Professional Documents
Culture Documents
أمر اهلل تعالى عباده بتعظيم نب ّيه ﷺ وتوقيره وتعزيره ،وأوجب له حقوقًا هي من لوازم اإليمان بهه ﷺ،
وينبغي على كل مسلم ومسلمة معرفتها ،فذلك مِن مقتضيات شهادة أن محمد ًا رسول اهلل.
وقد أ ّلف العلماء يف موضوع الحقوق النبوية أوضاعًا جليلة ،أبرزها:
ـ تنبيه الغبي على مقدار النبي ﷺ ،ألبي بكر ابن العربي المعافري(ت.)543
ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ ،للقاضي عيها((ت )544وخاصهة القسهم الينهان مهن الكتها :
فيما يجب على األنام من حقوقه ﷺ .ويندرج يف هذا البا التصانيف الموضوعة على الكتا .
ـ المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ،للقسطالن(ت ،)923وغيره.
وسنكتفي هنا بالتمينيل ألشهر الحقوق النبوية ،وهي:
أوال :اإليمان به ﷺ وتصديقه فيما أتى به:
ون َخبِيهر}[التغهابنَ { ،]8 :فهآمِنُو ْا اهلل بِ َما َت ْع َم ُل َ جل وعالَ { :فآمِنُوا بِاهللِ ورسول ِ ِه والن ِ ِ
ُّور ا َّلذي َأ َنز ْلنَا َو ُ َ ََ ُ قال ّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ
ون}[األعهرا َ { .]158 :يها َأ ُّي َهها هم َت ْهتَهدُ َ بِاهلل َو َر ُسوله النَّبِ ِّي األُ ِّم ِّي ا َّلذي ُي ْؤم ُن بِاهلل َوكَل َماتهه َوا َّتبِ ُعهو ُه َل َع َّل ُك ْ
ا َّل ِذين آمنُوا ا َّت ُقوا اهلل وآمِنُوا بِرسول ِ ِه ي ْؤتِ ُكم كِ ْف َلي ِن مِن رحمتِ ِه ويجعل َّل ُكم نُورا َتم ُش َ ِ ِ
اهلل
هم َو ُ ون بِهه َو َي ْغف ْهر َل ُك ْ ْ ً ْ َّ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ ُ َ ُ َ َ َ َ
َغ ُفور َّر ِحيم} [الحديد.]28 :
اهلل َو ُي ْؤمِنُهوا بِهي َوبِ َمها ِج ْْه ُ بِ ِهه َفهاِ َفا َف َع ُلهوا
ال ُ ال إِ َل َه إِ َّ
َّاس َحتَّى َي ْش َهدُ وا َأ ْن َ ِ ِ
وقال ﷺُ « :أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َل الن َ
ال بِ َح ِّق َها َو ِح َسا ُب ُه ْم َع َلى اهلل»(.)1 َفل ِ َك َع َص ُموا مِنِّى ِد َما َء ُه ْم َو َأ ْم َوا َل ُه ْم إِ َّ
واإليمان به ﷺ هو :تصديق نبوته ،وأن اهلل أرسله للجن واإلنس ،وتصديقه يف جميع ما جاء بهه وقالهه،
ومطابقة تصديق القلب بذلك شههادة اللسهان ،بأنهه رسهول اهلل ،فهافا اجتمهع التصهديق بهه بالقلهب والنطهق
بالشهادة باللسان ،والعمل بما جاء بهَ ،ت َّم اإليمان به ﷺ(.)2
ويتع ّلق هبذا :وجو اإليمان بأنه ﷺ بلغ الرسالة ،وأدى األمانة ،ونصه األمهة؛ فمها مهن خيهر إال ودل
األمة عليه ورغبها فيه ،وما من شر إال وهنى األمة عنه وحذرها منه.
