Professional Documents
Culture Documents
قرنت بطاعة اإلله أيضا ُح ّفظت :بتشديد الراء في قرنت ،والفاء في في سورة النساء تي قد ّ
ين ءَ َامنُـَٰٓوا أَطيعُوا ٱللَّهَ َوأَطيعُوا ٱ َّلر ُس َ َّ
ول حفظت .وأشرت إلى هذه اآلية الكريمة :يََٰٓأَيُّـ َها ٱلذ َ
َوأُولي ٱ أألَ أمر من ُك أۖۡم فَإن تَـنَ َز أعتُ أم في َش أيء فَـردُّوهُ إلَى ٱللَّه َوٱ َّلر ُسول إن ُكنتُ أم تُـ أؤمنُو َن بٱللهَّ
ُ أ
س ُن تَأو ايًل. وٱ أليـ أوم ٱ أألَٰٓخر ذلك خ أير وأ أ
َح
َ َ َ َ َ َ َ
البيت44 :
األنام لسائر حسنةٌ األقوام لجلة أسوته
أسوته لجلة األقوام حسنةٌ لسائر األنام :بضم الهمزة وكسرها لغتان ،أنام جمع جميع ما على
األرض من الخلق وقد يشمل الجن ،وغلبت في الداللة على البشر .فيه إشارة إلى قوله تعالى
في سورة األحزاب :لَّق أد كان لَ ُك أم في رسول ٱللَّه أ أُسوةٌ حسنة ٞلّمن كان يـ أرجوا ٱللَّه وٱ أليـومأ
ََ َ َ َ َ ََ َ َ َ َ ُ َُ َ َ َ
َّ أ
ٱألخ َر َوذَ َك َر ٱللهَ َكثيرا .وفيها عتاب الله سبحانه وتعالى للمتخلفين عن جيش رسول الله صلى َٰٓ
الله عليه وسلم بالمدينة المنورة كما أشار إليه الطبري في تفسيره .ففي سيرته صلى الله عليه
وسلم أسوة حسنة حيث نكون ،بشرط أن نرجو ثواب الله سبحانه وتعالى ورحمته في يوم
اآلخرة.
يقول ابن كثير في تفسيره" :هذه اآلية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه
وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم
األحزاب ،في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه ،عز وجل ،صلوات
الله وسالمه عليه دائما إلى يوم الدين؛ ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا
في أمرهم يوم األحزاب :لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة أي :هال اقتديتم به وتأسيتم
بشمائله؟ ولهذا قال :لمن كان يرجو الله واليوم اآلخر وذكر الله كثيرا".
البيت45 :
"وما نهاكم عنه" أيضا قد ورد "وما آتاكم الرسول" قد سرد
"وما آتاكم الرسول" قد سرد "وما نهاكم عنه" أيضا قد ورد :وفيه إشارة إلى قوله تعالىَ :وَمآَٰ
أ ۖۡ أ
ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما نَـ َهى ُك أم َعنهُ فَٱنتَـ ُهوا َوٱتَّـ ُقوا ٱللَّهَ إ َّن ٱللَّهَ َشدي ُد ٱلع َقاب .يقول
ءَاتَى ُك ُم ٱ َّلر ُس ُ
القرطبي في أحكام القرآن" :وما نهاكم عنه فانتهوا أي ما أعطاكم من مال الغنيمة فخذوه ،وما
نهاكم عنه من األخذ والغلول فانتهوا؛ قاله الحسن وغيره .السدي :ما أعطاكم من مال الفيء
فاقبلوه ،وما منعكم منه فال تطلبوه .وقال ابن جريج :ما آتاكم من طاعتي فافعلوه ،وما نهاكم
عنه من معصيتي فاجتنبوه .الماوردي :وقيل إنه محمول على العموم في جميع أوامره ونواهيه؛
ال يأمر إال بصالح وال ينهى إال عن فساد".
البيت47 :
الحل للسؤال أو إجابة في َ الصحابة بأجمع ثابتةٌ
الحل للسؤال أو إجابة :يعني أنه يثبت حجية السنة بإجماع ثابتةٌ بأجمع الصحابة في َ
الصحابة رضوان الله عليهم .كما قد قال الشافعي رحمه الله" :وال أعلم من الصحابة وال من
التابعين أحدا أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إال قبل خبره" .وكانوا رضوان الله عليهم
يسألون النبي صلى الله عليه وسلم األسئلة الواردة في ذهونهم فيما يتعلق بالمسائل الشرعية،
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجيبهم ،فهذا يقتضى أنها حجة.
البيت48 :
بحجة التبيين في المنقول بالعقول الثبوت وهكذا
وهكذا الثبوت بالعقول بحجة التبيين في المنقول :يعني كذلك يثبت حجية السنة بالعقل،
وهو أن الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم لهداية البشر ،وأنزل عليه كتابه األخير
القرآن الكريم ،فكما كان بعثة النبي حق ،وكما كتابه المنزل عليه حق ،هذا يقتضى أن الذي
يتكلم به هو حق أيضا .وكما يجب على الناس أن يقبل ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم بال
قيل وقال ،كذلك يجب عليهم أن يقبلوا ما يصدر من فمه المعطر صلى الله عليه وسلم .يقول
الشيخ المنجد" :كون النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله ،يقتضي تصديقه في كل ما يخبر
المسلَّم به أنه قد أخبر وحكم بأمور زائدة على ما فيبه ،وطاعته في كل ما يأمر به ،ومن ُ
القرآن الكريم ،فالتفريق بينها وبين القرآن ،في وجوب االلتزام بـها ،واالستجابة لها ،تفريق بما
ال دليل عليه ،بل هو تفريق باطل ،فلزم أن يكون خبره صلى الله عليه وسلم واجب التصديق،
وكذا أمره واجب الطاعة".