You are on page 1of 11

‫الدخيل واإلسرائيليات واملوضوعات املنتشرة يف العامل املاليو والنقد عليها‬

‫اسم الطالب‪ :‬فيك نور دمحم بن أمحد مفتاح الدين‬

‫رقم التسجيل‪91B1439 :‬‬

‫املاة‪ ::‬الدخيل يف التفسري‬

‫‪UT3494‬‬

‫كلية أصول الدين‬

‫العام الدراسي الرابع – الفصل الدراسي الثاين‬

‫البكالوريوس يف أصول الدين‪ ,‬التفسري واحلديث‬

‫اسم احملاضر‪ ::‬ة‪ .‬أستاذ‪ :‬سارينه حيي‬

‫جامعة السلطان الشريف علي اإلسالمية برواني ةار السالم‬

‫‪2124‬م ‪9333 /‬ه‬

‫‪21‬‬
2
‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬

‫املقدمة‬

‫احلق املبني‪ ,‬خالق السماوات واألرض وما بينهما ابحلق‪ ,‬معلّم احلق‪ ,‬واهلاةي إىل الصراط‬
‫احلمد هلل امللك ّ‬
‫ابحلق‪ ,‬وبعث رسوله ابهلدى وةين احلق ليظهره على الدين كله‪.‬‬
‫احلق ابحلق‪ ,‬وأنزل كتابه ّ‬
‫احلق‪ ,‬وانصر ّ‬

‫وصلّى هللا وسلّم وابرك على عبده ونبيه ورسوله دمحم بن عبد هللا الذي اصطفاه حلمل رسالته اخلامتة للعاملني‪,‬‬

‫األمة‪ ,‬وجاءان هبا ملّة بيضاء صافية نقيّة‪ ,‬ظاهرها كباطنها‪ ,‬مل خيالطها غيش وال‬
‫فبلّغ الرسالة و ّأةى األمانة ونصح ّ‬
‫ظلمة‪ ,‬وال كذر وال عكر‪ ,‬ومل يدخل فيها ابطل وال ضاللة‪.‬‬

‫مما ينبغي أن نت ذكره أن الدخيل واإلسرائيليات موجوة‪ :‬يف ثنااي كتب التفسري‪ ,‬لكنها مل تفرة ابلتأليف إال يف‬

‫العصر املتأخر‪ ,‬ومن مث سنرى أن مراجع هذه املاة‪ :‬املستقلة اليت ألفت يف هذا العلم استقالال مراجع حديثة‪ ,‬وإن ان‬

‫السابقون األقدمون قد بينوا األحاةيث الضعيفة واملوضوعة‪ ,‬وتطرقوا ألنواع كثري‪ :‬من هذا العلم‪.‬‬

‫فمن الكتب املشتهر‪ :‬يف هذا‪ :‬اإلسرائيليات واملوضوعات لفضيلة الدكتور دمحم أبو شهبة‪ ,‬التفسري‬

‫واملفسرون مث اإلسرائيليات يف التفسري واحلديث للدكتور دمحم حسني الذهيب‪ ,‬الدخيل يف التفسري للدكتور عبد‬

‫الوهاب فايد‪ .‬ولزمالئنا احلاضر مثل الدخيل واإلسرائيليات للدكتور مسري شليو‪ ,:‬الدخيل يف التفسري للدكتور على‬

‫رضوان‪ ,‬الدخيل يف التفسري للدكتور احملمدي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فاإلسرائيليات متشي منذ العصور السابقة حىت جاءت العصور اليت بدأ فيها يظهر التباس يف الفهم‪ ,‬أو سوء‬

‫وحقد من أعداء اإلسالم‪ ,‬فأةخلوا يف كتبنا ويف تفاسري القرآن ما ليس منه‪ ,‬بل إن بعض املفسرين القدامى كالثعليب‬

‫يف كتابه "الكشف والبيان يف تفسري القرآن" وهناك أيضا اإلمام الواحدي يف تفسريه "الوسيط" وهناك أيضا تفسري‬

‫البن جرير الطربي‪ .‬فأصبحوا الفهم عن الدخيل واإلسرائيليات واملوضوعات ينتشرون حول العامل خصوصا عامل‬

‫املاليوية‪.‬‬

‫فسأحتدث هنا عن بعض الدخيل أو اإلسرائيليات أو املوضوعات املشهور‪ :‬يف العامل املاليو‪ .‬وكيف موقفها‬

