You are on page 1of 19

‫الخلع بين الشريعة االسالمية والقانون‬

‫الخلع بين الشريعة اإلسالمية والقانون‬


‫قدمت من‪:‬‬
‫‪FSL/LLB/F17‬‬‫مظهر علي ‪-5228‬‬
‫عباس حيدر ‪FSL/LLB/F17-5229‬‬
‫انعام هللا ‪FSL/LLB/F17-5214‬‬

‫قدمت الي‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الرحمان الغفاري‬
‫أستاذ الشريعة المساعد‬
‫جامعة الاسالمية‪ /‬كلية‬
‫القانون‬

‫تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫قسمت الدراسة إلى خمسة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬ومالحق علي النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬في التعريف بالخلع وأصل مشروعيته‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬في أركان الخلع وتكييفه‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬في حكم أخذ البدل في الخلع‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬في شروط الخلع‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬في بيان نوع فرقة الخلع‪.‬‬
‫ثم الخاتمة وأستعرض فيها النتائج التي توصلت إليها في البحث‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫التعريف‪ D‬بالخلع وأصل مشروعيته‬
‫الخلع لغة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫الخلع بفتح الخاء هو النزع واإلزالة فتقول‪ :‬خلع الزرع أي سقط‬


‫ورقه‪ ،‬وخلع الشيء خلعا ً نزعه وخلع عليه ثوبه أي أعطاه إياه وخلع‬
‫الوالي العامل‪ :‬عزله وخلع الملك أنزله عن عرشه وخلع دابته‪ :‬أطلقها‬
‫من قيدها‪.‬‬
‫وخالعت المرأة زوجها‪ :‬طلبت أن يطلقها بفدية من مالها‪ .‬والخلع‬
‫بالضم‪ ،‬أن يطلق الرجل زوجته على فدية منها(‪.)1‬‬
‫وفي االصطالح الخلع‪( :‬بضم المعجمة وسكون الالم هو فراق‬
‫الزوجة على مال مأخوذ من خلع الثوب ألن المرأة لباس الرجل مجازاً‬
‫وضم المصدر تفرقه بين المعنى الحقيقي والمجازي)(‪.)2‬‬
‫وعلى هذا فإن الخلع هو إزالة ملك النكاح الصحيح بلفظ الخلع او‬
‫في ما معناه كالمبارأة والمبارأة من بار المرء شريكه إذا أبرأ كل واحد‬
‫منهما صاحبه مقابل عوض تلتزم به الزوجة كأن يقول الرجل لزوجته‪:‬‬
‫خالعتك او بارأتك على ألف دينار فتقول له‪ :‬قبلت والبد من اإليجاب‬
‫والقبول وال فرق بين أن يكون اإليجاب من جانب الزوج والقبول من‬
‫جانب الزوجة او بالعكس ألنه عقد من عقود المعاوضات‪.‬‬
‫والخلع في القانون‪( :‬إزالة قيد الزواج بلفظ الخلع او فيما معناه‬
‫وينعقد بإيجاب وقبول أمام القاضي)(‪.)3‬‬
‫حجية الخلع ( األصل في مشروعيته )‬
‫هي من الكتاب العزيز والسنة النبوية الغراء‪ .‬واألصل في‬
‫مشروعيته قوله سبحانه ‪َ ‬وال يَ ِح ُّل لَ ُك ْم َأنْ تَْأ ُخ ُذوا ِم َّما آتَ ْيتُ ُموهُنَّ َ‬
‫ش ْيًئا ِإال‬
‫َأنْ يَ َخافَا َأال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ فَِإنْ ِخ ْفتُ ْم َأال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ فَال ُجنَ َ‬
‫اح‬

‫(?) ينظر المعجم الوسيط إخراج ابراهيم مصطفى ورفاقه ‪ /‬نشر المكتبة العلمية بطهران‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة األولى‪.250-1/249 ،‬‬


‫(?) سبل السالم شرح بلوغ المرام من أدلة األحكام لإلمام إسماعيل الصنعاني نشر دار إحياء‬ ‫‪2‬‬

‫التراث العربي ‪ /‬بيروت لبنان الطبعة الخامسة (‪1391‬هـ‪.2/166 )1973-‬‬


‫(?) ينظر قانون األحوال الشخصية وتعديالته المادة السادسة واألربعين ص‪ 53-52‬الطبعة‬ ‫‪3‬‬

‫السادسة ‪1991‬م‪.‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه تِ ْل َك ُحدُو ُد هَّللا ِ فَال تَ ْعتَدُوهَا َو َمنْ يَتَ َع َّد ُحدُو َد هَّللا ِ‬
‫فَُأ ْولَِئ َك ُه ْم الظَّالِ ُمونَ ‪.)1( ‬‬
‫وما أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي‬
‫هللا عنهما‪(( :‬أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ() فقالت‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق وال دين‪ ،‬ولكني أكره الكفر في‬
‫اإلسالم فقال رسول هللا (ﷺ)‪ :‬أتردين عليه حديقته ؟؟؟؟ قالت‪ :‬نعم قال‬
‫رسول هللا (ﷺ)‪ :‬إقبل الحديقة وطلقها تطليقة))(‪.)2‬‬
‫قلت‪ :‬نقل الحافظ في الفتح عن ابن جريج قوله‪( :‬أخبرني ابن‬
‫طاوس عن أبيه انه قال في الفداء‪ :‬كان يقول ما قال هللا تعالى‪ِ :‬إال َأنْ‬
‫يَ َخافَا َأال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ‪ ‬ولم يكن يقول قول السفهاء ال يحل حتى تقول‪:‬‬
‫ال أغتسل لك من جنابة ولكنه يقول‪ :‬إال أن يخافا أن ال يقيما حدود هللا‬
‫فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة‪ .‬وقال‬
‫الحسن‪ :‬ذلك في الخلع)(‪.)3‬‬
‫شرح الحديث المتقدم‪[ :‬إن امرأة ثابت بن قيس بن شماس واسمها‬
‫جميلة ووقع في رواية أنها اخت عبد هللا بن أبي كبير الخزرج ورأس‬
‫النفاق وكانت تحت حنظلة بن أبي عامر غسيل المالئكة فقتل عنها بأحد‬
‫وهي حامل فولدت له عبد هللا بن حنظلة فخلف عليها ثابت بن قيس‬
‫فولدت له ابنه محمد ثم اختلعت منه فتزوجها مالك بن الدخشم ثم حبيب‬
‫بن اساف‪ .‬وكان ثابت أصدقها حديقه فكرهته وشكت ذلك لرسول هللا‬
‫(ﷺ) وقالت‪ :‬ال أعتب عليه بضم المثناة من فوق ويجوز كسرها من‬
‫العتاب وفي رواية بكسر العين بعدها تحتانية ساكنة من العيب وهي أليق‬
‫بالمراد في خلق وال دين بضم الخاء المعجمة والالم ويجوز إسكانها أي‬

