Professional Documents
Culture Documents
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على خامت املرسلني ،نبينا دمحم ،وعلى آله وصبحه أمجعني.
أما بعد:
فهذا «شرح نواقض اإلسالم» لفضيلة الشيخ سليمان بن انصر العلوان -حفظه هللا من كل سوء
،-أماله يف سجن الطرفية عرب فتحة يف اجلدار عام 1411هـ( ،)1وقد كانت بداية إلقاء الشرح يوم
األربعاء املوافق 1411/2/82هـ ،حىت يوم االثنني 1411/9/5هـ.
وقد جعلنا ملحقا يف آخر الكتاب ابلفوادد واألسئلة اليت ألقيت على الشيخ عقب الشرح.
واحلمد هلل رب العاملني.
كتبه
دار العلوان
1
شرح نو اقض إلاسالم
8
الناقض ألاول
(الشرك يف عبادة هللا وحده ال شريك له ،ومنه :الذبح لغري هللا كمن يذبح للجن أو للقرب)
بدأ الشيخ رمحه هللا هبذا الناقض ألنه أهم النواقض وأكثرها وقوعا وانتشارا وأغلظها ذنبا.
يف غري جامع. والشرك :هو تسوية غري هللا ابهلل فيما هو من خصادص هللا .وهذا تعر ٌ
وقال بعضهم( :الشرك :هو دعوة غريه معه) ،وهذا تفسريٌ للشرك ببعض أفراده.
مانع من
جامع إال أنه ليس ٌ يف ٌ وقالت طادفة( :هو صرف العبادة املأمور هبا لغري هللا) ،وهذا تعر ٌ
كل وجه ،وال أعلم تفسريا جامعا مانعا له ،ولكن التفسري األخري هو أحسنها ،واملقصود هبذه التعاريف
هو تعريف الشرك يف العبادة؛ ألن هناك شركا يف الربوبية وشركا يف األمساء والصفات وشركا يف العبادة،
واحلديث اليوم هو يف شرك العبادة؛ ألنه هو األكثر و قوعا.
والشرك نوعان:
األول :شرك أكرب :وهذا ال يغفره هللا إال ابلتوبة ،ومن لقي هللا به فهو خمل ٌد يف النار؛ لقوله تعاىل:
شاءُ﴾ [النساء ،]42:أي :أن هللا ال يغفر ك لِ َم ْن يَ َ
اَّللَ َال يَغْ ِف ُر أَ ْن يُ ْش َر َك بِ ِه َويَغْ ِف ُر َما ُدو َن ذَلِ َ
﴿إِ َّن َّ
الشرك األكرب ،ومن لقي هللا به مل تنفعه شفاعة الشافعني ومل تنفعه صالته وال صيامه وال حجه؛ لقوله
اَّللُ َعلَْي ِه ا ْْلَنَّةَ﴾ [املاددة ،]28:وحني ذكر هللا تعاىل يف سورة تعاىل﴿ :إِنَّه من ي ْش ِر ْك ِِب َِّ
َّلل فَ َق ْد َح َّرَم َّ ُ َْ ُ
ِ
دليل علىاألنعام األنبياء قال تعاىلَ ﴿ :ولَ ْو أَ ْش َرُكوا َلَب َ َع ْن ُم ْم َما َكانُوا يَ ْم َملُو َن﴾ [األنعام ،]22:وفيه ٌ
ِ ِ ِ ِ
ورا﴾ ط لألعمال ،كما قال تعاىلَ ﴿ :وقَد ْمنَا إ ََل َما َعملُوا م ْن َع َم ٍل فَ َج َملْنَاهُ َهبَ ً
اء َم ْن ثُ ً أن الشرك حمب ٌ
ت ين ِم ْن قَ ْبلِ َ
ك لَئِ ْن أَ ْش َرْك َ َّ ِ
ك َوإِ ََل الذ َ
[الفرقان ،]81:وقال تعاىل يف سورة الزمر﴿ :ولََق ْد أ ِ
ُوح َي إِلَْي َ َ
ك﴾ [الزمر.]55:
لَيَ ْحبَطَ َّن َع َملُ َ
قوله( :ومنه :الذبح لغري هللا) ذكر املؤلف رمحه هللا أن من أنواع الشرك :الذبح لغري هللا ،كالذبح
للجن ،سواء قال :بسم اجلن .أو :بسم هللا .وقصد اتقاء اجلن أو دفع ضرر اجلن.
والشرك يف الذبح نوعان:
شرك يف التسمية.
األولٌ :
شرك يف القصد ،كمن أخذ هبيمة وذبح عند قرب البدوي تقراب إليه ،أو قال :بسم البدوي. الثاينٌ :
شرك أكرب.
فهذا ٌ
شرك أصغر ،وهذا صاحبه حتت املشيئة يف قول مجاهري العلماء ،وأمجعوا أنه ال خيلدالنوع الثاينٌ :
1
يف النار.
والشرك األصغر :هو ما مساه الشارع شركا أو كان وسيلة إىل الشرك األكرب ومل يصل إىل الشرك
األكرب ،مثل :احللف بغري هللا أو قول :ما شاء هللا وشئت .وقد يرتقي إىل األكرب.
وهناك نوعٌ اثلث للشرك ،وهو :الشرك اخلفي ،ذكره طادفةٌ من العلماء وفيه تفصيل ،فمن جعله
دون الشرك األصغر فهذا غلط ،وهذا يف كتب كث رري من املتأخرين ،ومن جعله قسما اثلثا وجعله
قسمني أكرب وأصغر فهذا صواب.
4
الناقض الثاني
قوله( :من جمل بينه وبني هللا وسائ يدعوهم ويسأهلم الشفاعة ويتوكل عليمم كفر إمجاعاً)
أفرد املؤلف هذا الناقض ألمهيته وكثرة املتلبسني به وإال فهو داخل حتت الناقض األول.
فمن استغاث ابألموات يف كشف الكرابت وقضاء الديون وطلب الشفاعة وتفريج اهلموم ومعافاة
ذوي البليات فقد أشرك شركا أكرب ،وهذا املدعو ال يستطيع دفع الضر عن نفسه فكيف يدفعه عن
غريه؟! قال تعاىلَ ﴿ :والَّ ِذي َن تَ ْدعُو َن ِم ْن ُدونِِه َما َيَْلِ ُكو َن ِم ْن قِط ِْم ٍري﴾ [فاطر ]11:اآلية ،واألصل يف
امليت أنه ال يسمع إال ما ثبت بدليل ،وهذا املدعو يوم القيامة يكفر مبن أشرك به.
قبيح يف العقول ،ولو تُرك الناس وشأهنم دون تلبيس امللبسني لبقي الناس قبيح يف الفطر ٌ والشرك ٌ
على الفطرة ،قال رسول هللا ^( :كل مولود يولد على الفطرة ،)...أي :يستجيب للتوحيد وال
متفق على صحته.
جيحده ويُقر به وال يَكفره ،واحلديث ٌ
وذكر شيخ اإلسالم يف «كتاب الزايرة» أن الطلب من امليت ثالثة أقسام:
األول :أن أتيت إىل قرب امليت فتطلب منه الشفاء أو النصرة أو إغاثة اللهفات وكشف الكرابت
شرك أكرب ابإلمجاع ،وهذا مقطوعٌ به ،ومن لقي هللا به فهو خمل ٌد يف النار.
وقضاء الديون ،فهذا ٌ
الثاين :أن أتيت إىل امليت فال تدعوه إمنا تطلب منه أن يدعو لك ربك ،مثل :اي رسول هللا :ادع
شرك
وحمرم ابالتفاق ،وشيخ اإلسالم ال يرى أن هذا ٌ هللا يل .فهذا بدعةٌ على ما قال شيخ اإلسالم ٌ
أكرب وحيكي االتفاق على ذلك.
شرك أكرب ومل يفصل فهو كل :فمن حيث العموم يقال أنه شرك ،ومن قال أن طلب امليت ٌ وعلى ر
مصيب ،والتفصيل إمنا حنتاجه يف تكفري املعني.
الثالث :من سأل هللا جباه امليت فهذا بدعة ،وال جيوز السؤال جباه أحد ،إمنا تسأل هللا بعملك
جادز ابلكتاب والسنة واإلمجاع ،أما سؤال هللا جباه دمحم ^ وغريه فهذا ليس من
الصاحل ،وهذا ٌ
عملك.
