You are on page 1of 27

‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫‪Qw‬‬
‫اللهم صل على سيدنا حممد‬

‫وعلى آله وصحبه وبارك وسلم‬

‫الدر احلكيم‬
‫يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫منتخب من المدرسين بالمعهد‬

‫معهد كرابياك اإلسالمي‬


‫يوغياكرات ‪ -‬إندونيس يا‬
‫‪1‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫كان خلقه القرآن‬


‫عن سعد بن هشام بن عامر قاا ‪ :‬أتيا عائشا ‪ ‬رضا هلل عهااا‬
‫فقل ‪ :‬يا أم هللملؤمهني أخربيين خبلق رسو هلل ‪ ،S‬قال ‪ :‬كاا خلقا‬
‫اَ لَ َعلاخ ُخلُ َاق َع ِماي َ‬
‫هلللقارن ‪ ،‬أماا تقارأ هلللقارن قاو هلل عا وجا { َوإِنَّ َ‬
‫} قل ا ‪ :‬ف ا ي أريااد أ أتبت ا ‪ ،‬قال ا ‪ :‬ال تفع ا أمااا تق ارأ { لََق ا َد َكااا َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُس َاوح َس َناهَ ح } فقاد تا و رساو هلل ‪ S‬وقاد ولاد‬ ‫لَ ُك َ ِِف َر ُسو هللللَّا أ َ‬
‫‪1‬‬
‫ل (أمحد – هلللهنائ )‬

‫ك َوتََبتَّ ْل‬
‫اس َم َرِّب َ‬ ‫تفرغ لعبادة اهلل‪ ،‬وانقطع عن ُّ‬
‫الدنيا إليه‪ ،‬وفي قوله‪َ :‬وا ْذ ُك ِر ْ‬ ‫‪ .‬تبتل‪ّ :‬‬
‫‪1‬‬

‫إِلَ ْي ِه تَْبتِيالً (المزمل ‪ .)8‬قال القرطبي‪ :‬فالتبتل المأمور به‪ :‬االنقطاع إلى اهلل بإخالص‬
‫العبادة‪ ،‬والتبتل المنهي عنه هو سلوك مسلك النصارى في ترك النكاح والترهب في‬
‫الصوامع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫اإلميان قبل القرآن‬


‫عان عبادهلل باان ع ارو ‪ ‬قااا ‪ :‬جااج رجا إل رساو هلل ‪ S‬فقااا ‪:‬‬
‫ياا رساو هلل ‪ ،‬إىن أقارأ هلللقارن فاج أجاد قلاي يعقا عليا ‪ ،‬فقاا رساو‬
‫هلل ‪ :S‬إ قلبَ سشخ هللإلميا ‪ ،‬وإ هلللعبد يعطخ هللإلميا قب هلللقرن‬
‫‪1‬‬
‫(أمحد)‬

‫أفضل الكالم كالم هللا‬


‫عاان أيب ذر هلللغفااار ‪ ‬قااا ‪ :‬قااا رسااو هلل ‪ :S‬إنكا ال ترجعااو‬
‫‪2‬‬
‫إل هلل بش ج أفض مما خر مه ‪( .‬هللحلاك – صحيح) يعين ‪ :‬هلللقرن‬
‫َ‬

‫ان َح َزِاوَرةٌ‪ ،‬فَتَ َعلَّ ْمَنا‬


‫النبِ ِّي ‪َ S‬وَن ْح ُن ِف ْتَي ٌ‬ ‫‪َ .1‬ع ْن ُج ْن ُد ِب ْب ِن َع ْب ِد اللَّ ِه ‪ ‬قَا َل‪ُ :‬كَّنا َم َع َّ‬
‫يم ًانا (ابن ماجه) وقوله‪:‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫آن‪ ،‬فَ ْازَد ْدَنا به إ َ‬
‫آن‪ ،‬ثَُّم تَ َعل ْمَنا ا ْلقُ ْر َ‬
‫َن َنتَ َعل َم ا ْلقُ ْر َ‬
‫ان قَْب َل أ ْ‬
‫يم َ‬
‫ْاْل َ‬
‫وح ُزم ويقال‪ :‬هو الذي قارب البلوغ‪.‬‬
‫الح ْزَور‪ ،‬هو الغالم إذا اشتد وقوي َ‬ ‫َح َزِاوَرةٌ جمع َ‬
‫‪ .2‬قال النبى ‪ :S‬م ا أ َِذ َن اهللُ لعب د ف ى ش ىء أفض َل م ن ركعت ين يص ليهما‪ ،‬وان الب ر‬
‫لَي َذ ُّر على رأس العبد ما دام فى ص الته‪ ،‬وم ا تق رب العب اد إل ى ِ‬
‫اهلل بمث ل م ا خ ر من ه‬ ‫ُ‬
‫[يعنى القرآن] (الترمذي) وق ال‪ :S‬فض ل ك الم اهلل س بحانه وتع الى عل ى س اكر الك الم‬
‫كفض ل اهلل تع الى عل ى خلق ه ) الترم ذي ‪ -‬ال دارمي‪ -‬حس ن رري ب)‪ .‬وع ن عقب ب ن‬
‫رس ول اهلل ‪ S‬يق ول‪ :‬ل و جع ل الق رآن ف ي إه اب ث م ألق ي ف ي‬ ‫عامر ‪ ‬يقول س مع‬
‫النار ما احترق (الدارمي ‪ -‬ضعيف)‬
‫‪3‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫القرآن كام وصفه النبي ‪S‬‬

‫وعن هللبن منعود ‪ ‬قا ‪ :‬قاا هلللهاي ‪ :S‬إ هااهلل هلللقارن مبدبا هلل ‪،‬‬
‫فتعل اوهلل مان مبدبتا ماا هللساتطعت ‪ ،‬إ هااهلل هلللقارن سبا هلل ‪ ،‬وهاو هلللهاور‬
‫هللملبني‪ ،‬وهلللشفاج هلللهافع ملن متناَ با ‪ ،‬و اا ملان تبعا ‪ ،‬وال يعاو فيقاوم‪،‬‬
‫والي ي ا ا فينا ااتعتال‪ ،‬وال تهقض ا ا عالائب ا ا ‪ ،‬وال الا ااق عا اان ك ا اار هلللا اارد‪،‬‬
‫فااتلو‪ ،،‬فا هلل يابجرك علاخ تجوتا بكا سار عشار سناها ‪ ،‬أماا‬
‫إي ال أقاو أ ساار ‪ ،‬ولكاان ألااو عشاار‪ ،‬والم عشار‪ ،‬ومااي عشاار‬
‫‪1‬‬
‫(هلللدهللرقطين وهللحلاك )‬

‫القرآن كام وصفه جربيل ‪‬‬

‫عاان أمااا هللملاؤمهني علا باان هلليب الااال ‪ ‬عاان رسااو هلل ‪ S‬يقااو ‪:‬‬
‫أتاىن جربي فقا ‪ :‬ياحم د‪ ،‬إ أمتَ خمتلفا بعاد ‪ -‬قاا ‪ -‬فقلا لا ‪:‬‬
‫ف اابين هللمل اار ي ااا جربي ا ق ااا ‪ :‬فق ااا ‪ :‬كت ااا هلل ‪ ،‬ب ا يقا ا هلل ك ا‬
‫جبار‪ ،‬من هللعتا ب ا‪ ،‬ومن ترك هلَ ‪-‬مرتني‪ -‬قو فا ‪ ،‬وليس‬

‫‪ .1‬عن أبي ُشري ٍح ‪ ‬عن النبي ‪ :S‬إن هذا القرآن سبب طرفُه بيد ِ‬
‫اهلل‪ ،‬وسبب‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضلُّوا ولن تهلكوا بعده أبدا (الطبراني)‪ ،‬وعن أبي‬
‫طرفُه بأيديكم‪ ،‬فتم َّس ُكوا به فإنكم لن ت ِ‬
‫َ ُ‬
‫فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما أبدا‪:‬‬ ‫هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ :S‬إني قد خلف‬
‫كتاب اهلل وسنتي (مالك)‬
‫‪4‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫بااال ‪ ،‬ال قلقا هلل‪،‬لناان‪ ،‬وال تفاىن عالائبا ‪ ،‬فيا نبااب ماان كااا قاابلك ‪،‬‬
‫وفا مابيهك ‪ ،‬وخربماهو كائن بعدك ( أمحد)‬

‫استدراج النبوة لقارئ القرآن‬


‫عاان عبااد هلل باان ع اارو باان هلللعااا ‪ :‬أ رسااو هلل ‪ S‬قااا ‪ :‬ماان‬
‫ق ارأ هلللقاارن فقااد هللسااتدر هلللهبااو بااني جهبي ا غااا أن ا ال يااوسخ إلي ا ‪ ،‬ال‬
‫يهبغ ا لااااسال هلللقاارن أ جيااد مااع جااد‪ ،‬و ال جيا ا مااع جا ا ‪ ،‬وِف‬
‫جوف كجم هلل تعال (هللحلاك – صحيح)‬