‫كالطالب عن هذا احلال‪ ,‬وكيف نرة عليها‪.‬‬

‫األول‪ :‬اإلسرائيليات يف قصة أيوب عليه السالم‬

‫هذذذا الرسذذول الذذذي مدحذذه هللا يف كتابذذه ينذذه كذذان مذذن الصذذربين‪ ,‬ا ايت يف شذذأن أيذذوب ورةت يف أكثذذر مذذن‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ ْ َ ٰ ََّ َ ْ َ َّ َ ُّ ُّ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ح َْ‬ ‫ُ‬
‫سذور‪ ,:‬قذال هللا تعذاىل‪ ۞ :‬وايوب ِاذ نادى ربهٓٗ ِاني مس ِني الضر وانت ارحم الرّٰ ِِ َِِْ ‪ ٨٣‬فاسرَََْا َر‬

‫ْٰ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ ُ َّ ٰ َ ْ ٰ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َّ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رنين ‪( ٨٤‬‬ ‫رننا و ِذررّٰى ِْمم ِِ ِ‬
‫فكشفَا ما ِب ٖه ِمن ضرر واََْره الهر و ِمرهم م مم رم رِِر ِمرن َِِ ِ‬

‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ ُّ ْ َ ْ َ ٰ ََّ َ َ َّ َ َّ ْ ٰ ُ ُ ْ َّ َ َ‬
‫الانْياۤء‪ .)٨٤-٨٣ :21/‬وقال تعاىل‪ :‬واذرّٰ ِِننآٗ ايوبَۘ ِاذ نادى ربهٓٗ ِان ْي مس ِني الشيطن ِبَصب وعذابٍۗ‬

‫ٰ‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َّ َ ُ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ٰ َ ُ ْ َ َ ٌ َ ٌ َّ َ‬ ‫ُْ ُ ْ‬
‫م‬
‫ل ب ِارد وشراب ‪ ٤٢‬وولَْا َ ٓٗ اله و ِمهم م مم م رِِ ِ نرا و ِذررّٰى‬ ‫‪ ٤١‬اررض ِب ِّٰج ِلك لذا مغتس ٌۢ‬

‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬ ‫ل ُاولى ا ْل َا ْل َ‬
‫ثٍۗاَّنا َو َج ْن ٰن ُه َصابّٰاٍۗن ْم َم ال َم ِْ ُنٍۗاَّنهٓٗ اَّو ٌ‬
‫اب ‪( ٤٤‬‬ ‫ن‬ ‫ح‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ه‬
‫ٖ‬ ‫ب‬ ‫اضر ْ‬
‫ب‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫غ‬‫ض‬ ‫ك‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫خ‬‫و‬ ‫‪٤٣‬‬ ‫اب‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫ص‪.)٤٤-٤١ :38/‬‬

‫واضذذح يف هذذذه ا ايت أن أيذذوب اختذذربه ربذذه ابملذذرض‪ ,‬فذذدعا ربذذه يةب‪ :‬أنذذت أرحذذم الذرامحني‪ ,‬إين مسذ الضذذر‬

‫وأنت أرحم الرامحني فاستجاب هللا له ةعاءه‪ ,‬كشف عنه الضر‪ ,‬آاته أهله‪ ,‬ومثلهم معهذم‪ ,‬وغذري ذلذك‪ .‬وملذا كذان أيذوب‬

‫قذذد تغيبذذت عنذذه وجذذه يف بعذذض املواقذذف‪ ,‬وحلذذف أن يض ذرهبا‪ ,‬فذذاهلل جذذال جاللذذه بذذني لذذه أن يضذذرهبا حبرمذذة مذذن األع ذواة‬

‫اخلفيفة‪.‬‬

‫ورة يف هذه القصة إسرائيليات كثري‪ ,:‬وورةت يف كتذب التفسذري وتناقلهذا املفسذرون والكثذري مذن املفسذرين ذكذروا‬

‫القصة لبيان اإلسرائيليات منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قذذالوا‪ :‬سذذبب بالئذذه ذبذذح شذذا‪ :‬فأكلهذذا وجذذاره جذذائع‪ .‬هذذذا كذذالم ال يعقذذل أنذذه رأى منك ذرا فسذذكت عليذذه‪.‬‬

