You are on page 1of 7

‫خطبة جمعة‬

‫احلم د هلل ب ارك ح ول املس جد األقص ى‪ ،‬وأقص ى من أع رض عن عب اده‪ ،‬واستقص ى‬


‫وأشهد أن ال إاله إال اهلل وحده ال شريك له أمرنا بالتمسك بالدين وأوصى‪ ،‬وأش هد‬
‫أن حممدا عبد اهلل ورسوله‪ ،‬بلغ رسالة ربه فما ضل وال استعصى‪ ،‬صلى اهلل وبارك‬
‫عليه وعلى من تبع ملته ومتسك بسنته واستوصى وسلم تسليما كثريا‬

‫أما بعد أيها المسلمون عباد اهلل‪:‬‬

‫إن املتأم ل يف ماحيدث يف فلس طني من جمازر عظيم ة ت دمي األكب اد‪ ،‬وت ذرف هلا‬
‫القلوب‪ ،‬ليدرك متام اإلدراك صدق نبوة النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وس لم‪ -‬حينما يرى‬
‫األمم الكافرة تتداعى على أمة اإلسالم كما يتداعى اجلياع إىل قصعتهم ‪ ،‬فيقع ذلك‬
‫اإلخبار الغييب الذي أخرب عنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬كفلق الصبح ‪،‬‬

‫فَعْن َثْو َب اَن ‪-‬رض ي اهلل عن ه‪َ ، -‬ق اَل ‪َ :‬ق اَل َر ُس وُل الَّل ِه ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪: -‬‬
‫ِئ ِم‬ ‫ِت‬ ‫ِإ‬ ‫ِش‬
‫(ُيو ُك اُأْلَم ُم َأْن َتَد اَعى َعَلْيُك ْم َك َم ا َتَد اَعى اَأْلَك َل ُة ىَل َقْص َع َه ا) ‪َ ،‬فَق اَل َقا ٌل‪َ :‬و ْن‬
‫ِقَّل ٍة ْحَنُن َيْو َم ِئ ٍذ؟ َق اَل ‪َ( :‬ب ْل َأْنُتْم َيْو َم ِئ ٍذ َك ِث ٌري‪َ ،‬و َلِكَّنُك ْم ُغَث اٌء َك ُغَث اِء الَّس ْيِل ‪َ ،‬و َلَيْنَز َعَّن‬
‫الَّلُه ِم ْن ُصُد وِر َعُدِّو ُك ُم اْلَم َه اَبَة ِم ْنُك ْم ‪َ ،‬و َلَيْق ِذ َفَّن الَّلُه يِف ُقُلوِبُك ُم اْلَو ْه َن ) ‪َ ،‬فَق اَل َقاِئٌل‪:‬‬
‫َيا َر ُس وَل الَّلِه‪َ ،‬و َم ا اْلَو ْه ُن ؟ َقاَل ‪ُ( :‬ح ُّب الُّد ْنَيا‪َ ،‬و َك َر اِه َيُة اْلَمْو ِت )‪)1(.‬‬

‫ولو سأل سائل ‪ :‬ما هو سبب تداعي هذه األمم الكافرة على أمة اإلسالم؟‬

‫‪1‬‬
‫ُك‬ ‫ي‬ ‫َأ ِد‬ ‫َك‬ ‫ا‬ ‫جيد الرّد واضحا يف قول اهلل تعاىل ‪َ { :‬م ا َأَص اَبُك ِم ْن ُمِص يَبٍة َفِب‬
‫ْم‬ ‫ْي‬ ‫ْت‬‫َب‬ ‫َم َس‬ ‫ْم‬ ‫َو‬
‫َو َيْع ُفو َعْن َك ِثٍري } [الشورى‪]30 :‬‬
‫ِم ِعْنِد‬ ‫ِم‬ ‫ِص‬
‫وقال تعاىل‪َ { :‬أَو َلَّم ا َأَص اَبْتُك ْم ُم يَبٌة َقْد َأَصْبُتْم ْثَلْيَه ا ُقْلُتْم َأىَّن َه َذ ا ُقْل ُه َو ْن‬
‫َأْنُفِس ُك ْم } [آل عمران‪]165 :‬‬

