You are on page 1of 30

‫‪🇸🇦...............‬اتق هللا حيث ما كنت🌺‪..........

‬‬

‫البسملة والحمدلة وصالة والسالم على من نذكر‬

‫مقدمة في الحديث اتق هللا حيث ما كنت‬


‫إن هللا أوضح الدالئل على وحدانيته وكشفها‪ ،‬وبين مناهج الهدى بمنته ووصفها‪ ،‬وأوجد األشياء على ما شاء وصرفها ‪ ،‬وجمع‬
‫المتفرقات بصنعه وألفها‪ ،‬وكلف النفوس ثم لطفها فيما كلفها‪ ،‬وووصف لها الجنة وطرقها والنار وأسفها وذ ّكرها عرضها وموقفها‪،‬‬
‫ونصب موتزين العدل تحذيرا لمن لها ونهى فقال((إنْ أحسنتم أحسنتم أِل نفسكم وإن أسْأتم فلها))‬
‫وقال تعالى(( )) اإلسراء ‪٧‬‬

‫وإنَّ لنا في فوات ِِح سور ِة ال ِّنسا ِء لعبرةٍ‪ ،‬إذ قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ا َّتقُوا َر َّب ُك ُم الَّذِي َخلَ َق ُكم مِّن َّن ْف ٍ‬
‫س َوا ِح َد ٍة َو َخ َلقَ ِم ْن َها َز ْو َج َها ‪🌻.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان َعل ْيك ْم َرقِيبًا)‪١١[.‬‬‫ون ِب ِه َواَأْلرْ َحا َم ِإنَّ َ َك َ‬
‫هَّللا‬ ‫ث ِم ْن ُه َما ِر َجااًل َكثِيرً ا َون َِسا ً‪Q‬ء َوا َّتقُوا هَّللا َ الَّذِي َت َسا َءلُ َ‬
‫َو َب َّ‬

‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬


‫اب مِن َق ْبلِ ُك ْم َوِإيَّا ُك ْم َأ ِن ‪👌.‬‬ ‫ص ْي َنا الَّذ َ‬ ‫كان يُب َع ُ‬
‫ث رسو ٌل إاَّل يأم ُر قومه بتقوى هللا ‪-‬عز وجل‪ ،-‬قال هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫(ولَ َق ْد َو َّ‬ ‫ما َ‬
‫هَّللا‬
‫اتقوا َ)‪]٣[،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬

‫"وقال بن مسعود " المتقون سادة"‪ .‬وكان أبو ذر يقول‬

‫يريد المرء أن يعطى مناه*** ويأبى هللاُ إال ما أرادا=‬


‫يقول المرء فائدتي ومالي*** وتقوى هللا أفضل ما استفادا=‬

‫تعريف التقوى في اصطالح صحابة‪ ،‬والتابعين‪ ،‬والسلف ومحله‬

‫التقوى‪ =:‬الخوف من الجليل‪ ،‬والعمل بالتنزيل‪ ،‬واإلستعداد ليوم الرحيل ‪💎.‬‬


‫بن تيمية= التقوى= فعل ما أمر هللا به‪ ،‬وترك ما نهى عنه💎‬
‫بن القيم= العمل بطاعة هللا إيمانا واحتسابا أمرا ونهىً ‪ ،‬إيمانا بااآلمر وتصديق بوعده‪ ،‬ويترك ما نهى هللا عنه إيمانا بالناهي 💎‬
‫وخوفا من وعيده‬
‫بن رجب= "أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه 💎‬
‫= مباركفوري 💎‬
‫‪.‬قال وهب بن منبه" اإليمان عُريانٌ ولباسه التقوى‪ ،‬وزينته الحياء‪ ،‬وماله الفقه‬
‫وكان بعض الحكماء " من س ّره أن تدوم له العافية فليتق هللا‬
‫‪.‬وقال لقمان إلبنه‪ :‬أي بنيّ ا ّتخذ التقوى هلل وذاك تجارة يأتك الربح من غير بضاعة‬

‫التقوى في سياق القرآن‬

‫ب أهميتها‪َّ ]١٨[:‬أوالً‪ :‬فع ُل المأموراتِ‪ .‬ثانياً‪َ :‬تر ُ‬


‫ك المنهيات‪ .‬ثالثاُ‪ :‬ا ِّتقا ُء‬ ‫اجتمع فيها ما يأتي على ترتي ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫كاملة إذا‬ ‫وتكونُ ال َّتقوى‬
‫ك المكروهات‪ ،‬وبهذا يَصِ ُل المسل ُم ألعلى مراتب ال َّتقوى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.‬ال ُّشبُهات‪ .‬رابعا‪ :‬فع ُل المندوبات‪ .‬خامسا‪ :‬تر ُ‬

‫التقوى في سياق السنة‬

‫"قال رسول هللا صلى عليه وسلم " إتق هللا حيثما كنت‪ ،‬وأتبع السيئة تمحها‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن‬
‫‪..‬قال لبن عباس" يا غالم! إني أعلمك كلمات‪ ،‬احفظ هللا يحفظك‬
‫قال عرباض بن سارية" وعظنا رسول هللا موعظة وجلت منها القلوب‪ ،‬وذرفت منها الدموع‪ ،‬فقلنا يا رسول هللا! كأنها موعظة مودع‬
‫‪...‬فأوصينا‪ .‬قال" أوصيكم بتقوى هللا والسمع والطاعة‪ ....‬فإنه من يعش منكم فسيرى‬

‫‪».‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬اتقوا هللا في الصالة‪ ،‬وما ملكت أيمانكم‬
‫عن جابر رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال يوم أحد‪« :‬عليكم بتقوى هللا‪ ،‬والصبر عند البأس‪ ،‬وإذا لقيتم العدو‪،‬‬
‫‪».‬وانظروا ماذا أمركم هللا به فافعلوا‬

‫عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء زيد بن حارثة يشكوا زوجته‪ ،‬فجعل النبي صلى هللا عليه وسلم يقول له‪« :‬اتق هللا‪ ،‬وأمسك عليك‬
‫‪».‬زوجك‬

‫»عن النعمان بن بشير رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬اتقوا هللا‪ ،‬وأعدلوا بين أوالدكم‬

‫روى أبو نعيم في "الحلية" (‪ ،) 27 -26 /1‬عن أبي أمامة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬إن روح القدس ‪.‬‬
‫‪».‬قد نفث في روعي‪ ،‬أنها لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها‪ ،‬فاتقوا هللا‪ ،‬وأجملوا في الطلب‬

‫روى مسلم برقم (‪ ،) 1218‬عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬اتقوا هللا في النساء؛ فإنكم أخذتموهن‬
‫‪».‬بأمان هللا‬

‫روى أبو داود برقم (‪ ،)2545‬عن سهل بن الحنظلية رضي هللا عنه قال‪ :‬مرَّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ببعير قد ألحق ظهره‬
‫‪».‬بطنه‪ ،‬فقال‪« :‬اتقوا هللا في هذه البهائم المعجمة‪ ،‬فاركبوها صالحة‪ ،‬وكلوها صالحة‬

‫روى أحمد (‪ ،)135 /3‬والترمذي برقم (‪ ،) 3894‬عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬بلغ صفيه أن حفصة قالت‪ :‬بنت يهودي‪،‬‬
‫فبكت‪ ،‬فدخل عليها النبي صلى هللا عليه وسلم وهي تبكي‪ ،‬فقال‪« :‬ما يبكيك»‪ ،‬فقالت‪ :‬قالت لي حفصة‪ :‬إني بنت يهودي‪ ،‬فقال النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪« :‬إنك البنة نبي‪ ،‬وإنك لتحت نبي‪ ،‬ففيم تفخر عليك؟ ثم قال‪ :‬اتقي هللا يا حفصة»‪ ،‬ورجاله ثقات‪ .‬والحديث في‬
‫‪".‬صحيح الترمذي" برقم (‪)3055‬‬

‫وعن ابن عمر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أيها الناس‪ ،‬إن هللا قد أذهب عنكم عبية الجاهلية‪ ،‬يا أيها‬
‫الناس‪ ،‬إنما الناس رجالن‪ :‬برٌّ تقي كريم على ربه‪ ،‬وفاجر شقي هين على ربه‪ ،‬ثم تال‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ِإ َّنا َخلَ ْق َنا ُك ْم مِنْ َذ َك ٍر َوُأ ْن َثى‬
‫هللا َعلِي ٌم َخ ِبي ٌر‪[ ﴾ ‬الحجرات‪ ،]13 :‬ثم قال‪ :‬أقول هذا‪ ،‬وأستغفر هللا لي‬ ‫هللا َأ ْت َقا ُك ْم ِإنَّ َ‬
‫ارفُوا ِإنَّ َأ ْك َر َم ُك ْم عِ ْندَ ِ‬ ‫َو َج َع ْل َنا ُك ْم ُ‬
‫شعُوبًا َو َقبَاِئ َل ِل َت َع َ‬
‫‪.‬ولكم»‪ ،‬رواه ابن حبان برقم (‪)3901‬‬

‫روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال لفاطمة‪َ « :‬فا َّتقِي هَّللا َ َواصْ ِب ِري‪ ،‬فإ َّنه نِعْ َم‬
‫‪».‬ال َّسلَفُ َأ َنا لَكِ‬
‫وروى مسلم برقم (‪ ) 6948‬عن أبي سعيد الخدري س قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬إن الدنيا حلوة خضرة‪ ،‬وإن هللا‬
‫‪».‬مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون‪ ،‬فاتقوا الدنيا‪ ،‬واتقوا النساء؛ فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء‬

‫قصص التقوى والمتقين‬

‫ُون ِإلَى ْال َخي ِْر َو َيْأ ُمر َ‬


‫ُون ِب ْال َمعْ رُوفِ َو َي ْن َه ْو َن‬ ‫(و ْل َت ُكن مِّن ُك ْم ُأم ٌَّة َي ْدع َ‬
‫المتقون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‪ ،‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬
‫ُون)‪ ] ١٣[،‬وقد حذر هللا والرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم من ترك األمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛‬ ‫َع ِن ْالمُن َك ِر َوُأولَ ٰـ َ‬
‫ِئك ُه ُم ْال ُم ْفلِح َ‬
‫ألنه سبب لغضب هللا والعذاب الشديد‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬والَّذي َنفسي بي ِد ِه لتأ ُمرُنَّ بالمعروفِ ول َتنهوُ نَّ ِ‬
‫عن‬
‫يبعث علي ُكم عقابًا من ُه ث َّم َتدعو َن ُه فال َيستجيبُ لَ ُكم)‪ ]١٤[،‬وهذا موافق لقوله ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬فلَمّا َنسوا ما ُذ ِّكروا ِب ِه‬ ‫َ‬ ‫المنكر أو ليوشِ َكنَّ هَّللا ُ أن‬‫ِ‬
‫ُقون)‪]١٢[]١٥[.‬‬ ‫ئيس ِبما كانوا َيفس َ‬ ‫ب َب ٍ‬ ‫ذين َظلَموا ِب َعذا ٍ‬ ‫ون َع ِن السّو ِء َوَأ َخذ َنا الَّ َ‬
‫ذين َين َه َ‬ ‫َأ َ‬
‫نجي َنا الَّ َ‬

‫أهمية التقوى في اإلسالم‬


‫مالزمة تقوى هللا‬
‫ً‬
‫واحد‬ ‫إعلم أن الزمان ال يثبت على حال قال تعالى" وتلك األيام نداولها بين الناس" فتارة فقر‪ ،‬وتارة غنى‪....،‬فالسعيد من الزم أصالً‬
‫على كل حال‪ ،‬وهو تقوى هللا‪ .‬فإنه إن استغنى زانته‪ ،‬وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر‪ ،‬وإن عوفي تمت النعمة عليه‪ ،‬وإن ابتلي‬
‫جملته‪ ،‬إن نزل به الزمان أو صعد أو أعراه ‪،‬أو أشبعه أو أجاعه‪ .‬ألن جميع تلك األشياء تزول وتتغير‪ .‬والتقوى أصل السالمة‪Q،‬‬
‫حارس ال ينام‪ ،‬يأخذ باليد عند العثرة ويوافق على الحدود‪ .‬فالزم التقوى في كل حال‪ ،‬فإنك ال ترى في الضيق إال السعة‪ Q،‬وفي‬
‫"المرض إال العافية‪ .‬هذ في العاجل‪ ،‬واآلجل معلوم‬

‫ثمرات التقوى في الدنيا واآلخرة‬


‫‪:‬ثمرات ال َّتقوى تتع َّد ُد ثِما ُر ال ّتقوى الدُّنيويَّة واألخرويَّة‪ ،‬ونذكر منها ما يأتي‬
‫‪....‬إن هللا يحب المتقين ‪🌾.‬‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬تستجلبُ رحمته؛ ]‪[١٩‬‬ ‫َّ‬ ‫الثمرةُ األولى‪ :‬تقوى هللا‬ ‫َّ‬

‫قون* لَ ُه ُم البُشرى‬
‫ذين آ َمنوا َوكانوا َي َّت َ‬ ‫نون* الَّ َ‬‫حز َ‬ ‫يهم َوال هُم َي َ‬ ‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ( :-‬أال ِإنَّ َأولِيا َء اللَّـ ِه ال َخوفٌ َعلَ ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫إذ ورد في‬
‫ت اللَّـ ِه ذلِ َ‬
‫ك ه َُو ال َفو ُز ال َعظي ُم)‪]٢٠[.‬‬ ‫الحيا ِة الدُّنيا َوفِي اآلخ َِر ِة ال َتبدي َل لِ َكلِما ِ‬
‫فِي َ‬

‫ْب فِي ِه ۛ ُه ًدى لِّ ْل ُم َّتق َ‬


‫ِين)‬ ‫[‪ .١.‬المتقون ينتفعون بالقرآن فيهتدون ويتو ّفقون‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪( :-‬الم* ٰ َذلِ َ‬
‫ك ْال ِك َتابُ اَل َري َ‬

‫‪:‬الثمرة َّ‬
‫الثانية‬ ‫َّ‬

‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬سببٌ في إحاط ِة العب ِد بمع َّي ِة هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وتوفيقه؛‬ ‫تقوى هللا‬

‫نون)‪]٢١[.‬‬ ‫ذين ا َّت َقوا َوالَّ َ‬


‫ذين هُم مُحسِ َ‬ ‫إذ وردَ في القرآن الكريم قوله ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إنَّ اللَّـ َه َم َع الَّ َ‬

‫‪:‬الثمرة َّ‬
‫الثالثة‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪-‬عز وجل‪ -‬تعطيِ المسل َم بصير َة ال َّت ِ‬
‫فريق بين الحق والباطل؛‬ ‫َّ‬ ‫تقوى هللا‬

‫جعل َل ُكم فُرقا ًنا َو ُي َك ِّفر َعن ُكم َس ِّيَئ ا ِت ُكم َو َيغفِر َل ُكم َواللَّـ ُه ُذو‬ ‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪( :-‬يا َأ ُّي َها الَّ َ‬
‫ذين آ َمنوا ِإن َت َّتقُوا اللَّـ َه َي َ‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫إذ ورد في‬
‫ظيم)‬
‫ِ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫ضل‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫‪.‬ال‬

‫‪:‬الثمرة الرَّ ابعة ]‪[٢٢‬‬ ‫َّ‬


‫بتكفير سيئاتِهم؛‬
‫ِ‬ ‫موعودون‬
‫َ‬ ‫الم َّت َ‬
‫قون‬
‫(و َمن َي َّت ِق هَّللا َ ُي َك ِّفرْ َع ْن ُه َس ِّيَئ ا ِت ِه َويُعْ ظِ ْم لَ ُه َأجْ رً ا)‪]٢٣[.‬‬
‫القرآن الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ِ‬ ‫إذ ورد في‬

‫َّ‬
‫‪:‬الثمرة الخامسة‬
‫المال والعمل؛‬
‫ِ‬ ‫‪-‬عز وجل‪ -‬تستجلِبُ البرك َة في‬ ‫َّ‬ ‫تقوى هللا‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫رض َولـكِن كذبوا‬‫ِ‬ ‫َأل‬‫ت م َِن السَّما ِء َوا‬
‫يهم َب َركا ٍ‪Q‬‬‫(ولَو َأنَّ َأه َل القُرى آ َمنوا َوا َّت َقوا لَ َف َتحنا َعل ِ‬
‫َ‬ ‫القرآن الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫إذ وردَ في‬
‫ِ‬
‫بون)‪]٢٤[.‬‬‫َف َخذناهُم ِبما كانوا يَكسِ َ‬ ‫َأ‬

‫‪-‬عز وجل‪ -‬سببٌ في تيسير األمور؛‬ ‫َّ‬ ‫الثمرة السَّادسة‪ :‬تقوى هللا‬ ‫َّ‬
‫(و َمن َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َعل لَّ ُه مِنْ َأ ْم ِر ِه يُسْ رً ا)‪]٢٥[.‬‬
‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫إذ وردَ في‬

‫‪:‬الثمرة السَّابعة‬ ‫َّ‬


‫(و َمن َي َّت ِق اللَّـ َه َيجْ َعل لَّ ُه‬
‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫زق؛ إذ وردَ في‬
‫وتحصيل الرِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫انفراج اله ِّم‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬سببٌ في‬ ‫تقوى هللا‬
‫ْث اَل َيحْ َتسِ بُ )‪]٢٦[.‬‬ ‫َم ْخ َرجً ا* َو َيرْ ُز ْق ُه مِنْ َحي ُ‬

‫‪:‬الثمرة َّ‬
‫الثامنة‬ ‫َّ‬
‫ِين)‪ ]٢٧[،‬كما‬ ‫القرآن الكريم قوله ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إ َّن َما َي َت َق َّب ُل هَّللا ُ م َِن ْال ُم َّتق َ‬
‫ِ‬ ‫وإصالح أحوالهم؛ إذ ورد في‬
‫ِ‬ ‫أعمالهم‬
‫ِ‬ ‫بقبول‬
‫ِ‬ ‫موعودون‬
‫َ‬ ‫الم َّت َ‬
‫قون‬
‫ون)‪]٢٨[.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫اَل‬ ‫َ‬
‫ِين اتق ْوا ِب َمفازت ِِه ْم َي َم ُّس ُه ُم السُّو ُء َو ُه ْم َيحْ زن َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬
‫(و ُينجِّ ي ُ الذ َ‬ ‫ً‬
‫قال أيضا‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫‪:‬الثمرة ال َّتاسعة‬
‫َ‬
‫(وِإن تصْ ِبرُوا‬ ‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫‪-‬عز وجل‪ -‬سببٌ في إحباطِ هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬لكي ِد أعداء الم ّتقين؛ إذ ور َد في‬
‫َّ‬ ‫تقوى هللا‬
‫ٌ‬
‫ون ُمحِيط)‪]٣٠[]٢٩[.‬‬ ‫هَّللا‬
‫َو َت َّتقُوا اَل َيضُرُّ ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيًئ ا ِإنَّ َ ِب َما َيعْ َملُ َ‬

‫َّ‬
‫‪:‬الثمرة العاشرة‬
‫القرآن الكريم قوله ‪-‬تعالى‪ -‬في سورة الحجرات‪ِ( :‬إنَّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬هي ميزانُ كرامة المسلم عند هللا ‪-‬تعالى‪-‬؛ إذ ورد في‬ ‫تقوى هللا‬
‫َأ‬
‫ْك َر َم ُك ْم عِ ن َد هَّللا ِ ْت َقا ُك ْم)‪]٣٠[]٣١[.‬‬‫َأ‬

‫‪:‬الثمرة الحادية عشرة‬ ‫َّ‬


‫ِّك َحتمًا‬
‫كان َعلى َرب َ‬
‫واردُها َ‬
‫ِ‬ ‫(وِإن مِن ُكم ِإاّل‬ ‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬يو َم القيامة؛ إذ ورد في‬ ‫الم َّت َ‬
‫قون ينجيه ُم هللا‬
‫ِ‬
‫ِمين فيها ِج ِث ًّيا)‪]٣٠[]٣٢[.‬‬
‫الظال َ‬ ‫مَقضِ ًّيا* ُث َّم ُن َنجِّ ي الَّ َ‬
‫ذين ا َّت َقوا َو َن َذ ُر ّ‬

‫الثانية عشرة‬ ‫‪:‬الثمرة َّ‬ ‫َّ‬


‫الكريم في عدَّة مواضِ ع قوله ‪-‬تعالى‪( :-‬فِإنَّ هَّللا َ ُيحِبُّ ال ُم َّت َ‬
‫قين)‪[.‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪-‬؛ إذ ورد في‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬تستجلبُ حبَّ هللا‬ ‫تقوى هللا‬
‫‪]٣٤[]٣٣‬‬

‫الثالثة عشرة‬ ‫‪:‬الثمرة َّ‬ ‫َّ‬


‫(وا َّتقُوا هَّللا َ َو ُي َعلِّ ُم ُك ُم هَّللا ُ َوهَّللا ُ‬
‫الكريم قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫للعلم ال َّنافِع؛ إذ ورد في‬
‫ِ‬ ‫المؤمن‬
‫ِ‬ ‫تحصيل‬
‫ِ‬ ‫ُسن‬ ‫َّ‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬سببٌ لح ِ‬ ‫تقوى هللا‬
‫ِبك ِّل شيْ ٍء َعلِي ٌم)‪٣٤[]٣٥[.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫محاسبة النفس‬
‫قال أبو الفرج بن الجوزي" أيها العبد حاسب نفسك في خلوتك‪ ،‬وتفكر في انقطاع مدتك‪ .‬واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك‪ ،‬وتدبر‬
‫فبل الفعل ما تملي في صحيفتك‪ .‬وانظر هل نفسك معك أو عليك في مجاهداتك؟‪ .‬ولقد سعد من حاسبها‪ Q،‬وفاز‪-‬وهللا‪-‬من حاربها‪ ،‬وقام‬
‫باستيفاء الحقوق منها وطالبها‪ .‬قال عليه الصالة والسالم " الكيس من دان نفسه‪ .....،‬والعاجز من أتبع نفسه‪ . "...‬وقال عمر "‬
‫‪".‬حاسبو أنفسكم قبل ان تحاسبو‪ ،‬وزنو أعمالكم قبل ان توزنو‬

‫التقوى والمتقون في القرآن الكريم‬

‫ورود ا في القرآن الكريم كلمة التقوى ومشتقاتها فيما يقرب من (‪ 24‬موض ًعا)‪ ،‬وهذا يدل على قيمة التقوى ومدى‬ ‫ً‬ ‫من أكثر الكلمات‬
‫اهتمام القرآن الكريم بها؛ ألن التقوى هي قطب رحى هذا الدين‪ ،‬واألصل الذي قامت‪ Q‬عليه أحكامه وتشريعاته‪ ،‬بل إن تقوى هللا عز‬
‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬
‫اب مِنْ َق ْب ِل ُك ْم َوِإيَّا ُك ْم َأ ِن ا َّتقُوا هَّللا َ‪﴾ ‬‬ ‫ص ْي َنا الَّذ َ‬
‫أنزله‪ ،‬ووصية كل نبي أرسله؛ قال تعالى‪َ  ﴿ :‬ولَ َق ْد َو َّ‬
‫وجل هي أصل كل دين َ‬
‫‪[.‬النساء‪]131 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫والتقوى هي‪  ‬أن تجعل بينك وبين عذاب هللا عز وجل وقاية‪ ،‬وهذه الوقاية إنما تكون بطاعة أوامره واجتناب نواهيه؛ قال ابن مسعود‬
‫ِين آ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َح َّق ُت َقا ِت ِه َواَل َتمُو ُتنَّ ِإاَّل َوَأ ْن ُت ْم مُسْ لِم َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬آل عمران‪:‬‬ ‫في بيان معنى التقوى عند تفسيره لقوله تعالى‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫‪ ،]1.2.‬قال‪ :‬أن يطاع فال يُعصى‪ ،‬ويُذكر فال يُنسى‪ ،‬ويشكر فال يُكفر[‪]1‬‬

‫‪ ‬‬

‫وقد نوَّ ع القرآن الكريم في حديثه عن التقوى‪ ،‬فمرة يأمر بالتقوى‪ ،‬وأخرى ير ِّغب فيها‪ ،‬ومرة يذكر أوصاف المتقين‪ ،‬ومرة يذكر‬
‫جزاءها واألجر المترتب عليها؛ لذلك ينبغي علينا أن نتدبر هذه اآليات وأن نفهم معانيها‪ ،‬ونفتح قلوبنا وعقولنا لها؛ حتى تستقر‬
‫‪.‬التقوى في قلوبنا‪ ،‬وتترسخ في نفوسنا؛ ألن مدار السعادة في تحقيقها‪ ،‬وطريق الفوز والنجاة في التمسك بها‬

‫‪ ‬‬
‫فتعالوا لنعيش معً ا في ظالل هذه اآليات‪ ،‬ونرتشف من رحيقها‪ ،‬وننهل من معينها ما يجعل ماء التقوى يجري في عروقنا‪ ،‬ويسري‬
‫‪.‬في أوصالنا؛ حتى تكون حياتنا مرهونة بها‪ ،‬وسعادتنا موصولة بأهدابها‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أواًل ‪ :‬األمر بالتقوى‬

‫‪:‬أتى األمر بالتقوى في القرآن الكريم في حوالي (‪ )81‬موضعً ا‪ ،‬وقد نوَّ ع هللا عز وجل في األمر بالتقوى على النحو التالي‬

‫‪:‬أمر بها الناس جميعًا ‪1-‬‬

‫ث ِم ْن ُه َما ِر َجااًل َكثِيرً ا‪[ ﴾ ‬النساء‪ ،]1 :‬وقال‬ ‫س َواحِدَ ٍة َو َخلَقَ ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّ‬ ‫قال تعالى‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ا َّتقُوا َر َّب ُك ُم الَّذِي َخلَ َق ُك ْم مِنْ َن ْف ٍ‬
‫‪.‬أيضً ا‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ا َّتقُوا َر َّب ُك ْم ِإنَّ َز ْل َزلَ َة السَّا َع ِة َشيْ ٌء َعظِ ي ٌم‪[ ﴾ ‬الحج‪]1 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أمر بها المؤمنين ‪2-‬‬

