لؽـ لق أكف قضك‬
‫احتقاصا لؽان أحسـ‪.‬‬
‫يتػرع طـ هذا مسللة تؼع مـ الـاس الققم كثقرا يعـل مسللة الغقؿ‪ ،‬فؾق ّ‬
‫أن الشؿس اختػت يف الغقؿ‬
‫فلضؾؿت الدكقا فظـ الـاس أهنا قد غابت‪[ ،‬وهذه] ما تؽاد تؼع لقجقد الساطات‪ ،‬لؽـ يؼع مـ الـاس‬
‫شقئ يشبف هذا وهق أن ُيػطر اإلكسان طؾك سبب صحقح مـ غقر تػريط مـف ثؿ يتبقـ الخطل‪[ ،‬مثال] امرأة‬
‫طجقز جالسة يف بقتفا صائؿة يف رمضان وتـتظر إذان أخطل الؿلذن فلذن قبؾ الققت بخؿس دقائؼ‪:‬‬
‫[قال] اهلل أكرب‪ ،‬قامت الؿرأة وقالت‪ :‬بسؿ اهلل وأفطرت‪[ ،‬ففل] َبـَت طؾك سبب صحقح وهق إخبار‬
‫الؿمذن‪ ،‬والؿمذن ممتؿـ‪ ،‬ولؿ ُتػرط‪ ،‬لؿ يؼع مـفا تػريط‪ّ ،‬‬
‫فؾؿا أكؾت جاء ابـفا وقال‪ ،ٓ :‬يا أمل أخطل‬
‫الؿمذن أخطل الؿمذن‪ ،‬فنكف يجب طؾقفا أن أن تؿسؽ فقرا‪ ،‬بؼقة الققم وٓ يجب طؾقفا الؼضاء‪ ،‬بؾ‬
‫صقمفا صحقح‪ّ ،‬‬
‫ٕن فطرها خطل ولؿ يؼع مـفا تؼصقر وٓ تػريط‪ ،‬فؿـ أفطر طؾك سبب صحقح ُيعتؿد‬
‫أن الققت ٍ‬
‫باق ولؿ تغرب الشؿس فنكف يؿسؽ بؼقة الققم وٓ‬ ‫طؾقف شرطا ولؿ يؼع مـف تػريط ثؿ تبقـ ّ‬
‫يؼضل طؾك الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ لؽـ لق أراد أن يؼضل إحتقاصا لؽان أحسـ لؽـف ٓ يجب طؾقف‪.‬‬
‫قؿا ك َُرى‪َ ،‬واهللُ َأ ْط َؾ ُؿ‪َ .‬و ِخ َّػ َة َم ُموكَتِ ِف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َيس ٌقر‪ ،‬ا ْل َؼ َ ا ُا‪ ،‬ف َ‬
‫ِِ‬
‫ؽ‪ُ :‬يرِيدُ بِ َؼ ْقلف‪ :‬ا ْلخَ ْ ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫قل‪َ :‬ي ُلق ُم َي ْقمك َمؽَا َك ُف‪.‬‬ ‫َو َي َس َار ِ ِف‪َ .‬ي ُؼ ُ‬
‫ان ُم َتتَابِعك‪َ ،‬م ْـ َأ ْف َ َر ُه ِم ْـ‬ ‫ِ‬
‫قل‪َ :‬ي ُلق ُم َر َم َ َ‬ ‫ؽ َط ْـ كَافِ ٍع َأ َّن َط ْبدَ اهلل ْب َـ ُط َؿ َر ك َ‬
‫َان َي ُؼ ُ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َم َر ٍ ‪َ ،‬أ ْو فِل َس َػرٍ‪.‬‬
‫[وققل مالؽ] كؿا قؾـا ققل الجؿفقر فسروا هذه الجؿؾة هبذا الؿعـك‪.‬‬
‫وإثر الصحقح طـ ابـ طؿر ﭭ يتعؾؼ بؼضاء رمضان‪ ،‬هؾ يجب طك التتابع أو يجقز تػريؼف؟‬
‫[مثال] أكا أفطرت ثالث أيام مـ رمضان‪ ،‬ففؾ يجب طؾل أن أصقمفا متتابعات؟ فنذا بدأت بصقام الققم‬
‫إول‪ ،‬هؾ يجب أن أصقم الثاين والثالث‪ ،‬أو يجقز أن لل أن أفرقفا فلصقم الخؿقس ثؿ اإلثـقـ ثؿ‬
‫الخؿقس بـقة الؼضاء‪ ،‬هذه الؿسللة‪.‬‬
‫ان ُم َتتَابِعك‪َ ،‬م ْـ َأ ْف َط َر ُه » « َم ْـ َأ ْف َط َر ُه» هذا فاطؾ يصقم‪،‬‬
‫قل‪َ :‬ي ُصق ُم َر َم َض َ‬
‫َان َي ُؼ ُ‬
‫أثر ابـ طؿر هـا ڤ « ك َ‬
‫ض‪- ،‬أي بسبب الؿرض‪َ -‬أ ْو فِل َس َػ ٍر » وهذا إثر محتؿؾ لإللزام هبذا ّ‬
‫وأن هذا واجب‪،‬‬ ‫« مِ ْـ َم َر ٍ‬
‫ومحتؿؾ لإلستحباب يحتؿؾ أكف يؼصد يصقم ذلؽ إستحبابا يصقم متتابعا أو يؼصد يجب طؾقف أن يصقم‬
‫متتابعا‪.‬‬
‫ان‪.‬‬ ‫اخ َت َؾ َػا فِل َق َ ِ‬

‫اا َر َم َ َ‬ ‫اب َأ َّن َط ْبدَ اهللِ ْب َـ َط َّب ٍ‬
‫اس َو َأ َبا ُه َر ْي َر َة ْ‬ ‫ؽ َط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َف َؼ َال َأ َحدُ ُه َؿا‪ُ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‬
‫َو َق َال ْأ َخ ُر‪ُ َٓ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْق َـ ُف‪.‬‬
‫َٓ َأ ْد ِري َأ َّي ُف َؿا َق َال‪ُ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‪َ ،‬وَٓ َأ َّي ُف َؿا َق َال‪ُ َٓ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‪.‬‬
‫اخ َت َؾ َػا فِل‬ ‫أن َط ْبد اهللِ ْبـ َط َّباس َو َأبا ه ر ر‬

‫ي َة ْ‬ ‫هذه الرواية ل َمالِؽ؛ َط ِـ ا ْب ِـ ِش َفاب ‪-‬يعـل الزهري‪َّ « -‬‬
‫ان‪ ».‬هؾ يؽقن متتابعا أو ٓ يؽقن « َف َؼ َال َأ َحدُ ُه َؿا‪ُ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف َو َق َال ْأ َخ ُر‪َ :‬‬
‫ٓ ُي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‪ ».‬قال‬ ‫َقض ِ‬
‫اء َر َم َض َ‬ ‫َ‬
‫ٓ ُي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‪ ».‬هذه الرواية كؿا تؾحظقن إسـادها‬ ‫ٓ َأ ْد ِري َأ َّي ُف َؿا َق َال‪ُ :‬ي َػ ِّصر ُق َب ْقـَ ُف‪َ ،‬و َ‬
‫ٓ َأ َّي ُف َؿا َق َال‪َ :‬‬ ‫الزهري‪َ « :‬‬
‫مـؼطع‪ ،‬وقد جاء طـ ابـ طباس ﭭ وأبل هريرة ﭬ بالروايات الصحقحة أكف مخقر‪ ،‬إن شاء ّفرقفا وإن‬
‫إن ش ت فرقف‬ ‫شاء لؿ يػرقفا‪ ،‬فروى طبد الرزاق طـ ابـ طباس وأبل هريرة قآ‪ :‬يف قضاء رمضان‪« :‬‬
‫حسبؽ إذا أحلقتف » الؿفؿ إحػظ كؿ طؾقؽ كؿ صؿت وكؿ بؼل‪ ،‬وهذا إثر إسـاده صحقح‪ ،‬لق ٓ ّ‬
‫أن‬
‫ابـ جريج ُمدلس وقد طـعـ‪ ،‬لؽـ الروايات إخرى تشفد لف‪ ،‬فالثابت طـ ابـ طباس ﭬ وأبل هريرة‬
‫أكف مخقر إن شاء ّفرق وإن شاء صام متتابعا‪.‬‬
‫إقػز الػؼرة التالقة إلك الػؼرة التل تؾقفا‪.‬‬
‫ب يس َل ُل طـ َق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ان‪.‬‬
‫اا َر َم َ َ‬ ‫ؽ َط ْـ َي ْح َقك ْب ِـ َسعقد َأ َّك ُف َسؿ َع َسعقدَ ْب َـ ا ْل ُؿ َس َّق ِ ُ ْ َ ْ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ان‪َ ،‬و َأ ْن ُي َقا ََر‪.‬‬
‫ب إِ َل َّل َأ ْن َٓ ُي َػ َّر َق َق َ ا ُا َر َم َ َ‬ ‫ِ‬
‫َف َؼ َال َسعقدٌ ‪َ :‬أ َح ُّ‬
‫ان َف َؾ ْق َس َط َؾ ْق ِف إِ َطا َد ٌة‪َ .‬وذلِ َ‬
‫ؽ ُم ْج ِزئٌ َط ْـ ُف‪.‬‬ ‫قل‪ :‬فِل َم ْـ َف َّر َق َق َ ا َا َر َم َ َ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُ‬
‫ب ذلِ َ‬
‫ؽ إِ َل َّل َأ ْن ُيتَابِ َع ُف‪.‬‬ ‫َو َأ َح ُّ‬
‫« َو َأ ْن ُي َقا ََر‪ ».‬يعـل أن ُيتابع‪.‬‬
‫أن مـ طؾقف أياما متعددة مـ رمضان أكف ُيستحب أن يؼضقفا متتابعة‪ ،‬يعـل ّ‬
‫أن‬ ‫إتػؼ العؾؿاء طؾك ّ‬
‫إفضؾ أن يؼضقفا متتابعة‪ ،‬ثؿ اختؾػقا هؾ يجب هذا أو ٓ يجب؟‬
‫فذهب جؿفقر العؾؿاء إلك أكف ٓ يجب صقامفا متتابعة وإكؿا هق مستحب‪ ،‬فؾق فرقفا جاز وأجزأ طـف‬
‫َأ ُث َأ‬ ‫َأ ‪ٞ‬ة‬
‫وصحت‪ ،‬لؼقل اهلل طز وجؾ‪ِ ﴿ :‬ت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾ فلصؾؼ‪ ،‬ففذا يشؿؾ أن يصقمفا مػرقة أو يصقمفا‬
‫متتابعة‪.‬‬
‫وذهب بعض فؼفاء السؾػ وداود الظاهري إلك وجقب التتابع وأكف يجب طؾقف أن يصقمفا متتابعة‬
‫وذلؽ لحديث يروى طـ الـبل ﷺ أكف قال‪ « :‬مـ كان طؾقف صقم مـ رم ان فؾقسرده وٓ يؼ عف » رواه‬
‫الداراقطـل وضعػف الداراقطـل‪ ،‬وقال إلباين رحؿف اهلل‪ ٓ :‬يصح يف التػريؼ وٓ يف الؿتابعة حديث‬
‫مرفقع‪ .‬قؾت‪ :‬وأثار بقـ الصحابة متعارضة إذا قؾـا أثر ابـ طؿر يدل طؾك القجقب‪ ،‬فنكف يؼابؾف أثر ابـ‬
‫طباس وأبل هريرة رضل اهلل طـ الجؿقع‪ ،‬وإذا تعارضت أثار تساقطت‪ ،‬وٓ حجة يف واحد مـفا فـعقد‬
‫إلك أصؾ أية ﴿ ِت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾‪.‬‬
‫فالراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ أكف ٓ يجب التتابع وٓ يشرتط بؾ مـ صام مػرقا أو صام إيام متتابعة‬
‫فنن صقمف صحقح‪.‬‬
‫إرجع إلك الػؼرة السابؼة‪.‬‬
‫اس َت َؼا َا َو ُه َق َصائِ ٌؿ‪َ ،‬ف َع َؾ ْق ِف‬ ‫ِ‬

‫قل‪َ :‬م ِـ ْ‬ ‫ؽ َط ْـ كَافِعٍ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهلل ْب ِـ ُط َؿ َر َأ َّك ُف ك َ‬
‫َان َي ُؼ ُ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ا ْل َؼ َ ا ُا‪َ .‬و َم ْـ َذ َر َط ُف ا ْل َؼ ْل ُا‪َ ،‬ف َؾ ْق َس َط َؾ ْق ِف ا ْل َؼ َ ا ُا ‪.‬‬
‫قال طبد اهلل بـ طؿر ڤ « َم ِـ ْ‬

‫اس َت َؼا َء » أي صؾب الؼقئ واستدطك الؼقئ‪ ،‬فعؿؾ طؿال يسبب الؼقئ‬
‫قاصدا متعؿدا‪ ،‬مثؾ أن يدخؾ أصبعف يف فقف مـ أجؾ أن يؼقئ أو يذهب إلك مؽان فقف رائحة كريفة مـ‬
‫أجؾ أن يؼقئ أو يـظر إلك مـاضر مؼززة مـ أجؾ أن يؼقئ‪ ،‬الؿفؿ أكف يػعؾ فعال يمدي إلك الؼقئ قاصدا‬
‫فعؾقف الؼضاء‪َ «.‬و َم ْـ َذ َر َط ُف » أي غؾبف وحرج بغقر إختقاره‪َ « .‬و َم ْـ َذ َر َط ُف –أي غؾبف وخرج مـ غقر اختقاره‪-‬‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬مـ ذرطف الؼقئ فؾقس طؾقف‬ ‫ا ْل َؼل ُء‪َ ،‬ف َؾ ْق َس َط َؾ ْق ِف ا ْل َؼ َضا ُء ‪ ».‬وقد جاء يف حديث أبل هريرة ّ‬
‫ْ‬
‫ق اا ومـ استؼاا طؿدا فؾقؼ ل » والحديث رواه أحؿد والرتمذي وأبق داود وابـ ماجف وصححف‬
‫الحاكؿ والذهبل وإلباين‪ .‬ففذا الذي يف أثر ابـ طؿر صح مرفقطا إلك الـبل ﷺ‪ .‬وقد إتػؼ العؾؿاء طؾك‬
‫أن مـ ذرطف الؼقئ ٓ شقئ طؾقف‪ ،‬أما مـ تعؿد الؼقئ ّ‬
‫فنن صقمف يبطؾ بآتػاق‪ ،‬قال ابـ الؿـذر‪ :‬أجؿع‬ ‫ّ‬
‫أهؾ العؾؿ طؾك إبطال صقم مـ استؼاء طامدا‪ .‬فؿـ تعؿد الؼقئ فنكف يبطؾ صقمف باتػاق العؾؿاء‪ ،‬سقاء‬
‫رجع شقئ إلك جقفف أو لؿ يرجع‪ ،‬أما مـ ذرطف الؼقئ فال شقئ طؾقف‪ ،‬حتك لق رجع شقئ إلك جقفف بغقر‬
‫تعؿد ففذا يؽقن فعؾ مػطرا‪ ،‬لؽـ إذا غؾبف الؼقئ فنكف ٓ شقئ طؾقف حتك لق رجع شقئ إلك‬
‫اختقاره‪ ،‬أما إذا ّ‬
‫جقفف بغقر إختقاره‪ ،‬كعؿ جاء طـ بعض الصحابة ّ‬
‫أن مـ قاء ٓ ُيػطر‪ ،‬جاء طـ أبل هريرة أكف إذا قاء ٓ‬
‫ُيػطر إكؿا أخرج ولؿ ُيدخؾ‪ .‬وجاء طـ ابـ طباس وطؽرمة ّ‬
‫أن الصقم مؿا دخؾ ولقس مؿا خرج‪ .‬لؽ ّـ‬
‫هذا ترده إحاديث الصحقحة‪ ،‬ولذلؽ أهؿؾ العؾؿاء هذه إققال وحؽقا اإلجؿاع طؾك ّ‬
‫أن تعؿد الؼقئ‬
‫فؼاء ّ‬
‫أن صقمف يبطؾ‪ ،‬لفذا الحديث الصحقح وأثر ابـ طؿر ﭭ لف حؽؿ الرفع ٕكف مؿا ٓ يؼال‬
‫بآجتفاد‪ ،‬فؾف حؽؿ الرفع إلك الـبل ﷺ‪.‬‬
‫أخذ العؾؿاء مـ هذا الحديث فائدة وهل ّ‬
‫أن مـ تعؿد الػطر يف رمضان يجب طؾقف أن يؼضل ٕن‬
‫الـبل ﷺ قال‪« :‬ومـ استؼاء طؿدا فؾقؼضل» ففذا تعؿد الػطر يف رمضان ومع ذلؽ أوجب طؾقف الـبل ﷺ‬
‫أن يؼضل وقد مرت الؿسللة معـا‪.‬‬
‫َان ِم ْـ‬ ‫اهقك‪َ ،‬أو ك ِ‬

‫َاسقك‪َ ،‬أ ْو َما ك َ‬ ‫ْ‬
‫ان‪ ،‬س ِ‬ ‫ِ‬
‫قل‪َ :‬م ْـ َأك ََؾ‪َ ،‬أ ْو َشرِ َب فل َر َم َ َ َ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫قال َيح َقك َو َس َؿ ْع ُ‬
‫ب َط َؾ ْق ِف َأ َّن َط َؾ ْق ِف َق َ ا َا َي ْق ٍم َمؽَا َك ُف‪.‬‬ ‫ِص َقا ٍم َو ِ‬
‫اج ٍ‬
‫اهقك‪َ ،‬أو ك ِ‬
‫ان‪ ،‬س ِ‬ ‫ِ‬ ‫«قال َيح َقك َو َس َؿ ْع ُت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬
‫َاسقك‪».‬‬ ‫ْ‬ ‫قل‪َ :‬م ْـ َأك ََؾ‪َ ،‬أ ْو َش ِر َب فل َر َم َض َ َ‬
‫َاسقك» هؾ بقـفؿا فرق؟‬ ‫اهقك‪َ ،‬أو ك ِ‬ ‫«س ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫قال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬هؿا بؿعـك واحد يؼال ساهل ويؼال كاسل‪ ،‬وهق الذي ٓ يتذكر‪.‬‬
‫وقال بعضفؿ‪ :‬الساهل إذا ذكرتف ٓ يتذكر والـاسل إذا ذكرتف يتذكر‪ ،‬يعـل إكسان يف رمضان أخذ الؿاء‬
‫وشرب قؾت لف‪ :‬فالن سبحان اهلل‪ ،‬قال‪ :‬آه [فتذكر ووضعف]‪ ،‬هذا كاسل‪ .‬أخر أخذ الؿاء وشرب يف هنار‬
‫رمضان قؾت‪ :‬فالن سبحان اهلل‪ ،‬قال‪ :‬ايش فقف‪ .‬هذا ساهل‪ٕ ،‬كؽ إذا ذكرتف ٓ يتذكر‪.‬‬
‫وطؽس بعضفؿ فؼال الـاسل إذا ذكرتف ٓ يتذكر والساهل إذا ذكرتف يتذكر طؽس إول‪.‬‬
‫طؿا كان معؾقما‬
‫وقال بعضفؿ الـسقان طؿا كان معؾقما يعـل كان اإلكسان يعرف ولؿ يتذكر والسفق ّ‬
‫وطؿا لؿ يؽـ معؾقما‪ ،‬يسؿك سفقا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫َان مِ ْـ‬
‫َاسقك‪َ ،‬أ ْو َما ك َ‬ ‫اهقك‪َ ،‬أو ك ِ‬
‫ْ‬
‫ان‪ ،‬س ِ‬ ‫ِ‬ ‫«قال َيح َقك َو َس َؿ ْع ُت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬
‫قل‪َ :‬م ْـ َأك ََؾ‪َ ،‬أ ْو َش ِر َب فل َر َم َض َ َ‬
‫ب َط َؾ ْق ِف؛ ‪-‬يعـل يف غقر رمضان‪ ،‬قضاء كذر صقام كػارات‪َ -‬أ َّن َط َؾ ْق ِف َق َضا َء َي ْق ٍم َم َؽا َك ُف ‪ ».‬وقد‬ ‫ِص َقا ٍم َو ِ‬
‫اج ٍ‬
‫اختؾػ العؾؿاء يف هذه الؿسللة‪.‬‬

‫أن مـ أكؾ أو شرب كاسقا وهق صائؿ ّ‬
‫أن صقمف صحقح وأكف يتؿ صقمف‬ ‫فذهب جؿفقر العؾؿاء إلك ّ‬
‫وٓ شقئ طقف‪ .‬لحديث أبل هريرة ﭬ ّ‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬إذا كسل فلكؾ أو شرب فؾقتؿ صقمف فنكؿا‬
‫أصعؿف اهلل وسؼاه » متػؼ طؾقف‪ .‬وهذا الحديث واضح‪« ،‬إذا كسل فلكؾ أو شرب فؾقتؿ صقمف فنكؿا أصعؿف‬
‫اهلل وسؼاه » أيضا لحديث أبل هريرة ﭬ قال‪« :‬جاا رجؾ إلك الـبل ﷺ فؼال‪ :‬يا رسقل اهلل إين أكؾت‬
‫وشربت كاسقا وأكا صائؿ فؼال الـبل ﷺ‪ :‬اهلل أصعؿؽ وسؼاك » رواه أبق داود وصححف إلباين‪ .‬وزاد ابـ‬
‫ٕن فقفا ّ‬
‫أن‬ ‫حبان‪« :‬أ ِّصؿ صقمؽ » فرواه ابـ حبان وزاد يف آخره «أ ِّصتؿ صقمؽ » وهذه الزيادة كافعة جدا ّ‬
‫الـبل ﷺ أمره بنتؿام الصقم‪.‬‬
‫وذهب الؿالؽقة إلك أكف يجب أن ُيتؿ صقم يقمف‪ ،‬وطؾقف قضاء ذلؽ الققم‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا ّ‬
‫ٕن حؼقؼة‬
‫الصقم قد ذهبت‪ٕ ،‬ن حؼقؼة الصقم اإلمساك طـ إكؾ والشرب والشفقة‪ ،‬وهق هـا لؿ يؿسؽ طـ‬
‫إكؾ والشرب‪ ،‬فال يؽقن صائؿا‪ ،‬وقالقا‪ :‬أيضا ّ‬

