You are on page 1of 4

‫الشبهة الرابعة‪ :‬االحتجاج بكثرة من معه وال زال يؤيده وينصره‪:‬‬

‫ومن الشبهات التي يثيرونها ليردُّوا األدلَّةَ الكثيرة التي تدين شيخهم ومق َّد َ‬
‫سهم أن‬
‫يقول قائلهم لمن يخاطبه ويورد الحجج والبراهين عليه‪ :‬أن غالب السلفيين معه‪،‬‬
‫وتعالى معي إلى العاصمة لتنظر كثرة الوافدين عليه‪ ،‬والمقبلين على مجلسه؛‬
‫والجواب على هذه الشبهة الواهية الضعيفة من وجوه‪:‬‬

‫▪الوجه األول‪:‬‬
‫أن العبرة بالحجج واألدلة ال باألتباع والكثرة؛ ألن الكثرة في الغالب مذمومة في‬
‫شريعة اإلسالم‪ ،‬غير محمودة في دين النبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬كما جاء في كثير‬
‫من آيات الكتاب العزيز‪:‬‬
‫شكُ ُ‬
‫ور" سورة سبأ من‬ ‫‪ -‬قال هللا تعالى‪ ":‬ا ْع َملُوا آ َل َد ُاوو َد شُ ْك ًرا َوقَ ِلي ٌل ِم ْن ِعبَاد َ‬
‫ِي ال َّ‬
‫اآلية ‪.13‬‬
‫ض ِإ َّال الَّذِينَ آ َمنُوا‬
‫علَى بَ ْع ٍ‬ ‫يرا ِمنَ ْال ُخلَ َ‬
‫طاءِ لَيَ ْب ِغي بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم َ‬ ‫‪ -‬وقال هللا تعالى‪َ ":‬و ِإ َّن َكثِ ً‬
‫ت َوقَ ِلي ٌل َما هُ ْم" سورة ص من اآلية ‪.24‬‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫َو َ‬
‫َّللا ِإ ْن يَت َّ ِب ُعونَ‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬
‫ع ْن َ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ضي ِ‬ ‫‪ -‬وقال هللا تعالى‪َ ":‬و ِإ ْن ت ُ ِط ْع أ َ ْكث َ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ (‪ ")116‬سورة األنعام‪.‬‬ ‫ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن هُ ْم ِإ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫اس‬ ‫اس ِفي َهذَا ْالقُ ْر ِ‬
‫آن ِم ْن كُ ِل َمث َ ٍل فَأ َ َبى أ َ ْكث َ ُر النَّ ِ‬ ‫ص َّر ْفنَا ِللنَّ ِ‬
‫‪ -‬وقال هللا تعالى‪َ ":‬ولَقَ ْد َ‬
‫ورا (‪ ")89‬سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫ِإ َّال كُفُ ً‬
‫ولقد وصف هللا جل وعال الكثرة بأوصاف متعددة منها أنهم ال يسمعون وال يعقلون‬
‫وال يعلمون‪:‬‬
‫ب أ َ َّن أ َ ْكث َ َرهُ ْم يَ ْس َمعُونَ أ َ ْو يَ ْع ِقلُونَ إِ ْن هُ ْم إِ َّال ك َْاأل َ ْنعَ ِام بَ ْل هُ ْم‬ ‫‪ -‬قال هللا تعالى‪ ":‬أ َ ْم تَحْ َ‬
‫س ُ‬
‫يال (‪ ")44‬سورة الفرقان‪.‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫أَ َ‬
‫ض ُّل َ‬