‫فك ل م ا يق ع على األم ة من ذٍّل وهوان ‪ ،‬وم ا حيدث هلا من مص ائب إمنا س ببه‬
‫ومص دره ال ذنوب واملخالف ات ‪ ،‬واهلث خل ف ال دنيا وش هواهتا ‪ ،‬واإلع راض عن‬
‫مصدر عزها ‪َ ،‬عِن اْبِن ُعَم َر ‪-‬رضي اهلل عنهما‪َ ، -‬ق اَل ‪ِ :‬مَس ْعُت َر ُس وَل الَّل ِه ‪-‬صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪َ -‬يُق وُل ‪ِ( :‬إَذا َتَب اَيْع ُتْم ِباْلِعيَن ِة َو َأَخ ْذ ْمُت َأْذَناَب اْلَبَق ِر ‪َ ،‬و َر ِض يُتْم ِبالَّز ْر ِع ‪،‬‬
‫َو َتَر ْك ُتُم اِجْلَه اَد‪َ ،‬س َّلَط الَّلُه َعَلْيُك ْم ُذاًّل اَل َيْنِز ُعُه َح ىَّت َتْر ِج ُعوا ِإىَل ِديِنُك ْم )‪)3(.‬‬

‫ي‬ ‫والعينة نوع من أنواع الربا‪ ،‬الذي قال اهلل عنه يف كتابه قال تعاىل‪ { :‬ا َأُّي ا اَّلِذ‬
‫َن‬ ‫َي َه‬
‫آَم ُنوا اَّتُقوا الَّلَه َو َذُر وا َم ا َبِق َي ِم َن الِّر َبا ِإْن ُك ْنُتْم ُمْؤ ِمِنَني (‪َ )278‬فِإْن ْمَل َتْف َعُلوا َفْأَذُنوا‬
‫َحِبْر ٍب ِم َن الَّلِه َو َر ُس وِلِه} [البقرة‪279 ،278 :‬‬

‫فهذا إعالم من اهلل ألمٍة فشا فيها الربا ‪ :‬إعالم باحلرب؟ نعم حرب‪ ،‬هذا جزاء الربا‬
‫وحده ‪ ،‬فما باُلكم إذا ُض َّم إليه انتشار الزنا والتربج واملخدرات ؟ ‪ ،‬وما بالكم إذا‬
‫ُض َّم إليه التبجح بأنواع الفجور واملعاصي والتملص من الشريعة وأحكامها والطعن‬
‫يف ثوابتها بالليل والنهار ؟‬

‫‪2‬‬
‫وم ع ك ل ذل ك ف اخلري يف األم ة ويف أبنائه ا إىل ي وم القيام ة ‪ ،‬والنص ر ق ريب إن ش اء‬
‫اهلل ‪ ،‬عن ُمَعاِو َيَة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال ‪ِ :‬مَس ْعُت َر ُس وَل اِهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫َيُق وُل ‪( :‬اَل َتَز اُل َطاِئَف ٌة ِم ْن ُأَّم يِت َقاِئَم ًة ِب َأْم ِر اِهلل‪ ،‬اَل َيُض ُّر ُه ْم َمْن َخ َذ ُهَلْم َأْو َخ اَلَف ُه ْم ‪،‬‬
‫َح ىَّت َيْأَيِت َأْم ُر اِهلل َو ُه ْم َظاِه ُر وَن َعَلى الَّناِس )‪)4(.‬‬

