You are on page 1of 119

‫اللغة العربية ألغراض خاصة‬

‫لطالب وطابلات قانون املعامالت‬


‫املايلة‬

‫‪1‬‬
2
‫تقديم‬

‫املقدمة‬

‫حمتويات الكتاب‬

‫‪3‬‬
4
‫‪1‬‬
‫املال يف القران الكريم‬
‫ال شك أن اإلسالم قد شمل مجيع أمور هذه احلياة‪،‬‬
‫سواء فيما يتعلق باحلقوق الشخصية‪ ،‬أو العبادات‪ ،‬أو‬
‫املعامالت‪ ،‬ومن املعامالت اليت اعتىن بها اإلسالم ن‬
‫وبَّي‬
‫مجيع األحاكم املتعلقة بها املعامالت املايلة‪ ،‬ن‬
‫فبَّي اجلائز منها‬
‫واملمنوع‪ .‬والواجب ىلع املسلم أال يدخل يف أي معاملة‬
‫حىت يعرف حكمها الرشيع‪ ،‬وحىت ال يدخل يف معامالت‬
‫حمرمة ذات كسب خبيث؛ مما يؤدي بصاحبه إىل انلار‪.‬‬

‫واملال لغة‪ ،‬كما قال ابن منظور‪ :‬هو ما ملكته من‬


‫مجيع األشياء‪ ،‬ومال الرجل يمول موال ومؤوال إذا صار ذا‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ :‬هو ما يباح نفعه‬ ‫مال‪ ،‬وتصغريه مويل‪ .‬أما املال‬
‫ً‬
‫مطلقا‪ ،‬واقتناؤه بال حاجة‪ .‬والكسب أنواع مخسة‪ ،‬منها‬

‫‪ 1‬منرية احلامد‪ ،‬املال يف القران الكرمي‪ ،‬شبكة األلوكة ‪ /‬مكتبة األلوكة ‪ /‬املكتبة املقروءة ‪/‬‬
‫الرسائل العلمية ‪ /‬رسائل ماجستري‪ ،‬رابط املوضوع‪:‬‬
‫املال يف القران الكري‪https://www.alukah.net/library/0/5047/‬‬

‫‪5‬‬
‫واحلرام‪.‬‬ ‫واملكروه‪،‬‬ ‫واملباح‪،‬‬ ‫واملستحب‪،‬‬ ‫الفرض‪،‬‬
‫فاالكتساب الفرض كمن يكتسب ما يقيم به نفسه ومن‬
‫جتب عليه نفقته‪ .‬واالكتساب املستحب‪ :‬فهو مثل قول‬
‫القائل‪ :‬أكتسب ألكفل ايلتيم‪ ،‬وألتصدق ىلع املحتاج‪،‬‬
‫وألنرش العلم‪ ،‬وأطبع الكتب الطيبة‪ ،‬أو أبين املساجد‪ ،‬فهذا‬
‫يشء مستحب‪ .‬وأما الكسب املباح‪ :‬فهو أن يزيد ىلع ذلك‬
‫يلكسب املال من طرقه احلالل دون أن يشغله عن طاعة‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل‪ .‬وأما الكسب املكروه‪ :‬فهو ما يشغله‬
‫عن املستحبات وانلوافل وما أشبهها‪ .‬بينما اكن الكسب‬
‫احلرام‪ :‬فهو ما ال خيىف اكلربا‪ ،‬وكمهر ابليغ‪ ،‬وكحلوان‬
‫الاكهن‪ ،‬واكبليوع املحرمة اليت فيها غرر أو غش‪ ،‬وكأي مال‬
‫ً‬
‫يأخذه ىلع أي عمل حرام‪ ،‬كأن يقال هل‪ :‬آ ِذ فالنا أو ارضبه‬
‫ولك أجر‪ ،‬وكمن استؤجر يف أمر حرام‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫الكسب املحرم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وجوه اتلكسب احلالل كثرية‪ ،‬منهـا ىلع سبيل‬
‫املثال‪ :‬احلراثة‪ ،‬واتلجارة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬وتربية ادلواب‬
‫وادلواجن وغري ذلك‪ .‬فمن انلاس من تكون همته يف‬
‫األرض‪ ،‬فيستثمرها ويغرسها وجيد يف ذلك معيشته وكسبه‪،‬‬
‫ويستغين بذلك عن سؤال انلاس‪ .‬وال شك أن كسب احلرث‬
‫ُّ‬
‫يعد من أفضل املاكسب‪ ،‬وقد جعله اهلل تعاىل من مجلة‬
‫ب‬ ‫احلرف اليت زينت للناس‪ ،‬يف قوهل تعاىل‪﴿ :‬زيِّن للنناس ح ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬
‫ب‬ ‫ري المقنطرةِ ِمن اذله ِ‬
‫اط ِ‬
‫ات ِمن النسا ِء وابل ِنَّي والقن ِ‬
‫الشهو ِ‬
‫ن‬
‫وال ِفض ِة واْلي ِل المس نوم ِة واألنعامِ واحلر ِث﴾ [آل عمران‪:‬‬
‫‪ .]14‬فجعل احلرث من مجلة ما زين للناس؛ ألن فيه كسبًا‬
‫ً‬
‫وإنتاجا ينفع به اإلنسان نفسه‪ ،‬وينفع به أيضا غريه‪.‬‬

‫ومن انلاس من تكون همته يف اتلجارة‪ ،‬وال شك‬


‫حلرف اليت يكتسب بها املال‪،‬‬
‫أن اتلجارة أيضا من مجلة ا ِ‬
‫قل أو كرث‪ ،‬واتلجارة يه رشاء السلع وبيعها ألجل الربح فيها‬
‫اشُتيت به‪ .‬وقد ورد‬
‫ِ‬ ‫إذا بيعت بثمن يزيد عن قيمتها اليت‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫ذكر اتلجارة يف القرآن يف قوهل تعاىل‪﴿ :‬و ِإذا رأوا ِجتارة أو‬
‫ن‬
‫اَّلل خ ٌ‬ ‫ً‬
‫ري ِمن‬ ‫لهوا﴾ [اجلمعة‪ ]11 :‬وقوهل تعاىل‪﴿ :‬قل ما ِعند ِ‬
‫ٌ‬ ‫اللنهو و ِمن ِّ‬
‫﴿رجال ال‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬‫تعاىل‬ ‫وقوهل‬ ‫]‬‫‪11‬‬ ‫[اجلمعة‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ار‬ ‫ج‬‫اتل‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اَّلل﴾ [انلور‪ .]37 :‬فاتلجارة‬‫يهم ِجتارة وال بيع عن ِذك ِر ِ‬ ‫تل ِه ِ‬
‫حلرف املباحة‪ ،‬ولكن قد‬
‫اليت يه ابليع والشـراء من مجلة ا ِ‬
‫يلتبس بها ما يفسدها‪ ،‬أو يدخل الفساد إيلها؛ ذلك أن‬
‫اتلجار وابلاعة قد يتعاملون بمعامالت فاسدة‪ ،‬إما ربوية أو‬
‫غريها‪ ،‬فتدخل املحرمات يف هذه املعامالت‪ ..‬وهنا تتدخل‬
‫الرشيعة اإلسالمية تلبَّي احلالل واحلرام يف احلرف‪.‬‬

‫وقد أحل اهلل املعامالت اليت ليس فيها رضر‪ ،‬فقال‬


‫ن ن‬
‫اَّلل ابليع وح نرم ِّ‬
‫الربا﴾ [ابلقرة‪ ]275 :‬وقال‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬وأحل‬
‫ن‬
‫اَّلل وذروا ابليع﴾‬
‫تعاىل يف آية اجلمعة‪﴿ :‬فاسعوا ِإىل ِذك ِر ِ‬
‫[اجلمعة‪ ]9 :‬فدل ىلع أنه قبل انلداء إىل صالة اجلمعة يباح‬
‫ابليع اذلي يقصد من ورائه الربح‪ ،‬ثم ال شك أن هذا ابليع‬
‫مع كونه بيعا ليس فيه ربا وال غش‪ ،‬فإنه قد يدخل فيه‬

‫‪8‬‬
‫يشء يقلل من فائدته األخروية‪ ،‬أو يدخل عليه فساد أو‬
‫رضر‪ ..‬فألجل ذلك جاءت الرشيعة بمنع ابليع بعد انلداء‬
‫اثلاين من يوم اجلمعة؛ حىت يتفرغ اإلنسان للصالة واذلكر‪.‬‬
‫وقد أمر اإلسالم ابلاعة وحنوهم بانلصح للمسلمَّي ونهاهم‬
‫عن غشهم وخداعهم‪ ،‬وقد ثبت أن انليب ﷺ حث ىلع‬
‫انلصيحة فقال‪(:‬ادلين انلصيحة‪ ،‬وكررها ثالثا‪ ،‬قالوا‪ :‬ملن يا‬
‫رسول اهلل؟ قال‪ :‬هلل ولرسوهل ولكتابه‪ ،‬وألئمة املسلمَّي‬
‫واعمتهم)‪ .‬فجعل من مجلة خصال ادلين انلصيحة لعامة‬
‫املسلمَّي‪ ،‬وال شك أن انلصيحة تستديع إخالصا‪،‬‬
‫وتستديع صفاء قلب‪ ،‬وتستديع مودة‪ ،‬فانلاصح هو اذلي‬
‫حيب اْلري إلخوانه املسلمَّي كما حيبه نلفسه‪ ،‬وال يؤثر‬
‫مصلحته ىلع مصلحة أي مسلم‪.‬‬

‫فإذا اكن انليب ﷺ اذلي هو مرشد األمة‪ ،‬واذلي هو‬


‫ناصحهم قد حثنا ىلع أن حيب أحدنا ألخيه ما حيبه نلفسه؛‬
‫فإنه ال تقترص انلصيحة ىلع أمور العبادات أو األمور‬

‫‪9‬‬
‫الشخصية‪ ،‬بل تدخل يف لك يشء‪ ،‬ومن مجلة ذلك انلصح‬
‫يف املعامالت‪ ،‬ولكننا يف هذا الزمان جند خالف ذلك‪،‬‬
‫فهناك الكثري من ابلاعة ‪ -‬هداهم اهلل ‪ -‬ال ينصحون‬
‫املشُتي‪ ،‬وال يظهرون العيوب اليت توجد يف السلعة‪ ،‬فُتى‬
‫أحدهم يظهر السلعة ىلع أنها جيدة‪ ،‬ويه يف احلقيقة رديئة‪،‬‬
‫وال خيرب برداءتها‪ .‬وهذا ليس من انلصح‪ ،‬بل من الغش‬
‫واْلداع‪ ،‬وقد ن‬
‫حرم اهلل ذلك ىلع لسان نبيه ﷺ حيث قال‪:‬‬
‫(من غشنا فليس منا) وذلك أنه عليه الصالة والسالم م نر‬
‫ىلع رجل يبيع طعاما من احلبوب وحنوها‪ ،‬فأدخل يده فيه‬
‫فأصابت بلال ‪ -‬يعين رطوبة – فقال‪( :‬ما هذا يا صاحب‬
‫الطعام؟) قال‪ :‬أصابته السماء يا رسول اهلل‪- .‬يعين‪ :‬املطر‪-‬‬
‫قال‪( :‬هال جعلته يف أعاله يك يراه انلاس؟‪ .‬من غشنا فليس‬
‫منا‪ ).‬فأمره أن جيعل الطعام اذلي أصابه املطر يف األىلع حىت‬
‫يراه انلاس؛ ألنه إذا جعل أعاله يابسا‪ ،‬ثم عند الكيل أخذ‬
‫من الرطب‪ ،‬وباعهم إياه‪ ،‬إما كيال أو وزنا‪ ،‬فإنه يبيعهم شيئا‬

‫‪10‬‬
‫بصاف‪ ،‬فيكون قد أوقعهم يف غش‬
‫ٍ‬ ‫ليس خبالص‪ ،‬وليس‬
‫وخداع‪ ،‬وباعهم ما ليس بطيب‪ ،‬أي‪ :‬باعهم اليشء‬
‫املغشوش الرديء ىلع أنه جيد‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ .1‬هل اإلسالم عبادات فقط؟‬


‫‪ .2‬كيف اعتىن اإلسالم باملعامالت املايلة؟‬
‫‪ .3‬ما هو املال لغة واصطالحا؟‬
‫‪ .4‬اذكر أنواع الكسب مع مثال لك‪.‬‬
‫‪ .5‬من وجوه اتلكسب احلالل احلراثة‪ ،‬هات آية وردت‬
‫ُّ‬
‫عليها‪ .‬ملاذا يعد احلرث من أفضل املاكسب؟‬
‫‪ .6‬ما يه اتلجارة؟ اذكر ثالث آيات ورد فيها ذكر اتلجارة‪.‬‬
‫‪ .7‬قد يلتبس باتلجارة ما يفسدها أو يدخل الفساد إيلها‪،‬‬
‫كيف يكون ذلك؟‬
‫‪ .8‬هل تقترص انلصيحة يف اإلسالم ىلع أمور العبادات؟‬

‫‪11‬‬
‫‪ .9‬كيف خيالف اتلجار وابلاعة نصيحة اإلسالم ىلع‬
‫اتلجارة؟‬
‫‪ .10‬هات مثاال من الغش يف اتلجارة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫انلواسخ‬
‫انلواسخ مجع ناسخ‪ ،‬وهو لكمة تدخل ىلع اجلملة‬
‫‪2‬‬
‫االسمية فتنسخ (أي تغ ِّري) حكمها يف املعىن واإلعراب‪.‬‬
‫ويه يف العربية قسمان‪ :‬أفعال‪ ،‬ويه‪ :‬اكن وأخواتها‪ ،‬وأفعال‬
‫ن‬
‫املقاربة‪ ،‬وظن وأخواتها‪ ،‬وحروف‪ ،‬ويه‪ِ :‬إن وأخواتها‪ ،‬وما‬
‫‪3‬‬
‫وأخواتها‪ ،‬وما وأخواتها‪ ،‬وال انلافية للجنس‪.‬‬
‫ا ا‬
‫‪َ -1‬كن وأخواتها‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫يه أفعال ناسخة ناقصة تدخل ىلع اجلملة االسمية‪،‬‬
‫فُتفع املبتدأ ويسىم اسمها‪ ،‬وتنصب اْلرب ويسىم خربها‪.‬‬
‫وسميت بأنها ناقصة ألنها حتتاج إىل خرب يلتتم معىن‬

‫إميل بديع يعقوب‪ ،‬موسوعة النحو والصرف واإلعراب‪ ،‬ط‪( ،1 .‬بريوت‪ :‬دار العلم‬ ‫‪2‬‬

‫للماليني‪ ،)1988 ،‬ص‪.669 .‬‬


‫‪ 3‬هادي هنر‪ ،‬النحو التطبيقي‪ :‬وقفا ملقررات النحو العريب يف املعاهد واجلامعات العربية‪،‬‬
‫ط‪ ،1 .‬ج‪( ،1 .‬إربد‪ :‬عامل الكتب احلديث‪ .)2007 ،‬ص‪.182 .‬‬

‫‪13‬‬
‫اجلملة‪ 4،‬ألنها تدل ىلع الزمن؛ أما األفعال اتلامة فتدل ىلع‬
‫احلدث والزمن معا‪ 5،‬وقد تأيت اكن وبعض أخواتها تامة ال‬
‫‪6‬‬
‫حتتاج إىل اْلرب بل تكتيف بفاعلها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫َ ُ ُ‬
‫اكن بمعىن و ِجد‪ ،‬حنو قوهل تعاىل‪َ ﴿ :‬وقات ِلوه ْم َح َّت ٰى‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ ُ َ ْ‬
‫لا تكون ف ِت َنة﴾ [ابلقرة‪ ،]193 :‬وادع اهلل حيث‬
‫كنت‪ ،‬أي و ِجدت‪.‬‬
‫أصبح بمعىن طلع‪ ،‬حنو أصبح ُّ‬
‫الصبح‪ ،‬أي طلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمىس بمعىن دخل‪ ،‬حنو أمىس المساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫صار بمعىن رجع‪ ،‬حنو قوهل تعاىل‪﴿ :‬ألا إِلى اَّللِ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُْ‬
‫ت ِصير الأمور﴾ [الشورى‪.]53 :‬‬

‫‪ 4‬مجال الدين بن إبراهيم ِ‬


‫الق ْرش‪ ،‬النحو التطبيقي من القرآن والسنة‪ ،‬ط‪( ،3 .‬طنطا‪ :‬دار‬
‫الضياء‪ ،)2003 ،‬ص‪.132 .‬‬
‫‪ 5‬خالد عبد العزيز‪ ،‬النحو التطبيقي‪ ،‬ط‪( ،3 .‬املنصورة‪ ،‬مصر‪ :‬دار اللؤلؤة‪ ،)2019 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.313‬‬
‫‪ِ 6‬‬
‫الق ْرش‪ ،‬مجال الدين بن إبراهيم‪ ،‬النحو التطبيقي من القرآن والسنة‪ ،‬ص‪.132 .‬‬

‫‪14‬‬
‫ِيها‬ ‫ما دام بمعىن بيق‪ ،‬حنو قوهل تعاىل‪َ ﴿ :‬خالِد َ‬
‫ِين ف َ‬ ‫‪-‬‬
‫َّ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َما َد َ‬
‫ت السماوات والأرض﴾ [هود‪ ،]107 :‬أي ما‬ ‫ام ِ‬
‫ب ِقيت‪.‬‬
‫عددها‪:‬‬
‫ن‬
‫يه ثالثة عرش فعال‪ :‬اكن‪ ،‬أصبح‪ ،‬أضَح‪ ،‬ظل‪ ،‬أمىس‪،‬‬
‫ن‬
‫بات‪ ،‬صار‪ ،‬ليس‪ ،‬ما زال‪ ،‬ما ب ِرح‪ ،‬ما ف ِتئ‪ ،‬ما انفك‪ ،‬ما دام‪.‬‬

‫عملها‪:‬‬
‫ترفع املبتدأ ويسىم اسمها‪ ،‬وتنصب اْلرب ويسىم‬
‫خربها‪.‬‬

‫بعد دخول َكن‬ ‫املبتدأ واخلب‬


‫ً ‪7‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اكن حم نمد مت ِهدا‬ ‫حم نمد مت ِهد‬

‫‪ 7‬كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ ُممد‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة؛‬
‫مُْت ِهدا‪ :‬خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اكن أبوك ذا ِعل ٍم‬
‫‪8‬‬
‫أبوك ذو ِعل ٍم‬
‫ان مت ِهدي ِن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫اكن الط ِابل ِ‬ ‫ان‬
‫ان مت ِهد ِ‬ ‫الط ِابل ِ‬
‫‪9‬‬

‫المس ِلمون‬ ‫اكن‬ ‫المس ِلمون مت ِهدون‬


‫‪10‬‬
‫مت ِه ِدين‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫الط ِابلات‬ ‫اكن‬ ‫اجحات‬
‫الط ِابلات ن ِ‬
‫‪11‬‬
‫ات‬
‫اجح ٍ‬
‫ن ِ‬
‫‪12‬‬
‫اكن أْحد عطشان‬ ‫أْحد عطشان‬

‫‪ 8‬كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ أبُ ْوك‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الواو‪ ،‬ألنه‬
‫من األمساء اخلمسة‪ ،‬والكاف‪ :‬ضمري متصل مبين على الفتح يف مل جر مضاف إليه؛ ذا‪:‬‬
‫خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪ ،‬ألنه من األمساء اخلمسة‪ ،‬عِلْم‪ :‬مضاف إليه مرور‪،‬‬
‫وعالمة جره الكسرة‪.‬‬
‫ان‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه األلف‪،‬‬ ‫‪ 9‬كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ الطالِب ِ‬
‫ألنه مثىن؛ ُْمت ِهديْ ِن‪ :‬خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مثىن‪.‬‬
‫‪ 10‬كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ ال ُْم ْسلِ ُم ْون‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الواو‬
‫ألنه مجع مذكر سامل؛ ُْمت ِه ِديْن‪ :‬خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سامل‪.‬‬
‫ات‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة؛‬ ‫ِ‬ ‫‪11‬‬
‫كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ الطالب ُ‬
‫ان ِجحات‪ :‬خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الكسرة‪ ،‬ألنه جع مؤنث سامل‪.‬‬
‫‪12‬كان‪ :‬فعل ماض انقص مبين على الفتح؛ أ ْْح ُد‪ :‬اسم كان مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬ومل‬
‫ينون ألنه ممنوع من الصرف؛ عطْشان‪ :‬خرب كان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬ومل ينون‬
‫ألنه ممنوع من الصرف‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫معانيها‪:‬‬
‫‪ -‬اكن‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف الزمان املايض؛‬
‫ٌ‬
‫حنو‪ :‬اكن زيد م ِري ًضا‪.‬‬
‫‪ -‬أصبح‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف وقت‬
‫الطفل با ِكيًا‪.‬‬
‫الصباح؛ حنو‪ :‬أصبح ِّ‬

‫‪ -‬أضَح‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف وقت‬


‫ٌ‬
‫الضَح؛ حنو‪ :‬أضَح زيد ن ِشي ًطا‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬ظل‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف مجيع انلهار؛‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫حنو‪ :‬ظل اجل ُّو معت ِدال‪.‬‬
‫‪ -‬أمىس‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف وقت املساء؛‬
‫حنو‪ :‬أمىس العا ِمل متعبًا‪.‬‬
‫‪ -‬بات‪ :‬تفيد اتصاف اسمها خبربها يف الليل؛ حنو‪ :‬بات‬
‫ارس سا ِه ًرا‪.‬‬
‫احل ِ‬
‫‪ -‬صار‪ :‬تفيد حتول االسم إىل احلالة اليت يدل عليها‬
‫اْلرب؛ حنو‪ :‬صار ِّ‬
‫الطَّي حج ًرا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬ليس‪ :‬تفيد نيف اْلرب عن االسم؛ حنو‪ :‬ليس اجل ُّو‬
‫ً‬
‫اردا‪.‬‬
‫ب ِ‬
‫ن‬
‫‪ -‬ما زال ‪ -‬ما ب ِرح ‪ -‬ما ف ِتئ – ما انفك‪ :‬تفيد‬
‫‪13‬‬
‫االستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬ما دام‪ :‬تفيد اتلوقيت حبالة خمصوصة؛ حنو‪ :‬ال‬
‫أصحبك ما دمت اك ِذبًا‪.‬‬
‫أقسامها‪:‬‬
‫اكن وأخواتها من حيث اجلمود واالشتقاق ثالثة أقسام‪،‬‬
‫يه‪:‬‬
‫‪ -‬قسم جامد ال يت ن‬
‫رصف مطلقا‪ ،‬وهو (ليس) و(دام)‪.‬‬
‫‪ -‬قسم يترصف ترصفا ناقصا‪ ،‬فال يشتق منه إال‬
‫املضارع‪ ،‬وهو (ما زال) و(ما ب ِرح) و(ما ف ِتئ) و(ما‬
‫ن‬
‫انفك)‪.‬‬

