You are on page 1of 40

‫َ َ ُ َّ َ‬

‫س ِفينة انلجا‬
‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ل ِمن إَِل اهللِ اْلجا‬
‫َّ ُ‬ ‫يف ُة َّ‬
‫َ َ‬
‫الز ُّروقِية)‬ ‫(الو ِظ‬

‫للشيخ اإلمام‬
‫أيب العباس أمحد ُّ‬
‫زروق الفايس‬
‫(‪ 846‬ــ ‪899‬هـ)‬

‫اعتنى بها‬
‫نزار محادي‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫‪‬‬

‫الش ِت َغا ِل بِاأل َ ْذ َكارِ‪،‬‬


‫ِين لِ ْ‬ ‫الح ْم ُد لِلَّه ِ ال َّ ِذي َوف َّ َق ال َّذا ِكر َ‬‫َ‬
‫اء اللَّ ْي ِل َوأَط َْر َاف النَّ َهارِ‪َ ،‬و َر ْونَ َق‬ ‫ِ‬
‫َو َر َّو َق ل َ ُه ْم ُش ْر َب َم ْن َهل َها آنَ َ‬
‫الس َال ُم‬ ‫الم َالئِ َكةِ ال ِك َرامِ األَ ْب َرارِ‪َ ،‬و َّ‬
‫الص َال ُة َو َّ‬ ‫َم َجالِ َس ُه ْم بِ ُح ُضو ِر َ‬
‫الم ْخ َتارِ‪َ ،‬و َعلَى آلِه ِ األَط َْها ِر‬ ‫َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد النِّب ِِّي ُ‬
‫َو َص َحابَ ِته ِ األ َ ْخيَارِ‪.‬‬
‫ات‪َ ،‬وأَ ْولَى‬ ‫اع ِ‬ ‫َوبَ ْع ُد‪ ،‬فَ ِإ َّن ِذ ْك َر اهلل ِ َت َعالَى ِم ْن أَ ْف َض ِل ال َّط َ‬
‫ات‬ ‫ات‪َ ،‬وقَ ْد َد َّل َعلَى َذلِ َك اآليَ ُ‬ ‫َما أُ ْن ِف َق ْت ِفيه ِ نَ َفائِ ُس األَ ْوقَ ِ‬
‫الم َس ِاء‬ ‫ِ‬
‫اح‪َ ،‬ونَ َدبَ ْت ِإلَى ُم َال َز َم ِته ِ في َ‬ ‫الص َح ُ‬‫يث َّ‬ ‫َواألَ َحادِ ُ‬
‫الص َبا ِح‪.‬‬ ‫َو َّ‬
‫وقال‬
‫قَ َال اهللُ َت َعالَى‪{ :‬ﯩ ﯪ} [البقرة‪َ ،]152 :‬‬
‫ال ‪‬‬ ‫‪{ :‬ﯪ ﯫ ﯬ} [العنكبوت‪َ ،]45 :‬وقَ َ‬
‫‪3‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫{ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ} [آل عمران‪،]41 :‬‬


‫وقال ‪{ :‬ﮒﮓﮔﮕ ﮖ} [غافر‪،]55 :‬‬
‫ِإلَى َغ ْيرِ َذلِ َك ِم َن اآليَ ِ‬
‫ات‪.‬‬
‫ول اهلل ِ ‪َ « :‬م َث ُل الَّ ِذي َيذْ ُك ُر َر َّب ُه‬ ‫َوقَ َال َر ُس ُ‬
‫ت»(‪.)1‬‬ ‫المي ِ‬ ‫َوالَّ ِذي ََل َيذْ ُك ُر ُه‪َ :‬م َث ُل َ‬
‫الحي َو َ‬
‫وقال ‪« :‬أ َ َح ُّب ال َك ََلمِ ِإلَى الل ِ َع َاَلَى أ َ ْر َب‪::‬‬
‫ُس ْب َحَ َن الل ِو ‪َ ،‬وا ْل َح ْم ُد لِلَّ ِهو ‪َ ،‬و ََل ِإلَ َه ِإ ََّل اللُو ‪َ ،‬واللُ أ َ ْك َب ُرل ََل‬
‫َي ُض ُّر َك ِبأَي ِه َّن َب َدأْ َت»(‪.)2‬‬
‫َوقَ َال ‪َ « :‬كلِ َم َتَ ِن َخ ِفي َفتَ ِن على اللسَ ِنو ‪َ ،‬ث ِقيلَ َتَ ِن‬
‫الر ْح َم ِن‪ُ :‬س ْب َحَ َن الل ِ َو ِب َح ْم ِدهِو ‪،‬‬
‫بيب َتَ ِن إلى َّ‬ ‫الم َيزا ِنو ‪َ ،‬ح َ‬
‫في ِ‬
‫ُس ْب َحَ َن الل ِ َ‬
‫الاظيمِ»(‪.)3‬‬
‫َوقَ ْد َت َق َّر َر أَ َّن أَ ْف َض َل األَ ْذ َكا ِر َما َو َر َد ْت ِفيه ِ األَ ْخ َب ُار‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في الدعوات‪ ،‬باب فضل ذكر اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم في اآلداب‪ ،‬باب كراهة التسمية باألسماء القبيحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في الدعوات‪ ،‬باب فضل التسبيح؛ ومسلم في الذكر‪ ،‬باب‬
‫فضل التهليل والتسبيح والدعاء‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫اح‪َ ،‬و َح َّزبَ ْت ُه(‪ )1‬األَئِ َّم ُة أُولُو ال َف ْض ِل َوال َف َال ِح‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫الص َح ُ‬‫َّ‬
‫ف بِاهلل ِ‬ ‫العا ِر ِ‬
‫الع َّال َمةِ َ‬‫العالِمِ َ‬‫الش ْي ِخ ا ِإل َمامِ ال ُق ْد َو ِة َ‬ ‫َذلِ َك َو ِظي َف ُة َّ‬
‫ِ ِ (‪)2‬‬ ‫س أَ ْح َم َد َز ُّروق ال َف ِ‬
‫المالك ِّي‬
‫اس ِّي َ‬ ‫الع َّبا ِ‬‫َت َعالَى أَبِي َ‬
‫(ت‪899‬هـ) ‪ ،‬فَهِي ِم ْن أَ َج ِّل األَ ْذ َكا ِر لِ َما ْاش َت َملَ ْت َعلَ ْيه ِ‬
‫َ‬
‫ات ال ُق ْرآنِ َّيةِ َواألَ ْد ِع َيةِ النَّ َب ِويَّةِ‪َ ،‬وال َّت ْسبِي ِح َوال َّت ْهلِي ِل‬
‫ِم َن اآليَ ِ‬
‫الس َالمِ َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد النَّب ِِّي‬ ‫الص َال ِة َو َّ‬ ‫االس ِت ْغ َفارِ‪َ ،‬و َّ‬ ‫َو ْ‬
‫الم ْخ َتارِ‪.‬‬‫ُ‬
‫العلَ َم ِاء‬
‫اعةٌ ِم َن ُ‬ ‫الو ِظي َفة ِ َو َش َر ِف َها ا ْه َت َّم َج َم َ‬ ‫َولِنَ َف َ ِ‬
‫اسةِ َهذهِ َ‬
‫بِ َش ْر ِح َها َوال َّت ْعلِي ِق َعلَ ْي َها(‪َ ،)3‬وأ َ َّو ُل َم ْن أَبَا َن ف َ ْضلَ َها َجا ِم ُع َها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الحزب اصطالحا‪ :‬المجمو ُع من األذكار واألدعية والتو ُّجهات التي ُو ِض َعت‬
‫الشر وطلب الخير‪ ،‬مع جمع القلب على اهلل‬ ‫للذكر والتذكير والتع ّوذ من ِّ‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫(‪ )2‬لم أترجم للشيخ زروق تعويال على شهرته وانتشار ترجمته‪ ،‬وأسأل اهلل‬
‫التوفيق لجمع كتاب في مناقبه‪.‬‬
‫(‪ )3‬منها‪ :‬فتح ذي الصفات السنية بشرح الوظيفة الزروقية للشيخ علي بن سعد‬
‫البيسوسي الشافعي (توفي بعد ‪1178‬هـ)‪ ،‬واألنوار السنية في شرح الوظيفة‬
‫الزروقية للشيخ عبد الرحمن العياشي (كان حيا قبل سنة ‪1192‬هـ)‪ ،‬واللوائح‬
‫القدسية على الوظيفة الزروقية للشيخ أحمد بن عجيبة (ت‪1224‬هـ)‪=،‬‬
‫‪5‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الش ْي ُخ َز ُّروق َرح َم ُه اهللُ َت َعالَى‪ ،‬ف َق ْد َحف َظ ْت لَنَا بَ ْع ُ‬ ‫َّ‬
‫ض َخ َصائِ ِص َها‬ ‫الم َصادِ ِر َما َك َت َب ُه ِفي َذلِ َك‪َ ،‬وقَ ْد َت َض َّم َن ِإ ْب َرا َز بَ ْع ِ‬ ‫َ‬
‫الم َس َّمى‬ ‫اش ِّي ُ‬ ‫الع َّي ِ‬
‫الش ْي ِخ َ‬ ‫ات َت ْأدِيَ ِت َها‪ِ ،‬م ْن َها َش ْر ُح َّ‬ ‫َوأَ ْوقَ ِ‬
‫َّ ُّ َّ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ار السنِي ِة لَع الوظِيف ِة الزروقِي ِة»‪ ،‬فَ َقد َذ َك َر أَنَّ ُه َو َج َد‬ ‫بِـ«األنو ِ‬
‫لش ْي ِخ َز ُّروق ْاب ِت َد َاء َش ْر ٍح َعلَى َو ِظي َف ِته ِ َه ِذ ِه َول َ ْم يُ ْك ِم ْل ُه‬ ‫لِ َّ‬
‫الب ْس َملَةِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫لِ ُعذْ ٍر‪َ ،‬و َه َذا ُّ‬
‫الم ْو ُجود بَ ْع َد َ‬
‫نص َ‬
‫اب‬ ‫الش ْك ُر ل َ ُه َعلَى ال ِك َت ِ‬ ‫الح ْم ُد لِلَّه ِ َعلَى ال ِمنَّةِ‪َ ،‬و ُّ‬ ‫« َ‬
‫الس َال ُم َعلَى ُم َح َّم ٍد‬
‫الص َال ُة َو َّ‬ ‫المنَّ ُة‪َ ،‬و َّ‬ ‫السنَّةِ‪َ ،‬وبِ َي ِدهِ َ‬
‫الح ْو ُل َو ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫السنَّ َة ِفي‬‫ين ِألَ ْع َمالِهِ‪َ ،‬و َتابِ ِعه ِْم ِم َّم ْن لَز َِم ُّ‬
‫َوآلِه ِ َو َص ْح ِبه ِ ال َّتابِ ِع َ‬
‫ُك ِّل أَ ْح َوالِهِ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والمنح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية للشيخ العربي بن أحمد بن‬ ‫=‬
‫سودة (ت‪1229‬هـ) وشرح الوظيفة الزروقية للشيخ محمد الفطناسي‪،‬‬
‫والمنح الذوقية في شرح الوظيفة الزروقية‪ ،‬للشيخ بدر الدين محمد‬
‫الحمومي الفاسي (ت‪1266‬هـ)‪ ،‬والفوائد اللطيفة في شرح ألفاظ الوظيفة‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫للشيخ أحمد السجاعي األزهري (ت‪1197‬هـ) والمراقي العلية في شرح‬
‫الزروقية‪ ،‬للشيخ أبي المحاسن شمس الدين القاوقجي‬ ‫ُّ‬ ‫الوظيفة‬
‫(ت‪1305‬هـ) وتنوير األفئدة الزكية في أدلة أذكار الوظيفة الزروقية‪ ،‬للشيخ‬
‫أحمد بن عبد الرحمن الساعاتي (‪1301‬هـ)‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ف ال َغرِيبةِ‪َ ،‬ش ْر ُح َو ِظي َفةٍ‬ ‫أَ َّما بَ ْع ُد‪ ،‬فَال َق ْص ُد ِفي َه ِذهِ األَ ْحر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فَ َت َح اهللُ بِ َها َع ِج َيب ٍة‪ْ ،‬اش َت َملَ ْت َعلَى فَ َوائِ َد َج َّم ٍة‪َ ،‬و ْاخ ُت َّص ْت‬
‫ور ٍة‪َ ،‬و َتلَق َّْي ُت َها َع َّم ْن‬
‫يث َم ْش ُه َ‬ ‫بِأُ ُمو ٍر ُمه َِّمةٍ‪َ ،‬ج َم ْع ُت َها ِم ْن أَ َحا ِد َ‬
‫السنَ ِد َوأَ ْل َفاظَ َ‬
‫الم َشا ِي ِخ‪،‬‬ ‫ورانِ َّي َة َّ‬
‫ورةٌ‪ ،‬فَ َج َم َع ْت نُ َ‬ ‫َطرِي َق ُت ُه َم ْش ُك َ‬
‫اس ٍخ‪َ ،‬و ِم َن اهلل ِ أَ ْسأَ ُل أَ ْن‬ ‫ت ال َخ ْي َر لِ ُك ِّل طَالِ ٍب َو َر ِ‬ ‫َو َح َّصلَ ِ‬
‫يَ ْج َعلَ َها َر ْح َمة لِ ْل ِع َبادِ‪َ ،‬وبَ َر َكة ِفي الب َِالدِ‪ِ ،‬م ْن ُك ِّل قَائِ ٍم بِ َها ِم ْن‬
‫الس َدا ِد»‪.‬‬
‫أَ ْه ِل َّ‬
‫ثُ َّم َذ َكر نَ َّص الو ِظي َفةِ ِإلَى ِ‬
‫آخر َِها ثُ َّم قَ َال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س بُ ْك َرة‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫َو ْق ُت َها‪ِ :‬م ْن ُطلُو ِع ال َف ْجرِ ِإلَى ُطلُو ِع َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫الع ْصرِ ِإلَى بَ ْع َد َص َال ِة ال ِع َش ِاء األَ ِخ َير ِة َع ِش َّية(‪،)1‬‬
‫بَ ْع ِد َص َال ِة َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الغدو واآلصال والعشي واإلبكار‪ ،‬وقد أمر سبحانه‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )1‬وهذان الوقتان هما‬
‫عباده المؤمنين بالذكر والتسبيح فيهما فقال تعالى‪{ :‬ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ } [األحزاب‪ 41 :‬ــ ‪،]42‬‬
‫وأخرج البخاري في كتاب التوحيد‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪{ :‬ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ} [المعارج‪ ،]4 :‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول‬
‫اهلل ‪ ‬قال‪َ « :‬ي َت َاَقَ ُبو َن فِي ُك ْم َم ََل ِئ َكة ِبَللَّ ْي ِل َو َم ََل ِئ َكة ِبَلنَّ َهَ ِرو ‪،‬‬
‫ين َبَ ُعوا فِي ُك ْم=‬ ‫الا ْصرِ َو َص ََل ِة ال َف ْجرِو ‪ُ ،‬ث َّم َي ْا ُر ُج الَّ ِذ َ‬ ‫َو َي ْج َت ِم ُاو َن فِي َص ََل ِة َ‬
‫‪7‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ور ٍة ُم ْل ِج َئةٍ‪.‬‬
‫َوبَ ْع َد َذلِ َك َال ُت َؤ َّخ ُر ِإ َّال َع ْن َض ُر َ‬
‫‪:U‬‬
‫فَائِ َد ُة َج ْم ِع ِ‬
‫الوظي َفةِ أُ ُم ٌ‬
‫ور‪:‬‬ ‫َ‬
‫سب َما‬ ‫اض ُد أَ ْن َوار َِها َعلَى َ‬
‫الج ْل ِب َوال َّد ْف ِع َح َ‬ ‫* األ َ َّو ُل‪َ :‬ت َع ُ‬
‫ا ْق َت َض ُاه ُك ٌّل ِم ْن ُه َما‪.‬‬
‫* ال َّثَ ِني‪َ :‬ت ْي ِس ُير ِح ْف ِظ َها َو َت ْح ِصيلِ َها ل َ ْفظا َو َم ْعنى‪.‬‬
‫الع َم ِل بِ َها‪َ ،‬و ِإ َّال فَ ُك ُّل ِذ ْك ٍر ِم ْن َها ل َ ُه‬
‫* ال َّثَل ِ ُث‪ :‬قُ ْر ُب َ‬
‫َح ِد ٌ‬
‫يث يَ ُخ ُّص ُه‪.‬‬
‫َوفَائِ َد ُة اال ْق ِت َصا ِر َعلَى َما ُذ ِك َر ِف َيها ثَ َالثَ ُة َم َراتِ َب‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول‪َ :‬ك ْي َف َع َر ْك ُت ْم ِع َبَ ِدي؟ فَ َي ُقولُو َن‪َ :‬ع َر ْكنَ ُ‬
‫َه ْم‬ ‫فَ َي ْسأ َلُ ُه ْم َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم ِب ُك ْم فَ َي ُق ُ‬ ‫=‬
‫َه ْم َو ُه ْم ُي َصلُّو َن»‪ ،‬وفيه دليل على فضل هاتين الصالتين‬ ‫َو ُه ْم ُي َصلُّو َن َوأ َ َع ْينَ ُ‬
‫وفضل هاذين الوقتين‪ ،‬فإنه ما يجتمعون ــ أي مالئكة الليل والنهار ــ فيهما‬
‫إال لفضلهما‪ .‬وهذان الوقتان أيضا لالستعانة‪ ،‬وما يُستعان به ال يترك‪ ،‬ففي‬
‫البخاري أيضا في كتاب اإليمان‪ ،‬باب الدين يسر‪ ،‬عن أبي هريرة ‪‬‬