‫(?) سورة البقرة اآلية ‪.229‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه في كتاب الطالق (‪ )12‬باب الخلع وكيف الطالق‬ ‫‪2‬‬

‫فيه‪ )9/306( .‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ .‬للحافظ أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقالني‪ /‬نشر المكتبةـ السلفية ‪ /‬الطبعة الثالثة‪)1407( /‬هـ‪.‬‬
‫(?) فتح الباري ‪.9/309‬‬ ‫‪3‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫ال أريد مفارقته لسوء خلقه وال لنقصان دينه وفي رواية (ولكني ال أطيقه‬
‫بغضاً) وكان (‪ )‬دميم الخلقة وفي رواية عن عمر بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده عن ابن ماجة أن ثابت بن قيس كان دميما ً وأن امرأته قالت لوال‬
‫ي لبصقت في وجهه(‪.)1‬‬
‫مخافة هللا إذا دخل عل َّ‬
‫وفي رواية عن ابن عباس‪(( :‬أن امرأة ثابت أتت رسول هللا‬
‫(ﷺ) فقالت‪ :‬يا رسول هللا ال يجتمع رأسي ورأس ثابت أبداً اني رفعت‬
‫جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة فإذا هو أشدهم سواداً وأقصرهم قامة‬
‫وأقبحهم وجهاً))(‪ .)2‬أي قد قصد في الحديث سبب طلبها الخلع‪.‬‬
‫وفي رواية أن اسم زوجة ثابت حبيبة وقد جمع بين الروايتين‬
‫الحافظ بن حجر فقال‪ :‬أنهما قصتان وقعتا المرأتين لشهرة الخبرين‬
‫وصحة الطريقين واختالف السياقين وهذا يقتضي أن ثابتا ً تزوج حبيبة‬
‫قبل جميلة وقوله‪(( :‬ولكني أكره الكفر في اإلسالم)) أي أكره أن أمكث‬
‫عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر فقال عليه الصالة والسالم (إقبل الحديقة‬
‫وطلقها) وهو أمر إرشاد وإصالح ال إيجاب وفي رواية جرير بن حازم‬
‫فردت عليه وأمره بفراقها‪ .‬قال الحافظ واستدل بهذا السياق على أن‬
‫الخلع ليس بطالق وفيه نظر فليس في الحديث ما يثبت ذلك وال ما ينفيه‬
‫فإن قوله (طلقها) يحمل أن يراد طلقها على ذلك فيكون طالقا ً صريحا ً‬
‫على عوض(‪.)3‬‬
‫وإليك أخي القارئ مناقشة أقوال المجوزين للخلع وهم جمهور‬
‫الفقهاء ومن لم يوافقهم‪.‬‬

‫(طلب هللا عند تسريح المرأة أن يكون بإحسان ونهى أن يأخذوا‬


‫شيئا ً مما آتوهن من المهر أو غيره ثم بين أنه ال يحل األخذ إال في حالة‬
‫الخوف أن ال يقيما حدود هللا فإذا حصل الخوف جاز للمرأة أن تفتدي‪،‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجة في سننه في كتاب الطالق (‪ )22‬باب المختلعة تأخذ ما أعطاها الحديث‬ ‫‪1‬‬

‫رقم (‪ )2057‬في ‪ 1/663‬قلت‪ :‬وفيه أن اسم زوجته بهذه الرواية هي حبيبة بنت سهل‪.‬‬
‫(?) سبل اإلسالم ‪.2/168‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) فتح الباري ‪ 312-9/309‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫وجائز للرجل أن يأخذ وطالق المرأة على هذا الوجه هو المعروف عند‬
‫العلماء – بالخلع – وذهب آخرون إلى أن الذي يبيح أخذ الفداء أن يكون‬
‫خوف أال يقيما حدود هللا منهما جميعا ً لكراهة كل منهما صحبة اآلخر‬
‫كاف في جواز أخذ الفداء‪ .‬فإن قيل إن هللا علَّق ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫والظاهر أن نشوزها‬
‫خوف أال يقيما حدود هللا قيل‪ :‬إنها إذا نشزت ضيف أن يعاملها‬ ‫ٍ‬ ‫على‬
‫الرجل بقسوة فال يقيم هو أيضا ً حدود هللا وقد ذهب أكثر األئمة إلى أن‬
‫الخلع جائز سواء كان في حالة الخوف أم في غير حالة الخوف‪ .‬وحجة‬
‫سا فَ ُكلُوهُ َهنِيًئا‬
‫الجمهور قوله تعالى‪ :‬فَِإنْ ِطبْنَ لَ ُك ْم عَنْ ش َْي ٍء ِم ْنهُ نَ ْف ً‬
‫َم ِريًئا‪ .)1( ‬فإذا أجاز لها أن تهب مهرها من غير أن تحصل لنفسها طالقا ً‬
‫فألن يجوز ذلك لتملك أمر نفسها أولى وللفريق اآلخر إن يقولوا إن هذه‬
‫اآلية محمولة على البذل في حالة العشرة وأما البذل للطالق فقد منعته‬
‫اآلية التي نحن بصددها إال بشرط واآلية تدل على أن الخلع إنما هو فيما‬
‫أعطى ال فيما أزيد منه ألن اآلية في صدد األخذ مما أعطى الرجال‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه‪ )2( ‬أي مما أتيتموهن‬ ‫النساء ثم قال‪ :‬فَال ُجنَ َ‬
‫وهو مذهب الشعبي والزهري والحسن البصري‪.‬‬
‫وذهب جمهور الفقهاء إلى انه يجوز الخلع بأزيد مما أعطاها ألنه‬
‫عقد معاوضة يوجب أن ال يتقيد بمقدار معين)(‪.)3‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫في أركان الخلع وتكييفه‬
‫أركان الخلع ‪:‬‬
‫للخلع خمسة أركان نوجزها بما يأتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ملتزم العوض والمراد به الشخص الذي يلتزم المال سواء كانت‬
‫الزوجة أو غيرها وينبغي أن يكون أهالً للتصرفات المالية‪.‬‬