‫حيث ناداهم بوصف اإليمان؛ ليكون ترغيبًا لهم في تحقيقها واالتصاف بها‪ ،‬فقال تعالى‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َح َّق ُت َقا ِت ِه َواَل‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬آل عمران‪ ،]102 :‬وقوله‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا اَل ُت َق ِّدمُوا َبي َْن َيدَيِ هَّللا ِ َو َرسُولِ ِه َوا َّتقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َسمِي ٌع‬ ‫َتمُو ُتنَّ ِإاَّل َوَأ ْن ُت ْم مُسْ لِم َ‬
‫‪َ .‬علِي ٌم‪[ ﴾ ‬الحجرات‪]1 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أمر بها نبيه محم ًدا صلى هللا عليه وسلم ‪3-‬‬

‫خلقه‪ ،‬وأكرم أنبيائه؛ قال تعالى‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ِبيُّ ا َّت ِق هَّللا َ َواَل ُتطِ ِع‬ ‫أشرف ْ‬
‫َ‬ ‫وهذا من أكبر األدلة على أهمية التقوى؛ حيث أمر بها‬
‫ان َعلِيمًا َحكِيمًا‪[ ﴾ ‬األحزاب‪]1 :‬‬ ‫هَّللا‬
‫ِين ِإنَّ َ َك َ‬ ‫ْ‬
‫ين َوال ُم َنافِق َ‬ ‫ْ‬
‫‪.‬ال َكاف ِِر َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أمر بها األمم السابقة على لسان أنبيائهم ‪4-‬‬

‫‪:‬نوح عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ون‪ِ * ‬إ ِّني لَ ُك ْم َرسُو ٌل َأ ِمينٌ ‪َ  * ‬فا َّتقُوا هَّللا َ َوَأطِ يع ِ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪﴿ - 105 :‬‬ ‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل َل ُه ْم َأ ُخو ُه ْم ُنو ٌح َأاَل َت َّتقُ َ‬
‫وح ْالمُرْ َسل َ‬ ‫َك َّذ َب ْ‬
‫ت َق ْو ُم ُن ٍ‬
‫‪]108.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬هود عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ون‪ِ * ‬إ ِّني َل ُك ْم َرسُو ٌل َأ ِمينٌ ‪َ  * ‬فا َّتقُوا هَّللا َ َوَأطِ يع ِ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪﴿ ]126 - 123 :‬‬ ‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل َل ُه ْم َأ ُخو ُه ْم هُو ٌد َأاَل َت َّتقُ َ‬ ‫‪َ .‬ك َّذ َب ْ‬
‫ت َعا ٌد ْالمُرْ َسل َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬صالح عليه السالم‪♦ ‬‬


‫ون‪ِ * ‬إ ِّني َل ُك ْم َرسُو ٌل َأ ِمينٌ ‪َ  * ‬فا َّتقُوا هَّللا َ ‪﴿ ‬‬
‫صالِ ٌح َأاَل َت َّتقُ َ‬
‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل لَ ُه ْم َأ ُخو ُه ْم َ‬ ‫َّك لَه َُو ْال َع ِزي ُز الرَّ حِي ُم‪َ  * ‬ك َّذ َب ْ‬
‫ت َثمُو ُد ْالمُرْ َسل َ‬ ‫َوِإنَّ َرب َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪]144 - 140 :‬‬ ‫‪َ .‬و طِ يع ِ‬ ‫َأ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬لوط عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل َل ُه ْم َأ ُخو ُه ْم لُ ٌ‬


‫ون‪ِ * ‬إ ِّني لَ ُك ْم َرسُو ٌل َأ ِمينٌ ‪َ  * ‬فا َّتقُوا هَّللا َ َوَأطِ يع ِ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪﴿ - 160 :‬‬ ‫وط َأاَل َت َّتقُ َ‬ ‫َك َّذ َب ْ‬
‫ت َق ْو ُم لُوطٍ ْالمُرْ َسل َ‬
‫‪]163.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬شعيب عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ون‪ِ * ‬إ ِّني لَ ُك ْم َرسُو ٌل َأ ِمينٌ ‪َ  * ‬فا َّتقُوا هَّللا َ َوَأطِ يع ِ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪﴿ - 176 :‬‬ ‫ْب َأاَل َت َّتقُ َ‬ ‫ب َأصْ َحابُ اَأْل ْي َك ِة ْالمُرْ َسل َ‬
‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل َل ُه ْم ُ‬
‫ش َعي ٌ‪Q‬‬ ‫َك َّذ َ‬
‫‪]179.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬إبراهيم عليه السالم‪♦ ‬‬

‫‪َ .‬وِإب َْراهِي َم ِإ ْذ َقا َل لِ َق ْو ِم ِه اعْ ُبدُوا هَّللا َ َوا َّتقُوهُ َذلِ ُك ْم َخ ْي ٌر لَ ُك ْم ِإنْ ُك ْن ُت ْم َتعْ لَم َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬العنكبوت‪﴿ ]16 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬إلياس عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل ِل َق ْو ِم ِه َأاَل َت َّتقُ َ‬


‫ون‪[ ﴾ ‬الصافات‪﴿ ]124 ،123 :‬‬ ‫اس لَم َِن ْالمُرْ َسل َ‬
‫‪َ .‬وِإنَّ ِإ ْل َي َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬عيسى عليه السالم‪♦ ‬‬

‫ُون‪[ ﴾ ‬آل عمران‪﴿ ]50 :‬‬ ‫ص ِّد ًقا ِل َما َبي َْن يَدَيَّ م َِن ال َّت ْو َرا ِة َوُأِل ِح َّل لَ ُك ْم َبعْ َ‬
‫ض الَّذِي حُرِّ َم َعلَ ْي ُك ْم َو ِجْئ ُت ُك ْم ِبآ َي ٍة مِنْ َر ِّب ُك ْم َفا َّتقُوا هَّللا َ َوَأطِ يع ِ‬ ‫‪َ .‬و ُم َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬األمر بالتقوى عن طريق الترغيب والترهيب ‪5-‬‬

‫‪.‬اتقوا هللا ألنه شديد العقاب‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ َواعْ لَمُوا َأنَّ هَّللا َ َشدِي ُد ْال ِع َقا ِ‬
‫ب‪[ ﴾ ‬البقرة‪• ]196 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ُون‪[ ﴾ ‬البقرة‪َ  ﴿ ،]203 :‬وا َّت ُقوا هَّللا َ َواعْ َلمُوا َأ َّن ُك ْم ُماَل قُوهُ ‪• ‬‬
‫اتقوا هللا ألنكم ستحشرون إليه وتالقوه‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ َواعْ لَمُوا َأ َّن ُك ْم ِإلَ ْي ِه ُتحْ َشر َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬البقرة‪]223 :‬‬ ‫ْ‬
‫‪َ .‬و َب ِّش ِر المُْؤ ِمن َ‬

‫‪ ‬‬
‫‪:‬اتقوا هللا حتى ينجيكم من هول يوم القيامة‪• ‬‬

‫‪َ .‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ا َّتقُوا َر َّب ُك ْم َو ْ‬


‫اخ َش ْوا َي ْومًا اَل َيجْ ِزي َوا ِل ٌد َعنْ َولَ ِد ِه َواَل َم ْولُو ٌد ه َُو َج ٍ‬
‫از َعنْ َوا ِل ِد ِه َش ْيًئ ا‪[ ﴾ ‬لقمان‪﴿ ]33 :‬‬

‫ت لِغَ ٍد َوا َّتقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َخ ِبي ٌر ِب َما َتعْ َملُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬الحشر‪﴿ ]18 :‬‬ ‫ظرْ َن ْفسٌ َما َق َّد َم ْ‬ ‫‪َ .‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َو ْل َت ْن ُ‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬اتقوا هللا ألنه سريع الحساب‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َسا ِ‬
‫ب‪[ ﴾ ‬المائدة‪• ]4 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬اتقوا هللا ألنه يعلم كل ما تفعلونه‪• ‬‬

‫ون بَصِ ي ٌر‪[ ﴾ ‬البقرة‪﴿  ،]233 :‬‬ ‫َوا َّتقُوا هَّللا َ َواعْ لَمُوا َأنَّ هَّللا َ ِب ُك ِّل َشيْ ٍء َعلِي ٌم‪[ ﴾ ‬البقرة‪َ  ﴿ ،]231 :‬وا َّتقُوا هَّللا َ َواعْ لَمُوا َأنَّ هَّللا َ ِب َما َتعْ َملُ َ‬
‫ُور‪[ ﴾ ‬المائدة‪]7 :‬‬
‫صد ِ‬ ‫‪َ  ﴿.‬وا َّتقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َعلِي ٌم ِب َذا ِ‬
‫ت ال ُّ‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬اتقوا هللا ألنه هو الذي خلقكم‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا الَّذِي َخلَ َق ُك ْم َو ْال ِج ِبلَّ َة اَأْل َّول َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬الشعراء‪• ]184 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬اتقوا هللا إذا أردتم أن تكونوا مؤمنين ح ًّقا‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ ِإنْ ُك ْن ُت ْم مُْؤ ِمن َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬المائدة‪• ]57 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ُون‪[ ﴾ ‬المائدة‪َ  ﴿ ،]100 :‬فا َّتقُوا هَّللا َ َيا ُأولِي ‪• ‬‬ ‫اتقوا هللا إذا أردتم أن تكونوا من ُأولي العقول‪َ  ﴿ :‬فا َّتقُوا هَّللا َ َيا ُأولِي اَأْل ْل َبا ِ‬
‫ب لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِح َ‬
‫ِين آ َم ُنوا َق ْد َأ ْن َز َل هَّللا ُ ِإلَ ْي ُك ْم ِذ ْكرً ا‪[ ﴾ ‬الطالق‪]10 :‬‬
‫ب الَّذ َ‬ ‫‪.‬اَأْل ْل َبا ِ‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬اتقوا هللا إذا أردتم أن يتوب عليكم‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َتوَّ ابٌ َرحِي ٌم‪[ ﴾ ‬الحجرات‪* ]12 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬ثانيًا‪ :‬بيان قيمة التقوى وأهميتها‬

‫حر ص القرآن الكريم على بيان قيمة التقوى حتى يرغب فيها المؤمنين‪ ،‬ويحملهم على التمسك بها‪ ،‬وقد جاء هذا البيان مشتماًل على‬
‫َ‬
‫معان؛ هي‬
‫ٍ‬ ‫‪:‬عدة‬

‫ون َيا ُأولِي اَأْل ْل َبا ِ‬


‫ب‪[ ﴾ ‬البقرة‪1- ]197 :‬‬ ‫الزا ِد ال َّت ْق َوى َوا َّتقُ ِ‬
‫‪.‬أن التقوى هي خير زاد يتزود به المؤمن‪َ  ﴿ :‬و َت َز َّودُوا َفِإنَّ َخي َْر َّ‬

‫‪ ‬‬

‫َأ‬
‫اري َس ْوآ ِت ُك ْم َو ِري ًشا َولِ َباسُ ال َّت ْق َوى‪2- ‬‬ ‫أن االهتمام بتقوى القلوب أهم وأنفع من االهتمام بالمظاهر‪َ  ﴿ :‬يا َبنِي آدَ َم َق ْد ْن َز ْل َنا َعلَ ْي ُك ْم لِ َبا ًسا ي َُو ِ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬األعراف‪]26 :‬‬ ‫ت هَّللا ِ َل َعلَّ ُه ْم َي َّذ َّكر َ‬
‫ك َخ ْي ٌر َذل َِك مِنْ آ َيا ِ‬ ‫‪َ .‬ذلِ َ‬
‫‪ ‬‬

‫ِين مِنْ َق ْب ِل ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم ‪3- ‬‬


‫ِب َع َلى الَّذ َ‬
‫ص َيا ُم َك َما ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ‬ ‫أن المقصود األعظم من العبادات هو تحقيق التقوى‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ُكت َ‬
‫هَّللا‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪ ﴿ ،]183 :‬لَنْ َي َنا َل َ لُحُو ُم َها َواَل ِد َماُؤ َها َولَكِنْ َي َنالُ ُه ال َّت ْق َوى ِم ْن ُك ْم‪[ ﴾ ‬الحج‪]37 :‬‬ ‫‪َ .‬ت َّتقُ َ‬

‫‪ ‬‬

‫أن الدار اآلخرة ستكون خيرً ا للمتقين‪ ،‬وسينالون فيها جزاءهم األوفى‪ ﴿ :‬قُ ْل َم َتا ُع ال ُّد ْن َيا َقلِي ٌل َواآْل خ َِرةُ َخ ْي ٌر لِ َم ِن ا َّت َقى َواَل ُت ْظلَم َ‬
‫ُون ‪4- ‬‬
‫‪َ .‬فتِياًل ‪[ ﴾ ‬النساء‪]77 :‬‬

‫ون َأ َفاَل َتعْ ِقلُ َ‬


‫ون‪[ ﴾ ‬األعراف‪﴿ ]169 :‬‬ ‫‪َ .‬والدَّا ُر اآْل خ َِرةُ َخ ْي ٌر ِللَّذ َ‬
‫ِين َي َّتقُ َ‬

‫‪َ .‬وَأَلجْ ُر اآْل خ َِر ِة َخ ْي ٌر لِلَّذ َ‬


‫ِين آ َم ُنوا َو َكا ُنوا َي َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬يوسف‪﴿ ]57 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ً‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬أوصاف المتقين‬

‫ضح القرآن الكريم كثيرً ا من أوصاف المتقين‪ ،‬وبيَّن سماتهم؛ حتى تكون هذه األوصاف هي المقياس التي يقيس بها المسلم نفسه‪،‬‬
‫و َّ‬
‫اَّل‬
‫‪:‬فإذا اتصف المسلم بهذه األوصاف‪ ،‬فهو من المتقين وإ فال‪ ،‬وهذه األوصاف هي‬

‫ْب فِي ِه ه ًُدى ‪1- ‬‬ ‫ك ْال ِك َتابُ اَل َري َ‬‫أنهم يؤمنون بالغيب‪ ،‬وبالكتب السماوية‪ ،‬ويقيمون الصالة‪ ،‬وينفقون من أموالهم في سبيل هللا‪َ  ﴿ :‬ذلِ َ‬
‫آْل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُأ‬
‫ك َو َما ن ِز َل مِنْ ق ْبلِ َ‬
‫ك َو ِبا خ َِر ِة‬ ‫ون ِب َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي َ‬ ‫ون‪َ  * ‬والَّذ َ‬
‫ِين يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫صاَل َة َو ِممَّا َر َز ْق َنا ُه ْم ُي ْنفِقُ َ‬
‫ُون ال َّ‬ ‫ون ِب ْال َغ ْي ِ‬
‫ب َو ُيقِيم َ‬ ‫ِين يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫ِين‪ * ‬الَّذ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪]4 - 2 :‬‬ ‫‪ُ .‬ه ْم يُوقِ ُن َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يؤمنون باليوم اآلخر‪ ،‬والمالئكة‪ ،‬ويوفون بعهدهم‪ ،‬ويصبرون في البأساء والضراء‪2- ‬‬

‫ِّين َوآ َتى ْال َما َل ‪﴿ ‬‬ ‫ب َوال َّن ِبي َ‬ ‫ْس ْال ِبرَّ َأنْ ُت َولُّوا وُ جُو َه ُك ْم قِ َب َل ْال َم ْش ِر ِق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ب َولَكِنَّ ْال ِبرَّ َمنْ آ َم َن ِباهَّلل ِ َو ْال َي ْو ِم اآْل خ ِِر َو ْال َماَل ِئ َك ِة َو ْال ِك َتا ِ‬ ‫لَي َ‬
‫الز َكا َة َو ْالمُوفُ َ‬
‫ون ِب َع ْه ِد ِه ْم ِإ َذا‬ ‫صاَل َة َوآ َتى َّ‬ ‫َأ‬
‫ب َو َقا َم ال َّ‬ ‫ِين َوفِي الرِّ َقا ِ‬ ‫يل َوالسَّاِئل َ‬ ‫ِين َواب َْن الس َِّب ِ‬‫َعلَى ُح ِّب ِه َذ ِوي ْالقُرْ َبى َو ْال َي َتا َمى َو ْال َم َساك َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪]177 :‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ك ُه ُم ال ُمتق َ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬
‫ص َدقوا َو ولِئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِين َ‬ ‫َّ‬
‫ك الذ َ‬ ‫َ‬
‫س ولِئ َ‬ ‫ُأ‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬ ‫ْأ‬
‫ين فِي ْال َب َسا ِء َوالضَّرَّ ا ِء َوح َ‬
‫ِين ال َب ِ‬ ‫َّاب ِر َ‬
‫‪َ .‬عا َهدُوا َوالص ِ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أنهم ي َّتعظون بالمواعظ‪ ،‬وال يصمون قلوبهم وآذانهم عنها‪3- ‬‬

‫اس َوه ًُدى َو َم ْوعِ َظ ٌة ل ِْل ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬آل عمران‪﴿ :‬‬ ‫َف َج َع ْل َنا َها َن َكااًل لِ َما َبي َْن َيدَ ْي َها َو َما َخ ْل َف َها َو َم ْوعِ َظ ًة ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬البقرة‪َ  ﴿ ،]66 :‬ه َذا َب َيانٌ لِل َّن ِ‬
‫‪]138.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ت َم َتا ٌع ِب ْال َمعْ رُوفِ َح ًّقا َعلَى ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬البقرة‪4- ]241 :‬‬ ‫‪.‬أنهم يعطون الحقوق التي عليهم للناس كاملة ال نقص فيها‪َ  ﴿ :‬ول ِْلم َ‬
‫ُطلَّ َقا ِ‬

‫‪ ‬‬

‫ِين ا َّت َق ْوا ِإ َذا َم َّس ُه ْم ‪5- ‬‬


‫أن وساوس الشيطان بالمعاصي ال تؤثر فيهم؛ ألنهم دائمًا يتذكرون عقاب هللا فال يتبعون وساوسه‪ِ ﴿ :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬األعراف‪]201 :‬‬ ‫ان َت َذ َّكرُوا َفِإ َذا ُه ْم ُمبْصِ ر َ‬
‫‪َ .‬طاِئفٌ م َِن ال َّش ْي َط ِ‬
‫‪ ‬‬

‫‪:‬يتفكرون دائ ًم ا في آيات هللا الكونية مما تقودهم إلى اإليمان به واليقين بوجوده‪6- ‬‬

‫ت لِ َق ْو ٍم َي َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬يونس‪﴿ ]6 :‬‬ ‫ت َواَأْلرْ ِ‬
‫ض آَل َيا ٍ‬ ‫ار َو َما َخلَقَ هَّللا ُ فِي ال َّس َم َاوا ِ‬
‫اخ ِتاَل فِ اللَّي ِْل َوال َّن َه ِ‬
‫‪ِ.‬إنَّ فِي ْ‬

‫‪ ‬‬

‫ك ِإنْ ُك ْنتَ َتقِ ًّيا‪[ ﴾ ‬مريم‪7- ]18 :‬‬ ‫ت ِإ ِّني َأع ُ‬


‫ُوذ ِبالرَّ حْ َم ِن ِم ْن َ‬ ‫‪.‬ال ينتهكون محارم هللا عز وجل‪ ،‬وال يتعدون حدوده‪َ  ﴿ :‬قالَ ْ‬

‫‪ ‬‬

‫ف فإنهم سري ًعا ما يتوبون إلى هللا عز وجل‪ ،‬وال ‪8- ‬‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ينفقون في السراء والضراء‪ ،‬ويكظمون الغيظ‪ ،‬وإذا فعلوا فاحشة في لحظة َ‬
‫ون فِي السَّرَّ ا ِء‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين ُينفِق َ‬ ‫َّ‬
‫ِين‪ * ‬الذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َّت لِل ُمتق َ‬ ‫ُأ‬
‫ات َوا رْ ضُ عِ د ْ‬‫َأْل‬ ‫ارعُوا ِإلَى َم ْغف َِر ٍة مِنْ َر ِّب ُك ْم َو َج َّن ٍة َعرْ ُ‬
‫ض َها ال َّس َم َاو ُ‬ ‫يُصرون على المعصية‪َ  ﴿ :‬و َس ِ‬
‫ِين ِإ َذا َف َعلُوا َفا ِح َش ًة َأ ْو َظلَمُوا َأ ْنفُ َس ُه ْم َذ َكرُوا هَّللا َ َفاسْ َت ْغ َفرُوا‬ ‫اس َوهَّللا ُ ُيحِبُّ ْالمُحْ سِ ن َ‬
‫ِين‪َ  * ‬والَّذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ع‬‫ِين ْالغَ ْي َظ َو ْال َ‬
‫َوالضَّرَّ ا ِء َو ْال َكاظِ م َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬آل عمران‪]135 - 133 :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ َول ْم يُصِ رُّ وا َعلى َما َف َعلوا َو ُه ْم َيعْ لم َ‬‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫اَّل‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫وب ِه ْم َو َمنْ َيغفِ ُر الذن َ‬
‫وب ِإ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪.‬لِذن ِ‬

‫‪ ‬‬

‫ِين هَّلِل ِ ُ‬
‫ش َه َدا َء ِب ْالقِسْ طِ َواَل َيجْ ِر َم َّن ُك ْم ‪9- ‬‬ ‫يتصفون بصفة العدل في أقوالهم وأفعالهم حتى مع أعدائهم‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ُكو ُنوا َقوَّ ام َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اَّل‬
‫‪َ .‬ش َنآنُ َق ْو ٍم َعلى َتعْ ِدلوا اعْ ِدلوا ه َُو ق َربُ لِل َّتق َوى‪[ ﴾ ‬المائدة‪]8 :‬‬ ‫َأ‬ ‫َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬يعظمون شعائر هللا‪ ،‬وال يستهينون بها‪َ  ﴿ :‬ذل َِك َو َمنْ ي َُع ِّظ ْم َش َع َ‬
‫اِئر هَّللا ِ َفِإ َّن َها مِنْ َت ْق َوى ْالقُلُو ِ‬
‫ب‪[ ﴾ ‬الحج‪10-]32 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ون‪[ ﴾ ‬الزمر‪11- ]33 :‬‬ ‫صدَّقَ ِب ِه ُأولَ َ‬


‫ِئك ُه ُم ْال ُم َّتقُ َ‬ ‫‪.‬يصدقون بالقرآن وبنبوة محمد صلى هللا عليه وسلم‪َ  ﴿ :‬والَّذِي َجا َء ِبالص ِّْد ِق َو َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬راب ًعا‪ :‬كيفية تحقيق التقوى‬

‫‪.‬بعبادة هللا عز وجل‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ اعْ ُبدُوا َر َّب ُك ُم الَّذِي َخلَ َق ُك ْم َوالَّذ َ‬
‫ِين مِنْ َق ْبلِ ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪1- ]21 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ور ُخ ُذوا َما آ َت ْي َنا ُك ْم ِبقُوَّ ٍة َو ْاذ ُكرُوا َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫ون‪2-  ﴾ ‬‬ ‫التمسك بقوة بأوامره والعمل بها‪َ  ﴿ :‬وِإ ْذ َأ َخ ْذ َنا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َفعْ َنا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫الط َ‬
‫‪[.‬البقرة‪]63 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫اص َح َياةٌ َيا ُأولِي اَأْل ْل َبا ِ‬


‫ب لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪3- ]179 :‬‬ ‫ص ِ‬‫‪.‬تنفيذ العدل باالقتصاص من الظالم‪َ  ﴿ :‬ولَ ُك ْم فِي ْالقِ َ‬

‫‪ ‬‬
‫ِين مِنْ َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪4- ]183 :‬‬ ‫ِب َعلَى الَّذ َ‬
‫ص َيا ُم َك َما ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ‬ ‫‪.‬بالمحافظة على الصيام‪َ  ﴿ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ُكت َ‬

‫‪ ‬‬

‫ك ُحدُو ُد هَّللا ِ َفاَل َت ْق َربُو َها َك َذل َِك ُي َبيِّنُ هَّللا ُ آ َيا ِت ِه لِل َّن ِ‬
‫اس َل َعلَّ ُه ْم َي َّتقُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪5- ]187 :‬‬ ‫‪.‬عدم انتهاك حدود هللا ومحارمه‪ ﴿ :‬ت ِْل َ‬

‫‪ ‬‬

‫اتباع صراط هللا المستقيم‪ ،‬والبعد عن سبل الشيطان‪َ  ﴿ :‬وَأنَّ َه َذا صِ َراطِ ي مُسْ َتقِيمًا َفا َّت ِبعُوهُ َواَل َت َّت ِبعُوا ال ُّس ُب َل َف َت َفرَّ قَ ِب ُك ْم َعنْ َس ِبيلِ ِه ‪6- ‬‬
‫ون‪[ ﴾ ‬األنعام‪]153 :‬‬ ‫‪َ .‬ذلِ ُك ْم َوصَّا ُك ْم ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬الخوف من هللا ومعرفة وعيده للعصاة حتى نخشاه ونتقي عذابه‪7- ‬‬

‫ون َأ ْو يُحْ د ُ‬
‫ِث لَ ُه ْم ِذ ْكرً ا‪[ ﴾ ‬طه‪﴿ ]113 :‬‬ ‫‪َ .‬و َك َذل َِك َأ ْن َز ْل َناهُ قُرْ آ ًنا َع َر ِب ًّيا َوصَرَّ ْف َنا فِي ِه م َِن ْال َوعِ ي ِد َل َعلَّ ُه ْم َي َّتقُ َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬االهتداء بهدي هللا عز وجل‪8- ‬‬

‫‪َ .‬والَّذ َ‬
‫ِين اهْ َت َد ْوا َزا َد ُه ْم ُه ًدى َوآ َتا ُه ْم َت ْق َوا ُه ْم‪[ ﴾ ‬محمد‪﴿ ]17 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬خام ًسا‪ :‬الفوائد المترتبة على تحقيق التقوى‬

‫‪.‬الفالح في الدنيا واآلخرة‪َ  ﴿ :‬وا َّتقُوا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِح َ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬البقرة‪1- ]189 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬هللا يكون معك بنصره وتأييده‪2- ‬‬

‫‪َ .‬وا َّتقُوا هَّللا َ َواعْ لَمُوا َأنَّ هَّللا َ َم َع ْال ُم َّتق َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬البقرة‪﴿ ]194 :‬‬

‫‪َ .‬واعْ لَمُوا َأنَّ هَّللا َ َم َع ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬البقرة‪﴿ ]194 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يعلمك هللا ما لم تكن تعلم‪3- ‬‬

