You are on page 1of 4

‫بحث يف رشوط ال إله إال هللا‬

‫الركن ‪:‬‬ ‫①الفرق بين الشرط و‬


‫الشرط هو ما يلزم من عدمه العدم و ال يلزم من وجوده الوجود‪ .‬و الركن كذلك ‪ ,‬إال أن الركن ما‬
‫كان داخال في ماهية الشيء ‪,‬و الشرط ما كان خارجا عنه ‪.‬‬

‫②ورود الشرط عند السلف‪:‬‬

‫قال الحسن البصري للفرزدق وهو يدفن امرأته ‪":‬ماذا أعددت لهذا اليوم؟" قال ‪":‬ال إله إال هللا"‪ .‬قال‬
‫له الحسن‪":‬إن لال إله إال هللا شروطا"‪.‬رواه ابن أبي شيبة و ابن سعد في طبقاته و غيرهما‪.‬‬

‫و روى البخاري عن وهب بن منبه أنه سئل‪ :‬أليس مفتاح الجنة ال إله إال هللا ‪.‬قال‪ ":‬بلى و لكن ما‬
‫من مفتاح إال و له أسنان فإن جئت بمفتاح ال أسنان له لم يفتح لك"‪.‬و األسنان هي الشروط وهما‬
‫بمعنى واحد‪.‬‬

‫③أول من جمع هذه الشروط – هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ‪.‬‬

‫④سؤال‪:‬ورد في بعض األحاديث‪" :‬من قال ال إله إال هللا دخل الجنة"‪.‬‬

‫والجواب‪ :‬ذكر بن رجب في كتابه "التوحيد" ثالثة أجوبة‪:‬‬

‫‪)1‬قالت طائفة من السلف إنها منسوخة بالفرائض‬

‫‪)2‬بل جاءت مقيدة في أحاديث أخرى‬

‫‪)3‬هي محكمة ولكن ضم إليها الشروط‬

‫⑤لماذا حصرت في هذه السبعة؟‬

‫ألنه بالعلم يحصل العمل و اليقين و الصدق و اإلخالص أساس التوحيد‪,‬و بالمحبة يحصل االنقياد و‬
‫القبول‪ .‬و كل شرط من هذه الشروط متضمنة جملة من الدين ‪,‬وكل أعمال الدين ال تخرج عن هذه السبعة‪.‬‬

‫⑥الترتيب العلمي لهذه الشروط‪ )1 :‬العلم ‪ )2‬اليقين ‪)3‬الصدق ‪)4‬اإلخالص ‪)5‬المحبة ‪)6‬القبول ‪)7‬االنقياد‬
‫⑦قواعد الشروط‪:‬‬
‫‪ )1‬أن كل شرط من هذه الشروط له أصل (يكفر من لم يأت به)‪ ,‬و كمال واجب‪ ,‬و كمال مستحب‪.‬‬

‫‪ )2‬أن كل شرط من هذه الشروط له ضد ‪.‬و هذا الضد يكون كفرا معينا‪.‬‬

‫فشرط العلم يقابله كفر الجهل و كفر التكذيب‪ ,‬و شرط اليقين يقابله كفرالشك ‪ ,‬و شرط الصدق يقابله‬
‫كفر النفاق‪ ,‬و شرط اإلخالص يقابله كفر الشرك و الرياء و اإليمان بالطاغوت و تولى الكافرين‪,‬و‬
‫شرط القبول يقابله كفر الرد و اإلنكار‪,‬و التكذيب‪ ,‬و شرط االنقياد يقابله كفر اإلعراض‪.‬‬

‫‪ )3‬إذا انتفى شرط انتفت بقية الشروط ‪ .‬ألن هذه الشروط متالزمة من حيث األصل لكن منفكة من‬
‫حيث الجهة و الظاهر‪.‬‬

‫‪ )4‬التالزم بين الظاهر و الباطن‪.‬فكمال الظاهر دليل على كمال الباطن‪,‬و أي خلل في الظاهر دليل‬
‫على نقص الباطن‪.‬‬

