Professional Documents
Culture Documents
قدمت الي:
أ.د .عبد الرحمان الغفاري
أستاذ الشريعة المساعد
جامعة الاسالمية /كلية
القانون
تقسيم الدراسة:
قسمت الدراسة إلى خمسة مباحث ،وخاتمة ،ومالحق علي النحو التالي:
المبحث األول :في التعريف بالخلع وأصل مشروعيته.
المبحث الثاني :في أركان الخلع وتكييفه.
المبحث الثالث :في حكم أخذ البدل في الخلع.
المبحث الرابع :في شروط الخلع.
المبحث الخامس :في بيان نوع فرقة الخلع.
ثم الخاتمة وأستعرض فيها النتائج التي توصلت إليها في البحث.
المبحث األول
التعريف Dبالخلع وأصل مشروعيته
الخلع لغة:
1
الخلع بين الشريعة والقانون
(?) ينظر المعجم الوسيط إخراج ابراهيم مصطفى ورفاقه /نشر المكتبة العلمية بطهران 1
السادسة 1991م.
الخلع بين الشريعة والقانون
َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه تِ ْل َك ُحدُو ُد هَّللا ِ فَال تَ ْعتَدُوهَا َو َمنْ يَتَ َع َّد ُحدُو َد هَّللا ِ
فَُأ ْولَِئ َك ُه ْم الظَّالِ ُمونَ .)1(
وما أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي
هللا عنهما(( :أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ() فقالت :يا رسول
هللا ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق وال دين ،ولكني أكره الكفر في
اإلسالم فقال رسول هللا (ﷺ) :أتردين عليه حديقته ؟؟؟؟ قالت :نعم قال
رسول هللا (ﷺ) :إقبل الحديقة وطلقها تطليقة))(.)2
قلت :نقل الحافظ في الفتح عن ابن جريج قوله( :أخبرني ابن
طاوس عن أبيه انه قال في الفداء :كان يقول ما قال هللا تعالىِ :إال َأنْ
يَ َخافَا َأال يُقِي َما ُحدُو َد هَّللا ِ ولم يكن يقول قول السفهاء ال يحل حتى تقول:
ال أغتسل لك من جنابة ولكنه يقول :إال أن يخافا أن ال يقيما حدود هللا
فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة .وقال
الحسن :ذلك في الخلع)(.)3
شرح الحديث المتقدم[ :إن امرأة ثابت بن قيس بن شماس واسمها
جميلة ووقع في رواية أنها اخت عبد هللا بن أبي كبير الخزرج ورأس
النفاق وكانت تحت حنظلة بن أبي عامر غسيل المالئكة فقتل عنها بأحد
وهي حامل فولدت له عبد هللا بن حنظلة فخلف عليها ثابت بن قيس
فولدت له ابنه محمد ثم اختلعت منه فتزوجها مالك بن الدخشم ثم حبيب
بن اساف .وكان ثابت أصدقها حديقه فكرهته وشكت ذلك لرسول هللا
(ﷺ) وقالت :ال أعتب عليه بضم المثناة من فوق ويجوز كسرها من
العتاب وفي رواية بكسر العين بعدها تحتانية ساكنة من العيب وهي أليق
بالمراد في خلق وال دين بضم الخاء المعجمة والالم ويجوز إسكانها أي
(?) أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه في كتاب الطالق ( )12باب الخلع وكيف الطالق 2
فيه )9/306( .فتح الباري بشرح صحيح البخاري .للحافظ أحمد بن علي بن حجر
العسقالني /نشر المكتبةـ السلفية /الطبعة الثالثة)1407( /هـ.
(?) فتح الباري .9/309 3
الخلع بين الشريعة والقانون
ال أريد مفارقته لسوء خلقه وال لنقصان دينه وفي رواية (ولكني ال أطيقه
بغضاً) وكان ( )دميم الخلقة وفي رواية عن عمر بن شعيب عن أبيه
عن جده عن ابن ماجة أن ثابت بن قيس كان دميما ً وأن امرأته قالت لوال
ي لبصقت في وجهه(.)1
مخافة هللا إذا دخل عل َّ
وفي رواية عن ابن عباس(( :أن امرأة ثابت أتت رسول هللا
(ﷺ) فقالت :يا رسول هللا ال يجتمع رأسي ورأس ثابت أبداً اني رفعت
جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة فإذا هو أشدهم سواداً وأقصرهم قامة
وأقبحهم وجهاً))( .)2أي قد قصد في الحديث سبب طلبها الخلع.
