You are on page 1of 6

‫مدخل إىل حقوق النيب ﷺ‪:‬‬

‫أمر اهلل تعالى عباده بتعظيم نب ّيه ﷺ وتوقيره وتعزيره‪ ،‬وأوجب له حقوقًا هي من لوازم اإليمان بهه ﷺ‪،‬‬
‫وينبغي على كل مسلم ومسلمة معرفتها‪ ،‬فذلك مِن مقتضيات شهادة أن محمد ًا رسول اهلل‪.‬‬
‫وقد أ ّلف العلماء يف موضوع الحقوق النبوية أوضاعًا جليلة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫ـ تنبيه الغبي على مقدار النبي ﷺ‪ ،‬ألبي بكر ابن العربي المعافري(ت‪.)543‬‬
‫ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ‪ ،‬للقاضي عيها((ت‪ )544‬وخاصهة القسهم الينهان مهن الكتها ‪:‬‬
‫فيما يجب على األنام من حقوقه ﷺ‪ .‬ويندرج يف هذا البا التصانيف الموضوعة على الكتا ‪.‬‬
‫ـ المواهب اللدنية بالمنح المحمدية‪ ،‬للقسطالن(ت‪ ،)923‬وغيره‪.‬‬
‫وسنكتفي هنا بالتمينيل ألشهر الحقوق النبوية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإليمان به ﷺ وتصديقه فيما أتى به‪:‬‬
‫ون َخبِيهر}[التغهابن‪َ { ،]8 :‬فهآمِنُو ْا‬ ‫اهلل بِ َما َت ْع َم ُل َ‬ ‫جل وعال‪َ { :‬فآمِنُوا بِاهللِ ورسول ِ ِه والن ِ ِ‬
‫ُّور ا َّلذي َأ َنز ْلنَا َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫قال ّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ون}[األعهرا ‪َ { .]158 :‬يها َأ ُّي َهها‬ ‫هم َت ْهتَهدُ َ‬ ‫بِاهلل َو َر ُسوله النَّبِ ِّي األُ ِّم ِّي ا َّلذي ُي ْؤم ُن بِاهلل َوكَل َماتهه َوا َّتبِ ُعهو ُه َل َع َّل ُك ْ‬
‫ا َّل ِذين آمنُوا ا َّت ُقوا اهلل وآمِنُوا بِرسول ِ ِه ي ْؤتِ ُكم كِ ْف َلي ِن مِن رحمتِ ِه ويجعل َّل ُكم نُورا َتم ُش َ ِ ِ‬
‫اهلل‬
‫هم َو ُ‬ ‫ون بِهه َو َي ْغف ْهر َل ُك ْ‬ ‫ْ ً ْ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َغ ُفور َّر ِحيم} [الحديد‪.]28 :‬‬
‫اهلل َو ُي ْؤمِنُهوا بِهي َوبِ َمها ِج ْْه ُ بِ ِهه َفهاِ َفا َف َع ُلهوا‬
‫ال ُ‬ ‫ال إِ َل َه إِ َّ‬
‫َّاس َحتَّى َي ْش َهدُ وا َأ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال ﷺ‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َل الن َ‬
‫ال بِ َح ِّق َها َو ِح َسا ُب ُه ْم َع َلى اهلل»(‪.)1‬‬ ‫َفل ِ َك َع َص ُموا مِنِّى ِد َما َء ُه ْم َو َأ ْم َوا َل ُه ْم إِ َّ‬
‫واإليمان به ﷺ هو‪ :‬تصديق نبوته‪ ،‬وأن اهلل أرسله للجن واإلنس‪ ،‬وتصديقه يف جميع ما جاء بهه وقالهه‪،‬‬
‫ومطابقة تصديق القلب بذلك شههادة اللسهان‪ ،‬بأنهه رسهول اهلل‪ ،‬فهافا اجتمهع التصهديق بهه بالقلهب والنطهق‬
‫بالشهادة باللسان‪ ،‬والعمل بما جاء به‪َ ،‬ت َّم اإليمان به ﷺ(‪.)2‬‬
‫ويتع ّلق هبذا‪ :‬وجو اإليمان بأنه ﷺ بلغ الرسالة‪ ،‬وأدى األمانة‪ ،‬ونصه األمهة؛ فمها مهن خيهر إال ودل‬
‫األمة عليه ورغبها فيه‪ ،‬وما من شر إال وهنى األمة عنه وحذرها منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وجوب طاعته ﷺ وخطر خمالفة أمره‪:‬‬