‫التعامل مع القرآن‬
‫عاان معقا باان ينااار ‪ ‬قااا ‪ :‬قااا رسااو هلل ‪ :S‬هللع لاوهلل بااالقرن ‪،‬‬
‫وأسلوهلل سجل ‪ ،‬وسرموهلل سرهللما ‪ ،‬وهللقتادوهلل با ‪ ،‬وال تكفاروهلل بشا ج مها ‪ ،‬وماا‬
‫تشا اااب علا اايك مه ا ا فا ااردو‪ ،‬إل هلل وإل أو هلللعل ا ا ما اان بعا ااد كي ا ااا‬
‫اااربونك ‪ ،‬ونمه اوهلل بااالتورهلل وهللإل ي ا وهللل بااور ومااا أوم هلللهبيااو ماان ر ا ‪،‬‬
‫ولين ااعك هلللق اارن وم ااا فيا ا م اان هلللبي ااا ‪ ،‬ف نا ا ااافع مش اافع‪ ،‬وماسا ا‬
‫مادق‪ ،‬أال ولك ني مها ناور ياوم هلللقياما ‪ ،‬وإي أعطيا ساور هلللبقار‬
‫ماان هلللاااكر هلل‪،‬و ‪ ،‬وأعطيا ا و وهللسااني وساوهللمي ماان ألاوهلل موسااخ‪،‬‬
‫وأعطي فاحت هلللكتا من حت هلللعرش (هلللطربهللي – هللحلاك )‬

‫‪5‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫مثل قارئ القرآن‬


‫ع اان أيب موس ااخ ‪ ‬ع اان هللله ااي ‪ S‬ق ااا ‪ :‬هللمل ااؤمن هللل ااا يقا ارأ هلللق اارن‬
‫ويع ب كا‪،‬ترج ع اا يال ورحياا ياال‪ ،‬وهللملاؤمن هلللاا ال يقارأ‬
‫هلللق اارن ويع ا ب ا ك ااالت ر ع ا ااا يااال وال ري ااح ل ااا‪ ،‬وم ا هللمله ااافق‬
‫هلللااا يق ارأ هلللقاارن كالرحيان ا رحياااا يااال و ع اااا ماار‪ ،‬وم ا هللملهااافق‬
‫هلللااا ال يق ارأ هلللقاارن كاحلهمل ا ع اااا ماار أو خبي ا ورحياااا ماار (متفااق‬
‫علي )‬

‫أهل القرآن أهل هللا‬


‫وعان أناس ‪ ‬قاا ‪ :‬قاا رساو هلل ‪ :S‬إ عا وجا أهلاني مان‬
‫هلللهاس‪ ،‬قي ‪ :‬من ه يارسو هلل قا ‪ :S‬أه هلللقرن ها أها هلل‬
‫‪1‬‬
‫وخاصت (مالَ ‪ -‬أمحد ‪ -‬هلللهنائ – هلللدهللرم )‬

‫‪ .1‬قال املناوي رحمه هللا‪ :‬أي حفظة القرآن العاملون به‪ ،‬هم أولياء هللا املختصون به‬
‫اختصاص أهل إلانسان به‪ ،‬سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال‪ :‬بيت هللا‪ .‬وقال الحكيم‬
‫الترمذي‪ :‬وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهبت جناية نفسه‪ ،‬وليس من أهله‬
‫إال من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا‪ ،‬وتزين بالطاعة‪ ،‬فعندها يكون من أهل هللا (فيض‬
‫القدير ‪ 78/3‬باختصار) وال يكفي مجرد التالوة ليكون من أهل القرآن‪ ،‬حتى يعمل بأحكامه‪،‬‬
‫ويقف عند حدوده‪ ،‬ويتخلق بأخالقه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫من شغله القرآن‬


‫عن عطي عان أيب ساعيد ‪ ‬قاا ‪ :‬قاا رساو هلل ‪ :S‬يقاو هلللار‬
‫ع ا و ج ا ‪ :‬ماان ااغل هلللقاارن وذكاار عاان مناابلي أعطيت ا أفض ا مااا‬
‫أعط هلللنائلني‪ ،‬وفض كجم هلل علخ سائر هلللكاجم كفضا هلل علاخ‬
‫خلق (هلللرتميا ‪ -‬هللحلنن لغا‪)،‬‬

‫اغتباط صاحب القرآن‬


‫عن عبد هلل بان ‪ ‬قاا ‪ :‬مسعا رساو هلل ‪ S‬يقاو ‪ :‬ال سناد إال‬
‫علااخ هللثهتااني‪ :‬رجا نتااا‪ ،‬هلل هلللكتااا وقااام با نناااج هلللليا ‪ ،‬ورجا أعطااا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫هلل ماال فاو يتادق ب نناج هللللي وهلللهاار (هلللب ار )‬

‫‪ .1‬وعن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال‪ :‬ال حس د إال ف ي اثنت ين رج ل علم ه اهلل‬
‫مث ل م ا‬ ‫الق رآن فه و يتل وه آن اء اللي ل وآن اء النه ار فس معه ج ار ل ه‪ ،‬فق ال‪ :‬ليتن ي أوتي‬
‫مث ل م ا يعم ل‪ ،‬ورج ل آت اه اهلل م اال فه و يهلك ه ف ي الح ق‪ ،‬فق ال‬ ‫أوت ي ف الن فعمل‬
‫مثل م ا يعم ل (البخ اري) وقول ه ال حس د‬ ‫مثل ما أوتي فالن فعمل‬ ‫رجل‪ :‬ليتني أوتي‬
‫أي ال رخص ف ي الحس د إال ف ي خص لتين‪ ،‬أو ال يحس ن الحس د إن حس ن‪ ،‬أو أطل ق‬
‫الحسد مبالغ في الحث على تحصيل الخصلتين ربط‬
‫‪7‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫لكل حرف حسنة‬


‫عن عبد هلل بن منعود ‪ ‬يقو ‪ :‬قا رساو هلل ‪ :S‬مان قارأ سرفاا‬
‫م اان كت ااا هلل فلا ا با ا سن ااه ‪ ،‬وهللحلن ااه بعش اار أم ال ااا‪ ،‬ال أق ااو ن‬
‫‪1‬‬
‫سر ولكن ألو سر والم سر ومي سر (هلللرتميا )‬

‫االجتامع عىل تالوة القرآن وتدارسه‬


‫عاان أيب هرياار ‪ ‬عاان هلللهااي ‪ S‬قااا ‪ :‬مااا هللجت ااع قااوم ِف بي ا ماان‬
‫بيااو هلل تعااال يتلااو كتااا هلل ويتدهللرسااون بيااها إال ن ل ا علاايا‬
‫هلللنكيه وغشيتا هلللرمح وسفتا هللملجئك وذكره هلل في ن عهد‪( ،‬هللباو‬
‫‪2‬‬
‫دهللود)‬

‫‪ .1‬أن الحسن هي األعلى في الحسن ألن الهاء داخل للمبالغ ‪ ،‬فلذلك قلنا‪ :‬إن‬
‫الحسن تدخل فيها الفروض والنوافل وال يدخل فيها المباح وان كان حسنا ألن المباح‬
‫طاع فيه المباح‬ ‫ال يستحق عليه الثواب وال الحمد‪ ،‬ولذلك ررب في الحسن وكان‬
‫الن كل مباح حسن ولكنه ال ثواب فيه وال حمد فليس هو بحسن (الفروق اللغوي )‬
‫رجع إلى أهلِه أن‬
‫أحدكم إذا َ‬ ‫ُّ‬
‫أيحب ُ‬ ‫وعن أبي ُهريرةَ ‪ ‬قال‪ :‬قال رسو ُل اهلل ‪:S‬‬
‫أحدكم في‬ ‫فثالث آيا ٍ يق أُر َّ‬
‫بهن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ٍام ِس ٍ‬
‫مان؟‪ ،‬قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ثالث َخلِفَا ٍ ِع َ‬
‫َ‬ ‫يجد فيه‬
‫َ‬
‫ظام] ِس ٍ‬
‫مان (البخاري) أي اْلبل الحامل‬ ‫[ع ٍ‬ ‫ثالث َخلِفَا ٍ ِ‬
‫صالتِه خير له من ِ‬
‫ٌ‬
‫‪ .2‬عن الحضير‪ ‬قيل‪ :‬بينما هو يق أر من الليل سورة البقرة‪ ،‬وفرسه مربوط عنده اذ‬
‫ثم ق أر فجال‬ ‫فسكن‬ ‫الفرس‪ ،‬فسك‬ ‫فسكن ‪ ،‬فق أر فجال‬ ‫الفرس‪ ،‬فسك‬ ‫جال‬
‫الفرس فانصرف‪ ،‬وكان ابنه يحي قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلمااجتره رفع رأسه‬
‫‪8‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫تعلم القرآن وتعليمه‬


‫عن ع ا بن عفا ‪ ‬إ َّ رسو هلل ‪ S‬قا ‪ :‬خاك من تعل‬
‫‪1‬‬
‫هلللقرن وعل (هلللب ار )‬

‫إلى السماء حتى يراها فلما أصبح حدث النبي ‪ S‬فقال‪ :‬اق أر يا ابن حضير‪ ،‬اق أر يا‬
‫رأسى فانصرف‬ ‫ابن حضير قال‪ :‬فأشفق أن تطأ يحيى وكان منها قر ًيبا‪ ،‬فرفع‬
‫حتى ال‬ ‫إليه‪ ،‬فرفع رأسي إلى السماء فإذا مثل الظل فيها أمثال المصابيح فخرج‬
‫أراها‪ ،‬قال ‪ :S‬وتدرى ما ذاك ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال ‪ :S‬تلك المالكك دن لصوتك‪ ،‬ولو‬
‫بن َع ٍ‬
‫ازب‬ ‫البر ِ‬
‫اء ِ‬ ‫عن َّ‬‫ق أر ألصبح ينظر الناس إليها ال تتوارى منهم (البخاري)‪ ،‬و ِ‬
‫َّ‬
‫فتغشتهُ سحاب ٌ‪،‬‬ ‫ط ِ‬
‫نين‪،‬‬ ‫فرس مربوطٌ ب َش َ‬ ‫ِ‬
‫وعنده ٌ‬
‫َ‬ ‫الكهف‬ ‫قال‪ :‬كان رج ٌل يق أُر سورةَ‬
‫بي صلَّى اهلل عليه‬ ‫أصبح أتى َّ‬
‫الن َّ‬ ‫َ‬ ‫فر ُسه َي ْن ِف ُر منها‪َّ ،‬‬
‫فلما‬ ‫وتدنو‪ ،‬وجع َل َ‬‫دور ُ‬ ‫فجعل ْ تَ ُ‬
‫آن (البخاري)‬ ‫َّكين ُ تن َّزل للقُر ِ‬
‫فذكر ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬تلك الس َ َ‬ ‫َ‬ ‫وسلَّم‬
‫ُ ْ َ ُ ه ُ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُّ ُ ه َ ُ ه َ ُ َ‬
‫ول ل ه‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫اس‬ ‫ِلن ِ‬ ‫َش أن يؤت ِيه اَّلل الكِتاب واْلكم وانلبوة ثم يق‬ ‫‪ .‬قال اهلل تعالى‪ :‬ما َكن ل ِب ٍ‬
‫‪1‬‬