قوله( :كفر إمجاعا) هذا ذكره شيخ اإلسالم يف «التوسل والوسيلة» وذكر حنوه يف «كتاب
الزايرة».
5
1. Islam jaheri amol er nam
2. Iman bateni amol er nam
الناقض الثالث
5
متفق عليه من حديث ابن عمر واللفظ ملسلم ،وقد أمجع العلماء على
كان كما قال وإال رجعت إليه) ٌ
ني مل خيرج إال بيقني مثله ،فال جيوز إخراجه ابلشك أو الشبهة أو الظنأنه من دخل اإلسالم بيق ر
احملتمل ،وهذه املسألة من أهم املسادل وأكربها.
2
Fahua Kafir الناقض الرابع
(من اعتقد أن غري هدي النيب ^ أكمل من هديه أو أن حكم غريه أحسن من حكمه)...
متعلق ابألقوال واالعتقادات ،فإن من اعتقد بقلبه أن حكم غري هللا أحسن من حكم هللا هذا الناقض ٌ
انقض إال وله مناط ،وهذا املناط قد يكون اعتقاداي، كان كافرا ،وكفره من جهة االعتقاد؛ ألنه ما من ر
وقد يكون قوليا ،وقد يكون فعليا ،وكذلك من قال أن حكم غري هللا أحسن من حكم هللا ،كان كافرا،
ومناط كفره القول ،قال تعاىلَ ﴿ :ولََق ْد قَالُوا َكلِ َمةَ الْ ُك ْف ِر َوَك َف ُروا بَ ْم َد إِ ْس َال ِم ِم ْم﴾ [التوبة.]24:
ومن هذا :قول من قال أن القوانني الوضعية العصرية أحسن للناس من األحكام الشرعية.
ومن قال أن القوانني الوضعية أصلح للناس يف معاشهم ومعادهمhttps://youtu.be/Mmd .
LgYrxpEo?t=2776
ومن قال أبن القوانني العصرية أرفق ابلناس من الشرعيةTagut [tugiyani] --- kono manuske tar level .
theke bariye deya
1. Allahor ibadat 2. nobir s. itoat ومن هذا :من قال أن القوانني العصرية أنسب للعصر احلاضر من الشرعية.
فضل حكم غري هللا على حكم هللا ،سواء قال هذا بلفظه أو فهذه نواقض ،ومناط الكفر :أنه قد َّ
اَّلل ُح ْك ًما لَِق ْوٍم يُوقِنُو َن﴾ اهلِيَّ ِة ي ب غُو َن ومن أَحسن ِمن َِّ
ََ ْ ْ َ ُ َ َْ
اعتقده بقلبه ،قال تعاىل﴿ :أَفَح ْكم ا ْْل ِ
ُ َ َ
[املاددة.]55:
طاعن يف الشرع ٌ ب هلل ولرسوله فضل األحكام الوضعية على األحكام الشرعية فهو ُمكذ ٌ ومن َّ
حمآد هلل ولرسوله ،وكفر هذا ال ُخيتلف فيه ،وهو من املقطوع به يف اإلسالم. و ٌ
ومع هذا؛ يوجد يف هذا العصر من يشكك يف كفر هؤالء ،وهم يقولون يف اإلعالم والصحف:
(ال نريد حكم اإلسالم ،وال نريد إال األحكام الوضعية فإهنا أنفع وأرقى وأعدل)! وهؤالء يعارضون
القطعيات!
شرع لعباد هللا ما مل أيذن به هللا وأما من استحل احلكم بغري ما أنزل هللا أو بدل شريعة هللا أو َّ
حكام أخرى نذكرها ونشرحها على التفصيل ،فإن هللا تعاىل يقولَ ﴿ :وَم ْن َملْ َْي ُك ْم َِمَا أَنْ َل َ َّ
اَّللُ فهذه أ ٌ
ك ُه ُم الْ َكافِ ُرو َن﴾ [املاددة ،]55:والكفر إذا عرف ابأللف والالم فإنه ال حيتمل إال األكرب ما مل فَأُولَئِ َ
تدل قرينة على أن املراد األصغر.
وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن عبد هللا بن طاووس عن أبيه عن عبد هللا بن عباس يف قوله
ك ُه ُم الْ َكافِ ُرو َن﴾ [املاددة ]55:اآلية ،قال( :هي به كفر)، اَّللُ فَأُولَئِ َ
تعاىلَ ﴿ :وَم ْن َملْ َْي ُك ْم َِمَا أَنْ َل َ َّ
أي :أن اآلية على إطالقها ،وأن هذا خار ٌج عن شريعة اإلسالم.
2
وهؤالء أقسام:
كافر مقطوعٌ بكفره ابإلمجاع.
.1من استحل احلكم بغري ما أنزل هللا ،فهذا ٌ
كافر ابإلمجاع ،وقد كان
.8من زعم أنه خمريٌ بني احلكم مبا أنزل هللا وبني القوانني الوضعية ،فهذا ٌ
ختبط من هذا ،وبال ريب أناملرجئة األُول يقولون بكفر هذا والذي قبله ،ومرجئة العصر يف ر
مرجئة العصر اليوم أبعد عن شريعة هللا وأغلظ بدعة وأعظم ضالال من مرجئة األمس.
.1من بدل شريعة هللا وجعل عوض القصاص :السجن ،أو جعل عوض قطع اليد :غرامة مالية،
كافر ابإلمجاع ،حكاه ابن تيمية وابن
وجعل هذا شرعا للناس ،وجعلهم يتحاكمون إليه ،فهذا ٌ
كثري وآخرون من األمة ،قال شيخ اإلسالم يف «الفتاوى» اجمللد الثالث( :واإلنسان مىت حلل
كافر مرت ٌد
احلرام اجملمع عليه ،أو حرم احلالل اجملمع عليه ،أو بدل الشرع اجملمع عليه ،فإنه ٌ
ابتفاق الفقهاء).
.4التشريع ،وهو غري التبديل ،وذلك أبن يُشرع لعباد هللا أحكاما مبا مل أيذن به هللا.
وجعله بعض العلماء من التبديل ،وهذا فيه نظر ،فإن املبدل مشرع ،وال يلزم من املشرع أن
يكون مبدال ،وقد يكون التشريع مرتبطا ابلتبديل ،وقد ال يكون ،والتشريع مراتب:
ات مفروضات. شرع للمسلمني قبلة أو زايدة صلو ركفر أكرب ،كما لو َّ
منهٌ :
ومنه :ما هو دون ذلك ،كبعض البدع اليت حيدثها بعض أهل األهواء.
ولكن جنس التشريع كفر ،والتفصيل يكون يف املفردات والصور ،وطغاة العصر قد مجعوا بني
التبديل والتشريع واالستحالل والتفضيل ،فهؤالء خارجون عن شريعة اإلسالم من وجوهر كثريةر
وليس وجها واحدا.
.5أن يُعطل شرع هللا ابلكلية وال يُبدل وال يشرع ،وإمنا ميتنع وال يلتزم أحكام هللا ،فهذا إذا كان
كافر كفرا أكرب.
غالبا فإنه ٌ
قضية عيني رة دون أن يستحل ذلك ،مثل :أن يكون قاضيا أو .5أن حيكم بغري ما أنزل هللا يف ر
يب له فيحابيه فيسقط عنه احلد أو القصاص دون أن يبدل شريعة هللا أو حاكما فيأتيه قر ٌ
كفر دون كفر ،وهذا ما ورد عن السلف جيعله قانوان يتحاكم إليه الناس أو جيعله نظاما ،فهذا ٌ
يف آية املاددة ،وهذا يف القضية العينية كما نص عليه ابن تيمية وابن القيم ،وال أعلم يف هذه
كفر دون كفر.
الصورة نزاعا ،فكل ما وقفت عليه من كالم األدمة يف هذه الصورة أنه ٌ
9
وقد خلط كثريٌ من املتأخرين فسحبوا على حكم هذه الصورة حكم املبدل وجعلوا املبدل كمن
كافر ابإلمجاع خار ٌج عن
حكم بغري ما أنزل هللا يف صورة عينية ،وهذه زلةٌ عظيمة! فاملبدل ٌ
شريعة اإلسالم كما بيَّنه ابن تيمية وابن كثري يف «البداية والنهاية» يف قصة جنكيز خان.