‫الذرأي الصذذحيح يف هذذذه البلذذوى يف سذذبب بالئذذه أن هللا عذذز وجذذل ابذذتاله لرفذذع ةرجاتذذه بال لذذة سذذبقت‪ ,‬كمذذا قذذال ربنذذا يف‬
‫َ َّ ُ َ ْ ُّ ْ َ ُ ْ َ ْ َّ ُ ْ ُ ْ ٰ َ َّ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫م‬
‫القذرآن الكذر اح ِسب الناس ان يترروٓٗا ان يقول ٓٗوا ا نا ولم لا يفتَون ‪ ( ٢‬المَكِرو‪)٢-٢ :29//‬‬

‫االختبار وارة لرفع الدرجات‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬قالوا‪ :‬من اإلسرائيليات يف امرأته‪ ,‬قالوا‪ :‬إن امرأته ابعت ضافائر شعرها برغيفني‪ .‬لتطعم وجهذا الذذي مل‬

‫جيد القوت‪ .‬هذا الكالم غري مقبول‪ .‬ألن هللا أكرم من أن يعرض نبيه إىل هذا احلذال‪ ,‬فاألنبيذاء إ ذا يبعثذون مذن أوسذاط‬

‫النذذاس‪ ,‬وأكذذرم النذذاس‪ ,‬فذذأين كذذان أهلذذه وذووه كيذذف حذذال املذذنيمنني حولذذه هذذل يفل ذوا عنذذه يف بالئذذه و نتذذه البذذد أن‬

‫األقراب حييطون ابإلنسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اثلثا‪ :‬قالوا يف اإلسرائيليات‪ :‬إن اخلالف يف عدة أوالةه وأموالذه وعقذاره كبذري‪ .‬كالمهذم ال عكذم عليذه بصذد ‪,‬‬

‫وال كذذذب‪ ,‬الذذبعض ابلذذغ والذذبعض قلذذل‪ ,‬كذذالم يتنذذاقض‪ ,‬وكذذذا مذذا قيذذل يف مذذد‪ :‬بالئذذه كذذالم كثذذري‪ ,‬بعضذذهم قذذال‪ :‬سذذنوات‬

‫عديد‪ :‬سبعني سنة وأكثر من ذلك‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٰ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬


‫رابعاا‪ :‬قذالوا يف قولذه ِان ْي َمَّس ِن َي الش ْيط ُن ِبَصب َّوعذابٍۗ قذالوا‪ :‬إن الشذيطان قذد سذلط علذى مالذه وعلذى‬

‫ولده وعلى جسده حىت انل منه‪ ,‬والصحيح يف معىن ا ية هو أن أيوب ما كان يوسوس به الشيطان إليه يف مرضه من‬

‫تعظيم ما نزل به من الذبالء‪ ,‬وكذان حيملذه علذى الكراهذة وافذزع‪ ,‬فكذان يلتجذأ إىل هللا يف أن يكفيذه ذلذك بكشذف الذبالء‬

‫عنه‪ ,‬وابلتوفيق يف ةفعه ورةه ابلصرب افميل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ذكرت الرواايت أن مرضه كان منفرا‪ ,‬قيل‪ :‬أنه صذار بذه املذرض إىل ةرجذة أنذا فيهذا جسذده‪ ,‬فأخرجذه‬

‫أهذذل القريذذة مذذن القريذذة إىل كناسذذة خذذارق القريذذة ال يقربذذه أحذذد إال وجتذذه‪ .‬كذذالم ابطذذل‪ .‬ألن األنبيذذاء معصذذومون مذذن كذذل‬

‫مرض منفر‪ ,‬أو كذل مذرض معذد‪ ,‬وعذن كذل مذا يبعذد النذاس عذنهم‪ ,‬ذو علذيهم نعذم األحذوال العاةيذة‪ ,‬األمذراض العاةيذة‪,‬‬

‫لكن غري املنفذر‪ .:‬ألن هللا كلفهذم ابلذبالا والرسذالة وةعذو‪ :‬النذاس‪ ,‬فهذذا الكذالم يتنذاقض مذع هذذه األسذس يف حذق رسذل‬

‫هللا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الثاين‪ :‬اإلسرائيليات يف قصة موسى‬