‫(?) النساء اآلية (‪.)4‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) البقرة اآلية (‪.)229‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) تفسير آيات األحكام‪ /‬محمد علي السايس‪ /‬طبعة محمد علي صبيح‪1373 /‬هـ‪1953-‬م‪/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.145-144 /1‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫ثانياً‪ :‬البضع الذي يملك الزوج االستمتاع به‪ ،‬وهو بضع الزوجة فإذا‬
‫طلقها طلقة بائنة زال ملكه فال يصح الخلع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬العوض وهو المال الذي يبذل للزوج مقابل العصمة ويشترط أن‬
‫يكون ماالً متقوما ً فال يصح باليسير الذي ال قيمة له كحبة من بر‬
‫أو دم أو لحم خنزير أو مما شابه ذلك مما ال قيمة له شرعا ً أي ماالً‬
‫حراماً‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الزوج الذي يكون أهالً للطالق وهو العاقل المكلف الرشيد وكذلك‬
‫ال يصح للصغيرة‪ D‬أو المجنونة أو السفيهة أن تخالع زوجها بمال‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬العصمة وهي ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها وتنقسم إلى‬
‫العصمة المؤثمة وهي التي يُجعل من هتكها إثماً‪.‬‬
‫والعصمة المقومة وهي التي يثبت بها لإلنسان قيمة حيث إن من‬
‫هتكها فعليه القصاص أو الدية(‪ .)1‬وقالت الحنفية‪( :‬وإذا كان الخلع في‬
‫نظير عوض فإن ركنه هو اإليجاب والقبول)(‪ .)2‬وهناك شروط لصيغة‬
‫الخلع البد منها فال يصح بالمعاطاة كأن تعطيه ماالً وتخرج من داره‬
‫دون أن يقول لها اختلعي على كذا فتقول له‪ :‬اختلعت‪ ،‬أو تقول له أخلعني‬
‫على كذا فيقول لها خلعتك على ذلك‪ .‬فاإليجاب والقبول بالقول البد منه‬
‫أما الفعل المتقدم فال يقع به الخلع (وإن نوى به الطالق أو كان الطالق‬
‫به متعارفا ً فإنه يقع عند بعض الفقهاء كالمالكية)(‪.)3‬‬

‫تكييف الخلع وطبيعته ‪:‬‬


‫رأيت أن الخلع في حقيقته عقد بين الزوجين على خالص المرأة‬
‫من زوجيتها نظير بدل فهو طالق يشترك فيه الزوجان وال يتم من جانب‬
‫واحد كالطالق المجرد الذي يوقعه الزوج أو توقعه الزوجة بتفويض من‬
‫الزوج لها‪.‬‬
‫(?) التعريفات للجرجاني ص‪.131‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) كتاب الفقه على المذاهب األربعة‪ /‬عبد الرحمن الجزيري‪ /‬نشر دار الفكر‪ /‬بيروت‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫طبعة سنة (‪1969‬م) ‪ 4/406‬بتصرف‪.‬‬


‫(?) المصدر السابق (‪.)4/417‬‬ ‫‪3‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫(فالخلع من جانب الرجل في معنى اليمين ألنه علق طالقها على‬


‫ما ٍل والتعليق يمين في إصطالح الفقهاء ‪ .‬أما من جانب الزوجة فهو‬
‫معاوضة ؛ ألنها التزمت بدفع عوض في مقابل طالقها وخالصها من‬
‫الزوج إال أنها ليست معاوضة خالصة بل هي شبيهة بالتبرع ألن‬
‫المعاوضة الخالصة ال تكون إال إذا كان كل من المعوضين‪ D‬ماالً‬
‫وخالص الزوجة من زوجها ليس ماالً‪ ،‬لذا ال يكون الخلع في حقها‬
‫معاوضة خالصة)(‪.)1‬‬
‫قلت‪( :‬يرى أبو يوسف ومحمد أن الخلع يعتبر يمينا ً من الجانبين‬
‫أما أبو حنيفة فيرى ورأيه الراجح في المذهب انه يعتبر من جانب الزوج‬
‫ألن الزوج الذي يقول لزوجته طالعتك على مائة دينار يكون هذا القول‬
‫منه تعليقا ً للطالق على قبولها دفع المائة دينار وكأنه قال لها‪( :‬إن دفعت‬
‫مائة دينار خلعتك والتعليق يعد يمينا ً في اصطالح الفقهاء))(‪.)2‬‬
‫وكون الخلع يمينا ً من جانب الزوج ومعاوضة من جانب الزوجة‪،‬‬
‫يترتب عليه النتائج اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬يترتب على كون الخلع يمينا ً من جانب الزوج ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إن أوجب الزوج الخلع بأن قال لزوجته‪ :‬خالعتك على ألف دينار‬
‫فليس له أن يرجع عن هذا اإليجاب قبل قبول زوجته ألنه قوله هذا‬
‫في معنى تعليق الطالق‪ ،‬والطالق المعلق كالمنجز ال يجوز‬
‫الرجوع منه‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا قام الزوج من المجلس الذي أوجب الخلع فيه قبل قبول الزوجة‬
‫فال يبطل إيجابه بهذا القيام‪ ،‬فلو قبلت الزوجة في مجلسها بعد قيامه‬
‫تم به الخلع وعد قبولها صحيحاً‪.‬‬

‫(?) األحوال الشخصية‪ /‬الدكتور أحمد الكبيسي‪.)1/236( /‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) المبسوط لإلمام السرخسي ‪ 6/173‬وينظر كتاب أحكام األسرة في اإلسالم دراسة‬ ‫‪2‬‬

‫مقارنة بين فقه المذاهب السنية والمذهب الجعفري والقانون (دراسة مقارنة)‪ /‬أحمد مصطفى‬
‫شبلي‪ /‬الطبعة الرابعة‪1403 /‬هـ‪ /1982/‬نشر الدار الجامعية‪ /‬ص‪.554‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫‪ .3‬يج‪DD‬وز لل‪DD‬زوج أن يعلق الخلع على أمر س‪DD‬يحدث في المس‪DD‬تقبل أو‬


