Professional Documents
Culture Documents
قال الحسن البصري للفرزدق وهو يدفن امرأته ":ماذا أعددت لهذا اليوم؟" قال ":ال إله إال هللا" .قال
له الحسن":إن لال إله إال هللا شروطا".رواه ابن أبي شيبة و ابن سعد في طبقاته و غيرهما.
و روى البخاري عن وهب بن منبه أنه سئل :أليس مفتاح الجنة ال إله إال هللا .قال ":بلى و لكن ما
من مفتاح إال و له أسنان فإن جئت بمفتاح ال أسنان له لم يفتح لك".و األسنان هي الشروط وهما
بمعنى واحد.
④سؤال:ورد في بعض األحاديث" :من قال ال إله إال هللا دخل الجنة".
ألنه بالعلم يحصل العمل و اليقين و الصدق و اإلخالص أساس التوحيد,و بالمحبة يحصل االنقياد و
القبول .و كل شرط من هذه الشروط متضمنة جملة من الدين ,وكل أعمال الدين ال تخرج عن هذه السبعة.
⑥الترتيب العلمي لهذه الشروط )1 :العلم )2اليقين )3الصدق )4اإلخالص )5المحبة )6القبول )7االنقياد
⑦قواعد الشروط:
)1أن كل شرط من هذه الشروط له أصل (يكفر من لم يأت به) ,و كمال واجب ,و كمال مستحب.
)2أن كل شرط من هذه الشروط له ضد .و هذا الضد يكون كفرا معينا.
فشرط العلم يقابله كفر الجهل و كفر التكذيب ,و شرط اليقين يقابله كفرالشك ,و شرط الصدق يقابله
كفر النفاق ,و شرط اإلخالص يقابله كفر الشرك و الرياء و اإليمان بالطاغوت و تولى الكافرين,و
شرط القبول يقابله كفر الرد و اإلنكار,و التكذيب ,و شرط االنقياد يقابله كفر اإلعراض.
)3إذا انتفى شرط انتفت بقية الشروط .ألن هذه الشروط متالزمة من حيث األصل لكن منفكة من
حيث الجهة و الظاهر.
)4التالزم بين الظاهر و الباطن.فكمال الظاهر دليل على كمال الباطن,و أي خلل في الظاهر دليل
على نقص الباطن.
)5من الشروط ما هو باالعتقاد و منها ما هو باالعتقاد و القول ,و منها ما هو باالعتقاد و القول و
العمل.
الشرط األول :العلم و المقصود به العلم بما دلت عليه ال إله إال هللا ,و لو كان على وجه اإلجمال ,و أن
يكون علما حقيقيا.
أجمع علماء أهل السنة أن ترك جنس العمل بالكلية كفر.قال بن بطة":اإليمان قول و عمل و أن من
صدق بالقول و ترك العمل كان مكذبا و خارجا من اإليمان".و قال شيخ اإلسالم ":فإذا خال العبد عن
العمل بالكلية لم يكن مؤمنا".
العلم – و هو العلم الحقيقي القائم على التصديق العملي ,مستلزم للعمل به,و ليس المقصود العلم
النظري المجرد عن العمل.و الدليل عليه قال تعالى :ﱡ ﳙﳚﳛﳜﳝﳞﱠ
":من مات و هو يعلم أن ال إله إال هللا دخل الجنة"(رواه مسمل) و قال ﷺ
و العلم مستلزم لبقية الشروط و متضمنة له.و العلم محله القلب ,فهو ركنه.و ضده كفر الجهل -
أن ال يعلم الدين و ال يتعلمه.
الشرط الثاني:اليقين,وهواالعتقاد والحكم الجازم الذي ال شك فيه ,المطابقة للواقع,المصدق بالعمل.
قال تعالى :ﱡ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﱠ
َ ْ َ ُ َ ْ هات ْي َف ْ
َ ً
اَّلل ُم ْست ْيقنا ِب َها
َّ
إال َّ ُ إله
ِ ال ن الحائط يشهد أ
ِ
َ َ
من لقيت ِم ْن َو َر ِاء هذا ِ
َ َ َ ْ َ
ﷺ
و قال ":اذه ْب ِبن ْع يل
َّ َ ُ ُ َ َ رر ْ ُ
ِشه بالجن ِة"(رواه مسمل عن أيب هريرة) قلبه فب
قال بن القيم":استقرار اإليمان في القلب علما و عمال,فهو من اإليمان بمنزلة الروح من الجسد.و محله
القلب,ويكون بقول القلب ,وعمله.و يقابله كفر الشك.
الشرط الثالث:الصدق,و هو أن يوافق باطنه ظاهره.قال تعالى :ﱡ ﲧﲨﱠ يعنى بال إله إال هللا.
