Professional Documents
Culture Documents
شرح متن
-
ميرات النبوة
. المنهاج من
5
تنبيه
الفوائد:
-1هناك ترابط بين هذا الباب والباب األول ،ووجه ذلك:
أن من األمور المطلوبة مّن ا تجاه مرجعية الوحي:
«التعظيم» وهذا الباب مّت صل بمرجعية الوحي من
جهة تعظيمها.
-2مجاالت تعظيم الوحي:
تعظيم هللا تعالى ،والمراد بذلك :أّن الوحي إّن ما
ُيعّظ م ألّن ه من عند هللا تبارك وتعالى ،فتعظيم
الوحي فرع عن تعظيم هللا تبارك وتعالى؛ الذي
أنزل هذا الوحي.
التعظيم المجمل للوحي ،والمراد بذلك :أن ُيعّظ م
اإلنساُن كتاب هللا تعالى ،وسنة نبّي ه ﷺ.
التعظيم التفصيلي لما عّظ مته الشريعة ،والمراد
بذلك :أن ُيعّظ م اإلنسان ما عّظ مته الشريعُة ،
فالشريعة لم ُتعِط ُك ّل ما جاء فيها درجة واحدة
من التعظيم ،وإنما ما جاء في الشريعة على
مراتب ودرجات ،ومن أعظم الفقه في الدين :أن
يكون تعظيم اإلنسان لألحكام واألخبار الشرعية
بقدر ما عّظ مها ُهللا ورسوله ﷺ.
-3أصناف الناس في التعامل مع الشريعة:
صنف يمتثل ألوامر الشريعة ،ويعّظ مها تعظيًم ا
قلبًيا خاًّص ا.
صنف يمتثل ألوامر الشريعة ،وال يكون في قلبه
من التعظيم الخاص لها ما يكفي.
صنف ال يمتثل الشريعة وال ُيعّظ مها.
اآليات
اآلية األولى :قال هللا تعالى {ٱَّل یَن َذ ا ُذ َر ٱلَّلُه
َو َلۡت ُق ُلوُبُه ۡم َو َذ ا ُت َی ۡت َع َلۡیِإ ۡم َء اَیٰـُتُه ۥ
ِك ِذ
ِه ِل ِإ َز اِجَد ۡتُه ۡم یَم ٰـࣰن ا}
ِإ
الفوائد:
-1من أظهر عالمات المؤمنين أّن هم إذا ُذ ّك روا بالله
تذكروا ،وإذا خّو فوا بالله خافوا.
-2البوابة األساسية للوصول إلى درجة الوجل من هللا
إذا ُذ كر؛ هي« :العلم بالله» وله سبيالن:
· تدبر كتاب هللا تعالى.
· تدبر مخلوقات هللا تعالى.
-3وَج ُل القلِب من هللا تعالى يقتضي تعظيم حدوده،
وبهذا تظهر عالقة اآلية بالباب.
-4من أعظم صور عالقة المؤمن بالقرآن :تلّم س زيادة
اإليمان بالقرآن.
اآلية الثانية :قال هللا تعالى {َذٰ َۖك َوَم ن ُیَع ِّظۡم
َش َع إِىَر ٱلَّل َف َّنَه ا ن َتۡق َو ى ٱۡلِلُق ُلو }
ِب ِم ِه ِإ
الفوائد:
-1تعظيم شعائر هللا نتيجة للتقوى الكامنة في نفس
المؤمن.
-2عندما يتناول المفسرون معنى «الشعائر» فإن
منهم من يحصرها في شعائر الحج ،ومنهم َم ن
يعّم مها في الحّج وغيره من أعالم الدين الظاهرة،
والتي منها:
شعائر مكانية؛ كالمسجد الحرام ،والمسجد
النبوي ،ومسجد األقصى.
شعائر زمانية؛ كشهر رمضان ،وعشر ذي الحجة،
ويوم النحر.
