You are on page 1of 4

‫نه ـ ـ ـ ـ ـ ــج الغرر‬

‫في شرح ألفية أبي دحيم في‬

‫علـ ـ ـ ـ ــم األثر‬


‫لأبي دحيم محمد رضوان ناصر الحسينوي‬
‫‪+92311-7063131‬‬

‫دار ابن البشير‬


‫للبحث والتحقيق‬
‫البيت‪45 :‬‬
‫بطاعة اإلله أيضا ُح ّفظت‬ ‫في سورة النساء تي قد قُـ ّرنت‬

‫قرنت بطاعة اإلله أيضا ُح ّفظت‪ :‬بتشديد الراء في قرنت‪ ،‬والفاء في‬ ‫في سورة النساء تي قد ّ‬
‫ين ءَ َامنُـَٰٓوا أَطيعُوا ٱللَّهَ َوأَطيعُوا ٱ َّلر ُس َ‬ ‫َّ‬
‫ول‬ ‫حفظت‪ .‬وأشرت إلى هذه اآلية الكريمة‪ :‬يََٰٓأَيُّـ َها ٱلذ َ‬
‫َوأُولي ٱ أألَ أمر من ُك أۖۡم فَإن تَـنَ َز أعتُ أم في َش أيء فَـردُّوهُ إلَى ٱللَّه َوٱ َّلر ُسول إن ُكنتُ أم تُـ أؤمنُو َن بٱللهَّ‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫س ُن تَأو ايًل‪.‬‬ ‫وٱ أليـ أوم ٱ أألَٰٓخر ذلك خ أير وأ أ‬
‫َح‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫البيت‪44 :‬‬
‫األنام‬ ‫لسائر‬ ‫حسنةٌ‬ ‫األقوام‬ ‫لجلة‬ ‫أسوته‬
‫أسوته لجلة األقوام حسنةٌ لسائر األنام‪ :‬بضم الهمزة وكسرها لغتان‪ ،‬أنام جمع جميع ما على‬
‫األرض من الخلق وقد يشمل الجن‪ ،‬وغلبت في الداللة على البشر‪ .‬فيه إشارة إلى قوله تعالى‬
‫في سورة األحزاب‪ :‬لَّق أد كان لَ ُك أم في رسول ٱللَّه أ أُسوةٌ حسنة‪ ٞ‬لّمن كان يـ أرجوا ٱللَّه وٱ أليـومأ‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫َّ‬ ‫أ‬
‫ٱألخ َر َوذَ َك َر ٱللهَ َكثيرا‪ .‬وفيها عتاب الله سبحانه وتعالى للمتخلفين عن جيش رسول الله صلى‬ ‫َٰٓ‬
‫الله عليه وسلم بالمدينة المنورة كما أشار إليه الطبري في تفسيره‪ .‬ففي سيرته صلى الله عليه‬
‫وسلم أسوة حسنة حيث نكون‪ ،‬بشرط أن نرجو ثواب الله سبحانه وتعالى ورحمته في يوم‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫يقول ابن كثير في تفسيره‪" :‬هذه اآلية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم‬
‫األحزاب‪ ،‬في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه‪ ،‬عز وجل‪ ،‬صلوات‬
‫الله وسالمه عليه دائما إلى يوم الدين؛ ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا‬
‫في أمرهم يوم األحزاب‪ :‬لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة أي‪ :‬هال اقتديتم به وتأسيتم‬
‫بشمائله؟ ولهذا قال‪ :‬لمن كان يرجو الله واليوم اآلخر وذكر الله كثيرا"‪.‬‬

‫البيت‪45 :‬‬
‫"وما نهاكم عنه" أيضا قد ورد‬ ‫"وما آتاكم الرسول" قد سرد‬
‫"وما آتاكم الرسول" قد سرد "وما نهاكم عنه" أيضا قد ورد‪ :‬وفيه إشارة إلى قوله تعالى‪َ :‬وَمآَٰ‬
‫أ‬ ‫ۖۡ‬ ‫أ‬
‫ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما نَـ َهى ُك أم َعنهُ فَٱنتَـ ُهوا َوٱتَّـ ُقوا ٱللَّهَ إ َّن ٱللَّهَ َشدي ُد ٱلع َقاب‪ .‬يقول‬
‫ءَاتَى ُك ُم ٱ َّلر ُس ُ‬
‫القرطبي في أحكام القرآن‪" :‬وما نهاكم عنه فانتهوا أي ما أعطاكم من مال الغنيمة فخذوه‪ ،‬وما‬
‫نهاكم عنه من األخذ والغلول فانتهوا؛ قاله الحسن وغيره ‪ .‬السدي‪ :‬ما أعطاكم من مال الفيء‬
‫فاقبلوه‪ ،‬وما منعكم منه فال تطلبوه‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬ما آتاكم من طاعتي فافعلوه‪ ،‬وما نهاكم‬
‫عنه من معصيتي فاجتنبوه‪ .‬الماوردي‪ :‬وقيل إنه محمول على العموم في جميع أوامره ونواهيه؛‬
‫ال يأمر إال بصالح وال ينهى إال عن فساد"‪.‬‬

‫البيت‪47 :‬‬
‫الحل للسؤال أو إجابة‬ ‫في َ‬ ‫الصحابة‬ ‫بأجمع‬ ‫ثابتةٌ‬
‫الحل للسؤال أو إجابة‪ :‬يعني أنه يثبت حجية السنة بإجماع‬ ‫ثابتةٌ بأجمع الصحابة في َ‬
‫الصحابة رضوان الله عليهم‪ .‬كما قد قال الشافعي رحمه الله‪" :‬وال أعلم من الصحابة وال من‬
‫التابعين أحدا أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إال قبل خبره"‪ .‬وكانوا رضوان الله عليهم‬
‫يسألون النبي صلى الله عليه وسلم األسئلة الواردة في ذهونهم فيما يتعلق بالمسائل الشرعية‪،‬‬
‫والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجيبهم‪ ،‬فهذا يقتضى أنها حجة‪.‬‬
‫البيت‪48 :‬‬
‫بحجة التبيين في المنقول‬ ‫بالعقول‬ ‫الثبوت‬ ‫وهكذا‬
‫وهكذا الثبوت بالعقول بحجة التبيين في المنقول‪ :‬يعني كذلك يثبت حجية السنة بالعقل‪،‬‬
‫وهو أن الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم لهداية البشر‪ ،‬وأنزل عليه كتابه األخير‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬فكما كان بعثة النبي حق‪ ،‬وكما كتابه المنزل عليه حق‪ ،‬هذا يقتضى أن الذي‬
‫يتكلم به هو حق أيضا‪ .‬وكما يجب على الناس أن يقبل ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم بال‬
‫قيل وقال‪ ،‬كذلك يجب عليهم أن يقبلوا ما يصدر من فمه المعطر صلى الله عليه وسلم‪ .‬يقول‬
‫الشيخ المنجد‪" :‬كون النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله‪ ،‬يقتضي تصديقه في كل ما يخبر‬
‫المسلَّم به أنه قد أخبر وحكم بأمور زائدة على ما في‬‫به‪ ،‬وطاعته في كل ما يأمر به‪ ،‬ومن ُ‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬فالتفريق بينها وبين القرآن‪ ،‬في وجوب االلتزام بـها‪ ،‬واالستجابة لها ‪ ،‬تفريق بما‬
‫ال دليل عليه‪ ،‬بل هو تفريق باطل‪ ،‬فلزم أن يكون خبره صلى الله عليه وسلم واجب التصديق‪،‬‬
‫وكذا أمره واجب الطاعة"‪.‬‬

You might also like