You are on page 1of 8

‫حديث إمنا األعمال ابلنيات‬

‫حفص عمرٍ بن اخلطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬مسعتٍ‬


‫ٍ‬ ‫عن أمري املؤمنني أيب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪(( :‬إمنا األعمال ابلنيات‪ ،‬وإمنا لكل‬
‫امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إىل هللا ورسوله فهجرته إىل هللا ورسوله‪،‬‬
‫ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إىل ما هاجر‬
‫إليه)) رواه البخاري ومسلم‬
‫راوي احلديث‬
‫• هو عمر بن اخلطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رابح بن عبدهللا بن قرط بن رزاح بن‬
‫عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي‪ ،‬أبو حفص أمري املؤمنني‪.‬‬

‫عزا ظهر به اإلسالم بدعوة النيب صلى هللا عليه‬


‫• قال ابن عبد الرب ‪ :‬كان إسالمه ًّ‬
‫وسلم‪ ،‬وقد شهد املشاهد كلها‪ ،‬وويل اخلالفة بعد أيب بكر‪ ،‬نزل القرآن مبوافقته يف‬
‫أشياء‪ ،‬ومناقبه وفضائله كثرية جدًّا ومشهورة‪ ،‬ويل اخلالفة عشر سنني ومخسة أشهر‪،‬‬
‫شهيدا‪ ،‬طعنه أبو لؤلؤة اجملوسي ألربع بقني من ذي احلجة‬
‫وقيل‪ :‬ستة أشهر‪ ،‬وقتل ً‬
‫سنة ثالث وعشرين للهجرة وهو ابن ثالث وستني‪.‬‬
‫منزلة احلديث‬
‫• قال النووي ‪-‬رمحه هللا‪ :-‬أمجع املسلمون على ِعظم موقع هذا احلديث‪ ،‬وكثرة فوائده‪،‬‬
‫وصحته‪.‬‬

‫• قال العراقي ‪-‬رمحه هللا‪ :-‬هذا احلديث قاعدة من قواعد اإلسالم حىت قيل‪ :‬إنه‪ :‬ث لث‬
‫العلم‪ ،‬وقيل‪ :‬ربعه‪ ،‬وقيل‪ :‬مخسه‪ ،‬وقال الشافعيٍ وأمحدٍ‪ :‬إنه ثلث اإلسالم‪.‬‬

‫• استحب العلماء أن تستفتح املصنفات هبذا احلديث ‪ ،‬وممن ابتدأ به أول كتابه اإلمام‬
‫أبو عبد هللا البخاري‪.‬‬
‫غريب احلديث‬
‫شرح املفردات‬ ‫املفردات‬
‫تفيدٍاحلصر‪ٍ،‬وهوٍإثباتٍحكمٍاألعمالٍابلنيات‪.‬‬ ‫إمنا‬
‫مجعٍنيةٍوهيٍيفٍاللغة‪ :‬القصد‪.‬ويفٍاالصطالحٍالقصدٍاملقرتنٍابلفعل‬ ‫النيات‬
‫إنسانٍرجالٍكانٍأوٍامرأةٍ‬ ‫امرئٍ‬
‫اهلجرةٍلغةٍالرتكٍوشرعاٍمفارقةٍدارٍالكفرٍإىلٍدارٍاإلسالمٍخوفٍ‬ ‫هجرته‬
‫الفتنةٍ‪ٍ،‬واملرادٍيفٍاحلديثٍاالنتقالٍمنٍمكةٍإىلٍاملدينةٍقبلٍفتحٍمكة‬
‫إىلٍحملٍرضاهٍنيةٍوقصداٍ‬ ‫إىلٍهللا‬
‫قبوالٍوجزاءًٍ‬ ‫فهجرتهٍإىلٍهللاٍٍورسوله‬
‫لغرضٍدنيويٍيريدٍحتصيله‬ ‫لدنياٍيصيبها‬
‫شرح احلديث‬
‫((إمنا األعمال ابلنيات)) أي‪ :‬إمنا صحةٍ األعمال ابلنيات‪ ،‬أو ال صحة لعمل إال بنية‬
‫((وإمنا لكل امرئ)) أي‪ :‬إنسان‬
‫((ما نوى)) أي‪ :‬جزاء ما نواه يف عمله‪ ،‬من خري أو شر‪.‬‬
‫((فمن كانت هجرته إىل هللا ورسوله فهجرته إىل هللا ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو‬
‫امرأة ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه))‬
‫اهلجرة‪ :‬الرتك‪ ،‬واهلجرةٍ إىل الشيء‪ :‬االنتقال إليه عن غريه‪ ،‬ويف الشرع‪ :‬تركٍ ما هنى هللا عنه‪ .‬قال‬
‫النووي‪ :‬معناه‪- :‬من قصد هبجرته وجه هللا‪ ،‬وقع أجره على هللا‪ ،‬ومن قصد دنيا أو امرأة فهي حظه‪،‬‬
‫وال نصيب له يف اآلخرة بسبب هذه اهلجرة‪.‬‬
‫سبب ورود احلديث‬
‫قيل‪ :‬إن احلديث ِسيق بسبب رجل أراد التزوج من امرأة يقال هلا‪ :‬أم قيس‪ ،‬فهاجر من أجل ذلك‪ ،‬واستدل‬
‫ابآليت‪:‬‬