وذكر ابن حزم يف «اإلحكام» (أن من التزم التوراة واإلجنيل ومل يلتزم أبحكام القران فإنه ٌ
كافر
مشرك ال خيتلف فيه اثنان من املسلمني) ،ونقل هذا اإلمجاع ابن القيم يف «أحكام أهل
ٌ
15
وهي ذات وجهني ،أما املسادل الظاهرة غري احملتملة وذات الوجه الواحد فال تقيد ابالعتقاد.
11
الناقض الخامس 1. You need four things to be a mu'min.
manar pore moner vitor kono biddes ba karahat thakle se
'Kafir" hobe.
قوله( :من أبغض شيئًا مما جاء به النيب ^ ولو عمل به ،كفر ً
إمجاعا) املقصود ابلبغض :بغض
الدين والكراهية للرسول ^.
وال يدخل يف هذا :الكره الطبعي ،ككره املرأة للجوار وكره اإلنسان للقتال ،وقد قال هللا تعاىل:
﴿ ُكتِب َعلَْي ُكم ال ِْقتَا ُ و ُهو ُكرهٌ لَ ُكم﴾ [البقرة ،]815:فهذا كره طبعي وليس كره ر
نفاق وكفر. ٌ ٌ َ َ ْ ْ ُ َ
وكره الكفر :هو أن يكون العبد كارها للتشريع مبغضا له ،ال حيبه وال يريده ،ويرى أن غريه أفضل
َحبَ َ أَ ْع َما َهلُ ْم﴾ [دمحم ]9:اآلية ،وقال تعاىل: ك ِِبَنَّ ُم ْم َك ِرُهوا َما أَنْ َل َ َّ
اَّللُ فَأ ْ منه ،قال تعاىل﴿ :ذَلِ َ
َحبَ َ أَ ْع َما َهلُ ْم﴾ [دمحم ]82:اآلية. اَّللَ َوَك ِرُهوا ِر ْ
ض َوانَهُ فَأ ْ َس َخ َ َّ ك ِِبَنَّ ُم ُم اتَّبَ مُوا َما أ ْ﴿ذَلِ َ
فمن كره شيئا مما جاء به الرسول ^ مما ثبت به النص فهذا فيه شبهٌ من املنافقني الذين يكرهون
شرعة هللا ويكرهون ما جاء به الرسول ^ ،وقد كان طادفةٌ منهم يكرهون الدين ويكتمون ذلك ،وقد
كان يظهر منهم يف حلن القول.
والعلمانيون املعاصرون إخوان املنافقني األولني؛ فهم يلمزون الشرادع ،ويكرهون الثوابت ،واترة
يطعنون يف محلة اإلسالم بغضا يف اإلسالم ،ويطعنون يف محلة الشريعة بغضا للشريعة ،فيجب احلذر
منهم وكشف ضاللتهم!
وهذا الكره من النواقض االعتقادية ،فإذا صرح به وظهر على فلتات لسانه صار من النواقض
القولية.
وأسباب هذا البغض:
.1النفاق ،فإن املنافقني ال حيبون هللا وال رسوله ،وابلتايل :ال حيبون ما جاء يف الكتاب والسنة.
وكثريٌ من الناس يف هذا العصر الذين يطعنون يف بعض املسادل قد ال يصرحون حقيقة أن
مشكلتهم مع اإلسالم ذاته كما يصرحون أن مشكلتهم مع شباب اإلسالم ،وحقيقة أمرهم أن
مشكلتهم مع اإلسالم ذاته ،وأيتون بذلك حتت مسمى أن (هذا ليس من اإلسالم) وأن (اإلسالم منزهٌ
عن ذلك) ،فيأتون مبثل هذه احلمالت.
.8مواالة الكفار ،فمن واالهم فسيجره حتما ذلك إىل بغض ما جاء به الرسول ^.
18
ت من القيم والشرادع ،وهذا .1تعظيم القوانني الوضعية وما يسمونه بـ«احلرية» ،وحقيقتها :أهنا تفل ٌ
أدى هبم إىل التقليل من اإلسالم والتنقص من الشريعة اإلسالمية ،قال تعاىل﴿ :ذَلِ َ
ك ِِبَنَّ ُم ْم
هم أو حز ٌن َحبَ َ أَ ْع َما َهلُ ْم﴾ [دمحم ]9:اآلية ،وهؤالء إذا أصاب املسلمني ٌ َك ِرُهوا َما أَنْ َل َ َّ
اَّللُ فَأ ْ
أو مصيبةٌ يرفع هللا هبا درجاهتم جتد أهنم يسرهم ما يصيب املسلمني من املصادب واحلزن
ويستبشرون بذلك ويعتقدون أن هذا هناية املسلمني! وقد كانوا يقولون﴿ :غَ َّر َه ُؤَال ِء ِدينُ ُم ْم﴾
[األنفال.]49:
غمهم ذلك وأحزهنم؛ ألهنم ال متكني َّ
وظهور و ٌ
ٌ وإذا أصاب املسلمني عزةٌ ورفعةٌ وإقامة دو رلة
يريدون لإلسالم وال حلملة اإلسالم خريا ،ويرون أن إقامة اإلسالم إابدةٌ مللذاهتم وشهواهتم،
ويرون بقادهم ببقاء الباطل وأهله ،لذلك جتد أهنم يصوتون للباطل وأهله وال يضمون أصواهتم
للحق وأهله.
وقد ذكر هللا شيئا كثريا من صفات الذين حياربون اإلسالم ويستهدفون أهله ومحلته من
الداخل؛ ألن استهداف محلة اإلسالم إابدةٌ لإلسالم ،وقد أبقى هللا هلم ما يسوؤهم! فاإلسالم
ابق ما بقي الليل والنهار! فقد قال ^( :ال تلا طائفة من أميت على الق منصورين ،ال ر
يضرهم من خذهلم وال من خالفمم حىت أييت أمر هللا) ،واملقصود بـ(أمر هللا) :الريح اليت هتب
فتقبض روح كل مؤمن ،وال تقوم الساعة حىت ال يبقى على األرض من يقول( :هللا هللا) ،وال
تقوم الساعة إال على شرار اخللق.
11
الناقض السادس
قوله( :من استملأ بش ٍ
يء من دين الرسو ^ أو ثواب هللا أو عقابه ،كفر) االستهزاء من
بغض وعن ر
حسد للمسلمني. النواقض القولية ،واالستهزاء يصدر عن ر
نفاق وعن ر
واالستهزاء نوعان:
.1استهزاءٌ ابهلل وآبايته وبرسوله ^ وأحكام اإلسالم الثابتة املتواترة ،فهذا ٌ
كفر ابإلمجاع ،على
أن يكون صرحيا فإذا كان صرحيا وجب مقاضاته على لفظه أو كتابته.
.8استهزاءٌ غري صريح ،فهذا ال يعامل معاملة األول ،وإن كان قد يكون يف الباطن شرا من
األول.
وحنن معاشر املسلمني مطالبون شرعا مبحاكمة الناس على صريح ألفاظهم وأقواهلم وأفعاهلم،
فمن ظهر عنه شيءٌ من هذا وجبت عقوبته على حسب استهزاده ،واالستهزاء ابهلل وآايته
ورسوله ^ من صفات أهل النفاق ،وحني رجع رسول هللا ^ من غزوة تبوك قال بعض
الناس( :ما رأينا مثل قرادنا هؤالء -يعين :الرسول ^ وأصحابه -أرغب بطوان وال أكذب
آَيتِِه َوَر ُسولِ ِه ُك ْن تُ ْم تَ ْستَ ْم ِلئُو َن * َال ِ
ألسنا وال أجنب عند اللقاء ،فأنزل هللا تعاىل ﴿أ َِِب ََّّلل َو َ
تَ ْمتَ ِذ ُروا قَ ْد َك َف ْرُُْت بَ ْم َد إَِيَانِ ُك ْم﴾ [التوبة ،)]55-55:رواه احلافظ ابن جرير مطوال من حديث
ابن عمر ر
بسند جيد.
كفار مبا تلفظوا به بعد أن كانوا مؤمنني ،فكان يف هذا داللةٌ
وقد حكم هللا على هؤالء أبهنم ٌ
صرحيةٌ على أن مناط كفرهم هو اللفظ ال االعتقاد ،وأن الناس حماسبون على ألفاظهم
وللقلوب عالم الغيوب.
يح يناقض أصل اإلسالم وال جيتمع معه وفيه :داللةٌ ملذهب أهل السنة أنه من جاء ر
بقول صر ر
أنه يكفر دون النظر إىل عقيدة قلبه.