‫( ‪ )1‬صحي مسلم (ح ‪.)135‬‬


‫( ‪ )2‬ينظر‪ :‬الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ﷺ للقاضي عيا( ‪.539/2‬‬

‫‪1‬‬
‫فافا وجب اإليمان به وتصديقه فيما جاء به وجب طاعته؛ ألن فلك مما أتهى بهه‪ ،‬قهال تعهالى‪َ { :‬يها َأ ُّي َهها‬
‫ال َت َو َّل ْوا َعنْ ُه َو َأنهت ُْم َت ْس َهم ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} [األنفهال‪ .]20 :‬وقهال تعهالى‪َ {:‬و َمها آ َتهاك ُُم‬ ‫ا َّلذي َن آ َمنُو ْا َأطي ُعو ْا َ‬
‫اهلل َو َر ُسو َل ُه َو َ‬
‫هول َفهاِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َو َأطي ُعهوا َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫ول َف ُخ ُذو ُه َو َما ن ََهاك ُْم َعنْ ُه َفانت َُهوا} [الحشر‪ .]7 :‬وقال تعالى‪ُ {:‬ق ْل َأطي ُعهوا َ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫َّ‬
‫َت َو َّلوا َفاِن ََّما َع َل ْي ِه َما ُح ِّم َل َو َع َل ْي ُكم َّما ُح ِّم ْلت ُْم َوإِن ُتطِي ُعو ُه َت ْهتَدُ وا} [النور‪.]54 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل»(‪.)1‬‬ ‫اهلل‪َ ،‬و َم ْن َع َصاني َف َقدْ َع َصى َ‬ ‫اع َ‬ ‫النبي ﷺ « َم ْن َأ َطا َعني َف َقدْ َأ َط َ‬ ‫وعن أبي هريرة ﭬ قال ّ‬
‫هول اهللِ َو َمه ْن َيه ْأ َبى َق َ‬
‫هال‪:‬‬ ‫وعنه ﭬ قال‪ :‬قال ﷺ‪« :‬ك ُُّل ُأ َّمتِى َيدْ ُخ ُل َ‬
‫ون ا ْل َجنَّ َة‪ ،‬إِ َّ‬
‫ال َم ْن َأ َبهى»‪َ ،‬قها ُلوا َيها َر ُس َ‬
‫« َم ْن َأ َطا َعن ِي َد َخ َل ا ْل َجنَّ َة‪َ ،‬و َم ْن َع َصانِي َف َقدْ َأ َبى»(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬وجوب اتباعه ﷺ‪:‬‬
‫ون ال ّل َه َفا َّتبِ ُعونِي ُي ْحبِه ْب ُك ُم‬ ‫أي وجو اتباعه وامتينال سنّته واالقتداء هبديه‪ ،‬قال تعالى‪ُ { :‬ق ْل إِن كُنتُم ُت ِ‬
‫ح ُّب َ‬ ‫ْ‬
‫هول اهللِ‬ ‫َان َل ُكم فِهي رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ال ّل ُه َو َي ْغف ْر َل ُك ْم ُفنُو َب ُك ْم َوال ّل ُه َغ ُفور َّرحيم } [آل عمران‪ ،]31 :‬وقال تعالى‪َ { :‬ل َقدْ ك َ ْ‬
‫يهرا} [األحهزا ‪ ،]21 :‬وقهال تعهالى‪َ { :‬وا َّتبِ ُعهو ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُأ ْس َوة َح َسنَة ِّل َمن ك َ‬
‫اهلل َوا ْل َي ْو َم ْاْلخ َهر َو َفك ََهر َ‬
‫اهلل كَين ً‬ ‫َان َي ْر ُجو َ‬
‫َل َع َّل ُك ْم َت ْهتَدُ َ‬
‫ون} [األعرا ‪.]158 :‬‬
‫فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته‪ ،‬فعن أنس بهن مالهك ﭬ قهال‪َ « :‬جها َء ََالَ ََه ُة‬
‫وها َف َقا ُلوا َو َأ ْيه َن ن َْحه ُن‬ ‫النبي ﷺ َف َل َّما ُأ ْخبِ ُروا َك َأن َُّه ْم َت َقا ُّل َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َُ َ‬ ‫ط إِ َلى بي ِ‬
‫وت َأ ْز َواجِ‬ ‫ر ْه ٍ‬
‫النبي ﷺ َي ْسألون َع ْن ع َبا َدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫آخ ُهر َأنَها‬‫مِ َن النبي ﷺ َقدْ ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم مِ ْن َف ْنبِ ِه َو َما َت َأ َّخ َر‪َ .‬ق َال َأ َحدُ ُه ْم َأ َّما َأنَا َفاِ ِّني ُأ َص ِّلى ال َّل ْي َل َأ َبدً ا‪َ .‬و َق َال َ‬
‫ّ‬
‫هال‪َ « :‬أنْهت ُُم ا َّل ِهذي َن‬ ‫ول اهللِ ﷺ َف َق َ‬ ‫ال ُأ ْفطِ ُر‪َ .‬و َق َال َ‬
‫آخ ُر َأنَا َأ ْعت َِز ُل الن َِّسا َء َفالَ َأ َت َز َّو ُج َأ َبدً ا‪َ .‬ف َجا َء َر ُس ُ‬ ‫َأ ُصو ُم الدَّ ْه َر َو َ‬
‫ُق ْلت ُْم ك ََذا َوك ََذا َأ َما َواهللِ إِ ِّني ألَ ْخ َشاك ُْم ل ِ َّل ِه َو َأ ْت َقاك ُْم َل ُه‪َ ،‬لكِنِّى َأ ُصو ُم َو ُأ ْفطِ ُر‪َ ،‬و ُأ َص ِّلى َو َأ ْر ُقهدُ َو َأ َت َهز َّو ُج الن َِّسها َء‪،‬‬
‫ب َع ْن ُسنَّتِي َف َل ْي َس مِنِّى»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫َف َم ْن َرغ َ‬
‫بالسنّة نجاة»(‪.)4‬‬
‫وقال ابن شها ‪« :‬بلغنا عن رجال من أهل العلم قالوا‪ :‬االعتصام ُّ‬
‫رابعاً‪ :‬لزوم حمبته ﷺ‪:‬‬
‫ِ‬
‫هير ُت ُك ْم َو َأ ْم َهوال ا ْقت ََر ْفت ُُم َ‬
‫وهها‬ ‫هاكك ُْم وأبنهاككم َوإِ ْخ َهوا ُن ُك ْم َو َأ ْز َو ُ‬
‫اج ُك ْ‬
‫هم َو َعش َ‬ ‫قال اهلل تعالى‪ُ { :‬ق ْل إِن ك َ‬
‫َهان آ َب ُ‬