‫ض أ َ َال إِ َّن َو ْع َد َّ ِ‬
‫َّللا َح ٌّق َولَ ِك َّن‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫‪ -‬وقال هللا تعالى‪ ":‬أ َ َال إِ َّن ِ َّ ِ‬
‫ّلِل َما فِي ال َّ‬
‫أ َ ْكث َ َرهُ ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ ")55‬سورة يونس‪.‬‬
‫عانَا ث ُ َّم ِإذَا خ ََّو ْلنَاهُ نِ ْع َمةً ِمنَّا قَا َل ِإنَّ َما أُوتِيتُهُ‬ ‫س ِْ‬
‫اإل ْن َ‬
‫سانَ ض ٌُّر َد َ‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪":‬فَإِذَا َم َّ‬
‫ِي فِتْنَةٌ َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َرهُ ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ ")49‬سورة الزمر‪.‬‬ ‫علَى ِع ْل ٍم بَ ْل ه َ‬
‫َ‬
‫ض ْ‬
‫ت‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قَالَ‪ ":‬ع ُِر َ‬ ‫َّاس َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫وفي صحيح مسلم عن اب ِْن َ‬
‫ي لَي َ‬
‫ْس‬ ‫الر ُجالَ ِن َوالنَّ ِب َّ‬‫الر ُج ُل َو َّ‬ ‫ي َو َم َعهُ َّ‬ ‫الر َه ْيطُ َوالنَّ ِب َّ‬
‫ي َو َم َعهُ ُّ‬ ‫ي األ ُ َم ُم فَ َرأَيْتُ النَّ ِب َّ‬‫علَ َّ‬
‫َ‬
‫سى ‪-‬صلى هللا‬ ‫ُ‬
‫ظنَ ْنتُ أنَّ ُه ْم أ َّمتِي فَ ِقي َل ِلي َهذَا ُمو َ‬ ‫َ‬ ‫ع ِظي ٌم فَ َ‬‫س َوا ٌد َ‬ ‫َ‬
‫َم َعهُ أ َح ٌد ِإ ْذ ُرفِ َع ِلي َ‬
‫ع ِظي ٌم فَ ِقي َل ِلي ا ْنظُ ْر‬ ‫س َوا ٌد َ‬ ‫ظ ْرتُ فَإِذَا َ‬ ‫ق‪ .‬فَنَ َ‬ ‫عليه وسلم‪َ -‬وقَ ْو ُمهُ َولَ ِك ِن ا ْنظُ ْر ِإلَى األُفُ ِ‬
‫س ْب ُعونَ أ َ ْلفًا يَ ْد ُخلُونَ‬ ‫ع ِظي ٌم فَ ِقي َل ِلي َه ِذ ِه أ ُ َّمتُكَ َو َم َع ُه ْم َ‬ ‫ق اآلخ َِر‪ .‬فَإِذَا َ‬
‫س َوا ٌد َ‬ ‫ِإلَى األُفُ ِ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫عذَا ٍ‬
‫ب َوالَ َ‬ ‫سا ٍ‬‫ْال َجنَّةَ ِبغَي ِْر ِح َ‬
‫واآليات في هذا كثيرة متعددة تذم الكثرة وتمدح القلة‪ ،‬فاحتجاجكم بالكثرة حول‬
‫شيخكم ال ينفعه وال ينفعكم‪ ،‬وبخاصة واألدلة تدينه‪ ،‬وتثبت األخطاء الشنيعة عليه‪،‬‬
‫يوضحه‪:‬‬

‫▪الوجه الثاني‪:‬‬
‫أن العبرة في شريعة اإلسالم باألدلة الشرعية والحجج المرعية فمن كانت الحجة‬
‫معه والبرهان يؤيده فهو المحق ولو كان واحدا‪ ،‬فضال عن جماعة متعددة‪ ،‬ومن‬
‫كانت الحجة تدينه والبرهان يخالفه فهو المبطل ولو كان معه الناس جميعا والخلق‬
‫قاطبة‪ ،‬فالعبرة في معرفة المحق من المبطل األدلة والبراهين ال كثرة المعتنقين‬