ثانيا :وجوب طاعته ﷺ وخطر خمالفة أمره:
1
فافا وجب اإليمان به وتصديقه فيما جاء به وجب طاعته؛ ألن فلك مما أتهى بهه ،قهال تعهالىَ { :يها َأ ُّي َهها
ال َت َو َّل ْوا َعنْ ُه َو َأنهت ُْم َت ْس َهم ُع َ ِ ِ
ون} [األنفهال .]20 :وقهال تعهالىَ {:و َمها آ َتهاك ُُم ا َّلذي َن آ َمنُو ْا َأطي ُعو ْا َ
اهلل َو َر ُسو َل ُه َو َ
هول َفهاِن ِ ِ
اهلل َو َأطي ُعهوا َّ
الر ُس َ ول َف ُخ ُذو ُه َو َما ن ََهاك ُْم َعنْ ُه َفانت َُهوا} [الحشر .]7 :وقال تعالىُ {:ق ْل َأطي ُعهوا َ الر ُس ُ َّ
َت َو َّلوا َفاِن ََّما َع َل ْي ِه َما ُح ِّم َل َو َع َل ْي ُكم َّما ُح ِّم ْلت ُْم َوإِن ُتطِي ُعو ُه َت ْهتَدُ وا} [النور.]54 :
ِ ِ
اهلل»(.)1 اهللَ ،و َم ْن َع َصاني َف َقدْ َع َصى َ اع َ النبي ﷺ « َم ْن َأ َطا َعني َف َقدْ َأ َط َ وعن أبي هريرة ﭬ قال ّ
هول اهللِ َو َمه ْن َيه ْأ َبى َق َ
هال: وعنه ﭬ قال :قال ﷺ« :ك ُُّل ُأ َّمتِى َيدْ ُخ ُل َ
ون ا ْل َجنَّ َة ،إِ َّ
ال َم ْن َأ َبهى»َ ،قها ُلوا َيها َر ُس َ
« َم ْن َأ َطا َعن ِي َد َخ َل ا ْل َجنَّ َةَ ،و َم ْن َع َصانِي َف َقدْ َأ َبى»(.)2
ثالثا :وجوب اتباعه ﷺ:
ون ال ّل َه َفا َّتبِ ُعونِي ُي ْحبِه ْب ُك ُم أي وجو اتباعه وامتينال سنّته واالقتداء هبديه ،قال تعالىُ { :ق ْل إِن كُنتُم ُت ِ
ح ُّب َ ْ
هول اهللِ َان َل ُكم فِهي رس ِ ِ ِ
َ ُ ال ّل ُه َو َي ْغف ْر َل ُك ْم ُفنُو َب ُك ْم َوال ّل ُه َغ ُفور َّرحيم } [آل عمران ،]31 :وقال تعالىَ { :ل َقدْ ك َ ْ
يهرا} [األحهزا ،]21 :وقهال تعهالىَ { :وا َّتبِ ُعهو ُه ِ ِ ُأ ْس َوة َح َسنَة ِّل َمن ك َ
اهلل َوا ْل َي ْو َم ْاْلخ َهر َو َفك ََهر َ
اهلل كَين ً َان َي ْر ُجو َ
َل َع َّل ُك ْم َت ْهتَدُ َ
ون} [األعرا .]158 :
فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته ،فعن أنس بهن مالهك ﭬ قهالَ « :جها َء ََالَ ََه ُة
وها َف َقا ُلوا َو َأ ْيه َن ن َْحه ُن النبي ﷺ َف َل َّما ُأ ْخبِ ُروا َك َأن َُّه ْم َت َقا ُّل َ ِ ِ َُ َ ط إِ َلى بي ِ
وت َأ ْز َواجِ ر ْه ٍ
النبي ﷺ َي ْسألون َع ْن ع َبا َدة ّ ّ ُُ َ
آخ ُهر َأنَهامِ َن النبي ﷺ َقدْ ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم مِ ْن َف ْنبِ ِه َو َما َت َأ َّخ َرَ .ق َال َأ َحدُ ُه ْم َأ َّما َأنَا َفاِ ِّني ُأ َص ِّلى ال َّل ْي َل َأ َبدً اَ .و َق َال َ
ّ
هالَ « :أنْهت ُُم ا َّل ِهذي َن ول اهللِ ﷺ َف َق َ ال ُأ ْفطِ ُرَ .و َق َال َ
