You are on page 1of 11

‫سكت دهرا ونطق هجرا –الحلقة األولى‪.

-‬‬

‫الحمد لله والسالم على رسول الله‪ ،‬وعلى أله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه الحلقة األولى في بيان انحراف محمد كربوز‪-‬أصلحه الله‪ ،-‬وفي تخبطه التخبط‬
‫العشواء‪ ،‬في مقاله المشين ‪":‬كشف اللبس في مسالة العذر بالجهل"‪ ،‬حيث قال بل‬
‫قررعين ماكان يقرره عبد الله عزام وأبوالحسن المأربي وغيرهما من أهل الفتن ‪،‬‬
‫وذلكم في قاعدتهم المشؤومة ‪":‬حمل المجمل والمفصل"‪،‬و"نصحح وال‬
‫نجرح"‪،‬و"المنهج الواسع"‪.‬‬
‫وسأبين تلبيسه وتدليسه في تعليقات يسرات‪ ،‬مع عدم التطويل واالطناب‪ ،‬فوقتنا أثمن‬
‫أن يهدر في مثل هذا الرجل المتعصب‪ ،‬ومايقرره من األصول الباطلة‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬
‫قال محمد كربوز في مقاله ‪":‬كشف اللبس في مسالة العذر بالجهل"‪" :‬وعنوانه ركيك‬
‫غير جار على سنن أهل العلم في العنونة‪":‬الدكتور ينكر ماكان يعرف‪ ،‬ويعرف‬
‫ماكان ينكر"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أشاطرك في الرأي‪ ،‬ألنك ال تفهم لغة العلم‪ ،‬وإال أطفال أهل الحديث يدركون‬
‫ويعرفون أنه أثر سلفي أثري قاله صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ويعرفون جق المعرفة معناه‪ ،‬وماتضمنه‪ ،‬حيث دخل أبو مسعود األنصاري على‬
‫حذيفة رضي الله عنهما ‪ ،‬فقال‪ :‬اعهد إلي ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ألم يأتك اليقين ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى وعزة ربي‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاعلم أن الضاللة حق الضاللة أن تعرف ما كنت تنكر‪ ،‬وأن تنكر ما كنت‬
‫تعرف‪ ،‬وإياك والتلون في دين الله تعالى‪ ،‬فإن دين الله واحد‪.‬‬
‫ومعناه ال يخفى على من شم رائحة العلم‪ ،‬وهو ينطبق على من قرر منهج السلف‬
‫وتنكب عنه بل عارضه بل ونقضه‪ ،‬والدكتور انموذجا الذي كان يقرر عدم جواز‬
‫االنكار العلني في غيبته كما هو مذهب الخوارج بعدما كان يحاربه‪ ،‬ثم أصبح يقرره‪.‬‬
‫قال الدكتور كما في "منصب اإلمامة الكبرى أحكام وضوابط" ص‪ :34‬ومعنى ذلك‬
‫َّ‬
‫أن أهل السنة السلفيين ينكرون ما يأمر به اإلمام من البدع والمعاصي ويحذرون‬
‫والة األمور‬‫الناس منها ويأمرونهم باالبتعاد عنها‪ ،‬من غير أن يكون إنكارهم على ا‬
‫في مجامع الناس ومحافلهم ‪ ،‬وال على رؤوس المنابر ومجالس الوعظ وال التشهير‬
‫بعيوبهم‪ ،‬وال التشنيع عليهم في وسائل اإلعالم بأنواعها المختلفة ‪-‬المرئية والمسموعة‬
‫والمكتوبة بالكتابة في الصحف والمجالت أو بالصور الكاريكاتورية‪ -‬ونحو ذلك‪،‬‬
‫ألن ذلك يؤدي إلى تأليب العامة وإثارة الرعاع‪ ،‬وإيغار لصدور الرعية على َّ‬
‫والة‬ ‫َّ‬
‫اارة يأباها‬
‫األمور وإشعال الفتنة‪ ،‬ويوجب الفرقة بين اإلخوان‪ ،‬وهذه النتائج الض َّ‬
‫الشرع ونهى عنها و"كل ما يفضي إلى حرام فهو حرام" "والوسائل لها حكم‬
‫المقاصد"‪.‬اهـ‬
‫وكان يقرر أن الصحابة لم يختلفوا في أصول الشريعة‪ ،‬ثم أصبح يقرر أنهم اختلفوا‬
‫فيها كما قال في صوتية له‪ :‬وهناك أمور تتعلق بالعقيدة اختلف فيها الصحابة فيما‬
