‫‪18/11/2023‬‬

‫‪5/5/1445‬‬

‫برنامج الدفاع عن السنة النبوية‬

‫[‬ ‫]‬

‫أبو خديجة نظيف بال كزوري‬

‫تحت رعاية الدكتور عبد القادر صالح كزوري‬

 ‫ِبْس ِم اِهلل الَّر ْح مِن الَّر ِح ْيِم‬

‫إن احلمد هلل حنمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال‬
‫مضل له ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن حممًد ا عبده‬
‫‪.‬ورسوله‬

‫‪:‬أما بعد‬

‫فإن أصدق احلديث كالم اهلل وخري اهلدى هدى حممد ﷺ وشر األمور حمدثاهتا وكل حمدثة بدعة وكل‬
‫‪.‬بدعة ضاللة وكل ضاللة يف النار‬

‫‪:‬وبعد‬

‫فهذه مذكرة وضحت فيها مفهوم علم احلديث دراية وما يتعلق به‪ .‬نسأل اهلل أن يوفقنا وإياكم‪ .‬وصلى اهلل‬
‫‪.‬وسلم على حممد ﷺ وآله وصحبه أمجعني‬

‫تعريق العلم‬

‫‪.‬لغة‪ :‬نقيض اجلهل‪ ،‬وهو‪ :‬إدراك الشيء علي ما هو عليه إدراكا جازما‬

‫واصطالحا‪ :‬فقد قال بعض أهل العلم‪ :‬هو املعرفة‪ ،‬وهو ضد احلهل‪ ،‬وقال آخرون من أهل العلم‪ :‬إن العلم‬
‫‪.1‬أوضح من أن يعرف‬

‫تعريف الحديث‬

‫احلديث " اسم من التحديث و هو اإلخبار و جيمع على أحاديُث ‪ .‬تأيت كلمة ( احلديث ) يف اللغة على "‬
‫‪:‬معنيني‬

‫المعنى األول‪ " :‬احلديث " مبعىن " اجلديد " ‪ ،‬كما قال تعلى ‪َ﴿ :‬فْلَيأُتوا ِبَح ِد ْيٍث ِم ْثِلِه ِإْن َك اُنوا‬
‫‪ِ 2‬دِق‬
‫‪َ﴾ .‬ص ا ْيَن‬

‫‪1‬‬
‫( كتاب العلم لمحمد بن صالح العثيمين ( ‪) ) 9‬‬
‫‪2‬‬
‫( سورة الطور‪) 34 :‬‬

‫‪2‬‬
‫المعنى الثاني‪ " :‬احلديث " مبعىن " املطلق الكالم" سواء صدر من اهلل عّز و جّل أم من املالئكة أم من اإلنس‬
‫‪﴾.3‬أم من غريهم‪ .‬كما قال تعاىل‪َ﴿ :‬و َمْن َأْص َد ُق ِم َن اِهلل َح ِد ْيًثا‬

‫‪:‬واصطالحا‪ :‬اختلف عبارات العلماء يف تعريف " احلديث " على أقوال‪ ،‬منها‬

‫القول األول‪ :‬احلديث هو ما أضيف إىل النيب ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ُخ ُلقية أو *‬
‫‪َ.‬خ ْلقيةو سائر أخباره ﷺ قبل البعثة وبعدها‪ ،‬وما أضيف إىل الصحابة والتابعني من أقواهلم وأفعاهلم‬

‫فهذا التعريف يشتمل على املرفوع واملوقوف واملقطوع‪ .‬وقد اختاره الطييب وابن حجر‪ ،‬وعزاه النووي إىل‬
‫‪.‬السلف و مجاهري اخللف‬

‫‪.‬القول الثاني‪ :‬ما أضيق إىل النيب ﷺ خاصة دون غريه‪ .‬وهو اختيار خراسان *‬

‫القول الثالث‪ :‬ما أضيف إىل النيب ﷺ من قوله فقط‪ .‬ورجح رأي األول عمر بن حممد عبد *‬
‫‪.4‬الرمحن‬

‫تقسيم علم الحديث‬

‫‪:‬قّس م احملدثون علم احلديث اصطالحا إىل قسمني رئيسني‬

‫‪.‬القسم األول‪ :‬علم احلديث رواية *‬

‫‪.‬القسم الثاني‪ :‬علم احلديث دراية‪ ،‬وهو الذي سنتكلم عنه *‬

‫معنى الدراية لغة‪ :‬مصدر درى بالشيء‪ :‬علمه‪ ،‬العلم بالشيء بناء على استعمال الفكر والرأي‪ 5.‬ومن معناه‬
‫أيضا الدراية مأخوذ من فعل " درى "‪ ،‬ومعناه " علم باخلرب وتفكر فيه بإمعان النظر والتأمل فيه بالبحث عن‬
‫‪".6‬حالة الوقوف على أسراره‬

‫‪:-‬وأما اصطالحا ‪ :‬علم احلديث دراية ـ ـ ـ ويطلق عليه مصطلح احلديث أو أصول احلديث أو علوم احلديث‬

‫‪3‬‬
‫( سورة النساء ‪) 87 :‬‬
‫‪4‬‬
‫( تحقيق القول في تعريف علم الحديث رواية ودراية لعمر بن محمد عبد الرحمن ( ‪) )18‬‬
‫‪5‬‬
‫( ‪.‬راجع معجم المعاني الجامع‪ ،‬كلمة دراية )‬
‫‪6‬‬
‫( راجع الوسيط ‪) 1/282‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪:‬عند المتقدمين من المحدثين‬