آخ ُر َأنَا َأ ْعت َِز ُل الن َِّسا َء َفالَ َأ َت َز َّو ُج َأ َبدً اَ .ف َجا َء َر ُس ُ َأ ُصو ُم الدَّ ْه َر َو َ
ُق ْلت ُْم ك ََذا َوك ََذا َأ َما َواهللِ إِ ِّني ألَ ْخ َشاك ُْم ل ِ َّل ِه َو َأ ْت َقاك ُْم َل ُهَ ،لكِنِّى َأ ُصو ُم َو ُأ ْفطِ ُرَ ،و ُأ َص ِّلى َو َأ ْر ُقهدُ َو َأ َت َهز َّو ُج الن َِّسها َء،
ب َع ْن ُسنَّتِي َف َل ْي َس مِنِّى»(.)3 ِ
َف َم ْن َرغ َ
بالسنّة نجاة»(.)4
وقال ابن شها « :بلغنا عن رجال من أهل العلم قالوا :االعتصام ُّ
رابعاً :لزوم حمبته ﷺ:
ِ
هير ُت ُك ْم َو َأ ْم َهوال ا ْقت ََر ْفت ُُم َ
وهها هاكك ُْم وأبنهاككم َوإِ ْخ َهوا ُن ُك ْم َو َأ ْز َو ُ
اج ُك ْ
هم َو َعش َ قال اهلل تعالىُ { :ق ْل إِن ك َ
َهان آ َب ُ
( )1البخاري ( .)7137
( )2البخاري ( .)7280
( )3البخاري( .)5063
( )4مسند الدارمي(ح.)97
2
اد فِي َسهبِيلِ ِه َفت ََر َّب ُصهو ْا َحتَّهى
وتِجارة َت ْخ َشو َن كَساد َها ومساكِن َتر َضونَها َأحب إِ َلي ُكم من ال ّل ِه ورسول ِ ِه و ِجه ٍ
َ َ ََ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َّ ْ ِّ َ ْ َ َ َ
اس ِهقي َن} [التوبهة ،]24 :فقهرن اهلل محبهة رسهوله ﷺ بمحبتهه عهز ال يه ِهدي ا ْل َقهوم ا ْل َف ِ
ْ َ
ِ ِ
َي ْأت َي ال ّله ُه بِه َأ ْم ِره َوال ّله ُه َ َ ْ
وجل ،وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من اهلل ورسوله ،فكفهى هبهذا تنبيههًا وحجهة علهى إلهزام
محبته ووجو فرضها وعظم خطرها ،واستحقاقه لها ﷺ.
َّاس َأ ْج َم ِعي َن»(.)1 ب إِ َل ْي ِه مِ ْن َوال ِ ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوالن ِ ال ُي ْؤمِ ُن َأ َحدُ ك ُْم َحتَّى َأك َ
ُون َأ َح َّ َس َق َال النبي ﷺَ « :
ّ
و َع ْن َأن ٍ
النبهي
ّ َهس ﭬ َأ َّن َر ُجهالً َسه َأ َل وقد َب يف الحديث أن من َوا محبته االجتماع معه يف الجنة؛ ف َع ْن َأن ٍ
ِ ال شيء إِ َّ ِ
اهلل َو َر ُسهو َل ُه ﷺ. هب َ ال َأنِّى ُأح ُّ السا َع ُة؟ َق َال « َو َما َفا َأعْدَ ْد َت َل َها»َ ،ق َال َ السا َعةَ ،ف َق َال َمتَى َّ ﷺ َع ِن َّ
هع َمه ْن َأ ْح َب ْبه َ ». النبهي ﷺ « َأنْه َ َم َ ّ َف َق َال « َأ ْن َ َم َع َم ْن َأ ْح َب ْب َ »َ .ق َال َأنَس َف َما َف ِر ْحنَا بشهيء َف َر َحنَها بِ َق ْهو ِل
هم َأ ْع َم ْهل بِ ِم ْينه ِل
هاه ْمَ ،وإِ ْن َل ْ
هم بِ ُح ِّبهى إِ َّي ُُهون َم َع ُه ْب النبي ﷺ َو َأ َبا َب ْك ٍر َو ُع َم َرَ ،و َأ ْر ُجهو َأ ْن َأك َ
ّ ُّ حَق َال َأنَسَ :ف َأنَا ُأ ِ
3
الجليل عند ربه عز وجل.
سادسا :الصالة عليه ﷺ.