‫ون الْك َِت َ‬


‫ُ ُ َه ِ َ َ ُ ُْ َُُِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً ِ‬ ‫ُ ُ‬
‫اب َوب ِ َما‬ ‫كن كونوا ربان ِيِني بِما كنتم تعل ِم‬ ‫ون اَّلل ِ َول َٰ ِ‬
‫كونوا عِبادا ِّل مِن د ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َْ‬
‫نت ْم تد ُر ُسون (آل عمران ‪ .)97‬وقال رسول اهلل ‪ :S‬تعلموا القرآن فاقرءوه‪ ،‬فإن مثل‬ ‫ك‬
‫القرآن لمن تعلم فق أر وقام به كمثل جراب محشو مسكا تفوح ريحه كل مكان‪ ،‬ومثل‬
‫من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك (الترمذي)‪ .‬وعن عبد ِ‬
‫اهلل‬
‫أى العمل أحب إلى ِ‬
‫اهلل ؟ قال ‪:S‬‬ ‫بن عباس ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ِ‬
‫اهلل ُّ‬
‫ُّ‬
‫الحال المرتحل ؟ قال ‪ :S‬الذى يضرب من أول القرآن‬ ‫الحا ّل المرت ِحل‪ .‬قال‪ :‬وما‬
‫إلى آخره كلما َح َّل ِا ْرتَ َح َل (رواه الترمذي) وهو ال سيما في سن الصغر كما قال ابن‬
‫عباس ‪ :‬توفي رسول اهلل ‪ S‬وأنا ابن عشر سنين وقد ق أر المحكم (البخاري)‬
‫ال كانوا أو‬
‫اب مجلس عمر ومشاورته‪ ،‬كهو ً‬
‫اء أصح َ‬ ‫وعن ْاب ِن َعَّب ٍ‬
‫اس ‪ ‬قال‪ :‬كان القَُّر ُ‬
‫ُشَّباناً (البخاري)‬
‫‪9‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫املاهر واملتعلم يف قراءة القرآن‬


‫ع اان عائش ا ا ‪ ‬قالا ا ‪ :‬ق ااا رس ااو هلل ‪ :S‬هللمل اااهر ب ااالقرن م ااع‬
‫هلللنفر هلللكرهللم هلللربر ‪ ،‬وهلللا يقرأ هلللقرن ويتتعتع فيا وهاو عليا ااق لا‬
‫‪1‬‬
‫أجرهلل (منل )‬

‫القراءة عىل املعلم‬


‫عاان عائشا ‪ ‬عاان فا ا ‪ :‬أساار إ هلللهااي ‪ S‬أ جربيا كااا‬
‫يعارض ااين ب ااالقرن كا ا س ااه ‪ ،‬وإنا ا عارض ااين هلللع ااام ما ارتني‪ ،‬وال أرهلل‪ ،‬إال‬
‫‪2‬‬
‫سضر أجل (هلللب ار )‬

‫‪ . 1‬الماهر‪ :‬الحاذق الكامل الحفظ الذي ال يتوقف وال يشق عليه القراءة بجودة حفظه‬
‫واتقانه‪ ،‬وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تالوته لضعف حفظه فله أجران‪:‬‬
‫أجر بالقراءة‪ ،‬وأجر بتتعتعه في تالوته ومشقته‪.‬‬
‫وليس معناه ا لذي يتتعتع عليه له من األجر أكثر من الماهر به‪ ،‬بل الماهر أفضل‬
‫وأكثر أجرا؛ ألنه مع السفرة وله أجور كثيرة‪ ،‬ولم يذكر هذه المنزل لغيره‪ ،‬وكيف‬
‫يلحق به من لم يعتن بكتاب اهلل تعالى وحفظه واتقانه وكثرة تالوته وروايته كاعتناكه‬
‫حتى مهر فيه‪.‬‬
‫‪ .‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬كان النبي ‪ S‬أجود الن اس ب الخير وأج ود م ا يك ون ف ي‬ ‫‪2‬‬

‫ش هر رمض ان ألن جبري ل ك ان يلق اه ف ي ك ل ليل ف ي ش هر رمض ان حت ى ينس ل‬


‫يع رض علي ه رس ول اهلل ‪ S‬الق رآن ف إذا لقي ه جبري ل ك ان أج ود ب الخير م ن ال ريح‬
‫المرسل (متفق عليه)‬
‫‪11‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫ورتل القرآن ترتيال‬

‫ع اان عب ااد هلل ب اان ع اار ‪ ‬ق ااا ‪ :‬ق ااا رس ااو هلل ‪ :S‬يق ااا لا اااسال‬
‫هلللقرن ‪ :‬هللقرأ وهللر ِتق ورت َ ‪ ،‬ك ا كه ترت ِف هلللادنيا‪ ،‬فا مه لاَ عهاد نخار نيا‬
‫‪1‬‬
‫تقرؤها (هلللرتما )‬
‫َ‬

‫س‬
‫قراءة القرآن بالجهر وال ر‬
‫عاان عقب ا باان عااامر هللجلاااين ‪ ‬قااا ‪ :‬قااا رسااو هلل ‪ :S‬هللجلاااهر بااالقرن‬
‫‪2‬‬
‫(هلللرتميا )‬ ‫كاجلاهر بالادق ‪ ،‬وهللملنر بالقرن كاملنر بالادق‬

‫‪ .1‬عن حفصة ‪ ‬أنها قالت‪ :‬ما رأيت رسول هللا ‪ S‬صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل‬
‫وفاته بعام‪ ،‬فكان يصلي في سبحته قاعدا‪ ،‬وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من‬
‫أطول منها (مسلم)‪ ،‬قوله السبحة أي صالة النوافل‪ ،‬وكيفية الترتيل هي كما جاء عن يعلى بن‬
‫مملك أنه سأل أم سلمة ‪ ‬زوج النبي ‪ S‬عن قراءة النبي ‪ S‬وصالته ؟ فقالت‪ :‬ما لكم‬
‫وصالته ؟ كان ‪ S‬يصلي ثم ينام قدر ما صلى‪ ،‬ثم يصلي قدر ما نام‪ ،‬ثم ينام قدر ما صلى‬
‫حتى يصبح‪ ،‬ثم نعتت قراءته‪ ،‬فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا (الترميذي)‬
‫َ‬ ‫الن َهار س ًّرا َو َع َالن َي ًة َف َل ُه ْم َأ ْج ُر ُه ْم ع َ‬
‫ند َ ِرب ِه ْم َوال‬
‫َّ‬
‫الل ْيل َو َّ‬‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫َّ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫ال‬‫نفقون أمو‬ ‫‪ .2‬قال تعالى‪ :‬ال ِذين ي ِِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ْ ُ ْ َّ َ َ َ‬ ‫َ ٌ ََ َ َ ُ َ ْ َُ َ‬
‫ات ف ِن ِع َّما ِه َي َوِإن‬
‫خ ْوف عل ْي ِه ْم وال ه ْم يحزنون (البقرة‪ِ ،)482 :‬وقال هللا تعالى‪ِ :‬إن تبدوا الصدق ِ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ ُ‬ ‫ُ ْ ُ َ َُُْ َ ْ َ‬
‫وها ِال ُفق َر َاء ف ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو ُيك ِف ُر َعنكم ِمن َس ِيئا ِتك ْم َوالل ُه ِب َما ت ْع َملون خ ِب ٌير‬ ‫تخفوها وتؤت‬
‫(البقرة‪ِ .)482 :‬وعن ابن عباس‪ :‬فجعل هللا صدقة السر في التطوع تفضل عالنيتها بسبعين‬
‫ضعفا‪ ،‬وجعل صدقة الفريضة‪ :‬عالنيتها أفضل من سرها‪ ،‬يقال بخمسة وعشرين ضعفا‪،‬‬
‫وكذلك جميع الفرائض والنوافل في ألاشياء كلها‪ .‬وقد ورد في الحديث‪ :‬سبعة يظلهم هللا تحت‬
‫ظل عرشه يوم ال ظل إال ظله‪ .‬ومن هؤالء السبعة‪ :‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال‬
‫تعلم شماله ما أنفقت يمينه‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫عدم التعجيل يف القراءة‬


