You are on page 1of 10

‫الجزء الثاني‬

‫قال تعالى‪ { :‬في بيوت أذن هللا أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو واآلصال } ‪.‬‬

‫ما المراد بالبيوت ؟ وما الراجح ؟‬


‫اختلف في البيوت على ثالثة أقوال‬
‫األول ‪ :‬أنها المساجد ; وهو قول ابن عباس ‪ ،‬وجماعة ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنها بيت المقدس ; قاله الحسن ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنها سائر البيوت ; قاله عكرمة ‪.‬‬
‫ما األقوال الواردة في قوله ‪" :‬ترفع" ؟‬
‫فيها ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬تبنى ‪ ،‬كما قال ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } قاله مجاهد ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬تطهر من األنجاس واألقذار ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ { :‬وطهر بيتي } وقوله ﷺ‪ { :‬إن المسجد لينزوي من النجاسة ك‬
‫تنزوي الجلدة من النار }‬
‫وهذا هو الراجح‬
‫الثالث ‪ :‬أن تعظم ; قاله الحسن ‪.‬‬
‫واالقرب ‪ :‬ان تبني وقد قال النبي ﷺ‪ { :‬من بنى هلل مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى هللا له بيتا في الجنة } ‪.‬‬

‫عالم يدل قوله "ويذكر فيها اسمه " ؟ ‪ /‬ما معني قوله "ويذكر فيها اسمه" ؟‬
‫هذا يدل على أنها المساجد كلها‬
‫معني االيه‬
‫ضرب هللا المثل لنوره بالزيت الذي يتوقد منه المصباح في البقعة المكرمة ‪ ،‬وهي المساجد ‪ ،‬تتميما لتشريف المثل‬
‫وجالله من كل جهة ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ { :‬وإذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون } ‪.‬‬

‫ما سبب نزول اآلية ؟‬


‫روى الطبري أن رجال من المنافقين كان يقال له بشر ‪ ،‬كانت بينه وبين رجل من اليهود خصومة ‪ ،‬وكان اليهودي‬
‫إلى التحاكم عند النبي ‪ ،‬وكان المنافق يدعوه إلى كعب بن األشرف ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن محمدا يحيف علينا ‪ ،‬وكان المنافق‬
‫توجه عليه الحق دعا إلى غير النبي ﷺ ‪ ،‬وإذا كان له الحق دعاه إليه ليستوفيه له ; فنزلت اآلية فيه ‪.‬‬
‫الحكم بين المعاهد والمسلم‬
‫‪ .1‬القضاء يكون للمسلمين ال حق ألهل الذمة فيه‬
‫‪ .2‬وإن كان بين ذميين فذلك إليهما ‪ ،‬فإذا جاء قاضي اإلسالم فإن شاء حكم وإن شاء أعرض‬
‫ما حكم اجابه الدعوي الي الحاكم‬
‫هذه اآلية دليل على وجوب إجابة الدعوى إلى الحاكم ; ألن هللا سبحانه ذم من دعي إلى رسول هللا ليحكم بينه وبين‬
‫فلم يجب بأقبح المذمة ‪ ،‬وقد بينا في أصول الفقه أن حد الواجب ما ذم تاركه شرعا ‪.‬‬
‫وقد روى أبو األشعث ‪ ،‬عن الحسن أن رسول هللا ﷺ قال ‪ { :‬من دعي إلى حاكم من المسلمين فلم يجب فهو ظالم ‪،‬‬
‫له } ‪.‬‬
‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪1‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬
‫صحه هذا الحديث ‪ :‬وهو حديث باطل ‪ ،‬فأما قوله ‪ :‬فهو ظالم فكالم صحيح ‪.‬‬
‫وأما قوله ‪ :‬ال حق له فال يصح ‪ ،‬ويحتمل أن يريد به أنه على غير الحق ‪.‬‬

‫قال تعالى‪ { :‬وأقسموا باهلل جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل ال تقسموا طاعة معروفة إن هللا‬
‫خبير بما تعملون } ‪.‬‬

‫ما معني قوله { جهد أيمانهم } ؟‬


‫يعني غاية أيمانهم‬
‫ما سبب نزول اآلية ؟‬
‫نزلت في قوم كانوا يتخلفون عن الجهاد ثم يعتذرون ‪ ،‬فإذا عوتبوا قالوا ‪ :‬لو أمرتنا يا رسول هللا لخرجنا ‪ ،‬ويحلفون‬
‫ذلك ‪ ،‬فقال هللا لهم ‪ :‬ال تقسموا‬
‫ما معني { طاعة معروفة } ؟‬
‫فيها ثالثة تأويالت ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬طاعة معروفة أمثل ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬طاعة معروفة بينكم فيها الكذب ‪ ،‬أي هي طاعة هللا معروفة قوال ‪ ،‬باطلة قطعا ; ال يفعلونها إال إذا أمرتهم‬
‫يؤمروا ما فعلوا ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬قال مجاهد ‪ :‬معنى قوله ‪ :‬طاعة معروفة أنكم تكذبون يعني ليست لكم طاعة‬
‫ما القراءات الواردة في طاعه ؟‬
‫وقد قرئت " طاعة " بالنصب على المصدر ‪ ،‬ويكون قول طاعة منصوبة ابتداء كالم ‪ ،‬ويرجع المعنى فيه إلى قول‬
‫‪ ،‬إال أن اإلعراب يختلف ‪ ،‬والمعنى واحد‬
‫قال تعالى " وعد هللا الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في األرض كما استخلف الذين من‬
‫قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ال يشركون بي شيئا‬
‫ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "‬