‫إن الـبل ﷺقال يف الصالة‪« :‬مـ كام طـ صالة أو كسقفا‬
‫فؾقلؾفا إذا ذكرها » فؾؿ يعذره يف الصالة بالـسقان ٕكف يؿؽـف أن يتداركفا‪ ،‬قالقا‪ :‬فؽذلؽ هاهـا فنكف‬
‫يؿؽـف أن يتدارك بالؼضاء‪ .‬قؾـا لفؿ‪ :‬ماذا تػعؾقن بالحديث قالقا‪ :‬كحؿؾف طؾك التطقع ولقس طؾك‬
‫الػرض‪.‬‬
‫والراجح‪ :‬ققل الجؿفقر أكف يتؿ صقمف ولقس طؾقف قضاء وهذا فضؾ مـ اهلل طز وجؾ طؾك أمة محؿد‬
‫فنن هذا يرده أكف قد ورد طـ أبل هريرة ّ‬
‫أن الـبل ﷺ‬ ‫ﷺ وأما ققل الؿاكقة كحؿؾ الحديث طؾك التطقع ّ‬
‫قال‪« :‬مـ أف ر يف شفر رم ان كاسقا ٓ ق اا طؾقف وٓ كػارة» رواه ابـ خزيؿة والبقفؼل وحسـف إلباين‪.‬‬
‫ويف رواية مـ أكؾ أو شرب يف رمضان كاسقا فال قضاء طؾقف وٓ كػارة‪ .‬رواه ابـ خزيؿة والحاكؿ وقال‬
‫صحقح طؾك شرط مسؾؿ‪ .‬ففذا كص أكف أكف يف رمضان فاكدفع تلويؾ الؿاكقة لؾحديث أكف يف صقم التطقع‪.‬‬
‫وأما ققلفؿ‪ٕ :‬ن حؼقؼة الصقم اكتػت فقف‪ ،‬فؼؾـا‪ّ :‬‬
‫إن السـة قاضقة طؾك هذا التعؾقؾ‪.‬‬
‫وأما ققلفؿ إكف يشبف الصالة‪ ،‬فؼؾـا‪ :‬هـاك فرق‪ّ ،‬‬
‫ٕن الصالة يف باب الؿلمقرات ويؿؽـ تداركفا أما‬
‫إكؾ والشرب ففق يف إرتؽاب محظقر‪ ،‬وإرتؽاب الؿحظقر غقر الؿلمقر‪.‬‬
‫فالراجح هق ققل الجؿفقر وهذا ضاهر مـ السـة‪.‬‬
‫اه ٍد وهق ي ُق ُ بِا ْلبق ِ‬
‫ْت مع مج ِ‬ ‫ؽ َط ْـ ُح َؿ ْق ِد ْب ِـ َق ْق ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫س َأ َّك ُف َأ ْخ َب َر ُه‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬كـ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ات‪َ ،‬أ ْو َي ْؼ َ ُع َفا؟‪.‬‬ ‫ان َفس َل َلف طـ ِصقا ِم َأيا ِم ا ْل َؽ َّػارةِ َأم َتتَابِع ٍ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َف َجا َا ُه إِك َْس ٌ َ ُ َ ْ َ َّ‬
‫ت َل ُف‪َ :‬ك َع ْؿ‪ُ ،‬ي ْؼ ِ ُع َفا إِ ْن َشا َا‪.‬‬ ‫َق َال ُح َؿ ْقدٌ ‪َ :‬ف ُؼ ْؾ ُ‬
‫ب‪َ :‬ثالَ َث ِة َأيا ٍم م َتتَابِع ٍ‬
‫ات‪.‬‬ ‫اهدٌ ‪َ َٓ :‬ي ْؼ َ ُع َفا‪َ ،‬فنِك ََّفا فِل قِ َرا َاةِ ُأ َب ِّصل ْب ِـ َك ْع ٍ‬ ‫َق َال مج ِ‬
‫َّ ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫هـا هذه الؿسللة يف كػارة القؿقـ إذا لؿ يجد اإلكسان الؽػارة فصام ثالثة أيام هؾ لف أن يصقمفا مػرقة‬
‫أو ٓ بد أن يتابعفا؟ قال حؿقد‪ :‬لف أن يؼطعفا فقػرقفا‪ ،‬وقال مجاهد‪ :‬لقس لف ذلؽ‪ ،‬بؾ يجب طؾقف أن‬
‫ب‪َ :‬ثالَ َث ِة َأيا ٍم م َتتَابِع ٍ‬
‫ات‪».‬‬ ‫يتابعفا « َفنِك ََّفا فِل قِ َرا َءةِ ُأ َبل ْب ِـ َك ْع ٍ‬
‫َّ ُ َ‬ ‫ِّص‬
‫ومجاهد لؿ يدرك ُأ َّبل بـ كعب طؾك الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ ‪ ،‬فعؾك هذا ذِكره لرواية ُأ َبل بـ‬
‫كعب أو قراءة ُأ َّبل بـ كعب مـؼطع‪ ،‬وسقليت الؽالم طـ هذه الؼراءة‪.‬‬
‫ُقن َما َس َّؿك اهلل فِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫آن ُي َلا ُم ُم َتتَابِعك‪.‬‬ ‫ب إِ َل َّل َأ ْن َيؽ َ‬ ‫قال َيح َقك‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫ؽ‪َ :‬و َأ َح ُّ‬
‫ُ‬
‫كالم مالؽ هـا يدل طؾك أكف ٓ يرى وجقب التتابع‪ ،‬ولؽـ يرى أكف يستحب أن يصقمفا متتابعات‪،‬‬
‫وقد إختؾػ العؾؿاء يف صقام الثالثة أيام يف كػارة القؿقـ‪.‬‬
‫فذهب الؿالؽقة والشافعقة إلك أكف ُيستحب التتابع وٓ يجب التتابع بؾ يجقز أن يػرقفا إلصالق‬
‫أية‪.‬‬
‫وذهب الحـػقة والحـابؾة إلك وجقب التتابع لؼراءة ُأ َّبل وابـ مسعقد «فصقام ثالثة أيام متتابعات‪» .‬‬
‫وقد أخرج قراءة ُأ َّبل الحاكؿ وقال صحقح اإلسـاد ووافؼف الذهبل وقال إلباين‪« :‬وبالجؿؾة فالحديث أو‬
‫الؼراءة ‪ » ...‬قال ‪ :‬والحديث أو الؼراءة ّ‬
‫ٕن الؼراءة الشاذة تعترب طـد الؿحؼؼقـ مـ الحديث ولقست مـ‬
‫الؼرآن وإكؿا هل مثؾ خرب القاحد‪ ،‬ولذلؽ قال الشقخ إلباين رحؿف اهلل‪ « :‬وبالجؿؾة فالحديث أو الؼراءة‬
‫ثابت بؿجؿقع هذه الطرق طـ همٓء الصحابة‪ :‬ابـ مسعقد وابـ طباس و ُأ َّبل » ففذه الؼراءة بؿجؿقع‬
‫الطرق ثابتة طـ ُأ َّبل وابـ طباس وابـ مسعقد‪ .‬وهذه الؼراءة تـزل مـزلة حديث خرب القاحد فقدل ذلؽ‬
‫طؾك وجقب التتابع‪.‬‬
‫لؽـ إقرب واهلل أطؾؿ ّ‬
‫أن التتابع ٓ يجب‪ ،‬إلصالق الؼراءة الؿتقاترة فنهنا لؿ تؼقد بالتتابع فالذي‬
‫يظفر ّ‬
‫أن التتابع أفضؾ لؽـف ٓ يجب‪.‬‬
‫قط فِل َغ ْقرِ َأ َو ِ‬

‫ان‬ ‫ان‪َ ،‬فتَدْ َفع د ْفع ًة ِمـ د ٍم طبِ ٍ‬
‫ُ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْل َؿ ْر َأةِ ُْلبِ ُح َصائِ َؿ ًة فِل َر َم َ َ‬ ‫َق َال َيح َقك ‪ُ :‬س ِ َؾ َمالِ ٌ‬
‫آخ َر‪َ ،‬فتَدْ َف ُع ُد ْف َع ًة ُأ ْخ َرى‪،‬‬‫ؽ‪َ .‬فالَ ََرى َش ْق ك‪ُ .‬ث َّؿ ُْلبِ ُح َي ْقمك َ‬ ‫َح ْق َ تِ َفا‪ُ .‬ث َّؿ َ ـْتَظِ ُر َحتَّك ُْؿ ِس َل َأ ْن ََرى ِم ْث َؾ ذلِ َ‬
‫ام َفا‪َ ،‬و َصالَ ِ َفا؟‬ ‫ػ َلـَع فِل ِصق ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؽ َطـ َْفا َق ْب َؾ َح ْق َ ت َفا بِ َل َّيا ٍم‪َ .‬ف ُس َؾ‪َ :‬ك ْق َ ْ ُ‬ ‫ون ْإُو َلك‪ُ .‬ث َّؿ َي ْـ َؼ ِ ُع ذلِ َ‬
‫َو ِه َل ُد َ‬
‫الد ُم‬
‫ب َطـ َْفا َّ‬ ‫الد ُم ِم َـ ا ْل َح ْق َ ِة‪َ ،‬فنِ َذا َر َأ ْ ُف َف ْؾ ُت ْػ ِ ْر‪َ ،‬و ْل َت ْؼ ِ‬
‫ض َما َأ ْف َ َر ْت‪َ ،‬فنِ َذا َذ َه َ‬ ‫ؽ َّ‬ ‫ؽ‪ :‬ذلِ َ‬
‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫َف ْؾ َت ْغت َِس ْؾ‪َ ،‬و ْلت َُل ْؿ‪.‬‬
‫هذه الؿسللة متعؾؼة بالحقض‪ّ ،‬‬

‫وإن مسائؾ الحقض مـ أشؼ الؿسائؾ طؾك الػؼقف‪ ،‬وهل مسائؾ‬
‫يصعب الخقض فقفا‪ ،‬وهـا أشقر إلك أصؾ اإلمام مالؽ وإلك الراجح يف الؿسائؾ‪ٕ ،‬كف يصعب طؾقـا أن‬
‫كػصؾ ما يتعؾؼ بالحقض بحسب كالم الػؼفاء‪ ،‬هـا‪.‬‬
‫« َق َال َيح َقك ‪ُ :‬سئِ َؾ َمال ِ ٌؽ‪َ ،‬ط ِـ ا ْل َؿ ْر َأةِ ُت ْصبِ ُح َصائِ َؿ ًة فِل َر َم َض َ‬
‫ان‪َ ،‬فتَدْ َف ُع ُد ْف َع ًة » الدفعة‪ :‬ما يدفع مرة‬
‫واحدة‪ ،‬يـدفع الدم مرة واحدة يخرج مـفا الدم مرة واحدة‪.‬‬
‫قط» الدم العبقط هق الطري الخالص الذي ٓ يخالص شقئ‪.‬‬ ‫«مِـ د ٍم َطبِ ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ان َح ْق َضتِ َفا‪ » .‬يعـل يف غقر أيام حقضتفا‪ ،‬يعـل مثال العادة ّ‬
‫أن الحقض يلتقفا يف الققم‬ ‫«فِل َغق ِر َأو ِ‬
‫ْ َ‬
‫العاشر مـ الشفر الؿقالدي ففذ الؿرة جاءها يف الققم الثامـ مـ الشفر الؿقالدي أو يف الققم السابع قبؾ‬
‫يقم طادهتا الؿعتاد‪.‬‬
‫« ُث َّؿ َتـْتَظِ ُر َحتَّك ُت ْؿ ِسل َأ ْن َت َرى مِ ْث َؾ ذل ِ َؽ –يعـل أن ترى دما‪َ -‬فالَ َت َرى َش ْقئك‪ُ .‬ث َّؿ ُت ْصبِ ُح َي ْقمك َ‬
‫آخ َر‪،‬‬ ‫َ‬
‫ػ‬‫ون ْإُو َلك‪ُ .‬ث َّؿ َيـْ َؼطِ ُع ذل ِ َؽ َطـ َْفا َق ْب َؾ َح ْق َضتِ َفا بِ َل َّيا ٍم‪َ .‬ف ُسئِ َؾ‪َ :‬ك ْق َ‬
‫َفتَدْ َف ُع ُد ْف َع ًة ُأ ْخ َرى‪ - ،‬مـ الدم‪َ -‬و ِهل ُد َ‬
‫َ‬
‫َت ْصـ َُع فِل ِص َقامِ َفا‪َ ،‬و َصالَتِ َفا؟ ‪-‬يف هذه الحال‪َ -‬ق َال َمال ِ ٌؽ‪ :‬ذل ِ َؽ الدَّ ُم مِ َـ ا ْل َح ْق َض ِة‪َ ،‬فنِ َذا َر َأ ْت ُف َف ْؾ ُت ْػطِ ْر‪،‬‬
‫ض َما َأ ْف َط َر ْت‪ٕ- ،‬ن الحائض‬
‫َو ْل َت ْؼ ِ‬ ‫‪ٕ-‬هنا حائض والحائض ٓ تصقم وقد رأت هذا الدم يف الـّفار‪-‬‬
‫ب َطـ َْفا الدَّ ُم َف ْؾ َت ْغت َِس ْؾ‪َ ،‬و ْلت َُص ْؿ‪».‬‬
‫تؼضل الصقام وٓ تؼضل الصالة‪َ -‬فنِ َذا َذ َه َ‬
‫يعـل إصؾ طـد اإلمام مالؽ ّ‬
‫أن الحقض لقس لف أقؾ فقؿؽـ أن يؽقن ساطة ويؿؽـ أن يؽقن دفعة‬
‫مـ الدم ٓ حد ٕقؾف والعربة بالدم فنذا كزل طؾقفا الدم مرة واحدة ثؿ اكؼطع ففذا هق الحقض‪ ،‬وإصؾ‬
‫طـد اإلمام مالؽ ّ‬
‫أن كؾ ما يخرج مـ رحؿ الؿرأة يف وقت الحقض مـ الدماء ففق حقض‪ ،‬وكذلؽ إذا‬
‫خرج الدم مـ رحؿ الؿرأة يف غقر وقت الحقض ففق حقض هذا إصؾ طـد اإلمام مالؽ‪.‬‬
‫وأما هذه الؿسللة فالراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ ّ‬

‫أن ما تراه الؿرأة يف أيام حقضفا ففق حقض‪ ،‬سقاءا‬
‫كان طؾك هقئة دم الحقض أو كان ُصػرة أو كان كُدرة‪ ،‬مادام يف أيام حقضتفا ففق حقض‪ ،‬لق رأت صػرة يف‬
‫أيام حقضفا ففق حقض لق رأت كدرة ففق حقض‪ ،‬أما إذا رأت شقئا يف غقر أيام حقضفا فنن كان طؾك هقئة‬
‫دم الحقض مـ جفة الثخاكة أو مـ جفة الؾقن أو مـ جفة الرائحة وكؾ هذا تعرفف الـساء‪ ،‬فنكّف يؽقن‬
‫حقضا‪ ،‬ولق كان يف غقر أيام طاتدها‪ ،‬مادام أهنا رأت الدم الذي يشبف دم الحقض ففق حقض فتؽقن‬
‫حائضا‪ ،‬فعـدكا امرأة العادة أن يلتقفا الحقض يف الققم العاشر‪ ،‬يف رمضان يف الققم السابع كزل طؾقفا يقم‬
‫دم‪ ،‬فؿقزتف فنذا هق كدم الحقظ‪ ،‬كؼقل حاضت وطؾقفا أن تػطر وتؼضل ذلؽ الققم‪ ،‬أ ّما إذا لؿ يؽـ طؾك‬
‫هقئة دم الحقض‪ ،‬لقكف مختؾػ لقس لف رائحة دم الحقض‪ ،‬ثخاكتف مختؾػة ففذا دم فساد ٓ يؿـعفا مـ‬
‫الصالة وٓ مـ الصقم وٓ ُيبطؾ صقمفا‪ ،‬هذا هق الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫صقب‪ ،‬هذه الصقرة التل معـا امرأة يف غقر أيام حقضفا كزل طؾقفا دم يشبف دم الحقض مرة واحدة يف‬
‫هذا الققم مـ رمضان ثؿ لؿ تر شقئا إلك الققم التالل فـزل طؾقفا دم يشبف دم الحقض‪ ،‬فؿاذا تصـع؟ كؼقل‬
‫إذا كزل طؾك الؿرأة دم ثؿ لؿ تر شقئا لؿدة يقم ولقؾة كامؾة فلكثر ففذا الذي بعد الدم ُصفر‪ ،‬أما إذا كزل‬
‫طؾك الؿرأة دم ثؿ لؿ تر شقئا‪ ،‬ثؿ بعد طشر ساطات جاءها دم ثاين ثؿ لؿ تر شقئا‪ ،‬ثؿ بعد طشريـ ساطة‬
‫جاءها دم ثاين كؾف يشبف دم الحقض‪ ،‬ففذا كؾف حقض حتك ما بقـ الدمقـ‪ ،‬اكتبفقا يا إخقة جػاف الؿرأة‬
‫بقـ الدماء إذا زاد‪ ،‬زاد يقما ولقؾة أو كان يقما ولقؾة وزاد طـ هذا أيضا فنكف ُصفر‪ ،‬أما إذا كان أقؾ مـ يقم‬
‫ولقؾة فنكف مـ الحقض‪ ،‬فائدة هذا ّ‬
‫أن الؿرأة إذا جاءها هذا واكتظرت يقما ولقؾة فؾؿ يلهتا الدم مرة أخرى‬
‫فنكف يجب طؾقفا أن تؼضل الصؾقات التل لؿ تصؾفا مـتظرة‪ ،‬ترى ما هق الحال‪ ،‬تؼضل هذه الصؾقات‪ ،‬ثؿ‬
‫تعرف هذا يف الؿستؼبؾ ٕكف إذا تؽرر طـدها مرتقـ طؾك هذه الطريؼة تعرف أهنا يلتقفا الدم ثؿ ُصفر ثؿ‬
‫يليت الدم مرة أخرى‪ ،‬أما إذا كان أقؾ مـ يقم ولقؾة هذا كؾف حقض فال يجب طؾقفا أن تؼضل الصؾقات‬
‫الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ يف مثؾ هذه‬ ‫التل تركتفا حال اكتظارها لرتى هؾ هق صفر أو حقض‪ .‬هذا‬
‫الؿسائؾ‪.‬‬
‫ب‬ ‫ان ُك ِّصؾ ِف‪َ ،‬و َه ْؾ َي ِ‬

‫ج ُ‬ ‫ان‪َ :‬ه ْؾ َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا َر َم َ َ‬
‫آخرِ َي ْق ٍم ِم ْـ َر َم َ َ‬
‫ؽ طؿـ َأس َؾؿ فِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َق َال َيح َقك‪َ :‬و ُس َؾ َمال ٌ َ َّ ْ ْ َ‬
‫َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا ا ْل َق ْق ِم ا َّل ِذي َأ ْس َؾ َؿ فِ ِقف؟‬
‫ب إِ َل َّل َأ ْن َي ْؼ ِ َل ا ْل َق ْق َم ا َّل ِذي‬
‫قؿا ُي ْس َت ْؼ َب ُؾ‪َ .‬و َأ َح ُّ‬
‫ِ‬
‫الل َقا َم ف َ‬ ‫َف َؼ َال‪َ :‬ل ْق َس َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا َما َم َ ك‪َ .‬وإِك ََّؿا َي ْست َْلكِ ُ‬
‫ػ ِّص‬
‫َأ ْس َؾ َؿ فِل َب ْع ِ ِف‪.‬‬
‫هذه الؿسللة أيفا اإلخقة وإخقات مـ شؼقـ‪:‬‬

‫الشؼ إول‪ :‬فقؿـ أصبح مـ أهؾ القجقب يف أثـاء رمضان‪ ،‬هؾ يجب طؾقف أن يؼضل ما فات مـ‬
‫أيام رمضان؟ يعـل طـدكا صبل دخؾ طؾقف رمضان وبعد مرور طشريـ يقما بؾغ‪ ،‬فلصبح مـ أهؾ وجقب‬
‫الصقام هؾ يجب طؾقف أن يؼضل أيام رمضان العشريـ الػائتة التل لؿ يصؿفا‪ ،‬صقام واجب أو ٓ يجب‬
‫طؾقف‪ ،‬طـدكا كافر يقم طشريـ رمضان أسؾؿ‪ ،‬فلصبح أهال لؾقجقب‪ ،‬هؾ يجب طؾقف أن يؼضل إيام‬
‫إُول مـ شفر رمضان هذا الشؼ إول مـ الؿسللة؟ فلققل‪:‬‬
‫إتػؼ الػؼفاء طؾك أكف يجب طؾقف أن يصقم ما يليت مـ إيام بعد أن أصبح أهال لؾقجقب وهذا ٓ‬
‫إشؽال فقف‪ .‬واختؾػقا هؾ يجب طؾقف قضاء إيام الؿاضقة مـ كػس الشفر؟‬
‫فذهب جؿفقر الػؼفاء ومـفؿ فؼفاء الؿذاهب إربعة يف الؿعتؿد يف الؿذاهب إربعة إلك أكف ٓ‬
‫يجب أن يؼضل ما مضك مـ إيام‪ .‬لؿاذا؟ قالقا‪ٕ :‬هنا لؿ تؽـ مطؾقبة مـف طؾك وجف اإللزام أداءا فال‬
‫تطؾب مـف قضاءا‪ .‬يعـل يؼقلقن‪ :‬هذا الصبل هؾ كان يجب طؾقف أن يصقم أول يقم مـ رمضان؟ الجقاب‬
‫ٓ‪ ٓ .‬يجب طؾقف ٕكف صبل‪ ،‬صقب كقػ كؾزمف بالؼضاء؟ ثاين يقم مـ رمضان هذا الؽافر لق قال أكا أريد‬
‫أن أصقم‪ .‬كؼقل لف صؿ؟ كؼقل لف‪ .ٓ :‬أسؾؿ ثؿ صؿ‪ ،‬ففق ٓ يطؾب مـف أداءا طؾك وجف اإللزام فؽقػ‬
‫يطؾب مـف قضاءا‪ .‬ثؿ قالقا لؾؿخالػ‪ :‬يجب أكت تؼقل إكف يجب أن يصقم إيام الػائتة مـ رمضان قبؾ‬
‫أن يصبح أهال لؾقجقب‪ .‬هؾ يجب طؾقف أن يصقم رمضان العام الؿاضل؟ قالقا‪ .ٓ :‬هذا محؾ إتػاق‪ ،‬ما‬
‫يجب طؾقف أن يصقم‪ ،‬قالقا‪ :‬وما الػرق بقـ رمضان الؿاضل وإيام التل مضت مـ رمضان وهق لقست‬
‫أهال لؾقجقب‪ ،‬وٓ دلقؾ طؾك إلزامف بالؼضاء‪ ،‬صقب قد يؼقل قائؾ الؽافر مخاصب بػروع الشريعة طؾك‬
‫إن هذا خطل ّ‬
‫ٕن‬ ‫الصحقح‪ ،‬فنذا أسؾؿ فنكّا كقجب طؾقف الؼضاء ٕكف كان مخاصبا بػروع الشريعة فنكا كؼقل ّ‬
‫ب ما كان قبؾف ويفدم ما كان قبؾف‪ ،‬ومـ أسؾؿ فؼد ُغػر لف ما سؾػ فؽقػ كطالبف بالؼضاء‪ ،‬اهلل‬
‫يج ّ‬
‫اإلسالم ُ‬
‫يغػر لف وكحـ كطالبف بالؼضاء‪ ٓ ،‬يستؼقؿ هذا‪.‬‬