‫( ‪ )1‬البخاري ( ‪.)7137‬‬
‫( ‪ )2‬البخاري ( ‪.)7280‬‬
‫( ‪ )3‬البخاري( ‪.)5063‬‬
‫( ‪ )4‬مسند الدارمي(ح‪.)97‬‬

‫‪2‬‬
‫اد فِي َسهبِيلِ ِه َفت ََر َّب ُصهو ْا َحتَّهى‬
‫وتِجارة َت ْخ َشو َن كَساد َها ومساكِن َتر َضونَها َأحب إِ َلي ُكم من ال ّل ِه ورسول ِ ِه و ِجه ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َّ ْ ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫اس ِهقي َن} [التوبهة‪ ،]24 :‬فقهرن اهلل محبهة رسهوله ﷺ بمحبتهه عهز‬ ‫ال يه ِهدي ا ْل َقهوم ا ْل َف ِ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْأت َي ال ّله ُه بِه َأ ْم ِره َوال ّله ُه َ َ ْ‬
‫وجل‪ ،‬وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من اهلل ورسوله‪ ،‬فكفهى هبهذا تنبيههًا وحجهة علهى إلهزام‬
‫محبته ووجو فرضها وعظم خطرها‪ ،‬واستحقاقه لها ﷺ‪.‬‬
‫َّاس َأ ْج َم ِعي َن»(‪.)1‬‬ ‫ب إِ َل ْي ِه مِ ْن َوال ِ ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوالن ِ‬ ‫ال ُي ْؤمِ ُن َأ َحدُ ك ُْم َحتَّى َأك َ‬
‫ُون َأ َح َّ‬ ‫َس َق َال النبي ﷺ‪َ « :‬‬
‫ّ‬
‫و َع ْن َأن ٍ‬