‫والمتبعين‪ ،‬وانظر في واقع الناس تتيقن من هذا الكالم‪ ،‬وتعلم أن االحتجاج بالكثرة‬
‫من قلة العقل والفقه في الدين‪ ،‬أليس الكفار هم أكثر أهل األرض اليوم؟‪ ،‬ثم في أهل‬
‫اإلسالم أليس الطوائف الضالة والفرق المنحرفة أكثر بكثير من أهل الحق حيث‬
‫أخبر ا لنبي صلى هللا عليه وسلم أن أهل الحق طائفة واحدة ضمن ثالث وسبعين‬
‫طائفة؟‪.‬‬

‫▪الوجه الثالث‪:‬‬
‫أن الكثرة تكون محمودة إذا كانت في جانب الطائفة المنصورة والفرقة الناجية‪،‬‬
‫ويُعرفون ‪-‬مع األدلَّة‪ -‬بالنظر إلى علماء األمة من أهل الحديث واألثر‪ ،‬وأهل الفقه‬
‫والنظر؛ فهم عالمةُ أهل الحق فحيثما وجدتَّهم فالحق –إن شاء هللا‪ -‬معهم؛ وبخاصة‬
‫عند إجماعهم واتفاقهم‪ ،‬ومما فُسر به حديث الطائفة المنصورة كما هو معروف‬
‫ومشهور‪ :‬أنهم أهل الحديث‪ ،‬وأهل العلم واآلثار؛ كما قال أحمد بن سنان الثقة‬
‫الحافظ روى الخطيب عن أبي حاتم قال‪ :‬سمعت أحمد بن سنان وذكر حديث " ال‬
‫تزال طائفة من أمتي على الحق " فقال‪ :‬هم أهل العلم وأصحاب اآلثار" ذكره اإلمام‬
‫األلباني في الصحيحة ج‪ 1‬ص‪ 539‬كما ذكر غيرها من اآلثار‪ ،‬ومن المعلوم في‬
‫فتنة الجزائر هذه األخيرة أن العلماء على خالف الدكتور‪ ،‬ولم يوافقه واحد ‪-‬فيما‬
‫أعلم‪ -‬على ما أحدثه من فتاوى شاذة‪ ،‬بل منهم من أنكر عليه‪ ،‬ورد قوله‪ ،‬وبين‬
‫بطالن ما يفتي به وينشره وينصره‪ ،‬بل منهم من وصفه بالسرورية والنحلة‬
‫التكفيرية‪ ،‬فكيف يُترك قول هؤالء العلماء الذين فُ ِسر الحديث بهم‪ ،‬ويُحت ُّج بالغوغاء‬
‫والدهماء ممن قال فيهم علي بن أبي طالب رضي هللا عنه كما في نصيحته لكميل‬
‫س ِبي ِل النَّ َجاةِ‪َ ،‬و َه َم ٌج‬ ‫علَى َ‬ ‫ي‪َ ،‬و ُمت َ َع ِل ٌم َ‬‫اس ث َ َالثَةٌ‪ :‬فَ َعا ِل ٌم َربَّانِ ٌّ‬
‫بن زياد المشهورة‪ ":‬النَّ ُ‬
‫ور ْال ِع ْل ِم‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْل َجئُوا ِإلَى‬
‫َضيئُوا ِبنُ ِ‬ ‫يح لَ ْم يَ ْست ِ‬‫ق يَ ِميلُونَ َم َع كُ ِل ِر ٍ‬ ‫عاعٌ أَتْبَاعُ كُ ِل نَا ِع ٍ‬ ‫ِر َ‬
‫ق" قال اإلمام ابن القيم رحمه هللا في شرحه لهذا األثر في كتابه القيم‬ ‫ُر ْك ٍن َوثِي ٍ‬
‫"مفتاح دار السعادة" ج‪ 1‬ص‪َ ":]4[355‬وقَوله‪ ":‬النَّاس ث َ َالثَة فعالم رباني ومتعلم‬
‫س ِبيل الن َجاة وهمج رعاع" َهذَا ت َ ْق ِسيم خَاص للنَّاس َوه َُو ْال َوا ِقع؛ فَإِن ال َعبْد ِإ َّما أن‬ ‫على َ‬