وفي رواية أن اسم زوجة ثابت حبيبة وقد جمع بين الروايتين
الحافظ بن حجر فقال :أنهما قصتان وقعتا المرأتين لشهرة الخبرين
وصحة الطريقين واختالف السياقين وهذا يقتضي أن ثابتا ً تزوج حبيبة
قبل جميلة وقوله(( :ولكني أكره الكفر في اإلسالم)) أي أكره أن أمكث
عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر فقال عليه الصالة والسالم (إقبل الحديقة
وطلقها) وهو أمر إرشاد وإصالح ال إيجاب وفي رواية جرير بن حازم
فردت عليه وأمره بفراقها .قال الحافظ واستدل بهذا السياق على أن
الخلع ليس بطالق وفيه نظر فليس في الحديث ما يثبت ذلك وال ما ينفيه
فإن قوله (طلقها) يحمل أن يراد طلقها على ذلك فيكون طالقا ً صريحا ً
على عوض(.)3
وإليك أخي القارئ مناقشة أقوال المجوزين للخلع وهم جمهور
الفقهاء ومن لم يوافقهم.
رقم ( )2057في 1/663قلت :وفيه أن اسم زوجته بهذه الرواية هي حبيبة بنت سهل.
(?) سبل اإلسالم .2/168 2
وجائز للرجل أن يأخذ وطالق المرأة على هذا الوجه هو المعروف عند
العلماء – بالخلع – وذهب آخرون إلى أن الذي يبيح أخذ الفداء أن يكون
خوف أال يقيما حدود هللا منهما جميعا ً لكراهة كل منهما صحبة اآلخر
كاف في جواز أخذ الفداء .فإن قيل إن هللا علَّق ذلك ٍ والظاهر أن نشوزها
خوف أال يقيما حدود هللا قيل :إنها إذا نشزت ضيف أن يعاملها ٍ على
الرجل بقسوة فال يقيم هو أيضا ً حدود هللا وقد ذهب أكثر األئمة إلى أن
الخلع جائز سواء كان في حالة الخوف أم في غير حالة الخوف .وحجة
سا فَ ُكلُوهُ َهنِيًئا
الجمهور قوله تعالى :فَِإنْ ِطبْنَ لَ ُك ْم عَنْ ش َْي ٍء ِم ْنهُ نَ ْف ً
َم ِريًئا .)1( فإذا أجاز لها أن تهب مهرها من غير أن تحصل لنفسها طالقا ً
فألن يجوز ذلك لتملك أمر نفسها أولى وللفريق اآلخر إن يقولوا إن هذه
اآلية محمولة على البذل في حالة العشرة وأما البذل للطالق فقد منعته
اآلية التي نحن بصددها إال بشرط واآلية تدل على أن الخلع إنما هو فيما
أعطى ال فيما أزيد منه ألن اآلية في صدد األخذ مما أعطى الرجال
اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه )2( أي مما أتيتموهن النساء ثم قال :فَال ُجنَ َ
وهو مذهب الشعبي والزهري والحسن البصري.
وذهب جمهور الفقهاء إلى انه يجوز الخلع بأزيد مما أعطاها ألنه
عقد معاوضة يوجب أن ال يتقيد بمقدار معين)(.)3
المبحث الثاني
في أركان الخلع وتكييفه
أركان الخلع :
للخلع خمسة أركان نوجزها بما يأتي:
أوالً :ملتزم العوض والمراد به الشخص الذي يلتزم المال سواء كانت
الزوجة أو غيرها وينبغي أن يكون أهالً للتصرفات المالية.
(?) تفسير آيات األحكام /محمد علي السايس /طبعة محمد علي صبيح1373 /هـ1953-م/ 3
.145-144 /1
الخلع بين الشريعة والقانون
ثانياً :البضع الذي يملك الزوج االستمتاع به ،وهو بضع الزوجة فإذا
طلقها طلقة بائنة زال ملكه فال يصح الخلع.
ثالثاً :العوض وهو المال الذي يبذل للزوج مقابل العصمة ويشترط أن
يكون ماالً متقوما ً فال يصح باليسير الذي ال قيمة له كحبة من بر
أو دم أو لحم خنزير أو مما شابه ذلك مما ال قيمة له شرعا ً أي ماالً
حراماً.