‫النبهي‬
‫ّ‬ ‫َهس ﭬ َأ َّن َر ُجهالً َسه َأ َل‬ ‫وقد َب يف الحديث أن من َوا محبته االجتماع معه يف الجنة؛ ف َع ْن َأن ٍ‬
‫ِ‬ ‫ال شيء إِ َّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َو َر ُسهو َل ُه ﷺ‪.‬‬ ‫هب َ‬ ‫ال َأنِّى ُأح ُّ‬ ‫السا َع ُة؟ َق َال « َو َما َفا َأعْدَ ْد َت َل َها»‪َ ،‬ق َال َ‬ ‫السا َعة‪َ ،‬ف َق َال َمتَى َّ‬ ‫ﷺ َع ِن َّ‬
‫هع َمه ْن َأ ْح َب ْبه َ »‪.‬‬ ‫النبهي ﷺ « َأنْه َ َم َ‬ ‫ّ‬ ‫َف َق َال « َأ ْن َ َم َع َم ْن َأ ْح َب ْب َ »‪َ .‬ق َال َأنَس َف َما َف ِر ْحنَا بشهيء َف َر َحنَها بِ َق ْهو ِل‬
‫هم َأ ْع َم ْهل بِ ِم ْينه ِل‬
‫هاه ْم‪َ ،‬وإِ ْن َل ْ‬
‫هم بِ ُح ِّبهى إِ َّي ُ‬‫ُهون َم َع ُه ْ‬‫ب النبي ﷺ َو َأ َبا َب ْك ٍر َو ُع َم َر‪َ ،‬و َأ ْر ُجهو َأ ْن َأك َ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ح‬‫َق َال َأنَس‪َ :‬ف َأنَا ُأ ِ‬

‫َأ ْع َمال ِ ِه ْم(‪.)2‬‬


‫إف عالمههات محبتههه ﷺ تظهههر يف االقتههداء بههه ﷺ ‪ ،‬واتبههاع سههنته‪ ،‬وامتينههال أوامههره‪ ،‬واجتنهها نواهيههه‪،‬‬
‫والتأد بآدابه‪ ،‬يف الشدة والرخاء‪ ،‬ويف العسر واليسر‪.‬‬
‫بره‬‫خامساً‪ :‬تعظيم أمره ووجوب توقيره و ّ‬
‫هذا من حقوق النبي ﷺ التي أوجبها اهلل يف كتابه‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬لِت ُْؤمِنُوا بِاهللِ َو َر ُسول ِ ِه َو ُت َع ِّز ُرو ُه َو ُت َهو ِّق ُرو ُه‬
‫يال} [الفت ‪ ،]9 :‬وقال تعالى‪َ { :‬يا َأ ُّي َهها ا َّل ِهذي َن آ َمنُهوا َال ُت َقهدِّ ُموا َبه ْي َن َيهدَ ِي اهللِ َو َر ُسهول ِ ِه‬ ‫َو ُت َس ِّب ُحو ُه ُب ْك َر ًة َو َأ ِص ً‬
‫هول َب ْيهنَ ُك ْم َكههدُ َعاء‬ ‫هميع َعلِههيم} [الحجههرات‪ .]1 :‬وقههال تعههالى { َال َت ْج َع ُلههوا ُد َعههاء الرسه ِ‬ ‫وا َّت ُقههوا اهلل إِ َّن اهلل سه ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َع ْن َأ ْم ِهر ِه َأن ُت ِصهي َب ُه ْم فِ ْتنَهة َأ ْو‬ ‫ون مِن ُك ْم ل ِ َوا ًفا َف ْل َي ْح َذ ِر ا َّل ِذي َن ُي َخال ِ ُف َ‬
‫اهلل ا َّل ِذي َن َيت ََس َّل ُل َ‬
‫َب ْعض ُكم َب ْع ًضا َقدْ َي ْع َل ُم ُ‬
‫ِ‬