‫ما سبب نزول اآلية ؟‬


‫• روي أن بعض أصحاب النبي ﷺ شكا إليه ما هم فيه من العدو ‪ ،‬وتضييقه عليهم ‪ ،‬وشدة الخوف ‪ ،‬وما يلقون‬
‫من األذى ‪ ،‬فنزلت هذه اآلية بالوعد الجميل لهم ‪ ،‬فأنجزه هللا ‪ ،‬وملكهم ما وعدهم ‪ ،‬وأظهرهم على عدوهم ‪.‬‬
‫• وروى أبو العالية قال ‪ { :‬مكث النبي ﷺ عشر سنين خائفا يدعو هللا سرا وجهرا ‪ ،‬ثم أمر بالهجرة‬
‫إلى المدينة ‪ ،‬فمكث بها وأصحابه خائفين يصبحون في السالح ويمسون ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬ما يأتي علينا يوم‬
‫نأمن فيه ‪ ،‬ونضع عنا السالح ‪ ،‬فقال النبي ﷺ ال تعبرون إال يسيرا حتى يجلس الرجل منكم من المأل العظيم‬
‫محتبيا ليس بيده حديدة } ‪ ،‬وأنزل هللا هذه اآلية ‪.‬‬
‫حق‪ ،‬وقول صدق‪ ،‬يدل ذلك على‬
‫قال أبوبكر بن العربي في تفسير هذه اآلية‪« :‬قال علماؤنا‪ :‬هذه اآلية وع ُد ٍّ‬
‫صحة إمامة الخلفاء األربعة‪ ،‬ألنه لم يتقدمهم أحد في الفضيلة إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫فأولئك مقطوع بإمامتهم‪ ،‬متفق عليهم‪ .‬وص َدقَ وع ُد هللا فيهم‪ .‬وكانوا على الدين الذي ارتضى لهم‪ .‬واستقر‬
‫األمر لهم‪ .‬وقاموا بسياسة المسلمين‪ ،‬وذبوا عن حوزة الدين‪ .‬فنفذ الوعد فيهم وعليهم ورد‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪2‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬


‫لماذا تدل اآلية علي صحه إمامه الخلفاء األربعة إجماال ؟‬
‫قام أبو بكر بدعوة الحق‪ ،‬واتفاق الخلق‪ ،‬وواضح الحجة‪ ،‬وبرهان الدين فبايعه الصحابة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ثم استخلف عمر فلزمت الخالفة‪ ،‬وتعين السمع والطاعة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ق الفسيح جعل الثالثة أمرهم الى ثالثة ثم‬ ‫سا ِ‬
‫ثم جعلها عمر شوري فصارت لعثمان بالنظر الصحيح‪ ،‬والم َ‬ ‫‪.3‬‬
‫أخرج عبد الرحمن نفسه بشرط أن يكون الي من اختاره من الرجلين فاختار عثمان‬
‫أخذا ً باألفضل فاألفض ِل‪ ،‬وانـتقاال من َّ‬
‫األول إلى األول‬ ‫ي‪ْ ،‬‬‫‪ .‬ثم قُتل عثمان مظلوما‪ .‬فلم يـبق إال عل ٌّ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ -‬فال إشكال لمن جنف عن المحال أن التنزيل على هؤالء األربعة وعد هللا في هذه اآلية‬
‫الن الخالفة كملت لحال أبي بكر فاتحة وخاتمة‬ ‫•‬
‫ثم كملت لعمر وكسر الباب فاختلط الخشار باللباب وانجرت الحال مع عثمان واضحة للعقالء معترضا عليها‬ ‫•‬
‫من الحمقى‬
‫ثم نفذ القدر بقتله إيثارا للخلق منه على نفسه وأهله‬ ‫•‬
‫ثم قام علي أحسن قيام ولكنه وجد األمور نشرا وما رام رتق خصم إال انفتق عليه خصم ونسبت إليه أمور‬ ‫•‬
‫هو منها بريء براءة الشمس من الدنس‬
‫وطالبه األجل حتى غلبه فانقطعت الخالفة وصارت الدنيا ملكا تارة لمن غلب وأخرى لمن خلب حتى انتهى‬ ‫•‬
‫الوعد الصادق‬