‫ولكن البد من التمحيص واالبتالء ليظهر ويل الرمحن من ويل الشيطان ‪ ،‬قال تعاىل‬
‫ِم ِل‬ ‫َّلِذ‬ ‫ِت‬ ‫ِس‬
‫{َأْم َح ْبُتْم َأْن َتْد ُخ ُلوا اَجْلَّن َة َو َلَّم ا َيْأ ُك ْم َم َثُل ا يَن َخ َل ْو ا ْن َقْب ُك ْم َم َّس ْتُه ُم اْلَبْأَس اُء‬
‫َن الَّل ِه َأاَل ِإَّن َن الَّل ِه‬ ‫وا‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫الَّض َّر ا ْلِز ُلوا ىَّت ُقوَل الَّر وُل اَّلِذ‬
‫َر‬ ‫ْص‬ ‫ُر‬ ‫ْص‬ ‫ىَت‬ ‫َم‬ ‫َعُه‬ ‫َم‬ ‫ُن‬ ‫َم‬ ‫َن‬ ‫ُس َو‬ ‫َو ُء َو ُز َح َي‬
‫َقِر يٌب } [البقرة‪:‬‬

‫فاهلل وعدنا بنصره إن كّن ا مؤمنني ونصرنا دينه ورفعنا رايته‪ ،‬فاملسلم يوقن بأن اهلل‬
‫ناصره وناصر دينه مهما طال الزمن‪ ،‬ومهما قويت شوكة الباطل‪،‬‬

‫قال تعاىل‪ِ { :‬إَّنا َلَنْنُص ُر ُر ُس َلَنا َو اَّل ِذ يَن آَم ُن وا يِف اَحْلَي اِة الُّد ْنَيا َو َيْو َم َيُق وُم اَأْلْش َه اُد }‬
‫[غافر‪:‬‬

‫فاللهم نصرك الذي وعدتوَّفق اهلل اجلميع للخري والفالح‪ .‬أقوُل قويل هذا‪ ،‬وأستغفر‬
‫اهلل يل ولكم وللمسلمني؛ إنه غفوٌر رحيٌم‬
‫الخطبة الثانية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه‬

‫أما بعد عباد اهلل‪:‬فالبد للنصر من أسباب وطرق ُتسلك حىت يتحقق هذا النصر‬

‫ومن هذه األسباب النصر والتمكني؟‬

‫السبب األول ‪ :‬اإلميان والعمل الصاحل‬

‫ف أول أس باب النص ر أن نص لح حالن ا م ع ربن ا وحنق ق العبودي ة ال يت هي الغاي ة من‬


‫اخللق ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ{ :‬و َعَد الَّلُه اَّلِذي آَم ُن وا ِم ْنُك ْم َو َعِم ُل وا الَّص اَحِلاِت َلَيْس َتْخ ِلَف َّنُه ْم يِف‬
‫َن‬
‫َل اَّل ِذ ي ِم ِلِه َل ِّك َّن ِدي اَّل ِذ‬
‫ُهَل‬
‫ْم‬ ‫ى‬ ‫َض‬ ‫َت‬ ‫ْر‬‫ا‬ ‫ي‬ ‫َن ْن َقْب ْم َو ُيَم َن ُهَلْم َنُه ُم‬ ‫اَأْلْر ِض َك َم ا اْس َتْخ َف‬
‫َو َلُيَبِّد َلَّنُه ْم ِم ْن َبْع ِد َخ ْو ِفِه ْم َأْم ًنا َيْع ُبُد وَنيِن اَل ُيْش ِر ُك وَن يِب َش ْيًئا} [النور‪]55 :‬‬

‫ق ال ابن القيم ‪ :‬النص ر والتأيي د الكام ل‪ .‬إمنا هو ألهل اإلميان الكام ل ‪ ،‬فمن نقص‬
‫إميانه نقص نصيبه من النصر والتأييد‪ ،‬وهلذا إذا أصيب العبد مبصيبة يف نفسه أو ماله‪،‬‬
‫أو بإدالة عدوه عليه‪ ،‬فإمنا هي بذنوبه‪ ،‬إما برتك واجب‪ ،‬أو فعل حمرم وهو من نقص‬
‫إميانه‪)16(.‬‬