‫‪ )5‬من الشروط ما هو باالعتقاد و منها ما هو باالعتقاد و القول ‪,‬و منها ما هو باالعتقاد و القول و‬
‫العمل‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬العلم و المقصود به العلم بما دلت عليه ال إله إال هللا ‪,‬و لو كان على وجه اإلجمال ‪,‬و أن‬
‫يكون علما حقيقيا‪.‬‬
‫أجمع علماء أهل السنة أن ترك جنس العمل بالكلية كفر‪.‬قال بن بطة‪":‬اإليمان قول و عمل و أن من‬
‫صدق بالقول و ترك العمل كان مكذبا و خارجا من اإليمان"‪.‬و قال شيخ اإلسالم ‪":‬فإذا خال العبد عن‬
‫العمل بالكلية لم يكن مؤمنا"‪.‬‬
‫العلم – و هو العلم الحقيقي القائم على التصديق العملي‪ ,‬مستلزم للعمل به‪,‬و ليس المقصود العلم‬
‫النظري المجرد عن العمل‪.‬و الدليل عليه قال تعالى‪ :‬ﱡ ﳙﳚﳛﳜﳝﳞﱠ‬

‫‪ ":‬من مات و هو يعلم أن ال إله إال هللا دخل الجنة"(رواه مسمل)‬ ‫و قال ﷺ‬
‫و العلم مستلزم لبقية الشروط و متضمنة له‪.‬و العلم محله القلب ‪,‬فهو ركنه‪.‬و ضده كفر الجهل ‪-‬‬
‫أن ال يعلم الدين و ال يتعلمه‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪:‬اليقين‪,‬وهواالعتقاد والحكم الجازم الذي ال شك فيه ‪,‬المطابقة للواقع‪,‬المصدق بالعمل‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﱠ‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫هات ْي َف ْ‬
‫َ ً‬
‫اَّلل ُم ْست ْيقنا ِب َها‬
‫َّ‬
‫إال َّ ُ‬ ‫إله‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫الحائط يشهد أ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من لقيت ِم ْن َو َر ِاء هذا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ﷺ‬
‫و قال ‪ ":‬اذه ْب ِبن ْع يل‬
‫َّ‬ ‫َ ُ ُ َ َ رر ْ ُ‬
‫ِشه بالجن ِة"(رواه مسمل عن أيب هريرة)‬ ‫قلبه فب‬
‫قال بن القيم‪":‬استقرار اإليمان في القلب علما و عمال‪,‬فهو من اإليمان بمنزلة الروح من الجسد‪.‬و محله‬
‫القلب‪,‬ويكون بقول القلب ‪,‬وعمله‪.‬و يقابله كفر الشك‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪:‬الصدق‪,‬و هو أن يوافق باطنه ظاهره‪.‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲧﲨﱠ يعنى بال إله إال هللا‪.‬‬

‫و قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲤﲥﲦﲧﲨﲩﱠ‬


‫َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َّ ُ َ َ َّ ُ َ َّ ً َ ُ ُ َّ‬
‫اَّلل ص ْد ًقا م ْن َق ْلبه ‪ ،‬إ َّال َح َّر َم ُه َّ ُ‬
‫اَّلل‬ ‫ِ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ":‬ما ِمن أح ٍد يشهد أن ال ِإله ِإال اَّلل وأن محمدا رسول‬ ‫و قال ﷺ‬
‫َ َ َّ‬
‫عل الن ِار "‪(.‬رواه البخاري و مسمل عن معاذ بن جبل)‪ .‬قال ابن القيم‪":‬فأعلى مراتب الصدق‪ :‬مرتبة الصديقية وهي‬
‫كمال االنقياد للرسول مع كمال اإلخالص للمرسل ‪,‬ثم الصدوقة ‪,‬ثم الصادقة" ‪.‬‬
‫قال بن رجب‪ ":‬فَأَما من دخل النار من أهل َهذِه ْال َك ِل َمة فلقلة صدقه فِي قَ ْول َها فان َهذِه ْال َك ِل َمة إِذا صدقت‬
‫طهرت ْالقلب من كل َما سوى هللا َو َمتى بَ ِقي فِي ْالقلب أثر سوى هللا فَمن قلة الصدْق فِي قَ ْول َها ‪,‬و‬
‫الرجل‬ ‫الصدق يكون بالقلب‪,‬وهذا أصل‪,‬و القول باللسان‪,‬و العمل بالجوارح‪ .‬كحديث " وما يزال َّ‬
‫ر ُ َ َ ُ َّ ُ َ ر ُ‬ ‫َ‬
‫يصدق‪" ...‬و "‪َ ...‬والف ْر ُج ُي َصدق ذ ِلك كله َو ُيكذ ُبه"‬

