You are on page 1of 9

‫النكاح في الفقه اإلسالمي‬

‫املقالة في ندوة املادة "أحوال الشخصية"‬

‫الفرقة األولى‬

‫‪11180600000004 :‬‬ ‫نور العفيفة‬


‫‪11180600000014 :‬‬ ‫علياء زين التقية‬
‫‪11180600000017 :‬‬ ‫نورة أنجيلى‬

‫تحت اإلشراف‬
‫األستاذ د‪ /‬إمام سوجوكو‬

‫كلية الدراسات اإلسالمية والعربية‬


‫جامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‬

‫‪0‬‬
‫‪ 2020‬م ـ ‪ 1442 /‬ه ـ‬
‫النكاح في الفقه اإلسالمي‬

‫مفهوم النكاح‬ ‫‪.1‬‬

‫ق د رغب اإلس الم في النك اح بص ور متع ددة ‪ ,‬إم ا ي ذكر أن ه س نة من س نن الن بي‬
‫ّ‬
‫صلى هللا غليه وسلم و أحيانا يتحدث بذكر أنه أية من أيات هللا تعالى وغير ذلك ‪ .‬فال بد‬

‫من مش روعية النك اح غاي ة كث يرة ‪ .‬فمنه ا لإلس تمرار الحي اة و للتوال د و التك اثر بع د أن‬

‫أع ّد ك ل من ال زوجين وك ذلك هن اك حكم ة في مش روعية النك اح مثال لحف ظ النس ل و‬

‫غيرها ‪ .‬فجعل إتصال بين الرجل و املرأة إتصاال كريما ومبنيا على رضاه وعلى إيجاب و‬

‫قبول بسبب النكاح‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النك اح س نة من س نن هللا تع الى الرس ول ص لى الل ه علي ه و س لم ‪ .‬وه و ع ام ال‬

‫يشذ عنها عالم اإلنسان وعالم الحيوان وغيرها من املخلوقات ‪ .‬كما قال هللا تعالى ( ومن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل شيئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) الذاريات ‪49 :‬‬

‫وأستعملت كلمة " النكاح" في معنييين العقد و الوطء وكذلك الضم و الجمع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأم ا النكاح شرعا فهو عقد التزويج كما قاله اإلمام ابن قدامة في كتابه املغني ‪ .1‬وقال‬

‫اإلمام تقي الدين أن النكاح شرعا هو عبارة عن عقد املشهور املشتمل على األركان و‬
‫‪2‬‬
‫الشروط‬

‫‪1‬أبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة ‪ ,‬املغني إلبن قدامةـ‪( ,‬مكتبة القاهرة) ‪ ,‬ص‪3‬‬
‫ج‪7‬‬
‫أبو بكر بن محمد بن عبد املؤمن بن حريز بن معلى الحسيني الحصني‪ ،‬تقي الدين الشافعي‪ ,‬كفاية‬ ‫‪2‬‬

‫األخيار في حل غاية اإلختصار(دمشق ‪ :‬داز الخير) ‪,‬ص ‪ 354‬ج ‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫وأم ا النك اح لغ ة ه و الض م وال وطء‪ .‬وش رعا عق د يتض من إباح ة وطء بلف ظ‬
‫‪3‬‬
‫إنكاح أو تزويج‪،‬‬

‫ومع نى النك اح في كت اب مدون ة الفق ه املالكي وأدلت ه يطل ق النك اح على ال وطء‪،‬‬

‫‪         ‬‬ ‫كما في قول هللا تعالى ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  4‬ويطلق على العقد وهو الكثير والغالب في القرآن‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫‪         ‬‬

‫‪ . 5‬والنك اح في الش رع ه و عق د بين الرج ل وامل رأة‪ ،‬ي بيح اس تمتاع ك ل منهم ا‬

‫باآلخر‪ ،‬ويبين ما لكل منهما من حقوق وما عليه من واجبات‪ ،‬ويقصد به حفظ النوع‬
‫‪6‬‬
‫واإلنساني‪.‬‬