‫ومن أعظم أس باب النص ر‪ :‬نص ر دين اهلل ‪ -‬تب ارك وتع اىل ‪ ،-‬والقي ام ب ه ق وًال‪،‬‬
‫واعتق ادًا‪ ،‬وعمًال‪ ،‬ودع وًة ‪ ،‬ق ال تع اىل ‪ { :‬اَّل ِذيَن ِإْن َم َّك َّن اُه ْم يِف اَأْلْر ِض َأَق اُموا‬

‫‪4‬‬
‫الَّصاَل َة َو آَتُو ا الَّز َك اَة َو َأَم ُر وا ِباْلَم ْع ُر وِف َو َنَه ْو ا َعِن اْلُم ْنَك ِر َو ِلَّلِه َعاِقَبُة اُأْلُم وِر } [احلج‪:‬‬
‫‪]41‬‬

‫وق ال اهلل تع اىل ‪َ{ :‬ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذيَن آَم ُن وا ِإْن َتْنُص ُر وا الَّل َه َيْنُص ْر ُك ْم َو ُيَثِّبْت َأْق َد اَم ُك ْم }‬
‫[حممد‪]7 :‬‬

‫قال السعدي ‪ :‬هذا أمر منه تعاىل للمؤمنني‪ ،‬أن ينصروا اهلل بالقيام بدينه‪ ،‬والدعوة‬
‫إلي ه‪ ،‬وجه اد أعدائه‪ ،‬والقص د ب ذلك وجه اهلل‪ ،‬ف إهنم إذا فعل وا ذل ك‪ ،‬نص رهم اهلل‬
‫وثبت أقدامهم‪،‬‬

‫ومن أسباب النصر التوكل على اهلل واألخذ باألسباب‬

‫التوك ل على اهلل تع اىل م ع إع داد الق وة من أعظم عوام ل النص ر‪ ،‬ق ال ابن القيم ‪:‬‬
‫التوك ل من أق وى األس باب يف حص ول املراد ودف ع املك روه ب ل هو أق وى األس باب‬
‫على اإلطالق‪)20(.‬‬

‫قال تعاىل ‪َ {:‬و َمْن َيَتَو َّك ْل َعَلى الَّلِه َفُه َو َح ْس ُبُه} [الطالق‪]3 :‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬التوكل من أقوى األسباب اليت يدفع هبا العبد ما ال يطيق من أذى‬
‫اخللق وظلمهم وعدواهنم‪ ،‬فإن اهلل حس به أي كافية ومن كان اهلل كافيه وواقيه فال‬
‫مطمع فيه لعدوه وال يضره إال أذى‪)21(.‬‬

‫‪5‬‬
‫ُك‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫ق ال تع اىل ‪ِ{:‬إْن ْن ُك الَّل َفاَل َغ اِل َلُك ِإْن ْخَيُذ ْلُك َف َذا اَّل ِذ‬
‫ُر ْم‬ ‫ُص‬ ‫َي‬ ‫ْم َم ْن‬ ‫َب ْم َو‬ ‫َي ُص ْر ُم ُه‬
‫ِم ْن َبْع ِدِه َو َعَلى الَّلِه َفْلَيَتَو َّكِل اْلُم ْؤ ِم ُنوَن } [آل عمران‪]160 :‬‬

‫ومن أعظم وأقوى عوامل النصر التضرع إىل اهلل واالستغاثة به ‪ ،‬ألنه القوي القادر‬
‫ي‬ ‫ِر‬ ‫َق‬ ‫يِّن‬ ‫على هزمية أعدائه‪ ،‬ونص ر أوليائه ق ال تع اىل‪ِ { :‬إَذا َأَلَك ِع اِد ي َعيِّن َف ِإ‬
‫ٌب‬ ‫َب‬ ‫َو َس‬
‫ُأِج يُب َدْع َو َة ال َّداِع ِإَذا َدَع اِن َفْلَيْس َتِج يُبوا يِل َو ْلُيْؤ ِم ُن وا يِب َلَعَّلُه ْم َيْر ُش ُد وَن } [البق رة‪:‬‬
‫‪]186‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬الدعاء من أقوى األسباب يف دفع املكروه‪ ،‬وحصول املطلوب ‪ ،‬ومن‬
‫أنف ع األدوية‪ ،‬وهو ع دو البالء‪ ،‬يدفع ه‪ ،‬ويعاجله‪ ،‬ومينع نزوله‪ ،‬ويرفع ه‪ ،‬أو خيففه إذا‬
‫نزل‪ ،‬وهو سالح املؤمن‪)23(.‬‬