‫‪َ .‬وا َّتقُوا هَّللا َ َوي َُعلِّ ُم ُك ُم هَّللا ُ َوهَّللا ُ ِب ُك ِّل َشيْ ٍء َعلِي ٌم‪[ ﴾ ‬البقرة‪﴿ ]282 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تكون من الشاكرين‪4- ‬‬

‫ص َر ُك ُم هَّللا ُ ِب َب ْد ٍر َوَأ ْن ُت ْم َأ ِذلَّ ٌة َفا َّتقُوا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُكر َ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬آل عمران‪﴿ ]123 :‬‬ ‫‪َ .‬ولَ َق ْد َن َ‬
‫‪ ‬‬

‫‪:‬تنالك رحمة هللا عز وجل‪5- ‬‬

‫ك َفا َّت ِبعُوهُ َوا َّتقُوا َل َعلَّ ُك ْم ُترْ َحم َ‬


‫ُون‪[ ﴾ ‬األنعام‪﴿ ]155 :‬‬ ‫‪َ .‬و َه َذا ِك َتابٌ َأ ْن َز ْل َناهُ ُم َب َ‬
‫ار ٌ‬

‫ون‪[ ﴾ ‬األعراف‪﴿ ]156 :‬‬ ‫الز َكا َة َوالَّذ َ‬


‫ِين ُه ْم ِبآ َيا ِت َنا يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫ون َويُْؤ ُت َ‬
‫ون َّ‬ ‫ت ُك َّل َشيْ ٍء َف َسَأ ْك ُت ُب َها ِللَّذ َ‬
‫ِين َي َّتقُ َ‬ ‫‪َ .‬و َرحْ َمتِي َوسِ َع ْ‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬تكون من األبرار‪َ  ﴿ :‬ولَكِنَّ ْال ِبرَّ َم ِن ا َّت َقى‪[ ﴾ ‬البقرة‪6- ]189 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬تأمن من الخوف والفزع والحزن يوم القيامة‪َ  ﴿ :‬ف َم ِن ا َّت َقى َوَأصْ لَ َح َفاَل َخ ْوفٌ َعلَي ِْه ْم َواَل ُه ْم َيحْ َز ُن َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬األعراف‪7- ]35 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬تنال الثواب األوفى من هللا عز وجل‪َ  ﴿ :‬ولَ ْو َأ َّن ُه ْم آ َم ُنوا َوا َّت َق ْوا لَ َم ُثو َب ٌة مِنْ عِ ْن ِد هَّللا ِ َخ ْي ٌر لَ ْو َكا ُنوا َيعْ لَم َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬البقرة‪8– ]103 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ِين َأحْ َس ُنوا ِم ْن ُه ْم َوا َّت َق ْوا َأجْ ٌر َعظِ ي ٌم‪[ ﴾ ‬آل عمران‪9- :‬‬ ‫ُول مِنْ َبعْ ِد َما َأ َ‬
‫صا َب ُه ُم ْال َقرْ ُح لِلَّذ َ‬ ‫ِين اسْ َت َجابُوا هَّلِل ِ َوالرَّ س ِ‬
‫تنال األجر العظيم‪ ﴿ :‬الَّذ َ‬
‫‪]172.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يكفر هللا سيئاتك‪10- ‬‬

‫ك َأ ْم ُر هَّللا ِ َأ ْن َزلَ ُه ِإلَ ْي ُك ْم َو َمنْ َي َّت ِق ‪﴿ ‬‬


‫ِيم‪[ ﴾ ‬المائدة‪َ  ﴿ ،]65 :‬ذلِ َ‬ ‫ب آ َم ُنوا َوا َّت َق ْوا لَ َك َّفرْ َنا َع ْن ُه ْم َس ِّيَئ ات ِِه ْم َوَأَل ْد َخ ْل َنا ُه ْم َج َّنا ِ‬
‫ت ال َّنع ِ‬ ‫َولَ ْو َأنَّ َأهْ َل ْال ِك َتا ِ‬
‫‪.‬هَّللا َ ُي َك ِّفرْ َع ْن ُه َس ِّيَئ ا ِت ِه َويُعْ ظِ ْم لَ ُه َأجْ رً ا‪[ ﴾ ‬الطالق‪]5 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يوسع عليك في الرزق‪11- ‬‬

‫ُون‪[ ﴾ ‬األعراف‪﴿ :‬‬ ‫ت م َِن ال َّس َما ِء َواَأْلرْ ِ‬


‫ض َولَكِنْ َك َّذبُوا َفَأ َخ ْذ َنا ُه ْم ِب َما َكا ُنوا َي ْكسِ ب َ‬ ‫َولَ ْو َأنَّ َأهْ َل ْالقُ َرى آ َم ُنوا َوا َّت َق ْوا لَ َف َتحْ َنا َعلَي ِْه ْم َب َر َكا ٍ‬
‫‪]96.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ون ُمح ٌ‬
‫ِيط‪[ ﴾ ‬آل عمران‪12– ]120 :‬‬ ‫‪.‬هللا يحفظك من كيد األعداء‪َ  ﴿ :‬وِإنْ َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا اَل َيضُرُّ ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيًئ ا ِإنَّ هَّللا َ ِب َما َيعْ َملُ َ‬

‫‪ ‬‬

‫هللا يؤيِّدك بجند من عنده وقت الشدة‪َ  ﴿ :‬بلَى ِإنْ َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا َو َيْأ ُتو ُك ْم مِنْ َف ْو ِر ِه ْم َه َذا ُي ْمد ِْد ُك ْم َر ُّب ُك ْم ِب َخ ْم َس ِة آاَل ٍ‬
‫ف م َِن ْال َماَل ِئ َك ِة ‪13– ‬‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬آل عمران‪]125 :‬‬ ‫‪ُ .‬م َسوِّ م َ‬
‫‪ ‬‬

‫‪:‬يجعل هللا في قلبك نورً ا تفرِّ ق به بين الحق والباطل‪14– ‬‬

‫‪َ .‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬


‫ِين آ َم ُنوا ِإنْ َت َّتقُوا هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُك ْم فُرْ َقا ًنا َو ُي َك ِّفرْ َع ْن ُك ْم َس ِّيَئ ا ِت ُك ْم َو َي ْغفِرْ لَ ُك ْم َوهَّللا ُ ُذو ْال َفضْ ِل ْال َعظِ ِيم‪[ ﴾ ‬األنفال‪﴿ ]29 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تكون من المحسنين‪15- ‬‬

‫‪ِ.‬إ َّن ُه َمنْ َي َّت ِق َو َيصْ ِبرْ َفِإنَّ هَّللا َ اَل يُضِ ي ُع َأجْ َر ْالمُحْ سِ ن َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬يوسف‪﴿ ]90 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يجعل هللا لك من ضيق مخرجً ا‪ ،‬ويرزقك من حيث ال تحتسب‪16- ‬‬

‫‪َ .‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه َم ْخ َرجً ا‪َ  * ‬و َيرْ ُز ْق ُه مِنْ َحي ُ‬
‫ْث اَل َيحْ َتسِ بُ ‪[ ﴾ ‬الطالق‪﴿ ]3 ،2 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬ييسِّر هللا لك أمورك‪ ،‬وييسِّر عليك فعل الطاعة‪17– ‬‬

‫َو َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه مِنْ َأ ْم ِر ِه يُسْ رً ا‪[ ﴾ ‬الطالق‪َ  ﴿ ،]4 :‬فَأمَّا َمنْ َأعْ َطى َوا َّت َقى‪َ  * ‬و َ‬
‫صدَّقَ ِب ْالحُسْ َنى‪َ  * ‬ف َس ُن َي ِّس ُرهُ ل ِْليُسْ َرى‪[ ﴾ ‬الليل‪﴿ - 5 :‬‬
‫‪]7.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تكون من الفائزين‪18– ‬‬

‫ش هَّللا َ َو َي َّت ْق ِه َفُأولَِئ َ‬


‫ك ُه ُم ْال َفاِئ ُز َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬النور‪﴿ ]52 :‬‬ ‫‪َ .‬و َمنْ يُطِ ِع هَّللا َ َو َرسُولَ ُه َو َي ْخ َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يحفظ هللا أوالدك بعد مماتك‪19- ‬‬

‫ِين لَ ْو َت َر ُكوا مِنْ َخ ْلف ِِه ْم ُذرِّ ي ًَّة ضِ َعا ًفا َخافُوا َعلَي ِْه ْم َف ْل َي َّتقُوا هَّللا َ َو ْل َيقُولُوا َق ْواًل َسد ً‬
‫ِيدا‪[ ﴾ ‬النساء‪﴿ ]9 :‬‬ ‫‪َ .‬و ْل َي ْخ َ‬
‫ش الَّذ َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬ستكون أكرم الناس عند هللا‪20– ‬‬

‫‪ِ.‬إنَّ َأ ْك َر َم ُك ْم عِ ْن َد هَّللا ِ َأ ْت َقا ُك ْم ِإنَّ هَّللا َ َعلِي ٌم َخ ِبي ٌر‪[ ﴾ ‬الحجرات‪﴿ ]13 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تنال محبة هللا عز وجل‪21– ‬‬


‫‪َ .‬بلَى َمنْ َأ ْو َفى ِب َع ْه ِد ِه َوا َّت َقى َفِإنَّ هَّللا َ ُيحِبُّ ْال ُم َّتق َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬آل عمران‪﴿ ]76 :‬‬

‫‪ِ.‬إنَّ هَّللا َ ُيحِبُّ ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬التوبة‪﴿ ]4 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬يتقبل هللا أعمالك‪22– ‬‬

‫‪ِ.‬إ َّن َما َي َت َق َّب ُل هَّللا ُ م َِن ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬المائدة‪﴿ ]27 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬هللا يتوالك وينصرك ويرعاك‪23– ‬‬

‫‪َ .‬وهَّللا ُ َولِيُّ ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬الجاثية‪﴿ ]19 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ُ :‬تحشر يوم القيامة في أجمل منظر وأبهى مقام‪23– ‬‬

‫ش ُر ْال ُم َّتق َ‬
‫ِين ِإلَى الرَّ حْ َم ِن َو ْف ًدا‪[ ﴾ ‬مريم‪﴿ ]85 :‬‬ ‫‪َ .‬ي ْو َم َنحْ ُ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬حسن العاقبة في الدنيا واآلخرة‪24– ‬‬

‫‪َ .‬و ْال َعا ِق َب ُة ل ِْل ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬األعراف‪﴿ ]128 :‬‬

‫‪َ .‬ه َذا ِذ ْك ٌر َوِإنَّ ل ِْل ُم َّتق َ‬


‫ِين لَحُسْ َن َمآ ٍ‬
‫ب‪[ ﴾ ‬ص‪﴿ ]49 :‬‬

‫ك ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬الزخرف‪﴿ ]35 :‬‬ ‫‪َ .‬واآْل خ َِرةُ عِ ْن َد َر ِّب َ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬النجاة من عذاب النار‪25– ‬‬

‫ِين فِي َها ِج ِث ًّيا‪[ ﴾ ‬مريم‪﴿ ]72 :‬‬


‫الظالِم َ‬ ‫‪ُ .‬ث َّم ُن َنجِّ ي الَّذ َ‬
‫ِين ا َّت َق ْوا َو َن َذ ُر َّ‬

‫ازت ِِه ْم اَل َي َم ُّس ُه ُم السُّو ُء َواَل ُه ْم َيحْ َز ُن َ‬


‫ون‪[ ﴾ ‬الزمر‪﴿ ]61 :‬‬ ‫‪َ .‬و ُي َنجِّ ي هَّللا ُ الَّذ َ‬
‫ِين ا َّت َق ْوا ِب َم َف َ‬

‫‪َ .‬و َسي َُج َّن ُب َها اَأْل ْت َقى‪[ ﴾ ‬الليل‪﴿ ]17 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬الفوز بالجنة وما فيها من نعيم‪26– ‬‬

‫ُون‪[ ﴾ ‬الدخان‪﴿ ]52 ،51 :‬‬ ‫ِين فِي َم َق ٍام َأم ٍ‬


‫ِين‪ * ‬فِي َج َّنا ٍ‬
‫ت َو ُعي ٍ‬ ‫‪ِ.‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬
‫ت َو َنع ٍ‬
‫ِيم‪[ ﴾ ‬الطور‪﴿ ]17 :‬‬ ‫‪ِ.‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬
‫ِين فِي َج َّنا ٍ‬

‫ت َو َن َه ٍر‪ * ‬فِي َم ْق َع ِد صِ ْد ٍق عِ ْن َد َملِيكٍ ُم ْق َتد ٍِر‪[ ﴾ ‬القمر‪﴿ ]55 ،54 :‬‬ ‫‪ِ.‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬
‫ِين فِي َج َّنا ٍ‬

‫‪ِ.‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين فِي ظِ اَل ٍل َو ُعي ٍ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬المرسالت‪﴿ ]41 :‬‬

‫ِّك َع َطا ًء‪﴿ ‬‬ ‫ب َأ ْت َرابًا‪َ  * ‬و َكْأسًا ِد َها ًقا‪ * ‬اَل َيسْ َمع َ‬
‫ُون فِي َها لَ ْغ ًوا َواَل ك َِّذابًا‪َ  * ‬ج َزا ًء مِنْ َرب َ‬ ‫ازا‪َ  * ‬حدَ اِئقَ َوَأعْ َنابًا‪َ  * ‬و َك َواعِ َ‬ ‫ِإنَّ ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫ِين َم َف ً‬

‫‪:‬أقوال السلف الصالح في التقوى والمتقين‬

‫‪:‬جاءت‪ Q‬أقوا ٌل بليغة عن سلفنا الصالح في وصف التقوى والمتقين‪ ،‬وسوف نذكر بعضا ً منها‬

‫ُون فِي َك َنفٍ م َِن الرَّ حْ َم ِن اَل َيحْ َت ِجبُ ِم ْن ُه ْم َواَل َيسْ َت ِترُ‪َ ،‬قالُوا لَهُ‪َ :‬م ِن ‪[1] ‬‬ ‫َقا َل ُم َع ُاذ بْنُ َج َب ٍل‪ُ :‬ي َنادَى َي ْو َم ْالقِ َيا َمةِ‪َ :‬أي َْن ْال ُم َّتقُ َ‬
‫ون؟ َف َيقُوم َ‬
‫ك َوعِ َبا َد َة اَأْل ْو َث ِ‬
‫ان‪َ ،‬وَأ ْخلَصُوا هَّلِل ِ ِب ْال ِع َبا َد ِة‬ ‫ون؟ َقا َل‪َ :‬ق ْو ٌم ا َّت َقوُ ا ال ِّشرْ َ‬ ‫ْ‬
‫‪.‬ال ُم َّتقُ َ‬

‫صى‪َ ،‬وي ُْذ َك َر‪َ ،‬فاَل ُي ْن َسى‪َ ،‬وَأنْ ُي ْش َك َر‪َ ،‬فاَل ‪[2] ‬‬ ‫قال َعب ُد هللا بْنُ َمسْ عُودٍ‪ ،‬في قوله تعالى‪[ :‬ا َّتقُوا هللاَ َح َّق ُت َقا ِتهِ]‪ ،‬قال‪َ :‬أنْ ُي َط َ‬
‫اع‪َ ،‬فاَل يُعْ َ‬
‫‪ُ .‬ي ْك َف َر‬

‫قال ابنُ رجب الحنبلي‪ :‬وشك ُر هللا تعالى يدخ ُل فيه جمي ُع فعل الطاعات‪ .‬ومعنى ِذ ْكره سبحانه فال يُنسى‪ :‬ذ ِْك ُر العبد بقلبه ألوامر هللا في‬
‫‪.‬حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها‬

‫ون ‪[3] ‬‬ ‫ض َما َي َرى َأ َّن ُه َحاَل ٌل َخ ْش َي َة َأنْ َي ُك َ‬ ‫ك َبعْ َ‬ ‫ال َذرَّ ةٍ‪َ ،‬و َح َّتى َي ْت ُر َ‬‫َقا َل َأبُو الدَّرْ دَ ا ِء‪َ :‬ت َما ُم ال َّت ْق َوى َأنْ َي َّتق َِي هَّللا َ ْال َع ْب ُد َح َّتى َي َّتقِ َي ُه مِنْ م ِْث َق ِ‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُص ِّي ُر ُه ْم ِإلَ ْي ِه َف َقا َل‪َ [ :‬ف َمنْ َيعْ َم ْل مِث َقا َل ذرَّ ٍة َخيْرا َي َرهُ َو َمنْ َيعْ َم ْل مِث َقا َل‬ ‫َح َرامًا َي ُكونُ ح َِجابًا َب ْي َن ُه َو َبي َْن ْال َح َر ِام‪َ ،‬فِإنَّ هَّللا َ َق ْد َبي ََّن ل ِْل ِع َبا ِد الَّذِي ي َ‬
‫َ‪.‬ذرَّ ٍة َش ّراً َي َرهُ] َفاَل َتحْ ق َِرنَّ َش ْيًئ ا م َِن ْال َخي ِْر َأنْ َت ْف َعلَهُ‪َ ،‬واَل َش ْيًئ ا م َِن ال َّشرِّ َأنْ َت َّت ِق َي ُه‬

‫ُون َرحْ َم َت ُه فِي ال َّتصْ د ِ‬


‫ِيق ِب َما َجا َء ِبهِ‪[4] ‬‬ ‫ُون م َِن هَّللا ِ ُعقُو َب َت ُه فِي َترْ كِ َما َيعْ ِرفُ َ‬
‫ون م َِن ْال ُهدَى‪َ ،‬و َيرْ ج َ‬ ‫ِين َيحْ َذر َ‬ ‫َّاس‪ْ :‬ال ُم َّتقُ َ‬
‫ون الَّذ َ‬ ‫‪َ .‬قا َل ابْنُ َعب ٍ‬

‫ون ا َّت َق ْوا َما َحرَّ َم هَّللا ُ َعلَي ِْه ْم‪َ ،‬وَأد َّْوا َما ا ْف َت َر َ‬
‫ض َعلَي ِْه ْم‪[5] ‬‬ ‫‪.‬قال الحسن البصري‪ْ :‬ال ُم َّتقُ َ‬

‫ِين َح َّتى َت َر ُكوا َكثِيرً ا م َِن ْال َحاَل ِل َم َخا َف َة ْال َح َر ِام‬
‫ت ال َّت ْق َوى ِب ْال ُم َّتق َ‬
‫‪.‬وقال أيضاً‪َ :‬ما َزالَ ِ‬

‫ك َما َحرَّ َم هَّللا ُ‪[6]  ،‬‬ ‫ك‪َ ،‬ولَكِنَّ َت ْق َوى هَّللا ِ َترْ ُ‬ ‫ْس َت ْق َوى هَّللا ِ ِبصِ َي ِام ال َّن َه ِ‬
‫ار‪َ ،‬واَل ِبقِ َي ِام اللَّي ِْل‪َ ،‬وال َّت ْخلِيطِ فِي َما َبي َْن َذلِ َ‬ ‫َقا َل ُع َم ُر بْنُ َع ْب ِد ْال َع ِز ِ‬
‫يز‪ :‬لَي َ‬
‫ك َخيْرً ا‪َ ،‬فه َُو َخ ْي ٌر ِإلَى َخي ٍْر‬ ‫َ‬
‫ض ُ‪َ ،‬ف َمنْ ر ُِزقَ َبعْ َد ذلِ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َأ‬
‫َ‪.‬و دَا ُء َما ا ْف َت َر َ‬

‫ور م َِن هَّللا ِ َت َخافُ ‪[7] ‬‬ ‫اب هَّللا ِ‪َ ،‬وَأنْ َت ْت ُر َ‬


‫ك َمعْ صِ َي َة هَّللا ِ َعلَى ُن ٍ‬ ‫ور م َِن هَّللا ِ َترْ جُو َث َو َ‬ ‫َقا َل َط ْل ُق بْنُ َح ِبيبٍ‪ :‬ال َّت ْق َوى َأنْ َتعْ َم َل ِب َط َ‬
‫اع ِة هَّللا ِ َعلَى ُن ٍ‬
‫اب هَّللا ِ‬
‫‪.‬عِ َق َ‬

‫ِين‪َ ،‬أِل َّن ُه ُم ا َّت َق ْوا َما اَل ُي َّت َقى‪[8] ‬‬ ‫‪.‬قال سُفيانُ َّ‬
‫الث ْو ِري‪ِ :‬إ َّن َما ُسمُّوا ُم َّتق َ‬
‫ون َت َن َّزهُوا َعنْ َأ ْش َيا َء م َِن ْال َحاَل ِل َم َخا َف َة َأنْ َي َقعُوا فِي ْال َح َر ِام‪َ ،‬ف َسمَّا ُه ُم هَّللا ُ ُم َّتق َ‬
‫ِين‪[9] ‬‬ ‫ُوسى بْنُ َأعْ َي َن‪ْ :‬ال ُم َّتقُ َ‬
‫‪َ .‬قا َل م َ‬

‫ً‬ ‫َأ‬ ‫‪َ .‬قا َل َم ْيمُونُ بْنُ ِمه َْر َ ْ‬


‫ان‪ :‬ال ُم َّتقِي َش ُّد م َُحا َس َبة ِل َن ْفسِ ِه م َِن ال َّش ِريكِ ال َّشح ِ‬
‫ِيح لِ َش ِري ِكهِ‪[10] ‬‬

‫‪].‬جامع العلوم والحكم البن رجب الحنبلي جـ ‪1‬صـ‪[470 :471‬‬

‫‪:‬التقوى وصية السلف الصالح‬

‫‪:‬كان سلفنا الصالح يوصي بعضهم بعضا ً بتقوى هللا تعالى في السر والعالنية‪ ،‬وسوف نذكر بعضا ً من هذه الوصايا المباركة‬

‫‪:‬أبو بكر الصديق ]‪[1‬‬

‫ِطوا‬ ‫يق َرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه َيقُو ُل فِي ُخ ْط َب ِتهِ‪َ :‬أمَّا َبعْ دُ‪َ ،‬فِإ ِّني ُأوصِ ي ُك ْم ِب َت ْق َوى هَّللا ِ‪َ ،‬وَأنْ ُت ْث ُنوا َع َل ْي ِه ِب َما ه َُو َأهْ لُهُ‪َ ،‬وَأنْ َت ْخل ُ‬ ‫ص ِّد ُ‬ ‫ان َأبُو َب ْك ٍر ال ِّ‬ ‫َك َ‬
‫ت‬ ‫َ ِ‬ ‫ا‬ ‫ْر‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ُون‬
‫ع‬
‫َ ِ َ‬ ‫ار‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫َ ِإ ْ‬ ‫‪ ‬‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‪،‬‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ِ َ ِ َ ِ‬‫هْ‬ ‫َأ‬ ‫و‬ ‫َّا‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫َأ‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ز‬ ‫ع‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪Q‬‬
‫‪،‬‬
‫ِإْل َ َ ِ َ ِ ِإنَّ َ َ َ َ َّ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ل‬‫َأ‬ ‫سْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬ ‫اف‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُوا‬ ‫ع‬ ‫الرَّ ْغ َب ِالرَّ َ َ َ‬
‫م‬ ‫جْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬
‫ة‬ ‫ب‬ ‫هْ‬ ‫ب‬ ‫ة‬‫َ‬
‫هَّللا‬ ‫َأ‬
‫ض َرت ُه ال َو َفاةُ‪َ ،‬و َع ِهدَ ِإلَى ُع َم َر‪َ ،‬د َعاهُ‪َ ،‬ف َوصَّاهُ ِب َوصِ َّي ِتهِ‪َ ،‬و وَّ ُل َما َقا َل لَهُ‪ :‬ا َّت ِق َ َيا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِين‪َ .﴾ ‬ولَمَّا َح َ‬ ‫َو َي ْدعُو َن َنا َرغَ با ً َو َر َهبا ً َو َكا ُنوا لَ َنا َخاشِ ع َ‬
‫‪ُ .‬ع َم ُر‬

‫‪:‬عمر بن الخطاب ]‪[2‬‬

‫ض ُه َج َزاهُ‪َ ،‬و َمنْ َش َك َرهُ َزا َدهُ‪،‬‬ ‫ب ُع َم ُر ِإلَى ا ْب ِن ِه َع ْب ِد هَّللا ِ‪َ :‬أمَّا َبعْ دُ‪َ ،‬فِإ ِّني ُأوصِ ي َ‬
‫ك ِب َت ْق َوى هَّللا ِ َع َّز َو َجلَّ‪َ ،‬فِإ َّن ُه َم ِن ا َّت َقاهُ َو َقاهُ‪َ ،‬و َمنْ َأ ْق َر َ‬ ‫َك َت َ‬
‫ْ‬
‫ْك َو َجاَل َء َقل ِب َ‬
‫ك‬ ‫َ‪.‬واجْ َع ِل ال َّت ْق َوى ُنصْ َ‬
‫ب َع ْي َني َ‬

‫‪:‬علي بن أبي طالب ]‪[3‬‬

‫ك ال ُّد ْن َيا‬ ‫ك مِنْ لِ َقاِئهِ‪َ ،‬واَل ُم ْن َت َهى لَ َ‬


‫ك دُو َن ُه َوه َُو َيمْ لِ ُ‬ ‫ب َر ُجاًل َعلَى َس ِر َّيةٍ‪َ ،‬ف َقا َل َلهُ‪ُ :‬أوصِ ي َ‬
‫ك ِب َت ْق َوى هَّللا ِ الَّذِي اَل ُب َّد لَ َ‬ ‫اسْ َتعْ َم َل َعلِيُّ بْنُ َأ ِبي َطالِ ٍ‬
‫َ‪.‬واآْل خ َِر َة‬

‫ب ُع َم ُر بْنُ َع ْب ِد ْال َع ِز ِ‬
‫يز ِإلَى َرج ٍُل]‪[4‬‬ ‫‪َ :‬ك َت َ‬

‫ين ِب َها َكثِيرٌ‪َ ،‬و ْال َعا ِمل َ‬


‫ِين ِب َها‬ ‫ُأوصِ ي َ‬
‫ك ِب َت ْق َوى هَّللا ِ َع َّز َو َج َّل الَّتِي اَل َي ْق َب ُل غَ ي َْر َها‪َ ،‬واَل َيرْ َح ُم ِإاَّل َأهْ لَ َها‪َ ،‬واَل ُيثِيبُ ِإاَّل َعلَ ْي َها‪َ ،‬فِإنَّ ْال َواعِ ظِ َ‬
‫هَّللا‬ ‫هَّللا‬ ‫ُأ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫ب‪َ ،‬ف َحمِدَ َ‪َ ،‬و ث َنى َعلَ ْيهِ‪َ ،‬و َقا َل‪ :‬وصِ ي ُك ْم ِب َت ْق َوى ِ َع َّز َو َجلَّ‪َ ،‬فِإنَّ َت ْق َوى ِ َع َّز‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ِين‪َ .‬ولَمَّا وُ ل َى َخط َ‬ ‫ْ‬
‫ك م َِن ال ُم َّتق َ‬ ‫هَّللا‬
‫َقلِيلٌ‪َ ،‬ج َعلَ َنا ُ َوِإيَّا َ‬
‫ْس مِنْ َت ْق َوى هَّللا ِ َخلَفٌ‬ ‫ي‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ء‬ ‫يْ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِنْ‬
‫م‬ ‫فٌ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ج‬ ‫‪.‬و‬
‫َ َ‬