‫الر ْو َحةِ َو َش ْي ٍء ِم َن‬


‫أنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ْ « :‬اس َت ِاينُوا بَِل َغ ْد َو ِة َو َّ‬
‫ال ُّدل َْجةِ َع ْبلُ ُغوا ال َق ْص َد»‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫* أ َ َح ُد َهَ‪َ :‬ك ْونُ ُه َجا ِمعا لِ َم َعانِي َما َو َر َد ِفي َغ ْير َِها َم َع‬
‫قُ ْربِهِ‪.‬‬
‫يث َو َمذْ ُكور َِها‪،‬‬ ‫* ال َّثَ ِني‪ :‬أَنَّ ُه َغالِبا ِم ْن َم ْش ُهو ِر األَ َحادِ ِ‬
‫َم َع ُو ُضو ِح ل َ ْف ِظه ِ َو َم ْعنَ ُاه‪.‬‬
‫الش ُيو ِخ زِيَ َادة َعلَى‬ ‫* ال َّثَل ِ ُث‪ِ :‬فيه ِ بَ َر َك ُة ال َّتلَ ِّقي ِم َن ُّ‬
‫أَ ْل َفا ِظ النُّ ُب َّو ِة ــ َو ِإ ْن ل َ ْم يَ ِص ُّح بَ ْع ُض َها ــ بِ ْ‬
‫االس ِتنَادِ ِإلَى َما ا َّت َض َح‬
‫الص َّح ُة ِفي األَ ْذ َكا ِر‬
‫ف ِإل َ ْيه ِ ‪َ ،‬و َال ُت ْش َت َر ُط ِّ‬ ‫الم َضا ِ‬‫ِم َن ُ‬
‫اض َحةِ ِألَنَّ َها ِم ْن ِج ْن ِ‬
‫س َما يُ ْطلَ ُب ا ِإل ْك َث ُار ِم ْن ُه ُم ْطلَقا َو ُه َو‬ ‫الو ِ‬ ‫َ‬
‫ال ِّذ ْك ُر‪.‬‬

‫َوفَائِ َد ُة ِذ ْكر َِها ِب َ‬


‫َلج ْم ِ‪ )1(:‬ثَ َالثَ ُة أَ ْو ُجهٍ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬استدل الشيخ زروق في كتابه تأسيس القواعد واألصول‪ ،‬القاعدة (‪)119‬‬
‫على جواز االجتماع للذكر بأدلة شرعية كثيرة‪ ،‬وألّف الشيخ العالمة الفقيه‬
‫أحمد بن يوسف الفاسي في ذلك رسالة مستقلة أورد فيها كالم الشيخ‬
‫الجم ُع للذكر باألحاديث‬
‫ْ‬ ‫وصح‪ ،‬نُ ِد َب‬
‫َّ‬ ‫زروق ثم قال‪ :‬فإذا تقرر هذا‬
‫التفات لما يقال‪« :‬إنه لو كان صوابا لفعله الصحاب ُة»؛ ألنهم‬
‫َ‬ ‫المتق ِّدمة‪ ،‬فال‬
‫والتفرغ له‪ ،‬من نشر‬
‫ّ‬ ‫أهم من االجتماع للذِّكر‬
‫حكم الوقت الذي هو ُّ‬
‫ُ‬ ‫ش َغ ُله ْم‬
‫االنفراد؛ إذ ال=‬
‫ُ‬ ‫لح بهم‬
‫العلم والجهاد وغير ذلك‪ ،‬مع كونهم أقوياء يَ ْص ُ‬
‫‪9‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫الم َت َذا ِكر َ‬


‫ِين ل َ َها‪.‬‬ ‫وب ُ‬‫اض ُد أَ ْن َوا ِر قُلُ ِ‬
‫* أ َ َح ُد َهَ‪َ :‬ت َع ُ‬
‫* ال َّثَ ِني‪َ :‬ما َص َّح ِم ْن قَ ْولِه ِ ‪ََ « :‬ل َي ْق ُا ُد قَ ْوم‬
‫َيذْ ُك ُرو َن اللَ ‪ِ ‬إ ََّل َحف َّْت ُه ُم ال َْم ََل ِئ َك ُةو ‪َ ،‬و َغ ِش َي ْت ُه ُم َّ‬
‫الر ْح َم ُةو ‪،‬‬
‫يم ْن ِع ْن َد ُه »(‪.)1‬‬ ‫الس ِكينَ ُة َو َذ َك َر ُه ُم اللُ فِ َ‬ ‫َو َن َزلَ ْت َعلَ ْيه ُِم َّ‬
‫وس َها‪،‬‬ ‫* ال َّثَل ِ ُث‪ِ :‬فيه ِ ِإظ َْهار ِألُبَّ َهةِ(‪ )2‬ا ِإل ْس َالمِ بَ ْع َد ُد ُر ِ‬
‫ٌ‬
‫ين َعلَى ال ِّذ ْكرِ‪َ ،‬و ِإ َّال فَال َخ ِف ُّي أَ ْولَى‬ ‫ِ‬
‫َو ِإ َعانَ ٌة لِ ُض َع َفاء ُ‬
‫الم ْسلِ ِم َ‬
‫الج ْهرِ(‪َ ،)3‬و َك َذا َغ ْي ُر ُه‪.‬‬ ‫ِي» ِذ ْك َر َ‬ ‫َو ِإ ْن َر َّج َح «النَّ َوو ُّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نحن إلى ذلك‪،‬‬
‫= حاجة لهم إلى أن يعمل البعض على رؤية البعض كحاجتنا ُ‬
‫مثابر عليها‪ ،‬ال ضرورة‬
‫وكان الدين عندهم غضا طريا‪ ،‬وشعائره ظاهرة ٌ‬
‫لعل‬
‫زروق لذلك‪َّ :‬‬ ‫تلجئهم إلى أمثال هذا‪ ،‬حتى قال الشيخ أبو العباس ّ‬
‫الشارع إنما قصد بترغيبه من بعد العصر األول الحتياجهم لهم‪ ،‬على أن‬
‫الصحابة استعملوه عند إمكانه مع ما هم فيه‪ ،‬كاألسفار واألعياد وأدبار‬
‫الصلوات وغير ذلك‪( .‬رسالة في الجهر بالذكر‪ ،‬مخطوط بمكتبة جامعة‬
‫الملك سعود‪ ،‬برقم ‪.)5333‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار‪ ،‬باب فضل‬
‫االجتماع على تالوة القرآن‪.‬‬
‫(‪ )2‬األبَّه ُة‪ :‬العظمة والجالل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يشير إلى قول اإلمام النووي في فتاواه «المسائل المنثورة» التي جمعها=‬
‫‪10‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َوفَائِ َد ُة َت ْو ِسي ِع َو ْق ِت َها ثَ َالثَ ُة أَ ْش َياء‪:‬‬