‫بينهم؛ ولم يضلال أحدهما اآلخر؛ ولم يبدع أحدهما اآلخر؛ ولم يكفر أحدهما اآلخر‪....‬‬
‫فلو قلنا‪ :‬إن مسائل األصول ال يُعذر فيها الجاهل؛ ويُعذر في مسائل الفروع؛ فهذه‬
‫من مسائل األصول؛ مع أنه وقع عذر بعضهم لبعض؛ ومع اختالفهم في ذلك لم‬
‫يحصل منهم ال تبديع وال تفسيق وال تضليل»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وكان يقرر على نحو ماقرره السلف في كيفية تنصيب ولي األمر‪ ،‬ثم أصبح يقرر‬
‫أنه من حق األمة عزل ولي األمر‪ ،‬ومراقبته‪ ،‬ومحاسبته‪.‬‬
‫وكان يدافع عن األلباني وربيع بن هادي رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي‪ ،‬ثم‬
‫أصبح يطعن فيهما‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫قال محمد كربوز‪ :‬ادَّعاء هذا الصعفوق المفتري على الشيخ أن َّاليشترط إقامة‬
‫الحجة في كل أو فعل كفري ممن يدين باالسالم‪ ،‬وال يشترط التكفير وانتفاء موانعه‬
‫عند الحكم بالكفر والخروج من الملة على من يدين باإلسالم في كل قول أو فعل‬
‫كفري يصدر منه ‪.‬‬
‫وهذا كذب على الشيخ فركوس وافتراء عليه‪ ،‬والدليل على ذلك تقرير الشيخ‬
‫فركوس نفسه في مؤلفاته وفتاواه –فتاوبه‪ -‬أن القول أو الفعل قد يكون كقرا ولكن‬
‫ال بحكم على القائل أو الفاعل بالكفرلعدم قيام الحجة الرسالية عليه‪ ،‬أو النتفاء‬
‫شروط التكفير‪،‬أو وجود مانع في حقه‪.‬‬
‫‪-‬ثم نقل كالم الدكتور من مقال أخرغير الكالم الدي ناقشته فيه‪ -‬ثم قال‪:‬‬
‫ادعاؤه أن الشيخ فركوس يحكم بالكفر الظاهر والباطن على كل من يدين باإلسالم‬
‫ووقع في قول أو فعل كفري ولو لم تقم عليه الحجة الرسالية‬
‫وهذا كذب آخر وافتراء على الشيخ فركوس ‪ ،‬واظن ان منشأ هذا االفتراء والكذب‬
‫هو جهل هذا الصعفوق المفتري بمصطلح‪ ":‬كافر ظاهرا وباطنا"‪ ،‬فالكافر ظاهرا‬
‫وباطنا يستحق القتل في الدنيا والخلود في النار في اآلخرة‪ ،‬وهذا ال يكون إال بعد‬
‫قيام الحجة الرسالية عليه‪.‬‬
‫ومما يؤكد جهله بهذا المصطلح قوله ‪ ":‬فإنه يكفر عينا ظاهرا وباطنا"‬
‫ثم قال‪":‬أي‪:‬يقال عنه في الدنيا بأنه كافر‪ ،‬ويعامل معاملة الكافرين‪ ،‬وفي اآلخرة‬
‫أمره الى الله‪".‬‬
‫ّّففسر كما ترى الكافر ظاهرا وباطنا بمن يقال في الدنيا كافر‪ ،‬ويعامل معاملة‬
‫الكافرين‪،‬وفي اآلخرة أمره إلى الله‪ ،‬فخلط بين الكافر ظاهرا وباطنا الذي مآله‬
‫الخلود في النار وفي اآلخرة أمره إلى الله‪ ،‬فخلط بين الكافر ظاهرا وباطنا الذي‬
‫مآله الخلود في النار وبين الكافر ظاهرا فقط الذي أمره في اآلخرة إلى الله‪ ،‬يمتحنه‬
‫الله وبعد االمتحان‬
‫يظهر مآله‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬أنا نقلت كالم الدكتور بفصه ونصه‪ ،‬وهو أنه ال يشترط أي شرط في تكفير من‬
‫وقع في مكفر‪ ،‬وذلك من ثالثة مواطن ومواضع من مقاالته من موقعه‪ ،‬ثم محمد‬
‫كربوز ذهب يطبق القاعدة التي طالما حاربها أهل السنة من سنوات عديدة‪ ،‬وأزمنة‬
‫مديدة‪ ،‬وكتبوا فيها مصنفات في دحضها‪ ،‬والرد عليها‪ ،‬وهي‪":‬حمل المجمل على‬
‫المفصل في غير الوحيين"‪.‬‬
‫وسأنقل كالم الدكتور مرة أخرى‪ ،‬وذلك في بيان أنه ال يشترط أي شرط في المتلبس‬
‫بالكفر قوال أو فعال‪ ،‬وأنه يكفره ولو قبل قيام الحجة الرسالية‪ ،‬وبعدها نترك عقالء‬