‫شعْ َب ُة بنُ الحجاج ]‪[5‬‬


‫‪َ :‬قا َل ُ‬

‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم ُم َعا َذ ب َْن َج َب ٍل‪" :‬ا َّت ِق هَّللا َ َحي ُْث َما‬
‫صى ِب ِه ال َّن ِبيُّ َ‬ ‫اج ٌة‪َ ،‬ف َقا َل‪ُ :‬أوصِ َ‬
‫يك ِب َما َأ ْو َ‬ ‫ت ل ِْل َح َك ِم‪َ :‬ألَ َ‬
‫ك َح َ‬ ‫ُوج‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫ت ِإ َذا َأ َر ْد ُ‬
‫ت ْال ُخر َ‬ ‫ُك ْن ُ‬
‫ُ‬
‫اس ِب ُخل ٍق َح َس ٍن‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫‪ُ ".‬ك ْنتَ ‪َ ،‬و ْت ِب ِع ال َّس ِّيَئ َة ال َح َس َن َة َت ْم ُح َها‪َ ،‬و َخال ِِق ال َّن َ‬

‫‪:‬يونس بن عبيد ]‪[6‬‬


‫ون‪َ .‬و َقا َل َل ُه َر ُج ٌل‬
‫ِين ُه ْم مُحْ سِ ُن َ‬ ‫ِين ا َّت َق ْوا َوالَّذ َ‬‫ان‪َ .‬فِإنَّ هَّللا َ َم َع الَّذ َ‬ ‫ْن ُع َب ْيدٍ‪َ :‬أ ْوصِ نِي‪َ ،‬ف َقا َل‪ُ :‬أوصِ ي َ‬
‫ك ِب َت ْق َوى هَّللا ِ َواِإْلحْ َس ِ‬ ‫َقا َل َر ُج ٌل لِيُو ُن َ‬
‫سب ِ‬
‫‪.‬ي ُِري ُد ْال َحجَّ‪َ :‬أ ْوصِ نِي‪َ ،‬ف َقا َل َلهُ‪ :‬ا َّت ِق هَّللا َ‪َ ،‬ف َم ِن ا َّت َقى هَّللا َ‪َ ،‬فاَل َوحْ َش َة َعلَ ْي ِه‬

‫‪:‬وصية رجل من التابعين ]‪[7‬‬

‫ض ُل َما اد ََّخرْ تَ ‪َ ،‬أ َعا َن َنا هَّللا ُ َوِإي َ‬


‫َّاك‬ ‫ب َر ُج ٌل م َِن ال َّسلَفِ ِإلَى َأ ٍخ لَهُ‪ُ :‬أوصِ َ‬
‫يك ِب َت ْق َوى هَّللا ِ‪َ ،‬فِإ َّن َها َأ ْك َر ُم َما َأسْ َررْ تَ ‪َ ،‬وَأ ْز َينُ َما َأ ْظ َهرْ تَ ‪َ ،‬وَأ ْف َ‬ ‫َك َت َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ل َنا َول َ‬
‫ك ث َوا َب َها‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫‪َ .‬عل ْي َها‪َ ،‬و ْو َج َ‬

‫‪:‬وصية رجل آخر من التابعين ]‪[8‬‬

‫ك‪َ ،‬ومِنْ ُك ِّل َشرٍّ‬‫يك َوَأ ْنفُ َس َنا‪ِ ،‬بال َّت ْق َوى َفِإ َّن َها َخ ْي ُر َزا ِد اآْل خ َِر ِة َواُأْلولَى‪َ ،‬واجْ َع ْل َها ِإلَى ُك ِّل َخي ٍْر َس ِبيلَ َ‬
‫ب َر ُج ٌل ِم ْن ُه ْم ِإلَى َأ ٍخ لَهُ‪ُ :‬أوصِ َ‬
‫َك َت َ‬
‫ْث اَل َيحْ َتسِ ب َ‬
‫ُون‬ ‫ُون‪َ ،‬والرِّ ْز ِق مِنْ َحي ُ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َق ْد َت َو َّك َل هَّللا ُ َع َّز َو َج َّل َأِلهْ لِ َها ِبال َّن َجا ِة ِممَّا َيحْ َذر َ‬
‫‪َ .‬مه َْر َب َ‬

‫‪:‬وصية رجل عند موته ]‪[9‬‬

‫ِين ا َّت َق ْوا َوالَّذ َ‬


‫ِين ُه ْم مُحْ سِ ُن َ‬
‫ون‪[ .﴾ ‬جامع‬ ‫هللا َم َع الَّذ َ‬
‫قيل لرجل من التابعين عندَ موته‪ :‬أوصنا‪ ،‬فقال‪ :‬أوصيكم بخاتمة سور ِة النحل‪ِ ﴿ :‬إنَّ َ‬
‫‪.‬العلوم والحكم البن رجب جـ‪2‬صـ ‪]475 :476‬‬

‫‪:‬صفات عباد هللا المتقين‬

‫‪:‬ذكر لنا هللا تعالى صفات عباده المتقين في مواضع كثيرة من القرآن‪ ،‬وسوف نذكر بعضها ً‬

‫ون فِي السَّرَّ ا ِء ‪[1] ‬‬ ‫ِين‪ * ‬الَّذ َ‬


‫ِين ُي ْنفِقُ َ‬ ‫َّت ل ِْل ُم َّتق َ‬‫ات َواَأْلرْ ضُ ُأعِ د ْ‬ ‫ض َها ال َّس َم َو ُ‬‫ارعُوا ِإلَى َم ْغف َِر ٍة مِنْ َر ِّب ُك ْم َو َج َّن ٍة َعرْ ُ‬‫قال هللا تعالى‪َ  ﴿ :‬و َس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬
‫ِين ِإذا ف َعلوا فا ِحشة ْو ظلمُوا نف َس ُه ْم ذكرُوا َ فاسْ تغفرُوا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِين‪َ  * ‬والذ َ‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬
‫اس َو ُ ُيحِبُّ المُحْ سِ ن َ‬ ‫َّ‬
‫ِين َع ِن الن ِ‬ ‫ِين ْالغَ ْي َظ َوال َعاف َ‬
‫ْ‬ ‫َوالضَّرَّ ا ِء َو ْال َكاظِ م َ‬
‫ُأ‬
‫ك َج َزاُؤ ُه ْم َم ْغف َِرةٌ مِنْ َرب ِِّه ْم َو َج َّن ٌ‬
‫ات َتجْ ِري مِنْ َتحْ ِت َها‬ ‫ُون‪  * ‬ولَِئ َ‬ ‫وب ِإاَّل هَّللا ُ َولَ ْم يُصِ رُّ وا َعلَى َما َف َعلُوا َو ُه ْم َيعْ لَم َ‬ ‫ُّ‬
‫وب ِه ْم َو َمنْ َي ْغفِ ُر الذ ُن َ‬ ‫ل ُِذ ُن ِ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬آل عمران‪]133 :136 :‬‬ ‫‪.‬اَأْل ْن َها ُر َخالِد َ‬
‫ِين فِي َها َونِعْ َم َأجْ ُر ْال َعا ِمل َ‬

‫ب ‪[2] ‬‬ ‫ب َولَكِنَّ ْال ِبرَّ َمنْ َآ َم َن ِباهَّلل ِ َو ْال َي ْو ِم اَآْلخ ِِر َو ْال َماَل ِئ َك ِة َو ْال ِك َتا ِ‬ ‫ْس ْال ِبرَّ َأنْ ُت َولُّوا وُ جُو َه ُك ْم قِ َب َل ْال َم ْش ِر ِق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫وقال سُبحانه‪ ﴿ :‬لَي َ‬
‫صاَل َة َوَآ َتى َّ‬
‫الز َكا َة‬ ‫ب َو َقا َم ال َّ‬ ‫َأ‬ ‫ِين َوفِي الرِّ َقا ِ‬ ‫يل َوالسَّاِئل َ‬ ‫ِين َواب َْن الس َِّب ِ‬ ‫ِّين َوَآ َتى ْال َما َل َعلَى ُح ِّب ِه َذ ِوي القُرْ َبى َوال َي َتا َمى َوال َم َساك َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوال َّن ِبي َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ .‬و ْالمُوفُ َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬البقرة‪]177 :‬‬ ‫ك ُه ُم ال ُمتق َ‬ ‫ص َدقوا َو ولِئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ك الذ َ‬ ‫س ولِئ َ‬ ‫ِين ال َب ِ‬ ‫ين فِي ال َب َسا ِء َوالضَّرَّ ا ِء َوح َ‬ ‫ون ِب َع ْه ِد ِه ْم ِإذا َعا َهدُوا َوالص ِ‬
‫َّاب ِر َ‬

‫ون ل َِرب ِِّه ْم ‪[3] ‬‬ ‫ِين َي ِبي ُت َ‬‫ون َقالُوا َساَل مًا‪َ  * ‬والَّذ َ‬ ‫ض َه ْو ًنا َوِإ َذا َخا َط َب ُه ُم ْال َجاهِلُ َ‬ ‫ون َعلَى اَأْلرْ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ِين َيمْ ُ‬ ‫وقال َج َّل شأنه‪َ  ﴿ :‬وعِ َبا ُد الرَّ حْ َم ِن الَّذ َ‬
‫َأ‬
‫ِين ِإذا ْن َفقُوا َل ْم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ت مُسْ َت َق ّرا َو ُم َقامًا‪َ  * ‬والذ َ‬ ‫ان غَ َرامًا‪ِ * ‬إ َّن َها َسا َء ْ‬ ‫َ‬
‫اب َج َه َّن َم ِإنَّ َعذا َب َها َك َ‬ ‫َ‬
‫ون َر َّب َنا اصْ ِرفْ َع َّنا َعذ َ‬ ‫ِين َيقُولُ َ‬ ‫سُجَّ ًدا َوقِ َيامًا‪َ  * ‬والَّذ َ‬
‫ون َو َمنْ‬ ‫س الَّتِي َحرَّ َم هَّللا ُ ِإاَّل ِب ْال َح ِّق َواَل َي ْز ُن َ‬ ‫ُون َم َع هَّللا ِ ِإلَهًا َآ َخ َر َواَل َي ْق ُتلُ َ‬
‫ون ال َّن ْف َ‬ ‫ِين اَل َي ْدع َ‬ ‫ان َبي َْن َذل َِك َق َوامًا‪َ  * ‬والَّذ َ‬ ‫يُسْ ِرفُوا َولَ ْم َي ْق ُترُوا َو َك َ‬
‫هَّللا‬
‫ِئك ُي َب ِّد ُل ُ َس ِّيَئ ات ِِه ْم‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬
‫صالِحً ا َف ول َ‬ ‫َ‬ ‫اًل‬ ‫َآ‬
‫اب َو َم َن َو َع ِم َل َع َم‬ ‫اَّل‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اعفْ ل ُه ال َعذابُ َي ْو َم القِ َيا َم ِة َو َيخل ْد فِي ِه ُم َهانا‪ِ * ‬إ َمنْ َت َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُض َ‬ ‫َي ْف َع ْل َذل َِك َي ْلقَ َأ َثامًا‪ * ‬ي َ‬
‫ور َوِإ َذا مَرُّ وا ِباللَّ ْغ ِو مَرُّ وا‬ ‫الز َ‬ ‫ُون ُّ‬ ‫ِين اَل َي ْش َهد َ‬ ‫صالِحً ا َفِإ َّن ُه َي ُتوبُ ِإلَى هَّللا ِ َم َتابًا‪َ  * ‬والَّذ َ‬ ‫اب َو َع ِم َل َ‬ ‫ان هَّللا ُ َغفُورً ا َرحِيمًا‪َ  * ‬و َمنْ َت َ‬ ‫ت َو َك َ‬ ‫َح َس َنا ٍ‬
‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫ون َر َّبنا َهبْ لنا مِنْ ز َوا ِجنا َوذرِّ يَّا ِتنا قرَّ ة عْ ي ٍُن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِين َيقول َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ص ّما َوعُمْ َيانا‪َ  * ‬والذ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َرب ِِّه ْم ل ْم َيخِرُّ وا َعل ْي َها ُ‬ ‫َآ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِين ِإذا ذكرُوا ِب َيا ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ك َِرامًا‪َ  * ‬والذ َ‬
‫ت مُسْ َت َق ًّرا َو ُم َقامًا‪[ ﴾ ‬الفرقان‪:‬‬ ‫ِين فِي َها َح ُس َن ْ‬ ‫ص َبرُوا َو ُيلَ َّق ْو َن فِي َها َت ِحي ًَّة َو َساَل مًا‪َ  * ‬خالِد َ‬ ‫ك يُجْ َز ْو َن ْال ُغرْ َف َة ِب َما َ‬ ‫ِين ِإ َمامًا‪ُ * ‬أولَِئ َ‬ ‫َواجْ َع ْل َنا ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫‪]63 :76.‬‬
‫‪:‬تقوى اآلباء تنفع األبناء‬

‫‪.‬تظهر ُآثار التقوى على المسلم نفسه‪ ،‬وعلى ذريته من بعده وألجيال عديدة‪ .‬وسوف نذكر بعض النماذج على ذلك‬

‫‪:‬أوالد صاحب الكنز ]‪[1‬‬

‫ك َأنْ َيبْلُغَا َأ ُ‬
‫ش َّد ُه َما‬ ‫صالِحً ا َفَأ َرا َد َر ُّب َ‬
‫ان َأبُو ُه َما َ‬ ‫ْن فِي ْال َمدِي َن ِة َو َك َ‬
‫ان َتحْ َت ُه َك ْن ٌز لَ ُه َما َو َك َ‬ ‫قال هللا تعالى‪َ  ﴿ :‬وَأمَّا ْال ِجدَ ا ُر َف َك َ‬
‫ان لِغُاَل َمي ِ‬
‫ْن َيتِي َمي ِ‬
‫صبْرً ا‪[ ﴾ ‬الكهف‪]82 :‬‬ ‫ك َتْأ ِوي ُل َما َل ْم َتسْ طِ عْ َعلَ ْي ِه َ‬
‫ِّك َو َما َف َع ْل ُت ُه َعنْ َأمْ ِري َذلِ َ‬‫‪َ .‬و َيسْ َت ْخ ِر َجا َك ْن َز ُه َما َرحْ َم ًة مِنْ َرب َ‬

‫صالِحً ا] فيه ما يدل على أن هللا تعالى يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه وعلى‬ ‫ان َأبُو ُه َما َ‬
‫قال القرطبي‪ :‬قوله تعالى َ[و َك َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬األعراف‪[ ]196 :‬تفسير القرطبي جـ ‪ 11‬صـ‪]43‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اب َوه َُو َيت َولى الصَّالِح َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬
‫‪.‬هذا يدل قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إنَّ َولِي َِّي ُ الذِي نز َل ال ِكت َ‬

‫‪:‬أوالد عمر بن عبد العزيز ]‪[2‬‬

‫دخل َمسْ لَم ُة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬إنك أفقرت أفواه ولدك [وكانوا اثنا عشر ولداً] من هذا‬
‫المال وتركتهم َع ْيلَة [فقراء] ال شيء لهم فلو وصيت بهم إلَّي [وكان مسلمة أخا ً لفاطمة بنت عبد الملك‪ ،‬زوجة عمر بن عبد العزيز]‬
‫وإلى ُن ظرائي من أهل بيتك‪ .‬فقال عمر بن عبد العزيز‪ :‬اسندوني ثم قال‪ :‬أمَّا قولك أني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال فوهللا أني ما‬
‫منعتهم حقا ً هو لهم ولم أعطهم ما ليس لهم وأما قولك لو أوصيت بهم فإن وصيي ووليي فيهم هللا الذي نزل الكتاب وهو يتولى‬
‫الصالحين‪ .‬إن َبني أحد رجلين إما رجل يتقي هللا فسيجعل هللا له مخرجا ً وإما رجل مكبٌ على المعاصي فإني لم أكن أقويه على‬
‫معاصي هللا‪ ،‬ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرا‪ ،‬فنظر إليهم‪ ،‬فذرفت‪ Q‬عيناه‪ ،‬أي َبني‪ :‬إن أباكم ُخي َِّر بين أمرين‪ :‬بين أن تستغنوا‬
‫ويدخل أبوكم النار أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة‪ ،‬فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار قوموا‬
‫‪.‬عصمكم هللا‬

‫‪].‬صفة الصفوة البن الجوزي جـ‪2‬صـ‪[125 :126‬‬

‫ان َبعْ ضُ َأ ْواَل ِد‬ ‫يل هَّللا ِ‪َ ،‬و َك َ‬


‫ِين َف َرسًا فِي َس ِب ِ‬ ‫يز َيحْ ِم ُل َعلَى َث َمان َ‬ ‫ْن َع ْب ِد ْال َع ِز ِ‬ ‫ض َأ ْواَل ِد ُع َم َر ب ِ‬ ‫قال ابن كثير‪ :‬قال بعضُ السلف‪ :‬لَ َق ْد َرَأ ْي َنا َبعْ َ‬
‫هَّللا‬ ‫َأِل‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأْل‬ ‫ْن َع ْب ِد ْال َملِكِ َم َع َك ْث َر ِة َما َت َر َ‬
‫يز نَّ ُع َم َر َو َك َل َولَ َدهُ ِإلَى ِ َع َّز‬ ‫ْن َع ْب ِد ْال َع ِز ِ‬ ‫اطى َو َيسْ ُل مِنْ ْواَل ِد ُع َم َر ب ِ‬ ‫ال َي َت َع َ‬
‫ك لَ ُه ْم م َِن ا مْ َو ِ‬ ‫ُسلَ ْي َم َ‬
‫ان ب ِ‬
‫ت‬ ‫ا‬
‫ََ ِ‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫َأ‬ ‫بُ‬‫ه‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ُون‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫ي‬
‫ِ َ َضِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‪،‬‬‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ال‬
‫َ ِ‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫َأْل‬ ‫ا‬ ‫ِن‬
‫م‬
‫َ ْ َ‬ ‫م‬‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُون‬ ‫ع‬ ‫دَ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ْ ِإ َ َ‬‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ه‬‫ُ‬ ‫دَ‬ ‫اَل‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ون‬‫ُ‬ ‫ِل‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ِإ َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫غَ‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫انُ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َّ‪،‬‬
‫ل‬
‫َ َ َ‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫‪َ.‬أ ْواَل ِد ِه ْم‪[ .‬البداية والنهاية البن كثير جـ‪ 9‬صـ‪]218‬‬

‫‪:‬تقوى هللا تنفع أصحابها‬

‫ْث ال َيحْ َتسِ بُ َو َمنْ َي َت َو َّك ْل َعلَى هَّللا ِ َفه َُو َحسْ ُب ُه ِإنَّ هَّللا َ َبالِ ُغ َأ ْم ِر ِه َق ْد َج َع َل‬
‫قال تعالى‪َ  ﴿ :‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه َم ْخ َرجا ً‪َ  * ‬و َيرْ ُز ْق ُه مِنْ َحي ُ‬
‫‪.‬هَّللا ُ ِل ُك ِّل َشيْ ٍء َق ْدراً‪[ ﴾ ‬الطالق ‪]3 :2‬‬

‫‪.‬وقال جل شأنه‪َ  ﴿ :‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه مِنْ َأ ْم ِر ِه يُسْ راً‪[ ﴾ ‬الطالق‪]4 :‬‬

‫ِين ُه ْم مُحْ سِ ُن َ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬النحل‪]128 :‬‬ ‫‪.‬وقال سُبحانه‪ِ ﴿ :‬إنَّ هَّللا َ َم َع الَّذ َ‬
‫ِين ا َّت َق ْوا َوالَّذ َ‬

‫إن ُنصْ َر َة هللا تعالى وتأييده لعباده المتقين وتوفير األرزاق لهم حقيقة ثابتة‪ ،‬وسوف نذكر بعضا ً من مواقف سلفنا الصالح‪ ،‬والذين‬
‫‪.‬نحسبهم من الصالحين المتقين‪ ،‬وهللا تعالى حسيبهم‪ ،‬وال نزكي على هللا أحداً من الناس‬
‫‪:‬أصحاب الغار ]‪[1‬‬

‫صا َب ُه ْم ْال َم َط ُر َفد ََخلُوا فِي‬ ‫ون َفَأ َ‬ ‫ش َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َقا َل‪َ :‬خ َر َج ثَاَل َث ُة َن َف ٍر َي ْم ُ‬ ‫ْن ُع َم َر َرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه َما َعنْ ال َّن ِبيِّ َ‬ ‫الشيخان َعنْ اب ِ‬ ‫ِ‬ ‫روى‬
‫ان‬‫ََ ِ‬ ‫و‬ ‫ب‬‫َأ‬ ‫ِي‬‫ل‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َّ ِإ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬‫ه‬‫ُ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ح‬ ‫َأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُو‬‫م‬‫ت‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِل‬ ‫م‬‫ع‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ ِ َ ِ َ َ ٍ َ‬‫ع‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َأ‬‫ب‬ ‫هَّللا‬ ‫ُوا‬
‫ع‬ ‫ْ‬
‫اد‬ ‫ض‬ ‫ٍ‬ ‫عْ‬ ‫ب‬
‫ْ َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫عْ‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫خ‬‫ْ‬
‫َ ِْ َ َ‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ْه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ط‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ََ ٍ‬ ‫ج‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َار‬
‫غ ٍ‬
‫َأ‬
‫ص ْب َية َو هْ لِي َوامْ َر تِي‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ان ث َّم سْ قِي ال ِّ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫ب َفآتِي ِب ِه َب َويَّ َف َيش َر َب ِ‬ ‫اَل‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬
‫ت خ ُر ُج َف رْ َعى ث َّم ِجي ُء َف حْ لبُ َف ِجي ُء ِبال ِح ِ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬
‫ان َفكن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ير ِ‬ ‫ان َك ِب َ‬ ‫َشي َْخ ِ‬
‫ك َدْأ ِبي َو َدْأ َب ُه َما َح َّتى َطلَ َع‬ ‫ضا َغ ْو َن عِ ْن َد ِرجْ لَيَّ َفلَ ْم َي َز ْل َذلِ َ‬ ‫ص ْب َي ُة َي َت َ‬ ‫ت َأنْ ُأوق َِظ ُه َما‪َ Q‬وال ِّ‬ ‫ان َقا َل َف َك ِرهْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫اِئ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ِإ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ْئ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫ت لَ‬ ‫َفاحْ َت َبسْ ُ‪Q‬‬
‫ك َفا ْفرُجْ َع َّنا فُرْ َج ًة َن َرى ِم ْن َها ال َّس َما َء َقا َل َففُ ِر َج َع ْن ُه ْم َو َقا َل اآْل َخ ُر اللَّ ُه َّم ِإنْ ُك ْنتَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َأ‬
‫ْال َفجْ ُر اللَّ ُه َّم ِإنْ كن تعْ ل ُم ني ف َعلت ذل َِك ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْت فِي َها‬ ‫ار َف َس َعي ُ‬ ‫ك ِم ْن َها َح َّتى ُتعْ طِ َي َها ِماَئ َة دِي َن ٍ‬ ‫َ‬
‫ت اَل َت َنا ُل ذلِ َ‬ ‫ت َعمِّي َكَأ َش ِّد َما ُيحِبُّ الرَّ ُج ُل ال ِّن َسا َء َف َقالَ ْ‬ ‫ت ُأحِبُّ ا ْم َرَأ ًة مِنْ َب َنا ِ‬ ‫َتعْ لَ ُم َأ ِّني ُك ْن ُ‬
‫ت َذل َِك ا ْبتِغَا َء‬ ‫ْت َو َت َر ْك ُت َها َفِإنْ ُك ْنتَ َتعْ لَ ُم َأ ِّني َف َع ْل ُ‬ ‫ت‪ :‬ا َّت ِق هَّللا َ َواَل َتفُضَّ ْال َخا َت َم ِإاَّل ِب َح ِّقهِ‪َ .‬فقُم ُ‬ ‫ت َبي َْن ِرجْ لَ ْي َها َقالَ ْ‬ ‫َح َّتى َج َمعْ ُت َها َفلَمَّا َق َع ْد ُ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ْأ‬ ‫َأ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ِجيرً ا ِب َف َر ٍق مِنْ ذ َر ٍة َف عْ ط ْيت ُه َو َبى‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْن َو َقا َل ا َخرُ‪ :‬الل ُه َّم ِإنْ كنتَ َتعْ ل ُم ني اسْ َت َجرْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫آْل‬ ‫ك َفا ْفرُجْ َع َّنا فُرْ َج ًة َقا َل‪َ :‬ف َف َر َج َعن ُه ْم الثلثي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َوجْ ِه َ‬
‫ت ا ْن َطل ِْق ِإلَى‬ ‫ْت ِم ْن ُه َب َقرً ا َو َراعِ ي َها ُث َّم َجا َء َف َقا َل َيا َع ْب َد هَّللا ِ َأعْ طِ نِي َح ِّقي َفقُ ْل ُ‬ ‫ت ِإلَى َذل َِك ْال َف َر ِق َف َز َرعْ ُت ُه َح َّتى ا ْش َت َري ُ‬ ‫ك َأنْ َيْأ ُخ َذ َف َع َم ْد ُ‪Q‬‬ ‫َذا َ‬
‫ك‬ ‫ك ا ْب ِتغَا َء َوجْ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َأ‬
‫ك الل ُه َّم ِإنْ كنتَ تعْ ل ُم ني ف َعلت ذلِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ك َول ِكن َها ل َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك فقا َل تسْ ته ِْزُئ ِبي قا َل فقلت َما سْ ته ِْزُئ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ك ال َبق ِر َو َراعِ ي َها فِإن َها ل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ِْل َ‬
‫ف َع ْن ُه ْم‪[ .‬البخاري حديث ‪/2215‬مسلم حديث ‪]2743‬‬ ‫‪َ .‬فا ْفرُجْ َع َّنا َف ُكشِ َ‬