‫اع َها َعلَى َس َما ٍح ِفي النَّ ْف ِ‬
‫س‪ِ ،‬إ ْذ قَ ْد َال‬ ‫* أ َ َح ُد َهَ‪ِ :‬إي َق ُ‬
‫ي َتي َّسر أَمر َها ِإ ْن َكا َن ل َ َها َو ْق ٌت َو ِ‬
‫اح ٌد‪.‬‬ ‫ََ ُ ُْ‬
‫* ال َّثَ ِني‪ :‬أَ َّن َذلِ َك أَ ْح َفظَ ِ ِإلقَ َام ِت َها‪َ ،‬و ِإ َّال َم َع ِّ‬
‫الضي ِق قَ ْد‬
‫َت َت َوالَى األَ ْش َغ ُال فَ ُت َؤ ِّدي ِإلَى َت ْر ِك َها‪.‬‬
‫الم َس ِاء َو َّ‬
‫الص َبا ِح‬ ‫ِ‬
‫لشا ِر ِع في ِذ ْكر َِها بِ َ‬ ‫* ال َّثَل ِ ُث‪ :‬االتِّ َبا ُع لِ َّ‬
‫ِ‬
‫َوفي أَ ْل َفا ِظ َها‪َ ،‬و َما َع َد َاها فَ َي ِض ُيق َ‬
‫الو ْق ُت لِ ِخ َّف ِتهِ‪.‬‬
‫الص َال ِة َعلَ ْيه ِ‬
‫اح ٌد َم َع َّ‬ ‫ْل ْن َسا ِن أَ ْن ي ُكو َن ل َ ُه ِذ ْكر َو ِ‬
‫َويَ ْن َب ِغي لِ ْ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الح ِافر ِفي م َح ٍّل َو ِ‬
‫اح ٍد قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ ،‬يُ ْطلِ ُق ل َسانَ ُه فيه َِما‪ ،‬فَ ِإ َّن َ َ‬
‫ِيها»(‪.)1‬‬‫الح َفائِ َر َو َال يُ ْنه َ‬
‫ف َم ْن يُ ْك ِث ُر َ‬‫الم ِاء‪ ،‬بِ ِخ َال ِ‬
‫يَ ْع ُث ُر َعلَى َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= تلميذه عالء الدين بن العطار‪ ،‬في المسألة ‪ 340‬وفيها‪ :‬الحديث «خير‬
‫الذكر الخفي» ‪ ،‬هل هو ثابت و ما معناه؟ فأجاب بقوله‪ :‬ليس بثابت‪،‬‬
‫ومعناه أ َّن الذكر الخفي أبعد من الرياء واإلعجاب ونحوهما‪ ،‬وهذا محمول‬
‫على من كان في موضع يخاف فيه الرياء واإلعجاب أو نحوهما‪ ،‬فان كان‬
‫خاليا في برية أو غيرها‪ ،‬وأ ِم َن ذلك َ‬
‫فالج ْه ُر أَ ْف َض ُل‪.‬‬
‫(‪ )1‬األنوار السنية على الوظيفة الزروقية (ق‪/2‬ب) النسخة رقم ‪ 7078‬بمكتبة‬
‫جامعة الملك سعود‪ ،‬قسم المخطوطات‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫الش ْي ِخ َز ُّروق َعلَى َو ِظي َف ِتهِ‪،‬‬ ‫ف َ َه َذا َما ُو ِج َد ِم ْن َك َالمِ َّ‬


‫اعةٍ‪َ ،‬و ِفي‬ ‫َوقَ ْد نَ َد َب ِفي ثَنَايَا َك َال ِمه ِ ِإلَى قِ َراءَت ِ َها ِفي َج َم َ‬
‫َذلِ َك فَ َوائِ ُد يَ ْن َب ِغي لِ ْل ُعلَ َم ِاء َوأَ ْه ِل ال َف ْض ِل أَ ْن يُ َبادِ ُروا ِإل َ ْي َها‬
‫اس ِفي قِ َر َاءتِ َها‪:‬‬ ‫َويُ َر ِّغ ُبوا النَّ َ‬
‫ت ب ِذ ْكرِ اهلل ِ َوبِ ِت َال َو ِة‬ ‫اج ِد َو َ‬
‫الو ْق ِ‬ ‫* فَ ِم ْن َها أَنَّ َها ِع َم َارة ٌ لِ ْل َم َس ِ‬
‫ِك َت ِ ِ‬
‫ِيب‪ ،‬فَ ُربَّ َما‬ ‫اب اهلل َت َعالَى ِألَ َّن َم ْن َف َع َت َها َع َّامةٌ َو ِح ْف ُظ َها قَر ٌ‬
‫الم ْن َف َع ُة َوال َّت َعلُّ ُم‪.‬‬
‫ض فَ َي ْح ُص ُل ال ِّذ ْك ُر َو َ‬‫يَ ْح َف ُظ َها بَ ْع ُض ُه ْم ِم ْن بَ ْع ٍ‬
‫* َو ِم ْن َها أَنَّ َها َت َع ُاو ٌن َعلَى ال ِّدي ِن‪ ،‬قَ َ‬
‫ال َت َعالَى‪{ :‬ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ}[المائدة‪.]2 :‬‬
‫فع ْن أَبِي ُه َر ْي َر َة‬ ‫اعةِ‪َ ،‬‬ ‫اعةِ ِم َن َ‬
‫الج َم َ‬ ‫الش َف َ‬
‫اء َّ‬ ‫ِ‬
‫* َوم ْن َها َر َج ُ‬
‫ول اهلل ِ ‪ِ « :‬إ َّن لِلَّ ِه َم ََل ِئ َك ًة‬ ‫‪ ‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َيطُوفُو َن فِي الطُّ ُر ِقو ‪َ ،‬ي ْل َت ِم ُسو َن أ َ ْه َل الذ ْك ِرو ‪ ،‬فَ ِإ َذا َو َج ُدوا قَ ْو ًمَ‬
‫َج ِت ُك ْمو ‪ ،‬فَ َي ُح ُّفو َن ُه ْم ِبأَ ْج ِن َح ِته ِْم‬
‫َيذْ ُك ُرو َن اللَ َعنَ ََد ْوا‪َ :‬هلُ ُّموا ِإلَى َح َ‬
‫السم ِ‬
‫َء ال ُّد ْن َيَل قََلَ ‪ :‬ف َ َي ْسأَلُ ُه ْم َر ُّب ُه ْم َو ُه َو أ َ ْعل َ ُم ِبه ِْم‪:‬‬ ‫ِإلَى َّ َ‬
‫ول ِع َبَ ِدي؟ قَ ََل‪َ :‬ي ُقولُو َن‪ُ :‬ي َسب ُحو َن َكو ‪َ ،‬و ُي َكب ُرونَ َكو ‪،‬‬ ‫َمَ َي ُق ُ‬
‫‪12‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َو َي ْح َم ُدو َن َكو ‪َ ،‬و ُي َمج ُدو َن َك»‪.‬‬


‫ول‪ :‬فَأُ ْش ِه ُد ُك ْم أَني قَ ْد‬ ‫يث‪« :‬قَ ََل‪ :‬فَ َي ُق ُ‬ ‫الح ِد ِ‬‫آخرِ َ‬ ‫َو ِفي ِ‬
‫ول َملَك ِم ْن ال َْم ََل ِئ َكةِ‪ :‬فِيه ِْم فُ ََلن لَ ْي َس‬‫َغ َف ْر ُت لَ ُه ْمل قَ ََل‪َ :‬ي ُق ُ‬
‫َج ٍةل قَ ََل‪ُ :‬ه ْم ا ْل َق ْو ُم ََل َي ْش َقى ِبه ِْم‬ ‫َء ل ِ َح َ‬
‫م ْن ُه ْمو ‪ِ ،‬إنَّ َمَ َج َ‬
‫ِ‬
‫يس ُه ْم»(‪.)1‬‬‫َجلِ ُ‬
‫الج َما ِع ِّي‬ ‫يث َدلِ ٌ‬ ‫الح ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َعلَى َج َوا ِز ال ِّذ ْكرِ َ‬ ‫َوفي َه َذا َ‬
‫الو ِظي َفةِ‬ ‫يل أَيضا َعلَى َشر ِ ِ‬ ‫بالشرو ِط ُ ِ‬
‫ف َهذهِ َ‬ ‫َ‬ ‫الم ْع َت َب َرة‪َ ،‬و َدلِ ٌ ْ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ِألَنَّ َها َج َم َع ْت بَ ْي َن ال َّت ْسبِي ِح َوال َّت ْح ِمي ِد َوال َّت ْهلِي ِل َوال َّت ْكبِي ِر‬
‫االس ِت َعا َذ ِة ِم ْن ُك ِّل َش ٍّر َوقِ َر َاء ِة ال ُق ْرآ ِن‪.‬‬
‫َو ْ‬
‫االج ِت َما ِع لِل ِّذ ْكرِ َما‬
‫يث ال َّدالَّةِ َعلَى َج َوا ِز ْ‬‫َو ِم َن األَ َحادِ ِ‬
‫اب ال ِّذ ْكرِ َوال ُّد َعا ِء‬‫ام ُم ْسلِ ٌم ِفي َص ِحي ِحهِ‪ِ ،‬في ِك َت ِ‬ ‫أَ ْخ َر َج ُه ا ِإل َم ُ‬
‫االج ِت َما ِع َعلَى‬ ‫االس ِت ْغ َفارِ‪َ ،‬وبُ ِّو َب َعلَ ْيه ِ بِـ‪ :‬فَ ْض ِل ْ‬
‫َوال َّت ْوبَةِ َو ْ‬
‫ي قَ َال‪:‬‬ ‫تِ َال َو ِة ال ُق ْرآ ِن َو َعلَى الذِّكرِ‪َ ،‬ع ْن أَبِي َس ِعي ٍد ال ُخ ْد ِر ِّ‬
‫ِ‬
‫َخ َر َج ُم َعا ِويَ ُة َعلَى َح ْل َقةٍ في َ‬
‫الم ْس ِج ِد فَ َق َال‪َ :‬ما أَ ْجلَ َس ُك ْم؟‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب الدعوات‪ ،‬باب فضل ذكر اهلل ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫قَال ُوا‪َ :‬جلَ ْسنَا نَذْ ُك ُر اهللَ‪ ،‬قَ َال آهلل ِ(‪َ )1‬ما أَ ْجلَ َس ُك ْم ِإ َّال َذا َك؟‬
‫قَال ُوا‪َ :‬واهلل ِ َما أَ ْجلَ َسنَا ِإ َّال َذا َك‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَ َما ِإن ِّي ل َ ْم أَ ْس َت ْحلِ ْف ُك ْم‬
‫ُت ْهمة ل َ ُكم(‪َ ،)2‬وما َكا َن أَ َح ٌد بِم ْن ِزل َ ِتي(‪ِ )3‬م ْن ر ُسو ِل اهلل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ول اهلل ِ ‪‬‬ ‫‪ ‬أَقَ َّل َع ْن ُه َح ِديثا ِمن ِّي ‪َ ،‬و ِإ َّن َر ُس َ‬
‫)‬‫‪4‬‬ ‫(‬

‫َخ َر َج َعلَى َح ْل َقةٍ ِم ْن أَ ْص َحابِه ِ فَ َق َال‪َ « :‬مَ أ َ ْجلَ َس ُك ْم؟»‪ ،‬قَال ُوا‪:‬‬
‫ْل ْس َالمِ َو َم َّن بِه ِ‬ ‫َجلَ ْسنَا نَذْ ُك ُر اهللَ َونَ ْح َم ُد ُه َعلَى َما َه َدانَا لِ ْ ِ‬
‫َعلَ ْينَا‪ ،‬قَ َال‪« :‬آلل ِ َمَ أ َ ْجلَ َس ُك ْم ِإ ََّل َذا َك؟» قَال ُوا‪َ :‬واهلل ِ َما أَ ْجلَ َسنَا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجر‬
‫والجر ألن همزة االستفهام وقعت بدال عن حرف القسم ويجب ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫بالم ِّد‬ ‫(‪)1‬‬
‫الفعل ثم‬
‫ُ‬ ‫معها‪ .‬وضبط بالنصب أي‪ :‬أتقسمون باهللِ‪ ،‬فحذف الجار ْ‬
‫وأو ِص َل‬
‫وتعسف‪( .‬راجع مرقاة المفاتيح شرح مشكاة‬ ‫ّ‬ ‫حذف الفعل‪ ،‬وفيه تكلُّف‬
‫المصابيح‪ ،‬لعلي القاري الهروي‪ ،‬ج‪/4‬ص‪ 1557‬الطبعة ‪ .1‬دار الفكر)‪.‬‬
‫أردت المتابعة والمشابهة‬
‫ُ‬ ‫أي‪ :‬ما استحلفتكم تهمة لكم بالكذب‪ ،‬ولكني‬ ‫(‪)2‬‬
‫فيما وقع لرسول اهلل ‪ ‬مع الصحابة‪.‬‬
‫ق َّدم معاوية ‪ ‬بيان قُ ْربِه منه ‪ ‬وقلَّة نَ ْقلِه من أحاديثه دفعا‬ ‫(‪)3‬‬
‫ُلت ْه َمة الكذب عن نفسه فيما ينقله‪ ،‬فقال‪« :‬وما كان أح ٌد بمنزلتي» أي‪:‬‬
‫ألم حبيبة أخته من‬ ‫بمنزلة قربي من رسول اهلل ‪ ‬لكونه َم ْح َرما ِّ‬
‫الو ْحي‪( .‬مرعاة المفاتيح شرح‬ ‫أمهات المؤمنين‪ ،‬ولكونه من أجالء كتبة ِ َ‬
‫مشكاة المصابيح‪ ،‬لعبيد اهلل المباركفوري‪ ،‬ج‪/7‬ص‪ 412‬إدارة البحوث‬
‫العلمية بالهند‪ ،‬ط‪1404 .3‬هـ‪1984/‬م)‪.‬‬
‫قيل‪ :‬الحتياطه في الحديث‪ ،‬وإال كان مقتضى منزلته أن يكون كثير الرواية‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪14‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ِإ َّال َذا َك‪ ،‬قَ َال‪« :‬أ َ َمَ ِإني لَ ْم أ َ ْس َت ْحلِ ْف ُك ْم ُع ْه َم ًة لَ ُك ْمو ‪َ ،‬ولَ ِكنَّ ُه أ َ َعَ ِني‬
‫الم ََل ِئ َك َة»‪.‬‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ِ (‪)1‬‬
‫ِج ْب ِر ُيل فَأ َ ْخ َب َر ِني أ َ َّن اللَ ‪ُ ‬ي َبَهي‬

