You are on page 1of 4

‫دراسة كتاب شرح عضد الدين اإليجي على مختصر ابن الحاجب‬

‫( مسألة المطلق والمقيد نموذجا )‬

‫‪ ) ١‬الكتاب وأصله‬
‫ه ذا الكت اب ه و ش رح العض د لمختص ر ابن الح اجب ‪ ،‬لمؤلف ه العالم ة عض د ال دين عب د‬
‫الرحمن اإليجي ( المتوفى ‪ 756 :‬ه ) ‪.‬‬
‫ومختصر ابن الحاجب مؤلفه اإلمام أبي عمرو عثمان ابن الحاجب المالكي ( المت وفى ‪646‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫وأص))ل ه))ذا المختص))ر ‪ :‬هو كت اب " منتهى الس ول واألم ل فى علَم ي األص ول والج دل "‬
‫للمؤلف نفسه‪.‬‬
‫قال فيه ‪ (( :‬لما رأيت قص ور الهمم عن اإلكث ار وميله ا إلى اإليج از واالختص ار ص نفت‬
‫مختصًر ا في أصول الفقه ثم اختصرته على وجه بديع )) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ) ٢‬أهمية الكتاب‬
‫قال العالمة عضد الدين عبد الرحمن في أهمية المختصر ‪ (( :‬وأن المختصر لإلمام العالمة‬
‫قدوة المحققين جمال الملة والدين أبى عمرو عثمان بن الح اجب الم الكي تغم ده هَّللا بغفران ه‬
‫والواسطة من العقد وقد‬ ‫يجري منها مجرى الغّر ة من الكمت والقرحة من الدهم‬
‫رزق حًظ ا وافًي ا من االشتهار‪ ،‬فاستهتر به األذكياء في جمي))ع االمص))ار أي اس))تهتار وذل))ك‬
‫لصغر حجمه وكثرة عمله ولطافة نظمه )) ‪.‬‬

‫‪ ) ٣‬سبب التأليف‬
‫‪ ) ١‬كون كثير من شراح المختصر لم يبنوا دقائقه وحقائقه‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬طلب وإلحاح بعض أصحاب عضد الدين عبد الرحمن من كتابه شرح لهذا المختصر ‪.‬‬
‫قال العالمة عضد الدين عبد الرحمن ‪ (( :‬وقد شرحه غير واحد من الفضالء واش تغل بجل ه‬
‫جّم غفير من فحول العلماء فأبرزوا جالئل األسرار من أس تاره وق))د بقيت ال))دقائق واجتل))وا‬
‫الجلّى من حقائق معانيه واحتجبت عنهم حقائق وإني ممن شعفت به وقد وكلت فك ري على‬
‫‪1‬‬
‫عضد الدين اإليجي ‪ ،‬شرح العضد ‪. ) ٨ ( ،‬‬
‫حل ألفاظه ومعانيه وصرفت بعض عمري إلى تلخيص مقاصده ومبانيه ح تى لم يخ ف علي‬
‫منها خافية وتنبهت من الفوائد الزوائد على جملة كافية وال زال أصحابي المش))اركون لي في‬
‫البحث عن فرائ))ده وأس))راره والكش))ف عن خرائ))ده وأبك))اره يلتمس))ون م))نى أن أش))رحه‬
‫فأتعلل وأستعفي وهم يكررون االق)تراح وي)أبون إال اإللح)اح فأتس)لل وأس)تخفي ح)تى ص)ار‬
‫فعالي مظنة للضنة أو الكس))ل فعيت بى العل))ل وض))اقت بى الحي))ل فأس))عفتهم ب))ذلك وأمليت‬
‫عليهم شرًح ا لم أّد خر فيه نص)ًح ا ولم آل فى تحري ره جه ًد ا وق د راعيت ش ريطة االقتص اد‬
‫فيما أمل وتجافيت عن طرفيه لكى ال يخل وال يمل وهَّللا أسأل أن ينفع به ويجعل ه وس يلة إلى‬
‫الرحمة والغفران وهو المستعان وعليه التكالن )) ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ) ٤‬موضوعات الكتاب‬
‫أن هذا الكتاب اشتمل على أربعة أمور ‪ ،‬األول ‪ :‬في المبادي‪ ،‬والثاني ‪ :‬في األدلة الس معية ‪،‬‬
‫الثالث ‪ :‬في الترجيح ‪ ،‬الرابع ‪ :‬في االجتهاد‪.‬‬
‫قال العضد ‪ (( :‬أقول‪ :‬ينحصر المختصر أو العلم فى أمور أربعة‪:‬‬
‫األول ‪ :‬المبادئ وهي ما ال يكون مقصوًد ا بالذات‪ ،‬بل يتوق ف علي ه ذل ك وع ّد ها ج زًءا من‬
‫العلم تغليًبا ال يبعد‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬األدلة السمعية؛ ألن المقصود استنباط األحكام وإنما يكون منها ألن العقل ال م دخل‬
‫له فى األحكام عندنا‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الترجيح إذ األدلة الظنية قد تتعارض فال يمكن االستنباط إال بالترجيح وهو بمعرف ة‬
‫جهاته‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬االجتهاد وهو االستنباط المقصود فال بد من معرفة أحكامه وشرائطه ))‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ) ٥‬طريقة عرضه للخالف‬