‫‪:‬جريج العابد ]‪[2‬‬

‫ان فِي َبنِي ِإسْ َراِئي َل َر ُج ٌل ُي َقا ُل‬ ‫روى البخاريُّ َعنْ َأ ِبي ه َُري َْر َة َعنْ ال َّن ِبيِّ صلى هللا عليه وسلم َقا َل َل ْم َي َت َكلَّ ْم فِي ْال َم ْه ِد ِإاَّل ثَاَل َث ٌة عِ ي َسى َو َك َ‬
‫ان ج َُر ْي ٌج فِي‬ ‫َ‬
‫ت َوك َ‬ ‫ْ‬
‫ت‪ :‬اللَّ ُه َّم اَل ُت ِم ْت ُه َح َّتى ُت ِر َي ُه وُ جُو َه المُو ِم َسا ِ‬ ‫صلِّي َف َقالَ ْ‬ ‫ُصلِّي َجا َء ْت ُه ُأ ُّم ُه َفدَ َع ْت ُه َف َقا َل ُأ ِجي ُب َها َأ ْو ُأ َ‬ ‫ان ي َ‬ ‫لَ ُه ج َُر ْي ٌج َك َ‬
‫ص ْو َم َع َت ُه‬ ‫َأ‬
‫ْج َف َت ْوهُ َف َك َسرُوا َ‬ ‫َت غُاَل مًا َف َقالَ ْ‬ ‫َأ‬
‫ت َراعِ يًا َف مْ َك َن ْت ُه مِنْ َن ْفسِ َها َف َولَد ْ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ت َل ُه ا ْم َر ةٌ َو َكلَّ َم ْت ُه َف َبى َف َت ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫ص ْو َم َع ِت ِه َف َت َعرَّ َ‬
‫ت مِنْ ج َُري ٍ‬ ‫َ‬
‫ب َقا َل اَل ِإاَّل مِنْ‬‫ك مِنْ َذ َه ٍ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َ ََ َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ص‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ اعِ‬‫الرَّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫؟‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُاَل‬
‫غ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ َ‬ ‫ك‬ ‫ُو‬ ‫ب‬ ‫َأ‬ ‫نْ‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ َ‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُاَل‬
‫غ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َأ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ص‬‫َ َ‬ ‫و‬ ‫َأ‬‫ض‬‫َّ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُّو‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ز‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َأ‬‫و‬ ‫َ‬
‫ين‪[ .‬البخاري حديث ‪]3436‬‬ ‫ٍ‬ ‫طِ‬ ‫‪.‬‬

‫‪:‬أبو مسلم الخوالني ]‪[3‬‬

‫‪.‬كان إسالم أبي مُسلم الخوالني عام حُنين‪ ،‬وقدم المدينة في خالفة أبي بكر الصديق‬

‫ْس ْال َع ْنسِ يُّ ِب ْال َي َم ِن‪َ ،‬فَأرْ َس َل ِإلَى َأ ِبي مُسْ ل ٍِم ْال َخ ْواَل نِيِّ َف َقا َل لَهُ‪َ :‬أ َت ْش َه ُد َأنَّ م َُحم ًَّدا‬ ‫ش َرحْ ِبي ُل بْنُ مُسْ ل ٍِم ْال َخ ْواَل نِيُّ ‪َ :‬قا َل‪َ :‬ت َن َّبَأ اَأْلسْ َو ُد بْنُ َقي ٍ‬ ‫قال ُ‬
‫ُأ‬
‫ط ِر َح فِي َها‬ ‫ت‪َ Q،‬و ُ‬ ‫ار َعظِ ي َم ٍة َف جِّ َج ْ‬ ‫َرسُو ُل هَّللا ِ؟ َقا َل‪َ :‬ن َع ْم‪َ .‬قا َل‪َ :‬أ َت ْش َه ُد َأ ِّني َرسُو ُل هَّللا ِ؟ َقا َل‪َ :‬ما َأسْ َمعُ‪َ .‬فَأ َعادَ َعلَ ْيهِ‪َ ،‬ف َقا َل‪َ :‬ما َأسْ َمعُ‪َ .‬فَأ َم َر ِب َن ٍ‬
‫َ‬
‫صلى ُ َعل ْي ِه‬‫هَّللا‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬
‫ض َرسُو ُل ِ َ‬ ‫ْك‪َ .‬فَأ َم َرهُ ِبالرَّ ح ِ‬
‫ِيل‪َ ،‬ف َق ِد َم ْال َمدِي َن َة َو َق ْد ق ِب َ‬
‫ُ‬ ‫ِك َأ ْف َسدَ َها َعلَي َ‬‫َأبُو مُسْ ل ٍِم َفلَ ْم َتضُرَّ هُ‪َ .‬فقِي َل لَهُ‪َ :‬لِئنْ َت َر ْكتَ َه َذا فِي ِباَل د َ‬
‫َأ‬
‫صلِّي‪َ ،‬ف َبص َُر ِب ِه ُع َم ُر َف َقا َل‪ :‬مِنْ ي َْن الرَّ ُجلُ؟ َقا َل‪ :‬م َِن ْال َي َم ِن‪َ .‬قا َل‪َ :‬ما‬ ‫اري ْال َمسْ ِج ِد ُي َ‬ ‫َو َسلَّ َم َواسْ ُت ْخل َ َأ‬
‫ار َي ٍة مِنْ َس َو ِ‬ ‫ِف بُو َب ْك ٍر‪َ ،‬ف َقا َم ِإلَى َس ِ‬
‫ك ِباهَّلل ِ َأ ْنتَ ه َُو؟ َقا َل‪ :‬اللَّ ُه َّم َن َع ْم‪َ .‬قا َل‪َ :‬فاعْ َت َن َق ُه‬ ‫اك َع ْب ُد هَّللا ِ بْنُ ُث َوبٍ‪َ .‬قا َل‪َ :‬ن َش ْد ُت َ‬
‫ار َفلَ ْم َتضُرَّ هُ؟ َقا َل‪َ :‬ذ َ‬ ‫صاح ِِب َنا الَّذِي َح َر َق ُه ِبال َّن ِ‬ ‫َف َع َل َع ُدوُّ هَّللا ِ ِب َ‬
‫هَّللا‬
‫صلى ُ َعلَ ْي ِه‬ ‫َّ‬ ‫ُأ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫هَّلِل‬
‫يق‪َ ،‬و َقا َل‪ :‬ال َح ْم ُد ِ الذِي لَ َّم ُي ِمتنِي َح َّتى َرانِي فِي َّم ِة م َُح َّم ٍد َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ب ِب ِه َح َّتى جْ لَ َس ُه َب ْي َن ُه َو َبي َْن ِبي َبك ٍر ال ِّ‬ ‫ُث َّم َب َكى‪ُ ،‬ث َّم َذ َه َ‬
‫ص ِّد ِ‬
‫ِيل الرَّ حْ َم ِن‪َ ،‬علَ ْي ِه ال َّساَل ُم‪[ .‬صفة الصفوة البن الجوزي جـ ‪4‬صـ ‪]208‬‬ ‫‪َ .‬و َسلَّ َم َمنْ فُ ِع َل ِب ِه َك َما فُ ِع َل بِِإب َْراهِي َم َخل ِ‬

‫‪:‬عروة بن الزبير بن العوام ]‪[4‬‬

‫ك‬ ‫هللا َأ َرى َل َ‬ ‫ْن َع ْب ِد ْال َملِكِ َف َو َق َع فِي ِرجْ ِل ِه اَأْل ِكلَ ُة [اس ٌم لمرض] َف َقا َل لَ ُه ْال َولِيدُ‪َ :‬يا َأ َبا َع ْب ِد ِ‬ ‫قال ِه َشا ُم بْنُ عُرْ َوةَ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬خ َر َج َأ ِبي ِإلَى ْال َولِي ِد ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫ض َّو َر َوجْ ُه ُه [أي لم يسخط على َق ْد ِر هللا تعالى] َقا َل‪َ :‬ود ََخ َل ابْنٌ ل ُه ك َب ُر َول ِد ِه اصْ ط ْب َل الد ََّوابِّ‬ ‫َق ْط َع َها َقا َل‪َ :‬فقُطِ َع َوِإ َّن ُه َلصَاِئ ٌم َف َما َت َ‬
‫ت َواح ًِدا َوَأ ْب َقيْتَ ثَاَل َث ًة‬ ‫ان لِي َأ ْط َرافٌ َأرْ َب َع ٌة َفَأ َخ ْذ َ‪Q‬‬
‫َف َر َف َس ْت ُه دَ ا َّب ُت ُه َف َق َتلَ ْت ُه َف َما ُسم َِع مِنْ َأ ِبي فِي َذل َِك َشيْ ٌء َح َّتى َق ِد َم ْال َمدِي َن َة َف َقا َل‪" :‬الل ُه َّم ِإ َّن ُه َك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫هللا لِئنْ َخذتَ ل َق ْد ْب َقيْتَ َولِئنْ ْبليْتَ طال َما َعا َفيْتَ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ك ْال َحمْ ُد َوا ْي ُم ِ‬ ‫ون َأرْ َب َع ٌة َفَأ َخ ْذتَ َواح ًِدا َوَأ ْب َقيْتَ لِي ثَاَل َث ًة َفلَ َ‬ ‫ان لِي َب ُن َ‬ ‫ك ْال َح ْم ُد َو َك َ‬‫‪َ ".‬فلَ َ‬

‫‪].‬حلية األولياء ألبي نعيم جـ ‪2‬صـ ‪[179‬‬


‫‪:‬جعفر بن محمد ]‪[5‬‬

‫بن م َُح َّم ٍد يُل ِح ُد [يثير الناس ضدي] فِي س ُْل َطانِي‪َ ،‬ق َتلَنِي هللاُ‬ ‫روى ال َفضْ ُل بنُ الرَّ ِبي ِْع‪َ ،‬عنْ َأ ِب ْيهِ‪َ ،‬قا َل‪ :‬د َ َعانِي ال َم ْنص ُْورُ‪َ ،‬ف َقا َل‪ِ :‬إنَّ َجعْ َف َر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫نت لهُ‪ ،‬فقا َل‪ :‬دخِلهُ‪ ،‬قتلنِي‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْأ‬
‫س ِث َيابا ً ‪َ -‬أحْ سِ ُب ُه َقا َل‪ُ :‬جدُدا ‪ -‬ف ق َبلت ِبهِ‪ ،‬فاسْ ت ذ ‪Q‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ت‪َ :‬أ ِجبْ َأ ِمي َْر المُْؤ ِم ِني َْن‪َ .‬ف َت َطه ََّر‪َ ،‬ولَ ِب َ‬ ‫ِإنْ لَ ْم َأق ُت ْلهُ‪َ .‬فَأ َت ْي ُتهُ‪َ ،‬فقُ ْل ُ‬
‫ْن َعمِّي‪.‬‬ ‫َأ‬
‫َّاحةِ‪ ،‬ال َب ِريْ ِء م َِن ال َّد َغ ِل َوال ِخ َيا َنةِ‪ ،‬خِي َواب ِ‬ ‫هللاُ ِإنْ لَ ْم َأق ُت ْلهُ‪َ .‬فلَمَّا َن َظ َر ِإلَ ْي ِه ُم ْق ِبالً‪َ ،‬قا َم مِنْ َمجْ لِسِ ه‪َ ،‬ف َتلَ َّقاهُ‪َ ،‬و َقا َل‪َ :‬مرْ َحبا ً ِبال َّنقِيِّ الس َ‬
‫ك‪َ .‬ف َقا َل‪َ :‬أهْ ُل َم َّك َة َوال َم ِد ْي َن ِة َق ْد َتَأ َّخ َر َع َطاُؤ هُم‪،‬‬ ‫اج ِت َ‬ ‫َفَأق َعدَ هُ َم َع ُه َعلَى َس ِري ِْره‪َ ،‬وَأ ْق َب َل َعلَ ْي ِه ِب َوجْ ِههِ‪َ ،‬و َسَألَه َعنْ َحالِه‪ُ ،‬ث َّم َقا َل‪َ :‬س ْلنِي َعنْ َح َ‬
‫ْأ‬
‫ت‪َ :‬يا اب َْن‬ ‫ْ‬
‫ف‪َ .‬فا َّت َبعْ ُته‪َ ،‬فقُل ُ‬ ‫ص َر َ‬ ‫َّ‬
‫اج فِ ْي ِه غَالِ َية‪َ ،‬ف َغل َفه ِب َي ِدهِ‪َ ،‬وا ْن َ‬ ‫ٌ‬
‫هن ُز َج ٍ‬ ‫ار َي ُة! اْئ ِتنِي ِبال ُّتحْ َفةِ‪َ .‬فَأ َت ْت ُه ِبم ُْد ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬
‫َف َت م َُر لَهُم ِبهِ‪َ .‬قا َل‪ْ :‬ف َعلُ‪ .‬ث َّم َقا َل‪َ :‬يا َج ِ‬
‫ت‪ :‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ول‪َ ،‬ف َما ه َُو؟ َقا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫ك ِب َشيْ ٍء عِ ْن َد ال ُّد ُخ ِ‬ ‫ك َش َف َت ْي َ‬ ‫ك ُت َحرِّ ُ‬ ‫ان ِم ْن ُه َما َرَأيْتَ ‪َ ،‬و َق ْد َرَأ ْي ُت َ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َك َ‬‫ك َأ َّن ُه َقاتِلُ َ‬ ‫ش ُّ‬ ‫ك َوالَ َأ ُ‬ ‫ْت ِب َ‬ ‫َرس ُْو ِل هللاِ! َأ َتي ُ‬
‫ك َعليَّ ‪َ ،‬وال تهلِكنِي َو نتَ َر َجاِئي‪َ ،‬ربِّ َك ْم مِنْ َنع َم ٍة‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِك الذِي ال ي َُرا ُم‪َ ،‬واحْ َفظنِي ِبق َ‬
‫در ِت َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِك التِي ال َت َنا ُم‪َ ،‬واكنفنِي ِبرُكن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫احرُسْ نِي ِب َع ْين َ‬
‫حر ْمنِي‪َ ،‬و َيا‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ي‪،‬‬ ‫كر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ِه‬
‫ت‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ِع‬ ‫ن‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫عِ‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫نْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ي؟‬ ‫ْر‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫دَك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫عِ‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ت‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِنْ‬‫م‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫كر‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫َ‬ ‫دَ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫عِ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مت ِب َها َعلَيَّ َق َّل‬ ‫َأ ْن َع َ‪Q‬‬
‫َ‬
‫صى َبدا‪َ ،‬و َيا ذا ال َمعْ ر ُْوفِ‬ ‫ً‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫فضحْ نِي‪َ ،‬و َيا ذا الن َع ِم التِي ال تح َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صب ِْري‪ ،‬فل ْم َيخذلنِي‪َ ،‬و َيا َمنْ َرآنِي َعلى المَعَاصِ ي‪ ،‬فل ْم َي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َمنْ َق َّل عِ ندَ َبلِ َّي ِت ِه َ‬
‫رت‪َ ،‬يا َمنْ‬ ‫بت َع ْنهُ‪َ ،‬والَ َتكِلنِي ِإلَى َن ْفسِ ي فِ ْي َما َخ َط ُ‬ ‫ْ‬ ‫الَّذِي الَ َي ْن َقطِ ُع َأ َبداً‪ ،‬عِ ِّني َعلَى ِد ْينِي ِب ُد ْن َيا‪َ ،‬و َعلَى آخ َِرتِي ِب َت ْق َوى‪َ ،‬واح َفظنِي فِ ْي َما غِ ُ‬
‫ْ‬ ‫َأ‬
‫صبراً َج ِم ْيالً‪،‬‬ ‫ك‪َ ،‬يا َوهَّابُ ! َأسْ َألُك َف َرجا ً َق ِريْباً‪َ ،‬و َ‬ ‫ص َ‬ ‫ك‪َ ،‬وَأعْ طِ نِي َما الَ َي ْنقُ ُ‬ ‫اغفِرْ لِي َما الَ َيضُرُّ َ‬ ‫الذ ُنوبُ ‪َ ،‬والَ َتنقُصُه ال َم ْغف َِرةُ‪ْ ،‬‬ ‫الَ َتضُرُّ ه ُّ‬
‫العافِ َيةِ‪[ .‬سير أعالم النبالء للذهبي جـ ‪6‬صـ ‪]266 :267‬‬ ‫كر َ‬ ‫ش َ‬ ‫‪َ .‬وال َعافِ َي َة مِنْ َج ِمي ِْع ال َبالَ َيا‪َ ،‬و ُ‬

‫‪:‬ربعي بن حراش ]‪[6‬‬

‫ُّ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬


‫ان ِر ْبعِيٌّ مِنْ ْش َج َع [اسم قبيلة]‪َ ،‬ز َع َم َق ْو ُم ُه َّن ُه َل ْم َي ْكذِبْ َقط‪َ ،‬ف َس َعى ِب ِه َس ٍ‬
‫اع‬ ‫ُون َمنْ ِر ْبعِيٌّ ‪َ ،‬ك َ‬‫ذكرت ِربعياً‪ ،‬أ َت ْدر َ‬ ‫ُ‬ ‫قال سفيان الثوري‪:‬‬
‫ض َربْتَ َعلَى ا ْب َن ْي ِه ْال َبعْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫ك‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬
‫َ َ َ ِإ َ َ‬‫م‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ِبُ‬‫ذ‬‫ك‬ ‫ي‬
‫ََ‬‫س‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِبْ‬‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ َ‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫م‬‫ع‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ع‬
‫َ َ ََ‬ ‫ج‬‫ش‬ ‫ِنْ‬ ‫م‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫وا‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ُف‬
‫ْن يُوس َ‬ ‫ِإلَى ال َحجَّ ِ‬
‫اج ب ِ‬
‫صى‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ان فِي ال َب ْيتِ"‪َ .‬قا َل‪َ :‬ف َح َملهُ‪َ ،‬و َك َساهُ‪َ ،‬و ْو َ‬ ‫َ‬
‫ك؟ َقا َل‪ُ " :‬ه َما َهذ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َيا َو ُه َما فِي ال َب ْيتِ‪َ .‬ف َب َعث ِإل ْي ِه َفِإذا َش ْيخ ُمن َح ٍن‪َ ،‬ف َقا َل لهُ‪َ :‬ما َف َع َل ا ْب َنا َ‬ ‫َف َع َ‬
‫‪..‬ب ِه َخيْرً ا فعفا الحجاج بن يوسف عنهما وأكرم ربعي لصدقه وتقواه هلل‬ ‫ِ‬

‫‪].‬سير أعالم النبالء للذهبي جـ‪4‬صـ‪] [360‬حلية األولياء ألبي نعيم جـ ‪5‬صـ‪[368 :369‬‬

‫أخي المسلم الكريم‪ :‬انظر إلى المبارك بن واضح َكي َ‬


‫ْف اتقى هللا تعالى في الس ِِّر و َعفَّ نفسه عن أكل رمانة من البستان‪ ،‬فرزقه هللا‬
‫‪.‬تعالى الزواج من ابنة صاحب البستان‬

‫‪:‬سليمان بن يسار ]‪[7‬‬

‫ُّوق َي ْب َتا ُع‬ ‫ِيق لَ ُه َح َّتى َن َزلُوا ِباَأْلب َْوا ِء َف َقا َم َرفِيقُ ُه َفَأ َخ َذ ال ُّس ْف َر َة َوا ْن َطلَقَ ِإلَى الس ِ‬ ‫ارجً ا م َِن ْال َمدِي َن ِة َو َم َع ُه َرف ٌ‬ ‫ار َخ ِ‬ ‫َخ َر َج ُسلَ ْي َمانُ بْنُ َي َس ٍ‬
‫ِي فِي َخ ْي َم ِت َها‬ ‫ت ِب ِه َأعْ َر ِابي ٌَّة مِنْ قُلَّ ِة ْال َج َب ِل َوه َ‬ ‫اس َف َبص َُر ْ‬ ‫اس َوجْ هًا َوَأرْ َو ِع ال َّن ِ‬ ‫ان مِنْ َأجْ َم ِل ال َّن ِ‬ ‫[يشتري] لَ ُه ْم َو َق َعدَ ُسلَ ْي َمانُ فِي ْال َخ ْي َم ِة َو َك َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان ف َجا َءتْ ف َوق َعت َبي َْن َي َد ْي ِه ف سْ ف َرت [كشفت] َعنْ َوجْ ٍه ل َها ك ن ُه فِلقة ق َم ٍر‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ت َو َعلَ ْي َها البُرْ ق ُع َوالقفاز ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت حُسْ َن ُه َو َج َمالَ ُه ا ْن َحدَ َر ْ‬ ‫َفلَمَّا َرَأ ْ‬
‫َأ‬ ‫ُأ‬
‫ت ِري ُد َه َذا‪ِ ،‬إ َّن َما ِري ُد َما َي ُكونُ م َِن الرَّ ج ُِل ِإلَى هْ لِهِ‪،‬‬ ‫ُأ‬ ‫ت‪َ :‬لسْ ُ‬ ‫ت‪َ :‬أ َه ْب َتنِي؟ َف َظنَّ َّن َها ُت ِري ُد َط َعامًا َف َقا َم ِإلَى َفضْ ِل ال ُّس ْف َر ِة ِليُعْ طِ َي َها‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫َأ‬ ‫َف َقالَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت البُرْ ق َع َعلى َوجْ ِه َها‪َ Q‬و َرف َعتْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك َس َدل ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب فل ْم َيز ْل َي ْبكِي فلمَّا َر ت ذلِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫ض َع َر َس ُه َبي َْن ك َّم ْي ِه ف خذ فِي النحِي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫"جهَّزكِ ِإليَّ ِإ ْبلِيسُ "‪ ‬ث َّم َو َ‬ ‫َ‬ ‫َف َقا َل‪َ  :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َع ْي َناهُ م َِن ال ُب َكا ِء َوا ْن َقط َع َحلقُ ُه َقا َل‪:‬‬ ‫اع لَ ُه ْم َما َيرْ فُقُ ُه ْم َفلَمَّا َرآهُ َو َق ِد ا ْن َت َف َخ ْ‬ ‫ت ِإلَى َخ ْي َم ِت َها‪َ ،‬ف َجا َء َرفِيقُ ُه َو َق ِد ا ْب َت َ‬ ‫ب َح َّتى َر َج َع ْ‬ ‫ِرجْ لَ ْي َها ِبَأ ْك َوا ٍ‬
‫ث َأ ْو َنحْ ِو َها‪َ ،‬فلَ ْم َي َز ْل ِب ِه َرفِيقُ ُه َح َّتى َأ ْخ َب َرهُ‬ ‫ِك ُم ْن ُذ ثَاَل ٍ‬ ‫ُك ِبصِ ْب َيت َ‬ ‫ك قِص ًَّة‪ِ ،‬إ َّن َما َع ْهد َ‬ ‫ت صِ ْب َيتِي"‪َ  ‬قا َل‪ :‬اَل ‪ِ ،‬إنَّ لَ َ‬ ‫"خ ْي ٌر َذ َكرْ ُ‬ ‫ِيك؟ َقا َل‪َ  :‬‬ ‫َما ُي ْبك َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ك؟"‪َ  ‬قا َل‪َ :‬نا َح ُّق ِبال ُب َكا ِء ِمن َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫ِيدا‪َ ،‬ف َقا َل ل ُه ُسل ْي َمانُ ‪ " :‬نتَ َما ُي ْبكِي َ‬ ‫َ‬ ‫ض َع ال ُّسف َر َة َو َج َع َل َي ْبكِي ُب َكا ًء َشد ً‬ ‫ْ‬ ‫َأْل‬
‫ِب َش ِن ا عْ َر ِاب َّيةِ‪َ ،‬ف َو َ‬ ‫ْأ‬
‫اف َو َس َعى‬ ‫ان َقا َل‪َ :‬فلَمَّا ا ْن َت َهى ُسلَ ْي َمانُ ِإلَى َم َّك َة َو َط َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ا‬‫ز‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫رْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫َقا َل‪َ " :‬فلِ َم؟"‪َ  ‬قا َل‪َ :‬أِل ِّني َأ ْخ َشى َل ْو ُك ْن‬
‫ك‬‫اِئح ٌة َط ِّي َب ٌة َف َقا َل َل ُه ُسلَ ْي َمانُ ‪َ " :‬منْ َأ ْنتَ َر ِح َم َ‬ ‫ارةٌ َح َس َن ٌة َو َر َ‬ ‫ط َوا ٌل َشرْ َجبٌ لَ ُه َش َ‬ ‫س َفِإ َذا َر ُج ٌل َوسِ ي ٌم َجمِي ٌل ُ‬ ‫َأ َتى ْالحِجْ َر َواحْ َت َبى ِب َث ْو ِب ِه َف َن َع َ‬
‫يز َل َش ًنا َع ِجيبًا"‪َ  ‬ف َقا َل لَ ُه يُوسُفُ ‪:‬‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ْأ‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬
‫يق؟ َقا َل‪َ :‬ن َع ْم قُل ُ‬ ‫ص ِّد ُ‬ ‫هللاُ؟"‪َ  ‬قا َل‪َ :‬أ َنا يُوسُفُ بْنُ َيعْ قُ َ‬
‫ك َو َش ِن ام َْر ِة ال َع ِز ِ‬ ‫ت‪ِ" :‬إنَّ فِي َش ِن َ‬ ‫وب َقا َل‪ :‬يوسُفُ ال ِّ‬
‫صا ِح َب ِة اَأْلب َْوا ِء َأعْ َجبُ ‪[ .‬حلية األولياء ألبي نعيم جـ‪2‬صـ‪]191 :192‬‬ ‫ك َو َشْأنُ َ‬ ‫‪َ .‬شْأ ُن َ‬