مسألة :من سب هللا عز وجل سبا صرحيا فإنه يكفر ابإلمجاع ،فإذا اتب اتب هللا عليه ،وخيلى
سبيله إذا ثبتت توبته.
أما إذا سب الرسول ^ واستهزأ به أو احتقره واستنقصه فإنه يكفر إبمجاع علماء املسلمني ولو مل
يستحل ذلك ،ولو ادعى أنه طيب القلب وأن بقلبه خالف ذلك.
14
وذهب أكثر األدمة إىل وجوب قتله ولو اتب؛ ألن التوبة متنع عنه الكفر ولكن ال تُسقط حق
الرسول ^ ،وحق الرسول ^ ال يسقط إال إبسقاطه ،وحني تويف ال ينوب عنه يف ذلك أحد.
وذهبت طادفةٌ إىل أنه إذا اتب يسقط عنه القتل كما لو سب هللا تعاىل ،وهذا فيه نظر،
والصواب :قول اجلمهور ،وأن من سب الرسول ^ سبا صرحيا مث اتب فإن التوبة تنفعه بينه وبني هللا
ولكن ال تُسقط عنه القتل؛ ألن حق الرسول ^ ال يسقط ،وليس من حق ر
أحد أن يسقطه ،فإنه
^ مل يفوض يف ذلك أحد.
كافر ابإلمجاع ،وإذا كان
مسألة :من استهزأ ابإلسالم وأهله أو ثوابت الشريعة املقطوع هبا فهو ٌ
االستهزاء عن طريق الصور أو ما يسمى «الكركاتري»؛ فإن هذا ال خيتلف عن االستهزاء اللفظي
الصريح ،وجيب حماكمة فاعله ومقاضاته كاللفظ الصريح ،ويعد أنه جاء بناقض ،فيستتاب ،فإن اتب
وإال قتل مرتدا؛ لقوله ^( :من بدل دينه فقتلوه) رواه البخاري من حديث ابن عباس.
فعل أو ا ر
عتقاد يناقض أصل اإلميان ،فمن كان منه شيءٌ من هذا والكفر :هو اجمليء ر
بقول أو ر
استتيب ثالثة أايم يف أصح قويل العلماء ،وهو مذهب عمر بن اخلطاب ،واختاره أمحد؛
لعله يراجع احلق ويتوب ،فإذا مل يراجع احلق وجب قتله.
والردة نوعان:
.1التحول عن دين اإلسالم إىل اليهودية أو النصرانية أو اجملوسية.
بناقض صريح وقد قامت عليه احلجة وانتفت عنه الشبهة ،وهذا فاددة اإلمهال ر .8اجمليء
واالستتابة :حىت ال يكون له عذر.
وقد اتفق العلماء على أن املرتد أغلظ كفرا من الكافر األصلي ،وأمجع العلماء على أن للمسلم أن
يتزوج كتابية ،وليس له أن يتزوج مرتدة.
15
ze etate raji
hoy seo الناقض السابع
kafer
قوله( :السحر ومنه الصرف والمطف ،فمن فمله أو رضي به كفر) السحر :هو عبارةٌ عن ما
خفي ولطف سببه.
واصطالحا :هو عزادم ورقى وعقد تؤثر يف القلب والبدن فيُمرض ويقتل ويفرق بني املرء وزوجه،
وله حقيقة ،ولو مل يكن له حقيقة مل أيمر هللا ابالستعاذة منه ،قال تعاىلَ ﴿ :وِم ْن َش ِر الن َّ
َّف َاَث ِ
ت ِيف
الْمُ َق ِد﴾ [الفلق ،]4:يعين :السواحر الاليت يعقدن يف سحرهن وينفثن يف عقدهن.
وقد قالت طادفة من أهل البدع أنه ليس للسحر حقيقة ،وإمنا هو ختيل ،وهذا ضعيف ،والصواب
أن منه ما هو ختيل ،ومنه ما هو حقيقة ،ولو مل يكن له حقيقةٌ مل أيمر هللا ابالستعاذة منه.
ومن السحر:
الصرف.
والعطف.
.1الصرف :هو صرف من حيب إىل بغضه.
.8العطف :هو عطف من يبغضه إىل حبه.
حمرم يف كل شريعة وكل ملة ،وهو من املقطوع حبرمته ،واتفق األنبياء واملرسلون على حربه والسحر ٌ
وحرب أهله.
شرك أوواختلف العلماء وأدمة الدين يف كفر الساحر ،وقد اتفقوا على أن السحر إذا كان معه ٌ
انقض من نواقض اإلسالم ،وإمنا اختلف العلماء يف ذات السحر هل يكفر به أو ال؟ كفر أنه ٌٌ
على قولني:
.1أن السحر كفر ،وهذا مذهب مجاهري العلماء من األحناف واملالكية واحلنابلة؛ لعموم قوله
وال إِ ََّّنَا ََْن ُن فِ ْت نَةٌ فَ َال تَ ْك ُف ْر﴾ [البقرة ،]158:فدلت
َح ٍد َح َّىت يَ ُق َ ِ ِ ِ
تعاىلَ ﴿ :وَما يُ َمل َمان م ْن أ َ
فعل للشرك؛ ألن من اآلية على أن من عمل السحر فإنه كافر ،دون ربط ذلك ابستحالل أو ر
كفر فإنه يكفر ولو مل يسحر ،ويكون كفره للشرك ال للسحر ،فما شرك أو ٌكان يف سحره ٌ
املعىن من تقييد كفر الساحر ابلشرك وقد قال تعاىلَ ﴿ :ولََق ْد َعلِ ُموا لَ َم ِن ا ْشتَ َراهُ َما لَهُ ِيف
ْاْل ِخ َرةِ ِم ْن َخ َال ٍق﴾ [البقرة]158:؟! وهذه اآلية صرحيةٌ يف كفره وأنه ليس له عند هللا خالق،
ويدل على ذلك ما بعدها فقد قال تعاىل﴿ :ولَو أَنَّمم آمنُوا واتَّ َقوا لَمثُوبةٌ ِمن ِع ْن ِد َِّ
اَّلل َ ْ ُْ َ َ ْ َ َ ْ
15
َخ ْي ٌر لَ ْو َكانُوا يَ ْملَ ُمو َن﴾ [البقرة ،]151:ويف قوله تعاىلَ ﴿ :ولَ ْو أَنَّ ُم ْم َ
آمنُوا﴾ [البقرة ،]151:داللةٌ
على كفرهم وأن السحر من نواقض اإلسالم.
بسند صحيح ،ووردوقد قال ابن مسعود( :إن الرقى والتمادم والتولة شرك) رواه أمحد وغريه ر
مرفوعا وموقوفا ،واملوقوف أصح.
وقد كان أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب يبعث إىل عماله يف األمصار (أن اقتلوا كل ساحر) ،رواه
أبو داود وغريه ،ولو مل يكن كافرا مل جيز قتله؛ لقول النيب ^( :ال حيل دم امر رئ مسلم إال إبحدى
متفق على صحته.
ثالث :الثيب الزاينٌ )...
ومل يعارض أمري املؤمنني أح ٌد من الصحابة.
وقد صح عن حفصة وجندب قتل الساحر ،وجزم غري و ر
احد من األدمة أبن السحر ال
كفر وانقض ،وهذا ظاهر األدلة وظاهر املنقول عن يكون بدون شرك ،وسواءٌ ثبت هذا أو مل يثبت فهو ٌ
الصحابة.
.8وذهب بعض األدمة إىل أن الساحر ال يكفر ،وهذا القول الثاين يف املسألة ،وهو قول
الشافعي وأمحد يف رواية ،إال إذا فعل ما يوجب كفرا ،واختاره أبو دمحم بن حزم.
والقول األول أصح وأظهر.
مسألة :ال جيوز الذهاب إىل السحرة لغري اإلنكار عليهم ،وحيرم التداوي عندهم ،وال جيوز حل
السحر ابلسحر؛ ألن الساحر مبنزلة الكاهن وأشد وأعظم من الكاهن ،وقد قال النيب ^( :من أتى
عرافا فسأله عن ر
شيء مل تقبل له صالة أربعني يوما) رواه مسلم
مسألة :من أعان الساحر على سحره وصار له مبنزلة العبد عند سيده فهو مثله.