‫يضيفه إلى زمن مستقبل كأن يق‪DD‬ول لها إن خ‪DD‬رجت من ال‪DD‬بيت غ‪DD‬داً‬
‫فقد خالعتك على ك‪DDD‬ذا أو يق‪DDD‬ول لها إن ت‪DDD‬زوجت عليك فقد خالعتك‬
‫على ك‪DD‬ذا فقبلت عند تحقق الش‪DD‬رط أو مجيء الغد تم الخل‪DD‬ع‪ ،‬أما إذا‬
‫قبلت قبل تحقق الش‪DDD‬رط أو مجيء ال‪DDD‬وقت المض‪DDD‬اف إليه فيك‪DDD‬ون‬
‫قبلولها لغواً ألن التعليق بالشرط واإلضافة إلى ال‪DD‬وقت إيج‪DD‬اب عند‬
‫وجود الشرط والوقت‪.‬‬
‫‪ .4‬ليس من حق الزوج أن يشترط مدة يكون له الخيار فيها ألنه لما لم‬
‫يكن يملك الرج‪DD‬وع فإنه ال يملك الخي‪DD‬ار ف‪DD‬إذا اش‪DD‬ترط الم‪DD‬دة ك‪DD‬ان‬
‫الش‪DD‬رط ب‪DD‬اطالً وصح الخلع ألن الخلع ال يبطل بالش‪DD‬روط الفاس‪DD‬دة‬
‫وعلى هذا فلو خالع الرجل زوجته على أن له الخيار مدة ثالثة أيام‬
‫وقبلت الزوجة وقعت الفرقة في الح‪DDDD‬ال ولزمها الع‪DDDD‬وض ال‪DDDD‬ذي‬
‫تعهدت به‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن الخلع – كما تقدم – يمين من جانب الزوج‬
‫والخيار ال يكون في األيمان ألن الزوج ال يملك الرجوع فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويترتب على اعتباره معاوضة من جانب الزوجة األحكام اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬يحق للزوجة الرجوع عن إيجاب الخلع إذا ما ابتدأت إيجابه هي‬
‫وليس الزوج فلو قالت له‪ :‬اختلعت نفسي منك بكذا كان لها أن ترجع‬
‫عن هذا اإليجاب قبل أن يصدر القبول من الزوج ألن المعاوضات‬
‫يصح الرجوع عن اإليجاب فيها قبل صدور القبول من الطرف‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬البد من قبول الزوجة في مجلس اإليجاب إن كانت حاضرة أو في‬
‫مجلس علمها إن كانت غائبة ألن المعاوضات المالية تبطل إذا تفرق‬
‫المتعاقدان بعد اإليجاب وقبل القبول‪.‬‬
‫‪ -3‬يجوز للزوجة أن تشترط لنفسها الخيار سواء كانت هي الموجبة‬
‫كأن تقول‪ :‬اختلعت منك بكذا ولي الخيار ثالثة أيام أو كانت قابلة‬
‫كأن قال لها خالعتك على كذا فقالت‪ :‬قبلت ولي الخيار ثالثة أيام ‪.‬‬
‫وفي كلتا الحالتين لها أن ترفض الخلع في تلك المدة أوتقبله فيها فإن‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫رفضته بطل الخلع وال يلزمها البدل‪ ،‬وإن قبلته فيها أو مضت‬
‫المدون بدون قبول أو رفض تم الخلع ولزمها البدل عند اإلمام أبي‬
‫حنيفة (رحمه هللا) وعند الصاحبين الخيار باطل والطالق واقع في‬
‫الحال ويلزمها المال إن قبلت ألن الخلع من جانبها يمين ال معاوضة‬
‫واليمين ال يقبل الخيار ألن الخيار شرع للفسخ والخلع ال يحتمل‬
‫الفسخ ألنه طالق عندنا وجواب أبي حنيفة عن هذا أن يجعل الخيار‬
‫على منع انعقاد العقد في حق الحكم فلم يكن العقد منعقداً في حق‬
‫الحكم للحال بل هو موقوف في علمنا إلى وقت سقوط الخيار فحينئذ‬
‫يعلم)(‪ .)1‬وكذلك لو شرط لها الخيار وقبلته‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز للزوجة أن تعلق الخلع على شرط أو تضيفه إلى زمن‬
‫مستقبل ألن المعاوضات (التمليكيات)‪ D‬ال تقبل التعليق وال اإلضافة‬
‫تلك هي حقيقة الخلع عند الحنفية وهو ما يجري عليه العمل في‬
‫مصر وفي المحاكم السنية في لبنان لعدم تعرض قانون حقوق‬
‫العائلة للخلع إال في كلمة عابرة في المادة (‪.)2()130‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫حكم أخذ البدل في الخلع‬
‫يجوز للزوج أن يأخذ البدل الذي تقدمه له زوجته في مقابل‬
‫خالصها منه بشرط أن تكن هي الكارهة لزوجها وتريد الخالص منه‬
‫بشرط أن يأخذ الزوج منها ما أعطاها من غير زيادة لحديث امرأة ثابت‬
‫بن قيس حيث قال لها النبي (‪)‬أما الزيادة فال‪ ،‬قلت‪ :‬اختلف العلماء حول‬
‫أخذ الزيادة على ما أعطاها إياه على أقوال ألخصها كما يأتي‪:‬‬
‫[ (( ذهب اإلمام الشافعي واإلمام مالك إلى أنها تحل الزيادة إذا كان‬
‫النشوز من المرأة‪ .‬وقال مالك‪ :‬لم أزل أسمع أن الفدية تجوز بالصداق‬