‫َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ َُِ ْ‬
‫عن هللبن عباس ‪ِ :‬ف قول { َل ُت ِرك بِهِ ل ِسانك ِلِ عجل بِهِ }‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫كااا رسااو هلل ‪ S‬إذهلل ن ا جربي ا بااالوس وكااا ممااا حياار ب ا لنااان‬
‫َ‬
‫و اافتي فيش ااد عليا ا وك ااا يع اار مها ا ‪ ،‬ف اابن هلل هللآليا ا هللل ااي ِف { َل‬
‫ك ِلِ َ ْع َج َل بهِ ‪ .‬إ هن َعلَيْ َنا َجْ َعهُ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َُِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫ِ ِ‬ ‫سم ب ِيو ِم ال ِقيامةِ } { َل ُت ِرك بِهِ ل ِسان‬‫أق ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ َُ َ َ َََْ ُ َ ه ْ ُْ َ‬
‫ع ِف صادر { وقرآنه‪ .‬فإ ِذا قرأناه فاتب ِع قرآنَه }‬ ‫} ف عليها أ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف ذهلل أن لها‪ ،‬فاسات ع { ث هم إ ِ هن َعليْ َنَا َب َيانََ ُه }‪ ،‬قاا ‪ :‬إناا عليهاا أ نبيها‬
‫بلنانَ‪ ،‬قا ‪ :‬وكا إذهلل أتا‪ ،‬جربي أ رق فا ذهلل ذهاال قارأ‪ ،‬ك اا وعاد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫هلل (هلللب ار )‬

‫الرتجيع يف القراءة‬
‫عبد هلل بن مغف ‪ ‬قاا ‪ :‬رأيا هلللهاي ‪ S‬يقارأ وهاو علاخ ناقتا أو‬
‫مجل وه تنا ب وهو يقرأ سور هلللفاتح أو مان ساور هلللفاتح قارهللج ليها‬
‫‪2‬‬
‫يقرأ وهو يرجع (هلللب ار )‬

‫‪ .1‬قال ابن مسعود ‪ :‬ال تنثروه نثر الدقل‪ ،‬وال تهذوه هذ الشعر‪ ،‬قفوا عند عجاكبه‪،‬‬
‫هم أحدكم آخر السورة‪.‬‬
‫وحركوا به القلوب‪ ،‬وال يكن ُّ‬
‫لين ‪ :‬سهل على اللسان‪ .‬والترجيع‪ :‬ترديد الصو في الحلق‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫من استعجم القرآن عىل لسانه‬


‫ع اان أيب هري اار ‪ ‬ع اان هللله ااي ‪ S‬ق ااا ‪ :‬إذهلل ق ااام أس اادك م اان هللللي ا ا‬
‫‪1‬‬
‫فاستعال هلللقرن علخ لنان فل يدر ما يقو فليضطالع (متفق علي )‬

‫الصوت الحسن عند قراءة القرآن‬


‫‪ ‬ق ااا ‪ :‬ق ااا رس ااو هلل ‪ :S‬يها اوهلل هلللق اارن‬ ‫ع اان هلللا اربهللج ب اان ع ااا‬
‫‪2‬‬
‫(هللبو دهللود)‬ ‫ببصوهللتك ‪.‬‬

‫إسامع القرآن للغري‬


‫عن عبد هلل بن منعود ‪ ‬قا ‪ :‬قا هلللهي ‪ :S‬هللقرأ عل هلللقرن ‪،‬‬
‫قلا نقارأ علياَ وعلياَ أنا قاا ‪ :‬إي أساال أ أمسعا مان غااا‬
‫‪1‬‬
‫(هلللب ار )‬

‫‪ . 1‬أن اْلنسان إذا رلبه النوم وجاءه النعاس وهو يصلي فال يصلي‪ ،‬وذلك ألنه ربما‬
‫يذهب يستغفر لنفسه فيسب نفسه ألنه ينعس‪ ،‬وأيضا ربما يستعجم القرآن على لسانه‪،‬‬
‫فيتكلم بالكلم من القرآن على رير وجهها فيحرف القرآن‪ .‬فدرء المفاسد مقدم على‬
‫جلب المصالح‪.‬‬
‫‪ .2‬ع ن س عيد ب ن أب ي س عيد ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ‪ :S‬ل يس من ا م ن ل م ي تغن‬
‫بالقرآن (متفق عليه)‬
‫‪13‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫تكرار قراءة القرآن‬


‫عن عبد هلل بن ع رو ‪ ‬قاا ‪ :‬قاا رساو هلل ‪ :S‬ال يفقا مان قارأ‬
‫‪2‬‬
‫هلللقرن ِف أق َّ من ثجث (أمحد ‪ -‬أبو دهللود ‪ -‬هلللرتما )‪.‬‬

‫اإلكثار عىل قراءة القرآن‬


‫عاان أيب هرياار ‪ ‬قااا ‪ :‬قااا رسااو هلل ‪ :S‬ماان قارأ عشاار نيااا ِف‬
‫ليلا يكتااال ماان هلللغااافلني‪ .‬وِف روهلليا ‪ :‬وماان قارأ مائا ني ا كتااال ماان‬
‫‪3‬‬
‫هلللقانتني (هللحلاك )‬

‫َ ُ َ ُْ ْ ُ َ ْ َ ُ َُ ََ ُ َ َ ه ُ ْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫َحون (األعراف ‪)402‬‬ ‫نصتوا لعلكم تر‬ ‫‪ .1‬قال اهلل‪ِ :‬إَوذا ق ِرئ القرآن فاست ِمعوا َل وأ ِ‬
‫َ ه ُ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ه َ َ‬
‫ك َف ُروا ََل ت َ ْس َم ُعوا ل َِه َٰ َذا الْ ُق ْ‬
‫آن َوالغ ْوا فِيهِ ل َعلك ْم تغل ُِبون (فصل ‪)42‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َوقَال اَّلِين‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ه ُ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َٰ ُ ُ‬
‫وب أقفالها (محمد ‪ )2‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‪ .‬قال اهلل تعالى‪ :‬أفَل يتدبرون القرآن أم لَع قل ٍ‬
‫‪2‬‬

‫َ‬ ‫َ ٌ َ َ َْ ُ َْ َ ُ َ َ ٌ َِ ه هُ َ َ ََ َ ه َ ُ ُ ْ َْ‬
‫اب (ص ‪ )47‬وعن أَبي َذٍّر‬ ‫كِتاب أنزنلاه إَِلك مبارك َِلدبروا آياتِهِ و َِلتذكر أولو األْل ِ‬
‫َ ه‬ ‫ْ ُ ِ‬
‫َصَب َح وهي قوله تعالى‪ :‬إِن ت َعذِبْ ُه ْم فإِن ُه ْم‬ ‫ٍ‬
‫النبِ َّي ‪ S‬قَ َام بِ َآي ُي َرِّد ُد َها َحتَّى أ ْ‬ ‫‪ ‬أن َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ْ ْ َُ ْ َ ه َ َْ َ َْ ُ ْ‬
‫كيم (النساكي(‪ .‬وعن عبد اهلل بن عمرو أن‬ ‫عِبادك ِإَون تغ ِفر لهم فإِنك أنت الع ِزيز اْل ِ‬
‫النبي ‪ S‬قال‪ :‬اق أر القرآن ما نهاك‪ ،‬فإن لم ينهك فلس تقرأه (الطبراني – ضعيف)‬
‫أحدكم أن يق أَر في ليل ٍ َ‬
‫ثلث‬ ‫أيع ِج ُز ُ‬ ‫ْ‬ ‫بي ‪ S‬قال‪:‬‬ ‫عن َّ‬
‫الن ِّ‬ ‫رداء ‪ِ ‬‬ ‫الد ِ‬
‫‪ .3‬عن أبي َّ‬
‫ُ َ‬
‫ثلث القر ِ‬
‫آن‬ ‫ل‬ ‫تعد‬ ‫}‬ ‫ٌ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫أ‬ ‫اَّلل‬ ‫آن؟ قالوا‪ :‬وكيف يق أُر ثلث القرآن؟ قال‪ { :‬قُ ْل ُه َ‬
‫و‬ ‫القر ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫(البخاري)‬
‫‪14‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫تحزيب القرآن ملداومة تالوته‬


‫عاان ع ار ب ان هللخلط اا ‪ ‬يق او ‪ :‬ق اا رس او هلل ِ ‪ :S‬م ان ن اام ع ان‬
‫س ب ا أو ع ان ا ج مه ا ‪ ،‬فق ارأ‪ ،‬في اا ب اني ص اج هلللفال ار وص اج هلللما ار‬
‫‪1‬‬
‫كتال ل كبمنا قرأ‪ ،‬من هللللي (منل )‬

‫التوسط لعدد ختامت القرآن‬


‫ق ااا هللله ااي ‪ S‬لعب ااد هلل ب اان ع اارو ب اان هلللع ااا ‪ :‬هللقا ارأ هلللق اارن ِف‬
‫ااار‪ ،‬قااا ‪ :‬إي أجااد قااو ‪ .‬قااا ‪ :S‬هللق ارأ‪ِ ،‬ف عشاار‪ .‬قااا ‪ :‬إي أجااد‬
‫‪2‬‬
‫قو ‪ .‬قا ‪ :S‬هللقرأ ِف سبع وال ت د علخ ذلَ (متفق علي )‪.‬‬

‫الحث عىل حفظ القرآن‬


‫عن عائش َ‪ ‬عن هلللهي ‪ S‬قا ‪ :‬م هلللا يقرأ هلللقرن ‪ ،‬وهو سافظ‬
‫‪1‬‬
‫ل ‪ ،‬مع هلللنفر هلللكرهللم هلللربر (هلللب ار )‬