‫ُي ِصي َب ُه ْم َع َذا َألِيم} [النور‪.]63 :‬‬


‫وسهنّته‪،‬‬
‫وحرمة النبي ﷺ بعد موتهه‪ ،‬وتهوقيره الزم كحهال حياتهه‪ ،‬وفلهك عنهد فكهره ﷺ‪ ،‬وفكهر حديينهه ُ‬
‫وسماع اسمه وسيرته‪ ،‬ومعاملة آله وعرتته‪ ،‬وتعظيم أهل بيته وصحابته(‪.)3‬‬
‫السههامية والههدرجات العاليههة‬ ‫وكهذلك اإلقههرار لههه بمهها َبه يف حقههه مهن المناقههب الجليلههة والخصههات‬
‫الرفيعة‪ ،‬والينناء عليه به ونشره يف الناس‪ ،‬وتعليمه للصغار وتنشْتهم علهى محبتهه وتعظيمهه‪ ،‬ومعرفهة قهدره‬

‫( ‪ )1‬صحي البخاري( ‪) 15‬‬


‫( ‪ )2‬صحي البخاري (‪.) 3688‬‬
‫( ‪ )3‬الشفاء ‪ 595/2‬و‪.612‬‬

‫‪3‬‬
‫الجليل عند ربه عز وجل‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الصالة عليه ﷺ‪.‬‬
‫ون َع َلى النَّبِ ِّي َيها َأ ُّي َهها ا َّل ِهذي َن آ َمنُهوا َصه ُّلوا َع َل ْي ِهه َو َسه ِّل ُموا َت ْسهلِي ًما}‬
‫اهلل َو َم َالتِ َك َت ُه ُي َص ُّل َ‬
‫قال اهلل تعالى‪{ :‬إِ َّن َ‬
‫[األحزا ‪.]56 :‬‬
‫هم ُي َصه ُّلوا‬ ‫و َعن َأبِى ُهرير َة رضى اهلل عنه َع ِن النبي ﷺ َق َال « ما ج َلس َقوم مجلِسا َلهم ي ْهذكُروا ِ ِ‬
‫اهلل فيهه َو َل ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ ً ْ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫َان َع َل ْي ِه ْم تِ َر ًة َفاِ ْن َشا َء َع َّذ َب ُه ْم َوإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه ْم »(‪.)1‬‬
‫ال ك َ‬ ‫َع َلى َنبِ ِّي ِه ْم إِ َّ‬
‫هى ُرو ِحهي َحتَّهى َأ ُر َّد َع َل ْي ِهه‬ ‫هى إِ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وعن َأبِى هرير َة َأ َّن رس َ ِ‬
‫اهلل َع َل َّ‬
‫ال َر َّد ُ‬ ‫ول اهلل ﷺ َق َال‪َ « :‬ما م ْن َأ َحهد ُي َسه ِّل ُم َع َل َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ ْ‬
‫السالَ َم»(‪.)2‬‬
‫َّ‬
‫اهلل َع َل ْي ِهه َع ْش َهر‬ ‫ِ‬ ‫وعن أنَس رضي اهلل عنه َق َال‪ :‬قال رس ُ ِ‬
‫هى َصهالَ ًة َواحهدَ ًة َصه َّلى ُ‬
‫ول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َص َّلى َع َل َّ‬ ‫َ ُ‬
‫ات ورفِع ْ َله َع ْشر درج ٍ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ات»(‪.)3‬‬ ‫ُ ُ ََ َ‬ ‫َص َل َوات َو ُح َّط ْ َعنْ ُه َع ْش ُر َخطي َْ َ ُ َ‬
‫وللصالة على النبي ﷺ مواطن كينيرة فكر منها اإلمام ابن القيم واحد ًا وأربعهين موطنهًا‪ ،‬منهها‪ :‬الصهالة‬
‫عليه ﷺ عند دخول المسجد‪ ،‬وعند الخروج منه‪ ،‬وبعد إجابة المؤفن‪ ،‬وعنهد اإلقامهة‪ ،‬وعنهد الهدعاء‪ ،‬ويف‬
‫التشهههد يف الصههالة‪ ،‬ويف صههالة الجنههازة‪ ،‬ويف الصههباح والمسههاء‪ ،‬ويف يههوم الجمعههة‪ ،‬وعنههد الهههم والشههداتد‬
‫وطلب المغفرة‪ ،‬وعقب الذنب إفا أراد أن يكفر عنه‪ ،‬وغير فلك‪.)4(...‬‬
‫ومن الكتب المفردة لمضضرضا الةر ‪ :‬الصهالة علهى النبهي ﷺ البهن أبهي عاصهم‪ ،‬والقهول البهديع يف‬
‫الصالة على الحبيب الشفيع للسخاوي‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬حمبة أحصابه‪ ،‬وأهل بيته‪ ،‬وأزواجه‪ ،‬ومواالتهم جميعاً واحلذر نم تنقصهم أو سببّهم‬
‫أو الطعن فيهم بشيء‬
‫إن اهلل قد أوجب على هذه األمة مواالة أصحا نبيه ﷺ‪ ،‬و َندَ من جهاء بعهدهم إلهى االسهتغفار لههم‬
‫ون َر َّبنَها ا ْغ ِف ْهر َلنَها‬
‫وسؤال اهلل أن ال يجعل يف قلوهبم ِغ ًال لهم‪ .‬فقال تعالى‪َ { :‬وا َّل ِذي َن َجا ُءوا مِ ْن َب ْع ِد ِه ْم َي ُقو ُل َ‬
‫َّهك َر ُءو َر ِحهيم} [الحشهر‪:‬‬ ‫ان َو َال َت ْج َع ْل فِي ُق ُلوبِنَا ِغ ًال ل ِ َّل ِذي َن آ َمنُوا َر َّبنَها إِن َ‬
‫اإليم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َوإل ْخ َواننَا ا َّلذي َن َس َب ُقونَا بِ ْ َ‬