‫بني آدم يحكمون‪.‬‬
‫قال الدكتور كما في‪":‬في ثبوت وصف الشرك مع الجهل وقبل قيام ال ُح َّجة "‪ :‬فال‬
‫األكبر‪ ،‬وتثبتُ مع الجهل قبل قيام ال ُح َّجة‬
‫ِّ‬ ‫المتلب ِّس بالشرك‬
‫ِّ‬ ‫رك على‬ ‫ترتف ُع صفةُ ِّ‬
‫الش ِّ‬
‫الرسالية وبعدها‪.‬اهـ‬
‫ِّ‬
‫الشرك قبل قيام‬‫وقال أيضا كما في‪" :‬في دفع اإلشكال بين مسألة ثبوت وصف ِّ‬
‫الرسالية‪،‬‬
‫الشرك عليه قبل قيام ال ُح َّجة ِّ‬
‫وصف ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ال ُح َّجة"‪ :‬وإنَّما اإلشكا ُل في إطالق‬
‫المتحقق على فاعله قبل بلوغ‬ ‫ِّ‬ ‫المشرك‬
‫ِّ‬ ‫اسم الكافر أو‬
‫ق ِّ‬ ‫والصحيح أنَّه يثبت إطال ُ‬
‫الرسالية‪،‬‬
‫المشرك ثابتٌ قبل بُلوغ ال ُح َّجة ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الرسالية‪ ....‬د َّل ذلك على َّ‬
‫أن اسم‬ ‫ال ُح َّجة ِّ‬
‫سا على ثُنائي ِّة اإليمان والكُفر في باب األسماء واألحكام‪ ،‬فال منزلة بين‬ ‫وذلك تأسي ً‬
‫المنزلتين‪ ،‬فالكُفر ِّض ُّد اإليمان باتِّفاق المسلمين‪.‬اهـ‬
‫وقال كما في‪" :‬في ضوابط مسألة العذر بالجهل"‪ِّ :‬من بين األدلَّة القرآنية على‬
‫فضال عن سائر المعاصي ـ وذلك قبل قيام‬‫ً‬ ‫ثُبوت وصف الشرك والكفر مع الجهل ـ‬
‫ال ُح َّجة والبيان‪.‬اهـ‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه ال يكون حمل المجمل على المفصل إال في‬
‫الوحيين‪ ،‬وأما كالم البشر يعتريه ما يعرتيه من الخطأ‪ ،‬والزلل‪ ،‬بل العالم يقع في‬
‫الزلل والخطا بل تجد أحدهم أحيانا يقرر حتى الباطل بغير قصد أو لجهل‪ ،‬وفي‬
‫موضع آخر يقرر ضده‪ ،‬وأهل العلم يتعاملون مع إطالقات العلماء ‪ ،‬واجماالت‬
‫كالمهم بالنظر إليها‪ ،‬فإن كانت تتضمن حقا قبلوها‪ ،‬وإن كانت تتضمن معنى باطال‬
‫ردوها‪ ،‬قال ابن تيمية رحمه الله كما في "درء تعارض العقل و النقل" (‪131 – 1‬‬
‫)‪ :‬فطريقة السلف واألئمة يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل‪،‬‬
‫ويراعون أيضا ً األلفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيالً ومن تكلم بما‬
‫فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا ً‬
‫وباطالً نسبوه إلى البدعة –أيضا ً– وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة ور اد باطالً بباطل‪.‬اهـ‬
‫والدكتور ماتكلم بلفظ مجمل فحسب‪ ،‬وإنما في األمور المستدركة عليه قررالباطل‬
‫في موطن‪ ،‬وقرر ماعليه السلف أحيانا في مواضع آخرى فافهم هذا يامن قلت عن‬
‫شخصك أنك متعصب لفركوس‪.‬‬
‫وافهم مسألة أخرى‪ ،‬وهي األهم‪ ،‬أنه ليس العيب كل العيب أنه أخطأ‪ ،‬وإنما العيب‬
‫والشنار في عناده ومكابرته‪ ،‬وإصراره على الباطل‪.‬‬
‫ومن األمثلة على أنه كان قديما يقرر ماكان عليه أهل السنة والجماعة‪ ،‬ثم قرر وقعد‬
‫خالف ماكان عليه قديما‪ ،‬بل يناقضه أشد المناقضة‪ ،‬وبالمثال يتضح المقال كما يقال‪:‬‬
‫الدكتور قديما كان يقرر التقرير السلفي في كيفية تنصيب ولي األمر‪ ،‬كما في مقاله‪":‬‬
‫ط ُرق تنصيب إمام المسلمين وتقرير وجوب الطاعة وبذل النصيحة"‪.‬‬ ‫في ُ‬
‫ويقرر أيضا في موقعه خالف ماقرره في رسالته المشار إليها آنفا‪ ،‬بل ينقضها نقضا‪،‬‬