اآلية الثالثة :قال هللا تعالى {َف ۡلَی ۡحَذ ٱَّل یَن
ِرۡت َنٌةِذ
ۡو َأ ُیَخ ا ُف وَن َع ۡن َأۡم ۤۦ َأن ُت یَبُه ۡم
ُی ِلیَبُه ۡم َع َذ اٌب یٌم ا}
ِف ِص َأ ِرِه
ِل ِص
الفوائد:
-1فّس ر العلماء «الفتنة» في اآلية بأنها الشرك ،وهذا
ال يلزم منه أن تكون المخالفة بعينها كفًرا ،لكّن عقوبة
مخالفة األمر النبوي قد تكون بزيغ قلب الُم خالف.
األحاديث
الحديث األولَ :ع ْن َع ائشَة -رضَي ُهللا عنها ،-أّن
ُق َر يًش ا أَه َّمُه ْم َش أُن الَم ْر أ الَم ْخ ُز ومي اَّلتي
َس َر قْت ،فقالواَ :وَم ْن ُيَك ِّلُم فيها َر سوَل ِهللا ﷺ ؟
ِة ِة
فقالواَ :وَم ْن َيْج َت ُئ َع لي إّلا ُأَس اَم ُة بُن َز ي ُّ ،ب
ٍد ِح
رسول هللا َر سو هللا ﷺَ ،فِركَّلَم ُه ُأِهساَم ُة ،فقال
ﷺ ِ :ل«َأَتْش َف ُع ي َح ٍّد ْن ُح ُد و ِهللا؟» ُثَّم َق اَم
ِد ِم ِف
فاْخ َتَط َب ُ ،ثَّم قالَّ « :نَم ا َأْه َلَك ال يَن َق ْب َلُك م
ِذ
َأَّنُه ْم َك اُنوا َذ ا َس َر َق ِإي ُم الَّش يُف َتَر ُك وُه ،و َذ ا
َس َر َق ي ُمِإ الَّض يُف ِف َأِهَق اُم وا َعِرَلي الَح َّدَ ،و اِإْيُم
أَّن َف ا مَةِع بنَت ُم َح َّم َس َرِهقْت َلَق َط ْع ُت ِهللا ،لوِف ِه
البخاريٍ ،)3475( :د ِط
ومسلم.)1688( : َيَدَه ا» أخرجه
الفوائد:
-1من أعظم صور تعظيم ما نَز ل فيه حٌّد من عند هللا
تعالى أن يكون غير قابل للتعطيل بسبب األنساب ،أو
االعتبارات الشخصية أو االجتماعية.
-2في الحديث داللة على أن من أعظم أسباب الهالك:
تعطيل حدود هللا العتبارات شخصية ،أو اجتماعية.
-3األسلوب الذي استعمله النبي ﷺ في قوله
ألسامة« :أتشفع في حد من حدود هللا؟» ،وصعوده
على المنبر وِذ ْك ره ما ذكر؛ يترك في نفوس الصحابة أثًرا
في تعظيم حدود هللا ،وهذا ما ينبغي أن يكون في
السياقات التربوية.
الحديث الثاني :قال أبو َبْك الِّصِّديُق -رضي هللا عنه
َ« :-ف إِّني َأْخ َش ى ْن َتَر ْك ُت ٍرَش يًئا ْن َأْم َأْن َأ يَغ »
ِز ِرِه ِم ِإ
الفوائد:
-1المثال الذي ينبغي أن ُيحتذى ويكون في التعامل مع
األوامر الشرعية هو الجمع بين االمتثال والتعظيم،
وكان أبو بكر – رضي هللا عنه – النموذج الجامع بين
األمرين ،فهو اجتنب النهي ،واستصحب الخوف من
عاقبة هذا النهي.
-2نعيُش نحن في زمن كُث رْت فيه وسائل التهوين مما
جاء في الشريعة ،وهذا يستدعي من المربين والدعاة
أن يغرسوا في قلوب الناس تعظيَم شعائر هللا،
وهكذا كانت تربية النبي ﷺ ألصحابه ،تربية ُتعّظ م
شعائر هللا في القلوب ،وبهذه التربية خرج من أبي بكر
هذا القول.
ُ -3تعرف قيمة مقام األمر والنهي في الشريعة من
خالل ما يحتّف به من القرائن الدالة على التعظيم ،فما
وردت فيه عقوبة مغلظة فهو ُم عّظ م من جهة النهي،
وما ورد فيه ثواب عظيم مكرر يدل على أّن ه ُم عّظ م.