‫( ‪ )1‬سنن الرتمذى(‪.)3708‬‬
‫( ‪ )2‬سنن أبى داود( ‪ ) 2043‬صحي ‪.‬‬
‫( ‪ )3‬سنن النساتى( ‪ )1305‬صحي ‪.‬‬
‫( ‪ )4‬ينظر كتا ِجالء األفهام يف الصالة والسالم على خير األنام ﷺ البن القيم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .]10‬وقال تعالى يف حق قرابة رسوله ﷺ وأهل بيته‪ُ { :‬ق ْل َال َأ ْس َأ ُل ُك ْم َع َل ْي ِه َأ ْج ًرا إِ َّال ا ْل َم َهو َّد َة فِهي ا ْل ُق ْر َبهى }‬
‫أجهرا إال‬
‫(الشورى‪ .)23 :‬جاء يف تفسير اْلية‪ :‬قل لمن اتبعك من المؤمنين‪ :‬ال أسألكم على ما جْهتكم بهه ً‬
‫أن َت َو ّدوا قرابتي(‪.)1‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن زي ِد ب ِن َأر َقم َق َال َقام رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ﷺ َي ْو ًما فينَا َخطي ًبا بِ َماء ُيدْ َعى ُخ ًما َبه ْي َن َم َّكه َة َوا ْل َمدينَهة َف َحمهدَ َ‬
‫اهلل‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َْ ْ ْ َ‬
‫هول َر ِّبهى َف ُأ ِج َ‬
‫يهب‪،‬‬ ‫وش ُك َأ ْن َي ْأتِي َر ُس ُ‬
‫ال َأيها النَّاس َفاِنَّما َأنَا ب َشر ي ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫َو َأ َْنَى َع َل ْيه َو َو َع َظ َو َفك ََّر َُ َّم َق َال « َأ َّما َب ْعدُ َأ َ ُّ َ‬
‫است َْم ِس ُكوا بِ ِه »‪َ .‬ف َح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َأنَا َت ِ ِ‬
‫هث َع َلهى‬ ‫ُّور َف ُخ ُذوا بِكتَا ِ اهلل َو ْ‬‫ارك في ُك ْم ََ َق َل ْي ِن؛ َأ َّو ُل ُه َما كتَا ُ اهلل فيه ا ْل ُهدَ ى َوالن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يه َُم َق َال « و َأ ْه ُل بيتِي ُأ َفكِّركُم اهلل فِي َأ ْهه ِل بيتِهي ُأ َفكِّهركُم ِ‬ ‫كِتَا ِ اهللِ ور َّغ ِ ِ‬
‫اهلل فهي َأ ْهه ِل َب ْيتهي ُأ َفك ُِّهرك ُُم ا َ‬
‫هلل‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ب ف َّ‬ ‫ََ َ‬
‫فِي َأ ْه ِل َب ْيتِي»(‪.)2‬‬
‫فأمر النبي ﷺ باإلحسان إلى أهل بيته وأن يعر لهم قدرهم وحقهم‪ ،‬لقرهبم منه وشرفهم‪.‬‬
‫قههال القرطبههي‪( :‬وهههذا التأكيههد العظههيم يقتضههي‪ :‬وجههو احههرتام آل النبههي ﷺ وأهههل بيتههه‪ ،‬وإبههرارهم‪،‬‬
‫وتوقيرهم‪ ،‬ومحبتهم وجو َ الفرو( المؤكدة التي ال عذر ألحد يف التخلف عنها‪ ،‬ههذا مهع مها علهم مهن‬
‫خصوصيتهم بالنبي ﷺ وبأنَّهم جزء منه‪ ،‬فانَّهم أصوله التهي نشهأ منهها‪ ،‬وفروعهه التهي تنشهأ عنهه‪ ،‬كمها قهال‬
‫ﷺ‪« :‬فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها»)‪.‬‬
‫ومن التصانيف المفردة يف آل البي ‪:‬‬
‫ه حقوق آل البي لتقي الدين ابن تيمية‪.‬‬
‫ه استجال ارتقاء الغر بحب أقرباء الرسول ﷺ وفوي الشر للسخاوي‪.‬‬
‫خيرا‪ ،‬وجمهيعهم عهدول‪ ،‬ال ُيبحهث يف روايهة واحهد مهنهم وال شههادته‪،‬‬
‫كما أوصى النبي ﷺ بأصحابه ً‬
‫لحرمة الصحبة‪ ،‬ولما حصهل لههم مهن كمهال اإليمهان وقهوة المحبهة بمشهاهدة طلعتهه ﷺ الكريمهة‪ ،‬وههم‬
‫ُ‬
‫طبقات ويتفاوتون يف مراتب التفضيل‪.‬‬
‫هحابِي‪َ ،‬ف َل ْهو‬ ‫يد ا ْل ُخدْ ِر ّي ﭬ َق َال‪َ :‬ق َال النبي ﷺ « َ‬ ‫وهنى عن سبهم وتنقصهم‪ ،‬فعن َأبِى س ِع ٍ‬
‫ال َت ُس ُّبوا َأ ْص َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬
‫َأ َّن َأ َحدَ ك ُْم َأ ْن َف َق مِ ْين َل ُأ ُح ٍد َف َه ًبا َما َب َل َغ ُمدَّ َأ َح ِد ِه ْم َو َ‬
‫ال ن َِصي َف ُه»(‪.)3‬‬