‫استدل بعضهم أن الحسين بن علي ليس من الخلفاء الراشدين وبعضهم جعله فيهم ‪ .‬اذكري أدله الفريقين‬
‫حديث سفينة قال سعيد بن حمدان عن سفينة قال رسول هللا " خالفة النبوة ثالثون سنة ثم يؤتي هللا الملك‬
‫من يشاء " قال سعيد ‪ :‬قال لي سفينة أمسك عليك أبو بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلى‬
‫كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤالء يزعمون أن عليا لم يكن خليفة قال كذبت استاءه بنو الزرقاء‪ -‬يعني بني‬
‫مروان‪-‬‬
‫زاد في رواية " أعدد أبو بكر كذا وعمر كذا وعثمان كذا وعلي كذا والحسن ستة فهؤالء ثالثون سنة "‬
‫وقد روى الترمذي وغيره أن رجال قام إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال له يا مسود وجوه‬
‫المؤمنين فقال ال بأس رحمك هللا فإن النبي أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك‬
‫الكوثر) ونزلت (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) يملكها‬
‫بعدك بنو أمية يا محمد‬
‫ما المراد بقوله‪ { :‬ليستخلفنهم في األرض } ؟‬
‫فيه قوالن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنها أرض مكة ‪ ،‬وعدت الصحابة أن يستخلفوا فيها الكفار ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنها بالد العرب والعجم وهو الصحيح ; ألن أرض مكة محرمة على المهاجرين ‪.‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم { لكن البائس سعد بن خولة } يرثي له رسول هللا ﷺ أن مات بمكة ‪.‬‬
‫وقال في الصحيح أيضا ‪ { :‬يمكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثالثا } ‪ .‬من رواية العالء بن الحضرمي ‪.‬‬
‫لماذا حرمت مكة علي المهاجرين ؟ وما الدليل علي تحريمها ؟‬
‫الن المهاجر مأمور أال يقيم في البلد التي هادر منها الن المحافظة علي الهجرة وفضلها أفضل من اإلقامة بمكة‬
‫الدليل ‪ :‬حديث النبي ﷺ " ثالث من للمهاجر بعد الصدر "‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪3‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬


‫قال تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثالث‬
‫مرات من قبل صالة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صالة العشاء ثالث عورات‬
‫لكم ليس عليكم وال عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين هللا لكم اآليات‬
‫وهللا عليم حكيم } ‪.‬‬

‫اذكري العام والخاص في قوله تعالي " يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا‬
‫وتسلموا على أهلها} ‪ { ،‬ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم }؟‬
‫هذه آية خاصة‪ ،‬والتي قبلها عامة‬
‫‪ -‬ألنه قال فعم‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } ‪ ،‬ثم خص‬
‫هاهنا فقال ‪ { :‬ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } فخص في هذه اآلية بعض المستأذنين ‪ ،‬وهم الذين ملكت‬
‫أيمانكم من مسألة جميع المسلمين في اآلية قبلها‬
‫‪ -‬وكذلك أيضا تناول القول في اآلية األولى جميع األوقات عموما‪ ،‬وخص في هذه اآلية بعض األوقات‬

‫ما المراد في قوله ‪ { :‬ملكت أيمانكم }‬


‫ثالثة أقوال‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنهم الذكران واإلناث‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه العبد دون األمة ; قاله ابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنهن اإلناث ; قاله أبو عبد الرحمن السلمي‪.‬‬
‫هل اآلية محكمة أو منسوخة ؟‬
‫فقال ابن عمر ‪ :‬هي محكمة يعني في الرجال خاصة ‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ‪ :‬قد ذهب حكمها ; روى عكرمة أن نفرا من أهل العراق سألوا ابن عباس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا ابن‬
‫عباس ‪ ،‬كيف ترى في هذه اآلية التي أمرنا فيها بما أمرنا ‪ ،‬فال يعمل بها أحد ; قول هللا ‪ { :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } ؟ فقال ابن عباس ‪ :‬إن هللا رفيق بجميع المؤمنين يحب الستر ‪ .‬وكان‬
‫الناس ليس لبيوتهم ستور وال حجال ‪ ،‬فربما دخل الخادم أو ولده أو يتيمة الرجل ‪ ،‬والرجل على أهله ; فأمر‬
‫هللا باالستئذان في تلك العورات ‪ ،‬فجاءهم هللا بالستور ‪ ،‬والخير ‪ ،‬فلم أر أحدا يعمل بذلك ‪.‬‬
‫وهذا ضعيف جدا بما بيناه في غير موضع من أن شروط النسخ لم تجتمع فيه من المعارضة ‪ ،‬ومن التقدم‬
‫والتأخر ‪ ،‬فكيف يصح لناظر أن يحكم به ؟‬
‫الراجح ‪ :‬أنها محكمه ألنه ال يوجد ما يعارض األصل والعمل به بدليلين أولي من الحمل بدليل وإهدار اآلخر‬
‫لماذا أضعف المصنف النسخ في اآلية؟‬
‫ألن شروط النسخ غير موجوده وهي المعارضة‬
‫ما معني الحجال؟‬
‫ساتر كالقبة يزين بالقماش الحسن للعروس فاذا كان الجحله علي سرير مجموع ذلك أريكه‬
‫مفردها‪ :‬جحله‬
‫قال بن العربي " المسألة الرابعة‪ :‬في التنقيح ‪ :‬اعلموا وفقكم هللا أن الحجبة واقعة من الخلق شرعا ‪ ،‬ولذلك‬
‫وجب االستئذان حتى يخلص به المحجور من المطلق ‪ ،‬والمحظور من المباح ‪ ،‬وقد قال هللا تعالى ‪ { :‬ال‬
‫تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } ‪ .‬ثم قال ‪ { :‬أو ما ملكت أيمانكم } على ما‬
‫شرحناه ‪ ،‬فاستثنى ما ملكت اليمين من المحجور ‪ ،‬ثم استثنى في ملك اليمين هذه األوقات الثالثة ; فالعبد إذا‬
‫كان وغدا ‪ ،‬أو ذا منظرة ‪ ،‬وكان حكمه في الحجبة على صفة فإن هذه األوقات الثالثة ال يدخل فيها عبد‬
‫كيفما كان وال أمة إال بعد االستئذان "‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪4‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬


‫لماذا حرم الدخول بغير اذن؟‬
‫ألجل حرمه النظر‬
‫ما اسم الكتاب؟‬
‫"تنقيح األصول في علم األصول" لإلمام شهاب الدين القرافي المالكي توفي سنه ‪684‬‬
‫ما معني المحظور؟‬
‫المحرم‬
‫ما معني المطلق المباح؟‬
‫المبــاح‪ :‬الذي ال يثاب فاعله وال يلزم تاركه‬
‫المطلق‪ :‬المحرر من القيد‬
‫ما معني المنظرة؟‬
‫‪ .1‬يميز بين األشياء‬
‫‪ .2‬مكان في البيت الستقبال الزائرين‬
‫‪ .3‬ما يسر المرء‬
‫ما معني الوغد ؟‬
‫‪ .1‬الخفيف األحمق الضعيف العقل الرذل الدنيء‬
‫‪ .2‬وقيل ‪ :‬الضعيف في بدنه‬
‫قول تعالي { ثالث مرات } ‪ ،‬لماذا ذكر القران هذه األوقات الثالثة ؟‬
‫فذكر قبل صالة الفجر ‪ ،‬وعند الظهيرة ‪ ،‬وهي القائلة ‪ ،‬ومن بعد صالة العشاء ‪ ،‬ألنها أوقات الخلوة التي‬
‫يكون فيه التصرف بخالف الليل كله ‪ ،‬فإنه وقت خلوة ‪ ،‬ال تصرف فيه ; ألن كل أحد مستغرق بنومه ‪ ،‬وهذه‬
‫األوقات الثالثة أوقات خلوة وتصرف ‪ ،‬فنهوا عن الدخول بغير إذن لئال يصادفوا منظرة مكروهة ‪.‬‬
‫ما الفرق بين هذه األوقات الثالثة وبين الليل؟‬
‫هذه األوقات هي أوقات الخلوة التي يكون فيه التصرف بخالف الليل كله‪ ،‬فإنه وقت خلوة ‪ ،‬ال تصرف فيه‬
‫ألن كل أحد مستغرق بنومه‬
‫لماذا لم يذكر الليل من خمس أوقات االستئذان؟ مع ذكر الدليل؟‬
‫ألنه وان كان وقت خلوه ولكنه ال تصرف فيه فنهوا عن الدخول بغير إذن لئال يصادفوا منظرة مكروهة‬
‫الدليل ‪ :‬في الصحيح ‪ { :‬كان النبي ﷺ يصلي كذا وركعتين قبل صالة الصبح وكانت ساعة ال يدخل على‬
‫النبي ﷺ فيها } ‪.‬‬
‫وعن عائشة ‪ { :‬كان النبي ﷺ ينام أول الليل ‪ ،‬ويقوم آخره ‪ ،‬ثم يرجع إلى فراشه حتى يأتيه المؤذن ‪ ،‬فإن‬
‫كانت به حاجة اغتسل ‪ ،‬وإال توضأ وخرج }‬
‫قال بن العربي‪ :‬يريد بقوله ‪ { :‬صالة العشاء } التي يدعوها الناس العتمة ‪ :‬وفي الصحيح من رواية عبد هللا‬
‫بن المغفل المزني أن النبي ﷺ قال ‪ { :‬ال يغلبنكم األعراب على اسم صالتكم المغرب } ‪ .‬قال ‪ :‬واألعراب‬
‫تقول العشاء ‪ ،‬وتسمى أيضا العشاء العتمة ‪ ،‬ففي الحديث الصحيح ‪ { :‬لو يعلمون ما في العتمة والفجر‬
‫ألتوهما ولو حبوا }‬
‫وفي البخاري أيضا عن أبي برزة ‪ { :‬كان النبي ﷺ يؤخر العشاء } ‪ .‬وقال أنس ‪ { :‬أخر النبي ﷺ العشاء‬
‫اآلخرة } ‪.‬‬
‫وفي حديث عائشة ‪ { :‬أعتم النبي ﷺ بالعتمة }‪.‬‬
‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪5‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬
‫وقول أنس في البخاري‪ " :‬العشاء اآلخرة يدل على العشاء األولى " ‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ { :‬ال يغلبنكم األعراب على اسم صالتكم العشاء يدعونها العتمة } ألنهم يعتمون بحالب اإلبل ‪.‬‬
‫ما قول بن العربي في هذه المسألة؟‬
‫هذه أخبار متعارضة ال يعلم منها األول من اآلخر بالتاريخ‪ ،‬لكن كل حديث بذاته يبين وقته ‪ ،‬وذلك أن النهي‬
‫من النبي ﷺ عن تسمية صالة المغرب عشاء ‪ ،‬وعن تسمية صالة العشاء عتمة ثابت ; فال مرد له من أقوال‬
‫الصحابة فضال عمن عداهم ‪.‬‬
‫وقد كان ابن عمر يقول‪ :‬من قال صالة العتمة فقد أثم ‪.‬‬
‫وقال ابن القاسم‪ :‬قال مالك ‪ { :‬ومن بعد صالة العشاء ثالث عورات لكم } فاهلل سماها صالة العشاء ‪ ،‬فأحب‬
‫النبي ﷺ أن تسمى بما سماها به هللا ‪ ،‬ويعلمها اإلنسان أهله وولده ‪ ،‬وال يقل عتمة إال عند خطاب من ال يفهم‬
‫ورد النهي عن تسميه العشاء عتمه وورد في بعضها عن تسميتها دون نهي فما الجمع ؟‬
‫الوجه األول‪ :‬أن النهي عن العتمة للتنزيه ال للتحريم والنبي ﷺ استعمل لفظ العتمة لبيان الجواز‬
‫الوجه الثاني‪ :‬يحتمل أنه خاطب به من ال يعرف العشاء‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن النبي ﷺ استعمل لفظ العتمة ألنه اشهر عند العرب‬
‫قال بن العربي‪ :‬قوله ‪ { :‬ثالث عورات } ‪ :‬العورة كل شيء ال مانع دونه ‪.‬‬
‫ومنه قوله تعالى‪ { :‬إن بيوتنا عورة } أي سهلة المدخل ‪ ،‬ال مانع دونها ‪ ،‬فبين العلة الموجبة لإلذن ‪ ،‬وهي‬
‫الخلوة في حال العورة ‪ ،‬فتعين امتثاله ‪ ،‬وتعذر نسخه ‪ ،‬ثم رفع الجناح بعد ذلك ‪ ،‬وهو الميل بالعتاب أو‬
‫العقاب على الفاعل‬
‫ما معني العورة؟‬
‫‪ -‬ما يستقبح النظر اليه من اإلنسان ومنه قوله تعالى " إن بيوتنا عوره "‬
‫‪ -‬كل شيء ال مانع دونه‬
‫ما معني " إن بيوتنا عوره "؟‬
‫أي سهلة المدخل‪ ،‬ال مانع دونها‪ ،‬فبين العلة الموجبة لإلذن ‪ ،‬وهي الخلوة في حال العورة‬
‫ما العله الموجبة لالذن؟‬
‫الخلوة في حال العورة‬
‫ما معني الجناح؟‬
‫الميل بالعتاب أو العقاب على الفاعل‬
‫ما معني قوله تعالى { طوافون عليكم } ؟‬
‫لماذا سقط الحرج عن الطوافين في البيت في مسألة اإلذن في غير األوقات الثالثة ؟‬
‫أي مترددون عليكم في الخدمة ‪ ،‬وما ال غنى بكم عنه منهم ; فسقط الحرج عن ذلك ‪ ،‬وزال المانع ‪ { ،‬كما‬
‫قال ﷺ في الهرة حين أصغى لها اإلناء ‪ :‬إنها من الطوافين عليكم أو الطوافات } ‪.‬‬
‫وذلك مسقط لحكم سؤرها في مباشرتها النجاسة وحملها أبدا على الطهارة ‪ ،‬إال أن يرى في فمها أذى ‪.‬‬
‫ما حكم سؤر الهرة؟‬
‫‪ -‬عند عامه الفقهاء‪ :‬ال بأس به‬
‫‪ -‬مكروه كراهة تنزيهيه عند أبو حنيفة‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪6‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬


‫ما معني قوله ‪ { :‬كذلك يبين هللا لكم اآليات } ؟‬
‫يبين هللا اآليات الدالة على المعجزة والتوحيد‪ ،‬كما يبين اآليات الدالة على األحكام‬
‫قال ابن العربي‪ :‬مسألة يجلس الرجل مع أهله وفخذ منكشفه‬
‫هل الفخذ عوره؟‬
‫القول األول‪ :‬أنها عوره‬
‫القول الثاني ‪ :‬لألوزاعي ‪ :‬أنها ليست بعوره‬
‫الدليل علي كون الفخذ عوره ‪-:‬‬
‫‪ .1‬حديث جرهد { وكان من أصحاب الصفة أنه قال ‪ :‬جلس رسول هللا ﷺ عندنا وفخذي منكشفة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫خمر عليك ‪ ،‬أما علمت أن الفخذ عورة ‪ ،‬وقد غطاها رسول هللا ﷺ عند دخول عثمان ; ألنها كانت منكشفة‬
‫من جهته التي جلس منها } ‪.‬‬
‫‪ .2‬حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ { :‬إذا زوج أحدكم عبده أو أجيره فال ينظر إلى ما دون السرة‬
‫وفوق الركبة فإنه عورة } ‪.‬‬
‫وقال األوزاعي ‪ :‬إنما أمر النبي ﷺ جرهدا ألنه كان في المسجد مريضا ‪ ،‬وليس الفخذ عورة ‪.‬‬