‫الشرط الرابع‪:‬اإلخالص‪,‬و المراد به إرادة و قصد وجه هللا وحده بالعمل‪.‬و دليله‪:‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲬﲭ‬

‫‪":‬من قال ال إله إال هللا مخلصا من قلبه دخل‬ ‫ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﱠ و قال ﷺ‬
‫الجنة"(رواه بن حبان عن معاذ بن جبل)‪ .‬قال اإلمام أحمد‪":‬أمر النبي شديد"‪.‬قال اإلمام سفيان الثوري‪ ":‬ما‬
‫عالجت شيئا أشد علي من نيتي ؛ ألنها تنقلب علي"‪.‬و قال ابن تيمية ‪":‬ال يجتمع اإلخالص في القلب و‬
‫محبة المدح و الثناء و الطمع فيما عند الناس‪".‬‬
‫الفرق بين المخ ِلص و المخلَص‪ :‬المخ ِلص – من خلص أقواله و أعماله هلل‪.‬و المخلَص – من خلصه هللا‪.‬‬
‫و ال يكون مخلَصا إال إذا كان مخ ِلصا‪.‬و المخلَص ال سبيل للشيطان عليه‪ .‬قال تعالى حكاية عن‬
‫بشفاعت من قال ال إله إال هللا‬
‫ي‬ ‫‪ ":‬أسعد الناس‬ ‫إبليس‪:‬ﱡ ﱿﲀﲁﲂﱠ و قال ﷺ‬
‫خالصا من قلبه"(رواه البخاري يف حصيحه )‪.‬و يكون بالقلب و القول و العمل‪.‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﱡ ﱰﱱﱲﱳﱴﱠ و ضده الشرك‪.‬‬
‫ف ِفي تَحْ دِي ِد‬‫اخت ُ ِل َ‬
‫الشرط الخامس‪:‬المحبة‪,‬و هي اسم للحب ‪,‬ضد البغض ‪.‬قال ابن أبي العز‪َ ":‬وقَ ِد ْ‬
‫ض َح ِم ْن َها‪ ،‬فَ ْال ُحدُو ُد َال ت َِزي ُدهَا إِال َخفَا اء"‬
‫علَى أ َ ْق َوا ٍل‪ ،‬نَحْ َو ث َ َالثِينَ قَ ْو اال‪َ .‬و َال ت ُ َح ُّد ْال َم َحبةُ بِ َح ٍد أ َ ْو َ‬
‫ْال َم َحب ِة َ‬
‫و دليلها ‪:‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱠ‬
‫‪...":‬و أن يكون هللا و رسوله أحب إليه مما سواهما"‪.‬‬ ‫قال ﷺ‬ ‫ﱡ ﲗﲘﱠ و‬