‫(?) بدائع الصنائع للكاساني ‪.3/145‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) ينظر أحكام األسرة في اإلسالم ص‪ .556-554‬وينظر األحوال الشخصية للدكتور‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد الكبيسي ‪.238-1/236‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه‪ ‬وقال ابن‬ ‫وبأكثر منه لقوله تعالى‪ :‬فَال ُجنَ َ‬
‫بطال‪ :‬ذهب الجمهور إلى أنه يجوز للرجل أن يأخذ في الخلع أكثر مما‬
‫أعطاها‪ .‬وقال مالك‪ :‬لم أر أحداً ممن يقتدى به منع ذلك لكنه ليس من‬
‫مكارم األخالق‪ .‬وأما الرواية التي فيها أنه قال (‪( )‬أما الزيادة فال) فلم‬
‫يثبت رفعها‪ .‬وذهب عطاء وطاوس وأحمد وإسحاق والهادوية وآخرون‬
‫إلى أنها ال تجوز الزيادة قلت‪ :‬إن رواية (أما الزيادة فال) فقد قال اإلمام‬
‫الصنعاني أخرجه البيهقي وابن ماجة عن ابن جريج عن عطاء مرسالً‬
‫ومثله عند الدارقطني وأنها قالت لما قال لها النبي (‪(( )‬أتردين عليه‬
‫حديقته)) قالت‪ :‬وزيادة قال النبي (‪( )‬أما الزيادة فال) الحديث رجاله‬
‫ثقات إال أنه مرسل وأجاب من قال بجواز الزيادة انه ال داللة في هذا‬
‫الحديث على الزيادة نفيا ً وال إثباتاً‪ .‬قلت‪ :‬يريدون حديث امرأة قيس بن‬
‫ثابت المذكور آنفاً)) ](‪.)1‬‬
‫((أما إذا كانت الكراهة من الزوج وحده وأراد التخلص منها فال‬
‫يحل له أن يأخذ منها شيئا ً في مقابل طالقه لها لقوله تعالى‪َ  :‬وِإنْ َأ َر ْدتُ ْم‬
‫ش ْيًئا‬ ‫ج َوآتَ ْيتُ ْم ِإ ْحدَاهُنَّ قِنطَا ًرا فَال تَْأ ُخ ُذوا ِم ْنهُ‪َ g‬‬ ‫ج َم َكانَ ز َْو ٍ‬ ‫زَو ٍ‬
‫ستِ ْبدَا َل ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ض ُك ْم‬ ‫ضى بَ ْع ُ‬ ‫َأتَْأ ُخ ُذونَهُ بُ ْهتَانًا َوِإ ْث ًما ُمبِينًا (‪َ )20‬و َكيْفَ تَْأ ُخ ُذونَهُ َوقَ ْد َأ ْف َ‬
‫ض َوَأ َخ ْذنَ ِم ْن ُك ْم ِميثَاقًا َغلِيظًا‪ .)2( ‬ومثل ذلك أن يمسك الرجل‬ ‫ِإلَى بَ ْع ٍ‬
‫زوجته على كره‪ ،‬ويسيء معاملتها لكي يدفعها إلى افتداء نفسها منه فال‬
‫س ُكوهُنَّ‬ ‫يحل له شيء من مالها عوضا ً عن الطالق لقوله سبحانه‪َ  :‬وال تُ ْم ِ‬
‫سهُ‪ .)3( ‬إال أن القضاء يلزمها‬ ‫ض َرا ًرا لِتَ ْعتَدُوا َو َمنْ يَ ْف َع ْل َذلِكَ فَقَ ْد ظَلَ َم نَ ْف َ‬‫ِ‬
‫بدفع ما التزمت به ولو كان األمر كما ذكرنا وهكذا قال الحنفية‪.‬‬
‫وقال المالكية‪ :‬إن النفرة إذا كانت من الزوج وكان الخلع بسبب‬
‫نشوزه هو وإضراره بالزوجة لم يحل له شرعا ً أن يأخذ شيئا ً من مالها‬
‫ولو أخذ شيئا ً وجب عليه رده ويسقط أيضا ً ما التزمت به من إرضاع‬

‫(?) سبل اإلسالم إسماعيل الصنعاني ‪.3/167‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) النساء اآليتان (‪.)21-20‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) البقرة اآلية (‪.)231‬‬ ‫‪3‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫ولدها أو نفقة حمل ‪ ...‬الخ وهذا رأي سديد يجب العمل به لقوله تعالى‬
‫ضلُوهُنَّ لِتَذهَبوا بِبعض ما َءاتَيتُ ُموهُنَّ ‪.)2(])) )1( ‬‬ ‫‪‬والَ تَع ُ‬
‫ما يصح أن يكون بدالً في الخلع‬
‫( إن كل ما يصح أن يكون مهراً يصح أن يكون بدالً في الخلع وال‬
‫تقدير فيه باتفاق الحنفية والجعفرية ‪ ،‬فيصح أن يكون من النقدين أو‬
‫العقار أو المنقول كما يصح أن يكون دينا ً في ذمة الزوج ‪ ،‬أو منفعة تق َّوم‬
‫بالمال ‪ ،‬كما يصح أن يكون الخلع على إرضاع ولدها منه مدة معينة أو‬
‫على حضانته المدة المقررة لها دون أن تأخذ منه نفقة عليها ‪ ،‬أو على‬
‫أن تقوم باإلنفاق عليه مدة معينة وعليها الوفاء بذلك فإن امتنعت عن‬
‫القيام بها التزمته أو عجزت عن الوفاء به أو خرجت عن أهلية الحضانة‬
‫أو مات الطفل قبل انتهاء مدة الرضاعة أو الحضانة المتفق عليها كان‬
‫لمن خالعها الرجوع عليها بما يقابل المدة الباقية ‪ ،‬لكنها تدفعه إليه‬
‫ً ‪ (3 ) ‬‬
‫أقساطا)‬

‫المبحث الرابع‬
‫شـروط الـخلع‬
‫يشترط في الزوج ألن يكون أهالً إليقاع الطالق كونه بالغا ً عاقالً‬
‫ألن كل من ال يصح طالقه ال يصح منه الخلع‪ .‬وكل من جاز تطليقه بال‬
‫عوض جاز تطليقه بعوض من باب أولى فال يصح الخلع من الصبي وال‬
‫من المجنون وال من المعتوه وال من من أصابته الغفلة (الخرف) لكبر‬
‫سنه أو مرضه‪ .‬ويشترط في المختلعة أن تكون محالً للطالق وأهالً‬
‫للتبرع إذا كانت هي الملتزمة ببدل الخلع بأن تكون بالغة عاقلة رشيدة‬
‫غير محجور عليها وأن تكون راضية غير مكرهة عليه عالمة بمعنى‬

‫(?) النساء اآلية (‪.)19‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) األحوال الشخصية أحمد الكبيسي ‪.239-1/238‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) أحكام األسرة ص‪ 566-565‬وينظر الفقه المقارن لالحوال الشخصية‪ ،‬بدران ابو‬ ‫‪3‬‬

‫العينين‪ ،‬طبعة دار النهضة الحديثة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1/396 ، 1967 ،‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫الخلع وأضاف الجعفرية أن تكون طاهرة طهراً لم يواقعها زوجها فيه‪،‬‬