‫َُ َ‬ ‫‪ َ ََ 1‬ه َ َ َ ُ ََْ َُِ َ َْ ُْ ْ ُ‬


‫آن ُجْلَ ًة َواح َِدةً ۚ َك َذَٰل َِك ِنلُثَ ِب َ‬
‫ت بِهِ فؤاد َك‬ ‫ِ‬ ‫‪ .‬وقال اَّلِين كفروا لوَل ن ِزل عليهِ القر‬
‫َ َهَْ ُ َْ ً‬
‫أي األعمال‬ ‫النبي ‪ُّ :S‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬ ‫عاكش‬ ‫عن‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬‫‪24‬‬ ‫الفرقان‬ ‫(‬ ‫ِيَل‬ ‫ورتلناه ترت‬
‫أحب إلى اهلل؟ قال‪ :‬أ َْد َو ُمها وا ْن َق َّل‪ ،‬وقال‪ :‬ا ْكلُفُوا ِمن األعمال ما تُ ِطيقُون (البخاري)‬ ‫ُّ‬
‫أى العمل أحب إلى ا ِ‬
‫هلل‬ ‫اهلل ُّ‬‫اهلل بن عباس ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ِ‬ ‫‪ .2‬عن عبد ِ‬
‫ُّ‬
‫الحال المرتحل ؟ قال ‪ :S‬الذى يضرب من‬ ‫تحل‪ .‬قال‪ :‬وما‬ ‫؟ قال ‪ :S‬الحا ّل المر ِ‬
‫أول القرآن إلى آخره كلما َح َّل ِا ْرتَ َح َل ‪( .‬رواه الترمذي)‬
‫‪15‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫التكرار بعد حفظ القرآن‬


‫عاان هللباان ع اار ‪ ‬أ رسااو هلل ‪ S‬قااا ‪ :‬إمنااا م ا صاااسال هلللقاارن‬
‫ك ا صاااسال هللإلبا هللملعلقا ‪ ،‬إ عاهااد علياااا أمنااكاا‪ ،‬وإ أ لقاااا‬
‫‪2‬‬
‫ذهب (متفق علي )‬

‫من نيس القرآن‬


‫عن أيب وهللئ عن عبد هلل ‪ ‬قا ‪ :‬قا هلللهي ‪ :S‬بئس ماا ‪،‬ساده‬
‫أ يقو نني ني كي وكي ب نن وهللستاكروهلل هلللقارن ف نا أ اد‬
‫‪1‬‬
‫تَا َفايا من صدور هلللرجا من هلللهع (متفق علي )‬

‫اهلل‪،‬‬ ‫‪ .1‬السفرة جميع سافر‪ ،‬والسافر‪ :‬الرسول‪ ،‬ألنهم يسفرون إلى الناس برساال‬
‫وقيل‪ :‬السفرة‪ :‬الكتب ‪ ،‬والبررة‪ :‬المطيعون‪ ،‬من البر وهو الطاع ‪ ،‬وهؤالء السَّفَرة الكرام‬
‫ُّحف المطهَّرة‪ ،‬قال تعالى‪ِ :‬يف‬ ‫اختارهم اهللُ تعالى و َش َّرفهم بأن تكون بأيديهم الص ُ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ح ٍف ُمك هر َم ٍة َم ْرفوع ٍة ُم َط هه َر ٍة بِأيدِي سفر ٍة كِرا ٍم برر ٍة (عبس‪ .)32-32 :‬عن ابن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُص ُ‬

‫الخرب‪.‬‬ ‫عباس‪ ‬قال ‪ :S‬إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبي‬
‫(الترميذي ‪ -‬حسن صحيح)‪ .‬أي أن القرآن يعمر القلب‪ ،‬ويجعله مستني اًر بنوره‪ ،‬واذا‬
‫فقد النور فيستوعب الظالم فيه وينقلب كما شاء فيقع في ضالل‪ .‬وعن عبد اهلل بن‬
‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ :S‬بكسما ألحدهم يقول‪َ :‬ن ِس ْي ُ آي كي وكي ‪،‬‬
‫بع ُقلها‬
‫بل هو ُن ِّس َي‪ ،‬استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال‪ ،‬من النعم ُ‬
‫(مسلم)‪ ،‬واالستذكار يوجب الحفظ قبله‪.‬‬
‫‪ .‬وعن أبي موسى ‪ ‬ع ن النب ي ‪ S‬ق ال‪ :‬تعاه دوا الق رآن فوال ذي نفس ي بي ده له و‬ ‫‪2‬‬

‫الشديد‪.‬‬ ‫صي‪ :‬االنفصال أي التفل‬


‫أشد تفصيا من اْلبل من عقلها (متفق عليه) التَفَ ِّ‬
‫‪16‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫حشو البيت بقراءة القرأن‬


‫عاان أيب هرياار ‪ :‬أ رسااو هلل ‪ S‬قااا ‪ :‬ال جتعل اوهلل بيااوتك مقااابر‪ ،‬وإ‬
‫‪2‬‬
‫(هلللرتميا )‬ ‫هلللبي هلللا تقرأ في هلللبقر ال يدخل هلللشيطا‬

‫حب القرآن‬
‫ِ‬
‫منالد قُابَاجَ‪ ،‬فكا‬ ‫من هلل‪،‬ناا ِر يَا ُؤُّما ِف‬ ‫عن َ‬
‫أنس ‪ ‬كا رج ح َ‬
‫هللفتتح با{قُ َ ُه َو‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫ر‬ ‫يق‬ ‫مما‬ ‫هلللاج ِ‬
‫كل َّ ا هللفتَتَ َح سورً يقرأُ ل ا ِف َّ‬
‫َ‬

‫‪ .1‬ق ال رس ول اهلل ‪ S‬أيض ا ‪ :‬عرض عل ي أج ور أمت ي حت ى القَ َذ ِاة يخرجه ا الرج ل‬


‫ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آي‬ ‫من المسجد‪ ،‬وعرض علي ذنوب أمتي فلم أر ً‬
‫أوتيه ا رج ل ث م نس يها (الترمي ذي)‪ .‬وق ال رس ول اهلل ‪ :S‬م ا م ن أمي ر عش رة إال ي ؤتى‬
‫به ي وم القيام مغل والً ال يفك ه م ن ذل ك الغ ل إال الع دل وم ا م ن رج ل ق أر الق رآن فنس يه‬
‫إال لقى اهلل يوم يلقاه وهو أج ذم (اب و داود)‪ .‬وف ي ح ديث‪ :‬ج واز ق ول أنس يتها ‪ :‬ع ن‬
‫عاكش ‪ ‬قال ‪ :‬كان النبي ‪ S‬يس تمع ق راءة رج ل ف ي المس جد فق ال‪ :‬رحم ه اهلل لق د‬
‫أنس يتها (متف ق علي ه)‪ .‬وف ي ح ديث‪ :‬ج واز ق ول أس قطتها ‪ :‬فع ن‬ ‫أذكرن ي آي كن‬
‫عاكش ‪ ‬أن النب ي ‪ :S‬س مع رج ال يق أر م ن اللي ل فق ال‪ :‬لق د أذكرن ي ك ذا وك ذا آي‬
‫كن أس قطتها م ن س ورة ك ذا وك ذا (متف ق علي ه)‪ ،‬وف ي الجمل أن قول ه نس ي أو‬
‫ك فَ ََل تَن ْ َسَ إ ََِل َمَا َََا َ‬
‫َ ُْ ُ َ‬
‫أنسيتها أوأسقطتها يقع مجا از ال حقيق لقوله تع الى ( سنق ِرئ‬
‫ِ‬
‫َُّ‬
‫اَّلل)‬
‫الذكر والطَّاع فتكون كالمقابر‪ ،‬وتكونون‬
‫‪ .2‬أي‪ :‬ال تجعلوا بيوتكم خالي ً عن ِّ‬
‫الذي يذكر اهلل فيه‬ ‫كالموتى فيها‪ .‬ويشهد ذلك حديث أبي بردة‪ ،‬قال ‪ :S‬مثل البي‬
‫(مسلم)‬ ‫الذي ال يذكر اهلل فيه مثل الحي والمي‬ ‫والبي‬
‫‪17‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫غ مهاا‪ ،‬مثَّ يقرأُ سورً أخرى معاا‪ ،‬وكا ياهع‬ ‫يفر َ‬


‫سَّت ُ‬‫َس حد} َّ‬ ‫هلل ُ أ َ‬
‫لنورِ مثَّ‬‫ذلَ ِف ك ركع َ‪ ،‬فكلَّ أصحابُ وقالوهلل‪ :‬إنََّ تفتَتِ ُح ا‪ ،‬هلل ُّ‬
‫وإما أ تَ َد َعاا‬ ‫تقرأَ ببخرى‪ ،‬ف َّما أ َ تقرأَ ا َّ‬ ‫سَّت‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ئ‬
‫ُ‬‫ال ترى َّأَّنا ُجت ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أسبََبتُ أ َ أ َُؤَّمك بالَ‬ ‫وتقرأَ ببُخرى‪ ،‬فقا ‪ :‬ما أنا بتاركاا‪ ،‬إ َ َ‬
‫أفضلِا ‪،‬‬‫فعل ُ ‪ ،‬وإ كرهتُ [ذلَ] تركتُك ‪ ،‬وكانوهلل يرو أنَّ من َ‬
‫هللخلرب‪ ،‬فقا ‪ :‬يا‬ ‫هلللهي ‪ S‬أخربو‪َ ُ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكرهوهلل أ يَا ُؤَّما غاُ‪ ،،‬فل َّ ا أتاه‬
‫يبمر ب أصحابَُ‪ ،‬وما َحي ِ لَُ علخ‬ ‫ميهعَ أ تفع َ ما ُ‬ ‫فج ُ ‪ ،‬ما ُ‬
‫هلللنورِ ِف ك ركع َ فقا ‪ :‬إي أسبُّاا‪ ،‬فقا ‪ :S‬سبَُّ‬ ‫لُ ِوم ها‪ُّ ،‬‬
‫إيَّاها أدخلََ هللجلهَّ َ (متفق علي )‬