‫‪ 13‬األربعة مبعىن واحد ابتفاق النحويني؛ خالد عبد العزيز‪ ،‬النحو التطبيقي‪ ،‬ط‪( ،3 .‬املنصورة‪:‬‬
‫دار اللؤلؤة‪ ،)2019 ،‬ص‪.314 .‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬قسم يترصف ترصفا شبه اكمل‪ ،‬فله املضارع‬
‫واألمر واملصدر واسم الفاعل‪ ،‬وهو سبعة‪( :‬اكن)‬
‫ن‬
‫و(أصبح) و(أضَح) و(ظل) و(أمىس) و(بات)‬
‫و(صار)‪.‬‬
‫وما ت ِّ‬
‫رصف من هذه األفعال يعمل عملها‪ ،‬فريفع‬
‫اإلسم وينصب اْلرب؛ حنو‪:‬‬
‫ۡ‬ ‫‪ -‬قوهل تعاىل‪ُ ﴿ :‬كونُوا ْ قَ َّٰوم َ‬
‫ِني بِٱل ِق ۡس ِط﴾‬
‫[النساء‪]135 :‬‬
‫ٗ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫يتون ل َِرب ِ ِه ۡم ُسجدا‬‫قوهل تعاىل‪﴿ :‬وٱَّلِين يب ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َوق َِيَّٰ ٗما﴾ [الفرقان‪]64 :‬‬
‫ً‬
‫مجيال‬‫ما يزال اجل ُّو ِ‬ ‫‪-‬‬
‫أم ِس مت ِه ًدا‬ ‫‪-‬‬
‫رشوط عملها‪:‬‬
‫تنقسم أفعال هذا ابلاب من هذه اجلهة إىل ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬يعمل مطلقا (أي بال رشط)‪ ،‬وهو‬
‫ن‬
‫ثمانية أفعال‪( :‬اكن) و(أصبح) و(أضَح) و(ظل)‬
‫و(أمىس) و(بات) و(صار) و(ليس)‬
‫‪ -‬القسم اثلان‪ :‬يعمل برشط أن تقدمه نيف‪ ،‬أو نيه‪،‬‬
‫أو داعء‪ ،‬وهو أربعة أفعال‪( :‬زال)‪( ،‬ب ِرح)‪( ،‬ف ِتئ)‪،‬‬
‫ن‬
‫( ِانفك)‪.‬‬
‫‪ -‬مثال انليف‪ :‬ما زال اجل ُّو بار ًدا‪ ،‬ما برح ي‬
‫َع‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك حم نم ٌد قائِ ًما‪ ،‬ما ف ِتئ ي‬ ‫ن‬
‫َع‬ ‫ِ‬ ‫جال ِ ًسا‪ ،‬ما انف‬
‫حم ِسنًا‪.‬‬
‫ََ ََ ُ َ‬
‫ون ُمخۡ َتل ِ ِف َ‬
‫ينﵞ [هود‪:‬‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬ﵟولا يزال‬
‫‪.]118‬‬
‫ََ َ‬ ‫َ َّ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﵟلن نبۡ َر َح عل ۡيهِ ع ٰ ِ‬
‫ك ِف َ‬
‫ينﵞ [طه‪:‬‬
‫‪.]91‬‬
‫مثال انليه‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪20‬‬
‫ا ْ ا ُُ‬
‫ت فنِسيانه‬ ‫اص ِ ا ِّ ْ ا ا ا ا ْ ا ا ْ ا ْ‬
‫اح شمر وَل تزل ذاك ِر المو ِ‬
‫ض اال ٌل ُمب ْ ُ‬
‫ي‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ا‬
‫‪َ -‬ل‪ :‬ناهية‬
‫ا ْ‬
‫‪ -‬ت ازل‪ :‬فعل مضارع جمزوم بال انلاهية‪،‬‬
‫وعالمة جزمه السكون‬
‫ا ا ْ‬
‫اسم َل ت ازل ضمري مسترت تقديره‪ :‬أنت‬ ‫‪-‬‬
‫ا ا ْ‬ ‫ا‬
‫ذاك اِر‪ :‬خب َل ت ازل منصوب‪ ،‬وعالمة‬ ‫‪-‬‬
‫نصبه الفتحة‪.‬‬
‫هلل‬ ‫ً‬
‫مثال ادلاعء‪ :‬ال زال بيتك معمورا ِبطاع ِة ا ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القسم اثلالث‪ :‬يعمل برشط أن تقدمه "ما"‬
‫املصدرية الظرفية؛ وهو (دام( فقط‪.‬‬
‫وسميت "ما" مصدرية؛ ألنها تقدر مع الفعل‬
‫بمصدر وهو‪ :‬ادلوام‪ ،‬وسميت ظرفية؛ نليابتها عن‬
‫الظرف وهو‪ :‬املدة؛ حنو‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫َّ َ ٰ َ َّ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ٱلزك ٰوة ِ َما‬ ‫ﵟوأ ۡوصٰنِى بِٱلصلوة ِ و‬ ‫قوهل تعاىل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ن‬ ‫ُ ۡ ُ ّٗ‬
‫ت َحياﵞ [مريم‪ ،]31 :‬أي‪ :‬مدة دو ِاِم حيًّا‪.‬‬ ‫دم‬
‫ما‪ :‬حرف مصدري ظريف‪.‬‬
‫دمت‪ :‬فعل ماض ناقص مبين ىلع السكون‪،‬‬
‫اتلاء‪ :‬ضمري متصل مبين ىلع الضم يف حمل‬
‫رفع اسم "ما دام"‪.‬‬
‫حيًّا‪ :‬خرب "ما دام" منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬
‫الفتحة‪.‬‬
‫واملصدر املؤول من "ما املصدرية الظرفية"‬
‫والفعل يف حمل نصب ظرف الزمان‪.‬‬
‫ن‬
‫وقولك‪ :‬ال أصحبك ما دمت اك ِذبًا‪ ،‬أي‪ :‬مدة‬ ‫‪-‬‬
‫دوا ِمك اك ِذبًا‪.‬‬
‫ن‬
‫وقولك‪ :‬أشاركك ما دمت أمينا‪ ،‬أي‪ :‬مدة‬ ‫‪-‬‬
‫دوا ِمك أ ِمينًا‪.‬‬
‫اسم َكن وأخواتها وخبها‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫اسم َكن أو‬
‫اإلعراب‬ ‫املثال‬
‫أخواتها‬
‫ضمري مبين يف حمل‬
‫تاء املتلكم‬ ‫‪ -1‬أصبحت مت ِه ًدا‬
‫رفع اسم أصبح‬
‫ضمري مبين يف حمل‬ ‫ن‬
‫تاء املخاطب‬ ‫‪ -2‬ما ب ِرحت تتعلم‬
‫رفع اسم ما ب ِرح‬
‫ضمري مبين يف حمل‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نا الفاعلَّي‬ ‫‪ -3‬ما انفككنا نتعلم‬
‫رفع اسم ما انفك‬
‫ضمري مبين يف حمل‬ ‫الطابلان ما زاال‬
‫ألف االثنَّي‬ ‫‪-4‬‬
‫رفع اسم ما زال‬ ‫متهدين‬
‫ضمري مبين يف حمل‬ ‫الطالب ما زالوا‬
‫واو اجلماعة‬ ‫‪-5‬‬
‫رفع اسم ما زال‬ ‫متهدين‬
‫ضمري مبين يف حمل‬ ‫الطابلات ما زلن‬
‫نون النسوة‬ ‫‪-6‬‬
‫رفع اسم ما زال‬ ‫متهدات‬
‫ضمري مستُت يف حمل‬ ‫ضمري مستُت‬
‫‪ -7‬سأكون طا ِلب ِعل ٍم‬
‫رفع اسم يكون‬ ‫تقديره أنا‬
‫ضمري مستُت يف حمل‬ ‫ضمري مستُت‬
‫‪ -8‬ما نزال أق ِوياء‬
‫رفع اسم ما يزال‬ ‫تقديره حنن‬

‫‪23‬‬
‫ضمري مستُت يف حمل‬ ‫ضمري مستُت‬ ‫ٌ‬
‫‪ -9‬زيد بات مت ِه ًدا‬
‫رفع اسم بات‬ ‫تقديره هو‬
‫ضمري مستُت يف حمل‬ ‫ضمري مستُت‬ ‫اطمة ما زالت‬
‫ف ِ‬
‫ً‬ ‫‪-10‬‬
‫رفع اسم ما زال‬ ‫تقديره يه‬ ‫ن ِشيطة‬
‫كما يكون اسم اكن وأخواتها اسما ظاهرا يكون‬
‫ضمريا متصال أو مستُتا؛ حنو‪:‬‬
‫وقد يكون خرب اكن وأخواتها مفردا‪ 14،‬أو مجلة اسمية‬
‫أو فعلية‪ ،‬أو شبه مجلة من ظرف أو جار ومرور‪ .‬فمثال‬
‫املفرد‪:‬‬
‫صورة خب َكن‬
‫عالمة انلصب‬ ‫املثال‬
‫أو أخواتها‬
‫الفتحة الظاهرة‬ ‫مفرد‬ ‫‪ -1‬اكن زيد شجااع‬
‫الفتحة الظاهرة‬ ‫مجع تكسري‬ ‫‪ -2‬أصبح الطالب علماء‬
‫الفتحة الظاهرة‬ ‫اسم منقوص‬ ‫‪ -3‬ما زال زيد قاضيا‬

‫‪ 14‬يراد ابملفرد هنا ما ليس مجلة وال شبه مجلة‬

‫‪24‬‬
‫الكرسة‬ ‫ما زالت اهلندات‬
‫مجع مؤنث سالم‬ ‫‪-4‬‬
‫الظاهرة‬ ‫متهدات‬
‫ايلاء‬ ‫مثىن‬ ‫‪ -5‬اكن الزيدان كريمَّي‬
‫ما زال املعلمون‬
‫ايلاء‬ ‫مجع مذكر سالم‬ ‫‪-6‬‬
‫متمزيين‬
‫أصبح زيد أخاك يف‬
‫األلف‬ ‫أسماء مخسة‬ ‫‪-7‬‬
‫الرضاعة‬
‫الفتحو املقدرة‬ ‫اسم مقصور‬ ‫‪ -8‬ما زال زيد فىت وفيا‬
‫مفرد مضاف إىل‬ ‫ما زال زيد أيخ‬
‫الفتحة املقدرة‬ ‫‪-9‬‬
‫ياء املتلكم‬ ‫وصاحيب‬
‫ومثال اجلملة‪:‬‬
‫اجلملة اَلسمية‪ :‬صار ن‬
‫الطا ِلب أسلوبه حس ٌن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خرب صار‪ :‬مجلة (أسلوبه حس ٌن)‪ ،‬ويه مكونة من‬
‫مبتدأ وخرب‪ ،‬وتعرب خرب صار يف حمل نصب‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٌ‬
‫ِبد‪.‬‬‫اجلملة الفعلية‪ :‬ما ب ِرح زيد يعمل ِ ِ‬ ‫‪-‬‬

‫‪25‬‬
‫يعمل‪ :‬فعل مضارع‪ ،‬والفاعل ضمري مستُت‪ ،‬واجلملة‬
‫الفعلية (يعمل) يف حمل نصب خرب ما برح‪.‬‬
‫ومثال شبه اجلملة‪:‬‬
‫الطائر فوق ن‬
‫السط ِح‪.‬‬ ‫ظرف‪ :‬أمىس ن‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫فوق‪ :‬ظرف ماكن منصوب خرب أمىس‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جار وجمرور‪ :‬ليس حم نمد ِمن الاك ِذ ِبَّي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من الاكذبَّي‪ :‬جار ومرور يف حمل نصب خرب ليس‪.‬‬
‫اا‬
‫تقدم خري َكن وأخواتها ىلع اسمها‪:‬‬
‫األصل يف اْلرب أن يتأخر عن االسم‪ ،‬وجيوز أن يتقدم‬
‫ىلع االسم ما لم يمنع مانع‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫ان َح ًّقا َعلَ ۡي َنا نَ ۡص ُر ٱل ۡ ُم ۡؤ ِمن َ‬
‫ِينﵞ [الروم‪:‬‬
‫ََ َ‬
‫‪ -‬قوهل تعاىل‪ :‬ﵟوك‬
‫‪.]47‬‬
‫ًّ‬
‫حقا‪ :‬خرب اكن مقدم منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬
‫نرص‪ :‬اسم اكن مؤخر مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة؛‬
‫المؤ ِم ِنَّي‪ :‬مضاف إيله مرور‪ ،‬وعالمة جره ايلاء‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ُ ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫وقوهل تعاىل‪ :‬ﵟلق ۡد كان فِى ق َص ِص ِه ۡم عِبۡ َرة ل ِأ ْولِى‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َۡۡ‬
‫بﵞ [يوسف‪]111 :‬‬ ‫ٰ‬
‫ٱلألب ِ ِۗ‬
‫يف قصصهم‪ :‬جار ومرور يف حمل نصب خرب اكن مقدم‪.‬‬
‫عربة‪ :‬اسم اكن مؤخر مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ۡ َ ُ ُّ ْ‬
‫وقوهل تعاىل‪ :‬ﵟليۡ َس ٱلب ِ َّر أن ت َولوا ُو ُجوهك ۡم ق َِبل‬ ‫‪-‬‬
‫َ َۡ ۡ‬ ‫َۡ ۡ‬
‫بﵞ [ابلقرة‪]177 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ٱل‬‫و‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ٱلم ِ‬
‫ش‬
‫رب‪ :‬خرب ليس مقدم منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬ ‫ال ن‬
‫ِ‬
‫ُّ‬
‫أن تولوا‪ :‬مصدر مؤول من "أن" والفعل يف حمل رفع اسم‬
‫ليس مؤخر‪.‬‬

‫اتلمرينات‪:‬‬
‫‪ -1‬أدخل اكن أو إحدى أخواتها يف املبتدأ واْلرب يف اجلمل‬
‫اآلتية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أ) زيد ما ِه ٌر‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫ارض ِ‬
‫ان ح ِ‬‫ب) المدرس ِ‬

‫‪27‬‬
‫اح ِه نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ج) الط ِابلات آبائهن مرسورون ِبنج ِ‬
‫اتل نجار شغلتهم ِجتارتهم‬
‫د) ُّ‬

‫ه) أبوك ذو كرمٍ‬


‫‪ -2‬عَّي اسم اكن وأخواتها وخربها يف اجلمل اآلتية‪.‬‬
‫أ) أصبحت ن ِشي ًطا‬
‫ان ما زاال مت ِهدي ِن‬ ‫ن‬
‫ب) الط ِابل ِ‬
‫اح ِيب‬
‫َع ص ِ‬ ‫ج) ما برح ي‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ ۡ ۡ َ ّٗ‬
‫يدا َّما ُد ۡم ُ‬ ‫ُ‬
‫ت فِي ِه ۡمۖۡ ﵞ‬ ‫د) قال تعاىل‪ :‬ﵟوكنت علي ِهم ش ِه‬
‫[املائدة‪]117 :‬‬
‫ُُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫كف ًوا‬ ‫ل ُهۥ‬ ‫يَكن‬ ‫ﵟول ۡم‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫ه) قال‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُۢ‬
‫أحدﵞ [اإلخالص‪]4 :‬‬
‫‪ -3‬أعرب اجلمل اآلتية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ات‬‫أ) أصبحت المعلمات متقدم ٍ‬
‫ون ُمخۡ َتل ِ ِف َ‬‫‪َ ُ ََ ََ :‬‬
‫ينﵞ [هود‪]118 :‬‬ ‫ب) قال تعالى ﵟولا يزال‬

‫‪28‬‬
‫ك ً‬‫َ َ َ َ ۡ ُ ُ َّ ۡ ُ‬
‫وراﵞ [اإلنسان‪:‬‬ ‫ج) قال تعالى‪ :‬ﵟوكان سعيكم مش‬
‫‪]22‬‬
‫د) قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ال يزال أحدكم ِيف‬
‫صالة ما دامت ن‬
‫الصالة حت ِبسه) [متفق عليه]‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ه) قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ليس ال ِغىن عن كرثةِ‬
‫العر ِض) [متفق عليه]‬

‫‪29‬‬
‫‪15‬‬
‫مفهوم املال يف اإلسالم‬
‫املال اذلي بَّي أيدينا؛ وبه قوامنا؛ مال اهلل‪ ،‬استخلف‬
‫عباده فيه يلنفقوه فيما أمرهم أن ينفقوه فيه‪ ،‬بعد أن جعلهم‬
‫مسئولَّي عنه‪ ،‬وحماسبَّي ىلع طرق كسبه وطرق إنفاقه‪.‬‬
‫وامتالك املال؛ شهوة؛ كسائر الشهوات املباحة اليت وضعها‬
‫ً‬
‫اهلل يف اإلنسان‪ ،‬ووضع هلا أحاكما‪ ،‬وضمانات حتيم مال‬
‫اإلنسان حىت من نفسه‪ ،‬ىلع اعتبار املال من الرضورات‬
‫اْلمس اليت تقوم عليها حياة اإلنسان‪ ،‬ال بل‪ ،‬يف صحيح‬
‫ٌ‬
‫اهل فهو ش ِهيد"‪ ،‬كذلك‪ ،‬لم جيعله‬ ‫مسلم‪" :‬من ق ِتل دون م ِ ِ‬
‫ن‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫يب نف ٍس ِمنه"‬
‫ئ ِإال ِب ِط ِ‬
‫حيل مال ام ِر ٍ‬ ‫مستباحا؛ إذ "ال ِ‬
‫(أْحد)‪ ،‬وهذه قاعدة لكية ال يستثىن منها يشء إال ما‬
‫استثناه الرشع‪.‬‬

‫‪ 15‬خالد صاحل احلميدي‪ ،‬مفهوم املال يف اإلسالم‪ ،‬االقتصادية‪ :‬جريدة العرب االقتصادية‬
‫العاملية‪ ،‬مقاالت‪ 14 ،‬يناير ‪ ،2011‬رابط املوضوع‪:‬‬
‫‪https://www.aleqt.com/2011/01/14/article_491315.html‬‬

‫‪30‬‬
‫ن‬
‫إال أن اإلسالم رغب أشد الُتغيب يف إنفاق املال يف‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬وجعل بذهل سابقا ىلع بذل الروح‪ ،‬وأثقله بكثري‬
‫من احلقوق والواجبات‪ ،...‬والصدقات‪ ،‬وكثري من القربات‪،...‬‬
‫يلصبح اإلنفاق عبادة عظيمة متقدمة ىلع اجلهاد‪ .‬وتلحقيق‬
‫عبادة اإلنفاق‪ ،‬ذم اإلسالم ابلخل‪ ،‬وكذلك اإلرساف‪ ،‬وداع‬
‫ً‬
‫إىل االعتدال‪ ،‬وشدد ىلع ذم االكتناز‪ ،‬مبيِّنا نلا الكثري من‬
‫عواقبه‪ :‬كهالك قارون وما كَن‪ ،‬واذلي أحيط بثمره‬
‫فأصبحت خاوية ىلع عروشها‪ ،‬والعربة هنا أن الاكنز ملعون‪،‬‬
‫واللعن طرد من رْحة اهلل‪ ،‬كما جاء يف الُتمذي عن الرسول‬
‫ادلينار لعن عبد ِّ‬
‫ادلره ِم"‪ ،‬أو تعس‪ ،‬بسبب‬ ‫ﷺ‪" :‬لعن عبد ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شغفه وحرصه ىلع مجع املال‪ ،‬كما جاء يف رواية أخرى‪:‬‬
‫ادلينار وعبد ِّ‬
‫ادلره ِم"‪.‬‬ ‫"تعس عبد ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ولكن‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬رغب اإلسالم يف االدخار‪،‬‬
‫ً‬
‫باعتدال يتوازى مع الكفاف‪ ،‬وحبنب يف ايلد العليا‪ ،‬حتسبا‬
‫للفقر‪ ،‬اذلي اكن الرسول ﷺ ن‬
‫يتعوذ منه‪ ،‬إذ للفقر آثار غري‬

‫‪31‬‬
‫ْحيدة ىلع شخصية املسلم‪ ،‬ودينه‪ ،‬وسلوكه‪ ،‬جندها يف‬
‫نصيحة لقمان احلكيم البنه‪" :‬يا بين استعن بالكسب‬
‫احلالل ىلع الفقر‪ ،‬فإنه ما افتقر رجل قط إال أصابته ثالث‬
‫خصال‪ :‬رقة يف دينه‪ ،‬وضعف يف عقيدته‪ ،‬وذهاب مروءته‪،‬‬
‫وأكرث من هذه اثلالث استخفاف انلاس به"‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا‪ ،‬لم يذم اإلسالم املال‪ ،‬اذلي هو خري وزينة وقوة‪ ،‬إذا‬
‫أخذ حبق وأنفق حبق‪ ،‬ولم ينقلب إىل فتنة‪ ،‬فمن أقوال الرسول‬
‫ً‬ ‫ن ِّ‬
‫ﷺ‪ِ " :‬إن ِلُك أ نم ٍة فِتنة وفِتنة أ نم ِيت المال" (الُتمذي)‪ ،‬أي لم‬
‫ينقلب كسب املال إىل ابتالء واختبار‪ ،‬وسبب للوقوع يف‬
‫اآلثام‪ ،‬بل ذم اإلسالم من جعل املال همه واغيته‪ ،‬وداعه إىل‬
‫بَّي هل أن كرثة املال ال تدل‬‫أال يغرق يف أوحاهل‪ ،‬بعد أن ن‬

‫بالرضورة ىلع رضا اهلل‪ ،‬إذ إن مقياس الرضا يكون بالعمل‬


‫واتلقوى‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا‪ ،‬أهمية املال يف اإلسالم‪ ،‬ليست يف كَنه‪ ،‬ألن املال‬
‫سوف يغادر صاحبه لغريه‪ ،‬ولكن أهميته تكمن فيما‬
‫‪32‬‬
‫ينفقه صاحبه يف ادلنيا‪ ...‬فاملال اذلي ال ينتفع به صاحبه يف‬
‫ً‬
‫ادلنيا سينقلب عليه حرسة وندامة‪ ،‬وسينعكس سلبا ىلع‬
‫املجتمع‪ ،‬إذ إن كَن املال يؤدي إىل عدم استفادة اآلخرين به‪،‬‬
‫وال حىت الاكنز نفسه‪ ،‬فيسبب هذا الكَن ضائقة وضيقا ىلع‬
‫أفراد املجتمع باملفهوم االقتصادي‪ ،‬إذ ال بد من اإلنفاق‪،‬‬
‫ً‬
‫حىت يصبح املال متداوال بَّي انلاس يلنتفعوا به‪ ،‬وحىت يصل‬
‫ما لآلخرين من حق فيه‪ ،‬هذا احلق اذلي هو أمانة يف ذمة‬
‫مالك املال اذلي كَن ما ال حق هل فيه‪.‬‬

‫أما املال يف االقتصاديات الوضعية‪ ،‬فجله قائم ىلع الربا‪،‬‬


‫واجلشع واالحتاكر‪ ،‬يلصبح املال هنا أداة تلويلد املال‪ .‬فهو‬
‫هدف حبد ذاته‪ ،‬ألجله تنشب احلروب‪ ،‬وتدك العروش‪،‬‬
‫وتهدر املوارد للحفاظ ىلع األسعار‪ ...‬إلخ‪ ،‬وانلتيجة‪ :‬اتساع‬
‫دائرة الفقر وابلطالة‪ ،‬وارتفاع نسب الطالق والعنوسة‪،‬‬
‫وانتشار األمراض اجلسدية وانلفسية‪ ...‬فتكرث اجلرائم‬
‫ويكرث القتل وانلهب‪ ،‬وترتفع معدالت االنتحار‪ ...‬وتذل‬

‫‪33‬‬
‫وتشوه الطفولة‪ّ ،‬‬
‫وتلوث ابليئة‪ ...‬إلخ‪ .‬وحصول هذا لكه‬ ‫ّ‬ ‫املرأة‪،‬‬
‫ً‬
‫غري مستغرب عقال‪ .‬ذلك أن هذه االقتصاديات الوضعية‬
‫مبنية ىلع اإلفراط واتلفريط‪ ،‬وىلع القصور واتلقصري‪...‬‬
‫واألنانية وانلفعية‪ ،‬كونها متحررة من أية موانع دينية أو‬
‫أخالقية‪ ...‬أو حىت إنسانية‪.‬‬