ون َع َلى النَّبِ ِّي َيها َأ ُّي َهها ا َّل ِهذي َن آ َمنُهوا َصه ُّلوا َع َل ْي ِهه َو َسه ِّل ُموا َت ْسهلِي ًما}
اهلل َو َم َالتِ َك َت ُه ُي َص ُّل َ
قال اهلل تعالى{ :إِ َّن َ
[األحزا .]56 :
هم ُي َصه ُّلوا و َعن َأبِى ُهرير َة رضى اهلل عنه َع ِن النبي ﷺ َق َال « ما ج َلس َقوم مجلِسا َلهم ي ْهذكُروا ِ ِ
اهلل فيهه َو َل ْ
َ َ َ َ ْ َ ْ ً ْ َ ُ ّ َ َْ ْ
َان َع َل ْي ِه ْم تِ َر ًة َفاِ ْن َشا َء َع َّذ َب ُه ْم َوإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه ْم »(.)1
ال ك َ َع َلى َنبِ ِّي ِه ْم إِ َّ
هى ُرو ِحهي َحتَّهى َأ ُر َّد َع َل ْي ِهه هى إِ َّ ٍ ِ وعن َأبِى هرير َة َأ َّن رس َ ِ
اهلل َع َل َّ
ال َر َّد ُ ول اهلل ﷺ َق َالَ « :ما م ْن َأ َحهد ُي َسه ِّل ُم َع َل َّ َ ُ ُ َ َْ َ ْ
السالَ َم»(.)2
َّ
اهلل َع َل ْي ِهه َع ْش َهر ِ وعن أنَس رضي اهلل عنه َق َال :قال رس ُ ِ
هى َصهالَ ًة َواحهدَ ًة َصه َّلى ُ
ول اهلل ﷺَ « :م ْن َص َّلى َع َل َّ َ ُ
ات ورفِع ْ َله َع ْشر درج ٍ
ِ ٍ ٍ
ات»(.)3 ُ ُ ََ َ َص َل َوات َو ُح َّط ْ َعنْ ُه َع ْش ُر َخطي َْ َ ُ َ
وللصالة على النبي ﷺ مواطن كينيرة فكر منها اإلمام ابن القيم واحد ًا وأربعهين موطنهًا ،منهها :الصهالة
عليه ﷺ عند دخول المسجد ،وعند الخروج منه ،وبعد إجابة المؤفن ،وعنهد اإلقامهة ،وعنهد الهدعاء ،ويف
التشهههد يف الصههالة ،ويف صههالة الجنههازة ،ويف الصههباح والمسههاء ،ويف يههوم الجمعههة ،وعنههد الهههم والشههداتد
وطلب المغفرة ،وعقب الذنب إفا أراد أن يكفر عنه ،وغير فلك.)4(...
ومن الكتب المفردة لمضضرضا الةر :الصهالة علهى النبهي ﷺ البهن أبهي عاصهم ،والقهول البهديع يف
الصالة على الحبيب الشفيع للسخاوي.
سابعاً :حمبة أحصابه ،وأهل بيته ،وأزواجه ،ومواالتهم جميعاً واحلذر نم تنقصهم أو سببّهم
أو الطعن فيهم بشيء
إن اهلل قد أوجب على هذه األمة مواالة أصحا نبيه ﷺ ،و َندَ من جهاء بعهدهم إلهى االسهتغفار لههم
ون َر َّبنَها ا ْغ ِف ْهر َلنَها
وسؤال اهلل أن ال يجعل يف قلوهبم ِغ ًال لهم .فقال تعالىَ { :وا َّل ِذي َن َجا ُءوا مِ ْن َب ْع ِد ِه ْم َي ُقو ُل َ
َّهك َر ُءو َر ِحهيم} [الحشهر: ان َو َال َت ْج َع ْل فِي ُق ُلوبِنَا ِغ ًال ل ِ َّل ِذي َن آ َمنُوا َر َّبنَها إِن َ
اإليم ِ
ِ ِِ ِ ِ
َوإل ْخ َواننَا ا َّلذي َن َس َب ُقونَا بِ ْ َ
( )1سنن الرتمذى(.)3708
( )2سنن أبى داود( ) 2043صحي .
( )3سنن النساتى( )1305صحي .
( )4ينظر كتا ِجالء األفهام يف الصالة والسالم على خير األنام ﷺ البن القيم.
4
.]10وقال تعالى يف حق قرابة رسوله ﷺ وأهل بيتهُ { :ق ْل َال َأ ْس َأ ُل ُك ْم َع َل ْي ِه َأ ْج ًرا إِ َّال ا ْل َم َهو َّد َة فِهي ا ْل ُق ْر َبهى }
أجهرا إال
(الشورى .)23 :جاء يف تفسير اْلية :قل لمن اتبعك من المؤمنين :ال أسألكم على ما جْهتكم بهه ً
أن َت َو ّدوا قرابتي(.)1
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ وعن زي ِد ب ِن َأر َقم َق َال َقام رس ُ ِ
ول اهلل ﷺ َي ْو ًما فينَا َخطي ًبا بِ َماء ُيدْ َعى ُخ ًما َبه ْي َن َم َّكه َة َوا ْل َمدينَهة َف َحمهدَ َ
اهلل َ َ ُ َْ ْ ْ َ
هول َر ِّبهى َف ُأ ِج َ
يهب، وش ُك َأ ْن َي ْأتِي َر ُس ُ
ال َأيها النَّاس َفاِنَّما َأنَا ب َشر ي ِ
َ ُ َ ُ
ِ
َو َأ َْنَى َع َل ْيه َو َو َع َظ َو َفك ََّر َُ َّم َق َال « َأ َّما َب ْعدُ َأ َ ُّ َ
است َْم ِس ُكوا بِ ِه »َ .ف َح َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ و َأنَا َت ِ ِ
هث َع َلهى ُّور َف ُخ ُذوا بِكتَا ِ اهلل َو ْارك في ُك ْم ََ َق َل ْي ِن؛ َأ َّو ُل ُه َما كتَا ُ اهلل فيه ا ْل ُهدَ ى َوالن ُ َ
ِ يه َُم َق َال « و َأ ْه ُل بيتِي ُأ َفكِّركُم اهلل فِي َأ ْهه ِل بيتِهي ُأ َفكِّهركُم ِ كِتَا ِ اهللِ ور َّغ ِ ِ
اهلل فهي َأ ْهه ِل َب ْيتهي ُأ َفك ُِّهرك ُُم ا َ
هلل ُ ُ َ َْ ُ ُ َ َْ َ ب ف َّ ََ َ
فِي َأ ْه ِل َب ْيتِي»(.)2
فأمر النبي ﷺ باإلحسان إلى أهل بيته وأن يعر لهم قدرهم وحقهم ،لقرهبم منه وشرفهم.