‫املناجاة بالقرآن عند الصالة‬


‫عاان هلللبياض ا ‪ :‬أ رسااو هلل ‪ S‬خاار علااخ هلللهاااس وه ا يااالو‬
‫وقد عل َ أصوهللهت بالقرهللج ‪ ،‬فقاا ‪ :S‬إ هللملاال يهااج ربا فليهمار‬
‫ماذهلل يهاجي ب ‪ ،‬وال جيار بعضك علخ بعض ِف هلللقرن (هلللهنائ )‬
‫َ‬

‫‪18‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫الدعاء أثناء القراءة داخل الصالة‬


‫عاان سايفا ‪ ‬قااا ‪ :‬صاالي مااع هلللهااي ‪ S‬ذهلل ليلا فااافتتح هلللبقاار ‪،‬‬
‫فقل ‪ :‬يركع عهاد هللملائا مث مضاخ‪ ،‬فقلا ‪ :‬ياال اا ِف ركعا ف ضاخ‪،‬‬
‫فقل ا ‪ :‬يركااع ااا مث هللفتااتح هلللهناااج فقرأهااا‪ ،‬مث هللفتااتح ن ع ارهلل فقرأهااا‬
‫يقرأ مرتسج‪ ،‬إذهلل مر بآي فياا تنبيح سبح‪ ،‬وإذهلل مر بنؤهلل سب ‪ ،‬وإذهلل‬
‫م اار بتع ااوذ تع ااوذ‪ ،‬مث رك ااع فالعا ا يق ااو ‪ :‬س اابحا ريب هلللعم ااي ‪ ،‬فك ااا‬
‫ركوعا حناوهلل ماان قياما ‪ ،‬مث قااا ‪ :‬مسااع هلل ملاان محااد‪ ،،‬مث قااام ااويج قريبااا‬
‫مما ركع مث سالد‪ ،‬فقا ‪ :‬سبحا ريب هلل‪،‬علخ‪ ،‬فكا سالود‪ ،‬قريباا مان‬
‫قيام ‪( ،‬قا ) وِف سدي جرير من هللل ياد فقا مسع هلل ملن محد‪ ،‬ربها‬
‫لَ هللحل د (متفق علي )‬

‫‪19‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫البكاء والتبايك عند قراءة القرآن‬


‫عاان سااعد باان أيب وقااا ‪ ‬قااا ‪ :‬قااا رسااو هلل ‪ :S‬هللتل اوهلل هلللقاارن‬
‫‪1‬‬
‫تبكوهلل فتباكوهلل‪ ،‬وليس مها من يتغن بالقرن (هللبو عوهللن )‬ ‫وهللبكوهلل‪ ،‬ف‬

‫أقرؤهم لكتاب هللا‬


‫اعود ُعقب ا َ ب ا ِن ع ا َرو هلللباادر هلل‪،‬ناااار ‪ ‬قَااا َ ‪ :‬قَااا َ‬ ‫وعاان أَيب منا َ‬
‫رسااو هللللَّا ‪ :S‬ي ااؤُّم هلللَ َقااوم أَقَ اارؤه لِكتااا ِ هللللَّا ِ‪ ،‬فَاِ َ َكااانُوهلل ِف هلللَ ِقارهللج ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ََ َ ُ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ادم ُا َ ِه َال اَرً‪،‬‬ ‫الن اهَّ ِ‪ ،‬فَاِ َ َكااانُوهلل ِف ُّ ِ‬
‫هلللن اهَّ َسا َاوهللجً‪ ،‬فَبَقَا ُ‬ ‫َعلَ ُ ُا َ بِ ُّ‬
‫َساوهللجً‪ ،‬فَاب َ‬

‫ُ‬
‫ِإَوذا َس ِم ُعوا َما أنز َل إ َّل ه‬
‫الر ُسو ِل تَ َرىَٰ‬ ‫َ‬
‫‪ .1‬أما البكاء عند استماع القرآن فقوله تعالى‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫الشاهِدِينَ‬ ‫َ َْ ِ َ ُ ُ َ َ ه َ َ ه َ ْ ُ ْ َ َ َ ه‬ ‫ه ََُ‬ ‫َ ه ْ‬ ‫َ َُُْ ْ َ ُ‬
‫أعينهم تفِيض مِن ادلمعِ مِما عرفوا مِن اْل ِق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع‬
‫علي‪ ،‬قل ‪:‬‬
‫(الماكدة ‪ )82‬وعن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال لي النبي ‪ :S‬اق أر ّ‬
‫يا رسول اهلل‪ ،‬آق أر ع ليك وعليك أُنزل ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فق أر سورة النساء حتى أتي إلى‬
‫َ َْ َ ََ‬
‫لَع َه ُؤَل ِ ََه ً‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ِ ُ َِ َ‬
‫يدا }‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ئ‬‫ج‬‫ك أم ٍة ب ِ ِ ٍ ِ‬
‫و‬ ‫يد‬ ‫ه‬‫ش‬ ‫هذه اآلي { فكيف إِذا ِ‬
‫جئنا مِن ِ‬
‫حسبك اآلن‪ .‬فالتف ُّ إليه فإذا عيناه تذرفان (البخاري)‪ .‬وأما التغني بالقرآن‪ :‬عن‬
‫ليل ‪ ،‬فقال‪ :‬ما حبسك؟ قل ‪ :‬إن في‬ ‫عاكش ‪ ‬قال ‪ :‬استبطأني رسول اهلل ‪ S‬ذا‬
‫صوتا بالقرآن‪ ،‬فأخذ رداءه وخر يسمعه‪ ،‬فإذا هو سالم‬ ‫المسجد ألحسن من سمع‬
‫مولى أبي حذيف ؛ فقال ‪ :S‬الحمد هلل الذي جعل في أمتي مثلك (أحمد)‬
‫‪21‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫هلللر ُجا َ ِف‬


‫هلللر ُجا ُ َّ‬ ‫فَاِ َ كااانُوهلل ِف هلللِ َالا َارِ َسا َاوهللجً‪ ،‬فَبَقَا َاد ُم ُا َ ِساهَّا‪َ ،‬وال ياُ َّ‬
‫اؤم َّن َّ‬
‫ك ِرمتِ ِ إِالَّ بِِ َذنِِ (منل )‪.1‬‬
‫ُس َلطَانِِ‪َ ،‬وال يَا َق ُعد ِف َبيتِ ِ َعلَخ تَ َ‬

‫شفاعة القرآن يوم القيامة‬


‫عاان أيب أماما هلللباااهل ‪ ‬قااا ‪ :‬مسعا رسااو هلل ‪ S‬يقااو ‪ :‬هللقاارؤوهلل‬
‫هلللقرن ‪ ،‬ف ن يبم يوم هلللقياما افيعا ‪،‬صاحاب ‪ .‬هللقارؤوهلل هللل هارهللوين‪ :‬هلللبقار‬
‫وسا ااور ن ع ا ارهلل ‪ ،‬ف َّن ا ااا تبتيا ااا يا ااوم هلللقيام ا ا كبَّن ا ااا غ امتا ااا أو‬
‫كبَّن ا ااا غيايت ا ااا أو كبَّن ا ااا فرق ا ااا م ا اان ا ااا ص ا اوهلل حتاج ا ااا ع ا اان‬
‫أص ااحا ا‪ ،‬هللق اارؤوهلل س ااور هلللبق اار فا ا أخ اااها بركا ا وتركا ااا سن اار وال‬
‫‪2‬‬
‫ينتطيعاا هلللبطل (منل )‪.‬‬

‫ى ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال ‪ :S‬إن م ن إج الل اهلل تع الى إك رام ذي‬ ‫‪َ .‬ع ْن أَبِ ى ُم َ‬
‫وس ى األَ ْش َع ِر ّ‬
‫‪1‬‬

‫الش يب المس لم‪ ،‬وحام ل الق رآن ري ر الغ الي في ه والج افي عن ه‪ ،‬واك رام ذي الس لطان‬
‫المقسط (أبو داود – البيهقي)‪ .‬وعن جابر ‪ ‬أن النب ي ‪ S‬ك ان يجم ع ب ين ال رجلين‬
‫قدم ه ف ي‬
‫م ن قتل ى أح د ث م يق ول‪ :‬أيهم ا أكث ر أخ ذاً للق رآن ؟ ف إن أُش ير إل ى أح دهما ّ‬
‫اللحد (البخاري)‪.‬‬
‫‪ - .2‬الوقاية من سوء الحساب ‪:‬‬
‫ق ال رس ول اهلل ‪ :S‬م ن اتب ع كت اب اهلل ه داه اهلل م ن الض الل ‪ ،‬ووق اه س وء الحس اب‬
‫ي وم القيام ‪ ،‬وذل ك أن اهلل عزوج ل يق ول‪ ،‬فم ن اتب ع ه داي ف ال يض ل وال يش قى‬
‫(الطبراني)‬
‫‪21‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫‪ -‬نور يوم القيامة ‪:‬‬