‫‪:‬منذر بن سعيد ]‪[8‬‬

‫از َو َتاهُوا‪َ .‬قا َل‪َ :‬فَأ َو ْي َنا‬ ‫َخ َر َج منذر بن سعيد إلى الحج سيراً على األقدام َم َع َق ْو ٍم َرجَّ الَةٍ‪َ ،‬فان َق َطعُوا َوَأ َ‬
‫عو َز ُه ُم [احتاجوا] ال َما ُء فِي الح َِج ِ‬
‫ان فِي قُ َبالَ ِتهِ‪َ ،‬ف َعالَجْ ُتهُ‪َ ،‬ف َن َزعْ ُتهُ‪َ ،‬فان َب َع َ‬
‫ث ال َما ُء‪َ Q،‬ف َش ِر ْب َنا‬ ‫الج َب ِل‪َ ،‬فِإ َذا حج ٌر َك َ‬ ‫ت َرْأسِ ي م ُْل َ‬
‫صقا ً ِب َ‬ ‫غَار َن ْن َتظِ ُر ال َم ْوتَ ‪َ ،‬ف َو َ‬
‫ضعْ ُ‬ ‫ِإلَى ٍ‬
‫‪َ .‬وتزوَّ َدنا‪[ .‬سير أعالم النبالء للذهبي جـ ‪16‬صـ ‪]175‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪:‬عز الدين بن عبد السالم ]‪[9‬‬

‫قال الباجي‪ :‬طلع شيخنا عز الدين بن عبد السالم مرة إلى السلطان الصالح أيوب في يوم عي ٍد إلى القلعة فشاهد العساكر‪ Q‬مصطفين بين‬
‫يديه ومجلس المملكة وما السلطانُ فيه يوم العيد من األبَّهة وقد خرج على قومه في زينته على عادة سالطين الديار المصرية وأخذت‬
‫األمراء تق ِّب ُل األرض بين يدي السلطان فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه يا أيوبُ ما حُجَّ ُتك عند هللا إذا قال لك ألم أبوئ لك م َ‬
‫ُلك‬
‫مصر ثم تبيح الخمور فقال هل جرى هذا؟ فقال العز بن عبد السالم‪ :‬نعم الحانة الفُالنية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات‬
‫وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون‪ ،‬فقال‪ :‬يا سيدي السلطان‪ :‬هذا أنا ما عملته‪ ،‬هذا من‬
‫‪.‬زمان أبي‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬أنت من الذين يقولون [إ َّنا َو َجدنا آبا َءنا على أمَّة] فرسم [أصدر أمراً] السلطان بإبطال تلك الحانة‬

‫ُ‬
‫استحضرت هيبة‬ ‫قال الباجي‪ :‬سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان وقد شاع هذا الخبر‪ :‬فقلت‪ :‬يا سيدي أما خِف َته؟ فقال‪ :‬وهللا يا بني‬
‫الوهَّاب السُّبكي جـ ‪8‬صـ‪]211 :212‬‬‫‪.‬هللا تعالى فصار السلطان قدامي كالقط‪[ .‬طبقات الشافعية‪ Q‬لعبد َ‬

‫‪:‬أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية ]‪[10‬‬

‫لما استولى السلطان قازان [ملك التتار] على دمشق‪ ،‬ووصل الخبر إلى الشيخ ابن تيمية قام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في‬
‫الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر على التتار والظفر واألمن وزوال الخوف فانتدب منهم رجال من ُكبرائهم وذوي األحالم منهم‬
‫فخرجوا معه إلى السلطان قازان‪ ،‬فلما رآهم السلطان قال من هؤالء؟ فقيل هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه‪ ،‬فتقدم الشيخ‬
‫رضي هللا عنه أوال فلما أن رآه أوقع هللا له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه‪ ،‬وأخذ الشيخ في الكالم معه وأخبره بحرمه دماء‬
‫المسلمين و َذ َّك َر ه باهلل ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه‬
‫في أثناء حديثه حتى لقد قرب إن تالصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك ُم ْقب ٌل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخص إليه ال‬
‫يعرض عنه من شدة ما أوقع هللا ما في قلبه من المحبة والهيبة البن تيمية سأل من يخصه من أهل حضرته من هذا الشيخ وقال ما‬
‫معناه إني لم أر مثله وال أثبت قلبا ً منه وال أوقع من حديثه في قلبي وال رأيتني َأعْ َظ ُم انقياداً مني ألحد منه فُأخبر بحاله وما هو عليه‬
‫من العلم والعمل فقال الشيخ للترجمان قل لقازان أنت تزعم أنك مسل ٌم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومؤذن على ما بلغنا فغزوتنا وأبوك‬
‫‪.‬وجدك كانا كافرين وما عمال الذي عملت عاهدا فوفيا‪ ،‬وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجُرْ ت‪[ .‬أي‪ :‬ظلمت]‬

‫وسأله قازان إن أحببت أن ُأعمر لك بلد آبائك َحرَّ ان وتنتقل إليه ويكون برسمك [أي تتصرف فيه كما تريد] فقال ال وهللا ال أرغب‬
‫عن مهاجر إبراهيم عليه السالم وال أستبدل به غيره‪ ،‬فخرج من بين يديه مكرما ً معززاً قد صنع له هللا بما طوى عليه نيته الصالحة‬
‫مِن َب ْذله نفسه في طلب َح ْقن دماء المسلمين فبلَّغه َملِك التتار ما أراده وكان ذلك أيضا ً سببا ً لتخليص غالب ُأ َسارى المسلمين من أيديهم‬
‫وردهم على أهلهم وحفظ حريمهم وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة الجأش وكان ابن تيمية يقول‪ :‬لن يخاف الرجل غير هللا إال‬
‫‪.‬لمرض في قلبه‪[ .‬األعالم العلية للبزار ص ‪]69‬‬

‫‪.‬حقاً‪ :‬إن تقوى هللا تعالى في ال ِّس ر والعالنية هي سبيل النجاة للمؤمنين المتقين في كل مكان وزمان‬

‫••••‬

‫والتوفيق‬
‫ِ‬ ‫باإلخالص‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هللا سُبحانه لي‬
‫يدعو َ‬
‫َ‬ ‫ينفع بهذه الرسالة إخواني‪ ،‬طالب الع ِْل ِم الكرام‪ ،‬وأرجو َمنْ يقرؤها أن‬
‫هللا تعالى أن َ‬
‫‪،‬أسأ ُل َ‬

‫تج ٌ‬
‫ابة‬ ‫المسلم ألخيه ب َظه ِْر الغَ ْي ِ‬
‫ب مُسْ َ‬ ‫ت على الحق‪ ،‬وحُسْ ِن الخاتمة‪ ،‬فإن دعو َة‬
‫‪.‬والثبا ِ‬
‫ِ‬
‫ك َرُؤ وفٌ رَّ حِي ٌم‪﴾ ‬‬ ‫وب َنا غِ اًّل لِّلَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا َر َّب َنا ِإ َّن َ‬ ‫ان َواَل َتجْ َع ْل فِي قُلُ ِ‬ ‫اغفِرْ لَ َنا َوِإِل ْخ َوا ِن َنا الَّذ َ‬
‫ِين َس َبقُو َنا ِباِإْلي َم ِ‬ ‫بقول هللا تعالى‪َ  ﴿ :‬ر َّب َنا ْ‬
‫ِ‬ ‫وأخ ِت ُم‬
‫‪[.‬الحشر‪]10 :‬‬

‫‪.‬وآخ ُر دعوانا َأ ِن ْال َحمْ ُد هَّلِل ِ َربِّ ْال َعالَم َ‬


‫ِين‬

‫وسلَّ َم َع لى نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‬
‫صلَّى هللاُ َ‬
‫َ‪.‬و َ‬

‫‪: https://www.alukah.net/sharia/0/88087/#ixzz6xGIIRjLM‬رابط الموضوع‬

‫أهمية التقوى في حياة المسلم‬

‫ً‬
‫وقاية تقيه سخ َط‬ ‫اختلفت تعبيرات العلماء في تعريف التقوى مع أنها تدور كلها حول مفهوم واحد؛ وهو أن يجعل العبد بينه وبين هللا‬
‫‪:‬هللا تعالى وغضبه‬

‫قال ابن رجب رحمه هللا‪(( :‬وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقية منه‪ ،‬فتقوى العبد لربه أن يجعل ‪• ‬‬
‫‪ .‬بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك‪ ،‬وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه))[‪]1‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬وقال ابن القيم رحمه هللا‪• ‬‬

‫وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة هللا إيما ًنا واحتسابًا‪ ،‬أمرً ا ونهيًا‪ ،‬فيفعل ما أمر هللا به إيما ًنا باألمر وتصدي ًقا بوعده‪ ،‬ويترك ما ((‬
‫‪))[2].‬نهى هللا عنه إيما ًنا بالنهي وخو ًفا من وعيده‬

‫‪ ‬‬

‫وقال ابن عباس رضي هللا عنهما‪(( :‬المتقون الذي يحذرون من هللا عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدي‪ ،‬ويرجون رحمته في ‪• ‬‬
‫‪.‬التصديق بما جاء به))‬

‫‪ ‬‬

‫وقال طلق بن حبيب‪(( :‬التقوى‪  ‬أن تعمل بطاعة هللا على نور من هللا ترجو ثواب هللا‪ ،‬وأن تترك معصية هللا على نور من هللا ‪• ‬‬
‫‪.‬تحاف عقاب هللا))‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬وقال ابن مسعود في قوله تعالى‪ ﴿ :‬ا َّتقُوا هَّللا َ َح َّق ُت َقا ِت ِه‪ ﴾ ‬قال‪(( :‬أن يطاع فال يعصى‪ ،‬ويذكر فال سني‪ ،‬وأن يشكر فال يكفر))‪• ‬‬

‫‪ ‬‬

‫وقال عمر بن عبد العزيز‪(( :‬ليس تقوى هللا بصيام النهار وال بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك‪ ،‬ولكن تقوى هللا ترك ما حرم هللا ‪• ‬‬
‫‪.‬وأداء ما افترض هللا‪ ،‬فمن رزق بعد ذلك خيرً ا‪ ،‬فهو خير إلى خير))‬
‫‪ ‬‬

‫‪).‬وقال بعض العلماء‪( :‬التقوى أن تهتم بتزيين سرك ومخبرك وباطنك أكثر من اهتمامك بمظهرك)‪• ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أهمية التقوى‬

‫إن معرفة‪ Q‬المسلمة‪ ‬ألهمية التقوى‪  ‬وفضلها تتدافعها وال شك إلى سلوك كل سبيل يوصلها إلى تقوى هللا تبارك وتعالى وهذا هو‬
‫‪.‬المقصود‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬وتظهر أهمية التقوى وفضلها في‬

‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬


‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم َوِإيَّا ُك ْم َأ ِن ا َّت ُقوا هَّللا َ‪1-  ﴾ ...‬‬ ‫ص ْي َنا الَّذ َ‬
‫أنها وصية هللا عز وجل لألولين واآلخرين‪ ،‬كما قال تعالى‪َ  ﴿ :‬ولَ َق ْد َو َّ‬
‫‪[.‬النساء‪]131 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫هي وصية النبي صلى هللا عليه وسلم ألمته‪ ،‬كما في حديث العرباض بن سارية‪(( :‬أوصيكم بتقوى هللا والسمع والطاعة وإن كان ‪2- ‬‬
‫عبدا حبشيًا‪ ،‬فإنه من يعش منكم فسيرى اختال ًفا كثيرً ا‪ ،‬فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين‪ ،‬عضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم‬
‫ً‬
‫‪.‬ومحدثات األمور‪ ،‬فإن كل بدعة ضاللة))[‪]3‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أنها وصية جميع الرسل الكرام عليهم الصالة والسالم ‪3-‬‬

‫ت َعا ٌد‬ ‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل لَ ُه ْم َأ ُخو ُه ْم ُنو ٌح َأاَل َت َّتقُ َ‬


‫ون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪ ،]106 ،105 :‬وقال تعالى ﴿‪َ  ‬ك َّذ َب ْ‬ ‫وح ْالمُرْ َسل َ‬
‫ت َق ْو ُم ُن ٍ‬ ‫كما قال تعالى‪َ  ﴿ :‬ك َّذ َب ْ‬
‫ون‪[ ﴾ ‬الشعراء‪ .]124 ،123 :‬وكذلك هي وصية صالح ولوط وشعيب وموسى عليهم‬ ‫ِين‪ِ * ‬إ ْذ َقا َل َل ُه ْم ُخو ُه ْم هُو ٌد اَل َت َّتقُ َ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ْالمُرْ َسل َ‬
‫‪.‬أفضل الصالة والتسليم‬

‫‪ ‬‬

‫ون َيا ُأولِي اَأْل ْل َبا ِ‬


‫ب ﴾ [البقرة‪4- ]197 :‬‬ ‫الزا ِد ال َّت ْق َوى َوا َّتقُ ِ‬
‫‪.‬أفضل زاد يتزود به العبد‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َت َزوَّ دُوا َفِإنَّ َخي َْر َّ‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬أهل التقوى‪ ‬هم أولياء هللا عز وجل وهم أكرم الناس‪5- ‬‬

‫ِين آ َم ُنوا َو َكا ُنوا َي َّتقُ َ‬


‫ون‪[ ﴾ ‬يونس‪]63 ،62 :‬‬ ‫‪.‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬أاَل ِإنَّ َأ ْولِ َيا َء هَّللا ِ اَل َخ ْوفٌ َعلَي ِْه ْم َواَل ُه ْم َيحْ َز ُن َ‬
‫ون‪ * ‬الَّذ َ‬

‫‪.‬وقال تعالى‪َ  ﴿ :‬وهَّللا ُ َولِيُّ ْال ُم َّتق َ‬


‫ِين‪[ ﴾ ‬الجاثية‪]19 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬أن هللا عز وجل أمر المسلمين بالتعاون على التقوى ونهاهم عن التعاون على ما يخالفها‪6- ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪.‬فقال تعالى‪َ  ﴿ :‬و َت َع َاو ُنوا َعلَى ْال ِبرِّ َوال َّت ْق َوى َواَل َت َع َاو ُنوا َعلَى اِإْل ْث ِم َو ْالع ُْد َو ِ‬
‫ان‪[ ﴾ ‬المائدة‪7- ]2 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬سلسلة المرأة الصالحة‪ ،‬دار الصفوة بالقاهرة‪ 1437 ،‬هـ‪ 2016 ،‬م‬

‫‪: https://www.alukah.net/sharia/0/121791/#ixzz6xGIWW2G2‬رابط الموضوع‬

‫‪Toggle navigation‬‬

‫‪ ‬‬

‫مقاالت‬

‫‪ ‬‬

‫التقوى سبب كل خير‬

‫التقوى سبب كل خير‬

‫الحمد هلل رب العالمين والعاقبة للمتقين‪ ،‬وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه سيدنا وإمامنا‬
‫‪:‬ونبينا محمد بن عبدهللا وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم القيامة‪ ،‬أما بعد‬

‫من تدبر موارد التقوى في كتاب هللا عز وجل وفي سنة رسوله محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬علم أنها سبب كل خير في الدنيا‬
‫واآلخرة‬

‫فلشدة الحاجة إلى التقوى ولعظم شأنها‪ Q،‬ولكون كل واحد منا‪ ،‬بل كل واحد من المسلمين في أشد الحاجة إلى التقوى واالستقامة عليها‪،‬‬
‫رأيت أن أكتب فيها كلمة موجزة عسى هللا أن ينفع بها المسلمين فأقول‪ :‬كل من تدبر موارد التقوى في كتاب هللا عز وجل وفي سنة‬
‫‪.‬رسوله محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬علم أنها سبب كل خير في الدنيا واآلخرة‬
‫فأنت يا عبد هللا إذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره‪ ،‬تجد التقوى رأس كل خير‪ ،‬ومفتاح كل خير‪ ،‬وسبب كل خير في الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬وإنما تأتي المصائب والباليا والمحن والعقوبات بسبب اإلهمال أو اإلخالل بالتقوى وإضاعتها‪ ،‬أو إضاعة جزء منها‪،‬‬
‫‪. ‬فالتقوى هي سبب السعادة‪ Q‬والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر في الدنيا واآلخرة‬
‫ولنذكر في هذا آيات من كتاب هللا‪ ،‬ترشد إلى ما ذكرنا‪ ،‬من ذلك قوله جل وعال‪َ  :‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه َم ْخ َرجً ا‪ ‬۝‪َ  ‬و َيرْ ُز ْق ُه مِنْ َحي ُ‬
‫ْث‬
‫اَل َيحْ َتسِ بُ ‪[ ‬الطالق‪ ] 3-2:‬قال بعض السلف‪ :‬هذه اآلية أجمع آية في كتاب هللا‪ ،‬أو قال‪ :‬من أجمع آية في كتاب هللا‪ ،‬وما ذاك إال ألن‬
‫هللا رتب عليها خير الدنيا واآلخرة‪ ،‬فمن اتقى هللا جعل له مخرجا من مضائق الدنيا ومضائق اآلخرة‪ ،‬واإلنسان في أشد الحاجة‪ ،‬بل‬
‫في أشد الضرورة إلى األسباب التي تخلصه من المضائق في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ولكنه في اآلخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة‪ ،‬وأعظم‬
‫الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة‪ ،‬وشدائدها‪ ،‬فمن اتقى هللا في هذه الدار فرج هللا عنه كربات يوم القيامة‪ ،‬وفاز بالسعادة‬
‫والنجاة في ذلك اليوم العظيم العصيب‪ ،‬فمن وقع في كربة من الكربات فعليه أن يتقي هللا في جميع األمور‪ ،‬حتى يفوز بالفرج‬
‫والتيسير‪ ،‬فالتقوى باب لتفريج كربة العسر وكربة الفقر وكربة الظلم وكربة الجهل وكربة السيئات والمعاصي وكربة الشرك والكفر‬
‫إلى غير ذلك‪ ،‬فدواء هذه األمور وغيرها أن يتقي هللا بترك األمور التي حرمها هللا ورسوله‪ ،‬وبالتعلم والتفقه في الدين حتى يسلم من‬
‫‪. ‬داء الجهل‪ ،‬وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا واآلخرة‬
‫فالسيئات لها عواقب في الدنيا من عقوبات قدرية‪ ،‬أو عقوبات شرعية‪ ،‬من الحدود والتعزيرات والقصاص‪ ،‬ولها عقوبات في اآلخرة‪،‬‬
‫أولها عذاب القبر‪ ،‬ثم بعد الخروج من المقابر بعد البعث والنشور عقوبات وشدائد يوم القيامة‪ ،‬ومن عقوباتها أيضا أن اإلنسان يخف‬
‫ميزانه بسبب إضاعة التقوى ويرجح ميزانه بسبب استقامته على التقوى‪ ،‬ويعطى كتابه بيمينه إذا استقام على التقوى‪ ،‬وبشماله إذا‬
‫انحرف عن التقوى‪ ،‬ويدعى إلى الجنة إذا استقام على التقوى‪ ،‬ويساق إلى النار إذا ضيع التقوى‪ ،‬وخالف التقوى وال حول وال قوة إال‬
‫‪.‬باهلل‬
‫واإلنسان محتاج أيضا إلى الرزق الحالل الطيب في هذه الدار‪ ،‬وإلى النعيم المقيم في اآلخرة‪ ،‬وهو أحسن نعيم وأعظم النعيم وال نعيم‬
‫‪.‬فوقه‪ ،‬وال طريق إلى ذلك وال سبيل إال بالتقوى‪ ،‬فمن أراد عز الدنيا والرزق الحالل فيها‪ ،‬والنعيم في اآلخرة‪ ،‬فعليه بالتقوى‬
‫واإلنسان محتاج إلى العلم‪ ،‬والبصيرة والهدى‪ ،‬وال سبيل إلى ذلك إال بالتقوى‪ ،‬كما قال عز وجل‪َ  :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ِإنْ َت َّتقُوا هَّللا َ‬
‫‪َ . ‬يجْ َع ْل لَ ُك ْم فُرْ َقا ًنا‪[ ‬األنفال‪ ] 29:‬والفرقان كما قال أهل العلم‪ :‬هو‪ :‬النور الذي يفصل به بين الحق والباطل‪ ،‬وبين الهدى والضالل‬

‫االجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى‪ ،‬وبذلك يحصل النور والهدى‪ ،‬وهما الفرقان‪ .‬فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها‬
‫اإليمان والعمل الصالح‬