رابعاً :الزوج الذي يكون أهالً للطالق وهو العاقل المكلف الرشيد وكذلك
ال يصح للصغيرة Dأو المجنونة أو السفيهة أن تخالع زوجها بمال.
خامساً :العصمة وهي ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها وتنقسم إلى
العصمة المؤثمة وهي التي يُجعل من هتكها إثماً.
والعصمة المقومة وهي التي يثبت بها لإلنسان قيمة حيث إن من
هتكها فعليه القصاص أو الدية( .)1وقالت الحنفية( :وإذا كان الخلع في
نظير عوض فإن ركنه هو اإليجاب والقبول)( .)2وهناك شروط لصيغة
الخلع البد منها فال يصح بالمعاطاة كأن تعطيه ماالً وتخرج من داره
دون أن يقول لها اختلعي على كذا فتقول له :اختلعت ،أو تقول له أخلعني
على كذا فيقول لها خلعتك على ذلك .فاإليجاب والقبول بالقول البد منه
أما الفعل المتقدم فال يقع به الخلع (وإن نوى به الطالق أو كان الطالق
به متعارفا ً فإنه يقع عند بعض الفقهاء كالمالكية)(.)3
(?) كتاب الفقه على المذاهب األربعة /عبد الرحمن الجزيري /نشر دار الفكر /بيروت/ 2
(?) المبسوط لإلمام السرخسي 6/173وينظر كتاب أحكام األسرة في اإلسالم دراسة 2
مقارنة بين فقه المذاهب السنية والمذهب الجعفري والقانون (دراسة مقارنة) /أحمد مصطفى
شبلي /الطبعة الرابعة1403 /هـ /1982/نشر الدار الجامعية /ص.554
الخلع بين الشريعة والقانون
رفضته بطل الخلع وال يلزمها البدل ،وإن قبلته فيها أو مضت
المدون بدون قبول أو رفض تم الخلع ولزمها البدل عند اإلمام أبي
حنيفة (رحمه هللا) وعند الصاحبين الخيار باطل والطالق واقع في
الحال ويلزمها المال إن قبلت ألن الخلع من جانبها يمين ال معاوضة
واليمين ال يقبل الخيار ألن الخيار شرع للفسخ والخلع ال يحتمل
الفسخ ألنه طالق عندنا وجواب أبي حنيفة عن هذا أن يجعل الخيار
على منع انعقاد العقد في حق الحكم فلم يكن العقد منعقداً في حق
الحكم للحال بل هو موقوف في علمنا إلى وقت سقوط الخيار فحينئذ
يعلم)( .)1وكذلك لو شرط لها الخيار وقبلته.
-4ال يجوز للزوجة أن تعلق الخلع على شرط أو تضيفه إلى زمن
مستقبل ألن المعاوضات (التمليكيات) Dال تقبل التعليق وال اإلضافة
تلك هي حقيقة الخلع عند الحنفية وهو ما يجري عليه العمل في
مصر وفي المحاكم السنية في لبنان لعدم تعرض قانون حقوق
العائلة للخلع إال في كلمة عابرة في المادة (.)2()130
المبحث الثالث
حكم أخذ البدل في الخلع
يجوز للزوج أن يأخذ البدل الذي تقدمه له زوجته في مقابل
خالصها منه بشرط أن تكن هي الكارهة لزوجها وتريد الخالص منه
بشرط أن يأخذ الزوج منها ما أعطاها من غير زيادة لحديث امرأة ثابت
بن قيس حيث قال لها النبي ()أما الزيادة فال ،قلت :اختلف العلماء حول
أخذ الزيادة على ما أعطاها إياه على أقوال ألخصها كما يأتي:
[ (( ذهب اإلمام الشافعي واإلمام مالك إلى أنها تحل الزيادة إذا كان
النشوز من المرأة .وقال مالك :لم أزل أسمع أن الفدية تجوز بالصداق
(?) ينظر أحكام األسرة في اإلسالم ص .556-554وينظر األحوال الشخصية للدكتور 2
اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه وقال ابن وبأكثر منه لقوله تعالى :فَال ُجنَ َ
بطال :ذهب الجمهور إلى أنه يجوز للرجل أن يأخذ في الخلع أكثر مما
أعطاها .وقال مالك :لم أر أحداً ممن يقتدى به منع ذلك لكنه ليس من
مكارم األخالق .وأما الرواية التي فيها أنه قال (( )أما الزيادة فال) فلم
يثبت رفعها .وذهب عطاء وطاوس وأحمد وإسحاق والهادوية وآخرون