‫ل ه حس ن مض اعف ‪،‬‬ ‫أن رس ول اهلل ‪ S‬ق ال‪ :‬م ن اس تمع إل ى آي م ن كت اب اهلل كتب‬
‫له نو ار يوم القيام ‪( .‬احمد)‬ ‫ومن تالها كان‬
‫‪ -‬رضوان هللا ألهله ‪:‬‬
‫عن ب ن عم ر ‪ ‬ق ال‪ :‬يج يء الق رآن يش فع لص احبه يق ول‪ :‬ي ا رب لك ل عام ل عمال‬
‫امنعه اللذة والنوم فأكرمه‪ ،‬فيقال‪ :‬أبسط يمين ك ف يمأ م ن رض وان‬ ‫من عمله وأني كن‬
‫اهلل‪ ،‬ثم يقال‪ :‬أبسط شمالك‪ ،‬فيمأ من رض وان اهلل ويكس ى كس وة الكرام ويحل ى حلي‬
‫الكرام ويلبس تا الكرام (الدارمي – حسن)‬
‫‪ -‬لقاء القرآن لصاحبه يوم القيامة ‪:‬‬
‫وع ن بري دة ‪ ‬ع ن النب ى ‪ S‬أن ه ق ال‪ :‬إن الق رآن يلق ى ص احبه ي وم القيام ح ين‬
‫ينشق عن ه قب ره كالرج ل الش احب‪ ،‬فيق ول‪ :‬ه ل تعرفن ي؟ فيق ول‪ :‬م ا أعرف ك‪ ،‬فيق ول‪ :‬أن ا‬
‫ص احبك الق رآن ال ذي أظمأت ك ف ي اله واجر وأس هر ليل ك ‪ ،‬وان ك ل ت اجر م ن وراء‬
‫تجارت ه‪ ،‬وأن ى ل ك الي وم م ن وراء ك ل تج ارة‪ ،‬فيعط ى المل ك بيمين ه‪ ،‬والخل د بش ماله‪،‬‬
‫ويوضع على رأسه تا الوقار‪ ،‬ويكسى وال ده حلت ين ال تق وم لهم ا ال دنيا‪ ،‬فيق والن ‪ :‬بم ا‬
‫كسينا ه ذا؟ فيق ال‪ :‬بأخ ذ ول دكما الق رآن‪ ،‬ث م يق ال‪ :‬اق أر واص عد ب ى در الجن وررفه ا‪،‬‬
‫فهو في صعود ما كان يقرأ‪ ،‬هذا كان أو ترتيالً (الحاكم)‬
‫‪ -‬وهو من شفاعة عمل صالح ‪:‬‬
‫وع ن عب د اهلل ب ن عم رو ‪ :‬أن رس ول اهلل ‪ S‬ق ال‪ :‬الص يام والق رآن يش فعان للعب د‬
‫بالنه ار فش فعني في ه‪ ،‬ويق ول الق رآن‪:‬‬ ‫يق ول الص يام‪ :‬رب إن ي منعت ه الطع ام والش هوا‬
‫منعته النوم بالليل فيشفعان (الحاكم ‪ -‬صحيح)‬
‫‪ -‬شفاعة أهل القرآن لوالديه ‪:‬‬
‫ع ن س هل ب ن مع اذ الجهن ي ع ن أبي ه ‪ :‬أن رس ول اهلل ‪ S‬ق ال‪ :‬م ن ق أر الق رآن‬
‫وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيام ضوءه أحسن م ن ض وء الش مس ف ي بي و‬
‫فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟ (ابو داود)‬ ‫الدنيا لو كان‬
‫‪ -‬شفاعة أهل القرآن ألهل بيته ‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫القرآن حجة لك أو عليك‬

‫عن أيب مالَ هلل‪ ،‬عر ‪ ‬قا ‪ :‬قا رسو هلل ‪ :S‬هلللطاور طر‬
‫هللإلميا ‪ ،‬وهللحل د متأل هللملي هلل ‪ ،‬وسبحا هلل وهللحل د متآل أو متأل‬
‫ما بني هلللن اوهلل وهلل‪،‬رض‪ ،‬وهلللاج نور‪ ،‬وهلللادق برها ‪ ،‬وهلللارب‬
‫ضياج‪ ،‬وهلللقرن سال لَ أو عليَ‪ ،‬ك هلللهاس يغدو فبايع نفن‬
‫‪1‬‬
‫ف عتقاا أو موبقاا (منل )‬

‫عن علي بن أبي طالب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ :S‬م ن ق أر الق رآن واس تظهره فأح ل‬
‫حالل ه وح رم حرام ه‪ ،‬أدخل ه اهلل ب ه الجن وش فعه ف ي عش رة م ن أه ل بيت ه كله م وجب‬
‫له النار (الترميذي)‬
‫‪ .1‬عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي وكان عامل عمر بن الخطاب ‪ ‬على مك‬
‫ابن أ َْب َزى مولى لنا‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫أنه لقيه بعسفان فقال له‪ :‬من استخلف ؟ فقال‪ :‬استحلف‬
‫عمر استخلف مولى؟ قال‪ :‬إنه قارئ لكتاب اهلل عالم بالفراكض‪ ،‬فقال عمر‪ :‬أما‬
‫إن نبيكم ‪ S‬قد قال‪ :‬إن اهلل يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين (مسلم)‪ .‬ومن‬
‫عمل بما في هذا القرآن‪ ،‬فإن اهلل تعالى يرفعه به في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ألنه أصل العلم‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ َِ َ ُ ُ ْ ْ َ َ‬ ‫اَّلل َِاَّل َ‬
‫َ ْ َ َُّ‬
‫ات ‪ -‬المجادل ‪ .)33 :‬وأما الذين‬ ‫َ‬ ‫آم ُنوا مِنكم و ِ‬
‫اَّلين أوتوا العِلم درج ٍ‬
‫ِين َ‬ ‫(يرفعِ‬
‫ََ َ هُ ُ َ َ ِ ه‬
‫يضعهم اهلل به فقوم يقرءونه ألرراض دنيوي أو بواعث سيكى (وقال الرسول يا ر ِ‬
‫ب إِن‬
‫ه َ ُ َ َٰ َ ْ ُ ْ َ‬
‫آن َم ْه ُ‬ ‫َ‬
‫ج ً‬
‫ورا ( الفرقان‪)20‬‬ ‫ق ْو ِِم اَّتذوا هذا القر‬

‫‪23‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫التحذير ألهل القرآن‬


‫عن أيب سعد هللخلدر ‪ ‬أن قا مسعا رساو هلل ‪ S‬يقاو ‪ :‬اار‬
‫ف اايك ق ااوم حتق اارو ص ااجتك م ااع ص ااجهت وص اايامك م ااع ص ااياما‬
‫وع لكا مااع ع لاا ‪ ،‬ويقاارؤو هلللقاارن ال جياااو سهاااجره ميرقااو ماان‬
‫هلللدين ك ا ميرق هلللنا من هلللرمي يهمر ِف هلللها فج يرى يئا ويهمر‬
‫ِف هلللقااد فااج ياارى اايئا ويهماار ِف هللل اري فااج ياارى اايئا ويت ااارى ِف‬
‫‪1‬‬
‫هلللفوق (هلللب ار )‬

‫‪ ( .1‬يتم ارى ف ي الف وق ) يش ك الرام ي ف ي م دخل ال وتر م ن الس هم ه ل في ه ش يء م ن‬


‫أث ر الص يد والمعن ى أنه م ال تحص ل له م أي فاك دة م ن ق راءتهم مث ل الس هم ال ذي ينف ذ‬
‫م ن الص يد دون أن يتعل ق ب ه أي أث ر من ه‪ .‬وع ن عب ِد ِ‬
‫اهلل ْب ِن َع ْم ٍرو‪ ‬قَ ا َل‪ :‬قَ ا َل‬ ‫َ ْ َْ‬
‫رس و ُل ِ‬
‫اهلل ‪ :S‬أَ ْكثَ ُر ُمَن ِاف ِقي أ َُّمتِ ي قَُّر ُاؤ َه ا (الطبران ي)‪ .‬وح ديث ع ن أب ي هري رة ‪‬‬ ‫َُ‬
‫رس ول اهلل ‪ S‬يق ول‪ :‬أول‬ ‫فقال له قاكل‪ :‬أيها الشي ح دثنا ح ديثا س معته ق ال‪ :‬س مع‬
‫فيه ا ؟‬ ‫الناس يقضى فيه رج ل استش هد ف أتي ب ه فعرف ه نعم ه فعرفه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا عمل‬
‫ليق ال‪ :‬ف الن ج ريء‪ ،‬فق د‬ ‫ولكن ك قاتل‬ ‫في ك حت ى استش هد ‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذب‬ ‫قال‪ :‬قاتل‬
‫قي ل ث م أم ر ب ه فس حب حت ى ألق ي ف ي الن ار‪ ،‬ورج ل تعل م الق رآن وعلم ه وق أر الق رآن‪،‬‬
‫في ك وعلمت ه وق أر‬ ‫فيه ا ؟ ق ال‪ :‬تعلم‬ ‫فأتي به فعرفه نعمه فعرفها‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا عمل‬
‫الق رآن‪ ،‬ليق ال‪:‬‬ ‫ليقال‪ :‬هو عالم‪ ،‬فقد قيل‪ :‬وق أر‬ ‫ولكن تعلم‬ ‫فيك القرآن‪ ،‬قال‪ :‬كذب‬
‫هو قارىء‪ ،‬فقد قيل‪ :‬ثم أمر به فس حب عل ى وجه ه حت ى ألق ي ف ي الن ار‪ ،‬ورج ل وس ع‬
‫فيه ا‬ ‫اهلل عليه وأعطاه من المال أنواع ا‪ ،‬ف أتي ب ه فعرف ه نعم ه فعرفه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬م ا عمل‬
‫ولك ن‬ ‫فيه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذب‬ ‫م ن س بيل تح ب أن ينف ق فيه ا إال أنفق‬ ‫؟ ق ال‪ :‬م ا ترك‬
‫فعل ‪ ،‬ليقال‪ :‬هو جواد‪ ،‬فقد قيل‪ :‬ث م أم ر ب ه فس حب عل ى وجه ه حت ى يلق ى ف ي الن ار‬
‫(النساكي)‬
‫‪24‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫ائتالف القلب عند قراءة القرآن‬