‫الو ِظي َفةِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الم َب َار َكةِ‪ ،‬فَ َق ْد نَ َق َل َغ ْي ُر‬ ‫أَ َّما َخ َصائ ُص َهذ ِه َ‬
‫الش ْي ِخ َز ُّروق َو ْص َف ُه ل َ َها بِ َق ْولِهِ‪ِ « :‬ه َي َو ِظي َف ُة النَّ َجا ِة‬
‫اح ٍد َع ِن َّ‬ ‫َو ِ‬
‫الس ُرورِ‪َ ،‬وفَ ْت ِح ال ِه َدايَةِ َو َت ْي ِسيرِ األُ ُمورِ‪ ،‬بَ ْل َو ِظي َف ُة ال َف ْو ِز‬ ‫َو ُّ‬
‫السنَّةِ ِفي أَ ْذ َكا ِر‬ ‫ات‪َ ،‬واتِّ َبا ِع ُّ‬ ‫َوالنَّ َجا ِة‪َ ،‬و ِح ْز ِب الب ِّر َوالب َر َك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الع ِش ِّي َوال َغ َدا ِة»‪.‬‬
‫َ‬
‫الش ْيخ َز ُّروق أَنَّ ُه قَ َال‪َ « :‬م ْن َح ِف َظ‬ ‫َوقَ ْد َص َّح أَ ْيضا َع ِن َّ‬
‫َو ِظي َف َتنَا َو َواظ ََب َعلَ ْي َها‪َ ،‬كا َن ل َ ُه َما لَنَا ِم َن ُ‬
‫الح ْر َمةِ‪َ ،‬و َعلَ ْيه ِ َما‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬قال القاضي عياض‪ :‬قوله في أهل الذكر‪« :‬إن اهلل يباهي بهم المالئكة»‬
‫يظهر فضلهم لهم ويريهم ُح ْس َن ع َملِه ِْم ويثني عليهم عندهم‪ ،‬وأصل‬ ‫معناه‪ُ :‬‬
‫البهاء‪ :‬الحسن والجمال‪( .‬إكمال المعلم‪ ،‬ج‪/8‬ص‪.)196‬‬
‫وقيل‪ :‬معنى المباهاة بهم أن اهلل تعالى يقول لمالئكته‪ :‬أ ْن ُظروا إلى عبيدي‬
‫وجنوده‪،‬‬
‫َ‬ ‫نفوس ُهم وشهواتهم وأهويتهم والشيطا َن‬ ‫هؤالء كيف سلَّ ْط ُت عليهم َ‬
‫ومع ذلك قَ ِويَ ْت ِه َّم ُت ُه ْم على مخال َ َفة ِ هذه الدواعي القوية إلى البطالة َ‬
‫وت ْر ِك‬
‫العبادة وال ِّذ ْكرِ‪ ،‬فاستحقوا أن يُ ْم َد ُحوا أ ْك َث َر منكم؛ ألنكم ال تجدون للعبادة‬
‫مش َّقة َبو ْجهٍ‪ ،‬وإنما هي منكم كالتنفس منهم‪ ،‬ففيها غاية الراحة والمالئمة‬
‫للنفس‪( .‬مرعاة المفاتيح للمباركفوري‪ ،‬ج‪/7‬ص‪.)412‬‬
‫‪15‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َعلَ ْينَا ِم َن َّ‬


‫الر ْح َمةِ»(‪.)1‬‬
‫اصيَّ ُة لِ ْل َو ِظي َفة ِ ال َّز ُّروقِيَّة ِ ِهي َع ْي ُن َما َو َص َف بِه ِ‬ ‫َو َه ِذهِ ال َخ ِّ‬
‫َ‬
‫الشا ِذلِ ُّي ِح ْزبَ ُه ال َكب َِير َح ْي ُث قَ َال‪َ « :‬م ْن‬ ‫الح َس ِن َّ‬‫الش ْي ُخ ا ِإل َم ُام أَبُو َ‬ ‫َّ‬
‫الش ْي ُخ أَبُو َع ْب ِد‬
‫قَ َرأَ ُه َكا َن ل َ ُه َما لَنَا‪َ ،‬و َعلَ ْيه ِ َما َعلَ ْينَا»‪َ ،‬وقَ ْد قَ َال َّ‬
‫اس ُّي ِفي ال َّت ْعلِي ِق َعلَى َك َالمِ‬ ‫ي ال َف ِ‬ ‫اهلل ِ ُم َح َّم ُد ْب ُن َع َّبا ٍد َّ‬
‫الر ْن ِد ُّ‬
‫ِيض َعلَ ْيهِ‪َ ،‬و َص ْر َف اله َِّمةِ ِإل َ ْيهِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الشاذل ِّي‪« :‬قَ ْد قَ َص َد بِ َذل َك ال َّت ْحر َ‬
‫ول‪َ :‬م ْن قَرأَ ُه بِ ِن َّيةٍ َصالِ َحةٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الع ْزمِ‪َ ،‬كأَنَّ ُه يَ ُق ُ‬ ‫الح ْزمِ َو َ‬ ‫َواألَ ْخ َذ فيه ِ بِ َ‬
‫َو َر َج ٍاء َصادِ ٍق َو َكا َن ُم ِح ًّبا ِفي َطرِي َق ِتنَا ال َّ ِتي يَ ْش َت ِم ُل َعلَ ْي َها َه َذا‬
‫الم َشا ِر ِف َيها‬ ‫ِ‬ ‫ال ِح ْز ُب‪َ ،‬حرِيصا َعلَى االتِّ َصا ِ‬
‫ات األَ ْولِ َياء ُ‬ ‫ف بِ ِص َف ِ‬
‫الر َج ِاء ِفي بُلُو ِغ أ َ َملِه ِ ِم َن‬ ‫ِإل َ ْيهِ‪ ،‬ف َ َق ْد َح َص َل َعلَى َغايَةِ َّ‬
‫اصة ِ بِنَا‪َ ،‬و َد َخ َل ِفي ِح ْزبِنَا‪،‬‬ ‫الو ُصو ِل ِإلَى ُر ْت َبةِ ال ِو َاليَة ِ ال َخ َّ‬ ‫ُ‬
‫ِيب َوا ِإل ْك َرامِ‪،‬‬ ‫َو َش ِملَ ْت ُه ر َِعايَ ُتنَا‪َ ،‬و َكا َن ل َ ُه َما لَنَا ِم َن ال َّت ْقر ِ‬
‫االس ِت ْس َالمِ»(‪.)2‬‬ ‫َو َعلَ ْيه ِ َما َعلَ ْينَا ِم َن اال ْن ِق َيادِ َو ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬األنوار السنية على الوظيفة الزروقية (ق‪/3‬أ) النسخة رقم ‪ 7078‬بمكتبة‬
‫جامعة الملك سعود‪ ،‬قسم المخطوطات‪.‬‬
‫(‪ )2‬راجع الرسائل الصغرى البن عباد (ص‪ 85‬ــ ‪ )86‬نشرها األب بولس ع‪=.‬‬
‫‪16‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫الش ْي ُخ َز ُّروق فَ َق ْد َعلَّ َق َعلَى َم َقالَةِ ال َّش ْي ِخ أَبِي‬ ‫َوأَ َّما َّ‬
‫ات‬ ‫الح َس ِن قَائِال‪َ :‬وال َّ ِذي يَظ َْه ُر ِم ْن قُ َّو ِة ال َك َالمِ أَ َّن َذلِ َك ِإ ْث َب ٌ‬ ‫َ‬
‫الح ْر َمةِ‬‫الش ْي ِخ َو َدائِ َرتِه ِ بِ َما ُه َو أَ َع ُّم ِم َن ُ‬ ‫ِألَنَّ ُه ِفي َح ْو َز ِة َّ‬
‫الر ْح َمةِ(‪َ ،)1‬و َه َذا َجا ٍر ِفي ُك ِّل أَ ْح َزابِه ِ َو َج ِمي ِع َطرِي َق ِته ِ ِألَنَّ ُه‬ ‫َو َّ‬
‫يما ُن بِطَرِي َق ِته ِْم و َِاليَة‪ ،‬ف َ َك ْي َف بِال ُّد ُخو ِل ِف َيها بِأَ ْدنَى‬ ‫ِإ َذا َكا َن ا ِإل َ‬
‫ٍ‬
‫الم َح َّبةِ ل َ ُه ْم‪،‬‬ ‫ُج ْزء؟!‪ .‬نَ َع ْم َال يَ ْس َت ْع ِم ُل أَ َح ٌد َذلِ َك ِإ َّال بَ ْع َد َ‬
‫الم ْر ُء َم َ‪َ :‬م ْن أ َ َح َّب»(‪َ )2‬ك َما قَ َال ‪َ ،‬وقَ َال أَ ْيضا‬ ‫َو« َ‬
‫‪ ‬لِ َّلر ُج ِل ال َّ ِذي َسأَل َ ُه َع ِن ال َق ْومِ َول َ َّما يَ ْل َح ْق بِه ِْم‪:‬‬
‫«أ َ ْن َت َم َ‪َ :‬م ْن أ َ ْح َب ْب َت»(‪.)4()3‬‬
‫الر َسالَةِ ال َّ ِتي َص َّد َر‬ ‫ِ‬ ‫َوبِ َه َذا يُ ْف َه ُم َم ْق ُص ُ‬
‫الش ْي ِخ َز ُّروق في ِّ‬
‫ود َّ‬
‫اسلَ ُه‪َ « :‬ويَا أَ ِخي‪،‬‬ ‫بِ َها َو ِظي َف َت ُه ُ‬
‫الم َب َار َك َة َح ْي ُث قَ َال لِ َم ْن َر َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نويا‪ ،‬في مجلة المشرق سنة ‪1957‬م‪ .‬وقد أورد ابن عباد وجوها أخرى في‬ ‫=‬
‫تفسير إشارة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمهما اهلل تعالى‪.‬‬
‫وهذا عين ما بينه الشيخ ابن عباد الرندي في رسائله الصغرى‪( ،‬ص‪ 85‬ــ‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪.)86‬‬
‫متفق عليه من حديث ابن مسعود ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫متفق عليه من حديث أنس بن مالك ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫شرح حزب البحر للشيخ زروق (ص‪ 32‬ــ ‪ )33‬طبعة دار الكلم الطيب‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪17‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َطلَ ْب ُت ْم ِمنِّي ِإ ْد َخ َال فُ َال ٍن َوفُ َال ٍن ِفي ال َّدائِ َر ِة‪ ،»...‬فَال َّظا ِه ُر‬
‫البلُو ِغ ِإلَى ُر ْت َبةِ األَ ْولِ َي ِاء َوأَ ْه ِل‬ ‫ِ‬
‫أَنَّ ُه ْم َطلَ ُبوا م ْن ُه بَ َيا َن َطرِي ِق ُ‬
‫يح َة النَّ ِاف َع َة‬ ‫ِ‬
‫ال ُق ْر ِب ِم َن اهلل َت َعالَى‪ ،‬فَ َك َت َب ل َ ُه ْم تِ ْل َك النَّ ِص َ‬
‫الجا ِم َعةِ‪.‬‬
‫الو ِظي َفةِ َ‬
‫ُم َذيَّلَة بِ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َه َذا‪َ ،‬وقَ ْد َت َق َّر َر بَ ْي َن األَئ َّمة أَ َّن ال ِّذ ْك َر َوال ُّد َع َ‬
‫اء َو َغ ْي َر ُه َما‬
‫الح َفائِ ِظ َواألَ ْو َرادِ َال ُت َب ِّد ُل قَ َدرا َو َال ُت َغيِّ ُر قَ َضاء‪َ ،‬و ِإنَّ َما‬ ‫ِم َن َ‬
‫الص َال ِة بِ َو ْق ِت َها‪َ ،‬و ُرتِّ َب ْت‬
‫ِه َي ُع ُبودِيَّ ٌة ا ْق َت َرنَ ْت بِ َس َب ٍب َكا ْق ِت َرا ِن َّ‬
‫الص َال ِة َعلَ ْي َها‪.‬‬
‫اب َّ‬ ‫َعلَ ْي َها ا ِإل َجابَ ُة َك َما ُرتِّ َب ثَ َو ُ‬
‫الج ْملَةِ فَا ِإل ْت َيا ُن بِ َها بِ ُش ُرو ِط َها أَ َم َارة ٌ َعلَى ْ‬
‫االس ِت َجابَةِ‬ ‫َوبِ ُ‬
‫ف ِفي ال َق َض ِاء َو ُس ُهولَةِ األَ ْمرِ َعلَى‬ ‫الم ْق ُصودِ‪ ،‬أَ ِو اللُّ ْط ِ‬ ‫لِ َع ْي ِن َ‬
‫ود الطَّال َ ِب‪،‬‬ ‫االح ِت َيا ِج ال َّ ِتي ِه َي َم ْق ُص ُ‬
‫س َح َّتى َت ْب ُر َد ُح ْرقَ ُة ْ‬ ‫النَّ ْف ِ‬
‫الم ْسلِمِ أَ ْن يَ َت َو َّج َه ِإلَى اهلل ِ َت َعالَى ُم َف ِّوضا ُم ْس َت ْسلِما‪َ ،‬م َع‬‫فَ َعلَى ُ‬
‫ِ ِ‬
‫يما يَ ْطلُ ُب ُه‪َ ،‬و ِإ ْت َبا ِع َذلِ َك بِ ِّ‬
‫الر َضا َوال َّت ْسلِيمِ‪،‬‬ ‫ُح ْس ِن ال َّظ ِّن بِاهلل ف َ‬
‫العلِ ُ‬
‫يم‪.‬‬ ‫اح َ‬ ‫َواهللُ ُه َو ال َف َّت ُ‬
‫الو ِظي َفةِ ُ‬
‫الم َب َار َكةِ ــ َك َما نُ ِق َل َع ِن‬ ‫َوي ْنب ِغي لِ َقا ِر ِ ِ‬
‫ئ َهذ ِه َ‬ ‫ََ‬
‫‪18‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫اح َت َو ْت َعلَ ْيه ِ ِم َن‬ ‫ِ‬