‫ولك ذلك ألجل من؟ ألجل منافع فئة قليلة من ساكن‬


‫الكرة األرضية‪ ،‬يسيطرون ىلع العالم وموارده‪ ،‬ويتوسعون يف‬
‫ً‬
‫نرش الرشاكت املتعددة اجلنسيات‪ ،‬العابرة للقارات‪ ...‬وأيضا‬
‫ألجل اْلواص يف املجتمعات‪ ،‬وتسلطهم واحتاكرهم‬
‫وجشعهم‪ ...‬لك ذلك‪ ،‬وغريه‪ ،‬إىل جانب احلرية غري املسئولة‪،‬‬
‫أدى‪ ،‬وسيؤدي ىلع ادلوام‪ ،‬إىل األزمات االقتصادية‪ ،‬واملايلة‪،‬‬
‫اليت سيبىق الفقراء ومتوسطو احلال ضحاياها‪.‬‬
‫أما اإلسالم‪ ،‬اذلي ن‬
‫كرم اإلنسان واستخلفه يف أرضه‪،‬‬
‫فيدعو إىل اتلعاون املادي بَّي انلاس‪ ،‬إىل جانب اتلعاون‬
‫الرويح وانلفيس‪ ،‬ال بل ويلزم به‪ ،‬وأروع مثال ىلع اتلعاون‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫بمضمونه الشامل‪ ،‬جنده يف سرية املصطىفﷺ حَّي آىخ بَّي‬
‫املهاجرين من مكة‪ ،‬الفارين بدينهم‪ ،‬املعدمَّي اذلين ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يملكون درهما وال دينارا‪ ،‬وبَّي األنصار‪ ،‬اذلين تبوءوا‬
‫ادلار‪ ،‬أصحاب الفضل‪ ،‬أهل املدينة املنورة‪ ،‬اذلين آووا‬
‫ونرصوا‪ ،‬هذه "املؤاخاة" ستبىق خادلة يف تاريخ اإلنسانية‪،‬‬
‫وإن عالها الغبار‪ ،‬ففيها لك ما حيتاجه املسلم يف بناء‬
‫متمعه الفاضل‪ ،‬من أطر‪ ،‬وترشيعات‪ ،‬وتراحم‪ ،‬تتناسب مع‬
‫فطرة اإلنسان السوي‪ ،‬وطبيعته ومعاشه‪ ،‬فلم يكن يف‬
‫أصحابها حتاسد‪ ،‬أو أنانية‪ ،‬بل إيمان وإخالص وتضحية‬
‫ّ‬
‫ورضا وقناعة‪ ،‬قل أن جند نظريها يف تاريخ البرشية‪.‬‬

‫علينا أن نكون ىلع يقَّي بأن املال وسيلة وليس اغية‪،‬‬


‫والوسيلة يه اجلهد اذلي يبذهل املسلم يف مجع املال وإنفاقه‪،‬‬
‫ولكن املسلمَّي‪ ،‬يف هذا الزمن‪ ،‬اذلي استرشى فيه الفساد‪،‬‬
‫أصبح كثري منهم‪ ،‬إال من عصم اهلل‪ ،‬ينطبق عليهم قول‬
‫ٌ ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫الرسولﷺ‪" :‬يلأ ِتَّي ىلع انلن ِ‬
‫اس زمان ال يبىق ِمنهم أحد ِإال‬

‫‪35‬‬
‫ارهِ" (ابن ماجه)‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫آ ِكل الربا فمن لم يأكل أصابه ِمن غب ِ‬
‫فاملسلمون انفكوا عن انلظام االقتصادي اإلسالِم‪،‬‬
‫وأعرضوا عنه‪ ،‬فتفشت املحرمات يف اتلعامالت املادية‪،‬‬
‫اليت أصبحت شبه اعدية‪ .‬علينا أن نعيد انلظر يف مناهجنا‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما فعل "الفاتياكن"‪ ،‬قلعة الاكثويلكية‪ ،‬اذلي‬
‫طالب ابلنوك الغربية الربوية‪ ،‬كما جاء يف صحيفة‬
‫الفاتياكن الرسمية‪ ،‬ونرشتها "االقتصادية" بتاريخ ‪،2009/3/7‬‬
‫أن تنظر بتمعن يف القواعد املايلة اإلسالمية‪ ،‬اليت يراها‬
‫قائمة ىلع األخالق واملبادئ‪ ،‬اليت جيب ىلع ابلنوك الغربية‬
‫أن تتحىل بها‪ ،‬تلحقق الروح املفُتض وجودها بَّي مؤسسات‬
‫تقدم خدمات مايلة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ .1‬هل املال اذلي بَّي يدينا مانلا؟‬


‫‪ .2‬امتالك املال شهوة‪ ،‬كيف يكون هو يه؟‬

‫‪36‬‬
‫‪ .3‬اإلسالم رغب يف إنفاق املال وادخاره‪ ،‬بَّي وجوه‬
‫االعتدال فيهما‪.‬‬
‫‪ .4‬مىت يكون املال خريا ملسلم؟ وماذا اذلي ن‬
‫ذمه اإلسالم‬
‫من املال؟‬
‫‪ .5‬ما أهمية املال يف اإلسالم؟‬
‫‪ .6‬ما يه ماكنة املال يف االقتصاديات الوضعية؟ وكيف‬
‫اعجلها اإلسالم؟‬
‫‪ .7‬بَّي‪" :‬املال وسيلة ال اغية"‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -2‬إ ِن وأخواتها‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫يه حروف ناسخة تدخل ىلع اجلملة االسمية فتنصب‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫املبتدأ وترفع اْلرب‪ ،‬ويه ستة أحرف‪ِ :‬إن‪ ،‬أن‪ ،‬كأن‪ ،‬يلت‪،‬‬
‫ن‬
‫ك نن‪.‬‬
‫لعل‪ ،‬ل ِ‬
‫عملها‪:‬‬
‫تنصب املبتدأ ويسىم اسمها وترفع اْلرب ويسىم خربها‪,‬‬
‫بعد دخول إ ِن‬ ‫املبتدأ واخلب‬
‫ٌ ‪16‬‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِإن زي ًدا مت ِهد‬ ‫زيد مت ِهد‬
‫ن‬
‫‪17‬‬
‫ِإن أخاك ذو ِعل ٍم‬ ‫أخوك ذو ِعل ٍم‬

‫‪ 16‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ زيْدا‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬
‫الفتحة؛ ُْمت ِهد‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬
‫‪ 17‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ أخاك‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬
‫األلف‪ ،‬ألنه من األمساء اخلمسة‪ ،‬والكاف ضمري متصل مبين على الفتح يف مل جر مضاف‬
‫إليه؛ ذُ ْو‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الواو‪ ،‬ألنه من األمساء اخلمسة؛ عِ ْلم‪ :‬مضاف إليه‬
‫مرور‪ ،‬وعالمة جره الكسرة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ان‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫َّي مت ِهد ِ‬
‫ِإن الط ِابل ِ‬ ‫ان‬
‫ان مت ِهد ِ‬
‫الط ِابل ِ‬
‫‪18‬‬

‫ن‬
‫المهن ِد ِسَّي‬ ‫ِإن‬ ‫المهن ِدسون ما ِهرون‬
‫‪19‬‬
‫ما ِهرون‬
‫ٌ ‪20‬‬
‫ات مت ِهدات‬ ‫ن ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫إِن الط ِابل ِ‬ ‫الط ِابلات مت ِهدات‬
‫ن‬
‫‪21‬‬
‫ِإن ِإبرا ِهيم غضبان‬ ‫ِإبرا ِهيم غضبان‬
‫معانيها‪:‬‬
‫ن‬
‫إِن‪ :‬تفيد اتلأكيد‪ ،‬أي تأكيد نسبة اْلرب للمبتدأ‬ ‫‪-‬‬
‫ٱَّلل َغ ُف ‪ٞ‬‬
‫ور‬ ‫ونيف الشك عنها؛ حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟإ َّن َّ َ‬
‫ِ‬
‫َّرحِيمﵞ [ابلقرة‪.]173 :‬‬

‫ني‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬ ‫‪ 18‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ الطالِب ْ ِ‬
‫الياء‪ ،‬ألنه مثىن؛ ُْمت ِهد ِان‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه األلف‪ ،‬ألنه مثىن‪.‬‬
‫‪ 19‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ ال ُْمهْن ِد ِس ْني‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة‬
‫اهُرْون‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الواو‪ ،‬ألنه مجع مذكر‬ ‫نصبه الياء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سامل؛ م ِ‬
‫سامل‪.‬‬
‫ات‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬ ‫‪ 20‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ الطالِب ِ‬
‫الكسرة‪ ،‬ألنه مجع مؤنث سامل؛ ُْمت ِهدات‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬
‫‪ 21‬إِن‪ :‬حرف انسخ يفيد التأكيد مبين على الفتح؛ إِبْر ِاهْيم‪ :‬اسم إِن منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬
‫ضبا ُن‪ :‬خرب إِن مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬ومل‬ ‫الفتحة‪ ،‬ومل ين و ْن ألنه ممنوع من الصرف؛ غ ْ‬
‫ين و ْن ألنه ممنوع من الصرف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ۡ َ ُ ْٓ‬ ‫ن‬
‫أن‪ :‬تفيد اتلأكيد أيضا؛ حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟٱعلموا‬ ‫‪-‬‬
‫َ َّ َّ َ َ ُ ۡ َ‬
‫ابﵞ [املائدة‪]98 :‬؛ ويشُتط يف‬ ‫أن ٱَّلل شدِيد ٱلعِق ِ‬
‫رس ِِن –‬ ‫رسِن – ي ُّ‬‫"أ نن" أن تسبق بيشء‪ ،‬حنو‪ :‬ن‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫أعجب ِين – ع ِلمت – تألمت ِمن ‪...‬‬
‫ويه حرف مصدري تؤول مع اسمها وخربها‬
‫بمصدر يكون يف حمل رفع‪ ،‬أو نصب‪ ،‬أو جر‬
‫حبسب موقعه يف اجلملة‪.‬‬
‫ُّ َ َ ُ‬ ‫ن‬
‫اجة‬ ‫كأن‪ :‬تفيد التشبيه؛ حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟٱلزج‬ ‫‪-‬‬
‫ن‬ ‫َ َ َّ َ َ ۡ َ ‪ٞ ُ ٞ‬‬
‫كأنها كوكب درِيﵞ [انلور‪ ،]35 :‬وحنو‪ :‬كأن‬
‫ٌ‬
‫حم نم ًدا أسد‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ك نن‪ :‬تفيد االستدراك‪ ،‬وهو تعقيب الالكم برفع‬ ‫ل ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ ي ن‬ ‫ن‬
‫كن ه‬
‫ما يتوهم من الكم سابق؛ حنو قونلا‪ :‬زيد غ ِين ل ِ‬
‫ن‬ ‫ٌ‬
‫خبيل؛ فإن وصف زيد بالغىن يوهم أنه كريم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ن‬
‫خبيل؛ وحنو قوهل‬ ‫كنه ِ‬ ‫فأ ِزيل هذا الوهم بقونلا‪ :‬ل ِ‬
‫َ َ َ ُ َ ۡ َ ٰ ُ َ َ ٰ َّ َّ‬
‫ٱلش َيٰط َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫كن‬ ‫ﵟو َما كفر سليمن ول ِ‬ ‫تعاىل‪َ :‬‬
‫ََ ْ‬
‫كف ُرواﵞ [ابلقرة‪.]103 :‬‬
‫يلت‪ :‬تفيد اتلمين‪ ،‬وهو طلب اليشء املستحيل‬ ‫‪-‬‬
‫الوقوع‪ ،‬أو ما فيه عرس‪.‬‬
‫َ َ َ‬
‫مثال املستحيل الوقوع‪ :‬قوهل تعاىل‪ :‬ﵟيٰل ۡيتنِى‬ ‫‪-‬‬
‫ّٗ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ُ َ َُ ۡ ََُ َ َ‬
‫كنت معهم فأفوز فوزا ع ِظيماﵞ [النساء‪:‬‬
‫‪]73‬؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫ن‬
‫فأخ ِربه ِبما‬ ‫فيا يلت الشباب يعود يو ًما‬
‫فعل الم ِشيب‬

‫‪41‬‬
‫َ َۡ َ َ‬
‫ت ل َنا‬ ‫ومثال ما فيه عرس‪ :‬قوهل تعاىل‪ :‬ﵟيٰلي‬ ‫‪-‬‬
‫ۡ َ َ ٓ ُ َ َٰ ُ ُ‬
‫مِثل ما أوتِى قرونﵞ [القصص‪]79 :‬؛ وقول‬
‫املعرس‪ :‬يلت يل ألف دينار‪.‬‬
‫لعل‪ :‬تفيد الُتيخ‪ ،‬وهو انتظار حصول أمر‬ ‫‪-‬‬
‫مرغوب فيه وال يكون إال يف املمكن؛ حنو قوهل‬
‫َ َ‬ ‫ُۡ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ٱَّلل يحدِث َب ۡع َد ذٰل ِك‬ ‫تعاىل‪ :‬ﵟل َعل‬
‫َ‬
‫أ ۡم ّٗراﵞ [الطالق‪]1 :‬؛ وحنو قولك‪ :‬لعل اهلل يرْحنا‪.‬‬
‫وقد يكون لإلشفاق‪ ،‬وهو انتظار حصول يشء‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫مكروه؛ حنو‪ :‬لعل العد نو قا ِد ٌم؛ لعل انلنهر يغ ِرق‬
‫ن‬
‫الزرع‪.‬‬
‫أنواع خب إن وأخواتها‪:‬‬
‫قد يكون خرب إن وأخواتها مفردا‪ ،‬أو مجلة‪ ،‬أو شبه‬
‫مجلة‪ ،‬ويراد من املفرد ما ليس مجلة وال شبه مجلة‪.‬‬
‫مثال املفرد‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪42‬‬
‫ٱَّلل َغ ُف ‪ٞ‬‬
‫ور َّرحِيمﵞ [ابلقرة‪:‬‬ ‫قوهل تعاىل‪ :‬ﵟإ َّن َّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪]173‬‬
‫ن‬
‫ِإن‪ :‬حرف ناسخ يفيد اتلأكيد مبين ىلع‬
‫ن‬
‫الفتح‪ .‬اهلل‪ :‬لفظ اجلاللة اسم ِإن منصوب‬
‫ن‬
‫وعالمة نصبه الفتح‪ .‬غفو ٌر‪ :‬خرب إِن مرفوع‪،‬‬
‫ن‬
‫وعالمة رفعه الضمة‪ .‬ر ِحي ٌم‪ :‬خرب ِإن ثان‬
‫مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬
‫قولك‪ :‬كأ نن حم نم ًدا أس ٌد؛ لع نل الفرح قري ٌ‬
‫ب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫ومثال اجلملة‪ ،‬وهو نواعن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬
‫اجلملة االسمية‪ ،‬حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟ َوِإن‬ ‫‪-‬‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ٰ َ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ٓ‬
‫ضﵞ [اجلاثية‪:‬‬‫ٱلظل ِ ِمين بعضهم أول ِياء بع ٖۖ‬
‫‪]19‬‬

‫‪43‬‬
‫ن‬
‫ِإن‪ :‬حرف ناسخ يفيد اتلأكيد مبين ىلع‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الفتح‪ .‬الظال ِ ِمَّي‪ :‬اسم ِإن منصوب‪ ،‬وعالمة‬
‫نصبه ايلاء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سالم‪ .‬بعضهم‪:‬‬
‫مبتدأ مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬هم‪:‬‬
‫ضمري متصل مبين ىلع السكون يف حمل جر‬
‫مضاف إيله‪ .‬أو ِيلاء‪ :‬خرب املبتدأ مرفوع‪،‬‬
‫وعالمة رفعه الضمة‪ .‬بع ٍض‪ :‬مضاف إيله‬
‫مرور‪ ،‬وعالمة جره الكرسة‪ .‬واجلملة‬
‫االسمية (بعضهم أو ِيلاء بع ٍض) يف حمل رفع‬
‫ن‬
‫خرب ِإن‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ن‬
‫وحنو قولك‪ :‬إِن حم نم ًدا ِكتابه م ِفيد‪.‬‬
‫ََ‬
‫ﵟو َما كف َر‬
‫اجلملة الفعلية‪ ،‬حنو قوهل تعاىل‪َ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٱلش َيٰط َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ك َّن‬
‫َول ٰ ِ‬ ‫ُسل ۡي َم ٰ ُن‬
‫ََ ْ‬
‫كف ُرواﵞ [ابلقرة‪]103 :‬‬

‫‪44‬‬
‫َ‬
‫ك َّن‪ :‬حرف ناسخ يفيد االستدراك مبين‬‫لٰ ِ‬
‫ن‬
‫ك نن منصوب‪،‬‬
‫اطَّي‪ :‬اسم ل ِ‬
‫ىلع الفتح‪ .‬الشي ِ‬
‫وعالمة نصبه الفتحة‪ .‬كفروا‪ :‬فعل ماض‬
‫مبين ىلع الضم‪ ،‬وواو اجلماعة‪ :‬ضمري متصل‬
‫مبين ىلع السكون يف حمل رفع فاعل‪ .‬واجلملة‬
‫ك نن‪.‬‬
‫الفعلية (كفروا) يف حمل رفع خرب ل ِ‬
‫ومثال شبه اجلملة‪ ،‬وهو نواعن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الظرف‪ :‬حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟإ َّن َّ َ‬
‫ٱَّلل َم َع‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬
‫ٱلصٰبر َ‬
‫ينﵞ [ابلقرة‪]153 :‬‬ ‫ِِ‬

‫‪45‬‬
‫ن‬
‫ِإن‪ :‬حرف ناسخ يفيد اتلأكيد مبين ىلع‬
‫ن‬
‫الفتح‪ .‬اهلل‪ :‬لفظ اجلاللة‪ ،‬اسم ِإن منصوب‪،‬‬
‫وعالمة نصبه الفتحة‪ .‬مع‪ :‬ظرف ماكن مبين‬
‫ىلع الفتح‪ .‬ن‬
‫الص ِاب ِرين‪ :‬مضاف إيله مرور‪،‬‬
‫وعالمة جره ايلاء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سالم‪.‬‬
‫وشبه اجلملة (مع ن‬
‫الص ِاب ِرين) يف حمل رفع خرب‬
‫ن‬
‫إِن‪.‬‬
‫ن‬ ‫وحنو قولك‪ :‬إ نن ن‬
‫الطائِر فوق الشجرةِ؛ ع ِلمت‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫كتاب ِعندك‪.‬‬ ‫أن ال ِ‬
‫َّ‬
‫اجلار واملجرور‪ :‬حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟإِن‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ‬ ‫ٱل ۡ ُم ۡجرم َ‬
‫ِين فِى ضلٰلﵞ [القمر‪]47 :‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ِإن‪ :‬حرف ناسخ يفيد اتلأكيد مبين ىلع‬
‫ن‬
‫الفتح‪ .‬المج ِر ِمَّي‪ :‬اسم ِإن منصوب‪ ،‬وعالمة‬
‫نصبه ايلاء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سالم‪ِ .‬يف ضال ٍل‪:‬‬
‫ن‬
‫جار ومرور‪ ،‬يف حمل رفع خرب إِن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وحنو قولك‪ :‬علمت أ نن زي ًدا من ن‬
‫الصا ِدقَِّي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرتتيب بي اسمها وخبها‪:‬‬
‫ال يصح أن يتقدم اْلرب ىلع االسم يف باب إن وأخواتها‬
‫إال إن اكن اْلرب ظرفا‪ ،‬أو جارا ومرورا‪ ،‬فيصح تقدمه ما لم‬
‫يمنع مانع‪ .‬وأمثلة تقدم اْلرب‪:‬‬
‫َ َ َ ّٗ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬قال تعاىل‪ :‬ﵟإِن فِى ذٰل ِك لعِبۡ َرة ﵞ [انلازاعت‪]26 :‬‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ٰ‬
‫ِيف ذلِك‪ :‬جار ومرور يف حمل رفع خرب ِإن مقدم؛ ل ِعربة‪:‬‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫الالم الم اتلوكيد‪ 22‬مبين ىلع الفتح‪ِ ،‬عربة‪ :‬اسم ِإن‬
‫مؤخر منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ۡ َ ْ َ َّ‬
‫َر ُسول‬ ‫ﵟوٱعل ُم ٓوا أن فِيك ۡم‬ ‫وقال تعاىل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬
‫ٱَّللِِۚﵞ [احلجرات‪]7 :‬‬

‫ن‬
‫‪ 22‬وتسىم أيضا الالم المزحلقة‪ ،‬فيه الم االبتداء أصال لكنها تزحلقت بعد إِن‬
‫عن صدر اجلملة كراهية بمؤكدين؛ يعقوب‪ ،‬إميل بديع‪ ،‬موسوعة النحو والصرف‬
‫واإلعراب‪،‬ص‪.560 .‬‬

‫‪47‬‬
‫ن‬
‫ِفيكم‪ :‬جار ومرور يف حمل رفع خرب ِإن مقدم؛ رسول‪:‬‬
‫ن‬
‫هلل‪:‬‬
‫اسم ِإن مؤخر منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة؛ ا ِ‬
‫لفظ اجلاللة مضاف إيله مرور‪ ،‬وعالمة جره الكرسة‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﵟل َ ۡو أَ َّن ع َ‬
‫ِندنَا ذ ِۡك ّٗرا مِنَ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َۡ‬
‫ٱلأول ِينﵞ [الصافات‪]168 :‬‬
‫ن‬
‫ِعندنا‪ :‬ظرف ماكن منصوب يف حمل رفع خرب أن مقدم‪،‬‬
‫نا‪ :‬ضمري متصل مبين ىلع السكون يف حمل جر مضاف‬
‫ن‬
‫إيله؛ ِذك ًرا‪ :‬اسم أن مؤخر منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه‬
‫الفتحة‪.‬‬
‫ً ن‬ ‫ً‬ ‫ن ن‬
‫اح ًدا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫َّلل تِسعة وتِس ِعَّي اس ًما‪ِ ،‬مائة ِإ‬
‫حديث‪ِ « :‬إن ِ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ن‬
‫من أحصاها دخل اجلنة» [ابلخاري‪.]2736 :‬‬

‫‪48‬‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫َّلل‪ :‬جار ومرور يف حمل رفع خرب ِإن مقدم؛ تِسعة‪ :‬اسم‬
‫ِ ِ‬
‫ن‬
‫ِإن مؤخر منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة؛ وتِس ِعَّي‪:‬‬
‫الواو‪ :‬حرف عطف مبين ىلع الفتح‪ ،‬تِس ِعَّي‪ :‬معطوف‬
‫ىلع "تسعة" منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه ايلاء‪ ،‬ألنه ملحق‬
‫ِبمع مذكر سالم‪.‬‬

‫اتلمرينات‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ -1‬أدخل إِن أو إحدى أخواتها يف املبتدأ واْلرب يف اجلمل‬
‫اآلتية‪.‬‬
‫ان‬ ‫ن‬
‫ان مت ِهد ِ‬ ‫أ) الزيد ِ‬
‫ب) أ ِيخ ن ِشي ٌط‬
‫ِّ‬
‫ج) المعلمون متم ِّزيون‬
‫د) هو أنا‬
‫اتلأ نين ن‬
‫السالمة‬ ‫ه) يف ن‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫‪ -2‬عَّي اسم إِن وأخواتها وخربها يف اجلمل اآلتية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ان‬ ‫ن ن‬
‫َّي ك ِريم ِ‬ ‫أ) لعل الط ِابل ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َّ‬
‫ب) قال تعاىل‪ :‬ﵟإِن يَ ۡو َم ٱلف ۡص ِل كان مِيقٰ ّٗتاﵞ [انلبأ‪:‬‬
‫‪]17‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ ْ َّ َ َ‬
‫ٱَّلل عَل ٰى َما ه َدىٰك ۡم‬ ‫ج) قال تعاىل‪ :‬ﵟول ِتكبِروا‬
‫َ َّ ُ َ ۡ ُ َ‬
‫َول َعلك ۡم تشك ُرونﵞ [ابلقرة‪]185 :‬‬
‫َ ُ‬
‫ك ۡم نَذ ‪ٞ‬‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِير‬ ‫د) قال تعاىل‪ :‬ﵟقال يٰق ۡو ِم إِنِى ل‬
‫ُّمبِينﵞ [نوح‪]2 :‬‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ه) قال صىل اهلل عليه وسلم‪ِ ( :‬إن ِمن الشج ِر شجرة‬
‫ن‬
‫ال يسقط ورقها‪ ،‬و ِإنها مثل المس ِل ِم) [ابلخاري]‬
‫‪ -3‬أعرب اجلمل اآلتية‪.‬‬
‫ُ ََ‬ ‫َّ‬
‫أ) قال تعاىل‪ :‬ﵟإِن َس ۡع َيك ۡم لش َّت ٰىﵞ [الليل‪]4 :‬‬
‫َّ ۡ َ ٰ َ ُ‬
‫نس َن ل ِفي خ ۡس ٍرﵞ [العرص‪]2 :‬‬ ‫ب) قال تعاىل‪ :‬ﵟإِن ٱل ِإ‬
‫َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ ُ ‪ٞ ُ ۡ َّ ٞ‬‬
‫ج) قال تعاىل‪ :‬ﵟكأنهم لؤلؤ مكنونﵞ [الطور‪]24 :‬‬
‫اس ذو‬ ‫د) قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إ نن ن‬
‫رش انلن ِ‬ ‫ِ‬
‫َّي) [ابلخاري]‬
‫الوجه ِ‬
‫‪50‬‬
‫ً‬ ‫ن ن‬
‫َّلل مالئِكة‬
‫ه) قال صىل اهلل عليه وسلم‪ِ ( :‬إن ِ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫الطر ِق يلت ِمسون أهل اذلك ِر)‬ ‫يطوفون ِيف‬
‫[ابلخاري]‬