‫إذا كانت مدخوالً بها غير آيسة وال حامل وال صغيرة وال دون ‪7‬‬
‫سنوات‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إن الرشد يرتبط بسن الزوجة في نظر القانون‪ ،‬ففي مصر‬
‫ينبغي أن يكون سنها إحدى وعشرين سنة فإذا حصل الخلع قبل ذلك‬
‫يكون خلعا ً لغير الرشيدة فال يلزم المال ويكون الطالق رجعيا ً وكذلك إذا‬
‫بلغت هذه السن وكان محجوراً عليها للسفه‪ ،‬وفي لبنان جعل سن الرشد‬
‫ثماني عشرة سنة فخلع المرأة قبل ذلك يكون خلعا ً لغير الرشيدة ‪ ،‬ال يلزم‬
‫فيه المال(‪.)1‬‬

‫الخلع في قانون األحوال الشخصية العراقي‪:‬‬


‫جاء في المادة (‪ )46‬من قانون األحوال الشخصية النافذ‬
‫وتعديالته ذو الرقم ‪ 188‬لسنة ‪ 1959‬ما يأتي‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬الخلع إزالة قيد الزواج بلفظ الخلع أو ما في معناه وينعقد بإيجاب‬
‫وقبول أمام القاضي مع مراعاة أحكام المادة (‪ )39‬من هذا القانون‬
‫ونصها‪ .1(( :‬على من أراد الطالق أن يقيم الدعوى في محكمة‬
‫األحوال الشخصية لطلب إيقاعه واستحصال حكم به فإذا تعذر عليه‬
‫مراجعة المحكمة وجب عليه تسجيل الطالق في المحكمة خالل مدة‬
‫العدة‪ .2 .‬تبقى حجة الزواج معتبرة إلى حين إبطالها من المحكمة‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا طلق الزوج زوجته وتبين للمحكمة أن الزوج متعسف في‬
‫طالقها وأن الزوجة أصابها ضرر من جراء ذلك تحكم المحكمة‬
‫بطلب منها على مطلقها بتعويض يتناسب وحالته المالية ودرجة‬
‫تعسفه يقدر جملة على أن ال يتجاوز نفقتها لمدة سنتين عالوة‬
‫حقوقها الثابتة األخرى))‪.‬‬
‫وجاء في المادة (‪ )46‬أيضا ً ما يأتي‪:‬‬
‫ثانياً‪ ( :‬يشترط لصحة الخلع أن يكون الزوج أهالً إليقاع الطالق وأن‬
‫تكون الزوجة محالً له ويقع الخلع طالقا ً بائنا ً ) ‪.‬‬
‫(?) أحكام األسرة ص‪.560‬‬ ‫‪1‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫ثالثا ً ‪ ( :‬للزوج الذي يخالع زوجته على عوض أو أكثر أو أقل من‬
‫مهرها) ‪.‬‬
‫كما جاء في المادة (‪ )7‬من قانون األسرة الجزائري نصت على‬
‫انه‪( :‬تكتمل أهلية الرجل بتمام ‪ 21‬سنة والمرأة بتمام ‪ 18‬سنة)(‪.)1‬‬
‫أما ما نصت عليه المادة (‪ )16‬من قانون األحوال الشخصية‬
‫السوري فهو كاآلتي‪( :‬تكتمل أهلية الزواج في الفتى بتمام الثامنة عشر‬
‫وفي الفتاة السابعة عشرة من العمر)(‪ ،)2‬في حين نصت المادة (‪ )5‬من‬
‫قانون األحوال الشخصية األردني على انه‪( :‬يشترط في أهلية الزواج أن‬
‫يكون الخاطب والمخطوبة عاقلين وأن يكون كل منهما قد أتم الثامنة‬
‫عشرة سنة شمسية اال انه يجوز للقاضي أن يأذن بزواج من لم يتم منهما‬
‫هذا السن إذا كان قد أكمل الخامسة عشرة من عمره وكان في مثل هذا‬
‫الزواج مصلحة تحد أسسها بمقتضى تعليمات يصدرها قاضي القضاة‬
‫لهذه الغاية) (‪ ،)3‬أما أهلية الزواج الكاملة ووفق ما تضمنته المادة (‪ )7‬من‬
‫قانون األحوال الشخصية العراقي ذو الرقم ‪ 188‬لسنة ‪ 1959‬والمعدل‬
‫بالقانون رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 1978‬فتحقق كل من العقل وإكمال الثامنة‬
‫عشرة من العمر إذ نصت على انه‪:‬‬
‫(يشترط في تمام أهلية الزواج العقل وإكمال الثامنة عشرة)‪.‬‬

‫نوع فرقة الخلع‪:‬‬


‫اختلف الفقهاء فيما يقع به الخلع أيعد الوقوع طالقا ً أو فسخا ً‬
‫فذهب ابن عباس وآخرون وهو مشهور مذهب اإلمام أحمد وهو قول‬
‫اإلمام الشافعي في القديم(‪ ،)4‬إلى عده فسخا ً لعقد الزواج ال طالقا ً فال‬
‫تنقص به عدد الطلقات التي يملكها الزوج حتى لو أعاد الزوج زوجته‬
‫(?) نص المادة (‪ )7‬من قانون األسرة الجزائري ذو الرقم (‪ )11‬لسنة ‪.1984‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) ينظر‪ :‬أديب استانبولي وسعدي أبو حبيب – المرشد في قانون األحوال الشخصية‬ ‫‪2‬‬

‫السوري – ج‪ – 1‬الطبعة الثالثة – دمشق – ‪ – 1997‬ص‪.81‬‬


‫(?) المادة الخامسة من قانون األحوال الشخصية االردني ذو الرقم ( ‪ ) 61‬لسنة‪1976‬‬ ‫‪3‬‬

‫المعدل بموجب القانون المعدل رقم (‪ ) 82‬لسنة ‪. 2001‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫التي خالعها إلى عصمته بعقد جديد عادت إليه كما كان يملك عليها من‬
‫الطلقات قبل الخلع‪ .‬واعتبره جمهور األئمة طالقا ً بائنا ً ينقص به عدد‬
‫الطلقات التي يملكها الزوج وكذلك قال اإلمامية‪ ،1‬وإليك أخي القارئ‬
‫أدلة الطرفين‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أدلة القائلين بالفسخ‪:‬‬