‫وال يخفى على من تأمل أن االجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى‪ ،‬وبذلك يحصل النور والهدى‪ ،‬وهما الفرقان‪.‬‬
‫ات‬‫ت لَ ُه ْم َج َّن ُ‬ ‫ِين آ َم ُنوا َو َع ِملُوا الصَّال َِحا ِ‬ ‫فالتقوى كلمة جامعة‪ Q‬حقيقتها اإليمان والعمل الصالح كما قال هللا جل وعال‪ِ :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫صالِحً ا مِنْ َذ َك ٍر َأ ْو ُأ ْن َثى َوه َُو مُْؤ ِمنٌ َفلَ ُنحْ ِي َي َّن ُه َح َيا ًة ط ِّي َبة َول َنجْ ِز َي َّن ُه ْم جْ َر ُه ْم ِب حْ َس ِن َما‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِيم‪[ ‬لقمان‪ ]8:‬وكما قال عز وجل‪َ  :‬منْ َع ِم َل َ‬ ‫ال َّنع ِ‬
‫ون‪[ ‬النحل‪ ] 97:‬فالتقوى حقيقتها إيمان صادق باهلل ورسوله‪ ،‬وبما أخبرت به الرسل عما كان وعما يكون‪ ،‬ثم عمل صالح‬ ‫َكا ُنواا َيعْ َملُ َ‬
‫وهو مقتضى اإليمان وموجبه‪ ،‬ومن ذلك التعلم والتفقه في الدين وهما من التقوى كما تقدم ولذلك رتب هللا على التقوى الفرقان‪ ،‬ألن‬
‫‪.‬من شعبها التعلم والتفقه في الدين والتبصر في ما جاء به المصطفى عليه الصالة والسالم‬
‫فاإلنسان قد تضيق أمامه الدروب وتسد في وجهه األبواب في بعض حاجاته‪ ،‬فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير‬
‫لها‪ ،‬كما قال عز وجل‪َ  :‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُه مِنْ َأ ْم ِر ِه يُسْ رً ا‪[ ‬الطالق‪ ]4:‬وقد جرب سلفنا الصالح وهم الصحابة رضي هللا عنهم‬
‫وأتباعهم بإحسان‪ ،‬كما جرب قبلهم رسل هللا عليهم الصالة والسالم الذين بعثهم هللا لهداية البشر‪ ،‬وحصلوا بالتقوى على كل خير‪،‬‬
‫‪.‬وفتحوا بها باب السعادة وانتصروا بها على األعداء‪ ،‬وفتحوا بها القلوب‪ ،‬وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم‬
‫وإنما حصلت لهم القيادة لألمم والذكر الجميل والفتوحات المتتابعة بسبب تقواهم هلل‪ ،‬وقيامهم بأمره‪ ،‬وانتصارهم لدينه‪ ،‬وجمع كلمتهم‬
‫على توحيده وطاعته‪ ،‬كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا وغفران الذنوب وسبيل هذا هو التقوى‪ ،‬كما قال‬
‫عز وجل‪ِ :‬إنْ َت َّتقُوا هَّللا َ َيجْ َع ْل لَ ُك ْم فُرْ َقا ًنا َو ُي َك ِّفرْ َع ْن ُك ْم َس ِّيَئ ا ِت ُك ْم َو َي ْغفِرْ َل ُك ْم‪[ ‬األنفال‪ ]29:‬وقال عز وجل‪َ  :‬و َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ ُي َك ِّفرْ َع ْن ُُه َس ِّيَئ ا ِت ِه‬
‫َويُعْ ظِ ْم َل ُه َأجْ رً ا‪[ ‬الطالق‪ ] 5:‬ومن أعظم األجر الفوز بالجنة والنجاة من النار‪ ،‬وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على‬
‫أعدائهم والسالمة من مكايد األعداء وال سبيل إلى هذا إال بالتقوى‪ ،‬كما قال عز وجل‪َ  :‬وِإنْ َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا اَل َيضُرُّ ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيًئ ا ِإنَّ‬
‫ِيط‪[ ‬آل عمران‪]120:‬‬ ‫ون ُمح ٌ‬ ‫‪. ‬هَّللا َ ِب َما َيعْ َملُ َ‬
‫فالمسلمون إذا صبروا في طاعة هللا وفي جهاد أعدائه واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة‪ :‬البدنية والمالية والزراعية‬
‫والسالحية وغير ذلك‪ ،‬نصروا على عدوهم‪ .‬ألن هذا كله من تقوى هللا‪ ،‬ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع الوجوه‪،‬‬
‫كالتدريب البدني والمهني والتدريب على أنواع األسلحة‪ ،‬ومن ذلك إعداد المال وتشجيع الزراعة والصناعة وغير ذلك مما يستعان به‬
‫على الجهاد‪ ،‬واالستغناء عما لدى األعداء‪ ،‬وكل ذلك داخل في قوله سبحانه‪َ  :‬وَأعِ دُّوا لَ ُه ْم َما اسْ َت َطعْ ُت ْم مِنْ قُوَّ ٍة‪[ ‬األنفال‪ ]60:‬وال يتم‬
‫‪.‬ذلك إال بالصبر‬
‫والصبر من أعظم شعب التقوى وعطفها عليه في قوله سبحانه‪َ  :‬وِإ ْن َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا‪[ ‬آل عمران‪ ]120:‬من عطف العام على‬
‫الخاص‪ ،‬فالبد من صبر في جهاد األعداء‪ ،‬والبد من صبر في الرباط في الثغور‪ ،‬والبد من صبر في إعداد المستطاع من الزاد‬
‫والبدن القوي المدرب‪ ،‬كما أنه البد من الصبر في إعداد األسلحة المستطاعة التي تماثل سالح العدو أو تفوقه حسب اإلمكان‪ ،‬ومع‬
‫هذا الصبر البد من تقوى هللا في أداء فرائضه وترك محارمه والوقوف عند حدوده واالنكسار بين يديه واإليمان بأنه الناصر وأن‬
‫النصر من عنده ال بكثرة الجنود وال بكثرة العدة وال بغير ذلك من أنواع األسباب‪ ،‬وإنما النصر من عنده سبحانه وإنما جعل األسباب‬
‫لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر‪ ،‬كما قال جل وعال‪َ  :‬و َما َج َعلَ ُه هَّللا ُ ِإاَّل ُب ْش َرى َولِ َت ْطمَِئنَّ ِب ِه قُلُو ُب ُك ْم َو َما ال َّنصْ ُر ِإاَّل مِنْ عِ ْن ِد‬
‫ِّت َأ ْق َدا َم ُك ْم‪[ ‬محمد‪ ]7:‬وقال عز وجل‪َ  :‬ولَ َي ْنص َُرنَّ‬ ‫صرُوا هَّللا َ َي ْنصُرْ ُك ْم َو ُي َثب ْ‬ ‫ِين آ َم ُنوا ِإ ْن َت ْن ُ‬ ‫هَّللا ِ‪[ ‬األنفال‪ ]10:‬اآلية وقال سبحانه‪َ  :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫الز َكا َة َوَأ َمرُوا ِب ْال َمعْ رُوفِ َو َن َه ْوا َع ِن‬ ‫صاَل َة َوآ َتوُ ا َّ‬ ‫ض َأ َقامُوا ال َّ‬ ‫ِين ِإنْ َم َّك َّنا ُه ْم فِي اَأْلرْ ِ‬ ‫ص ُرهُ ِإنَّ هَّللا َ َل َق ِويٌّ َع ِزي ٌز ۝ الَّذ َ‬ ‫هَّللا ُ َمنْ َي ْن ُ‬
‫‪.‬ال ُم ْن َك ِر‪[ ‬الحج‪ ]41 ،40:‬اآلية‬ ‫ْ‬
‫وهذه األعمال من شعب التقوى‪ ،‬وبهذا يعلم معنى قوله سبحانه‪َ  :‬وِإنْ َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا اَل َيضُرُّ ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيًئ ا‪[ ‬آل عمران‪ ]120:‬فإذا‬
‫أراد المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا واآلخرة وتفريج الكروب وتيسير األمور وغفران الذنوب وتكفير السيئات والفوز‬
‫ت‬ ‫ِين فِي َج َّنا ٍ‬ ‫بالجنات إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم بتقوى هللا عز وجل‪ ،‬وهللا وصف أهل الجنة بالتقوى فقال‪ِ :‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬
‫ِيم‪[ ‬القلم‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ت النع ِ‬ ‫ِين عِ ْن َد َرب ِِّه ْم َج َّنا ِ‬ ‫ِيم‪[ ‬الطور‪ ]17:‬وقال تعالى‪ِ :‬إنَّ ل ِْل ُم َّتق َ‬ ‫ت َو َنع ٍ‬ ‫ِين فِي َج َّنا ٍ‬ ‫ُون‪[ ‬الذاريات‪ ]15:‬وقال عز وجل‪ِ :‬إنَّ ْال ُم َّتق َ‬ ‫َو ُعي ٍ‬
‫‪ ] 34‬فبين سبحانه أنه أعد الجنة ألهل التقوى‪ ،‬فعلمت يا أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك‪ ،‬ومتى اتقيته سبحانه حق التقوى‬
‫فزت بكل خير ونجوت من كل شر‪ ،‬وليس المعنى أنك ال تبتلى‪ ،‬بل قد تبتلى وتمتحن‪ ،‬وقد ابتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل‬
‫المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم وليقتدي بهم في ذلك‪ ،‬فباالبتالء يتبين صبر العبد وشكره ونجاته وقوته في دين هللا عز‬
‫ون‪[ ‬العنكبوت‪]2:‬‬ ‫ب ال َّناسُ َأنْ ُي ْت َر ُكوا َأنْ َيقُولُوا آ َم َّنا َو ُه ْم اَل ُي ْف َت ُن َ‬ ‫وجل‪ ،‬كما قال سبحانه‪َ :‬أ َحسِ َ‬
‫ين‪[ ‬العنكبوت‪ ]3:‬فال بد من االمتحان والفتنة كما تقدم‪،‬‬ ‫ْ‬
‫صدَ قُوا َولَ َيعْ لَمَنَّ ال َكاذ ِِب َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ِين مِنْ َق ْبل ِِه ْم َفلَ َيعْ لَمَنَّ هَّللا ُ الَّذ َ‬
‫وقال تعالى‪َ  :‬ولَ َق ْد َف َت َّنا الَّذ َ‬
‫ار ُك ْم‪[ ‬محمد‪ ]31:‬وقال سبحانه‪َ  :‬و َنبْلُو ُك ْم ِبال َّشرِّ َو ْال َخي ِْر‬ ‫ين َو َنبْلُ َو َأ ْخ َب َ‬ ‫َّاب ِر َ‬ ‫ِين ِم ْن ُك ْم َوالص ِ‬ ‫وكما قال جل وعال‪َ  :‬ولَ َنبْلُ َو َّن ُك ْم َح َّتى َنعْ لَ َم ْالم َُجا ِهد َ‬
‫ُون‪[ ‬األعراف‪ ]168:‬فاالختبار البد منه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ت ل َعل ُه ْم َيرْ ِجع َ‬ ‫َ‬ ‫َئ‬
‫ت َوال َّس ِّي ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُون‪[ ‬األنبياء‪ ]35:‬وقال سبحانه‪َ  :‬و َبل ْونا ُه ْم ِبال َح َسنا ِ‬ ‫فِ ْت َن ًة َوِإلَ ْي َنا ُترْ َجع َ‬
‫فالرسل وهم خير الناس امتحنوا بأعداء هللا‪ .‬نوح ما جرى عليه من قومه وهكذا هود وصالح وغيرهم وعلى رأسهم نبينا محمد ﷺ‬
‫خاتم النبيين وإمام المتقين وأفضل المجاهدين ورسول رب العالمين‪ ،‬قد علم ما أصابه بمكة وفي المدينة وفي الحروب‪ ،‬ولكنه صبر‬
‫صبرا عظيما حتى أظهره هللا على أعدائه وخصومه‪ ،‬ثم ختم له سبحانه وتعالى بأن فتح عليه مكة ودخل الناس في دين هللا أفواجا‪،‬‬
‫فلما أتم هللا النعمة عليه وعلى أمته وأكمل لهم الدين اختاره إلى الرفيق األعلى وإلى جواره عليه الصالة والسالم بعد المحنة العظيمة‬
‫والصبر العظيم والبالء الشديد‪ ،‬فكيف يطمع أحد بعد ذلك أن يسلم أو يقول متى كنت متقيا أو مؤمنا فال يصيبني شيء ليس األمر‬
‫ِين‪[ ‬هود‪َ  ]49:‬و ْال َعاقِ َب ُة‬ ‫كذلك بل البد من االمتحان‪ ،‬ومن صبر حمد العاقبة‪ ،‬كما قال هللا جل وعال‪َ  :‬فاصْ ِبرْ ِإنَّ ْال َعاقِ َب َة ل ِْل ُم َّتق َ‬
‫لِل َّت ْق َوى‪[ ‬طه‪ ]132:‬فالعاقبة‪ Q‬الحميدة ألهل التقوى‪ ،‬متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا هلل وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس‪ ،‬فالعاقبة‬
‫ِين‪[ ‬العنكبوت‪ ]69:‬فأنت يا عبد هللا‬ ‫ِين َجا َهدُوا فِي َنا لَ َن ْه ِد َي َّن ُه ْم ُس ُبلَ َنا َوِإنَّ هَّللا َ لَ َم َع ْالمُحْ سِ ن َ‬ ‫لهم في الدنيا واآلخرة‪ ،‬كما قال عز وجل‪َ  :‬والَّذ َ‬
‫في أشد الحاجة إلى تقوى ربك ولزومها واالستقامة عليها ولو جرى ما جرى من االمتحان‪ ،‬ولو أصابك ما أصابك من األذى أو‬
‫االستهزاء من أعداء هللا‪ ،‬أو من الفسقة والمجرمين فال تبالي‪ ،‬واذكر الرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬واذكر أتباعهم بإحسان‪ ،‬فقد أوذوا‬
‫‪.‬واستهزئ بهم وسخر بهم ولكنهم صبروا فكانت‪ Q‬لهم العاقبة الحميدة في الدنيا واآلخرة‬
‫فأنت يا أخي كذلك اصبر وصابر فإن قلت ما هي التقوى؟ فقد سبق لك شيء من بيانها‪ ،‬وقد تنوعت عبارات العلماء في التقوى‪،‬‬
‫وروي عن عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رضي هللا عنه ورحمه أنه قال‪( :‬ليس تقوى هللا بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما‬
‫بين ذلك‪ ،‬ولكن التقوى أداء فرائض هللا وترك محارمه‪ Q،‬فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير) ا‪ .‬هـ‪ .‬فمن رزق بعد أداء‬
‫‪.‬الفرائض وترك المحارم نشاطا في فعل النوافل وترك المكروهات والمشتبهات‪ Q‬فهو خير إلى خير‬
‫وقال طلق بن حبيب التابعي المشهور رحمه هللا‪( :‬تقوى هللا أن تعمل بطاعة هللا على نور من هللا ترجو ثواب هللا‪ ،‬وأن تدع معاصي‬
‫هللا على نور من هللا تخاف عقاب هللا) وقال بعضهم في تفسيرها التقوى طاعة هللا ورسوله‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬التقوى‪ :‬أن تجعل بينك‬
‫‪.‬وبين غضب هللا وعقابه وقاية تقيك ذلك بفعل األوامر وترك النواهي‪ ،‬وكل هذه العبارات معانيها صحيحة‬
‫فالتقوى حقيقتها هي‪ :‬دين اإلسالم‪ ،‬وهي‪ :‬اإليمان والعمل الصالح‪ ،‬وهي‪ :‬العلم النافع والعمل به‪ ،‬وهي‪ :‬الصراط المستقيم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫االستسالم هلل واالنقياد له جل وعال بفعل األوامر‪ ،‬وترك النواهي عن إخالص كامل له سبحانه وعن إيمانه به ورسله‪ ،‬وعن إيمان‬
‫بكل ما أخبر هللا به ورسوله‪ ،‬إيمانا صادقا يثمر أداء الخير والحذر من الشر والوقوف عند الحدود‪ ،‬وإنما سمى هللا دينه تقوى ألنه‬
‫يقي من استقام عليه عذاب هللا وغضبه‪ ،‬ويحسن لربه العاقبة جل وعال‪ ،‬وسمى هذا الدين إسالما‪ ،‬ألن المسلم‪ .‬يسلم نفسه هلل وينقاد‬
‫ين عِ ْن َد هَّللا ِ اِإْلسْ اَل ُم‪[ ‬آل عمران‪ ]19:‬وغيرها من‬ ‫ألمره‪ ،‬يقال أسلم فالن لفالن أي انقاد له‪ ،‬ولهذا سمى هللا دينه إسالما في قوله‪ِ :‬إنَّ ال ِّد َ‬
‫اآليات‪ ،‬ألن المسلم انقاد ألمر هللا وذل لعظمته‪ ،‬فالمسلم حقا ينقاد ألمر هللا‪ ،‬ويبتعد عن نهيه ويقف عند حدوده‪ ،‬قد أعطى القيادة لربه‬
‫‪.‬فهو عبد مأمور‪ ،‬رضاه وأنسه ومحبته ونعيمه في امتثال أمر هللا وترك نهيه‪ ،‬هذا هو المسلم الحق‬
‫ولهذا قيل له مسلم‪ ،‬يعني منقادا ألمر هللا تاركا لمحارمه واقفا عند حدوده‪ ،‬يعلم أنه عبد مأمور عليه االمتثال‪ ،‬ولهذا سمي الدين عبادة‬
‫ت‬ ‫كما سمي إسالما‪ ،‬سمي عبادة كما في قوله سبحانه وتعالى‪َ  :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ اعْ ُبدُوا َر َّب ُك ُم‪[ ‬البقرة‪ ]21:‬وفي قوله عز وجل‪َ  :‬و َما َخلَ ْق ُُ‬
‫ُون‪[ ‬الذاريات‪ ] 56:‬فسمي عبادة‪ .‬ألن العباد يؤدون أوامر هللا ويتركون نواهيه عن ذل وخضوع وانكسار‪ ،‬وعن‬ ‫س ِإاَّل لِ َيعْ ُبد ِ‬ ‫ْال ِجنَّ َواِإْل ْن َ‬
‫اعتراف بالعبودية وأنهم مماليك هلل وأنه سيدهم‪ ،‬وأنه القاهر فوقهم‪ ،‬وأنه العالم بأحوالهم وأنه المدبر لشؤونهم‪ ،‬فهم عبيد مأمورون‬
‫ذليلون منقادون ألمره سبحانه وتعالى‪ ،‬فلهذا سمى هللا دينه عبادة؛ ألن العبادة عند العرب هي‪ :‬التذلل والخضوع واالنكسار‪ ،‬يقولون‬
‫‪.‬طريق معبد‪ ،‬يعني مذلل قد وطأته األقدام‬
‫ويقولون أيضا‪ :‬بعير معبد‪ ،‬يعني قد شد ورحل حتى ذل للركوب والشد عليه‪ ،‬فسميت‪ Q‬طاعاتنا هلل عباده؛ ألننا نؤديها بالذل والخضوع‪ ‬‬
‫هلل جل وعال‪ ،‬وسمي العبد عبدا‪ ،‬ألنه ذليل بين يدي هللا مقهور مربوب للذي خلقه وأوجده‪ ،‬وهو المتصرف فيه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وسمي هذا الدين أيضا إيمانا؛ ألن العباد يؤدونه عن إيمان باهلل وتصديق به ورسله‪ ،‬فلهذا سمي دين هللا إيمانا لهذا المعنى كما في‬
‫الحديث الصحيح من قول النبي ﷺ‪ :‬اإليمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها‪ Q‬قول ال إله إال هللا وأدناها إماطة األذى عن الطريق‬
‫والحياء شعبة من اإليمان‪  ‬أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم‪ ،‬فبين عليه الصالة والسالم أن الدين كله إيمان وأن أعاله قول ال إله إال هللا‪،‬‬
‫ت َتجْ ِري مِنْ َتحْ ِت َها اَأْل ْن َها ُر‪[ ‬التوبة‪]72:‬‬ ‫فعلمنا بذلك أن الدين كله عند هللا إيمان‪ ،‬ولهذا قال سبحانه‪َ  :‬و َعدَ هَّللا ُ ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫ِين َو ْالمُْؤ ِم َنا ِ‬
‫ت َج َّنا ٍ‬
‫فسماهم بذلك‪ ،‬ألنك أيها المؤمن باهلل واليوم اآلخر تؤدي أعمالك وطاعتك وتترك المحارم عن إيمان وتصديق بأن هللا أمرك بذلك‬
‫ونهاك عن المحارم وأنه يرضى منك هذا العمل ويثيبك عليه وأنه ربك ولم يغفل عنك وأنت تؤمن بهذا‪ ،‬ولهذا فعلت ما فعلت فأديت‬
‫‪. ‬الفرائض وتركت المحارم ووقفت عند الحدود وجاهدت نفسك هلل عز وجل‬

‫بر ا ألن خصاله كلها خير‪ ،‬وسمى هذا الدين هدى ألن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير األخالق وإلى خير‬ ‫ُسمِّي الدين ًّ‬
‫األعمالوسمى الدين ب ًّر ا ألن خصاله كلها خير‪ ،‬وسمى هذا الدين هدى ألن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير األخالق وإلى خير‬
‫األعمال‬

‫بر ا ألن خصاله كلها خير‪ ،‬وسمى هذا الدين هدى ألن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير األخالق وإلى خير‬ ‫ُسمِّي الدين ًّ‬
‫األعمالوسمى الدين ب ًّر ا ألن خصاله كلها خير‪ ،‬وسمى هذا الدين هدى ألن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير األخالق وإلى خير‬
‫األعمال‪ ،‬ألن هللا بعث نبيه ﷺ ليكمل مكارم األخالق ومحاسن األعمال‪ ،‬كما في الحديث عنه عليه الصالة والسالم أنه قال‪ :‬إنما‬
‫بعثت ألتممم مكارم األخالق‪ ‬وفي حديث أنيس أخي أبي ذر قال‪ :‬سمعت رسول هللا ﷺ يدعو إلى مكارم األخالق‪ ‬فهذا الدين سمي‬
‫هدى‪ ،‬ألنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم األخالق ومحاسن األعمال‪ ،‬كما قال عز وجل‪َ  :‬ولَ َق ْد َجا َء ُه ْم مِنْ َرب ِِّه ُم ْال ُهدَى‪[ ‬النجم‪]23:‬‬
‫ُون‪[ ‬البقرة‪ ]157:‬وبهذا تعلم يا أخي معنى‬ ‫ِئك َعلَى ُه ًدى مِنْ َرب ِِّه ْم‪[ ‬البقرة‪ ]5:‬وقال في أهله أيضا‪َ  :‬وُأولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم ْال ُم ْه َتد َ‬ ‫وقال في أهله‪ُ :‬أولَ َ‬
‫هذه األلفاظ (اإلسالم)‪( ،‬اإليمان) (التقوى)‪( ،‬الهدى) (البر)‪ :‬العبادة‪ ،‬إلى غير ذلك‪ .‬وتعلم أيضا أن هذا الدين اإلسالمي قد جمع الخير‬
‫كله فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متق هلل‪ ،‬وهو موعود بالجنة والكرامة‪ ،‬وهو موعود بتفريج‬
‫الكروب وتيسير األمور‪ ،‬وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا‪ ،‬وهو الموعود بالنصر على األعداء والسالمة من مكائدهم إذا‬
‫استقام على دين هللا وصبر عليه وجاهد نفسه هلل وأدى حق هللا وحق عباده‪ ،‬فهذا هو المتقي وهو المؤمن‪ ،‬وهو البر‪ ،‬وهو المفلح‪،‬‬
‫‪.‬وهو المهتدي والصالح‪ ،‬وهو المتقي هلل عز وجل‪ ،‬وهو المسلم الحق‬
‫وأسأل هللا عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى‪ ،‬وأن يأخذ بأيدينا جميعا لما يرضيه وأن يجعلنا جميعا من عباده الصالحين‬
‫ومن حزبه المفلحين‪ ،‬وأن يمن علينا باالستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا والدعوة إلى ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد‬
‫‪ .‬كريم‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين[‪]1‬‬

‫نشرت بمجلة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة العدد الثاني السنة التاسعة ذو الحجة سنة ‪ ١٣٩٦‬هـ‪( ،‬مجموع فتاوى ومقاالت الشيخ‬
‫‪.‬ابن باز ‪)283 /2‬‬

‫أضف للمفضلة‪ ‬‬

‫شارك على فيسبوك‪ ‬أنشر تغريدة‪ ‬شارك على غوغل بلس‪ ‬إرسل إيميل‬

‫مجموع الفتاوى‬

‫مسيرة عطاء‬

‫التصنيفات‬

‫الفقهية‪ ‬‬

‫الموضوعية‪ ‬‬

‫العبادات‬

‫المعامالت‬

‫البيوع والمعامالت‬

‫السبق والمسابقات‬
‫السلف والقرض‬

‫الرهن‬

‫المفلس‬

‫الحجر‬

‫الصلح‬

‫الحوالة‬

‫الضمان والكفالة‬

‫الشركة‬

‫الوكالة‬

‫اإلقرار‬

‫العارية‬

‫الغصب‬

‫الشفعة‬

‫المساقاة والمزارعة‬

‫تقوى هللا في السر والعلن إن تقوى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في السرّ والعلن هي أساس الخيرات واندفاع الشرور عن اإلنسان؛ ألنه يستشعر بها‬
‫قرب هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬ومراقبته له في كل زمان ومكان وحدث‪ ،‬فيُحاسب نفسه على جميع أعماله‪ ،‬مما يجعل أعماله كلها راجعة لما‬
‫ك‪ ،‬واإلنسان التقي‪:‬‬
‫يُحبه هللا ويرضى‪ ] ١[،‬ومعنى التقوى لغة‪ :‬أي صانه ووقاه وستره من األذى‪ ،‬وقول وقاك هللا شر فالن؛ أي حفظ َ‬
‫‪،‬هو الذي وقى وحف َظ نفسه من المعاصي والعذاب بأداء األعمال الصالحة‬

‫أما معنى التقوى اصطالحا ً‪" :‬هي عبادته‪ ،‬بفعل األوامر وترك النواهي عن خوف من هللا ورغبة فيما عنده‪ ،‬وعن خشية له سبحانه‪،‬‬
‫وعن تعظيم لحرماته‪ ،‬وعن محبة صادقة له ولرسوله محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،"-‬وهذا تعريف ابن باز ‪-‬رحمه هللا‪]٢[.-‬‬

‫كل منها دليل‬ ‫وتقوى هللا سواء في السر أو في العلن ترتبط بأمرين؛ األول فعل الطاعات‪ ،‬والثاني اجتنابُ المعاصي‪ ،‬وااللتزام في ٍ‬
‫على ا ّتباع أوامر هللا تعالى تج ّنبا ً لعقابه ‪-‬عز وجل‪ ،-‬ورجا ًء لثوابه‪ ،‬وال ينبغي القول بأنّ تقوى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬مصدرها محبة هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫حث الناس على طلب الجنة والثواب‬ ‫وحده دون طلب الجنة والثواب أو الخوف من النار‪ ،‬فهذا مُخالف لما جاء في القرآن والسنة من ِّ‬
‫َأْل‬
‫ِين ا َّت َق ْوا َر َّب ُه ْم لَ ُه ْم ُغ َرفٌ مِّن َف ْوقِ َها ُغ َرفٌ َّم ْب ِني ٌَّة َتجْ ِري مِن َتحْ ِت َها ا ْن َها ُر َوعْ َد اللَّـ ِه اَل‬
‫ِن الَّذ َ‬‫من هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬حيث قال ‪-‬سبحانه‪( :-‬لَـك ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ار التِي َوقو ُد َها الناسُ‬ ‫َّ‬ ‫ي ُْخلِفُ اللَّـ ُه ْالمِي َعادَ )‪ ] ٣[،‬باإلضافة إلى الخوف والدعاء باتقاء النار والعذاب‪ ،‬قال هللا ‪-‬تعالى‪( :-‬فاتقوا الن َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ارةُ)‪ ]٤[،‬ث ّم إن األنبياء ‪-‬عليهم أفضل الصالة والسالم‪ -‬كانوا يطلبون الثواب ويخافون من النار‪ ،‬حيث قال هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في‬ ‫َو ْالح َِج َ‬
‫ِين)‪ ]٢[]٥[.‬إن أعظم نعيم هو دخول الجنة‬ ‫ُون فِي ْال َخي َْرا ِ‬
‫ت َو َي ْدعُو َن َنا َرغَ بًا َو َر َهبًا َو َكا ُنوا َل َنا َخاشِ ع َ‬ ‫ارع َ‬‫سورة األنبياء‪ِ( :‬إ َّن ُه ْم َكا ُنوا ي َُس ِ‬
‫ورؤية هللا ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وأكبر شقا ٍء هو دخول النار والحرمان من رؤية هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬والنعيم هو الهدف األسمى الذي يسعى له‬
‫ُسخ رون حياتهم في فعل الطاعات واالستزادة منها‪ ،‬ويبتعدون عن المعاصي في أمور حياتهم‪ ،‬ويسهرون الليالي يستغيثون‬ ‫الم ّتقون‪ ،‬في ِّ‬
‫ار ولو بشِ ق ت ْم َرةٍ)‪ ]٢[]٦[،‬وفيما يأتي بيان بعض‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫هللا ويطلبون رحمته وتجنب غضبه‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :‬اتقوا الن َ‬ ‫ّ‬
‫ما يؤ ّد ي إلى تحقيق التقوى‪ :‬مصاحبة األعمال الصالحة بالنية‪ ،‬واإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪ -‬في القلب‪ ،‬فال تتح ّقق التقوى في أداء األعمال‬
‫ُور)‪ ]٢[]٧[.‬ا ّتباع‬ ‫صد ِ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫(وا َّتقُوا اللَّـ َه ِإنَّ اللَّـ َه َعلِي ٌم ِب َذا ِ‬
‫كالصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والصبر‪ ،‬والصدقة‪ ،‬من دون النيّة الصادقة‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫وخالق‬
‫ِ‬ ‫وأتبع ال َّسيِّئ َة الحسن َة تمحُها‪،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫حيث ما كنتَ ‪،‬‬ ‫السيئات بحسنات تمحها‪ ،‬حيث قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬ا َّت ِق هَّللا ِ‬
‫حسن)‪ ] ٨[.‬حسن الخلق مع هللا ومع الناس من أهم صفات األتقياء‪ ،‬ويبين الحديث السابق ذلك‪]٨[.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بخلق‬
‫ٍ‬ ‫ال َّن َ‬
‫اس‬

‫(وَأق ِِم الصَّال َة‬


‫األتقياء يحرصون على أداء صالة النافلة في أطراف النهار والليل حتى يطهّروا أنفسهم من المعاصي‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ِبن ال َّس ِّيَئ اتِ)‪]٨[]٩[.‬‬
‫ت يُذه َ‬
‫الح َسنا ِ‬ ‫هار َو ُزلَ ًفا م َِن اللَّ ِ‬
‫يل ِإنَّ َ‬ ‫َط َر َفيِ ال َّن ِ‬

‫(البرُّ حُسْ نُ ال ُخلُ ِق‪َ ،‬واِإل ْث ُم ما‬


‫المتقون يتركون كل ما فيه شبهة خوفا ً من الوقوع في الحرام‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ِ :-‬‬
‫ك‪َ ،‬و َك ِرهْ تَ َأنْ َي َّطل َِع عليه الناسُ )‪]١١[]١٠[.‬‬
‫َّ‬ ‫ك في َن ْفسِ َ‬
‫َحا َ‬

‫ال إلى‬ ‫المتقون ال يكونون غليظين على الناس وال يُكثرون من الخصام‪ ،‬فقد قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬إنَّ َأ ْب َغ َ‬
‫ض الرِّ َج ِ‬
‫الخصِ ُم)‪]١٢[]١١[.‬‬‫هَّللا ِ األلَ ُّد َ‬