‫‪51‬‬
‫الوقف يف املجال اَلقتصادي اَلستثماري‪ :‬أهميته وأمثلته‬
‫‪23‬‬
‫وآثاره‬
‫يشتمل املجال االقتصادي ىلع القيم واألمور املتعلقة‬
‫بالعمل والكسب والربح يف القطاع الفاليح أو الصنايع أو‬
‫اتلجاري مما يساهم يف كفاية املرء نلفسه وأرسته ونفعه‬
‫ألمته‪ ،‬وأن الوقف يندرج ضمن منظومة القيم االقتصادية‬
‫واالجتماعية يف ادلين اإلسالِم‪ ،‬ملا فيه من استثمار‬
‫ً‬
‫وتكافل بَّي أفراد املجتمع‪ .‬وحنن إذا ما أجرينا مقارنة بَّي‬
‫األنظمة املتفرقة‪ ،‬فإننا سنجد بأن انلظام اإلسالِم هو‬
‫انلظام الوحيد املتاكمل الوسط اذلي يربط فيه بَّي ادلنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬الحتوائه ىلع مجيع أنواع القيم اإليمانية اتلعبدية‪،‬‬
‫والفردية واألرسية واالجتماعية والسياسية والعلمية‬

‫‪ 23‬الطاهر زايين‪ ،‬الوقف يف اجملال االقتصادي االستثماري (أمهيته وأمثلته وآاثره)‪ ،‬شبكة األلوكة‬
‫‪ /‬آفاق الشريعة ‪ /‬مقاالت شرعية ‪ /‬فقه وأصوله‪ ،‬رابط املوضوع‪:‬‬
‫الوقف‪-‬في‪-‬المجال‪-‬االقتصادي‪https://www.alukah.net/sharia/0/72756/-‬‬
‫االستثماري‪-‬أهميته‪-‬وأمثلته‪-‬وآثاره‬
‫‪52‬‬
‫واالقتصادية وحنوها‪ ،‬وهذا حىت باعُتاف بعض اْلرباء‬
‫الغربيَّّي بذلك‪.‬‬

‫فاإلسالم هو ادلين الوسط اذلي جعل القاعدة املثىل يف‬


‫ن‬
‫مجع املال قوهل تعاىل يف شأن قارون‪﴿ :‬وابت ِغ ِفيما آتاك اَّلل‬
‫ادلنيا وأح ِسن كما‬ ‫ادلار اآلخرة وال تنس نصيبك من ُّ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ن‬
‫اَّلل ال حي ُّ‬ ‫ن‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫أحسن اَّلل ِإيلك وال تب ِغ الفساد ِيف األر ِض ِإن‬
‫المف ِس ِدين﴾ [القصص‪ ،]77 :‬ويف حديث أيب هريرة وعبد‬
‫اهلل بن عمر ‪ ‬قاال‪" :‬احرث دلنياك كأنك تعيش أبدا‬
‫ّ‬
‫واعمل آلخرتك كأنك تموت غدا"‪ .‬وهو ادلين اذلي حث‬
‫ً‬
‫ىلع اتلاكمل واتلعاون بَّي العمال ومستعمليهم‪ ،‬جاعال‬
‫انلظرة إىل العمال والعمل أيّا اكن‪ ،‬يه نظرة احُتام وتقدير‬
‫وحب وأخوة كما صح يف احلديث‪ ":‬إخوانكم خولكم‬
‫جعلهم اهلل حتت أيديكم‪( ،"...‬ابلخاري)‪.‬‬
‫ّ‬
‫املال أحد املقاصد الرضورية يف‬
‫كما عد اإلسالم حفظ ِ‬
‫ّ‬
‫الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬معتربا لك أنواع العمل والكسب‬
‫‪53‬‬
‫ِّ‬
‫واإلنفاق من أجل األفعال اليت يؤجر عليها صاحبها إن هو‬
‫أخلص فيها وأتقنها واستشعر عظم مسؤويلته حوهلا‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬
‫قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ":‬إنك لن تنفق نفقة‬
‫تبتيغ بها وجه اهلل إال أجرت عليها حىت اللقمة جتعلها يف‬
‫ّ‬
‫فم امرأتك"‪( ،‬ابلخاري)‪ .‬اإلسالم أيضا هو ادلين اذلي حث‬
‫ىلع اتلاكفل املايل بَّي مجيع أفراد املجتمع بسائر أنواع‬
‫اتلاكفالت املايلة من زاكة وصدقة وهبة ووقف واعرية‬
‫وغريها‪.‬‬
‫ّ‬
‫اتلخري يف أنواع‬ ‫وهو ادلين اذلي حث أتباعه ىلع‬
‫واختيار أفضلها‪ ،‬وأبقاها لصاحبها‪ ،‬وأدومها عند‬
‫ِ‬ ‫اإلنفاق‪،‬‬
‫خرجه ابلخاري عن أنس ريض اهلل عنه‬ ‫خالقها‪ ،‬مصداق ما ن‬

‫حتبُّون ﴾‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫قال‪ ..:‬ملا نزلت‪ ﴿ :‬لن تنالوا ال ِرب حىت تن ِفقوا ِمما ِ‬
‫[آل عمران‪ ]92 :‬قام أبو طلحة فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن اهلل‬
‫حتبُّون ﴾‪ ،‬وإن أحب‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫يقول‪ ﴿ :‬لن تنالوا ال ِرب حىت تن ِفقوا ِمما ِ‬
‫أموايل إيل بريحاء‪ ،‬وإنها صدقة هلل أرجو برها وذخرها عند‬

‫‪54‬‬
‫اهلل‪ ،‬فضعها حيث أراك اهلل‪ ..‬ن‬
‫وخرج ابلخاري يف صحيحه‬
‫من حديث ابن عمر أن عمر بن اْلطاب أصاب أرضا خبيرب‪،‬‬
‫فأىت انليب ﷺ يستأمره فيها‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إين أصبت‬
‫أرضا خبيرب لم أصب ماال قط أنفس عندي منه‪ ،‬فما تأمر‬
‫به؟ قال‪( :‬إن شئت حبست أصلها‪ ،‬وتصدقت بها‪)...‬‬

‫ومن هذا املنطلق فقد اتفق العلماء ىلع أن أفضل‬


‫اتلاكفالت املايل ِة هو الوقف‪ ،‬ملا فيه من بقا ٍء لرأس املال‬
‫حمفوظا مست ِمرا مستثمرا‪ ،‬بينما تذهب فائدته وغلته يف‬
‫سائر أعمال الرب‪ .‬كما أنه يعترب أهم مصدر تكافيل ملا فيه‬
‫وحتسَّي لدلخل الفردي‬
‫ٍ‬ ‫شغل دائمة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من توفري مناصب‬
‫والقوِم‪ ،‬مع القضاء ىلع مشلكة التسول وابلطالة وما يتودل‬
‫عنهما من آثار سلبية وآفات اجتماعية‪.‬‬

‫وهكذا دوره اإلجيايب يف تنمية االقتصاد الوطين وحتقيق‬


‫االكتفاء اذلايت فيه‪ ،‬سواء يف مال الفالحة أو اتلجارة أو‬
‫الصناعة‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق االستثمار انلافع‬
‫‪55‬‬
‫لألوقاف بالتسويق واتلصنيع واإلنتاج وسائر أنواع‬
‫املعامالت املايلة انلافعة اليت توافق عليها العلماء األخيار‪،‬‬
‫وأتت بها السنن واآلثار‪ ،‬اكإلجارة واملزارعة واملضاربة‬
‫والرشكة وحنوها مما سأفصل القول فيه يف كتايب " ابلدر‬
‫اتلمام يف إدارة املال واألعمال يف اإلسالم‪".‬‬

‫وقد تقدم ما يف تبويب الطرابليس يف اإلسعاف‪" :‬باب‬


‫وبوب اْلصاف يف‬‫إجارة الوقف ومزارعته ومساقاته"‪ّ ،‬‬

‫األوقاف‪" :‬باب يف إجارة الوقف"‪ ،‬ثم "باب املعاملة واملزارعة‬


‫يف أرض الوقف"‪ ،‬كما ذكر اعمة السلف يف كتب الفقه‬
‫املعروف ِة طريقة رصف غالت الوقف وكيفية استثمارها وما‬
‫يتعلق بذلك‪.‬‬

‫وكمثال عميل ىلع ذلك وفائدته‪ :‬نذكر ما ورد يف ملة‬


‫الزهور املرصية (‪ " :)398/4‬ن‬
‫أما ِإيرادات األوقاف فقد بلغت‬
‫يف سنة ‪ 246,000 :1902‬جنيه مرصي‪ ،‬وبلغت يف العام املايض‪:‬‬
‫‪ 511,100‬جنيه‪ ،‬فتكون الزيادة يف مدة عرش سنوات‪265,100 :‬‬
‫‪56‬‬
‫فإنها‬ ‫يرادات‪,‬‬ ‫اإل‬ ‫جنيه‪ .‬وقد زادت أيضا ً انلفقات تبعا ً ِّ‬
‫نلمو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫اكنت منذ عرش سنوات ‪ 209,362‬جنيها فبلغت يف العام‬
‫الغابر ‪ 480,805‬جنيهات "‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ .1‬عالم يشتمل املجال االقتصادي؟‬


‫‪ .2‬ما يه قاعدة اإلسالم يف مجع املال؟‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬كيف حث اإلسالم ىلع اتلاكمل واتلعاون بَّي العمال‬
‫ومستعمليهم؟‬
‫‪ .4‬اذكر أنواع اتلاكفالت املايلة اليت حث عليها اإلسالم‬
‫بَّي أفراد املجتمع‪ .‬وما أفضل هذه اتلاكفالت؟‬
‫‪ .5‬عما يكون دور الوقف اإلجيايب يف تنمية االقتصاد‬
‫وحتقيق االكتفاء فيه؟‬

‫‪57‬‬
‫ا‬
‫‪ -3‬ظن وأخواتها‬

‫ظن وأخواتها‪ :‬يه أفعال ناسخة تدخل ىلع املبتدأ‬


‫واْلرب فتنصبهما ىلع أنهما مفعوالن هلا‪.‬‬
‫ا‬
‫بعد دخول ظن‬ ‫املبتدأ واخلب‬
‫ً ‪24‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ظننت حم ّم ًدا مت ِهدا‬ ‫حم نمد مت ِهد‬
‫َّي‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫َّي اعل ِم ِ‬
‫ظننت الرجل ِ‬ ‫ان‬
‫الرجال ِن اعل ِم ِ‬
‫‪25‬‬

‫ظننت المهن ِد ِسَّي‬ ‫المهن ِدسون ما ِهرون‬


‫‪26‬‬
‫ما ِه ِرين‬

‫ت‪ :‬فعل ماض انسخ مبين على السكون‪ ،‬التاء‪ :‬ضمري متصل مبين على الضم يف‬ ‫‪24‬‬
‫ظن ْن ُ‬
‫مل رفع فاعل؛ ُم ّمدا‪ :‬مفعول به أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة؛ ُْمت ِهدا‪ :‬مفعول به‬
‫اثن منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬
‫ت ‪ :‬فعل ماض انسخ مبين على السكون‪ ،‬التاء‪ :‬ضمري متصل مبين على الضم يف‬ ‫‪25‬‬
‫ظن ْن ُ‬
‫ني‪ :‬مفعول به أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مثىن؛ عالِم ْ ِ‬
‫ني‪:‬‬ ‫مل رفع فاعل؛ الر ُجل ْ ِ‬
‫مفعول به اثن منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مثىن‪.‬‬
‫ت‪ :‬فعل ماض انسخ مبين على السكون‪ ،‬التاء‪ :‬ضمري متصل مبين على الضم يف‬ ‫‪26‬‬
‫ظن نْ ُ‬
‫مل رفع فاعل؛ ال ُْمهْن ِد ِس ْني‪ :‬مفعول به أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مجع مذكر‬
‫اه ِريْن‪ :‬مفعول به اثن منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬ألنه مجع مذكر سامل‪.‬‬ ‫سامل؛ م ِ‬

‫‪58‬‬
‫‪27‬‬
‫ظننت أخاك ذا ِعل ٍم‬ ‫أخوك ذو ِعل ٍم‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫ات‬
‫ظننت الط ِابل ِ‬ ‫الط ِابلات مت ِهدات‬
‫‪28‬‬
‫ات‬
‫مت ِهد ٍ‬
‫عددها ونواعها وأقسامها‪:‬‬

‫يه أفعال كثرية‪ ،‬أشهرها‪ :‬ع ِلم‪ ،‬رأى‪ ،‬وجد‪ ،‬ألىف‪ ،‬ظ نن‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ح ِسب‪ ،‬زعم‪ ،‬خال‪ ،‬ص نري‪ ،‬جعل‪ ،‬اَّتذ‪ ،‬رد‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫وأفعال هذا ابلاب نواعن‪ ،‬هما‪:‬‬

‫ت‪ :‬فعل ماض انسخ مبين على السكون‪ ،‬التاء‪ :‬ضمري متصل مبين على الضم يف‬ ‫‪27‬‬
‫ظن ْن ُ‬
‫مل رفع فاعل؛ أخاك‪ :‬مفعول به أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪ ،‬ألنه من األمساء‬
‫اخلمسة‪ ،‬واالكاف‪ :‬ضمري متصل مبين على الفتح يف مل جر مضاف إليه؛ ذا‪ :‬مفعول به‬
‫اثن منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪ ،‬ألنه من األمساء اخلمسة؛ عِلْم‪ :‬مضاف إليه مرور‪،‬‬
‫وعالمة جره الكسرة‪.‬‬
‫ت ‪ :‬فعل ماض انسخ مبين على السكون‪ ،‬التاء‪ :‬ضمري متصل مبين على الضم يف‬ ‫‪28‬‬
‫ظن نْ ُ‬
‫ات‪ :‬مفعول به أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الكسرة‪ ،‬ألنه مجع مؤنث‬ ‫مل رفع فاعل؛ الطالِب ِ‬
‫سامل؛ مُْت ِهدات‪ :‬مفعول به اثن منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه الكسرة‪ ،‬ألنه مجع مؤنث سامل‪.‬‬
‫‪ 29‬يعقوب‪ ،‬إميل بديع‪ ،‬موسوعة النحو والصرف واإلعراب‪،‬ص‪.436 .‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -1‬أفعال القلوب‪ ،‬ويه اليت تقوم معانيها بالقلب‪ ،‬ويه‬
‫ما يتعدى الثنَّي‪ :‬ايلقَّي والرجحان‪ ،‬ويه أربعة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫ن‬
‫أ) ما يفيد يف اْلرب يقينا‪ ،‬وأفعاهل‪ :‬وجد‪ ،‬ألىف‪ ،‬تعلم‬
‫الصدق نافِ ًعا‪.‬‬‫(بمعىن اعلم)‪ ،‬درى؛ حنو‪ :‬وجدت ِّ‬
‫ِ‬
‫الرجحان‪ ،‬وأفعاهل‪ :‬جعل‪ ،‬حجا‪،‬‬ ‫ب) ما يفيد يف اْلرب ُّ‬
‫َ َ َُ ْ‬ ‫ن‬
‫عد‪ ،‬هب‪ ،‬زعم؛ حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟوجعلوا‬
‫َ ً‬ ‫ك َة ٱلَّذ َ‬
‫ِين ُه ۡم ع َِبٰ ُد َّ‬
‫ٱلرِنَٰمۡح إِنٰثاﵞ‬
‫ۡ َ َ َٰٓ َ‬
‫ٱلملئ ِ‬
‫[الزخرف‪.]19 :‬‬
‫َّي‪ ،‬والغالب كونه للرجحان‪،‬‬
‫ج) ما ي ِرد بالوجه ِ‬
‫وأفعاهل‪ :‬ظ نن‪ ،‬ح ِسب‪ ،‬خال؛ حنو‪ :‬ح ِسبت زي ًدا‬
‫حا‪.‬‬‫ناج ً‬
‫ِ‬
‫َّي‪ ،‬والغالب كونه لليقَّي‪ ،‬وهو‬ ‫د) ما ي ِرد بالوجه ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫فعالن‪ :‬رأى‪ ،‬ع ِلم؛ حنو قوهل تعاىل‪ :‬ﵟإِن ُه ۡم يَ َر ۡون ُهۥ‬
‫يباﵞ [املعارج‪]7-6 :‬‬‫يدا َونَ َرى ٰ ُه قَر ّٗ‬
‫َ ّٗ‬
‫بعِ‬
‫ِ‬

‫‪60‬‬
‫‪ -2‬أفعال اتلصيري‪ ،‬ويه اليت تدل ىلع اتلحويل‪ ،‬وأفعاهلا‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫َّتذ‪ ،‬ص نري‪ ،‬وهب؛ حنو‪ :‬جعل‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫َّت‬ ‫جعل‪ ،‬رد‪ ،‬ترك‪ِ ،‬ا‬
‫َ َّ‬
‫ٱتخَ َذ َّ ُ‬
‫ٱَّلل إبۡ َرٰه َ‬
‫ِيم‬ ‫ِ‬ ‫انلن نجار اْلشب بابًا‪ ،‬وقوهل تعاىل‪ :‬ﵟو‬
‫َ ّٗ‬
‫خل ِيلاﵞ [النساء‪.]125 :‬‬

‫اتلمرينات‪:‬‬
‫‪ -1‬أدخل ظ نن أو إحدى أخواتها يف املبتدأ واْلرب يف اجلمل‬
‫اآلتية‪.‬‬
‫أ) المهن ِدسون اعلِمون‬
‫اب الق نو ِة‬
‫ب) ال ِعلم أعظم أسب ِ‬
‫ج) أبو ِك أ ِيخ‬
‫ايض‬
‫د) المج ِرمون يرضون ِحبك ِم الق ِ‬
‫ت‬
‫ه) ِيه أن ِ‬
‫‪ -2‬عَّي مفعويل ظ نن وأخواتها يف اجلمل اآلتية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫َ َ ٓ َ ُ ُّ َّ َ َ َ ٓ ّٗ‬
‫اعة قائ ِ َمةﵞ [الكهف‪:‬‬‫أ) قال تعاىل‪ :‬ﵟوما أظن ٱلس‬
‫‪]36‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ّٗ‬ ‫َ َۡ‬
‫َوه ۡم‬ ‫أ ۡيقاظا‬ ‫ﵟوتح َس ُب ُه ۡم‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ب)‬
‫ُ ‪ٞ‬‬
‫ُرقودِۚﵞ [الكهف‪]18 :‬‬
‫ّٗ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ َ ُ ٓ ْ َ ۡ َ َ ُ ۡ َ ُ ۡ َ َ ُ ۡ َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﵟٱتخذوا أحبارهم ورهبٰنهم أربابا مِن‬ ‫ج)‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ون ٱَّللِﵞ [اتلوبة‪]31 :‬‬ ‫د ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َج َعل ٱلش ۡم َس‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﵟه َو ٱلذِي‬ ‫د)‬
‫ٓ‬
‫ض َيا ّٗءﵞ [يونس‪]5 :‬‬‫ِ‬
‫ﵟو َّد َكثِير‪ ٞ‬م ِۡن أَ ۡهل ٱلۡك َِتٰب لَوۡ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ه)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك َّف ً‬ ‫َ ُ‬
‫يمٰن ِك ۡم‬ ‫َۡ‬ ‫ُّ َ ُ‬
‫يَ ُردونكم‬
‫ارا‬ ‫ِم ُۢن بع ِد إ ِ‬
‫ّٗ‬
‫َح َسداﵞ [ابلقرة‪]109 :‬‬
‫‪ -3‬أعرب ما حتته خط يف اآليات اآلتية‪.‬‬
‫َ َ َ ۡ َ ٰ ُ َ َ ٓ ّٗ َّ ُ‬
‫نث ً‬
‫وراﵞ [الفرقان‪:‬‬ ‫أ) قال تعاىل‪ :‬ﵟفجعلنه هباء م‬
‫‪]23‬‬

‫‪62‬‬
‫ّٗ‬
‫ىﵞ [الضَح‪]7 :‬‬ ‫ب) قال تعاىل‪ :‬ﵟ َو َو َج َد َك َضآلا َف َه َد ٰ‬
‫َ‬
‫ج) قال تعاىل‪ :‬ﵟ َيحۡ َس ُب ُه ُم ٱلۡجَاه ُِل أ ۡغن َِيا ٓ َء مِنَ‬
‫َّ ُّ‬
‫ٱلت َعف ِفﵞ [ابلقرة‪]273 :‬‬
‫َ َ ۡ َ ٓ َ َ ُّ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ّٗ‬
‫اس أ َّمة‬ ‫د) قال تعاىل‪ :‬ﵟولو شاء ربك لجعل ٱلن‬
‫ّٗ‬
‫َوٰح َِدة ۖۡﵞ [هود‪]118 :‬‬
‫ه) قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬جعل اهلل ن‬
‫الرْحة ِمائة‬
‫جز ٍء) [ابلخاري]‬

‫‪63‬‬
‫اا ْ ُ‬
‫تأرجح مفهوم اَلقتصاد اإلساليم بي رجال مدرسيت الفقه‬
‫‪30‬‬
‫واَلقتصاد‬
‫بالرغم من حاجة علم االقتصاد إىل علم الفقه‪،‬‬
‫والعكس كذلك‪ ،‬ومع وجود املشُتاكت اجلامعة بينهما‪ ،‬فإن‬
‫علم منهما‬
‫مواطن االختالف بينهما كثرية وال تنكر‪ .‬فلُك ٍ‬
‫منهجه وطريقه ومصادره‪ ،‬ودعوى اجلمع بينهما ليس باألمر‬
‫اهلَّي‪ ،‬إال ممن ن‬
‫يرس اهلل تعاىل عليه ذلك‪ ،‬فاستطاع اجلمع‬
‫بينهما‪ ،‬من خالل ادلراسة اجلامعية األكاديمية املنهجية‬
‫املتدرجة‪ ،‬اليت تبتدأ بمرحلة ابلاكلوريوس وال تنتيه‬
‫ًّ‬
‫بادلكتوراه؛ وإنما تمتد إىل آخر احلياة‪ ،‬الك ىلع حده‪.‬‬

‫أما ادلورات وادلبلومات والورش اليت تعقد أليام‬


‫وربما لسويعات‪ ،‬واليت جتمع يف عنوانها بَّي علمَّي وربما‬

‫‪ 30‬إبراهيم عبداللطيف العبيدي‪ ،‬أترجح مفهوم االقتصاد اإلسالمي بني رجال مدرسيت الفقه‬
‫واالقتصاد‪ ،‬شبكة األلوكة ‪ /‬ثقافة ومعرفة ‪ /‬إدارة واقتصاد‪ ،‬رابط املوضوع‪:‬‬
‫أترجح‪-‬مفهوم‪-‬االقتصاد‪https://www.alukah.net/culture/0/150205/-‬‬
‫اإلسالمي‪-‬بني‪-‬رجال‪-‬مدرسيت‪-‬الفقه‪-‬واالقتصاد‬

‫‪64‬‬
‫ِّ‬
‫أكرث‪ ،‬وتقدم الشهادات وتمنح التسميات الضخمة‬
‫واأللقاب الفخمة‪ ،‬واليت زادت يف أيامنا هذه وقت اجلاحئة‪،‬‬
‫فأصبحت تعقد ىلع بعد‪ ،‬وتوزع الشهادات وتمنح ادلرجات‬
‫عرب األثري‪ ،‬وهذا ال ضري فيه‪ ،‬وال اعُتاض عليه‪ ،‬إن اكن‬
‫ِّ‬
‫يتم وفق الضوابط واألصول املعمول بها‪ ،‬وليس لعد‬
‫السااعت ومجع الشهادات ونرشها واملفاخرة بها‪.‬‬