‫وخالػ بعض التابعقـ وقاولقا‪ :‬يجب طؾقف أن يؼضل وخالففؿ ضعقػ ٓ ُيؾتػت إلقف وٓ يققػ‬
‫طـده‪.‬‬
‫الشؼ الثاين‪ :‬مـ أصبح مـ أهؾ القجقب يف أثـاء يقم مـ أيام رمضان‪ ،‬صبل بؾغ طـد الظفر مـ يقم‬
‫اإلثـقـ مـ رمضان فلصبح أهال لؾقجقب يف أثـاء الـفار وهـا طـدكا مسائؾ‪:‬‬
‫الؿسللة إولك‪ :‬هؾ يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة يقمف؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪.‬‬
‫ذهب الحـػقة والحـابؾة إلك أكف يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة يقمف ٕكف أصبح مـ أهؾ القجقب ويجب‬
‫طؾقف أن يتؼل اهلل ما استطاع‪ ،‬قالقا والصبل هذا إذا بؾغ وجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة الققم سقاء كان صائؿا‬
‫قبؾ أو لؿ يؽـ‪ ،‬طـدكا صبل أصبح يف يقم مـ أيام رمضان وهق صائؿ الصقم بالـسبة لؾصبل كػؾ ثؿ بؾغ‬
‫يف أثـاء الققم قالقا يجب أن يؿسؽ بؼقة الققم وأن يؿسؽ صقمف‪ ،‬طـدكا صبل أصبح وأكؾ ٕكف صبل فبؾغ‬
‫يف هذا الققم الذي أكؾ فقف قالقا يجب أن يؿسؽ بؼقة يقمف قالقا‪ٕ :‬كف أصبح مـ أهؾ القجقب‪ ،‬وقالقا‪:‬‬
‫يجب أن يتؼل اهلل ما استطاع بلن يؿسؽ بؼقة يقمف ووافؼفؿ الشافعقة يف حال إذا كان الصبل أصبح صائؿا‬
‫فبؾغ‪ ،‬قالقا‪ :‬يجب أن يتؿ صقمف ويـؼؾب صقمف مـ كػؾ إلك فرض‪.‬‬
‫وذهب الؿالؽقة والشافعقة يف غقر الحالة التل ذكركاها إلك أكف ٓ يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة يقمف‬
‫ٕكف ٓ يغـل طـف شقئا‪ ،‬يجب طؾقف أن يؼضل طؾك ما سقليت إن شاء اهلل فؼالقاوما يغـل طـف شقئا فؾؿاذا‬
‫كؾزمف؟‬
‫والراجح واهلل أطؾؿ أكف يجب طؾقف أن ُيؿسؽ بؼقة يقمف‪ .‬ما الدلقؾ طؾك هذا الرتجقح؟ الدلقؾ ّ‬
‫أن الـبل‬
‫أن مـ أكؾ فؾقلؿ ومـ لؿ يلكؾ فال يلكؾ » متػؼ طؾقف‪.‬‬
‫ﷺ يف يقم طاشقراء بعث رجال يـادي يف الـاس « ّ‬
‫لؿا أمر الـبل ﷺ الـاس بصقام يقم طاشقراء أرسؾ رجال يـادي يف الـاس مـ أكؾ‬
‫يف يقم طاشقراء ّ‬
‫فؾقصؿ‪ ،‬ويف رواية فؾقتؿ‪ ،‬صقب هذا أكؾ أمره بلن يتؿ ٕكف أن أصبح مـ أهؾ القجقب وهذا قبؾ وجقب‬
‫رمضان أمر الـبل بصقام يقم طاشقراء‪ ،‬صقب قبؾ أن يبؾغفؿ الخرب لؿ يؽقكقا مؽؾػقـ ولؿا بؾغفؿ الخرب‬
‫أصبحقا مؽؾػقـ ومع ذلؽ قال الـبل ﷺ فؾقصؿ وما قال مـ أكؾ الققم فؾقصؿ السـة الؼادمة قال مـ أكؾ‬
‫فؾقتؿ‪ .‬ويف رواية‪ :‬فؾقصؿ‪ .‬ومـ لؿ يلكؾ فال يلكؾ‪ .‬فدل ذلؽ طؾك ّ‬
‫أن مـ أصبح مـ أهؾ القجقب يف‬
‫أثـاء الـفار يجب طؾقف أن يؿسؽ بؼقة الققم‪.‬‬
‫الؿسللة الثاكقة‪ :‬هؾ يجب طؾقف قضاء ذلؽ الققم الذي بؾغ فقف أو الذي أسؾؿ فقف هؾ يجب طؾقف أن‬
‫يؼضقف؟ قد اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪.‬‬
‫فذهب جؿفقر العؾؿاء إلك أكف ٓ يجب طؾقف قضاء ذلؽ الققم لؿاذا؟ قالقا‪ٕ :‬كف لؿ يؽـ مخاصبا‬
‫بؾزوم آدائف يف أولف فال يجب طؾقف قضاؤه قالقا‪ :‬هق يف أول الـفار ما كان مطؾقبا مـف أن يصقم فال يجب‬
‫طؾقف أن يؼضقف‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة يف وجف والحـابؾة يف رواية إلك أكف يؾزمف الؼضاء‪.‬‬
‫والراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ أكف ٓ يؾزمف الؼضاء وإكؿا يؾزمف كؿا قؾـا إتؿام بؼقة يقمف ويؽػقف هذا‬
‫وتربأ ذمتف وٓ يجب طؾقف أن يؼضل ذلؽ الققم ٕكف ٓ دلقؾ طؾك لزوم الؼضاء وٓ تؽؾقػ إٓ بدلقؾ‪.‬‬
‫َق َ ا ُا ال َّت َ ُّق ِع‪.‬‬
‫هذا الػصؾ معؼقد لؿـ صام تطقطا فلفسده‪ ،‬رجؾ صام يقم الخؿقس أصبح صائؿا متطقطا فؼال لف‬
‫زمقؾف‪ :‬تعال كذهب إلك الرب تعال كذهب يف كزهة إلك البحر وكذا‪ ،‬فلفطر أفسد صقمف الـافؾة هؾ يجب‬
‫طؾقف أن يؼضقف أو ٓ يجب طؾقف أن يؼضقف؟ ومـ قبؾ ذلؽ هؾ يجقز لف أن يػطر أصال أو ٓ يجقز لف أن‬
‫يػطر؟ هذا ما يف هذا الػصؾ‪.‬‬
‫ﷺ َأ ْص َب َحتَا َصائِ َؿ َت ْق ِـ‬ ‫اب َأ َّن َطائِ َش َة َو َح ْػ َل َة ز َْو َج ِل الـَّبِ ِّصل‬‫ؽ َط ِـ ا ْب ِـ ِش َف ٍ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ت‬ ‫ت َطائِ َش ُة‪َ :‬ف َؼا َل ْ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪َ .‬ق َال‪َ ،‬قا َل ْ‬ ‫ي َل ُف َؿا َص َعا ٌم‪َ .‬ف َل ْف َ َر َا َط َؾ ْق ِف‪َ .‬فدَ َخ َؾ َط َؾ ْق ِف َؿا َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫ُم َت َ ِّصق َط َت ْق ِـ‪َ ،‬ف ُل ْهد َ‬
‫ت َأكَا‪َ ،‬و َطائِ َش ُة َصائِ َؿ َت ْق ِـ‬ ‫قل اهللِ‪ ،‬إِكِّصل َأ ْص َب ْح ُ‬ ‫ْت َأبِ َقفا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫َت بِـ َ‬ ‫َح ْػ َلةُ‪َ ،‬و َبدَ َر ْـِل بِا ْل َؽالَمِ‪َ ،‬وكَاك ْ‬
‫ي َلـَا َص َعا ٌم َف َل ْف َ َركَا َط َؾ ْق ِف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُم َت َ ِّصق َط َت ْق ِـ‪َ .‬ف ُل ْهد َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪« :‬ا ْق ِ َقا َمؽَا َك ُف َي ْقمك َ‬
‫آخ َر»‪.‬‬ ‫َف َؼ َال َر ُس ُ‬
‫هذا الحديث برواية اإلمام مالؽ إسـاده مـؼطع وإمر بالؼضاء رواه اإلمام أحؿد وأبق داود‬
‫والرتمذي بلساكقد ضعقػة ٓ تؼقم هبا حجة‪ ،‬وقد اختؾػ العؾؿاء فقؿـ صام تطقطا ثؿ أفطر مـ غقر طذر‬
‫هؾ يجب طؾقف أن يؼضل ذلؽ الققم؟ يعـل أصبح صائؿا تطقطا ثؿ أفطر مـ غقر طذر ٓ بسبب مرض‬
‫وٓ بسبب سػر مـ غقر طذر‪ ،‬هؾ يجب طؾقف أن يؼضل ذلؽ الققم؟‬
‫ذهب الحـػقة والؿالؽقة إلك أكف يجب طؾقف الؼضاء‪ ،‬يجب أن يؼضل ذلؽ الققم الذي أفطره لفذا‬
‫أن الـبل ﷺ فال «ا ْق ِض َقا َم َؽا َك ُف َي ْقمك َ‬
‫آخ َر –ويف رواية‪ :‬صقما مؽاكف يقما آخر‪ »-‬قالقا أيضا‪ٕ :‬كف‬ ‫الحديث ّ‬
‫يجب إتؿامف فقجب الؼضاء إلفساده‪ ،‬قالقا‪ :‬صقم يؾزمف إتؿامف فقجب الؼضاء إلفساده‪ ،‬ومسللة وجقب‬
‫اإلتؿام سـتعرض لفا بعد قؾقؾ طـدما كؼرأ كالم اإلمام مالؽ ‪.$‬‬
‫«كـت‬ ‫وذهب الشافعقة والحـابؾة إلك أكف ٓ يجب طؾقف قضاؤه لِؿا جاء طـ أم هاكئ ڤ قالت‪:‬‬
‫قاطدة طـد الـبل ﷺ ُ‬
‫فليت بشراب فشرب مـف ثؿ كاولـل فشربت مـف فؼؾت‪« :‬إين أذكبت فاستغػر لل »فلم‬
‫هاكئ لؿا شرب الـبل ﷺ وأططاها اإلكاء كرهت أن ترد سمر الـبل ﷺ كرهت أن ترد ما بؼل مـ اإلكاء‬
‫بعد أن شرب مـف الـبل ﷺ فشربت فؾؿا شربت قالت‪ « :‬رسقل اهلل إين أذكبت فاستغػر لل‪ -‬فؼال الـبل‬
‫ﷺ وما ذاك؟ فؼالت رضل اهلل طـفا وأرضاها‪ :‬كـت صائؿة فلفطرت‪ ،‬فؼال ﷺ مـ قضاء كـت تؼضقـف؟‬
‫قالت‪ .ٓ :‬فؼال ﷺ‪ :‬فال يضرك إذا » مادام أكف لقس قضاءا ما دام أكف تطقع فال يضرك يعـل لقس ذكبا ٕهنا‬
‫قالت‪ :‬إين أذكبت فاستغػر لل‪ ،‬فؼال‪ ٓ :‬يضرك‪ ،‬يعـل أكف لقس ذكبا والحديث رواه أبق داود والرتمذي‬
‫وصححف إلباين‪ .‬ويف رواية طـد اإلمام أحؿد قال الـبل ﷺ‪« :‬إن كان قضاءا مـ رمضان فاقضل يقما‬
‫مؽاكف وإن كان تطقطا فنن شئت فاقضل وإن شئت فال تؼضل » وإسـاد الرواية صحقح وقد ذكر إلباين‬
‫هذه الرواية يف السؾسؾة الصحقحة‪ .‬ووجف الدٓلة ضاهر ّ‬
‫فنن الـبل ﷺ قال لفا إن كان قضاءا تؼضقـف‬
‫فاقضل مؽاكف يقما ّ‬

‫ٕن هذا صقم واجب وإن كان تطقطا فنن شئت فاقضل‪ .‬ما معـك فاقضل؟ صقمل‬
‫تطقطا بدلف وإن شئت فال تؼضل فدل ذلؽ طؾك أكف ٓ يجب طؾقفا الؼضاء وهذا هق الراجح مـ أققال‬
‫أهؾ العؾؿ يف الؿسللة ّ‬
‫ٕن دٓلة السـة طؾك هذا ضاهرة‪.‬‬
‫اهقك ‪ ،‬فِل ِص َقا ِم َ َ ُّقعٍ‪َ ،‬ف َؾ ْق َس َط َؾ ْق ِف‬ ‫َاسقك‪َ ،‬أو س ِ‬

‫ْ َ‬
‫قل‪ :‬مـ َأك ََؾ‪َ ،‬أو َشرِب ك ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت َمالؽك َي ُؼ ُ َ ْ‬
‫َق َال يحقك‪ :‬وس ِؿع ُ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ‬
‫َق َ ا ٌا‪َ .‬و ْل ُقتِ َّؿ َي ْق َم ُف ا َّل ِذي َأك ََؾ فِ ِقف‪َ ،‬أ ْو َشرِ َب َو ُه َق ُم َت َ ِّصق ٌع‪َ .‬وَٓ ُي ْػ ِ ْر ُه ‪َ .‬و َل ْق َس َط َؾك َم ْـ َأ َصا َب ُف َأ ْم ٌر‪َ ،‬ي ْؼ َ ُع‬
‫َان‪ ،‬إِكَّؿا َأ ْف َر ِمـ ط ْذ ٍر‪َ ،‬غقر م َتعؿ ٍد لِ ْؾ ِػ ْرِ‪ .‬وَٓ َأرى ط َؾق ِف َق َ اا صالَةِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ ُ َ ِّص‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ص َق َام ُف‪َ ،‬و ُه َق ُم َت َ ِّصق ٌع‪َ ،‬ق َ ا ٌا‪ .‬إِ َذا ك َ َ‬
‫ث‪ َٓ ،‬يس َت ِقع حبسف‪ِ ،‬مؿا يحتَاج فِ ِقف إِ َلك ا ْلق ُ ِ‬
‫قا‪.‬‬ ‫كَافِ َؾ ٍة إِ َذا هق َق َعفا ِمـ حدَ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ ُ َّ َ ْ ُ‬ ‫ُ َ ََ ْ َ‬
‫اهقك ‪ ،‬فِل ِص َقا ِم َت َط ُّقعٍ‪ » ،‬تؼدم معـا إذا‬ ‫ْ َ‬
‫هـايؼقل اإلمام مالؽ ‪« :$‬مـ َأك ََؾ‪َ ،‬أو َش ِرب ك ِ‬
‫َاسقك‪َ ،‬أو س ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫كان يف الػرض‪ ،‬هـا يف صقام التطقع قال‪َ « :‬ف َؾقس َط َؾق ِف َق َضاء‪ .‬و ْلقتِؿ يقمف ا َّل ِذي َأك ََؾ فِ ِ‬
‫قف‪َ ،‬أ ْو َش ِر َب – أي‬ ‫ٌ َ ُ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫أن مـ كسل يف صقام التطقع‬ ‫ٓ ُي ْػطِ ْر ُه ‪ » .‬وهذا محؾ إتػاق بقـ العؾؿاء‪ّ ،‬‬ ‫كاسقا أو ساهقا ‪َ -‬و ُه َق ُم َت َط ِّصق ٌع‪َ .‬و َ‬
‫الراجح يف الػرض أكف ٓ ُيػطر‪ ،‬وأما الـػؾ فؿحؾ‬ ‫فلكؾ أو شرب كاسقا أكف ٓ ُيػطر‪ ،‬وقد تؼدم معـا ّ‬
‫أن‬
‫إتػاق‪ ،‬واكتبفقا يا إخقة إكسان أصبح يقم اإلثـقـ ولؿ يـق الصقام وبعد أن صؾك الػجر شرب كاسقا أكف‬
‫اإلثـقـ ثؿ طؾؿ أكف اإلثـقـ‪ ،‬ففؾ لف أن يصقم الجقاب ٓ‪ .‬لؿاذا؟ ٕكف أفطر يف أولف ولؿ يؽـ قد كقى‬
‫الصقام‪ ،‬صقب صقرة أخرى‪ ،‬شخص كقى صقام يقم اإلثـقـ وذهب وصؾك الػجر ولؿا رجع كسل أكف‬
‫كقى الصقام وأكف اإلثـقـ وضعقا السػرة وأفطر وبعد ما أفطر قال لف ابـف يا أبل أكت تصقم اإلثـقـ يف‬
‫العادة لؿاذا أفطرت قال‪ :‬اهلل الؿستعان كسقت‪ .‬هـا يؿسؽ فقرا ويتؿ صقمف وصقمف صحقح باتػاق‬
‫العؾؿاء لؿاذا؟ ٕكف كقى الصقام ثؿ أكؾ بعد كقة الصقام ودخقل وقت الصقم كاسقا أو ساهقا ففـا يتؿ‬
‫صقمف‪ ،‬ذكرت هذا ٕكبف ّ‬
‫ٕن بعض صالب العؾؿ يخؾط بقـ الؿسللتقـ فقلتقف إكسان فقؼقل لف‪ :‬يا شقخ أكا‬
‫ما كقيت الصقم وأكؾت كاسقا ّ‬
‫أن هذا الققم يتلكد فقف الصقام ففؾ أكقي وأصقم يؼقل كعؿ‪ .‬والجقاب‬
‫غؾط‪ .‬لقس لف أن يصقم بعد أن أكؾ لؽـ أن يـقي الصقام فقلكؾ كسقاكا أو سفقا فنكف بعد أن يعؾؿ يؿسؽ‬
‫بؼقة الققم وصقمف صحقح‪.‬‬
‫قال‪َ « :‬و َل ْق َس َط َؾك َم ْـ َأ َصا َب ُف َأ ْم ٌر‪َ ،‬ي ْؼ َط ُع ِص َقا َم ُف‪َ ،‬و ُه َق ُم َت َط ِّصق ٌع‪َ ،‬ق َضا ٌء‪ ».‬إذا أفطر يف صقم التطقع بعذر‪،‬‬
‫إكسان أصبح يقم اإلثـقـ صائؿا يف الضحك أصابف ألؿ شديد يف بطـف فلصبح مريضا فلفطر مـ أجؾ‬
‫الؿرض ٓ إثؿ طؾقف وٓ يجب طؾقف الؼضاء حتك طـد الؿالؽقة الذيـ يؼقلقن يجب طؾك مـ أفطر يف صقام‬
‫التطقع مـ غقر طذر أن يؼضل يؼقلقن إذا كان بعذر ٓ يؾزمف الؼضاء ٕكف معذور وملذون لف يف الػطر‪.‬‬
‫َان‪ ،‬إِك ََّؿا َأ ْف َط َر مِ ْـ ُط ْذ ٍر‪َ ،‬غ ْق َر ُم َت َع ِّصؿ ٍد ل ِ ْؾ ِػ ْط ِر‪ » .‬ثؿ ذكر مسللة تشبففا لقست مـ الصقام‪َ « :‬و َ‬
‫ٓ‬ ‫قال‪«:‬إِ َذا ك َ‬
‫قع َح ْب َس ُف » هذا يسؿقف العؾؿاء الػؼفاء بغؾبة‬‫ِ‬ ‫َأرى َط َؾق ِف َق َضاء صالَةِ كَافِ َؾ ٍة إِ َذا ُهق َق َطعفا مِـ حدَ ٍ‬
‫ث‪َ ،‬‬
‫ٓ َي ْستَط ُ‬ ‫َ ََ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الحدث‪ ،‬إكسان وهق يصؾل صالة كافؾة غؾبف الحدث فاكتؼض وضقءه بطؾت الصالة‪ ،‬يؼقل اإلمام مالؽ‬
‫ٕن فسادها كان بعذر فالؿؼصقد هـا ّ‬
‫أن مـ شرع يف كافؾة ثؿ قطعفا‬ ‫ٓ أرى أكف يجب طؾقف أن يؼضقفا ّ‬
‫لعذر ٓ يجب طؾقف أن يؼضقفا بآتػاق حتك طـد الؼائؾقـ بقجقب اإلتؿام ووجقب الؼضاء إن قطعفا‬
‫مـ غقر طذر‪.‬‬
‫الل َقامِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ؽ‪َ :‬وَٓ يـْ َب ِغل َأ ْن يدْ ُخ َؾ الر ُج ُؾ فِل َشل ٍا ِم َـ ْإَ ْطؿ ِ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫اللالَة‪َ ،‬و ِّص‬ ‫اللال َحة‪َّ :‬‬ ‫ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّاس‪َ .‬ف َق ْؼ َ َع ُف َحتَّك ُيتِ َّؿ ُف َط َؾك ُسـَّتِ ِف‪ :‬إِ َذا َك َّب َر‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اللال َحة ا َّلتل َي َت َ َّق ُع بِ َفا الـ ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫هذا ِم َـ ْإَ ْطؿ ِ‬
‫َ‬ ‫َوا ْل َح ِّصج‪َ ،‬و َما َأ ْش َب َف َ‬
‫َل ْؿ َيـ َْلرِ ْ َحتَّك ُي َل ِّصؾ َل َر ْك َع َت ْق ِـ‪َ .‬وإِ َذا َصا َم‪َ ،‬ل ْؿ ُي ْػ ِ ْر َحتَّك ُيتِ َّؿ َص ْق َم َي ْق ِم ِف‪َ .‬وإِ َذا َأ َه َّؾ‪َ ،‬ل ْؿ َي ْر ِج ْع َحتَّك ُيتِ َّؿ‬
‫َح َّج ُف‪َ .‬وإِ َذا َد َخ َؾ فِل ال َّ َقا ِ ‪َ ،‬ل ْؿ َي ْؼ َ ْع ُف َحتَّك ُيتِ َّؿ ُس ْب َع ُف‪.‬‬
‫َّاس ِم َـ‬‫هذا‪ ،‬إِ َذا َد َخ َؾ فِ ِقف َحتَّك َي ْؼ ِ َق ُف إَِّٓ ِم ْـ َأ ْمرٍ َي ْعرِ ُ َل ُف ِم َّؿا َي ْعرِ ُ لِؾـ ِ‬ ‫َٓ َيـْ َب ِغل َأ ْن َيت ُْر َك َش ْق ك ِم ْـ َ‬
‫قل فِل كِتَابِ ِف‪َ ﴿ :‬أ و‬ ‫ون بِ َفا‪َ .‬وذلِ َ‬ ‫قرا َّلتِل ُي ْع َذ ُر َ‬ ‫ْإَ ْس َؼا ِم ا َّلتِل ُي ْع َذ ُر َ‬
‫ُث ُث ْا‬ ‫ؽ َأ َّن اهللَ َ َب َار َك َو َ َعا َلك َي ُؼ ُ‬ ‫ون بِ َفا‪َ ،‬و ْإُ ُم ِ‬
‫َأ َّم‬
‫ٱل َأ َأا ِتإلى ٱ ۡي ِت ﴾‬ ‫ۡي َأٱ ۡي َأ َأ ۡيٱ َأف ۡي ُث َّم َأ ُّم ْاو ِّص‬ ‫َأ ۡي َأ ُثب ْاو َأ َّم ٰى َأ َأ َأ َّم َأن َأٱ ُثك ُث ۡيٱ َأ ۡي ُث ۡي َأٱ ۡي َأ ُث َأ ۡيٱ َأ ۡي‬
‫ِت‬ ‫ِت‬ ‫ِت‬ ‫ِت ِت‬ ‫ِت‬ ‫ِت‬
‫ِ‬
‫[البؼرة ‪َ .]187 :2‬ف َع َؾ ْقف إِ َْؿا ُم ِّص‬
‫الل َقا ِم ‪ ،‬ك ََؿا َق َال اهللُ ‪.‬‬
‫ٱ﴾ ‪َ ،‬ف َؾ ْق َأ َّن َر ُجالً َأ َه َّؾ بِا ْل َح ِّصج َ َ ُّقطك‪َ ،‬و َقدْ َق َ ك ا ْل َػرِي َ ةَ‪َ ،‬ل ْؿ َيؽ ُْـ َل ُف َأ ْن‬ ‫﴿ َأ َأ ُّم ْاو ۡيٱ َأ َّم َأ ۡي ُث َأ َّم‬
‫ٱ ۡي َأ ِت ِت‬ ‫ِت‬
‫َيت ُْر َك ا ْل َح َّج َب ْعدَ َأ ْن َد َخ َؾ فِ ِقف‪َ ،‬و َي ْر ِج َع َحالًَٓ ِم َـ ال َّرِ ِ‬
‫يؼ‪.‬‬
‫هذا َأ ْح َس ُـ َما َس ِؿ ْع ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َوك ُُّؾ َأ َح ٍد َد َخ َؾ فِل كَافِ َؾ ٍة‪َ ،‬ف َع َؾ ْق ِف إِ َْؿ ُام َفا إِ َذا َد َخ َؾ فِ َقفا‪ ،‬ك ََؿا ُيتِ ُّؿ ا ْل َػرِي َ َة‪َ .‬و َ‬
‫هذه الؿسللة التل ذكرها اإلمام ماك ‪ $‬هل مسللة مـ شرع يف كافؾة هؾ يجب طؾقف أن يتؿفا ويحرم‬
‫طؾقف أن يؼطعا أم ّ‬
‫أن لف أن يؼطعفا إن شاء؟‬
‫إتػؼ العؾؿاء طؾك أكف يستحب لؿـ شرع يف كافؾة أن يتؿفا ّ‬
‫وأن إفضؾ لف أن يتؿفا وٓ يؼطعفا‪.‬‬
‫كؿا اتػؼقا طؾك أكف يجقز لف أن يؼطعفا لعذر وٓ إثؿ طؾقف سقاء كاكت صقما أو صالة‪.‬‬
‫واختؾػقا هؾ لف أن يؼطعفا بال طذر‪.‬‬
‫أن مـ شرع يف كافؾة الحج أو العؿرة فنكف يجب طؾقف أن يتؿفا ولقس لف أن‬ ‫فلققل اتػؼ العؾؿاء طؾك ّ‬
‫ٱ﴾‪ .‬وخالػ يف ذلؽ داود‬ ‫يؼطعفا وٓ تسؼط بالرفض لؼقل اهلل طز وجؾ ‪َ ﴿ :‬أ َأ ُّم ْاو ۡيٱ َأ َّم َأ ۡيٱ ُث ۡي َأ َأ َّم‬
‫ِت ِت‬ ‫ِت‬
‫الظاهري وٓ ُيؾتػت إلك خالفف‪ ،‬يعـل يا إخقة يف رمضان أحرم بالعؿرة ومعف أوٓده وأهؾف لؿا وصؾ مؽة‬
‫وجد زحاما شديدا فؼال‪ :‬الحؿد هلل كحـ اطتؿركا سابؼا تعالقا لؾػـدق‪ ،‬ما يحتاج‪ ،‬كصؾل معفؿ والحؿد‬
‫هلل وكؿشل‪ ،‬زحام وأكتؿ معل أوٓد وكذا‪ ،‬كؼقل ما يـؼطع إحرامف يبؼك محرما‪ ،‬حتك بعد رفضف لإلحرام‬
‫ٕن اهلل طز وجؾ قال‪َ ﴿ :‬أ َأ ُّم ْاو ۡيٱ َأ َّم َأ ۡي ُث َأ َّم‬
‫ٱ﴾‪.‬‬‫ٱ ۡي َأ ِت ِت‬ ‫ِت‬ ‫يبؼك محرما وٓ يـؼطع ّ‬
‫واختؾػقا يف بؼقة الـقافؾ‪ ،‬هؾ يجب طؾك اإلكسان أن يتؿفا إذا دخؾ فقفا؟‬
‫فذهب الحـػقة والؿالؽقة إلك وجقب إتؿامفا وحرمة قطعفا‪[ ،‬فؼالقا] أكف ٓ يجقز لإلكسان أن‬
‫يؼطعفا فؿـ دخؾ يف كافؾة يف الصالة وجب أن يليت بركعتقـ‪ّ ،‬‬