‫( ‪ )1‬تفسير الطربي‪.)527 / 21( :‬‬


‫( ‪ )2‬صحي مسلم‪ -‬المكنز‪.) 6378( :‬‬
‫( ‪ )3‬صحي البخاري‪ -‬المكنز ‪.)3673( -‬‬

‫‪5‬‬
‫وقد كان من أعظم أصول أهل السنَّة التي اجتمع عليه كلمتهم محب ُة أصحا رسول اهلل ﷺ وقرابتهه‬

‫وأزواجه‪ ،‬وما كهانوا يعهدون الطعهن فهيهم إال عالمهة الزيهغ والضهالل‪ ،‬قهال أبهو ُز ْر َعه َة‪« :‬إِ َفا َر َأ ْيه َ َّ‬
‫الر ُج َهل‬
‫هول ﷺ ِعنْهدَ نَا َحهق ‪َ ،‬وا ْل ُق ْهر َ‬
‫آن‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ول اهللِ ﷺ َفا ْع َل ْم َأ َّن ُه ِزن ِْهديق ‪َ ،‬و َفل ِ َ‬
‫هك َأ َّن َّ‬
‫َينْت َِق ُ َأ َحدً ا مِ ْن َأ ْص َحا ِ رس ِ‬
‫َ ُ‬
‫هول اهللِ ﷺ ‪َ ،‬وإِن ََّمها ُي ِريهدُ َ‬
‫ون َأ ْن ُي َج ِّر ُحهوا ُش ُههو َدنَا‬ ‫هحا ُ رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫السهنَ َن َأ ْص َ‬ ‫َحق ‪َ ،‬وإِن ََّما َأ َّدى إِ َل ْينَها َه َهذا ا ْل ُق ْهر َ‬
‫آن َو ُّ‬
‫لِيبطِ ُلوا ا ْلكِتَا والسنَّ َة ‪ ،‬وا ْلجرح بِ ِهم َأو َلى و ُهم َزن ِ‬
‫َاد َقة»(‪.)1‬‬ ‫َ َْ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ُْ‬

‫( ‪ )1‬الكفاية يف علم الرواية (‪.)104‬‬

‫‪6‬‬

You might also like