مسألة :جيب قتل الساحر سواء قتل بسحره أو مل يقتل؛ ألن الصحابة كانوا يقتلون السحرة ،وقد
أمر عمر بن اخلطاب بقتلهم ،وهذا دليل ردهتم ،وجاء يف البخاري عن ابن عباس عن النيب ^ أنه
قال( :من بدل دينه فقتلوه).
مسألة :حيرم مشاهدة ألعاب السحرة عرب الشاشات ولو كان يقصد التفرج ،وال جيوز مثل هذا إال
بقصد كشف حقيقتهم وكذهبم ودجلهم.
12
الناقض الثامن
قوله( :مظاهرة املشركني ومماونتمم على املسلمني) املظاهرة :هي املعاونة واملناصرة ،قال تعاىل:
ك ظَ ِمريٌ﴾ [التحرمي ،]4:أيٌ :
عوين اه َرا َعلَْي ِه﴾ [التحرمي ،]4:وقال تعاىلَ ﴿ :وال َْم َالئِ َكةُ بَ ْم َد َذلِ َ ﴿ َوإِ ْن تَظَ َ
ِِ ِ
ريا﴾ [الفرقان ،]55:أي :عوينا ونصريا. ونصري ،وقال تعاىلَ ﴿ :وَكا َن الْ َكاف ُر َعلَى َربه ظَ ِم ً
فمن أعان مباله أو بنفسه وانصرهم على املسلمني فقد ارتكب انقضا من نواقض اإلسالم ولو مل
يستحل ذلك؛ لقوله تعاىلَ ﴿ :وَم ْن يَتَ َوَّهلُ ْم ِم ْن ُك ْم فَِإنَّهُ ِم ْن ُم ْم﴾ [املاددة.]51:
وأعظم أنواع التويل :هو مناصرة الكفار على املسلمني ،فإنه مبناصرهتم يعني على ذهاب اإلسالم
ومحلته ورجاالته ،وهذا عني الكفر ،وقد قال أبو دمحم بن حزم( :صح يف أن قوله تعاىلَ ﴿ :وَم ْن يَتَ َوَّهلُ ْم
ِ ِ ِ
حق ال خيتلف كافر من مجلة الكفار ،وهذا ٌ م ْن ُك ْم فَإنَّهُ م ْن ُم ْم﴾ [املاددة ،]51:إمنا هو على ظاهره؛ أبنه ٌ
فيه اثنان من املسلمني) ا.هـ.
سبُوا﴾ ِ ني فِئَ تَ ْ ِ
ني َو َّ ِِ
وأحد القولني يف قوله تعاىل﴿ :فَ َما لَ ُك ْم ِيف ال ُْمنَافق َ
س ُم ْم َمَا َك َ
اَّللُ أ َْرَك َ
كافر خار ٌج عن [النساء ،]22:أهنا فيمن أعان الكفار على املسلمني ،فال ينبغي أن ُخيتلف يف أنه ٌ
اإلسالم؛ ألنه انصر الكفار على املسلمني وانصر ملة املشركني على ملة املوحدين ،وهذا العمل يناقض
أصل اإلميان وال جيتمع معه.
وقد مساه هللا كافرا يف قوله تعاىلَ ﴿ :وَم ْن يَتَ َوَّهلُ ْم ِم ْن ُك ْم فَِإنَّهُ ِم ْن ُم ْم﴾ [املاددة.]51:
َن َهلُم َع َذاِب أَلِيما * الَّ ِذين ي ت ِ ِِ ِ
َّخ ُذو َن َ َ ً ً ني ِِب َّ ْ ومساه تعاىل منافقا يف قوله تعاىل﴿ :بَش ِر ال ُْمنَافق َ
الْ َكافِ ِرين أَولِياء ِمن د ِ ِ
ني﴾ [النساء.]112: ون ال ُْم ْؤمنِ َ َ ََْ ْ ُ
ومساه هللا تعاىل فاسقا يف قوله تعاىل﴿ :ولَو َكانُوا ي ْؤِمنُو َن ِِب َِّ
َّيب َوَما أُنْ ِل َ إِلَْي ِه َما َّاَّتَ ُذ ُ
وه ْم َّلل َوالنِ ِ ُ َْ
اس ُقو َن﴾ [املاددة.]21: أَولِياء ولَ ِك َّن َكثِريا ِم ْن مم فَ ِ
ً ُْ َََْ
ريا ِ
وأخرب هللا يف كتابه أبنه تعاىل سخط على هؤالء وأهنم خملدون يف النار ،قال تعاىل﴿ :تَ َرى َكث ً
اب ُه ْماَّللُ َعلَْي ِم ْم َوِيف ال َْم َذ ِ س ُم ْم أَ ْن َس ِخ َ َّ س َما قَ َّد َم ْ ِ َّ َّ ِ ِ
ت َهلُ ْم أَنْ ُف ُ ين َك َف ُروا لَب ْئ َ
م ْن ُم ْم يَتَ َول ْو َن الذ َ
َخالِ ُدو َن﴾ [املاددة.]25:
وأهل العلم يفرقون بني أن يعني الكفار على املسلمني وأن يستعني به الكفار على املسلمني وبني
أن يستعني ابلكفار على املسلمني:
انقض من النواقض بال خالف؛ ألنه يناقض أصل اإلميان وال جيتمع معه.
فاألول ٌ
12
والقسم اآلخر مراتب:
منه :مباح.
ومنه :حرام.
ومنه :كفر.
مسألة :اجلاسوس للكفار على املسلمني هذا يعترب مظاهرا للكفار على املسلمني وحكمه حكم
من وقف يف صفوف الكفار بنفسه؛ ألن هذا العمل خيانةٌ هلل ولرسوله ^ وللمؤمنني ،وألن التجسس
قد يكون أعظم من القتال ابلنفس وأخطر ،وهذا العمل ال يصدر من ر
رجل يؤمن ابهلل واليوم اآلخر.
طادفة من أهل العلم ،وذهبوالتجسس من أنواع املظاهرة ،وال يصدر إال عن نفاق ،وهذا قول ر
بعض األدمة إىل أنه ال يكفر ،وهذا ضعيف ،ويستدلون بقصة حاطب ،وهذا غلط؛ ألن حاطبا
مل يفعل أكثر من كونه كشف سر النيب ^ ،وكان يف صفوف املسلمني ويف صف النيب
ر
حاطب ^ ،ومل يكن كالشاة العادرة ال إىل هؤالء وال إىل هؤالء ،ومع هذا اختلف العلماء يف فعل
كفر وعذر ابلتأويل؟ أو أنه كبرية؟ على قولني.
هل هو ٌ
حاطب على أن من كشف سر املسلمني وجب قتله ،وأن املانع من قتل ر وأيضا دلت قصة
ر
حاطب شهوده بدرا.
مسألة :ال يصح تنظري مسألة اجلاسوس على قصة حاطب ،فإن حاطبا مل يكن
جاسوسا للكفار ،ومل يفعل أكثر من كشفه سر النيب ^ مصانعة للمشركني ،وكان قد أتول يف هذا.
ومنافق وكاد ٌد لإلسالم وأهله ،وكفره
ٌ وخادن
ٌ عميل
والتجسس أعظم من كشف السر ،فاجلاسوس ٌ
مغلظ ،وقتله متعني.
مسألة :من قال أبن معاونة الكفار ومناصرهتم على املسلمني ليست كفرا واستدل على هذا بقصة
حاطب ،لزم من هذا أن قتل النيب ^ ومناصرة املشركني عليه ومعونتهم على قتله وقتل الصحابة
وإابدهتم ليس بكفر ،وهذا معىن االستدالل بقصة حاطب ،وال يصح االستدالل ابلقصة إال على معىن
جهمي جلد! فإن
ٌ أنه انصر املشركني على رسول هللا ^ وصحابته فلم يكفر ،ومن التزم هبذا فهو
أدمة املسلمني وأهل السنة أمجعني ال خيتلفون أبن من قتل نبيا أو أعان عدوه على قتله أنه كافر ،ومن
مل يلتزم هبذا بطل استدالله بقصة حاطب ،وبقيت األدلة يف كفر من أعان الكفار على املسلمني نقية
19
وال معارض هلا.