‫فهذه اجلهات املاحنة نفسها حباجة إىل تقويم وتمحيص‬


‫ِّ‬
‫أنفسهم‪ ،‬وعلينا أن نركز ىلع‬
‫ِ‬ ‫للقائمَّي واملرشفَّي عليها‬
‫ً‬
‫(فقها) أو‬ ‫ِّ‬
‫وننميه؛ إن اكن‬ ‫اتلخصص األصيل ونتعاهده‬
‫ً‬
‫(اقتصادا)‪ ،‬وحنُتمه من خالل استيعابه والُتكزي عليه‪ ،‬ثم‬
‫يتم الرشوع بعد ذلك من باب االستئناس باآلخر‪ ،‬فليس‬
‫لك من قرأ كتابًا أو كتابَّي أو عرشة من غري َّتصصه‪ ،‬نسب‬
‫إيله‪ .‬إن لم يسلكه يف طريقه املتدرج املعتاد‪.‬‬

‫ومن احلكمة أال نديع ما ليس حنن أهله‪( ،‬فاملتشبع‬


‫زور) كما جاء يف احلديث‬
‫ٍ‬ ‫الكبس ثوَب‬
‫ِ‬ ‫بما لم يعط‪،‬‬
‫‪65‬‬
‫الصحيح‪ .‬وما أمجل انتساب طالب الرشيعة إىل مدرسة‬
‫ُّ‬
‫الفقه؛ اليت يترشف بها لك من ينسب إىل إحدى املدارس‬
‫الفقهية الرثية‪ ،‬وىلع رأسها مدارس املذاهب الفقهية‬
‫املعتمدة األربعة‪ ،‬زيادة ىلع بقية الفقهاء اآلخرين اذلين‬
‫جتاوز عددهم املائة فقيه متهد مشهور؛ ويشار إيلهم إىل‬
‫يومنا بابلنان ىلع مدار القرون املنرصمة‪ ،‬إال أن طالبهم‬
‫ومدارسهم لم تستمر كمدرسة األئمة أيب حنيفة ومالك‬
‫والشافيع وأْحد بن حنبل (رْحهم اهلل تعاىل أمجعَّي)‪.‬‬

‫وكيف برع جيل من الفقهاء بشُك بارز يف مسائل‬


‫اتلجارة وابليوع وقضايا إدارة املال اْلاص والعام يف علم‬
‫االقتصاد‪ ،‬فاكنوا انلواة األوىل ملرشوع الفقهاء االقتصاديَّي؛‬
‫أمثال القايض أيب يوسف وكتابه (اْلراج) شاهد حارض إىل‬
‫يومنا‪ ،‬اذلي شاركه يف عنوانه نفسه (اْلراج) أكرث من‬
‫اعلما؛ لكهم ألنفوا مثل عنوانه ً‬
‫تماما كتاب (اْلراج)‬ ‫ثالثَّي ً‬
‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬إال أن اهلل (عزوجل) كتب القبول ‪-‬فيما يبدو‪-‬‬

‫‪66‬‬
‫بيد القاسم‬
‫لكتابه من دون ابلقية‪ ،‬وكذلك احلال مع أيب ع ٍ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫بن سالم يف كتابه (األموال) اذلي صنف غريه مثل عنوانه‬
‫ً‬
‫أيضا اكبن زجنويه‪ ،‬ثم أْحد بن نرص ادلاودي وغريهما‪ ،‬إال‬
‫أن شهرة كتاب أيب عبيد قد بلغت اآلفاق‪ ،‬وهكذا احلال مع‬
‫املاوردي وأيب يعىل يف (األحاكم السلطانية)‪ ،‬وغريهم الكثري‬
‫‪..‬‬
‫ويف املقابل‪ ،‬نلمح يف عرصنا احلارض من درس علم‬
‫االقتصاد الوضيع بإحدى مدرستيه اتلقليديتَّي املعروفتَّي‪،‬‬
‫ويدرس االقتصاد اإلسالِم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬
‫وتدرج فيه‪ ،‬ثم أخذ يكتب‬
‫من باب االعزتاز بدينه والفخر باالنتساب إىل تعايلم‬
‫رشيعته‪ ،‬وال شك أنه مأجور حسب نيته‪ ،‬مشكور حسب‬
‫مقصده‪ .‬ولكنه بالرغم من هذا لكه يبىق يف األصل ابن‬
‫مدرسة االقتصاد الوضيع‪ ،‬اذلي ربما حبث جزئية اعبرة أو‬
‫ً‬ ‫ن ً‬
‫أعد حبثا أو كتب مقاال يف االقتصاد اإلسالِم يف مسريته‬
‫العلمية الطويلة اليت بنيت ىلع مدرسة االقتصاد الوضيع؛‬

‫‪67‬‬
‫وعليه فال يصح هل أن ينسب نفسه إىل مدرسة الفقه؛ وإن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫كتب أو ألف أو أعد يف جوانب منه‪.‬‬

‫كما ينبيغ عليه عندما تلىق عليه ألقاب مثل الفقيه‬


‫ن‬
‫أو املفكر اإلسالِم أو املجتهد وما ىلع شالكتها ‪ -‬أن يردها‬
‫عن نفسه وال يسمح بها؛ ألن هذا خلط وتدليس‪ ،‬واألدىه‬
‫من ذلك حينما يتبىن ذلك هو بنفسه؛ ِّ‬
‫يلعرفنا هو بنفسه يف‬
‫كتبه وصفحات اتلواصل االجتمايع؛ بتبين تلك األلقاب‬
‫اليت اكن ُّ‬
‫يفر منها الفقهاء األوائل‪ ،‬وال يرون ألنفسهم‬
‫ً‬
‫فضال ىلع غريهم‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ .1‬هل يمكن اجلمع بَّي علم االقتصاد وعلم الفقه؟ مىت‬


‫تبتدأ ادلراسة للجمع بينهما؟ وإالم تنتيه؟‬

‫‪68‬‬
‫‪ .2‬هل حنتاج إىل استيعاب علم الفقه وعلم االقتصاد معا‬
‫للجمع بينهما؟ وما حكمة ذلك؟‬
‫‪ .3‬اذكر الفقهاء االقتصاديَّي مع مؤلفة لك منهم‪.‬‬
‫‪ .4‬هل يصح أن ينسب طالب االقتصاد اإلسالِم نفسه‬
‫إىل مدرسة الفقه؟ وهل يصح طالب االقتصاد الوضيع‬
‫اذلي يكتب عن االقتصاد اإلسالِم أن ينسب نفسه‬
‫إىل مدرسة الفقه؟‬
‫‪ .5‬ماذا ينبيغ علينا عندما تلىق علينا ألقاب الفقيه أو‬
‫املفكر اإلسالِم أو املجتهد؟‬

‫‪69‬‬
‫فن اإلنشاء‬
‫أ‪ -‬تقديم‬
‫إن اإلنشاء اغية يف تعلم اللغة العربية‪ ،‬بل هو املظهر‬
‫الصادق لقوة تفكري الطالب يف نفسه ويف األشياء حوهل‪،‬‬
‫وقوة تعبريه عما يفكر وما يشعر بلغة سليمة‪ .‬وقيل إن‬
‫اإلنشاء من "املادة السحرية" ألنها اغية ما يصبو إيله املعلم‬
‫والطالب من وراء جهادهما يف تعلم اللغة‪ ،‬وحتمل أثقاهلا‪،‬‬
‫ً‬
‫وتكييف قواعدها‪ .‬وفيم يدرس املعلم إذا هذه القواعد إذا‬
‫ِّ‬
‫لم يعلم الطالب كيف يتلكم بسهولة ويرس‪ ،‬ويقرأ بسهولة‬
‫ربا عن أفاكره وأحاسيسه بسهولة‬ ‫ويرس‪ ،‬ثم يكتب مع ِّ ً‬

‫ويرس؟ واإلنشاء؛ بعد ذلك لكه؛ الطريقة الرئيسية إىل تفهم‬


‫األدب وتذوقه‪ ،‬واتلعبري عما يف احلياة من وجوه اْلري واحلق‬
‫‪31‬‬
‫واجلمال‪.‬‬

‫‪31‬خليل اهلنداوي‪ ،‬تيسري اإلنشاء‪ ،‬ط‪( ،10 .‬بريوت‪:‬مكتبة دار الشرق‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،).‬ص‪.‬‬
‫‪.5‬‬

‫‪70‬‬
‫إذا عمدت إىل معاجلة موضوع اإلنشاء‪ ،‬فال حتاول أن‬
‫تتحذلق فتبحث عن اللكمات الطنانة‪ ،‬أو اللكمات اليت ال‬
‫جتدها إال يف طوايا املعاجم‪ ،‬حيث تقبع هناك مهجورة‬
‫مهملة‪ .‬فدع عنك اتلصنع واسُتسل يف كتابتك بدون‬
‫تكلف‪ ،‬واكتب ما يعن لك من األفاكر بأسلوب سليم‪،‬‬
‫متجنبا األخطاء انلحوية واللغوية ما استطعت‪ ،‬وثق بعد‬
‫ذلك بأن موضوعك سينال عالمة انلجاح‪ .‬وذلك إلن ما‬
‫يطلب منك هو اإلفصاح عن آرائك ببساطة دون أن‬
‫تكلف نفسك مؤونة اتلقعر‪ ،‬أو الغوص ىلع املبهم من‬
‫املعاين واأللفاظ‪ .‬فأجود اإلنشاء يكون يف فصاحة يف‬
‫‪32‬‬
‫اتلعبري ووضوح يف اتلفكري ومجال يف اتلصوير‪.‬‬

‫‪ 32‬علي رضا‪ ،‬اإلنشاء الواضح‪ ،‬ط‪( ،7 .‬بريوت‪ :‬مكتبة دار الشرق‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،).‬ص‪،1 .‬‬
‫‪.5‬‬

‫‪71‬‬
‫ب‪ -‬تعريف اإلنشاء‬
‫فما هو فن اإلنشاء إذن؟ قد جاء تعريفه من قبل‬
‫العالمة ابن اعشور‪ ،‬بأنه علم تعرف به كيفية أداء املعاين‬
‫اليت َّتطر باذلهن أو تلىق إيله‪ ،‬ىلع وجه تتمكن به من‬
‫نفوس املخاطبَّي‪ ،‬من حيث حسن ربط أجزاء الالكم‪،‬‬
‫واشتماهل ىلع ما يستجاد من األلفاظ وحيسن من األسايلب‪،‬‬
‫مع بالغته‪ .‬أما موضوعه‪ ،‬فالالكم العرَب من حيث ربط‬
‫مجله وحماسن لكمه‪ ،‬إذا اإلنشاء ال يتعلق إال بالالكم‬
‫املشتمل ىلع مجل كثرية‪ ،‬وال يدخل اجلملة الواحدة املفيدة‪.‬‬
‫وأما استمداده‪ ،‬فمن الكم ابللغاء وخطبهم‪ ،‬ورسائلهم‪،‬‬
‫وأشعارهم‪ ،‬وآداب العرب وعوائدهم‪ ،‬ومشهور أحوال األمم‬
‫املعروفة وأمثاهلا‪ .‬وأما مسائله‪ ،‬فلم تكن خمصوصة‬
‫باتلأيلف‪ ،‬ولكنها توحد يف كثري من فنون آداب اللغة‬

‫‪72‬‬
‫العربية‪ ،‬كما يوجد بعضها يف كتب ابلالغة‪ ،‬وخمتارات‬
‫‪33‬‬
‫خطب العرب‪ ،‬وملحهم‪ ،‬وبداهة أجوبتهم‪ ،‬وأمثاهلم‪.‬‬
‫ج‪ -‬كيف نكتب اإلنشاء؟‬
‫عندما يطرح أي موضوع إنشايئ ىلع المنشئَّي‪ ،‬ي ُّ‬
‫دب‬ ‫ِ‬
‫فيهم يشء من االضطراب يظهر أثره قويا يف بعضهم وضئيال‬
‫يف بعضهم اآلخر‪ ،‬وقد يرجع سبب هذا االضطراب إىل‬
‫ذخريته من املعلومات واثلقافة‪ ،‬اليت حيصل عليها املنشئ‬
‫عن طريق املطالعة‪ ،‬حبيث إذا اكنت دليه اذلخرية الاكفية‬
‫منها لما اضطرب أبدا‪ 34.‬فانلجاح يف اإلنشاء يعتمد قبل لك‬
‫ِّ‬
‫يشء ىلع املطالعة‪ ،‬فال وسيلة تمكن الطالب من اإلنشاء‬
‫الصحيح خريا من املطالعة ال سيما املطالعة احلرة‪ ،‬برشط أن‬
‫تكون يه مطالعة عميقة واعية ِّ‬
‫تزوده بزاد ينفذ من‬

‫‪33‬ممد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬أصول اإلنشاء واخلطابة ويليه اخلطابة عند العرب‪ ،‬ط‪،1 .‬‬
‫حتق‪ .‬ايسر بن حامد املطريي‪ ،‬ممد اخلضر حسني‪( ،‬الرايض‪ :‬مكتبة دار املنهاج‪1433 ،‬‬
‫ه)‪ ،‬ص‪.54-50 ،47 .‬‬
‫‪ 34‬علي رضا‪ ،‬اإلنشاء السهل‪ ،‬ط‪( ،5 .‬بريوت‪ :‬دار الشرق العريب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،).‬ص‪.9 .‬‬

‫‪73‬‬
‫األفاكر اليت تشحذ ذهنه‪ ،‬فُتَق يه بملاكته إىل املستوى‬
‫الرفيع‪ ،‬وتمأل ذاكرته باملعاين اجلليلة‪ ،‬فيجد نفسه بعد ذلك‬
‫مستعدا ْلوض أي موضوع‪ ،‬والكتابة فيه بأسلوب رشيق‬
‫صحيح وأفاكر وفرية سليمة‪ ،‬إذ تكون ملكة اإلنشاء قد‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫سليم‪ ،‬وممارسة‬ ‫أصبحت راسخة يف نفسه‪ .‬فإذا دعمها ذوق‬
‫ٌ‬
‫‪35‬‬
‫للكتابة مستمرة‪ ،‬استطاع أن يشق طريقه يف اعلم الكتابة‪.‬‬
‫اكن اإلمام ابن اعشور يقول يف اإلنشاء بأن "أساس ذلك‬
‫ثالثة أمور‪ ،‬يه‪ :‬املعىن األسايس‪ ،‬وتفصيله‪ ،‬وإيضاحه‪ ".‬أما‬
‫املعىن األسايس‪ ،‬فهو املوضوع اذلي يطرأ ىلع الفكر ويهمه‬
‫اْلاطر‪ ،‬وهو غرض جيب إحضاره‪ ،‬ثم يرشع يف بيانه وإقناع‬
‫السامعَّي به‪ ،‬وهو يف اصطالح الكتاب‪ :‬ما تُتجم به الرسالة‬
‫أو تعنون به املقالة‪ 36 .‬واكن سعود عبد اجلابر يرشح بأن املهم‬
‫يف املوضوع هو وجود الفكرة العامة ذات الفروع املتعددة‬

‫‪ 35‬رضا‪ ،‬علي‪ ،‬اإلنشاء الواضح‪ ،‬ص‪.6 .‬‬


‫‪36‬ابن عاشور‪ ،‬ممد الطاهر‪ ،‬أصول اإلنشاء واخلطابة ويليه اخلطابة عند العرب‪ ،‬ص‪.54 .‬‬

‫‪74‬‬
‫أي يه أفاكر صغرية تفرعت واجتهت يف خمتلف املجاالت‪.‬‬
‫فتلك الفكرة العامة تماثل شجرة كبرية وارفة‪ ،‬وفروعها‬
‫واجتاهاتها تماثل األغصان‪ ،‬وهلذه الفكرة أو هلذا املوضوع‬
‫عنوان كما للشجرة اسم‪ ،‬وحيتاج املوضوع إىل معلومات‬
‫وافرة به‪ ،‬كما حتتاج الشجرة إىل تهيئة األرض وتوفري املياه‬
‫‪37‬‬
‫واملاكن املالئم هلا وابلذور واحلماية نلباتها‪.‬‬
‫وأما تفصيل املعىن‪ ،‬فهو اتلبرص يف تقاسيمه وفروعه‪،‬‬
‫وتفكيكه بإطالة انلظر فيه؛ للتنبه إىل ما ينطلق إيله من‬
‫احلقائق واألدلة واملرغبات أو املنفرات‪ .‬وأما اإليضاح‪ ،‬فهو‬
‫رشح تلك املعاين وذكر أدتلها وفروعها‪ ،‬يلمكن حينئذ‬
‫اتلعبري عنها بوجه سهل اتلصور للسامعَّي‪ ،‬فإذا حصل ذلك‬
‫ال يبق إال كسو تلك املعاين باأللفاظ‪ ،‬فتسهل اإلفاضة يف‬
‫‪38‬‬
‫إنشاء املوضوع املراد‪.‬‬

‫سعود عبد اجلابر‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪( ،‬عمان‪ :‬دار املأمون للنشر والتوزيع)‪،‬‬ ‫‪37‬‬

‫ص‪.18 .‬‬
‫‪38‬ابن عاشور‪ ،‬ممد الطاهر‪ ،‬أصول اإلنشاء واخلطابة ويليه اخلطابة عند العرب‪ ،‬ص‪.54 .‬‬

‫‪75‬‬
‫أما تلجويد اإلنشاء وحتسَّي أسلوبه‪ ،‬فعىل الطالب‬
‫‪39‬‬
‫املنشئ مرااعة الوصايا اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال َّترج عن املوضوع‪ ،‬واحذر لك احلذر آفة اْلروج‬
‫عنه‪ ،‬فيه العلة اليت سببت فشل الكثريين من‬
‫الطالب والطابلات‪.‬‬
‫‪ -2‬استعمل عالمات الُتقيم‪ :‬انلقط‪ ،‬الفواصل‪ ،‬إشارات‬
‫اتلعجب‪ ،‬االستفهام‪ ،‬وغريها‪ .‬فيه مهمة يف أن ت ِّ‬
‫ضمن‬
‫ما تأخذه؛ من اجلملة واتلعبري واملقطع اليت حصلت‬
‫عليها من مطالعتك؛ يف موضوعك‪ .‬فحاول االستفادة‬
‫من اتلعابري ابلليغة واملعاين الرفيعة اليت حتصل عليها‬
‫أثناء مطالعتك‪ ،‬لكن إياك أن تأخذ اجلملة أو اتلعبري‬
‫أو املقطع‪ ،‬فتضمنه موضوعك كأنه جزء من املوضوع‪.‬‬

‫‪ 39‬رضا‪ ،‬علي‪ ،‬اإلنشاء السهل ص‪ ،8-7 .‬رضا‪ ،‬علي‪ ،‬اإلنشاء الواضح‪ ،‬ص‪.10-8 .‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -3‬كن طبيعيا يف كتابتك‪ ،‬وال تعمد إىل ألفاظ املعاجم‬
‫فتتفاصح بانتقاء الصعب منها فهمه‪ ،‬وحترشه يف اجلمل‬
‫اليت تكاد تيقء من األلفاظ السمجة اثلقيلة‪ ،‬بل اخُت‬
‫اللفظ الرشيق اْلفيف ىلع السمع‪ .‬واألفضل أن تقُتب‬
‫جدهك من لغة املحادثة‪ ،‬فال تلجأ إىل اتلعابري اليت‬
‫يظهر فيها أثر اتللكف‪ ،‬كما ينبيغ عليك أن تبتعد عن‬
‫العامية املبتذلة‪.‬‬
‫‪ -4‬الُتتيب حسن يف لك يشء‪ ،‬وهو يف املوضواعت‬
‫اإلنشائية أمجل وأحسن‪ ،‬فليكن موضوعك منسقا‬
‫ومرتبا ومتسلسل األفاكر‪ ،‬حبيث جيد القارئ فيه حبثا‬
‫مزتنا وعرضا بديعا رائعا‪ .‬فقسم املوضوع إىل أجزائه‬
‫الرئيسية‪ ،‬ثم تناول لك قسم بمفرده حىت إذا فرغت من‬
‫معاجلته تناول القسم اتلايل وهكذا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -5‬اجعل للموضوع مقدمة صغرية إن اكن ذلك ال بد منه‪،‬‬
‫ثم ادخل يف صلب املوضوع وتوسع يف معاجلته حىت‬
‫تستويف أغراضه‪ ،‬وحتيط من لك ناحية‪ ،‬ثم اختمه‬
‫بكلمة قصرية مركزة تكون بمثابة املغزى للموضوع‬
‫وتلخيصا للفكرة اليت عناها‪ ،‬وال مانع من إبداء رأيك‬
‫الشخيص‪ ،‬وشعورك اذلايت إن اكنت هناك رضورة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -6‬لك ما يطلب من املنشئ يف إنشائه هو إيصال ما يريده‬
‫من األفاكر أو األوصاف أو غري ذلك إىل ذهن القارئ‬
‫أو السامع حبيث يستوعبه‪ .‬ومن هذا املنطلق فعىل‬
‫املنشئ أن خيتار األلفاظ الالزمة واملعاين املوافقة‪ ،‬وأن‬
‫يوجز فيه إذا اكن اإلجياز حسنا وأن يوسع إذا اكن‬
‫اتلوسع رضوريا‪ ،‬فال تكرر اللكمات إال لسبب‪ ،‬وال‬
‫تلبس الفكرة ثوبا أطول منها ونوع قوالب العبارات‪،‬‬
‫ألنك إذا عرفت كيف تنتقل حبكمة من الطلب إىل‬
‫اإلخبار إىل احلوار‪ ،‬ومن السؤال إىل انلداء‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يزيل من أمامك العرثة الكؤود‪ ،‬من اثلقل والرضب ىلع‬
‫وترية واحدة‪ .‬ولك ذلك يعتمد ىلع رويتك وذوقك‬
‫وحضور ذهنك وسالمة تفكريك‪ .‬فاعتمد ىلع ما سبق‪،‬‬
‫واكتب بهدوء‪ ،‬وال تعجل‪ ،‬وحاول أن تكون عبارتك‬
‫صحيحة ما استطعت‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -7‬يف خالل االختبارات أو املسابقات سجل ما ي ِع ُّن لك‬
‫من أفاكر ىلع ورقة املسودة ولو بدون ترتيب‪ ،‬ثم رتبها‬
‫ترتيبا جيدا ‪ ،‬وتناول تلك األفاكر بعد ذلك‪ ،‬الفكرة‬
‫ِتلو األخرى حىت تستنفذها‪.‬‬
‫‪ -8‬ال تبدأ بكتابة مجلة قبل أن تهيئها يف ذهنك‪ ،‬وجتنب‬
‫فيها االقتضاب املخل واإلسهاب اململ‪.‬‬
‫‪ -9‬حاذر الوقوع يف األغالط انلحوية البسيطة‪ ،‬مثل‪ :‬رفع‬
‫خرب اكن (أو أخواتها) أو نصب خرب إن (أو أخواتها)‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنظيم انلص (الفقرة)‬
‫أوىل خطوات اتلنظيم يه اتلفقري (‪،)paragraphing‬‬
‫ويقصد بذلك تصميم املوضوع يف مموعة من الفقرات‪.‬‬
‫فبهذه املناسبة‪ ،‬ال بد من أن نتساءل‪ :‬ما يه الفقرة؟ فقد‬
‫جاء يف لسان العرب ال ِفقرة والفقرة والفقارة‪ :‬ما انتضد من‬

‫‪80‬‬
‫ب‪ 40،‬ويف معجم‬ ‫ُّ‬
‫ب ِمن دل ِن الاك ِه ِل ِإىل العج ِ‬
‫ِعظامِ الصل ِ‬
‫اللغة العربية املعارصة فقرة‪ :‬فقارة‪ ،‬ويه واحدة من عظام‬
‫السلسلة العظمية املمتدة من الرأس إىل العصعص‪ ،‬ويقصد‬
‫بذلك العمود الفقري‪ 41 .‬وأبرز تعريف للفقرة هو ما ّ‬
‫عرفه‬
‫د‪ /‬أْحد شليب بأنها مموعة من اجلمل بينها اتصال وثيق‬
‫إلبراز معىن واحد أو لرشح حقيقة واحدة‪ .‬والفقرة وحدة‬
‫قائمة بذاتها تؤدي إىل نتيجة واضحة وتكون حول فكرة‬
‫واحدة‪ ،‬وتك ِّون يه مع غريها من الوحدات‬
‫موضواع‪42.‬والصلة بَّي اللكمة ومعناها االصطاليح عالقة‬