‫يكون قد حصل َك َماله من ْالعلم َو ْال َع َمل أو ال‪ ،‬فاألول ْال َعالم الرباني‪َ ،‬والثَّانِي إما أن‬
‫تكون نَفسه متحركة فِي طلب ذَ ِلك ْال َك َمال ساعية فِي ِإد َْراكه أو ال؛ َوالثَّانِي ه َُو‬
‫اصل َوالثَّانِي ه َُو‬ ‫س ِبيل الن َجاة‪ ،‬الثَّا ِلث َوه َُو الهمج الرعاج‪ ،‬فاألول ه َُو ْال َو ِ‬ ‫المتعلم على َ‬
‫الطا ِلب َوالثَّا ِلث ه َُو المحروم" وقال أيضا في ج‪ 1‬ص‪ْ ":]5[360-358‬القسم الثَّا ِلث‪:‬‬ ‫َّ‬
‫عاعٌ‪ ،‬وال َه َم ُج من النَّاس‪َ :‬ح ْمقاؤُهم‬ ‫عالم َو َال متعلم‪ ،‬بل َه َم ٌج َر َ‬ ‫المحروم المعرض فَ َال َ‬
‫ير كالبعوض يسْقطُ على‬ ‫َو َج َهلَت ُ ُهم‪ ،‬وأصله من ال َه َمج جمع َه َم َجة َوه َُو ذُ َبابٌ َ‬
‫ص ِغ ٌ‬
‫اب وأعي ِنها‪ ،‬فَشبَّه َه َم َج النَّاس ِب ِه‪ ،‬وال َه َم ُج أيضا مصدر قَا َل‬ ‫ُو ُجو ِه ْالغَن َِم َوالد ََّو ِ‬
‫الراجز‪:‬‬
‫عتُودًا ا َ ْو َبذَ ْج‬ ‫قد َهلَكت جارتنا من ال َه َم ْج ‪َ ...‬و ِإ ْن ت َ ُج ْع ت َأْكُ ْل َ‬
‫وال َه َم ُج هُنَا مصدر َو َم ْعنَاهُ سوء الت َّ ْد ِبير فِي أَمر ْال َمعيشَة‪.‬‬
‫َام ُج" ِمثْ ُل "لَ ْي ٌل َال ِيلٌ"‪.‬‬
‫َوقَ ْوله ْم " َه ْم ٌج ه ِ‬
‫اس ال َح ْمقَى الَّذين ال يعتد بهم‪.‬‬
‫عاعُ ِمنَ النَّ ِ‬
‫والر َ‬
‫َّ‬
‫س َوا ٌء دعاهم إلى هدى‬ ‫َوقَوله‪ ":‬أَتبَاع كُ ِل ناعق" أَي‪ :‬من َ‬
‫صا َح ِب ِه ْم ودعاهم تبعوه‪َ ،‬‬
‫اطل فهم مستجيبون‬
‫أحق ه َُو أم بَ ِ‬ ‫ْأو إلى ضالل‪ ،‬فإنهم َال علم لَ ُهم ِبالَّذِي يُ ْد َ‬
‫ع ْونَ إليه ٌّ‬
‫لدعوته‪.‬‬
‫أضر ْالخلق على األديان؛ فَإِنَّ ُهم األكثرون عددا األقلون ِع ْند هللا قدرا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َو َهؤ َُالء من‬
‫وهم حطب كل فتْنَة؛ بهم توقد ويشب ضرامها‪ ،‬فَإِنَّ َها يَ ْعت َِزلُ َها أولو الدين‪ ،‬ويتوالها‬
‫عاع‪.‬‬
‫الر َ‬
‫الهمج َّ‬
‫فتذهب َم َعه أيْنَ‬
‫ُ‬ ‫الرا ِعي‬‫َوسُ ِمي داعيهم‪ :‬ناعقًا؛ ت َ ْشبِيها لَ ُهم باألنعام الَّتِي ينعق ب َها َّ‬
‫عا ًء َونِ َدا ًء‬‫ذهب؛ قَا َل ت َ َعالَى‪َ ":‬و َمث َ ُل الَّذِينَ َكف َُروا َك َمث َ ِل الَّذِي يَ ْن ِع ُق بِ َما َال يَ ْس َم ُع ِإ َّال ُد َ‬
‫َ‬
‫ي فَ ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ (‪ ")171‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم عُ ْم ٌ‬‫ُ‬
‫ْس لَ ُهم‬‫ع َد ِم علمه ْم‪ ،‬وظلمة قُلُوبهم‪ ،‬فَلَي َ‬ ‫َو َهذَا الَّذِي َوصفهم ِب ِه أمير ْال ُمؤمنِينَ ه َُو من َ‬