‫و محبة هلل قائمة على أصلين ‪ )1 :‬محبة هللا و توحيده ‪,‬ومحبة ما يحبه هللا‪.‬‬
‫‪ )2‬توحيد هللا في المحبة‪.‬‬
‫تعارض طاعةُ الرسو ِل في‬
‫َ‬ ‫ق أنه إذا‬
‫كل مخلو ٍ‬
‫تقديم محب ِة الرسو ِل على محب ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫قال بن رجب‪ ":‬فعالمةُ‬
‫فإن قدم المر ُء طاعةَ الرسول‪ ،‬وامتثا َل‬
‫أوامره‪ ،‬وداع آخر يدعو إلى غي ِْرها من هذه األشياء المحبوبة‪ْ ،‬‬
‫ذلك الدا ِعي‪ ،‬كان دليالا على صح ِة محبتِ ِه للرسو ِل"‬
‫أوامره على َ‬
‫عى َم َحبةَ‬ ‫قال بن كثير‪":‬في قول هللا تعالى‪ :‬ﱡ ﱣﱠ َه ِذ ِه ْاْل َيةُ ْال َك ِري َمةُ َحا ِك َمةٌ َ‬
‫علَى ُك ِل َم ِن اد َ‬
‫ع‬ ‫علَى الط ِريقَ ِة ْال ُم َحمدِي ِة فَإِنهُ َكاذ ٌ‬
‫ِب فِي َدع َْواهُ فِي نَ ْف ِس ْاأل َ ْم ِر‪َ ،‬حتى يَتبِ َع الش ْر َ‬ ‫ْس ُه َو َ‬ ‫َّللاِ‪َ ،‬ولَي َ‬
‫ْال ُم َحمدِي َوالدِينَ النبَ ِوي فِي َج ِميعِ أ َ ْق َوا ِل ِه َوأَحْ َوا ِل ِه"‪.‬‬
‫و تكون بالقلب بحب هللا ‪,‬و بالقول بالنطق بما يحب هللا ‪,‬و بالعمل بعمل ما يحب هللا‪ .‬و ضده البغض‪.‬‬

‫الشرط السادس‪:‬القبول‪,‬و له أصالن‪)1:‬األخذ و اللزوم‪.‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲿﳀﳁﳂﱠ‬

‫‪)2‬الرضا و ميل النفس(و منه قبلت الشيء إذا رضيته)‬

‫و القبول في الشرع ما جمع بين األمرين‪ .‬و هو القبول لكلمة التوحيد أن يقبل كل ما تقنضيه سواء‬
‫كان من مضمونها أو من مدلولها ‪,‬و يكون ذلك بأخذها و لزومها و مالزمتها‪.‬‬
‫و الدليل‪:‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﱠ‬
‫َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ‬
‫ه له ن َجاة"‪( .‬رواه أمحد يف‬ ‫‪َ ":‬م ْن َقب َل م رت ْال َكل َم َة َّالت َع َر ْض ُت َع َل َع ر‬ ‫قال ﷺ‬ ‫و‬
‫ّم ‪ ،‬فردها ع يل ‪ ،‬ف يِ‬
‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ي‬
‫رض باهلل ربا و باإلسالم دينا و بمحمد رسوال"‪.‬‬
‫‪":‬ذاق طعم اإليمان من ي‬ ‫قال ﷺ‬ ‫مس نده) و‬
‫و يكون بالقلب و القول و العمل‪.‬و يقابله كفر الرد‪.‬‬
‫الفرق بين القبول و االنقياد‪:‬‬
‫‪ )1‬االنقياد أعم‪ ,‬فقد يقبل اإلنسان األوامر و ال ينقاد‪,‬و أما إذا نقاد فمعناه أنه قبل‬
‫‪ )2‬القبول يسبق االنقياد‬
‫و القبول يتعلق باللسان و القلب و العمل واالنقياد‬ ‫‪ )3‬االنقياد باألعمال الظاهرة‬

‫قال الفضيل‪":‬اإليمان عندنا اإلقرار باللسان و القبول بالقلب و العمل‪".‬‬

‫الشرط السابع‪:‬االنقياد‪,‬و هو االمتثال ألوامر هللا و رسوله و االستسالم ظاهرا و باطنا هلل‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱡ ﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﱠ‬

‫‪":‬ال يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لما جئت به"‬ ‫قال ﷺ‬ ‫و‬
‫و يكون بالقلب و اللسان و الجوارح‪.‬و يقابله كفر الترك و اإلعراض‪.‬‬

You might also like