‫‪ 40‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،38 .‬مادة‪ :‬فقر‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،).‬ص‪.‬‬
‫‪.2445‬‬
‫‪41‬أْحد خمتار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1 .‬ج‪( ،3 .‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪،‬‬
‫‪ ،)2008‬ص‪.1730 .‬‬
‫‪ 42‬أْحد شليب‪ ،‬كيف تكتب حبثا أو رسالة‪ ،‬ط‪( ،6 .‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة املصرية‪،‬‬
‫‪ ،)1968‬ص‪.88 .‬‬

‫‪81‬‬
‫املشابهة‪ ،‬فانلص يشبه الاكئن اليح اذلي ال بد من هيُك‬
‫‪43‬‬
‫عظيم يستند ىلع عمود فقري‪.‬‬
‫كما أطلقنا سابقا‪ ،‬أن للموضوع أفاكرا صغرية كثرية‬
‫يه جزئيات الفكرة العامة اليت يه املوضوع‪ .‬فُك فكرة‬
‫جزئية تذكر يف فقرة واحدة‪ ،‬وبذلك؛ فإن الفقرة إطار‬
‫للفكرة اجلزئية‪ ،‬حبيث نستطيع أن نعد أفاكر املوضوع من‬
‫الفور إذا عددنا الفقرات‪ ،‬وال بد أن تكون هذه الفقرات‬
‫حمددة يف حجمها وبدايتها ونهايتها‪ ،‬وربما تطول وربما‬
‫تقرص‪ ،‬إذ ال يوجد معيار حمدد ذللك‪ ،‬لكن ضمن املقالة‬
‫ايلومية أو األسبوعية يف الصحف واملجالت أو املقالة‬
‫للطالب فيحسن أن تكون الفقرة قصرية‪ ،‬ألن انلاظر‬
‫للفقرة يدرك أنها تتضمن وحدة معنوية – أي فكرة واحدة‬
‫– من املوضوع‪ ،‬وأكرث ما وقع ايلوم تكون الفقرة يف مخسة‬

‫‪ 43‬إبراهيم خليل وامتنان الصمادي‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ط‪( ،2 .‬عمان‪ :‬دار املسرية للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،)2009 ،‬ص‪.73 .‬‬

‫‪82‬‬
‫أسطر تقريبا‪ ،‬وال بأس من الزيادة أو انلقصان‪ ،‬وربما تصل‬
‫الفقرة الواحدة إىل نصف صفحة‪ .‬واغية األمر يه كون‬
‫الفقرة معربة بوضوح عن رأي املنشئ أو الاكتب ومنطقه‬
‫‪44‬‬
‫وشعوره واعطفته‪.‬‬
‫وإن كثريا ما جنده يف املقالة للطالب إنشاء وصيف‬
‫(‪ ،)descriptive‬فالفقرة يف الوصيف تبدأ بوصف يشء من‬
‫األشياء وتنتيه عند الفروغ منه‪ ،‬وعند االنتقال إىل وصف‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يشء آخر تبدأ فقرة جديدة‪ .‬وذلك ما فعله ابلاحثون يف‬
‫حبوثهم اليت يتناولون فيها ممواعت من اآلراء واألفاكر‬
‫املتصلة بموضوع معَّي‪ ،‬فإنهم خيصصون لُك رأي أو فكرة‬
‫ً ‪45‬‬ ‫ً‬
‫ويعرضون هلا فقرة خمصصة‪.‬‬
‫وجيب أن تتفاعل األفاكر مع أطرها اجلملية واللفظية‬
‫والفقرية تلربز بصورة موحدة ومتألفة‪ ،‬فوحدة املوضوع‬

‫‪ 44‬عبد اجلابر‪ ،‬سعود‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.24 .‬‬


‫‪ 45‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.74 .‬‬

‫‪83‬‬
‫مقصد أسايس من الكتابة؛ مقالة اكنت الكتابة أم حبثا‪ .‬فمن‬
‫الرضوري أن تتعانق األفاكر يف املوضوع من أوهلا إىل آخرها‬
‫دون تناقض أو اضطراب حىت كأنها جسم واحد يتكون من‬
‫أعضاء كثرية متجانسة ضمن اجلسم الواحد الكبري‪.‬‬
‫فالوحدة املوضوعية من رضورات العرض الكتايب كما يه يف‬
‫العرض الالكِم‪ .‬وإذا ضاعت منا هذه الوحدة وجتانس‬
‫أفاكرها وتعانقها فقد ضاع منا املوضوع الصحيح اذلي‬
‫‪46‬‬
‫نبتغيه‪.‬‬
‫ه‪ -‬املقالة‬
‫ن‬
‫عرف د‪ /‬حممد يوسف جنم املقالة بأنها قطعة إنشائية‬
‫حمدودة يف الطول واملوضوع‪ ،‬تكتب بطريقة عفوية رسيعة‬
‫خايلة من اللكفة والرهق‪ 47.‬أما د‪ /‬سليمان موىس فضالة‪،‬‬
‫ن‬
‫فعرف املقالة ىلع أنها قطعة من انلرث معتدلة الطول‪ ،‬تعالج‬

‫‪ 46‬عبد اجلابر‪ ،‬سعود‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.24 .‬‬


‫‪ 47‬ممد يوسف جنم‪ ،‬فن املقالة‪ ،‬ط‪( ،4 .‬بريوت‪ :‬دار الثقافة‪ ،)1966 ،‬ص‪.95 .‬‬

‫‪84‬‬
‫موضواع ما معاجلة رسيعة من وجهة نظر اكتبها‪ 48.‬وقد‬
‫نشأت املقالة يف الصحافة‪ ،‬وذللك توصف يف كثري من‬
‫األحوال بأنها مقالة صحفية‪ .‬لكن هذا ال ينيف أن العربية‬
‫عرفت املقاالت قبل ظهور الصحافة‪ .‬فهناك كتاب بالعربية‬
‫قديم عنوانه "مقاالت اإلسالميَّي"‪ ،‬من تأيلف أيب احلسن‬
‫األشعري‪ ،‬وعرفت لكمة املقالة باعتبارها لك قول يتضمن‬
‫رأيا‪ ،‬والبن رشد كتاب بعنوان "املقوالت"‪ ،‬حيث استخدم‬
‫تعبري مقوالت أرسطو‪ .‬فإن مصطلح املقالة باملعىن املحدد‬
‫‪49‬‬
‫آنفا هو مصطلح جديد‪.‬‬
‫أما املقالة غري الصحفية اليت نقصد بها هنا‪ ،‬فيعرفها‬
‫أْحد الشايب‪ 50‬وعمر ادلسويق‪30‬؛ بالقول‪" :‬يه قطعة نرثية‬
‫موجزة يف موضوع يستوفيه الاكتب‪ ،‬ثم يوزعه يف مقاالت‬

‫‪48‬سليمان موسى فضالة‪ ،‬فن املقال الصحفي‪ ،‬ط‪( ،1 .‬عمان‪ :‬دار أسامة‪ ،)2015 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.15‬‬
‫‪ 49‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.134 .‬‬
‫‪ 30 50‬من أعالم األدب العريب‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫تستوعب لك مقالة منها جانبا منه‪ ،‬يف أسلوب حسن‪،‬‬
‫وبعبارات بليغة‪ ،‬وألفاظ منتقاة‪ ،‬تعرب عن وجهة نظره"‪.‬‬
‫فبعكس املقالة الصحفية ال بد يف املقاالت اجليدة من‬
‫اْلضوع نلظام يتضمن مقدمة تشري إىل نوع املوضوع‪،‬‬
‫وصلة الاكتب به والقيمة العملية اليت يمتاز بها عن غريه‬
‫من املوضواعت‪ .‬ثم يعرض موضوعه متسلسال يف فقرات‬
‫متتابعة مُتابطة إىل أن خيتمها خباتمة تلخص وتكشف‬
‫‪51‬‬
‫عن مغزى من مضمون املقالة‪.‬‬
‫ونظام آخر يف املقالة جيب االنتباه إيله هو اتلنظيم أو‬
‫الُتتيب املطلوب منها‪ .‬فمن حيث اتلنظيم والُتتيب تتكون‬
‫لك مقالة من عنرصين؛ هما املضمون وطريقة املعاجلة‪.‬‬
‫يقصد باملضمون موضوع ما يريد الاكتب أن يعاجله يف‬
‫مقاتله ألنها جيب أن تدور ىلع موضوع معَّي هو حمور‬

‫‪ 51‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.134 .‬‬

‫‪86‬‬
‫الالكم فيها‪ ،‬وربما وضع الاكتب عنوانا خاصا ملقاتله‬
‫‪52‬‬
‫ويكون هو رأس اْليط للمضمون اذلي حتتويه املقالة‪.‬‬
‫أما العنرص اثلاين وهو طريقة معاجلة املوضوع‪ ،‬فبعد أن‬
‫اختار الاكتب موضواع معينا‪ ،‬أن يفكر كيف يصب هذا‬
‫املوضوع يف املقالة؟ وىلع الاكتب أيضا أن خيتار ألفاظه‬
‫ويسلسل أفاكره بوضوح ودقة يلصل إىل اغيته يف نهاية‬
‫تتناسب تلك األلفاظ واألفاكر مع احلجم املخصص‬
‫للمقالة‪ .‬فأول ما يبدأ الاكتب به هو أن يضع مقدمة ملقاتله‪،‬‬
‫حبيث تكون يف الغالب رسيعة ممهدة دلخوهل املوضوع‪ ،‬ثم‬
‫ينرصف إىل صلب املوضوع فيكفيه بتفاصيل وشواهد‬
‫موضحة هل مبينة أفاكره العامة‪ ،‬حبيث تأيت الشواهد تلدعم‬
‫تلك اتلفاصيل‪ .‬ثم خيتم الاكتب بعد ذلك يف نهاية مقاتله‪،‬‬
‫حبيث خيلص فيها الاكتب بما يراه مناسبا للموضوع العام‬

‫‪ 52‬عبد اجلابر‪ ،‬سعود‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.61 .‬‬

‫‪87‬‬
‫يلنتيه إىل انلتيجة العامة للمقالة وما توصلت إىل‬
‫‪53‬‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫فما تقدم هو َّتطيط اعم للمقالة يصلح جلميع أنواعها‪،‬‬
‫إال أنه ال ينبيغ أن يلزتم الاكتب بهذا اتلخطيط الزتاما تاما‪،‬‬
‫فهناك كتاب يكتبون مقاالتهم بدون مقدمات أو يُتكونها‬
‫بال نتائج لغرض إرشاك القارئ معهم يف القضيةاملبحوثة‪،‬‬
‫ويبىق اهتمام الاكتب بموضوعه وتسلسله وحرصه بلغته يف‬
‫أن تكون مقاتله دقيقة معربة خري معَّي هل يك َّترج املقالة‬
‫‪54‬‬
‫حيدة بعيدة عن اْللل أو اتلطويل‪.‬‬

‫أ‪ -‬األسئلة‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هو اإلنشاء؟ وملاذا يعترب اإلنشاء اغية يف تعلم اللغة‬
‫العربية؟ وما هو أجود اإلنشاء؟‬

‫‪ 53‬عبد اجلابر‪ ،‬سعود‪ ،‬وآخرون‪.‬‬


‫‪ 54‬عبد اجلابر‪ ،‬سعود‪ ،‬وآخرون‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ .2‬عالم يعتمد انلجاح يف اإلنشاء؟ وما هو أساس‬
‫اإلنشاء؟‬
‫‪ .3‬اذكر خمترصا الوصايا اليت جتب مرااعتها تلجويد‬
‫اإلنشاء وحتسَّي أسلوبه؟‬
‫‪ .4‬ما يه الفقرة؟ وماذا تضمنته الفقرة؟‬
‫‪ .5‬ما يه املقالة؟ وكيف تكون املقالة جيدة؟‬
‫‪ .6‬تتكون املقالة من حيث اتلنظيم والُتتيب من‬
‫عنرصين؛ اذكرهما‪ ،‬ثم بينهما‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫مهارة اتللخيص‬
‫إن للتأيلف العليم جهات عديدة‪ ،‬ومقاصد متنوعة‪ ،‬وأنواع متباينة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫نٌ‬
‫كل منه‬ ‫ومن اتلأيلفات ما هو مطول تفىن يف حتصيله األعمار‪ ،‬ومنه ما ت ِ‬
‫انلفوس ويث ِقل استِيعابه ىلع ذوي األفاكر‪.‬‬
‫ذللك اكنت احلاجة ماسة إىل اختصار املطوالت من الكتب واملقاالت‬
‫وتلخيصها تهذيبا ملسائلها واكتفاء بأقوى دالئلها وأهم أفاكرها‪ ،‬واخزتال‬
‫املقاالت الطويلة وحرص عباراتها اقتصارا ىلع األوكد من مضامينها‪،‬‬
‫وتقريبا هلا بأيرس العبارات وأبينها‪ .‬كما أن احلاجة تزداد تلخليص الكتب‬
‫‪55‬‬
‫واملقاالت دلى الطلبة وابلاحثَّي ألغراض ومقاصد عديدة منها‪:‬‬
‫ابلحث عن أحسن الطرق لكسب املعلومات املهمة يف أقرص وقت‬ ‫‪-‬‬
‫وأقل جهد‪.‬‬
‫اإلعداد لالمتحانات واالختبارات وإعداد ملخصات خمترصة تغين‬ ‫‪-‬‬
‫عن الكتب واملقاالت الطويلة‪.‬‬

‫‪ 55‬الطيب بن املختار الوزاين‪ ،‬مهارة تلخيص الكتب‪ :‬قواعد ومقاصد‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ :.‬شبكة األلوكة‪ ،)2021 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.2-1‬‬
‫‪90‬‬
‫احلاجة إىل إعداد العروض وابلحوث الفصلية يف سياق اتلكوين‬ ‫‪-‬‬
‫العليم واملنهيج للطلبة وتدريبهم ىلع مهارات القراءة اجليدة‬
‫الكتساب آيلات الفهم ادلقيق وحتصيل طرق الكتابة العلمية األمينة‪.‬‬
‫احلاجة إىل نرش تلخيص عن كتاب أو مقال تقريبا ملضامينه للقراء‬ ‫‪-‬‬
‫واملتمَّي أو تمهيدا به من أجل نقده وتتبع سقطاته وتصحيح زالته‪،‬‬
‫وتوجيه املهتمَّي إىل فائدته وأهميته‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫أمريكي ريك‬ ‫معلم‬
‫ٍ‬ ‫أما أهمية اتللخيص للطلبة‪ ،‬فتبدو من رشح‬
‫ن‬
‫ور ِميل‪ ،‬بأن يف الواقع معظم الرشاكت ايلوم يتوجب ىلع العاملَّي أن يكون‬
‫هلم الرباعة يف إدراك معرفة ما‪ ،‬ثم استنباطها بمياداة املعلومات املتضمنة‪،‬‬
‫وإاعدة جتميعها‪ ،‬وتطبيقها ىلع موقف جديد‪ .‬واكنت هذه العملية مشابهة‬
‫للعملية اليت قام بها ابلاحثون يف كتابة حبوثهم‪ .‬فاتللخيص مهارة تنتيم إىل‬
‫‪56‬‬
‫اعلم الواقع اليح‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف اتللخيص‬
‫اتللخيص لغة؛ فورد لفظ اتللخيص يف لسان العرب بمعىن ن‬
‫اتلق ِريب‬
‫و ِاالخ ِتصار‪ ،‬يقال‪ْ( :‬ل نصت القول) أي اقترصت ِفي ِه واخترصت ِمنه ما‬

‫‪ 56‬ريك ورملي‪ ،‬فن التلخيص‪ :‬مخسون تقنية لتحسني تعلم الطلبة يف كل املواضيع‪ ،‬ترج‪ .‬ممد بالل اجليوسي‪،‬‬
‫(الرايض‪ :‬مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج‪ ،)2008 ،‬ص‪.28-27 .‬‬
‫‪91‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫اتلب ِيَّي والرشح‪ ،‬يقال‪ْ( :‬ل نصت اليشء)‪،‬‬ ‫حيتاج إيله‪ .‬وقد جاء أيضا بمعىن ن‬
‫ِ‬
‫ِإذا استقصيت ِيف بيا ِن ِه ورش ِح ِه وحت ِبريه‪ ،‬ويقال‪ْ( :‬لِّص ِيل خربك) أي بيِّنه‬
‫‪57‬‬
‫ِيل شيئًا بعد يش ٍء‪.‬‬
‫فعرفه األستاذ ادلكتور رشيف بوشحدان بأنه‪:‬‬ ‫أما اتللخيص اصطالحا ن‬
‫نقل مكثف موضويع تام وواضح نلص طويل‪ 58،‬ن‬
‫وعرف أيضا ادلكتور‬
‫الطيب بن املختار الوزاين بأنه‪ :‬عملية اختصار لكتاب أو مقال باالقتصار‬
‫ىلع بله من األفاكر الرئيسة واحلفاظ ىلع مقصوده وترتيبه بأسلوب جديد‪،‬‬
‫فيتسم اتللخيص خبصائص أساسية تايلة‪ )1 :‬االختصار؛ ‪ )2‬االكتفاء‬
‫باملطلوب؛ ‪ )3‬االحتفاظ باألفاكر الرئيسة واملعاين األساسية؛ ‪ )4‬اتلعبري‬
‫ن ‪59‬‬ ‫ن‬
‫باألسلوب الشخيص؛ ‪ )5‬النس ِقية‪.‬‬
‫أما فن اتللخيص فيمكن تعريفه بأنه‪ :‬مموعة قواعد وضوابط تعرف‬
‫بها كيفية إجياز الالكم الطويل استغناء عن الزوائد واكتفاء باألساس‪،‬‬

‫‪ 57‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3 .‬ج‪( ،7 .‬بريوت‪ :‬دار صادر‪1414 ،‬‬
‫ه)‪ ،‬ص‪.87-86 .‬‬
‫‪ 58‬شريف بوشحدان‪" ،‬التلخيص‪ :‬تقنيات وأثره يف تعليم التعبري الكتايب‪ "،‬اللغة العربية‪ ،‬مج‪ ،3 .‬ع‪:)2001( 1 .‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/12128. ،208-189‬‬
‫‪ 59‬الوزاين‪ ،‬الطيب بن املختار‪ ،‬مهارة تلخيص الكتب‪ :‬قواعد ومقاصد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪92‬‬
‫‪60‬‬
‫وكيفية اتلعبري عنه باألسلوب الشخيص دون اإلخالل باملقصود‪.‬‬
‫فاتللخيص هو تدريب ىلع الفهم واإلفهام‪ ،‬واختبار ىلع مدى امتالك‬
‫الطالب مقومات اتلجريد والقدرات العقلية املنطقية‪ ،‬وىلع حصوهل ىلع‬
‫‪61‬‬
‫ملاكت اتلعبري السليم‪.‬‬
‫ب‪ -‬فوائد اتللخيص وأهميته‬
‫إن االختصار – ومنه اتللخيص – فن من فنون اتلأيلف‪ ،‬ونوع من‬
‫أنواع اتلصنيف‪ ،‬هل فوائد متعددة إذا أح ِسن مسلكه‪ ،‬وهل عيوب كثرية إذا‬
‫‪63‬‬
‫أ ِيسء استعماهل‪ 62.‬ومن أبرز فوائد اتللخيص‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتصاد يف اجلهد والوقت إذ قراءة املخترصات املوفية باملطلوب تغين‬
‫عن قراءة املطوالت اليت حتتاج إىل جهد كبري ووقت طويل‪.‬‬
‫‪ -2‬تقريب املقصود وإفهامه بأقل العبارات وأقربها إىل الفهم وأيرس‬
‫األسايلب وأنسبها للمقام‪.‬‬

‫‪ 60‬الوزاين‪ ،‬الطيب بن املختار‪ ،‬ص‪.4 .‬‬


‫‪ 61‬بوشحدان‪ ،‬شريف‪" ،‬التلخيص تقنيات وأثره يف تعليم التعبري الكتايب‪".‬‬
‫‪ 62‬عبد الغين أْحد جرب مزهر‪" ،‬قواعد االختصار املنهجي يف التأليف‪ "،‬جملة البحوث اإلسالمية ع‪1420( 59 .‬ه)‪:‬‬
‫‪ ،77–337‬الرائسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ 63‬الوزاين‪ ،‬الطيب بن املختار‪ ،‬مهارة تلخيص الكتب‪ :‬قواعد ومقاصد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -3‬شحذ ملاكت الفهم عند امللخص اكلقدرة ىلع تميزي ما هو عمدة مما‬
‫هو فضلة‪ ،‬وتميزي ما دعوى مما هو ديلل عليها وتمثيل‪ ،‬وما هو أصل‬
‫وما هو بيان ورشح هل‪.‬‬
‫‪ -4‬تنمية اتلذوق السليم لألفاكر وأسايلبها‪ ،‬ولأللفاظ ومعانيها‪،‬‬
‫وللمقاصد ووسائلها‪.‬‬
‫‪ -5‬تكوين القدرة ىلع اكتشاف ابلناء ادلاخيل للنص مضمونا ومنهجا‬
‫وحججا وأشايلب واغيات ورهانات‪.‬‬
‫‪ -6‬إكساب الطلبة وابلاحثَّي قدرات ومهارات يف جودة الفهم ورسعة‬
‫االستيعاب وحسن االختصار لُك ما يقرأ أو يسمع أو يشاهد‪ ،‬مع حسن‬
‫عرضه وتقريبه دون اإلخالل بمضمونه ومقصوده‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫وأما أهمية اتللخيص‪ ،‬فتتمثل يف عدة ماالت آتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعويد القارئ ىلع االستيعاب والُتكزي‪ ،‬وترويض ملكته اذلهنية ىلع‬
‫اتلقاط العنارص املهمة للموضوع يف ماالت املعرفة العديدة‬
‫ومصادرها الغازرة‪ ،‬وتعويد الطالب ىلع املتابعة اجليدة واملستمرة ملا‬
‫يستمع إيله من حمارضات‪ ،‬وتوضيح األفاكر الرئيسية لالستفادة منها‪.‬‬

‫‪ 64‬ممد صاحل الشنطي‪ ،‬فن التحرير العريب‪ :‬ضوابط وأمناط‪ ،‬ط‪( ،5 .‬حائل‪ :‬دار األندلس للنشر والتوزيع‪،)2001 ،‬‬
‫ص‪.157 .‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -2‬اتللخيص تدريب عميل ىلع الكتابة وصياغة املفاهيم واستكشاف‬
‫ن‬
‫األسلوب اْلاص املتمزي‪ ،‬كما أن اتللخيص اسُتجاع منظم‬
‫للمعلومات اليت اخزتنها القارئ واختبار ملقدرته اإلستيعابية‪ ،‬وتنمية‬
‫ْلرباته الكتابية‪.‬‬
‫‪ -3‬اتللخيص رضورة حياتية الستثمار الوقت وادخار الطاقة‪ ،‬ووسيلة‬
‫عملية مهمة يف ماالت اتلحرير املختلفة‪ ،‬سواء يف الكتابة الرسمية‬
‫اليت تقتيض أقىص قدرة ىلع االقتضاب والوصول إىل لب املوضوع أو‬
‫اتلحرير اإلبدايع اذلي يستلزم قدرا من العمق والُتكزي‪.‬‬
‫ج‪ -‬خطوات اتللخيص ومبادئه األساسية‬
‫للتخليص خطواته اْلاصة ومبادئه األساسية اليت جيب أن تراىع فيه‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫أما خطوات اتللخيص‪ ،‬فيه كما ييل‪:‬‬
‫اْلطوة األول‪ :‬القراءة االستكشافية للموضوع األصيل‪ ،‬ويه القراءة‬
‫اليت تعمل ىلع تبَّي األفاكر الرئيسية‪ ،‬ذلا ينبيغ أن يقوم القارئ بوضع خظ‬
‫بالقلم الرصاص حتت السطور املهمة‪.‬‬