‫ُون ِإلَى ْال َخي ِْر َو َيْأ ُمر َ‬


‫ُون ِب ْال َمعْ رُوفِ َو َي ْن َه ْو َن‬ ‫(و ْل َت ُكن مِّن ُك ْم ُأم ٌَّة َي ْدع َ‬
‫المتقون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‪ ،‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬
‫ُون)‪ ] ١٣[،‬وقد حذر هللا والرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم من ترك األمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛‬ ‫َع ِن ْالمُن َك ِر َوُأولَ ٰـ َ‬
‫ِئك ُه ُم ْال ُم ْفلِح َ‬
‫َّ‬
‫ألنه سبب لغضب هللا والعذاب الشديد‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬والذي َنفسي بي ِد ِه لتأ ُمرُنَّ بالمعروفِ ول َتنهوُ نَّ ِ‬
‫عن‬
‫يبعث علي ُكم عقابًا من ُه ث َّم َتدعو َن ُه فال َيستجيبُ لَ ُكم)‪ ]١٤[،‬وهذا موافق لقوله ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬فلَمّا َنسوا ما ُذ ِّكروا ِب ِه‬ ‫َ‬ ‫المنكر أو ليوشِ َكنَّ هَّللا ُ أن‬‫ِ‬
‫ُقون)‪]١٢[]١٥[.‬‬ ‫ئيس ِبما كانوا َيفس َ‬ ‫ب َب ٍ‬ ‫َ‬
‫ذين ظلموا ِب َعذا ٍ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬
‫ون َع ِن السّو ِء َو َخذ َنا ال َ‬ ‫َّ‬
‫نجي َنا ال َ‬
‫ذين َين َه َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬

‫قيمة تقوى هللا في السر تقوى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في السر أم ٌر مه ٌّم جداً‪ ،‬فبها يتميّز الصادق من الكاذب‪ ،‬فمن الناس مثالً َمن يغضّ بصره‬
‫أمام الناس عن النساء‪ Q،‬وفي خلوته يُطلق نظره‪ ،‬وهذا من النفاق‪ ،‬فالتقوى أن يكون اإلنسان مُحاسبا ً لنفسه في السر والعلن‪ ،‬ففعله‬
‫لخير وتجنبه للشر أمام الناس أسهل من خلفهم‪ ،‬لذلك كان صدق التقوى يظهر في الخفاء والسر‪ ]١٦[.‬أما الذين يُظهرون أمام الناس‬
‫غير ما يخفونه فهم مبغوضين عند هللا وعند الناس‪ ،‬قال أبو الدرداء ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬لِ َي َّت ِق أحدُكم أنْ تلعنه قلوبُ المؤمنين وهو ال يشعر‪،‬‬
‫وبين هللا‪ ،‬ثم يجي ُء إلى‬
‫َ‬ ‫البغض في قلوب المؤمنين"‪ ،‬وقال غيره‪" :‬إنَّ العبد ليذنب الذنب فيما بينه‬ ‫َ‬ ‫يخلو بمعاصي هللا‪ ،‬فيلقي هللا له‬
‫إخوانه‪ ،‬فيرون َأ َث َر ذلك عليه"‪ ،‬فالتقوى في السر فهي عالمة لكمال اإليمان‪ ،‬ودرجتها أعلى من درجة التقوى في العلن؛ ألن درجة‬
‫الخشية والخوف والقرب من هللا تكون أكبر وأعمق عند اإلنسان الذي ي ّتقي هللا في س ّره قبل جهره‪ ]١٨[]١٧[.‬ثمرات تقوى هللا في‬
‫السر والعلن إنّ للتقوى في السر والعلن الكثير من الثمار‪ ،‬نذكر منها ما يأتي‪]٢٠[]١٩[:‬‬

‫‪ ] ٢١‬هللا ‪-‬تعالى‪ -‬مع المتقين‪ ،‬وهذه المعية هي معية حماية وتوفيق ونصرة وتأييد وتسديد وإعانة‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪( :-‬إنَّ اللَّـ َه َم َع الَّ َ‬
‫ذين‬
‫ِين َك َفرُوا ْال َح َياةُ ال ُّد ْن َيا‬ ‫نون)‪ ]٢٢[.‬حصول الم ّت قين يوم القيامة على مكان ٍة عالية‪ ،‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪ُ ( :-‬زي َِّن لِلَّذ َ‬ ‫ذين هُم مُحسِ َ‬ ‫ا َّت َقوا َوالَّ َ‬
‫ّ‬ ‫غَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِين اتق ْوا ف ْوق ُه ْم َي ْو َم القِ َيا َم ِة َواللـ ُه َيرْ زق َمن َيشا ُء ِب ي ِْر ِح َسابٍ)‪ ]٢٣[.‬توفيق هللا للمتقين للعلم والعمل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنوا َوالذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُون م َِن الذ َ‬ ‫َو َيسْ َخر َ‬
‫دن َيد ُخلو َنها َتجري‬ ‫ات َع ٍ‬ ‫(ج ّن ُ‬ ‫(وا َّتقُوا اللـ َه َوي َُعل ُم ُك ُم اللـهُ)‪ ]٢٤[.‬التقوى سبب لدخول الجنة‪ ،‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫النافع‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫قين)‪ ]٢٥[.‬المتقون ال يخافون من كيد وضرر األعداء‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫جز‬
‫َ َ ِ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫شاءون‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫ُم‬‫ه‬ ‫مِن َتح ِت َها اَألنها ُر لَ‬
‫ون ُمحِيط)‪ ]٢٦[.‬التقوى سبب لتأييد هللا والمدد منه‪ ،‬قال هللا ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ًئ‬
‫(وِإن َتصْ ِبرُوا َو َت َّتقُوا َيضُرُّ ك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْي ا ِإنَّ اللـ َه ِب َما َيعْ َمل َ‬ ‫ُ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬
‫ف م َِّن ْال َماَل ِئ َك ِة‬ ‫َأ‬
‫ِين لَن َي ْكفِ َي ُك ْم ن ُي ِم َّد ُك ْم َر ُّب ُكم ِبثَاَل َث ِة آاَل ٍ‬ ‫َأ‬ ‫ُون* ِإ ْذ َتقُو ُل ل ِْلمُْؤ ِمن َ‬ ‫ص َر ُك ُم اللَّـ ُه ِب َب ْد ٍر َوَأن ُت ْم َأ ِذلَّ ٌة َفا َّتقُوا اللَّـ َه َل َعلَّ ُك ْم َت ْش ُكر َ‬ ‫(ولَ َق ْد َن َ‬‫َ‬
‫ِين)‪ ]٢٧[.‬المتقون ال يؤذون‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ْ‬
‫ف م َِّن ال َم ِئك ِة ُم َسوِّ م َ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين* َبلى ِإن تصْ ِبرُوا َوتتقوا َو َي توكم مِّن ف ْو ِر ِه ْم َه ٰـذا ُي ْمدِدك ْم َر ُّبكم ِبخ ْم َس ِة آ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْأ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُنزل َ‬
‫ان َوا َّتقُوا اللَّـ َه ِإنَّ اللَّـ َه َشدِي ُد‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُد‬‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫او‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫اَل‬‫و‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬‫و‬‫َ‬ ‫رِّ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫او‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫(و‬‫َ‬ ‫‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫قال‬ ‫أجمعين‪،‬‬ ‫والناس‬ ‫هللا‬ ‫عباد‬
‫ِإْل ِ‬
‫تورث الفالح وتبعد الخسران‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِين)‪ ]٢٩[.‬التقوى‬ ‫ْال ِع َقابِ)‪ ]٢٨[.‬التقوى سبب لقبول هللا األعمال‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إ َّن َما َي َت َق َّب ُل اللَّـ ُه م َِن ْال ُم َّتق َ‬
‫ُون)‪ ] ٣٠[.‬التقوى تحمي صاحبها من الزيغ والضالل بعد الهداية‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫ب لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِح َ‬ ‫قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬فا َّتقُوا اللَّـ َه َيا ُأولِي اَأْل ْل َبا ِ‬
‫قون)‪ ]٣١[.‬التقوى هي عالمة‬ ‫(وَأنَّ هـذا صِ راطي مُس َتقيمًا َفا َّت ِبعوهُ َوال َت َّت ِبعُوا ال ُّس ُب َل َف َت َفرَّ قَ ِب ُكم َعن َسبيلِ ِه ذلِ ُكم َوصّا ُكم ِب ِه لَ َعلَّ ُكم َت َّت َ‬
‫كمال اإليمان‪ ،‬فهي تختص في جميع أعمال القلوب والجوارح في السر والعلن‪ ]١٨[.‬استشعار العبد التقي عظمة مجازاة هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫له وتوفيقه في الدينا قبل اآلخرة في حياته ومعامالته مع الناس‪ ]١٨[.‬تقوى هللا في السر والعلن سببٌ لحسن الخاتمة‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬يا‬
‫ُون)‪ ]٣٣[]٣٢[.‬التقوى سبب لنيل رحمة هللا ‪-‬عز وجل‪ ]٣٤[.‬التقوى‬ ‫ِين آ َم ُنوا ا َّتقُوا اللَّـ َه َح َّق ُت َقا ِت ِه َواَل َتمُو ُتنَّ ِإاَّل َوَأن ُتم مُّسْ ِلم َ‬ ‫َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ون)‪ ]٣٤[]٣٥[.‬يستحق المُتقي اإلكرام عند هللا‪ ،‬قال ‪-‬‬ ‫ِين آ َم ُنوا َو َكا ُنوا َي َّتقُ َ‬ ‫َّ‬
‫(و َنجَّ ْي َنا الذ َ‬ ‫سبب للنجاة من العذاب في الدنيا‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫تعالى‪ِ( :-‬إنَّ َأ ْك َر َم ُك ْم عِ ندَ اللَّـ ِه َأ ْت َقا ُك ْم)‪ ]٣٤[]٣٦[.‬التقي يُحبّه هللا والمالئكة والناس‪ ،‬فإذا أحب هللا العبد أحبه المالئكة وزرع هللا حبه‬
‫ِين)‪ ]٣٤[]٣٧[.‬جعْ ل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬البركة في أعمال المتقين‪،‬‬ ‫في الناس‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬بلَ ٰى َمنْ َأ ْو َف ٰى ِب َع ْه ِد ِه َوا َّت َق ٰى َفِإنَّ اللَّـ َه ُيحِبُّ ْال ُم َّتق َ‬
‫وقد رُوي أن الليث بن أبي سُليم قال‪" :‬فإني أوصيك بتقوى هللا‪ ،‬فإن المتقي ينفعه من عمله ما قل منه أو كثر‪ ،‬جعلنا هللا وإياك برحمته‬
‫من المتقين"‪ ]٣٤[.‬الم ّت قون في السر والعلن يرزقهم هللا ‪-‬تعالى‪ -‬البصيرة التي تجعلهم قادرين على التفريق بين الحق والباطل‪ ،‬قال ‪-‬‬
‫ظيم)‪ ]٣٤[]٣٨[.‬التقوى‬ ‫ضل ال َع ِ‬ ‫جعل لَ ُكم فُرقا ًنا َو ُي َك ِّفر َعن ُكم َس ِّيَئ ا ِت ُكم َو َيغفِر لَ ُكم َواللَّـ ُه ُذو ال َف ِ‬ ‫ذين آ َمنوا ِإن َت َّتقُوا اللَّـ َه َي َ‬ ‫تعالى‪( :-‬يا َأ ُّي َها الَّ َ‬
‫(و َمن َي َّت ِق اللَّـ َه َيجْ َعل لَّ ُه َم ْخ َرجً ا*‬ ‫هي مصدر الرزق من غير حسب وال قوة‪ ،‬وهي المخرج من كل ضيق‪ ،‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬
‫َأ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫(و َمن َي َّت ِق اللـ َه َيجْ َعل ل ُه مِنْ مْ ِر ِه يُسْ رً ا)‪[.‬‬ ‫ْث اَل َيحْ َتسِ بُ )‪ ]٣٤[]٣٩[.‬التقوى هي سبب لتسهيل اُألمور‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫َو َيرْ ُز ْق ُه مِنْ َحي ُ‬
‫(و َلو َأنَّ َأه َل القُرى آ َمنوا‬
‫‪ ] ٣٤[]٤٠‬التقوى في السر والعلن هي سبب للحصول على البركات من السماء‪ Q‬واألرض‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫رض)‪ ]٣٤[]٤١[.‬التقوى في السر والعلن سبب لحفظِ األهل والمال والمصالح بعد الموت‪،‬‬ ‫ت م َِن السَّما ِء َواَأل ِ‬ ‫َوا َّت َقوا لَ َف َتحنا َعلَ ِ‬
‫يهم َب َركا ٍ‬
‫اًل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين لَ ْو َت َر ُكوا مِنْ َخلف ِِه ْم ذرِّ يَّة ضِ َعافا َخافُوا َعلَي ِْه ْم َفل َي َّتقُوا اللـ َه َول َيقُولوا َق ْو َسدِي ًدا)‪ ]٣٤[]٤٢[.‬التقوى تجعل‬ ‫َّ‬
‫ش الذ َ‬ ‫(و ْل َيخ َ‬
‫ْ‬ ‫قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫بخير‬
‫ٍ‬ ‫المتقين‬ ‫هللا‬ ‫يعوض‬ ‫]‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫بالتقوى"‪[.‬‬ ‫فعليه‬ ‫واآلخرة‬ ‫الدنيا‬ ‫رفعة‬ ‫أحب‬ ‫"من‬ ‫معاذ‪:‬‬ ‫بن‬ ‫يحيى‬ ‫يقول‬ ‫الناس‪،‬‬ ‫بين‬ ‫وشرف‬ ‫لإلنسان هيبة‬
‫ك ُ خيرً ا منهُ)‪ ]٣٤[]٤٣[.‬التقوى‬ ‫هَّللا‬ ‫اَّل‬
‫وعز‪ ،‬إ أعطا َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫ِّ‬ ‫ًئ‬
‫ك لن تدَ َع شي ا اتقا َء ِ‪َ ،‬ج َّل َ‬ ‫َّ‬
‫مما تركوا‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬إن َ‬
‫سببٌ لطمأنينة القلب‪ ،‬قال السيوطي‪" :‬التقوى تزيد الرزق واطمئنان القلب"‪ ]٣٤[.‬المراجع هل كان المقال مفيداً؟ نعم ال تقوى هللا في‬
‫السر و العلن‬

‫_‪: https://mawdoo3.com/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%89‬إقرأ المزيد على موضوع‪.‬كوم‬


‫_‪%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%86‬‬

‫عظيمة‪ ،‬فهي أساس الدين‪ ،‬وال تقوم الحياة إالّ بها‪ ،‬وال صالح لإلنسان إالّ بها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫منزلة‬ ‫التقوى في اإلسالم للتقوى في الدين اإلسالمي‬
‫فهي كن ٌز عظي ٌم لئن ظفر به اإلنسان ليجد فيه الخير الكثير‪ ،‬والفوز الكبير‪ ،‬والملك العظيم‪ ،‬فهي وصية هللا ‪-‬تعالى‪ -‬لألولين‬
‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم َوِإيَّا ُك ْم َأ ِن ا َّتقُوا هَّللا َ)‪ ]١[،‬وبها وصى رسول هللا ‪-‬‬ ‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬ ‫ص ْي َنا الَّذ َ‬ ‫(ولَ َق ْد َو َّ‬
‫واآلخرين‪ ،‬حيث قال في القرآن الكريم‪َ :‬‬
‫هللا والسَّمْ ِع‬ ‫ُأ‬
‫صلّى هللا عليه وسلّم‪ -‬أصحابه رضي هللا عنهم‪ ،‬واألمّة اإلسالمية جميعها‪ Q‬في ح ّجة الوداع فقال‪ ( :‬وصيكم بتقوى ِ‬
‫والطاعة)‪ ] ٢[،‬وهي الوصية التي أخذ الصحابة والتابعون على أن يتواصلوا بها لما لها من مكان ٍة كبير ٍة في هذا الدين‪ ،‬وفي هذا‬ ‫َّ‬
‫لفظ كغيره من األلفاظ في‬ ‫المقال سيتم التطرّ ق إلى معنى التقوى‪ ،‬وكيفية تقوى هللا‪ ،‬وفوائد تقوى هللا‪ ،‬وعالماتها‪ .‬معنى التقوى التقوى ٌ‬
‫اللغة العربية‪ ،‬له معنى في اللغة‪ ،‬ومعنى آخر في االصطالح‪ ،‬وفيما يأتي بيان كال المعنيين‪ :‬التقوى في اللغة‪ :‬اس ٌم من الفعل ا ّتقى‪،‬‬
‫ورعا ً شديد التقوى؛ أي شديد‬ ‫ويُراد بها‪ :‬الخشية والخوف‪ ،‬وتقوى هللا‪ :‬خشيته‪ ،‬وامتثال أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬يُقال‪ :‬كان رجالً ِ‬
‫التنسّك‪ ،‬والعبادة‪ ،‬ومخافة هللا‪ ،‬واحترام الشريعة‪ ] ٣[.‬التقوى في االصطالح‪ :‬عبادة هللا ‪-‬تعالى‪ -‬بفعل األوامر‪ ،‬وترك النواهي‪ ،‬الناتج‬
‫تعظيم لحرماته‪ ،‬وعن محب ٍة صادق ٍة له ولرسوله صلّى هللا عليه وسلّم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عن خوف من هللا‪ ،‬وعن رغب ٍة فيما عنده‪ ،‬وعن خشي ٍة له‪ ،‬وعن‬
‫[‪ ]٤‬كيفية تقوى هللا لكي يتم ّك ن المسلم من الوصول إلى مرتبة التقوى عليه القيام بعد ٍد من األمور‪ ،‬وفيما يأتي بيانٌ لها‪ ]٥[:‬التفكر في‬
‫ّ‬
‫أمر الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومعرفة قدر كالً منهما‪ ،‬فهذه المعرفة تقود اإلنسان إلى السعي لنيل نعيم الجنة في اآلخرة‪ ،‬والنجاة من النار‪.‬‬
‫اجتهاد اإلنسان في طاعة هللا‪ ،‬والتقرّ ب إليه باألعمال الصالحة‪ .‬الحرص على الصيام واإلكثار منه‪ ،‬فالصيام من أحبّ العبادات إلى‬
‫ْس ْال ِبرَّ‬ ‫هللا تعالى‪ .‬التخلّق بأخالق وصفات عباد هللا المتقين‪ ،‬التي ذكرها هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في القرآن الكريم‪ ،‬فكان منها قول هللا تعالى‪( :‬لَي َ‬
‫ِّين َوآ َتى ْال َما َل َعلَى ُح ِّب ِه َذ ِوي‬ ‫ب َوال َّن ِبي َ‬‫ب َولَكِنَّ ْال ِبرَّ َمنْ آ َم َن ِباهَّلل ِ َو ْال َي ْو ِم اآلخ ِِر َو ْالمَالِئ َك ِة َو ْال ِك َتا ِ‬ ‫َأنْ ُت َولُّوا وُ جُو َه ُك ْم قِ َب َل ْال َم ْش ِر ِق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ين‬ ‫َّاب ِر َ‬ ‫َ‬
‫ون ِب َع ْه ِد ِه ْم ِإذا َعا َهدُوا َوالص ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ب َو قا َم الصَّال َة َوآتى الزكا َة َوالمُوف َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫ِين َوفِي الرِّ قا ِ‬ ‫يل َوالسَّاِئل َ‬
‫ِين َواب َْن الس َِّب ِ‬ ‫ْالقُرْ َبى َو ْال َي َتا َمى َو ْال َم َساك َ‬
‫ِئك ُه ْم ْال ُم َّتقُ َ‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬ ‫ْأ‬ ‫فِي ْال َبْأ َسا ِء َوالضَّرَّ ا ِء َوح َ‬
‫ون)‪ ]٦[.‬التمسّك بهدي النبي صلّى هللا عليه وسلّم‪ ،‬واالبتعاد‬ ‫صدَ قُوا َو ْولَ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ِئك الَّذ َ‬
‫س ْولَ َ‬ ‫ِين ْال َب ِ‬
‫(وَأنَّ َه َذا صِ َراطِ ي مُسْ َتقِيمًا َفا َّت ِبعُوهُ َواَل َت َّت ِبعُوا ال ُّس ُب َل َف َت َفرَّ قَ ِب ُك ْم َعنْ َس ِبيلِ ِه َذلِ ُك ْم‬ ‫البدع المُحدثة في الدين‪ ،‬حيث قال هللا تعالى‪َ :‬‬ ‫عن ِ‬
‫ون)‪ ]٧[.‬التف ّكر في آيات هللا تعالى‪ ،‬الشرعية منها والكونيّة‪ .‬اإلكثار من ذكر هللا تعالى‪ ،‬في جميع الظروف‬ ‫َوصَّا ُك ْم ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫واألحوال‪ ،‬واإلكثار من تالوة القرآن الكريم‪ ،‬وتدبّره‪ .‬مصاحبة أهل الخير والصالح‪ ،‬الذين ينصحون المرء ويُذ ّكرونه باهلل‪ ،‬ومجانبة‬
‫والبدع‪ .‬قراءة سِ ير المتقين من عباد هللا‪ ،‬والمؤمنين والصالحين من أهل العلم والعبادة والزهد‪ .‬ثمار وفوائد التقوى تظهر‬ ‫أهل الش ّر ِ‬
‫واضحة على الفرد والمجتمع‪ ،‬فمن ثمراتها على الفرد‪ ]٨[:‬نيل محبّة هللا تعالى‪ ،‬فاهلل يحبّ عباده المتقين‪ .‬الفوز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جلية‬ ‫ثمرات التقوى‬
‫بمعيّة هللا‪ ،‬حيث إنّ هللا ‪-‬تعالى‪ -‬مع عبادة االمتقين‪ .‬االنتفاع بالقرآن الكريم‪ .‬حفظ هللا له من الشيطان ووساوسه‪ .‬انتفاء الخوف والحزن‬
‫عن الفرد‪ .‬قبول أعماله الصالحة‪ .‬التيسيير عليه بعد العسر‪ .‬الفراسة والحكمة‪ Q‬والنور‪ .‬الفوز بالجنة‪ ،‬وال ّنجاة من ال ّنار‪ .‬حُسن العاقبة‬
‫والمآل يوم القيامة‪ .‬انتشار األمن واألمان في المجتمع‪ .‬العيش في رغ ٍد وصح ٍة وعافيةٍ‪ .‬المهابة أمام األعداء‪ .‬تولّي األخيار‪ .‬تحقيق‬
‫عالمات تظهر على العبد يُعرف بها‪ ،‬وفيما يأتي بيان بعض العالمات والدالئل‪ ]٩[:‬التخلّص من‬ ‫ٌ‬ ‫السعادة‪ .‬عالمات التقوى للتقوى‬
‫آفات الغفلة‪ ،‬واالستخفاف بالمنكرات من األقوال واألفعال‪ ،‬والفزع إلى هللا إذا أذنب طالبا ً الخالص من المنكرات والمعاصي‪ ،‬حيث‬
‫ُون)‪ ]١٠[.‬المداومة على ذكر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في‬ ‫ان َت َذ َّكرُوا َفِإ َذا هُم ُّمبْصِ ر َ‬ ‫ْط ِ‬ ‫ِين ا َّت َق ْوا ِإ َذا َم َّس ُه ْم َطاِئفٌ م َِّن ال َّشي َ‬ ‫قال هللا ع ّز وجلّ‪ِ( :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫ت‬ ‫هَّللا‬ ‫ُ‬
‫ِين ِإ َذا ذك َِر ُ َو ِجلَ ْ‬ ‫ون الَّذ َ‬ ‫ْ‬
‫جميع الظروف واألحوال‪ ،‬فذكر هللا يطرد الشيطان ووساوسه‪ ،‬قال هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في ذلك‪ِ( :‬إ َّن َما المُْؤ ِم ُن َ‬
‫ِنون َح ًّقا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُؤ‬‫م‬‫ال‬ ‫م‬
‫ون ولـِئ َ ُ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ُأ‬ ‫*‬ ‫صاَل َة َو ِممَّا َر َز ْق َنا ُه ْم يُن ِفقُ َ‬ ‫ُون ال َّ‬ ‫ِين ُيقِيم َ‬ ‫ون*الَّذ َ‬ ‫ت َعلَي ِْه ْم آ َيا ُت ُه َزادَ ْت ُه ْم ِإي َما ًنا َو َعلَى َرب ِِّه ْم َي َت َو َّكلُ َ‬ ‫قُلُو ُب ُه ْم َوِإ َذا ُت ِل َي ْ‬
‫ً‬
‫زق َكري ٌم)‪ ]١١[.‬صفات عباد هللا المتقين إنّ لعباد هللا المتقين صفاتا عديد ًة ذكرها العلماء في‬ ‫جات عِ ندَ َرب ِِّهم َو َمغف َِرةٌ َو ِر ٌ‬ ‫دَر ٌ‬ ‫لَهُم َ‬
‫مصنفاتهم‪ ،‬بعد استقراءهم لكتاب هللا‪ ،‬وسنة نبيه صلّى هللا عليه وسلّم‪ ،‬وفي ما يأتي بعض تلك الصفات‪ ]٩[:‬اإليمان بالغيب إيمانا ً‬
‫ون)‪[.‬‬ ‫صاَل َة َو ِممَّا َر َز ْق َنا ُه ْم يُنفِقُ َ‬ ‫ُون ال َّ‬ ‫ب َو ُيقِيم َ‬ ‫ون ِب ْال َغ ْي ِ‬ ‫ِين*الَّذ َ‬
‫ِين يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫ْب فِي ِه ُه ًدى لِّ ْل ُم َّتق َ‬ ‫(ذل َِك ْال ِك َتابُ اَل َري َ‬ ‫جازماً‪ ،‬حيث قال هللا تعالى‪َ ٰ :‬‬
‫ب من‬ ‫‪ ] ١٢‬العفو والصفح عن اآلخرين‪ .‬عدم اقتراف الكبائر من الذنوب‪ ،‬وعدم اإلصرار على الصغائر منها‪ ،‬وإذا وقعوا في ذن ٍ‬
‫الذنوب سارعوا إلى التوبة منه‪ ،‬والتخلّص منه‪ ،‬وعدم العودة إليه‪ ،‬والرجوع إلى هللا‪ .‬تح ّري الصدق في أقوالهم وأفعالهم‪ .‬تعظيم‬
‫شعائر هللا تعالى‪ ،‬وذلك من خالل عدم انتهاك حرمات هللا‪ ،‬واإلتيان بأوامر هللا على الوجه المراد‪ .‬تح ّري العدل‪ ،‬والحكم به‪ .‬اتباع‬
‫سبيل األنبياء والمرسلين عليهم الصالة والسالم‪ ،‬والصادقين والصالحين‪ .‬ترك ما ال بأس فيه حذراً ممّا فيه بأس؛ كأن يترك ما يراه‬
‫‪.‬بعض الحالل خشية أن يكون حراما ً‬
‫كوم‬.‫إقرأ المزيد على موضوع‬: https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%A3%D8%AA
%D9%82%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

You might also like