‫قصذذة سذذيدان موسذذى مذذن أكثذذر قصذذر األنبيذذاء ذكذرا‪ ،‬يف القذذرآن الكذذر فقذذد ذكذذر امسذه يف القذذرآن ‪ 941‬مذذر‪ :‬يف‬

‫أربع وثالثني سور‪ .:‬وهذا يدل على أن حيا‪ :‬موسى مع قومه مليئة ابلدروس ومذنه الذدعو‪ :‬الكاملذة‪ .‬فمذن أشذهر قصذة‬

‫نبينا موسى عليه السالم هو قصته مع بنات شعيب وما ورة يف تعيني أمسائهم‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اس ي ْسق ْون ە َو َوجرن‬
‫َ َّ‬
‫الن‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ا ايت يف هذذا هذي قذول هللا تعذاىل‪َ :‬و َلَّما َو َر َد َما َۤء َم ْن َي َن َو َج َن َع َل ْيه ُاَّ‬
‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َ َ َ ٌ َ‬ ‫ْ ُ ْ ُ ْ َ ََ ْ َ ُ ْ ٰ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الّٰعا ُۤء َوا ُب ْونا ش ْيخ ر ِِْرر ‪٢٣‬‬ ‫ر‬‫ٍۗق َال َتا َلا ن َ ْسق ْي َح حتى ُي ْصن َ‬
‫ِمن دو ِن ِهم امّٰاَْ َِ َذود ِن قال ما خطِكما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َ َ َْ ُ ْ ٰ‬
‫رنه ُ َما ََ ْمِريْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َْ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ٰ َُ َ ُ ََح َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫الظ ِل فقال ر ِب ِ ِاني ِلمآٗ انزلت ِالي ِمن خْر ف ِقْر ‪ ٢٤‬فَاۤءَه ِاح‬
‫فسقى ل ما ثم َول ٓٗى ِالى ِ‬

‫َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ‬
‫َ‬
‫على اس َِحياۤء قالت ِان ا ِبي ينِوك ِليَ ِزيك اجّٰ ما سقْت لناٍۗ فمما جاۤءه وقص علي ِه القصصَۙ قرال‬

‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الظمم ْْ ََ ‪َ ٢٥‬ق َال ْت ا ْح ٰنه ُ َما يٰٓ َا َبت ْاس ََأج ّْٰ ُه اَّن َخ ْْ َر َمن ْاس ََأ َج ّْٰ َ‪ْ /‬ال َقويُّ‬
‫ح‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ ْ َ َ َْ‬
‫لا تخفٍۗ نجو‪ِ /‬من القو ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬

‫َ ْ َْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ْ َ ََّ ٰ َ ْ َ ٰٓ َ ْ َ ُ َ ْ َ ٰ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُْ َ ْ ُْ َ َ ْ َ‬ ‫َْ ُْ‬
‫ران اَممرت‬‫ّٰني ثم ِنري ِحَرٍۚ ف ِ‬
‫الا ِمَْ ‪ ٢٦‬قال ِ ِان ٓٗي ا ِرين ان ان ِكحك ِاحنى ابَتي لَْ َِ على ان َأج ِ‬

‫َ َ ٰ َ‬
‫رك َب ْين ْ‬ ‫َْ‬ ‫ح‬ ‫اّٰلل م َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َ ُ َّ َ َ ْ َ‬
‫كٍۗ َس َََ ُنن ْي ا ْن َشا َۤء ح ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫الص‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٓٗ ِ‬ ‫ِشرا ف ِمن َِِ ِنك ومآٗ ا ِرين ان اشق علي‬

‫ٌ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ََّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ح ُ َ ٰ‬


‫اّٰلل على َما نق ْول َو ِر ْيل ࣖ ‪ ( ٢٨‬القصص‪)٢٨-٢٣ :٢٨/‬‬ ‫وبَْكٍۗ ايما الاجمْ َِ قضْت فلا عنوان علَّيٍۗو‬

‫‪4‬‬
‫ا ايت فيها ةروس كثري‪ :‬وعظات فموسى القوي األمني‪ ,‬واحلياء من بنذات شذعيب‪ ,‬و واق موسذى مذن واحذد‪:‬‬
‫ْ‬
‫ْ َ ََّ ٰ َ ْ َ ٰٓ َ ْ َ ُ َ ْ َ ٰ َ َ‬ ‫ْ ُ ُْ َ ْ ُْ َ َ ْ َ‬
‫منهمذا‪ .‬وقذال أبوهذا‪ِ ِ :‬ان ٓٗي ا ِرين ان ان ِكحك ِاحنى ابَتي لَْ َِ على ان َأج ِّٰني ثم ِني ِحَرٍۚ كانذت األجذر‪:‬‬