‫قوله تعالى‪ { :‬وإذا بلغ األطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين هللا لكم‬
‫آياته وهللا عليم حكيم } ‪.‬‬
‫ما حكم الطفل اذا بلغ من االستئذان ؟‬
‫عليه االستئذان في كل األحوال وفي كل األوقات‬
‫ما معني هذه اآلية ؟ ‪ /‬ما فائدة هذه اآلية ؟‬
‫‪ -‬هذه اآلية مبينة قوله ‪ { :‬أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } ‪ ،‬فكان الطفل مستثنى من عموم‬
‫الحجبة في اآلية األولى إذا لم يظهر على العورة ; ثم بين هللا أن الطفل إذا ظهر على العورة ‪ ،‬وهو بالبلوغ ‪،‬‬
‫يستأذن‬
‫‪ -‬وقد كان قوله ‪ { :‬أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } كافيا ألن المستثنى طفل بصفته المختصة‬
‫به ‪ ،‬ويبقى غيره على الحجر ‪ ،‬فكانت هذه اآلية زيادة بيان ‪ :‬إلبانة هللا في أحكامه وإيضاح حالله وحرامه ‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪ { :‬والقواعد من النساء الالتي ال يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير‬
‫متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن وهللا سميع عليم } ‪.‬‬
‫ما المراد بالقواعد من النساء؟ ولماذا سموا قواعد ؟‬
‫القواعد‪ :‬جمع قاعد بغير هاء فرقا بينها وبين القاعدة من الجلوس‪.‬‬
‫وهن اللواتي قعدن عن الحيض وعن الولد‪ ،‬فليس فيهن رغبة لكل أحد ‪ ،‬وال يتعلق بهن القلب في نكاح ‪،‬‬
‫ويجوز النظر إليهن بخالف الشباب منهن ‪.‬‬
‫ما معني قوله‪{ :‬فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن } ؟‬
‫فيه قوالن‪ :‬أحدهما‪ :‬جلبابهن ; وهو قول ابن مسعود يعني به‪ :‬الرداء أو المقنعة التي فوق الخمار تضعه‬
‫عنها إذا سترها ما بعده من الثياب‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬تضع خمارها ‪ ،‬وذلك في بيتها ومن وراء سترها من ثوب أو جدار‬
‫ما معني " غير متبرجات بزينه "؟‬
‫غير مظهرات لما يتطلع إليه منهن ‪ ،‬وال متعرضات بالتزيين للنظر إليهن‬
‫وإنما خص القواعد بذلك دون غيرهن النصراف النفوس عنهن ‪ ،‬وألن يستعففن بالتستر الكامل خير من فعل‬
‫المباح لهن من وضع الثياب‬
‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪7‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬
‫ما معني التبرج ؟‬
‫من التبرج أن تلبس المرأة ثوبا رقيقا يصفها وهو المراد بقوله ﷺ " رب نساء كاسيات عاريات مائالت‬
‫مميالت ال يدخلن الجنة وال يجدن ريحها " وإنما جعلهن كاسيات الن الثياب عليهن وإنما وصفهن بعاريات‬
‫الن الثوب اذا رق يكشفهن وذلك حرام‪.‬‬