‫واختلف الفقهاء في مفهوم النكاح إصطالحا‬

‫‪-‬ق ال املالكي ة ‪ :‬النك اح عق د لح ل التمت ع ب أنثى غ ير مح رم ومجوس ية و أم ة كتابي ة‬

‫بصيغة‬

‫‪-‬قال الشافعية ‪ :‬النكاح عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح أو تزويج أو ترجمته‬

‫‪-‬قال الحنابلة ‪ :‬النكاح عقد التزويج أي عقد يعتبر فيه لفظ نكاج أو تزويج أو ترجمته‬

‫‪-‬قال الحنفية ‪ :‬النكاح غقد يفيد استمتاع الرجل من امرأة لم يمنع من نكاحها مانع‬

‫شرعي‬

‫وأما حقيقة النكاح فاختلف العلماء فيها أيضا ‪:‬‬

‫الرأي األولى ‪ :‬أن النكاح حقيقة في الوطء مجاز في العقد‬

‫‪3‬أحمد سالمة القليوبي وأحمد البرلسي عميرة‪ ,‬حاشيتا قيلوبي وعميرة (بيروت ‪:‬دار الفكر) ‪,‬ص ‪ 207‬ج ‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة البقرة اآلية ‪230‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة األحزاب اآلية ‪49‬‬
‫‪6‬‬
‫الصادق عبد الرحمن الغرياني‪ ،‬مدونة الفقه المالكي وأدلته‪( ،‬مؤسسة الريان) صـ ‪ ،491‬جـ ‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬أن النكاح حقيقة في العقد مجاز في الوطء (الشافعية ) وهو أصح‬
‫‪7‬‬
‫حقيقة في كل من العقد و الوطء‬ ‫الرأي الثالث ‪ :‬أن النكاح‬

‫مشروعية النكاح‬ ‫‪.2‬‬

‫‪‬‬ ‫وقد شرع النكاح في الكتاب والسنة واإلجماع‪ .‬أما الكتاب فقول هللا تعالى ‪:‬‬

‫‪ :‬‬ ‫‪ .8         ‬وقوله تعالى‬
‫‪.        ‬‬
‫‪9‬‬

‫وأما السنة فقول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم‬

‫الباءة فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم‬

‫له وجاء (متفق عليه)‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫وأجمع املسلمون على أن النكاح مشروع‪.‬‬

‫حكم النكاح‬ ‫‪.3‬‬

‫أوال ‪ :‬الوجوب‬

‫يجب النك اح على من ق در علي ه وت اقت نفس ه إلي ه وخش ي العنت‪ .‬ألن ص يانة‬

‫النفس وإعفافها عن الحرام واجب‪ ،‬وال يتم ذلك إال بالزواج‪ .‬قال القرطبي ‪ :‬املستطيع‬

‫الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة ال يرتفع عنه ذلك إال بالزواج‪.‬‬

‫فإن تاقت نفسه إليه وعجز عن اإلنفاق على الزوجة فإنه يسعه قول هللا تعالى ‪:‬‬

‫الن ور ‪ ،33 :‬وملا رواه الجماع ة عن ابن مس عود رض ي هللا عن ه أن رس ول هللا ص لى هللا‬

‫أ‪.‬د فرج علي السيد عنبر ‪ ,‬محاضرات في أحوال الشخصية ‪ ,‬ص ‪1‬‬ ‫‪7‬‬

‫سورة النسآء اآلية ‪3‬‬


‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫سورة النور اآلية ‪32‬‬
‫‪ 10‬عبد هللا بن عبد الحسن التركي‪ ،‬المغني ‪ 1306 ،‬هـ‪ 1986/‬مـ (دار علم الكتب ‪ :‬الرياض) صـ ‪ ،340‬جـ ‪9‬‬

‫‪3‬‬
‫عليه وسلم قال ‪ :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر‬
‫‪11‬‬
‫وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء‪.‬‬