‫• روي عن عبد هللا بن مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قا‪( :‬من هاجر يبتغي شيئًا فإمنا له ذلك‪ ،‬هاجر رجل ليتزوج‬
‫امرأة يقال هلا‪ :‬أم قيس‪ ،‬فكان يقال له‪ :‬مهاجر أم قيس)‬

‫• وقد أنكر ذلك احلافظ ابن رجب رمحه هللا وغريه من العلماء‪ ،‬فقال‪ :‬وقد اشتهر أن قصة (مهاجر أم قيس)‬
‫كانت سبب قول النيب صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها))‪ ،‬وذكر‬
‫أصال يصح‪.‬‬
‫ذلك كثري من املتأخرين يف كتبهم‪ ،‬ومل نرٍ لذلك ًٍ‬

‫• وقال ابن حجر ‪-‬رمحه هللا ‪ :-‬ليس فيه أن حديث األعمال سيق بسبب ذلك‪ ،‬ومل أرٍ يف شيء من الطرق ما‬
‫يقتضي التصريح بذلك‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫ما يستفاد من احلديث‪:‬‬
‫النيةٍحملهاٍالقلب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ٍونقصا‪.‬‬
‫كماال ً‬
‫مدارٍاألعمالٍعلىٍالنياتٍ؛ٍصحةٍوفساداٍ‪ٍ،‬و ً‬
‫ً‬ ‫أنٍ‬ ‫‪.2‬‬
‫هبٍالسنِيةٍ‬
‫َّ‬ ‫يفٍاحلديثٍإشارةٍإىلٍأنٍمنٍأرادٍالغنيمةٍصححٍالعزميةٍ‪ٍ،‬ومنٍأرادٍاملوا‬ ‫‪.3‬‬
‫أخلصٍالنية‪.‬‬
‫أنٍاألمورٍمبقاصدها‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الفرقٍبنيٍالعبادةٍوالعادةٍهوٍالنية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أنٍنيةٍاملؤمنٍتبلغٍإىلٍحيثٍيبلغٍعمله‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أنٍاإلنسانٍيعطىٍعلىٍنيتهٍماٍالٍيعطىٍعلىٍعمله‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫شواهد احلديث‬
‫بٍقتيلٍبنيٍالصفنيٍهللاٍأعلمٍبنيته))‬
‫‪ -1‬حديثٍعبدهللاٍبنٍمسعودٍرضيٍهللاٍعنه‪(( :‬ر َّ‬
‫‪ -2‬حديثٍعائشةٍرضيٍهللاٍعنها‪(( :‬مثٍيبعثونٍعلىٍنيَّاهتم))‬

‫‪ -3‬حديثٍأيبٍموسىٍرضيٍهللاٍعنه‪(( :‬منٍقاتلٍلتكونٍكلمةٍهللاٍهيٍالعليا‪ٍ،‬فهوٍيفٍ‬
‫سبيلٍهللا))‬

‫‪-4‬حديثٍسهلٍبنٍسعدٍالساعديٍرضيٍهللاٍعنه‪ٍ،‬قال‪ :‬قالٍرسولٍهللاٍصلىٍهللاٍعليهٍ‬
‫وسلم‪(( :‬نيةٍاملؤمنٍخريٍمنٍعمله))‬

You might also like