‫يما ْ‬‫الش ْي ِخ َز ُّروق ــ أَ ْن يُ ْح ِض َر قَ ْل َب ُه‪َ ،‬ويَ َت َدبَّ َر ف َ‬ ‫َّ‬
‫األَ ْل َفا ِظ ال ُق ْرآنِ َّيةِ‪َ ،‬واألَ ْذ َكا ِر النَّ َب ِويَّةِ؛ ِإ ْذ ُك ُّل ِع َب َاد ٍة قَ ْولِ َّيةٍ أَ ْو‬
‫اها فَه َِي نَاقِ َصةٌ‪َ ،‬و َذلِ َك‬ ‫اها َو َال يُ ْع َر ُف ُم ْق َت َض َ‬ ‫ِف ْعلِ َّيةٍ َال يُ ْف َه ُم َم ْعنَ َ‬
‫الم َعانِي َكالثِّ َمارِ‪َ ،‬وفَائِ َد ُة َّ‬
‫الش َج َر ِة‬ ‫ألَ َّن األَ ْل َفاظَ َكاألَ ْش َجارِ‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫بِ َال ثَ ْم َر ٍة قَلِيلَةٌ‪ِ ،‬إ ْذ ِه َي لِلثَّ ْم َر ِة َو ِسيلَةٌ‪.‬‬

‫** ** **‬

‫‪19‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫(‪)1‬‬
‫‪‬‬
‫َ َ ْ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َْ ُ‬
‫احلمد ِهللِو ‪َ ،‬و ا وو َو ا و َّو إِ ا ِاهللِ‬

‫ِم ْن َع ْب ِد اهلل ِ ال َف ِقيرِ ِإلَى َر ْح َم ِتهِ‪ ،‬أَ ْح َم َد ْب ِن أَ ْح َم َد ْب ِن ُم َح َّم ِد‬


‫الش ِّهي ِر بِـ« َز ُّروق»‪ ،‬أَ ْصلَ َح اهللُ َحال َ ُه‪.‬‬ ‫الب ْرنُ ِس ِّي َ‬ ‫يسى ُ‬ ‫ْب ِن ِع َ‬
‫اب ِفي اهلل ِ َت َعالَى‪َ ،‬سيِّ ِدي‬ ‫الس َاد ِة ال ُف َق َر ِاء َواألَ ْح َب ِ‬ ‫ِإلَى َّ‬
‫اآلخ َر ِة‪َ ،‬و َحبِي ِبه ِ‬‫ِي‪َ ،‬كا َن اهلل ل َ ُه ِفي ال ُّد ْنيا َو ِ‬ ‫الم ْغ َراو ِّ‬ ‫َع ْب ِد َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العزِي ِز َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ْب ِن َسعيد‪ ،‬أَ ْس َع َد ُه اهللُ‬ ‫الملِ ِ‬ ‫في اهلل َت َعالَى ال َف ِقيرِ َع ْب ِد َ‬
‫بِ َم ْر َضاتِهِ‪َ ،‬ونَ َّو َر قَ ْل َب ُه َو َك َف ُاه َش َّر نَ ْف ِسهِ‪ ،‬ثُ َّم َسائِرِ ا ِإل ْخ َوا ِن ِم َّم ْن‬
‫اب‪.‬‬ ‫ول ِفي َدائِ َر ِة األَ ْص َح ِ‬ ‫أَ َر َاد ال ُّد ُخ َ‬
‫َس َال ٌم َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُة اهلل ِ َوبَ َر َكا ُت ُه‪.‬‬

‫أَ َّما بَ ْع ُد‪ ،‬فَ َق ْد بَلَ َغ ِني ِم ْن ُك ْم ِك َت ٌ‬


‫اب يَ َت َض َّم ُن َك َم َال ال ِو َدادِ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حققت الوظيفة على نسخة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية التونسية‪ ،‬رقم‬
‫‪( 21338‬ق ‪ 53‬ــ ‪.)54‬‬
‫‪20‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫االع ِت َقادِ‪َ ،‬وأَ ْخ َب ْر ُت ْم ِفيه ِ بِأَ ْش َواقِ ُك ْم ِإل َ ْينَا‪،‬‬


‫َو ُح ْس َن ال َّظ ِّن َو َج ِم َيل ْ‬
‫َوا ْن ِعطَ ِاف ُك ْم بِ ُك ْنه ِ اله َِّمةِ َعلَ ْينَا‪ ،‬فَأَ ْسأَ ُل اهللَ أَ ْن يُ َبلِّ َ نِ َّياتِ ُك ْم‪،‬‬
‫َويَ ْن َف َعنَا بِ َصالِ ِح َم ْق ِص ِد ُك ْم‪َ ،‬و ِإ َّال فَنَ ْح ُن ُع َصاة ٌ ُمذْ نِ ُبو َن‪ ،‬نَ ْطلُ ُب‬
‫َع ْف َو الل ه هيك ّل ح ِ َاٍ‪،‬و َنتَ َم َس ُكَ ّ أهذَ ْياٍَ ه‪ُ ،‬ك‬
‫اَّ ٍَة ه هن ْ هَ ْل ه ِ اّ َم َسٍ ه‪،‬‬
‫َويَا أَ ِخي‪َ ،‬طلَ ْب ُت ْم ِمنِّي ِإ ْد َخ َال فُ َال ٍن َوفُ َال ٍن ِفي ال َّدائِ َر ِة‪،‬‬
‫الجائِ َر ِة‪َ ،‬ول َ ِك ْن‬ ‫اص َيةِ َ‬ ‫اخ ِت َيا ِر نَ ْف ِسي ا َلع ِ‬
‫َ‬ ‫َول َ ْي َس َذلِ َك لِي‪َ ،‬و َال بِ ْ‬
‫ول ل َ ُك ْم‪:‬‬‫قُ ْل ل َ ُه ْم‪ :‬يَ ُق ُ‬
‫اص ِد ُك ْم‪َ ،‬و َد ُعوا‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم بِاللَّ ْج ِإ ِإلَى اهلل ِ َت َعالَى ِفي َم َق ِ‬
‫الح ْو َل َوال ُق َّو َة َو َر َاء ظ ُُهو ِر ُك ْم‪ ،‬فَ َال َم ْل َجأَ ِم َن اهلل ِ ِإ َّال ِإل َ ْيهِ‪َ ،‬و َال‬
‫َ‬
‫اص َم ِم ْن أَ ْم ِرهِ ِإ َّال َم ْن َر ِح َم َو َت َعطَّ َف َعلَ ْيهِ‪.‬‬‫َع ِ‬

‫س ِخ َصا ٍل‪ِ ،‬إ ْن َال َز ْم ُت ُم َ‬


‫وها َو َص ْل ُت ْم‬ ‫وصي ُك ْم بِ َخ ْم ِ‬ ‫َوأُ ِ‬
‫َوا َّت َص ْل ُت ْم‪َ ،‬و ِإ ْن أ َ ْه َم ْل ُت ُم َ‬
‫وها ُترِ ْك ُت ْم َوا ْن َقطَ ْع ُت ْم‪:‬‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اعةِ؛ فَ ِإنَّ َها‬‫م‬ ‫الج‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ا‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫م‬‫الخ‬ ‫وم‬ ‫ز‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫* أول‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ َْ‬
‫ال ِع ْص َم ُة ِم ْن ُك ِّل آفَةٍ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ُ‬
‫* َواثلَّان َِية‪ُ :‬م َجانَ َب ُة أَ ْه ِل ال ِعنَادِ ِم َن ال َّظلَ َمةِ َو َغ ْيرِ ِه ْم‪ِ ،‬م ْن‬
‫يسٍ ّل ْم هييههو هإ ُكَّل أه َش َف َقة َن هإ ْر َشٍة اَ ْص َح ّب ّه َسٍ هر ْي ٌق‬ ‫ه‬
‫َغ ْيره ّننٍَ َز َعة ّ َ ّه ْم ي َ‬
‫َ َّ َ ُ‬
‫اج ٌة ِألَ َح ٍد ِم َن ال َخ ْل ِق‪ ،‬أَ ْو‬ ‫ح‬
‫ْ ْ َ َ‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ان‬‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫اثل‬
‫* واثل ِ‬
‫اء ِفي قَ َضائِ َها قَ ْب َل ال َّت َو ُّجه ِ ِإل َ ْي َها‬ ‫اج ٌة‪ ،‬فَ َق ِّد ُموا ال ُّد َع َ‬ ‫ل َ ُه ِع ْن َد ُك ْم َح َ‬
‫لِ َت ُكونُوا بِاهلل ِ‪َ ،‬ال بِأَ ْن ُف ِس ُك ْم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ َّ َ ُ‬
‫لص ِغيرِ‪،‬‬ ‫الر ْح َمةِ لِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ‬‫ب‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫* والرا ِع‬
‫اض ِع لِ ْل ُم ِطي ِع‪،‬‬ ‫اصي‪َ ،‬وال َّت َو ُ‬ ‫الع ِ‬
‫الش َف َقةِ َعلَى َ‬ ‫الح ْر َمةِ لِ ْل َكبِيرِ‪َ ،‬و َّ‬ ‫َو ُ‬
‫الص َال ِح‪ِ ،‬م ْن َغ ْي ِر‬ ‫اء ِإل َ ْي ُك ْم‪َ ،‬وال ُّد َع ِاء ل َ ُه بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫َوا ِإل ْح َسا ِن ل َم ْن أَ َس َ‬
‫ِح ْق ٍد َعلَ ْيهِ‪.‬‬
‫َ َ َ ُ‬
‫س ِم ْن َغ ْيرِ فُ ُر ٍط َو َال ِإ ْف َرا ٍط‪،‬‬ ‫الر ْف ُق بِالنَّ ْف ِ‬
‫ِّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫* واخلامِس‬
‫ات فَأَقَ َّل‪َ ،‬وقَ ْب َل ال ُّظ ْه ِر‬ ‫الض َحى َعلَى ِس َّتةِ َر ْك َع ٍ‬ ‫فَ َال َتزِي ُد ِفي ُّ‬
‫الم ْغر ِِب‬ ‫الع ْصرِ أَ ْربَعا‪َ ،‬وبَ ْع َد َ‬ ‫أَ ْربَعا‪َ ،‬وبَ ْع َد ُه َر ْك َع َت ْي ِن‪َ ،‬وقَ ْب َل َ‬
‫الو ْترِ‪ُ ،‬ك ُّل َذلِ َك‬ ‫الش ْف ِع َو َ‬ ‫ات َو َّ‬ ‫َر ْك َع َت ْي ِن‪َ ،‬و ِم َن اللَّ ْي ِل َع ْش ِر َر ْك َع ٍ‬
‫ومةٍ‪ ،‬فَ ِإ َّن َذلِ َك بِ ْد َع ٌة‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫ومةٍ‪َ ،‬و َال ِص َفةٍ َم ْعلُ َ‬ ‫بِ َغ ْيرِ ق َر َاءة َم ْعلُ َ‬
‫َو َما َذ َك ْر ُت ل َ ُك ْم ُه َو َطرِي ِقي‪َ ،‬و ُّ‬
‫السنَّ ُة ال َّ ِتي َكا َن َعلَ ْي َها‬
‫‪22‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫‪ ،‬يَ ْع َم ُل بِ َها َح َّتى ل َ ِق َي اهللَ َت َعالَى‪.‬‬