‫وقال تع اىل {َأَّم ْن ِجُي يُب اْلُم ْض َطَّر ِإَذا َدَع اُه َو َيْك ِش ُف الُّس وَء َو ْجَيَعُلُك ْم ُخ َلَف اَء اَأْلْر ِض‬
‫َأِإَلٌه َمَع الَّلِه َقِلياًل َم ا َتَذ َّك ُر وَن } [النمل‪]62 :‬‬

‫وهلذا ك ان الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬ي دعو ويس تغيث رب ه تب ارك وتع اىل يف‬
‫ِإ ِغ‬
‫معاركه ؛ فينصره وميده جبنوده ‪ ،‬قال تعاىل ‪ْ { :‬ذ َتْس َت يُثوَن َر َّبُك ْم َفاْس َتَج اَب َلُك ْم‬
‫َأيِّن ِمُمُّد ُك ْم ِبَأْلٍف ِم َن اْلَم اَل ِئَك ِة ُمْر ِدِفَني } [األنفال‪]9 :‬‬

‫وك ان عم ر ‪-‬رض ي اهلل عن ه‪ -‬يستنص ر بال دعاء على ع دوه‪ ،‬وك ان أعظم جندي ه‪،‬‬
‫وك ان يق ول ألص حابه‪ :‬لس تم تنص رون بك ثرة‪ ،‬وإمنا تنص رون من الس ماء‪ ،‬وك ان‬

‫‪6‬‬
‫يق ول‪ :‬إين ال أمحل هم اإلجاب ة‪ ،‬ولكن هم ال دعاء‪ ،‬ف إذا أهلمتم ال دعاء‪ ،‬ف إن اإلجاب ة‬
‫معه ‪ ،‬فمن أهلم الدعاء فقد أريد به اإلجابة‪)29(.‬‬

‫السبب السادس ‪ :‬االجتماع وعدم التفرق والتنازع‬

‫ال خيفى على أح د من الن اس أمهي ة مجع كلم ة املس لمني‪ ،‬وأن ذل ك س بب يف النص ر‬
‫على ع دوهم‪ ،‬وق د أم ر اهلل تع اىل عب اده باالجتم اع يف آي ات كث رية ‪ ،‬ودع اهم إىل‬
‫االعتص ام حببل ه املتني‪ ،‬وأخ رب أن التف رق والتن ازع س بب يف حص ول الفش ل واهلزمية‬
‫فقال سبحانه‪َ{ :‬و َأِط يُعوا الَّلَه َو َر ُس وَلُه َو اَل َتَن اَزُعوا َفَتْف َش ُلوا َو َتْذ َه َب ِر ُحيُك ْم َو اْص ُرِبوا‬
‫ِإَّن الَّلَه َمَع الَّصاِبِر يَن } [األنفال‪:‬‬

‫هنى اهلل جل وعال املؤمنني يف هذه اآلية الكرمية عن التنازع‪ ،‬مبينا أنه سبب الفشل‪،‬‬
‫وذهاب القوة‪)31(.‬‬

‫ف اللهم انص ر اإلس الم واملس لمني وطه ر هذه البقع ة املبارك ة من اليه ود والنص ارى‬
‫واملن افقني اللهم كن إلخوانن ا املس لمني يف فلس طني اللهم كن هلم عون ا ونص ريا‬
‫ومؤازرا ومعينا اللهم أمن خوفهم وسكن من روعهم واكس عاريهم وأطعم جائعهم‬
‫اللهم وزلزل األرض من حتت عدوهم اليهودي وخذه أخ ًذ عزي ًز مقتدر يا جبار يا‬
‫عظيم وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى آله وصحيه أمجعني‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like