85
الناقض التاسع
قوله( :من اعتقد أن بمض الناس يسمه اخلروج عن شريمة دمحم ^) قد أمجع العلماء أنه جيب
اتباع الكتاب والسنة ،وعلى وجوب متابعة الرسول ^ ظاهرا وابطنا ،وأمجعوا على أنه ليس ر
ألحد أن
خيرج عن الشرع ،وأن من عبد هللا واتبع الكتاب والسنة مث ترك ذلك واستغىن عنهما بغريمها كان كافرا،
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اء﴾ [األعراف ،]1:وقال تعاىل: قال تعاىل﴿ :اتَّبمُوا َما أُنْ ِل َ إِلَْي ُك ْم م ْن َرب ُك ْم َوَال تَتَّبمُوا م ْن ُدونه أ َْوليَ َ
اَّلل وأ ِ ِ َّ ِ
الر ُسو َ ﴾ [النساء ،]59:وقال تعاىلَ ﴿ :وَم ْن يَ ْب تَ ِغ غَْي َر َطيمُوا َّ آمنُوا أَطيمُوا ََّ َ ين َ﴿ ََي أَيُّ َما الذ َ
اْلخرةِ ِمن ْ ِ ِ ِ ِ
ين﴾ [آل عمران.]25 : اخلَاس ِر َ ا ِإل ْس َالِم ديناً فَ لَ ْن يُ ْقبَ َل م ْنهُ َو ُه َو ِيف َ َ
وقد جاء يف البخاري عن أيب هريرة عن النيب ^ قال( :كل أميت يدخل اجلنة إال من أىب) قالوا:
ومن أيىب اي رسول هللا؟ قال( :من أطاعين دخل اجلنة ومن عصاين فقد أىب).
وقد بعث هللا حممدا ^ إىل مجيع الثقلني اجلن واإلنس ،وافرتض هللا على اخللق طاعته ،وأخذ
َخ َذ َّ
اَّللُ العهد على األنبياء عليهم السالم أن من أدركه منهم ليؤمنن به ولينصرنه ،قال تعاىلَ ﴿ :وإِ ْذ أ َ
ص ِد ٌق لِ َما َم َم ُك ْم لَتُ ْؤِمنُ َّن بِ ِه
اء ُك ْم َر ُسو ٌ ُم َ
ِ ِ ٍ ِ ٍ
ني لَ َما آتَ ْي تُ ُك ْم م ْن كتَاب َوح ْك َمة ُُثَّ َج َ ميثَا َق النَّبِيِ َ
ِ
ص ِري قَالُوا أَق َْرْرََن قَا َ فَا ْش َم ُدوا َوأ َََن َم َم ُك ْم ِم َن ِ
َخ ْذ ُُْت َعلَى َذل ُك ْم إِ ْ
ص ُرنَّهُ قَا َ أَأَق َْرْرُُْت َوأ َ
َولَتَ ْن ُ
ني﴾ [احلجر ،]99:أي :املوت. ك ح َّىت أيْتِي َ ِ َّ ِ ِ
ك الْيَق ُين﴾ [آل عمران ،]21:وقال تعاىلَ ﴿ :وا ْعبُ ْد َربَّ َ َ َ َ الشاهد َ
فمن ختلى عن الشريعة حمتجا بقصة اخلضر مع موسى مل ينفعه ذلك ومل يقبل منه ،وال يعترب أتويله
سادغا ،وحيكم عليه ابلكفر إمجاعا.
مث إن اخلضر مل يكن من قوم موسى فخرج عن شريعته ،ومل يكن موسى مبعواث إىل
اخلضر ،ومل يكن على اخلضر اتباع موسى ،وقد بُعث موسى إىل بين إسراديل ،وقد كان كل
ن ريب يُبعث إىل قومه خاصة إال نبينا حممدا ^ ،فقد بُعث إىل الناس كافة وإىل مجيع الثقلني ،وقد
افرتض هللا طاعته على مجيع الثقلني ،فكل من خرج عن شريعة هللا ومل يلتزم الكتاب والسنة فهو كافر.
ويدخل يف هذا :أصحاب القوانني الوضعية ،فهم خارجون عن شريعة هللا ومل يلتزموا الكتاب
والسنة ،قال ابن كثري رمحه هللا يف «البداية والنهاية»( :فمن ترك الشرع احملكم املنزل على دمحم بن عبد
هللا ^ خامت األنبياء وحتاكم إىل غريه من الشرادع املنسوخة كفر ،فكيف مبن حتاكم إىل الياساق
81
وقدمها على الكتاب والسنة؟! فمن فعل هذا كفر إبمجاع املسلمني).
ومن هذا :من زعم أن له أن يتبع حممدا ^ وله أن يتبع غريه ،فهو كافر أيضا ،وكذلك من ظن
ر
مرحلة من العلم أو العمر ومعه عقله سقطت عنه التكاليف ومل جيب عليه اتباع أنه إذا وصل إىل
كافر ابإلمجاع.
الكتاب والسنة ،فإنه ٌ
طادفة امتنعت عن الدخول يف طاعة هللا وطاعة رسوله ^ وامتنعت عن شر ر
يعة من مسألة :كل ر
شرادع اإلسالم الظاهرة املتواترة فإنه جيب قتاهلا ابتداء حىت يكون الدين كله هلل ،فإن امتنعوا عن بعض
الصلوات املفروضة أو الزكاة أو الصوم أو احلج أو عن التزام حترمي الدماء أو األموال أو الراب أو امليسر
أو نكاح ذوات احملارم أو امتنعوا عن التزام جهاد الكفار أو معاداهتم أو عن األمر ابملعروف والنهي عن
املنكر فإنه جيب قتال هؤالء ابإلمجاع ولو تكلموا ابلشهادتني حىت يلتزموا شرادع اإلسالم فيأتوا
ابلواجبات ويكفوا عن احملرمات.
أما غري املمتنعني من أهل داير اإلسالم فيجب إلزامهم ابلواجبات والكف عن احملرمات ،ومن
امتنع منهم عن شي رء فرتك الواجب أو فعل احملرم فإنه يعاقب على قدر ذنبه.
88
1. Jaruriyate din
)2. deep knowledge of deen (ulama
الناقض العاشر
تقوله( :اإلعراض عن دين هللا ال يتملمه وال يممل به ،والدليل﴿ :ومن أَظْلَم ِممَّن ذُكِر ِِبَي ِ
ََ ْ ُ ْ َ َ
ني ُم ْن تَ ِق ُمو َن﴾ [السجدة )]88 :اإلعراض أنواع: ِ ِ ِ
َربِه ُُثَّ أَ ْع َر َ
ض َع ْن َما إِ ََّن م َن ال ُْم ْج ِرم َ
ين َك َف ُروا َع َّما أُنْ ِذ ُروا َّ ِ
النوع األول :إعراض الكفار األصليني عن اإلسالم ،قال تعاىلَ ﴿ :والذ َ
ضو َن﴾ [األحقاف ،]1:وقال تعاىل﴿ :ومن أَظْلَم ِممَّن ذُكِر ِِبَي ِ ِ
ض َع ْن َما﴾ [السجدة: ت َربِه ُُثَّ أَ ْع َر َ ََ ْ ُ ْ َ َ ُم ْم ِر ُ
،]88وهذه اآلية تشمل املعرضني عن السماع واملعرضني عن العمل.
النوع الثاين :إعراض بعض املسلمني عن تعلم بعض ما أوجب هللا عليهم وما حرم عليهم مما ال
حمرم وال يكفر صاحبه.
يرتتب على ترك الواجب وال فعل احملرم ُكفر ،فهذا ٌ
النوع الثالث :إعراض املنتسب إىل اإلسالم عن أصل الدين إعراض مس رع أو إعراض فه رم
واستجابة ،مثل :أن يعرض بسمعه وقلبه عن الكتاب والسنة ال يصغي إىل ما فيهما البتة ،فأورثه هذا
انقض صريح من نواقض اإلسالم. فعل الشرك أو ترك أصل الدين أو الوقوع يف ر
وهذا هو مقصود املؤلف يف هذا الناقض ،وهذا ال يُعذر صاحبه بشيء ،كغالة الرافضة والدروز
والنصرييني واملناصرين ألعداء هللا على املسلمني ،وكالكهان والسحرة واملستهزدني ابلدين والطاعنني يف
الذات اإلهلية والوالغني يف عرض الرسول ^ ،فهؤالء ال يعذرون ويعدون معرضني عن تعلم أصل
دينهم ،وهؤالء يعرفون دنياهم وال يعرفون أصل دينهم ،ويبحثون عن طرق رفع معاشهم ووظادفهم وال
يبحثون عن طرق رفع اجلهل عنهم ،ويعرفون حقوق سلطاهنم وال خيطئون عليه وال يعرفون حقوق
َّاللَةُ إِنَّ ُم ُم
خالقهم ،ويَلغون يف حرمات هللا تعاىل ،قال تعاىل﴿ :فَ ِري ًقا َه َدى َوفَ ِري ًقا َح َّق َعلَْي ِم ُم الض َ
سبُو َن أَنَّ ُم ْم ُم ْمتَ ُدو َن﴾ [األعراف.]15: ون َِّني أَولِياء ِمن ُد ِ َّاَّتَ ُذوا َّ ِ
اَّلل َوَْي َ الشيَاط َ ْ َ َ ْ
قال ابن القيم رمحه هللا تعاىل يف كتاب «مدارج السالكني»( :إن حجة هللا قامت على العبد
إبرسال الرسول وإنزال الكتاب ،وبلوغ ذلك إليه ومتكنه من العلم به سواء علم ذلك أو جهل ،فكل
من متكن من معرفة ما أمر هللا به وهنى عنه فقصر عنه ومل يعرفه فقد قامت عليه احلجه ،وهللا تعاىل ال
يعذب أحدا إال بعد قيام احلجة عليه).