‫هو العلم الذي يبحث عن املعىن املفهوم من ألفاظ احلديث‪ ،‬وعن املراد منها مبنيا على قواعد اللغة العربية‬
‫‪.‬وضوابط الشرعية ومطابقا ألحوال النيب ﷺ‬

‫‪:‬عند المتأخرين منهم‬

‫هو علم يعرف به أحوال السند واملنت من حيث القبول والرد‪ ،‬وكيفية التحمل واألداء‪ ،‬وصفات الرجال‬
‫‪.7‬وما إىل ذلك من الرواية باملعىن‪ ،‬ورواية األكابر عن األصاغر‬

‫فهو أيضا علم بقواعد يعرف هبا أحوال السند واملنت من حيث القبول والرد‪ ،‬أو هو القواعد املعِّر فة حبال‬
‫الراوي واملروي‪.‬‬

‫وعلم احلديث دراية يوِّص ل إىل معرفة املقبول من املردودبشكل عام‪ ،‬أي بوضع قواعد عامة‪ ،‬فأما علم رواية‬
‫احلديث‪ ،‬فإنه يبحث يف هذا احلديث املعني الذي تريده‪،‬فبني بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود‪ ،‬ويضبط‬
‫روايته وشرحه‪ ،‬فهو إذا حبثا جزئيا تطبيقيا‪ ،‬فالفرق بينهما كالفرق بني النحو واإلعراب‪ ،‬وكالفرق بني أصول‬
‫‪9‬‬
‫الفقه والفقه‪ 8.‬وهذا الرأي اختاره ابن مجاعة واحلافظ ابن حجر وغريمها‪.‬‬

‫ثمرته‪ :‬معرفة ما يقبل وما يرد من الرواة واملرويات‪.‬‬

‫موضوعه‪ :‬يشتمل على الراوي واملروي أو على السند واملنت من حيث القبول أو الرد أو التوقف‪.‬‬

‫نسبته‪ :‬به ميكن الوصول إىل احلديث الصحيح املعمول به ومتييزه عن غريه‪ ،‬ومعرفة أنواع احلديث وما يكون‬
‫حجة يف إثبات األحكام وما اليكون معرفة أحكام احلديث‪.‬‬

‫واضعه ‪ :‬أول من وضع بعض مسائل هذا العلم هو اإلمام الشافعي يف كتابه " الرسالة " وكتابه " األم "‪ ،‬مث‬
‫اإلمام الرتمذي بعض حبوث هذا العلم يف خامتة جامعه‪ ،‬و أول من وضع كتابا مستقًال يف علم أصول احلديث‬
‫فهو القاضي أبو حممد الرامهرمزي املتوىف سنة ‪ 360‬هـ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫( توجيه اإلناية لتعريف علم الحديث رواية ودراية ( ‪) ) 10‬‬
‫‪8‬‬
‫( إسالم ويب فتوى الثلثاء ‪ 18‬شعبان ‪ 1424‬ه ــ ‪14‬ــ‪10‬ــ‪ 2003‬م )‬
‫‪9‬‬
‫( تحقيق القول في تعريف علم الحديث رواية ودراية لعمر بن محمد عبد الرحمن (‪) ) )24‬‬

‫‪4‬‬
‫فضله ‪ :‬هو من أهم العلوم الدينية وأشرفها‪ ،‬به يتوصل إىل الوقوف على الثابت الصحيح من أحاديث رسول‬
‫اهلل ﷺ‪.‬‬

‫استمداده‪ :‬تستمد حبوث هذا العلم مما كتبه العلماء عن تاريخ الرجال والرواة ونقدهم‪ ،‬ونقد املتون‬
‫واملرويات‪.‬‬

‫حكم تعلمه‪ :‬واجب كفائي إذا تعلمه البعض سقط عن الباقني‪ .‬ويكون واجبا عينيًا ملن كان قد تأهل يف‬
‫معرفة هذا العلم وال يوجد غريه ويسد مسده فتعلمه والوقوف على حبوثه حينئذ يكون واجبا عينيًا‪.‬‬

‫مسائله ‪ :‬القواعد الكلية اليت عن طريقها ميكن الوقوف على بيان درجة احلديث وبيان ما إذا كان صحيًح ا أو‬
‫حسًنا أو ضعيًف ا‪.‬‬

‫غايته ‪ :‬التوصل به إىل معرفة املقبول الذي يعمل به واملردود الذي ال يعمل به‪ .‬وغاية ذلك الفوز بسعادة‬
‫‪10‬‬
‫الدارين‪.‬‬

‫من المصنفات علم الحديث دراية‪:‬‬

‫"توجيه العناية لتعريف علم احلديث رواية و دراية" للشيخ الغماري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املنظومة البيقونية لعمر بن حممد بن فتوح البيقوين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫خنبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقالين‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫قصب السكر لألمري الصنعاين‬ ‫‪.4‬‬
‫نزهة النظر للحافظ ابن حجر العسقالين‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مصباح الراويلعبد اهلل بن فودي الصكيت‬ ‫‪.6‬‬
‫تدريب الراوي للسيوطي‬ ‫‪.7‬‬
‫ألفية احلديث للحافظ العراقي‬ ‫‪.8‬‬
‫ألفية السيوطي يف علم احلديث للسيوط‬ ‫‪.9‬‬
‫فتح املغيث للسخاوي‬ ‫‪.10‬‬
‫قواعد يف علوم احلديث‬ ‫‪.11‬‬
‫‪10‬‬
‫( توجيه اإلناية لتعريف علم الحديث رواية ودراية ( ‪) ) 11‬‬

‫‪5‬‬
 ‫فتح الكبري املتعال‬ ‫‪.12‬‬

‫‪6‬‬