‫قال الحنفية ‪ :‬النكاح يكون واجبا عند التوقان‪ ،‬أي شدة االشتياق بحيث يخاف‬

‫الوقوع في الزنا لو لم يتزوج‪ ،‬إذ ال يلزم من االشتياق إلى الجماع ‪ :‬الخوف املذكور‪.‬‬

‫و ق ال املالكي ة ‪ :‬يجب النك اح على ال راغب إن خش ي على نفس ه الزن ا إذا لم‬

‫ي تزوج‪ ،‬و إن أدى إلى االتف اق عليه ا من ح رام‪ ،‬أو أدى إلى ع دم االتف اق عليها مع وج وب‬

‫إعالمها بذلك في الظاهر‪.‬‬

‫و قال الشافعية ‪ :‬يجب النكاح لو خاف العنت و تعين طريقا لدفعه مع قدرته‪ .‬و‬

‫حكى ابن حج ر الهيتمي ه ذا الحكم وجه ا فق ال ‪ :‬و وج ه أن ه واجب على من خ اف زن ا‪،‬‬

‫قي ل ‪ :‬مطلق ا ألن اإلحص ان ال يوج د إال ب ه‪ ،‬و قي ل ‪ :‬إن لم ي رد التس ري‪ ،‬و تلح ق املرأة‬

‫بالرجل في هذا الحكم فيجب النكاح على املرأة التي ال يندفع عنها الفجرة إال بالنكاح‪.‬‬

‫و قال الحنابلة ‪ :‬يجب النكاح على من يخاف الزنا بترك النكاح من رجل و امرأة‬

‫س واء ك ان خوف ه ذل ك علم ا أو ظن ا‪ ،‬ألن ه يلزم ه إعف اف نفس ه و ص رفها عن الح رام و‬

‫طريق ة النك اح‪ ،‬و يق دم حينئ ذ على حج واجب نص ا لخش ية املحظ ور بت أخيره بخالف‬

‫الحج‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الندب‬

‫أما من كان تائقا له وقادرا عليه ولكنه يأمن على نفسه من اقتراف ما حرم هللا‬

‫عليه فإن الزواج يستحب له‪.‬‬

‫‪ 11‬السيد السابق‪ ،‬فقه السنة‪ 1403 ،‬هـ ‪ 1983 -‬مـ (دار الفكر‪ :‬لبنان‪ ،‬بيروت) ص ‪ ،12‬جـ ‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫ق ال الحنفي ة ‪ :‬النك اح س نة مؤك دة في األص ح و ه و محم ل الق ول باالس تحباب‬

‫في أثم بترک ه‪ ،‬ألن الص حيح أن ت رك الس نة املؤك دة م ؤثم‪ ،‬و يث اب إن ن وى ول دا و‬

‫تحصينا‪ ،‬أي منع نفسه و نفسها عن الحرام‪ ،‬و هذا الحكم في حال االعتدال‪ ،‬أي القدرة‬

‫على وطء و مه ر و نفق ة‪ ،‬أم ا الق درة على امله ر و النفق ة فالن العج ز عنهم ا يس قط‬

‫القرض فيسقط السنية باألولى‪.‬‬

‫و ق ال املالكي ة ‪ :‬الش خص إم ا أن يك ون ل ه في النك اح رغب ة أو ال ‪ :‬ف الراغب إن‬

‫خشي على نفسه الزنا إذا لم يتزوج وجب عليه‪ ،‬و إن لم يخش على نفسه الزنا ندب له‬

‫النكاح إال أن يؤدي إلى حرام فيحرم‪.‬‬

‫و قال الشافعية ‪ :‬النكاح مستحب ملحتاج إليه‪ ،‬أي تائق له‪ ،‬بأن تتوق نفسه إلى‬

‫الوطء و لو خصيا كما اقتضاه كالم اإلحياء يجد أهبته من مهر و كسوة و نفقة يومه و‬

‫إن كان متعبدا تحصينا لدينه‪ ،‬و ملا فيه من بقاء النسل و حفظ النسب‪ ،‬و لالستعانة‬

‫على املصالح‪ ،‬و لخبر الصحيحين ‪" :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪،‬‬