الشرط الرابع:اإلخالص,و المراد به إرادة و قصد وجه هللا وحده بالعمل.و دليله:قال تعالى :ﱡ ﲬﲭ
":من قال ال إله إال هللا مخلصا من قلبه دخل ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﱠ و قال ﷺ
الجنة"(رواه بن حبان عن معاذ بن جبل) .قال اإلمام أحمد":أمر النبي شديد".قال اإلمام سفيان الثوري ":ما
عالجت شيئا أشد علي من نيتي ؛ ألنها تنقلب علي".و قال ابن تيمية ":ال يجتمع اإلخالص في القلب و
محبة المدح و الثناء و الطمع فيما عند الناس".
الفرق بين المخ ِلص و المخلَص :المخ ِلص – من خلص أقواله و أعماله هلل.و المخلَص – من خلصه هللا.
و ال يكون مخلَصا إال إذا كان مخ ِلصا.و المخلَص ال سبيل للشيطان عليه .قال تعالى حكاية عن
بشفاعت من قال ال إله إال هللا
ي ":أسعد الناس إبليس:ﱡ ﱿﲀﲁﲂﱠ و قال ﷺ
خالصا من قلبه"(رواه البخاري يف حصيحه ).و يكون بالقلب و القول و العمل.قال تعالى:
ﱡ ﱰﱱﱲﱳﱴﱠ و ضده الشرك.
ف ِفي تَحْ دِي ِداخت ُ ِل َ
الشرط الخامس:المحبة,و هي اسم للحب ,ضد البغض .قال ابن أبي العزَ ":وقَ ِد ْ
ض َح ِم ْن َها ،فَ ْال ُحدُو ُد َال ت َِزي ُدهَا إِال َخفَا اء"
علَى أ َ ْق َوا ٍل ،نَحْ َو ث َ َالثِينَ قَ ْو االَ .و َال ت ُ َح ُّد ْال َم َحبةُ بِ َح ٍد أ َ ْو َ
ْال َم َحب ِة َ
و دليلها :قال تعالى :ﱡ ﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱠ
...":و أن يكون هللا و رسوله أحب إليه مما سواهما". قال ﷺ ﱡ ﲗﲘﱠ و
و محبة هلل قائمة على أصلين )1 :محبة هللا و توحيده ,ومحبة ما يحبه هللا.
)2توحيد هللا في المحبة.
تعارض طاعةُ الرسو ِل في
َ ق أنه إذا
كل مخلو ٍ
تقديم محب ِة الرسو ِل على محب ِة ِ
ِ قال بن رجب ":فعالمةُ
فإن قدم المر ُء طاعةَ الرسول ،وامتثا َل
أوامره ،وداع آخر يدعو إلى غي ِْرها من هذه األشياء المحبوبةْ ،
ذلك الدا ِعي ،كان دليالا على صح ِة محبتِ ِه للرسو ِل"
أوامره على َ
عى َم َحبةَ قال بن كثير":في قول هللا تعالى :ﱡ ﱣﱠ َه ِذ ِه ْاْل َيةُ ْال َك ِري َمةُ َحا ِك َمةٌ َ
علَى ُك ِل َم ِن اد َ
ع علَى الط ِريقَ ِة ْال ُم َحمدِي ِة فَإِنهُ َكاذ ٌ
ِب فِي َدع َْواهُ فِي نَ ْف ِس ْاأل َ ْم ِرَ ،حتى يَتبِ َع الش ْر َ ْس ُه َو َ َّللاَِ ،ولَي َ
ْال ُم َحمدِي َوالدِينَ النبَ ِوي فِي َج ِميعِ أ َ ْق َوا ِل ِه َوأَحْ َوا ِل ِه".
و تكون بالقلب بحب هللا ,و بالقول بالنطق بما يحب هللا ,و بالعمل بعمل ما يحب هللا .و ضده البغض.
و القبول في الشرع ما جمع بين األمرين .و هو القبول لكلمة التوحيد أن يقبل كل ما تقنضيه سواء
كان من مضمونها أو من مدلولها ,و يكون ذلك بأخذها و لزومها و مالزمتها.
و الدليل:قال تعالى :ﱡ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﱠ
َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ
ه له ن َجاة"( .رواه أمحد يف َ ":م ْن َقب َل م رت ْال َكل َم َة َّالت َع َر ْض ُت َع َل َع ر قال ﷺ و
ّم ،فردها ع يل ،ف يِ
ي ِي ِ ِ ِ ي
رض باهلل ربا و باإلسالم دينا و بمحمد رسوال".
":ذاق طعم اإليمان من ي قال ﷺ مس نده) و
و يكون بالقلب و القول و العمل.و يقابله كفر الرد.
الفرق بين القبول و االنقياد:
)1االنقياد أعم ,فقد يقبل اإلنسان األوامر و ال ينقاد,و أما إذا نقاد فمعناه أنه قبل
)2القبول يسبق االنقياد
و القبول يتعلق باللسان و القلب و العمل واالنقياد )3االنقياد باألعمال الظاهرة
الشرط السابع:االنقياد,و هو االمتثال ألوامر هللا و رسوله و االستسالم ظاهرا و باطنا هلل.
قال تعالى :ﱡ ﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﱠ
":ال يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لما جئت به" قال ﷺ و
و يكون بالقلب و اللسان و الجوارح.و يقابله كفر الترك و اإلعراض.