‫‪ 65‬الشنطي‪ ،‬ممد صاحل‪ ،‬فن التحرير العريب‪ :‬ضوابط وأمناط‪ ،‬ص‪.158 .‬‬
‫‪95‬‬
‫ِّ‬
‫واخلطوة اثلانية‪ :‬القراءة االستيضاحية‪ ،‬يقوم فيها امللخص بمراجعة ملا‬
‫قرأ‪ ،‬وبتسجيل املضامَّي األساسية ىلع شُك نقاط يف ورقة جانبية‪.‬‬
‫ِّ‬
‫واخلطوة اثلاثلة‪ :‬يعيد امللخص صياغة هذه انلقاط يف شُك فقرات‬
‫بأسلوبه اْلاص حمافظا ىلع التسلسل الطبييع هلا يف األصل‪ ،‬وفق تصميم‬
‫ذهين أوىل يقوم بإعداد صورته قبل الرشوع يف الكتابة‪ ،‬ويمكن هل حَّي‬
‫ذلك االستغناء عن االستعانة بما كتبه من مالحظات وإرشادات إذ أيقن‬
‫أنه استطاع تمثل املوضوع املراد تلخيصه ىلع حنو حيد‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫وأما مبادئ اتللخيص األساسية‪ ،‬فيه كما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلعد عن اتلعديل واتلحريف يف املادة امللخصة بما يشوه األصل أو‬
‫يغري املعىن أو حيمله ما ال حيتمل من استنتاجات وتأويالت‪.‬‬
‫‪ -2‬القدرة ىلع اتلميزي بَّي األفاكر الرئيسية واثلانوية‪ ،‬حيث ينبيغ أن‬
‫يكون وضع تلك األفاكر وفقا ملراتب ثالث‪ :‬األهم فاملهم فاألقل‬
‫أهمية‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -3‬جيب اتلخلص من االستطرادات واهلوامش واألمثلة املتعددة‪ ،‬وال‬
‫يعين هذا حذف مجيع األمثلة ألن بعضها ال يمكن فهم انلص بدونه‪،‬‬
‫وكذلك اهلوامش اليت يمكن اختصارها وإدماجها يف انلص امللخص‪.‬‬

‫‪ 66‬الشنطي‪ ،‬ممد صاحل‪.‬‬


‫‪96‬‬
‫‪ -4‬ال يعين اتللخيص جتاهل اإلشارات إىل املراجع واألصول اليت استعان‬
‫بها انلص األصيل وأثبتها يف منت انلص‪ ،‬ولكن ذلك يف حدود الرضورة‬
‫القصوى‪.‬‬
‫د‪ -‬تلخيص املقالة‬
‫املقالة العلمية يه املنتج انلهايئ مكتوبا لعمل يدوي أو آيل أو خمربي‬
‫أو حقيل أو فكري‪ ،‬أو ملزيج منها مجيعا أو بعضا‪ ،‬ينتج عن اتلحليل‬
‫واتلمحيص واملقاربة‪ 67.‬ومن الرشوط الواجب توفرها ِبانب أن يلزتم‬
‫باهليُك العام أو العنارص ابلنائية للمقال‪ ،‬أن يضع فيها اكتبها امللخص‬
‫استبيانا للقارئ خرائطها‪ .‬وامللخص هو آخر ما يكتبه صاحب املقال‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫باختصار مضامينه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وجيب أن يُتجم‬
‫ونقل زمام مما رآه سيلفان دويت بأن للملخص والعنوان وظيفتَّي‬
‫بالنسبة للقراء‪ ،‬فهما يعرضان عليهم حمتوى ابلحث‪ ،‬فيضفيان الطابع‬
‫العموِم ىلع املعلومات األساسية اليت تتضمنها ورقة ابلحث‪ ،‬وهما‬
‫يساعدان القراء ىلع اَّتاذ قرارهم بقراءة املقال أم ال‪ ،‬ومن خالهلما يقوم‬

‫خالد مصطفى‪" ،‬مبادئ عامة لكتابة مقالة علمية‪ "،‬األرشيف العريب العلمي‪،10-1 :2018 ،‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪10.31221/osf.io/urbjg. https://doi.org/https://dx.doi.org/‬‬
‫نور الدين زمام‪" ،‬منهجية كتابة املقال العلمي‪ "،‬دفـاتر املخرب‪ ،‬العدد السابع (‪،8-5 :)2018‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪index.php/dftr/article/view/2970/2643. http://revues.univ-biskra.dz/‬‬
‫‪97‬‬
‫املكتيب أيضا بوضع تصنيف للمقال‪ ،‬وذللك يتعَّي أن يتضمن امللخص أهم‬
‫اللكمات املفتاحية‪ ،‬وأن حتدد لكمات العنوان بدقة‪ ،‬وأن يُتك اإلرساف فيه‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫يلتم إلقاء الضوء يشُك صحيح ىلع أطروحة ادلراسة‪.‬‬
‫ألن املقالة حتتوي ىلع فقرات‪ ،‬فأوىل خطوات تلخيص املقالة يه‬
‫تلخيص لك فقراتها‪ .‬ويكون تلخيص الفقرة عن طريق االكتفاء باجلملة‬
‫الرئيسية إذا اكن هذا اتللخيص يتم يف إطار املوضوع كُك‪ .‬أما إذا اكن‬
‫اتللخيص مقترصا ىلع الفقرة ذاتها واكنت طويلة‪ ،‬فلتلخيص هذه الفقرة‬
‫ال بد أن نبحث أوال عن اجلملة الرئيسية اليت تعترب حمورا‪ ،‬واليت يمكن‬
‫أن تصلح عنوانا هلا‪ ،‬ثم نقوم بتأيلف أجزائها‪ ،‬وليس رشطا يف ذلك أن‬
‫تكون موجودة يف الفقرة نصا‪ ،‬وبعد ذلك نلتقط من اجلمل قدرا يعَّي ىلع‬
‫فهمها‪ .‬ويهمنا هنا أن حنول احلراكت إىل إشارات ثم أصوات وفقا دلوافع‬
‫‪70‬‬
‫نفسية‪ ،‬ونعيد صياغة الفقرة‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫وأما تلخيص املقالة‪ ،‬فهو ىلع اْلطوات اآلتية‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن حتذف الفقرات اليت ال تتضمن أفاكرا ذات قيمة‪.‬‬

‫‪ 69‬زمام‪ ،‬نور الدين‪.‬‬


‫‪ 70‬الشنطي‪ ،‬ممد صاحل‪ ،‬فن التحرير العريب‪ :‬ضوابط وأمناط‪ ،‬ص‪.159 .‬‬
‫‪ 71‬الشنطي‪ ،‬ممد صاحل‪ ،‬ص‪.160 .‬‬
‫‪98‬‬
‫ِّ‬
‫السابق‬
‫ِ‬ ‫تلخيص الفقرةِ‬
‫ِ‬ ‫اثلانية‪ :‬أن تلخص الفقرات ابلاقية ِوفق طريق ِة‬
‫بيانها‪.‬‬
‫اثلاثلة‪ :‬أن تدمج بعض الفقرات معا إذا أمكن ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن ت ِعيد الصياغة وفقا للصورة اجلديدة مع املحافظة ىلع التسلسل‬
‫األصيل‪.‬‬
‫ه‪ -‬تلخيص الكتاب‬
‫الكتاب‪ ،‬هو أكرث من مرد اختصار‬
‫ِ‬ ‫ألن اتللخيص؛ خصوصا تلخيص‬
‫اللفظ وإبقاء املعىن‪ ،‬وأنه يف بعض احلاالت اشتغال اكمل بانلص األصيل‬
‫وجهد تأيليف واسع ‪ ،‬يضيف إىل اتللخيص أحيانا عمليات تأيلفية مكملة‬
‫‪72‬‬
‫اكتلذييل واالستدراك وغريهما‪.‬‬
‫عندما أردنا أن نلخص كتابا معينا فعلينا أوال أن نبدأ بقراءة املقدمة‬
‫ثم انلظر يف املحتوى‪ .‬واغية ذلك أن املقدمة يف الغالب تقدم نلا ملخصا‬
‫للكتاب مشفواع ببيان خمترص عن أهداف الاكتب من اتلأيلف‪ ،‬ووصفا‬
‫موجزا ْلطة املؤلف‪ ،‬ورسدا ممال لفصوهل واحدا تلو اآلخر‪ .‬ولكنه مع ذلك‬
‫ال يكيف نلا ما يف املقدمة لفهم الكتاب ألن املؤلف اعدة يكتب مقدمته‬

‫‪ 72‬كمال عرفات نبهان‪ ،‬عبقرية التأليف العريب‪ :‬عالقات النصوص واالتصال العلمي‪ ،‬ط‪( ،1 .‬الكويت‪ :‬وزارة‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية قطاع الشؤون الثقافية‪ ،)2015 ،‬ص‪.209 .‬‬
‫‪99‬‬
‫مندفعا بهاجس اإلعالن عن كتابه والرغبة يف تسويقه وادلاعية هل‪ .‬وهنا‬
‫تأيت أهمية انلظر يف املحتوى‪ ،‬وعندئذ ال بأس من الوقوف قليال عند‬
‫‪73‬‬
‫اْلاتمة ملعرفة انلتائج اليت توصل إيلها املؤلف‪.‬‬
‫اْلطوة اتلايلة قراءة الفصول واحدا تلو اآلخر‪ ،‬مع ابلحث عما قد‬
‫اختتم املؤلف لك تلك الفصول خبالصة حتدد أبرز املعلومات واألفاكر‪.‬‬
‫لكن ذلك ال يعين أن نكتيف بتلك اْلالصات‪ ،‬ونلخص الكتاب دون أن‬
‫نقرأ الفصول لكمة لكمة‪ .‬ويف أثناء هذه القراءة علينا أن ندون ما نراه‬
‫‪74‬‬
‫رضوريا من املالحظ اليت ستكون عونا نلا عند كتابة اتللخيص‪.‬‬
‫واْلطوة األخرية يه وضع الكتاب جانبا واالعتماد ىلع المال ِح ِظ اليت‬
‫نن‬
‫دونا عن املقدمة واْلاتمة والفصول‪ ،‬واالستعانة بما تذكرنا به من‬
‫تفصيالت يف كتابة امللخص‪ .‬وقد نضطر إىل العودة للكتاب من حَّي آلخر‪،‬‬
‫وال بأس يف هذا‪ ،‬للتأكد من اسم علم من األعالم‪ ،‬أو من سنة وتاريخ‪ ،‬أو‬
‫من عنوان كتاب‪ ،‬أو من رقم صفحة أو حىت من دقة معلومة أوردناها يف‬

‫‪ 73‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬فن الكتابة والتعبري‪ ،‬ص‪.106 .‬‬


‫‪ 74‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬ص‪.106 .‬‬
‫‪100‬‬
‫امللخص‪ ،‬برشط أال يتحول اتللخيص إىل نقل مبارش منه‪ ،‬ألن ذلك يوقعنا‬
‫‪75‬‬
‫يف أن نقع يف أرس الاكتب‪ ،‬وحتت تأثري أسلوبه‪.‬‬
‫أما عنارص تلخيص الكتاب‪ ،‬فيمكننا أن نأخذ ما رصحه أ‪.‬د‪ /‬كمال‬
‫عرفات نبهان عن أن اجلهد العليم يف اتللخيص يشمل عنارص وعمليات‬
‫‪76‬‬
‫مفردة فيما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬اختصار اللفظ‪.‬‬
‫‪ -2‬تمثيل املعان املوجودة بانلص‪ ،‬أو "موازاة املعىن" بأن ال يزيد امللخص‬
‫وال ينقص عما جاء يف األصل من املعاين عندما ْلص كتابا‪.‬‬
‫‪ -3‬حذف أشياء من انلص؛ وقد يكون املحذوف شيئا مما ييل‪:‬‬
‫أ) احلشو واتلطويل‪ ،‬وقد يشمل ذلك ما يتخطاه الزمن أو يأباه العقل‬
‫واملنطق يف انلصوص‪.‬‬
‫ب) األمثلة زالشواهد واتلمثيل إال للرضورة‪.‬‬
‫ج) بعض األبواب‬
‫د) اتلعريفات الغامضة‬
‫ه) اتلكرار‬

‫‪ 75‬خليل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وامتنان الصمادي‪ ،‬ص‪.107-106 .‬‬


‫‪ 76‬نبهان‪ ،‬كمال عرفات‪ ،‬عبقرية التأليف العريب‪ ،‬ص‪.212-209 .‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ -4‬االهتمام باألسلوب‪ ،‬ويشمل ذلك‪:‬‬
‫أ) حسن العبارة‪ ،‬أو حسن اتلقرير بأسلوب موجز‪.‬‬
‫ب) اتلبسيط‪ ،‬واإلخالء من اتلعقيد والُتمجة بلغة الطابلَّي؛ أي مرااعة‬
‫مستوى القراء املقصودين باتللخيص‪.‬‬
‫‪ -5‬اتلوضيح‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫أ) وضع تعريفات أكث دقة ووضوحا‪.‬‬
‫ب) تسهيل الفهم‪.‬‬
‫ج) بيان املهم من وجود (وجهات) انلظر‪.‬‬
‫د) تعريف "امللتبس" من اتلوجيهات واتلعليالت واألقوال‪.‬‬
‫ه) تقريب األدلة بتوضيح املطويات‪.‬‬
‫و) تصور املسألة بتمثيل ما يتعلق بالقواعد‪ ،‬وتشكيل ما يتعلق‬
‫بالشُك‪ ،‬اكهلندسة واهليئة وغريها‪.‬‬
‫‪ -6‬انلقد واملقارنة‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫أ) إبداء الرأي ومناقشة مؤلف انلص األصيل‪.‬‬
‫ب) اتلعليق واملقارنة‪.‬‬
‫ج) الُتجيح بَّي اتلوجيهات وإبدأء األسلم واألقرب منها‪.‬‬
‫‪ -7‬اتلصحيح وضبط املشُك‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ -8‬اتلحقيق واتلدقيق واتلقيص‪ ،‬وهو عمل شاق يتشعب يف مسارات‬
‫كثرية ومباحث وموضواعت متعددة‪ ،‬لضبط وحتقيق مسائل لغوية أو‬
‫فقهية أو تارخيية أو غريها‪ .‬ويستلزم ذلك "االستنارة بمراجع أخرى يف‬
‫املوضوع" أو استطالع آراء العلماء‪.‬‬
‫‪ -9‬إاعدة ترتيب انلص‪ ،‬ووقد شمل ذلك بعض األوجه اتلايلة‪:‬‬
‫أ) دمج بعض األبواب‪.‬‬
‫ب) مجع ما تفرق يف األبواب‪ ،‬أو تلخيص أي تقريب املشتت‪.‬‬
‫‪ -10‬االستهداء بنماذج أخرى من ملخصات سابقة للنص نفسه‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫درس يف الرتمجة‬
‫الُتمجة نوع من النشاط البرشي قام به اإلنسان يف متمعاته األوىل‬
‫تلنظيم عالقته ِبريانه وتأمَّي أغراضه وتدبري حاجاته‪ ،‬ويه بهذا الوصف‬
‫سبيل من سبل اتلفاهم واتلواصل اللغوي‪ .‬وذلك بسبب انسياح عنارص‬
‫برشية من هنا إىل هناك‪ ،‬ومن هناك إىل هنا‪ ،‬أو من جراء حراكت اهلجرة‬
‫الفردية أو اجلماعية العشوائية منها أو املنظمة‪ ،‬أو نتيجة املصادمات‬
‫احلربية بَّي الشعوب واألمم‪ ،‬أو احتاكك اجلمااعت البرشية عن طريق‬
‫القوافل اتلجارية‪ ،‬اليت نشأ من هذه األسباب مُتمجون يعرفون لغة من‬
‫‪77‬‬
‫يتعاملون معهم‪.‬‬
‫وال بد أن تكون اْلطوة األوىل دلراسة عمليات الُتمجة يه قبول‬
‫فكرة أن الُتمجة تنتيم ىلع األغلب إىل حقل السيميائية‪ ،78‬ىلع الرغم من‬
‫وجود نواة أساسية هلا من النشاط اللغوي‪ ،‬كما أن عملية الُتمجة تتطلب‬
‫مموعة معايري ما وراء لغوية‪ ،‬باإلضافة إىل املفهوم اذلي تؤكده املنهجية‬
‫اللغوية الضيقة مفادها أن الُتمجة تتضمن نقل املعىن اذلي حتتويه مموعة‬

‫‪ 77‬ممد أْحد منصور‪ ،‬الرتمجة بني النظرية والتطبيق‪ :‬مبادئ ونصوص وقاموس للمصطلحات اإلسالمية‪ ،‬ط‪،2 .‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار الكمال للطياعة والنشر‪ ،)2006 ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ 78‬تعين ابإلجنلزية‪Semiotics :‬‬
‫‪104‬‬
‫من اإلشارات اللغوية إىل مموعة من اإلشارات اللغوية األخرى عن طريق‬
‫‪79‬‬
‫املهارة يف استخدام القاموس والقواعد‪.‬‬
‫إن وظيفة الُتمجة الرئيسية من وجهة نظر علماء العربية املعارصين‬
‫يه نقل ما دلى اآلخرين إىل األمة العربية يك يستطيعوا االستفادة من‬
‫جتربتهم‪ ،‬حىت يسبطيعوا حتديث ما دليهم من خالل عملية املعارصة اليت‬
‫تلعب الُتمجة ادلور الرئييس فيها‪ 80.‬أما حنن‪ ،‬فنستفيد من الُتمجة نلقل ما‬
‫دلينا من اتلجربة إىل العالم؛ خصوصا العالم العرَب واإلسالِم‪ ،‬تلحديثها‬
‫من خالل عملية املعارصة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرتمجة واملرتجم‬
‫لكن‪ ،‬ما يه الُتمجة؟ تشري املعاجم إىل معان عدة للُتمجة‪ ،‬منها ما‬
‫‪81‬‬
‫جاء يف لسان العرب‪ :‬ترجم يُت ِجم الالكم‪ :‬ينقله من لغة إىل لغة أخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫وجاء يف معجم اللغة العربية املعارصة‪ :‬ترجم يُت ِجم ترمجة فهو مُت ِج ٌم‬
‫ن‬
‫واملفعول مُتج ٌم‪ ،‬ترجم الالكم‪ :‬بيننه ووضحه وف نرسه‪ ،‬وترجم القرار إىل عمل‪:‬‬

‫‪79‬سوزان ابسنت‪ ،‬دراسات الرتمجة‪ ،‬ترج‪ .‬فؤاد عبد املطلب‪( ،‬دمشق‪ :‬اهليئة العامة السورية للكتاب‪ ،)2012 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.37‬‬
‫‪ 80‬بشري العيسوي‪ ،‬الرتمجة إىل العربية‪ :‬قضااي وآراء‪ ،‬ط‪( ،1 .‬مدينة نصر‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،)1996 ،‬ص‪.42 .‬‬
‫‪81‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬حتق‪ .‬عبد هللا علي الكبري وممد أْحد حسب هللا وهاشم ممد الشاذيل‪ ،‬مادة‪ :‬ترج‪،‬‬
‫ج‪( ،5 .‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،).‬ص‪.426 .‬‬
‫‪105‬‬
‫ن نفذه‪ ،‬أو نقله إىل مستوى ن‬
‫اتلط ِبي ِق‪ ،‬ترجم عن آماهل‪ :‬أبانها وع نرب عنها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وترجم الكتاب‪ :‬نقله ِمن لغ ٍة ِإىل لغ ٍة أخرى‪ ،‬أو ف نرسه ِبلغ ٍة أخرى‪ ،‬وترجم‬
‫اريخ حيا ِت ِه‪ 82.‬أما تعريف الُتمجة يف االصطالح‪،‬‬
‫لفالن‪ :‬ذكر ِسريته وت ِ‬
‫‪83‬‬
‫فهناك تعريفات عديدة هلا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬إنها عملية رشح وتفسري ما يقوهل ويكتبه اآلخر من لغة أخرى إىل‬
‫لغة املتليق أو املستمع‪.‬‬
‫‪ .2‬إنها عملية أداتها اللغة‪ ،‬شفوية اكنت أم مكتوبة‪ ،‬ويه تنقل "رسالة" ما‬
‫بَّي طرفَّي‪ ،‬هما املرسل واملتليق‪.‬‬
‫‪ .3‬إنها نقل نص من نظام لساين إىل نظام لساين آخر‪ ،‬بفعل اتلحويل وذلك‬
‫بقصد تغيري حال هذا انلص مع مرااعة ماهل اتلداويل يف اللغتَّي‬
‫املنقول منها واملنقول إيلها‪.‬‬

‫‪ 82‬أْحد خمتار عمر وآخرون‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬مج‪ ،1 .‬ط‪( ،1 .‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪ ،)2008 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.288‬‬
‫‪ 83‬حسام الدين مصطفى‪ ،‬أسس وقواعد صنعة الرتمجة‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ :.‬مجعية املرتمجني واللغويني املصرية‪ ،)2011 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.68‬‬
‫‪106‬‬
‫أما اتلعريب‪ ،‬فعىل مستوى انلص هو الُتمجة من اللغات األجنبية إىل اللغة‬
‫العربية‪ ،‬وىلع مستوى اللفظ هو صبغ اللكمة بصبغة عربية عند نقلها‬
‫‪84‬‬
‫بلفظها األجنيب إىل اللغة العربية‪.‬‬
‫أما املُتجم‪ ،‬فهو اكتب‪ ،‬أي أن عمله هو صوغ األفاكر يف لكمات موجهة‬
‫إىل قارئ‪ .‬والاكتب عند صياغة األفاكر يتمتع حبرية يف تطويع اللغة تلالئم‬
‫األفاكر‪ ،‬بل وتطويع األفاكر تلالئم اللغة‪ ،‬فاألفاكر عند الاكتب ال تنفصل‬
‫عن اللغة اليت استخدمها إذ يكون من املحال ُّ‬
‫تصور فكرة خارج اللغة أو‬
‫ُّ‬
‫تصور اللغة بدون ال فكرة‪ .‬إال أن املُتجم حمروم من هذه احلرية الفكرية‪،‬‬
‫ألنه مقيد بنص تمتع فيه صاحبه بهذا احلق من قبل‪ ،‬وهو ملكف اآلن بنقل‬
‫هذا السجل للفكر من لغة إىل لغة أخرى خمتلفة عنها‪ .‬ولكون املُتجم‬
‫اكتبا‪ ،‬فعليه أن جييد فنون الكتابة باللغة اليت يكتب بها‪ ،‬وعليه أيضا أن‬
‫جييد فهم انلصوص اليت يُتجم منها‪ ،‬وال يكيف يف عمله هذا االستعانة‬
‫بالقواميس أو بكتب انلحو‪ ،‬رغم أنها ال غىن عنها فيه‪ ،‬ولكن عليه أيضا‬
‫أن يلم بعلوم العرص‪ ،‬بمعىن أن املُتجم ال حيتاج فحسب إىل معرفة فنون‬