‫قوله تعالى {ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على المريض حرج وال على أنفسكم أن‬
‫تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو‬
‫بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خاالتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا‬
‫جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند هللا مباركة طيبة كذلك يبين هللا لكم‬
‫اآليات لعلكم تعقلون } ‪.‬‬
‫ما سبب نزول اآلية ؟‬
‫األول‪ :‬أن األنصار كانوا يتحرجون إذا دعوا إلى طعام أن يأكلوا مع هؤالء من طعام واحد ‪ ،‬ويقولون ‪:‬‬ ‫•‬
‫األعمى ال يبصر طيب الطعام ‪ ،‬واألعرج ال يستطيع الزحام عند الطعام ‪ ،‬والمريض يضعف عن مشاركة‬
‫الصحيح في الطعام ‪ ،‬وكانوا يعزلون طعامهم مفردا ‪ ،‬ويرون أنه أفضل ; فأنزل هللا اآلية ‪ ،‬ورفع الحرج‬
‫عنهم في مؤاكلتهم ; وهذا قول ابن عباس ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن أهل الزمانة هؤالء ليس عليهم حرج أن يأكلوا من بيوت من سمى هللا بعد هذا من أهاليهم; قاله مجاهد‪.‬‬ ‫•‬
‫الثالث‪ :‬رواه مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن اآلية نزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع رسول هللا‬ ‫•‬
‫ﷺ يعنون في الجهاد وضعوا مفاتيح بيوتهم عند أهل العلة ممن يتخلف عن رسول هللا ﷺ‪ :‬عند األعمى ‪،‬‬
‫واألعرج ‪ ،‬والمريض ‪ ،‬وعند أقاربهم ‪ ،‬وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا من بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك ‪ ،‬فكانوا‬
‫يتقونه ويقولون ‪ :‬نخشى أال تكون نفوسهم بذلك طيبة ‪ ،‬فأنزل هللا هذه اآلية يحله لهم ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن علي بن أبي طلحة روى عن ابن عباس لما أنزل هللا‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم }‬ ‫•‬
‫فقال المسلمون‪ :‬إن هللا قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ‪ ،‬والطعام هو من أفضل األموال ‪ ،‬فال يحل ألحد‬
‫منا أن يأكل عند أحد ‪ ،‬فكف الناس عن ذلك ; فأنزل هللا هذه اآلية إلى قوله { أو ما ملكتم مفاتحه } وهو‬
‫الرجل يوكل الرجل بضيعته ‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬من دعي إلى وليمة من هؤالء الزمنى فال حرج عليه أن يدخل معه قائده‬ ‫•‬
‫السادس‪ :‬أنها نزلت حين كانت البيوت ال أبواب لها والستور مرخاه‪ ،‬والبيت يدخل‪ ،‬فربما لم يوجد فيه أحد ‪،‬‬ ‫•‬
‫والبيوت اليوم فيها أهلها ‪ ،‬فإذا خرجوا أغلقوها ‪.‬‬
‫السابع‪ :‬أنها نزلت في جواز مبايعة الزمنى‪ ،‬ومعاملتهم ; قالته عائشة ‪.‬‬ ‫•‬
‫الثامن‪ :‬قال الحسن‪ :‬قوله تعالى { ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على المريض حرج }‬ ‫•‬
‫نفي لوجوب الجهاد عليهم ‪ .‬وقوله تعالى بعد ذلك‪{ :‬وال على أنفسكم } كالم مستأنف خوطب به جميع الناس‬
‫ما معني " وال علي أنفسكم "؟‬
‫يعني وال عليكم أيها الناس‪ ،‬لكن لما اجتمع المخاطب وغير المخاطب غلب المخاطب لينتظم الكالم‬
‫وكان المعني‪ :‬يراد به جميع من ذكر من األعمى واألعرج والمريض وأصحاب البيوت‬
‫ما المراد "ببيوتكم"؟‬
‫ِفي ِه ثَ َالثَةُ أقاويل‪:‬‬
‫األولُ‪َ :‬ي ْع ِني ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِع َيا ِل ُك ْم َوأ َ ْز َو ِ‬
‫اج ُك ْم ِأل َ َّن ُه ْم فِي َب ْي ِت ِه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ت أ َ ْو َال ُد ُه ْم إِلَ ْي ِه ْم ِل َما َجا َء فِي ْاألَثَ ِر ‪ :‬أ َ ْنتَ َو َمالُك ألبيك‬ ‫ت أ َ ْو َال ِد ُك ْم‪َ ،‬ونُ ِس َب ْ‬‫الثَّا ِني ِم ْن بُيُو ِ‬
‫َاء ِحينَ ذَ َك َر بُيُوتَ اآلباء واألقارب‪ِ ،‬ل ُد ُخو ِل ِه ْم فِي َما تَقَد ََّم ِم ْن ِذ ْك ِر ْاأل َ ْنفُ ِس‪َ ،‬ك َما‬ ‫هللا بُيُوتَ ْاأل َ ْبن ِ‬ ‫َو ِلذَلِكَ لَ ْم َي ْذ ُك ُر ُ‬
‫قَ َّر ْرنَاهُ‪.‬‬
‫سا ِكنُوهَا َخ َد َمةً ِأل َ ْ‬
‫ص َحا ِب َها‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أ َ َّن ْال ُم َرا َد ِب ِه ْالبُيُوتُ الَّ ِتي أ َ ْهلُوهَا َو َ‬
‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪8‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬
‫لماذا لم يدخل األبناء في اآلية ؟‬
‫لدخول األوالد في األنفس لقوله ﷺ " ان أطيب ما أكلتم من كسبكم وان أوالدكم من كسبكم " فبيوت األبناء‬
‫بيوت اإلباء‬
‫ما معني المحرز ؟المحفوظ المصان في مكان‬
‫ما معني الطعام المتروك ؟هو متروك دون ان يكون في حرز‬
‫ما شروط الطعام المباح في بيوت األقارب ؟‬
‫‪ .1‬ان ال يكون محرزا ‪ ،‬فان كان محرزا دونهم فال يحل لهم أخذه‬
‫وال‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الط َعا ُم َم ْبذُ ً‬ ‫‪ .2‬ان يكون‬
‫‪ .3‬عدم التجاوز الي االدخار واال الي ما ليس بمأكول وان كان غير محرز عنهم اال باذن منهم‬
‫ما المراد بقَ ْوله ت َ َعالَى‪{ :‬أ َ ْو َما َملَ ْكت ُ ْم َمفَاتِ َحهُ}‬
‫فيه ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أنه عنى به وكيل الرجل على ضيعته ‪ ،‬وخازنه على ماله ; فيجوز له أن يأكل مما هو قيم عليه ;‬
‫قاله ابن عباس ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنه أراد به منزل الرجل نفسه ‪ ،‬يأكل مما ادخره فيه ‪ ،‬وهذا قول قتادة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه عنى به أكل السيد من منزل عبده وماله ; ألن مال العبد لسيده ; حكاه ابن عيسى ‪.‬‬