‫سا ٌك‬ ‫‪ .1‬احتج من قال انه فسخ بظاهر قوله سبحانه‪ :‬الطَّال ُ‬
‫ق َم َّرتَا ِن فَإ ْم َ‬
‫سا ٍن َوال يَ ِح ُّل لَ ُك ْم َأنْ تَْأ ُخ ُذوا ِم َّما آتَ ْيتُ ُموهُنَّ‬ ‫يح بِِإ ْح َ‬
‫س ِر ٌ‬ ‫وف َأ ْو تَ ْ‬ ‫بِ َم ْع ُر ٍ‬
‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫ش ْيًئا ِإال نْ يَ َخافا ال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ فِإنْ ِخ ْفتُ ْم ال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ فال‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه تِ ْلكَ ُحدُو ُد هَّللا ِ فَال تَ ْعتَدُوهَا َو َمنْ يَتَ َع َّد‬
‫ُجنَ َ‬
‫ُحدُو َد هَّللا ِ فَُأ ْولَِئ َك ُه ْم الظَّالِ ُمونَ ‪ ‬البقرة (‪ )230-229‬يريدون أن هللا‬
‫سبحانه وتعالى ذكر أن الطالق مرتان ثم ذكر الخلع بقوله سبحانه‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه‪ ‬ثم ذكر سبحانه الطالق الثالث‬ ‫‪‬فَال ُجنَ َ‬
‫بقوله سبحانه‪ :‬فَِإنْ طَلَّقَ َها فَال تَ ِح ُّل لَهُ‪ ‬فلو كان الخلع طالقا ً الزداد‬
‫عدد الطلقات على ثالث وأصبح عددها أربع طلقات‪.‬‬
‫قال الحافظ في الفتح‪(( :‬إنه لفظ ال يملكه إال الزوج فكان طالقا ً‬
‫ولو كان فسخا ً لما جاز على غير الصداق كاإلقالة لكن الجمهور على‬
‫جوازه بما قل و كثر فدل على أنه طالق))(‪.)2‬‬
‫واحتج من قال‪( :‬إن الخلع طالق) بما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬ما روي في حديث ابن عباس (رضي هللا عنهما) السابق حيث قال‪:‬‬
‫(قال ثابت بن قيس ((إقبل الحديقة وطلقها)) فكان ذلك داالً على انه‬
‫الخلع طالق)‪.‬‬
‫‪ .2‬إن الخلع فرقة بعوض حاصلة من قبل الزوج فتكون طالق‪.‬‬

‫(?) الفتح ‪.9/317‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) سبل السالم ‪.3/167 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) الفتح ‪.9/307‬‬ ‫‪2‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫‪ .3‬إن لفظ الخلع من ألفاظ الكنايات أتي به لقصد فراق الزوجة فكان‬
‫طالقا ً ألن الخلع معناه النزع لغة فكان معنى نزع المرأة هو إخراجها‬
‫عن ملك الزوج‪ ،‬وهو معنى طالق البائن‪ ،‬أما الفسخ فمعناه الرفع‬
‫وجعل الزواج كأن لم يكن‪ ،‬وهذا ال يتفق مع معنى اإلخراج عن الملك‬
‫فكان الراجح عند مذهب الجمهور(‪.)1‬‬
‫ق‪DD‬ال األس‪DD‬تاذ ب‪DD‬دران أبو العي‪DD‬نين‪( :‬وقد ت‪DD‬رتب على ه‪DD‬ذا الخالف‬
‫هذين األمرين)‪:‬‬
‫‪ .1‬إن من خالع زوجته زمن حيضها‪ ،‬لم يجز خلعه ألنه طالق بدعي‬
‫غير واقع عند بعض األئمة ومن قال انه فسخ أجاز الخلع في‬
‫الحيض‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا خالع الرجل المرأة ثالثا ً طلقت ثالثا ً عند من قال أن الخلع طالق‬
‫فال تحل له حتى تنكح زوجا ً غيره‪ ،‬أما من قال أنه فسخ فال تحرم‬
‫الزوجة على زوجها وإن خالعها مائة مرة(‪.)2‬‬
‫وقد أجاب العلماء عن ذلك بقولهم‪ :‬إن اآلية ال تشهد ألصحاب هذا‬
‫التوجه ألن ذكر الخلع فيها يرجع إلى الطالقين المذكورين فإنه سبحانه‬
‫ذكرهما أوالً بغير عوض ثم ثنى بذكر ما يكون بعوض ثم ذكر بعد ذلك‬
‫الثالثة فلم تلزم الزيادة عن الثالث وينبغي حمل اآلية على هذا لئال يلزم‬
‫تغير المشروع‪.‬‬
‫‪ .3‬واستدل القائلون كذلك بأنه عليه الصالة والسالم أمرها أن تعتد‬
‫بحيضه‪ .‬وقال الخطابي‪(( :‬هذا أقوى دليل لمن قال أن الخلع فسخ‬
‫وليس بطالق إذ لو كان طالقا ً لم يكتف بحيضة واحدة))(‪ .)3‬وقد رد‬
‫على هذا بأن الحديث يحتمل أن يكون الخلع تعدد من ثابت أوهما‬
‫قصتان وقعتا المرأتين ويحتمل أنه لم يتعدد ويلزم عليه اضطراب‬
‫بالمتن ويكون محتمالً والمحتمل ال حجة فيه‪.‬‬

‫(?) بدائع الصنائع للكاساني ‪ ،3/145‬وينظر المبسوط ‪.6/172‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) الفقه المقارن لألحوال الشخصية ‪.1/409‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) سبل السالم ‪.3/167‬‬ ‫‪3‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫‪ .4‬وإحتج هذا الفريق بما روي عن ابن عباس (رضي هللا عنهما) (أنه‬
‫سأله رجل طلق امرأته طلقتين ثم اختلعها قال‪ :‬نعم ينكحها فإن الخلع‬
‫ليس بطالق ذكر هللا الطالق في أول اآلية وآخرها والخلع فيما بين‬
‫ذلك فليس الخلع بشيء)(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬إن ابن عباس (رضي هللا عنهما) روى حديث امرأة ثابت‬
‫بن قيس وأفتى بخالفه ومن المقرر عند العلماء أن الصحابي إذا أفتى‬
‫بخالف ما روى فان المعتبر ما رواه ال ما رآه ألنه روى أن الخلع‬
‫طالق وكان يفتي بأن الخلع ليس بطالق‪.‬‬
‫‪ .4‬واحتج هذا الفريق أيضا ً بالقياس فقالوا‪( :‬إن قياس عقد النكاح على‬
‫البيع أمر متصور‪ ،‬ألنه عقد محتمل الفسخ كعقد البيع بفسخ أو باإلقالة )‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫(?) المصدر السابق ‪.3/168‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) االقالة لغة‪ :‬االزاله نقول ‪ :‬اقال اهلل عثرتك أي ازالها ‪ .‬واصطالحاً ‪ :‬فسخ بيع بعد‬ ‫‪2‬‬