‫ٕن أقؾ الصالة ركعتان‪ ،‬فقجب أن يليت‬
‫ركعتقـ‪ ،‬ومـ دخؾ يف صقم الخؿقس وجب طؾقف أن يتؿف وٓ يجقز لف أن يؼطعف‪ ،‬يف صقم يقم اإلثـقـ‬
‫َأ ُث ُث ْا َأ َأ ُث‬
‫وجب طؾقف أن يتؿف وٓ يجقز لف أن يؼطعف‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا‪ :‬أوٓ لؼقل اهلل طز وجؾ‪َ ﴿ :‬أ ۡي ِت ٓا و ۡيع َأٰى ك ۡي ﴾‬
‫فؼالقا‪ :‬هناكا اهلل طز وجؾ أن كبطؾ أطؿالـا‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة والحـابؾة إلك ّ‬
‫أن الـقافؾ ٓ تؾزم بالشروع فقفا ولؿـ شرع يف الـافؾة أن يؼطعفا‪،‬‬
‫قالقا‪ٕ :‬كف إصؾ‪ ،‬هل كافؾة كؾفا كافؾة فؾف أن يؼطعفا إٓ الحج والعؿرة لؾدلقؾ‪ ،‬وقالقا‪ :‬أيضا لحديث أم‬
‫مر معـا قبؾ قؾقؾ‪ ،‬فنهنا لؿا أططاها الـبل ﷺ شربت وهل صائؿة كافؾة‪ ،‬وقال لفا الـبل ﷺ‪:‬‬
‫هاكئ الذي ّ‬
‫«ٓ يضرك» فدل هذا طؾك أكّف لقس ذكبا‪ ،‬ومادام أكف لقس ذكبا إذا الػطر لقس حراما‪ ،‬أيضا لحديث طائشة‪:‬‬
‫« ّ‬
‫أن الـبل ﷺ أهدي لبقتف حقس فلخربت الـبل ﷺ أكف أهدي لفؿ حقس‪ ،‬فؼال‪ :‬هاتقف‪ ،‬فلكؾ مـف الـبل ﷺ‬
‫ثؿ قال‪ :‬قد أصبحت صائؿا‪ ».‬رواه مسؾؿ يف الصحقح‪ .‬وهـا الـبل ﷺ أصبح صائؿا ومعؾقم أن الـبل ﷺ‬
‫لؿ يؽـ يجد الطعام يف بقتف كثقرا كان أكثر الققت ٓ يجد صعاما يف بقتف ﷺ فؽان صائؿا فؾؿا أخربتف أمـا‬
‫طائشة ڤ أكف ُأهدي لفؿ حقس قال‪ :‬هاتقف‪ ،‬قربقف‪ ،‬فلكؾ ﷺ وقال‪ :‬قد كـت أصبحت صائؿا‪ .‬وجف‬
‫الدٓلة ضاهر ّ‬
‫أن الـبل ﷺ أصبح صائؿا تطقطا فؾؿا وجد الطعام أكؾ ولق كان اإلتؿام واجبا لؿا أكؾ‬
‫الـبل ﷺ‪ ،‬أيضا لؼاطدة وضعفا الـبل ﷺ وهل ققل الـبل ﷺ‪« :‬اللائؿ الؿت قع أمقر كػسف إن شاا صام‬
‫وإن شاا أف ر» رواه اإلمام أحؿد والـسائل يف الؽربى والحاكؿ‪ .‬وجاء طـد الرتمذي بالشؽ‪« ،‬أمقـ كػسف‬
‫أو أمقر كػسف »‪ ،‬فدل هذا طؾك أن الؿتطقع أمقر كػسف لقس طؾقف أمر هق الحؽؿ إن شاء صام وأكؿؾ صقمف‬
‫فنن السـة قاضقة بف‪ ،‬أما ققل اهلل طز وجؾ ﴿ َأ ۡي ِت ٓا و ۡيع َأٰى ك ۡي ﴾ فنن‬
‫وإن شاء أفطر وهذا هق الراجح ّ‬
‫الؿؼصق بف إبطال إطؿال بالؿبطالت الشرطقة يعـل التل ثبت شرطا أهنا مبطؾة لؾعؿؾ قاضقة طؾقف مثؾ‪:‬‬
‫الشرك والرياء وإرادة الدكقا فؿعـك ﴿ َأ ۡي ِت ٓا و ۡيع ٰىَأ ك ۡي ﴾ بالؼصقد الػاسدة بالشرك إكرب أو الشرك‬
‫إصغر‪ ،‬الشرك إكرب بلن يتؼرب بعؿؾف لغقر اهلل ويصرف طؿؾف لغقر اهلل‪ ،‬والشرك إصغر أو الخػل بلن‬
‫يرائل الـاس هبذا العؿؾ‪ ،‬أو يريد بعؿؾف كؾف الدكقا‪ ،‬ففذا هق الراجح مـ أققال أهؾ العؾؿ‪ ،‬وأما استدٓل‬
‫َأ َّم‬ ‫اإلمام مالؽ ‪ $‬يؼقل اهلل طز وجؾ‪َ ﴿: :‬أ ُّم ْاو ِّص‬
‫ٱل َأ َأا ِتإلى ٱ ۡي ِت ﴾ ّ‬
‫فنن هذا ٌ‬
‫بقان لققت الصائؿ ولقس‬ ‫ِت‬ ‫ِت‬
‫إلزاما بالصقم وإكؿا هذا بقان لققت الصقام ومـتفك وقت الصقام‪.‬‬
‫ان‪ِ ،‬م ْـ ِط َّؾ ٍة‪.‬‬

‫فِدْ َي ُة َم ْـ َأ ْف َ َر فِل َر َم َ َ‬
‫َان َي ْػت َِدي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َان َٓ َي ْؼد ُر َط َؾك ِّص‬
‫الل َقا ِم َفؽ َ‬ ‫ؽ َكبِ َر َحتَّك ك َ‬ ‫ؽ َأ َّكف ب َؾ َغف‪َ ،‬أ َّن َأكَس بـ مالِ ٍ‬
‫َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ ُ َ ُ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َان َق ِق ّيك َط َؾ ْق ِف‪َ .‬ف َؿ ْـ َفدَ ى‪َ ،‬فنِك ََّؿا ُي ْ ِع ُؿ‪،‬‬
‫ب إِ َل ْق ِف َأ ْن َي ْػ َع َؾ ُف إِ ْن ك َ‬
‫اجبك‪َ .‬و َأ َح ُّ‬ ‫ؽ َو ِ‬ ‫ؽ‪َ :‬وَٓ َأ َرى ذلِ َ‬ ‫َق َال َمالِ ٌ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪.‬‬ ‫َان ك ِّصُؾ ي ْقمٍ‪ ،‬مدّ ًا بِؿ ِّصد رس ِ‬
‫َ ُ ُ َ ُ‬ ‫َمؽ َ‬
‫والؿؼصقد هـا فدية مـ أفطر يف رمضان لعؾة دائؿة‪ّ .‬‬
‫ٕن مـ أفطر يف رمضان لعؾة مـؼطعة فنن طؾقف‬
‫الؼضاء ولقس طؾقف فدية لؽ ّـ الؽالم يف فدية مـ أفطر يف رمضان مـ طؾة دائؿة‪.‬‬
‫وإثر رواه اإلمام مالؽ بالغا ورواه أبق يعؾك وطبد الرزاق مقصقٓ ‪ ،‬قال ابـ طبد الرب ‪« :‬والخرب‬
‫بذلؽ طـ أكس صحقح متصؾ‪ ».‬كعؿ هق هـا ضعقػ ٕكف بالغ لؽـ رواه أبق يعؾى وطبد الرزاق مقصقٓ‬
‫أن أكسا ﭬ لؿا كرب وأس َـ ضعػ فلصعم طـ يقم أو يقمقـ وققؾ أكثر مـ ذلؽ‪.‬‬ ‫بنسـاد صحقح وهق ّ‬
‫ٓ َأرى ذل ِ َؽ َو ِ‬ ‫ِ‬
‫وسذكر الحؽؿ الػؼفل يف هذا‪.‬‬ ‫اجبك» يعـل ٓ أرى اإلصعام واجبا طؾقف‪ ،‬أ‬ ‫« َق َال َمال ٌؽ‪َ :‬و َ َ‬
‫ب إِ َل َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِ َل ْق ِف َأ ْن َي ْػ َع َؾ ُف إِ ْن ك َ‬
‫ب إِلقف هل أما و َأ َح ُّ‬
‫َان َق ِق ّيك َط َؾ ْقف‪ » .‬هق هـا إحسـ أن ُيؼال‪ :‬و ُأح ُّ‬ ‫« َو َأ َح ُّ‬
‫ِ‬
‫ب إلقف يعـل وأحب لف أن يػعؾف يعـل أن ُيطعؿ‪.‬‬ ‫أو و ُأح ُّ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪ ».‬وهذه الؿسللة وهل مسللة الؽبقر‬ ‫« َف َؿ ْـ َفدَ ى‪َ ،‬فنِك ََّؿا ُي ْط ِع ُؿ‪َ ،‬م َؽ َ‬
‫ان ك ِّصُؾ ي ْقمٍ‪ ،‬مدّ ًا بِؿدِّص رس ِ‬
‫ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫لكبقر الذي ٓ يطقؼ الصقام لؽرب سـف‬ ‫إذا أصبح ٓ يطقؼ الصقام فؼد أجؿع العؾؿاء طؾك ّ‬
‫أن الشقخ ا‬
‫وضعػ حالف لف أن ُيػطر ثؿ اختؾفوا ماذا يطؾب مـف؟‬
‫فذهب الجؿفقر إلك أكف يجب طؾقف أن يطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا لؼقل اهلل عز وجؾ ‪َ ﴿:‬أ َأع َأ ى َّمٱ َأ‬
‫ِت‬
‫ُث ُث َأ ُث ۡي َأ ‪ٞ‬ة َأ‬
‫َأ ُثا ِت ۡي ِتك ٖرن﴾‪ .‬قالقا ‪ :‬قال ابـ طباس ڤ‪« :‬هق الشق الؽبقر والؿرأة الؽبقرة ٓ‬ ‫ِت ق ۥه ِت‬
‫يست قعان أن يلقما فق عؿان مؽان كؾ يقم مسؽقـا » رواه البخاري يف الصحقح ‪ .‬قالقا ‪ :‬ففذا تػسقر مـ‬
‫ابـ طباس ڤ لمية‪ ،‬أيضا قالقا ‪ّ :‬‬
‫أن معـك أية‪ :‬وطؾك الذيـ يطقؼقكف‪ ،‬أي يستطقعقن صل ا مف ولؽـ‬
‫‪ ،‬وقال‬ ‫بؿشؼة شديدة زائدة طـ الـاس ‪ ،‬هذا معـك أية ‪ ،‬وهذا إكؿا هق يف الؽبقر وفقؿـ لف طؾة دائؿة‬
‫بعضفؿ‪ :‬أية ُيؼدر فقفا "ٓ" فا لتؼدير وطؾك الذيـ ٓ يطقؼقكف‪ ،‬وهؿ كبار ا لسـ حال ضعففؿ ‪ ،‬وقالقا ‪:‬‬
‫ُث َأ ِّص ُث َّم ُث َأ ُث َأ َأ ُّم ْا‬
‫ٱ ٱك ۡي ن ِتض و﴾ قالقا ‪ :‬والؿعـك ‪ٕ :‬ن ٓ‬ ‫هذا أسلقب طربل وشرطل كؿا قال اهلل طز وجؾ ‪ِ ﴿ :‬ت ن‬
‫ُث َأ‬ ‫َأ َّم‬
‫تضؾقا‪ ،‬قالقا فؽذلؽ يف هذه أية ‪َ ﴿:‬أ َأع ى ٱ ِت َأ ُث ِت ق ُثه﴾‪ .‬يعني وطؾك الذيـ ٓ يطقؼقكف‪ .‬بتؼدير"ٓ"‪،‬‬
‫ففذا الدلقؾ طؾة أكف يجب طؾقفؿ أن يطعؿق ّ‬