81
خاتمة املتن
قوله( :وال فرق يف مجيع النواقض بني اهلاز واْلاد واخلائف) املعىن :أنه ال خيتلف حكم
املتلبس ر
بشيء من هذه النواقض العشرة بني اهلازل واجلاد واخلادف.
واهلازل :هو القاصد للفظ العامل مبعناه ،ولكنه قد يكون ال يعتقد ذلك بقلبه ،وهذا ال يعذر بقول
الكفر؛ ألن هللا تعاىل مل يعذر املستهزدني به وآبايته وبرسوله ^ ،وهم كانوا مؤمنني قالوا كالما على
وجه املزح ،فمن استهزأ ابلدين أو هللا أو رسوله ^ أو ر
شيء من ثوابت الدين فإنه يكفر ولو كان
مازحا.
واملزح ليس مانعا من التكفري ما دام أنه يقول اللفظ بشعور منه وبدون إكراه.
ت َِّ
اَّلل َّخ ُذوا آَي ِ واملزح واهلزل غري ساد رغ يف أمور الدين وال يقبل من أحد ،قال تعاىل﴿ :وَال تَت ِ
َ َ
ص ٌل * َوَما ُه َو ِِب ْهلَْلِ ﴾ [الطارق ،]14-11:وجتب الرباءة ُه ُلًوا﴾ [البقرة ،]811:وقال تعاىل﴿ :إِنَّهُ لََق ْو ٌ فَ ْ
ين َّاَّتَ ُذوا ِدينَ ُك ْم َّ ِ ِ
آمنُوا َال تَ تَّخ ُذوا الذ َ
ين َ
َّ ِ
من هؤالء وعداوهتم وبغضهم؛ لقوله تعاىلََ ﴿ :ي أَيُّ َما الذ َ
اء﴾ [املاددة.]52: ْكتاب ِمن قَ بلِ ُكم والْ ُك َّف ِ ِ ِ ِ َّ ِ
ار أ َْوليَ َ
ين أُوتُوا ال َ َ ْ ْ ْ َ َ ُه ُلًوا َولَمبًا م َن الذ َ
وأما اجلاد :فهو القاصد للفظ املريد للمعىن ،فهذا ال يُعذر ابإلمجاع ،وسواء كان احلامل له طمعا
دنيواي أو خبثا عقداي أو مداراة ألحد.
وأما اخلادف :فاملقصود به اخلادف على منصبه أو جاهه أو على نقص ماله أو رتبته أو وظيفته،
فهذا ال يُعذر بشيء؛ ألن هللا تعاىل مل يعذره ومل يعذره رسوله ^ ،وألن أدمة الكفر يف العصور املاضية
ك ِِبَنَّ ُم ُم ْ
استَ َحبُّوا ا ْلَيَاةَ قد تركوا احلق حفاظا على دنياهم ورايساهتم ومل يعذروا ،قال تعاىل﴿ :ذَلِ َ
ين﴾ [النحل ،]152:وقال تعاىل عن أدمة الكفر: ِ ِ
اَّللَ َال يَ ْمدي الْ َق ْوَم الْ َكاف ِر َ الدنْ يَا َعلَى ْاْل ِخ َرةِ َوأ َّ
َن َّ ُّ
ِ ِِ ِ ت َِّ ﴿ا ْشتَ روا ِِبَي ِ
اء َما َكانُوا يَ ْم َملُو َن﴾ [التوبة.]9: ص ُّدوا َع ْن َسبيله إِنَّ ُم ْم َس َ اَّلل ََثَنًا قَل ًيال فَ َ َْ َ
ِِ
وهللا تعاىل مل يعذر إال املكره ،قال تعاىلَ ﴿ :م ْن َك َف َر ِِب ََّّلل م ْن بَ ْم ِد إَِيَانِِه إَِّال َم ْن أُ ْك ِرَه َوقَ لْبُهُ
ان﴾ [النحل ،]155:فلم يعذر هللا تعاىل إال املكره ،بشرط :أن يكون قلبه مطمئنا ابإلميان؛ مطْمئِ ٌّن ِِب ِْإلَيَ ِ
ُ َ
ألن عقيدة القلب ال يكره عليها أحد.
استَ َحبُّوا ا ْلَيَاةَ ُّ
الدنْ يَا َعلَى واإلكراه ال يكون إال ابلقول أو الفعل ،وقد قال تعاىل﴿ :ذَلِ َ
ك ِِبَنَّ ُم ُم ْ
ين﴾ [النحل ،]152:أي :أن الكفر مل يكن بسبب االعتقاد أو ِ ِ
اَّللَ َال يَ ْمدي الْ َق ْوَم الْ َكاف ِر َ
َن َّْاْل ِخ َرةِ َوأ َّ
84
البغض للدين أو حمبة الكفر ،إمنا سببه أن له حظا من حظوظ الدنيا فآثره على الدين قال ^:
(ابدروا ابألعمال فتنا كقطع الليل املظلم ،يصبح الرجل مؤمنا وميسي كافرا ،وميسي مؤمنا ويصبح كافرا،
يبيع دينه ر
بعرض من الدنيا) ،رواه مسلم.
قوله( :وكلما من أعظم ما يكون خطرا) أي :أن هذه النواقض العشرة املنتخبة من نواقض عديدةر
ً
ر
ومسلمة أن يتعلموا ذلك وحيفظوها فحري بكل مسل رم هي أخطر النواقض وأكثرها وقوعا من اخللق،
ٌ
ر
بشيء من ذلك ،وحىت َحيذروا أهلها ،فإن املرتد جيب معاداته وبغضه والرباءة حىت يتَّقوها وال يتلبسوا
منه ،وكفره أغلظ من كفر الكفار األصليني ،فال جتوز مناكحته ،وال تقبل منه اجلزية ،وهو بني خيارين:
إما أن يعود إىل اإلسالم ويتربأ مما عمله ،أو يُقتل بعد استتابته.
مهمة وكبريةر وكثريٌ من اخللق يغلطون فيها :وهي أن املنتسب لإلسالم إذا جاء مسألة رر وأُنبه على
بناقض وثبتت ردته ال يدخل يف اإلسالم مبجيئه ابلشهادتني؛ ألنه مل جيحدمها ومل يزل بنطق هبما ،وألنه ر
قد يكون يعتقد أن اإلسالم هو ما هو عليه ،وال يكون مثل هذا مسلما حىت يتربأ مما جاء به ويرتكه،
بشرك وجب عليه تركه والرباءة منه ،وإن جاء بسب هللا وجب عليه التوبة من هذا ،وإن جاء فإن جاء ر
مبعونة الكفار على املسلمني لزمه التخلي عن ذلك والرباءة من ذلك الفعل.
وأما اذا كانت ردته بتحليل احلرام املقطوع به فإن توبته ال تكون بدون اعتقاد التحرمي.
قر مبا جحده وأييت وإذا كانت ردته جبحد إحدى الشهادتني فإنه ال يكون مسلما حىت يُ َّ
ابلشهادتني.