‫وهو ماقرره أنه من حق األمة اإلسالمية من الرعية عزل ولي األمر ‪،‬ومن حقها‬
‫محاسبته ‪،‬ومن حقها مراقبته‪.‬‬
‫أن األ ُ َّمةَ هي صاحبةُ‬ ‫قرر َّ‬‫شهريةُ رق ُم‪ :"٥١١ :‬إذا ت َ َّ‬ ‫كما قال الدكتور في ‪":‬الكلمةُ ال َّ‬
‫مث الها أه ُل‬
‫ثابت لها‪ ،‬ويُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫عيين والعز ِل‬ ‫حق الت َّ ِ‬
‫ألن َّ‬‫سلط ِة التَّنفيذيَّ ِة في ال ِوالي ِة والعز ِل ـ َّ‬ ‫ال ُّ‬
‫ق انعقا ِد اإلما َم ِة ال ُكبرى‪ ،‬وهو االختيار‬ ‫األو ِل ِم ْن ُ‬
‫ط ُر ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ال َح ِال والعقد بنا ًء على َّ‬
‫الطري ِ‬
‫ُ‬
‫لواحق عق ِد‬ ‫حق األ ُ َّم ِة‬
‫ب على ا ِ‬ ‫وال َب ْي َعةُ كما تقد ََّم ـ فإنَّه ـ بنا ًء على هذا الت َّ ِ‬
‫قرير ـ يترت َّ ُ‬
‫اإلمام ِة ِم ْن ُمراقب ٍة و ُمحاسب ٍة وعز ٍل (معاقبةٍ)‪.‬اهـ‬
‫هل من المنهج السلفي أن تقرر المنهج البدعي المأربي في حمل هذا النقل عن الدكتور‬
‫على كالمه األخر المخالف له بل الذي يناقضه ؟‪.‬‬
‫خد مثاال آخر لعلك تستوعب أكثر وأكثر‪ ،‬وتعرف خطورة تقعيدك لتلكم القاعدة‬
‫المدمرة‪ ،‬واترك الهوى فإنه يضلك عن سبيل الله تعالى‪ ،‬الدكتور بقرر أن الصحابة‬
‫رضي الله عنهم اختلفوا في العقيدة‪ ،‬قال‪ :‬وهناك أمور تتعلق بالعقيدة اختلف فيها‬
‫الصحابة فيما بينهم؛ ولم يضلال أحدهما اآلخر؛ ولم يبدع أحدهما اآلخر؛ ولم يكفر‬
‫أحدهما اآلخر‬
‫كمسألة مثال‪ :‬هل إبليس من المالئكة أم من الجن؟! اختلفوا في ذلك‬
‫هل عذاب القبر القبر يقع على الروح والبدن ام يقع على الروح؟! اختلفوا في ذلك‬
‫هل النبي صلى الله عليه وسلام رأى ربه أم لم ير ربه؟! اختلفوا فيها‬
‫مسائل كثيرة اختلفوا فيها‬
‫فلو قلنا‪ :‬إن مسائل األصول ال يُعذر فيها الجاهل؛ ويُعذر في مسائل الفروع؛ فهذه‬
‫من مسائل األصول؛ مع أنه وقع عذر بعضهم لبعض؛ ومع اختالفهم في ذلك لم‬
‫يحصل منهم ال تبديع وال تفسيق وال تضليل»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قال شيخنا صالح اللحيدان حفظه الله‪ :‬من يقول بأن الصحابة اختلفوا في العقيدة فهة‬
‫مبتدع‪.‬اهـ‬
‫هل تقول أيضا يجب أن يحمل كالمه على مفصله‪ ،‬أو يطالب هو بالتراجع‪ ،‬خاصة‬
‫وأكد ما يقصده ويريده بقوله‪ :‬فهذه من مسائل األصول؟‬
‫هل تطبق منهجك األفيح في حمل كالم الدكتور المنقول عنه آنفا‪ ،‬على كالمه األخر‬
‫الموافق ألهل السنة؟؟؟‬
‫وهل تحمل كالمه في تقرير الحاكمية ‪ ،‬على كالمه اآلخر في توحيد األلوهية؟‪.‬‬
‫وهكذا طعنه في اللجنة الدائمة بأنها مسيسة‪ ،‬بل والمملكة العربية السعودية بأنها ال‬
‫تحكم الشريعة إال في بعض األمور‪ ،‬وطعنه في األلباني وربيع بن هادي ونحو دلك‪،‬‬
‫هل نرجع عن كل ماثبت عنه إلى ماكان يقرره من قبل؟؟‬
‫أو يطالب بالتراجع والبيان وا ًالصالح‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬
‫تقعيدك هذا هو عين ماقرره أهل األهواء والبدع‪ ،‬وذلك تترسا بهذه القاعدة اآلثمة في‬
‫الدفاع عن أهل األهواء والبدع‪ ،‬ولك سلف وبئس السلف‪ ،‬وهو‪ :‬عبد الله عزام‪،‬‬
‫والمأربي وغيرهما من أهل الفتن‪ ،‬فلو أنكرت على سيد قطب مثال طعنه في بعض‬
‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أو تقريره للحاكمية‪ ،‬ألتى لك الخصم‬
‫بكالم له يخالفه بل في ظاهره يناقضه في الثناء على الصحابة والكالم في توحيد‬
‫األلوهية‪.‬‬
‫فيا كربوز تعقل بعقلك‪ ،‬وكفاك تلبيسا‪ ،‬أنا ذكرت كالم الدكتور بفصه ونصه‪ ،‬وهو‬
‫أنه ال يشترط أي شرط في تكفير من تلبس بالشرك قوال أو فعال‪ ،‬ويكفره ولو قبل‬
‫قيام الحجة الرسالية عليه‪ ،‬وال يشترط أي شرط‪ ،‬وذلك ليس في موضع فحسب‪،‬‬
‫وإنما في مواضع عدة‪.‬‬
‫رابعا‪:‬‬
‫قال شيخ ربيع بن هادي حفظه الله في مقاله" وقفات مع القائلين بأصل حمل المجمل‬
‫على المفصل"‪ :‬رد عبد الله عزام على تصريح العالمة األلباني –رحمه الله‪ -‬بأن‬
‫سيد قطب يقول بوحدة الوجود عند ذلك هبَّ عبد الله عزام يدافع عن سيد قطب‪،‬‬
‫ويرد على الشيخ األلباني‪.‬‬
‫وخالل هذا الدفاع والرد اخترع وجوب حمل كالم الرجل المجمل على المفصل‪،‬‬
‫وأن عامه يحمل على خاصه‪ ،‬ومطلقه يحمل على مقيده‪.‬‬
‫فهذا أول ظهور هذا األصل الباطل بهذا اللفظ‪...‬‬
‫وجاء بشبهات وشبهات‪ ،‬فرددتُ هذه الشبهات وبينتُ بطالنها من وجوه‪ ،‬ونقلتُ عن‬
‫جمع من العلماء أنه ال يؤول إال كالم المعصوم‪ ،‬ومن جملة ما نقلته كالم العالمة‬
‫الشوكاني في كتابه “الصوارم الحداد” (ص‪ )69-69‬حيث قال‪ ”:‬وقد أجمع المسلمون‬
‫أنه ال يؤول إال كالم المعصوم”‪.‬‬
‫فاستمر أبو الحسن في مكابرته وعناده‪ ،‬وأدرك كثير ممن كان مخدوعا ً به أنه صاحب‬
‫هوى‪ ،‬ويجادل بالباطل‪ ،‬فعادوا إلى جادة السلف‪....‬‬
‫وعلى قوله يجب حمل اجماالت جماعة التبليغ واإلخوان المسلمين البدعية على‬
‫مفصالتهم فتصبح ضالالتهم كلها حقاً‪ ،‬ومفصلهم عند أبي الحسن هو كونهم من أهل‬
‫السنة في زعمه‪ ،‬فتصبح ضالالتهم مفصلها ومجملها كلها حق‪.‬‬
‫والعلماء من كل المذاهب إذا كان للعالم في مسألة ما قوالن أو أكثر ال يحملون‬
‫مجمالته على مفصالته‪ ،‬بل يرجحون أقوى القولين أو األقوال والذي يدل عليه‬
‫الدليل‪ ،‬فعملهم هذا يدل على أنهم يرون أن القول المرجوح خطأ‪ ،‬وأنهم ال يرون‬
‫حمل المجمل على المفصل‪.‬‬
‫وهذه كتب الفقه بين أيدينا‪ ،‬فمثالً كثير من المسائل لإلمام أحمد فيها قوالن‪ ،‬فيأتي‬
‫العلماء مثل أبي يعلى وابن قدامة وشيخ اإلسالم نفسه وغيرهم‪ ،‬فيقدمون ما ترجحه‬
‫األدلة من األقوال على ما يقابلها‪ ،‬وال يقولون‪ :‬نحمل المجمل على المفصل‪ ،‬فيصير‬
‫القوالن كالهما حقاً‪ ،‬كما هو مؤدى كالم من يقول بحمل المجمل على المفصل‪.‬‬
‫لقد تعلمنا من شيخ اإلسالم و َمن قبله من األئمة ومن بعده قولهم‪“ :‬كل يؤخذ من قوله‬
‫ويرد إال رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪.“-‬‬
‫وأن العلماء بما فيهم الصحابة ليسوا بمعصومين من الخطأ‪...‬‬
‫ومعلوم لدى طلبة العلم تبديع من يقول لفظي بالقرآن مخلوق‪ ،‬وممن بدَّعهم اإلمام‬
‫أحمد بهذا القول‪ :‬الحارث المحاسبي‪ ،‬وحسين بن علي الكرابيسي‪ ،‬وهما من كبار‬
‫اإلمام أحمد أه ُل السنة في ذلك‪ ،‬ولم يحملوا مجملهما‬
‫َ‬ ‫العلماء بالحديث والفقه‪ ،‬وأيد‬
‫على مفصلهما‪.‬‬
‫وعلى مذهب دعاة حمل المجمل على المفصل يكون اإلمام أحمد ومن معه ممن بداع‬