‫والصدا أن يعمل موسى عند والد الفتا‪ :‬مثاين حج ‪ ,‬إذ أمت عشرا فهذا من عنده‪.‬‬

‫فالذذدروس واضذذحة يف ا ايت‪ ,‬لكذذن كتذذب التفسذذري سذذار إليهذذا بعذذض اإلس ذرائيليات يف هذذذا‪ ,‬فاإلمذذام النسذذفي‬

‫وأبو السعوة وابن جرير وغريهم تكلموا إىل أن صهر موسىى هو شعيب‪ ,‬ويقول ابن كثري‪ :‬وهذا ما ذهب إليه كثذري مذن‬

‫املفسرين‪ .‬والطربي يقول رواية عن احلسن‪ :‬يقولون‪ :‬شعيب صاحب موسى‪ ,‬ولكنه سيد أهل املاء يومئذ‪.‬‬

‫و الذذرة علذذى ذلذذك‪ :‬أن شذذعيبا كذذان قبذذل مذذان موسذذى ذذد‪ :‬طويلذذة‪ .‬وقذذد كذذان هذذالك قذذوم لذذوط يف مذذن اخلليذذل‬

‫إبراهيم بنر القرآن الكر ‪ ,‬وقد علم أنه كان بني موسى وإبراهيم مد‪ :‬طويلة تزيد على أربعمائة سنة‪.‬‬

‫ومذذا قيذذل‪ :‬إن شذذعيبا عذذش مذذد‪ :‬طويلذذة‪ ,‬إ ذذا هذذو احذ ا مذذن هذذذا اإلشذذكال‪ ,‬وورة يف روايذذة احلسذذن‪ :‬ولكنذذه سذذيد‬

‫أهذذل املذذاء يومئذذذ‪ ,‬كيذذف يكذذون شذذعيب سذذيد أهذذل املذذاء‪ ,‬وتنتظذذر ابنتذذاه بذذدون سذذقي حذذىت يصذذدر الرعذذاء أي‪ :‬يرجعذذون‬

‫َْ ُ ْ َ َ َ َ َ‬
‫رن مرنْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ََْ ُ‬
‫َّ‬ ‫َ َ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس يسرقون ە ووج ِ‬ ‫اشيتهم ويتمنون سذقيها‪ ,‬قذال تعذاىل‪ :‬ولما ورد ماۤء منين وجن علي ِه ام ِمن الن ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ ْ َ ََ ْ َ ُ ْ ٰ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫رر ‪٢٣‬‬ ‫ٍۗق َال َتا َلا ن َ ْسق ْي َح حتى ُي ْصرن َر الّٰ َعرا ُۤء َوا ُب ْو َنرا َش ْ‬
‫ري ٌخ رِ ْْ ٌ‬ ‫دو ِن ِهم امّٰاَْ َِ َذود ِن قال ما خطِكما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫القصر‪.24:‬‬

‫فافواب‪ :‬لو كان صهر موسى هو شعيب ملا انتظرت ابنتاه السقي حىت ينتهي الرعاء ويصدر‪ ,‬وله رهذط كبذري‬

‫كما ذكر يف القرآن‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومل يذكر حديث صحيح‪ ,‬وال نر قاطع يفيد ين شعيبا هذا الذي هو رسول هللا كان هو صهر موسى‪ .‬كذل‬

‫ما ورة فيه ال يقوى إىل ةرحة االعتبار يف مثل هذا املوضوع‪ ,‬وال يكتفي فيه ابلشهر‪ .:‬ألن ذلك وحذده ال يكفذي‪ ,‬وإ ذا‬

‫املعذول علذى ذلذك النقذل الصذحيح مذن املصذاةر املعتمذد‪ :‬شذذرعا‪ ,‬وهذي الكتذاب والسذنة‪ .‬فذريى العالمذة ابذن جريذر الطذذربي‬

‫يقول‪ :‬التوقف يف تعيني صهر موسى هو األفضل واألسلم‪.‬‬

‫ما ورة يف كتب التفسري من تعيني أمساء بنات شعيب‪ ,‬هل ورة يف تسميتهم نر يعتمد عليه‬