إلى أنها ال تجوز الزيادة قلت :إن رواية (أما الزيادة فال) فقد قال اإلمام
الصنعاني أخرجه البيهقي وابن ماجة عن ابن جريج عن عطاء مرسالً
ومثله عند الدارقطني وأنها قالت لما قال لها النبي ((( )أتردين عليه
حديقته)) قالت :وزيادة قال النبي (( )أما الزيادة فال) الحديث رجاله
ثقات إال أنه مرسل وأجاب من قال بجواز الزيادة انه ال داللة في هذا
الحديث على الزيادة نفيا ً وال إثباتاً .قلت :يريدون حديث امرأة قيس بن
ثابت المذكور آنفاً)) ](.)1
((أما إذا كانت الكراهة من الزوج وحده وأراد التخلص منها فال
يحل له أن يأخذ منها شيئا ً في مقابل طالقه لها لقوله تعالىَ :وِإنْ َأ َر ْدتُ ْم
ش ْيًئا ج َوآتَ ْيتُ ْم ِإ ْحدَاهُنَّ قِنطَا ًرا فَال تَْأ ُخ ُذوا ِم ْنهَُ g ج َم َكانَ ز َْو ٍ زَو ٍ
ستِ ْبدَا َل ْ ا ْ
ض ُك ْم ضى بَ ْع ُ َأتَْأ ُخ ُذونَهُ بُ ْهتَانًا َوِإ ْث ًما ُمبِينًا (َ )20و َكيْفَ تَْأ ُخ ُذونَهُ َوقَ ْد َأ ْف َ
ض َوَأ َخ ْذنَ ِم ْن ُك ْم ِميثَاقًا َغلِيظًا .)2( ومثل ذلك أن يمسك الرجل ِإلَى بَ ْع ٍ
زوجته على كره ،ويسيء معاملتها لكي يدفعها إلى افتداء نفسها منه فال
س ُكوهُنَّ يحل له شيء من مالها عوضا ً عن الطالق لقوله سبحانهَ :وال تُ ْم ِ
سهُ .)3( إال أن القضاء يلزمها ض َرا ًرا لِتَ ْعتَدُوا َو َمنْ يَ ْف َع ْل َذلِكَ فَقَ ْد ظَلَ َم نَ ْف َِ
بدفع ما التزمت به ولو كان األمر كما ذكرنا وهكذا قال الحنفية.
وقال المالكية :إن النفرة إذا كانت من الزوج وكان الخلع بسبب
نشوزه هو وإضراره بالزوجة لم يحل له شرعا ً أن يأخذ شيئا ً من مالها
ولو أخذ شيئا ً وجب عليه رده ويسقط أيضا ً ما التزمت به من إرضاع
ولدها أو نفقة حمل ...الخ وهذا رأي سديد يجب العمل به لقوله تعالى
ضلُوهُنَّ لِتَذهَبوا بِبعض ما َءاتَيتُ ُموهُنَّ .)2(])) )1( والَ تَع ُ
ما يصح أن يكون بدالً في الخلع
( إن كل ما يصح أن يكون مهراً يصح أن يكون بدالً في الخلع وال
تقدير فيه باتفاق الحنفية والجعفرية ،فيصح أن يكون من النقدين أو
العقار أو المنقول كما يصح أن يكون دينا ً في ذمة الزوج ،أو منفعة تق َّوم
بالمال ،كما يصح أن يكون الخلع على إرضاع ولدها منه مدة معينة أو
على حضانته المدة المقررة لها دون أن تأخذ منه نفقة عليها ،أو على
أن تقوم باإلنفاق عليه مدة معينة وعليها الوفاء بذلك فإن امتنعت عن
القيام بها التزمته أو عجزت عن الوفاء به أو خرجت عن أهلية الحضانة
أو مات الطفل قبل انتهاء مدة الرضاعة أو الحضانة المتفق عليها كان
لمن خالعها الرجوع عليها بما يقابل المدة الباقية ،لكنها تدفعه إليه
ً (3 )
أقساطا)
المبحث الرابع
شـروط الـخلع
يشترط في الزوج ألن يكون أهالً إليقاع الطالق كونه بالغا ً عاقالً
ألن كل من ال يصح طالقه ال يصح منه الخلع .وكل من جاز تطليقه بال
عوض جاز تطليقه بعوض من باب أولى فال يصح الخلع من الصبي وال
من المجنون وال من المعتوه وال من من أصابته الغفلة (الخرف) لكبر
سنه أو مرضه .ويشترط في المختلعة أن تكون محالً للطالق وأهالً
للتبرع إذا كانت هي الملتزمة ببدل الخلع بأن تكون بالغة عاقلة رشيدة
غير محجور عليها وأن تكون راضية غير مكرهة عليه عالمة بمعنى
(?) أحكام األسرة ص 566-565وينظر الفقه المقارن لالحوال الشخصية ،بدران ابو 3
ثالثا ً ( :للزوج الذي يخالع زوجته على عوض أو أكثر أو أقل من
مهرها) .