‫ما المراد بقَ ْوله تَعَالَى‪{ :‬أ َ ْو َ‬


‫صدِي ِق ُك ْم}‬
‫ف يه قوالن ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن يأكل من بيت صديقه في وليمة أو غيرها إذا كان الطعام حاضرا غير محرز ; قاله‬
‫ابن عباس ‪ .‬واألصدقاء أكثر من اآلباء ; أال ترى أن الجهنميين لم يستغيثوا باآلباء واألمهات ‪ ،‬وإنما قالوا ‪:‬‬
‫{ فما لنا من شافعين وال صديق حميم }‬
‫تنقيح معاني االيه المذكوره‬
‫أما إن قلنا بقول الحسن من أن نفي الحرج عن الثالثة األصناف الزمنى مقطوع عما قبله ‪ ،‬وأن قوله تعالى ‪:‬‬
‫{ وال على أنفسكم } كالم مستأنف ‪.‬‬
‫وأما قول من قال في األول ‪ :‬إن األنصار تحرجوا أن يأكلوا معهم ‪ ،‬فلو كان هذا صحيحا لكان المعنى ‪ :‬ليس‬
‫على من أكل مع هؤالء حرج ‪ ،‬فأما أن يتحرج غيرهم منهم ‪ ،‬وينفي الحرج عنهم فهو قلب للقول من غير‬
‫ضرورة قل وال رواية صحيحة في نقل ‪.‬‬
‫وأما القول الثاني فإنه كالم ينتظم ; ألن نفي الحرج عن أصحاب الزمانة وعمن سواهم أن يأكلوا من بيوت‬
‫من سمى هللا فهو كالم منتظم ‪ ،‬ولكن بقي وجه الفائدة في تخصيص أهل الزمانة بالذكر ‪ ،‬مع أن عموم قوله‬
‫‪ { :‬ليس عليكم جناح أن تأكلوا } يكفي في تخصيصهم ‪ ،‬فيحتمل أن يكون وجهه أنه بدأ بهم ; ألنهم رأوا أنهم‬
‫بضرارتهم أحق من األصحاء بالمواساة والمشاركة ‪.‬‬
‫وأما رواية مالك عن ابن المسيب فهو أيضا كالم منتظم ‪ ،‬ألجل تخلفهم عنهم في الجهاد ‪ ،‬وبقاء أموالهم‬
‫بأيديهم ‪ ،‬لكن قوله ‪ { :‬أو ما ملكتم مفاتحه } قد اقتضاه وأفاده ‪ ،‬فأي معنى لتكراره ‪ ،‬فكأن هذا القول بعيد جدا‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪9‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬


‫وأما القول بأنه بيان لقوله تعالي { ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } فينتظم معنى ‪ ،‬لكن ذكر الزمانة غير‬
‫مختص به وال منتظم معه ‪.‬‬
‫وأما القول الخامس في أكل األصحاء مع الزمنى فذلك مدخول بما دخل به القول األول ‪ ،‬من أن نظام الكالم‬
‫في نفي الحرج عن الناس في الزمنى عن الزمنى فيهم ‪.‬‬
‫وأما السادس فحسن جدا ‪ ،‬وكذلك السابع مثله لو عضدته صحة النقل ‪.‬‬

‫المختار‬
‫وذلك أن يقال‪ :‬إن هللا رفع الحرج عن األعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر ‪ ،‬وعن األعرج‬
‫فيما يشترط في التكليف به المشي ‪ ،‬وما يتعذر من األفعال مع وجود الحرج ‪ ،‬وعن المريض فيما يتعلق‬
‫بالتكليف الذي يؤثر المرض في إسقاطه كالصوم ‪ ،‬وشروط الصالة ‪ ،‬وأركانها ‪ ،‬والجهاد ‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫ثم قال تعالى بعد ذلك مبينا‪ :‬وليس عليكم حرج في أن تأكلوا من بيوتكم فهذا معنى صحيح ‪ ،‬وتفسير مفيد ‪،‬‬
‫ال يفتقر في تفسير اآلية إلى نقل ‪ ،‬ويعضده الشرع والعقل‬

‫ما حكم االكل من مال األزواح ؟‬


‫أما األكل من مال األزواج فذلك جائز للزوجة فيما ليس بمحجوب عنها ‪ ،‬وال محرز منها ‪.‬‬
‫قال النبي { إذا أنفقت المرأة من مال زوجها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ‪ ،‬وللزوج مثل ذلك } ‪.‬‬
‫وأما ما كان محرزا عنها فال سبيل لها إليه ‪ ،‬وكذلك الزوج يأكل من مال زوجه غير مفسد ‪ ،‬لكن الزوجة‬
‫أبسط ‪ ،‬لما لها من حق النفقة ‪ ،‬ولما يلزمها من خدمة المنفعة ‪.‬‬

‫ما حكم االكل من بيت االبن؟‬


‫بيت االبن كبيت المرء نفسه‪ ،‬لكن فيما كان غير محرز ‪ ،‬فال يتبسط األب على االبن في هتك حرز وأخذ مال‬
‫; وإنما يأكله‬
‫‪ .1‬مسترسال فيما لم يقع فيه حيازة‬
‫‪ .2‬بالمعروف دون فساد وال استغنام‬

‫ما حكم األكل من بيت األب ؟‬


‫وأما بيت األب لالبن فمثله‪ ،‬ولكن تبسط االبن أقل من تبسط األب ‪ ،‬كما كان تبسط الزوج أقل من تبسط‬
‫الزوجة ‪.‬‬

‫‪Miss ASMAA‬‬ ‫غير مسموح بالتصوير‬ ‫‪10‬‬ ‫تفسير‪/‬ثالثة‬

You might also like