‫َوال ِّزيَ َاد ُة َال أُ ِح ُّب َها‪َ ،‬والنَّ ْق ُص َال أُرِي ُد ُه‪.‬‬
‫َو َعلَ ْي ُك ْم بِ َص ْومِ اال ْثنَ ْي ِن َوال َخ ِمي ِ‬
‫س‪َ ،‬ال أَ ْك َث َر‪ .‬فَ ِإ ْن ل َ ْم‬
‫َت ْق ِد ُروا فَ َث َالثَةِ أَيَّامٍ ِم ْن ُك ِّل َش ْهرٍ‪.‬‬
‫الج ْملَةِ‪َ ،‬خ ْي ُر األُ ُمو ِر أَ ْو َسطُ َها‪َ ،‬و َما َذ َك ْر ُت ل َ ُك ْم ُه َو‬‫َوبِ ُ‬
‫يل ِفي ُسنَّةٍ َخ ْي ٌر ِم ْن َع َم ٍل َك ِثي ٍر ِفي بِ ْد َعةٍ‪.‬‬
‫أَ ْو َسطُ َها‪َ ،‬و َع َم ٌل قَلِ ٌ‬
‫َوال َف ِق ُير ِم ْث ُل النَّ ْحلَةِ َت ْر َعى ِم ْن ُك ِّل نَ َّوا ٍر‪َ ،‬و َال َتب ُ‬
‫ِيت ِإ َّال‬
‫ِفي ِج ْب ِح َها َو ُه َو َش ْي ُخ ُه‪َ ،‬و ِإ َّال فَ َال يُ ْن َت َف ُع بِ َع َسلِ َها‪.‬‬
‫َوال َّ ِذي أَ ْن َها ُك ْم َع ْن ُه َخ ْم ُس ِخ َصا ٍل‪:‬‬
‫ُ‬‫َ‬
‫* أ َّول َها‪َ :‬ك ْث َر ُة ال َّت ْخلِي ِط ِفي ال ِع َب َاد ِة َو َغ ْير َِها‪.‬‬
‫َ َّ َ ُ‬
‫وء ال َّظ ِّن بِ ِع َبادِ اهلل ِ َت َعالَى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫* واثلان ِي‬
‫َّ َ ُ‬
‫* َواثل ِاثلة‪ْ :‬‬
‫االغ ِت َر ُار بِ َظ َوا ِهرِ ال َخ ْلقِ‪.‬‬
‫َ َّ َ ُ‬
‫الرا ِعة‪ :‬اال ْن ِت َص ُار لِلنَّ ْف ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫*و‬
‫ول ِ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫يما َال يَ ْع ِني‪،‬‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫خ‬ ‫د‬
‫ُّ‬
‫َ ُ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫و‬‫ض‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫‪:‬‬
‫* واخلامِس َ َ ُّ ُ ُ ُ‬
‫ة‬
‫‪23‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ين َو ُس ْلطَانِه ِْم‪ ،‬فَ ِإنَّ ُه‬ ‫اعةِ ُ‬


‫الم ْسلِ ِم َ‬ ‫َكال َّت َو ُّجه ِ لِ ْل ِج َهادِ بِ َغ ْيرِ ِإ ْذ ِن َج َم َ‬
‫ول بَ ْينَ ُه‬ ‫ُسلَّ ُم ال ِف ْتنَةِ‪َ ،‬وقَ َّل َم ِن ْاش َت َغ َل بِه ِ أَ َح ٌد َونَ َج َح‪َ ،‬وال ُّد ُخ ُ‬
‫َوبَ ْي َن ُم َخالِ ِفيه ِ بِ َو ْجهٍ َال يَ ْر َض ُاه‪.‬‬
‫الح َذ ِر ِم ْن ُه ْم‪ ،‬فَ َال َت ْأ َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َو َح ِّس ْن بِالنَّا ِ‬
‫س ظَ ًّنا في َع ْي ِن َ‬
‫ِألَ َح ٍد بِأَ ْهلِ َك َو َمالِ َك َو َال دِي ِن َك‪ِ ،‬إ َّال َم ْن َج َّر ْب َت ُه أَ ْل َف َم َّر ٍة أَنَّ ُه‬
‫يَ َخ ُاف اهللَ َويَ َّت ِقيهِ‪.‬‬
‫الم ْعرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫اج َع ْل َما في يَ ِد َك َكأَنَّ َك َخا ِز ٌن ل َ ُه‪َ ،‬ت ْأ ُك ُل م ْن ُه بِ َ ُ‬ ‫َو ْ‬
‫اف َو َال ِإ ْق َتا ٍر‪.‬‬ ‫َو ُت ْط ِعم ِعب َاد اهلل ِ َت َعالَى ِم ْن َغيرِ ِإ ْسر ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫َو َم ْن َخلَ َط ِفي َطرِي َق ِته ِ ل َ ْم يَ ْن َت ِف ْع بِنَ ْف ِسهِ‪َ ،‬و َم ْن َك َّث َر َع َد َد‬
‫السنَّةِ ــ بَ ُع َد َعلَ ْيه ِ‬ ‫ات ــ َغ ْي َر َما َص َّح ِفي ُّ‬ ‫األَ ْذ َكا ِر َوال ِعب َاد ِ‬
‫َ‬
‫اء َها َويَ ْح ِف ُر ِفي ُك ِّل‬ ‫ِ‬
‫ال َف ْت ُح؛ ألَنَّ ُه َك َم ْن يُرِي ُد َح ْف َر بِ ْئ ٍر يُرِي ُد َم َ‬
‫َم ْو ِض ٍع ِش ْبرا‪.‬‬
‫الم َشايِ ِخ ل َ ْم يَ ْن َت ِف ْع ِم ْن ُه ْم بِ َطائِ ٍل؛ ِألَنَّ ُه‬ ‫َو َم ْن َت َعلَّ َق ْت ِه َّم ُت ُه بِ َ‬
‫ِإ ْس َقا ٌط لِ ُح ْر َم ِته ِْم‪.‬‬
‫اس؛ فَ ِإنَّ ُه بِ ْد َع ٌة َو َض َال ٌل‪َ ،‬و ْاسأَلُوا اهللَ‬ ‫َو ِإيَّا ُك ْم َو َ‬
‫الو ْس َو َ‬
‫الع ِاف َي َة‪.‬‬
‫َت َعالَى َ‬
‫‪24‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َو ِإيَّا ُك ْم ثُ َّم ِإيَّا ُك ْم َو ُم َخالَطَ َة ال ُف َق َر ِاء َوال ُّط ْل َبةِ ِم َن أَ ْه ِل‬
‫االش ِت َغا ِل بِال ُكنُو ِز َوال ِك ْيم َي ِاء‪ ،‬فَ ِإ َّن َذلِ َك ُم ْب ِع ٌد ِم َن اهلل ِ‪َ ،‬جالِ ٌب‬‫ْ‬
‫لِ ْل َف ْقرِ‪ ،‬بَ ِعي ٌد ِم َن َ‬
‫الح ِّق‪.‬‬
‫َو َعلَ ْي ُك ْم بِاألُ ْل َفةِ‪َ ،‬و ِإ ْك َرامِ األَ ْص َح ِ‬
‫اب‪َ ،‬و ُه ْم ثَ َالثَ ٌة‪:‬‬
‫َحب ل ِ ُد ْن َيَ َك‪ ،‬فَ َال ُت َرا ِع ِفيه ِ ِإ َّال ُح ْس َن ُخلُ ِقهِ‪.‬‬
‫* َص ِ‬
‫َحب ِِل ِخ َر ِع َك‪ ،‬فَ َال ُت َرا ِع ِفيه ِ ِإ َّال اهللَ‪َ ،‬وا ْق َب ْل ُه‬ ‫* َو َص ِ‬
‫َك ْي َف َكا َن‪.‬‬
‫اَّ ََلن َة هن ْ َش حرهه‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* َو َصَحب ل ِ َت ْأ َن َس ِبه‪ ،‬يَ ََل ّت َرا هع ييه ه هإ ُكَّل ُك َ‬
‫َو ِإيَّا ُك ْم َو ُم َخال َ َط َة فُ َق َر ِاء َه َذا ال َّز َما ِن‪ ،‬فَ ِإنَّ ُه ْم ُخ َّدا ٌع ِإ َّال َم ْن‬
‫قَ َّل‪َ ،‬و َسل ِّْم ل َ ُه ْم َما ُه ْم ِفيهِ‪.‬‬
‫الشر َِيعةِ‪َ ،‬و َال ُت َخالِط ُْه ْم؛‬ ‫اء؛ فَ ِإنَّ ُه ْم َح َملَ ُة َّ‬ ‫َو َعظِّمِ ا ْل ُف َق َه َ‬
‫وس ُه ْم َغالِ َب ٌة َعلَ ْيه ِْم‪.‬‬ ‫ِألَ َّن نُ ُف َ‬
‫َوأَ ْكر ِْم أَ ْه َل ال ُّد ْن َيا َت ْن َت ِف ْع بِه ِْم‪َ ،‬و َال َت ْرفَ ْع ُه ْم َعلَى ال ُف َق َر ِاء‬
‫فَ َت ْس ُق َط ِم ْن َع ْي ِن اهلل ِ َت َعالَى َو ُت ْز َد َرى ِع ْن َد ُه ْم‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َوا ْل َت ِج ْئ ِفي أَ ْمرِ َك ُكلِّه ِ ِإلَى اهلل ِ َت َعالَى َت ِج ِد ا ِإل َجابَ َة َكأَنَّ َها‬
‫ت َم ْم ُدو ٍد‪َ « :‬يَ َغ ِن ُّي‬ ‫ف اللَّي ِل بِ َص ْو ٍ‬ ‫ط َْو َع ي ِد َك‪َ ،‬وقُ ْل ِفي َج ْو ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫لذلِي ِل ِس َوا َكو ‪َ ،‬يَ قَ ِد ُير َم ْن‬ ‫َم ْن ل ِ ْل َف ِقيرِ ِس َوا َكو ‪َ ،‬يَ َعز ُِيز َم ْن ل ِ َّ‬
‫ف ِس َواك»‪َ .‬و َك ِّر ْر َذلِ َك‬ ‫لض ِاي ِ‬ ‫َج ِز ِس َوا َكو ‪َ ،‬يَ قَ ِو ُّي َم ْن ل ِ َّ‬ ‫ل ِ ْل َا ِ‬
‫ِم َرارا َت ِج ِد ا ْل َع َج َب ِم ْن أَ ْمرِ َك‪.‬‬
‫ول‪ :‬يَا َعز ُِيز‪ ،‬يَا َج َّب ُار‪ ،‬يَا‬ ‫َو َالز ِْم ِفي ُك ِّل يَ ْومٍ أ َ ْن َت ُق َ‬
‫ِين َم َّرة‪،‬‬‫ود‪ ،‬يَا بَ ِص ُير‪ِ :‬م َئة َو َخ ْمسا َو ِع ْشر َ‬ ‫ُم َت َكبِّ ُر‪ ،‬يَا َو ُد ُ‬
‫َو ُت َصل ِّي َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد ‪ِ ‬م ْثلَ َها‪َ ،‬ت َرى َ‬
‫الع َج َب‪:‬‬
‫ِم ْن نُ ُفو ِذ ال َكلِ َمةِ‪َ ،‬وظ ُُهو ِر األَ ْمرِ‪َ ،‬و ِذلَّةِ نَ ْف ِس َك ل َ َك‪ِ ،‬إلَى َغ ْيرِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫َذلِ َك‪َ ،‬ه َذا ُخ َّص بِ َك يَا َع ْب َد َ‬
‫الملِ ِ‬
‫ْاس َت ْع َم ْل ُت َها‪ ،‬فَ ِإ ْن َت َي َّس َر ل َ ُك ْم‬ ‫الو ِظي َف َة ال َّ ِتي‬
‫َوأَنَا أَ ْك ُت ُب َ‬
‫يث َر ُسو ِل‬ ‫َم ْأ ُخو َذة ٌ ِم ْن أَ َحادِ ِ‬ ‫وموا بِ َها ِفي َز َوايَا ُك ْم‪ ،‬فَ ِإنَّ َها‬
‫فَ ُق ُ‬
‫اهلل ِ ‪ .)1(‬انتهى‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬في هامش المخطوط‪ :‬في النسخة المنسوخ منها هذه نص ما وجد بخطه من‬
‫كالمه رضي اهلل عنه ونفعنا به آمين كذا وجد في النسخة المنسوخ منها‬
‫وكتب في عنوانها ما صورته كما ترى وهو هذا‪ :‬و ص س‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫(‪)1‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫يي ِ‬
‫أعوذ ِاهللِ نِن الَياا ِ الر ِ‬