كما جاء في المادة ( )7من قانون األسرة الجزائري نصت على
انه( :تكتمل أهلية الرجل بتمام 21سنة والمرأة بتمام 18سنة)(.)1
أما ما نصت عليه المادة ( )16من قانون األحوال الشخصية
السوري فهو كاآلتي( :تكتمل أهلية الزواج في الفتى بتمام الثامنة عشر
وفي الفتاة السابعة عشرة من العمر)( ،)2في حين نصت المادة ( )5من
قانون األحوال الشخصية األردني على انه( :يشترط في أهلية الزواج أن
يكون الخاطب والمخطوبة عاقلين وأن يكون كل منهما قد أتم الثامنة
عشرة سنة شمسية اال انه يجوز للقاضي أن يأذن بزواج من لم يتم منهما
هذا السن إذا كان قد أكمل الخامسة عشرة من عمره وكان في مثل هذا
الزواج مصلحة تحد أسسها بمقتضى تعليمات يصدرها قاضي القضاة
لهذه الغاية) ( ،)3أما أهلية الزواج الكاملة ووفق ما تضمنته المادة ( )7من
قانون األحوال الشخصية العراقي ذو الرقم 188لسنة 1959والمعدل
بالقانون رقم ( )21لسنة 1978فتحقق كل من العقل وإكمال الثامنة
عشرة من العمر إذ نصت على انه:
(يشترط في تمام أهلية الزواج العقل وإكمال الثامنة عشرة).
(?) ينظر :أديب استانبولي وسعدي أبو حبيب – المرشد في قانون األحوال الشخصية 2
التي خالعها إلى عصمته بعقد جديد عادت إليه كما كان يملك عليها من
الطلقات قبل الخلع .واعتبره جمهور األئمة طالقا ً بائنا ً ينقص به عدد
الطلقات التي يملكها الزوج وكذلك قال اإلمامية ،1وإليك أخي القارئ
أدلة الطرفين:
.3إن لفظ الخلع من ألفاظ الكنايات أتي به لقصد فراق الزوجة فكان
طالقا ً ألن الخلع معناه النزع لغة فكان معنى نزع المرأة هو إخراجها
عن ملك الزوج ،وهو معنى طالق البائن ،أما الفسخ فمعناه الرفع
وجعل الزواج كأن لم يكن ،وهذا ال يتفق مع معنى اإلخراج عن الملك
فكان الراجح عند مذهب الجمهور(.)1
قDDال األسDDتاذ بDDدران أبو العيDDنين( :وقد تDDرتب على هDDذا الخالف
هذين األمرين):
.1إن من خالع زوجته زمن حيضها ،لم يجز خلعه ألنه طالق بدعي
غير واقع عند بعض األئمة ومن قال انه فسخ أجاز الخلع في
الحيض.
.2إذا خالع الرجل المرأة ثالثا ً طلقت ثالثا ً عند من قال أن الخلع طالق
فال تحل له حتى تنكح زوجا ً غيره ،أما من قال أنه فسخ فال تحرم
الزوجة على زوجها وإن خالعها مائة مرة(.)2
وقد أجاب العلماء عن ذلك بقولهم :إن اآلية ال تشهد ألصحاب هذا
التوجه ألن ذكر الخلع فيها يرجع إلى الطالقين المذكورين فإنه سبحانه
ذكرهما أوالً بغير عوض ثم ثنى بذكر ما يكون بعوض ثم ذكر بعد ذلك
الثالثة فلم تلزم الزيادة عن الثالث وينبغي حمل اآلية على هذا لئال يلزم
تغير المشروع.