‫عاان جه ااد ب اان عبااد هلل ‪ ‬ع اان هلللهااي ‪ S‬قااا ‪ :‬هللق اارؤوهلل هلللق اارن م ااا‬
‫‪1‬‬
‫هللئتلف قلوبك ف ذهلل هللختلفت فقوموهلل عه (متفق علي )‬

‫اب مِنْ ُه آيَاتٌ‬ ‫َ ََ ََْ َ‬


‫ك الْك َِت َ‬ ‫ُ ه‬
‫‪ .1‬عن عاكش ‪ ‬قال تال رسول اهلل ‪ S‬ه َو اَّلِي أنزل علي‬
‫ُُ ْ ٌَْ ََه ُ َ‬
‫ون َما ت َ َشابَهَ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ ُ َ َ َ ٌ ََه ه‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ َ َ ٌ ُ ه ُ ُّ ْ‬
‫اب وأخر متشابِهات فأما اَّلِين ِيف قلوب ِ ِهم زيغ فيتبِع‬ ‫ُّمكمات هن أم الكِت ِ‬
‫ْ ْ ُ ُ َ‬ ‫ََ َ َُْ َ َُ ه هُ َ ه ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫الراسِخون ِيف ال ِعل ِم َيقولون‬ ‫مِن ُه ابْتِغا َ الفِت َنةِ َوابْتِغا َ تأوِيلِهِۗ وما يعلم تأوِيله إَِل اَّللۗ و‬
‫ََِ َ َ َ ه ه ُ ه ُ ُ َْْ‬ ‫ُل‬
‫اب (آل عمران ‪ )7‬قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ْل‬ ‫األ‬ ‫و‬ ‫ول‬ ‫أ‬ ‫َل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ر‬‫ك‬‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫م‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِن‬
‫ع‬ ‫ك ِم ْ‬
‫ِن‬ ‫آم هنا بِهِ‬‫َ‬

‫اهلل ‪ S‬إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولكك الذين سمى اهلل فاحذروهم (متفق‬
‫قلوبكم أي ما دمتم نشطين وقلوبكم حاضرة وخواطركم‬ ‫عليه)‪ .‬أما قوله‪ :‬ما اكتلف‬
‫مجتمع ‪ .‬وقوله‪ :‬فإذا اختلفتم فقوموا عنه أي إذا اضطرب فهمكم لمعانيه بسبب‬
‫الملل فاتركوا القراءة حتى يذهب عنكم ما أنتم فيه‪ ،‬ولكال يتمادى بكم االختالف إلى‬
‫الشر‪ .‬وقال ابن بطال رحمه اهلل في شرح هذا الحديث‪ :‬فيه الحض على األلف‬
‫والتحذير من الفرق في الدين‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬اقرءوا القرآن والزموا االكتالف على ما دل‬
‫عليه وقاد إليه‪ ،‬فإذا اختلفتم فقوموا عنه‪ ،‬أي فإذا عرض عارض شبه توجب‬
‫المنازع الداعي إلى الفرق فقوموا عنه‪ ،‬أي فاتركوا تلك الشبه الداعي إلى الفرق ‪،‬‬
‫وارجعوا إلى المحكم الموجب لألف ‪ ،‬وقوموا لالختالف وعما أدى إليه‪ ،‬وقاد إليه‪ ،‬ال‬
‫التي أباحها لهم؛ ألنه قال البن مسعود‬ ‫أنه أمر بترك قراءة القرآن باختالف القراءا‬
‫والرجل الذي أنكر عليه مخالفته له في القراءة‪( :‬كالكما محسن)‪ ،‬فدل أنه لم ينهه‬
‫محسنا‪ ،‬وانما نهاه عن االختالف المؤدي إلى الهالك بالفرق في الدين‬
‫ً‬ ‫عما جعله فيه‬
‫‪25‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫التحذير من التساؤل بالقرآن‬


‫عن ع رهلل بن ساني ‪ :‬أن مر علاخ قاا يقارأ مث ساب فاسارتجع‬
‫مث قااا ‪ :‬مسعا رسااو هلل ‪ S‬يقااو ‪ :‬ماان ق ارأ هلللقاارن فلينااب هلل ب ا ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ف ن سيال ج أقوهللم يقرؤو هلللقرن ينبلو ب هلللهاس (هلللرتميا )‬

‫‪ .1‬وعن زي د ب ن س الم ع ن ج ده ق ال كت ب معاوي إل ى عب د ال رحمن ب ن ش بل أن أعل م‬


‫رس ول اهلل ‪ S‬يق ول‪:‬‬ ‫من رسول اهلل ‪ S‬فجمعهم فقال‪ :‬إني س مع‬ ‫الناس ما سمع‬
‫تعلم وا الق رآن ف إذا علمتم وه ف ال تغل وا في ه وال تجف وا عن ه وال ت أكلوا ب ه وال تس تكثروا ب ه‬
‫(أحم د – البيهق ي)‪ .‬وكم ا ع ن ع ن أب ي ال درداء ‪ ‬أن رس ول اهلل ‪ S‬ق ال‪ :‬م ن أخ ذ‬
‫نص وص‬ ‫قوساً على تعليم القرآن قلده اهلل قوساً من الن ار (البيهق ي)‪ .‬تنبيه‪ :‬أن ه ورد‬
‫بعض كم ا ق ال ‪ :S‬إن أح ق‬ ‫منع بعضها عل ى أخ ذ األج رة ف ي تعل يم الق رآن وأج از ال ُ‬
‫منعه ا‪ .‬وه و كم ا أن أخ ذ األج رة‬
‫م ا أخ ذتم علي ه أج اًر كت اب اهلل (البخ اري)‪ ،‬واألص ل ُ‬
‫من ِقَب ل المعل م‪ ،‬أم ا إذا ك ان م ن قب ل ط رف ثال ث كالدول أو المؤسس فه و ف ي حك م‬
‫الجعال فج اكز‪ .‬والمعل م إنم ا يأخ ذها مقاب ل تفرر ه ع ن ش غله الخ اص بواج ب كف اكي‬
‫رس ول‬ ‫عن المسلمين‪ .‬ومن أمثل الجعال ح ديث س هل ب ن س عد ‪ :‬أن ام رأة ج اء‬
‫أله ب ل ك نفس ي‪ ،‬فنظ ر إليه ا رس ول اهلل ‪S‬‬ ‫اهلل ‪ S‬فقال ‪ :‬ي ا رس ول اهلل جك‬
‫الم رأة أن ه ل م يق ض فيه ا ش يكا‬ ‫فص عد النظ ر إليه ا وص وبه ث م طأط أ رأس ه‪ ،‬فلم ا أر‬
‫جلس ‪ ،‬فق ام رج ل م ن أص حابه فق ال‪ :‬ي ا رس ول اهلل إن ل م يك ن ل ك به ا حاج‬
‫ب‬
‫فزوجنيه ا‪ ،‬فق ال ‪ :S‬ه ل عن دك م ن ش يء؟ فق ال‪ :‬ال واهلل ي ا رس ول اهلل‪ ،‬ق ال‪ :‬اذه ْ‬
‫فانظر هل تجد ش يكا‪ ،‬ف ذهب ث م رج ع فق ال‪ :‬ال واهلل ي ا رس ول اهلل م ا وج د‬
‫ْ‬ ‫إلى أهلك‬
‫انظر ولو خاتم ا م ن حدي د‪ ،‬ف ذهب ث م رج ع فق ال‪ :‬ال واهلل ي ا رس ول اهلل وال‬
‫شيكا‪ ،‬قال‪ْ :‬‬
‫خاتما من حديد‪ ،‬ولكن هذا إزاري‪ ،‬قال سهل‪ :‬ما ل ه رداء فله ا نص فه‪ ،‬فق ال رس ول اهلل‬
‫‪ :S‬ما تصنع بإزارك ؟ إن لبسته لم يكن عليها من ه ش يء‪ ،‬وان لبس ته ل م يك ن علي ك‬
‫ش يء‪ ،‬فجل س الرج ل حت ى ط ال مجلس ه‪ ،‬ث م ق ام ف رآه رس ول اهلل ‪ S‬مولي ا ف أمر ب ه‬
‫‪26‬‬
‫الدر الحكيم يف األربعني حديثا عن القرآن العظيم‬

‫اسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون‬


‫عن هللبن عباس ‪ ‬قا ‪ :‬قا رسو هلل ‪ :S‬مان قاا ِف هلللقارن بغاا‬
‫‪1‬‬
‫عل فليتبوأ مقعد‪ ،‬من هلللهار (أمحد هلللرتميا )‬

‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وبارك وسلم‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫ف ُد ِع َي فلم ا ج اء ق ال ‪ :S‬م اذا مع ك م ن الق رآن ؟ ق ال‪ :‬مع ي س ورة ك ذا وس ورة ك ذا‬
‫وس ورة ك ذا ع دها‪ ،‬ق ال‪ :‬أتق رؤهن ع ن ظه ر قلب ك ؟ ق ال‪ :‬نع م‪ ،‬ق ال ‪ :S‬اذه ب فق د‬
‫ملكتكها بما معك من القرآن (البخاري)‬
‫‪ .‬ع ن جن دب ب ن عب د اهلل ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ‪ :S‬م ن ق ال ف ي الق رآن برأي ه‬ ‫‪1‬‬

‫فأصاب فقد أخطأ (الترميذي)‬


‫‪27‬‬

You might also like