‫فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج‪ ،‬و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي‬

‫قاطع‪.‬‬

‫و قال الحنابلة ‪ :‬من له شهوة و ال يخاف الزنا يسن له النكاح‪ ،‬لقوله صلى هللا‬

‫علي ه وس لم "ي ا معش ر الش باب من اس تطاع منكم الب اءة فلي تزوج فإن ه أغض للبص ر و‬

‫أحصن للفرج"‪ .‬وجه الداللة من الحديث ‪ :‬على أمره بأنه أغض للبصر و أحصن للفرج‪،‬‬

‫و خ اطب الش باب ألنهم أغلب ش هوة‪ ،‬و ذك ره بأفع ل التفض يل‪ ،‬ف دل على أن ذل ك أولى‬

‫لألمن من الوق وع في محظ ور النظ ر و الزن ا‪ ،‬و يس ن ل ه و ل و ك ان فق يرا ع اجزا عن‬

‫اإلنفاق‪ ،‬نص عليه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الكراهة‬

‫ويكره في حق من يخل بالزوجة في الوطء واإلنفاق‪ ،‬حيث ال يقع ضرر باملرأة‪،‬‬

‫بأن كانت غنية وليس لها رغبة قوية في الوطء‪.‬‬

‫قال الحنفية ‪ :‬يكون النكاح مكروها ‪ -‬أي تحريما ‪ -‬لخوف الجور‪ ،‬فإن تعارض‬

‫خوف الوقوع في الزنا لو لم يتزوج و خوف الجور لو تزوج قسم الثاني‪ ،‬فال إفتراض بل‬

‫يكره‪ ،‬ألن الجور معصية متعلقة بالعباد‪ ،‬و املنع من الزنا من حقوق هللا تعالى‪ ،‬و حق‬

‫العبد مقدم عند التعارض االحتياجه و غنى املولى تعالى‪.‬‬

‫و قال املالكية ‪ :‬يكره النكاح ملن ال يشتهيه و يقطعه عن عبادة غير ولجية‪.‬‬

‫و قال الشافعية ‪ :‬من لم يحتج للنكاح بأن لم تتق نفسه له من أصل الخلقة‪ ،‬أو‬

‫لعارض كمرض أو عجز‪ ،‬كره له إن فقد األهبة‪ ،‬ملا فيه من التزام ما ال يقدر على القيام‬

‫به من غير حاجة‪ .‬و حكم االحتياج للترويج لغرض صحيح غير النكاح كخدمة و تأنس‬

‫كاالحتي اج للنك اح و نق ل عن البلقي ني أن مح ل الكراه ة فيمن يص ح نكاح ه م ع ع دم‬

‫الحاجة‪ ،‬أما من ال يصح مع عدم الحاجة كالسفيه فإنه يحرم عليه النكاح حينئذ‪.‬‬

‫و قال الحنابلة في رأي عندهم ‪ :‬يكره النكاح ملن ال شهوة له‪ ،‬و ما هو ببعيد عن‬

‫ه ذه األزمن ة ملن ع من يتزوجه ا من التحص ين بغ يره‪ ،‬و يض رها بحبس ها على نفس ه‪ ،‬و‬

‫يعرض نفسه لواجبات و حقوق لعله ال يقوم بها‪ ،‬و يشتغل عن العلم و العبادة بما ال‬

‫فائدة فيه‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الحرمة‬

‫ويح رم في ح ق من يخ ل بالزوج ة في ال وطء واإلنف اق م ع ع دم قدرت ه علي ه‬

‫وتوقانه إليه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ق ال الحنفي ة ‪ :‬يك ون النك اح حرام ا إن تيقن الج ور‪ ،‬ألن النك اح إنم ا و ش رع‬

‫ملصلحة تحصين النفس و تحصيل الثواب بالولد الذي يعبد هللا و يوحده و بالجور يأثم‬

‫و يرتكب املحرمات فتتعدم املصالح لرجحان هذه املفاسد‪.‬‬

‫و قال املالكية ‪ :‬يحرم عليه النكاح إذا لم يخش الزنا‪ ،‬و كان نكاحه يضر باملرأة‬