.3واستدل القائلون كذلك بأنه عليه الصالة والسالم أمرها أن تعتد
بحيضه .وقال الخطابي(( :هذا أقوى دليل لمن قال أن الخلع فسخ
وليس بطالق إذ لو كان طالقا ً لم يكتف بحيضة واحدة))( .)3وقد رد
على هذا بأن الحديث يحتمل أن يكون الخلع تعدد من ثابت أوهما
قصتان وقعتا المرأتين ويحتمل أنه لم يتعدد ويلزم عليه اضطراب
بالمتن ويكون محتمالً والمحتمل ال حجة فيه.
.4وإحتج هذا الفريق بما روي عن ابن عباس (رضي هللا عنهما) (أنه
سأله رجل طلق امرأته طلقتين ثم اختلعها قال :نعم ينكحها فإن الخلع
ليس بطالق ذكر هللا الطالق في أول اآلية وآخرها والخلع فيما بين
ذلك فليس الخلع بشيء)(.)1
قلت :إن ابن عباس (رضي هللا عنهما) روى حديث امرأة ثابت
بن قيس وأفتى بخالفه ومن المقرر عند العلماء أن الصحابي إذا أفتى
بخالف ما روى فان المعتبر ما رواه ال ما رآه ألنه روى أن الخلع
طالق وكان يفتي بأن الخلع ليس بطالق.
.4واحتج هذا الفريق أيضا ً بالقياس فقالوا( :إن قياس عقد النكاح على
البيع أمر متصور ،ألنه عقد محتمل الفسخ كعقد البيع بفسخ أو باإلقالة )
()2
(.)3
(?) االقالة لغة :االزاله نقول :اقال اهلل عثرتك أي ازالها .واصطالحاً :فسخ بيع بعد 2
امضائه من احد المتبايعين ،المذكرات الجلية في التعريفات الفقهية للشيخ علي بن حمد
الهندي ،ص.21
(?) بداية المجتهد البن رشد ص.69 3
الخلع بين الشريعة والقانون
الخاتمة :
الحمد هلل على جزيل عطائه والصالة والسالم على خاتم أنبيائه
محمد وعلى آله وأصحابه ومن استنار بهديه واقتفى آثاره إلى يوم الدين
وبعد:
فقد طوفت بموضوع الخلع وانتهيت بمن هللا وكرمه إلى النتائج
اآلتية:
.1يقع به طالق بائن كما هو عند الحنفية والجعفرية وكما نصت عليه
الفقرة الثانية من المادة السادسة واألربعين من قانون األحوال
الشخصية العراقي النافذ.
.2إن الخلع ال يتوقف على قضاء القاضي ككل طالق يقع من الزوج.
.3إنه ال يبطل بالشروط الفاسدة كأن تشترط المرأة أن تكون لها حضانة
الطفل أو أن تسقط حضانتها له فالشرط يبطل وحده ويصح الخلع.
.4يجب به ما اتفقا عليه من البدل قليالً كان أو كثيراً وال يسقط به شيء
من الديون أو الحقوق التي ألحد الزوجين على اآلخر مما ال يرتبط
بعقد الزواج كثمن مبيع أو وديعة أو غيرهما.
.5إن الحقوق التي ال تكون ثابتة وقت الخلع كنفقة العدة مثالً فإنها ال
تسقط ألنها ال تجب بالفعل إال بعد الفرقة إال إذا نص على إسقاطها
صراحة في الخلع سقطت ألنها حينئذ تكون مع البدل.
.6إن الخلع يكون بسبب وجيه كما جاء في حديث عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده [أن ثابت بن قيس كان دميما ً وأن امرأته قال :لوال
ي لبصقت في وجهه] وفي رواية عن ابن عباس مخافة هللا إذا دخل عل َّ
(أن امرأة ثابت أتت رسول هللا (ﷺ) فقالت :يا رسول هللا ال يجتمع
رأسي ورأس ثابت أبداً ،إني رفعت الخباء فرأيته أقبل في عدة (أي
ً ()1
عدة رجال) فإذا هو أشدهم سواداً وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها)
فصرح الحديث سبب طلبها للخلع.