حممد ^ أكمل من هديه ^ فإنه مرت ٌد وال يدخل يف اإلسالم بقول ومن اعتقد أن هدي غري ر
الشهادتني ،فإنه يقوهلما ومل يرتكهما ،وقد يكون مصليا وصادما ،فهذا ال يكون مسلما حىت يتربأ مما
حممد ^ خري هدي. جاء به ويقر أن هدي ر
الزم لكل مسل رم ومسلمة ،فإن من خاف من الشيء قوله( :فينبغي للمسلم أن يذرها) وهذا ٌ
شيء من ذلك مهلكةٌ وخسارةٌ يف الدنيا واآلخرة ،وذلك هو اخلسران اتقاه وحذره ،وألن الوقوع يف ر
املبني ،وكلما كان اإلنسان حريصا على دينه وعقيدته خاف عليه وحذر مما ينافيه أو يدنسه ،قال تعاىل
ام﴾ [إبراهيم.]15:َصنَ َ اجنُ ْب ِِن َوبَِ َّ
ِن أَ ْن نَ ْمبُ َد ْاْل ْ حاكيا عن خليله إبراهيم َ ﴿ :و ْ
حاالت دون حاالت ،وجيوز يف مواض رع دون مواضع ،ويف ر مسألة :اإلكراه له شروط ،ويعترب يف
حمرم على التأبيد ،كقتل نو ر
اقض دون نواقض ،وقد أمجع العلماء على أن اإلكراه ال يصح فيما هو ٌ
85
النفس بغري احلق ،وعلى هذا :ال تقبل دعوى اإلكراه يف مظاهرة الكفار على املسلمني وقتاهلم.
وقد ذكر الفقهاء شروطا لإلكراه:
عاجز عن دفع ذلك. .1أن يكون فاعله قادرا على إيقاع ما يـُ َهدد به ،واملأمور ٌ
.8أن يغلب على الظن أنه إذا امتنع أوقع به ذلك.
ر
مدافعة وحماولة التخلص مما أكره عليه. .1أن يُظهر املأمور الكراهية وال يبدي املوافقة دون
مسألة :األخذ ابلعزمية أفضل من األخذ ابلرخصة ،فمن اختار الضرب واهلوان والقتل على الكفر
أو قول الباطل أفضل عند هللا وأزكى له وأرفع لذكره.
مسألة :األفضل للقدوات والعلماء واملتـَّبَعني األخذ ابلعزمية ،كما فعل اإلمام أمحد بن حنبل ،وهذا
ضرر على املسلمني.
اجب يف حالة أن يندرس فيها احلق ،أو يكون فيها ٌ و ٌ
وتشجيع للمسلمني على
ٌ إظهار له ومراغمةٌ للطغاة
واألخذ ابلعزمية فيه إبقاءٌ هليبة احلق و ٌ
التضحيات واإلقدام وختلي ٌد للمواقف احملمودة واملساعي املشكورة وختلي ٌد لذكره.
وهللا أعلم ،واحلمد هلل والصالة والسالم على رسوله وآله وصحبه ومن وااله.
85
ملحق
82
.5مسألة :من أكثر من احلكم بغري ما أنزل هللا يف مسادل معينة وهو ال يستحل ذلك؟
هذا حيكم عليه ابلغالب ،فإن غلب عليه احلكم بغري ما أنزل هللا كفر.
.5مسألة :األعراف القبلية ؟
األعراف القبلية إذا مل حتلل حراما أو حترم حالال فإهنا جادزة ،فإن بعض األعراف القبلية مما
حث عليها الشرع ،واألعراف اليت ختالف الشرع فبعضها مما يناقض أصل اإلميان وبعضها معاص.
.2مسألةٌ من األعراف القبلية :منهم من يقول :تريد حكم هللا أو حكم القبيلة؟ فهذا حتت النوع
الثاين الذي يظن أنه خمريٌ بني حكم هللا وحكم غريه.
انقض وهو كفر؛ ألنه
.2مسألة :حوار األداين إذا كان تذويبا لإلسالم يف الدايانت األخرى فهو ٌ
ومسخ للوالء والرباء ،وال جيوز
ٌ مسخ لإلسالم
ال تقريب بني األداين أصال؛ ألن التقريب ٌ
ظ شرعي ،أما التقريب فال أصل له حضور مثل هذا؛ ألن املسلم يدعو وال يدعى ،واحلوار لف ٌ
حىت مع أهل البدع.
اسخ يف العقيدة فال أبس بذلك ،وأما إذا وأما إذا كانت الدعوة إىل احلوار قادمة على عارمل ر ر
ط حمض ،وال جيوز اإلقرار به.
كان رجال منحرفا فهذا غل ٌ
خمتلف فيه ،وقد قال طادفةٌ أنه كفر.
حاطب ٌ ٌ .9مسألة حاطب :ذات الفعل الذي فعله
حاطب الكفر هو التأويل الذي أتوله حاطب. ر والذي دفع عن
ويف مثل هذه املسألة إذا كان التأويل قواي واملسألة حمتملةٌ قبل التأويل ،ويلتفت يف هذا التأويل
ألهل العلم والصالح ال ألهل الضالل والطغاة ،وقد ذكر اإلمام الذهيب حنوا من هذا يف «سري
أعالم النبالء» يف ترمجة قتادة رمحه هللا.
ر
حاطب الكفر؛ ألن الطاعات ال تدفع الكفر ،وإمنا دفع عن وأما شهود بدر فإنه مل يدفع عن
حاطب القتل لكونه كشف السر؛ ألن كاشف السر يقتل مهما كان قصده ،ويقتل لكشفه السر
املقتضي للمواالة ،وكاشف السر إذا كان قاصدا متعمدا كفر وقتل.
ر
حاطب إذا وجد التأويل كان القتل حدا ،وإن مل يوجد التأويل كان القتل ردة. ويف مثل قصة
حاطب على أن من وقف يف صفوف الكفار مقاتل ر وقد استدل كثري من املعاصرين بقصة
ضد املسلمني أنه ال يكفر؛ ألن حاطبا مل يكفر ،وهذا من أقبح االستدالالت! ألن حاطبا مل يفعل
أكثر من كونه كشف السر ،ويلزم على هؤالء أن من أعان على قتل النيب ^ مل يكفر؛ ألهنم قالوا
82
أبن حاطبا أعان على قتل املسلمني ومل يكفر ،فإن التزموا بذلك كانوا جهمية ضالني ،وإن مل
يلتزموا به بطل االستدالل بقصة حاطب ،وبقيت ردته على ما قال تعاىلَ ﴿ :وَم ْن يَتَ َوَّهلُ ْم ِم ْن ُك ْم
فَِإنَّهُ ِم ْن ُم ْم﴾ [املاددة.]51:
أما جاسوس الكفار الذي يتجسس لصاحلهم على املسلمني ففيه خالف:
فقيل( :ليس بكافر ،ويعزر).
وقيل( :ليس بكافر ،ويقتل).
وقيل( :كافر ويقتل على الكفر)؛ ألنه مل يقل عن العسكري واجلندي ،وقد يكون أنكى
وأشد ،وهذا روايةٌ عن أمحد ،وهو قول ابن القاسم من املالكية ،وهو الصحيح.
كفر
ومسألة اجلاسوس هي من املفردات املختلف فيها يف مسألة املظاهرة؛ ألن جنس املظاهرة ٌ
كفر وردة ،أما املفردات فتبقى أحكامها على حدة،
وردة ،واإلمجاع منعق ٌد على أن جنس املظاهرة ٌ
جممع عليها مثل :الوقوف يف صفوف الكفار ،واملعونة ابملال ،واملشورة ،وبعضفبعض املفردات ٌ
خمتلف فيها مثل :اجلاسوس.
املفردات ٌ
ر
حاطب ولكن مما ينبغي معرفته أن حاطبا ليس جباسوس! وتنظري مسألة اجلاسوس على قصة
غلط!
.15مسألة :الرافضة ثالث وسبعون فرقة ،وكل فرقة يعطون حقها ،فالذين عندان درسوا يف مدارسنا
وعاشوا بني املسلمني وقامت عليهم احلجة فليس هلم عذر.
89
الفهرس
املقدمة 1 .................................................................................
شرح نواقض اإلسالم8 .....................................................................
الناقض األول 1 ...........................................................................
الناقض الثاين 5 ...........................................................................
الناقض الثالث 5 ..........................................................................
الناقض الرابع 2 ...........................................................................
الناقض اخلامس 18 .......................................................................
الناقض السادس 14 .......................................................................
الناقض السابع 15 ........................................................................
الناقض الثامن 12 .........................................................................
الناقض التاسع 81 ........................................................................
الناقض العاشر 81 ........................................................................
خامتة املنت 84 ............................................................................
ملحق 82 ................................................................................
الفهرس 15 ..............................................................................
15