Professional Documents
Culture Documents
وقال اإلسنوي في نهاية السول (( :أقول :ذهب الجمهور إلى أن اإلجماع حجة يجب العم ل
به ،خالفا للنظام والش يعة والخ وارج ،فإن ه وإن نق ل عنهم م ا يقتض ي الموافق ة لكنهم عن د
التحقيق مخالفون .
اآلمدي : أما النظام فإنه لم يفسر اإلجماع بإتفاق المجتهدين كما قلنا بل قال كما نقله عنه
إن اإلجماع هو كل قول يحتج به .
وأما الشيعة فإنهم يقولون :إن اإلجماع حجة ال لكونه إجماعا )) ...
2
1
اإلبهاج ،السبكي . ) ٢٠٣٥ / ٥ ( ،
2
نهاية السول ،اإلسنوي . ) ٢٨٣ ( ،
) ٢عرضه للخالف
منهج ابن السبكي أنه يحرر موضع النزاع بدقة بخالف اإلمام اإلسنوي .
ق ال ابن الس بكي (( :الثالث ة :ق ال مال ك :إجم اع أه ل المدين ة حج ة ؛ لقول ه علي ه الص الة
والسالم " :إَّن المدينة لتنفي َخ َب َث ها " وهو ضعيف.
ذهب األكثرون إلى أَّن البقاع ال ُتؤِّث ر في كون األقوال حجة ،وذهب مال ك بن أنس رحم ه هللا
إلى أَّن إجماع أهل المدينة حجة ،فمنهم َم ْن قال :إنما أراد بذلك ت رجيح روايتهم على رواي ة
غيرهم.
ومنهم َم ْن قال :أراد بذلك أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .
وقال ابن الحاجب :الصحابَة والتابعين .
وقيل :محمول على المنقوالت الُم ْش َت َه رة ك األذان واإلقام ة دون غيره ا ،وذهب إلى الحم ل
على هذا القرافي في شرح " المنتخب " .
وقرر اإلمام مذهَب مالٍك وقال " :ليس ُيْس تبعد كما اعتقده جمهوُر أهل األصول " .
قلت :وال ينبغي أن ُيخ اَلف مال ك في ذل ك إْن أراد ب ه ت رجيَح روايتهم على رواي ة غ يرهم
وكانوا من الصحابة ؛ ألنهم شاهدوا التنزيل ،وسمعوا التأويل ،وال ريب في أنهم أَخ ْبُر ب أحوال
النبي -صلى هللا عليه وسلم ،-وهذا ضرب من الترجيح ال ُيْد فع.
وال ينبغي أن يظن ظاٌّن أَّن مالًك ا -رضي هللا عنه -يقول بإجماع أهل المدين ة ل ذاتها في ك ل
زمان ،وإنما هي من زمان رسول هللا -صلى هللا عليه وس لم -إلى زم ان مال ٍك لم ت برح داَر
العلم ،وآثاُر النبي -صلى هللا عليه وسلم -بها أكثر ،وأهُلها بها أعرف )) .
3
وفي نهاية السول ما نصه (( :أقول :ذهب اإلمام مالك إلى أن إجماع أهل المدينة حج ة أي:
إذا كانوا من الصحابة أو التابعين دون غيرهم ،كما نب ه علي ه ابن الح اجب ،ق ال :واختلف وا
في المراد من كونه حجة ؛ فمنهم من قال :الم راد أن روايتهم راجح ة على رواي ة غ يرهم ؛
لكونهم أخبر بأحوال الرسول صلى هللا عليه وس لم ،ومنهم من ق ال :الم راد أن إجم اعهم
والص اع والم ّد دون غيره ا ، حجة في المنقوالت المشتهرة خاص ة ،ك األذان واإلقام ة
3
اإلبهاج شرح المنهاج . ) ٢٠٦٢ - ٢٠٥٩ / ٥ ( ،
ورجحه القرافي في تنقيحه ،قال :والصحيح التعميم في هذا وفي غ يره ؛ ألن العادة تقض ي
بأن مثل هؤالء ال يجتمعون إال على دليل راجح )) .
4
) ٣عرض األقوال
نهاية السول أفضل من اإلبهاج من حيث عرض األقوال .
قال اإلس نوي (( :أق ول :اختلف وا في ج واز االجته اد للن بي -ص لى هللا علي ه وس لم -ف ذهب
الجمهور إلى ج وازه ونقل ه اإلم ام عن الش افعي ،واخت اره المص نف وهو مقتض ى اختي ار
اإلمام أيضا ؛ ألنه استدل له ،وأجاب عن مقابله ،وذهب أبو علي الجب ائي وابن ه أب و هاش م
إلى المنع ،وحكى في المحصول قوال ثالثا :أنه يج وز فيم ا يتعل ق ب الحروب دون غيره ا ،
ورابعا نقله عن أكثر المحققين وهو التوقف في هذه الثالثة .
وإذا قلنا بالجواز ،فقال الغزالي :قيل :وقع وقيل :ال ،وقيل بالوقوف ،واألول هو الوق وع
األدل ة ال تي واختاره اآلمدي وابن الحاجب ،وهو مقتض ى اختي ار اإلم ام وأتباع ه ،ف إن
ذكروها تدل عليه ومحل الخالف على ما قاله القرافي في شرح المحصول في الفتاوى.
أما األقضية فيجوز االجتهاد فيها باإلجماع )) .
5
ق ال ابن الس بكي (( :اختلفوا في أّن الَّر س ول -ص لى هللا علي ه وس لم -ه ل ك ان يج وز ل ه
االجتهاد فيما ال نّص فيه؟
فذهب الشافعي وأكثر األصحاب ،وأحمد والقاضيان أبو يوسف وعبد الجبار وأبو الحسين إلى
جوازه .
ثّم منهم من قال :بوقوعه وهو اختيار اآلمدي وابن الحاجب .
ومنهم من أنكر وقوعه .
وتوقف فيه جمهور المحققين.
وذهب أبو علي وابنه أبو هاشم إلى أَّن ه لم يكن متعبًد ا به .
وشّذ قوم فقالوا :بامتناعه عقاًل ،كما حكاه القاضي في التلخيص إلمام الحرمين .
4
نهاية السول ،اإلسنوي . ) ٢٨٨ ( ،
5
المصدر السابق . ) ٣٩٥ ( ،
ومنهم من جوزه في أمور الحرب دون األحكام الشرعية )) .
6
6
اإلبهاج ،السبكي ( . ) ٢٨٧١