‫لع دم قدرت ه على ال وطء أو لع دم النفق ة‪ ،‬أو التكس ب من ح رام‪ ،‬أو ت أخير الص الة عن‬

‫أوقاتها إلشتغاله بتحصيل نفقتها‪.‬‬

‫و قال الشافعية ‪ :‬من ال يصح نكاحه مع عدم الحاجة إليه كالسفيه فإنه يحرم‬

‫عليه النكاح حينئذ‪ .‬و من ال تحتاج من النساء إلى النكاح و علمت من نفسها عدم القيام‬

‫بحاجة الزوج املتعلقة بالنكاح حرم عليها‪.‬‬

‫و قال الحنابلة ‪ :‬ليس ملسلم دخل دار كفار بأمان أن يتزوج بها إال لضرورة‪ ،‬و ال‬

‫يتس رى إال لض رورة‪ ،‬و ال يط أ زوجت ه إن ك انت مع ه و ال أمت ه و ال اش تراها منهم ب دار‬

‫الحرب إال لضرورة و لو مسلمة‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬اإلباحة‬

‫ويب اح فيم ا إذا انتفت ال دواعي واملوان ع‪ .‬ق ال الحنفي ة ‪ :‬يك ون النك اح مباح ا إن‬

‫خ اف العج ز عن اإليف اء بمواجب ه خوف ا غ ير راجح‪ ،‬ألن ع دم الج ور من واجب ه‪،‬‬

‫واس تظهر این عاب دين ‪ :‬أن ه إذا لم يقص د إقام ة الس نة‪ ،‬ب ل قص د مج رد التوص ل إلى‬

‫قضاء الشهوة‪ ،‬و لم يخف شيئا لم يثب عليه‪ ،‬إذ ال ثواب إال بالنية‪ ،‬فيكون مباحا‪.‬‬

‫قال املالكية ‪ :‬يباح النكاح ملن ال يولد له و ال يرغب في النساء‪ ،‬قال اللخمي ‪ :‬إذا‬

‫ك ان ال إرب ل ه في النس اء و ال يرج و نس ال‪ ،‬ألن ه حص ور أو خص ي أو مجب وب أو ش يخ‬

‫‪7‬‬
‫ف ان‪ ،‬أو عقيم ق د علم ذل ك من نفس ه‪ ،‬ك ان مباح ا و يقي د ه ذا بم ا إذا لم يقطع ه عن‬

‫عبادته‪ ،‬و إن لم تعلم املرأة منه كونه حصورا أو خصيا أو مجبويا‪.‬‬

‫و ق ال الش افعية ‪ :‬من وج د األهب ة م ع ع دم حاجت ه إلى النك اح و ال عل ة ب ه فال‬

‫يكره له لقدرته عليه‪.‬‬

‫وق ال الحنابل ة ‪ :‬يب اح النك اح في الص حيح من املذهب ملن ال ش هوة ل ه ک العنين و‬

‫املريض و الكبير‪ ،‬ألن العلة التي يجب لها النكاح أو يستحب‪ ،‬و هي خوف الزنا أو وجود‬

‫الش هوة مفق ودة في ه‪ ،‬و ألن املقص ود من النك اح الول د و ه و فيمن ال ش هوة ل ه غ ير‬

‫موجودة‪ ،‬فال ينصرف إليه الخطاب به إال أن يكون مباحا في حقه كسائر املباحات لعدم‬

‫منع الشرع منه‪.‬‬

‫و صرح املالكية و الشافعية و الحنابلة ‪ :‬أن املرأة مساوية للرجل في هذه األحكام إال أنه‬
‫‪12‬‬
‫ليس لها أن تتسری‪.‬‬

‫‪ 12‬فرج علي السيد عنبر‪ ،‬محاضرات في األحوال الشخصية‪ 1434 ،‬هـ ‪ 2013 -‬مـ (جامعة األزهر بالقاهرة) صـ‬
‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

You might also like