‫هؤالء يكونون ظالمين للمحاسبي والكرابيسي؛ ألنهما من أهل السنة والحديث‪ ،‬وكذلك‬
‫اإلمام أحمد ومن معه يكونون ظالمين لكل من حكموا عليه بالبدعة ممن يقول بأن‬
‫القرآن كالم الله حقيقة لكن لفظي بالقرآن مخلوق‪ ،‬وأن كالمهم هذا مجمل‪ ،‬أال قاتل‬
‫الله األهواء وأهلها‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك بداع اإلمام أحمد من يقول‪ :‬القرآن كالم الله‪ ،‬ثم يقف فال يقول مخلوق وال‬
‫غير مخلوق‪ ،‬ومن هؤالء يعقوب بن شيبة‪ ،‬وهو من كبار المحدثين‪ ،‬وأي َّد علماء‬
‫الحديث اإلمام أحمد في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وكتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص مليئة بجرح من يستحق الجرح‪،‬‬
‫وتبديع من يستحق التبديع‪ ،‬سواء كان كالمه مجمالً أو مفصالً‪ ،‬وال وجود وال أثر‬
‫لمنهج الموازنات وال لمنهج حمل المجمل على المفصل‪.‬‬
‫‪ -‬هذا ولثالثة من أئمة هذا العصر مواقف عظيمة تدل على احترامهم للحق ونصرتهم‬
‫للحق والصدع بالحق ولو كان على النفس‪.‬‬
‫أولئك الثالثة هم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ محمد بن صالح‬
‫العثيمين والشيخ حمود التويجري رحمهم الله‪.‬‬
‫لقد انتقد الشيخ حمود التويجري الشيخ ابن عثيمين في عبارة مجملة تحتمل حقا ً‬
‫وباطالً صدرت من ابن عثيمين أال وهي قوله ‪ ”:‬إن الله معنا بذاته” ثم بيان ابن‬
‫عثيمين ما قصده ونفى االحتمال الباطل ومع ذلك انتقده التويجري وأيده الشيخ ابن‬
‫باز وأثنى عليه خيرا ً فما كان من ابن عثيمين إال أن ينصر التويجري وابن باز على‬
‫نفسه بسماحة نفس وصدق وجد ولم يقل أحد منهم ‪ ”:‬يحمل مجمل ابن عثيمين على‬
‫مفصله”‪ ،‬وال فكر هو في هذا‪.‬‬
‫ولم يقل أحد منهم ذلك مع إمامة ابن عثيمين وجاللة قدره ورسوخ قدمه في العلم‬
‫وإمامته في السلفية‪.‬‬
‫‪ -1‬قال الشيخ حمود التويجري بعد حمد الله والثناء عليه والصالة على النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬
‫“أما بعد‪ :‬فقد رأيت مقاالً سيئا ً لبعض المعاصرين زعم في أوله أن معية الله لخلقه‬
‫معية ذاتية تليق بجالله وعظمته وأنها ال تقتضي اختالطا بالخلق وال حلوال في‬
‫أماكنهم ‪.‬‬
‫وقال في آخر مقاله ‪ :‬وهكذا نقول في المعية نثبت لربنا معية ذاتية تليق بعظمته‬
‫وجالله‪ ،‬وال تشبه معية المخلوق للمخلوق ونثبت مع ذلك علوه على خلقه واستواءه‬
‫على عرشه على الوجه الالئق بجالله ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان‬
‫فهو كافر أو ضال إن اعتقده وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف األمة أو أئمتها‪.‬‬
‫فعقيدتنا أن لله تعالى معية ذاتية تليق به وتقتضي إحاطته بكل شيء علما ً وقدرة‬
‫وسمعا ً وبصرا ً وسلطانا ً وتدبيرا ً وأنه سبحانه منـزه أن يكون مختلطا ً بالخلق أو حاالً‬
‫في أمكنتهم بل هو العلي بذاته وصفاته وعلوه من صفاته الذاتية التي ال ينفك عنها‬
‫وأنه مستو على عرشه كما يليق بجالله وأن ذلك ال ينافي معيته ثم صرح أنه قال‬
‫ذلك مقررا ً له ومعتقدا ً له منشرحا ً له صدره ‪.‬‬
‫هذا كالم الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله‪.-‬‬