‫المالحظ أنه أوال ي ذكر ال رأي المعتم د م ع بي ان دليل ه ‪ ،‬ثم ي ذكر م ا يخ الف ذل ك بص يغة‬
‫التضعيف تارة ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬فنقل عن الشافعي رضى هَّللا عنه أنه يحمل المطلق على المقيد فقال أكثر الش افعية‬
‫مراده أنه يحمل عليه بج امع ‪ ، ...‬وق))د روى ش))ذوذ من الش))افعية عن الش))افعي أن ه يحم ل‬
‫‪2‬‬
‫المصدر السابق ( ‪. ) ٧‬‬

‫‪3‬‬
‫المصدر السابق ( ‪. ) ٨‬‬
‫المطلق على المقيد من غير جامع ألن كالم هَّللا واحد وبعضه يفسر بعًض ا وليس بس ديد كم ا‬
‫ترى ‪ ،‬وقال أبو حنيف))ة رض))ى هَّللا عن))ه ‪ :‬ال يحمل علي ه ول و بج امع إذ يل زم من ه رف ع م ا‬
‫اقتضاه المطلق من االمتثال بمطلقه فيكون نسًخ ا والقياس ال يصلح ناسًخ ا ‪.‬‬

‫‪ ) ٦‬طريقة عرضه للدليل‬


‫من المالحظ أن المؤلف يذكر األدلة ويناقشها بطريقة مختصرة ‪.‬‬
‫بالمقي د‬ ‫مثاله ‪ (( :‬أما أنه يحمل المطلق على المقيد فألنه جمع بين الدليلين ألن العم ل‬
‫يلزم منه العمل بالمطلق والعمل بالمطلق ال يلزم منه العمل بالمقيد لحصوله فى ض من غ ير‬
‫ذلك المقيد ‪ ،‬وأيًض ا فإنه يخرج بالعمل بالمقيد عن العهدة يقيًن ا س واء ك ان مكلًف ا ب المطلق أو‬
‫بالمقيد ‪ ،‬بخالف العمل بالمطلق إذ قد يكون مكلًف ا بالمقيد فال يعمل فال يخرج من العهدة ‪.‬‬
‫وأما أنه بيان ال نسخ فألنه لو كان التقييد نسًخ ا لكان التخصيص نسًخ ا ألنه نوع من المج از‬
‫مثله وليس بنسخ باالتفاق ‪ ،‬وأيًض ا لو كان نسًخ ا للمطلق لكان تأخير المطلق نسًخ ا للمقيد ألن‬
‫التنافي إنما يتصّو ر من الطرفين وهو الموجب لذلك وأنتم ال تقولون به وقد يجاب عن األول‬
‫بأن فى التقييد حكًما شرعًيا لم يكن ثابًت ا قب ل وأم ا التخص يص فه و دف ع لبعض الحكم األول‬
‫بالتأمل‪)) .‬‬ ‫فقط ‪ ،‬وعن الثاني بمثله ويظهر‬

‫‪ ) ٧‬معرض ذكره للمسائل الفروعية‬


‫من المالحظ أنه يذكر المسائل الفروعية أثناء ذكره إلحترازات التعاريف‪.‬‬
‫مثاله ‪ (( :‬من أقسام المتن المطلق والمقيد وهما قريبان من الخاص والعام فذكرهما عقيبهما‬
‫وحد المطلق بأنه م ا دل على ش ائع فى جنس ه ومع نى ذل ك كون ه حص ة محتمل ة لحص ص‬
‫كثيرة مما ين درج تحت أم ر مش ترك من غ ير تع يين فتخ))رج المع))ارف كله))ا لم))ا فيه))ا من‬
‫التعيين شخًص ا نحو زيد وهذا أو حقيقة نحو الرجل وأسامة‪ ،‬أو حصة نحو‪َ{ :‬فَعَص ى ِفْر َع ْو ُن‬
‫الَّر ُسوَل } [المزمل‪ ،]16 :‬أو استغراًق ا نحو الرجال‪ ،‬وك ذلك ك ل ع ام ول و نك رة نح و ‪ :‬ك ل‬
‫رجل ‪ ،‬وال رجل ‪ ،‬ألنه بما انضم إليه من كل والنفي ص ار لالس تغراق وأن ه ين افى الش يوع‬
‫بما ذكرناه من التفسير )) ‪.‬‬
‫وكتبه ‪ /‬أحمد بن صالح باشريف‬

You might also like