‫ٕن "طؾك" تؼتضل القجقب‪.‬‬
‫وذهب اإلمام مالؽ والشافعقة يف ققل إلك أ نه ٓ فدية طؾقف واجبة وإكؿا ُيستحب لف ذلؽ ّ‬
‫ٕن الـبل‬
‫ﷺ قال‪« :‬وإذا أمر ؽؿ بلمر فل قا مـف ما است عتفؿ» فال يجب طؾك اإلكسان إٓ ما استطاع وهذا لؿ يستطع‬
‫الصقم فٓ يطالب بف ‪ .‬ومادام أكف ٓ يطالب بالصقم فؾؿاذا الػدية‪ ،‬واضح وجف رأيفؿ يا إخقة؟ يؼقلقن‬
‫هؾ هق مطالب بالصقم الج واب‪ٕ . ٓ :‬كف ٓ يستطقع قالقا مادام أكف غقر مطالب بالصقم فؾؿاذا الػدية؟‬
‫وفعؾ الصحابة يدل طؾك آستحباب فقؽقن هذا تطقطا مـفؿ‪.‬‬
‫والراجح واهلل أطؾؿ أكف يجب طؾقف ذلؽ لدٓلة أية ‪ ،‬ولؿا جاء طـ الصحابة ومـ ذلؽ ما جاء طـ‬
‫أبل هريرة ﭬ أكف قال‪« :‬مـ أدركف الؽبر فؾؿ يست ع أن يلقم رم ان فعؾقف لؽؾ يقم ُم د من قؿح» رواه‬
‫الداراقطـل والبقفؼل‪ .‬صقب‪ ،‬إذا قؾـا يجب طؾقف الػدية أو يجب طؾقف أن يخرج فدية أو ق لـا بآستحباب‬
‫كؿ يخرج طـ كؾ يقم ؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ فؼال الؿالكقة والشافعقة يخرج ربع صاع طـ كؾ يقم مـ‬
‫أي صعام رز تؿر بر‪ ،‬وذهب الحـابؾة إلك أكف يخرج ربع صاع مـ بر أو كصػ صاع مـ غقره‪.‬‬
‫وذهب الحـػقف إلك أكف يخرج كصػ صاع مـ بر أو صاطا مـ غقره‪.‬‬
‫وإرجح واهلل أطؾؿ‪ ،‬أكف يخرج كصػ صا ٍع مـ أي صعام ٕثر ابـ طباس ڤ وفقف‪« :‬ويطعم طـ كؾ‬
‫يقم كصػ صاع مـ ِحـطة» رواه البقفؼل وطبد الرزاق وإسـاده صحقح ‪ .‬فلقرب مايؽقن أكف ُيخرج كصػ‬
‫صاع مـ أي صعام طـ كؾ يقم ‪ ،‬و ُيؾحؼ بالؽبقر طـد أهؾ العؾؿ صاحب العؾة الدائؿة كالؿريض مرضا ٓ‬
‫يرجك برؤه‪ ،‬فنكف كالؽبقر الذي ٓ يستطقع الصقم ف ُقػطر و ُيطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا‪ ،‬يخرج كصف صاع‪.‬‬
‫ت َط َؾك َو َل ِد َها‪،‬‬ ‫ؽ َأ َّكف ب َؾ َغف‪َ ،‬أ َّن طبدَ اهللِ بـ طؿر س ِ َؾ ط ِـ ا ْلؿر َأةِ ا ْلح ِ‬
‫ام ِؾ‪ ،‬إِ َذا َخا َف ْ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫َحدَ َ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ ََ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫اشت ََّد َط َؾ ْق َفا ِّص‬
‫الل َقا ُم؟‬ ‫َو ْ‬
‫َان ك ِّصُؾ َي ْقمٍ‪ِ ،‬م ْسؽِقـك‪ُ .‬مدّ ًا ِم ْـ ِح ْـ َ ٍة بِ ُؿ ِّصد ال َّـبِ ِّصل ﷺ‪.‬‬
‫َف َؼ َال‪ْ ُ :‬ػ ِ ُر‪َ ،‬و ُ ْ ِع ُؿ‪َ ،‬مؽ َ‬
‫هذا إثر كؿا تؾحظقن رواه اإلمام مالؽ بالغا وهق ضعقػ هبذا‪ ،‬لؽـ رواه الشافعل مقصقٓ بنسـاد‬
‫صحقح ورواه البقفؼل طـ صريؼ الشافعل أيضا وإسـاده صحقح‪ .‬وهذه الؿسللة مـ الؿسائؾ التل‬
‫أشؽؾت لتعارض أثار فقفا‪ ،‬والحامؾ والؿرضع لفؿا طـد أهؾ العؾؿ ثالثة أحقال‪:‬‬
‫الحالة إولك‪ :‬أن تخاف الحامؾ طؾك كػسفا أو تخاف الؿرضع طؾك كػسفا‪ ،‬فسبب فطرها خقففا‬
‫طؾك كػسفا ففـا ُتػطر وطؾقفا الؼضاء بال خالف بقـ أهؾ العؾؿ‪ ،‬مادام أهنا خافت طؾك كػسفا ّ‬
‫فنن لفا أن‬
‫تػطر وطؾقفا الؼضاء بنتػاق العؾؿاء‪ ،‬وٓ يعرف يف هذا كزاع‪ ،‬لؿاذا تؼضل؟ قالقا‪ٕ :‬هنا مريضة واهلل طز‬
‫وجؾ قال‪ِ ﴿ :‬ت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾ مادام أهنا تخاف طؾك كػسفا ففذا كقع مـ الؿرض فتؼضل فؼط ولقس‬
‫طؾقفا إٓ الؼضاء باتػاق العؾؿاء‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬إذا خافت الؿرضع طؾك كػسفا وولدها فؽان الخقف مركبا طؾك كػسفا وولدها أو‬
‫خافت الحامؾ طؾك كػسفا وولدها ففـا لفا الػطر بنتػاق العؾؿاء‪ .‬وطؾقفا الؼضاء فؼط وٓ فدية‪ ،‬وهذا‬
‫الذي كص طؾقف الػؼفاء يف كتبفؿ‪ ،‬لؿاذا؟ قالقا‪ّ :‬‬
‫ٕن إصؾ خقففا طؾك كػسفا وخقففا طؾك القلد تابع‬
‫فــظر إلك أهنا خافت طؾك كػسفا ففل مثؾ الحالة إولك‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬وهذه محؾ اإلشؽال طـد أهؾ العؾؿ‪ ،‬إذا خافت الؿرضع طؾك ولدها فؼط أو خافت‬
‫الحامؾ طؾك ولدها فؼط‪ ،‬تؼقل الحؿد هلل أكا صقبة ما طـدي إشؽال لؽـ أخاف طؾك القلد إذا صؿت يؼؾ‬
‫الحؾقب أخاف طؾك القلد أن يتضرر‪ ،‬الحامؾ تخاف طؾك الجـقـ أما أكا الحؿد هلل أمقري زيـة‪ ،‬ما طـدي‬
‫أن لفا أن ُتػطر‪ ،‬فؼالقا ‪ :‬لفا أن ُتػطر بال‬
‫إشؽال‪ ،‬ففذه الؿسللة وقع فقفا الـزاع بعد إتػاق العؾؿاء طؾك ّ‬
‫خالف لؽـ ما الذي يؾزمفا؟ اختؾػ العؾؿاء يف ذلؽ‪.‬‬
‫فذهب الحـػقة إلك أكف يؾزمفا الؼضاء فؼط‪ ،‬قالقا‪ٕ :‬كف إصؾ الذي يؾزم مـ أفطر أن يؼضل وٓ دلقؾ‬
‫طؾك ما زاد طـ ذلؽ‪.‬‬
‫وذهب الؿالؽقة إلك ّ‬
‫أن الحامؾ تؼضل فؼط أما الؿرضع فتؼضل وتطعؿ‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة والحـابؾة إلك أهنا تؼضل وتطعؿ‪ ،‬الؿرضع والحامؾ إذا كان الخقف طؾك القلد فؼط‬
‫تؼضل ما أفطرت وتطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا‪.‬‬
‫والراجح طـدي ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ّ -‬‬
‫أن طؾقفا الؼضاء واإلصعام‪ ،‬أما الؼضاء فألهنا مػطرة بعذر وإصقل‬
‫الشرطقة كؾفا تدل طؾك أكف مـ أفطر لعذر يجب طؾقف أن يؼضل وٓ يقجد أصؾ واحد يخالػ ذلؽ‪،‬‬
‫إستؼرأكا إدلة الشرطقة فقجدكاها مطبؼة طؾك ّ‬
‫أن مـ أفطر لعذر يجب طؾقف الؼضاء‪ ،‬وهذه الؿرأة مػطرة‬
‫لعذر فقجب طؾقفا الؼضاء وأما اإلصعام لؿاذا كؾزمفا باإلصعام فؾػتاوى الصحابة‪ ،‬حقث ثبت هذا طـ ابـ‬
‫طؿر ﭭ كؿا معـا هـا‪ ،‬قال‪ُ « :‬تػطر وتطعؿ مؽان كؾ يقم مسؽقـا » وأيضا فتقى ابـ طباس ﭭ التل‬
‫رواها أبق داود وغقره بنسـاد صحقح‪ .‬أهنا تػطر وتطعؿ مؽان كؾ يقم مسؽقـا‪ .‬وٓ مخالػ لفؿا مـ‬
‫الصحابة رضقان اهلل طؾقفؿ‪ ،‬فلخذكا بؼقلقفؿا يف اإلصعام وأخذكا بالؼضاء يف إصقل الشرطقة‪ ،‬فنن قال‬
‫قائؾ‪ :‬قد جاء يف أثر ابـ طؿر كػل الؼضاء وجاء يف أثر ابـ طباس كػل الؼضاء وأكف ٓ قضاء طؾقفا قؾـا أما‬
‫فنن الدارس لفا يجد أهنا ُوجدت يف بعض الروايات ّ‬
‫وأن أكثر الروايات لؿ يرد فقفا كػل‬ ‫زيادة كػل الؼضاء ّ‬
‫الؼضاء وهل أققى وأكثر مـ الروايات التل ورد فقفا كػل الؼضاء‪ ،‬ففذه الزيادة شاذة إذا سؾؿت أساكقدها‬
‫مـ الضعػ ّ‬
‫فنن متـفا ٓ يسؾؿ مـ الشذوذ‪ .‬ففل شاذة والشاذ ضعقػ وٓ يعتؿد طؾقف كقػ وهل مخالػة‬
‫لألصقل الشرطقة‪ ،‬يعـل شاذة ومخالػة لألصقل الشرطقة يف ّ‬
‫أن مـ أفطر مـ طذر وجب طؾقف الؼضاء‪،‬‬
‫فالصحقح الثابت طـ ابـ طباس وابـ طؿر ﭭ هق إمر باإلصعام ولؿ يتعرضا لؾؼضاء ٓ بـػل وٓ‬
‫بنثبات ّ‬
‫ٕن الـػل القارد ٓ يثبت مـ جفة شذوذه ومع كقكف هذه الرواية أضعػ مـ الروايات التل لؿ يرد‬
‫فقفا كػل الؼضاء فنهنا مخالػة لألصقل الشرطقة يف باب الصقام‪ ،‬وٓ يرتك إصؾ الشرطل يف باب الصقام‬
‫إلك لديؾ ب ّقـ‪ ،‬ولقس هـا دلقؾ ب ّقـ‪ ،‬فنن قال قائؾ‪ :‬صقب هؿ أطـل ابـ طؿر ﭭ وابـ طباس ﭭ لؿ‬
‫يلمراها بالؼضاء قؾـا سؽتا طـ الؼضاء لؾعؾؿ بف‪ ،‬وأخربا بؿا زاد مؿا يحتاج إلقف‪ ،‬كؿا يؼال‪ :‬الؼضاء مػروغ‬
‫مـف الؼضاء معؾقم مـ الديـ بالضرورة‪ّ ،‬‬
‫أن مـ أفطر لعذر يجب طؾقف الؼضاء‪ ،‬وإكؿا أخربا بؿا زاد مؿا‬
‫يخػك طؾك الـاس فاحتاج إلك البقان‪ ،‬ففذا هق أضفر ما يف الؿسللة‪.‬‬
‫وإين ٕوصل صالب العؾؿ يف مثؾ هذه الؿسائؾ يف طدم التعجؾ وٓ يؽػل أن تجد كالما لػاضؾ حتك‬
‫تتصدر لؾػتقى‪ ،‬ففذه الؿسائؾ يجب تحؼقؼفا والتدققؼ فقفا ومراجعة أصقلفا‪ ،‬وأكا أققل أصال ٓ يـبغل‬
‫لطالب العؾؿ أن يػتل يف كؾ شقئ حتك لق قرأ حتك لق وجد فتقى لعالؿ‪ ٓ ،‬يدخؾ رأسف يف كؾ شقئ‪،‬‬
‫لألسػ الققم صالب العؾؿ مـا بعضفؿ يسبؼ العؾؿاء إلك الػتقى‪ ٓ ،‬بؾ ُيس ّػف آراء العؾؿاء ٕكف يرى أو‬
‫قرأ‪ ،‬وهذا يف الحؼقؼة صريؼ ٕن يفؾؽ صالب العؾؿ كػسف‪ ،‬وهق يدخؾ يف إطجاب الؿرء بـػسف ورأيف وهذا‬
‫مـ الؿفؾؽات وٓ سقؿا يف مثؾ هذه إمقر‪ ،‬ثؿ إن الؼاطدة أكف يف مسائؾ الػؼف التل يؼقم فقفا اإلحتؿال‬
‫الؼقي يـبغل أن يمخذ بؿا تربأ بف الذمة‪ ،‬أكت إذا أفتقت الؿرأة الحامؾ أو الؿرضع التل خافت طؾك ولدها‬
‫بلكف يجب طؾقف أن تؼضل و ُتطعؿ ما الذي فات‪ ،‬قضت وصامت هلل وازدادت خقرا وأصعؿت فلخذت‬
‫بإصؾ الشرطل وأخذت بػتاوى الصحابة وبرأت ذمتفا بقؼقـ‪ ٓ ،‬يقجد أحد يف الدكقا يؼقل بؼل طؾقفا‬
‫شقئ‪ ،‬لؽـ إن أفتقتفا بلن ُتطعؿ جؿفقر العؾؿاء يؼقلقن ٓزالت ذمتفا مشغقلة‪ ،‬فقـبغل أيفا اإلخقة التـبف‬
‫لؿثؾ هذا‪ ٓ ،‬يؽػل أيفا اإلخقة أن تؼرأ كالما لعالؿ فاضؾ وتؼريرا لعالؿ فاضؾ حتك تذهب وتػتل‬
‫وتـشر بؾ ٓ بد مـ التحؼؼ والتحؼقؼ والـظريف الؿسللة ومراجعة كالم أهؾ العؾؿ ‪ ،‬ثؿ الػتقى بإصقل‬
‫الشرطقة والـظر يف إصقل الشرطقة والػتقى لقست هقـة يا إخقة‪ ،‬العؾؿاء كاكقا يفابقن الػتقى هقبة‬
‫طظقؿة وكان القاحد مـفؿ يدفع طـ كػسف إلك أخقف إٓ إذا لزمتف الػتقى‪ ،‬وإذا لزمتف الػتقى كان كلكف‬
‫يجؾس تحت جبؾ‪ ،‬ويراقبقن الف طز وجؾ‪ ،‬هذا اإلمام مالؽ ُيسئؾ طـ أربعقـ مسللة فقػتل يف أربع مـفا‬
‫«جئتؽ وضربت لؽ أكباد اإلبؾ لتؼقل لل ٓ‬ ‫ويرتك ست وثالثقـ مسللة ٓ يػتل فقؼقل لف الرجؾ‪:‬‬
‫أدري!! فؼال إن شئت فاذهب إلك السقق –ما هق طـدي هـا‪ -‬وقؾ سللت مالؽا طـ تسع وثالثقـ مسللة‬
‫أو أربع وثالثقـ مسللة فؼال يف كذا ٓ أدري » أن بعض صالب العؾؿ هداين اهلل وإياهؿ يستحل أن يؼقل‬
‫ٓ أدري‪ ،‬يسلل يف مسللة تزلزل إمة تزلزل البؾد تسبب فتـة ويػتل بؾ أصبح بعض صغار صالب العؾؿ‬
‫يحؽؿقن طؾك الؿشايخ الذيـ قبؾفؿ وطؾك العؾؿاء‪ ،‬فالن طـده أخطاء وفالن طـده أخطاء وفالن طـده‬
‫أخطاء وفالن طـده أخطاء‪ ،‬أصبحقا مثؾ التؽػقريقـ‪ ،‬التؽػقريقن هذا مثؾ الجرب والعقاذ باهلل يؽػر يؽػر‬
‫«أكا ٓ أطؾؿ مسؾؿا هؾ وجف إرض إٓ أكا‬ ‫يؽػر يؽػر حتك ما يبؼك أحد‪ ،‬رجؾ مصري كان يؼقل‪:‬‬
‫وامرأيت ورجؾ يف الفـد» وأن بعض صالب العؾؿ يبحث يبحث يبحث يجب ثقبا أبقض كؼقا ويجد شقئا‬
‫يظـف كؼطة طؾك هذا الثقب واجؿع واجؿع واجؿع ويظـقن ّ‬
‫أن هذه صريؼة مـ صرق أهؾ العؾؿ يف الدفاع‬
‫طـ السـة‪ ،‬واهلل ما كاكت هذه صريؼة مـ صرق أهؾ العؾؿ يف الدفاع طـ السـة‪ ،‬أهؾ العؾؿ يـظرون فنذا‬
‫وجدوا الخطل إتخذوا الطريؼ الشرطل وقد يصربون السـقـ الطقال وهؿ يعرفقن الخطل لؽـ رجاء أن‬
‫يزول وأن ٓ يظفر ويضر إمة‪ ،‬الشقخ ربقع الؿدخؾل حػظف اهلل‪ ،‬يؼقل لل يا سؾقؿان واهلل رجؾ صربت‬
‫!!‬ ‫طؾقف خؿسة طشر طاما وأكا أطرف أخطائف وأكصحف وأكصحف لؽـ ما أضفرت هذا‪ ،‬خؿسة طشر طاما‬
‫لؿاذا ٕهنؿ يريدون كصرة السـة ٓ يريدون اإلسؼاط‪ ،‬ما يريدون الربوز يريدون كصرة السـة‪ ،‬أما أن يليت‬
‫بعض صالب العؾؿ حتك إخقاهنؿ الذيـ هؿ طؾك خقر والدطقة قائؿة طؾقفؿ وإمقر بخقر والحؿد هلل‪،‬‬
‫فالن طـده كذا وفالن طـده كذا‪ ،‬مـ الذي ٓ يعد لف خطل لؽـ هؾ الطريؼ صحقح؟ أن يتصدر صالب‬
‫العؾؿ لؿسائؾ مـ أطظؿ الؿسائؾ ثؿ أصبح بعضفؿ يسقر طؾك صريؼة أهؾ البدع‪ ،‬أهؾ البدع أكّف ٓ يستػتل‬
‫إٓ مـ يعؾؿ أكف سققافؼف‪ ،‬شاب يف الؿـاصحة ذهب إلك العراق‪ ،‬أيام العراق‪ ،‬فؼؾـا لف‪ :‬هؾ استػتقت‬
‫العؾؿاء؟ قال‪ :‬كعؿ استػتقت الدكتقر فالن‪ ،‬رجؾ طـدكا يف الؿديـة معروف بالتسرع وآكدفاع‪ ،‬قؾـا لف‬
‫أكت مـ أيـ قال‪ :‬مـ الرياض‪ ،‬قؾـا‪ :‬ما تعرف الشقخ صالح الػقزان؟ قال بؾك أطرفف هق طـدكا يف الحل‪،‬‬
‫صقب‪ ،‬الشقخ صالح الػقزان مـ كبار طؾؿائـا لؿاذا ترتكف وٓ تستػتقف وتذهب إلك هذا الدكتقر يف الؿديـة‬
‫لتستػتقف؟ قال‪ :‬أكف طارف الشقخ صالح الػقزن وش بقؼقل‪ ،‬قؾت لف‪ :‬صقب وأكت طارف الدكتقر هذا‬
‫وش بقؼقل‪ ،‬هذا الدكتقر معروف يف الؼصائد يف الجفاد‪ ،‬الذي يسؿقكف جفادا ولقس بجفادا‪ ،‬أن بعض‬
‫الشباب الذيـ يظـقن أهنؿ يخدمقن السـة ويدافعقن طـ السـة ٓ يستػتقن إٓ مـ يظـقن أكف سققافؼفؿ‪،‬‬
‫ولذلؽ يذهبقن إلك الؿديـة ٓ يذهبقن إلك الشقخ ربقع ٓ يذهبقن لؾشقخ طبقد ٓ يذهبقن لؾعؾؿاء‬
‫الؽبار‪ ،‬يذهبقن لػالن صالب أخذ طـ شقخ أخذ طـ الشقخ ربقع أو طـ الشقخ طبقد لؿاذا؟ ٕن هذا الذي‬
‫يؿؽـ أن يقافؼفؿ أما الؿشايخ يزجروكف ويـفقكف‪ ،‬وهذه صريؼة خاصئة لقست صريؼة مـ يريد الحؼ‬
‫ولقست صريؼة أهؾ العؾؿ‪ ،‬ولقست صريؼة أهؾ السـة والجؿاطة وهمٓء سقؽقكقن قطاع صرق يف بؾدهؿ‬
‫ويف بؾد السؾؿقـ طـ السـة والسؾػقة‪ٕ ،‬هنؿ ما يبؼقن أحدا وسقصؾ هبؿ إمر إلك أن يؼقل قائؾفؿ‪ٓ ،‬‬
‫أطؾؿ سؾػقا أو رجال مـ أهؾ السـة يف بؾدي‪ ،‬ثؿ ستتسع الدائرة شقئا فشقئا حتك تصبح ٓ أطؾؿ رجال طؾك‬
‫السـة إٓ أكا وامرأيت ورجال اهلل أطؾؿ‪ ،‬ما هذه صريؼة أهؾ العؾؿ وٓ صريؼة الؿصؾحقـ وٓ صريؼة مـ‬
‫يدافعقن طـ السـة ولقس يف هذا حؿاية لؾسـة‪ ،‬بؾ قطع الطريؼ طؾك الدطقة إلك السـة فالقاجب طؾك‬
‫صالب العؾؿ أن يتؼقا اهلل وأن يؾزمقا شرع اهلل وأن يؾزمقا صريؼة العؾؿاء إبرار وأن يفذبقا أكػسفؿ‬
‫بتؼقى اهلل وأن يعؿروا قؾقهبؿ بؿا يرضل اهلل وأن يعؾؿقا أهنؿ إن كاكقا يتؽؾؿقن فغدا بقد اهلل سقسللقن طـ‬
‫كالمفؿ ويسللقن طـ الـاس الذيـ تؽؾؿقا فقفؿ ويسللقن طـ السـة التل صدوا الـاس طـفا هبذه الطريؼة‪،‬‬
‫وطؾقفؿ أن يؽقكقا مع إخقاهنؿ‪ ،‬مع صالب العؾؿ مع الؿشايخ الؽباريف بؾدهؿ وٓ يخؾقا بؾد مـ خقر‪،‬‬
‫ويراجعقن وإذا رأوا شقئا طؾك شقخفؿ جاؤوا إلك الشقخ وقالقا قؾت كذا وهذا كظـف خطل‪ ،‬بقـ لـا وجفف‬
‫وكحق هذا‪ ،‬والقاجب طؾقـا يا إخقة طؾك مثؾ هذا‪ ،‬جؿع كبقر يحظر يبتغل السـة يبتغل الحؼ‪ ،‬يجب طؾقـا‬
‫أن كحافظ طؾك رأس الؿال وطؾك هذا الخقر وطؾك جؿع الؽؾؿة وطؾك اجتؿاطـا طؾك الحؼ‪ ،‬جؿع‬
‫الؽؾؿة الصحقح الذي يحرص طؾقف العؾؿاء الذي هق صريؼ السؾػ الصالح رضقان اهلل طؾقفؿ‪ ،‬وأن‬
‫يؽقن إمر الذي يػرق الصػ طؾقـا أطظؿ مـ حؿؾـا لؾجبال‪ ،‬وٓ كتسرع بف أبدا وكحاول أن كردم ما قد‬
‫يمدي إلك فرقة الصػ والخؾؾ فقؿا بقــا‪ ،‬طؾك كؾ حال الذي دطاين إلك هذا ما بدأكاه مـ كالم حقل‬
‫مسللة الؿرضع والحامؾ ووجقب الرتيث يف الػتقى ومراجعة أهؾ العؾؿ فلسلل اهلل طز وجؾ أن يجعؾـل‬
‫وإياكؿ مؿـ وفؼفؿ إلك سؾقك الطريؼ الصحقح وأن يجعؾـل وإياكؿ رحؿة طؾك إمة جامعقـ لفا طؾك‬
‫التقحديد والسـة حرصقـ طؾك ما يؼرب الـاس إلك الحؼ وطؾك جؿع كؾؿة أهؾ الحؼ طؾك الحؼ‪.‬‬
‫َأ َأ َأ َأ ُث َّم ً َأ َأ‬
‫ض ۡي َأع ٰىى‬ ‫ن ِت نك ِت‬ ‫ؽ‪َ :‬و َأ ْه ُؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َي َر ْو َن َط َؾ ْق َفا ا ْل َؼ َ ا َا‪ ،‬ك ََؿا َق َال اهللُ‪﴿ :‬‬
‫َق َال َيح َقك َق َال َمالِ ٌ‬
‫َأ ُث َأ‬
‫ؽ َم َر ك ِم َـ ْإَ ْم َرا ِ ‪َ ،‬م َع ا ْلخَ ْق ِ َط َؾك َو َل ِد َها‪.‬‬ ‫َأ ف ٖر ِت َّم ِّصِت ۡي َّم ٍما َأ ﴾ َو َي َر ْو َن ذلِ َ‬
‫َأ َأ ‪ٞ‬ة‬
‫كعؿ كؿا تؼدم يف الؿسللة إذا كاكت الحامؾ تخاف طؾك ولدها دون خقففا طؾك كػسفا ّ‬
‫وأن مـ أهؾ‬
‫وأن الراجح ّ‬
‫أن‬ ‫أن طؾقفا الؼضاء واإلصعام‪ّ ،‬‬
‫أن طؾقفا الؼضاء‪ ،‬ومـ أهؾ العؾؿ مـ يرى ّ‬
‫العؾؿ مـ يرى ّ‬
‫طؾقفا الؼضاء واإلصعام كؿا تؼدم بقاكف‪.‬‬
‫َان َط َؾ ْق ِف َق َ ا ُا‬ ‫اسؿِ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف َأ َّك ُف ك َ‬

‫َان َي ُؼ ُ‬
‫قل‪َ :‬م ْـ ك َ‬ ‫ؿـ ب ِـ ا ْل َؼ ِ‬
‫الر ْح ِ ْ‬
‫ِ‬
‫ؽ َط ْـ َط ْبد َّ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َان ك ِّصُؾ َي ْقمٍ‪ِ ،‬م ْسؽِقـك‪.‬‬
‫آخ ُر‪َ .‬فنِ َّك ُف ُي ْ ِع ُؿ‪َ ،‬مؽ َ‬
‫ان َ‬‫ام ِف‪َ ،‬حتَّك َجا َا َر َم َ ُ‬ ‫ان َف َؾؿ ي ْؼ ِ ِف‪ ،‬وهق َق ِقي ط َؾك ِصق ِ‬
‫َ‬ ‫ٌّ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َر َم َ َ ْ َ‬
‫ؽ ا ْل َؼ َ ا ُا‪.‬‬ ‫ُمدّ ًا ِم ْـ ِح ْـ َ ٍة‪َ .‬و َط َؾ ْق ِف َم َع ذلِ َ‬
‫ؽ‪.‬‬‫قد ْب ِـ ُج َب ْقرٍ ِم ْث ُؾ ذلِ َ‬ ‫ؽ َأ َّكف ب َؾ َغف طـ س ِع ِ‬
‫ُ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫و َحدَ َ‬
‫وهذا إثر طـ سعقد بـ جقر ضعقػ هبذا الطريؼ ٕكف بالغ‪ ،‬لؽـ رواه ابـ أبل شقبة مقصقٓ‪.‬‬
‫فلخر الؼ اا حتك دخؾ طؾقف رم ان التالل فؿا الذي يؾزمف؟]‬
‫[مـ كان طؾقف الؼ اا مـ رم ان ّ‬
‫ويف هذا مسللة وهل مـ كان طؾقف الؼضاء مـ رمضان ّ‬
‫فلخر الؼضاء حتك دخؾ طؾقف رمضان التالل فؿا‬
‫الذي يؾزمف؟ إذا كان تلخقره مـ طذر كامرأة كاكت حامال يف رمضان فلفطرت بسب الحؿؾ ثؿ ولدت‬
‫فلصبحت ُترضع صقال الؿدة بعد رمضان حتك دخؾ طؾقفا رمضان أخر ففـا ٓ يؽقن طؾقفا إٓ الؼضاء‬
‫فؼط‪ ،‬ولقس طؾقفا اإلصعام‪ ،‬أما إن كان التلخقر لغقر طذر فالجؿفقر طؾك أكف يؼضل و ُيطعؿ طـ كؾ يقم‬
‫مسؽقـا‪ ،‬وقد روي هذا طـ ستة مـ صحابة رسقل اهلل ﷺ وٓ ُيعؾؿ لفؿ مخالػ مـ الصحابة هؽذا قال‬
‫بعض أهؾ العؾؿ‪.‬‬
‫وذهب الحـػقة إلك ّ‬
‫أن طؾقف الؼضاء فؼط ولقس طؾقف إصعام وهذا هق أصؾفؿ يف الؼضاء وذهب بعض‬
‫السؾػ إلك ّ‬
‫أن طؾقف اإلصعام وٓ قضاء‪.‬‬
‫والراجح ققل الجؿفقر أكف يؼضل و ُيطعؿ طـ كؾ يقم مسؽقـا فنكف أققى ما ورد يف الؿسللة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َجام ُع َق َ اا ِّص‬
‫الل َقا ِم‪.‬‬
‫ؿـ َأ َّك ُف َس ِؿ َع َطائِ َشةَ‪ ،‬ز َْو َج‬
‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ؽ َط ْـ َي ْح َقك ْب ِـ َسعقد‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َس َؾ َؿ َة ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ان‪.‬‬‫قم ُف َحتَّك َي ْل ِ َل َش ْع َب ُ‬
‫قع َأ ُص ُ‬
‫ِ‬
‫ان‪َ .‬ف َؿا َأ ْس َت ُ‬ ‫الل َقا ُم ِم ْـ َر َم َ َ‬
‫ُقن َط َؾ َّل ِّص‬ ‫قل‪ :‬إِ ْن ك َ‬
‫َان َل َقؽ ُ‬ ‫ال َّـبِ ِّصل ﷺ َ ُؼ ُ‬
‫يعـل مـ جفة الزمـ ما هق زمـ قضاء الصقم؟ مـ أفطر يف رمضان ما هق زمـ قضائف؟‪.‬‬
‫والحديث يف الصحقحقـ فلمـا طائشة ڤ كان يؽقن طؾقفا الصقم مـ رمضان يعـل طؾقفا الؼضاء‬
‫فؿا تستطقع أن تصقمف حتك يليت شعبان فال تؼضل إٓ يف شعبان وذلؽ لؿؽان رسقل اهلل ﷺ مـفا فنن‬
‫ّ‬
‫الـبل ﷺ كان يحبفا حبا شديدا فتشتغؾ بشلن رسقل اهلل ﷺ لؿؽاكتفا طـده ودل هذا إثر الذي يتضؿـ‬
‫إقرار الـبل ﷺ ٕهنا زوج الـبل فال بد ّ‬
‫أن الـبل ﷺ كان يعؾؿ هبذا الحال وأقرها ﷺ طؾقف‪ ،‬هذا دل طؾك‬
‫ّ‬
‫أن ما بعد رمضان إلك دخقل رمضان أخر وقت لؾؼضاء‪ ،‬يبدأ بالػراغ مـ يقم العقد‪ ،‬فققم العقد ٓ يجقز‬
‫صقمف إلك أن يضقؼ الققت فال يبؼك مـ شعبان إٓ ما يؽػل لؾؼضاء‪ ،‬وإتػؼ العؾؿاء طؾك ّ‬
‫أن إفضؾ‬
‫الؿبادرة بالؼضاء ٕكف أبرأ لؾذمة وأبعد طـ الـسقان‪ ،‬فؽؾؿا بادر اإلكسان يف الؼضاء كان ذلؽ خقرا‪.‬‬
‫كؿا اتػؼ العؾؿاء طؾك أكف يجقز لؿـ طؾقف الؼضاء أن يمخر الؼضاء إلك شعبان ويتعقـ طؾقف إذا بؼل‬
‫مـ شعبان ما يؽػل لؼضائف‪ ،‬يعـل طؾقف خؿس أيام وبؼل مـ شعبان خؿس أيام هـا يجب أن يصقمف‪.‬‬
‫وإكؿا اختؾػقا يف مسللة وهل هؾ لؿـ طؾقف قضاء أن يتطقع؟‬
‫[مـ كان طؾقف ق اا هؾ لف أن يت قع قبؾ أن يؼ ل؟]‬
‫قالقا‪ :‬هق يجقز لف أن يمخر الؼضاء إلك شعبان هذا محؾ إتػاق‪ ،‬لؽـ هق طؾقف قضاء هؾ لف أن يتطقع‬
‫ّ‬
‫وٕن‬ ‫قبؾ أن يؼضل؟ جؿفقر العؾؿاء قالقا‪ :‬كعؿ يجقز‪ .‬ولف أن يتطقع قبؾ أن يؼضل ّ‬
‫ٕن الجفة مـػؽة‬
‫طائشة ڤ كاكت تمخر الؼضاء وٓ بد مـ أهنا كاكت تصقم‪ ،‬هؽذا يؼقلقن‪.‬‬
‫وذهب الحـابؾة يف ققل إختاره كثقر مـفؿ إلك أكف لقس لف أن يتطقع بالصقم حتك يؼضل‪ ،‬قالقا‪ّ :‬‬
‫ٕن‬
‫ذمتف مشغقلة بػرض‪ ،‬فؾقس لف أن يتطقع حتك يمدي هذا الػرض كؿـ كان طؾقف الحج فؾقس لف أن يتـػؾ‬
‫بالحج قبؾ أن يحج بالػريضة‪ ،‬فالػرض مؼدم طؾك الـػؾ‪ ،‬فؼالقا هذا ذمتف أن مشغقلة بػرض وهق‬
‫الؼضاء فنذا أراد أن يصقم فؾقصؿ الؼضاء الذي هق الػرض أما الـػؾ فؾقس لف ذلؽ‪ ،‬وأما فعؾ طائشة‬
‫ڤ إذا كاكت ترتك الؼضاء الذي هفق واجب إلك شعبان مـ أجؾ مؽان رسقل اهلل ﷺ فؿـ باب أولك‬
‫أن ترتك التطقع لؿؽان رسقل ﷺ مـفا‪.‬‬