‫ثم قال الشيخ حمود‪“:‬وأقول ‪ :‬ال يخفى على من له علم وفهم ما في كالم الكاتب من‬
‫التناقض والجمع بين النقيضين وموافقة من يقول من الحلولية ‪ :‬إن الله بذاته فوق‬
‫العالم وهو بذاته في كل مكان وما فيه أيضا ً من مخالفة الكتاب والسنة وإجماع سلف‬
‫األمة وأئمتها‪.‬‬
‫ثم أخذ رحمه الله يبين مآخذه على ابن عثيمين‪.‬‬
‫‪ -2‬قال الشيخ عبد العزيز بن باز مؤيدا ً للشيخ حمود التويجري رحم الله الجميع‪:‬‬
‫“الحمد لله والصالة والسالم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فقد اطلعت على ما كتبه أخونا العالمة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في بيان‬
‫األدلة الشرعية والعقلية على إثبات علو الله سبحانه فوق عرشه واستوائه عليه‬
‫استواء يليق بجالله ال يشابه فيه خلقه ‪.‬‬
‫وفي إثبات معيته لعباده بعلمه وإطالعه وحفظه وكالءته ألوليائه والرد على من زعم‬
‫أن معية الله لعباده ذاتية‪.‬‬
‫بل قد سمعته جميعه بقراءة مؤلفه حفظه الله فألفيته كتابا ً عظيم الفائدة مؤيدا ً باألدلة‬
‫الشرعية والعقلية كما ألفيته ردا ً عظيما ً على أهل البدع القائلين بالحلول واالتحاد‬
‫وردا ً كافيا ً شافيا ً على من قال ‪ :‬إن معية الله للخلق ذاتية ‪.‬‬
‫فجزاه الله خيرا ً وزاده علما ً وهدى وتوفيقا ً ونفع به وبمؤلفاته المسلمين ‪.‬‬
‫وبالجملة فهذا كتاب عظيم القدر كثير الفائدة مشتمل على أدلة كثيرة من الكتاب‬
‫والسنة على إثبات أسماء الله وصفاته وعلوه سبحانه فوق خلقه والرد على جميع‬
‫أهل البدع كما أنه مشتمل على نقول كثيرة مفيدة من كالم علماء السنة المتقدمين‬
‫والمتأخرين ومن كالم الصحابة والتابعين رضي الله عن الجميع ورحمهم رحمة‬
‫واسعة ‪.‬‬
‫فنسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العال أن ينفع به المسلمين وأن يقيم به الحجة‬
‫ويقطع به المعذرة وأن يضاعف المثوبة لمؤلفه ويجعلنا وإياه وسائر إخواننا من أئمة‬
‫الهدى وأنصار الحق وأن يثبتنا جميعا ً على دينه حتى نلقاه سبحانه إنه ولي ذلك‬
‫والقادر عليه ‪.‬‬
‫قاله الفقير إلى عفو ربه ‪ :‬عبد العزيز بن عبد الله بن باز سامحه الله وعفا عنه ‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ‪.‬‬
‫الرئيس العام إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ‪ 1343 /9 /29‬ه‬
‫موقف الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله‪.-‬‬
‫‪ -4‬لقد طلب رحمه الله كتاب أخيه الشيخ حمود التويجري ثم قرأه ثم كتب ما يؤيد‬
‫أخاه التويجري منتصرا ً للحق وألخيه على نفسه فقال‪:‬‬
‫“الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫“الحمد لله‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪،‬ونتوب إليه ونعوذ بالله‪ ،‬من شرور أنفسنا‪،‬‬
‫ومن سيئات أعمالنـا‪ ،‬من يهده الله فال مضل لـه‪ ،‬ومن يضلل فال هـادي لـه‪.‬وأشهد‬
‫أن ال إله إال الله وحده ال شريك له‪.‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ r‬وعلى آله‬
‫وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما‪.‬‬
‫وبعد ‪ :‬فقد قرأت الكتاب الذي ألفه أخونا الفاضل الشيخ حمود بن عبد الله التويجري‬