‫ذكذذر املفسذذرون ومذذنهم اإلمذذام النسذذفي أن كربامذذا كانذذت تسذذمى صذذفراء‪ ,‬والصذذغرى صذذفرياء‪ ,‬وأن موسذذى تذذزوق‬

‫صفراء الكربى‪ .‬هكذا ذكذر النسذفي‪ .‬ولكذن هذذا الذذي ذكذره اإلمذام النسذفي يتنذا مذع مذا رواه الطذربي عذن طريذق وابذن‬

‫جري عن شعيب افبذائي‪ ,‬قذال‪ :‬اسذم افذاريتي‪ :‬ليذا وصذفورا‪ ,‬وامذرأ‪ :‬موسذى هذي صذفورا بنذت يثذرون كذاهن مذدين‪ .‬كمذا‬

‫روى الطربي عن ابن إسحا قال‪ :‬إن اسم الثانية شرفا ويقال‪ :‬ليا‪.‬‬

‫فاألوىل عند ذلك عدم التعيني يف اسم افاريتني‪ .‬ألن طر رواايت تعيينها غري صحيحة‪ ,‬فلم تثبت‪ ,‬وإن ابذن‬

‫جري وابن إسحا يرواين اإلسرائيليات‪ ,‬وإذا كان القرآن الكر مل حيدة اسم إحداما‪ ,‬فيجب علينا أال خنوض فيما مل‬

‫يذكره القرآن‪ ,‬وأن نتوقف عندما أمجل القرآن الكر ‪ .‬إذ ال فئد‪ :‬وال جدوى من اخلوض والتنطذع‪ ,‬أو البحذث والتقصذي‬

‫وراء ما أمحله القرآن الكر ‪ ,‬فالعظة والدرس فيما أمجل‪ ,‬وال فائد‪ :‬من تقصي تفاصيل ما أمجله أو بيان ما أهبمه القذرآن‬

‫الكر ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الثالث‪ :‬ما ورد يف بناء الكعبة املشرفة‬

‫الكعبة املشرفة بيت هللا احلرام‪ ,‬وعندما نتذكر هذا البيت العتيق يف التاريخ السحيق نعلم أن ب أكثر من مر‪.:‬‬

‫القرآن الكر بني أن الذي بناه هو إبراهيم عليه السالم وبعد ذلك ب عد‪ :‬مذرات‪ ,‬ويذذكر أن بنتذه املالئكذة وبنذاه آةم‪,‬‬

‫وكذا وكذا‪ ,‬كالم كثري‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬


‫ما ذكره العالمة السيوطي يف تفسريه عند قوله عز وجذل َواِ ذ َي ّْٰف ُع ِا ْب ّٰٰ ٖل ُم الق َو ِاعن ِم َن الْ ْي ِت َواِ ْس ٰم ِم ْيلٍۗ‬

‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َّ َّ َ َ ْ َ‬
‫الس ِم ْي ُع ال َم ِم ْي ُم ‪ ( ١٢٧‬الِقرّٰ‪ )١٢٧-١٢٧ :٢//‬نقذل عذن األ راقذي وأمثالذه مذن املذنيرخني‬
‫َربنا َقَِّل مناٍۗ انك انت َّ‬
‫ِ ِ‬

‫واملفسرين الذين هم كحاطيب ليل‪ ,‬وال ميييذزون بذني الغذث واملسذني‪ ,‬واخلبيذث والطيذب‪ ,‬واملقبذول واملذرةوة يف بنذاء البيذت‪:‬‬

‫ومن بناه قبل إبراهيم أهم املالئكة أم آةم واحلجر األسوة من أين جاء وورة يف فضلهما كذالم كثذري‪ ,‬وقذد اسذتغر يف‬

‫هذا النقل الذي معظمه من اإلسرائيليات اليت أخذت عنن أهل الكتاب بضعة عشر‪ :‬صحيفة‪.‬‬

‫مذذا ذكذذره اإلمذذام السذذيوطي ال يصذذح منذذه عشذذر مذذا ذكذذره مذذن الذذرواايت‪ ,‬ولذذو أن اإلمذذام السذذيوطي اقتصذذر علذذى‬