‫س َواء‪.‬‬ ‫اطل‪ ،‬بل ْالكل ِع ْندهم َ‬ ‫يفرقون ب َها بَين ْالحق َو ْالبَ ِ‬ ‫نور َو َال بصيرة ٌ ِ‬ ‫ٌ‬
‫عنهُ‪ ":‬يميلون َم َع كل ريح" َوفِي ِر َوا َية‪َ ":‬م َع كل صائح" شبه‬ ‫َوقَوله رضي هللا َ‬
‫يميل‬
‫ض ِعيف‪َ ،‬وشبه األهوية واآلراء بالرياح‪ ،‬والغصن ِ‬ ‫عُقُوله ْم الضعيفة بالغصن ال َّ‬
‫ت‪ ،‬وعقول َهؤ َُالءِ تميل َم َع كل هوى وكل َداع‪َ ،‬ولَو كَانَت عقوال‬ ‫ْث َمالَ ْ‬
‫َم َع الريح َحي ُ‬
‫يرة الَّتِي ال تتالعب ب َها ِ‬
‫الريَاح"‪.‬‬ ‫َاملَة كَانَت كالشجرة ْال َك ِب َ‬‫ك ِ‬
‫ومن عجائب ما عليه هؤالء أنهم يحتجون بكثرة األتباع فإذا احتججت عليهم‬
‫بالعلماء‪ ،‬وأنه ليس مع شيخهم واحد منهم‪ ،‬قال لك‪ :‬العبرة ليست بالكثرة‪ ،‬وهذه من‬
‫ي في كل أحوالهم‪ ،‬فلذلك ال يرون الحقيقة الماثلة‬ ‫المضحكات المبكيات؛ فهم عُ ْم ٌ‬
‫سهم‪ ،‬فال األدلة تدعمه‪ ،‬وال واحد من العلماء‬‫أمامهم‪ ،‬وأن ال شيء يُ َؤيِ ُد شيخهم ومق َّد َ‬
‫وقف معه وأيده‪.‬‬
‫ووهللا إن كالم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا عنه لينطبق حقيقة‬
‫عليهم‪ ،‬وانظر إلى شرح اإلمام ابن القيم رحمه هللا تجده وكأنه يتحدث عن هؤالء‬
‫الذين يناصرون الدكتور ويتعصبون له‪:‬‬
‫عالم َو َال متعلم‪ ،‬فغالبهم وأكثرهم من الجهلة والحمقى‬
‫فوصفهم بأنهم همج رعاع‪ :‬فَ َال َ‬
‫الَّذين ال يعتد بهم‪ ،‬وحتى المتعلم منهم فهم مقلدة كما هو معروف عنهم ومشهور من‬
‫تصرفاتهم بل ومن كالمهم‪.‬‬
‫س َواء دعاهم إلى‬ ‫صاح بهم ودعاهم تبعوه َ‬ ‫كما وصفهم بأنهم اتبَاع كل ناعق أَي من َ‬
‫اطل فهم‬ ‫هدى ْأو إلى ضالل‪ ،‬فإنهم َال علم لَ ُهم بِالَّذِي يُدعونَ إليه أحق ه َُو أم بَ ِ‬
‫مستجيبون لدعوته؛ َو َهذَا الَّذِي َوصفهم بِ ِه أمير ْال ُمؤمنِينَ ه َُو من عدم علمه ْم وظلمة‬
‫اطل بل ْالكل ِع ْندهم‬ ‫ْس لَ ُهم نور َو َال بصيرة يفرقون ب َها بَين ْالحق َو ْالبَ ِ‬
‫قُلُوبهم فَلَي َ‬
‫س َواء‪.‬‬
‫َ‬
‫كما وصفهم بالعقول الضعيفة ولذلك فهي تميل مع األهواء واآلراء وتستجيب لكل‬
‫داع ولو كانت عقولهم كاملة ما تالعب بهم الجهلة وقادهم المقلدة وهم يرون العلماء‬
‫على خالف قولهم واألدلة تدمغ باطل مقدسهم‪.‬‬

‫يتبع ‪..‬‬

‫من مقال ‪ :‬الرد المفرد على شبهات الصعافقة الجدد ‪-‬الجزء األول‪-‬‬
‫▪األخ الفاضل ‪ :‬عبد الصمد سليمان وفقه هللا‬

You might also like