قههال القرطبههي( :وهههذا التأكيههد العظههيم يقتضههي :وجههو احههرتام آل النبههي ﷺ وأهههل بيتههه ،وإبههرارهم،
وتوقيرهم ،ومحبتهم وجو َ الفرو( المؤكدة التي ال عذر ألحد يف التخلف عنها ،ههذا مهع مها علهم مهن
خصوصيتهم بالنبي ﷺ وبأنَّهم جزء منه ،فانَّهم أصوله التهي نشهأ منهها ،وفروعهه التهي تنشهأ عنهه ،كمها قهال
ﷺ« :فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها»).
ومن التصانيف المفردة يف آل البي :
ه حقوق آل البي لتقي الدين ابن تيمية.
ه استجال ارتقاء الغر بحب أقرباء الرسول ﷺ وفوي الشر للسخاوي.
خيرا ،وجمهيعهم عهدول ،ال ُيبحهث يف روايهة واحهد مهنهم وال شههادته،
كما أوصى النبي ﷺ بأصحابه ً
لحرمة الصحبة ،ولما حصهل لههم مهن كمهال اإليمهان وقهوة المحبهة بمشهاهدة طلعتهه ﷺ الكريمهة ،وههم
ُ
طبقات ويتفاوتون يف مراتب التفضيل.
هحابِيَ ،ف َل ْهو يد ا ْل ُخدْ ِر ّي ﭬ َق َالَ :ق َال النبي ﷺ « َ وهنى عن سبهم وتنقصهم ،فعن َأبِى س ِع ٍ
ال َت ُس ُّبوا َأ ْص َ ّ َ َ ْ ّ
َأ َّن َأ َحدَ ك ُْم َأ ْن َف َق مِ ْين َل ُأ ُح ٍد َف َه ًبا َما َب َل َغ ُمدَّ َأ َح ِد ِه ْم َو َ
ال ن َِصي َف ُه»(.)3
5
وقد كان من أعظم أصول أهل السنَّة التي اجتمع عليه كلمتهم محب ُة أصحا رسول اهلل ﷺ وقرابتهه
وأزواجه ،وما كهانوا يعهدون الطعهن فهيهم إال عالمهة الزيهغ والضهالل ،قهال أبهو ُز ْر َعه َة« :إِ َفا َر َأ ْيه َ َّ
الر ُج َهل
هول ﷺ ِعنْهدَ نَا َحهق َ ،وا ْل ُق ْهر َ
آن الر ُس َ ول اهللِ ﷺ َفا ْع َل ْم َأ َّن ُه ِزن ِْهديق َ ،و َفل ِ َ
هك َأ َّن َّ
َينْت َِق ُ َأ َحدً ا مِ ْن َأ ْص َحا ِ رس ِ
َ ُ
هول اهللِ ﷺ َ ،وإِن ََّمها ُي ِريهدُ َ
ون َأ ْن ُي َج ِّر ُحهوا ُش ُههو َدنَا هحا ُ رس ِ
َ ُ السهنَ َن َأ ْص َ َحق َ ،وإِن ََّما َأ َّدى إِ َل ْينَها َه َهذا ا ْل ُق ْهر َ
آن َو ُّ
لِيبطِ ُلوا ا ْلكِتَا والسنَّ َة ،وا ْلجرح بِ ِهم َأو َلى و ُهم َزن ِ
َاد َقة»(.)1 َ َْ ُ ْ ْ َ ْ َ َ ُّ ُْ
6