‫‪ 84‬عز الدين ممد جنيب‪ ،‬أسس الرتمجة من اإلجنليزية إىل العربية وابلعكس‪ ،‬ط‪( ،5 .‬القاهرة‪ :‬مكتبة الساعي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،)2005 ،‬ص‪.7 .‬‬
‫‪107‬‬
‫الصياغة العربية‪ ،‬بل حيتاج أيضا إىل اإلحاطة بمعلومات كثرية عن العالم‬
‫ً‬
‫‪85‬‬
‫اذلي يعيش فيه‪ ،‬إحاطة تمنع اجلهل‪ ،‬وإن لم تكن تفيض إىل العلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬طرق الرتمجة‬
‫للُتمجة طريقتان‪ :‬إحداهما طريقة يوحنا بن ابلطريق وأتباعه‪ ،‬وهو أن‬
‫ينظر املُتجم إىل لك لكمة مفردة من اللكمات األعجمية وما تدل عليه من‬
‫املعىن‪ ،‬فيأيت بلفظة مفردة من اللكمات العربية ترادفها يف ادلاللة ىلع ذلك‬
‫املعىن‪ ،‬فيثبتها؛ وينتقل إىل اللكمة اتلايلة كذلك‪ ،‬وهلم جرا‪ ،‬حىت يأيت ىلع‬
‫مجلة ما يريد ترمجته‪ .‬وهذه الطريقة رديئة لسببَّي‪ :‬األول‪ ،‬إنه ال يوجد دائما‬
‫يف اللكمات العربية لكمات تقابل تماما مجيع اللكمات األعجمية‪ .‬واثلاين‪،‬‬
‫إن خواص الُتاكيب ال تطابق تظريها من لغة أخرى دائما‪ ،‬وأيضا يقع اْللل‬
‫‪86‬‬
‫من جهة استعمال املجازات‪ ،‬ويه يف مجيع اللغات‪.‬‬
‫والطريقة اثلانية يف الُتمجة هو طريقة حنَّي بن إسحق واجلوهري‬
‫وأتباعهما‪ ،‬وهو أن ينظر املُتجم إىل اجلملة األعجمية اليت يريد ترمجتها‬
‫فيستخلص معناها يف ذهنه‪ ،‬ثم يعرب عنه باجلملة العربية‪ ،‬ويه املوافقة‬
‫لذلوق العرَب‪ ،‬سواء ساوت األلفاظ أم خالفتها‪ .‬وهذه الطريقة أجود‬

‫‪85‬ممد عناين‪ ،‬فن الرتمجة‪ ،‬ط‪( ،5 .‬اجليزة‪ :‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ ،)2000 ،‬ص‪.7-5 .‬‬
‫‪ 86‬جان الديك‪ ،‬دليل الطالب يف الرتمجة‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ :.‬مكتبة حبيب‪ ،)1984 ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪108‬‬
‫ٌ‬
‫وأفضل‪ .‬وذللك فإن األخذ بالُتمجة احلرفية غري حمبنذ‪ ،‬نظرا لصعوبتها وخوفا‬
‫‪87‬‬
‫من أن يكون ذلك ىلع حساب األمانة يف تأدية املعىن أو يف سالمة اللغة‪.‬‬
‫ج‪ -‬قواعد الرتمجة‬
‫ليست القواعد يف الُتمجة يه القواعد بمعناها املعروف‪ ،‬فإنما يه مرد‬
‫مموعة من املالحظات حول الطرق اليت حل بها كثري من املُتمجَّي‬
‫املحُتفَّي بعض الصعوبات اليت قابلتهم أثناء ترمجاتهم للنصوص املختلفة‪،‬‬
‫ألن الُتمجة ليست علما رصفا وليست فنا خالصا ولكنها فن تطبييق حيتاج‬
‫إىل اتلمرين واتلدريب يف وجود ملكة أو موهوبة طبيعية‪ ،‬والُتمجة من لغة‬
‫إىل أخرى هلا صعوبتها اليت َّتتلف عن بعضها ابلعض من اللغات‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إىل اختالف داللة األلفاظ بَّي اللغات‪ ،‬كما يرجع أيضا إىل اختالف‬
‫اثلقافات بَّي أهايل اللغات املختلفة‪ ،‬وكذلك اختالف أسايلب اتلفكري‪.‬‬
‫وتنقسم هذه الصعوبات إىل قسمَّي‪ :‬األول صعوبات خاصة باأللفاظ‬
‫‪88‬‬
‫واملفردات‪ ،‬واثلاين صعوبات خاصة بُتكيب اجلملة‪.‬‬
‫‪ -1‬األلفاظ واملفردات‬

‫‪ 87‬الديك‪ ،‬جان‪ ،‬ص‪.13-12 .‬‬


‫‪88‬جنيب‪ ،‬عز الدين ممد‪ ،‬أسس الرتمجة من اإلجنليزية إىل العربية وابلعكس‪ ،‬ص‪.24 .‬‬
‫‪109‬‬
‫إن العقبة األوىل يف ترمجة األلفاظ واملفردات يه عقبة االختالف‬
‫اثلقايف أو احلضاري‪ ،‬بمعىن اختالف دالالت األشياء يف الوطن العرَب‪،‬‬
‫وعنها يف العالم انلاطق باللغات األخرى غري العربية‪ 89،‬فاللكمات واملفردات‬
‫ليست هلا معىن يف حد ذاتها ولكنها تكتسب معناها من السياق اذلي‬
‫توجد فيه تلك اللكمات واملفردات‪ .‬وال بد للمُتجم من أن يتحرر من املعاين‬
‫اليت حفظها لأللفاظ من تعلمه ودراسته هلا من قبل‪ .‬فإذا وجد املُتجم لكمة‬
‫يعرفها‪ ،‬ولكنها ال تعطي معىن مفهوما أو مقبوال يف سياق انلص اذلي‬
‫يُتمجه‪ ،‬فال بد هل من أن يعود إىل القاموس يستلهم منه املعىن اجلديد؛ ويف‬
‫بعض األحيان قد ال جيد هو يف القواميس بغيته‪ ،‬وعليه أن يفكر يف املعىن‬
‫‪90‬‬
‫املقصود يف هذا السياق باذلات‪.‬‬

‫ً‬
‫واملشلكة هنا إذا يه أنه يكاد يكون من املحال تطابق دالالت‬
‫اللكمات املجردة‪ ،‬أسماء اكنت أو أفعاال بسبب دالالتها ىلع مفاهيم ذات‬

‫‪89‬عناين‪ ،‬ممد‪ ،‬فن الرتمجة‪ ،‬ص‪.11 .‬‬


‫‪90‬جنيب‪ ،‬عز الدين ممد‪ ،‬أسس الرتمجة من اإلجنليزية إىل العربية وابلعكس‪ ،‬ص‪.24 .‬‬
‫‪110‬‬
‫جذور عميقة يف تراث لك لغة‪ ،‬ولُك منها تاريخ طويل أوجدها يف سياقات‬
‫خمتلفة ووهبها معان خمتلفة‪ .‬وهذه املشلكة تتعرس عندما توجد لكمات يف‬
‫اللغتَّي تويح باتلوازي فتوقِع املُتجم املترسع يف خطأ تصور الُتادف‪ ،‬أو‬
‫جتعله يستخدم طلمة من هذه اللكمات املوازية وهو يضيف عليها معاين‬
‫اللكمة األخرى ظنا بذلك أن هذه املعاين ستصل إىل القارئ وما يه بفاعلة‪.‬‬
‫‪91‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬أن يهتم املُتجم‪ ،‬عند ترمجة األلفاظ واللكمات وأخذ‬
‫اللكمات العربية املُتادفة هلا‪ ،‬بسياق تلك اللكمات يف انلص أو انلصوص‪.‬‬
‫‪ -2‬تركيب اجلملة‬
‫َّتتلف اللغة العربية عن غريها يف أنها لغة تركيب‪ ،‬بمعىن أنها تعتمد‬
‫ىلع ترتيب اللكمات يف اجلملة يف إيصال معىن حمدد‪ 92،‬والُتمجة ليست مرد‬
‫ترمجة معاين لكمات منفردة ولكنها ترمجة املعاين اليت قصدها اكتب انلص؛‬
‫فالُتمجة تقتيض حتويل أسلوب لغة إىل أسلوب اللغة األخرى تلوصيل املعىن‬
‫بدقة‪93،‬وذلك بتحويل ابلناء أثناء الُتمجة وعدم االلزتام بالُتاكيب انلحوية‬

‫‪91‬عناين‪ ،‬ممد‪ ،‬فن الرتمجة‪ ،‬ص‪.24 .‬‬


‫‪92‬عناين‪ ،‬ممد‪ ،‬ص‪.45 .‬‬
‫‪93‬جنيب‪ ،‬عز الدين ممد‪ ،‬أسس الرتمجة من اإلجنليزية إىل العربية وابلعكس‪ ،‬ص‪.49 .‬‬
‫‪111‬‬
‫يف لغة انلص املصدر املُتجم منها عند حتويلها إىل لغة انلص اهلدف املُتجم‬
‫إيلها‪ 94.‬وقد تقتيض عملية هذا اتلحويل ترمجة صفة ِبملة اكملة‪ ،‬أو ترمجة‬
‫حال بمضاف ومضاف إيله‪ ،‬أو ترمجة مجلة مبنية للمجهول إىل مجلة مبنية‬
‫‪95‬‬
‫للمعلوم‪ ،‬أو غريها من طرق اتلحويل تلتناسب اللغة املُتجم إيلها‪.‬‬
‫فهذا ابلناء‪ ،‬أي نظام اجلملة‪ ،‬هو جانب من جوانب الُتمجة إىل العربية‬
‫اذلي يمثل صعوبة يف الُتكيب‪ ،‬فال بد للمُتجم قبل الرشوع إىل الُتمجة من‬
‫أن جييد اللغتَّي املُتجم منها وإيلها إجادة تامة‪ ،‬خصوصا يف األبنية‬
‫األساسية اليت تتمزي فيها لك لغة عن سواها‪ 96،‬وذلك ألن لُك لغة قواعد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نوحية ممزية تتحكم وتنضبط بنية الصياغة والالكم‪ ،‬وهذه القواعد َّتتلف‬
‫من لغة إىل أخرى‪ ،‬فاألساس يف اللغات أنه ال تطابق بينها ىلع أوجه خمتلفة‪،‬‬
‫وإن اكن هناك عدة تشابه يف بعض انلوايح اللغوية‪ ،‬إال أن اتلطابق اليلك‬
‫مستحيل بَّي أي لغتَّي‪ .‬ذلا فإن املُتجم يلجأ إىل القيام بإاعدة هيلكة‬
‫مكونات اجلملة يف اللغة املصدر حىت يستطيع طرح صيغة بنيوية ماكفئة‬
‫‪97‬‬
‫يف اللغة اهلدف‪.‬‬

‫‪94‬عناين‪ ،‬ممد‪ ،‬فن الرتمجة‪ ،‬ص‪.45 .‬‬


‫‪95‬جنيب‪ ،‬عز الدين ممد‪ ،‬أسس الرتمجة من اإلجنليزية إىل العربية وابلعكس‪ ،‬ص‪.49 .‬‬
‫‪96‬عناين‪ ،‬ممد‪ ،‬فن الرتمجة‪ ،‬ص‪.65 .‬‬
‫‪ 97‬مصطفى‪ ،‬حسام الدين‪ ،‬أسس وقواعد صنعة الرتمجة‪ ،‬ص‪.92 ، .‬‬
‫‪112‬‬
‫ُّ‬
‫وخالصة القول‪ ،‬ىلع املُتجم أن جييد يف األبنية األساسية للغتَّي‬
‫املصدر واهلدف‪ ،‬حىت يستطيع حتويل ابلناء أثناء الُتمجة من األوىل إىل‬
‫اثلانية‪.‬‬
‫‪ -3‬املتالزمات اللفظية‬
‫تشري املتالزمات اللفظية إىل لكمة يقُتن استخدامها يف اللغة بكلمة‬
‫أو لكمات أخرى‪ ،‬ويطلق عليها عدة مصطلحات أخرى مثل‪ :‬املتصاحبات‬
‫اللفظية‪ ،‬واملقُتنات اللفظية‪ ،‬واملُتافقات اللفظية‪ ،‬واملصاحبات اللفظية‪،‬‬
‫واتلجمعات اللفظية‪ ،‬واملُتادفات اللفظية‪ ،‬واملسكواكت ‪ ...‬ويه متواردات‬
‫شائعة يف انلصوص املتخصصة وتشُك صعوبة يواجهها املُتجم اذلي يعرض‬
‫إىل ترمجة نصوص متخصصة‪ ،‬وال سبيل تلخطي هذه الصعوبة إال بالرجوع‬
‫إىل أهل االختصاص وسؤاهلم أو االستعانة بالقواميس واملسارد واملراجع‬
‫اتلخصصية‪ 98.‬وقد جاء األستاذ ادلكتور حسن غزالة بتعريف املتالزمات‬
‫اللفظية يف مقدمة لقاموس املتالزمات اللفظية‪ ،‬ىلع أنها عبارات بالغية‬
‫متواردة اعدة من لكمتَّي‪ ،‬وأحيانا من ثالث أو أكرث تتوارد بعضها مع بعض‬
‫اعدة وتتالزم يف اللغة‪ .‬ويه متالزمات ألنها تالزم بعضها بعضا من حيث‬

‫‪ 98‬مصطفى‪ ،‬حسام الدين‪ ،‬ص‪.128 .‬‬


‫‪113‬‬
‫ً‬
‫ورودها يف اللغة‪ ،‬فاتلالزم هنا إذا من اتلوارد واتلوافق املتكررين لللكمات‬
‫‪99‬‬
‫مع بعضها‪ ،‬وال عالقة هل بمعىن اإللزام ال من قريب وال من بعيد‪.‬‬
‫وقد ذهب كثري من علماء اللغة إىل أن الالكم لكه مبنية صورته ىلع‬
‫اتلالزم حىت يف بناء اجلملة‪ ،‬حيث يلزم للمبتدأ خربا‪ ،‬أو للفعل فاعال؛ وهذا‬
‫اتلالزم ىلع مستوى الُتكيب اليلك للغة‪ .‬واكن ملكونات الالكم تالزمات‬
‫حنوية كثرية‪ :‬فالصفة يالزمها موصوف‪ ،‬واجلار يالزمها مرور‪ ،‬واملضاف‬
‫يالزمه مضاف إيله‪ ،‬وفق تراكيب اللغة‪ .‬وقد يأيت هذا اتلالزم بالصيغ‬
‫‪100‬‬
‫اتلايلة‪:‬‬
‫الصالة" و"أوَف ِبوع ِدهِ"‪.‬‬ ‫الزاكة" و"أقام ن‬‫فعل ‪ +‬اسم؛ مثل‪" :‬آىت‪/‬أ ندى ن‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ْحي ٌم" و" ه ِزيمة منكرة" و"رأ ٌي س ِديد"‬ ‫موصوف ‪ +‬صفة؛ مثل‪" :‬ص ِديق ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬
‫اس ٌم"‬
‫و"وجه ب ِ‬
‫اسم الوج ِه"‬ ‫صفة ‪ +‬اسم؛ مثل‪" :‬س ِديد ن‬
‫الرأ ِي" و"ب ِ‬ ‫‪-‬‬
‫مضاف ‪ +‬مضاف إيله؛ مثل‪" :‬مرارة اله ِزيم ِة" و"ز ِئري األسو ِد" و"هبوب‬ ‫‪-‬‬
‫اح" و"أ ِمري المؤ ِم ِنَّي"‬ ‫ِّ‬
‫الري ِ‬

‫‪99‬حسن غزالة‪ ،‬قاموس دار العلم للمتالزمات اللفظية‪ ،‬ط‪( ،1 .‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،)2007 ،‬ص‪-5 .‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪ 100‬مصطفى‪ ،‬حسام الدين‪ ،‬أسس وقواعد صنعة الرتمجة‪ ،‬ص‪.130 .‬‬
‫‪114‬‬
‫اب"‬
‫اإلره ِ‬‫اسم ‪ +‬جار ‪ +‬مرور؛ مثل‪" :‬احلرب ىلع ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫احد‬
‫األسماء غري املعدودة؛ مثل‪ِ " :‬قطعة ِمن حل ٍم" و"كوب ِمن الما ِء" و"و ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ِمن انلن ِ‬
‫اس"‬
‫فعل ‪+‬حرف جر؛ مثل‪" :‬يسبح ِيف" و"يصعد ِإىل" ويأ ِيت ِمن" و"ين ِصت ِإىل"‬ ‫‪-‬‬
‫و"َّت نرج ِيف اجلا ِمع ِة"‬
‫ُّ‬
‫التشبيهات؛ مثل‪" :‬أبلغ ِمن اذلبي ِاين" و"أخبل ِمن ايلهو ِد ِّي" و"أرسع ِمن‬ ‫‪-‬‬
‫ار ِيف اله ِشي ِم"‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫الري ِح" و"اكنل ِ‬
‫ن‬
‫فعل ‪ +‬فعل آخر؛ مثل‪" :‬أخذ ينا ِدي" و"ظل يب ِك" و"ط ِفق يبحث"‬ ‫‪-‬‬
‫و"يف‬
‫األقوال املأثورة واتلعبريات املجازية؛ مثل‪" :‬ل ِسانك ِحصانك" ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ان"‬
‫ن‬ ‫ن ِّ ن‬
‫اتلأين السالمة" و"العجلة ِمن الشيط ِ‬
‫د‪ -‬اتلوجيهات العامة يف الرتمجة‬
‫من أهم ما يوجهه جان ادليك يف كتابه "ديلل الطالب يف الُتمجة"‪،‬‬
‫‪101‬‬
‫تلحسَّي وجتويد الُتمجة‪ ،‬هو ما ييل‪:‬‬

‫‪ 101‬الديك‪ ،‬جان‪ ،‬دليل الطالب يف الرتمجة‪ ،‬ص‪.12-6 .‬‬


‫‪115‬‬
‫‪ .1‬جيب أن تفهم معىن انلص فهما جيدا مستعينا بالوسائل املعروفة‬
‫ويه‪ :‬حتليل اجلمل واتلعابري واملفردات‪ ،‬ودراستها دراسة دقيقة؛‬
‫وال يتسىن لك ذلك إال بعد قراءته بُتو وإمعان وتأن مرات عدة‪.‬‬
‫فال تُتكه إال بعد أن شعرت بأنك سيطرت عليه سيطرة تامة‪،‬‬
‫وتأكدت من فهم مفرداته ومجله؛ فظهر لك تناسق عباراته‬
‫واستشعرت بموسيقاه‪ ،‬وأحسست بروعة معانيه ومجال مبناه‬
‫وحسن تركيبه‪.‬‬
‫‪ .2‬من اْلطإ لك اْلطإ أن تفتش‪ ،‬للمرة األوىل‪ ،‬عن لك لكمة أو عبارة‬
‫اغمضة أشلكت عليك؛ إنما يكون ذلك بعد انهائك من تفهم‬
‫انلص بكامله كوحدة تامة‪.‬‬
‫‪ .3‬سوف تقع‪ ،‬وأنت تبحث عن معىن لكمة يف القاموس‪ ،‬ىلع معان‬
‫متعددة ومرادفات كثرية‪ ،‬فيجب عليك عند هذه احلالة‪ ،‬أن‬
‫تقارن هذه اللكمات املُتادفة‪ ،‬ثم تنتيق املعىن املناسب للقطعة؛‬
‫فربما اختلف معىن اللكمة الواحدة‪ ،‬باختالف موقعها يف اجلملة‪،‬‬
‫واعتماد أي لفظ غري مناسب‪ ،‬قد يؤدي إىل تشويه املعىن املقصود‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ .4‬إبدأ بُتمجة أو تعريب القطعة‪ ،‬فقرة فقرة‪ ،‬ثم عد ونسق معانيها‬
‫وعباراتها بأسلوب يتفق واللغة اليت تنقل إيلها‪ ،‬حمافظا ىلع دقة‬
‫املعىن وحسن السبك ومتانة العبارة والربط بَّي أجزاء القطعة‪،‬‬
‫مع مرااعة خصائص لك من اللغتَّي‪ ،‬املنقول منها واملنقول إيلها‪.‬‬
‫‪ .5‬حافظ ىلع األصل‪ ،‬أي كن أمينا يف انلقل‪ .‬وهذا ال يعين أن‬
‫تتلىه بنقل الالكم حرفيا‪ ،‬مبتعدا أو متعاميا عن املعىن املقصود‪،‬‬
‫إنما جيب أن حيدث تمازج بَّي الروحَّي‪ :‬روح املؤلف وروح‬
‫انلاقل‪ ،‬حبيث يكون األصل واملنقول متعادلَّي أو أقله متقاربَّي‬
‫حسنا ورشاقة‪ ،‬ال سيما يف تتابع األفاكر وترابط اجلمل وتالحم‬
‫األجزاء‪.‬‬
‫‪ .6‬هناك مصطلحات لغوية خاصة بكل لغة من اللغات‪ ،‬وتعريب‬
‫أو ترمجة هذه االصطالحات ال يكون حرفيا‪ ،‬وإنما يكون بنقل‬
‫معناها‪ ،‬واملفضل إذا أمكن‪ ،‬باصطالح آخر‪.‬‬
‫‪ .7‬من الرضوري اإلنتباه إىل معاين حروف اجلر يف العربية‪ ،‬فُك‬
‫حرف معان خاصة أو خمتلفة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫بذلت المال ىلع فق ِري؛ أي‪ :‬مع فق ِري أو رغم فق ِري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِرس ىلع برك ِة اهلل؛ أي‪ :‬مصحوبا بربكة اهلل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪117‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ر ِغبت ِيف اليش ِء‪ ،‬تعين أردته؛ بينما ر ِغبت ع ِن اليشءِ‪ ،‬تعين‬ ‫‪-‬‬
‫ال أ ِريده‪.‬‬
‫َّي‬ ‫ن‬
‫فعل اكن – غري مستحب ِ‬
‫ثم إن اإلكثار من اإلضافات وتكرار ِ‬
‫يف العربية‪.‬‬
‫‪ .8‬جيب اإلنتباه يف العربية إىل استعمال األفعال؛ فكثريا ما تستعمل‬
‫ٌ‬
‫يف العربية أفعال ماضية لدلاللة ىلع احلارض واملستقبل‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك يف مجل‪ :‬طلبية ورشطية وداعئية وقسمية‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -‬قسم ‪ :‬وحقك ألعطيتك ما ت ِريد‪.‬‬
‫رشط ‪ِ :‬إذا جنحت أفرح – ِإن درست تنجح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ٰ‬
‫داعء ‪ :‬ال سمح اهلل ِبذل ِك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طلب ‪ :‬أطال اهلل بقاءك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما تستعمل األفعال املضارعة يف حاالت خاصة لدلاللة ىلع‬
‫املايض‪ ،‬وذلك بعد‪ :‬لم وملا ولو وفعل ماض‪ ،‬وكذلك بعد اكن وما‬
‫شابهها‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫لم أدرس ِيف األسبو ِع الم ِ‬
‫ايض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذهب الودل ول نما يعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أدرس نلجحت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪118‬‬
‫كنت أتمارض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما للمستقبل‪ ،‬فتستعمل يف اتلعريب اعدة األفعال املضارعة مع‬
‫أحد حروف االستقبال‪ :‬سوف‪ ،‬والسَّي‪ ،‬ولن‪ ،‬وقد‪ ،‬والقسم‪،‬‬
‫والطلب‪ ،‬مثال‪ :‬سأم ُّر‪.‬‬
‫‪ .9‬الفاعل ال يذكر مع الفعل املجهول يف العربية‪ ،‬فال نقول‪ " :‬عوقِب‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫اكم فالنا"‪ ،‬وال جيوز كذلك‬‫اك ِم"‪ ،‬بل "اعقب احل ِ‬
‫فالن ِمن احل ِ‬
‫يف االسم املشتق للمجهول أن يذكر معه ما يدل ىلع الفاعل‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Buah itu dimakan oleh si anak‬‬
‫ُّ ن‬
‫دل"‪ ،‬فهذه‬
‫اتلفاحة ِمن الو ِ‬ ‫ال تُتجم هذه اجلملة بشُك‪" :‬أ ِكلت‬
‫ُّ ن‬
‫اتلفاحة"‪.‬‬ ‫الُتمجة خطأ‪ ،‬والصواب‪" :‬أكل الودل‬
‫‪-‬‬ ‫‪Yusuf selalu dikelilingi oleh musuh-musuhnya‬‬
‫اط دائِ ًما ِبأعدائِ ِه"‪،‬‬
‫وال تع نرب هذه اجلملة بشُك‪" :‬يوسف حم ٌ‬

‫فاتلعريب بهذا الشُك خطأ‪ ،‬والصواب‪" :‬أعداء يوسف‬


‫حييطون ِب ِه دائِ ًما"‪.‬‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫ثم إن اللغة العربية كثريا ما تبدأ بالفعل‪ :‬يتلكم األوالد؛ بينما يف‬
‫كثري من اللغات األخرى – ومنها اإلندونيسية‪ ،‬اغبلا تبدأ باإلسم‬
‫‪ anak-anak berbicara‬أو‪mereka berbicara.‬‬ ‫أو الضمري‪:‬‬

‫‪119‬‬

You might also like