‫ال ذذرواايت الص ذذحيحة ال ذذيت رواه ذذا اإلم ذذام الب ذذاري يف ص ذذحيحه يف كت ذذاب‪ :‬أحاةي ذذث األنبي ذذاء‪ .‬ورواه غ ذذريه م ذذن العالم ذذاء‬

‫األاثابت ألرحنا وأراح نفسه‪ ,‬وملا أفسد العقول‪ ,‬ومسم النفوس بكل هذه اإلسذرائيليات الذيت عذن يف غنيذة عنهذا ذا تذواتر‬

‫من القرآن الكر ‪ ,‬وثبت من السنة الصحيحة‪.‬‬

‫واحلذذق أن ابذن جريذذر كذذان مقتصذذدا يف اإلكثذذار مذذن هذذذه اإلسذرائيليات وإن كذذان مل يسذذلم منهذذا‪ ,‬وذكذذر بعضذذها‪,‬‬

‫وذلك مثل ما رواه بسنده عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال‪ :‬ملا أهبط هللا آةم من افنة قال‪ :‬إين مهذبط معذك بيتذا‬

‫يطذذاف حولذذه كمذذا يطذذاف حذذول عرشذذي‪ ,‬ويصذذلي عنذذده كمذذا يصذذلى عنذذد عرشذذي‪ ,‬فلمذذا كذذان مذذن الطوفذذان رفذذع فكانذذت‬

‫‪7‬‬
‫األنبياء حيجونه وال يعلمذون مكانذه حذىت بذوأه هللا إبذراهيم وأعلمذه مكانذه‪ ,‬فبنذاه مذن نسذة أجذي مذن‪ :‬حذراء وثبذري ولبنذان‬

‫وجبل الطور وجبل اخلمر‪.‬‬

‫وأعجذذب مذذن ذلذذك مذذا رواه بسذذنده عذذن عطذذاء بذذن أب رابح قذذال‪ :‬ملذذا أهذذبط هللا آةم مذذن افنذذة كذذان رجذذاله يف‬

‫األرض ورأسذذه يف السذذماء‪ ,‬يسذذمع كذذالم أهذذل السذذماء وةعذذاءهم‪ ,‬بنذذس إلذذيهم‪ ,‬فهابتذذه املالئكذذة حذذىت شذذكت إىل هللا يف‬

‫ةعائها ويف صالهتا‪ .‬فوجه إىل مكة فكذان موضذع قدمذه قريذة وخطذوره مفذا ‪ :‬حذىت انتهذى إىل مكذة‪ ,‬وأنذزل هللا ايقوتذة مذن‬

‫ايقوت افنة‪ ,‬فكانت علذى موضذع البيذت ا ن‪ ,‬فلذم يذزل يطذوف بذه حذىت أنذزل هللا الطوفذان‪ ,‬فرفعذت تلذك الياقوتذة حذىت‬
‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ََّ َ ْ ٰ ْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫بعث هللا إبراهيم عليه السالم فبناه‪ ,‬فذذلك قولذه هللا تعذاىلواِ ذ بوأنا ِل ِابّٰ ِليم مكان الْي ِت ‪ ( ٢٦‬الحرٍۚ‪-٢٦ :22/‬‬

‫‪ )٢٦‬إىل غري ذلك مما مرجعه إىل أخبار ب إسرائيل وخرافاهتم‪.‬‬

‫فعلذذى هذذذا عرفنذذا أن الكعبذذة بنيذذت إحذذدى عشذذر‪ :‬مذذر‪ ,:‬ال يعنينذذا إال أن مذذا ذكذذره القذذرآن الكذذر أن إب ذراهيم هذذو‬

‫الذذذي بذذىن البيذذت وكذذان معذذه إمساعيذذل‪ ,‬وهذذذا اثبذذت يف القذذرآن‪ ,‬ومذذا كذذان بعذذد ذلذذك مذذن بنذذاء ق ذريش وعبذذد هللا بذذن ال ذزبري‬

‫واحلجاق وعو ذلك‪ ,‬هذا تذكره كتب التاريخ‪ ,‬أما قبل إبراهيم‪ ,‬فكما ذكر العالمة ابذن كثذري أن البيذت مل يذذكر يف خذرب‬

‫صحيح عن املعصوم من الذي بناه قبل إبراهيم‪.‬‬

‫وهللا تعاىل أعلم ابلصواب‬

‫‪8‬‬

You might also like