You are on page 1of 1

‫التاريخ‪ 31 :‬رجب ‪3111‬‬ ‫جمالس اخلضر‬

‫املوضوع‪ :‬تعريف اإلسالم‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نيب بعده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد سألين كثري من إخويت طلبة العلم عن عبارة "اخلُلوص من الشرك" يف تعريف‬
‫ِ‬
‫ابلطاعة‬ ‫االنقياد له‬ ‫ِ‬
‫ابلتوحيد و ِ‬ ‫اإلسالم الذي عرفه بعض املشايخ‪" :‬هو االستسالم ِ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬
‫واخلُلوص من الشرك"‪ .‬فأقول هلم‪" :‬اإلسالم هو االستسالم هلل ابلتوحيد واالنقياد له ابلطاعة‬
‫والرباءة من الشرك وأهله"‪ ،‬هذا هو الصحيح‪ .‬ال شك أن عبارة "الرباءة من الشرك وأهله"‬
‫أكمل من عبارة "اخللوص من الشرك"‪ ،‬ألن اخللوص من الشرك إمنا هو خروج عن الشرك‪،‬‬
‫وليس فيه معىن الرباءة من الشرك وأهله‪ .‬واملرجئة اليوم يوافقون على عبارة "اخللوص من‬
‫الشرك"‪ ،‬وال يوافقون على عبارة "الرباءة من الشرك وأهله"‪ ،‬ألهنم ال يكفرون من أشرك ابهلل‬
‫الشرك األكرب وقد بلغته احلجة‪ .‬ولذلك ال بد ألهل التوحيد أن يتربؤوا من الشرك وأهله خالفا‬
‫ين َم َعهُ إِ ْذ قَالُوا لَِق ْوِم ِه ْم‬ ‫ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫ُس َوةٌ َح َسنَةٌ يف إبْ َراه َيم َوالذ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫للمرجئة‪ ،‬لقول هللا تعاىل‪{ :‬قَ ْد َكانَ ْ‬
‫ضاءُ أَبَدا‬ ‫ون َِّ‬
‫اَّلل َك َف ْرََّن بِ ُك ْم َوبَ َدا بَْي نَ نَا َوبَْي نَ ُك ُم الْ َع َد َاوةُ َوالْبَ ْغ َ‬ ‫إِ ََّّن ب رآء ِمْن ُكم وِِمَّا تَعب ُدو َن ِمن د ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َُ ُ ْ َ ْ ُ‬
‫َح ََّّت تُ ْؤِمنُوا ِاب ََّّللِ َو ْح َدهُ} [املمتحنة‪ .]1 :‬وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رمحة هللا علينا‬
‫وعليه‪ " :‬واملرء قد يكره الشرك‪ ،‬وحيب التوحيد‪ ،‬لكن أيتيه اخللل من جهة عدم الرباءة من أهل‬
‫الشرك‪ ،‬وترك مواالة أهل التوحيد ونصرهتم‪ ،‬فيكون متبعا هلواه‪ ،‬داخال من الشرك يف شعب‬
‫هتدم دينه وما بناه‪ ،‬اتركا من التوحيد أصوال وشعبا‪ ،‬ال يستقيم معها إميانه الذي ارتضاه‪ ،‬فال‬
‫وسواه‪ ،‬وكل هذا يؤخذ من شهادة‪:‬‬ ‫حيب ويبغض هلل‪ ،‬وال يعادي وال يوايل جلالل من أنشأه ّ‬
‫أن ال إله إال هللا"‪[ .‬الدرر السنية‪.]193/8 :‬‬
‫أسأل هللا أن يثبتنا ابلقول الثابت يف احلياة الدنيا ويف اآلخرة‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫كتبه‬

‫الخضر‬
‫حممد اخلضر األندونيسي‬

You might also like