‫امضائه من احد المتبايعين‪ ،‬المذكرات الجلية في التعريفات الفقهية للشيخ علي بن حمد‬
‫الهندي‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(?) بداية المجتهد البن رشد ص‪.69‬‬ ‫‪3‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫الحمد هلل على جزيل عطائه والصالة والسالم على خاتم أنبيائه‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه ومن استنار بهديه واقتفى آثاره إلى يوم الدين‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فقد طوفت بموضوع الخلع وانتهيت بمن هللا وكرمه إلى النتائج‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬يقع به طالق بائن كما هو عند الحنفية والجعفرية وكما نصت عليه‬
‫الفقرة الثانية من المادة السادسة واألربعين من قانون األحوال‬
‫الشخصية العراقي النافذ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن الخلع ال يتوقف على قضاء القاضي ككل طالق يقع من الزوج‪.‬‬
‫‪ .3‬إنه ال يبطل بالشروط الفاسدة كأن تشترط المرأة أن تكون لها حضانة‬
‫الطفل أو أن تسقط حضانتها له فالشرط يبطل وحده ويصح الخلع‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب به ما اتفقا عليه من البدل قليالً كان أو كثيراً وال يسقط به شيء‬
‫من الديون أو الحقوق التي ألحد الزوجين على اآلخر مما ال يرتبط‬
‫بعقد الزواج كثمن مبيع أو وديعة أو غيرهما‪.‬‬
‫‪ .5‬إن الحقوق التي ال تكون ثابتة وقت الخلع كنفقة العدة مثالً فإنها ال‬
‫تسقط ألنها ال تجب بالفعل إال بعد الفرقة إال إذا نص على إسقاطها‬
‫صراحة في الخلع سقطت ألنها حينئذ تكون مع البدل‪.‬‬
‫‪ .6‬إن الخلع يكون بسبب وجيه كما جاء في حديث عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده [أن ثابت بن قيس كان دميما ً وأن امرأته قال‪ :‬لوال‬
‫ي لبصقت في وجهه] وفي رواية عن ابن عباس‬ ‫مخافة هللا إذا دخل عل َّ‬
‫(أن امرأة ثابت أتت رسول هللا (ﷺ) فقالت‪ :‬يا رسول هللا ال يجتمع‬
‫رأسي ورأس ثابت أبداً‪ ،‬إني رفعت الخباء فرأيته أقبل في عدة (أي‬
‫ً (‪)1‬‬
‫عدة رجال) فإذا هو أشدهم سواداً وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها)‬
‫فصرح الحديث سبب طلبها للخلع‪.‬‬

‫(?) سبل السالم (‪.)3/168‬‬ ‫‪1‬‬


‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫‪ .7‬جعل الشارع في الخلع مخرجا ً للمرأة في حالة اعتداء زوجها عليها‬


‫وغمط حقها وبغضه لها كما أن الطالق ملك للزوج وحق من حقوقه‬
‫يوقعه متى شاء‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪...‬‬

‫مراجع البحث ‪:‬‬


‫‪ .1‬أحكام األسرة في اإلسالم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬د‪ .‬محمد مصطفى شلبي‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪1403 ،‬هـ‪1983-‬م‪ ،‬نشر الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .2‬األحوال الشخصية في الفقه والقضاء والقانون‪ ،‬دكتور أحمد‬
‫الكبيسي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1970 ،‬مطبعة اإلرشاد‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .3‬اديب استانبولي وسعدي ابو حبيب – المرشد في قانون االحوال‬
‫الشخصية السوري – الطبعة الثالثة – دمشق ‪. 1997‬‬
‫‪ .4‬بدائع الصنائع للكاساني ط‪ 2‬نشر دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ .5‬بداية المجتهد البن رشد دار الكتب العالمية بيروت ط‪ 10‬سنة‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬التعريفات للشريف علي بن محمد الجرجاني الحنفي‪ ،‬مصطفى‬
‫الجلبي‪1357 ،‬هـ‪1938-‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .7‬تفسير آيات األحكام محمد علي السايس‪ ،‬طبعة محمد علي صبيح‪،‬‬
‫األولى‪1373،‬هـ‪1953-‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬سبل السالم شرح بلوغ المرام من أدلة األحكام لإلمام إسماعيل‬
‫الصنعاني‪ ،‬نشر دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫‪1391‬هـ‪1973-‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬سنن ابن ماجة القزويني تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬نشر دار‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بال سنة طبع‪.‬‬
‫‪ .10‬فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ أحمد بن علي بن حجر‪،‬‬
‫نشر المكتبة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫الخلع بين الشريعة والقانون‬

‫قانون األحوال الشخصية االردني رقم ‪ 61‬لسنة ‪ 1976‬المعدل‬ ‫‪.11‬‬


‫بموجب القانون المعدل رقم ‪ 82‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫قانون األحوال الشخصية العراقي الطبعة السادسة‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫قانون االسرة الجزائري رقم ( ‪ ) 11‬لسنة‪1984‬‬ ‫‪.13‬‬
‫كتاب الفقه عن المذاهب األربعة عبد الرحمن الحريري‪،‬نشر دار‬ ‫‪.14‬‬
‫الفكر‪،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1969‬م‪.‬‬
‫المذكرات الجلية في التعريفات الفقهية للشيخ علي بن محمد‬ ‫‪.15‬‬
‫الهندي‪ ،‬نشر مكتبة ابن تيمية بال سنة طبع‪.‬‬
‫المعجم الوسيط إخراج إبراهيم مصطفى‪ ،‬نشر المكتبة‬ ‫‪.16‬‬
‫العالمية‪،‬الطبعة األولى‪،‬بالسنة طبع‪.‬‬
‫المبسوط لإلمام السرخسي‪ ،‬نشر دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬سنة‬ ‫‪.17‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬

You might also like