‫أن مـ طؾقف قضاء لقس لف أن يصقم الست مـ شقال‪ ،‬لؿاذا؟ ٕهنا لؿ ُتشرع يف‬
‫والراجح واهلل أطؾؿ ّ‬
‫«من صام رم ان ثؿ‬ ‫حؼف‪ .‬كقػ لؿ ُتشرع يف حؼف؟ هذه الست مـ شقال إكؿا شرطت بؼقل الـبل ﷺ‪:‬‬
‫أ بعف ستا مـ شقال كان كلقام الدهر » كؿا طـد مسؾؿ يف الصحقح‪ .‬إذا هذه إيام الست شرطت لؿـ؟‬
‫لؿـ صام رمضان ثؿ أتبعف ستا مـ شقال‪ ،‬إذا مـ لؿ يصؿ رمضان‪ ،‬إما لؿ يصؿ رمضان كؾف لؾعذر‪ ،‬أو‬
‫صام بعضف وبؼل طؾقف بعضف‪ ،‬فنكف ٓ يؼال إكف صام رمضان‪ ٓ ،‬يدخؾ يف هذا الحديث‪ ،‬وإذا كان ٓ يدخؾ‬
‫الحديث فبلي شقئ يشرع لف صقام الست؟ ما طـدكا إٓ هذا الحديث‪ ،‬فـحـ كؼقل هذا الذي ما أكؿؾ‬
‫صقام رمضان هؾ يدخؾ يف كص الحديث؟ الجقاب‪ .ٓ :‬مادام أكف ٓ يدخؾ يف كص الحديث إذا ٓ يصقم‬
‫الست مـ شقال‪ ،‬فنذا أراد أن يصقم الستة مـ شقال ماذا يػعؾ؟ يبدأ يف الؼضاء حتك يصدق طؾقف أكف صام‬
‫رمضان‪ ،‬ثؿ يصقم الست مـ شقال‪ ،‬أما بؼقة الـقافؾ كعرفة وطاشقراء واإلثـقـ والخؿقس فنكف يجقز لف‬
‫أن يتـػؾ هبا‪ ،‬إذا ٓ يقجد ماكع مـ ذلؽ والجفة مـػؽة‪ ،‬اشتغال ذمتف بالؼضاء شقئ وتطقطف بالصقم شقئ‬
‫آخر مادام ّ‬
‫أن التطقع ٓ ُيػقت الػرض‪ ،‬كؼقل إن صام اإلثـقـ الققم هؾ يػقت هذا الؼضاء؟ الجقاب‪.ٓ :‬‬
‫يستطقع أن يؼضل غدا الثالثاء‪ ،‬إذا صام يقم طرفة هؾ يػقت هذا الؼضاء؟ الجقاب‪.ٓ :‬‬
‫أن تطقطف ٓ يػقت الػرض ّ‬
‫فنن لف أن يتطقع وٓ يقجد ما يؿـع ذلؽ شرطا‪.‬‬ ‫فؿادام ّ‬
‫ؽ فِ ِقف‪.‬‬
‫ِص َقا ُم ا ْل َق ْق ِم ا َّل ِذي ُي َش ُّ‬
‫« ِصقام ا ْلقق ِم ا َّل ِذي ي َش ُّؽ فِ ِ‬
‫قف » ويقم الشؽ طـد جؿفقر العؾؿاء هق يقم الثالثقـ مـ شعبان‪ ،‬فققم‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫الثالثقـ مـ شعبان هق يقم الشؽ لؿاذا هق يقم الشؽ؟ ٕكف يحتؿؾ أن يؽقن مـ شعبان ويحتؿؾ أن‬
‫يؽقن مـ رمضان‪ .‬ففق مشؽقك فقف‪.‬‬
‫وطـد الشافعقة يقم الشؽ هق الققم الذي يتحدث العقام أكّف مـ رمضان‪ ،‬يعـل يقم الثالثقـ مـ شعبان‬
‫إذا تحدث العقام أهنؿ رأوا الفالل‪ ،‬لؽـ لؿ ُيلخذ بؼقلفؿ أو شفد شاهد فردت شفادتف يؼقلقن هذا يقم‬
‫الشؽ‪ ،‬أما إذا لؿ يؼع ذلؽ فققم الثالثقـ لقس يقم شؽ بؾ هق مـ شعبان يؼقـا ما فقف شؽ‪ ،‬والؿسللة‬
‫إصطالح وٓ شؽ ّ‬
‫أن الؿراد بققم الشؽ يف الـصقص هق يقم الثالثقـ مـ شعبان‪.‬‬
‫ان‪ .‬إِ َذا‬ ‫ؽ فِ ِقف ِم ْـ َش ْع َب َ‬

‫ؽ َأ َّك ُف َس ِؿ َع َأ ْه َؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َيـ َْف ْق َن َط ْـ َأ ْن ُي َلا َم ا ْل َق ْق ُم ا َّل ِذي ُي َش ُّ‬
‫ان َأ َّن َط َؾ ْق ِف‬‫ت َأ َّك ُف ِم ْـ َر َم َ َ‬
‫ان‪َ .‬و َي َر ْو َن َأ َّن َط َؾك َم ْـ َص َام ُف‪َ ،‬ط َؾك َغ ْقرِ ُرؤْ َي ٍة‪ُ ،‬ث َّؿ َجا َا ال َّث ْب ُ‬ ‫ك ََقى بِ ِف ِص َقا َم َر َم َ َ‬
‫ام ِف َ َ ُّقطك‪َ ،‬ب ْلسك‪.‬‬ ‫َق َ ااه‪ .‬وَٓ يرو َن‪ ،‬بِ ِلق ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َ ََ ْ‬
‫ْت َط َؾ ْق ِف َأ ْه َؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ بِ َب َؾ ِدكَا‪.‬‬
‫هذا ْإَ ْم ُر ِطـْدَ كَا‪َ .‬وا َّل ِذي َأ ْد َرك ُ‬ ‫َق َال َي ْح َقك‪َ ،‬ق َال َمالِ ٌ‬
‫ؽ‪َ :‬و َ‬
‫صقام يقم الشؽ جاء فقف ققل طؿار ﭬ‪« :‬مـ صام الققم الذي ُيشؽ فقف فؼد طلك أبا الؼاسؿ ﷺ »‬
‫يتؼدمـ أحدكؿ رم ان بلقم يقم أو يقمقـ إٓ أن‬
‫ّ‬ ‫رواه إربعة وصححف إلباين‪ .‬وقال الـبل ﷺ‪ٓ « :‬‬
‫يؽقن رجؾ كان يلقم صقمف فؾقلؿ ذلؽ الققم » متػؼ طؾقف‪ .‬وقال ﷺ « ٓ لقمقا حتك روا الفالل »‬
‫كؿا تؼدم معـا وصقام يقم الشؽ طـد أهؾ العؾؿ لف أحقال‪:‬‬
‫الحالة ٕولك‪ :‬أن يصقمف طؾك أكف مـ رمضان‪ ،‬يعـل مـ باب اإلحتقاط لرمضان‪ ،‬ففـا إن كاكت‬
‫السؿاء صحقا فؼد إتػؼ العؾؿاء طؾك أكف ٓ يجقز صقمف بـقة أكف مـ رمضان‪ ،‬فنذا كاكت السؿاء لقؾة‬
‫الثالثقـ صحقا مافقفا غقؿ وٓ قرت‪ ،‬إتػؼ العؾؿاء طؾك أكف يحرم صقمف بـقة أكف مـ رمضان‪ ،‬أما إذا كان يف‬
‫السؿاء غقؿ أو قرت لقؾة الثالثقـ فجؿفقر أهؾ العؾؿ طؾك أكف يحرم صقمف طؾك أكف مـ رمضان‪ ،‬والحـابؾة‬
‫طؾك أكف ُيصام كؿا تؼدم يف أول الؽتاب وأخذوا هذا مـ فعؾ ابـ طؿر ﭭ‪.‬‬
‫الحالة الثاكقة‪ :‬أن يصقمف قضاءا‪ ،‬رجؾ طؾقف يقم مـ رمضان وبؼل يقم الثالثقـ مـ شعبان ففذا صقمف‬
‫صحقح باتػاق العؾؿاء‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يصقمف تطقطا لصقم معتاد طؾقف‪ ،‬هق يصقم اإلثـقـ والخؿقس فؽان يقم الثالثقـ مـ‬
‫شعبان يقم اإلثـقـ فصامف‪ ،‬لؿاذا؟ ٕكف يقم اإلثـقـ‪ ،‬رجؾ يصقم يقما ويػطر يقما‪ ،‬أفطر يقم تسع‬
‫وطشريـ مـ شعبان سقصقم يقم الثالثقـ مـ شعبان‪ .‬وهذا جائز بنتػاق العؾؿاء‪ ،‬لؼقل الـبل ﷺ‪ « :‬إٓ أن‬
‫يؽقن رجؾ كان يلقم صقمف فؾقلؿ ذلؽ الققم»‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬أن يصقمف بـقة التطقع الؿطؾؼ‪ ،‬ففـا اختؾػ العؾؿاء‪.‬‬
‫طـد الحـػقة والؿالؽقة ٓ بلس‪ ،‬يجقز صقمف تطقطا ٕكف مـ سائر إيام‪.‬‬
‫وطـد الحـابؾة والشافعقة ُيؽره صقمف تطقطا‪.‬‬
‫وطـد بعض الشافعقة والظاهرية يحرم صقمف تطقطا‪ ،‬تطقطا مطؾؼا‪ ،‬وهذا هق الراجح ‪-‬واهلل أطؾؿ‪-‬‬
‫أكف يحرم صقمف تطقطا مطؾؼا‪ ،‬يعـل لؿـ لؿ يؽـ معتادا الصقام الراجح أكف يحرم لـفل رسقل اهلل ﷺ طـ‬
‫طؿار ‪« :$‬مـ صام الققم الذي ُيشؽ فقف فؼد طلك أبا الؼاسؿ » وهذا يشؿؾ مـ صامف بـقة‬
‫ذلؽ ولؼقل ّ‬
‫رمضان ومـ صامف بـقة التطقع‪ .‬وٓ ُيخرج مـ ذلؽ إٓ بدلقؾ وقد خرج الصقم الؿعتاد بدلقؾ لؼقل الـبل‬
‫ﷺ‪« :‬إٓ أن يؽقن رجؾ كان يلقم صقمف فؾقلؿ ذلؽ الققم»‪.‬‬
‫الل َقا ِم‬ ‫ِ‬

‫َجام ُع ِّص‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬
‫ؿـ‪َ ،‬ط ْـ‬ ‫ؽ َط ْـ َأبِل الـَّ ْ رِ‪َ ،‬م ْق َلك ُط َؿ َر ْب ِـ ُط َب ْقد اهلل‪َ ،‬ط ْـ َأبِل َس َؾ َؿ َة ْب ِـ َط ْبد َّ‬ ‫َحدَ َ‬
‫قل َٓ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َي ُلق ُم َحتَّك َك ُؼ َ‬
‫قل َٓ ُي ْػ ِ ُر‪َ .‬و ُي ْػ ِ ُر َحتَّك َك ُؼ َ‬ ‫َان َر ُس ُ‬
‫ت‪ :‬ك َ‬ ‫َطائِ َشةَ‪ ،‬ز َْوجِ ال َّـبِ ِّصل ﷺ َأك ََّفا َقا َل ْ‬
‫َي ُلق ُم‪.‬‬
‫ت رس َ ِ‬
‫اس َتؽ َْؿ َؾ ِص َقا َم َش ْفرٍ َق ُّط إَِّٓ َر َم َ َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫قل اهلل ﷺ ْ‬ ‫َو َما َر َأ ْي ُ َ ُ‬
‫َو َما َر َأ ْي ُت ُف فِل َش ْفرٍ َأ ْك َث َر ِص َقامك ِمـْ ُف فِل َش ْع َب َ‬
‫ان‪.‬‬
‫هذا الحديث أيضا يف الصحقحقـ‪ .‬وفقف تخرب أمـا طائشة ڤ طـ حال الـبل ﷺ مع الصقام قالت ‪:‬‬
‫ٓ ُي ْػطِ ُر‪ » .‬أي أكف يتابع الصقام حتك كؼقل إكف ٓ يػطر وهذا مـ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َي ُصق ُم َحتَّك َك ُؼ َ‬
‫قل َ‬ ‫َان َر ُس ُ‬
‫«ك َ‬
‫حجة مـ قال‪ :‬إكف يجقز صقام يقم السبت يف الـػؾ‪ٕ ،‬كف لق كان ُيػطر يقم السبت لؿا قال‪ :‬يصقم حتك‬
‫كؼقل ٓ ُيػطر‪ٕ ،‬كف قريب‪ ،‬وهذه الؿسللة لقست طـدكا هـا وقد ذكرهتا يف بعض دروسل مػصؾة وبقـت‬
‫إدلة الدالة القاضحة طؾك أكف يجقز لؾؿسؾؿ أن يصقم يقم السبت إذا صام الجؿعة قبؾف أو صام إحد‬
‫بعده أو وافؼ صقما يصقمف أو وافؼ يقما ُيشرع صقمف كققم طرفة‪ ،‬وبقـت ّ‬
‫أن الؼقل بلكف يحرم التـػؾ يقم‬
‫السبت مطؾؼا خطل يف آجتفاد‪ ،‬وبقـت ما يتعؾؼ هبذا‪ ،‬ولعؾ اإلخقة يرجعقن لفذا ٕكف لقس مـ مسائؾـا‬
‫هـا ولقس طـدكا وقت لؾتػصقؾ يف هذا‪.‬‬
‫أن الـبل ﷺ كان يسرد الصقم أحقاكا ويسرد الػطر أحقاكا‬ ‫ٓ َي ُصق ُم‪ » .‬ومعـك هذا ّ‬ ‫« َو ُي ْػطِ ُر َحتَّك َك ُؼ َ‬
‫قل َ‬
‫ان‪ » .‬فؿا كان الـبل ﷺ يصقم شفرا‬ ‫اس َت ْؽ َؿ َؾ ِص َقا َم َش ْف ٍر َق ُّط إِ َّ‬
‫ٓ َر َم َض َ‬ ‫قالت‪« :‬وما ر َأي ُت رس َ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ‬
‫كامال إٓ رمضان وما رأيتف يف شفر أكثر صقاما مـف يف شعبان‪ ،‬كان الـبل ﷺ يتحرى الصقام يف شعبان‬
‫وكان يصقم شعبان كؾف كؿا قالت أمـا طائشة ﭭ كان يصقم شعبان كؾف إٓ قؾقال وأخربت أم سؾؿة‬
‫ڤ أكف كان يصؾ شعبان برمضان‪ ،‬وهـا اختؾػ العؾؿاء‪.‬‬
‫فؼال بعض أهؾ العؾؿ ُيسـ أن ُيصقم شعبان كامال لؿا سؿعـا‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ السـة أن ُيؽثر الصقم يف شعبان وٓ يصقم شعبان كؾف لؼقل أمـا طائشة ﭭ‪:‬‬
‫ت رس َ ِ‬
‫اس َتؽ َْؿ َؾ ِص َقا َم َش ْفرٍ َق ُّط إَِّٓ َر َم َ َ‬
‫ان‪».‬‬ ‫قل اهلل ﷺ ْ‬ ‫« َو َما َر َأ ْي ُ َ ُ‬
‫وهل التل قالت‪« :‬وكان يلقم شعبان كؾف‪ » .‬ففذا يدل طؾك ّ‬
‫أن ققلفا هذا تؼصد بف أكف يصقم أكثر‬
‫«إٓ قؾقال‪ » .‬بؾ جؿعت‬ ‫شعبان‪ ،‬حتك يظـ الظان أكف صام شعبان كؾف‪ ،‬ولذلؽ جاءت الرواية إخرى‬
‫بقـفؿا أمـا طائشة ڤ يف ققل واحد‪« :‬كان يصقم شعبان كؾف إٓ قؾقال » فقؽقن الراجح مـ أققال أهؾ‬
‫العؾؿ‪ّ .‬‬
‫أن الؿؼصقد أكف ُيؽثر الصقام يف شعبان‪ ،‬ولقست السـة أن يصقم شعبان كؾف‪ ،‬وكان الـبل ﷺ‬
‫يحرص طؾك اإلكثار مـ الصقام يف شعبان ٕكف شفر يغػؾ طـف الـاس بقـ رجب الذي هق مـ إشفر‬
‫الحرم ورمضان الؿعروف الػضؾ‪ ،‬والعبادة يف وقت الغػؾة‪ ،‬يف زمـ الغػؾة يعظؿ أجرها ويزيد فضؾفا‬
‫ولذلؽ يؼقل الـبل ﷺ‪« :‬العبادة يف الفرج كفجرة إلل » يعـل العبادة يف وقت الػتـ أجرها كلجر الفجرة‬
‫إلك الـبل ﷺ‪ .‬ولذلؽ ُيشرع لؾؿممـ إذا رأى الـاس يف غػؾة أن يشتغؾ بعبادة‪ .‬إذا كان يف زمـ غػؾة أو‬
‫مؽان غػؾة أن يشتغؾ بعبادة‪َّ ،‬‬
‫ٕن أجره يزداد يف هذه الحالة وأيضا كان الـبل ﷺ‪ :‬يحرص الصقام يف‬
‫ّ‬
‫وٕن الـبل ﷺ يحب أن يرفع طؿؾف وهق صائؿ‪.‬‬ ‫شعبان ٕكف شفر ترفع فقف إطؿال إلك ربـا تعالك‬
‫« َو َما َر َأ ْي ُت ُف فِل َش ْف ٍر َأ ْك َث َر ِص َقامك مِـْ ُف فِل َش ْع َب َ‬
‫ان‪ » .‬صقب‪ ،‬جاء طـ الـبل ﷺ أكف قال‪« :‬إذا اكتلػ‬
‫شعبان فال لقمقا » وهذا الحديث رواه أبق داود والـسائل والرتمذي وابـ ماجف‪ .‬وقد ُأختؾػ يف إسـاده‬
‫والراجح أكف صحقح وقدد صححف الشقخ كاصر والشقخ ابـ باز رحؿ اهلل الجؿقع‪ .‬لؽـ ما معـاه؟‬
‫قال بعض أهؾ العؾؿ‪ :‬معـاه أكف يحرم طؾك اإلكسان أن يبتدأ الصقام بعد الـصػ مـ شعبان إحتقاصا‬
‫لرمضان‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ بؾ يؽره أن يبتدأ الصقام بعد الـصػ مـ شعبان إحتقاصا لرمضان‪.‬‬
‫وقال بعض اهؾ العؾؿ بؾ ُيؽره أن يبتدأ الصقام بعد الـصػ مـ شعبان تطقطا تطقطا مطؾؼا سقاء كان‬
‫لإلحتقاط لرمضان أو غقر ذلؽ ُيؽره فؿـ لؿ يؽـ يصقم يف الـصػ إول فؾقس لف أن يصقم يف الـصػ‬
‫الثاين ولق مـ باب التطقع‪.‬‬
‫بعض أهؾ العؾؿ ضعػقا الحديث وقالقا‪ ٓ :‬هنل فبقؼك طؾك سـقة الصقام يف شعبان‪.‬‬
‫وقال ابـ حزم يحرم صقام يقم السادس طشر فؼط مـ شعبان‪ ،‬قال‪ٕ :‬كف الـصػ‪ ،‬الـصػ هق الققم‬
‫السادس طشر مـ شعبان فقحرم صقم السادس طشر أما بؼقة إيام [فؾف أن] يصقم السابع طشر الثامـ‬
‫طشر وما بعد ذلؽ يصقم‪.‬‬
‫والذي رجح طـدي واهلل أطؾؿ أكف ُيؽره لإلكسان أن يبتدأ الصقام بعد الـصػ مـ شعبان قصدا‪ ،‬يعـل‬
‫أن يؼصد أن يبتدأ الصقام يف الـصػ الثاين مـ شعبان أما إن كان قد صام يف الـصػ إول فنكف يصقم يف‬
‫الـصػ الثاين‪ ،‬إذا كان يريد أن يصقم يف الـصػ إول لؽـ لؿ يتقسر لف مرض أو طـده طؿؾ ثؿ تقسر لف‬
‫أن يصقم يف الصػ الثاين فنن لف أن يصقم‪ٕ ،‬ن هذا مـ صقام شعبان وٓ ُيـفك طـ ذلؽ‪ ،‬هذا الذي‬
‫تحصؾ لل يف الؿسللة بعد الـظر والدراسة والؿراجعة‪ّ ،‬‬
‫أن الـفل إكؿا هق طـ إبتداء الصقام بعد الـصػ‬
‫قصدا‪ ،‬يعـل ّ‬
‫أن اإلكسان يتعؿد ويبدأ الصقام بعد الـصػ مـ شعبان أما إذا لؿ يتعؿد ذلؽ لؽـ هذا الذي‬
‫أن لف أن يصقم يف الـصػ الثاين ّ‬
‫ٕن‬ ‫تقسر لف فنكف يصقم‪ ،‬كذلؽ الذي كان يصقم الـصػ إول فال شؽ ّ‬
‫سـة الـبل ﷺ يف هذا إمر ضاهرة جدا‪.‬‬
‫ؽ طـ َأبِل الزِّص كَادِ‪ ،‬ط ِـ ْإَطرجِ ‪ ،‬طـ َأبِل هرير َة َأن رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهلل ﷺ َق َال‪ِّ « :‬ص‬
‫الل َقا ُم‬ ‫ُ َ ْ َ َّ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ َ ْ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ث ‪َ ،‬وَٓ َي ْج َف ْؾ‪َ .‬فنِ ِن ْام ُرؤٌ َقا َ َؾ ُف‪َ ،‬أ ْو َشا ََؿ ُف‪َ ،‬ف ْؾ َق ُؼ ْؾ‪ :‬إِكِّصل َصائِ ٌؿ‪ ،‬إِكِّصل‬
‫َان َأ َحدُ ك ُْؿ َصائِؿك‪َ ،‬فالَ َي ْر َف ْ‬
‫ُجـَّ ٌة‪َ .‬فنِ َذا ك َ‬
‫َصائِ ٌؿ»‪.‬‬
‫الص َقا ُم ُجـَّ ٌة‪ ».‬ومعـك جـة‪ :‬وقاية‪.‬‬