‫في إثبات علو الله تعالى ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله تعالى لخلقه‬
‫معية ذاتية فوجدته كتابا ً قيما ً قرر فيه مؤلفه الحقائق التالية ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬إثبات علو الله تعالى بذاته وصفاته لداللة الكتاب والسنة واإلجماع والعقل‬
‫والفطرة على ذلك ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬إثبات استوائه تعالى بذاته على عرشه استواء حقيقيا ً يليق بجالله وعظمته‬
‫من غير تكييف وال تمثيل لداللة الكتاب والسنة واإلجماع على ذلك ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬إثبات معية الله لخلقه بعلمه وإحاطته إن كانت عامة وبنصره وتأييده مع‬
‫العلم واإلحاطة إن كانت خاصة وتأييد ذلك بما نقله عن السلف واألئمة‬
‫الرابعة ‪ :‬إبطال قول الحلولية القائلين بأن الله تعالى بذاته في األرض أو في األرض‬
‫وعلى العرش لداللة الكتاب والسنة واإلجماع والعقل على إبطاله ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬إنكاره القول بالمعية الذاتية ‪.‬‬
‫وكل ما قرره فهو الحق فعلو الله تعالى على خلقه بذاته وصفاته دل عليه القرآن في‬
‫آيات متعددة وعلى وجوه متنوعة معلومة لكل من قرأ كتاب الله تعالى موجبة للعلم‬
‫القطعي ودلت عليه السنة بأنواعها القولية والفعلية واإلقرارية في أحاديث كثيرة تبلغ‬
‫حد التواتر وعلى وجوه متنوعة ودل عليه العقل من وجهين ‪،‬ثم أخذ في ذكرهما ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬وبطالن القول بالحلول معلوم بداللة الكتاب والسنة والعقل والفطرة واإلجماع‬
‫وذلك ألن القول به مناقض تمام المناقضة للقول بعلو الله تعالى بذاته وصفاته فإذا‬
‫كان علو الله تعالى بذاته وصفاته ثابتا ً بهذه األدلة كان نقيضه باطالً بها ‪.‬‬
‫وإنكار القول بالمعية الذاتية واجب حيث تستلزم القول بالحلول ألن القول بالحلول‬
‫باطل فكل ما استلزمه فهو باطل يجب إنكاره ورده على قائله كائنا من كان‪.‬‬
‫وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا ً من المتعاونين على البر والتقوى وأن يهيئ لنا من‬
‫أمرنا رشدا ً وأن ينصرنا بالحق ويجعلنا من أنصاره إنه ولي ذلك القادر عليه وهو‬
‫القريب المجيب ‪.‬‬
‫قاله كاتبه محمد الصالح العثيمين في ‪ 1343/3/11‬هـ‪.‬‬
‫أقول‪:‬‬
‫هؤالء هم الرجال األقوياء وهم القمم العماليق‪ ،‬وإن في مواقفهم هذه لعبرة عظيمة‬
‫للعقالء النبالء‪ ،‬وإن لها دالالت على تقوى وورع وصدق وإخالص هؤالء الرجال‬
‫وال سيما ابن عثيمين رحمه الله‪.‬‬
‫فال مداهنة وال مجاملة من ابن باز والتويجري‪ ،‬وال حمل مجمل على مفصل ‪ ،‬وال‬
‫مراوغة وال ضجيج‪ ،‬وال مطالبة بحمل المجمل على المفصل‪ ،‬وال صخب من ابن‬
‫عثيمين ألن الجميع يريدون وجه الله تعالى ويحترمون الحق وينصرونه ولو على‬
‫النفس‪.‬‬
‫ولقد حققوا قول الله تعالى‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو‬
‫على أنفسكم أو الوالدين واألقربين))‪.‬‬
‫وإن في هذا لشرفا ً كبيرا ً للسلفية والسلفيين الصادقين‪.‬اهـ‬
‫هذا وصلى الله على نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‪.‬‬
‫كتبه‪ :‬عبد الحميد الهضابي‪.‬‬
‫‪ ٩٢‬ربيع األول ‪ ٥١١١‬هـ‬

You might also like