‫{ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ}(‪.)2‬‬
‫{ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ}(‪.)3‬‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ}(‪.)4‬‬
‫{ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ}(‪.)5‬‬
‫{ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بدأ الشيخ ‪ ‬وظيفته باالستعاذة امتثاال ألمر اهلل تعالى حيث قال في‬ ‫(‪)1‬‬
‫كتابه‪{ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ} [النحل‪.]98 :‬‬
‫البقرة‪.163 :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫البقرة‪.255 :‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫آل عمران‪ 1 :‬ــ ‪.2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫طه‪.111 :‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪27‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ}(‪.)1‬‬

‫{ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬
‫(‪)2‬‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ} ‪.‬‬

‫{ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ‬
‫ﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬البقرة‪.255 :‬‬
‫(‪ )2‬غافر‪ 1 :‬ــ ‪.3‬‬
‫‪28‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫ﰍ}(‪.)1‬‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫(‪)2‬‬
‫(م َّرة)‬
‫َ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ}‬

‫{ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ‬
‫(‪)3‬‬
‫(م َّرة)‬
‫َ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ}‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬البقرة‪ 284 :‬ــ ‪.286‬‬
‫(‪ )2‬الكافرون‪ 1 :‬ــ ‪.6‬‬
‫(‪ )3‬النصر‪ 1 :‬ــ ‪.3‬‬
‫‪29‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﭜﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ} (ثَل ًثٍ نع تمرار اّبَسلة)‬

‫{ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ}(‪( )2‬ثالثا مع تكرير البسملة)‪.‬‬

‫{ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓ‬
‫(‪)3‬‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ} (ثالثا مع تكرير البسملة)‬

‫اللَّ ُه َّم ِإنِّي أَ ُعو ُذ بِ َك أَ ْن أُ ْشرِ َك بِ َك َوأَنَا أَ ْعلَ ُم‪َ ،‬وأَ ْس َت ْغ ِف ُر َك‬
‫لِ َما َال أ َ ْعلَ ُم‪( .‬ثالثا)‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬اإلخالص‪ 1 :‬ــ ‪.4‬‬
‫(‪ )2‬الفلق‪ 1 :‬ــ ‪.5‬‬
‫(‪ )3‬الناس‪ 1 :‬ــ ‪.6‬‬
‫‪30‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫الح َز ِن‪َ ،‬وأَ ُعو ُذ بِ َك ِم َن‬


‫اله ِّم َو َ‬‫اللَّ ُه َّم ِإنِّي أَ ُعو ُذ بِ َك ِم َن َ‬
‫الج ْب ِن ‪َ ،‬وأَ ُعو ُذ بِ َك‬ ‫ِ‬
‫الب ْخ ِل َو ُ‬‫الع ْج ِز َوال َك َس ِل‪َ ،‬وأَ ُعو ُذ بِ َك م َن ُ‬ ‫َ‬
‫جا ِل‪( .‬ثالثا)‬ ‫ِم ْن َغلَ َبةِ ال َّد ْي ِن َوقَ ْهرِ ِّ‬
‫الر َ‬
‫اللَّ ُه َّم ِإن ِّي أَ ُعو ُذ بِ َك ِم َن ال ُك ْفرِ َوال َف ْقرِ‪َ ،‬وأَ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن‬
‫اب ال َق ْبرِ‪َ ،‬ال ِإل َ َه ِإ َّال أ َ ْن َ‬
‫ت‪( .‬ثالثا)‬ ‫َع َذ ِ‬
‫اللَّ ُه َّم َع ِاف ِني ِفي بَ َدنِي‪ ،‬اللَّ ُه َّم َع ِاف ِني ِفي َس ْم ِعي‪ ،‬اللَّ ُه َّم‬
‫ت‪( .‬ثالثا)‬ ‫َع ِاف ِني ِفي بَ َص ِري‪َ ،‬ال ِإل َ َه ِإ َّال أَ ْن َ‬
‫اللَّ ُه َّم أَ ْن َت َرب ِّي َال ِإل َ َه ِإ َّال أَ ْن َت‪َ ،‬خلَ ْق َت ِني َوأَنَا َع ْب ُد َك‪،‬‬
‫َوأَنَا َعلَى َع ْه ِد َك َو َو ْع ِد َك َما ْاس َتطَ ْع ُت‪ ،‬أَ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َش ِّر َما‬
‫وء بِ َذ ْن ِبي فَ ْاغ ِف ْر لِي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وء ل َ َك بِ ِن ْع َمت َك َعلَ َّي‪َ ،‬وأَبُ ُ‬
‫َصنَ ْع ُت‪ ،‬أَبُ ُ‬
‫ت‪( .‬ثالثا)‬ ‫وب ِإ َّال أَ ْن َ‬ ‫فَ ِإنَّ ُه َال يَ ْغ ِف ُر ُّ‬
‫الذنُ َ‬
‫اللَّ ُه َّم ِإن ِّي أَ ْص َب ْح ُت ِم ْن َك ِفي نِ ْع َمةٍ َو َع ِاف َيةٍ َو ِس ْت ٍر‪ ،‬فَأَتِ َّم‬
‫آلخ َر ِة‪( .‬ثالثا)‬ ‫نِ ْعم َت َك َعلَي َو َع ِافي َت َك َو ِس ْتر َك ِفي ال ُّد ْنيا َوا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اللَّ ُه َّم َما أَ ْص َب َح بِي ِم ْن نِ ْع َمةٍ أَ ْو بِأَ َح ٍد ِم ْن َخ ْل ِق َك فَ ِم ْن َك‬
‫‪31‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫الش ْك ُر‪( .‬ثالثا)‬


‫الح ْم ُد َول َ َك ُّ‬
‫يك ل َ َك‪ ،‬ف َلَ َك َ‬
‫َو ْح َد َك َال َشرِ َ‬
‫الح ْم ُد َك َما يَ ْن َب ِغي لِ َج َال ِل َو ْج ِه َك َو َع ِظيمِ‬
‫يَا َر ِّب ل َ َك َ‬
‫ك‪( .‬ثالثا)‬ ‫ُس ْلطَانِ َ‬
‫يت بِاهلل ِ َر ًّبا‪َ ،‬وبِا ِإل ْس َالمِ دِينا‪َ ،‬وبِ َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫َر ِض ُ‬
‫‪ ‬نَ ِب ًّيا َو َر ُسوال‪( .‬ثالثا)‬

‫ُس ْب َحا َن اهلل ِ َوبِ َح ْم ِدهِ َع َد َد َخ ْل ِقه ِ‪َ ،‬و ِر َضا نَ ْف ِسه ِ‪َ ،‬و ِزنَ َة‬
‫َع ْر ِشه ِ‪َ ،‬و ِم َد َ‬
‫اد َكلِ َمات ِه ِ‪( .‬ثالثا)‬

‫ات ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َق‪( .‬ثالثا)‬ ‫ات اهلل ِ ال َّت َّام ِ‬
‫أَ ُعو ُذ بِ َكلِ َم ِ‬

‫ض َو َال‬‫بِ ْسمِ اهلل ِ ال َّ ِذي َال يَ ُض ُّر َم َع ْاس ِمه ِ َش ْيءٌ ِفي األَ ْر ِ‬
‫يم‪( .‬ثالثا)‬ ‫العلِ ُ‬
‫يع َ‬ ‫الس َم ِاء َو ُه َو َّ‬
‫الس ِم ُ‬ ‫ِفي َّ‬
‫العلِي ِم ِم َن َّ‬
‫الش ْي َطا ِن َّ‬
‫الر ِجيمِ‪( .‬ثالثا)‬ ‫الس ِمي ِع َ‬‫أَ ُعو ُذ بِاهلل ِ َّ‬
‫{ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫﮬ ﮭﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ‬

‫‪32‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ‬
‫(‪)1‬‬
‫(م َّرة)‬
‫َ‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ}‬

‫ُس ْب َحا َن اهلل ِ َ‬


‫الع ِظيمِ َوبِ َ‬
‫ح ْم ِدهِ‪( .‬ثالثا)‬

‫وت‪َ ،‬و ْاع َت َص ْم ُت بِ َر ِّب‬ ‫الجب ُر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َت َح َّص ْن ُت بِذي الع َّزة َو َ َ‬
‫اصرِ ْف َعنَّا‬ ‫وت‪ْ ،‬‬ ‫الح ِّي ال َّ ِذي َال يَ ُم ُ‬
‫وت‪َ ،‬و َت َو َّك ْل ُت َعلَى َ‬‫الملَ ُك ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫اص ِر ْف َعنَّا األَ َذى ِإنَّ َك‬ ‫األَ َذى ِإنَّ َك َعلَى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير‪ْ ،‬‬
‫اص ِر ْف َعنَّا األَ َذى ِإنَّ َك َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫ٍ‬
‫َعلَى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير‪ْ ،‬‬
‫قَ ِدير‪( .‬ثالثا)‬
‫ٌ‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢ‬
‫(‪)2‬‬
‫( َم َّرة)‬ ‫ﭣ ﭤ}‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الحشر‪ 22 :‬ــ ‪.24‬‬
‫(‪ )2‬قريش‪ 1 :‬ــ ‪.4‬‬
‫‪33‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫اللَّ ُه َّم َك َما أَ ْط َع ْم َت ُه ْم فَأَ ْط ِع ْمنَا‪َ ،‬و َك َما آ َم ْن َت ُه ْم فَآ ِّمنَّا‪،‬‬


‫ين‪َّ .‬‬
‫(مرة)‬ ‫الشا ِك ِر َ‬ ‫اج َع ْلنَا ل َ َك ِم َن َّ‬
‫َو ْ‬
‫ُس ْب َحانَ َك اللَّ ُه َّم َوبِ َح ْم ِد َك‪ ،‬أَ ْش َه ُد أَ ْن َال ِإل َ َه ِإ َّال أَ ْن َت‪،‬‬
‫ك‪( .‬ثالثا)‬ ‫وب ِإل َ ْي ِ‬‫َوأَ ْس َت ْغ ِف ُر َك َوأَ ُت ُ‬
‫وم‬ ‫يم ال َّ ِذي َال ِإل َ َه ِإ َّال ُه َو َ‬
‫الح ُّي ال َق ُّي ُ‬ ‫أَ ْس َت ْغ ِفر اهلل َ ِ‬
‫العظ َ‬ ‫ُ َ‬
‫وب ِإل َ ْيه ِ‪( .‬ثالثا)‬‫َوأَ ُت ُ‬
‫اللَّ ُه َّم َص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َك َو َر ُسولِ َك‬
‫ي َو َعلَى آلِه ِ َو َص ْح ِبه ِ َو َسل ِّْم‪( .‬ثالثا)‬ ‫النَّب ِِّي األُ ِّم ِّ‬
‫اط بِه ِ ِع ْل ُم َك‪َ ،‬و َخ َّط بِه ِ قَلَ ُم َك‪،‬‬ ‫َت ْسلِيما َع َد َد َما أَ َح َ‬
‫الر َضا َع ْن أَبِي بَ ْكرٍ‪َ ،‬و ُع َم َر‪َ ،‬و ُع ْث َما َن‪،‬‬ ‫َوأَ ْح َص ُاه ِك َتابُ َك‪َ ،‬و ِّ‬
‫ين َو َتابِ ِع‬ ‫ين‪َ ،‬و َع ِن ال َّتابِ ِع َ‬ ‫الص َحابَةِ أَ ْج َم ِع َ‬ ‫َو َعلِ ٍّي‪َ ،‬و َع ِن َّ‬
‫ن‪َ .‬‬
‫(م َّرة)‬ ‫ال َّتابِ ِعي َن ل َ ُه ْم بِ ِإ ْح َسا ٍن ِإل َى يَ ْومِ ال ِّدي ِ‬
‫ُس ْب َحا َن َرب ِّ َك َر ِّب ال ِع َّز ِة َع َّما يَ ِص ُفو َن‪َ ،‬و َس َال ٌم َعلَى‬
‫ين‪َّ ( .‬‬
‫مرة)‬ ‫الح ْم ُد لِلَّه ِ َر ِّب َ‬
‫العال َ ِم َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َ‬ ‫الم ْر َسلِ َ‬
‫ُ‬
‫‪34‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َال ِإل َ َه ِإ َّال اهلل‪ِ ( .‬م ْن ِم َئةٍ ِإلَى أَ ْل ٍ‬