‫وهذا الحديث متػؼ طؾقف‪ .‬قال الـبل ﷺ « ِّص‬
‫[الصقام] جـة مـ ماذا؟‬
‫قال بعض أهؾ العؾؿ ُجـَّة مـ الـار وقاية مـ الـار فالصقم مـ أسباب الققاية مـ الـار‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ ُجـَّة مـ إخالق الرديئة‪ ،‬ففق وقاية مـ إخالق الرديئة فالصقم الؿشروع‬
‫يفذب الـػس‪ ،‬ولقس كؿا يػعؾف العامة تسقء أخالقفؿ يف رمضان‪ ،‬وإذا أخطل طؾك الـاس قال يا أخل‬
‫سامحـل أكا صايؿ‪ ،‬الصقم ُجـَّة ووقاية مـ إخالق الرديئة‪ ،‬وٓ ماكع مـ إمريـ بؾ هؿا واقعان‬
‫فالصقام جـة مـ الـار وقد ورد يف بعض الروايات الصحقحة هذا‪ ،‬وجـة مـ إخالق الرديئة بدلقؾ‬
‫السقاق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َفنِ َذا ك َ‬
‫َان َأ َحدُ ك ُْؿ َصائؿك‪َ ،‬فالَ َي ْر َف ْث » فال يرفث فال ير ُفث وأفصحفا فال ير ُفث‪َ ،‬‬
‫والرفث هق الجؿاع‬
‫ٓ َي ْج َف ْؾ» والجفؾ هـا هق الؿعصقة سقاء يف ما يتعؾؼ بالـاس أو فقؿا ٓ يتعؾؼ هبؿ‬ ‫وما يتعؾؼ بالشفقة‪َ « ،‬و َ‬
‫« َفنِ ِن ا ْم ُر ٌؤ َقا َت َؾ ُف‪َ ،‬أ ْو َشا َت َؿ ُف‪َ ،‬ف ْؾ َق ُؼ ْؾ‪ :‬إِكِّصل َصائِ ٌؿ‪ ،‬إِكِّصل َصائِ ٌؿ» هـا اختؾػ العؾؿاء‪.‬‬
‫قال بعض أهؾ العؾؿ معـك فؾقؼؾ أي لـػسف ويف كػسف يعـل فؾقذكِّصر كػسف وٓ ُيظفر هذا ولقؼؾ لـػسف‬
‫إين صائؿ فال يرد طؾقف‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ بؾ يؼقل ذلؽ بصقت مسؿقع يذكر كػسف ويذكر مـ شتؿف‪ ،‬ولذلؽ قالقا‪:‬‬
‫فؾقؼؾ إين صائؿ إين صائؿ‪ ،‬قالقا‪ :‬يؼقلفا مرتقـ مرة لـػسف ومرة لؿـ أمامف‪ ،‬فقؼقل إين صائؿ فقذكر كػسف‬
‫ويؼقل إين صائؿ لقذكر الذي أمامف أكف صائؿ‪ ،‬وهذا ضاهر يف رمضان‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ إن كان يف رمضان فنكف يؼقلفا بصقت مسؿقع ٕكف معروف ّ‬
‫أن الـاس‬
‫صائؿقن‪ ،‬فقذكر كػسف ويذكر السامع‪ ،‬وإن كان يف غقر رمضان فقؼقلفا بصقت خػقض لقخػل تطقطف‬
‫والراجح ّ‬
‫أن‬ ‫بالصقام‪ ،‬ما يخرب الـاس أكف صائؿ وإصؾ يف العبادة ّ‬
‫أن اإلكسان يخػقفا ما استطاع‪.‬‬
‫الحديث طؾك ضاهره وأن الصائؿ إذا شتؿف أحد ُيشرع لف أن يؼقل إين صائؿ إين صائؿ يف كؾ صقم‪.‬‬
‫قل اهللِ ﷺ َق َال‪َ « :‬وا َّل ِذي‬ ‫ؽ َط ْـ َأبِل الزِّص كَادِ‪َ ،‬ط ِـ ْإَ ْط َرجِ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫َك ْػ ِسل بِق ِد ِه‪َ .‬لخُ ُؾق ُ َف ِؿ اللائِ ِؿ َأ ْصقب ِطـْدَ اهللِ ِمـ ِريحِ ا ْل ِؿس ِ‬
‫ؽ‪ .‬إِك ََّؿا َي َذ ُر َش ْف َق َ ُف‪َ ،‬و َص َع َام ُف‪َ ،‬و َش َرا َب ُف ِم ْـ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الل َقا ُم لِل‪َ ،‬و َأكَا َأ ْج ِزي بِ ِف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َأ ْجؾل‪َ .‬ف ِّص‬
‫الل َقا َم‪َ ،‬ف ُف َق لِل‪َ .‬و َأكَا َأ ْج ِزي بِ ِف»‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك ُُّؾ َح َسـَة بِ َع ْش َرة َأ ْم َثال َفا إِ َلك َس ْب ِع مائَة ْعػ‪ ،‬إَِّٓ ِّص‬
‫وهذا الحديث طـد البخاري يف الصحقح‪ .‬قال الـبل ﷺ « َوا َّل ِذي َك ْػ ِسل بِ َق ِد ِه‪ » .‬وأخذ العؾؿاء مـ هذا‬
‫أن ال َؼسؿ طؾك مفؿات العؾؿ وما يـبغل تلكقده لؾـاس ٓ حرج فقف‪ ،‬بؾ هق مـ سـة الـبل ﷺ أن ُيؼسؿ‬
‫ّ‬
‫اإلكسان طؾك مفؿات العؾؿ‪ ،‬فقؼقل‪ :‬واهلل ورب الؽعبة والذي كػسل بقده وما يـبغل أن ُي َمكد طؾك الـاس‬
‫ففذا كان الـبل ﷺ يػعؾف كثقرا ففق مـ سـة الـبل ﷺ‪.‬‬
‫ب ِطـْدَ‬ ‫ِ‬
‫الصائ ِؿ َأ ْص َق ُ‬
‫قف َف ِؿ َّ‬
‫قف بضؿ الخاء وفتح الخاء وهق َت َغقر رائحة الػؿ‪َ « ،‬ل ُخ ُؾ ُ‬ ‫قف» و َل َخ ُؾ ُ‬ ‫« َل ُخ ُؾ ُ‬
‫أن الشفقة ُتػطر‬ ‫ؽ‪ » .‬وهذا فضؾ لؾصائؿ ‪ « ،‬إِك ََّؿا َي َذ ُر –أي يدع‪َ -‬ش ْف َق َت ُف» فدل هذا طؾك ّ‬ ‫ْ‬ ‫اهللِ مِ ْـ ِر ِ‬
‫يح ا ْل ِؿس ِ‬
‫الصائؿ ّ‬
‫وأن اإلمساك طـ الشفقة واجب طؾك الصائؿ فقدخؾ يف ذلؽ الجؿاع ويدخؾ يف ذلؽ إستدطاء‬
‫فنن اإلحتالم لقس مـ فعؾ‬ ‫فنن كؾ ذلؽ مـ الشفقة ويستثـك مـ ذلؽ اإلحتالم‪ّ ،‬‬ ‫الؿـل بػعؾ مـ اإلكسان ّ‬
‫َأ ُث َأ ِّص ُث َّم ُث َأ ۡي ً َّم ُث ۡي َأ َأ َأ َأ َأ َأ َأ َأ ۡي َأ َأ َأ ۡي َأ َأ ۡي َأ ۡي‬
‫َأ َأ ﴾‪.‬‬ ‫ع يه‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ ف ِتإ‬ ‫ِت‬ ‫اإلكسان واهلل طز وجؾ يؼقل‪﴿ :‬‬
‫واإلحتالم لقس مـ كسبف ولذلؽ إتػؼ العؾؿاء طؾك أكّف ٓ يضر الصائؿ‪.‬‬
‫« َو َص َعا َم ُف» فاإلمساك طـ الطعام فرض يف الصقام « َو َش َرا َب ُف مِ ْـ َأ ْجؾِل‪ » .‬قال العؾؿاء هذا يدل طؾك ّ‬
‫أن‬
‫الصقام يؽقن اإلخالص فقف أطظؿ مـ غقره‪ ،‬وٓ شؽ يف هذا‪ ،‬اإلخالص والتؼقى تظفر يف الصقام أكثر‬
‫مـ غقره‪ .‬لؿاذا؟ ّ‬
‫ٕن الصقام يؿتد واإلكسان يؽقن حال صقامف يف خؾقة ويف جؾقة‪ ،‬يؽقن أمام الـاس‬
‫ويؽقن لقحده‪ ،‬العامؾ يعؿؾ ويؽدح ويتعب ويؽقن مؿسؽا طـ الطعام و الشراب أما الـاس وإذا ذهب‬
‫إلك غرفتف لقحده ما أحد يراه وهق يف غاية التعب والؿاء البارد أمامف يف الثالجة ما يؿد يده لقشرب وٓ‬
‫إن اإلخالص والتؼقى أضفر يف الصقام مـ غقره‪.‬‬ ‫يلكؾ ٕكف يصقم هلل‪ ،‬ولذلؽ يؼقل العؾؿاء ّ‬
‫ٕن‬ ‫الص َقا ُم لِل‪ّ ،‬‬
‫أن العبد يصقم لل فالصقام فقف اإلخالص ّ‬ ‫ِ‬
‫الص َقا ُم لل» قال بعض هؾ العؾؿ معـك َف ِّص‬
‫« َف ِّص‬
‫اإلكسان يؽقن يف الخؾقة ومع ذلؽ ما يػطر‪ ،‬ما الذي مـعف؟ [مـعف] خقفف مـ اهلل‪ ،‬اإلخالص هلل‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ بؾ الؿعـك "لل" أي أن جزاءه لل‪ ،‬فؽؾ جزاء معؾقم إٓ جزاء الصقم ٓ يعؾؿف‬
‫إٓ اهلل‪ ،‬سبحاكف وتعالك‪ ،‬ففق جزاء مؽتقم طـ الخؾؼ حتك الؿالئؽة ما تعؾؿف‪ ،‬جزاء الصائؿ ولذلؽ قال‬
‫اهلل « َو َأكَا َأ ْج ِزي بِ ِف‪».‬‬
‫أن الحسـة بعشرة أمثالفا ‪« .‬إِ َلك َس ْب ِع‬ ‫«ك ُُّؾ َح َسـ ٍَة بِ َع ْش َرةِ َأ ْم َثال ِ َفا » هذا فضؾ اهلل طؾك أمة محؿد ﷺ ّ‬
‫الص َقا َم‪- ،‬أطظؿ‬ ‫ػ » ‪-‬قد تضاطػ الحسـة إلك سبعؿائة ضعػ فتؽقن الحسـة بسؿعؿائة‪ « ،‬إِ َّ‬ ‫مِائ َِة ِضع ٍ‬
‫ٓ ِّص‬ ‫ْ‬
‫مـ هذا ‪َ -‬ف ُف َق لِل‪َ .‬و َأكَا َأ ْج ِزي بِ ِف»‪.‬فػضؾف طظقؿ مؽتقم غقر معؾقم لؾخؾؼ‪.‬‬
‫ؽ‪َ ،‬ط ْـ َأبِ ِقف‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّك ُف َق َال‪ :‬إِ َذا َد َخ َؾ‬ ‫ؽ طـ طؿ ِف َأبِل سفق ِؾ ب ِـ مالِ ٍ‬
‫ُ َْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ث َيح َقك َطـ َمال ٌ َ ْ َ ِّص‬ ‫َحدَ َ‬
‫ت َّ ِ‬ ‫َّار‪ ،‬وص ِّصػدَ ِ‬ ‫اب ا ْل َجـ َِّة‪َ ،‬و ُغ ِّصؾ َؼ ْ‬
‫قـ‪.‬‬‫الش َقاص ُ‬ ‫اب الـ ِ َ ُ‬‫ت َأ ْب َق ُ‬ ‫ت َأ ْب َق ُ‬
‫ان ُفت َِّصح ْ‬
‫َر َم َ ُ‬
‫هذا إثر طـ أبل هريرة ﭬ مقققف طؾقف وهق صحقح اإلسـاد وقد رواه الشقخان مرفقطا إلك الـبل‬
‫إن لف حؽؿ الرفع ّ‬
‫ٕن هذا ٓ يؼال بالرأي وٓ‬ ‫ﷺ‪ .‬وطؾك كؾ حال لق لؿ يرد إٓ هذا إثر الؿقققف لؼؾـا ّ‬
‫باجتفاد ٓ يؿؽـ أن يؽقن إٓ طـ تقققػ‪.‬‬
‫اب الـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫«إِ َذا َد َخ َؾ َر َم َض ُ‬
‫َّار‪- ،‬‬ ‫اب ا ْل َجـَّة –فعظؿت أسباب دخقل الجـة‪َ -‬و ُغ ِّصؾ َؼ ْت َأ ْب َق ُ‬
‫ان ُفت َِّصح ْت َأ ْب َق ُ‬
‫الش َقاصِق ُـ » سؾسؾت‬ ‫ت َّ‬ ‫فباغل الخقر أبقاب الجـة أمامف مػتقحة‪ ،‬وباغل الشر ٓ يجد صريؼا ‪ -‬وص ِّصػدَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫الشقاصقـ‪ ،‬وهـا قال بعض أهؾ العؾؿ معـك ُص ِػدت الشقاصقـ أي أهنا ٓ تصؾ إلك ما كاكت تصؾ إلقف قبؾ‬
‫أن وسقستفا تـؼطع بالؽؾقة‪ ،‬لؽـ يؼقلقن ّ‬
‫أن كقد‬ ‫رمضان فقضعػ كقدها وتضعػ وسقستفا ٓ ّ‬
‫الشقاصقـ يضعػ فؿا كاكت تصؾ إلقف قبؾ رمضان ٓ تستطقع أن تصؾ إلقف يف رمضان‪.‬‬
‫وقال بعض أهؾ العؾؿ معـك ُصػدت الشاصقـ صػدت مردة الشقاصقـ الؽبار أما صغار الشقاصقـ ٓ‬
‫ُتصػد فالقساوس الؿقجقدة يف رمضان إكؿا هل مـ صغار الشقاصقـ أ ّما الؿردة ففل مصػدة والؿؼصقد‬
‫طؾك كؾ حال ّ‬
‫أن كقد الشقطان لإلكسان يف رمضان يضعػ‪.‬‬
‫وقد ذكر بعض أهؾ العؾؿ مـ هذا الحديث وأمثالف جقاز البشارة برمضان والتفـئة برمضان والتذكقر‬
‫بالخقرات يف رمضان طـد مؼدمف ّ‬
‫وأن ققام القطاظ والدطاة والخطباء بالتذكقر بػضائؾ رمضان طـد دخقلف‬
‫أو ٌق َبقؾ دخقلف مـ السـّة ولقس بدطة ّ‬
‫وأن هتـئة الـاس برمضان والبشارة بف والتربيؽ بف مشروع ولقس مؿا‬
‫يـفك طـف‪.‬‬
‫ان‪ .‬فِل َسا َط ٍة ِم ْـ‬ ‫ؾلائِ ِؿ فِل َر َم َ َ‬ ‫قن السق َ ِ‬

‫اك ل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؽ َأ َّك ُف َسؿ َع َأ ْه َؾ ا ْلع ْؾ ِؿ َٓ َيؽ َْر ُه َ ِّص َ‬‫ث َيح َقك َطـ َمالِ ٌ‬ ‫َحدَ َ‬
‫ؽ‪َ ،‬وَٓ َيـ َْفك َطـْ ُف‪.‬‬ ‫آخرِ ِه‪َ .‬و َل ْؿ َأ ْس َؿ ْع َأ َحد ًا ِم ْـ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َيؽ َْر ُه ذلِ َ‬
‫ار َٓ فِل َأولِ ِف وَٓ فِل ِ‬
‫َّ َ‬
‫ساط ِ‬
‫ات الـ ََّف ِ‬ ‫َ َ‬
‫إختؾػ العؾؿاء يف السقاك لؾصائؿ بعد الزوال‪ ،‬إتػؼقا طؾك ّ‬
‫أن السقاك قبؾ الزوال مشروع لف كسائر‬
‫إيام ّ‬
‫أن السقاك قبؾ الزوال مشروع لؾصائؿ كسائر إيام وإكؿا اختؾػقا يف السقاك بعد الزوال‪ ،‬فؽرهف‬
‫لؾصائؿ الشافعقة والحـابؾة‪ ،‬فؼالقا‪ :‬إذا زالت الشؿس كُره لؾصائؿ أن يتسقك‪ ،‬قؾـا لفؿ لؿاذا؟ قالقا ٕكف‬
‫يزيؾ خؾقف فؿ الصائؿ‪ ،‬وخؾقف فؿ الصائؿ أصقب طـد اهلل مـ ريح الؿسؽ‪ .‬فال يـبغل أن يزيؾف‪.‬‬
‫وذهب الحـػقة والؿالؽقة أكف يستحب لؾصائؿ أن يتسقك يف أي ساطة مـ الققم قبؾ الزوال وبعد‬
‫الزوال واحتجقا بحديث طامر بـ ربقع قال‪« :‬رأيت الـبل ﷺ مآ أحصل يتسقك وهق صائؿ‪ » .‬رواه‬
‫الرتمذي‪ .‬وهق كص يف الؿسللة لؽـ هذا الحديث ضعقػ‪ ،‬ضعػف الشقخ كاصر وغقره‪ .‬لؽـ يغـل طـف‬
‫إحاديث إخرى يف فضؾ السقاك كإحاديث يف فضؾ السقاك طـد القضقء وطـد الصالة فنكف لؿ‬
‫ُيخص مـفا زمـ طـ زمـ‪ ،‬بؾ تشؿؾ رمضان وغقر رمضان‪ ،‬أما ققلفؿ إكف يزيؾ خؾقف فؿ الصائؿ ففذا‬
‫خطل ّ‬
‫ٕن خؾقف فؿ الصائؿ مـ الؿعدة ولقس مـ الػؿ ولذلؽ كؼقل رائحة فؿ الصائؿ لفا سببان‪:‬‬
‫السبب إول‪ :‬صقامف‪ ،‬وصقامف يف معدتف‪.‬‬
‫السبب الثاين‪ :‬تغقر رائحة فؿف كسائر إيام إما لؾسؽقت‪ ،‬وإما لبؼايا مـ إصؾ مقجقدة‪.‬‬
‫فلما تغقره لؾصقام وهق الؿؿدوح فال يغقره سقاك وٓ غقره وٓ يذهبف سقاك وٓ غقره‪ٕ ،‬كف يف الؿعدة‬
‫وأما ما يف الػؿ ّ‬
‫فنن تطققب الػؿ مشروع يف كؾ وقت‪ ،‬ولذلؽ الصقاب ما ذكره اإلمام مالؽ هـا أكف‬
‫يستحب لؾصائؿ أن يتسقك يف أي ساطة مـ ساطات الـفار‪.‬‬
‫ان‪ :‬إِ َّك ُف َل ْؿ َي َر َأ َحد ًا ِم ْـ َأ ْه ِؾ‬

‫قل‪ ،‬فِل ِص َقا ِم ِست َِّة َأ َّيا ٍم َب ْعدَ ا ْل ِػ ْرِ ِم ْـ َر َم َ َ‬‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬‫َو َق َال َي ْح َقك‪َ :‬س ِؿ ْع ُ‬
‫ؽ‪َ ،‬و َيخَ ا ُف َ‬
‫قن‬ ‫قن ذلِ َ‬‫ػ‪َ .‬وإِ َّن َأ ْه َؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َيؽ َْر ُه َ‬ ‫ؽ طـ َأح ٍد ِمـ الس َؾ ِ‬
‫َ َّ‬
‫ِ ِ‬
‫قم َفا‪َ .‬و َل ْؿ َي ْب ُؾغْـل ذل َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلع ْؾ ِؿ َوا ْلػ ْؼف َي ُل ُ‬
‫ؽ ُر ْخ َل ًة ِطـْدَ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ‪.‬‬ ‫اا‪َ .‬ل ْق َر َأ ْوا فِل ذلِ َ‬ ‫ان ما َلقس ِم ْـف‪َ ،‬أه ُؾ ا ْلجفا َل ِة وا ْلج َػ ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫بِدْ َط َت ُف‪َ .‬و َأ ْن ُي ْؾح َؼ بِ َر َم َ َ َ ْ َ ُ ْ‬
‫قن ذلِ َ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫َو َر َأ ْو ُه ْؿ َي ْع َؿ ُؾ َ‬
‫هذا الؽالم فقف أمران‪:‬‬

‫إمر إول‪ّ :‬‬
‫أن اإلمام مالؽ ‪ $‬يؼقل يف صقام الستة أيام مـ شقال إكَف لؿ ير أحدا مـ أهؾ العؾؿ‬
‫والػؼف يصقمفا‪ .‬ولؿ يبؾغ ه طـ أحد مـ السؾػ أكف كان يصقمفا ففذا كػل لؾعؾؿ وكػل العؾؿ ٓ يؼتضل‬
‫أن غقره لؿ يعؾؿ بف ولؽ ّـ مـتفك ذلؽ ّ‬
‫أن اإلمام مالؽا أخرب طـ‬ ‫فنن طدم طؾؿ طالؿ بشقئ ٓ يعـل ّ‬
‫القققع‪ّ ،‬‬
‫كػسف أكف لؿ يعؾؿ‪.‬‬
‫أن اإلمام مالؽا يذكر ّ‬
‫أن أهؾ العؾؿ يف زمـف يف الؿديـة يؽرهقن ذلؽ‪ ،‬وسبب كراهقتفؿ‬ ‫إمر الثاين‪ّ :‬‬
‫لذلؽ أهنؿ يخافقن أن ُيحدث الـاس بدطة هبذا‪ ،‬ما هل هذه البدطة؟ أن يعتؼدوا أكف مـ تؿام صقم رمضان‬
‫ّ‬
‫وأن صقام رمضان ٓ يتؿ حتك تصام الست‪ ،‬وقد وقع ما خافف اإلمام مالؽ وبعض العؾؿاء‪ ،‬فذهب ذاهب‬
‫إلك ّ‬
‫أن صقام الست شرط لصحة صقم رمضان‪ ،‬فؽرهقا ذلؽ مـ باب سد الذرائع‪ ،‬حتك ٓ يظـ الجفال‬
‫أن هذا مـ القاجب طؾقفؿ‪ ،‬وهذا يدل يا إخقة طؾك ّ‬
‫أن هذا إمر‬ ‫إذا رأوا العؾؿاء يصقمقن الست دائؿا ّ‬
‫لقس دائؿا وإكؿا طـد وجقد هذه العؾة فنذا ُأمـت هذه العؾة زال الحؽؿ‪ّ ،‬‬
‫ٕن الحؽؿ يدور مع طؾتف وجقدا‬
‫وطدما‪ .‬وطؾك كؾ حال فؼد قال الـبل ﷺ‪« :‬مـ صام رم ان ثؿ أ بعف ستا مـ شقال كان كلقام الدهر »‬
‫كؿا طـد مسؾؿ يف الصحقح‪ .‬هؾ كالم اإلمام مالؽ يدفع هذا الجقاب؟ ٓ‪ .‬قال اإلمام مالؽ ماطؾؿت‬
‫وغقره طؾؿ‪ ،‬ولذلؽ قال اإلمام الـقوي ‪« :$‬أما ققل مالؽ يف الؿقصل إكف ما رأى مـ يـفك طـ صقامف‪،‬‬
‫إكف ما رأى مـ يلمر بصقامف ‪-‬الؿؽتقب مـ يـفك طـ صقامف لؽـ تحتاج إلك مراجعة‪ -‬فقعارضف ّ‬
‫أن غقره‬
‫رأى» يؼقل اإلمام مالؽ ققل طالؿ يعارضف ققل بعض العؾؿاء أهنؿ رأوا ذلؽ ثؿ قال‪ :‬كالما مـ ذهب‬
‫والسـة مؼدمة طؾك ما رآه هق وغقره وقد ثبتت إحاديث بف فقتعقـ العؿؾ هبا‪».‬‬
‫فالراجح ّ‬
‫أن صقام الست مـ شقال مشروع وسـة‪.‬‬
‫قل‪َ :‬ل ْؿ َأ ْس َؿ ْع َأ َحد ًا ِم ْـ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َوا ْل ِػ ْؼ ِف‪َ .‬و َم ْـ ُي ْؼتَدَ ى بِ ِف‪َ .‬يـ َْفك َط ْـ‬ ‫ت َمالِؽك َي ُؼ ُ‬ ‫َو َق َال َي ْح َقك‪َ :‬و َس ِؿ ْع ُ‬
‫قم ُف‪َ .‬و ُأ َرا ُه ك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِص َقا ِم َي ْق ِم ا ْل ُج ُؿ َع ِة‪َ .‬و ِص َق ُام ُف َح َس ٌـ‪َ .‬و َقدْ َر َأ ْي ُ‬
‫َان َيت ََح َّرا ُه‪.‬‬ ‫ت َب ْع َض َأ ْه ِؾ ا ْلع ْؾ ِؿ َي ُل ُ‬
‫هذا يف صقام يقم الجؿعة يؼقل اإلمام مالؽ‪َ « :‬ل ْؿ َأ ْس َؿ ْع َأ َحد ًا مِ ْـ َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َوا ْل ِػ ْؼ ِف‪َ .‬و َم ْـ ُي ْؼتَدَ ى بِ ِف‪.‬‬
‫َيـ َْفك َط ْـ ِص َقا ِم َي ْق ِم ا ْل ُج ُؿ َع ِة‪ » .‬فاإلمام مالؽ يا إخقة هـا يخرب طـ طؾؿف أكف لؿ يسؿع وهذا ٓ يعـل ّ‬
‫أن‬
‫غقره لؿ يسؿع أيضا‪ ،‬بؾ مـ أهؾ العؾؿ مـ سؿع وهنك‪َ « .‬و ِص َقا ُم ُف َح َس ٌـ ‪ ».‬يعـل يؼقل اإلمام مالؽ أرى‬
‫أن صقامف حسـ‪.‬‬
‫« َو َقدْ َر َأ ْي ُت َب ْع َض َأ ْه ِؾ ا ْل ِع ْؾ ِؿ َي ُصق ُم ُف‪َ .‬و ُأ َرا ُه ك َ‬
‫َان َيت ََح َّرا ُه‪ » .‬وقد اختؾػ العؾؿاء يف إفراد يقم الجؿعة‬
‫بالصقام‪.‬‬
‫فعـد الحـػقة والؿالؽقة ٓ يؽره إفراد يقم الجؿعة بالصقم بؾ ُيستحب لؾؿسؾؿ أن يصقم يقم الجؿعة‪.‬‬
‫وطـد الشافعقة يف ققل‪ :‬الـفل طـ صقام يقم الجؿعة حتك ٓ يضعػ الؿسؾؿ طـ صالة الجؿعة‬
‫فؼالقا‪ :‬يف هذا الؼقل‪ :‬إذا كان اإلكسان إذا صام فال يضعػ طـ صالة الجؿعة فال يؽره أن يصقم أما إذا‬
‫كان يضعػ طـ صقم يقم الجؿعة فنكف يؽره لف أن يصقم‪.‬‬
‫وذهب الشافعقة يف الؿشفقر والحـابؾة إلك أكف يؽره إفراده بالصقم‪.‬‬
‫وذهب الظاهرية إلك أكف يحرم صقم يقم الجؿعة مـػردا إلك أن يؽقن يف صقم يصقمف‪.‬‬
‫والراجح أكف يحرم إفراد يقم الجؿعة بالصقم لؽقكف جؿعة‪ ،‬أما أن يصقم يقم الجؿعة مع يقم السبت‬
‫أو مع يقم الخؿقس أو يؼع يقم الجؿعة يف صقام يصقمف كلن يؽقن يصقم يقما ويػطر يقما فلفطر‬
‫الخؿقس وصام الجؿعة وسقػطر السبت أو وافؼ يقم الجؿعة يقما فاضال شرع صقمف كققم طاشقراء‬
‫«هؾ كفك الـبل ﷺ طـ صقم يقم‬ ‫ويقم طرفة فنكف يجقز أن يصام ولق مـػردا‪ّ ،‬‬
‫ٕن جابرا ﭬ ُسئؾ‪:‬‬
‫الجؿعة؟ قال‪ :‬كعؿ‪ » .‬والحديث يف الصحقحقـ‪ .‬إذا جابر يثبت ّ‬
‫أن الـبل ﷺ هنك طـ صقم يقم الجؿعة‪.‬‬
‫يلقمـ أحدكؿ يقم الجؿعة إٓ يقما قبؾف أو يقما‬
‫ّ‬ ‫وطـ أبل هريرة ﭬ قال سؿعت الـبل ﷺ يؼقل‪ٓ« :‬‬
‫بعده» متػؼ طؾقف‪ ٓ« .‬يصقم ّـ أحدكؿ يقم الجؿعة –وهذا هنل‪ -‬إٓ يقما قبؾف أو يقما بعده» فدّ ل هذا طؾك‬
‫ّ‬
‫أن مـ قرن صقم يقم الجؿعة بققم قبؾف الذي هق يقم الخؿقس أو يقما بعده الذي هق يقم السبت يجقز لف‬
‫ذلؽ‪.‬‬
‫«أصؿت أمس‬ ‫ودخؾ الـبل ﷺ طؾك جقيرية بـت الحارث ڤ يقم الجؿعة وهل صائؿة قال‪:‬‬
‫قالت ٓ‪ .‬قال أ ريديـ أن لقمل غدا قالت‪ .ٓ :‬قال فلف ري » رواه البخاري يف الصحقح وقال الـبل‬
‫خلقا يقم الجؿعة بلقام طـ إيام إٓ أن يؽقن يف صقم يلقمف أحدكؿ‪ » .‬رواه مسؾؿ‪ .‬وهذا‬
‫ﷺ‪ّ ٓ« :‬‬
‫–إذا الؿـفل طـ‬ ‫خلقا يقم الجؿعة بلقام طـ إيام‬
‫«ٓ ّ‬ ‫الحديث يا إخقة أصؾ طظقؿ يف الباب‬
‫تخصقصف بالصقم ٕكف يقم الجؿعة‪ -‬إٓ أن يؽقن يف صقم يلقمف أحدكؿ »‪ .‬يدخؾ فقف كؾ ما اطتاده‬
‫اإلكسان مـ صقم ‪[ ،‬مثال] أكا معتاد أن أصقم يقم طرفة كؾ سـة أصقم يقم طرفة ما لؿ أكـ حاجا ‪ ،‬صقب‬
‫هذه السـة جاء يقم طرفة يقم الجؿعة‪ ،‬فأصقم ٕكف صقم معتاد ‪[ ،‬مثال] أكا أصقم يقما وأفطر يقما وقع يقم‬
‫الجؿعة يف يقم صقامل أصقمف وهؽذا‪ ،‬فال ُيؿـع إٓ مـ تخصقص الجؿعة بالصقام وتخصقصفا ٓ يتؿ إٓ‬
‫إذا كا ن صقمفا لؽقهنا جؿعة ‪ ،‬أما إذا كان الصقم لقصػ آخر يف غقرها كققم طرفة يقم طاشقراء فنكف ٓ‬
‫يدخؾ يف الـفل ففذا هق إرجح الؿتػؼ مع إدلة الصحقحة الثابتة‪ ،‬وطدم طؾؿ بعض أهؾ اطؾؿ ٓ يعـل‬
‫ّ‬
‫أن إمر غقر مقجقد وهؿ معذورون لعدم طؾؿفؿ لؽـ مـ طؾؿ وجب طؾقف أن يؾزم‪ ،‬فالسـة قاضقة طؾك‬
‫الجؿقع فالراجح ما ذكركاه ّ‬
‫أن الـفل يؼتضل التحريؿ وٓ صارف‪ ،‬فقحرم أن يخص يقم الجؿعة بصقام‬
‫لؽقهنا جؿعة وما طدى ذلؽ فنكف يجقز‪.‬‬
‫وهبذا بحؿد اهلل كؽقن قد إكتفقـا مـ شرح كتاب الصقام وهذا الذي قرركاه وأكا رتبت الشرح حتك‬
‫كـتفل يف هذا الققت‪.‬‬
‫أسلل اهلل طز وجؾ أن يحقـل وإياكؿ طؾك السـة وأن يؿقتـا طؾك التقحقد والفدى أن يبعثـا طؾك ذلؽ‬
‫وأن يجعؾـا مؿـ يسر بؿا قدم إذا لؼل اهلل سبحاكف وتعالك ويف الختام فنين أوصل كػسل وإخقاين بتؼقى‬
‫فنن القاحد مـا ٓ يدري متك يـؼطع إجؾ وإن الؿقت يليت بغتة ّ‬
‫وإن‬ ‫اهلل والحرص طؾك ما يرضل اهلل ّ‬
‫العبد يبعث طؾك مامات طؾقف فؾـحرص طؾك أن كؽقن طؾك خقر يف كؾ أوقاتـا رجاء أن كُؼبض وكحـ طؾك‬
‫وإن الققت كػقس فقـبغل طؾقـا أن كحرص طؾقف ّ‬
‫وإن شفر رمضان قادم وفقف‬ ‫ما يرضل اهلل سبحاكف وتعالك‪ّ ،‬‬
‫الخقرات والربكات وفقف يتسابؼ الؿتسابؼقن ويتـافس الؿتـافسقن فقصقتل لـػسل وإخقاين أن كحرص‬
‫طؾك هذه إوقات الؿباركات وأن كتؼرب إلك اهلل طز وجؾ بإطؿال الصالحات وأن كجتفد أن كؽقن‬
‫مـ السابؼقـ ثؿ أوصل كػسل وإخقاين بالحرص طؾك ما يف البؾد مـ خقر والحرص طؾك ما و ّفؼ اهلل إلقف‬
‫يف بؾدكا وبؾداكـا مـ الخقرات والـصح بالطرق الشرطقة وتؼدير مصؾحة البالد العؾقا وهذه يرجع فقفا إلك‬
‫أهؾ العؾؿ وكبار الشايخ يف البؾد‪ ،‬فؾقس مـ الحؽؿة أن يتؽؾؿ بؽؾ شقئ ولق كان حؼا‪ ،‬فعـد صالب العؾؿ‬
‫قد يرى أن مصؾحة البؾد وسؽقن البؾد وهدوء البد يؼتضل أن ٓ يتؽؿ وأن يسؽت‪ ،‬فقـبغل أن ُيؼدر هذا‬
‫وأن ٓ يتفقر صالب العؾؿ وأن يتؽؾؿقا بؿا يحدث الػتـ وبؿا يزيؾ سؽقن البؾد وبؿا يذهب خقرات‬
‫البؾد‪ ،‬لقست كؾ كازلة تؼع يف الدكقا يـبغل أن يؽقن لؽ فقفا رأي كعؿ اإلطتؼاد مبـل طؾك الدلقؾ فتعتؼد يف‬
‫الؿسللة ما دل طؾقف الدلقؾ سقاء كاكت يف بؾدك أو يف غقر بؾدك‪ ،‬لؽـ الؼقل والعؿؾ مبـل طؾك الؿصؾحة‬
‫الشرطقة فنذا حدث شقئ مـ الؿصؾحة الشرطقة ّ‬
‫أن التؽؾؿ فقف أطـل الؿصؾحة الشرطقة يف بؾدك فقـبغل أن‬
‫ٓ تتؽؾؿ‪ ،‬والعؾؿاء يف البؾدان إخرى يتؽؾؿقن فقـبغل معرفة هذا يا إخقة وأن ٓ يدخؾ اإلكسان رأسف يف‬
‫كؾ شقئ وأن ٓ يدخؾ صالب العؾؿ بؾده يف كؾ شقئ بؾ ٓ بد مـ الحؽؿة والـظر إلك مصؾحة البؾد وكػع‬
‫البؾد فنذا اقتضت الؿصؾحة الشرطقة لألمة يف البؾد أن ُيسؽت فقـبغل السؽقت والعؾؿاء يف البؾدان‬
‫إخرى يتؽؾؿقن ويبقـقن إذا كان ٓ بد مـ بقان‪ ،‬ومـ َأ ْك َعؿ اهلل طؾقف بـعؿة فال يطػئفا بؾ يـبغل أن يرطاها‬
‫وأن يحرص طؾك زيادهتا وإين أرى يف دولة اإلمارات العربقة الؿتحدة خقرات كثقرة أكعؿ اهلل هبا طؾك هذا‬
‫البؾد فقـبغل طؾك صالب العؾؿ أن يعتـقا برطاية هذه الخقرات وتثبقتفا وتعؾقؿ الـاس شؽر الـعؿة وحث‬
‫الـاس طؾك شؽر الـعؿة والحرص طؾ التقاصؾ مع وٓة إمر والتباحث معؿفؿ يف الخقر وبؿا يزيد‬
‫الخقر يف البؾد بالطرق الصحقحة الؿشروطة التل فقفا حػظ الفقبة وتحؼقؼ الؿصؾحة وٓ يـبغل لطالب‬
‫العؾؿ أن يتجاروا وراء كالم الحاسديـ وٓ كالم الؿتفقريـ الذيـ ٓ يعرفقن أصقل أهؾ العؾؿ يف الـظر‬
‫إلك الؿسائؾ والـقازل فقصقتل لـػسل وإخقاين أن كتؼل اهلل يف أكػسـا وأن كحرص طؾك ما يرضل اهلل طز‬
‫وجؾ وأن كتؼل اهلل يف أهؾـا يف بؾدكا بلن كحرص طؾك تعؾقؿفؿ الخقر وأن كتؼل اهلل يف بؾدكا بلن كحرص‬
‫طؾك وحدهتا وسالمتفا وققهتا وبؼاء الخقر فقفا وتـؿقة الخقر فقفا ومعالجة طققبـا وطققب غقركا بالطرق‬
‫الشريعقة الصحقحة التل تثؿر الخقر وتؼقد إلك الخقر وتشجع طؾك الخقر‪ ،‬أسلل اهلل طز وجؾ أن يفديـل‬
‫وإياكؿ سقاء السبقؾ وأن يجعؾـل وإياكؿ مؿـ رحؿ إمة فرحؿف اهلل ومؿـ رفؼ بإمة فرفؼ اهلل طز وجؾ‬
‫بف‪ ،‬وأن يجعؾـا مؿـ أحب وٓة إمر الؿسؾؿقـ تؼربا إلقف وتديـا وأن يؽػقـا شر مـ يسعقن إلك قطع‬
‫الصؾة بقـ الراطل والرطقة وإلك إفساد حقاة الشعقب يف بؾدكاهؿ واهلل تعالك أطؾك وأطؾؿ وصؾك اهلل طؾك‬
‫كبقـا وسؾؿ‪.‬‬

تفريغ شرح كتاب الصيام من موطأ الإمام مالك الشيخ سليمان الرحيلي

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

تفريغ شرح كتاب الصيام من موطأ الإمام مالك الشيخ سليمان الرحيلي

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫‪$‬‬ ‫شرح كتاب الصيام من موطأ اإلمام مالك‬

‫شرح فضقؾة الشقخ سؾقؿان الرحقؾل‬

‫حفظه اهلل تعاىل‬

‫بمسجد سالم بن بخيت ‪ -‬دبي (‪)2017 / 5 / 13-11‬‬

‫الـُّسخة اإللؽرتوك َّقة (‪ )1‬إولك‬

‫الشيخ مل يراجع التفريع‬

‫السالم طؾقؽؿ ورحؿة اهلل وبركاتف‪.‬‬

‫الل َقا ِم‬ ‫ِ‬

‫ؾل َقامِ‪َ ،‬وا ْل ِػ ْرِ فِل َر َم َ َ‬

‫والراجح هق إول فال ققل بعد ققل رسقل اهلل ﷺ‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬ف َؼ َال‪َٓ « :‬‬ ‫ؽ طـ كَافِعٍ‪ ،‬طـ طب ِد اهللِ ب ِـ طؿر‪َ ،‬أن رس َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬

‫[هؾ يؾزم اللقم برؤية شاهد أو ٓ بد مـ شاهدي طدل؟]‬

‫قل‪ ،‬فِل ا َّل ِذي َي َرى ِهال ََل َر َم َض َ‬

‫ؽؿؾ رمضان ثالثقـ يقما فال بد مـ إكؿالف‪.‬‬

‫ؽ‪َ .‬فنِك ََّؿا ُه َق ِهال َُل ال َّؾ ْق َؾ ِة ا َّلتِل َْل ِل‪.‬‬

‫[صالة العقد إذا صام الـاس يقم الػ ر]‬

‫الص َقا َم َق ْب َؾ ا ْل َػ ْج ِر» يعـل مـ ب َّقت كقة الصقام قبؾ الػجر‪.‬‬

‫وح ْػ َلةَ‪ ،‬ز َْو َج ِل ﷺ‪ِ ،‬م ْث َؾ ذلِ َ‬

‫َما َجا َا فِل ا ْل ِػ ْرِ‬

‫قل اهللِ ﷺ َق َال‪:‬‬

‫وهذا إثر رواه الشافعل والطحاوي والطرباين والبقفؼل‪ .‬وفقف َّ‬

‫َما َجا َا فِل ِص َقا ِم ا َّل ِذي ُي ْلبِ ُح ُجـُبك‬

‫ث ْب ِـ ِه َشامٍ‪،‬‬‫ار ِ‬‫ؿـ ْب ِـ ا ْل َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬

‫ؽ ا ْل َق ْق َم‪.‬‬‫قل‪َ :‬م ْـ َأ ْص َب َح ُجـُبك‪َ ،‬أ ْف َ َر ذلِ َ‬ ‫َي ُؼ ُ‬

‫قخ‪َ َٓ ،‬أ َّك ُف َو ْه ٌؿ َٓ َغؾِ َط‬ ‫ٍ‬

‫ؿـ‪َ ،‬ط ْـ َطائِ َش َة ُ‬

‫قد ْب ِـ ز َْي ِد ْب ِـ َط ْؿرِو ْب ِـ ُك َػ ْق ٍؾ‪ْ ،‬ام َر َأ َة‬

‫ان فِل ا ْل ُؼ ْب َؾ ِة‬

‫ار َأ َّن َط ْبدَ اهللِ ْب َـ َط َّب ٍ‬

‫الس َػرِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫اب‪َ ،‬ط ْـ ُط َب ْق ِد اهللِ ْب ِـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ ُط ْت َبةَ‪َ ،‬ط ْـ َط ْب ِد اهللِ ْب ِـ‬

‫الـاس حتك يعؾؿ الـاس أكف أفطر‪َ -‬ف َل ْف َط َر الـ ُ‬

‫ولؿا بؾغ الؽديد أفطر ففـا الـبل ﷺ يف هذه الؼصة بقـ‬

‫قل اهللِ ﷺ‪،‬‬

‫قل اهللِ‪َ :‬يا‬

‫قل اهللِ‪َ :‬يا‬

‫ان‪َ .‬وك َُسافِ ُر َم َع ُف‪.‬‬

‫‪ -‬جؿفقر الػؼفاء طؾك أكف لقس لف الػطر‪.‬‬

‫ان‬‫َما َي ْػ َع ُؾ َم ْـ َق ِد َم ِم ْـ َس َػرٍ‪َ ،‬أ ْو َأ َرا َد ُه فِل َر َم َ َ‬

‫اخ ٌؾ َط َؾك َأ ْه ِؾ ِف ِم ْـ َأ َّو ِل َي ْق ِم ِف‪َ ،‬و َص َؾ َع َل ُف ا ْل َػ ْج ُر َق ْب َؾ‬

‫«دخؾ وهق صائؿ » هذا ضاهره َّ‬

‫ان‪َ ،‬ف َ َؾ َع َل ُف ا ْل َػ ْج ُر‪َ ،‬و ُه َق بِ َل ْر ِ ِف‪َ ،‬ق ْب َؾ َأ ْن َيخْ ُر َج‪.‬‬

‫قـ َص ُف َر ْت ِم ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َك َّػ َار ُة َم ْـ َأ ْف َ َر فِل َر َم َ َ‬

‫الؽػارة مـ ال َؽ ْػ ِر‪ ،‬وال َؽ ْػ ُر هق َ‬

‫ؿـ ْب ِـ َط ْق ٍ ‪َ ،‬ط ْـ َأبِل ُه َر ْي َر َة َأ َّن‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َف َؼ َال‪َ َٓ :‬أ ِجدُ ‪.‬‬

‫ب َأ َّك ُف َق َال‪َ :‬جا َا‬

‫ت َأ ْه ِؾل‪َ ،‬و َأكَا َصائِ ٌؿ فِل َر َم َ َ‬

‫هذا الحديث ضعقػ هبذا اإلسـاد وفقف طدة طؾؾ‪:‬‬

‫طـد الؿحؼؼقـ مـ أهؾ العؾؿ يف حد الضعقػ‪.‬‬

‫ان بِنِ َصا َب ِة‬ ‫قن‪َ :‬لقس ط َؾك مـ َأ ْف َر يقمك ِمـ َق َ ِ‬

‫وح ُس َـ ُخ ُؾؼف مع خؾؼ اهلل‪ ،‬وهذا‬

‫[مؼدار اإلصعام يف كػارة اللقام‪].‬‬

‫اللائِ ِؿ‬ ‫ِ‬

‫ان‬ ‫اص و َط ْبدَ اهللِ ْب َـ ُط َؿ َر‪ ،‬كَاكَا َي ْحت ِ‬

‫ػ‪َ .‬و َل ْقَٓ ذلِ َ‬

‫قرا َا‬ ‫ِص َقا ُم َي ْق ِم َط ُ‬

‫خرجف الشقخان يف الصحقحقـ‪َ « :‬أك ََّفا َقا َل ْت‪ :‬ك َ‬

‫ث ْب ِـ ِه َشا ٍم‪َ :‬أ َّن غَد ًا َي ْق ُم‬

‫ِص َقا ُم َي ْق ِم ا ْل ِػ ْرِ‪َ ،‬و ْإَ ْ َحك‪َ ،‬و َّ‬

‫الد ْهرِ‪ .‬إِ َذا َأ ْف َ َر ْإَ َّيا َم ا َّلتِل ك ََفك‬

‫الل َقا ِم‪.‬‬ ‫الـَّفل ط ِـ ا ْل ِقص ِ ِ‬

‫متػؼ طؾقف رواه الشقخان بخاري ومسؾؿ‪.‬‬