‫ف)‬ ‫ُ‬
‫مح َّم ٌد ر ُس ُ ِ‬
‫ول اهلل‪َ .‬‬
‫(م َّرة)‬ ‫ُ َ َ‬
‫ول اهلل ِ‪.‬‬
‫أَ ْش َه ُد أَ ْن َال ِإل َ َه ِإ َّال اهللُ‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَ َّن ُم َح َّمدا َر ُس ُ‬
‫(ثالثا)‬

‫َصلَّى اهللُ َعلَ ْيه ِ َو َسلَّ َم‪َ .‬‬


‫(م َّرة)‬

‫ب بِ َق ْولِ َها‪( .‬ثالثا)‬


‫ثَبِّ ْتنَا يَا َر ِّ‬
‫ب بِ َف ْضلِ َها‪( .‬ثالثا)‬
‫َوا ْن َف ْعنَا يَا َر ِّ‬
‫اج َع ْلنَا ِم ْن أ َ ْخ َيا ِر أ َ ْهلِ َها‪( .‬ثالثا)‬
‫َو ْ‬
‫العال َ ِم َ‬
‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬
‫ين َر َّب َ‬ ‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫آ ِم َ‬
‫أَ ْصب ِْحنَا ِفي ِح َما َك يَا َم ْو َالنَا‪َ ،‬م ِّسنَا ِفي ر َِضا َك يَا‬
‫(‪)1‬‬
‫َم ْو َالنَا ‪( .‬ثالثا)‬

‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫العال َ ِم َ‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬


‫ين َر َّب َ‬ ‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫آ ِم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الم َس ِاء فَ ُي َقالُ ‪ :‬أَ ْم َس ْينَا في ِح َما َك يا َم ْو َالنَا‪َ ،‬صبِّ ْحنَا‬ ‫ِ‬ ‫(‪َ )1‬ه َذا ِفي َّ‬
‫الص َبا ِح‪َ ،‬وأَ َّما في َ‬
‫ِفي ر َِضا َك يَا َم ْو َالنَا‪( .‬ثالثا)‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫اغ هف ْر َي ْت َبنٍَ (ثالثا)‬ ‫ََّل هإّ َ َه هإ ُكَّل هَ ْت َتو َن ه‬


‫اا ٌد َرأُّنٍو اٍَ ّن َج حس َعنٍَ ْ‬

‫العال َ ِم َ‬
‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬
‫ين َر َّب َ‬ ‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫آ ِم َ‬
‫ْاغ ِف ْر لَنَا َما َم َضى‪َ ،‬وأَ ْصلِ ْح لَنَا َما بَ ِق َي‪ ،‬بِ ُح ْر َمةِ األَ ْب َرا ِر يَا‬
‫َعالِ َم األ َ ْس َرارِ‪( .‬ثالثا)‬

‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫العال َ ِم َ‬


‫ين َر َّب َ‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫آ ِم َ‬
‫الس ْت َر َعنَّا‪( .‬ثالثا)‬
‫ف ِّ‬‫الس ِّر ِمنَّا‪َ ،‬ال َت ْك ِش ِ‬
‫يَا َعالِ َم ِّ‬

‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫آ ِم َ‬
‫(‪)1‬‬
‫العال َ ِم َ‬
‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫ين َر َّب َ‬
‫اللَّ ُه َّم َص ِّل َو َسل ِّْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‪َ ،‬وبَار ِْك َعلَى َسيِّ ِدنَا‬
‫(ع ْشرا)‬ ‫ح َّم ٍد‪َ .‬‬ ‫ُم َح َّم ٍد‪َ ،‬و َعلَى آ ِل َسيِّ ِدنَا ُم َ‬
‫ين‪( .‬ثالثا)‬ ‫العال َ ِم َ‬‫ين َر َّب َ‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬ ‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬‫آ ِم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نص العلماء اآلخذون للوظيفة بالسند لصاحبها على أنه من‬ ‫(‪ )1‬وهنا كالم َّ‬
‫يب‪،‬‬‫إضافة الشيخ الخروبي تلميذ الشيخ زروق وهو قوله‪« :‬يَا َم ْو َالنَا يَا ُم ِج ُ‬
‫اجاتِنَا قَر ْ‬
‫ِيب‪َ ،‬ه َذا َو ْق ُت‬ ‫ض َح َ‬ ‫ِيب‪ ،‬ا ْق ِ‬ ‫ِالحب ْ‬ ‫َم ْن يَ ْر ُجو َك َال يَ ِخ ُ‬
‫يب‪َ ،‬ت َو َّسلْنَا ب َ‬
‫العال َ ِم َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ين َر َّب َ‬ ‫ين‪ ،‬أَ ِم َ‬‫ين آ ِم َ‬
‫ين آ ِم َ‬
‫يب‪( .‬ثالثا) آ ِم َ‬‫اضرا َال يَ ِغ ُ‬
‫ات يَا َح ِ‬‫اج ِ‬ ‫الح َ‬
‫َ‬
‫(ثالثا)‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫(‪)1‬‬
‫( َم َّرة)‬ ‫{ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ}‬
‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡ ﭢﭣﭤ‬
‫ﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫(‪)2‬‬
‫( َثالثا)‬ ‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ}‬
‫{ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫(‪)3‬‬
‫(م َّرة)‬
‫َ‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ}‬
‫ات اهلل ِ َو َس َال ُم ُه َو َت ِح َّي ُت ُه َو َر ْح َم ُت ُه َوبَ َر َكا ُت ُه َعلَى َسيِّ ِدنَا‬‫َصلَ َو ُ‬
‫ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َك َو َر ُسولِ َك النَّب ِِّي األُ ِّم ِّي‪َ ،‬و َعلَى آلِه ِ َو َص ْح ِبه ِ‬
‫ات‪( .‬ثالثا)‬ ‫المب َار َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الو ْترِ َو َكل َمات َربِّنَا ال َّت َّامات ُ َ‬ ‫الش ْف ِع َو َ‬
‫َع َد َد َّ‬
‫الع ِظيمِ‪َ ،‬و ُه َو َح ْس ُبنَا‬ ‫العلِ ِّي َ‬ ‫َو َال َح ْو َل َو َال قُ َّو َة ِإ َّال بِاهلل ِ َ‬
‫صيرِ‪{ ،‬ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫الم ْولَى َونِ ْع َم النَّ ِ‬ ‫الو ِك ُيل‪ ،‬فَ ِن ْع َم َ‬ ‫ِ‬
‫َون ْع َم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الصافات‪ 180 :‬ــ ‪.182‬‬
‫(‪ )2‬الفاتحة‪ 1 :‬ــ ‪.7‬‬
‫(‪ )3‬األحزاب‪.56 :‬‬
‫‪37‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫ﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ‬
‫(‪)1‬‬
‫(م َّرة)‬
‫َ‬ ‫ﰈ}‬

‫‪‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الصافات‪ 180 :‬ــ ‪.182‬‬
‫‪38‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫َ َ ُ َّ ْ َ‬
‫و ِفيظة الَيخِ ز ُّروق‬

‫بِ ْسمِ اهلل ِ‪َ ،‬وبِاهلل ِ‪َ ،‬و ِم َن اهلل ِ‪َ ،‬و ِإلَى اهلل ِ‪َ ،‬و ِفي اهلل ِ‪َ ،‬و َعلَى‬
‫الم ْؤ ِمنُو َن‪َ ،‬ح ْسب َِي اهللُ َو َك َفى‪َ ،‬س ِم َع اهللُ لِ َم ْن‬ ‫اهلل ِ فَ ْل َي َت َو َّك ِل ُ‬
‫الو ِك ُيل‪َ ،‬ح ْسب َِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َد َعا‪ ،‬ل َ ْي َس َو َر َاء اهلل ُم ْن َت َهى‪َ ،‬ح ْسب َِي اهللُ َون ْع َم َ‬
‫اهلل ِم ْن ُك ِّل َشي ٍء‪ ،‬اهلل ي ْغلِ ُب ُك َّل َشي ٍء‪َ ،‬و َال ي ِق ُف ِألَمرِ اهلل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الع ِظيمِ‪ُ ،‬س ْب َحا َن َم ْن‬ ‫العلِ ِّي َ‬ ‫َش ْيءٌ‪َ ،‬و َال َح ْو َل َو َال قُ َّو َة ِإ َّال بِاهلل ِ َ‬
‫أَ ْل َج َم ُك َّل َش ْي ٍء بِ ُق ْد َرتِهِ‪َ ،‬وأَ َح َ‬
‫اط ُس ْلطَانُ ُه بِ َما ِفي بَ ِّرهِ َوبَ ْحرِ ِه‪.‬‬
‫ام‪َ ،‬وا ْكنُ ْفنَا بِ َكنَ ِف َك‬ ‫اح ُر ْسنَا بِ َع ْي ِن َك ال َّ ِتي َال َتنَ ُ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْ‬
‫ال َّ ِذي َال يُ َر ُام‪َ ،‬و ْار َح ْمنَا بِ ُق ْد َرتِ َك َعلَ ْينَا‪َ ،‬و َال ُت ْهلِ ْكنَا فَأَ ْن َت‬
‫ين‪،‬‬ ‫اح ِم َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين‪ ،‬يَا أَ ْر َح َم َّ‬ ‫الر ِ‬
‫اح ِم َ‬ ‫ثِ َق ُتنَا َو َر َجا ُؤنَا يَا أَ ْر َح َم َّ‬
‫ين‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا نَ ْس َت ْودِ ُع َك أَبَدا َما نُ ِح ُّب َو َم ْن‬ ‫اح ِم َ‬ ‫الر ِ‬
‫يَا أَ ْر َح َم َّ‬
‫ُت ِح ُّب َو ُك َّل َه ِذهِ األُ َّم َة َو َما أَ ْن َع ْم َت بِه ِ َعلَ َّي َو َعلَ ْيه ِْم َو ُم َت َعلَّ َقاتِي‬
‫‪39‬‬
‫سفينة انلجا ملن إَل اهلل اْلجا‬

‫اه ْم َعلَى أَ ْج َم ِل َع َوائِ ِد َك أَبَدا‪،‬‬ ‫َو ُم َت َعلَّ َقاتِه ِْم‪َ ،‬وأَ ْجرِنِي َو ِإيَّ ُ‬
‫اء اهللُ‪َ ،‬ال قُ َّو َة ِإ َّال بِاهلل ِ‪.‬‬ ‫َوأَقُ ُ ِ ِ‬
‫ول في َذل َك َت ْح ِويطا‪َ :‬ما َش َ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ {’ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ} [قريش‪ 1 :‬ــ ‪. ]4‬‬
‫اللَّ ُه َّم َك َما أَط َْع ْم َت ُه ْم فَأَ ْط ِع ْمنَا‪َ ،‬و َك َما َآم ْن َت ُه ْم فَآ ِمنَّا‪،‬‬
‫ِين‪ ،‬اللَّ ُه َّم َت ِّم ْم لَنَا ِإ ْح َسانَ َك ِفي ال َّد َار ْي ِن‪،‬‬‫الشا ِكر َ‬ ‫اج َع ْلنَا ِم َن َّ‬
‫َو ْ‬
‫الس َال َم َة ِفي ال َّد َار ْي ِن‪َ ،‬و ْاش َف ْع لِي‬ ‫َو َه ْب لِي َربِّ َي ال َك َم َال َو َّ‬
‫ين‪،‬‬‫اح ِم َ‬ ‫الر ِ‬‫بِنَ ْف ِس َك ِع ْن َد نَ ْف ِس َك؛ ِإ ْذ َال أَ ْر َح َم بِي ِم ْن َك يَا أَ ْر َح َم َّ‬
‫اللَّ ُه َّم َص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َوآلِه ِ َو َص ْح ِبه ِ َو َسل ِّْم َت ْسلِيما‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪40‬‬

You might also like